تاج العروس من جواهر القاموس المجلد 10

اشاره

سرشناسه: مرتضی زبیدی ، محمد بن محمد، 1145-1205ق .

عنوان قراردادی: تاج العروس فی شرح القاموس

عنوان و نام پدیدآور: تاج العروس من جواهر القاموس / محمدمرتضی الحسینی الزبیدی .

مشخصات نشر: بیروت: دارالهدایه ‫، 1385ق. ‫= 1965م. ‫= 1344 -

مشخصات ظاهری: ‫ 20ج.

فروست: التراث العربی ‫؛ 16.

وضعیت فهرست نویسی: برونسپاری

یادداشت: عربی.

یادداشت: کتاب حاضر به "تاج العروس فی شرح القاموس " نیز معروف است .

یادداشت: هر جلد را محقق جداگانه به نگارش در آورده است.

یادداشت: ج.2 و 3 (چاپ اول: 1386ق.= 1966م.= 1345).

یادداشت: ج.4 (چاپ اول: 1387ق.= 1968م.=1347).

یادداشت: ج.5 و 6 (چاپ اول: 1389ق.= 1969م.=1368).

یادداشت: ج.8 (چاپ اول: 1390ق.= 1970م.= 1369).

یادداشت: ج.9 (چاپ اول: 1391ق.= 1971م.= 1350).

یادداشت: ج.10 (چاپ اول: 1392ق.= 1972م.= 1351).

یادداشت: ‫ج.13و14 (چاپ اول: 1394ق.= 1974م.= 1353).

یادداشت: کتابنامه .

موضوع: زبان عربی -- واژه نامه ها

رده بندی کنگره: ‫ PJ6620 ‫ /م 4ت 2 1344

رده بندی دیویی: ‫ 492/73

شماره کتابشناسی ملی: م 75-5538

ص :1

اشاره

تاج العروس من جواهر القاموس

محمدمرتضی الحسینی الزبیدی

ص :2

بَابُ الضّاد

اشاره

المعجمه و هُوَ حَرْفٌ من الحُرُوفِ المَجْهُورَهِ ،و هی تِسْعَهَ عَشَرَ حَرْفاً،و الجِیمُ و الشینُ و الضّادُ فی حَیِّزٍ وَاحِدٍ،و هذِهِ الحُرُوف الثَّلاثَهُ هی الحُرُوفُ الشَّجرِیَّهِ .و قال ابنُ عُصْفُورٍ، فی المُقَرّب:و تُبْدَلُ الضَّادُ المُعْجَمَهُ من الصَّادِ المُهْمَلَهِ ، قالُوا:مَصَّ الرُّمَانَهَ وَ مضَّها.قال:و الصَّادُ أَکْثَرُ.قال شیْخُنَا:

و هو عَلاَمَهُ أَصالَتِه و فَرْعِیَّهِ الضادِ المُعْجَمَه عنه.قال:و ذَکَرَ الشیْخُ ابنُ مالِکٍ فی«التَّسْهِیلِ »أَنَّهَا تُبْدَلُ من الَّلامِ أَیضاً، حَکَی الجَوْهَرِیّ :رَجُلٌ جَضْدٌ،أَی جَلْدٌ.قلت:و قال الکِسَائِیّ :العَرَبُ تُبْدِلُ من الصَّادِ ضاداً،فتقولُ :مَا لَکَ فی هذا الأَمْرِ مَنَاضٌ ،أَی مَناصٌ ،کما سَیَأْتِی فی مَحَلِّهِ .

فصل الهمزه مع الضاد المعجمه

أبض

أَبَضَ البَعِیرَ یَأْبِضُهُ أَبْضاً من حَدِّ ضَرَبَ ،و زَادَ فی اللِّسَان:و یَأْبُضُهُ أُبُوضاً ،من حَدّ نَصَرَ شَدَّ رُسْغَ یَدهِ إلی عَضُدِهِ حَتَّی تَرْتَفِعَ یَدُهُ عن الأَرْضِ ،و قد أَبَضْتُهُ ،فهو مَأْبُوضٌ . و ذلِکَ الحَبْلُ إِبَاضٌ ،ککِتَابٍ ،ج: أُبُضٌ ، بضَمَّتَیْن،نقله الجَوْهَرِیّ عن الأَصْمَعِیّ :و قال أَبو زیْدٍ نَحْوٌ مِنْهُ ،و أَنشَدَ ابنُ بَرّیِّ لِلْفَقْعَسِیّ :

أَکْلَفُ لَمْ یَثْنِ یَدَیْهِ آبِضُ

و اَلْإِبَاضُ أَیْضاً:عِرْقٌ فی الرِّجْلِ ،عن أَبِی عُبَیْدَهَ .

و یُقَال لِلْفَرَسِ إِذَا تَوَتَّرَ ذلِکَ العِرْقُ منه مُتَأَبِّضٌ .و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :کَأَنَّهُ فِی الْإِبَاضِ من فَرْطِ الانْقِباضِ .

و عَبْدُ اللّه بنُ إِبَاضٍ التَّمِیمِیُّ ،الَّذِی نُسِبَ إِلیْه الْإِبَاضِیَّهُ مِنَ الْخَوَارِجِ ،و هُمْ قَوْمٌ من الحَرُورِیَّهِ ،و زَعَمُوا أَنَّ مُخَالِفَهُمْ کافِرٌ لا مُشْرِکٌ ،تَجُوزُ مُنَاکَحَتُه،و کَفَّرُوا عَلِیّاً و أَکْثَرَ الصَّحَابَهِ ،و کَان مَبدَأُ ظُهُورِهِ فِی خِلافَهِ مَرْوَانَ الحِمَارِ.

و أُبَاضُ ، کغُرَاب:ه،بِالْیَمَامَهِ .و قال أَبو حَنِیفَهَ :عِرْضٌ بالیمَامَهِ ،کَثِیرُ النَّخْلِ و الزَّرْعِ ،و أَنْشَد مُحَمَّدُ بنُ زِیادٍ الأَعْرَابِیُّ :

أَلا یا جَارَتَا بِأُبَاضَ إِنِّی (1)

رَأَیْتُ الرِّیحَ خَیْراً مِنْکِ جَارَا

تُغَذِّینَا إِذا هَبَّتْ عَلیْنَا

و تَمْلَأُ عَیْنُ (2)نَاظِرِکُمْ غُبَارَا.

قال یاقوت: لَمْ یُرَ أَطْوَلُ من نَخِیلِها ،قال:و عِنْدَهَا کانَتْ وَقْعَهُ خالِدِ بنِ الوَلِیدِ بمُسَیْلِمَهَ الکَذَّابِ و أَنشد:

کَأَنَّ نَخْلاً من أُبَاضَ عُوجَا

أَعناقُهَا إِذْ هَمَّتِ (3)الخُرُوجَا

زاد فی اللّسَان:و قد قِیلَ :بِهِ قُتِلَ زیْدُ بنُ الخَطّابِ .

ص:3


1- (1) فی معجم البلدان« [1]أَباض»:إنّا وجدنا الریح....
2- (2) معجم البلدان:و [2]تملأ وجه.
3- (3) معجم البلدان:حمّت.

و المَأْبِضُ ،کَمَجْلِسٍ :بَاطِنُ الرُّکْبَهِ من کُلِّ شیْ ءٍ، کما قَالَه الجَوْهَرِیّ ،و الجَمْعُ : مَآبِضُ .و منه

14- الحَدِیثُ : «أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله و سلم بَالَ قائِماً لِعِلَّهٍ بمَأْبِضَیْهِ ». أَیْ لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ :إِنَّ الْبَوْلَ قَائِماً یَشْفِی من تِلْکَ العِلَّهِ .

و الْمَأْبِضُ من البَعیر:باطِنُ المِرْفَقِ .و فی التَّهْذِیب:

مَأْبِضَا السَّاقَیْنِ :ما بَطَنَ من الرُّکْبَتیْنِ ،و هُمَا فی یَدَیِ البَعِیرِ بَاطِنَا المِرْفَقَیْنِ .و قال غیرُه: الْمَأْبِضُ :کُلُّ ما ثَبَتَتْ علیه فَخِذُکَ .و قیل: المَأْبِضَانِ :ما تَحْتَ الفَخِذیْنِ فی مَثَانِی أَسَافِلِهما.و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لِهمْیَانَ بنِ قُحَافَهَ :

أَوْ مُلْتَقَی فَائِلِه و مَأْبِضِهْ

قیل:الفَائِلانِ :عِرْقَانِ فِی الفَخِذَیْنِ .و المَأْبِضُ :بَاطِنُ الفَخِذَیْنِ إِلَی الْبَطْنِ ، کَالْأُبْضِ ،بالضَّمّ ،عن ابن دُرَیْد.

و أَنْشَد لهِمْیانَ :

کأَنَّمَا یَیْجَعُ عِرْقَیْ أَبْیَضِهْ

و مُلْتَقَی فَائِلهِ و أُبُضِهْ

هکَذَا هو مَضْبُوطٌ فی نُسَخِ الصّحاح بضَمَّتَیْنِ فی مَادّه «ب ی ض» (1)و ضَبَطَهُ بَعْضُهُمْ :و إِبِضِهِ بکَسْرَتیْن.یُقَال:

أَخَذَ بِإِبِضِهِ ،إِذا جَعَلَ یَدَیْهِ من تَحْتِ رُکْبَتَیْهِ مِنْ خَلْفِه،ثُمَّ حَمَلَهُ .

و الْأَبَایِضُ :اسْمُ هَضَبَات تُوَاجِهُ ثَنِیَّهَ هَرْشی ،نَقَلَه یاقُوتٌ فی المُعْجَمِ ،و قال:کأَنَّهُ جمع بَایِضٍ (2).قلتُ :و فیه نَظَرٌ فإِنَّهُ إِنْ کَانَ جَمْعَ بَایِضٍ کما قالَهُ فَمَحَلُّ ذِکْره«ب ی ض» لا هُنَا فَتَأَمَّلْ .

یُقَال أَبَضَهُ أَبْضاً : أَصابَ عِرْقَ إِبَاضِهِ ،فهو مَأبُوضٌ .و فی إِضافَهِ العِرْقِ ،إِلی اَلْإِبَاضِ نَظَرٌ،فَإِنَّ الْإِبَاضَ هو نَفْسُ الْعِرْقِ ،و الکَلاَمُ فیه کَالْکَلاَمِ فی عِرْقِ النَّسَا. و أَبَضَ نَسَاهُ أَبْضاً : تَقَبَّضَ و شَدَّ رِجْلَیْهِ کَأَبِضَ ،بالکَسْر ،أَی کفَرِحَ ، نقلهما الجَوْهَرِیّ .

و الْأَبْضُ :التَّخْلِیَهُ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ ،و هو ضِدُّ الشَّدِّ ، قُلتُ :و نَصّ ابن الأَعْرَابِیّ : الْأَبْضُ :الشَّدُّ،و الْأَبْضُ :

التَّخْلِیَهُ ،فهو إذن مع ما تَقَدَّمَ ضِدٌّ،و لم یُصَرِّح به المُصَنِّفُ . و الْأَبْضُ ، السُّکُونُ ،عنه أَیْضاً. و الْأَبْضُ :

الحَرَکَهُ ،عَنْه أَیْضاً.قُلْتُ :فهو إِذَنْ ضِدٌّ أَیضاً،و لم یُصَرِّحْ به المُصَنِّفُ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ فی مَعْنَی الحَرَکَهِ :

تَشکُو العُرُوقُ الْآبِضَاتُ أَبْضَا

و فی المُحْکَم و الصّحاح: الْأَبْضُ بالضَّمِّ :الدَّهْرُ ،قال رُؤْبهُ :

فی حِقبَهٍ عِشْنَا بِذَاکَ أُبْضاً

خِدْنَ اللَّوَاتِی یَقْتَضِبْن النُّعْضَا

ج آبَاضٌ ،کقُفْلٍ و أَقْفَالٍ .

و إِبْضَهُ ،مُثَلَّثَهً ،و اقتصر یاقُوتُ و الصَّاغَانِیّ علی الضَّمّ :

ماءٌ لبَلْعَنبرِ .و قال أَبو القَاسِم جَارُ اللّه:ماءَهٌ لِطَیِّئٍ ،ثمّ لِبَنِی مِلْقَطٍ منْهُم،عَلیْه نَخْلٌ قُرْبَ المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ،علی عَشَرَهِ أَمْیَال،منها.قال مُسَاوِرُ بنُ هِنْدٍ:

و جَلَبْتُهُ من أَهْلِ أُبْضَهَ طَائِعاً

حَتَّی تَحَکَّمَ فِیه أَهْلُ إِرَابِ

ص:4


1- (1) و ضبط فی الجمهره أیضا بضمتین 305/1 قال یروی مأبضِه.بدل «و أبضه»و الفائل:عرق فی الفخذ و فیها أیضا:الأبیض عرق فی حالب البعیر و الإنسان.و انظر الصحاح«بیض»و التکلمه«بیض». و ضبط أیضا فی الجمهره 168/2 [1] بضمتین:و أُبْضه،و فیها قبل الرجزین: قریبه ندوته من محمضه.
2- (2) فی معجم البلدان«الأبایض»:أبیض.

و قال ابنُ شُمَیْل: فَرَسٌ أَبُوضُ النَّسَا: شَدِیدُ السُّرْعَهِ ، کَأَنَّمَا یَأْبِضُ رِجْلَیْهِ مِنْ سُرْعَهِ رَفْعِهِمَا عِنْدَ وَضْعِهِمَا.

و مُؤْتَبِضُ النَّسَا:الغُرَابُ ،لِأَنَّهُ یَحْجِلُ کَأَنَّهُ مَأْبُوضٌ ،قال الشَّاعِرُ:

و ظَلَّ غُرَابُ البَیْنِ مُؤْتَبِضَ النَّسَا

لَهُ فی دِیَارِ الجَارَتیْنِ نَعِیقُ

و الْمُتَأَبِّضُ :المَعْقُولُ بِالْإِبَاضِ ،یقال:قد تَقَبَّضَ ،کأَنَّمَا تَأَبَّضَ .

و قالَ لبِید (1):

کأَنَّ هِجَانَهَا مُتَأَبِّضَاتٌ

و فِی الْأَقْرَانِ أَصْوِرَهُ الرَّغَامِ

أَی مَعْقُولات بِالْإِبَاضِ (2)و هی مَنْصُوبَهٌ علی الحَالِ .

و تَأَبَّضْتُ البَعِیرَ :شَدَدْتُهُ بِالْإِبَاضِ ، فَتَأَبَّضَ هو،لاَزِمٌ مُتَعَدّ ،کما یُقَالُ زَادَ الشَّیْ ءُ و زِدْتُهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

التَّأَبُّضُ :انْقِبَاضُ النَّسَا،و هو عِرْقٌ ،نقله الجَوْهَرِیُّ .

و تَأَبَّضَ :تَقَبَّضَ .و قال أَبو عُبَیْده:یُسْتَحَبّ من الفَرَسِ تَأَبُّضُ :رِجْلیْهِ و شَنَجُ نَسَاهُ .و یُعْرَفُ شَنَجُ نَسَاهُ بتَأَبُّضِ رِجْلَیْهِ و تَوْتِیرِهِمَا (3)إذا مَشَی.قال الزَّمَخْشرِیّ :و هو مَدْحٌ فیه.و یُقَال: تَأَبَّضَتِ المَرْأَهُ ،إِذا جَلَسَتْ جِلْسَهَ الْمُتَأَبِّضِ .

قال سَاعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ یَهْجُو امْرَأَهً :

إِذا جَلَسَتْ فی الدَّارِ یَوْماً تَأَبَّضَتْ

تَأَبُّضَ ذِئْبِ التَّلْعَهِ المُتَصَوِّبِ

أَراد أَنّهَا تَجْلِسُ جِلْسَهَ الذِّئْبِ إِذا أَقْعَی،و إِذا تَأَبَّضَ عَلَی التَّلْعَهِ تَرَاهُ مُنْکَبَّا.

و الْمَأْبِضُ :الرُّسْغُ ،و هو مَوْصِلُ الکَفِّ فی الذِّراعِ .

و تَصْغِیرُ الْإِبَاضِ أُبَیِّضُ .قال الشَّاعِرُ:

أَقُولُ لِصاحِبِی و اللَّیْلُ دَاجٍ

أُبَیِّضَکَ الأُسَیَّدَ لا یَضِیعُ

یقولُ :احْفَظْ إِبَاضَکَ الأَسْوَدَ لا یَضِیعُ ،فصَغَّرَه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

أرض

اَلْأَرْضُ ،الَّتِی عَلیْهَا النَّاسُ ، مُؤنَّثَهٌ ،قال اللّه تَعَالَی: وَ إِلَی اَلْأَرْضِ کَیْفَ سُطِحَتْ (4)اسْمُ جِنْسٍ ،قاله الجَوْهَرِیُّ ، أَوْ جَمْعٌ بِلا وَاحِدٍ،و لم یُسْمَعْ أَرْضَهٌ ،و عِبَارَهُ الصّحاح:و کان حَقُّ الوَاحِدَهِ مِنْهَا أَن یُقَال أَرْضَهٌ ،و لکنَّهُم لَمْ یَقُولُوا. ج: أَرْضاتٌ هکذا بسُکُونِ الرَّاءِ فی سَائِرِ النُّسَخِ ،و هو مَضْبُوطٌ فی الصّحاح بَفتْحِهَا قال:لأَنَّهُمْ یَجْمَعون المُؤَنَّث الّذِی لیس فیه هَاءُ التَّأْنِیث بالأَلِفِ و التَّاءِ، کَقوْلِهِم:عُرُسات،قال: و قد یُجْمَعُ علی أُرُوضٍ ،و نَقَلهُ أَبو حَنِیفَهَ عن أَبِی زَیْدٍ.و قال أَبو البَیْدَاءِ:یُقَال:ما أَکْثَرَ أُرُوضَ بَنِی فُلانٍ . و فی الصّحاح:ثُمَّ قالُوا: أَرَضُونَ ، فجَمَعُوا بِالْواوِ و النُّونِ ،و المُؤَنَّث لا یُجْمَع بالْوَاوِ و النّونِ إِلاَّ أَنْ یَکُونَ مَنْقُوصاً،کثُبَهٍ وَ ظُبَهٍ ،و لکِنَّهم جَعَلُوا الوَاوَ و النُّونَ عِوَضاً من حَذْفِهِم الأَلِفَ و التَّاءَ،و تَرَکُوا فَتْحَهَ الرَّاءِ علی حَالِهَا،و رُبَّمَا سُکِّنَتْ .انْتَهَی.

قُلْتُ :و قال أَبُو حَنِیفَهَ :یُقَال: أَرْضٌ و أَرْضُونَ بالتَّخْفِیف، و أَرَضُون بالتَّثْقِیل،ذَکَرَ ذلِکَ أَبُو زَیْدٍ.و قال عَمْرُو بنُ شَأْسٍ .

وَ لَنا مِنَ الأَرْضِینَ رَابِیَهٌ

تَعْلُو الإِکَامَ وَقُودُهَا جَزْلُ

و قال آخَرُ:

مِنْ طَیِّ أَرْضِینَ أَمْ مِنْ سُلَّمٍ نزلٍ

من ظَهْرِ رَیْمَانَ أَو مِنْ عِرْضِ ذِی جَدَنِ (5)

و فی اللِّسَان:الواو فی أَرَضُونَ عِوَضٌ من الهَاءِ المَحْذُوفَه المُقَدَّرَه،و فتحوا الرَّاءَ فی الجَمْع لِیَدْخُلَ الکَلِمَهَ ضَرْبٌ من التَّکْسِیر استِیحَاشاً من أَنْ یُوَفِّرُوا لَفْظَ التَّصْحِیح لِیُعْلِمُوا أَنَّ أَرْضاً مِمَّا کان سَبِیلُه لَوْ جُمِعَ بالتَّاءِ أَنْ تُفْتَحَ رَاؤُهُ فَیُقَالُ أَرَضَاتٌ . و فی الصّحاح:و زَعَمَ أَبُو الخَطّاب أَنَّهُم

ص:5


1- (1) فی التهذیب:و قال بید یصف إبل أَخیه.
2- (2) فی التهذیب و اللسان: [1]بالأبُض.
3- (3) الأَصل و اللسان،و [2]فی التهذیب:و توترهما.
4- (4) سوره الغاشیه الآیه 20. [3]
5- (5) نسبه یاقوت فی«جدن»لابن مقبل.

یقولُونَ : أَرْضٌ آرَاضٌ ،کما قالُوا:أَهْلٌ و آهَالٌ .قال ابن بَرّیّ :الصَّحِیحُ عِنْد المُحَقِّقین فیما حُکِیَ عن أَبی الخَطَّاب أَرْضٌ و أَرَاضٍ ،و أَهْلٌ و أَهَالٍ ،کأَنَّهُ جمع أَرْضَاهٍ و أَهْلاهٍ ، کما قَالُوا:لیْلَهٌ و لَیَالٍ ،کأَنَّهُ جَمْعُ لَیْلاهٍ ،ثم قالَ الجَوْهَرِیُّ :

و الْأَرَاضِی غیْرُ قِیَاسِی ،أَی علی غَیْرِ قِیَاسٍ ،قَالَ کَأَنَّهُمْ جَمَعُوا آرُضاً،هکذا وُجِدَ فی سَائِرِ النُّسَخِ مِنَ الصّحاح، و فی بَعْضِها کَذَا وُجِدَ بخَطّه،و وَجَدْتُ فی هامِشِ النُّسْخَهِ ما نَصُّهُ :فی قَوْلِه:کأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً نَظَرٌ،و ذلِکَ أَنَّه لَوْ کانَ الْأَرَاضِی جَمْعَ الْآرُضِ لَکَان أَآرِض ،بوَزْنِ أَعارِض کَقَوْلِهِم أَکْلُبٌ و أَکَالِبُ ،هَلاَّ قال إنَّ الْأَرَاضِیَ جَمْعُ وَاحِدٍ مَتْرُوکٍ ،کَلَیَالٍ و أَهَالٍ فی جَمْعِ لَیْلَهٍ و أَهْلٍ ،فکَأَنَّهُ جَمْعُ أَرْضَاهٍ ،کَمَا أَنَّ لَیَالٍ جَمْعُ لَیْلاَهٍ ،و إِنِ اعْتَذَرَ لَهُ مُعْتَذِرٌ فَقَالَ إِنَّ الْأَرَاضِیَ مَقْلُوبٌ مِنْ أَآرِضِ لم یَکُن مُبْعِداً،فیَکُونُ وَزْنُه إِذَنْ أَعَالِفُ ،کَانَ أَرَاضِیءَ،فخُفِّفَتِ الهَمْزَهُ و قُلِبَت یاءً.

انْتَهَی.و قالَ ابنُ بَرّیّ :صوابُه أَنْ یقولَ جَمَعُوا أَرْضَی مِثْل أَرْطَی،و أَمّا آرُض فَقِیَاسُ جَمْعِهِ أَوَارِضُ .

و الْأَرْضُ : أَسْفَلُ قَوَائِمِ الدَّابَّهِ ،قاله الجَوْهَرِیّ .و أَنْشَدَ لِحُمَیْد یَصِفُ فَرَساً:

و لَمْ یُقَلِّبْ أَرْضَهَا البَیْطارُ

و لا لِحَبْلَیْهِ بها حَبَارُ

یعنی لم یُقَلِّبْ قَوَائِمَهَا لِعِلَّهٍ بَهَا.

و قال غَیْرُهُ : الْأَرْضُ :سَفِلَهُ البَعِیرِ و الدَّابّهِ ،و ما وَلِیَ الْأَرْضَ منه.یُقَال:بَعِیرٌ شَدِیدُ الْأَرْضِ ،إِذا کان شَدِیدَ القَوَائِمِ ،قال سُوَیْدُ بنُ کُرَاع:

فرَکِبْنَاهَا علی مَجْهُولِهَا

بصِلاَبِ الأَرْضِ فِیهِنَّ شَجَعْ (1)

و نقل شیخُنَا عن ابْنِ السَّید فی الفَرْقِ :زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَهِ أَنّ الْأَرْضَ بالضَّاءِ.المُشالَه:قَوَائِمُ الدَّابَّهِ خَاصَّهً ،و مَا عَدَا ذلکَ فهو بالضَّاد،قال:و هذا غیْرُ مَعْرُوف.و المَشْهُور أَنَّ قَوَائِمَ الدَّابَّهِ و غیْرَهَا أَرْضٌ بالضَّاد،سُمِّیَتْ لانْخِفَاضِها عن جِسْمِ الدَّابَّهِ ،و أَنَّهَا تَلِی الأَرْضَ . و کُلُّ ما سَفَلَ فهُوَ أَرْضٌ ،و به سُمِّیَ أَسفَلُ الْقَوَائِمِ .

و الْأَرْضُ الزُّکَامُ ،نَقلَه الجَوْهَرِیُّ و هو مُذَکَّر.و قال کُرَاع:

هو مُؤَنَّثٌ ،و أَنشد لابن أَحْمَر:

و قالوا:أَنَتْ أَرْضٌ به و تَحَیَّلَتْ فأَمْسَی لِمَا فی الصَّدْرِ و الرَّأَسِ شاکِیَا أَنَتْ :أَدْرَکَتْ .وَ رَوَاه أَبُو عُبَیْدٍ أَتَتْ :و قد أُرِضَ أَرْضاً .

و الْأَرْضُ : النُّفْضَهُ و الرَّعْدَهُ ،و منه قوْلُ ابنِ عَبّاسٍ :

أَ زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ أَم بِی أَرْضٌ .کما فی الصّحاح،یعنی الرَّعْدَهَ ،و قِیلَ یَعْنِی الدُّوَارَ.و أَنشدَ الجَوْهَرِیّ قَوْلَ ذی الرُّمَّه یَصفُ صائِدا:

إِذا تَوَجَّسَ رِکْزاً مِنْ سَنَابِکِها

أَوْ کَانَ صاحبَ أَرْض أَو به المُومُ

و یَقُولون: لا أَرْضَ لَکَ .کلاَ أُمَّ لَکَ ،نقله الجَوْهَرِیّ .

و أَرْضُ نُوحٍ :ه،بالبَحْرَین ،نقله یاقُوتٌ و الصَّاغَانِیّ .

و یُقَال: هُوَ ابْنُ أَرْضٍ ،أَی غَرِیبٌ لا یُعْرَفُ له أَبٌ و لا أُمَّ .قال اللَّعِینُ المِنْقَرِیّ :

دَعانِی ابْنُ أَرْضِ یَبْتَغِی الزَّادَ بَعْدَ مَا

تَرَامَتْ حُلَیْمَاتٌ بِهِ و أَجارِدُ (2)

و یُرْوَی:أَتَانَا ابنُ أَرْضِ .

و قال أَبو حَنِیفَهَ : ابنُ الْأَرْضِ :نَبْتٌ یَخرُجُ فی رُؤُوسِ الْإِکَامِ ،لَهُ أَصْلٌ و لا یَطُولُ ، و کأَنَّه شَعرُ،و هو یُؤْکَلُ ،و هو سَرِیعُ الخُرُوجِ سَرِیعُ الهَیْجِ .

و الْمَأْرُوضُ :المَزْکُومُ .و قال الصَّاغَانِیّ :و هو أَحَدُ مَا جَاءَ علی:أَفْعَلَهُ فهو مَفْعُولٌ ،و قد أُرِضَ کعُنِیَ أَرْضاً ، و أَرَضَهُ اللّهُ إِیرَاضاً ،أَی أَزْکَمَهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و المَأْرُوضُ : مَنْ بِهِ خَبَلٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ و الجِنّ .قال الجَوْهَرِیُّ : و هو المُحرِّکُ رَأْسَهُ و جَسَدَهُ بلا عَمْدٍ (3)،و فی بعض النُّسَخ بلا عَمَلٍ ،و هو غَلَطٌ .

ص:6


1- (1) نسبه فی اللسان«جهل»لسوید بن أَبی کاهل.
2- (2) البیت فی معجم البلدان« [1]أَجارد»مع بیت آخر،و فی«حلامات»من عده أَبیات،قال:و نزل باللعین المنقری ابنُ أَرض المریّ فذبح له کلباً فقال:البیت،و عجزه: ترامی حُلامات به و أَجاردُ.
3- (3) الصحاح و اللسان:علی غیر عَمْدٍ.

و الْأَرْضُ : الخَشَبُ أَکَلَتْهُ الأَرَضَهُ ،مُحَرَّکَهً ،اسمٌ لِدُوَیْبَّهٍ ، فالْأَرْضُ هُنَا بمعنی الْمَأْرُوضِ ،و قد أَرِضَتِ الخَشَبَهُ ،کَعُنِیَ ، تُؤْرَضُ أَرْضاً ،بالتَّسْکِینِ ،فهی مَأَرُوضَهٌ ، إِذا أَکَلَتْهَا الْأَرَضَهُ ،کما فی الصّحاح،و زادَ غیْرُه:و أَرضَتْ أَرْضاً أَیْضاً،أَی کسَمِعَ .

و الْأَرَضَهُ م ،و هی دُودَهٌ بَیْضَاءُ شِبْهُ النَّمْلَهِ تَظْهَرُ فی أَیَّامِ الرَّبِیع.و قال أَبو حَنیفَهَ : الْأَرَضَهُ ضَرْبانِ :ضَرْبٌ صِغَارٌ مثْل کِبَارِ الذَّرِّ،و هی آفَهُ الخَشَبِ خَاصَّهً ،و ضَرْبٌ مثْلُ کِبَارِ النَّمْل،ذَواتُ أَجْنحَهٍ ،و هی آفَهُ کُلِّ شَیْ ءٍ من خَشَب و نَبَات،غیْرَ أَنَّهَا لا تَعْرضُ للرّطْبِ ،و هی ذَوَاتُ قَوَائمَ ، و الجَمْعُ أَرَضٌ .و قیلَ الْأَرْضُ اسْمٌ للجَمْع.انْتَهَی.قُلْتُ :

و فی تَخْصیصه الضَّرْبَ الأَوَّلَ بالخَشَب نَظَرٌ،بل هی آفَهٌ له و لغَیْره،و هی دُودَهٌ بَیْضَاءُ سَوْدَاءُ الرَّأْسِ ،و لیْس لها أَجْنِحَهٌ ، و هی تَغوصُ فی الْأَرْضِ ،و تَبْنِی لها کِنّا من الطِّین.قیل:

هی الَّتی أَکَلَتْ مِنْسَأَهَ سَیِّدِنَا سُلیْمَانَ عَلْیه السَّلامُ ،و لِذَا أَعانَتْهَا الجِنُّ بالطّینِ کما قالُوا،و أَنْشَدَنَا بَعْضُ الشیُوخ لبَعْضِهِم:

أَکَلْتُ کُتْبِی کأَنَّنِی أَرَضَهْ

و أَرِضَتِ القَرْحَهُ ،کفَرِحَ تَأْرَضُ أَرَضاً : مَجلَتْ و فَسَدَتْ بالمِدَّهِ .نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و زاد غیْرُه:و تَقَطَّعَتْ ،و هو المَنْقُولُ عَن الأَصْمَعِیّ ، کاستَأْرَضَت ،نقله الصّاغانِیّ .

و أَرُضَتِ الْأَرْضُ ،ککَرُمَ ، أَرَاضَهً ،کَسَحابَه،أَی زَکَتْ ، فهی أَرْضٌ أَرِیضَهٌ ،و کَذلِکَ أَرِضَهٌ ،أَی زَکیَّهٌ کَرِیمَهٌ ،مُخَیِّلَهٌ للنَّبْت و الخَیْرِ.و قال أَبو حَنِیفَهَ :هی التی تَرُبُّ الثَّرَی و تَمْرَحُ بالنَّبَات.و یُقال: أَرْضٌ أَرِیضَهٌ بَیِّنَهُ الْأَرَاضَهِ ،إِذا کانَتْ لَیِّنَهَ المَوْطِئِ ،طَیِّبَهَ المَقْعَدِ،کَرِیمَهً ،جَیِّدَهَ النَّبَاتِ .قال الأَخْطَلُ :

وَ لَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ فی حَانُوتِهَا

و شَرِبْتُهَا بِأَرِیضَهٍ مِحْلالِ

و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عَنْ أَبِی عَمْرٍو،یُقَال:نَزَلْنَا أَرْضاً أَرِیضَهً ،أَی مُعْجِبَه للعَیْن .و قال غیْرُهُ : أَرْضٌ أَرِیضَهٌ :

خَلِیقَهٌ لِلْخَیْرِ و للنَّبَاتِ ،و إِنّهَا لَذَاتُ إِرَاضٍ .و قال ابنُ شُمَیْل:الأَرِیضَهُ :السَّهْلَهُ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :هی المُخْصِبَهُ الزَّکِیَّهُ النَّباتُ . و الأَرْضَه ،بالکَسْرِ،و الضَمّ ،و کَعِنَبَهٍ :الکَلا الکَثِیرُ .

و قیل: الْأَرْضَهُ من النَّبَاتِ :ما یَکْفِی المَالَ سَنَهً .رَوَاه أَبو حَنِیفَهَ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و أَرَضَتِ الْأَرْضُ ،من حَدِّ نَصَرَ: کَثُرَ فیها الکَلأُ.

و أَرَضْتُهَا :وجَدْتُهَا کَذلِکَ ،أَی کَثِیرَهَ الکَلإِ.

و قال الأَصْمَعِیُّ :یُقَال: هو آرَضُهُمْ به أَنْ یَفْعَل ذلِکَ ، أَی أَجْدَرُهُمْ و أَخْلَقُهُم به.

و شَیْ ءٌ عَرِیضٌ أَرِیضٌ ،إِتباعٌ له، أَو یُفْرَدُ فیُقَالُ :جَدْیٌ أَرِیضٌ ،أَی سَمِینٌ ،هکذا نَقَلَه الجَوْهَرِیّ عن بَعْضِهِم.

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

عَرِیضُ أَرِیضٌ بَاتَ یَیْعِرُ حَوْلَهُ

و بَاتَ یُسَقِّینَا بُطُونَ الثِّعالِبِ

و أَرِیضٌ ،کأَمِیرٍ،و علیه اقْتَصَرَ یَاقُوتٌ فی المُعْجَم، أَو یَرِیضٌ ،بالیَاءِ (1)التَّحْتیَّه: د،أَوْ وَادٍ ،أَو مَوْضِعٌ فی قَوْل امْریءَ القیْس:

أَصابَ قُطَیَّاتٍ فسَالَ اللِّوَی لَه

فوَادِی البَدِیِّ فانْتَحَی لِأَرِیضِ (2)

و یُرْوَی بالوَجْهَیْن،و هُمَا کیَلَمْلَم و أَلَمْلَم،و الرَّمْحُ الیَزَنِیّ و الأَزَنِیّ .

و الْإِرَاضُ ککِتَابٍ :العِرَاضُ ،عن أَبی عَمْرٍو،قال أَبو النَّجْم:

بحْرُ (3)هِشَامٍ و هْوَ ذُو فِرَاضِ

بَیْنَ فُرُوعِ النَّبْعَهِ الغِضَاضِ

وَسْطَ بِطَاحِ مَکَّهَ الْإِرَاضِ

فی کُلّ وَادٍ وَاسعِ المُفَاضِ

و کأَنَّ الهَمْزَهَ بَدَلٌ من العَیْن،أَی الوِسَاعُ ،یُقَال: أَرْضٌ أَرِیضَهٌ ،أَی عَرِیضَهٌ .

ص:7


1- (1) کذا بالأَصل و القاموس و معجم البلدان«یریض»و علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«بربض»بالباء الموحده.قال الأَزهری:من رواه بالباء فقد صحّف.
2- (2) روایته فی معجم البلدان«أَریض»: أَصاب قطاتین فسال لواهما فوادی البدی فانتحی لأَریض و فی«یریض»:«فانتحی للیربض».
3- (3) فی التهذیب:أَبحرُ هشامٍ ....

و قال الجَوْهَرِیُّ : الْإِرَاضُ : بِسَاطٌ ضَخْمٌ مِنْ صُوفٍ أَو وَبَرٍ .و قُلتُ :و نَقَلَه غیْرُه عن الأَصْمَعیّ و عَلَّلَه غیْرُه بقَوْله:

لأَنَّهُ یَلِی الْأَرْضَ ،و أَطْلَقَه بَعْضُهُم فی البِسَاط .

و آرَضَهُ اللّه:أَرْکَمَهُ ،فهو مَأَْرُوضٌ ،هکَذَا فی الصّحاح، و قد سَبَقَ أَیضاً،و کَان القِیَاس فهو مُؤْرَضٌ .

و التَّأْرِیضُ :أَنْ تَرْعَی کَلأ الأَرْضِ ،فهو مُؤَرِّض نَقله الأَزْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ لابْن دالان (1)الطّائیّ :

وهُمُ الحُلُومُ إِذا الرَّبیعُ تَجَنَّبَتْ

وهُم الربیعُ إِذا الْمُؤَرِّضُ أَجْدَبَا.

قُلْتُ :و یُرْوَی:

وَهُم الجِبَالُ إِذا الحُلُومُ تَجَنَّنَت (2)

و قیل: التَّأْرِیضُ فی المَنْزل،أَنْ تَرْتَادَهُ و تَتَخیَّرهُ للنُّزول.

یُقَال:تَرَکْتُ الحَیَّ یَتَأَرَّضُونَ للْمَنْزِل،أَی یَرْتَادُون بَلَداً یَنْزِلُونَهُ .

و التَّأْرِیضُ : نِیَّهُ الصَّوْمِ و تَهْیِئَتُهُ من اللَّیْل، کالتَّوْرِیضِ ، کما

16- فی الحَدیث: «لا صیَامَ لمَنْ لم یُؤَرِّضْهُ من اللیْلِ ». أَی لم یُهَیِّئْهُ ،و لم یَنْوِه،و سَیَأْتِی فی«ورض».

و التَّأْرِیضُ : تَشْذِیبُ الکَلاَمِ و تَهْذِیبُه ،و هو فی مَعْنَی التَّهْیِئَهِ .یُقَالُ : أَرَّضْتُ الکَلاَمَ ،إِذا هَیَّأْتَهُ و سَوَّیْتَهُ (3).

و التَّأْرِیضُ : التَّثْقِیلُ ،عن ابن عَبَّادٍ.

و التَّأْرِیضُ : الإِصْلاَحُ ،یقال: أَرَّضْتُ بَیْنَهُم،إِذا أَصْلَحْتَ .

و التَّأْرِیضُ : التَّلْبِیثُ ،و قد أَرَّضَهُ فتَأَرَّضَ .نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ.

و التَّأْرِیضُ :أَنْ تَجْعَلَ فِی السِّقَاءِ ،أَی فی قَعْرِهِ ، لَبَناً أَو ماءً،أَو سَمْناً أَوْ رُبّاً .و عبَارَهُ التَّکْملَه:لَبناً أَو ماءً أَوْ سَمْناً.

أَو رُبَّا،و کأَنَّه لإِصْلاحه ،عن ابْن عَبَّادٍ.

و التَّأَرُّضُ :التَّثَاقُلُ إلی الْأَرْضِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و هو قولُ ابْن الأَعْرَابیّ ،و أَنْشَدَ للرّاجز:

فَقَامَ عَجْلانَ و مَا تَأَرَّضَا

أَی مَا تَثَاقَلَ (4)،و أَوَّلُه:

و صاحبٍ نَبَّهْتُه لیَنْهضَا

إِذا الکَرَی فی عَیْنِه تَمَضْمَضَا

یَمْسَحُ بالْکَفَّیْن وَجْهاً أَبْیَضَا

فَقَام إِلخ،و قیل:مَعْنَاه:مَا تَلبَّثَ و أَنْشَدَ غیْرُهُ للجَعْدیّ :

مُقیمٌ مع الحَیِّ المُقیمِ و قَلْبُه

مع الرَّاحلِ الغَادِی الَّذی ما تَأَرَّضَا

و التَّأَرُّضُ : التَّعَرُّضُ و التَّصَدِّی یُقَال:جَاءَ فُلاَنٌ یَتَأَرَّضُ لی،أَی یَتَصَدَّی و یَتَعَرَّضُ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

قَبُحَ الحُطیْئَهُ من مُنَاخِ مَطِیَّهٍ

عَوْجاءَ سائمَهٍ تَأَرَّضُ للقِرَی

و التَّأَرُّضُ : تَمَکُّنُ النَّبْتِ مِنْ أَنْ یُجَزَّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و فَسِیلٌ مُسْتَأْرِضٌ :له عِرْقٌ فی الأَرْض ،فأَمّا إِذا نَبَتَ علی جِذْع أُمِّه فهو الرَّاکِبُ ،و کَذلِکَ وَدِیَّهٌ مُسْتَأْرِضَهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَریّ ،و قد تَقَدَّم فی«ر ک ب».

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلیْه:

أَرْضُ الإِنْسَان:رُکْبَتَاه فَمَا بَعْدَهُمَا.و أَرْضُ النَّعْلِ :ما أَصَابَ الأَرْضَ منْهَا.و یُقَال:فَرَسٌ بَعیدٌ ما بَیْنَ أَرْضِه و سَمَائِهِ ،إذَا کَانَ نَهْداً،و هو مَجَازٌ.قال خُفَافٌ :

إذ ما استَحَمَّت أَرْضُه منْ سَمَائهِ

جَرَی و هْوَ مَوْدُوعٌ و وَاعِدُ مَصْدَقِ

و تَأَرَّضَ فُلانٌ بالمَکَان إِذا ثَبَتَ فلم یَبْرَحْ ،و قیل:تَأَنَّی و انْتَظَر،و قَامَ علی الْأَرْضِ .

و تَأَرَّضَ بالمَکَان،و استَأْرَضَ به:أَقَام و لَبِثَ .و قیل:

تَمَکَّنَ .

و تَأَرَّضَ لی:تَضَرَّعَ .

و من سَجَعَات الأَسَاس (5):فُلانٌ إِن رَأَی مَطْعَماً تَأَرَّضَ و إِن مطعماً أَعرَض.

ص:8


1- (1) الأصل و التهذیب و اللسان و فی التکمله:ابن رَأْلان.
2- (2) و هی روایه التکمله.
3- (3) فی التکمله:«سدّیته»تصحیف.
4- (4) جاء الرجز فی التهذیب و اللسان [1]شاهدا علی:التأرض:التأنی و الإنتظار.
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و من سجعات الأَساس الخ الذی فی النسخه التی بأَیدینا:فلان إن رأی مطمعاً تعرّض و إن أَصاب مطعماً تأَرض اه»و هی عباره الأساس المطبوع.

و الأَرْضُ :دُوَارٌ یَأْخُذُ فی الرَّأْسِ عَنِ اللَّبَنِ فتُهرَاقُ له الأَنْفُ و العَیْنَانِ .

یُقَال:بی أَرْضٌ فَآرِضُونِی ،أَی دَاوُونِی.

و شَحْمَهُ الْأَرْضِ :هی الْحُلْکَهُ تَغُوصُ فی الرَّمْل،و یُشبَّهُ بها بَنَانُ العَذَارَی.

و من أَمْثَالهم:«آمَنُ منَ الْأَرْضِ »،و«أَجْمَعُ من الأَرْض »،و«أَشَدُّ من الأَرْضِ ».و«أَذَلُّ من الأَرْضِ ».

و یُقَال:مَا آرَضَ هذا المَکَانَ ،أَی مَا أَکْثَرَ عُشْبَهُ .و قیلَ :

ما آرَضَ هذه الأَرْضَ :ما أَسْهَلَهَا و أَنْبَتَهَا و أَطْیَبَهَا.حکاهُ أَبُو حَنیفَهَ عن اللِّحْیَانیّ .

و رَجُلٌ أَرِیضٌ بَیِّنُ الْأَرَاضَهِ ،أَی خَلِیقٌ للخَیْر،مُتَوَاضِعٌ ، و قد أَرُضَ ،نَقله الجَوْهَرِیُّ ،و ترکَه المُصَنِّفُ قُصُوراً،و زَادَ الزَّمَخْشَرِیّ (1)و أَرُوضٌ کَذلِک.و اسْتَأْرَضَتِ الْأَرْضُ ،مثْل أَرُضَتْ ،أَی زَکَتْ و نَمَت.

و امرأَهٌ عَرِیضَهُ أَرِیضَهٌ :وَلُودٌ کَامِلَهٌ ،علی التَّشبیه بِالْأَرْضِ .

و أَرْضٌ مَأْرُوضَهٌ : أَرِیضَهٌ ،و کَذلِکَ مُؤْرَضَهٌ .

و آرَضَ الرَّجُلُ إِیرَاضاً :أَقَامَ عَلَی الْإِرَاضِ .و به فَسَّرَ ابنُ عَبَّاس

16- حَدیثَ أُمِّ مَعْبَد: «فَشَرِبُوا حَتَّی آرَضُوا ». و قالَ غیْرُه أَی شَربوا عَلَلاً بعدَ نَهَلٍ حَتَّی رَوُوا،من: أَرَاضَ الوَادِی إِذا اسْتَنْقَعَ فیه الماءُ.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :حَتَّی أَرَاضُوا ،أَی نامُوا علی الْإِرَاضِ ،و هو البِسَاطُ (2)و قیل:حَتَّی صَبُّوا اللَّبَنَ علی الأَرْضِ .

و قَال ابن بَرِّیّ : المُسْتَأْرِضُ :المُتَثاقِلُ إلی الأَرْضِ ، و أَنشد لِساعِدَهَ یَصِفُ سَحَاباً:

مُسْتَأْرِضاً بَیْنَ بَطْنِ اللِّیثِ أَیْمَنُهُ

إِلَی شَمَنْصِیرَ غَیْثاً مُرْسَلاً مَعِجَا

و تَأَرَّضَ المَنْزِلَ :ارْتَادَهُ ،و تَخیَّرَهُ للنُّزُول،قال کُثِّیرٌ:

تَأَرَّض أَخْفافُ المُنَاخَهِ مِنْهُمُ

مَکَانَ الَّتِی قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ (3)

و اِسْتَأْرَضَ السَّحَابُ :انبَسَطَ ،و قیلَ :ثَبَتَ ،و تَمَکَّن، و أَرْسَی.

و الْأَرَاضَهُ :الخِصْبُ و حُسْنُ الحَالِ .

و یُقَال:مَنْ أَطاعَنِی کُنْتُ له أَرْضاً .یُرَادُ التَّوَاضُعُ ،و هو مَجَاز.و فُلانٌ إِنْ ضُرِبَ فَأَرْضٌ ،أَی لا یُبَالِی بضَرْبٍ ،و هو مَجَازٌ أَیْضاً.

و من أَمثالهم«آکَلُ مِنَ الأَرَضَهِ ».«و أَفْسَدُ من الأَرَضَهِ ».

أضض

اَلْإِضُّ ،بالکَسْرِ:الأَصْلُ کالإِصِّ ،بالصَّاد (4)، نقله الصَّاغَانِیّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و الإِضَاضُ ،بالکَسْرِ:المَلْجَأُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ للرَّاجز:

لأَنْعَتَنْ نَعامَهٍ مِیفاضَا

خَرْجاءَ ظَلَّتْ تَطْلُبُ الإِضَاضَا (5)

أَی تَلجأُ إِلیه.

و من سَجَعاتِ الأَسَاس:ما کان سَبَبُ شِرَادِهِمْ و انْفِضَاضِهِم (6)،إِلاّ الثِّقَهَ بمَصَادِهِمْ و إِضاضِهِم.

و الْإِضَاضُ : تَصَلُّق النّاقَهِ ظَهْراً لِبَطْنٍ عِنْدَ المَخَاضِ و وَجَدَتْ إِضَاضاً ،أَی حُرْقَهً أَو کالحُرْقَه عِنْدَ نِتَاجِها.

و أَضَّنِی الأَمْرُ أَضّاً : بَلَغَ مِنِّی المَشَقَّهُ ،و أَحْزَنَنِی.

و أَضَّنِی الفَقرُ إِلْیکَ :أَحْوَجَنِی و أَلْجَأَنِی ، یَؤُضُّ و یَئِضُّ .

و اَلْأَضُّ :المَشَقَّهَ ،قاله اللَّیْثُ .

و أَضَّ الشَّیْ ءَ یَؤُضُّهُ أَضّاً : کَسَرَهُ ،مثل هَضَّه،کما فی الجَمْهرَه.و فی بَعْض نُسَخِهَا: الْأَضُّ :الکَسْرُ،کالهَضّ (7).

ص:9


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و زاد الزمخشری الخ لم نجد ذلک فی نسخه الأساس التی بأیدینا،فلعله ذکره فی کتاب آخر اه».
2- (2) قال الأَزهری معقّباً:و القول ما قاله غیره(یعنی غیر ابن الأَعرابی):إنه بمعنی نقعوا و رووا.
3- (3) أَزلأَمت:ذهبت فمضت.
4- (4) فی القاموس:الأَص،مثلثه،الأَصل.
5- (5) فی الأَساس: خرجاء ظلت تبتغی الْإِضَاضَا و فی اللسان: تعدو تطلب الْإِضَاضَا.
6- (6) فی الأَساس:و ارفضاضهم.
7- (7) عن اللسان و بالأَصل«کالعضّ ».

و أَضَّت النَّعَامَهُ إِلی أَدْحِیّها أَضّاً : أَرادَتْه، کَآضَّتْ إِلیْه مُؤَاضَّهً ،نقله الصَّاغَانیّ .

و ائْتَضَّهُ ائْتِضَاضاً : طَلَبَهُ ،یُرِیغُه و یُریغُ لَهُ .

و اِئْتَضَّهُ مِائَهَ سَوْط : ضَرَبَهُ ،نَقَلَه الصَّاغَانیّ .

و ائْتَضَّ إِلیْه اِئْتِضَاضاً : اضْطرَّ ،فهو مُؤْتَضٌّ ،أَی مُضْطَرُّ مُلْجَأٌ،و به فَسَّر أَبو عُبَیْدٍ قولَ رُؤْبهَ :

دَایَنْتُ أَرْوَی و الدُّیُون تُقْضَی

فمَطَلتْ بَعْضاً و أَدَّتْ بَعْضَا.

و هْیَ تَرَی ذَا حَاجَهٍ مُؤْتَضَّا .

قال ابنُ سِیدَه:و أَحْسَنُ من ذلِک أَنْ تَقُولَ :أَیْ لاجِئاً مُحْتاجاً.

و الْمُؤَاضُّ :المُبَادِرُ إِلی الشَّیْ ءِ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و المُؤَاضُّ من الإبِل:الماخِضُ ،و هی الَّتِی أَخَذَهَا الْإِضَاضُ عِنْدَ النُتَاج،عن ابنِ عَبَّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

الْأَضُّ :الإِجْهادُ کَالْإِضَاضِ ،و قَدِ ائْتَضَّ فُلانٌ ،إِذا بَلَغَ منه المَشَقَّهُ .و ناقَهٌ مُؤْتَضَّهٌ :أَخذَهَا الْإِضَاضُ عن الأَصْمَعِیّ .و الْإِضَاضُ :الحُرْقَهُ .

و اِئْتَضَضْتُ نَفْسِی لِفُلانٍ ،و احْتَضَضْتُهَا،أَی استَزَدْتُهَا، نَقله الصَّاغَانِیّ .

و المُؤْتَضُّ :المُحْتَاجُ و المُضْطَرُّ.

أمض

أَمِضَ ،کفَرِحَ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَریّ .و قال اللیْثُ :أَی عَزَمَ وَ لَمْ یُبالِ من المُعَاتَبهِ ،و عَزِیمَتُه (1)باقِیهٌ فی قَلبهِ ،فهو أَمِضٌ ،ککَتِفٍ . و کَذَا إِذَا أَبْدَی لِسَانُه غیْرَ ما یُرِیدُه فقد أَمِضَ فهُوَ أَمِضٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیْه:

اَلْأَمْضُ :البَاطِلُ ،و قِیلَ :الشَّکُّ ،عن أَبِی عَمْرٍو.و من کَلامِ شِقٍّ :إِی (2)و رَبِّ السَّمَاءِ و الأَرْضِ ،و ما بینهما من رَفْعٍ و خَفْض،إِنَّ ما أَنْبَأْتُک به لَحَقٌّ ما فیه أَمْض .

أنض

الْأَنِیضُ ،کأَمِیر:اللّحْمُ النِّیئُ لم یَنْضَجْ ،نقله الجَوْهَرِیّ . و قد أَنُضَ أَنَاضَهً ،ککَرُمَ ،یَکُونُ ذلِکَ فی الشِّوَاءِ و القَدِیدِ.و قال أَبو ذُؤَیْب.

و مُدَّعَسٍ فیه الْأَنِیضُ اخْتَفَیْتُهُ بِجَرْدَاءَ یَنْتَابُ الثَّمِیلَ خمَارُهَا (3)مُدَّعَسٌ :مَکَانُ المَلَّهِ .

و الْأَنِیضُ : خَفَقانُ الأَمْعَاءِ فَزَعاً ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ فی العبَاب.

و أَنَضَ اللَّحْمُ یَأْنِضُ أَنِیضاً ،إِذا تَغَیَّرَ .نقله الجَوْهَرِیّ ، و أَنْشَدَ لِزُهَیْرٍ فی لِسَان مُتَکَلِّمٍ عابَهُ و هَجَاهُ :

یُلَجْلِجُ مُضْغَهً فِیهَا أَنِیضٌ

أَصَلَّتْ فَهْیَ تَحْتَ الکَشْحِ داءُ.

و آنَضَهُ إِیناضاً ،إِذَا شَوَاهُ و لم یُنْضِجْهُ ،عن أَبی زیْدٍ.

و زَادَ ابنُ القَطَّاع: أَنَضْتُه إِنَاضَهً .

وَ ذَکَر الجَوْهَرِیّ هُنَا: أَنَاضَ النَّخْلُ یُنِیضُ إِناضَهً ،أَی أَیْنَعَ ،و تَبِعَهُ صاحِبُ اللِّسَان.و هو غَرِیب،فإِنَّ أَنَاضَ مادّته «ن و ض»،و قد ذَکَرهُ صاحِبُ المُجْمَلِ و غیْرُهُ علی الصَّوَابِ فی«ن و ض»،و نبَّه علیه أَبُو سَهْلٍ الهَرَوِیّ و الصَّاغَانِیّ ، و قد أَغْفَلَه المُصَنِّفُ ،و هو نُهْزَتُهُ و فُرْصَتُهُ .

أیض

الْأَیْضُ :العَوْدُ إِلَی الشَّیْ ءِ، آضَ یَئِیضُ أَیْضاً :

عادَ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن ابن السِّکِّیت.

و قال اللَّیْثُ : الْأَیْضُ : صَیْرُورَهُ الشَّیْ ءِ شیْئاً غیْرَهُ ، و تَحْوِیلُه من حالِهِ ،و أَنشد:

حَتَّی إِذا ما آضَ ذَا أَعْرَاف

کالکَرْدَنِ المَوْکُوفِ بالوِکَافِ (4)

و الْأَیْضُ : الرُّجُوعُ :یُقَال: آضَ فُلانٌ إِلَی أَهْلِهِ ،أَی رَجَعَ إِلَیْهِم،قال اللَّیْثُ :

و آضَ کَذَا ،أَی صَارَ .یُقَالُ : آضَ سَوادُ شَعْرِه بَیاضاً.

و أَصْلُ الْأَیْضِ :الْعَوْدُ.تقول: فَعَلَ ذلِک أَیْضاً ،إِذا فَعَلَهُ مُعَاوِداً لَهُ ،راجِعاً إِلیْه،قاله ابنُ دُرَیْدٍ.و کَذا تَقُولُ :

ص:10


1- (1) فی القاموس و اللسان و التکمله:و عزیمتُه ماضیهٌ فی قلبه.
2- (2) ضبطت فی اللسان«أَی»بفتح الهمزه خطأَ و ما أَثبتنا ضبطه هو الصواب ف «إی»هنا حرف جواب و لیس حرف تفسیر.
3- (3) اللسان:« [1]حمارها»بالحاء المهمله.
4- (4) الثانی فی اللسان«و کف»و نسبه لرؤبه و روایته: کالکودنِ المشدودِ بالوکافِ .

افْعَلْ ذلِکَ أَیْضاً ، فاسْتُعِیرَ لمَعْنَی الصَّیْرُورَهِ ،لتَقَارُبِهِمَا فی مَعْنَی الانْتِظَارِ.تَقُولُ :صارَ الفَقِیرُ غَنِیَّا،و عاد غَنِیَّا،و مِثْلُه استِعَارتُهم النَّسْیَانَ للتَّرْکِ ،و الرَّجَاءَ لِلْخَوْف،لِمَا فی النَّسْیَان من مَعْنَی التَّرْکِ ،و فی الرَّجَاءِ مِن مَعْنَی التَّوَقُّعِ ،و بابُ الاسْتِعارَه أَوْسَعُ من أَنْ یُحَاط به،کما فی العبَاب.

16- و فی حَدِیثِ سَمُرَهَ : «إِنَّ الشَّمْسَ اسْوَدَّتْ حتَّی آضَتْ کَأَنَّهَا تَنُّومَهٌ ». قال أَبو عُبَیْد:أَی صارَت و رَجَعَت.

بَقِیَ علیه:قَوْلُهُم: الْأَوْضَهُ ،بالفَتْحِ لِبَیْتٍ صَغِیرٍ یَأْوِی إِلیْهِ الْإِنْسَانُ ،هکذا هو المَشْهُورُ عنْدَهم،و کَأَنَّهُ من آضَ إِلی أَهْلِهِ ،إِذا رَجَعَ .و الأَصْلُ الْأَیْضَهُ ،إِن کانَتْ عَرَبِیَّهً (1)، أَو غیْر ذلک فتَأَمَّلْ .

فصل الباءِ مع الضاد

برض

البَرْضُ :القَلِیلُ ، کالبُرَاضِ ،بِالضَّمِّ .و مَاءٌ بَرْضٌ :قَلِیلٌ ،و هو خِلافُ الغَمْرِ.

ج بِرَاضٌ ،بالکَسْرِ، و بُرُوضٌ ،و أَبْرَاضٌ ،کما فی الصّحاح.

و ثَمَدٌ بَرْضٌ :مَاؤُه قَلِیلٌ .قال رُؤْبَهُ :

فی العِدِّ لَمْ یَقْدَحْ ثِمَاداً بَرْضَا

و بَرَضَ المَاءُ من العَیْن یَبْرُضُ و یَبْرِضُ :قَلَّ .و قِیلَ :

خَرَجَ و هُوَ قَلِیلٌ ،کما فی الصّحاح. کابْتَرَضَ ،کما فی العُبّابِ .

و بَرَضَ لِی من مَالِهِ یَبْرُضُ و یَبْرِضُ بَرْضاً ،أی أَعْطَانِی مِنْه شیْئاً قَلِیلاً .و قال أَبو زیْدٍ:إِذا کَانَت العَطِیَّهُ یَسِیرَهً قُلْتَ :

بَرَضْتُ له أَبْرُضُ بَرْضاً .

و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : رَجُلٌ مَبْرُوضٌ و مَضْفُوه،و مَطْفُوهٌ ، و مَضْفُوفٌ ،و مَحْدُودٌ (2): مُفْتَقِرٌ،لکَثْرَهِ ،و نَصُّ النَّوادِرِ:إِذا نَفِذَ ما عِنْدَهُ من کَثْرَهِ عَطَائِهِ .

و البَرَّاضُ ، ککَتَّان:مَن یَأْکُلُ کُلَّ شَیْ ءٍ من مَالِهِ ، و یُفْسِدُه، کَالْمُبْرِضِ ،أَی کمُحْسِنٍ ،کما هُوَ فی سَائِر النُّسَخِ ،و الصَّوابُ کمُحَدِّث (3)،کما هو نَصُّ العَیْنِ .

و الْبَرَّاضُ بنُ قیْس الکِنَانِیُّ ،مِنْ وَلَدِ ضَمْرَهَ بنِ بَکْرِ بنِ عَبْدِ مَنَاهَ ،منهم، أَحَدُ فُتَّاکِهمْ ،یُقَال:إِنّه خَلَعَهُ قَوْمُه لِکَثْرِه جِنَایاتِه،فحَالَفَ حَرْبَ بنَ أَمَیَّهَ ،ثُمّ قَدِمَ علی النُّعْمَانِ و سَأَلَهُ أَنْ یَجْعَلُه (4)علی لَطِیمَهٍ یُرِیدُ أَن یَبْعَثَ بِهَا إِلی عُکَاظ ،فلم یَلْتَفِتْ إِلیْه،و جَعَلَ أَمرَها إِلی عُرْوَهَ الرّحّالِ ،و هو ابنُ عُقبَهَ بنِ جَعْفَرِ بْنِ کِلاَبٍ ،فسَار مَعَه حَتَّی وَجَدَ عُرْوَهَ خالِیاً، فَوَثَبَ علیه،فضَرَبَهُ ضَرْبهً خَمَدَ منها،و اسْتَاقَ العِیْرَ و لَحِق بالحَرَمِ ،فکَفَّت عنه هَوَازِنُ ،و بسَبَبِهِ قامَت حَرْبُ الفِجَارِ بَیْن بَنِی کِنَانَهَ و قَیْسِ عَیْلانَ .

و الْبُرْضَهُ ،بالضَّمِّ :مَوْضِعٌ لا یَنْبُتُ فِیهِ الشَّجَرُ ،و لو قال:أَرْضٌ لاَ تُنْبِتُ شیْئاً،کانَ أَخْصَرَ،و هی أَصْغَرُ من البَلُّوقَهِ .قلتُ :و قد تَقدَّمَ للمُصَنِّف فی الصَّاد المُهْمَله:

البِرَاصُ :بِقَاعٌ فی الرَّمْلِ لا تُنبِتُ ،جمعُ بُرْصَهٍ ،و تَقَدَّم أَیضاً هُنَاکَ عن ابْنِ شُمَیْلٍ :أَنَّها البَلُّوقَه،فلیُنْظَرْ أَنَّهَا لُغَه أَو أَحَدهُمَا تَصْحِیفٌ عن الآخِرِ.

و الْبُرْضَهُ ،أَیضاً: مَا تَبَرَّضْتَ مِنَ المَاءِ القَلِیلِ .

و البَرِیضُ ،کأَمِیرٍ: وَادٍ فی شِعْرِ امْرِئِ القیْسِ ،و قد تَقَدَّم الإِنْشَادُ فی«أَرض» أَو الصَّوَابُ فیه الیَرِیضُ ،بالمُثَنَّاه التَّحْتِیَّه ،قال (5)الأَزْهَرِیُّ :و مَنْ رَواه بالبَاءِ فقد صَحَّف.

و البَارِضُ :أَوَّلُ ما یَظْهَرُ من نَبْتِ الأَرْض،و خَصَّ بَعْضُهم به الجَعْدَهَ ،و النَّزَعَهَ ،و البُهْمَی،و الهَلْتَی،و القَبْأَهَ ، و قِیل:هو أَوّلُ ما یُعْرَفُ مِنَ النَّبَاتِ و تَتَنَاوَلُهُ النَّعَمُ ،و قال الأَصْمَعِیُّ :البُهْمَی:أَوَّلُ مَا یَبْدُو منها الْبَارِضُ ،فَإِذَا تَحَرَّکَ قَلِیلاً فهو جَمِیمٌ ،قال لبِیدٌ:

یَلْمُجُ الْبَارِضَ لَمْجاً فی النَّدَی

مِنْ مَرَابِیعِ رِیَاضٍ وَ رِجَلْ

و قیل:و هو أَوَّلُ ما تُخْرِجُ الأَرْضُ من نَبْتٍ ،و فی الصّحاح:من البُهْمَی و الهَلْتَی و بِنْتِ (6)الأَرْضِ قبْلَ أَنْ

ص:11


1- (1) الظاهر أَنها معربه عن أَوده بالدال،قاله نصر.
2- (2) عن اللسان و التهذیب و بالأَصل«مجدود»و فی التهذیب:«مضیوف» بدل«مضفوف»و الأَصل کاللسان.
3- (3) و هی فی التکمله،و فی التهذیب ضبطت کمُحسِنٍ ».
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأَصل«یخلعه».
5- (5) بالأَصل«قاله»و المثبت عن معجم البلدان«یریض».
6- (6) عن الصحاح،و [1]بالأَصل«و نبت».

تَتَبَیَّنَ أَجْنَاسُهُ ، و فی الصّحاح:لِأَنَّ نَبْتَهَ هذِه الأَشیَاءِ وَاحِدَهٌ ، و مَنبِتُهَا وَاحِدٌ،فهی ما دَامَتْ صِغَاراً بَارِضٌ ،فإِذا طالَتْ تَبَیَّنَتْ أَجْنَاسُهَا.و منه حَدیثُ خُزیْمَهَ و ذَکَرَ السَّنَهَ المُجْدِبَهَ :

«أَیْبَسَتْ بَارِضَ الوَدِیسِ ».و فی المُحْکَم: البَارِضُ من النَّبَات بَعْدَ البَذْرِ،عن أَبی حَنِیفَهَ . و قد بَرَضَ النَّبَاتُ یَبْرُضُ بُرُوضاً .

و یُقَالُ : أَبْرَضَتِ الْأَرْضُ ،إِذا کَثُرَ بَارِضُهَا و تَعَاوَنَ .

و مَکانٌ مُبْرِضٌ :إِذا تَعَاوَنَ بَارِضُهُ و کَثُرَ، کبَرَّضَت تَبْرِیضاً ، کما فی العُبَابِ .

و من المَجَازِ: تَبَرَّضَ الرَّجلُ ،إِذا تبَلَّغَ بالقَلِیل من العَیْشِ ،کما فی الصّحاح.یُقَال: تَبَرَّضَهُ ،إِذا تَطَلَّبَهُ من هَاهُنَا و هَاهُنَا قَلِیلاً قَلِیلاً.

و تَبَرَّضَ سَمَلَ الحَوْضُ :إِذا کَانَ مَاؤُه قَلِیلاً فَأَخَذْتَهُ قَلِیلاً.

16- و فی الحَدِیثِ : «ماءٌ قَلِیلٌ یَتَبَرَّضُهُ النَّاسُ تَبَرُّضاً . «أَیْ یَأْخُذُونَه قَلِیلاً قَلِیلاً.

و من المَجَاز: تَبَرَّضَ الشَّیْ ءَ:أَخَذَه قَلِیلاً قَلِیلاً ،و تَبلَّغَ به.

و مِن المَجَازِ: تَبَرَّضَ فُلاَناً ،إِذَا أَصَابَ مِنْهُ الشَّیْ ءَ قبْلَ (1)الشَّیْ ءِ ،أَوِ الشَّیْ ءَ بَعْدَ الشَّیْ ءِ، و تَبَلَّغَ به،کما فی العبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

تَبَرَّضَتِ الأَرْضُ :تَبَیَّن نَبْتُهَا،کذا فی المُحْکَم.و بِئْرٌ بَرُوضٌ :قَلِیلَهُ الماءِ.

و هو یَتَبَرَّضُ المَاءَ کُلَّمَا اجْتَمَع منه شَیْ ءٌ غَرَفَهُ .

و الاِبْتِرَاضُ :تَطَلُّبُ العَیْشِ من هُنَا و هُنَا.

و الْبَرَّاضُ ،ککَتَّانٍ :الَّذِی یُنِیلُ الشَّیْ ءَ،و به فُسِّرَ قَوْلُ الشَّاعِر:

و قد کُنْتُ بَرَّاضاً لها قَبْلَ وَصْلِهَا

فکَیْفَ و لَزَّتْ حَبْلَهَا بحِبَالِی (2)

و قال اللَّیْثُ فی مَعْنَاه:کُنْتُ أَطْلُبَها فی الفَیْنَه بَعْدَ الفَیْنَه أَحْیَاناً،فَکیْفَ و قد عَلِقَ بَعْضُنَا ببَعْضٍ .

و یُقَال:إِنَّ المَالَ لَیَتَبَرَّضُ النَّبَاتَ تَبَرُّضاً ،و ذلک قبْلَ أَنْ یَطُولَ و یَکُونَ فِیهِ شِبَعُ المَالِ .

و یُقَال:مَا فیهِ إِلاَّ شُفَافَهٌ لا تَفْضُل إِلاّ (3)عن التَّبَرُّضِ ، أَی التَّرَشُّف.مِنْ مالِهِ بُرَاضَهٌ ،کثُمَامَهٍ ،أَی القَلِیلُ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ .

بضض

الْبَضُّ من الرِّجَالِ : الرَّخْصُ الجَسَدِ ،عن الأَصْمَعِیّ ،قال:و لیْسَ من البَیَاضِ خَاصَّهً ،و لکِنَّه من الرُّخُوصَهِ .و قال غیْرُهُ :هو الرَّقِیقُ الجِلْدِ المُمْتَلِیءُ ،کما فی الصّحاح، و هی بِهَاء .قِیلَ :امرأَهٌ بَضَّهٌ :رَقِیقَهُ الجِلْدِ نَاعِمَهٌ ،إِنْ کانَتْ بَیْضَاءَ أَوْ أَدْمَاءَ.و قال أَبو عَمْرو:هی اللَّحِیمَهُ البَیْضَاءُ.و قال اللِّحْیَانِیّ :هی الرَّقِیقَه الجِلْد الظَّاهِرَهُ الدَّم.

و قال اللَّیْثُ :امْرَأَهٌ بَضَّهٌ :[تارَّهٌ ] (4)نَاعِمَهٌ مُکْتَنِزَهُ الَّلحْمِ ، فی نَصَاعَهِ لَوْنٍ .

و البَضُّ : اللَّبَنُ الحَامِضُ ، کالبَضَّهِ .قال ابنُ شُمَیْلٍ :

البَضَّهُ :اللبَنَهُ الحَارَّهُ الحَامِضَهُ ،و هی الصَّقْرَهُ .و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :سَقَانِی بَضَّهً و بَضّاً ،أَی لَبناً حَامِضاً.

و جَارِیَهٌ بَضِیضَهٌ ،و بَاضَّهٌ ،و بَضْبَاضَهٌ ،أَی بَضَّهٌ ،أَی کَنِزَهٌ تَارَّهٌ ،فی نَصَاعَهٍ .و قِیلَ :هی الناعِمَهُ ،سَمْرَاءَ کانَت أَو بَیْضَاءَ.

و بِئْرٌ بَضُوضٌ ،کصَبُورٍ: یَخْرُجُ مَاؤُهَا قَلِیلاً قَلِیلاً ،فهی قَلِیلَهُ الماءِ، ج بِضَاضٌ ،بالکَسْرِ،و فی بعض النُّسَخ:

بَضَائِضُ . و ما فِی البِئْرِ بَاضُوضٌ ،أَی بَلَلَهٌ ،عن ابن عَبّادٍ.

و قال أَبو سَعِیدٍ: مَا فِی السِّقَاءِ بُضَاضَهٌ من مَاءٍ، بالضَّمّ ، أَی شَیْ ءٌ یَسِیرٌ. و قال غَیْرُه:ما فی السِّقاءِ بَضِیضَهٌ کسَفِینَهٍ ، أَی یَسِیرُ مَاءٍ .

و البَضِیضَهُ :المَطَرُ القَلِیلُ ،نَقَلَه الصَّاغَانیّ .

و الْبَضِیضَهُ ،أَیْضاً: مِلْکُ الیَدِ ،یُقَال:أَخْرَجْتُ له بَضِیضَتِی،أَی مِلْکَ یَدِی.

و بَضَّ المَاءُ یَبِضُّ بَضّاً و بُضُوضاً و بَضِیضاً :سَالَ قَلِیلاً قَلِیلاً ،و قِیلَ :رَشَحَ مِنْ صَخْرٍ أَو أَرْضٍ .

16- و فی حَدِیث تَبُوکَ : «و العَیْنُ تَبِضُّ بِشَیْ ءٍ من مَاءٍ». و فی الصّحاح:و لا

ص:12


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أَخری:«بَعْدَ».
2- (2) فی التهذیب و اللسان: فکیف ولّدت حبلها بحبالیا.
3- (3) سقطت لفظه«إلا»فی الأَساس.
4- (4) زیاده عن التهذیب و اللسان. [1]

یُقَالُ بَضَّ السِّقاءُ و لا القِرْبَهُ ،أَی إِنَّمَا ذلِکَ الرَّشْحُ أَو النَّتْحُ ، فَإِنْ کَانَ دُهْناً أَو سَمْناً فَهُوَ النَّثُّ .قال (1):و بَعْضُهُم یَقُولُه و یُنْشِدُ لِرُؤْبَهَ :

فَقلْتُ قَولاً عَرَبِیّاً غَضّاً

لو کَانَ خَرْزاً فی الکُلَی ما بَضَّا

16- و فی الحَدِیثِ : «أَنَّه سَقَطَ من الفَرَسِ فإِذا هُوَ جَالِسٌ و عُرْضُ وَجْهِه یَبِضُّ مَاءً أَصْفَرَ».

و بَضَّ لَهُ یَبُضُّ ،بالضَّمِّ : أَعْطَاهُ شَیْئاً قَلِیلاً،کأَبَضَّ له إِبْضَاضاً،و أَنْشَدَ شَمِرٌ لِلْکُمَیْتِ :

و لمْ تُبْضِضِ النُّکْدَ للجَاشِرِین

و أَنْفَدَتِ النَّمْلُ ما تَنْقُلُ

قال:هکذا أَنْشَدَنِیهِ ابنُ أَنَس بِضَمِّ التَّاءِ،و رَوَاهُ القَاسِمُ بفَتْحِها،و هُمَا لُغَتَان (2).

و قال الأَصْمَعِیُّ :نَضَّ لَهُ بشَیْ ءٍ،و بَضَّ لَهُ بشَیْ ءٍ،و هو المَعْرُوف،القَلِیلُ .

و اَلْبَضَضُ ،مُحَرَّکَهً ،المَاءُ القَلِیلُ ،نَقله الجَوْهَرِیّ .

و بَضَّ الحَجَرُ و نَحْوُهُ یَبِضُّ :نَشَغَ منه المَاءُ شِبْهَ العَرَقِ ، و منه قَوْلُهُم:فُلانٌ مَا یَبِضُّ حَجَرُهُ ،أَی لا یُنَالُ منه خَیْرٌ، و هو مَثَلٌ یُضْرَبُ لِلبَخِیلِ .و قال الجَوْهَرِیُّ :أَیْ ما تَنْدَی صَفَاتُهُ .

و بَضَّ أَوْتَارَهُ :حَرَّکَها لِیُهَیِّئَهَا لِلضَّرْبِ ،هکذا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و نقَل ابنُ بَرِّیٍّ عن ابن خالَوَیْه:بَظَّ أَوْتَارَهُ ، و بَضَّهَا،بالظَّاءِ و الضَّادِ.و الظَّاءُ أَکْثَرُ و أَحْسَنُ .

و یُقَال: مَا عَلَّمَکَ أَهْلُکَ إِلاَّ مِضّاً،و بِضّاً ،و مِیضاً و بِیضاً،بکَسْرِهِنَّ ،و هو أَنْ یُسْأَلَ عَنِ الحَاجَهِ فَیَتَمَطَّقَ بَشَفَتَیْهِ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ عَنِ الفَرّاءِ:و سَیَأَتِی مُفَسَّراً بأَکْثَرَ من ذلِکَ فی«م ض ض».

و البَضْبَاضُ :الْکَمْأَهُ ،هکَذَا قَالُوه،و لیْسَت بمَحْضَهٍ .

و رَجُلٌ بُضَابِضٌ ،بالضَّمِّ :قَوِیُّ ،و کَذلِکَ ضُبَاضبٌ ، و رُبَّمَا استُعْمل فی البَعِیر أَیْضاً. و عن ابن الأَعْرَابِیّ :

بَضَّضَ تَبْضِیضاً ،إِذا تَنَغَّمَ :و ابْتَضَضْتُ نَفْسِی لَهُ اِبْتِضَاضاً :

استَزَدْتُهَا لَهُ ،کائْتَضَضْتُها لَهُ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانیّ عن ابن عَبَّادٍ.

و ابْتَضَضْتُ القَوْمَ :اِسْتَأْصَلْتُهُمْ ،نَقَله الضاغانیّ عن ابنِ عَبّاد.

و تَبَضَّضْتُهُ (3):أَخَذْتُ کُلَّ شَیْ ءِ لَهْ ،عن ابن عَبّادٍ.

و تَبَضَّضْتُ حَقِّی منْه:استَنْظَفْتُه قَلِیلاً قَلِیلاً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ هکذا.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

بَضَّتِ العَیْنُ تَبِضُّ بَضّاً و بَضِیضاً :دَمَعَتْ .و یُقَال للرَّجُلِ إِذا نُعِتَ بالصَّبْرِ علی المُصِیبهِ :مَا تَبِضُّ عَیْنُه.

16- و فی حَدِیثِ طَهْفَهَ : «ما تَبِضُّ بِبِلاَلٍ ». أَی ما یَقْطُرُ منها لَبَنٌ و بَضَّتِ الحَلَمَهُ ،أَی دَرَّت باللَّبَن.

و بَضَّتِ الرَّکِیَّهُ تَبِضُّ :قَلَّ مَاؤُهَا.قال أَبو زُبَیْدٍ:

یا عُثْمَ أَدْرِکْنِی فإِنَّ رَکِیَّتِی

صَلَدَتْ فأَعْیَتْ أَنْ تَبِضَّ بِمَائِهَا

16- و فی حَدِیث النَّخَعِیّ : «الشَّیْطَانُ یَجْرِی فی الإِحْلِیل و یَبِضُّ فی الدُّبُرِ أَی یَدِبُّ فیه فَیُخَیّل أَنَّه بَلَلٌ أَو رِیحٌ .

و امرأَهٌ بَضَاضٌ ،کسَحَابٍ : بَضَّهٌ .

و البَضَاضَهُ ،و البُضُوضَهُ :نُصُوعُ البَیَاضِ فی سِمَنٍ ،و قد بَضَضْتَ یَا رَجُلُ و بَضِضْتَ ،بالفَتْح و الکَسْرِ.و قیل:

البَضَاضَهُ :رِقَّهُ اللَّوْنِ و صَفَاؤُه الَّذِی یُؤَثِّر فیه أَدْنَی شَیْ ءٍ (4).

و هُوَ أَبَضُّ النَّاسِ ،أَی أَرَقُّهُمْ لَوْناً،و أَحْسَنُهُم بَشَرَهً .

و بَضَّضَ علیه بالسَّیْفِ :حَمَلَ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و بَضَّضَ الجِرْوُ،مثل جَصَّصَ ،و یَضَّضَ ،و یَصَّصَ ،کُلُّهَا لُغَاتٌ .

بعض

بَعْضُ کُلِّ شَیْ ءٍ:طائِفَهٌ مِنْه ،سَوَاءٌ قَلَّتْ أَوْ کَثُرَتْ ،یُقَالُ : بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ . ج أَبْعَاضٌ ، قال ابنُ سِیدَهْ :حَکَاهُ ابنُ جِنِّی،فلا أَدْرِی،أَ هو تَسَمُّحٌ أَم هُو شَیْ ءٌ رَوَاهُ .

ص:13


1- (1) أَی فی الصحاح. [1]
2- (2) یعنی:بضّ یَبُضُّ ،و أَبَضَّ یُبِضُّ ،کما فی التهذیب.
3- (3) فی الأَصل و القاموس:«و تبضبضته»و ما أَثبت عن الصحاح فالعباره التالیه المعطوفه تؤید ما أَثبتناه.
4- (4) و هو قول المبرد،نقله عنه فی الأَساس.

و لا تَدْخُلُهُ اللاَّمُ ،أَی لامُ التَّعْرِیف لِأَنَّهَا فی الأَصْلِ مُضَافَهٌ ،فهی مَعرفهٌ بالإِضَافَهِ لَفظاً أَو تَقْدِیراً،فلا تَقْبَل تَعْرِیفاً آخَرَ خِلافاً لابْنِ دَرَسْتَوَیْه و الزّجَاجِیِّ فإِنَّهما قَالا:

الْبَعْضُ و الکُلُّ .قال ابنُ سِیدِه:و فِیه مُسَامَحَه،و هُو فی الحَقِیقَهِ غَیْرُ جَائِزٍ،یَعْنِی أَنَّ هذا الاسْمَ لا یَنْفَصِلُ عن الإِضَافَهِ .و فی العُبَابِ :و قد خَالَفَ ابنُ دَرَسْتَوَیْهِ النَّاسَ قاطِبَهً فی عَصْرِه،و قال النَّاقِدِیّ :

فَتَی دَرَسْتَوِیّ إِلی خَفْضِ

أَخْطَأَ فی کُلٍّ و فی بَعْضٍ

دِمَاغُه عَفَّنَه نَوْمُه

فصارَ مُحْتاجاً إِلی نَفْضِ

قال أَبُو حَاتم: قلت للأَصْمَعِیّ :رَأَیْت فی کِتَابِ ابنِ المُقَفَّع:العِلْم کَثِیر،و لکِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خیْرٌ من تَرْکِ الکُلِّ ،فأَنْکَرَهُ أَشَدَّ الإِنْکَارِ و قال:الأَلِفُ و الَّلامُ لا یَدْخُلاَن فی بَعْضٍ و کُلٍّ لِأَنَّهُمَا مَعْرِفَهٌ بِغَیْرِ أَلفٍ و لاَمٍ .و فی القُرْآنِ العَزِیز: (وَ کُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِینَ ) (1).قال أَبو حاتِمٍ :لا تَقُولُ العَرَبُ الکُلَّ و لا البَعْضَ ،و قد اسْتَعْمَلَها النَّاسُ حَتَّی سِیبَویْه و الأَخْفَشُ فی کِتَابَیْهِما لِقِلَّه عِلْمِهِما بِهَذا النَّحْوِ ،فاجْتَنِبْ ذلِکَ ،فإِنَّهُ لیْسَ من کَلامِ العَرَب.انْتَهَی.قال شیْخُنَا:

و هذا من العَجَائِب،فلا یَحْتَاج إِلی کَلاَمٍ .قُلتُ :و قالَ الأَزْهَرِیُّ :النَّحْوِیُّون أَجَازُوا الأَلِفَ و اللاَّمَ فی بَعْضٍ و کُلٍّ ، و إِنَّ أَبَاهُ الأَصْمَعِیُّ .قال شیْخُنَا أَیْ بِناءً علی أنَّها عِوَضٌ عن المُضَافِ إِلیْه،أَو غیْرِ ذلِکَ ،و جَوَّزَهُ بَعْضٌ .علی أَنَّهُ مُؤَوَّلٌ بالجُزْءِ،و هو یَدْخُلُ عَلیْه«ال»فَکَذَا ما قَامَ مَقَامَه،و عُورِضَ بأَنَّه لَیْسَ مَحَلَّ النِّزَاعِ .

و البَعُوضَهُ :البَقَّهُ ،ج بَعُوضٌ ،قاله الجَوْهَرِیّ ،و قد وَرَدَ فی الحَدِیث،و هکذا فُسِّرَ،و قال الشَّاعِرُ:

یَطِنُّ بَعُوضُ المَاءِ فَوْقَ قَذَالِهَا.

کمَا اصْطَخَبت بَعْدَ النَّجیِّ خُصُومُ

و أَنْشَدَ مُحَمَّدُ بنُ زِیَادٍ الأَعْرابِیُّ :

و لَیْلَهٍ لَمْ أَدْرِ ما کَرَاهَا

أَسَامِرُ البَعُوضَ فی دُجَاهَا

کُلّ زَجُولٍ یُتَّقَی شَذَاهَا

لا یَطْرَبُ السَّامِعُ مِنْ غِنَاهَا.

و قال المُصَنِّف فی البَصَائِر:إِنّما أُخِذَ لَفْظُه من بَعْضٍ ، لصِغَرِ جِسْمه بالإِضَافَهِ إِلی سائر الحَیَوانات.

و البَعُوضَهُ : مَاءٌ لبَنِی أَسَدٍ ،قَرِیبُ القَعْرِ،کانَ لِلْعَرَب فیه یَوْمٌ مَذْکُورٌ.قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ یَذْکُرُ قَتْلَی ذلِکَ الیَوْمِ (2).

علی مِثْلِ أَصْحَابِ البَعُوضَهِ فاخْمِشِی

لَکِ الوَیْلُ حُرَّ الوَجْهِ أَوْ یَبْکِ مَن بَکَی

و رَمْلُ البَعُوضَهِ :مَوْضِعٌ فی البَادِیه،قالَهُ الکسَائِیّ .

و بُعِضُوا ،بالضَّمِّ ،آذَاهُم ،و فی الأَساسِ :أَکَلَهُمُ البَعُوضُ .

و لَیْلَهٌ بَعِضَهٌ ،کفَرِحَه و مَبْعُوضَهٌ ،و أَرْضُ بَعِضَهٌ ،أَی کَثِیرَتُه.و أَبْعَضُوا فهم مُبْعِضُونَ : صَارَ فی أَرْضِهِمْ الْبَعُوضُ ،أَو کَثُرَ،کما فی الأَسَاس.

و من المَجَاز: کَلَّفَنِی فُلانٌ مُخَّ الْبَعُوضِ ،أَی مَا لا یَکُون ،کما فی التَّکْمِلَهِ .و فی الأساسِ :أَی الأَمْرَ الشَّدِیدَ.

و قال اللَّیْثُ : البُعْضُوضَهُ ،بالضَّمِّ :دُوَیْبَّه کالخُنْفَساءِ ، تَقْرِضُ الوِطَابَ ،و هی غیْرُ البُعْصَوصَهِ ،بالصادِ،الّتی تَقَدَّم ذِکْرُها.

و الْغِرْبَانُ تَتَبَعْضَضُ ،أَی یَتَنَاوَلُ بَعْضُهَا بَعْضاً ،نقله الصّاغَانِیّ .

و بَعَّضْتُهُ تَبْعِیضاً :جَزَّأْتُهُ ، فتَبَعَّضَ ،أَیْ تَجَزَّأَ ،نقله الجَوْهَرِیّ .و منه:أَخَذُوا مالَه فَبَعَّضُوه ،أَی فَرَّقُوهُ أَجْزاءً.

و بَعَضَ (3)الشَّاهَ و بَعَّضَهَا .

قال الصَّاغَانِیُّ :و التَّرْکِیب یَدُلُّ علی تَجْزِئَهِ الشَّیْ ءِ،و قد شَذَّ عَنْهُ البَعُوض .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

البَعْضُ :مَصْدَرُ بَعَضَهُ البَعُوض یَبْعَضُه بَعْضاً :عَضَّهُ ،

ص:14


1- (1) سوره النمل الآیه 87. [1]
2- (2) و کان فیمن قُتل ذلک الیوم أخوه مالک بن نویره الیربوعی،قتلهم خالد بن الولید،انظر قصتهم فی معجم البلدان«البعوضه»و البیت من أبیات فیه علی رویّ الألف.
3- (3) عن الأساس و بالأصل«و عضّ ».

و آذَاهُ ،و لا یُقَال فی غیْرِ البَعُوضِ .قال یَمْدَحُ رَجُلاً باتَ فی کِلَّهٍ :

لَنِعْمَ البَیْتُ بَیْتُ أَبِی دِثَارٍ

إِذا ما خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضاً

قوله بَعْضاً ،أَی عَضًّا.و أَبو دِثارٍ:الکِلَّهُ .

و قَوْمٌ مَبْعُوضُونَ ،و أَرْضُ مَبْعَضَهٌ ،کما یُقَال:مَبَقَّه،أَیْ کَثِیرَتُهُمَا.

تَذْنِیبٌ :

نُقِلَ عن أَبی عُبَیْدَهَ أَنَّهُ جَعَلَ البَعْضَ من الأَضْدادِ،و أَنَّهُ یَکُون بمَعْنَی الکُلِّ و اسْتَدَلَّ له بقَوْلِه تَعالی: (یُصِبْکُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُکُمْ ) (1)أَی کُلّه.و استَدَلَّ له بِقَوْلِ لبِید:

أَوْ یَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُها (2)

فإِنَّهُم حَمَلُوه علی الکُلِّ .قُلتُ :و هکذا فَسَّرَ أَبُو الهیْثَمِ الآیهَ أَیْضاً:قال ابنُ سِیدَه:و لیْسَ هذَا عِنْدی علی ما ذَهَب إِلیْه أَهْلُ اللُّغَهِ مِنْ أَنَّ الْبَعْضَ فی مَعْنَی الکُلّ .هذا نَقْضٌ و لا دَلِیلَ فی هذا البَیْتِ ،لأَنَّهُ إِنّمَا عَنَی ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ .قال أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی:أَجْمَع أَهْلُ النَّحْوِ علی أنَّ البَعْضَ شَیْ ءٌ من أَشیَاءَ أَو شَیْ ءٌ من شَیْ ءٍ،إِلاّ هِشَاماً فإِنَّه زَعَم أَنَّ قَوْلَ لبِیدٍ:أَوْ یَعْتَلِقْ إِلخ فادَّعَی و أَخْطَأَ أَنَّ الْبَعْضَ هُنَا جَمْعٌ ،و لم یَکُنْ هذَا مِنْ عَمَلِه،و إِنّمَا أَرادَ لبِیدٌ ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ .قال:و قَوْلُه تَعَالَی: (یُصِبْکُمْ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُکُمْ ) أَنَّه کان وَعَدَهُم بشَیئین:عَذَاب الدُّنیَا و عَذَاب الآخِرَه،فقَال:یُصِبْکُمْ هذَا العَذَابُ فی الدُّنیَا،و هو بَعْضُ الوَعْدَین من غیْرِ أَنْ یَنْفی عَذَابَ الآخِرَه.و قال أَبو إِسْحَاقَ فی قَوْله: ( بَعْضُ الَّذِی یَعِدُکُمْ ) من لَطِیفِ المَسَائِلِ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم إِذا وَعَدَ وَعْداً وَقَعَ الوَعْدُ بأَسْرِه و لم یَقَعْ بَعْضُهُ ،فمِنْ أَیْنَ جَازَ أَنْ یَقُولَ بَعْضُ الَّذِی یَعِدُکُمْ ، و حَقُّ اللَّفْظِ :کُلُّ الَّذِی یَعِدُکُم،و هذا بَابٌ من النَّظَرِ یَذْهَبُ فیه المُنَاظِرُ إِلی إِلْزَام حُجَّتِهِ (3)بأَیْسَرِ مَا فِی الأَمْرِ،و لیْس هذا فی مَعْنَی الکُلِّ (4)،و إِنَّمَا ذَکَرَ البَعْضَ لِیُوجِبَ له الکُلَّ ،لِأَنَّ البَعْضَ هو الکُلُّ .

و نَقَل المصَنِّف فی البَصَائر عن أَبِی عُبَیْدَهَ کَلاَمَهُ السَّابِقَ ، إِلاّ أَنَّه ذَکَر فی اسْتِدْلالِهِ قَوْلَهُ تَعَالَی: (وَ لِأُبَیِّنَ لَکُمْ بَعْضَ الَّذِی تَخْتَلِفُونَ فِیهِ ) (5)أَی کُلَّ ،و ذَکَر قَوْلَ لبِیدٍ أَیْضاً:قَال:

هذا قُصُورُ نَظَرٍ منه،و ذلِکَ أَنَّ الأَشیَاءَ علی أَرْبَعَهِ أَضْرُبٍ (6):

ضَرْب فی بَیانِهِ مَفْسَدَهٌ ،فلا یَجُوزُ لِصَاحِبِ الشَّرِیعَهِ بَیَانُه،کوَقْتِ القِیَامَه،و وَقْتِ المَوْتِ .

و ضَرْب مَعْقُول یُمْکِن لِلنَّاسِ إِدراکُه من غیْر نَبیّ ، کمَعْرِفه اللّهِ ،و مَعْرِفَهِ خَلْقِ السَّموَاتِ و الأَرْضِ ،فلا یَلْزَمُ صَاحِبَ الشَّرْعِ أَنْ یُبَیِّنَه،أَلاَ تَرَی أَنَّه أَحالَ مَعْرِفَتَه علی العُقُول فی نَحْوِ قَولِه (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ) (7)و قوله: (أَ وَ لَمْ یَنْظُرُوا فِی مَلَکُوتِ السَّماواتِ ) (8).

و ضَرْب یَجِبُ علیه بَیَانُه،کأُصُولِ الشَّرْعِیّات المُخْتَصَّهِ بشَرْعِهِ .

و ضَرْب یُمْکِنُ الوُقُوفُ علیه بِمَا یُبَیِّنُه صاحِبُ الشَّرْع، کفُرُوعِ الأَحْکَام.

فإِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فی أَمْرٍ غیْرِ الَّذِی یَخْتَصُّ بالنَّبِیِّ بَیَانُه،فهو مُخَیَّر بَیْنَ أَنْ یُبَیِّنَ و بَیْنَ أَنْ لا یُبَیِّنَ ،حَسْبَ ما یَقْتَضِیه اجْتِهَادُه و حِکْمَتُه.و أَمّا الشَّاعِرُ فَإِنّهُ عَنَی نَفْسَهُ .

و المَعْنَی إِلاّ أَنْ یَتَدَارَکَنِی المَوْتُ ،لکِنْ عَرَّضَ و لَمْ یُصَرِّح تَفَادِیاً من ذِکْرِ مَوْتِ نَفْسِه،فتَأَمَّلْ .

بغض

البُغْضُ بالضَّمِّ :ضِدُّ الحُبِّ ،نَقله الجَوْهَرِیّ .

قال شیْخُنَا،ضِدُّ الحُبِّ یَلْزَمُه العَدَاوَهُ فی الأَکْثَر،لا أَنَّهما

ص:15


1- (1) سوره غافر الآیه:28. [1]
2- (2) من معلقته،و صدره: ترک أمکنهٍ إذا لم أرضها.
3- (3) الأصل و اللسان و [2]فی التهذیب:إلزام الحجه.
4- (4) کذا بالأصل و اللسان،و [3]العباره فی التهذیب:«و لیس فی هذا نفی إصابه الکل.و مثله قول القطامی: قد یدرک المتأنیّ بعض حاجته و قد یکون مع المستعجل الزلل و إنما ذکر البعض..».
5- (5) سوره الزخرف الآیه 63. [4]
6- (6) انظر المفردات للراغب«بعض».
7- (7) سوره یونس الآیه 101. [5]
8- (8) سوره الأعراف الآیه 185. [6]

بمَعْنَی،لِظَاهِرِ: (إِنَّما یُرِیدُ الشَّیْطانُ أَنْ یُوقِعَ بَیْنَکُمُ الْعَداوَهَ وَ اَلْبَغْضاءَ ) (1).

و الْبِغْضَهُ ،بالکَسْرِ،و الْبَغْضَاءُ :شِدَّتُه ،و کَذلِکَ البَغَاضَهُ و بَغضَ ،ککَرُمَ ،و نَصَرَ،و فَرِحَ ، بَغَاضَهً مَصْدرُ الأَوَّلِ .

فهو بَغِیضٌ ،مِنْ قَوْمٍ بُغَضَاءَ .

و من المَجَازِ: یُقَالُ ،نَسَبَهُ ابنُ بَرِّیّ إِلی أَهْلِ الیَمَنِ :

بَغَضَ (2)جَدُّکَ ،کَتَعَسَ جَدُّکَ ،و هو من حَدِّ کَرُمَ .

و من المجاز فی الدُّعاءِ: نَعِمَ (3)اللّهُ بِکَ عَیْناً و بَغَضَ (4)بعَدُوِّک عَیْناً ،و هو من حَدِّ نَصَرَ.

و قال:أَبو حَاتِمٍ :قَوْلُهُم أَنَا أَبْغُضُهُ و یَبْغُضُنِی ،بالضَّمِّ ، لُغَهٌ رَدِیئَهٌ ،من کَلام الحَشْوِ،و أَثْبَتَها ثَعْلَبٌ وَحْدَهُ ،فإِنّه قالَ فی قَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ : (إِنِّی لِعَمَلِکُمْ مِنَ الْقالِینَ ) (5).أَیْ الباغِضِین ،فَدَلَّ هذا علی أَنَّ بَغَضَ عنْده لُغَهٌ ،و لَوْ لاَ أَنَّهَا لُغَهٌ عِنْدَه لَقَالَ مِنَ المُبْغِضِینَ .

و قَوْلُهُم: مَا أَبْغَضَهُ لِی.شَاذٌّ لا یُقَاس عَلیْه،کما قَالَهُ الجَوْهَرِیّ .قال ابنُ بَرِّیّ :إِنَّمَا جَعَلَه شَاذًّا،لأَنَّهُ جَعَلَهُ من أَبْغَضَ ،و التَّعَجُّب لا یکونُ من أَفْعَلَ إِلاَّ بِأَشَدَّ و نَحْوِه،قال:

و لیْس کما ظَنَّ ،بَل هُوَ من بَغُضَ فُلانٌ إِلَیَّ .قال:و قد حَکَی أَهْلُ اللُّغَهِ و النَّحْو:ما أَبْغَضَنِی له،إِذا کُنْتَ أَنْتَ المُبْغِضَ لَه،و ما أَبْغَضَنِی إِلیْه،إِذا کانَ هُوَ المُبْغِضَ لَکَ .

انْتَهَی.و قال ابنُ سِیدَه:و حَکَی سِیبَوَیْه:ما أَبْغَضَنِی لَهُ ،و مَا أَبْغَضَهُ إِلَیَّ .و قال:إِذا قُلْتَ :ما أَبْغَضَنِی لَهُ فإِنَّمَا تُخبِرُ أَنَّکَ مُبْغِضٌ لَه،و إِذَا قُلْتَ :ما أَبْغَضَهُ إِلَیَّ فإِنَّمَا تُخْبِرُ أَنَّهُ مُبْغَضٌ عِنْدک.

و أَبْغَضُوهُ ،أَی مَقَتُوهُ ،فهو مُبْغَضٌ .

و بَغِیضُ بنُ رَیْثِ بنِ غَطَفَانَ بنِ سَعْدِ بْنِ قَیْسِ عَیْلاَنَ :

أَبُو حیٍّ مِنْ قَیْسِ .

و التَّبْغِیضُ ،و التَّبَاغُضُ ،و التَّبَغُّضُ :ضِدُّ التَّحْبِیبِ ، و التَّحابُبِ ،و التَّحَبُّبِ ،تقولُ :حَبُبَ إِلیَّ زَیْدٌ:و بَغُضَ إِلیَّ عَمْرٌو،و تَحَبَّبَ لی فُلانٌ ،و تَبَغَّضَ لی أَخُوه.و ما رَأَیْتُ أَشَدَّ تَبَاغُضاً منهما،و لَمْ یَزَالا مُتَبَاغِضَیْنِ .

14- و بَغِیضُ التَّمیمِیُّ الحَنْظَلِیّ غَیَّرَ النبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم اسْمَهُ حِینَ وَفَدَ علیه بحَبِیبٍ ،تَفَاؤُلاً.

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

البِغْضَهُ ،بالکَسْرِ:القَومُ یَبْغَضُونَ ،قاله السُّکَّرِیّ فی شَرْحِ قَوْل سَاعِدَهَ بنِ جُؤیَّهَ :

و مِنَ العَوَادی أَنْ تَقَتْکَ بِبِغْضَهٍ

و تَقَاذُفٍ منها و أَنَّکَ تُرْقَبُ .

قال ابنُ سِیدَه:فَهُوَ علی هذا جَمْعٌ ،کغِلْمَهٍ و صِبْیَهٍ ، و لو لا أَنَّ المَعْهُودَ من العَرَبِ أَن لا تَتَشَکَّی من مَحْبُوبٍ بِغْضَهً فی أَشْعارِهَا لَقُلْنَا إِنَّ البِغْضَهَ هُنَا الإِبْغاضُ .

و بَغَّضَهُ اللّهُ إِلی الناسِ ،فهُوَ مُبَغَّضٌ : یُبْغَضُ کَثِیراً.

و البَغَاضَهُ :شِدَّهُ البُغْضِ ،قال مَعْقِلُ بنُ خُوَیْلِدٍ الهُذَلِیّ :

أَبَا مَعْقِلٍ لا تُوطِئَنْکَ بَغَاضَتِی

رُؤُوسَ الأَفَاعِی مِن مَرَاصِدِها العُرْمِ

و البَغُوضُ : المُبْغِضُ ،أَنْشَدَ سِیبَوَیْه:

و لکِنْ بَغُوضٌ أَن یُقَالَ عَدِیمُ (6)

قلتُ :و فیه دَلِیلٌ قَوِیٌّ لِمَا ذَهَبَ إِلیه ثَعْلَبٌ من أَنَّ بَغَضْتُه لُغَهٌ ،لأَنَّ فَعُولاً إِنَّمَا هی فی الأَکْثَرِ عن فاعِلٍ لا مُفْعِلٍ و قیل: البَغِیضُ المُبْغِضُ و المُبْغَضُ جَمِیعاً،ضِدٌّ.

و المُبَاغَضَهُ :تَعَاطِی البَغْضَاءِ ،و قد بَاغَضْتُه.أَنْشَد ثَعْلبٌ :

یَا رُبَّ مَوْلًی سَاءَنِی مُبَاغِضِ

عَلَیَّ ذِی ضِغْنٍ و ضَبَّ فَارِضِ

له قُرُوءٌ کقُرُوءِ الحَائِضِ (7)

ص:16


1- (1) سوره المائده الآیه 91. [1]
2- (2) ضبطت اللفظتان بغض و تعس بفتح و کسر ثانیهما عن القاموس، و [2]العباره فی اللسان:و أهل الیمن یقولون:«بَغُضَ جدّک کما یقولون عَثَر جدّک».
3- (3) فی الأساس:أنعم.
4- (4) فی اللسان و الأساس:و أبغض.
5- (5) سوره الشعراء الآیه 168. [3]
6- (6) کتاب سیبویه و نسب فیه لمزاحم العقیلی و صدره فیه 298/2. فرطن لا ردّ لما بتّ و انقضی قال الشنتمری:وصف کبره و ذهاب شبابه و قوته و فتوته فیقول:فرطن أی ذهبن و تقدمن،فلا ردّ لما فات منهن.
7- (7) بهامش اللسان: [4]قوله:و ضب فارض،الضب:الحقد،و الفارض.

و البَغِیضُ :لَقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ إسْمَاعِیلَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِق،یُقَالُ لِوَلَدِهِ بَنُو البَغِیضِ .

بوض

بَاضَ بَوْضاً ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابن الأَعْرَابِیّ ،أَی أَقَامَ بالمَکَانِ و لَزِمَ .

و بَاضَ بَوْضاً إِذا حَسُنَ وَجْهُهُ بَعْدَ کَلَفٍ ،و مِثْلُه بَضَّ یَبِضُّ .

بهض

بَهَضَنِی هذا الأَمْرُ،کمَنَعَ ،أَهملَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و کَذلِکَ أَبْهَضَنِی ،بالأَلِفِ ،و هی لُغَهٌ ضَعِیفَهٌ ،کَذا نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ عن الخَارْزَنْجِیّ .و قال أَبو تُرَابٍ :سَمِعْتُ أَعْرَابِیًّا من أَشْجَعَ یَقُولُ : بَهَضَنِی الأَمْرُ و بَهَظَنِی، أَی فَدَحَنِی .قَال الأَزْهَرِیّ :و لم یُتَابِعْهُ عَلَی ذلِکَ أَحَدٌ.قُلْتُ :و لِذَا قَالَ المُصَنِّفُ : و بالظَّاءِ أَکْثَرُ .

و فی اللِّسَانِ : البَهْضُ :ما شَقَّ عَلیْکَ ،عن کُرَاع،و هی عَرَبِیَّهٌ البَتَّهَ .

بیض

الأَبْیَضُ :ضِدُّ الأَسْوَدِ ،من البَیَاضِ ،یَکُونُ ذلِکَ فی الحَیَوَانِ و النَّبَاتِ و غیْرِ ذلِکَ مِمَّا یَقبَلُهُ غیْرُه،و حَکَاه ابنُ الأَعْرَابِیّ فی الماءِ أَیْضاً، ج بِیضٌ ،بالکَسْرِ،قال الجَوْهَرِیُّ : و أَصْلُهُ بُیْضٌ ،بالضَّمِّ ،أَبْدَلُوه بالکَسْرِ لتَصِحَّ الیاءُ .

و الأَبْیَضُ ، السَّیْفُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،أَیْ لِبَیَاضِهِ .قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیّ :

شَرِبْتُ بجَمِّه و صَدَرْتُ عَنْه

بأَبْیَضَ صَارِمٍ ذَکَرٍ إِباطِی

و الْأَبْیَضُ : الْفِضَّهُ ، لِبَیَاضِهَا ،و مِنْه

16- الحَدِیثُ : «أُعْطِیتُ الکَنْزَیْنِ الأَحْمَرَ و الأَبْیَضَ ». هُمَا الذَّهَبُ و الفِضَّهُ (1).

و الْأَبْیَضُ : کَوْکَبٌ فی حَاشِیَهِ المَجَرَّهِ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .

و من المَجَاز: الْأَبْیَضُ : الرَّجُلُ النَّقِیُّ العِرْضِ .قال الأزْهَریّ :إِذا قالَتِ العَرَبُ فُلانٌ أَبْیَضُ ،و فُلانَهُ بَیْضَاءُ ، فالمَعْنَی نَقَاءُ العِرْضِ من الدَّنَسِ و العُیُوبِ ،من ذلِکَ قَوْلُ زُهَیْرِ بنِ أَبِی سُلْمَی یَمْدَحُ هَرِمَ بنَ سِنَانٍ :

أَشَمُّ أَبْیَضُ (2)فَیّاضٌ یُفَکِّک عَنْ

أَیْدِی العُنَاهِ و عَن أَعْنَاقِهَا الرِّبَقَا

و قال ابنُ قَیْس الرُّقیّاتِ فی عَبْدِ العَزیزِ بْن مَرْوانَ :

أَمُّکَ بَیْضَاءُ مِنْ قُضَاعَهَ فی ال

بَیْتِ الَّذِی یُسْتَظَلُّ فی طُنُبِهْ

قال:و هذا کَثِیرٌ فی[کلامهم و]شِعْرِهم،لا یُرِیدُون به بَیَاضَ اللَّوْنِ ،و لکِنَّهُم یُرِیدُون المَدْحَ بالکَرَمِ ،و نَقَاءِ العِرْضِ من العُیُوبِ [و الأدناس] (3).

و إِذَا قَالُوا:فُلانٌ أَبْیَضُ الوَجْهِ ،و فُلانَهُ بَیْضَاءُ الوَجْهِ ، أَرادُوا نَقَاءَ اللَّوْنِ من الکَلَفِ و السَّوَادِ الشَّائِنِ .قَال الصَّاغَانِیّ :و أَمَّا قَوْلُ الشَّاعِر:

بِیضٌ مفارِقُنَا تَغْلِی مَرَاجِلُنَا.

نَأْسُو بأَمْوالِنَا آثَارَ أَیْدِینا (4)

فإِنَّهُ قِیلَ فیه مِائَتا قَوْلٍ ،و قد أُفْرِدَ لِتَفْسِیرِ هذَا البَیْتِ کِتَاب.و البَیْتُ یُروَی لِمِسْکِین الدَّارِمیّ ،و لیْسَ لَهُ .و لِبَشامَهَ ابْن حَزْنٍ النَّهْشَلِیّ .و لبَعْضِ بَنِی قَیْسِ بْنِ ثَعْلَبَه،کذا فی التَّکْمِلَهِ ،و فی العُبَاب:سَمِعْتُ وَالِدِی،المَرْحُوم،بغَزْنَهَ فی شُهُورِ سَنَهِ نَیِّفٍ و ثَمَانِینَ و خَمْسَمائهٍ یَقُولُ :کُنتُ أَقْرَأُ کِتَابَ الحَمَاسَهِ لابِی تَمّامٍ علی شَیْخِی بغَزْنَهَ ،ففَسَّرَ لی هذا البَیْتَ ،و أَوَّلَ لی قَولَهُ : بِیضٌ مَفَارِقُنا مِائَتَیْ تَأْوِیلٍ ، فاسْتَغْرَبْتُ ذلِکَ حَتَّی وَجَدْتُ الکِتَابَ الَّذِی بُیِّنَ فیه هذِه الوُجُوهُ ببَغْدَادَ فی حُدُودِ سَنَه أَرْبَعِینَ و سِتَّمِائهٍ ،و الحَمْدُ للّه علی نِعَمِه.

قُلْتُ :و أَبْیَضُ الوَجْهِ :لَقَبُ أَبِی الحَسَنِ مُحَمَّدِ ابن مُحَمَّدٍ،أَبِی البَقَاءِ جَلالِ الدین البَکْرِیّ المُتَوَفَّی سنه

ص:17


1- (1) انظر النهایه:بیض،172/1.
2- (2) فی الدیوان:أغرّ أبیض.
3- (3) زیاده عن التهذیب.
4- (4) البیت فی شرح دیوان الحماسه للتبریزی 53/1 و نسبها لبعض بنی قیس بن ثعلبه،قال:و یقال إنها لبشامه بن حزن النهشلی.من أبیات مطلعها: إنا محبوک یا سلمی فحبینا و إن سقیت کرام الناس فاسقینا و یروی:بیض معارقنا،قال:و الأشهر بیض مفارقنا.

952 المَدْفُون ببِرْکَهِ الرَّطْلِیّ ،و هو جَدُّ السَّادهِ المَوْجُودِین الآنَ بِمِصْرَ.

و الأَبْیَضُ : جَبَلُ العَرْجِ ،علی جَادَّهِ الحَاجِّ ،بَیْنَ مَکَّهَ و المَدِینَهِ .

و الأَبْیَضُ : جَبَلٌ بِمَکَّهَ ،شَرَّفَهَا اللّه تَعالَی،مُشرِفٌ علی حُقِّ أَبی لَهَبٍ ،و حُقِّ إِبراهِیم بْنِ مُحَمَّدِ بنِ طَلْحَهَ ،و کان یُسَمَّی فی الجاهِلیَّهِ المُسْتَنْذر،قاله الأَصْمَعِی.

و الأَبْیَضُ : قَصْرٌ لِلْأَکَاسِرَهِ بالمَدَائِنِ کَانَ مِنَ الْعَجَائِبِ ، لَمْ یَزَلْ قَائِماً إلی أَنْ نَقَضَهُ المُکْتَفِی باللّه العَبّاسِیُّ ،فی حُدُودِ سنه 290 و بَنَی بِشُرَافَتهِ أَسَاسَ التَّاجِ الَّذِی بدَارِ الخِلافَهِ ، و بأَسَاسِهِ شُرَافاتِهِ ،فتُعُجِّبَ من هذا الانْقِلاَبِ ، و إِیَّاه أَرادَ البُحْتُرِیّ بقَوْلِه:

وَ لَقَدْ رَابَنِی نُبُوُّ ابْنِ عَمِّی

بَعْدَ لِینٍ مِن جانِبَیْهِ و أُنْسِ

و إِذا ما جُفِیتُ کُنْتُ حَرِیًّا

أَن أُرَی غیْرَ مُصْبِح حَیْثُ أُمسِی

حَضَرَتْ رَحْلِیَ الهُمُومُ فوَجَّه

تُ إِلَی أَبْیَضِ المَدَائِنِ عَنْسِی

أَتَسَلَّی عَنِ الحُظوظِ و آسَی

لمَحَلٍّ من آلِ سَاسَانَ دَرْسِ

ذَکَّرَتْنِیهُمُ الخُطُوبُ التَّوَالِی

و لَقَدْ تُذْکِرُ الخُطُوبُ و تُنْسِی

و الأَبْیَضَانِ :الَّلَبَنُ و الماءُ ،نقله الجوْهَرِیُّ عن ابْنِ السِّکِّیت.و أَنْشَدَ لِهُذیْلِ بْنِ عَبْدِ اللّه الأَشْجَعِیّ :

و لکِنَّما یَمْضِی لِیَ الحَوْلُ کَامِلاً (1)

و ما لِیَ إِلاَّ الأَبْیَضَیْنِ شَرَابُ

من الماءِ أو مِنْ دَرِّ وَجْناءَ ثَرَّهٍ

لهَا حَالِبُ لا یَشْتَکِی و حِلاَبُ

أو الشَّحْمُ و اللَّبَنُ ،قالَهُ أَبُو عُبَیْدَهَ . أَو الشَّحْمُ و الشَّبَابُ ، قاله أَبُو زیْد و ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و منه قَولُهُم:ذَهَبَ أَبْیَضَاهُ . أَو الخُبْزُ و الْمَاءُ ،قاله الأَصْمَعِیُّ وَحْدَه. أَو الحنْطَهُ و المَاءُ .

قاله الفَرّاءُ.

و قال الکِسَائِیّ :یُقَال: مَا رَأَیْتُه مُذْ أَبْیَضَانِ ،أی مُذْ شَهْرانِ أوْ یَوْمانِ ،و ذلِکَ لبَیَاضِ الأَیّامِ ،و علی الأَخِیرِ اقْتَصَر الزَّمَخْشَرِیّ . و

16- فی الحَدِیث: «لا تَقُومُ السَّاعَهُ حَتَّی یَظْهَرَ المَوْتُ الأَبْیَضُ و الأَحْمَرُ». الأَبْیَضُ : الفَجْأَهُ ،أَیْ ما یَأْتِی فَجْأَهً و لم یَکُنْ قَبْلَهُ مَرَضٌ یُغَیِّر لَوْنَه.و الأَحْمَرُ:المَوْتُ بالقَتْلِ لأَجْلِ الدَّمِ .و قِیلَ مَعْنَی البَیَاضِ فیهِ خُلُوُّه مِمَّا یُحْدِثُهُ مَنْ لا یُعَاقِصُ مِنْ تَوْبَهٍ ،و اسْتِغْفَارٍ،و قَضَاءِ حُقُوقٍ لازِمَهٍ ،و غیْرِ ذلِکَ ،من قَوْلهِم: بَیَّضْتُ الإِنَاءَ،إِذا فَرَّغْتَهُ ، قاله الصَّاغَانیّ .

و الْأَبَایِضُ ،ضَبَطَه هُنَا بالضَّمِّ ،و الإِطْلاق هُنَا و فی أ ب ض یَدُلّ علی أَنَّه بالفَتْح،و هو الصَّوابُ فإِنَّ یَاقُوتاً قال فی مُعْجَمِه کأَنَّه جَمْعُ بَایِضٍ (2).و قد تَقَدَّمَ أَنَّه هَضَبَاتٌ یُوَاجِهْنَ ثَنِیَّهَ هَرْشَی.

و البَیْضَاءُ :الدَّاهِیَهُ ،نَقَله الصَّاغَانِیّ ،و کَأَنَّه علی سَبِیلِ التَّفاؤُلِ ،کما سَمَّوُا اللَّدِیغَ سَلیماً.

و الْبَیْضَاءُ : الحِنْطَهُ و هی السَّمْرَاءُ أَیْضاً.

و البَیْضَاءُ أَیْضاً: الرَّطْبُ من السُّلْتِ ،قاله الخَطَّابِیّ .

16- و فی حَدیثِ سَعْدٍ (3): «سُئِلَ عن السُّلْتِ بالبَیْضَاءِ فکَرِهَهُ ».

أَی لِأَنَّهُمَا عِنْدَهُ جِنْسٌ وَاحِدٌ،و خَالَفَهُ غیْرُهُ ،و عَلی قَوْلِ الخَطَّابیّ کرِهَ بَیعهُ بالیَابِسِ منه،لأَنَّهُ مِمّا یَدْخُلُه الرِّبَا،فلا یَجُوزُ بَعْضُهُ ببَعْض إِلاّ مُتَمَاثِلَیْنِ ،و لا سَبِیلَ إِلی مَعْرِفَهِ التَّمَاثُلِ فِیهِمَا و أَحَدُهُمَا رَطْبٌ و الآخَرُ یَابِسٌ ،و هذا

14- کقَوْلِهِ صلی اللّه علیه و سلم: «أَیَنْقُصُ الرَّطْبُ إِذا یَبِسَ ؟فقِیلَ لَهُ :نَعَمْ .فَنَهَی عَنْ ذلِکَ ». و السُّلْتُ بَیْنَ الحِنْطَهِ و الشَّعیرِ،لا قِشْرَ له.

و البَیْضَاءُ : الخَرَابُ (4)من الأَرْضِ ،و هُوَ

16- فی حَدِیثِ ظَبْیَانَ : و ذَکَرَ حِمْیَرَ،قال:«و کانَتْ لَهُمُ البَیْضَاءُ و السَّوْدَاءُ».

أَرادَ الخَرَابَ و العَامِرَ من الأَرْضِ ،لأَنَّ المَوَاتَ مِنَ الأَرْضِ یَکُونُ أَبْیَضَ ،فإِذا غُرِسَ فیه الغِرَاسُ اسْوَدَّ و اخْضَرَّ.

و البَیْضَاءُ : القِدْرُ ،عن أَبِی عَمْرٍو، کأُمّ بَیْضَاءَ ،عنه أَیْضاً،و أَنْشَدَ:

ص:18


1- (1) صدره فی التهذیب: و لکنه یأتی إلی الحول کله.
2- (2) فی معجم البلدان:أبیض،و قد تقدم.
3- (3) کذا بالأصل و النهایه و [1]اللسان،و [2]جاء فی التکمله:«و سئل سعید عن السُّلْت..».
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:الجِرابُ .

و إِذْ ما یُرِیحُ النَّاسُ صَرْماءُ جَوْنَهٌ

یَنُوسُ عَلیْهَا رَحْلُهَا ما یُحَوَّلُ

فَقُلْتُ لَهَا:یا أَمَّ بَیْضَاءَ فِتْیَهٌ

یَعُودُکِ منهم مُرْمِلُون و عُیَّلُ

و الْبَیْضَاءُ : حِبَالَهُ الصَّائِد ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنشد:

و بَیْضَاءَ مِنْ مَالِ الفَتَی إِنْ أَرَاحَهَا

أَفَادَ و إِلاَّ مالُه مالُ مُقْتِرٍ

یقول:إِنْ نَشِبَ فِیهَا عَیْرٌ فجَرَّهَا بَقِیَ صَاحِبُهَا مُقْتِراً.

و البَیْضَاءُ : فَرَسُ قَعْنَبِ بْنِ عَتَّاب بنِ الحارِثِ .

و البَیْضَاءُ : دارٌ بالبَصْرَهِ لعُبَیْدِ اللّه بْنِ زِیَاد ابنِ أَبِیه.

و البَیْضَاءُ : بَیْضَاءُ البَصْرَهِ ، و هیَ المُخَیَّس ،هکذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ .و یُفْهَم من سِیَاقِ المُصَنّف أَنَّ المُخَیَّس هو دَارُ عُبَیْدِ اللّهِ ،و لیْسَ کَذلِکَ .و یَدُلُّ لِذلِکَ

1- قَوْلُ سَیِّدِنا عَلِیٍّ رضِیَ اللّه عنه فیما رُویَ عنه:

أَمَا تَرَانِی کَیِّساً مُکیَّسَا

بَنَیْتُ بَعْدَ نَافِعٍ مُخَیَّسَا.

قالَ جَحْدَرُ المُحْرِزِیّ ،اللِّصّ ،و کان قد حُبِسَ فیها:

أَقُولُ للصَّحْبِ و البَیْضَاءِ دُونکُمْ (1)

مَحلّهً سَوَّدَتْ بَیْضَاءَ أَقْطَارِی

و البَیْضَاءُ : أَرْبَعُ قُرًی بمِصْرَ ،اثْنَتَانِ مِنْهَا فی الشَّرْقِیَّهِ ، و وَاحِدَهٌ من أَعْمَالِ جَزِیرَهِ قویسنا (2)،و أخْرَی من ضَوَاحِی الأسْکَنْدَرِیّه،إِحدَاهُنّ تُذْکَر مع الملیصِ ،و الّتِی فی الشَّرْقِیّه تُذْکَر مع مجول.

و البَیْضَاءُ : د،بفَارِسَ ،سُمِّیَ لِبَیَاضِ طِینهِ ،و منه القاضِی ناصِرُ الدین،عَبْدُ اللّه بن عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بن علیٍّ البَیْضَاوِیّ المُفَسِّر،تُوُفِّیَ بتْبرِیز سنه 691 و أَبُو الأَزْهَرِ عَبْدُ الوَاحِد بنُ مُحَمَّدِ بن حبّان الأَصْطَخْرِیّ ،صاحب الرِّبَاط بالبَیْضَاءِ ،و القَاضِی أَبُو الحَسَن مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه ابْنِ أَحْمَد البَیْضَاوِیّ ،حَدَّث عنه أَبُو بَکْرٍ الخَطِیبُ .

و البَیْضَاءُ : کُورَهُ بالمَغْرِب .

و البَیْضَاءُ : ع،بحِیمَی الرَّبَذَهِ ،و فیه یَقُولُ الشَّاعِرُ:

لقد مَاتَ بالْبَیْضَاءِ من جانِبِ الحِمَی (3)

و الْبَیْضَاءُ : ع بِالْبَحْرَیْنِ ،کان لعبْدِ القیْسِ ،و هو ثَغْرٌ دُونَ ثاج،فیه نَخِیلٌ و مِیَاهٌ و أَحْسَاءٌ عَذْبَهٌ ،و قُصُورٌ فی حُدْودِ الخَطِّ ،و تُعْرَف ببَیْضَاءَ بَنِی جَذِیمَهَ .قال أَبو سَعِید:و قد أَقمْتُ به مع القَرَامِطَه قَیْظَهً .

و الْبَیْضَاءُ : عَقَبَهٌ بجَبَلٍ یُسَمَّی المَنَاقِب .

و الْبَیْضَاءُ : مَاءُ بنَجْدٍ،لبَنِی مُعَاوِیَهَ بن عُقیْل،و معهم فیه عامِرُ بنُ عُقیْلٍ .

و الْبَیْضَاءُ : د،خَلْفَ بابِ الأَبْوَابِ بِبِلادِ الخَزَرِ.

و البَیْضاءُ : اسْمٌ لحَلَبَ الشَّهْبَاءِ ،یُقَال لَهَا ذلِکَ ،کما یُقَالُ لَهَا الشَّهْبَاءُ.

و البَیْضَاءُ : ع،بالقَطِیفِ ،و هُوَ قُرَیّاتٌ (4)فی رَمْلٍ فیها النَّخْلُ .

و البَیْضاءُ : عَقَبَهٌ ،و فی التَّکْمِلَه:ثَنِیَّهُ التَّنْعِیمِ .

و البَیْضَاءُ : مَاءٌ لِبَنی سَلُول .

و

17- قَوْلُ أَبِی سَعِیدٍ الخُدْرِیّ : «رَأَیْتُ فی عامٍ کَثُرَ فیه الرِّسْلُ ، الْبَیَاض أَکْثَر من السَّوادِ». أَی اللَّبَن أَکثَر من التَّمْر.

و الْبَیَاضُ : لَوْنُ الْأَبْیَض ،کالبَیَاضَهِ ،کما قَالُوا:مَنْزِلٌ و مَنْزِلَهٌ ،کما فی الصّحاح،و زَادَ فی العُبَاب:و دَارٌ و دَارَهٌ .

و البَیَاضُ : ع،بالیَمَامَهِ .

و البَیَاضُ : حِصْنٌ بالیَمَنِ .

و الْبَیَاضُ : أَرضٌ بنَجْدٍ لبَنِی عَامِر بنِ عُقَیْل (5).

و بَنُو بَیَاضَهَ :قَبِیلَهٌ من الأَنْصَارِ .و منه

16- حَدِیثُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَهَ ،رَضِیَ اللّه عَنه: «إِنَّ أَوَّلَ جُمْعَهٍ جُمِعَتْ فی الإِسْلامِ بالمَدِینَهِ فی هَزْم بَنِی بَیَاضَهَ ». قلتُ :وَ هُوَ بَیَاضَهُ بن عَامِرِ ابنِ زُرَیْقِ بنِ عَبْدِ حَارِثَهَ بْنِ مَالِکِ بْنِ زیْدِ مَنَاهَ ،من وَلَدِ جُشَمَ بْنِ الخَزْرَجِ .منْ وَلَدِهِ زِیَادُ بنُ لَبِیدٍ،و فَرْوَهُ

ص:19


1- (1) فی معجم البلدان:«فی البیضاء:دونکم».
2- (2) فی معجم البلدان: [1]قوسَنِیّا.
3- (3) عجزه فی معجم البلدان: فتی کان زیناً للمواکب و الشرب.
4- (4) عن معجم البلدان و بالأصل«قریان».
5- (5) فی معجم البلدان.لبنی کعب بن عامر بن صعصعه.

ابنُ عَمْرٍو،و خَالِدُ بنُ قیْسٍ ،و غَنَّامُ بنُ أَوْسٍ ،و عَطِیَّهُ ابنُ نُوَیْرهَ ،الصَّحَابِیُّون،رَضِیَ اللّه عنهُم.

و تَقُولُ : هذا أَشَدُّ بَیَاضاً مِنْه،و یُقَالُ أَیْضاً:هذَا أَبْیَضُ مِنْه ،و هو شَاذُّ کُوفیّ .قال الجَوْهَرِیّ :و أَهْلُ الکُوفَهِ یَقُولُونَه، و یَحْتَجُّون بقَوْلِ الرَّاجِزِ:

جَارِیَهُ فی دِرْعِها الفَضَاض

أَبْیَضُ مِنْ أُخْتِ بَنِی إِبَاض.

قال المُبَرَّد:البَیْتُ الشَّاذُّ لیْسَ بحُجَّهٍ علی الأَصْل المُجْمَعِ علیه.

قال:و أَمّا قَوْلُ الآخِرِ:

إِذا الرَّجَالُ شَتَوْا و اشْتَدَّ أَکْلُهُمْ

فَأَنْتَ أَبْیَضُهُمْ سِرْبالَ طَبَّاخِ (1)

فَیَحْتَمِلُ أَن لا یَکُونَ بمَعْنَی أَفْعَلَ الَّذِی تَصْحَبُه مِنْ لِلْمُفَاضَلَهِ ،و إِنَّمَا هو بمَنْزِلَه قَوْلک:هو أَحْسَنُهم وَجْهاً و أَکْرَمَهُم أَباً،تُرید:حَسَنُهُمْ وَجْهاً و کَرِیمُهُم أَباً،فکَأَنَّه قال:فَأَنْتَ مُبْیَضُّهُم سِرْبالاً،فَلَمَّا أَضافَهُ انْتَصَبَ مَا بَعْدَه عَلَی التَّمْیِیِز.انْتَهَی.

قُلتُ :البَیْتُ لِطَرَفَهَ یَهْجُو عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ،و یُرْوَی:

إِن قُلتَ نَصْرٌ فنَصْرٌ کانَ شَرَّ فَتًی

قدْماً و أَبْیَضَهُم سِرْبَالَ طبَّاخِ

و هکذا رَوَاه صَاحِبُ العُبَاب.

و الْبَیْضَهُ وَاحِدَهُ بَیْضِ الطَّائِرِ ،سُمِّیَتْ لِبَیَاضِهَا ، ج بُیُوضٌ ،بالضَّمِّ ، و بَیْضَاتٌ ،و بَیْضٌ .قال عُمْرو بنُ أَحْمَرَ:

أَرِیهِمْ سُهَیْلاً و المَطِیُّ کأَنَّهَا

قَطَا الحَزْنِ قد کانَتْ فِرَاخاً بُیُوضُهَا

قال الصَّاغَانِیّ :و لا تُحَرَّک الیَاءُ من بَیْضَاتٍ إِلاَّ فی ضَرورهِ الشَّعْرِ،قال:

أخُو (2)بَیَضَاتٍ رائحٌ مُتَأَوَّبٌ

رَفیقٌ بِمَسْحِ المَنْکِبَیْنِ سَبُوحُ

و کَذلِکَ البَیْضَهُ وَاحدَهُ الْبَیْضِ من الحَدِیدِ ،علی التَّشبِیهِ بِبَیْضَهِ النَّعَامِ ،قاله أَبو عُبَیْدَهَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّی التَّیْمیّ فی کِتَاب«الدُّروع»،و أَنشد فیه:

کَأَنَّ نَعامَ الدَّوِّ بَاضَ عَلیْهِمُ

و أَعْیُنُهُمْ تَحْتَ الحَبِیکِ حَوَاجِرُ

و قال آخَر:

کأَنَّ النَّعَامَ بَاضَ فوقَ رُؤُوسِنَا

بنِهْیِ القِذَافِ أَو بنِهْیِ مُخَفَّقِ

و قال فیه: البَیْضَهُ :اسمٌ جَامِعٌ لِمَا فِیهَا من الأَسْمَاءِ و الصَّفات الَّتِی مِن غیْرِ لَفْظها،و لَهَا قَبائِلُ و صَفَائِحُ کقبَائلِ الرَّأْسِ ،تُجْمَعُ أَطْرَافُ بَعْضِهَا إِلَی بَعْضٍ بِمَسَامِیرَ یَشُدُّونَ طَرَفَیْ کُلِّ قَبِیلَتْینِ .قال:و رُبما لم تَکُنْ مِنْ قبَائِلَ ،و کانَت مُصْمَتَهً مَسْبُوکَهً من صَفِیحَهٍ وَاحِدَهٍ ،فیُقَالُ لها صَمّاءُ.ثمّ أَطالَ فِیَها.

و البَیْضَهُ : الخُصْیَهُ ،جَمْعُه بِیضَانٌ ،بالکَسْرِ.

و من المَجَازِ: الْبَیْضَهُ : حَوْزَهُ کُلِّ شَیْ ءٍ ،یُقَال:

اسْتُبِیحَتْ بَیَْضَتُهُم ،أَی أَصْلُهُم و مُجْتَمَعُهُم،و مَوْضِعُ سُلْطانِهِم،و مُسْتَقَرُّ دَعْوَتِهِم.

و الْبَیْضَهُ : سَاحَهُ القَوْمِ .قال لَقیطُ بنُ مَعْبَدٍ:

یا قَوْم بَیْضَتُکُمْ لا تُفْضَحُنَّ بِها (3)

إِنَّی أَخافُ عَلیْهَا الأَزْلمَ الجَذَعَا

یقول:احْفَظُوا عُقْرَ دَارِکُمْ .و الأَزلَمُ الجَذَعُ :الدَّهْرُ، لأَنَّهُ لا یَهْرَم أَبَداً.

و بَیْضَهُ الدارِ:وَسَطُها و مُعْظَمُهَا.و بَیْضَهُ الإِسْلامِ :

جَمَاعَتُهُم:و بَیْضَهُ القَوْمِ :أَصْلُهُم و مُجْتَمَعُهُم.یقال:أَتَاهم العَدُوُّ فی بَیْضَتِهِمْ .وَ بَیْضَهُ القَوْمِ :عَشِیرَتُهم.

و قال أَبُو زیْدٍ:یُقَال لوَسَطِ الدَّارِ: بَیْضَهٌ ،و لجَمَاعَهِ المُسْلِمینَ : بَیْضَهٌ .

ص:20


1- (1) البیت لطرفه یهجو عمرو بن هند و روایته فی دیوانه: أما الملوک فأنت الیوم ألأمهم لؤماً و أبیضهم سربال طبّاخ.
2- (2) فی اللسان:أبو بَیَضات.قال ابن سیده فی هذا القول:شاذ لا یعقد علیه باب،لأن مثل هذا لا یحرک ثانیه.
3- (3) و یروی:لا تُفجعُنَّ بها.

و الْبَیْضَهُ : ع بالصَّمَّان لِبَنِی دَارِم،قالَه ابنُ حَبِیب.

قُلتُ :و هُوَ دَارِمُ بنُ مَالِکِ بن حَنْظَلَه، و یُکْسَرُ (1).و قال أَبو سَعِید:یُقَال:لِمَا بَیْنَ العُذَیْبِ و العَقَبهِ : البَیْضَهُ ،و بَعْدَ البَیْضَهِ البَسِیطَهُ ،کَذَا نَصُّ العُبَابِ .

و فی الصّحاح: بِیضَهُ ،بالکَسْر:اسمُ بَلْدَهٍ .قال الصَّاغَانِیّ :هی بالحَزْنِ لبَنی یَرْبوع.قُلْتُ :و فی المُعْجَم:

المُصْعِد إِلی مَکَّه یَنْهَضُ فی أَوَّلِ الحَزْنِ من العُذَیْبِ فی أَرْضٍ یُقَال لها البِیضَه حَتَّی یَبْلُغَ مَرْحَلَهَ العَقَبَهِ فی أَرْضٍ یُقَال لها:البَسِیطَهُ ،ثمّ یَقَع فی القَاعِ ،و هو سَهْلٌ ،و یقال:

زُبَالَهُ أَسْهَلُ مِنه.

و بَیْضَهُ النَّهَارِ: بَیَاضُهُ ،یُقال:أَتَیْتُه فی بَیْضَهِ النَّهَارِ.

و من المجاز قَولُهم: هو أَذَلُّ مِنْ بَیْضَهِ البَلَدِ ،أَی من بَیْضَهِ النَّعَامِ ،و هی التَّرِیکَهُ الَّتِی تَتْرُکُهَا فی الفَلاَهِ فلا تَحْضُنُهَا،و هو ذَمٌّ .و أَنْشد ثَعْلَبٌ للرَّاعی یَهْجُو ابنَ الرِّقَاع العَامِلِیّ :

لَوْ کُنْتَ من أَحَدٍ یُهْجَی هَجَوْتُکُمُ

یابْنَ الرِّقَاعِ و لکِنْ لَسْتَ من أَحَدِ

تَأْبَی قُضاعَهُ لَمْ تَعْرِفْ لَکُم نَسَباً

و ابْنَا نِزَارٍ فأَنْتُم بَیْضَهُ البَلَدِ (2)

أَرادَ أَنَّه لا نَسَب له و لا عَشِیرَهَ تَحْمِیه.

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِشَاعِرٍ.قال ابن بَرِّیّ :هو صِنَّان بنُ عَبّادٍ الیَشْکُریّ :

لو کانَ حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْتُ بِهِ

إِلاَّ بإِذْنِ حِمَارٍ آخِرَ الأَبَدِ

لکِنَّه حَوضُ مَنْ أَوْدَی بِإِخْوَتِهِ

رَیْبُ المَنُون فَأَمْسَی بَیْضَهَ البَلَدِ (3)

أَی أَمْسَی ذَلِیلاً کهذِه البَیْضَهِ الَّتِی فَارَقَهَا الفَرْخُ فَرَمَی بِهَا الظَّلِیمُ فدِیسَتْ ،فلا أَذَلَّ منْهَا.و قال کُرَاع:الشِّعْر للمُتَلَمِّس.و قال المَرْزُبَانِیّ :إِن الشّعرَ لِثَوْرٍ بن الفَّار الیَشْکُرِیّ .

و یقال أَیْضاً: هُو بَیْضَهُ البَلَدِ ،إِذا مَدَحُوهُ وَ وَصَفُوه بالتَّفَرُّدِ،أَی وَاحِدُه الَّذِی یُجْتَمَع إِلیْه و یُقبَلُ قَوْلُه .

1- و أَنْشَدَ أَبُو العَبّاس لاِمْرَاهٍ من بَنِی عَامِرِ بْنِ لُؤَیّ تَرْثی عَمْرَو بْنَ عَبْدِ وُدٍّ، و تَذْکُر قَتْل عَلیٍّ إِیّاه:

لَوْ کَانَ قَاتِلُ عَمْرٍو غیْرَ قَاتِلِه

بَکیْتُهُ ما أَقَامَ الرُّوحُ فی جَسَدی

لکِنَّ قاتِلَه مَنْ لا یُعَابُ بِهِ

و کَانَ یُدْعَی قَدِیماً بَیْضَهَ البَلَدِ.

أَی أَنَّهُ فَرْدٌ لیْسَ أَحَدٌ مِثْلَهُ فی الشَّرَفِ ، کالْبَیْضَهِ الّتی هی تَرِیکَهٌ وَحْدَهَا لیْسَ مَعَهَا غیْرُهَا.

قال الصَّاغَانِیّ :قائله هذا الشِّعر هی أُخْتُ عمْرِو بن عبْد وُدّ.

و إِذَا ذُمَّ الرَّجُلُ فقِیلَ هُوَ بَیْضَهُ البَلَدِ،أَرادُوا هو مُنْفَرِدٌ لا نَاصرَ له بمَنْزلَهِ بَیْضَهٍ قَام عَنْهَا الظَّلِیم و تَرَکَهَا لا خیْرَ فِیهَا و لا مَنْفَعَه، ضِدٌّ .

ذَکَرَهُ أَبو حَاتِمٍ فی کتَابِ الأَضْدَادِ.و کَذَا أَبو الطَّیّب اللُّغَویّ فی کتاب الأَضْدَادِ.و سُئِلَ ابنُ الأَعْرَابِیّ عَن ذلِکَ (4)فقَال:إِذا مُدِحَ بها فهی الَّتِی فیهَا الفَرْخُ ،لأَنَّ الظَّلیم حِینئِذٍ یَصُونُهَا،و إِذا ذُمَّ بِها فهی الَّتی قد خَرَج الفَرْخُ عَنْهَا و رَمَی بها الظَّلِیمُ فَدَاسَهَا النَّاسُ و الإِبِلُ ،و هکذا نَقَلَه أَبو عَمْرٍو عن أَبِی العَبَّاسِ أَیْضاً.و قال أَبُو بَکْرٍ:قولُهم:فُلانٌ بَیْضَهُ البَلَدِ،هو من الأَضْدادِ،یَکُونُ مَدْحاً،و یکون ذَمّاً.قُلْتُ :

و أَما قَوْلُ حَسّانَ فی نَفْسِه:

أَمْسَی الخَلابیسُ (5)قَدْ عَزُّوا و قَدْ کَثُرُوا.

و ابْنُ الفُرَیْعَهِ أَمْسَی بَیْضَهَ البَلَدِ

فقال أَبو حَاتم:هو مَدْح.و أَبَاه الأَزْهَرِیُّ و قال:بَلْ هُوَ ذَمُّ ،انْظُرْه فی التَّهْذِیب (6).

ص:21


1- (1) نقل یاقوت عن نصر و أبی محمد الأعرابی الأسود أنها بالفتح.
2- (2) البیتان فی الدیوان ص 79 و انظر تخریجهما فیه.و فی الدیوان:«أن تعرفْ »بدل«لم تعرف»و مثله فی التهذیب و قال الأزهری:کان وجه الکلام:أن تعرفَ ،فسکن الفاء لحاجته إلی الحرکه مع کثره الحرکات.
3- (3) البیت فی التهذیب و نسبه للملتمس،قاله فی موضع الذم،و عجزه فیه: ریب الزمان فأضحی بیضه البلدِ.
4- (4) یعنی عن المراد بقوله:بیضه البلد.
5- (5) فی التهذیب و اللسان:« [1]أری الجلابیب»قال:أراد بالجلابیب:سفل الناس و عثراءهم.
6- (6) عباره التهذیب:«قلت:و لیس ما قاله أبو حاتم بجید و معنی قول.

و بَیْضَهُ البَلَدِ:الفَقْعُ ،کما فی العبابِ ،و فی الأَسَاس:

هی الکَمْأَهُ . و من المَجَاز قوْلُهُم فی المَثل:کَانُوا بَیْضَهَ العُقْرِ ،للمَرَّه الأَخِیرَه،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیّ .و قال اللّیْثُ یَبِیضُهَا الدِّیکُ مَرَّهً وَاحِدَهً ،ثُمَّ لا یَعُودُ .یُضْرَبُ لِمَنْ یَصْنَع الصَّنِیعَهَ ثُمَّ لا یَعُودُ لَهَا.و قیل: بَیْضَهُ العُقْرِ:أَن تُغْصَبَ (1)الجَارِیَهُ نَفْسُهَا فتُقْتَضَّ فتُجَرَّبَ بِبَیْضَهٍ ،و تُسَمَّی تلک البَیْضَهُ بَیْضَهَ العُقْرِ،و قد تقدّم فی«ع ق ر».

و من المَجَازِ: بَیْضَهُ الخِدْرِ:جَارِیَتُهُ ،لِأَنَّهَا فی خِدْرهَا مَکْنُونَهٌ .و فی البَصَائِر:و کُنِیَ عَنِ المَرْأَهِ بِالبَیْضَهِ تَشبِیهاً بِهَا فی اللَّوْنِ ،و فی کَوْنِهَا مَصُونَهً تَحْتَ الجَنَاحِ ،و یُقَال:هِیَ من بَیْضَاتِ الحِجَالِ .و أَنْشَدَ الصَّاغَانِیّ لامْرِئِ القیْس:

و بَیْضَهِ خِدْر لا یُرَامُ خِبَاؤُهَا

تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غیْرَ مُعْجَلِ

و البَیْضَتَانِ ،بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ ،و بهما رُوِیَ قَوْلُ الأَخْطَل:

فَهْوَ بها سَیِّیءٌ ظَنًّا و لیْسَ لَهُ

بِالْبَیْضَتَیْنِ و لا بالغَیْضِ مُدَّخَرُ

و هو ع علی طَرِیقِ الشَّامِ من الکُوفَه.و قال أَبو عَمْرو:

هو بالفَتْح، فَوْقَ زُبَالَهَ .و قال غیْرُه:هو ما حَوْلَ البَحْرَیْنِ من البَرِّیِّه،و رَوَاهُ بالکَسْر.و أَمَّا قولُ جریر (2):

قَعِیدَکُمَا اللّه الَّذِی أَنْتُمَا له

أَ لمْ تَسْمَعَا بِالْبَیْضَتَیْنِ المُنَادِیَا

فإِنَّهُ أَرادَ بِهِمَا المَوْضِعَ الَّذِی بالحَزْنِ لِبَنِی یَرْبُوعٍ ، و الذِی بالصَّمَّان لِبَنِی دَارِمٍ .و قد رُوِیَ فِیهِمَا الفَتْحُ و الکَسْرُ، کما تَقَدَّم.و هُناکَ قولٌ آخَرُ،یُقَالَ لِمَا بَیْنَ العُذیْبِ و وَاقِصَهَ بأَرْضِ الحَزْنِ من دِیارِ بَنِی یَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَهَ : بَیْضَهٌ .

و الْبِیضَهُ ،بالکَسْرِ:الأَرْضُ البَیْضَاءُ المَلْسَاءُ .قال رُؤْبَهُ :

یَنْشَقُّ عَنِّی الحَزْنُ و البِرِّیتُ

و اَلْبِیضَهُ البَیْضَاءُ و الخُبُوتُ

هکذا رَوَاه شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ بکَسْرِ البَاءِ.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: البِیضَهُ : لَوْنٌ من التَّمْرِ،ج البِیضُ ، بالکَسْرِ أَیضاً.

و من المَجَازِ قَوْلُهُم:سَدَّ ابْن بِیضٍ الطَّرِیقَ ،بالکَسْر، و قد یُفْتَح ،کما هُوَ فی الصّحاح (3).و وجدتُ فی هَامِشِه بخَطّ أَبِی زَکَریّا،قال أَبُو سَهْلٍ الهَرَوِیّ :هکذا رأَیْتُ بخَطّ الجَوْهَرِیّ بفَتْحِ البَاءِ.و کذَا رَوَاهُ خَالُه أَبُو إِبْرَاهِیمَ الفَارَابِیّ فی دِیوَانٍ الأَدَبِ . أو هو وَهَمٌ للجَوْهَرِیّ ،قال أَبو سَهْلٍ :

و الَّذِی قَرَأْتُهُ علی شیخَنا أَبِی أُسَامَهَ ،بکَسْرِ البَاءِ،و هکذا رَأَیْتُه بخَطِّ جَمَاعَهٍ من العُلَمَاءِ باللُّغَه،بکَسْرِ البَاءِ،و هکذا نَقَلَه ابنُ العَدِیم فی تَارِیخ حَلَب.قُلْتُ :و الصَّوابُ أَنَّه بالکَسْرِ و الفَتْح،کما نَقَلَه الصَّاغَانِیّ و غَیْرُه،و بِهِمَا رُوِیَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ الأَسْوَد الطُّهَوِیّ :

سَدَدْنَا کما سَدَّ ابنُ بَیضٍ طَرِیقَهُ

فلَمْ یَجِدُوا عِنْدَ الثَّنِیَّهِ مَطْلَعَا

و کذا قَوْل عَوْفِ بنِ الأَحْوَصِ العَامِرِیّ :

سَدَدْنَا کما سَدَّ ابُن بَیْضٍ فلم یَکُن

سِوَاهَا لِذِی الأَحْلاَمِ قَوْمِیَ مَذْهَبُ

و الجَوْهَرِیّ لم یُصَرِّح بالفَتْح و لا بالکَسْر،و إِنَّمَا هو ضَبْط قَلَمٍ ،فَلا یُنْسَب إِلیه الوَهَمُ فی مِثْل ذلِکَ ،علی أَنَّ له أُسْوَهً بخَاله،و کَفَی به قُدْوَهً .و أَمّا ابنُ بَرِّیّ فقد اخْتَلَفَ النَّقْلُ عنه فی التَّعْقِیب.و قال رَضِیُّ الدینِ الشّاطِبِیّ علی حَاشِیَه الأَمَالی لابْنِ بَرِّیّ ما نَصُّه:و أبو مُحَمَّد،رَحِمَهُ اللّه،حَمَلَ الفَتْحَ فی بَاءِ الشَّاعِر علی فَتْح البَاءِ فی صَاحِبِ المَثَل، فعَطَفَه عَلیه،أَیْ أَنَّ الشَّاعِرَ الذِی هو حَمزَهُ بنُ بِیضٍ ، و سَیَأْتی ذِکْرُه بکَسْرِ الباءِ لاَ غیْر،فَتَأَمَّلْ : تَاجِرٌ مُکْثِرٌ من عَادٍ ، کَذَا نَصُّ المُحِیط .و قال ابنُ القَطَّاعِ :أَخبَرنَا أَبُو بَکْرٍ اللُّغَوِیُّ ،أَخبَرَنا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِیلُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّیْسَابُورِیّ ، أَخبَرنَا أَبو نَصْرٍ الجَوْهَرِیّ ،قال:قال الأَصْمَعِیُّ :ابنُ بَیْضٍ

ص:22


1- (1) فی التهذیب:أن تُغتصب الجاریه فتُقْت [1]َضّ .
2- (2) کذا بالأصل،و البیت فی معجم البلدان منسوباً للفرزدق و البیت فی دیوان الفرزدق 360/2 من قصیده هجا بها جریراً و البعیث و مطلعها: ألم تر أنی یوم جوّ سویقه بکیت فنادتنی هنیده مالیا.
3- (3) ضبط فی الصحاح بالقلم بکسر الباء.

کَانَ فی الزَّمَن الأَوّلِ ، عَقَرَ نَاقَتَهُ عَلَی ثَنِیَّه ،و عند ابنِ قُتیْبَه:

نَحَرَ بَعِیراً له علی أَکَمَهٍ ، فسَدَّ بِهَا الطَّریقَ و مَنَعَ النَّاسَ مِنْ سُلُوکِهَا .و قال المُفَضَّلُ :کَانَ ابنُ بَیْضٍ رَجُلاً من عَادٍ تاجِراً مُکْثِراً،فکانَ لُقْمَانُ بنُ عَادٍ یَخْفِره فی تِجَارَته و یُجِیزهُ علی خَرْجٍ یُعْطِیه ابنُ بَیْضٍ یَضَعُه له علی ثَنِیَّهٍ ،إِلی أَنْ یَأْتِیَ لُقْمَانُ فَیَأْخُذَهُ ،فإِذَا أَبْصَرَهُ لُقْمَانُ قَد فَعَل ذلِکَ .قال:«سَدَّ ابنُ بَیْضٍ السَّبِیلَ »،أَی لم یَجْعَلْ لی سَبِیلاً علی أَهْلِهِ و مَالِهِ .و ذکر ابنُ قُتَیْبَهَ عن بَعْضِهِم:هو رَجُلٌ کانَت علیه إِتَاوَهٌ فَهَرَبَ بها فاتَّبَعه مُطَالِبُهُ ،فلَمَّا خَشِیَ لَحَاقَهُ وَضَعَ ما یُطَالِبُه به علی الطَّرِیقِ و مَضَی،فلَمَّا أَخَذ الإِتَاوَهَ رَجَعَ و قَال هذَا المَثَلَ ،أَی مَنَعَنَا مِنِ اتِّبَاعِهِ حِینَ أَوْفَی (1)بِمَا عَلیْه، فکَأَنَّهُ سَدَّ الطَّرِیقَ .و قَالَ بَشَامَه بن عَمْرو (2):

و إِنَّکُم و عَطَاءَ الرِّهَانِ

إِذَا جَرَّت الحَرْبُ جُلاَّ جَلِیلاَ

کثَوْبِ ابْنِ بَیْضٍ وَقاهُمْ بِهِ

فسَدَّ علی السَّالِکِین السَّبِیلاَ

قال الصَّاغَانِیّ :الثَّوْبُ کِنَایَهٌ عن الوِقَایَه لأَنَّهَا تَقِی وِقَایهَ الثَّوْب.

و قال ابنُ قُتَیْبه فی قَوْلِ عمْرو بْن الأَسْوَد الطُّهَوِیّ السَّابِق:کَنَی الشّاعِرُ عن البَعِیِر،إِنْ کَانَ التَّفْسِیرُ علی ما قَالَهُ الأصمَعِیّ ،أو عَنِ الإتَاوَه إنْ کَانَ التَّفْسِیرُ علی ما ذَکَرَه غیْرُهُ بالثَّوْب،لأَنَّهَما وَقَیَا،کما یَقِی الثَّوْبُ ،کَذَا فی تَارِیخ حَلب لابْنِ العَدِیم.

و بِیضَات هکذا فی النُّسَخِ بالتَّاءِ الفَوْقِیَّه،و الصَّوابُ بِیضَانُ (3)الزُّرُوبِ ،بِالکَسْر و النّون: د قال أَبُو سَهْم أَسَامَهُ بنُ الحَارِث الهُذَلِیُّ :

فلَسْتُ بمُقْسِمٍ ،لوَدِدْتُ أَنِّی

غَدَاتَئِذٍ ببِیْضَانِ الزُّرُوبِ .

و البِیضَانُ ،بالکسْرِ (4): جَبَلٌ لبَنِی سُلیْم .قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزَنِیُّ ،یَمْدَح بَعْضَ بَنِی الشَّرِید السُّلَمِیِّین:

لآلِ الشَّرِیدِ إِذْ أَصابُوا لِقَاحَنا

بِبِیضَانَ و المَعْرُوفُ یُحْمَدُ فاعِلُهْ

و الْبِیضَانُ من النَّاسِ : ضِدُّ السُّودانِ ،جَمْعُ أَبْیَضَ ، و أَسْوَدَ.

و مِنَ المَجَاز: البَیْضُ ،بالفَتْح:وَرَمٌ فی یَدِ الفَرَسِ ، مِثْل النُّفَخِ و الغُدَدِ،و فَرَسٌ ذُو بَیْضٍ .قال الأَصْمَعِیّ :هو من العیُوبِ الهَیِّنَهِ . و قد بَاضَتْ یَدُه تَبِیضُ بَیْضاً .و قَال أَبُو زیْد: البَیْضَهُ :وَرَمٌ فی رُکْبَهِ الدَّابّهِ .

و بَاضَتِ الدَّجَاجَهُ ،و نَصّ الصّحاح:الطَّائِرَهُ ، فَهِیَ بَائِضٌ :أَلْقَتْ بَیْضَهَا . و دَجَاجَهٌ بَیُوضٌ ،کصَبورٍ:کَثِیرَهُ البَیْضِ .

ج بُیُضٌ ،بضَمَّتَیْن، و بِیضٌ ،بالکَسْرِ،الأُولَی ککُتُبٍ ، الأُوْلَی تَمْثِیلُهَا بصُبُرٍ فی جمع صَبُور، و الثَّانِیَهُ مِثْلُ مِیلٍ ، فی لُغَه مَنْ یَقُولُ فی الرُّسُلِ ،و إِنّمَا کُسِرَت الباءُ لِتَسْلَمَ الیاءُ،قاله الجوْهَرِیّ و قال غَیْرُه:و قد قالوا:بُوضٌ .و قال الأَزهریّ :یقال دَجَاجَهٌ بَائِضٌ ،بغیر هاءٍ،لأَنَّ الدِّیکَ لا یَبِیضُ .و قال غَیْرُه:یُقَال دِیکٌ بَائِضٌ ،کما یُقَال:وَالِدٌ، و کَذلِکَ الغُرَابُ ،قال:

بِحَیْثُ یَعْتَشُّ الغُرَابُ اَلْبَائِضُ

قال ابنُ سِیدَهْ :و هو عنْدی عَلَی النَّسَبِ .

و من المَجَاز: بَاضَ الحَرُّ ،أَی اشْتَدَّ ،کما فی الصّحاح،و الأَساس،و وَهِمَ الصَّاغَانِیّ فَذَکَرَهُ فی التَّکْمِلَه، و هو مَوْجُودٌ فی نُسَخ الصّحاح کُلِّهَا.

و من المَجَازِ: بَاضَت البُهْمَی ،أَی سَقَطَتْ نِصَالُهَا ،کما فی الصّحاح کأَبَاضَتْ و بَیَّضَتْ .و الَّذِی فی التَّکْمِلَه و العُبَابِ : أَبَاضَت البُهْمَی،مِثْلُ بَاضَتْ ،و کَذلِکَ أَبْیَضَتْ .

و بَاضَ فُلاناً یَبِیضُهُ : غَلَبَهُ فی الْبَیَاضِ ،و لا یُقَال

ص:23


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أعفی».
2- (2) فی اللسان:«بسامه بن حزن»و فی المؤتلف و المختلف للآمدی ص 66 بشامه بن الغدیر و هو عمرو،و هو خال زهیر بن أبی سلمی صاحب القصیده المختاره و التی بها یصف الناقه فیقول-علی نفس الروی- کأن یدیها إذا أرقلت و قد جرن ثم اهتدین السبیلا و فی المؤتلف أیضاً:بشامه بن حزن النهشلی.
3- (3) و هی عباره نسخه أخری من القاموس.و ضبطت فی معجم البلدان بالقلم بالفتح هنا و فی اللفظه التالیه.
4- (4) فی معجم البلدان: [1]بالفتح و بدون ألف و لام.

یَبُوضُهُ ،کما فی الصّحاح و العَباب،و هو مُطَاوِعُ بَایَضَهُ فَبَاضَهُ ،کما قاله الجَوْهَرِیّ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: بَاضَ العُودُ ،إِذا ذَهَبَتْ بِلَّتُهُ و یَبِسَ ،فهُوَ یَبِیضُ بُیُوضاً،و هو مَجَاز.

و باضَ بالمَکانِ :أَقَامَ به،کما فی العُبَاب،و هو مَجَازٌ.

و بَاضَ السَّحَابُ ،إذا مَطَرَ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و هو مَجَاز،و أَنْشَدَ:

بَاضَ النَّعَامُ بِهِ فنَفَّرَ أَهْلَهُ

إِلاَّ المُقِیمَ عَلَی الدَّوا المُتَأَفِّنِ

قال:أَراد مَطَراً وَقَعَ بَنوْءِ النَّعائم.یَقُولُ :إِذا وَقَعَ هذا المَطَرُ هَرَبَ العُقَلاءُ و أَقَامَ الأحمَقُ (1)،کما فی العَباب.

و قال ابنُ بَرّیّ :وَصَفَ هذَا الشاعرُ وَادِیاً أَصابَهُ المَطَرُ فأَعْشَبَ .و النَّعَامُ هُنَا النَّعَائِمُ من النُّجُوم،و إِنَّمَا تُمْطِرُ النَّعَائمُ فی القَیْظِ فَیَنبُتُ فی أُصُول الحَلِیَّ نَبْتٌ یقال له النَّشْرُ،و هو سُمٌّ إِذا أَکَلَه المالُ مَوَّتَ .و معنَی باضَ :أَمْطَرَ.و الدَّوَا بمَعْنَی الدّاءِ.و أَرادَ بالمُقِیمِ المُقیمَ به علی خَطَرِ أَن یَمُوت.و المُتَأَفَّنُ :المُتَنَقِّص.قال:هکذا فَسَّره المُهَلَّبِیُّ فی باب المقْصور لابْنِ وَلاّدٍ،فی بابِ الدّال.

و قال الفَرَّاءُ:تَقُولُ العَرَبُ : امْرَأَهٌ مُبْیَضَهٌ ،إِذا وَلَدَت البِیضَانَ ،قال، و مُسْوَدَهٌ ضدُّها .قال:و أَکْثَرُ ما یَقُولُون:

مُوضِحَه،إِذا وَلَدَت البِیضَانَ ،کما فی العُبَاب.

قال الفَرّاءُ: و لهم لُعْبَهُ ،یقولون: أَبِیضی حَبَالاً (2)و أَسِیدِی حَبَالاً ،هکذا نَقَلَه الصَّاغَانِیّ فی کِتَابَیْه.

و بَیَّضَهُ تَبْیِیضاً: ضِدُّ سَوَّدَهُ .یُقَالُ : بَیَّضَ اللّهُ وَجْهَهُ .

و من المَجاز: بَیَّضَ السِّقَاءَ:إذا ملاه من المَاءِ و الَّلبَنِ ، نقله الجَوْهَرِیّ و الصَّاغَانِیّ . و بَیَّضَهُ أَیضاً،إِذا فَرَّغَهُ ،و هو ضِدٌّ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ و صَاحِبُ اللِّسَان،و هو مَجَاز.

وَ المُبَیِّضَهُ ،کمُحَدِّثَهٍ :فِرْقَهٌ من الثَّنَوِیَّه .قال الجَوْهَرِیّ :

و هُمْ أَصْحَابُ المُقَفَّعِ ،سُمُّوا بِذلِکَ لِتَبْیِیضِهِمْ ثِیَابَهُمْ مُخَالَفَهً للمُسَوِّدَهِ من العَبَّاسِیِّینَ ،أَی لِأَنَّ شِعَارَهُمْ کانَ السَّوادَ.

یَسْکُنُون قَصْرَ عُمَیْرٍ.

و ابْتَاضَ الرَّجُلُ : لبِسَ البَیْضَهَ من الحَدِید.

و من المَجَازِ: ابْتَاضَ القَوْمَ ،أَی اسْتَأْصَلَهُمْ .یُقَال:

أَوْقَعُوا بِهم فَابْتَاضُوهُم ،أَی استَأْصَلُوا بَیْضَتَهُم فابْتِیضُوا :

اسْتُؤْصِلُوا،و أُبِیحَتْ بَیْضَتُهُمْ .

و ابْیَضَّ الشَّیْ ءُ، و ابْیَاضَّ :ضِدُّ اسْوَدَّ،و اسْوَادّ ،و هو مُطَاوِعُ بَیَّضْتُ الشَّیْ ءَ تَبْیِیضاً،کما فی الصّحاح.

و أَیَّامُ الْبِیضِ ،بالإضَافَهِ ،لِأَنَّ الْبِیضَ من صِفَهِ اللَّیَالِی، أَیْ أیّامُ الّلیَالِی الْبِیضِ ،و هی الثالث عَشَرَ إِلی الخامِسَ عَشَرَ ،و هو القَوْلُ الصَّحِیحُ ،کما قَالَه النَّوَوِیُّ و غَیْرُهُ ،و إِنَّمَا سُمِّیَتْ لَیَالِیهَا بِیضاً لِأَنَّ القَمَرَ یَطْلُعُ فیها من أَوَّلِها إِلی آخِرِها. أَو هِیَ من الثَّانِی عَشَرَ إِلی الرابعَ عَشَرَ ،و هو قَوْلٌ ضَعِیفٌ شَاذُ.قال شیْخُنَا:و لا یَصِحُّ إِطْلاقُ البَیَاضِ علی الثَّانِی عَشَرَ،لأَنَّ القَمَرَ لا یَسْتَوْعِبُ لَیْلَتهُ ، و لاَ تَقُل:الأَیَّامُ البِیضُ ،قاله ابنُ بَرِّیّ ،و ابنُ الجَوَالِیقِیّ ،

16- و لکِنَّ أَکْثَرَ الرِّوَایَاتِ هکذا: «کانَ یَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الأَیّامَ البِیضَ ». و قد أَجابَ شُرَّاح البُخَارِیّ عَمّا أَنْکَرَاهُ ،مع أَنَّ المُصَنِّف قد ارْتَکبَه بنَفْسِهِ فی«و ض ح»فَفَسَّر الأَوَاضِحَ هُنَاکَ بالأَیّامِ الْبِیضِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیْه:

أَبَاضَ الشَّیْ ءُ مِثْلُ اِبْیَضَّ ،و کذلِکَ اِبْیَضَضَّ ،فی ضَرُورَه الشِّعْر،قال الشاعر:

إِن شَکْلِی و إِنَّ شَکْلَکَ شَتَّی

فالْزَمِی الخُصَّ و اخْفِضِی تَبْیَضِضِّی

فإِنَّه أراد: تَبْیَضِّی ،فزَادَ ضَاداً أُخْرَی ضَرُورَهً لِإِقَامَهِ الوَزْنِ (3)،أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِیّ هکَذا فی ماده«خ ف ض».

و یقال:أَعْطِنِی أَبْیَضَّهْ ،بتشدید الضادِ،حَکَاهُ سِیبَوَیْه عن بَعْضِهِم،یُرِیدُ أَبْیَضَ ،و أَلحَق الهَاءَ کما أَلحَقَهَا فی هُنَّه، و هو یُرِیدُ:هُنَّ .و لکَوْنِ الضَّادِ الثّانیَه و هی الزّائدهُ لیْسَت بَحْرفِ الإِعْرَابِ لَحِقَتْه بَیَانَ الحَرَکَه.قال أَبو عَلِیٍّ (4):و هی ضَعِیفَهٌ فی القِیَاس.

ص:24


1- (1) الأصل و اللسان،و [1]فی التهذیب:و أقام الرجل الأحمق.
2- (2) کذا بالأصل و القاموس،و فی أصول التهذیب:«حالاً»و صوبها محققه کما فی القاموس و اللسان.و فی التکمله:«حالاً».
3- (3) قال ابن بری:و قد قیل إنما یجیء هذا فی الشعر کقول الآخر: لقد خشیت أن أری جَدْبَبّا أراد جدباً فضاعف الباء.
4- (4) قول أبی علی کما نقله عنه فی اللسان:و [2]کان ینبغی ألاّ تحرک فحرکتها لذلک ضعیفه فی القیاس.

و أَبَاضَ الکَلَأُ: اِبْیَضَّ و یَبِسَ .

و المُبَایَضَهُ :المُغَالَبَهُ فی الْبَیَاضِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و أَبْیَضَتِ المَرْأَهُ و أَبَاضَتْ :وَلَدَت البِیضَ ،و کَذلِکَ الرَّجُلُ .

و البَیَّاضُ ،ککَتَّانٍ :الَّذِی یُبَیِّضُ الثِّیَابَ ،علی النَّسَب، لا عَلَی الفِعْل،لِأَنَّ حُکْمَ ذلِکَ إِنَّمَا هو مُبَیِّضٌ .

و الثِّیَابَ ،علی النَّسَبِ ،لا عَلَی الفِعْل،لِأَنَّ حُکْمَ ذلِکَ إِنَّمَا هُوَ مُبَیِّضٌ .

و الْأَبْیَضُ ،عِرْقُ السُّرَّهِ ،و قِیلَ :عِرْقٌ فی الصُّلْبِ ، و قِیل:عِرْقٌ فی الحَالِبِ ،صِفَهٌ غالِبَهٌ ،کُلُّ ذلِکَ لِمَکَانِ الْبَیَاضِ .

و قال الجوْهَرِیُّ : الْأَبْیَضَانِ :عِرْقان فی حَالِبِ الْبَعِیرِ، و أَنْشَد للرَّاجِزِ.

کأَنَّما یَیْجعُ عِرْقَیْ أَبْیَضِهْ

قال الصاغَانِیّ :و وقعَ فی الصّحاح:عِرْقا أَبْیَضِهِ بالألف،و الصَّوابُ عِرْقَیْ بالنَّصْبِ کقَوْلِهم:یَوْجَعُ رَأْسَه (1).

و قال غیْرُه:هُمَا عِرْقَا الوَرِید.و قیلَ :عِرْقَانِ فی البَطْنِ ، لِبَیَاضِهِمَا قال ذو الرُّمَّه:

و أَبْیَضَ قد کَلَّفْتُه بعدَ شُقَّهٍ

تَعَقَّدَ منها أَبْیَضَاهُ و حَالِبُهْ

و بَیَاضُ الکَبِدِ و القَلْبِ و الظُّفرِ:ما أَحَاطَ بهِ .و قِیلَ :

بَیَاضُ القَلْبِ من الفَرَسِ :ما أَطَافَ بالْعِرْقِ من أَعْلَی القَلْبِ .و بَیَاضُ البَطْنِ :بَنَاتُ اللَّبَنِ و شَحْمُ الکُلَی و نَحْوُ ذلِکَ ،سَمَّوْهَا بالْعَرَضِ کَأَنَّهُمْ أَرَادُوا:ذَاتَ البَیَاضِ .

و کَتِیبَهٌ بَیْضَاءُ :عَلَیْهَا بَیَاضُ الحَدِید.

و البَیْضَاءُ :الشَّمْسُ ، لِبَیَاضِهَا ،قال الشَّاعِر:

و بَیْضَاءَ لم تَطْبَعْ و لَمْ تَدْرِ مَا الخَنَا

تَرَی أَعْیُنَ الفِتیَانِ من دُونِهَا خُزْرَا

و یقال:کَلَّمْتُه فما رَدَّ عَلَیَّ بَیْضَاءَ و لا سَوْداءَ،أَی کَلِمَهً حَسَنَه و لا قبِیحَهً ،علی المَثَلِ .

و کَلاَمٌ أَبْیَضُ :مَشْرُوحٌ ،علی المَثَلِ أَیْضاً،و کذا صَوْتٌ أَبْیَضُ ،أَی مُرْتَفِعٌ عَال،علی المَثَلِ أَیضاً.

و قال ابنُ السِّکِّیتِ :یُقَالُ لِلْأَسْوَدِ:أَبو الْبَیْضَاءِ ،و لِلْأَبْیَضِ أَبُو الجَوْنِ .

و الیَدُ الْبَیْضَاءُ :الحُجَّه المُبَرْهَنَهُ ،و هی أَیْضاً الیَدُ الَّتِی لا تُمَنُّ و الَّتِی عن غیْرِ سُؤَالٍ ،و ذلِکَ لشَرَفِهَا فی أَنْوَاعِ الحِجَاجِ و العَطَاءِ.

و أَرْضٌ بَیْضَاءُ :مَلْسَاءُ لا نَباتَ فِیهَا،کَأَنَّ النَّبَات کان یُسَوِّدُهَا،و قِیلَ :هی الَّتِی لم تُوطَأْ.

و بَیَاضُ الجِلْدِ:ما لا شَعْرَ علیه.

و دَجَاجَهٌ بَیَّاضَهٌ ، کَبَیُوضٍ ،و هُنَّ بُوضٌ .

و غُرَابٌ بَائِضٌ علی النَّسَبِ .

و الْأَبْیَضُ :مُلْکُ فَارِسَ لِبَیَاضِ أَلْوَانِهِم،أَو (2)لِأَنَّ الغَالِبَ علی أَمْوَالِهِم الفِضَّهُ .

و البَیْضَهُ ،بالفَتْح:عِنَبٌ بِالطَّائِفِ ، أَبْیَضُ عَظِیمُ الحَبِّ .

و بَیْضَهُ السَّنَامِ :شَحْمَتُهُ ،علی المَثَل.

و بِیضَ الحیُّ :أُصِیبَتْ بَیْضَتُهُمْ و أَخَذَ کُلُّ شَیْ ءٍ لهُم (3)، و بِضنَاهُمْ ، کَابْتَضْنَاهُم :فَعَلنا بِهِم ذَلِکَ عَنوَهً .

و بَیْضَهُ الصَّیْفِ :مُعْظَمُهُ .و بَیْضَهُ الحَرّ:شِدَّتُهُ .و بَیْضَهُ القَیْظِ :شِدَّهُ حَرِّه،و قال الشَّمّاخ:

طوَی ظِمْأَهَا فی بَیْضَهِ القَیْظِ بَعْدَما

جَرَی فی عِنَانِ الشَّعْرَیَیْنِ الأَمَاعِزُ

و قَالَ بَعْضُ العَرَب:یَکونُ علی المَاءِ بَیْضَاءُ القَیْظِ ، و ذلِکَ من طُلُوعِ الدَّبَرَانِ إِلی طُلُوعِ سُهَیْلٍ .

و فی الأَسَاس:أَتیْتُهُ فی بَیْضَهِ القَیْظِ ،و بَیْضَاءِ الْقَیْظِ ،أَی صَمِیمِه،من (4)طُلُوعِ سُهیْل و الدَّبَرَانِ .و قال الأَزْهَرِیُّ :

و الَّذِی سَمِعْتُهُ :یَکُونُ علی المَاءِ حَمْرَاءُ القَیْظِ [و حَمَّارَهُ القیظِ ] (5).

ص:25


1- (1) انظر ما مرّ فی ماده«أبض».
2- (2) فی النهایه و اللسان:«ولانّ »بدل«أو لأن».
3- (3) فی المطبوعه الکویتیه:«إلهم»تصحیف.
4- (4) فی الأساس:«بین».
5- (5) زیاده عن التهذیب.

و قال ابنُ شُمَیْلٍ :أَفْرَخَ بَیْضَهُ القَوْمِ :إِذا ظهرَ مَکْتُومُ أَمْرِهِم.

و أَفرَخَتِ البَیْضَهُ :صَارَ فِیهَا فَرْخٌ .

و بَاضَتِ الأَرْضُ :اصْفَرَّتْ خُضْرَتُهَا،و نَفَضَتِ الثَّمَرَهُ و أَیْبَسَتْ ،و قِیلَ : بَاضَتْ :أَخْرَجَتْ ما فِیهَا من النَّبَاتِ .

16- و فی الحَدِیثِ فی صِفَه أَهْلِ النَّارِ: «فَخُذِ الکافِرَ فی النارِ مِثْلُ الْبَیْضَاءِ ». قِیلَ :هو اسمُ جَبَلٍ .قلتُ :و لَعَلَّه الَّذِی تَقَدَّم فی المَتْنِ ،أَو غیْرُهُ ،فَلیُنْظر.

و رَجُلٌ مُبَیِّضٌ ،کمُحَدِّثٍ :لاَبِسٌ ثِیَاباً بِیضاً .

و حَمْزَهُ بنُ بَیْضِ بنِ عَبْدِ اللّهِ بن شَمِرٍ الحَنَفِیّ :شاعِرٌ مَشْهُورٌ فَصِیحٌ ،رَوَی عن الشَّعْبِیّ ،و عنه وَلَدُه مَخْلَد،قَدِمَ حَلَبَ و مَدَحَ المُهَلَّبَ فی الحَبْس،کذَا فی تَارِیخ ابْنِ العَدیم و هو بکَسْرِ الباءِ لا غیْر،قاله ابن بَرِّیّ ،و ضَبَطَه الحافِظُ بالفَتْحِ .و ذَکَرَ النَّضْرُ بنُ شُمَیْلٍ أَنَّه دَخَلَ علی المَأْمُون فَقَالَ :أَنْشَدْنی أَخْلَبَ بَیْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ ،قال:فأَنْشَدْتُه أَبْیَاتَ حَمْزَهَ بنِ بِیضٍ فی الحَکَمِ بْنِ أَبی العَاص:

تَقُولُ لِی و العُیُونُ هَاجِعَهُ :

أَقِمْ عَلیْنَا یَوْماً فلمْ أَقِمِ

أَیّ الوُجُوهِ انْتَجَعْتَ ،قُلْتُ لَهَا

و أیُّ وَجْهٍ إِلاَّ إِلَی الحَکَمِ

مَتَی یَقُلْ صَاحبَا سُرَادِقِهِ

هذا ابنُ بِیضٍ بالبَابِ یَبْتَسِمِ

و فی شَرْحِ أَسماءِ الشُّعَرَاءِ لِأَبِی عُمَرَ المُطَرِّز:حَمْزَهُ ابنُ بِیض .

قال الفَرَّاءُ: اَلْبِیضُ :جَمْعُ أَبْیَضَ و بَیْضَاءَ .

و الْبَیْضَهُ ،بالفَتْح:مَوْضِعٌ عِنْدَ مَاوَانَ ،بِهِ بِئَارٌ کَثِیرهٌ ،من جِبَالِه أُدَیْمَهُ و الشّقذان (1).و بالکَسْرِ جَبَلٌ لِبَنِی قُشَیْرٍ.

و البُیَیْضَهُ ،بالتَّصْغِیر:اسمُ ماءٍ (2).

و الْبُوَیْضَاءُ ،مُصَغَّراً:قَرْیَهٌ بالقُرْبِ مِنْ دِمَشْق الشَّام، و أَهْلُهَا مَشْهُورُون بالجُودِ،و بِها مَاتَ المَلِکُ الأَمْجَدُ، الحَسَن بنُ دَاوُودَ بْنِ عیسَی بنِ أَبی بَکْرِ بن أَیُّوبَ .

و ذُو بِیضَانَ ،بالکَسْر:مَوْضِعٌ .قال مُزَاحم:

کما صَاحَ فی أَفْنَانِ ضَالٍ عَشیَّهً

بأَسْفَلِ ذِی بِیضَانَ جُونُ الأَخاطِبِ

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : البَیْضَهُ ،بالفَتْح:أَرضٌ بالدَّوِّ، و حَفَروا بها حَتَّی أَتَتْهُمُ الرِّیحُ مِنْ تَحْتِهِم فَرَفَعَتْهُمْ ،و لَمْ یَصِلُوا إِلی المَاءِ.و قال غَیْرُهُ : البَیْضَهُ :أَرْضٌ بَیْضَاءُ لا نَبَاتَ فِیهَا.و السَّوْدَهُ :أَرضٌ بها نَخیلٌ .

و الْبَیَاضَهُ :مَوْضِعٌ بالْإِطْفِیحِیّه،من أَعْمَال مِصْرَ،و هی أَرضٌ بَیْضَاءُ سَهْلٌ لا نَبَاتَ بِهَا.

و السَّوادهُ تجَاهَ مُنْیَهِ بَنِی خَصِیبٍ ،بها نَخیلٌ و مَزَارِعُ .

و بَیَاضٌ أَیْضاً من قُرَی الفَیُّومِ .

و قال الفَرَّاءُ:یُقَال:مَا عَلَّمَکَ أَهْلُکَ إِلاَّ بِیضاً ،بالکَسْرِ، أَی تَمَطُّقاً،نقله الصّاغانِیّ .

و بَاضَ مِنّی فُلانٌ :هَرَبَ .

و ابْتَاضَهُمْ :دَخَلَ فی بَیْضَتِهِمْ .و ابْتَاضَ :اخْتَارَ.

و بَاضَتِ الأَرْضُ :أَنْبَتَتِ الْکَمْأَهَ .

و بَایَضَنِی فُلانٌ :جَاهَرَنی،من بَیَاضِ النَّهَارِ.

و لا یُزَایِل سَوَادِی بَیَاضَک،أَی شَخْصِی شَخْصَک،و هو مَجَاز.

و الْأَبْیَضُ بنُ مُجَاشِعِ بنِ دَارِمٍ :بَطْنٌ من تَمیمٍ ،مِنْهُم أَبُو لَیْلَی الْأَبْیَضُ الشَّاعِر.

و الْبَیَّاضَهُ ،مُشَدَّدَه:مَحَلَّهٌ بِحَلَبَ .

فصل التاء مع الضاد

ترض

تِرْیَاضٌ ،کَجِرْیَال ،أَهمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،ثم إِنَّ الیاءَ تَحْتِیَّهٌ علی الصَّحِیح،و وَقَعَ فی بَعْضِ النُّسَخ بالمُوحَّدَه و هو خَطَأٌ.قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو من أَسْمَاءِ النِّسَاءِ ،ذَکَره فی بَابِ فیعال (3).

ص:26


1- (1) عن معجم البلدان و بالأصل«و الشقدان»بالدال المهمله.
2- (2) زاد یاقوت:فی بادیه حلب بینها و بین تدمر.
3- (3) الجمهره 387/3 و فیها:«فعیال»و فی التکمله:فعلال.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

تعض

التَّعْضُوضُ ،بالفَتْحِ ،هُنَا أَوْرَدَه صاحِب اللِّسَانِ و ابنُ الأَثِیرِ،و سَیَأْتِی للمُصَنِّف فی«عضض»،علی أَنَّ التَّاءَ زائِدَهٌ ،و سَیَأْتِی الکَلامُ علیه هُنالِک.

فصل الجیم مع الضاد

جحض

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

جِحِضْ ،بکسرِ الجِیمِ و الحَاءِ:زَجْرٌ للکَبْشِ .أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و المُصَنِّف،و أَورَدَه الصَّاغَانیُّ فی التَّکْملَه، و صاحبُ اللّسَان.قلتُ :و یأْتی للمُصَنِّف فی«جحط »هذا المعنَی.

جرض

الْجَرَضُ ،مُحَرَّکهً :الرِّیقُ .یُغَصُّ به:یُقَال:

جَرِضَ (1)بِرِیقِهِ یَجْرَضُ ،مثال کَسرَ یَکْسرُ،کما فِی الصّحاح.قال ابنُ بَرِّیّ :قال ابن القَطّاع:صَوابُهُ جَرِضَ یَجْرِضُ کَفَرِحَ ،أی ابْتَلَعَهُ بالجَهْدِ علی هَمٍّ و حُزْنٍ .قُلتُ :

و مثْلهُ قولُ ابْنِ دُرَیْدٍ قال: الجَرَضُ ،مُحَرَّکَهً : الغَصَصُ بِالرِّیقِ .یُقَال، جَرِضَ یَجْرَضَ ،مثال سَمِعَ یَسْمَعُ :إِذَا اغْتَصَّ ،و خَصَّهُ غَیْرُه بِغَصَصِ الْمَوْتِ و أَجْرَضَهُ بِرِیقِهِ :

أَغَصَّهُ .

و فی المَثَل: حَالَ الجَرِیضُ دُونَ القَرِیضِ .قِیلَ :

الجَرِیضُ :الغُصَّهُ ،و القَرِیضُ :الجرَّهُ .و قیل الجَرِیضُ :

الْغَصَصُ ،و القَرِیضُ :الشِّعْرُ.و قال الرِّیَاشیّ . الجَرِیضُ و القَرِیضُ یَحْدُثَانِ بِالْإِنْسَانِ عِنْدَ المَوْتِ ، فالْجَرِیضُ :تَبَلُّعُ الرِّیقِ .و القَرِیضُ :صَوْتُ الإِنْسَانِ (2)،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لاِمْرِئِ القَیْسِ :

کَأَنَّ الفَتَی لم یَغْنَ بالنَّاسِ لَیْلَهً

إِذَا اخْتَلَفَ اللَّحْیَانِ عنْدَ جَرِیض

و هکذا أَنْشَدَهُ الصَّاغَانِیُّ أَیْضاً.و الّذی فی دیوانِ شِعْرِه:

کأَنَّ الفَتَی بالدَّهْرِ لم یَغْنَ لَیْلهً

یُضْرَبُ لأَمْرٍ یَعُوقُ دُونَه عائِقُ ،کذا فی العُبَابِ .و قال زَیْدُ بنُ کُثْوَه:یقال عنْد کُلّ أَمْرٍ کان مَقْدُوراً علیه فحِیلَ دُونَهُ .قالَ :و أَوَّلُ مَنْ قَالَهُ عَبِیدُ بنُ الأَبْرَصِ حینَ اسْتَنْشَدَهُ المُنْذِرُ قولَه:

أَقْفَرَ مِنْ أَهْلهِ مَلْحُوبُ (3)

فقال:

أَقْفَرَ من أَهْلِهِ عَبِیدُ

فالیَوْم لا یُبْدی و لا یُعِید

فاسْتَنْشَدَهُ ثَانِیاً فقال:حَالَ الجَرِیضُ دُونَ القَرِیضِ » و قِیلَ :أَوَّلُ مَنْ قَاله شَوْشَنٌ (4)،کَذَا فی النُّسَخِ ،و صَوابُه مُنقِذٌ الکِلابِیّ حین مَنَعَهُ أَبُوهُ من قول الشِّعْرِ حَسَدَاً له لَتَبْرِیزِه کانَ عَلَیْه،فجَاشَ الشِّعْرُ فی صَدْرِه، فمَرَض منه حُزْناً ، فَرَقَّ لَهُ أَبُوهُ ، و قد أَشْرَفَ علی المَوْت، فَقَال :یا بُنَیَّ انْطقِ بمَا أَحْبَبْتَ . فقال:«حالَ الْجَرِیضُ دُون القَرِیض»،ثم أَنْشَأَ یَقُولُ :

أَتَأْمُرُنِی و قدْ فَنِیَتْ حَیاتِی

بأَبْیَاتٍ أُحَبِّرُهُنَّ مِنَّی

فلا تَجْزَعْ علیّ فإِنَّ یَوْمی

ستَلْقَی مِثْلَهُ و کَذاکَ ظَنِّی

فأُقْسِمُ لَوْ بَقِیتُ لَقُلْتُ قَوْلاً

أَفُوقُ به قَوَافِیَ کُلِّ جِنَّی

ثم مَاتَ فقال أَبُوهُ یَرْثِیه:

لَقَدْ أَسْهَرَ العَیْنَ المَرِیضَهَ جَوْشَنٌ

و أَرَّقَها بَعْدَ الرُّقَادِ و أَسْهَدَا

فَیَا لَیْتَهُ لَمْ یَنْطق الشِّعْرَ قَبْلَهَا

و عَاشَ حَمِیداً مَا بَقِینَا مُخَلَّدَا

و یَا لَیْتَهُ إِذْ قَال عَاشَ بقَوْلِهِ

و هَجَّنَ شعْرِی آخِرَ الدَّهْرِ سَرْمَدَا

و قال المَیْدَانِیّ (5):یُضْرَب لِأَمْرٍ یُقْدَرُ علیه أُخِّرَ حین لا

ص:27


1- (1) ضبطت عن القاموس کفَرِح،و تنظیر الشارح لها کما فی الصحاح: جَرَضَ یَجرِضُ ،و ضبطت فی اللسان [1]کالقاموس.
2- (2) الأصل و اللسان و [2]فی التهذیب:الاسنان.
3- (3) دیوانه و عجزه: فالقطبیّات فالذُّنُوبُ .
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«جوشن»و سیشیر الشارح إلیها.
5- (5) فی مجمع الأمثال حرف الحاء مثل رقم 1017:یضرب للأمر یقدر علیه أخیراً حین لا ینفع.

یَنْفَعُ ،و وَرَدَ مَعْنَاه:«حَالَ الأَجَلُ دُونَ الأَمَلِ » (1).

و الْجَرِیضُ :المَغْمُومُ ،و قیل:هو الشَّدیدُ الهَمِّ :یُقَال:

مات فُلانٌ جَرِیضاً ،أَی مَغْمُوماً، کَالْجِرْیَاض ،و الْجِرْآضِ ، بِکَسْرِهما ،عن أَبی الدُّقَیْش،و أَنْشَدَ لِرُؤبَهَ یَمْدَحُ بِلاَلَ بنَ أَبی بُرْدَهَ :

و خَانِقَیْ ذِی غُصَّهٍ جِرْیَاضِ

رَاخَیْتَ یَوْمَ النَّقَر و الإِنْقَاضِ

و یُرْوَی جِرْآضِ (2).قال أَبُو عَمْرٍو:یُرِیدُ رَجُلَیْنِ خَانِقَیْن.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :هَمَّان خَنَقَاهُ .رَاخَاهُمَا:فَرَّجَهُمَا،کَذَا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .قُلتُ :و یُرْوَی و خَانِقٍ ،أَی رُبَّ ذِی خَنْق.

یُقَال:أَفْلَتَ فُلاَنٌ جَرِیضاً ،أَی یَکَادُ یَقْضِی،و منه قَوْلُ امرِئِ القَیْس:

و أَفْلَتَهُنَّ عِلباءٌ جَرِیضاً

و لَوْ أَدْرَکَنْهُ صَفِرَ الوِطَابُ

یَعْنِی علباءَ بنَ الحَارث،و کان امرؤ القیْس قَصَدَ غَزْوَ بَنِی أَسَدٍ،فَحَذَّرَهم عِلباء فَرَحَلُوا بلَیْلٍ .

و قال الأَصْمَعِیّ :هو یَجْرَضُ بنَفْسِه،أَی یَکَاد یَقْضِی.

و قِیلَ : الْجَرِیضُ :أَنْ یَجْرَضَ علی نَفْسِه إِذا قَضَی.و قِیلَ :

الْجَرَضُ ،بالتَّحْرِیک:أَن تَبْلُغَ الرُّوحُ الحَلْقَ ،و الإِنْسَانُ جَرِیضٌ .و قال اللَّیْثُ : الجَرِیضُ :المُفْلِتُ بعدَ شَرٍّ.

و فی الأَسَاسِ أَفْلَتَ فُلاَنٌ جَرِیضاً ،أَی مُشرِفاً علی الهَلاکِ ،بلَغَت نَفْسُه حَلْقَهُ فَجَرِضَ بِهَا،کقوله تعالی: (کَلاّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِیَ ) (3)، (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) (4)و سَیَأْتِی شَیءٌ من ذلِکَ فی«ج ر ع». و ج الْجَرِیضِ المَوْصُوفِ : جَرْضَی ،کَمَا أَنَّ جَمْعَ الْمَرِیضِ مَرْضَی.قال رُؤْبَهُ :

أَصْبَحَ أَعْدَاءُ تَمِیم مَرْضی

ماتُوا جَوَّی و المُفْلتُون جَرْضَی

أَی حَزِنِینَ .قَال الزَّمَخْشَرِیُّ :هذا هُوَ الصَّوَابُ ،و إِنْ حُکِیَ عَنِ النَّضْرِ خِلافُهُ (5).

و الْجِرْوَاضُ ،بالکَسْر: الغَلِیظُ الشَّدِیدُ ،و هو مَأْخُوذٌ من العَیْنِ ،و نَصُّهُ :بَعِیرٌ جِرْوَاضٌ ،ذُو عُنُقٍ جِرْوَاضٍ ،أَی غَلِیظٍ شَدِیدٍ،و أَنْشَدَ لِرُؤْبَهَ :

بِهِ نَدُقُّ العُنُقَ الجِرْوَاضَا

و فی التَّهْذِیب (6):بَعِیرٌ جِرْوَاضٌ ،إِذا کَانَ ضَخْماً ذا قَصَرَهٍ غلیظه،و هو صُلْبٌ ،و أَنْشَدَ قولَ رُؤْبَهَ السَّابِقُ .

و الْجِرْوَاضُ : الْأَسَدُ ،عن ابن خَالَوَیْه، کَالْجِرَاضِ ، کَکِتَابٍ ،و الْجُرَئِض و الجُرَائِض کعُلَبطٍ و عُلابِطٍ ، و الْجِرْیَاضُ ،کلُّ ذلک عن ابن خَالَوَیْه،کما فی العُبَاب.

و قَوْلُه فِیهِمَا ،أَی فی الأَسَد،و فی مَعْنَی الغَلِیظِ الشَّدِید.

الأَخِیرُ عن اللَّیْث.قال ابنُ خَالَوَیْه:و جَمْعُ الجُرَائِضِ .

جَرَائِضُ ،بالفَتْحِ .ذَکَرَهُ فی کِتاب«النَّبْره»قَال:و کُلُّ اسمٍ عَلَی فُعَالِلٍ فجَمْعُه علی فَعَالِلَ ،نَحْوُ عُرَاعِر و عَرَاعِرَ، و عُطَارِدٍ و عَطَارِدَ،قَال:و کُلُّ اسْمٍ فیه أَرْبَعُ مُتَحَرِّکاتٍ علی فُعَلِل،فأَصْلُهُ فُعَالِلٌ ،نحو هُدَبِدٍ و عُجَلِطٍ ،أَصْلُهُمَا هُدَابِهٌ و عُجَالِطٌ ،فَاعْرِفْهُ فإِنَّه لِکُلِّ ما یَرِدُ عَلَیْکَ .

و نَاقَهُ جُرَاضٌ ،بالضَّمِّ :لَطِیفَهٌ ،بوَلَدِهَا ،نَعْتٌ للأنْثَی خَاصَّهً ،دُونَ الذَّکَرِ،قاله اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ:

و المَرَاضِیعُ دَائِبَاتٌ تُرَبِّی

لِلْمَنَایَا سَلِیلَ کُلِّ جُرَاضٍ

و أَبُو القَاسِم عَبْدُ اللّه بنُ عَبْدِ الجَبَّارِ بنِ الجُرَئِضِ ، کعُلَبِطٍ ،هکذا هُو فی العُبَاب،و ضَبَطَهُ الحافِظ بالتَّصْغِیر، و مثْلُه فی التَّکْمِلَه،الحِمْصِیّ الطَّائِیّ : مُحَدِّثٌ ،عن مُسَاعِدِ بنِ أَشْرَسَ ،سَمِعَ منه ابنُ الثلاّجِ .

و جَرَضَهُ :خَنَقَهُ ،و منه الْجَرَّاضُ ،للْخَنَّاق.و قال مُنْتَجِعٌ :یُقَال:أَفْلَتَ مِنْهُم و قد جَرَضُوهُ ،أی خَنَقُوهُ و جَمَلٌ جُرَائِضٌ ،کعُلابِطٍ ، أَکُولٌ شَدِیدُ القَصْلِ بِأَنْیَابِهِ للشَّجَرِ ،کَذَا فی التهْذِیب عن اللَّیْثِ .و قال أَبُو عَمْرو:

الْجُرَائِضُ :العَظِیمُ من الإِبلِ .و قال ابنُ بَرِّیّ :حَکَی أَبو حَنِیفَهَ فی«کِتَاب النَّبَات»أَنَّ الجُرَائِضَ :الجَمَلُ الَّذِی

ص:28


1- (1) المیدانی حرف الحاء مثل رقم 1082.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یروی:جرآض،هکذا فی نسخ الشارح،و الذی فی التکمله:و یروی جرّاض أی ککتان و سیأتی فی المستدرک.
3- (3) سوره القیامه الآیه 26. [1]
4- (4) سوره الواقعه الآیه 83. [2]
5- (5) نقل فی الأساس عن النضر فی قوله:«أفلت جریضاً»قال النضر:أی أفلتک و لم یکد،فجرضت علیه ریقک و أنشد البیت(بیت رؤبه المتقدم)فجعله فعیلا بمعنی مفعول مجروض علیه.
6- (6) التهذیب ترجمه ش ر ض 293/11.

یُحَطِّمُ کُلَّ شَیءٍ بِأَنْیَابِهِ ،و أَنْشَدَ لِأَبِی مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیّ :

یَتْبَعُهَا ذُو کِدْنَهٍ جُرَائِضُ

لِخَشَبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائضُ

بحَیْثُ یَعْتَشُّ الغُرَابُ البَائِضُ

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الجَرَضُ ،مُحَرَّکَهً :الجهْد.

و الْجَرِیضُ :غَصَصُ المَوْتِ .و الجَرِیضُ :اخْتِلافُ الفَکَّیْنِ عنْدَ المَوْت.

و جَرِضَتِ النّاقَهُ بِجِرَّتِهَا،مثل ضَرِجَتْ .

و فی الأَسَاس:« جَرَضَ رِیقَهُ ،و جَرَعَهُ ،بمَعْنَیً .و من أَمْثَالِهِم:أَفْلَتَ بِجَرِیضَهِ الذَّقَنِ » (1).

و بَعِیرٌ جُرَاضٌ ،بالضَّمِّ ، کَجِرْوَاض ،عن اللَّیْث،و أَنشد:

إِنَّ لها سَانیَهً نَهّاضَا

و مَسْکَ ثَوْرٍ سَحْبَلاً جُرَاضَا

و قال ابنُ بَرّیّ : الجُرَاض :العَظِیم.و الجِرْیَاض و الجِرْوَاضُ :الضَّخْمُ العَظیمُ البَطْنِ .و قال الأَصْمَعِیّ :قُلْتُ لأَعْرَابِیّ :ما الْجِرْیَاضُ ؟قال:الَّذِی بَطْنُه کالحیَاض، و کذلِکَ رجُلٌ جُرَائِضٌ و جُرَئِض ،کعُلاَبِطٍ و عُلَبِطٍ ،حَکَاهُ الجَوْهَرِیّ عن أَبی بَکْرِ بنِ السّرّاج.

و الجُرَاضِیَه :الرَّجُل العَظِیمُ ،حکاه ابنِ الأنْبَاریّ ،قُلتُ :

و قد تَقَدَّمَ فی الصَّاد المُهْمَلَه.و نَعْجَهٌ جُرَائِضَهٌ و جُرَئِضَهٌ مثالُ عُلَبِطَه:عَرِیضَهٌ ضَخْمَه،کما فی الصّحاح (2).

و الجَرَّاضُ ،ککَتَّان:الشَّدِیدُ الغَمِّ ،و به رُوِیَ قَولُ رُؤْبه السابق:

و خَانِقَیْ ذِی غُصَّهٍ جَرَّاضِ

و الجِرْوَاضُ :النَّاقَهُ - اللَّطِیفَهُ بوَلَدِهَا، کَالْجُرَاضِ ، بالضَّمِّ ،عَنِ اللَّیْث،کما فی التَّکْمِلَه.

و الْجِرْآض ،مِثَالُ جِرْفاسٍ :الأَسَدُ،کما فی التَّکْمِلَه.

جربض

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الْجُرَبِضُ ،کعُلَبِطٍ :العَظِیمُ الخَلْقِ ،أَهمله الجَمَاعَه، و أَوردَه صاحِبُ اللِّسَان،و هو مِثْل الجِرَئضُ بالهَمْزَه.

جرفض

الجُرَافِضُ ،کعُلاَبِط ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الثَّقِیلُ الوَخْمُ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و ابنُ سِیدَه،و الصَّاغَانِیّ .

جرمض

الجُرَامِضُ ،بالمِیمْ بَدَلَ الفاءِ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو کالجُرَافِضِ زِنَهً و مَعْنًی ، نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،و ابنُ سِیدَه،و الصَّاغَانِیّ .

جضض

جَضَّ الرَّجُلُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :أَی مَشَی الْجِیضَّی (3)،کزِمِکَّی،اسمٌ لمِشْیَهٍ فیها تَبَخْتُرٌ .

و قال الکِسَائِیُّ ،و أَبُو زَیْدٍ: جَضَّ عَلَیْه بالسَّیْفِ :حَمَلَ علیه، کَجَضَّضَ ،و هذه عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و لم یَخُصّ أَبُو زَیْدٍ سَیْفاً و لا غَیْرَهُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: التَّجْضیضُ أَیْضاً:العَدْوُ الشَّدِیدُ ، و قد جَضَّضَ البَعِیرُ،کما فی العُبَاب،و نَصُّ التَّکْمِلَه:

جَضَّ .

جلض

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الجِلَضُ :مَصدرُ جَلُضَ ،أَی ضَخُمَ .نَقَلَه أَبو حَیَّانَ فی کِتَابِ «الارْتِضَاءِ»،و قال:هو شاذُّ عَنِ التَّرْکِیب.

جلهض

الجُلاَهِضُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو کالجُرَفِضِ ،زِنَهً و مَعْنًی نَقَلَهُ الجَمَاعَهُ .

جلنض

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

اجْلَنْضَی :اضْطَجَعَ «لُغَهٌ فی الطَّاءِ،و الظَّاءِ»أَوْرَدَه أَبُو حَیّانَ .

ص:29


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أفلت بجریضه الذقن،الذی فی الأساس:بجریعُه الذقن،و عبارته:و أفلت فلان جریصاً أی مشرفاً علی الهلاک،قد بلغت نفسه حلقه فجرض بها،کقولهم:أفلت بجریعه الذقن الخ ا ه ».
2- (2) اقتصر فی الصحاح علی«ضخمه»و لم یرد فیه«عریضه».
3- (3) ضبطت فی اللسان(دار المعارف)بفتح الیاء.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

جمض

اَلْجَمَضُ :مَصْدَرُ جَمَضَهُ ،أَی قَهَرَهُ .قال أَبُو حَیَّانَ :و قد شَذَّ أَیضاً عن التَّرْکیب،لأَنَّ الجِیم ممّا یُضْبَطُ بالقَانُونِ :إِن اجْتَمَعَتْ مَع راءٍ أَو یاءٍ أَصْلِیَّه،فالکَلِمَهُ ضَادِیَّهُ ،و إِلاَّ فَظَائِیّه.

جهض

الجَاهِضُ :مَنْ فِیه جَهَاضَهٌ و جُهُوضَهٌ (1)،أَی حِدَّهُ نَفْسٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ عن الأَموُیّ .

و الجَاهِضُ : الشَّاخِصُ المُرْتَفِعُ من السَّنَامِ و غَیْرِهِ .

یُقَال:بَعِیرٌ جاهِضُ الغارِبِ ،إِذا کَانَ شاخِصَ السَّنَامِ مُرْتَفِعَهُ .عن ابن عَبّادٍ.

و الجَاهِضَهُ ، بهَاءٍ:الجَحْشَهُ الحَوْلِیَّهُ ،ج جَوَاهِضُ ،عن ابن عَبّادٍ.

و الجَهَاضَهُ ،مُشَدَّدَهً (2):الهَرِمَهُ .یُقَال:إِنَّ نَاقَتَک هذِه لَجَهَّاضَهٌ ،عن ابنِ عَبَّاد.

و الجَهِیضُ ، کأَمِیرٍ ،عن اللَّیْث، و زادَ غیْرُهُ : الْجَهِض ، مِثْل کَتِفٍ ،کَذَا فی سَائِر النُّسَخِ ،و هو غَلطٌ ،و الصَّوَابُ الجِهْضُ ،بالکَسْرِ،کما هو نَصُّ النَّوَادِر عن الفَرَّاءِ،قال:

خِدْجٌ و خَدِیجٌ ،و جِهْضٌ و جَهِیضٌ ،هو الوَلَدُ السَّقْطُ ،أَو الجَهِیضُ : مَا تَمَّ خَلْقُه و نُفِخَ فِیهِ رُوحُهُ من غَیْرِ أَنْ یَعیشَ .

قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ الإِبِلَ :

یَطْرَحْنَ بالمَهَامِهِ الأَغْفَالِ

کُلَّ جَهِیضٍ لَثِقِ السِّرْبَالِ

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الجَهَاضُ ، کَسَحَابٍ :ثَمَرُ الأَرَاکِ ، أَوْ هو جَهَاضٌ مَا دَام أَخْضَرَ ،کما فی العُبَابِ .

وَ جَهَضَهُ عَنِ الأَمْرِ،کَمَنع،و أَجْهَضَهُ عَلَیْه ،أَی غَلَبَهُ عَلَیْهِ و نَحَّاهُ عنه .یُقَالُ :صَادَ الجَارِحُ الصَّیْدَ فأَجْهَضْنَاهُ عنه، أَی نَحَّیْنَاه و غَلَبْنَاهُ علی ما صَادَهُ .و منه

17- حَدِیثُ أَبِی بَرْزَهَ رَضِیَ اللّه عنه: «کانَت العَرَبُ تَقُول:مَنْ أَکَلَ الخُبْزَ سَمِنَ ، فلمّا فَتَحْنَا خَیْبَرَ أَجْهَضْنَاهُمْ عَلَی مَلَّهٍ ،فأَکَلْتُ منها حَتَّی شَبِعْتُ ». و قد یَکُونُ أَجْهَضَ بمَعْنَی أَعْجَلَ ،یُقَالُ : أَجْهَضَه عَنِ الأَمْرِ،و أَجْهَشَهُ ،و أَنْکَصَهُ ،إِذا أَعْجَلَهُ عنه.

و أَجْهَضَتِ النَّاقَهُ :أَسْقَطَت،کما فی الصّحاح،أَی أَلْقَتْ وَلَدَهَا لِغَیْرِ تَمَامٍ .و قال الأَصْمَعِیّ :إِذا أَلْقَتِ الناقهُ وَلَدَهَا و قد نَبَتَ وَبَرُهُ قَبْلَ التَّمَام قِیلَ : أَجْهَضَتْ .و قال أَبُو زَیْدٍ:یُقَالُ لِلنَّاقَهِ إِذا أَلْقَتْ وَلَدَهَا قَبْلَ أَنْ یَسْتَبِینَ خَلْقُهُ .قد أَسْلَبَتْ ،و أَجْهَضَتْ ،و رَجَعَتْ رِجَاعاً، فهی مُجْهَضٌ ، ج مَجَاهِیضُ .قال الأَزْهَرِیّ :یُقَالُ ذلِکَ للنَّاقَهِ خاصَّهً .زَادَ الجَوْهَرِیّ :فإِنْ کَانَ ذلِکَ من عَادَتِهَا فهی مِجْهَاضٌ ،و الولَدُ مُجْهَضٌ و جَهِیضٌ .

و جَاهَضَهُ جِهاضاً : مَانَعَهُ ،و عَاجَلَهُ .و منه

17- حَدِیثُ مُحَمَّدِ ابن مَسْلَمَهَ : «أَنَّهُ قَصَدَ یَوْمَ أَحُدٍ رَجُلاً،قال: فَجَاهَضَنِی عنه أَبُو سُفْیَانَ ». أَی مَانَعَنِی عنه و أَزَالَنِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

أَجْهَضَهُ عن مَکَانِهِ :أَنْهَضَهُ .

و الْجِهْضُ ،بالکَسْرِ:الوَلَدُ الَّذِی أَلْقَتْهُ النّاقَهُ قَبْل أَن یَسْتَبِینَ خَلْقُهُ .

و الإِجْهَاضُ :الإِزْلاقُ ،و الإِزَالَهُ .

و المِجْهَاضُ :الَّتِی مِنْ عَادَتِهَا إِلْقَاءُ الوَلَدِ لِغَیْرِ تَمَامٍ .

جوض

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

رَجُلٌ جَوَّاضٌ ،کجَیَّاضٍ .

و جَوْضَی ،کسَکْرَی (3)،مِنْ مَسَاجِدِ رَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلم،بَیْنَ المَدِینَهِ و تَبُوکَ .هکذَا أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَان،و قد أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ .قُلتُ :و أَمَّا المَوْضِعُ الَّذِی ذَکَرَهُ فقدْ صَحَّفَ فیه، و صَوَابُه حَوْصَاءُ-بالحَاءِ و الصَّاد المُهْمَلَتیْن مَمْدُوداً-بَیْن وَادِی القُرَی و تَبُوکَ ،نَقَلَه غَیْرُ واحِدٍ من الأَئِمَّه.و قال أَبُو إِسحاقَ :هو بالضَّادِ المُعْجَمَه،أَیْ مَعَ الحاءِ،و أَهْمَلَهُ المُصَنِّف فی مَوْضِعِه،و قد اسْتَدْرَکْنَاه علیه هُنَاک،ثمّ رَأَیْتُ أَبَا حَیّانَ ذَکَرَهُ فی کِتَابِ «الارْتِضَاءِ».و قال:مَوْضِعٌ بطَرِیقِ تَبُوکَ ،و ضَبَطَهُ «بالجِیمِ و الضَّاد»و قال:هو شَاذٌ عن التَّرْکِیبِ .فتَأَمَّلْ .

ص:30


1- (3) فی القاموس:فیه جهوضه و جهاضه.
2- (1) ضبطت بالقلم فی التکمله بفتح الهاء المخففه.
3- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و جوضی کسکری،هکذا فی نسخه الشارح المطبوعه،و فی نسخه خط منه:و جوض:من مساجد الخ و هو الذی فی اللسان ا ه ».

جیض

جَاضَ عَنْهُ یَجِیضُ :حَادَ ،کما فی الصّحاح عن الأَصْمَعِیّ ، و عَدَلَ ،کما فی العُبَاب،و الصَّاد لُغَهٌ فیه، عن یَعْقُوبَ ،و قد تَقَدَّمَ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لجَعْفَرِ بنِ عُلْبَهَ الحَارِثیِّ :

و لَمْ نَدْرِ إِنْ جِضْنَا منَ المَوْتِ جَیْضَهً

کَم العُمْرُ باقٍ و المَدَی مُتَطَاوِلُ

کجَیَّضَ تَجْیِیضاً ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و أَنْشَد لرُؤْبَهَ :

و جَیَّضُوا عَنْ قَصْرِهِم و جَیَّضُوا

هَنَّا و هَنَّا فاستُخِفَّ الخُفَّضُ

و الجِیَضُّ ،کهِجَفُّ ،قال الجَوْهَرِیّ :نَقَلَه أَبو عُبَیْدٍ عن الأَصْمَعِیّ ، و زَادَ ابنُ الأَنْبَارِیّ : الْجِیِضَّی (1)،مِثْلُ زِمِکَّی:

مِشْیَهُ بتَبَخْتُرٍ و اخْتِیَالٍ .قال رُؤْبَه:-

مِنْ بَعْدِ جَذْبِی المِشْیَهَ الجِیِضَّی

فی سَلْوَهٍ عِشْنا بِذکَ أَبْضَا

و جَایَضَهُ مُجَایَضَهً : فَاخَرَهُ (2)،عن ابن عَبّادٍ.یُقَالُ :

جایَضْنَاهُم بفُلانٍ ،أَی فَاخَرْنَاهُم به.

*و مِمّا یُسْتَدْرَک علیه:

الْجَیْضَهُ :الرَّوَغَانُ ،و العُدُولُ عن القَصْدِ.

و جَاضَ عنه:نَفَرَ،و قِیل فَرَّ،حَکَاهُ ابنُ السِّیدِ فی الفَرْقِ .و جاضَ فی مِشْیَتِه مِثْلُ جَضَّ .و رَجُلٌ جَیَّاضٌ و جَوَّاضٌ ،علی المُعَاقَبَهِ :یَمْشِی مُتَبَخْتِرا.

فصل الحاء مع الضاد

حبض

الْحَبَضُ ،مُحَرَّکَهً :التَّحَرُّکُ ،یُقَال:ما بِهِ حَبَضٌ و لا نَبَضٌ ،أَی حَرَاکٌ ،کما فی الصّحاح و العُبَاب، و زادَ فی اللِّسَانِ :لا یُسْتَعْمَلُ إِلاّ فی الجَحْدِ.

و قال أَبو عَمْرٍو: الحَبَضُ : الصَّوْتُ ،و النَّبَضُ :

اضْطِرَابُ العِرْقِ ،کَذَا هو نَصُّ أَبِی عَمْرٍو،و نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال الأَصْمَعِیّ :لا أَدرِی ما الحَبَضُ ،کما فی الصّحاح أیضاً.و یُقَال:هو أَشَدُّ مِنَ النُّبْضِ .و قد حَبَضَ العِرْقُ یَحْبِضُ حَبْضاً ،و کَذلِکَ حَبَضَ القَلْبُ ،إِذا ضَرَب ضَرَباناً شَدِیداً.و أَصابَت القَومَ دَاهِیَهٌ من حَبَضِ الدَّهْرِ،أَی من ضَرَبَانِهِ .

و عن ابن دُرَیْدٍ: الْحَبَضُ : القُوَّهُ ،قال تَقُولُ العَرَبُ :ما به حَبَضٌ و لا نَبَضٌ ،یُرِیدُون:ما به قُوَّهٌ .

و قال غیرُه: الْحَبَضُ : بِقِیَّهُ الحَیَاهِ .و حَبَضَ الرَّجُلُ یَحْبِضُ ،من حَدِّ ضَرَبَ : مَاتَ ،عن اللِّحْیَانِیّ .

و حَبِضَ بالوَتَرِ کضَرَبَ ،و سَمِعَ أَنْبَضَ ،و ذلِکَ أَنْ تَمُدَّ الْوَتَرَ ثُمَّ تُرْسِلَهُ فیَقَع عَلَی عَجْسِ القَوْسِ .

و حَبِضَ السَّهْمُ حَبْضاً بالفَتْحِ و حَبَضاً ،مُحَرَّکَهً : وَقَعَ بیْنَ یَدَیِ الرّامِی و لَمْ یَسْتَقِمْ ،و هو من حَدِّ ضَرَبَ و سَمِع أَیْضاً،کما صَرَّحَ به فی العُبَابِ و اللّسَان.و فاتَه من مَصادِرِهِ : حُبُوضاً ،قال الجَوْهَرِیّ :و هو خِلاف الصَّارِد (3).

و قال اللَّیْثُ : حَبِضَ السَّهْمُ ،إِذا ما وَقَعَ بالرَّمِیَّهِ وَقْعاً غَیْرَ شَدِیدٍ،و أَنشَدَ لرُؤْبَهَ :

و النَّبْلُ تَهْوِی خَطَأً و حَبْضَا

قال الأَزْهَرِیُّ :و ما ذَکَره اللَّیْثُ مِنْ أَنَّ الْحَابِضَ الَّذِی یَقَعُ بالرَّمِیَّهِ وَقْعاً غَیْرَ شَدِیدٍ،لَیْس بصوابٍ (4).

و حَبَضَ مَاءُ الرَّکِیَّهِ یَحْبَضُ حُبُوضاً :نَقَصَ و انْحَدَرَ.

ظاهِرُ سِیَاقِهِ أَنَّه من حَدّ نَصَرَ،و قد صَرَّحَ الصّاغَانِیّ فی العُبَابِ أَنّه من حَدّ ضَرَبَ و سَمِعَ .

و الْحَبْضُ ،بالفَتْح: الصَّوْتُ الضَّعیفُ ،عن ابن عَبَّادٍ، قُلتُ :و هو مَأْخُوذٌ من حَبِضَ السَّهْمُ ،إِذا وَقَعَ بَیْنَ یَدَیْهِ لِضَعْفِهِ .

و الحُبَاضُ ، کغُرَابٍ :الضَّعْفُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و یُقَالُ : حَبَضَ حَقُّهُ یَحْبِضُ حُبُوضاً :بَطَلَ و ذَهَبَ ، مَأْخُوذٌ من حَبَضَ مَاءُ الرَّکِیَّهِ .

و أَحْبَضْتُهُ :أَبْطَلْتُهُ .

ص:31


1- (1) ضبطت بالقلم فی الصحاح بفتح الیاء،و صرح بها نصاً فی التکمله.
2- (2) فی القاموس:«و جایضه مانعه و عاجله»و علی هامشه عن نسخه أخری:«و جایضه فاخره»کالأصل و فی التکمله:و المجایضه: المفارخه.
3- (3) عن الصحاح و بالأصل«الصادر».
4- (4) و صوّب ما قاله الأصمعی و أبو زید فی الحابض من السهام الذی یقع بین یدی الرامی،انظر التهذیب 221/4.

و حَبَضَ الغُلامُ ،إِذا ظُنَّ بِهِ خَیْراً فأَخْلَفَ ،فهو حَابِضٌ قال:

و إِنّا لَقَوّالُونَ لِلْخَصْمِ أَنْصِتُوا

إِذَا حَبَضَ الکَعْبِیُّ إِلاَّ التَّکَعُّبَا

یَقُولُ :إِذا لَمْ یَکُنْ عِنْدَه شَیْ ءُ غیر أَنْ یَقُول:أَنا من بَنِی کَعْبٍ .

و حَبَضَ القَوْمُ یَحْبِضُون حُبُوضاً : نَقَصُوا .

و قال اللَّیْثُ : القَلْبُ یَحْبِضُ حَبْضاً أَی یَضْرِبُ ضَرْباً شَدِیداً ثمّ یَسْکُنُ ،و کَذلِکَ العِرْقُ یَحْبِضُ ثُمَّ یَسْکُنُ .

و المِحْبَضُ ، کمِنْبَرِ:عُودٌ یُشْتَارُ بِهِ العَسَلُ ،کما فی الصّحاح، أَو یُطْرَدُ به الدَّبْرُ ،بفَتْح فسُکون،و الجَمْع مَحَابِضُ ،قال ابنُ مُقْبِلٍ یَصِفُ نَحْلاً:

کَأَنَّ أَصْوَاتَها مِنْ حَیْثُ تَسْمَعُهَا

صَوْتُ الْمَحَابِضِ یَنْزِعْنَ المَحَارِینَا

المَحَارِین:مَا تَسَاقَطَ من الدَّبْرِ فی العَسَل فمَاتَ فیه.

و قال الشَّنْفَرَی و أَشْبَعَ الکَسْرَ فوَلَّد یاءً:

أَو الخَشْرَمُ المَبْثُوثُ حَثْحَثَ دَبْرَهُ

مَحَابِیضُ أَرْسَاهُنَّ شارٍ مُعَسِّلُ

أَراد بالشَّارِی الشَّائرَ،فقَلَبَهُ .

و المِحْبَضُ : الْمِنْدَفُ ،نقلَه الجَوْهَرِیّ عن أَبِی الغَوْثِ ، و الجَمْع أَیْضاً مَحَابِضُ .

و حَبُّوضَهُ ،کسَبُّوحَهٍ :قَرْیَهٌ قَرِیبَهٌ من شِبَام و تَرِیمَ ،من أَعمالِ حَضْرَمَوت.

و حَبِیضٌ ، کأَمِیر:جَبَلٌ قُرْبَ مَعْدنِ بَنِی سُلَیْمٍ ،نقله الصَّاغَانِیّ :قُلتُ :هو یَمْنَهَ الحَاجِّ إِلی مَکَّهَ شَرَّفَهَا اللّه تَعالَی.

و أَحبَضَ :سَعَی ،عن ابن الأَعْرَابِیّ . و أَحْبَضَ السَّهْمُ ضِدُّ أَصْرَدَ ،نقله الجوْهَرِیّ .و فی الأَسَاس:یُقَالُ :أَنْبَضَ فأَحْبَضَ .

و قال أَبو عَمْرٍو. أَحْبَضَ الرَّکِیَّهُ إِحْبَاضاً : کَدَّهَا فلم یَتْرُکْ فِیهَا مَاءً .قال:و الإِحْبَاطُ :أَنْ یَذْهَبَ مَاؤُهَا فلا یَعُودُ کما کَانَ .قال:و سأَلتُ الحُصَیْبِیّ عنه فقال:هُمَا بمَعْنًی واحِدٍ.

و حَبَّضَ اللّه تَعَالَی عنه تَحْبِیضاً ،أَی سَبَّخَ عنه و خَفَّفَ ، کما فی العُبَابِ و النَّوادِر.

*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:

حَبَضُ الدَّهْرِ،بالتَّحْرِیک:ضَرَبَانُه،عن اللَّیْث.

و المَحَابِضُ :أَوْتَارُ العُودِ،عن أَبی عَمْرٍو،و به فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِل:

فُضْلَی تُنَازِعُهَا المَحَابِضُ رَجْعَهَا

حَذَّاء لا قَطعٌ و لا مِصْحَالُ (1)

و رجُلٌ حَابِضٌ و حَبَّاضٌ :مُمْسِکٌ لِمَا فی یَدَیْهِ بَخِیلٌ .

و حَبَضَ لنا بشَیْ ءٍ،أَیْ أَعْطَانَا.

حرض

الْحَرَضُ ،مُحَرَّکَهً :الفَسَادُ یَکُون فی البَدَنِ ، و فی المَذْهَبِ ،و فی العَقْلِ قالَه ابنُ عَرَفَهَ .

و الْحَرَضُ : الرَّجُلُ الفَاسِدُ المَرِیضُ ،یُحْدِثُ فی ثِیَابِه، وَاحِدُه وَ جَمْعُه سَوَاءٌ،کما فی الصّحاح، کالحَارِضَهِ ، و الحَارِضِ ،و الحَرِضِ ،کَکَتِفٍ ،یقالُ :إِنَّه حَارِضَهُ قَوْمه، أَی فَاسِدُهم.

و الحَرَضُ : الکَالُّ المُعْیِی،و قِیلَ :هو. المُشْرِفُ عَلَی الهَلاَکِ ،کالحَارِضِ .یُقَالُ :رَجُلٌ حَرَضٌ و حَارِضٌ ،إِذا أَشْرَفَ علی الهَلاکِ . و قِیلَ : الحَارِضَهُ و الْحَرَضُ : مَنْ لا خَیْرَ عِنْدَهُ ،و هو مَجَاز،و رَوَی الأزْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیّ :

رَجُلٌ حَارِضَهٌ :لا خَیْرَ فیه،قال:

یا رُبَّ بَیْضَاءَ لها زَوْجٌ حَرَضْ

حَلاَّلَهٍ بَیْنَ عُرَیْقٍ و حَمَضْ (2)

أَو هو الَّذِی لا یُرْجَی خَیْرُه و لا یُخَاف شَرُّه ،و هو مَجَاز.

یُقَال للْوَاحِدِ و الجَمْع و المُؤَنَّثِ ،قالَ الفَرَّاءُ:یُقَال:رَجُلٌ حَرَضٌ ،و قَوْم حَرَضٌ ،و امْرَأَهُ حَرَضٌ ،یَکُون مُوَحَّداً علی کُلّ حالٍ ،الذَّکَرُ و الأُنْثَی و الجَمْعُ فیه سَوَاءُ.قال:و مِنَ العَرَبِ مَنْ یَقُولُ :للذَّکَرِ حَارِضٌ و الأُنْثَی حَارِضَهٌ .

و یُثَنّی هُنَا و یُجْمَعُ ،لأَنَّهُ خَرَجَ علی صُورَهِ فَاعل،و فَاعِلٌ یُجْمَعُ .قال:و أَمَّا الحَرَضُ فتُرِکَ جمْعُهُ لأَنَّهُ مَصْدَرٌ بمَنْزِلَهِ

ص:32


1- (1) فی التهذیب:بأحذّ لا قطعٍ و لا مصحالٍ .
2- (2) حمض و عریق،بالتصغیر،مرضعان بین البصره و البحرین.

دَنَفٍ و ضَنًی،قَوْمٌ دَنَفٌ و ضَنًی،و رَجُلٌ دَنَفٌ و ضَنًی.

و قال الزّجّاج:مَنْ قَال رَجُلٌ حَرَضٌ فمَعْنَاه ذُو حَرَضٍ ، و لذلِکَ لا یُثْنَی و لا یُجْمَع،وَ کَذلِکَ رَجُلٌ دَنَفٌ :ذُو دَنَف، و کَذلِکَ کُلّ ما نُعِتَ بالمَصْدَر. و قد یُجْمَعُ علی أَحْرَاض ، کسَبَب و أَسْبَاب،و کَتِف و أَکْتَاف،و صَاحِب و أَصْحَاب، و علی حُرْضَان ،بالضَّمّ ،و هو أَعْلَی، و علی حِرَضَهٍ ،بکَسْر ففَتْح.و فی اللّسَان:و أَما حَرِضُ بالکَسْرِ فجَمْعُه حَرِضُونَ ، لِأَنَّ جَمْعَ السَّلامه فی فَعِلٍ صِفَهً أَکْثَرُ،و قد یَجُوز أَنْ یُکَسَّرَ علی أَفْعَال،لِأَنَّ هذَا الضَّرْبَ من الصِّفَهِ رُبَّمَا کُسَّرَ عَلَیْه، نَحْوُ نَکدٍ و أَنْکَادٍ.

و قال أَبُو عُبَیْدَهَ : الْحَرَضُ : مَنْ أَذَابَهُ الْعِشْقُ أَوِ الحُزْنُ ، و هو فی مَعْنَی مُحْرَضِ ،کما فی الصّحاح، کالْمُحَرَّضِ ، کمُعَظَّم .و ضَبْطُ الصّحاح یَقْتَضِی أَن یَکُونَ کمُکْرَم. و قال اللَّیْثُ : الْحَرَضُ : مَنْ لا یَتَّخِذُ سلاَحاً و لا یُقَاتِلُ ،جَمْعُهُ أَحْرَاضٌ و حُرْضَانُ ،و أَنشد للطِّرِمَّاح:

مَنْ یَرُمْ جَمْعَهُمْ یَجِدْهُمْ مَرَاجِی

حَ حُمَاهً للعُزَّل الأَحْراضِ

و الْحَرَضُ : السَّاقِطُ الَّذِی لاَ یَقْدِر علی النُّهُوض .و قیل:

هو السَّاقِطُ الَّذی لا خَیْرَ فیه، کَالْحَرِیضِ ،و الْحَرِضِ ، و المُحَرَّضِ ،و الْإِحْرِیضِ ،کأَمِیر،و کَتِفٍ ،و مُعَظَّمٍ ، و إِزْمِیلٍ ،و ضَبَطَهُ غَیْرُهُ فی الثالِث کمُکْرَمٍ . و قد حَرِضَ کفَرِحَ .هذَا القَوْلُ نُبْذَهٌ مِنْ کَلاَمِ أَبِی عُبَیْدَه،الَّذِی قَدَّمْنَاه عن الجَوْهَرِیّ ،و مَعْنَاهُ أَذابَهُ الحُزْنُ أَو العِشْقُ .

و أَمّا فِعْلُ الْحَرَضِ بمَعْنَی السَّاقِط فَحَرَضَ یَحْرُضُ حُرُوضاً ،کما فی اللِّسَانِ ،أَیْ من حَدِّ نَصَرَ،أَو کَرُمَ و أَنا علی شَکٍّ فی أَحَدِهِمَا،فإِنِّی ما رأَیْتُه مَضْبُوطاً.

و الحَرَضُ : الرَّدِیءُ مِنَ النَّاسِ ،و القَبِیحُ مِنَ الکَلاَمِ ، و الجَمْعُ أَحْرَاضٌ .فأَمَّا قولُ رُؤْبَهَ :

یا أَیُّهَا الْقَائِلُ قَوْلاً حَرْضَا

إِنَّا إِذَا نَادَی مُنَادٍ حَضَّا

فإِنّهُ احْتَاجَ فسَکَّنَهُ ،کما فی اللِّسَان.و جَعَلَهُ الصَّاغَانِیّ لُغَهً ،و لم یَقُلْ للضَّرُورَهِ .

و الحَرَضُ : المُضْنَی مَرَضاً و سُقْماً.و منه قَوْلُهُ تَعَالَی:

حَتّی تَکُونَ حَرَضاً أَوْ تَکُونَ مِنَ الْهالِکِینَ ) (1).و قال أَبو زَیْدٍ:أَیْ مُدْنَفاً.و قال قَتَادَهُ :حَتَّی تَهْرَمَ و تَمُوتَ ، و قد حَرَضَ الرَّجُلُ یَحْرُضُ و یَحْرِضُ ،من حَدّ نَصَرَ و ضَرَبَ ، حُرُوضاً ،بالضَّمِّ ،و کذلِکَ حَرْضاً ،بالفَتْحِ ،أَی هَلَکَ .

و حَرَضَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ یَحْرِضُهَا حَرْضاً ،من حَدِّ ضَرَبَ :

أَفْسَدَها ،و هو مَجَاز.

و حَرُضَ .ککَرُمَ و فَرِحَ :طَالَ هَمُّهُ ،و سُقْمُه ،فهو حَرِضٌ . و یُقَال: حَرِضَ الرَّجُلُ ،إِذا رَذُلَ و فَسَدَ،فهو حَارِضٌ ،و کَذلِکَ مَحْرُوضٌ ،أَی مَرْذُولٌ فاسِدٌ،مَتْرُوکٌ ،بیِّنُ الحَرَاضَهِ ،بالفَتْح، و الحُرُوضَهِ ،و الحُرُوضِ ،بضَمِّهما.

و یُقَالُ :رَجُلٌ حِرْضَهٌ ،بالکَسْرِ ،أَی ساقِطٌ مَرْذُولٌ ،لا خَیْرَ فیه. ج حِرَضٌ ،کعنَبٍ ،و لَوْ قال:کقِرَد،کَانَ أَحْسَن.

و نَاقَهٌ حَرَضٌ ،مُحَرَّکَهً :ضَاوِیَّهٌ مَهْزُولَهٌ و المَحْرُوضُ :

المَرْذُولُ ،کالحَارِض.

و حَرَضُ ،مُحَرَّکَهً :د،بالیَمَنِ ،فِی أَوائِله،عَلَی رَأْسِ الوَادِی سَهَام،مِمَّا یَلِی مَکَّهَ شَرَّفَهَا اللّهُ تَعَالَی،بَیْنَهُ و بَیْنَ حَلْیٍ مَفَازَهٌ (2)،و من أَعْمَالِهِ العریشُ ،و قد تَقَدَّمَ ذِکرهُ فی مَوْضِعِهِ ،قال الحَافِظُ :و قد خَرَجَ منه جَمَاعَهٌ فُضَلاءُ.

و الْحَرَضُ من الثَّوْبِ :حَاشِیتُهُ و طُرَّتُهُ و صَنِفَتُهُ ،کما فی العُبَابِ .

و الحُرْضُ ، بضَمَّه و بضمَّتَیْن:الأُشْنَانُ ،تُغْسَلُ به الأَیْدِی عَلَی إِثْرِ الطَّعَامِ ،الأَوَّلُ حَکَاهُ سِیبَوَیْه کما فی نُسَخِ الکِتَابِ و فی بَعْضِها بالفَتْح.و قال أَبُو زِیَادٍ:هو دِقَاقُ الأَطْرَافِ ،و شَجَرَتُه ضَخْمَهٌ و رُبَّمَا استُظلَّ بها،و لها حَطَبٌ ، و هو الَّذِی یَغْسِلُ به الناسُ الثِّیَابَ ،قال:و لم نَرَ حُرْضاً أَنْقَی و أَشَدَّ بَیَاضاً من حُرْضٍ یَنْبُتُ بالیَمَامَهِ ،و إِنَّمَا هو بوادٍ من الیَمَامَهِ یُقَال له جَوُّ الخَضَارِمِ .قال زُهَیْرٌ یَصِفُ حِمَاراً:

کأَنَّ بَرِیقَهُ بَرَقَانُ سَحْلٍ

جَلاَ عن مَتْنِه حُرْضٌ و ماءُ (3)

ص:33


1- (1) سوره یوسف الآیه 85. [1]
2- (2) زید عند یاقوت:نزله حرض بن خولان بن عمرو بن مالک بن حمیر فسمی به،و هو الیوم بین خولان و همدان.
3- (3) دیوانه و الأساس.

و قال الأَزْهَرِیّ :شَجَرُ الأُشْنانِ ،یُقَال له الحَرْضُ .و هو من النَّجِیل، و قُرِئَ بِهِ قَوْلُه تَعَالَی: (حتَّی تکُونَ حَرْضاً ) ، أَی حَتَّی تَکُونَ کالأُشْنانِ نُحُولاً ،هکَذا بالنُّون، و الصَّوابُ قُحُولاً،بالقاف، و یُبْساً .قال الصَّاغَانِیّ :و هی قراءَهُ الحَسَنِ البَصْرِیِّ .قال:و کانَ السُّدِّیّ یَعیبُ هذه القِرَاءَهَ .

و مَنْصُورُ بنُ مُحَمَّدٍ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و الَّذِی فی التَّبْصِیر:مُحَمَّد بنُ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْأُشْنَانِیّ ،و رَوَی عنه القَاسِمُ بن الصَّفّارِ. و أَبو أَحْمَدَ عَبْدُ الباقِی بنُ عَبْدِ الجَبَّار الهَرَوِیّ صاحِبُ أَبِی الوَقْتِ ، الحُرْضِیَّانِ ،بالضَّمِّ ، مُحَدِّثَانِ .

و الْمِحْرَضَهُ ،بالکَسْرِ:وِعَاؤُهُ أَی الْحُرْضُ ،یُتَّخَذُ من خَشَبٍ أَوْ شَبَهٍ و نَحْوِهِ ،و الجَمْعُ المَحَارِضُ .یُقَالُ :نَاوِلْهُ المِحْرَضَهَ ،و أَعِدَّ الْأَبَارِیقَ و الْمَحَارِضَ .

و الْحَرَّاضُ ،ککَتَّانٍ :مَنْ یَحْرِقُهُ لِلْقَلْیِ (1).و فی الصّحاح:الَّذِی یُوقِدُ علی الْحُرْضِ لیَتَّخِذَ منه القِلْیَ ،أَی للصَّبَّاغِین،قِیلَ :یُحْرَقُ الحَمْضُ رَطْباً،ثم یُرَشُّ المَاءُ علی رَمَادِه فَیَنْعَقدُ فیَصِیرُ قِلْیاً،و أَنشَدَ فی العُبَاب لعَدیِّ بْن زَیْدٍ العبَادیّ :

مثْلُ نَارِ الْحَرَّاضِ یَجْلُو ذُرَی المُزْ

نِ لِمَنْ شَامَهُ إِذَا یَسْتَطیرُ (2)

قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :شَبَّهَ البَرْقَ فی سُرْعَهِ وَمیضه بالنَّار فی الأُشْنَانِ ،لِسُرْعَتِهَا فِیهِ .

و الْحَرَّاضُ أَیْضاً: الْمُوقِدُ عَلَی الصَّخْرِ لاِتِّخَاذِ النُّورَهِ أَو الْجَصِّ ،کما فی الصّحاح.

و بِالْکُوفَهِ الْحَرَّاضَهُ (3)، بِهَاءٌ ،هی سُوقُ الأُشْنَانِ ،عن أَبِی حَنِیفَهَ .

و الْحُرَاضُ ، کَغُرَابٍ ،ع قُرْبَ مَکَّهَ ، بَیْنَ الْمُشَاشِ و الغُمَیْرِ،فَوْقَ ذَاتِ عِرْقٍ إِلَی البُسْتَانِ ،قِیلَ :کانتْ بِهِ العُزَّی،و قِیلَ بالنَّخْلَهِ الشَّامِیَّهِ .و قد جَاءَ ذِکْرُهُ فِی الحَدِیث:

قال الفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ اللَّهَبِیُّ :

و قد کَانَتْ و لِلْأَیَّامِ صَرْفٌ

تُدَمِّنُ مِنْ مَرَابِعهَا حُرَاضَا

و ذُو حُرُضٍ ،کعُنُق:ع،أَو وَادٍ لِبَنِی عَبْدِ اللّه بنِ غَطَفَانَ ، عنْد مَعْدِنِ النُّقْرَهِ ،بینهما خَمْسَهُ أَمْیَالٍ ، و قِیلَ هو ع،بِأُحُدٍ (4)قُرْبَ المَدِینَهِ المشَرَّفَهِ .

و حُرَاضَانُ ،کخُرَاسَانَ :وَادٍ بالقَبَلِیَّهِ ،کما فی التَّکْمِلَهِ و العبَابِ .

و حُرَاضَهٌ ، کثُمَامَهَ :ماءٌ (5)قُرْبَ المَدِینَهِ ،المُشرَّفَه، لبَنِی جُشَمَ بنِ مُعَاوِیَهَ ،و یُقَال فیه حَرَاضَهُ ،کسَحَابَه (6)،کما فی التَّکْمِلَه.

و الأَحْرَض من الرِّجَالِ : المُتَفَتِّتُ أَشْفَارِ العَیْنِ ،قَالَه ابن عَبَّادٍ.

و أَحْرُضُ ، بضَمِّ الرَّاءِ:جَبَلٌ بِبِلادِ هُذَیْلٍ ،أَو مَوْضعٌ فی جِبَالِهم،کما فی المُعْجَم،کأَنَّهُ جَمْع حَرْضٍ ،بالفَتْح، کفَلْسٍ و أَفْلُس،سُمِّیَ بذلک لأَنَّ مَنْ شَرِبَ مِنْ مَائِه حَرِضَ ،أَی فَسَدَتْ مَعِدَتُه ،کما فی المُعْجَم و العُبَاب.

و من المَجَازِ قولُهم:خِبْتَ (7)یا بَاغِیَ الکَرَمِ ،بَیْنَ الْحُرْضَهِ و البَرَم،هو بالضَّمِّ ،أَمِینُ المُقَامِرِین ،کما فی العُبَاب.و یُقَالُ هو الَّذی یُفِیضُ القِدَاحَ للأَیْسَارِ لِیَأْکُلَ من لَحْمِهِم،و هو مَذْمُومٌ کالبَرَم،کما فی الأَسَاسِ .و فی الصّحاح:الَّذِی یَضْرِبُ للأَیْسَار بالقِدَاحِ ،لا یَکُونُ إِلاَّ سَاقِطاً بَرَماً.و فی اللِّسَان:یَدْعُونَه بذلِکَ لِرَذَالَتِه.قال الطِّرِمَّاحُ یَصِفُ حِمَاراً:

و یَظَلُّ المَلیءُ یُوفِی علَی القِرْ

ن عَذُوباً کالحُرْضَهِ المُسْتَفَاضِ (8)

قال:المُسْتَفاضُ :الَّذِی أَمِر أَنْ یُفِیضَ القِدَاحَ .

و الْإحْرِیضُ ،بالکَسْرِ:العُصْفُرُ عامَّهً ،و قد جاءَ ذِکْرُه فی

ص:34


1- (1) ضبطت فی التهذیب و اللسان [1]بکسر القاف و اسکان اللام.
2- (2) فی التهذیب:إذا یستنیر.
3- (3) قیدها یاقوت:حُرَاضه بالضم.
4- (4) فی القاموس و معجم البلدان:عند أُحد.
5- (5) فی القاموس: [2]ماءه.
6- (6) و علیها اقتصر یاقوت قال:حراضه بالفتح ثم التخفیف.
7- (7) عن الأساس و بالأصل«جئت».
8- (8) هذا البیت أورده الأزهری عقیب روایته عن أبی الهیثم:الحرضه الرجل الذی لا یشتری اللحم و لا یأکله إلا أن یجده عند غیره.

حَدِیث عَطاءٍ،و قیل:هو العُصْفُر الذی یُجعَل فی الطَّبْخ، و قیل:هو حَبُّ العُصْفُرِ،قال الرَّاجِزُ:

أَرَّقَ عَیْنَیْکَ عَن الغُمُوضِ

بَرْقٌ سَرَی فی عَارِضٍ نَهُوضِ

مُلْتَهِبُ کَلَهَبِ الْإِحْرِیض

یُزْجِی خَرَاطِیمَ غَمَامٍ بِیضٍ

و حَرِضَ ،کفَرِحَ :لَقَطَهُ .و حَرِضَ الرَّجُلُ : فَسَدَتْ مَعِدَتُهُ ،فهو حَرِضٌ .

و أَحْرَضَه الحُبُّ : أَفْسَدَه ،قاله أَبو عُبَیْدَه،و أَنْشَدَ للعَرْجِیّ :

إِنّی امْرُؤٌ لَجَّ بِی حُبٌّ فأَحْرَضَنِی

حَتَّی بَلِیتُ و حَتَّی شَفَّنِی السَّقَمُ

أَی أَذَابَنِی،کما فی الصّحاح.

و یُقَالُ : أَحْرَضَه المَرَضُ ،فهو حَرِضٌ ،و حارِضٌ ،إِذَا أَفْسَدَ بَدَنَهُ ،و أَشْفَی علی الهَلاکِ ،و هو مَجَازٌ.

و أَحْرَضَ فُلانٌ وَلَدَ سَوْءٍ ،نقله الجَوْهَرِیّ .

و حَرَّضَهُ تَحْرِیضاً :حَثَّه علی القِتَالِ و أَحْمَاهُ عَلَیْه،کما فی الصّحاح.و قال ابنُ سِیَده: التَّحْرِیضُ :التَّحْضِیضُ .

قال اللّه تَعَالَی: (یا أَیُّهَا النَّبِیُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتالِ ) (1).و قال الزَّجَّاجُ :تَأْوِیلُه حُثَّهُمْ علی القِتَالِ .قال:

و تَأْوِیلُ التَّحْرِیضِ فی اللُّغَهِ :أَن تَحُثَّ الإِنْسَانَ حَثًّا یعْلَمُ منه (2)أَنَّه حَارِضٌ إِن تَخَلَّفَ عَنْه.قال:و الحَارِضُ :الَّذِی قَدْ قَارَبَ الهَلاَکَ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : حَرَّضَ زَیْدٌ:شَغَلَ بِضَاعَتَه فی الحُرْضِ ،أَی الأُشْنَانِ . و قال أَیضاً: حَرَّضَ ثَوْبَهُ ،إِذا صَبَغَهُ بالْإِحْرِیضِ ،أَی العُصْفُر.

و حَرَضَ الثّوْبُ إِذا بَلِیَ حَرَضُهُ ،و هو حاشِیَتُه و طُرَّتُهُ و صَنِفَته.مُقْتَضَی سِیَاقِه أَنَّه من باب التَّفْعِیل،و الصَّوَابُ أَنَّهُ من حَدَّ فَرِحَ کما فِی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .

و قال اللَّحْیَانیّ : المُحَارَضَهُ :المُدَاوَمَهُ علی العَمَلِ ، و کَذلِکَ المُوَاظَبَهُ ،و المُوَاصَبَه،و المُوَاکَبَه،و قِیلَ فی تَفْسِیرِ الآیه: ( حَرِّضِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَی الْقِتالِ ) ،أَیُ حُثَّهُمْ عَلَی أَنْ یُحَارِضُوا علی القِتَال حَتَّی یُثْخِنُوهُم.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الْمُحَارَضَهُ : المُضَارَبَهُ بالقِدَاحِ ،و قد حارَضَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

حَرَضَهُ المَرَضُ ، کَأَحْرَضَهُ ،إِذا أَشْفَی منه علی شَرَفِ المَوْتِ .و فی التَّهْذِیب: اَلْمُحْرَضُ الهَالِکُ مَرَضاً،الَّذِی لا حَیُّ فیُرْجَی،و لا مَیّتٌ فیُوأَسُ منه.قال امرؤ القیْس:

أَری المَرْءَ ذَا الأَذْوَادِ یُصْبِحُ مُحْرَضاً

کَإِحْرَاضِ بَکْرٍ فی الدِّیَارِ مَرِیضِ

و یُرْوَی مُحْرِضاً (3).

و أَحْرَضَهُ المَرَضُ :أَدْنَفَهُ و أَسْقَمَهُ .و یُقَال:کَذَبَ کَذْبَهً فَأَحْرَضَ نَفْسَه،أَی أَهْلَکَهَا.

و جَاءَ بقَوْلٍ حَرَضٍ ،أَی هَالِکٍ .

و نَاقَهٌ حُرْضَانُ ،بالضَّمِّ :ساقِطَهٌ .

و جَمَلٌ حُرْضَانُ :هَالِکٌ ،و کَذلِکَ النَّاقَهُ بغَیْر هَاءٍ.

و أَحْرَضَهُ :أَسْقَطَهُ .و منه قولُ أَکْثَمَ بنِ صَیْفِیّ :سُوءُ حَمْلِ الفَاقَهِ (4)یُحْرِضُ الحَسَبَ ،و یُذْئِرُ العَدُوَّ،و یُقَوِّی الضَّرُورَهَ .قال:أَی یُسْقِطُه.

و کُلُّ شَیْ ءٍ ذَاوٍ: حَرَضٌ ،بالتَّحْریک.

و الْأَحْرَاضُ :السَّفِلَهُ من النَّاسِ ،و الَّذِین اشْتَهَرُوا بالشَّرِّ، أَو هُمُ الَّذِین أَسْرَفُوا فی الذُّنُوب فأَهْلَکُوا أَنْفُسَهُم.و منه

16- حَدِیث مُحْلَّم بنِ جَثَّامَهَ قالَ : «کُلُّنَا إِلاَّ الْأَحْرَاض » (5). و قیل أَرادَ بِهِ الَّذِینَ فَسَدَتْ مَذَاهِبُهم.و قال الجَوْهَرِیّ :

الْأَحْرَاضُ :الضِّعافُ الَّذِین لا یُقَاتِلُون، کَالْحُرْضانِ .

ص:35


1- (1) سوره الأنفال الآیه 65. [1]
2- (2) فی التهذیب و اللسان:«معه».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یروی محرضاً أی بکسر الراء، و الروایه الأولی بفتحها ا ه ».
4- (4) بالأصل:«سؤ حمل الناقه..و یدیر العدو»و المثبت عن التهذیب.
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:کلنا إلا الأحراض،عباره اللسان: و [2]فی حدیث عوف بن مالک:رأیت محلم بن جثامه فی المنام فقلت: کیف أنتم ؟فقال:بخیر،وجدنا ربنا رحیما غفر لنا،فقلت:لکلکم ؟ قال:لکلنا غیر الأحراض..الخ ا ه ».و مثله فی النهایه. [3]

و الْحُرْضَه ،بالضَّمِّ :الَّذِی لا یَشْتَری اللَّحْمَ و لا یَأْکُلُه بثَمَن إِلاّ أَنْ یَجدَهُ عِنْدَ غَیْرِه.حَکَاهُ الأَزْهَرِیُّ عن أَبِی الهَیْثَم.

و رَجُلٌ حَارِضٌ :أَحْمَقُ ،و الأنْثَی بالهَاءِ.

و قَوْمٌ حُرْضَانٌ :لا یَعْرِفُونَ مَکَانَ سَیَّدهِم.

و الحُرْضُ ،بالضَّمّ :الجِصُّ .

و الحَرَّاضَهُ ،بالتَّشْدِید:المَوْضِعُ الَّذی یُحْرَقُ فیه الأَشْنَانُ ،و قِیلَ :هو مَطْبَخُ الجِصَّ ،کُلُّ ذلِکَ اسمٌ کالبَقَّالَهِ و الزَّرَّاعَهِ .

و الإِحْرِیضُ ،بالکَسْرِ:المُوقِدُ علی الأَشْنَانِ .

و حَرْضٌ ،بالفَتْح:ماءٌ مَعْرُوفٌ بالبَادِیَهِ .

و یُقَال: حَرَّضَهُ تَحْرِیضاً :أَزَالَ عَنْهُ الحُرْضَ ،کما تَقُولُ قَذَّیْتُه،إِذَا أَزَلْتَ عَنْه القَذَی.نقله المُصَنِّف فی البَصَائِرِ.

و أَحْرَضَه عَلَی الشَّیْ ءِ إِحْراضاً ،مثل حَرَّضَهُ تَحْرِیضاً ، کما فی التَّکْمِلَه.

و الأَحْرَاضُ :مَوْضِعٌ فی قَوْلِ ابنِ مُقْبِل:

و أَقْفَرَ منها بَعْدَ ما قَدْ تَحُلُّهُ (1)

مَدافِعُ أَحْرَاضِ و ما کانَ یُخْلِفُ

کما فی المُعْجم.

و حَرَّضَ تَحْرِیضاً :صَارَ ذَا حُرْضَهِ ،بالضَّمّ ،و هو أَمِینُ المُقَامَرِین،کما فی التَّکْمِلَه.

و أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمن الْحُرَیْضِیّ ،بالضَّمِّ ، من أَهْل نَیْسَابُورَ،سَمِعَ أَبَا طَاهِرِ بْنَ مخمش الزِّیادِیّ ، تَرْجَمَهُ الخَطِیبُ فی تارِیخ بَغْدَادَ،ماتَ سنه 446.

حرفض

الحِرْفِضَهُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ و قال، اللَّیْثُ :هی الکَرِیمَهُ من النُّوقِ ،و أَنشد:

و قُلُصٌ مَهْرِیَّهٌ حَرَافِضُ

کما فی العُبَاب،و نَقَلَهُ صَاحِبُ اللِّسَانِ عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و قال شَمِرٌ: إِبلٌ حَرَافِضُ ،أَی مَهَازِلُ ضَوَامِرُ .و قیل:

حَرَافِضُ : ذُلُلٌ ،لا وَاحدَ لَها .قال أَبو مُحَمَّد الفَقْعَسِیُّ یَصِفُ الإِبِلَ :

قِعْدانُهَا مَوْثُوغَهٌ حَرَافِضُ

أَی دائبَهٌ فی العَمَل،کما فی العُبَابِ .

حضض

حَضَّهُ عَلَیْه یَحُضُّهُ ،من حَدِّ نَصَرَ، حَضّاً ، بالفَتْحِ ، و حُضّاً ،بالضَّمِّ ، و حِضِّیضَی ،کحِثِّیثَی، و حُضِّیضَی ،بالضَّمِّ .و الکَسْرُ أَعْلَی و لم یَأْتِ علی فُعِّیلَی بالضَّمِّ ،غَیْرُهَا: حَثَّهُ ،و حَرَّضَهُ ، و أَحْمَاهُ عَلَیْه ،کما فی الصّحاح.و فی المُحْکَم: الحَضُّ :ضَرْبٌ من الحَثَّ فی السَّیْرِ و السَّوْقِ و کُلِّ شَیْ ءِ.و الْحَضُّ أَیْضاً:أَنْ تَحُثَّه (2)فی شَیْ ءِ لا سَیْرَ فِیهِ و لا سَوْقَ . حَضَّهُ حَضَّا . کَحَضَّضَهُ تَحْضِیضاً .

و فی التَّهْذِیب: الْحَضُّ :الحَثُّ علی الخَیْرِ.و یُقَالُ :

حَضَّضْتُ القَوْمَ علی القِتَالِ تَحْضِیضاً :إِذَا حَرَّضْتَهُمْ .و قال ابنُ دُرَیْد: الْحَضُّ و الحُضُّ لُغَتَان،کالضَّعْفِ و الضُّعْفِ . أَو الاسْمُ الحُضُّ ،بالضَّمِّ ،کَالْحُضِّیضَی بِلُغَتَیْهِ ،و المَصْدَرُ بالفَتْحِ .

و الْحَضِیضُ کَأَمِیرٍ: القَرَارُ فِی -و فی الصّحاح:مِنَ - الأَرْضِ ،عِنْدَ مُنْقَطَعِ الجَبَلِ .قاله الجَوْهَرِیّ ،و قال غَیْرُه:

هو قَرَارُ الأَرْضِ عِنْدَ سَفْحِ الجَبَل.و قِیلَ :هو فی أَسْفَلِه، و السَّفْحُ من وَرَاءِ الحَضِیضِ . فَالْحَضِیضُ مِمَّا یَلِی السَّفْحَ ، و السَّفْحُ دُونَ ذلِکَ .

ج أَحِضَّهٌ ،و حُضُضٌ ،بضَمَّتَیْن،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ لبَعْضِهِمْ :

الشَّعْرُ صَعْبٌ و طَوِیلٌ سُلَّمُهْ

إِذَا ارْتَقَی فِیهِ الَّذِی لا یَعْلَمُه

زَلَّتْ بِهِ إِلی الحَضِیضِ قَدَمُه

یُرِیدُ أَنْ یُعْرِبَهُ فیُعْجمُه

و الشِّعْرُ لا یَسْطِیعُهُ مَنْ یَظْلِمُهُ (3)

قلتُ :و قد أُطْلِق الحَضِیضُ علی کُلّ سَافِلٍ فی الأَرْضِ ،و کأَنَّه لاَحَظَهُ المُصَنَّفُ فأَسْقَطَ القَیْدَ الَّذِی قَیَّدَه

ص:36


1- (1) بالأصل«بعدنا قد نخله»و المثبت عن معجم البلدان.
2- (2) فی اللسان: [1]علی شیءٍ.
3- (3) هذا الرجز ینسب للحطیئه،انظر دیوانه ص 111.

الجَوْهَرِیّ و غَیْرُه،و هو قَوْلُهُم:عِنْدَ مُنْقَطَعِ الجَبَلِ أَو أَسْفَله أَو غَیْر ذلِکَ ،و یَشْهَدُ لذلِکَ ما جَاءِ

14- فی الحَدِیث: «أَنَّهُ أُهْدِیَ إِلَی رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلم هَدِیَّهُ فلم یَجِدْ شَیْئاً یَضَعُهَا عَلَیْه فقال:

ضَعْهُ بِالْحَضِیضِ ،فإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آکُلُ کَمَا یَأْکُلُ العَبْدُ». یَعْنِی بالعَبْدِ نَفْسَهُ .

و الحُضضُ ،کزُفَر،و عُنُق ،کِلاَهُمَا عن ابْنِ دُرَیْد،و هکذا ضَبَطَهَا الجَوْهَرِیُّ و ابنُ سِیدَه،و فیه لُغَاتٌ أُخْرَی،رَوَی أَبو عُبَیْدٍ عَنِ الیَزِیدِیّ : الحُضَضُ ،و الحُضَظُ و الحُظَظُ [و الحُظُظُ ] (1).قال شَمِرٌ:و لم أَسْمَعِ الضَّادَ مع الظَّاءِ إِلاّ فی هذا.و قال ابنُ بَرَّیّ :قال ابنُ خَالَوَیْه:الحُظُظُ و الحُظَظُ :و زاد الخَلِیلُ :الحُضَظُ ،بضَادٍ بَعْدَهَا ظَاء.و قال أَبو عُمَرَ الزَّاهِد:الحُضُذُ،بالضَّاد و الذَّال.رَوَی ابنُ الأَثِیر هذِه الأَوْجُهَ ما خَلاَ الضَّادَ و الذَّالَ .و قالَ الصَّاغَانِیُّ :هو عُصَارَهُ شَجَرٍ،و هو نَوْعَانِ : العَرَبِیُّ ،منه عُصَارَهُ الخَوْلانِ ، و یُعْرَفُ بالمَکِّیِّ أَیْضاً،یُطْبَخ فیُجْعَل فی أَجْرِبَهٍ ،و هو الأَجْوَدُ،قال: و الهِنْدِیُّ عُصَارَهُ شَجَرَهِ الفِیْلَزَهْرَجِ .و قال أَبو حَنِیفَهَ عن أَبی عُبَیْدَهَ :المَقِرُ یَخْرُجُ منه الصَّبِرُ أَوَّلاً،ثمّ الْحُضَضُ ،ثُمَّ ثُفْلُه،و قال صاحِبُ المِنْهَاج:و یُغَشُّ المَکِّی بالدِّبْسِ البَصْرِیّ المُغْلَی فیه صَبِرٌ،و مُرٌّ،و زَعْفَرَانٌ ،و عُرُوقُ ماءِ الآسِ ،و ماءُ قُشُورِ الرُّمَّانِ .قال:و یُغَشُّ الهِنْدِیُّ بعُصَارَهِ الأَمْیَرِ بَارِیس،یُطْبَخ بالماءِ حَتَّی یَجْمُدَ، و کِلاهُمَا ، أَی النَّوْعَیْن نَافِعٌ لِلْأَوْرَامِ الرِّخْوَهِ و الخَوَّارَهِ ،و القُرُوحِ و النُّفَّاخَاتِ و النَّمْلَه و الخَبثَهِ و الدَّوَاحِسِ خاصَّهً بماءِ وَرْدٍ، و هو یَشُدُّ الأَعْضَاءَ،و یَنْفَعُ من القُلاَع. و الرَّمَدِ ،و غِشَاوَهِ العَیْنِ ،و جَرَبِ العَیْن، و الجُذَامِ ،و البَوَاسِیرِ ،و شُقُوقِ السِّفْلِ ،و الإِسْهَالِ المُزْمِنِ ،و نَفْثِ الدَّمِ ،و السُّعَالِ ، و الیَرَقَانِ الأسْوَدِ،و الطِّحَالِ ،شُرْباً و ضِمَاداً، و لَسْعِ الهَوَامِّ و الخَوَانِیقِ غَرْغَرَهً بمَائِهِ .

و الهِنْدِیُّ منه یَشْفِی من عَضَّهِ الکَلْبِ الکَلِب طِلاءً و شُرْباً کُلَّ یَوْم نِصْفَ مِثْقَالٍ بماءٍ .و فی الهِنْدِیُّ تَحْلِیلٌ و قَبْضٌ یَسِیرٌ یَنْفَعُ کُلَّ نَزْفٍ ، و هو یُغَزِّر الشَّعَرَ و یُحمِّرُه و یُقَوِّیه،و یُقَال:

المَکِّیّ أَجودُ للأَوْرَام،و الهِنْدِیّ أَجْوَدُ للشَّعرِ (2). و قِیلَ :هو نَبَاتٌ یُعْمَلُ بعُصَارَتِه هذا الدّواءُ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو صَمْغٌ من نَحْوِ الصَّنَوْبَرِ و المُرِّ و ما أَشْبَهَهُما،مِمَّا له ثَمَرهٌ کالفُلْفُلِ ،و تُسَمَّی شَجَرَتُهُ الحُضَضَ . و قِیلَ :هو دَوَاءٌ ، و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و وَقَعَ فی نُسَخِ المُحْکَمِ :دَواءٌ، و قِیلَ :دَوَاءُ.

16- و فی حَدیث سُلَیْمَانَ (3)بنِ مُطَیْرٍ: «إِذا أَنا برَجُلٍ قد جَاءَ کأَنَّه یَطْلُب دَوَاءً أَو حُضَضاً ». و هذا یَقتضِی أَن الحُضَضَ غَیْرُ الدَّوَاءِ،و قِیلَ :هو دَوَاءُ آخَرُ یُتَّخَذُ مِنْ أَبْوالِ الإِبِل ،قالَهُ اللَّیْثُ .و فی بَعْض الأُصُولِ :یُعْقَدُ،و هذا القَوْلُ قد دَفَعَه الصّاغَانِیّ فی العُبَابِ و صَوَّب ما ذَکَرْناهُ أَوَّلاً أَنَّه عُصَارَهُ شَجَرٍ.

و الحَضُوضُ ، کصَبُورٍ (4): نَهْرٌ کَان بَیْنَ القَادِسِیَّهِ و الحِیرَهِ .

و فی الجَمْهرَه: الحُضْحُضُ کقُنْفُذٍ:نَبْتٌ ،عن أَبی مالِکٍ .

و حَضَوْضَی کشَرَوْرَی،و یقال أیَضاً: حَضُوضٌ ،مثل صَبُورٍ:جبَلٌ فی البَحْرِ أَو جَزِیرَهٌ فیه، کانَتِ العَرَبُ تَنْفِی إِلَیْهِ خُلَعَاءَهَا ،کما فی العُبَاب و التَّکْمِلَه.

و الْحَضَوْضَی :البُعْدُ ،عن ابن عَبّاد.

و الحَضَوْضَی : النَّارُ ،عنه أَیْضاً.

و الحَضَوْضَاهُ :الضَّوْضَاهُ ،عنه أَیْضاً.

و یُقَالُ : مَا عِنْدَه حَضَضٌ و لا بَضَضٌ ،مُحَرَّکَتَیْن،أَی شَیْ ءٌ عنه أَیْضاً.

و یُقَالُ : أَخْرَجْتُ إِلیه حَضِیضَتِی و بَضِیضَتِی ،أَی مِلْکَ یَدِی ،عنه أَیْضاً.

و الْمُحَاضَّهُ :أَنْ یَحُضَّ ،أَی یَحُثَّ کُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ .و قَرَأَ شُعْبَهُ بن الحَجّاجِ : (و لا یُحَاضُّونَ عَلَی طَعَامِ المِسْکِینِ ) (5)بالتَّحْتَیَّهَ المَضْمُومَه.و قَرَأَ ابنُ المُبَارَکِ بالمُثَنَّاه الفَوْقِیّه المَضْمُومَهَ .و قَرَأَ أَهْلُ المَدِینَهِ : و لا یَحُضُّونَ ،و قَرَأَ الحَسَنُ : و لا تَحُضُّونَ (6).

ص:37


1- (1) زیاده عن التهذیب و اللسان. [1]
2- (2) انظر فی خواصه و میزاته تذکره داوود«حضض».
3- (3) فی النهایه و [2]اللسان: [3]سُلیم.
4- (4) قیدها یاقوت بضمتین فوق الحاء و الضاد،ضبط قلم.
5- (5) سوره الفجر الآیه 18. [4]
6- (6) فی التهذیب عن الحسن «و لا یحضّون» و الأصل کاللسان و [5]فی التهذیب عن أَهل المدینه: «و لا تحضّون» .

و التَّحَاضُّ :التَّحَاثُّ ،و به قَرَأَ الأَعْمَشُ ،و عاصِمٌ ، و یَزیدُ بن القَعْقَاع، (وَ لا تَحَاضُّونَ ) بالفَتْحِ .قال الفَرَّاءُ:

و کُلُّ صَوَابٌ ،فمَنْ قرأَ: تُحَاضُّونَ (1)فمعْنَاه تُحَافِظُون،و مَنْ قَرَأَ: تَحَاضُّونَ فمَعْناه یَحُضُّ بَعْضُکُم بَعْضاً،و مَنْ قَرَأَ تَحُضُّونَ فمَعْنَاهُ یَأْمُرُونَ بإِطْعامِه.

و احْتَضَضْتُ نَفْسِی لِفُلاَنٍ :استَزَدْتُهَا، کَابْتَضَضْتُ .

و ائْتَضَضْتُ ،عن ابن الفَرَج.

*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:

الحُضِّیُّ ،بالضَّمِّ :الحَجَرُ الَّذِی تَجِدُه بحَضِیضِ الجَبَل،و هو مَنْسُوبٌ کالسُّهْلِیّ و الدُّهْرِیّ ،نقله الجَوْهَرِیّ عن الأَصمَعِیّ ،و کَذَا الصّاغَانِیّ فی کِتَابَیْه،و صاحِبُ اللِّسَان.و عَجِیبٌ من المُصَنَّف کَیْفَ أَغْفَلَ عنه.و أَنشد الجَوْهَرِیُّ لحُمَیْدٍ الأَرْقَطِ :

یَکْسُو الصُّوَی أَسْمَرَ صُلَّبِیَّا

وَ أَباً یَدُقُّ الحَجَرَ الحُضِّیَّا (2)

و أَحْمَرُ حُضِّیّ :شَدِیدُ الحُمْرَهِ ،کما فی اللِّسَان.

و الأَحْضُوضُ ،بالضَّمّ :بَطْنٌ من خَوْلانَ بالیَمَن،نَقَلَه الهَمْدَانِیّ .و النِّسْبَهُ حُضَضِیُّ .و منهم سَلَمَهُ بنُ الحَارِث الحُضَضِیُّ ،الَّذِی شَهِد فَتْحَ مِصْر.

حفرضض

حَفَرْضَضٌ ،کسَفَرْجَلٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال أَبو حَنِیفَهَ فی کِتَابِه فی«أَ ل ب»مَا نَصُّه:

فَأَخْبَثُ الإِلْبِ إِلْبُ حَفَرْضَضٍ .و حَفَرْضَضٌ : جَبَلٌ من السَّرَاهِ بشِقّ تِهَامهَ ،هکذا نَقَلَهُ عنه ابنُ سِیدَه فی المُحْکَمِ ، و الصَّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ .

حفض

حَفَضَهُ حَفْضاً : أَلْقَاهُ و طَرَحَه مِنْ یَدَیْه ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن شَمِرٍ، کحَفَّضَهُ تَحْفِیضاً ،عن الأَصْمَعِیّ وَحْدَه.و أَنشَد الجَوْهَرِیّ لأمَیَّهَ بن أَبِی الصَّلْتِ فی صِفَهِ الجَنّه:

و حُفِّضَتِ النُّذُورُ و أَردَفَتْهُمْ

فُضُولُ اللّهِ و انْتَهَت القُسُومُ

و یُروَی:البُدُورُ،کما فی الصّحاح.و قال الصَّاغَانِیّ :

هذِه رِوَایَه شمِر،و رَوَاه غَیْرُهُ :و خُفِّضَت،«بالخَاءِ المُعْجَمَه»،و هی الرِّوَایَه الصَّحیحه.

16- یَقُولُ : إِذا انْتَهُوا إِلی الجَنَّهِ حَلَّ لَهُمُ الطَّعَامُ ،و سَقَطَتْ عنهم النُّذُورُ،فلا صَوْمَ علیهم. انْتَهَی.و قال غَیْرُه: حُفِّضَت :طُومِنَتْ و طُرِحَتْ .

و حَفَضَ العُودَ حَفْضاً : حَنَاهُ و عَطَفَه .قال رُؤْبهُ :

إِمَّا تَرَیْ دَهْراً حَنَانِی حَفْضَا

أَطْرَ الصَّنَاعَیْنِ العَرِیشَ القَعْضَا

قال الجَوْهَرِیّ :فَجَعَلَهُ مَصْدَراً لحَنَانِی،لأَنَّ حَنَانِی و حَفَضَنِی وَاحِدٌ.

و الحَفَضُ ،مُحَرَّکَهُ :مَتَاعُ البَیْتِ ،و قُمَاشُه،و رَدِیءُ المَتَاعِ و رُذَالُه،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .و قیل:هو مَتَاعُ البَیْت إِذَا هُیِّئَ للحَمْلِ .و فی الصّحاح:لِیُحْمَلَ .و قیل:

الْحَفَضُ :وِعَاءُ المَتَاعِ ،کالجُوَالِقِ و نَحْوِه.و قیل:بل الحَفَضُ :کُلُّ جُوَالِقٍ فِیه مَتَاعُ القَوْمِ .

و الحَفَضُ أَیضاً: البَعِیرُ الذِی یَحْمِلُه .و فی الصّحاح:

یَحْمِلُ خُرْثِیَّ البَیْتِ ،و فی العَیْنِ :خُرْثِیَّ المَتَاع.و قَالُوا:

هو القَعُودُ بِمَا عَلَیْهِ .و قال یُونُس:رَبِیعَه کُلُّهَا تَجْعَل الْحَفَضَ لِلْبَعِیرِ (3)،و قیس تَجْعَل الحَفَضَ للمَتَاعِ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :الذی یَحْمِل قُمَاشَ البَیْتِ هو الحَفَضُ ،و لا یکاد یَکُونُ ذلِک إِلاّ رُذَالَ الإِبِلِ ،و به سُمِّیَ البَعِیرُ الّذی یَحْمِلُهُ حَفَضَاً .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الْحَفَضُ : بَیْتُ الشَّعرِ بعُمُدِهِ و أَطْنَابِه ، و هو الأَصْلُ . و قال غَیْرُه: الْحَفَضُ : حَامِلُ العَلَمِ و هو مَجَاز:یُقَالُ :نِعْمَ حَفَضُ العِلْم هذَا،أَی حَامِلُه.قال شَمِر:و بَلَغَنِی عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ أَنَّهُ قَالَ یَوْماً و قد اجْتَمَعَ عِنْدَه جَمَاعَهٌ فَقَالَ :هؤُلاءِ أَحْفَاضُ عِلْمٍ ،و إِنَّمَا أُخِذَ من الإِبِلِ الصِّغَارِ.

و من المَجَاز: الحَفَضُ : الجَمَلُ الضَّعِیفُ .و یُقَال إِبِلٌ حِفَاضٌ ،أَی ضَعِیفَهٌ .و قِیلَ : الحَفَضُ :الصَّغِیرُ مِنَ الْإِبِلِ أَوَّلَ ما یُرْکَبُ .و قال ابنُ دُرُیْدٍ:و إِنَّمَا سُمِّیَ البَعِیرُ الذَّلُولُ حَفَضاً لِأَنَّهُمْ کَانُوا یَخْتَارُونَ لِحَمْلِ بُیُوتِهِمْ أَذَلَّ الإِبِلِ لِئَلاَّ

ص:38


1- (1) عن التهذیب و اللسان و [1]فی الأصل«تحضون».
2- (2) الوأَب:الحافر الشدید المنضمّ السنابک.
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [2]البعیر...المتاع».

یَنْفِرَ،فسُمَّیَ البَعِیرُ حَفَضاً ،و تَقَدَّمَ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ مِثْلُ ذلِکَ .

و قیل: الْحَفَضُ : عَمُودُ الخِبَاءِ،ج حِفَاضٌ کجَبَلٍ و جِبَالٍ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

بمَلْقَی بُیُوتٍ عُطَّلَت بِحِفَاضِهَا

و أَنَّ سَوَادَ اللَّیْلِ شُدَّ عَلَی مُهْرِی

و أَحْفَاضٌ ،کسَبَبٍ و أَسْبَاب،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .و أَنْشَدَ قولَ عَمْرِو بنِ کُلْثُوم:

و نَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَیِّ خَرَّتْ

علی الْأَحْفَاضِ نَمْنَعُ ما یَلِینَا

و یُرْوَی:مَنْ یَلِینَا،أَی خَرَّتْ علی المَتَاع.و یُرْوَی:عن الأَحْفَاضِ ،أَی خَرَّتْ عَنِ الإِبِل التی تَحْمِلُ المَتَاعَ ،کما فی الصّحاح.و فی اللِّسَان:مَنْ قَالَ عَنِ الْأَحْفَاضِ عَنَی الإِبِلَ الَّتِی تَحْمِلُ المَتَاعَ ،و مَنْ قَالَ عَلَی الْأَحْفَاضِ عَنَی الأَمْتِعَهَ أَو أَوْعِیَتَهَا کالجُوَالِقِ و نَحْوِهَا.و فی التَّکْمِلَه:و قیل:

هی عُمُدُ الأَخْبِیَهِ ،و مثْلُه فی العُبَابِ .و قِیل: الأَحْفَاضُ هُنَا:صِغَارُ الإِبِل أَوَّلَ ما تُرْکَبُ ،و کانُوا یُکِنَّونَهَا فی البُیُوتِ مِنَ البَرْدِ.قال ابنُ سِیدَه:و لَیْسَ هذَا بمَعْرُوفٍ .

و من أَمْثَالِهِم:

« یَوْمٌ بِیَوْمِ الْحَفَضِ المُجَوَّرِ » (1).

أَی هذَا بما فَعَلْتُ أَنَا بعَمَّی،و قد تَقَدَّم شَرْحُه فی حرف الرَّاء فی«ج و ر»فراجِعْه.

و حَفَّضْتُهُم تَحْفِیضاً :طَرَحْتُهم خَلْفِی و خَلَّفْتُهُم .قال ساعِدَهُ بنُ جؤَیَّهُ الهُذَلِیّ :

بسَاقٍ (2)إِذا أَولَی العَدِیَّ تَبَدَّدُوا

یُحَفِّضُ رَیْعَانَ السُّعَاهِ سَعِیرُهَا

و فی النَّوادِر:خَفَّضَ اللّه عَنه ،و حَبَّضَ عَنْهُ ،أَی سَبَّخَ (3)عَنْه و خَفَّف .

و یُقَال: حَفَّضَ الأَرْضَ ،أَی یَبَّسَهَا.و قال أَبو نَصْرٍ:

یقال: حُفِّضَتْ أَرْضُنَا و هی مُحَفَّضٌ ،کمُعَظَّمٍ ،بغَیْر هَاءٍ، و هی لُغَهُ هُذَیْلٍ ،أَی یَابِسهٌ مُقَعْقَعَهٌ ،کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

حَفَضَ الشَّیْ ءَ:قَشَرَهُ .

و یقال:إِنَّهُ لَحَفَضُ عِلْم:أَی قَلِیلُه رَثُّهُ ،شَبَّهَ عِلْمَه فی قِلَّتِه بِالْحَفَضِ ،الَّذِی هو صَغِیرُ الإِبِلِ ،و قِیلَ بالشَّیْ ءِ المُلْقَی.

قال ابن بَرِّیّ :و الحَفِیضَهُ :الخَلِیَّهُ الّتِی یُعَسِّلُ فیها النَّحْلُ .قال:و قال ابنُ خالَوَیْه:و لَیْسَت فی کلامهم إِلاَّ فی بَیْتِ الأَعْشَی و هو:

نَحْلاً کدَرْدَاقِ الحَفِیضَهِ مَرْ

هُوباً لَهُ حَوْلَ الوَقُودِ زَجَلْ

و الحَفَضُ :حَجَرٌ یُبْنَی به.

و الحَفَضُ :عَجَمَهُ شَجَرَهٍ تُسَمَّی الحِفْوَلَ ،عن أَبِی حَنیفَهَ .قال:و کُلُّ عَجَمَهُ من نَحْوِهَا حَفَضٌ .

و فی الجَمْهَرَه:و قد سَمَّت العَرَبُ مُحَفِّضاً ،أَی کمُحَدِّث.

حمض

الحَمْضُ :ما مَلُحَ و أَمَرَّ مِنَ النَّبَاتِ ،کالرِّمْثِ ، و الأَثْلِ ،و الطَّرْفَاءِ و نَحْوِهَا،کما فی الصّحاح.

و فی المُحْکَم: الْحَمْضُ من النَّبَاتِ ،کُلُّ نَبْتٍ مَالِح أَو حَامِضٍ یَقُومُ علی سُوقٍ و لا أَصْلَ له.و قال اللِّحْیَانِیّ :کُلُّ مِلْحٍ أَو حَامِضٍ من الشَّجَرِ کانَتْ وَرَقَتُه حَیَّهً إِذا غَمَزْتَهَا انفَقَأَتْ بمَاءٍ،و کان ذَفِرَ (4)المَشَمِّ ،یُنْقِی الثَّوْبَ إِذَا غُسِلَ بِهِ ،أَو الیَدَ،فهو حَمْضٌ ،نحو النَّجِیلِ ،و الخِذْرَافِ ، و الإِخْرِیطِ ،و الرِّمْثِ ،و القِضَّهِ ،و القُلاَّم،و الهَرْمِ ، و الحُرُضِ ،و الدَّغَلِ (5)،و الطَّرْفَاءِ،و ما أَشْبَهَهَا.و فی

ص:39


1- (1) قال فی التهذیب:یضرب للمجازاه بالسوء.و المجوّر:المطرّح. و الأصل فی هذا المثل:أَن رجلاً کان بنو أخیه یؤذونه فدخلوا بیته و قلبوا متاعه،فلما أدرک بنوه صنعوا بأخیه مثل ذلک.فشکاهم فقال: یوم بیوم الحفض المجوّر.و انظر مجمع المیدانی 310/2 و [1]الجمهره 166/2 و [2]المستقصی 415/2 برقم 1543. [3]
2- (2) بالأصل«یساق إلی...»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
3- (3) کذا بالأصل و التهذیب و التکمله،و فی اللسان:«سنح عنه».
4- (4) عن اللسان و [4]بالأصل«زفر».
5- (5) کذا بالأصل و اللسان،و [5]فی التهذیب:«و الرغل»قال ابن سیده:الدغل أَعرفه فی الحمص إِذا خالطه الغربل(اللسان: [6]دغل).

التَّهْذِیب عن اللَّیْثِ : الحَمْضُ :کُلُّ نَبَاتٍ لا یَهِیجُ فی الرَّبِیع و یَبْقَی علی القَیْظِ و فیه مُلُوحَهٌ ،إِذا أَکَلَتْهُ الإِبِلُ شَرِبَتْ عَلَیْهُ ،و إِذا لم تَجِدْهُ رَقَّتْ و ضَعُفَت. و هِی کفَاکِهَهِ الإِبِلِ ، و الخُلَّهُ مَا حَلاَ،و هی کخُبْزِهَا أَی أَنه العَرَب تَقُولُ :الخُلَّهُ خُبْزُ الإِبِلِ ،و الحَمْضُ فَاکِهَتُهَا.و یُقَال:لَحْمُهَا،کما فی الصّحاح، ج: الحُمُوضُ ،قال الرّاجِزُ:

یَرْعَی الغَضَی من جَانِبَیْ مُشَفَّقٍ

غِبّاً و مَنْ یَرْعَ (1)الحُمُوضَ یَغْفِقِ .

أَی یَرِد المَاءَ کُلَّ سَاعَهٍ ،کما فی الصّحاح.

و حَمَضَتِ الإِبِلُ ،من حَدِّ نَصَرَ، حَمْضاً و حُمُوضاً :

أَکَلَتْه ،و فی الصّحاح:رَعَتْهُ ،و نَقَلَهُ عَنِ الأَصْمَعِیّ .و اقْتَصَر فی المَصَادِرِ علی الأَخِیرِ، کأَحْمَضَت ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و الزَّمَخْشَرِیّ فی الأَسَاس. و أَحْمَضْتُهَا أَنا: رَعَّیْتُهَا الْحَمْضَ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : حَمَضَت الإِبِلُ فهِیَ حَامِضَهٌ ،إِذا کَانَت تَرْعَی الخُلَّهَ ثمّ صَارَتْ إِلی الحَمْضِ تَرْعَاهُ ، مِنْ حَوَامِضَ .

و یقال: إِبِلٌ حَمْضِیَّهٌ (2)،«بالفَتْح»،أَی مُقِیمَهٌ فیه ،نقله الجَوْهَرِیّ عن الأَصْمَعِیّ .و بَعِیرٌ حَمْضِیٌّ :یَأْکُلُ الْحَمْضَ .

و الْمَحْمَضُ ،کمَقْعَدٍ، و یُضَمّ أَوَّلُهُ ،ذلِکَ المَوْضِعُ الَّذِی تَرْعَی فیه الإِبِلُ الحَمْضَ ،الضَّمَّ عن أَبِی عَبَیْدَهَ ،و یُنْشَدُ علی اللّغَتَیْنِ قَوْلُ هِمْیَانَ بنِ قُحَافَهَ السَّعْدِیّ :

و قَرَّبُوَا کُلَّ جُمَالِیٍّ عَضِهْ

قَرِیبَهٍ نُدْوَتُهُ مِنْ مُحْمَضِهْ

و حَمَضْتُ عنه،کَرِهْتُه،و حَمَضْتُ به:اشْتَهَیْتُه ،نقلهما الصَّاغَانِیّ :

و أَرْضُ حَمِیضَهٌ ،کسَفِینَهٍ : کَثِیرَتُهُ ،عن ابنِ شُمَیْلٍ ، و أَرضُونَ حُمْضٌ ،بالضَّمِّ .

و الْحَمْضَهُ ،بالفَتْح: الشَّهْوَهُ للشَّیْ ءِ .

17- و فی حَدِیثِ الزُّهْرِیّ : «الأذُنُ مَجَّاجَهٌ و للنَّفْسِ حَمْضَهٌ ». و إِنَّمَا أُخِذَت من شَهْوَهِ الإبِل للحَمْضِ ،لأنَّهَا إِذَا مَلَّت الخُلَّهَ (3)اشْتَهَت الحَمْضَ فَتَحَوَّلُ إِلیه،کما فی الصّحاح.و هکذا ذَکَرَه أَبُو عُبَیْدٍ فی الغَرِیبِ ،و لکِنْ عَزَاهُ لِبَعْض التَّابِعِینَ .و خَرَّجَه ابنُ الأَثِیر من حَدِیثِ الزُّهْرِیّ ،کما هُو فی الصّحاح.و فی نَوَادِرِ الفَرّاءِ:لِلأذُنِ مَجَّهٌ و مَجَاجَهٌ .و فی کِتَابِ «یافِعٍ و یَفَعَه»تَقُول للرَّجُلِ الکَثِیرِ الکَلاَمِ :اکْفُفْ عَنَّا کَلاَمَک فإِنَّ للأُذُنِ مَجَّهً ، و للنَّفْسِ حَمْضَهً ،أَی تَمُجُّه و تَرْمِی بهِ .و قال ابنُ الأَثِیرِ:

المَجَّاجَه:الَّتِی تَمُجُّ ما سَمِعَتْه فلا تَعِیه إِذا وُعِظَتْ بِشَیءٍ، أَو نُهِیَت عَنْهُ ،و مَعَ ذلِکَ فلَهَا شَهْوَهٌ فی السَّمَاع.و قال الأَزْهَرِیّ :المَعْنَی أَنَّ الْآذَانَ لا تَعِی کُلَّ ما تَسْمَعُه،و هی مَع ذلِکَ ذَاتُ شَهْوَهٍ ،لِمَا تَسْتَظْرِفُه من غَرَائِبِ الحَدِیثِ و نَوَادِرِ الْکَلاَمِ .

و بَنُو حَمْضَهَ ،بالفَتْح: بَطْنٌ من العَرَبِ من بَنِی کِنَانَهَ .

قُلْت:و هم بَنُو حَمْضَهَ بنِ قَیس اللَّیْثِیّ ،و هو عَمُّ الصَّعْبِ بنِ جَثَّامَهَ بنِ قَیْسٍ الصَّحَابِیّ المَشْهُورِ،قال الشَّاعر:

ضَمِنْتُ لِحَمْضَهَ جِیرَانَهُ

و ذِمَّهَ بَلْعَاءَ أَنْ یُؤْکَلاَ

و المَعْنَی أَن لا یُؤْکل،و بَلْعَاءُ هذا هُوَ ابْنُ قَیْسٍ اللَّیْثِیّ .

و عَبْدُ اللّه بنُ حَمْضَه الخُزَاعِیُّ ، تَابِعَیُّ ،عن أَبِی هُرَیْرَهَ ، و فی الأَمْرِ بالمَعْرُوفِ . و أَبُو مَحْفُوظ مُعَاذ ،کَذا فی سَائِر النُّسَخ،و هو غَلَطٌ ،صَوابَهُ مُعَان،بالنُّونِ ،و کَذَا ضَبَطَه ابنُ مَاکُولاَ،و هو ابنُ حَمْضَهَ البَصْرِیّ ،رَوَی عَنْه ابن مَهْدِیّ ، و أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل،و یَحْیَی بنُ معینٍ .

و أَبو مَحْفُوظٍ رَیْحَانُ بنُ حَمْضَهَ البَصْرِیّ ،روی عنه أَحمد بنُ حَنْبَل،هکذا هُوَ فی کتاب الذَّهَبِیّ ،و تَبِعَهُ المُصَنَّف،و الصَّوَابُ أَنَّ مُعَانَ بنَ حَمْضَهَ هوَ أَبُو مَحْفُوظٍ .

و قد رَوَی عنه الجَمَاعَهُ المَذْکُورُون،و هما وَاحِدٌ،نَبَّه عَلَیْه الحَافِظُ ، مُحَدِّثُونَ .

وفَاتَه:حَمْضَهُ بنُ قَیْسٍ اللَّیْثِیُّ ،عَمُّ الصَّعْبِ بنِ جَثَّامَهَ بنِ قَیْسٍ الصَّحَابِیِّ المَشْهُورِ.

و الحَمْضِیُّون مِنْهُمْ جَمَاعَهٌ نُسِبُوا إِلی جَدِّهم حَمْضَهَ .

ص:40


1- (1) عن الصحاح و [1]بالأصل«و من یرعی».
2- (2) فی التهذیب:«حمیضه»،و جاء فی اللسان: [2]إبل حَمْضیه و حَمَضیه.. الأخیره علی غیر قیاس.
3- (3) الخلّه من النبت ما کان حلواً،و الحمض من النبت ما کان مالحاً أو ملحاً.

و حَمْضٌ :ماءٌ لتَمِیمٍ ،و قِیلَ :وَادٍ قُرْبَ الیَمَامَهِ .

و حَمَضٌ مُحَرَّکَهً :جَبَلٌ ،و قیل:مَنْزِلٌ بَیْنَ البَصْرَهِ و البَحْرَیْن ،و قِیلَ :بَیْنَ الدَّوِّ و السُّودَهِ .قال الشّاعِرُ:

یا رُبَّ بَیْضَاءَ لَهَا زَوْجٌ حَرَضْ

حَلاَّلهٍ بَیْنَ عُرَیْقٍ و حَمَضْ (1)

و الحُمُوضَهُ ،بالضَّمّ : طَعْمُ الحَامِض ،کما فی الصّحاح.و قال غَیْرُه: الحُمُوضَهُ ما حَذَا اللسَانَ کطَعْم الخَلِّ و اللَّبَنِ الحازِرِ (2)نادِر،لأَنَّ الفُعُولَه إِنَّمَا تَکُونُ للْمَصَادِرِ. و قد حَمضَ ککَرُمَ ،و جَعَلَ ،و فَرِحَ ،الأولَی عن اللَّحْیَانِیّ وَ نَقَلَ الجَوْهَرِیّ هذه و حَمَضَ من حَدِّ نَصَر، و حَمِضَ (3)کَفَرِحَ فی اللَّبَنِ خَاصَّهً حَمَضَاً ،مُحَرَّکَهً ،و هو فی الصّحاح بالفَتْح، و حُمُوضَهً ،بالضَّمّ .قال:و یُقَالُ :جاءَنا بإِدْلَهٍ (4)ما تُطَاقُ حَمْضاً ،أَی حُمُوضَهً ،و هی اللَّبِنُ الخَاثِرُ الشَّدِیدُ الحُمُوضَهِ و یُقَال:لَبَنٌ حامِضٌ ،و إِنَّهُ لَشَدِیدُ الحَمْضِ و الحُمُوضَهِ . و أَحْمَضَه (5).

و رجُلٌ حامِضُ الفُؤَادِ ،فی الغَضَب،أَی مُتَغَیِّرُهُ فَاسِدُه عَدَاوَهً ،کما فی العُبَابِ ،و هو مَجَازٌ،و الَّذِی فی الصّحاح:

فُلانٌ حَامِضُ الرِّئَتَیْنِ ،أَی مُرُّ النَّفْسِ .

و الحَوَامِضُ :مِیاهُ مِلْحَهٌ لِبَنِی عُمَیْرَهَ ،نَقَلَه ابنُ عَبّاد.

و حَمِضَهُ ،کفَرِحَه:ه،من «قُرَی» عَثَّرَ ،من جِهَهِ القِبْلَهِ ، کما فی العُبَابِ علی ساحِلِ بَحْرِ الیَمَنِ ،کما فی التَّکْمِلَه.

و یَوْمٌ حَمَضَی ،مِثَالُ جَمَزَی:من أَیَّامِهِم ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ (6).

و حمیضَهُ ، کسَفِینَه،و جُهَیْنَه:ابنُ رُقَیْمِ الخَطْمِیُّ ، صَحابِیّ ،شَهِدَ أُحُداً،قاله الغَسّانِیّ . و حمیضَهُ بِنْتُ یاسِرٍ ، و حمیضَهُ بِنْتُ الشَّمَرْدَلِ ،أَو هو ابْنُه ،أَی الشَّمَرْدَل، من الرُّوَاهِ ،لَهُمْ ذِکْر.

و الحُمّاضُ ،کرُمّان:عُشْبَهٌ جَبَلِیَّهٌ من عُشْبِ الرَّبِیع، و وَرَقُهَا عِظَامٌ ضُخْمٌ فُطْحٌ کالهِنْدبَا ،إِلاَّ أَنَّه حامِضٌ شَدیدُ الحَمْض،و زَهْرُهُ أَحْمَرُ،و وَرَقُه أَخْضَرُ،و یَتَنَاوَسُ فی ثَمَره مِثْل حَبِّ الرُّمَّان، طَیَّبٌ ،یَأْکُلُه النَّاسُ شَیْئاً قَلِیلاً و قال أَبو حَنِیفَهَ ،و أَبُو زِیَادٍ: الحُمَّاضُ یَطُولُ طُولاً شَدِیداً،و له ورَقَهٌ عَرِیضَهٌ ،و زَهْرَهٌ حَمْرَاءُ،فَإِذَا دَنَا یُبْسُهُ ابْیَضَّتْ زَهْرَتُهُ .قال أَبو زِیَادٍ:و الحُمَّاضُ بِبِلادِنَا،أَرْضِ الجَبَل،کَثِیرٌ،و هو ضَرْبَانِ :أَحَدُهما حامِضٌ عَذْبٌ ، و منه مُرَّ .و فی أُصُولِهِمَا جَمِیعاً إِذَا انْتَهَیَا حُمْرَه،و بذْرُ الحُمَّاضِ یُتَدَاوَی بِهِ و کَذلِکَ بوَرَقِهِ .

و قال الأزْهَرِیُّ : الحُمَّاضُ :بَقْلَهٌ بَرِّیَّهٌ ،تَنْبُتُ أَیّامَ الرَّبِیعِ فی مَسایِل الماءِ،و لَهَا ثَمَرَهٌ حَمْرَاءُ،و هی من ذُکُورِ البُقُولِ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرَّیّ :

فَتَدَاعَی مَنْخِراهُ بذم

مِثْل ما أَثْمَرَ حُمَّاضُ الجَبَل

قال:وَ مَنَابِتُ الحُمَّاضِ الشُّعَیْبَاتُ و مَلاجِیءُ الأَوْدِیَهِ ، و فِیها حُمُوضَهٌ ،و رُبّمَا نَبَّتَها الحَاضِرَهُ فی بَسَاتِینهم و سَقَوْهَا و رَبَّوْهَا فلا تَهِیجُ وَقْتَ هَیْجِ البُقُولِ البَرَّیَّهِ .

و فی المِنْهَاج: الحُمّاضُ بَرَّیّ و بُسْتَانِیّ ،و البَرَّیُّ یُقَال له السَّلقُ ،و لیس فی البَرِّیّ کُلّه حُمُوضَه .و البُسْتَانیّ یُشْبَه الهِنْدَبَا،فیه حُمُوضَه و رُطُوبَه فضْلیَّه لَزِجَهٌ ،و أَجْوَدُه البُسْتَانِیّ الحَامضُ .انْتَهَی (7).

و کلاَهُمَا ،أَی المُرُّ و العَذْبُ ،أَو البُسْتَانِیّ و البَرِّیّ نافعٌ للعَطَشِ ،و الْتهَابِ الصَّفْرَاءِ ،یُقَوِّی الأَحْشَاءَ، و یُسَکِّنُ الغَثَیَانَ و الخَفَقَانَ الحارّ،و الأَسْنَانَ الوَجِعَهَ ،و یَنْفَعُ من الیَرَقَان الأَسْوَدِ،وَ یَنْفَعُ ضمَاداً إِذا طُبخَ للْبَرَص و القُوبَاءِ، و یُضَمَّدُ به الخَنَازِیرُ،حَتَّی قیلَ إِنَّهُ إِذا عُلِّقَ فی عُنُق صاحبِ الخَنَازیر نَفَعَهُ ،و هو مَعَ الخَلِّ نافعٌ للجَرَبِ ،و یُمْسک الطَّبْعَ ،و یَقْطَعُ شَهْوَهَ الطِّین. و بِزْرُهُ بَاردٌ فی الأُولَی،و فیه قَبْضٌ یَعْقِلُ الطَّبْعَ خَاصَّهً إِذا قُلِیَ .

و قالُوا:إِنْ عُلِّق فی صُرَّهٍ (8)،لَمْ تَحْبَلْ ما دَامَتْ علیها،

ص:41


1- (1) بعده فی معجم البلدان: [1] ترمیک بالطرف کما ترمی الغرض.
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«الخازر».
3- (7) فی القاموس:«او»بدل:«و».
4- (3) ضبطت عن اللسان« [3]أدل»و فیه:الإدْل:اللبن الخاثر المتلبّد الشدید الحموضه.و الطائفه منه إدْلَه.
5- (8) ساقطه من المطبوعتین المصریه و الکویتیه.
6- (4) و هو یوم قراقر کما فی معجم البلدان.
7- (5) قیل إن أنواع الحماض المنتشره فی جمیع الأصقاع لا تقل عن 200 نوع.انظر الموسوعه فی علوم الطبیعه.
8- (6) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:علی عَضُدِها الأیسر.

و هو نافِعٌ من لَسْعِ العَقارِبِ ،و إِذَا شُرِبَ من البِزْرِ قَبْلَ لَسْعِ العَقْرَبِ لم یَضُرَّ لَسْعُهَا. و یُقَال:لِمَا فی جَوْفِ الأَتْرُج حمّاضٌ ،بارِدٌ یابِسٌ فی الثّالِثَهِ ،یَجْلُو الکَلَفَ و اللَّوْنَ طِلاَءً، و یَقْمَعُ الصَّفْرَاءَ،و یُشَهِّی الطَّعَامَ ،و یَنْفَعُ من الخَفَقانِ الحَارَّ.و یُطَیِّبُ النَّکْهَهَ مَشْرُوباً،و یَنْفَعُ من الإِسْهَال الصَّفْرَاوِیّ ،و یُوَافقُ المَحْمومینَ (1).

و التَّحْمِیضُ :الإِقْلالُ من الشَّیْ ءِ .یُقَالُ : حَمَّضَ لَنَا فُلانٌ فی القرَی،أَی قَلَّلَ ،و کَذلِکَ التَّحْبِیضُ .

و المُسْتَحْمِضُ :اللَّبَنُ البَطیءُ الرَّوْبِ ،نَقَلَه ابنُ عَبَّاد.

و مَحْمُودُ بنُ عَلَّی الحُمُّضیُّ ،بضَمَّتَین مُشَدَّدَهً :مُتَکَلِّمٌ ، شَیْخٌ للفَخْرِ الرَّازِیّ .و قد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ فی الصَّاد أَیضاً.

و ذَکَرْنَا هُنَاکَ أَنَّه هو الصَّوابُ ،و هکذا ضَبَطَهُ الحَافِظُ و غَیْرُه، فإِیرادُهُ هُنَا ثَانِیاً تَطْوِیلٌ مُخِلُّ لا یَخْفَی،فتأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

قَوْلُهُم:اللَّحْمُ حَمْضُ الرِّجَالِ ،و قولُهُم للرَّجُل إِذا جاءَ مُتَهَدِّداً:أَنْتَ مُخْتَلٌّ فَتَحَمَّضْ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ، و الصَّاغَانِیّ ،و الزَّمَخْشَرِیّ ،و هو مَجَازُ،و قال ابنُ السِّکِّیت فی«کِتَاب المَعَانِی»: حَمَّضْتُهَا ،یَعْنِی الإِبِلَ ، تَحْمِیضاً ، أَی رَعَّیْتُهَا الحَمْضَ .

و من المَجَازِ قولُهم:

جاؤوا مُخِلِّینَ فَلاَقَوْا حَمْضا (2)

أَی جاؤوا یَشْتَهُونَ الشَّرَّ فَوَجَدْوا مَنْ شَفَاهُمْ مِمّا بِهِم.

و مثلُه قولُ رُؤْبه:

و نُورِدُ المُسْتَوْرِدِینَ الحَمْضَا

أَی مَنْ أَتانَا یَطْلُب شَرَّا شَفَیْناه مِنْ دَائه،و ذلِکَ أَنَّ الإِبِلَ إِذا شَبِعَتْ من الخُلَّهِ اشْتَهَتِ الحَمْضَ .

و إِبلٌ حَمَضِیَّه ،بالتَّحْرِیک،لُغَهٌ فی حَمْضِیَّه ،بالتَّسْکِین، علی غَیْرِ قِیَاس.

و أَحْمَضَتِ الأَرْضُ ،فهی مُحْمِضَهٌ :کَثِیرَهُ الحَمْضِ ، و کَذلِکَ حَمْضِیَّهٌ .و قد أَحْمَض القَوْمُ ،أَی أَصابُوا حَمْضاً .

و وَطِئْنَا حُمُوضاً من الأَرْضِ ،أَی ذَوَاتِ حَمْضِ .

و المُحَمِّضُ من العِنَبِ ،کمُحَدِّث: الحَامِضُ .

و حَمَّضَ تَحْمِیضاً :صار حَامِضاً .

و فُؤَادٌ حَمْضٌ ،بالفَتح،و نَفْسٌ حَمْضَهٌ :تَنْفِرُ من الشَّیْ ءِ أَوّلَ ما تَسْمَعُه.قال دُرَیدُ بنُ الصِّمَّهِ :

إِذا عِرْسُ امْریءٍ شَتَمَتْ أَخَاهُ

فلَیْسَ فُؤَادُ شانِیهِ بحَمْضِ

و تَحَمَّضَ الرَّجُلُ :تَحَوَّلَ من شَیْ ءٍ إِلی شَیْ ءٍ.

و حَمَّضَهُ عنه،و أَحْمَضَهُ :حَوَّلَهُ ،و هو مَجاز.

و أَحْمَضَ القَوْمُ :أَفَاضُوا فِیما یُؤْنِسُهُمْ من حَدِیثٍ (3).و منه

17- حَدِیث ابنِ عَبّاس-رَضِیَ اللّه عنهما-أَنَّه کانَ یَقُول: إِذا أَفَاضَ مَنْ عِنْدَهُ فی الحَدِیثِ بَعْدَ القُرْآنِ و التَّفْسِیر:

« أَحْمِضُوا »،ضَرَبَ ذلِکَ مَثَلاً لخَوْضِهِم فی الأَحادِیثِ (4)و أَخْبَارِ العَرَبِ ،إِذَا مَلُّوا تَفْسِیرَ القُرْآن. و قال الطِّرِمَّاحُ :

لا یَنِی یُحْمِضُ العَدُوَّ و ذُو الخُلَّ

هِ یُشْفَی صَدَاهُ بالإِحْماضِ

و قال بَعْضُ النَّاس:إِذَا أَتَی الرَّجُلُ المَرْأَهَ فی دُبُرِهَا فقد حَمَّضَ تَحْمِیضاً ،و هو مَجَاز،کأَنَّه تَحَوَّلَ من خَیْرِ المَکَانَیْنِ إِلی شَرِّهمَا شَهْوَهً مَعْکُوسَهً .و یُقَال للتَّفخِیذِ فی الجِمَاع التَّحْمِیضُ أَیْضاً.و منه قَوْلُ الأَغْلبِ العِجْلِیِّ یَصِفُ کَهْلاً:

یَضُمُّها ضَمَّ الفَنِیقِ البَدَّا

لا یُحْسِنُ التَّحْمِیضَ إِلاَّ سَرْدَا

یَحْثُو المَلاقِیَّ نَضِیًّا عَرْدَا

و الحُمَّیْضَی ،کسُمَّیْهَی:نَبْتٌ ،و لَیْسَ من الحُمُوضَه.

و بَنُو حُمَیْضَهَ :بَطْنٌ .قال الجَوْهَرِیّ :مِنْ کِنَانَهَ .

و حُمَیْضَهُ :اسمُ رَجُلٍ مَشْهُورٍ مِنْ بَنِی عامِرِ بْن صَعْصَعَهَ .

و حُمَیْضَهُ بنُ مُحَمَّدِ بن أَبی سَعْدٍ الحَسَنِیّ ،من أُمَرَاءِ مَکَّهَ ،کَان بالعِرَاق.

ص:42


1- (1) انظر تذکره داود الانطاکی.
2- (2) الرجز للعجاج و هو فی دیوانه/35.
3- (3) الأصل و الأساس،و فی النهایه: [1]فیما یؤنسهم من الکلام و الأخبار.
4- (4) الأساس:فی الأشعار و أیام العرب.

و حَمِیضٌ ،کأَمِیرٍ (1):مَاءٌ لعائِذَهَ بنِ مَالِکٍ ،بقَاعَهِ بَنِی سَعْدٍ.

و الحُمّاضِیَّهُ :مَعْجُونٌ یُرَکَّب من حُمَّاضِ الأُتْرُجِّ ، و صِفَتُهَا،مَذْکُورَهٌ فی کُتُبِ الطِبّ .

و الحَامِضُ :لَقَبُ أَبِی مُوسَی سُلَیْمَانَ بنِ مُحمَّد بْن أَحْمَدَ النَّحْوِیِّ ،أَخَذَ عن ثَعْلَبٍ ،صَحِبَهُ أَرْبَعِینَ سَنَهً ،و أَلَّفَ فی اللُّغَه«غَرِیب الحَدِیثِ »و«خَلْقَ الإِنْسَانِ »و«الوُحُوشُ » و«النَّبَات»،رَوَی عنه أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ،و أَبُو جَعْفَرٍ الأَصْبَهَانِیّ .مات سنه 305 و حَامِضٌ رَأْسِهِ :لَقَبُ أَبی القَاسِمِ عَبْدِ اللّهِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحاقَ المَرْوَزِیّ الحَامِضِیّ ،رَوَی عنه الدَّارقُطْنِیّ .قاله السَّمْعَانِیّ .

حوض

الحَوْضُ ،م مَعْرُوف،و هو مُجْتَمَعُ الماءِ.

و حَوْضُ الرَّسُولِ صلی اللّه علیه و سلم الَّذِی یَسْقِی منه أُمَّتَهُ یَوْمَ القِیَامَهِ ، حَکَی أَبُو زَیْدٍ:سَقَاکَ اللّهُ بِحَوْضِ الرَّسُولِ ،و مِنْ حَرْضهِ .

ج حِیَاضٌ و أَحْوَاضٌ .قال رُؤْبَهُ :

أَنْتَ ابْنُ کُلِّ سَیِّدِ فَیّاضِ

جَمِّ السِّجَالِ مُتْرَع الحِیَاضِ

و اختُلف فی اشْتقَاقه،فقِیل، مِنْ حَاضَتِ المَرْأَهُ حَیْضاً ، إِذَا سَالَ دَمُهَا،و سُمِّیَ به لأَنَّ المَاءَ یَحِیضُ إِِلَیْه،أَی یَسِیلُ .

قال الأَزْهَرِیّ : العَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ علی الْیَاءِ،و الْیَاءَ علی الْوَاوِ،لِأَنَّهما من حَیَّز وَاحِد،و سَیَأْتِی الکَلامُ علیه قَرِیباً.

و (2)قیلَ : مِنْ حَاضَ المَاءَ یَحُوضُه حَوْضاً ،إِذا جَمَعَه و حَاطَه.

و حَاضَ یَحُوضُ حَوْضاً :اتَّخَذَهُ .

و حَوْضُ الحِمَارِ:سَبٌّ ،أَی مَهْزُومُ الصَّدْرِ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ و هو مَجَازٌ.

و ذُو الحَوْضَیْنِ :لَقَبُ عَبْدِ المُطَّلِب،و اسمُه شَیْبَهُ أَو عَامِرُ بنُ هاشِم بن عَبْد مَنَافٍ شَیْخ البَطْحَاءِ،

1- قال عَلِیٌّ رَضِیَ اللّه عَنْه:

أَنا ابنُ ذِی الحَوْضَیْنِ عَبْدِ المُطَّلِبْ .

و ذُو الحَوْضَیْن الحَسْحَاسُ ابنُ -هکَذَا فی النُّسَخ و الصَّوابِ -مِنْ غَسَّان ،کما فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه.

و حَوْضَی ،کسَکْرَی:ع ،کما فی الصّحاح و العُبَاب، و أَنْشَدَ لأَبی ذُؤَیْب:

مِن وَحْشِ حَوْضَی یُرَاعی الصَّیْدَ مُنْتَبِذاً

کأَنَّهُ کَوْکَبٌ فی الجَوِّ مُنْحَرِدُ (3)

قُلتُ :و قِیلَ :إِنّ حَوْضَی مَدِینَهٌ بالیَمَن.

و قال الیَعْقُوبِیُّ : حَوْضَی :مَدِینَهُ المَعَافِرِ.قال ابنُ بَرّیّ :

و مِثْلُه لِذِی الرُّمَّه:

کَأَنَّا رَمَتْنَا بالعُیِون الَّتِی نَرَی

جَآذرُ حَوْضَی من عُیُونِ البَرَاقعِ

و أَنشَدَ ابنُ سِیدَه:

أَوْ ذِی وُشُومٍ بِحَوْضَی بَاتَ مُنْکَرِساً

فی لَیْلَهِ من جُمَادَی أَخْضَلَتْ زِیَمَا

و الَّذِی فی المُعْجَم:أَنَّ حَوْضَی (4):جَبَل فی دِیَار [بَنِی] (5)کِلاَب یُقَالُ لَه حَوْضَی الماءِ،و هناک آخَرُ یقال له حَوْضَی الظَّمْ ءِ لطَهْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَهَ بْنِ سَکَنِ بنِ قُرَیْطِ بنِ عُبَیْدِ بنِ أَبِی بَکْرِ بْنِ کِلاب.و قیل: حَوْضَی :

اسمُ ماءٍ لَهُم یُضِیفُون إِلیه الهَضْبَ .

و أَبُو (6)عَمْرٍو ،هکَذَا فی النُّسَخ بالوَاوِ،و صَوَابُه أَبو عُمَرَ (7)،و اسمُه حَفْصُ بنُ عُمَرَ بْنِ الحَارِث بْنِ عُمَرَ بنِ سَخْبَرَهَ النَّمَرِیّ الحَوْضِیُّ ،ثِقَهٌ ،م ،مَشْهُورٌ من أَهْلِ البَصْرَه،رَوَی عن شُعْبَهَ و أَبَان و هِشَامٍ الدَّسْتَوَائیّ و المُبَارَکِ بنِ فضَالَهَ ،و هَمَّام،و یَزِیدَ بْن إِبْرَاهِیم،و عَنْه البُخَارِیّ و جَمَاعَهٌ ،و آخِرُهُم أَبو خَلِیفَهَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ الجُمَحِیّ ،أَوْرَدَه ابنُ المُهَنْدِس فی الکُنَی مُخْتَصَراً و ابنُ السَّمْعَانِیّ مُطَوَّلا،و لم یَذْکُرُوا النِّسْبَهَ إِلَی ماذَا.قال ابنُ

ص:43


1- (1) قیدها یاقوت بالفتح ثم السکون و یاء.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«أو من».
3- (3) فی الصحاح« [1]منجرد»و منحرد:منفرد عن الکواکب.و فی معجم البلدان«منفرد».
4- (4) قیدها یاقوت حَوْضاء بالضاد و المد.
5- (5) زیاده عن معجم البلدان. [2]
6- (6) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و أبو الحَوْضَی نفسه معروف، هکذا رأیته مکتوباً بهامش نسخه المؤلف».
7- (7) و مثله فی اللباب لابن الأثیر:أبو عمر.

الأَثِیرِ:نِسْبَه إِلی الحَوْضِ ،و قال غَیْرُهُ إِلَی حَوْضَی ،مَدِینَه بالیَمَن.

و المُحَوَّضُ ، کمُعَظَّمٍ :شَیْ ءُ کَالْحَوْضِ یُجْعَلُ للنَّخْلَه تَشْرَبُ مِنْه نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و منه

16- حَدِیثُ أُمِّ إِسْمَاعِیلَ عَلَیْهِ السَّلامُ : «لَمَّا ظَهَرَ لَها مَاءُ زَمْزَمَ جَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ ». أَی تَجْعَلُه حَوْضاً یَجْتَمِعُ فیه الماءُ،و فی المُحْکَم: المُحوَّضُ :ما یُصْنَعُ حَوَالَی الشَّجَرَهِ عَلَی شَکْلِ الشَّرَبَهِ قَال:

أَما تَرَی بِکُلَّ عَرْضٍ مُعْرِضِ

کُلَّ رَدَاحٍ دَوْحَهِ المُحَوَّضِ

و اسْتَحْوَضَ الماءُ :اجْتَمَعَ ،کَمَا فی الصّحاح.و فی اللِّسَان و العُبَابِ : اتَّخَذَ لِنَفْسِه حَوْضاً .

و من المَجَازِ: أَنا أُحَوِّضُ لَکَ هذَا الأَمْرَ .کَذَا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوَابُ حَوْلَ ذلِکَ الأَمْرِ،کما فی الصّحاح،و العُبَابِ ،و اللِّسَان، أَی أَدُورُ حَوْلَهُ ،مثْل أُحَوِّطُ ، حَکَاه الجَوْهَرِیّ عن یَعْقُوبَ .و یُرْوَی عن الأَصْمَعِیّ مِثْلُهُ .

و یُقَال أَیْضاً:فُلانٌ یُحَوِّضُ حَوْلَ فُلانَهَ أَی یَدُورُ حَوْلَهَا یُجَمِّشُهَا،کما فی الأَسَاسِ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

حَوْضُ الرَّسُولِ صلَّی اللّه علیه و سلم هو الکَوْثَرُ،اللّهُمَّ اسْقِنَا مِنْه مِنْ غَیْرِ سَابِقَهِ عَذَابٍ .و یُجْمَعُ الحَوْضُ أَیْضاً علی حِیضانٍ .

و حَوَّضَ المَاءَ تَحْوِیضاً :حَاطَهُ .و التَّحْوِیضُ :عَمَلُ الحَوْضِ .و الاحْتِیَاضُ :اتِّخَاذُه،عن ثَعْلَب.و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

طَمِعْنَا فی الثَّوَابِ فکَانَ جَوْراً

کمُحْتَاضٍ علی ظَهْرِ السَّرَابِ

و حَوْضُ المَوْتِ :مُجْتَمَعُهُ ،علی المَثَلِ ،و الجَمْع کالجَمْعِ .

و المُحَوَّضُ : الحَوْضُ بنَفْسِه.

و فی الحَدیث:ذکر حَوْضَاءَ ،بالفَتْح و المَدّ:مَوْضِعٌ بَیْنَ وَادِی القُرَی و تَبُوکَ ،مِنْ مَنَازِلهِ صلی اللّه علیه و سلم.ضَبَطَهُ ابنُ إِسْحَاقَ هکَذَا،و قَدْ سَبَقَ له ذِکْرُهُ فی«ح و ص».

«و یُقَال:مَلأَ حَوْضَ أُذُنِهِ بکَثْرَهِ کَلاَمِهِ ،و هو صَدَقَتُهَا، و هو مَجَازٌ.

و انْصَبَّ علیهم حَوْضُ الغَمَام و حِیَاضُهُ .و هو مَجَازٌ أَیْضاً.

و حِیَاضُ المَوْصِلیّ :مَحَلَّهٌ بمِصْرَ مَشْهُورَهٌ .

و حِیَاضُ الدَّیْلَمِ ،انْظُرْهُ فی«د ح ر ض».

و الأَحْوَاضُ :أَمْکِنَهٌ تَسْکُنُهَا بَنُو عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَیْدِ مَنَاهَ بْنِ تَمِیم.

حیض

حَاضَتِ المَرْأَهُ تَحِیضُ حَیْضاً و مَحِیضاً ،زَادَ أَبو إِسْحَاقَ : و مَحَاضاً ،فهی حَائِضٌ ،هُمِزَتْ و إِنْ لم تَجْرِ علی الفِعْلِ ،لأَنَّه أَشْبَهَ فی اللَّفْظ ما اطَّرَدَ هَمْزُه من الجَارِی علی الفِعْلِ ،نَحْو قائِمٍ و صائمٍ ،و أَشْبَاهِ ذلِکَ .قال ابنُ سِیَدَه:و یَدُلُّک علی أَنَّ عَیْنَ حائِضٍ هَمْزَهٌ و لَیْسَت یاءً خالصَهً ،کما لَعَلَّه یَظُنُّه کَذلِکَ ظَانٌّ ،قَوْلُهم:امْرَأَهٌ زائِرٌ،من زِیَارَهِ النِّسَاءِ،أَلا تَرَی أَنَّه لو کَانَتِ العیْنُ صَحِیحَهً لوَجَبَ ظُهُورُهَا واواً،و أَن یُقَالَ :زَاوِر،و عَلَیْه قَالُوا:العَائِرُ للرَّمِدِ، و إِنْ لم یَجْرِ علی الفِعْلِ لَمَّا جاءَ مَجِیءَ ما یَجِب هَمْزُهُ و إِعْلالُه فی غالِبِ الأَمْرِ،و مِثْلُه الحَائِشُ . و قَال الجَوْهَرِیّ :

حَاضَتْ فهی حَائِضَهٌ ،عن الفَرّاءِ،و أَنشَدَ:

رَأَیْتُ حُیُونَ العَامِ و العامِ قَبْلَهُ

کَحَائِضَهِ یُزْنَی بها غَیْرَ طاهِرِ

من نِسَاءٍ حَوَائِضَ و حُیَّضٍ .قال أَبُو المُثَلَّم الهُذَلِیّ :

مَتَی ما أَشَأْ غَیْرَ زَهْوِ المُلُو

کِ أَجْعَلْکَ رَهْطاً عَلَی حُیَّضِ

و قال ابن خالَوَیْه:یقال: حَاضَتْ ،و نُفِستْ (1).و دَرَسَتْ ، و طَمِثَتْ ،و ضَحِکَتْ ،و کادَتْ ،و أَکْبَرَتْ ،و صامَتْ ،و زادَ غَیْرُه: تَحَیَّضَتْ ،و عَرَکَتْ ،أَیْ سَالَ دَمُها .

قال شَیْخُنَا:و لِلْحَیْضِ أَسماءٌ فَوْقَ الخَمْسَهَ عَشَرَ.

و قال المُبرِّدُ:سُمِّیَ الحَیْضُ حَیْضاً من قَوْلهم: حَاضَ السَّیْلُ ،إِذَا فَاضَ .و قال أَبُو سَعِید: حَاضَتْ :إِذَا سَالَ الدَّمُ مِنْهَا فی أَوْقَاتٍ مَعْلُومَهٍ .

و قَولُهُ تَعَالَی: (یَسْئَلُونَکَ عَنِ اَلْمَحِیضِ ) (2)قال الزَّجَّاجُ : الْمَحِیضُ فی هذِه الْآیَهِ المَأْتَی مِنَ الْمَرْأَهِ ،لِأَنَّهُ

ص:44


1- (1) فی اللسان:و نَفِسَت و نُفِسَت.
2- (2) سوره البقره الآیه 22.

مَوْضِعُ الْحَیْضِ ،فکَأَنَّهُ قال:اعْتَزِلُوا النَّسَاءَ فی مَوْضِعِ الحَیْضِ ،و لا تُجامِعُوهُنّ فی ذلِکَ المَکَانِ .فهو اسمٌ و مَصْدَرٌ.قِیلَ :و مِنْه الحَوْضُ ،لأَنَّ المَاءَ یَحِیضُ ،أَی یَسِیلُ إِلَیْه ،قال:و العَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ علی الْیَاءِ و الْیَاءَ علی الْواوِ،لِأَنَّهُمَا من حَیِّزٍ وَاحِدٍ و هو الهَوَاءُ،و هما حَرْفَا لِینٍ .

قاله الأَزْهَرِیّ ،و نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ أَیْضاً،فلا عِبْرَهَ باسْتِبْعَاد شَیْخِنا له،و هو ظاهرٌ.

و الحَیْضَهُ :المَرَّهُ الوَاحِدَهُ ،أی مِنْ دُفَعِ الحَیْضِ و نُوَبِهِ .

و الحِیضَهُ ، بالکَسْر:الاسْمُ ،و الجَمْعُ الحِیَضُ ،کما فی الصّحاحِ .

16- و فی حَدِیثِ أُمِّ سَلَمَهَ : «لَیْسَتْ حِیضَتُکِ فی یَدِکِ ». و هو بالکَسْرِ الاسْمُ من الحَیْضِ ،و الحالُ التی تَلْزَمُهَا الْحَائِضُ من التَّجَنُّبِ کالجِلْسَهِ و القِعْدَهِ من الجُلُوسِ و القُعُودِ.

و الحِیضَهُ ،أَیْضاً: الخِرْقَهُ الَّتِی تَسْتَثْفِرُ بِهَا المَرْأَهُ .

و قَالَت عَائِشَهُ رَضِیَ اللّهُ عَنْهَا:«لَیْتَنِی کُنْتُ حِیضَهً مُلْقَاهً ».

و التَّحْیِیضُ :التَّسْیِیلُ ،قال عُمَارَهُ بنُ عَقِیلٍ :

أَجالَتْ حَصَاهُنَّ الذَّوَارِی و حَیَّضَتْ

عَلَیْهِنّ حَیْضَاتُ السُّیُولِ الطَّوَاحِمِ

و التَّحْیِیضُ : المُجَامَعَهُ فی الحَیْض ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ (1).

و المُسْتَحَاضَهُ :مَنْ یَسِیلُ دَمُها و لا یَرْقَأَ فی غَیْرِ أَیّام مَعْلُومَه، لا مِنْ عِرْقِ الحَیْضِ ،بَلْ من عِرْق یُقَالُ له العاذِلِ ،و قد استُحِیضَتْ .و فی الصّحاح: استُحِیضَت المَرْأَهُ أَی اسْتَمَرَّ بها الدَّمُ بَعْدَ أَیَّامِهَا،فهی مُسْتَحَاضَهٌ ،هکَذا بالمَبْنِیّ علی المَفْعُول،و وُجِدَ بِخَطِّ أَبی زَکَرِیَّا:

استُحِیضَتْ ،و هو اسْتَفْعَالٌ من الحَیْضِ ،و إِذا استُحِیضَت المَرْأَهُ فی غَیْرِ أَیّامِ حَیْضِها صَلَّتْ و صَامَتْ ،و لم تَقْعُدْ کما تَقْعُد اَلْحَائِضُ عن الصَّلاهِ .

و حَیْضٌ :جَبَلٌ بالطَائِفِ ،و یُقَالُ .هوَ شِعْبٌ بتِهَامَهَ لهُذَیْلٍ ،یَجِیءُ من السَّرَاه.و قیل: حَیْضٌ و یَسُومُ :جَبَلانِ بِنَخْلَهَ (2)،کما فی العُبَابِ .

و تَحَیَّضَتْ :قَعَدَت أَیّامَ حَیْضِهَا عَنِ الصَّلاَهِ ،أَی تَنْتَظِر انْقِطَاعَ الدَّم.

16- و فی الحَدِیثِ : « تَحَیَّضِی فی عِلْمِ اللّه سِتًّا أَو سَبْعاً». کما فی الصّحاح،أَی عُدِّی نَفْسَکِ حَائِضاً ،و افْعَلِی ما تَفْعَل اَلْحَائِضُ ،و إِنَّما خَصَّ السِّتَّ أَو السَّبْعَ (3)لأَنَّهَا الغَالِبُ علی أَیَّامِ الحَیْض .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:

حاضَ السَّیْلُ :فاضَ .

و الحِیضَهُ ،بالکَسْر:الدَّمُ نَفْسُه و کَذلِکَ المَحِیضُ .

و الحِیَاضُ ،ککِتَابٍ :عدمُ الحَیْضَهِ .قال الفرَزْدَق:

خَوَاقُ حِیَاضِهنَّ تَسِیلُ سَیْلا

علی الأَعْقَابِ تَحْسبُهَا خِضَابَا

و حَاضَت السَّمُرَهُ حَیْضاً ،و هی شَجَرَهٌ یَسِیلُ مِنْهَا شَیْ ءٌ کالدَّم،کما فی الصّحاح و هو مَجَاز.و قال غَیْرُهُ : حَاضَتِ الشَّجَرَهُ :خَرَجَ منها الدُّوَدِمُ (4)،و هو شَیْ ءٌ کالدَّمِ علی التَّشْبِیهِ .قال الزَّمَخْشَرِیُّ :یُضَمَّدُ به رَأْسُ المَوْلُودِ لیُنَفَّرَ عنه الجَانُّ .

و قال اللَّحْیَانِیُّ فی باب«الصَّاد و الضّاد»حاصَ و حاضَ بمَعْنًی وَاحِدٍ،و کذلِکَ قَالَه ابنُ السِّکِّیت.

و من المَجَازِ:العَزْلُ حَیْضُ الرِّجَالِ .

و تَقُولُ :فُلانٌ دَیْدَنُه أَنْ یَحِیصَ و یَحِیضَ .و یُوشَکُ أَن یَحِیضَ .

و تَحَیَّضَتْ مِثْلُ حَاضَتْ ،أَو شَبَّهَتْ نَفْسَهَا بِالْحَائِضِ .

و حَاضَتْ :بَلَغَتْ سِنَّ الْمَحِیضِ .و منه

16- الحَدِیثُ : «لا تُقْبَلُ صَلاَهُ حَائِضٍ إلاّ بخِمَارٍ». فإِنَّهُ لَمْ یُرِدْ فی أَیّام حَیْضِهَا ، لأَنَّ الحَائِضَ لا صَلاهَ عَلَیْهَا.

و المِحْیَضَهُ (5):الخِرْقَهُ المُلْقَاهُ ،و الجَمْعُ المَحَایِضُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .و منه

16- حَدِیثُ بِئْرِ بُضَاعَهَ : «یُلْقَی فِیهَا المَحَایِضُ ». و قِیلَ : المَحَایِضُ جَمْعُ المَحِیضِ ،و هو مَصْدَرُ حَاضَ :فَلَمَّا سُمِّی به جَمَعَهُ .

ص:45


1- (1) فی التکمله:و حیَّض:إذا جامع فی الحیض.
2- (2) فی معجم البلدان: [1]جبلان بنجد.
3- (3) فی النهایه: [2]الست و السبع.
4- (4) عن التهذیب،و عنه ضبطت،و بالأصل«الدردم».
5- (5) ضبطت عن الصحاح و النهایه،و [3]فی اللسان، [4]ضبط قلم،بفتح فکسر ففتح.

و یَقَعُ المَحِیضُ علی المَصْدَرِ،و الزَّمَانِ ،و الدَّم،کما تَقَدَّمَ .

و الحَیْضَهُ :السَّیْلَهُ ،و الجَمْعُ الحَیْضَاتُ .

و یُجْمَعُ الْحَائِضُ أَیْضاً علی حَاضَهٍ ،کَحَائِکٍ و حَاکَهٍ ، و سَائِق و سَاقَهٍ .

فصل الخاءِ مع الضاد

خرض

الخَرِیضَهُ ،کسَفِینَهٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال اللَّیْثُ :هی الجَارِیَهُ الحَدِیثَهُ السِّنِّ ،الحَسَنَهُ ،البَیْضَاءُ التَّارَّهُ ،و جَمْعُهَا و خَرَائِضُ .هکَذَا نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ و الصّاغَانِیّ عن اللَّیْثِ .و قال الأَوّلُ :لَمْ أَسْمَعْهُ لِغَیْرِ اللَّیْث، و لَعَلَّهُ بالصَّادِ (1)و هذا یَقْتَضِی أَنَّهُ من مادَه«خ ر ص»و ذَکَرَهَا الأَزْهَرِیّ فی رُباعِیّ الخَاءِ مَعَ الصَّادِ المُهْمَلَهِ ،امْرَأَهٌ خَرْبَصَهٌ :شَابَّهٌ ذَاتُ تَرَارَهٍ .و الجمعُ خَرَابِصُ و ذَکَرَهَا ابنُ عَبَّادٍ فی رُبَاعِیّ الخَاءِ مَعِ الضادِ المُعْجَمَتَیْن،بعد ذَکْره إیَّاها فی الثُّلاَثِیّ فی الخَاءِ و الضَّادِ المُعْجَمَتَیْن.قال الصّاغَانِیّ :

و أَنَا من عُهْدَهِ هذِهِ اللَّفْظَهِ فَالِجُ بنُ خَلاَوَهَ ،و بَرِیءٌ بَرَاءَهَ الذِّئْبِ من دَمِ یُوسُفَ صَلَوَاتُ اللّهِ و سَلاَمُه عَلَیْه،کما فی العُبَابِ .و اختَلَفَتْ عِبَارَتُه فی التَّکْمِلَه،فَإِنَّه بَعْد ذِکْرِ عِبَارَهِ الأَزْهَرِیّ التی تَقَدَّمت قال:و الصَّوابُ ما ذَکَرَه اللَّیْثُ ،أَی فی رُبَاعِیّ الخَاءِ و الصَّادِ (2).و فی إِطلاقِ قَوْلِ المصنِّف:

و لَعَلَّه بالصَّادِ،مَحَلُّ نَظَرٍ و تَأَمُّلٍ .

خضض

الْخَضَاضُ ،کسَحَابٍ :الشَّیْ ءُ الیَسِیرُ من الحُلِیِّ .قال (3)القَنَانِیُّ :

و لَوْ أَشْرَفَتْ من کُفَّهِ السِّتْرِ عَاطِلاً

لَقُلْتَ :غَزالٌ مَا عَلَیْه خَضَاضُ

قال ابنُ بَرِّیّ :و مثْلُهُ قَوْل الآخَرِ:

جَارِیَهٌ فی رَمَضَانَ المَاضِی

تُقَطِّعُ الحَدِیثَ بالإِیمَاضِ

مِثْلُ الغَزَالِ زِینَ بالخَضَاضِ

قَبَّاءُ ذَاتُ کَفَلٍ رَضْرَاضِ

و الخَضَاضُ : الأَحْمَقُ ، کالخَضَاضَهِ ،یُقَال:رَجُلٌ خَضَاضٌ و خَضَاضَهٌ ،أَیْ أَحْمَقُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و الخَضَاضُ : المِدَادُ ،و النَّفْسُ ، و رُبما یُکْسَر ،قالَهُ الجَوْهَرِیّ .

و الخَضَاضُ : مِخْنَقَهُ السِّنَّوْرِ،أَو مِخْنَقَهُ الغَزَالِ .

و الخَضَاضُ : غُلُّ الأَسِیرِ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .

و الخَضَضُ ،مُحَرِّکَهٌ ،مَقْصُورٌ منه،کَمَا فی العُبَابِ ، و أَیْضاً: أَلْوانُ الطَّعَامِ ،عن ابنِ بُزُرْجَ .

و الخَضَضُ : الخَرَزُ البِیضُ الصِّغَارُ،یَلْبَسُهَا الصِّغَارُ من الإِمَاءِ،نقله الجَوْهَرِیّ و الجَمَاعَهُ .و أَنْشَدُوا:

و إِنَّ قُرُومَ خَطْمَهَ أَنْزَلَتْنِی

بِحَیْثُ یُرَی من الخَضَضِ الخُرُوتُ

و خَضَّضَها تَخْضِیضاً : زَیَّنَهَا به (4)نقَلَه الصَّاغَانِیُّ .

و قال اللَّیْثُ : الخَضِیضُ :المَکَانُ المُتَتَرِّب تَبُلُّه الأَمْطَارُ.

و الخَضْخَاضُ :ضَرْبٌ من القَطِرَانِ ،تُهْنَأْ به الإِبِلُ ،هذا نَصُّ الصّحاح.و قال الأَزْهَرِیّ :بل هُوَ نِفْطٌ أَسْوَدُ رَقِیقٌ لا خُثُورَهَ فیه، تُهْنَأُ بِهِ الإِبِلُ الجُرْبُ ،و لَیْس بالقَطِرَانِ ،لأَنّ القَطرانَ عُصَارَهُ شجَرٍ مَعْرُوفٍ ،و فِیه خُثُورَهٌ .یُدَاوَی به دَبَرُ البَعِیرِ،و لا یُطْلَی به الجَرَبُ و شجَرُهُ یَنْبُتُ فی جبَال الشَّام.

یُقَالُ له العَرْعَرُ.و أَمّا الخَضْخَاضُ فإِنَّه دَسِمٌ رَقِیقٌ یَنْبُعُ من عَیْن تَحْتَ الأَرْضِ .قُلْتُ :و هذَا سَبَبُ عُدُولِ المُصَنِّف عَنْ عِبَارَهِ الصّحاح.و لَمَّا لَمْ یَطَّلِعْ شَیْخُنا علی ما ذَکَره الأَزْهَرِیّ اعْتَرضَ علی المُصَنَّف و قال:إِنَّ عِبَارَهَ الجَوْهَرِیّ أَسْهَلُ و أَقْرَبُ .

و الخُضَاخِضُ ،بالضَّمّ :الکَثِیرُ الماءِ و الشَّجَرِ من الأَمْکِنَهِ نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و أَنْشَدَ:

خُضَاخِضهٌ بخَضِیع السُّیُو

لِ قدْ بَلَغ السَّیْلُ حِذْفَارَهَا

ص:46


1- (1) فی القاموس:و لعل الصواب بالصاد.
2- (2) کذا بالأصل،و الذی ذکره اللیث،کما فی التکمله:فی الرباعی: الخربضه بالکسر،بالضاد لا بالصاد.
3- (3) اللسان:و [1]أنشد القنانی.
4- (4) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:«بها».

قال ابنُ بَرِّیّ :البَیْتُ لحاجِزِ بْنِ عَوْفٍ .و حِذْفارُهَا:

أَعْلاها.و قال غَیْرُهُ :البَیْتُ لابْنِ وَدَاعَهَ الهُذَلِیّ ،و یُرْوَی:

قَدْ بَلَغَ المَاءُ جَرْجَارَهَا (1)

و قال ابنُ عَبَّاد: الخُضَاخِضُ : السَّمِینُ البَطِینُ من الرِّجَال و الجِمَالِ ، کالخُضَاخِضَهِ .

و الخُضخض ،کهُدْهُدٍ و عُلَبِطٍ ،و لم یَذْکُر ابنُ عَبَّادٍ الخُضْخُض مِثَال هُدْهُدٍ،و إِنَّمَا ذَکَرَه الأَصْمَعِیْ ،قال:جَمَلٌ خُضَاخِضٌ و خُضخضٌ ،مثل عُلاَبِطٍ و عُلَبِطٍ و هُدْهُدٍ،إِذا کانَ یَتَمَخَّضُ مِنْ لِینِ البَدَنِ و السِّمَنِ .و قَال غَیْرُهُ : الخُضَاخِضُ :

الحَسَنُ الضَّخْمُ مِنَ الرِّجَالِ ،و الجَمْع خَضَاخِضُ ،بالفَتْح، نَقَلَه الأَزْهَرِی.و قیل:رَجُلٌ خُضْخُضٌ :عَظِیمُ الجَنْبَیْن.

و الخُضَاخِضُ : رِیحٌ تَهُبُّ بَیْنَ الصَّبَا و الدَّبُور ،هکذا زَعَمَه المُنْتَجِع،و هی الإِیرُ أَیضاً،لا تُصْرَفُ ، أَو رِیحٌ تَهُبّ من المَشْرِقِ ،کذا زَعَمَهُ أَبو خَیْرَهَ ،و لم یَعْرِفْهَا أَبُو الدُّقَیْش، ذَکَرَ ذلِکَ کُلَّه شَمِرٌ فی کتَابِ الرِّیاح.

و الخَضْخَضَهُ :تَحْرِیکُ المَاءِ و السَّوِیقِ و نَحْوِه .و فی العُبَابِ :و نَحْوِهما،و أَنْشَدَ لِصَخْرِ الغَیّ الهُذَلِیّ :

و مَاءٍ ورَدْتُ عَلَی زَوْرَهٍ

کمَشْیِ السَّبَنْتَی یَرَاحُ الشَّفِیفَا

فخَضْخَضْتُ صُفْنِیَ فی جَمَّه

خِیَاضَ المُدَابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

و أَصلُ الخَضْخَضَهِ منْ خَاضَ یَخُوضُ ،لا من خَضَّ یَخُضُّ .یقال: خَضْخَضْت دَلْوِی فی المَاءِ خَضْخَضَهً ،أَلا تَرَی الهُذَلِیَّ جَعَلَ مَصْدَرَه الخِیَاضَ ،و هو فِعَالٌ من خَاضَ .

و الخَضْخَضَهُ المَنْهِیُّ عَنْهَا فی الحَدِیث هو الاستِمْناءُ بالیَد ،أَی استِنْزَالُ المَنِیِّ فی غَیْرِ الفَرْج.

17- و سُئلَ ابنُ عَبَّاسٍ عن الخَضْخَضَهِ فقال:«هُوَ خَیْرٌ مِنَ الزِّنَا،و نکَاحُ الْأَمَهِ خَیْرٌ مِنْهُ ». و الکَلِمَه مُضَاعَفَه صُورَهً ،و أَصْلُهَا المُعْتَلّ .

و تَخَضْخَضَ الماءُ: تَحَرَّکَ و هُوَ مُطَاوِعٌ لِخَضْخَضْتُه .

و قال ابنُ فارِسِ : خَاضَضْتُه :بایَعْتُه مُعَاوَضَهً (2)،کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

الخَضَضُ ،مُحَرَّکَهً :السَّقَطُ فی المَنْطِق.و یُوصَفُ به فیُقَالُ :مَنْطِقٌ خَضَضٌ .

و مَکَانٌ خَضِیضٌ :مَبْلُولٌ بالمَاءِ، کخُضَاخِضٍ ،مثل عُلاَبطٍ .و قال اللَّیْثُ : خَضْخَضْتُ الأَرْضَ ،إِذا قَلَبْتَها حَتَّی یَصِیرَ مَوْضِعُهَا مُثَاراً رِخْواً،إِذا وَصَلَ الماءُ إِلَیْهَا أَنْبَتَت.

و خَضْخَضَ الحِمَارُ الأَتَانَ :خَالَطَهَا.

و یُقَال:وَجَأَهُ بالخِنْجَرِ فخَضْخَضَ به بَطْنَهُ .

و قال الفَرَّاءُ:نَبْتٌ خُضَخِضٌ ،و خُضَاخِضُ :کَثِیرُ الماءِ، نَاعِمٌ رَیَّانُ .

خفض

الخَفْضُ :الدَّعَهُ ،کما فی الصّحاح و العُبَابِ ، و زادَ غَیْرُهُمَا،و السُّکُونُ ،و اللِّینُ ،زَادَ فی الأَسَاسِ :

و الانْکِسَار.و فی اللِّسَان:العَیْش الطَّیِّب.و کُلُّ ذلِکَ مُتَقَارِبٌ .و یُقَال:هُمْ فی خَفْضٍ من العَیْش.

و من المَجَازِ: عَیْشٌ خَافِضٌ ،ک عِیشَهٍ راضِیَهٍ ،کما فی الْأَسَاسِ ، و قد خَفُضَ عَیْشُهُم ککَرُمَ ،و أَنْشَدَ الصَّاغَانِیّ :

لا یَمْنَعَنَّکَ خَفْضُ العَیْشِ فی دَعَهٍ

نُزُوعُ نَفْسٍ إِلی أَهْلٍ و أَوْطَانِ

تَلْقَی بِکُلّ بِلادٍ إِنْ حَلَلْتَ بِهَا

أَهْلاً بأَهْلٍ و جِیرَاناً بِجِیرَانِ (3)

قال شَیْخُنَا:و تَوَقَّفَ سَعْدِی أَفندی فی قَوْلِ الشَّاعِر هذَا.

و أَشار المرْزُوقِیّ إِلی أَنَّ خَفْضَ العَیْشِ سَعَتُه و رَغَدُه.

و مَعْنَی الدَّعَهِ :الرَّاحَهُ و السُّکُونُ .و کَلامُ المُصَنَّف،لا یَخُلُو عن قَلَقٍ یَحْتَاجُ إِلی التَّأْوِیل.

قُلْتُ :کَلاَمُ المُصَنَّف ظاهِرٌ،و به عَبَّر الجَوْهَرِیُّ و غَیْرُه مِنَ الأَئِمَّهِ ،و لا قَلَقَ فِیهِ ،علی ما بَیَّنَّا،و لا یَحْتَاجُ المَقَامُ إِلَی تَأْوِیلٍ .فَتَأَمَّلْ .

و الخَفْضُ : السَّیْرُ اللَّیِّنُ ،ضِدُّ الرَّفْعِ .یُقَال:بَیْنِی و بَیْنَکَ لَیْلَهٌ خَافِضَهٌ ،أَی هَیِّنَهُ السَّیْرِ.نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و هو

ص:47


1- (1) هی روایه اللسان. [1]
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«معارَضَهً ».
3- (3) و یروی:«نزاع نفس»قال التبریزی:و هو أجود لأن النزوع اشتهاره فی الکفّ عن الشیء،و النزاع فی الشوق.و إن کان جائزاً وقوع أحدهما موقع الآخر فی الشوق.

مَجَازٌ.و أَنْشَدَ قَولَ الشَّاعِر،و هو طَرْفَهُ بنُ العَبْدِ:

مَخْفُوضُها زَوْلٌ و مَرْفُوعُهَا

کمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِیحْ

قال الصّاغَانِیّ :و یُرْوَی:و مَوْضُوعها.و قال ابنُ بَرِّیّ :

و الَّذِی فی شِعْرِه:

مَرْفُوعُهَا زَوْلٌ و مَخْفُوضُها

و الزَّوْلُ :العَجَبُ ،أَیْ سَیْرُها اللَّیَّن کمَرِّ الرِّیحِ .و أَمّا سَیْرُها الأَعْلَی و هو المَرْفُوعُ فعَجَبٌ لا یُدرَکُ وَصْفُه.

و الخَفْضُ ، بمَعْنَی الجَرِّ ،و هُمَا فی الإِعْرَابِ بمَنْزِلَهِ الکَسْرِ فی البِنَاءِ فی مُوَاضَعَاتِ (1)النَّحْوِیِّین،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و الجَمَاعَهُ .

و من المَجَازِ، الخَفْضُ : غَضُّ الصَّوْتِ و لینُه و سُهولَتُه.

و صَوْتٌ خَفِیضٌ ،ضِدُّ رَفِیعِ .

و الخَافِضُ فی الأَسْمَاءِ الحُسْنَی:مَنْ یَخْفِضُ الجَبَّارینَ و الفَرَاعِنَهَ و یَضَعُهُم ،و یُهِینُهُم و یَخْفِضُ کُلَّ شَیْ ءٍ یُرِیدُ خَفْضَهُ .

و خَفَضَ بالمَکَان یَخْفِضُ :أَقَامَ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :

یُقَال لِلْقَوْمِ :هُمْ خَافِضُونَ ،إِذا کانوا وَادِعِینَ عَلَی المَاءِ مُقِیمِینَ ،و إِذا انْتَجَعُوا لم یَکُونُوا فی النُّجْعَهِ خافِضِینَ لأَنَّهُم یَظْعَنُونَ لطَلَبِ الکَلَإِ وَ مساقِطِ الغَیْثِ .

و الخَافِضَهُ :التَّلْعَهُ المُطْمَئِنَّهُ من الأَرْضِ ،و الرَّافِعَهُ :

المَتْنُ من الأَرْضِ ،عن ابْنِ شُمَیْلٍ .

و الخَافِضَهُ : الخَائِنَهُ ،نقله الجَوْهَرِیّ . و خُفِضَتِ الجارِیَهُ کخُتِنَ الغَلامُ .خَاصُّ بِهِنّ .و قِیلَ : خَفَضَ الصَّبِیَّ یَخْفِضُهُ خَفْضاً :خَتَنَهُ ،فاسْتُعْمِلَ فی الرَّجُل.و الأَعْرَفُ ما ذَکَرَهُ المُصَنِّف،و قد یُقَالُ لِلْخَاتِنِ : خَافِضٌ ،و لَیْس بالکَثِیر.

16- و فی الحَدِیثِ : «إِذا خَفَضْتِ فَأَشِمِّی». أَی لا تَسْحَتِی،شَبَّهَ القَطْعَ الیَسِیَر بإِشْمَامِ الرّائحَه.

و قَوْلُه تَعَالَی: خافِضَهٌ رافِعَهٌ (2)أَی تَرْفَعُ قَوْماً إلَی الجَنَّهِ و تَخْفِضُ قَوْماً إِلَی النَّارِ کما فی العُبَاب.و قال الزَّجّاج:المَعْنَی أَنهَا تَخْفِضُ أَهْلَ المَعَاصِی،و تَرْفَعُ أَهْلَ الطَّاعَهِ .و قِیلَ : تَخْفِض قَوْماً فتَحُطُّهُم عن مَرَاتِبِ آخَرِینَ تَرْفَعُهم إِلَیْهَا،و الَّذِینَ خُفِضُوا یَسْفُلُون إِلی النَّارِ و المَرْفُوعُون یُرْفَعون إِلی غُرَفِ الجِنَان.

و من المَجَازِ قَوْلُهُم: هو خَافضُ الطَّیْرِ،أَی وَقُورٌ ساکِنٌ ،و کذلِکَ خَافِضُ الجَنَاحِ . و من المَجَازِ قَوْلُه تَعَالَی:

و اِخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَهِ (3)أَی تَوَاضَعْ لَهُمَا و لا تَتَعَزَّزْ عَلَیْهِمَا، أَو هو مَن المَقْلُوب،أَی اِخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الرَّحْمَهِ من الذُّلِّ ،کما فی العُبَابِ .و کذا قَوْلُه تَعَالَی:

(وَ اِخْفِضْ جَناحَکَ لِلْمُؤْمِنِینَ ) (4)أَی أَلِنْ جَانِبَکَ لَهُمْ . و قال ابنُ شُمَیْل فی تَفْسِیر

16- الحَدِیثِ : «إِنَّ اللّه یَخْفضُ القِسْطَ و یَرْفَعُه ». قال:القِسْطُ :العَدْلُ یُنْزِلُه مَرَّهً إِلَی الأَرْضِ ، و یَرْفَعُه أخْرَی.و قال الصّاغَانِیّ :أَیْ یَبْسُطُ لِمَنْ یَشَاءُ و یَقْدِرُ عَلَی مَنْ یَشَاءُ .

و ،العَرَبُ تقولُ : أَرْضٌ خَافِضَهُ السُّقْیَا ،إِذا کانَتْ سَهْلَه السَّقْیِ ،و رافعَهُ السُّقْیَا،إِذا کانَتْ علی خَلاف ذلِکَ .

و من المَجَازِ: خَفِّضِ القَوْلَ یا فُلاَنٌ ،أَی لَیِّنْهُ ، و خَفِّضْ عَلَیْکَ الأَمْرَ:هَوِّنْهُ .و منه

14- حَدیثُ الإِفْک: «و رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلم یُخَفِّضُهُمْ ». أَی یُسَکِّنُهُم و یُهَوِّنُ علیهم الأَمْرَ،و فیه أَیْضاً

17- قَولُ أَبِی بَکْر لعَائشَهَ رَضیَ اللّه عَنْهُما:« خَفِّضِی عَلَیْکَ ». أَی هَوِّنِی الأَمْرَ و لا تَحْزَنی له.

و خَفِّضْ رأْسَ البَعِیرِ ،أَی مُدَّهُ إِلَی الأَرْضِ لِتَرْکبَهُ ،قاله اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ لهِمْیَانَ بْنِ قُحَافَهَ :

یَکَادُ یَسْتَعْصِی علی مُخَفِّضِهْ

و اخْتَفَضَ :انْحَطَّ ، کانْخفَضَ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ .

و اخْتَفَضَتِ الجَارِیَهُ :اخْتَتَنَتْ ،و هو مُطَاوِعٌ لِخَفَّضْتُها .

و الحُرُوفُ المُنْخَفِضَهُ :ما عَدَا المُسْتَعْلِیَهَ ،و هُنَّ الأَرْبَعَهُ المُطْبَقَهُ ،و الخَاءُ و الغَیْن المُعْجَمَتَانِ ،و القافُ ،یَجْمَعُها قَوْلُکَ قغضخصطظ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الانْخفَاضُ :الانْحِطاطُ .و امرأَهٌ خافِضَهُ الصَّوْتِ

ص:48


1- (1) الأصل و الصحاح،و [1]فی اللسان:مواصفات.
2- (2) سوره الواقعه الآیه 3. [2]
3- (3) سوره الإسراء الآیه 24. [3]
4- (4) سوره الحجر الآیه 88. [4]

و خَفِیضَتُهُ :خَفِیَّتُهُ لَیِّنَتُه،و فی التَّهْذِیبِ :لَیْسَت بسَلِیطَهٍ (1)، و قد خَفَضَت و خَفَضَ صَوْتُها:لاَنَ و سَهُلَ .

و خَفْضُ العَدْلِ :ظُهُورُ الجَوْرِ عَلَیْه إِذا فَسَدَ الناسُ .

و رَفْعُه:ظُهُورُهُ علی الجَوْرِ إِذا تَابُوا و أَصْلَحُوا، فَخَفْضُهُ من اللّهِ تَعَالَی استِعْتَابٌ ،و رَفْعُه رِضاً.

و یُقَالُ : خَفَّضَهُ ،إِذا وَهَّنَ أَمْرَهُ و قَدْرَهُ و هَوَّنَه.

و الْخَفَیضَهُ :لِینُ العَیْش و سَعَتُه.

و عَیْشٌ خَفْضٌ ،و مَخْفُوضٌ ،و خَفِیضٌ :خَصِیبٌ فی دَعَهٍ و خِصْبٍ و لِینٍ .

و المَخْفِضُ ،کمَجْلِسٍ ،مثل الْخَفْضِ .و مَخْفِضُ القَوْمِ :المَوْضِعُ الَّذِی هُمْ فیه فی خَفْضٍ و دَعَهٍ .

و خَفِّضْ عَلَیْکَ جَأْشَکَ ،أَی سَکِّنْ قَلْبَک.

و خَفَضَ الطائِرُ جَنَاحَهُ :أَلاَنَه و ضَمَّهُ إِلی جَنْبِهِ لِیُسَکِّنَ من طَیَرَانِهِ ،و خَفَضَ جَنَاحَه خَفْضاً :أَلاَنَ جَانِبَه،علی المَثَلِ .

و الْخَفْضُ :المُطمَئِنُّ من الأَرْضِ ،جَمْعُه خُفُوضٌ .

و کَلامٌ مَخْفُوضٌ و خَفِیضٌ .

و هو مُنْقَادٌ خَافِضُ الجَنَاحِ .

و خَفَضَت الإِبِلُ :لاَنَ سَیْرُها،و لَهَا مَخْفُوضٌ و مَرْفُوعٌ .

و ما زَالَتْ تَخْفِضُنِی أَرْضٌ و تَرْفَعُنِی أُخْرَی حَتَّی وَصَلْت إِلَیْکُمْ .و کُلُّ ذلِکَ مَجَاز.

و خَفَضَ الرَّجُلُ خُفُوضاً:مَاتَ .و حَکَی ابنُ الأَعْرَابِیّ :

أَصِیب بمَصَائِبَ تَخْفِضُ المَوْتَ ،أَی[بمَصَائبَ ] (2)تُقَرِّب إِلیه المَوْتَ لا یُفْلِت منْهَا،کما فی اللِّسَان.

و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

خفرضض

خَفَرْضَضٌ ،کسَفَرْجَلٍ ،هُنَا أَوْرَدَه ابنُ بَرِّیّ خَاصَّهً ،و قال:هو اسْمُ جَبَلٍ بالسَّرَاهِ فی شِقٍّ .و قد تَقَدَّمَ عن ابْنِ سِیدَه و غَیْرِه أَنَّه بالحاءِ.و هو الصَّوابُ ،و إِنَّمَا ذَکَرناه هُنَا لِأَجْلِ التَّنْبِیه علیه.

خوض - خیض

خَاضَ الماءَ یَخُوضُهُ خَوْضاً و خِیَاضاً ، بالکَسْرِ. دَخَلَهُ و مَشَی فیه، کخَوَّضَه تَخْوِیضاً ، و اِخْتَاضَهُ .

و خَاضَ بالفَرَسِ :أَوْرَدَه الماءَ کأَخَاضَهُ إِخَاضَهً ،الأَخِیرُ عن أَبِی زَیْدٍ، و کَذلِکَ خَاوَضَهُ فیه مُخَاوَضَهً کما فی الأَسَاس.

و خَاضَ الشَّرَابَ فی المِجْدَحِ : خَلَطَه و حَرَّکَهُ ،و کَذلِکَ خَوَّضَهُ .قال الحُطَیْئَهُ یَصِفُ امْرَأَهً سَمَّتْ بَعْلَها:

و قَالتْ :شَرَابٌ بَارِدٌ فاشْرَبَنَّهُ

و لَمْ یَدْرِ ما خَاضَتْ له فی المَجَادِحِ

و من المَجَازِ: خَاضَ الغَمَراتِ یَخُوضُهَا خَوْضاً :

اقْتَحَمها ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و خَاضَهُ بالسَّیْفِ :حَرَّکَهُ فی المَضْرُوبِ ،کما فی الصّحاح،و ذلِکَ إِذَا وَضَعْتَ السَّیْفَ فی أَسْفَلِ بَطْنِه،ثمّ رَفَعْتَهُ إِلی فَوْق.و هو مَجَازٌ.

و الْمَخَاضَهُ :مَا جَازَ النَّاسُ فیه مُشَاهً و رُکْبَاناً ،و هو المَوْضِعُ الَّذِی یَتَخَضْخَضُ مَاؤُه فیُخَاضُ عِنْدَ العُبُورِ عَلَیْه.

ج مَخَاضٌ وَ مَخَاوِضٌ .الأَخِیرُ عن أَبِی زَیْدٍ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و مِنَ المَجَاز قَوْلُه تَعَالَی: وَ کُنّا نَخُوضُ مَعَ اَلْخائِضِینَ (3)، أَی فی البَاطِلِ و نَتْبَعُ الغاوِینَ ،کما فی العُبَابِ ،و کَذَا قولُهُ تَعَالی:و (هُمْ فِی خَوْضٍ یَلْعَبُونَ ) (4)، و قولُه تعالَی: وَ خُضْتُمْ کَالَّذِی خاضُوا (5)أَی کخَوْضِهِم و العَرَبُ تَجْعَل ما و الَّذِی و أَنْ مع صِلاَتِهَا بِمَنْزِله المَصَادِرِ، و کَذلک قَوْلُه تَعَالَی: وَ إِذا رَأَیْتَ الَّذِینَ یَخُوضُونَ فِی آیاتِنا (6).و الْخَوْضُ :اللَّبْسُ فی الأَمْرِ.و من الکَلامِ :ما فِیه الکَذِبُ و البَاطِلُ ،و قد خَاضَ فیه.

و المِخْوَضُ ،کمِنْبَرٍ،لِلشَّرابِ ،کالمِجْدَحِ للسَّوِیقِ .

تَقُولُ منه: خُضْتُ الشَّرَابَ ،کما فی الصّحاح.قال أبو المُثَلَّم الهُذَلِیّ :

و أَسْعُطْکَ بالأَنْفِ مَاءَ الأَبا

ءِ مِمَّا یُثَمَّلُ بالمِخْوَضِ

ص:49


1- (1) نص التهذیب:و امرأه خافضه الصوت و خفیضه الصوت إذا کانت ذات وقار،لا سلاطه فی لسانها.
2- (2) زیاده عن اللسان.
3- (3) سوره المدثر الآیه 45. [1]
4- (4) سوره الطور الآیه 12. [2]
5- (5) سوره التوبه الآیه 69. [3]
6- (6) سوره الأنعام الآیه 68. [4]

و یروی:فی المَوْفِض.

و الخَوْضُ :بَلَدٌ،کما قَالَهُ أَبو عَمْرٍو.و قال الأَصْمَعِیّ :

وَادٍ بشِقّ عُمَانَ .قال ابنُ مُقبل:

أَجَبْتُ بَنِی غَیْلاَنَ و الخَوْضُ دُونَهُمْ

بأَضْبَطَ جَهْمِ الوَجْهِ مُخْتَلِفِ الشَّجْرِ

و خَوْضُ الثَّعْلَبِ :ع بالیَمَامَهِ ،حَکَاهُ ثَعْلَبٌ ،و قِیلَ : وَرَاءَ هَجَرَ .و قال الزَّمَخْشَرِیّ :مَحَلُّ خَلْفَ عُمَانَ .و ضَبَطَهُ بالحَاءِ.و هو تَصْحِیفٌ .و یُقَالُ :«لَیْتَه وَرَاءَ خَوْضِ الثَّعْلَبِ » یُضرَب فِیمَن یَتَمَنَّی البُعْدَ لصَاحِبِه.و قال مُقَاتِلُ بنُ رِیَاحٍ الدُّبَیْرِیّ .و کان خَرَبَ إِبِلاً أَیّامَ حَطْمَهِ المَهْدِیّ :

إِذَا أَخَذْتَ إِبِلاً من تَغْلِبِ

فَلاَ تُشَرِّقْ بِی و لکِنْ غَرِّبِ

و بِعْ بقرْحٍ (1)أَو بِخَوْضِ الثَّعْلَبِ

و إِنْ نُسِبْتَ فانْتَسِبْ ثمّ اکْذِبِ

و لا أَلُومَنَّکَ فی التَّنَقُّبِ

و الخَوْضَهُ ،بالفَتْح: اللُّؤْلُؤَهُ ،عن أَبِی عَمْرٍو.

و فی النَّوَادِرِ: سَیْفٌ خَیِّضٌ ،ککَیِّسٍ ،إِذا کانَ مَخْلُوطاً من حَدِیدٍ أَنِیثٍ ،و حَدِیدٍ ذَکَرٍ (2)و أَصْلُه خَیْوِضٌ ،علی فَیْعِلٍ (3).

و تَخَوَّضَ الرَّجُلُ : تَکَلَّفَ الخَوْضَ فی المَاءِ،هذا هو الأَصْلُ ،ثمّ استُعْمِلَ فی التَّلَبُّس فی الأَمْرِ و التَّصَرُّفِ فِیه، و منه

16- الحَدِیث: «رُبَّ مُتَخَوِّضٍ فی مالِ اللّه تَعَالَی». أَی رُبَّ مُتَصَرِّفٍ فی مالِ اللّه تَعَالَی بِمَا لا یَرْضَاهُ اللّه تَعَالَی.

و قِیلَ : التَّخَوُّضُ فی المَالِ :التَّخْلِیطُ فی تَحْصِیلِهِ من غَیْرِ وَجْهِهِ کَیْفَ أَمْکَنَ .و هو مَجَازٌ.

و من المَجَاز: خَاضَ القَوْمُ ،و تَخَاوَضُوا فی الحَدِیثِ ، أَیْ تَفَاوَضُوا ،کما فی الأَسَاسِ ،و اللّسَان،و العُبَابِ ، و الصّحاح.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

تَخَوَّضَ المَاءَ:مَشَی فیه:أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

کَأَنَّهُ فی الغَرْضِ إِذْ تَرَکَّضَا

دُعْمُوصُ ماءٍ قَلَّ ما تَخَوَّضَا

و الْخَوْضُ :اللَّبْسُ فی الأَمْرِ.

و أَخَاضَ القَوْمُ خَیْلَهُم الماء،إِذا خَاضُوا بِهَا المَاءَ.

و خَوَّضَ الشَّرَابَ :حَرَّکَهُ ،و خَوَّضَ فی نَجِیعِه.شُدِّدَ للمُبَالَغَه،کما فی الصّحاح.

و خَاوَضَهُ فی البَیْعِ :عَارَضَهُ ،و هو مَجاز.نَقَلَه الزَّمَخْشِریّ ،و هی روایهُ ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و رَواه أَبو عُبَیْدٍ عن أَبِی عَمْرٍو،بالصَّادِ المُهْمَلَه،و قد تَقَدَّم.

و من المَجَازِ: الْخِیَاضُ :أَن یُدْخِل قِدْحاً مُسْتَعَاراً بَیْنَ قِدَاحِ المَیْسِرِ،یَتَیَمَّنُ به.و یُقَال: خُضْتُ به فی القِدَاحِ خِیَاضاً .و خَاوَضْتُ القِدَاحَ خِوَاضاً .قال الهُذَلِیُّ (4)یَصِف ماءً وَرَدَه:

فخَضْخَضْت صُفْنِیَ فی جَمِّهِ

خِیَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

خَضْخَضْت تَکْرِیرٌ من خَاضَ یَخُوضُ ،لَمَّا کَرَّرَه جعَله مُتَعَدِّیاً.و المُدَابِرُ:المَقْمُورُ یُقْمَرُ فَیَسْتَعِیرُ قِدْحاً یَثِقُ بفَوْزِه لیُعَاوِدَ مَنْ قَمَرَه القِمَارَ.

و یُقَال للمَرْعَی إِذا کَثُرَ عُشْبُه و الْتَفَّ : اِخْتَاضَ اخْتِیَاضاً .

و قال سَلَمَهُ بنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِیّ :

و مُخْتاضٍ تَبِیضُ الرُّبْدُ فِیهِ

تُحُومِیَ نَبْتُه فَهوَ العَمِیمُ .

غَدَوْتُ له یُدَافِعُنی سَبُوحٌ

فِرَاشُ نُسُورِهَا عَجْمٌ جَرِیمُ

و قد تُجْمَع الْمَخَاضَهُ علی مَخَاضَاتٍ .قال عَبْدُ اللّه ابنُ سَبْرَهَ الحَرَشِیّ :

إِذا شَالَتِ الجَوْزاءُ و النَّجْمُ طالِعٌ

فکُلُّ مَخَاضَاتِ الفُرَاتِ مَعابِرُ

ص:50


1- (1) فی معجم البلدان« [1]خوض الثعلب»:و بع بقرحی.
2- (2) فی التهذیب«ذکیر»و القاموس و الأصل کالتکمله و اللسان« [2]خیض».
3- (3) هذه العباره عقد لها صاحب اللسان [3]ترجمه مستقله«خ ی ض»أما المصنف فاعتبرها واویه العین تبع فی ذلک الصاغانی فی التکمله.
4- (4) هو صخر الغی،و قد تقدم البیت مع بیت آخر فی ماده خضض.

و خَاضَ إِلَیْه حتّی أَخَذَه.و خَاضَ البَرْقُ الظَّلامَ .

و خَاضَتِ الإِبِلُ :لَجَّتْ فی السَّرَابِ (1)،و کُلُّ ذلِکَ مَجَازٌ.

فصل الدال مع الضاد

دأض

الدَّأَض ،مُحَرَّکَهً ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ و اللَّیْثُ .

و قال البَاهِلِیُّ :هو السِّمَنُ و الامْتِلاءُ ،و أَنْشَد فی المَعَانِی:

وَ قَدْ فَدَی أَعْنَاقَهُنّ المَحْضُ

و الدَّأْضُ حَتَّی لا یَکُونَ غَرْضُ

قال: و الدَّأَضُ و الدَّأَص،بالضَّاد و الصّاد: أَنْ لاَ یَکُونَ فی الجُلُودِ نُقْصانٌ .و قد دَئِضَ یَدْأَضُ دَأَضاً ،و دَئِصَ یَدْأَص دَأصاً.قال الأَزهَرِیُّ :و رَوَاه أَبُو زَیْد:

و الدَّأْظُ حَتَّی لا یَکُونَ غَرْضُ

قال:و کَذلِکَ أَقْرَأَنِیه المُنْذِرِیُّ عن أَبِی الهَیْثَم.و سَیُذْکَر فی مَوْضِعه.و مَعْنَی البَیْت.أَی فَدَاهُنَّ أَلْبانُهُنّ من أَنْ یُنْحَرْنَ .قال:و الغَرْض:أَنْ یَکُونَ فی جُلُودِهَا نُقْصَانٌ .و قد أَنْشَدَه الجَوْهَرِیّ فی«غ ر ض»کما سَیَأْتَی.

دحض

دَحَضَ برِجْلِهِ ،کمَنَعَ :فَحَصَ بِهَا ،و کذلِکَ دَحَصَ ،بالصّادِ،قاله أَبو سَعِیدٍ.و بِهِمَا

14- رُوِیَ : قَوْلُ مُعَاوِیَهَ لِعَمْرِو (2)بنِ العَاصِ -رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا-حِینَ ذُکِرَ له ما رَوَاهُ ابنُهُ عَنْهُ ،من قَوْلِ النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم لِعَمَّارٍ رَضِیَ اللّه عنه:«تَقْتُلُکَ الفِئَهُ البَاغِیَهُ »لا تَزَالُ تَأْتِینَا بِهَنَهٍ تَدْحَضُ بها فی بَوْلک،أَ نَحْن قَتَلْنَاه ؟إِنَّمَا قَتَلَهُ الَّذِی جَاءَ بهِ .

و دَحَضَ عَنِ الْأَمْرِ:بَحَثَ عَنْه،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .

و دَحَضَتْ رِجْلُهُ تَدْحَضُ دَحْضاً و دُحُوضاً : زَلَقَتْ ،و قد دَحَضَهَا و أَدْحَضَهَا :أَزْلَقَهَا.

16- و فی حَدِیثِ وَفْدِ مَذْحِجٍ :

«نُجَبَاءُ غَیْرُ دُحَّضِ الأَقْدَامِ ». و الدُّحَّضُ :جَمْعُ دَاحِض ، و هُمُ الَّذِین لا ثَباتَ لَهُم و لا عَزِیمَهَ فی الأُمُورِ.

و من المَجَاز: دَحَضَتِ الشَّمْسُ عن کَبِدِ السَّمَاءِ، تَدْحَضُ دَحْضاً :و دُحُوضاً : زَالَتْ إِلی جِهَهِ المَغْرِب،کأَنَّهَا دَحَضَتْ ،أَی زَلِقَتْ .

و من المَجَازِ: دَحَضَتِ الحُجَّهُ دُحُوضاً :بَطَلَت .قال اللّه تَعَالَی: (حُجَّتُهُمْ داحِضَهٌ ) (3).أَی بَاطِلَهٌ .و نَقَل ابنُ دُرَیْدٍ عن أَبِی عُبَیْدَهَ ،قال:أَیْ مَدْحُوضَهٌ . و أَدْحَضْتُهَا ،أَیْ أَبْطَلْتُهَا و دَفَعْتُهَا.و منه قولُه تَعَالَی: ( لِیُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ) (4)،أَیْ لِیَدْفَعُوا به.

و دُحَیْضَهُ ،کجُهَیْنَهَ (5):مَاءٌ لبَنی تَمِیمٍ .قال الأَعْشَی:

أَ تَنْسَیْنَ أَیَّاماً لَنَا بِدُحَیْضَهٍ

و أَیَّامَنَا بَیْنَ البَدِیِّ فثَهْمَدِ

و مَکَانٌ دَحْضُ ،بالفَتْح، و یُحَرَّکُ ،و دَحُوضٌ ،کَصَبُور، الأَخِیرُ مِنَ العُبَاب،و الأَوَّلان من الصّحاح: زَلِقٌ .أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ فی شَاهِد التَّحْرِیک قولَ الرّاجِز یَصِفُ نَاقَتَهُ :

قد تَرِدُ النَّهْیَ تَنَزَّی عُوَمُهْ

فتَسْتَبِیحُ ماءَهُ فتَلْهَمُهْ

حَتَّی یَعُودَ دَحَضاً تَثَمَّمُهْ

العُوَمُ :جَمْع عُومَهٍ لِدُوَیْبّه تَغُوص فی المَاءِ،کأَنَّهَا فَصُّ أَسْوَدُ.

و أَنْشَدَ فی العُبَاب مِنْ شَاهدِ التَّسْکِین قَوْلَ طَرفَه:

أَبا مُنْذِرٍ رُمْتَ الوَفَاءَ فهِبْتَهُ

وحِدْتَ کما حادَ البَعِیرُ عن الدَّحْضِ (6)

ج دِحَاضٌ ،کجَبَلٍ و جِبَالٍ .قال رُؤْبهُ یَمْدَحُ بِلالَ بْنَ أَبِی بُرْدَهَ بنِ أَبِی مُوسَی الأَشْعَرِیّ :

فأَنْتَ یا بْنَ القَاضِیَیْن قَاضِی

مُعْتَزِمٌ علی الطَّرِیقِ الماضِی

بثَابِتِ النَّعْلِ علی الدِّحَاضِ

جَعَلَه ابنَ القَاضِیَیْن،لأَنَّ أَبَاه کان قَاضِیاً،و جَدَّه قَضَی یَوْمَ الحَکَمَیْن،و بِلالٌ أَیْضاً کان قاضِیاً.

و الْمَدْحَضَهُ :المَزَلَّه ،و قد جَاءَ فی حَدِیث الصِّراط .

ص:51


1- (1) فی الأساس:و خاضت الإبل لُجَّ السَّراب.
2- (2) فی النهایه:«لابن عمرو».
3- (3) سوره الشوری الآیه 16. [1]
4- (4) سوره غافر الآیه 5. [2]
5- (5) کذا بالأصل و التکمله و القاموس و ضبطت نصاً عند یاقوت:بفتح أوله و کسر ثانیه و یاء مثناه من تحت و ضاد معجمه.قال و قد جاء فی شعر الأعشی مصغراً.و فی اللسان: [3]دحیضه بالفتح ثم الکسر ماء.. و دُحَیْضه:موضع عن ابن سیده.
6- (6) دیوانه باختلاف الروایه.

یُقَالُ :مَکَانٌ مَدْحَضَهٌ ،إِذا کان لا تَثْبُت علَیْهما (1)الأَقْدَامُ .

و دَحُوضٌ ، کصَبُورٍ:ع،بالحِجَازِ قال سَلْمَی بنُ المُقْعَد:

فیَوْماً بأَذْنابِ الدَّحُوضِ و مَرَّهً

أُنسِّئُهَا فی رَهْوِهِ (2)و السَّوَائِلِ

أُنَسِّئُهَا،أَی أَسُوقُهَا.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

دَحَضَهُ و أَدْحَضَهُ :أَزْلَقَهُ .و فی صِفَهِ المَطَرِ: فدَحَضَت التِّلاَعَ ،أَی صَیَّرَتْهَا مَزْلَقَهً .

و الدَّحْضُ :الدَّفْعُ کالإدْحاض :و المَاءُ الَّذِی یَکُون عَنْه الزَّلَقُ ،و الجَمْع الْأَدْحَاض .یُقَال:وَقَعُوا علی الأَدْحَاضِ .

و مَزَلَّهٌ مِدْحَاضٌ : یُدْحَضُ فِیهَا کَثِیراً،و الجَمْع مَدَاحِضُ .

دحرض

دُحْرُضٌ ،بالضَّمِّ ،و وَسِیعٌ :ماءَانِ عَظِیمَان وَرَاءَ الدَّهْنَاءِ لِبَنِی مالِک بن سَعْدٍ. فدُحْرُضٌ لآلِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ،و وَسِیعٌ لبَنِی أَنْفِ النَّاقَهِ . و ثَنَّاهُمَا عَنْتَرَهُ بن شَدّاد العَبْسِیّ بلَفْظِ الوَاحِدِ،کما یُقَال:القَمَرَانِ ،و هو القولُ الأَخُیر للجَوْهَرِیّ .و صَوَّبَهُ ابنُ بَرِّیّ ،و حَکَی عَن أَبِی مُحَمَّد الأَعْرَابِیّ المَعْرُوف بالأَسْوَدِ مَا ذَکَرْنَاه، فقال :

قال أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسْوَد:حِیَاضُ الدَّیْلَمِ هی حِیَاضُ الدَّیْلَمِ بن بَاسِلِ بنِ ضَبَّه،و ذلِکَ أَنَّهُ لَمّا سَارَ بَاسِلٌ إِلی العراقِ و أَرْضِ فارِسَ استَخْلَفَ ابْنَه علی أَرْضِ الحِجَاز، فقَامَ بأَمْرِ أَبِیهِ ،و حَمَی الأَحْمَاءَ و حَوَّضَ الحِیَاضَ ،فلمّا بَلَغَه أَنَّ أَباهُ قد أَوْغَلَ فی أَرْضِ فارِسَ أَقْبَلَ بمَنْ أَطاعَه إِلی أَبِیهِ حَتَّی قَدِمَ عَلَیْه بأَدْنَی جِبَالِ جَیْلاَن.و لمّا سَارَ الدَّیْلَمُ إِلی أَبِیه أَوْحَشَتْ دِیَارُه و تَعَفَّتْ آثارُه فقال عَنْتَرهُ البیتَ یَذْکُر ذلِکَ .

دخض

الدَّخْضُ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال الّلیث:هو سُلاَحُ السِّبَاعِ ،و قد یَغْلبُ علی سُلاَحِ الأَسَدِ. و قال ابنُ عَبَّادٍ: الدَّخْض : سُلاَحُ الصِّبْیَانِ ،کما فی العُبَاب و قَد دَخَضَ الأَسدُ کمَنَع ، دَخْضاً .و الدُّخَاضُ :الاسْمُ مِنْه.

دضض

دَضٌّ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :دَصَّ و دَضَّ ،إِذا خَدَمَ سَائِساً :نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه.

دفض

دَفَضَ یَدْفِضُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قال العَزِیزیّ :أَیْ شَدَخَ و کَسَرَ ،کما فی العُبَاب،و نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَان عن ابْنِ دُرَیْدٍ (3)،و قال:یَمَانِیَهٌ ،و قال:و أَحْسَبُهُم یَسْتَعْمِلُونَهَا فی لِحَاءِ الشَّجَرِ إِذَا دُقَّ بَیْنَ حَجَرَیْنِ .

دکض

و اسْتَدْرَکَ صاحِبُ اللّسَان هنا ماده«د ک ض»و قال:

الدَّکِیضَضُ :نَهْرٌ بِلُغَهِ الهِنْدِ،و هو غَلَطٌ ،و الصواب ما قَدَّمْنَاه فی«دکص»عن ابن عَبّادٍ مع اخْتِلافٍ فیه،فانْظُرهُ .

دهض

أَدْهَضَتِ النَّاقَهُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قال ابنُ عَبّادٍ:هُوَ مِثْلُ أَجْهَضَتْ ،إِذا أَلْقَت وَلَدَهَا لِغَیْر تَمَامٍ .

دیض

مِشْیَهٌ دِیضَّی کجِیضَّی ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَانِ .و قال ابنُ عَبّادٍ:هِیَ مِشْیَهٌ فِیهَا اخْتِیَالٌ ، زِنَهً وَ مَعْنًی ،کَمَا فی العُبَابِ .

فصل الراءِ مع الضاد

ربض

الرَّبَضُ ،مُحَرَّکَهً :الأَمْعَاءُ ،کما فی الصّحاح.

أَو هو کُلُّ ما فِی البَطْن من المَصَارِین و غَیْرِهَا، سِوَی القَلْبِ و الرِّئَه.و یُقَال:رَمَی الجَزَّارُ بالحَشْوِ و الرَّبَضِ .و یُقَال:

اشْتَرَیْتُ منه رَبَضَ شَاتِهِ و هو مَجَازٌ.و قال اللَّیْثُ : الرَّبَضُ :

ما تَحَوَّی من مَصَارِینِ البَطْنِ (4)،و مِثْلُه قولُ أَبی عُبَیْد.

ص:52


1- (1) فی التهذیب:«علیه».
2- (2) عن معجم البلدان« [1]دحوض»و بالأصل«زهوه»قال السکری:أذنابه: مآخیره.و أصل الدحض فی کلامهم الزلق،و الدحوض الموضع الکثیر الزلق.
3- (3) لم أعثر علی عباره ابن درید فی الجمهره.
4- (5) کذا بالأصل و یفهم من عباره التهذیب و اللسان [2]أن هذا القول لیس من کلام اللیث،و أما ما نقلوه عن اللیث أن وبض البطن ما ولی الأرض من البعیر إِذا برک.قال أبو منصور:غلط اللیث فی الربض فأما الربض فهو ما تحوی من مصارین البطن،کذلک قال أبو عبید. و سیأتی ذلک.

و قال أَبو حاتِم:الَّذِی یَکُونُ فی بُطُونِ البَهَائِم مُتَثَنِّیاً:

المَرْبِضُ (1)،و الذی أَکبَرُ منها:الأَمْغَالُ .وَاحِدُهَا مُغْل (2).

و الذی مثل الأَثْنَاءِ.حَفِثٌ و فَحِثٌ .و الجَمْعُ أَحْفَاثٌ و أَفْحَاثٌ .

و من المَجَاز: الرَّبَضُ : سُورُ المَدِینَه و ما حَوْلَهَا.و منه

14- الحَدِیث (3): «أَنا زعیمٌ لِمَنْ آمَنَ بِی و أَسْلَم و هَاجَر بِبَیْتٍ فی رَبَضِ الجَنَّه». و قیل: الرَّبَض :الفَضَاءُ حَوْلَ المَدِینَه.

و یقَال:نَزَلُوا فی رَبَضِ المَدِینَهِ و القَصْرِ أَی ما حَوْلَهَا من المَسَاکن.

و الرَّبَضُ : مَأْوَی الغَنَمِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و أَنشد للعَجّاجِ یَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشِیّ :

و اعْتَادَ أَرْبَاضاً لَهَا آرِیُّ

مِنْ مَعْدِنِ الصَّیرانِ عُدْمُلِیُّ

العُدْمُلِیُّ :القَدِیمُ .و أَراد بِالْأَرْبَاضِ جَمْعَ رَبَضٍ .شَبَّهَ کِنَاسَ الثَّوْرِ بمَأْوَی الغَنَمِ .

16- و فی الحَدِیث: «مَثَلُ الْمُنَافِقِ کَالشَّاهِ بَیْنَ الرَّبَضَیْنِ ،إِذَا أَتَتْ هذِه نَطَحَتْهَا،و إِذَا أَتَتْ هذه نَطَحَتْهَا». کما فِی العُبَابِ .

قُلتُ :و یُرْوَی:بینَ الرِّبَیضَیْن .و الرَّبِیضُ :الغَنَمُ نَفْسُها، کَمَا یَأْتِی.فالمَعْنَی عَلَی هذا أَنَّه مُذَبْذَبٌ کالشَّاهِ الوَاحِدَهِ بَیْن قَطِیعَیْنِ مِنَ الغَنَمِ .وَ إِنَّمَا سُمِّیَ مَأْوَی الغَنَمِ رَبَضاً لِأَنَّهَا تَرْبِضُ فیه.و کَذلِکَ رَبَضُ الوَحْشِ :مَأْوَاه و کِنَاسُهُ .

و من المَجَاز: الرَّبَضُ : حَبْلُ الرَّحْلِ الَّذِی یُشَدُّ به، أَو ما یَلِی الأَرْضَ مِنْه ،أَی من حَبْلِ الرَّحْلِ ، لا ما فَوْقَ الرَّحْلِ .

و قال اللَّیْثُ : الرَّبَضُ :ما وَلِیَ الأَرْضَ مِنَ البَعِیر إِذا بَرَکَ ،و الجَمْع الْأَرْبَاض .و أَنْشَدَ:

أَسْلَمَتْهَا مَعَاقِدُ الأَرْبَاضِ

أَی مَعَاقِدُ الجِبَالِ علی أَرْبَاضِ البُطُونِ .و قال الطِّرِمَّاح:

و أَوَتْ بِلَّهُ الکَظُومِ إِلَی الفَظِّ

و جَالَتْ مَعَاقِدُ الْأَرْبَاضِ

و إِنَّمَا تَجُولُ الْأَرْبَاضُ من الضُّمْرِ،هکذَا قَالَهُ اللَّیْث:

و غَلَّطَهُ الْأَزْهَرِیُّ (4).و قال:إِنَّمَا الْأَرْبَاضُ الْحِبَالُ .و به فَسَّرَ أَبو عُبَیْدَه (5)قَوْلَ ذِی الرُّمَّه:

إِذَا مَطَوْنَا نُسُوعَ الرَّحْلِ مُصعِدَهً

یَسْلُکْنَ أَخْرَاتَ أَرْبَاضِ المَدَارِیجِ

قال:و الأَخْرَاتُ :حَلَقُ الحِبَالِ .قُلتُ :و فَسَّرَ ابْنُ الْأَعْرَابِیِّ الْأَرْبَاضِ فی البَیْت ببُطُونِ الْإِبِلِ ،کما ذَهَبَ إِلیه اللَّیْثُ .

و من المَجَازِ: الرَّبَضُ : قُوتُک الَّذِی یُقِیمُک و یَکْفِیکَ من اللَّبَن ،نقله الجَوْهَریُّ .قال: و مِنه المَثَلُ :«مِنْکَ رَبَضُکَ و إِنْ کانَ سَمَاراً»أَی مِنْکَ أَهْلُک و خَدَمُکَ و مَنْ تَأْوِی إِلیه و إِنْ کانُوا مُقَصِّرِینَ .قال:و هذا کقَوْلِهِم:«أَنْفُکَ مِنْک و لَوْ کانَ أجْذَعَ ».و زادَ فی العُبَاب:و کَذَا«مِنْک عِیصُکَ و إِنْ کان أَشِباً».و فی اللِّسَان:السَّمَارُ:اللَّبَنُ الکَثِیرُ المَاءِ.

و المَعْنَی:قَیِّمُکَ منک لأَنّه مُهْتَمٌّ بک،و إِنْ لَمْ یَکُن حَسَنَ القیَامِ عَلَیْکَ .ثمّ إِنّ قَوْلَه فی المَثَل: رَبَضُکَ ،مُحَرَّکَهً کما یَقْتَضِیهِ سِیَاقُ المُصَنِّف و هکَذَا وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِیّ .

و رأَیتُ فی هَامِش الصّحاح ما نَصَّه:وَجَدْت فی کتابِ المِعْزَی (6)لأَبِی زَیْد نُسْخَهً مَقْروءه علی أَبِی سَعِیدٍ السِّیرَافِیّ و یقال:«مِنْکَ رُبُضُکَ و إِن کان سَمَاراً»هکذَا بضَمَّتَیْنِ صُورَهً لا مُقَیَّداً،یقول:مِنْکَ فَصِیلَتُکَ ،و هم بَنُو أَبِیه،و إِنْ کانُوا قومَ سُوءٍ لاَ خَیْرَ فِیهِم.قال:و وَجَدْتُ فی التَّهْذِیب للأَزْهَرِیِّ بخَطّه ما نَصُّه:ثَعْلَب عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ :«منک رُبْضُک »هکذا بضمّ الراءِ غیر مُقَیَّدٍ بوَزْنٍ (7)،قال:

و الرُّبْض :قَیِّمُ بَیْته.و هکَذَا وَجَدتُ أَیضاً فی کتاب الأَمْثَال للأَصْمَعِیّ .

ص:53


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«الربض».
2- (2) ضبطت عن اللسان. [2]
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و منه الحدیث:عباره اللسان:و [3]فی الحدیث:أنا زعیم ببیت فی ربض الجنه،و هو بفتح الباء ما حولها، خارجاً عنها تشبیهاً بالأبنیه التی تکون حول المدن و تحت القلاع ا ه ».
4- (4) انظر ما لاحظناه قریباً.
5- (5) فی التهذیب:«أبو عبید»و الأصل کاللسان. [4]
6- (6) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«المقری».
7- (7) الذی فی التهذیب المطبوع:«منک رَبضُک»ضبط قلم.

و الرَّبَضُ : النَّاحِیَهُ من الشَّیْ ءِ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الکِسائیّ .

و قال أَبو زَیْدٍ: الرَّبَضُ : سَفِیفٌ کالنَّطَاقِ یُجْعَل فی حِقْوَیِ النَّاقَهِ حَتَّی یُجَاوِزَ الوَرِکَیْنِ من الناحِیَتَیْن جَمِیعاً و فی طَرَفَیْه حَلْقَتَانِ یُعْقَدُ فیهِمَا الأَنْسَاعُ و یُشَدُّ به الرَّحْلُ .

و من المَجَازِ: الرَّبَضُ : کُلُّ مَا یُؤْوَی إِلَیْه و یُسْتَرَاحُ لَدَیْه،مِنْ أَهْلٍ ،و قَرِیب،و مالٍ ،و بَیْتٍ ،و نَحْوِه ، کالغَنَمِ ،و المَعِیشهِ ،و القُوتِ ،و منه قَولُ الشَّاعِر:

جَاءَ الشِّتَاءُ و لَمّا أَتَّخِذْ رَبَضاً

یَا وَیْحَ کَفَّیَّ من حَفْرِ القَرامِیصِ

قال الجَوْهَرِیُّ :و منه أُخِذَ الرَّبَضُ لِمَا یَکْفِی الإِنْسَانَ مِنَ اللَّبَنِ ،کما تَقَدَّمَ .

و قوله:«من أَهْلٍ »یَشْمَلُ المَرأَهَ و غَیْرَهَا،فقد قَالُوا أَیْضاً:

الرَّبَضُ :کُلُّ امرأَهٍ قَیِّمَهِ بَیْتٍ ،و قد رَبَضَتْه تَرْبِضُه ،من حَدِّ ضَرَبَ :قامَت فی أمُورِه و أَوَتْه،و نُقِلَ عن ابْن الأَعْرَابِیّ :

تَرْبُضُهُ أَیْضاً،أَی من حَدِّ نَصَرَ،ثمّ رَجَعَ عن ذلِکَ ، ج الکُلِّ أَرْبَاضٌ ،کسَبَب و أَسْبابٍ .

و الرِّبْضُ ، بالکَسْر،منَ البَقَر:جَمَاعَتُهُ حَیْثُ تَرْبِضُ أَی تَأْوِی و تَسْکُنُ .نُقِلَ ذلِکَ عن صاحِبِ کِتَاب المُزْدَوَجِ من اللُّغَات فَقَط (1).و نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان أَیضاً،و نَصُّه: الرِّبْضُ و الرِّبْضَهُ للغَنَم،ثمّ استُعمِلَ فی البَقَرِ و النّاس.

و الرُّبْضُ ، بالضَّم:وَسَطُ الشَّیْ ءِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الکِسَائِیّ .قال الصّاغَانِیّ :و کَذلِکَ قَوْلُ الأَصْمَعِیّ ،و أَنْکَرَه شَمِرٌ،کما فی التَّهْذِیب.

و قال بَعْضُهُم: الرُّبْضُ : أَساسُ البِنَاءِ و المَدِینَهِ ،و ضَبَطَهُ ابن خالَوَیْه«بضَمَّتَیْن»و قیل:هو و الرَّبَضُ بالتَّحْرِیک سَوَاءٌ مِثْلُ سُقْم و سَقَمٍ .

و قال شَمِرٌ: الرُّبْضُ : ما مَسَّ الأَرْضَ مِنَ الشَّیْ ءِ .و قال ابنُ شُمَیْلٍ : رُبْضُ الأَرْضِ :ما مَسَّ الأَرْض مِنْه.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الرُّبْضُ : الزَّوْجَهُ ،و کذلک الرُّبُضُ ، بضَمَّتَیْن،و یُفْتح و یُحَرَّکُ ،فَهِیَ أَربعُ لُغَات، و لیْس فی نَصِّ الصَّاغَانِیّ فی کِتَابَیْه الرُّبُض ،بضَمَّتَیْن عن لُغَات فَقَط ،و هکَذَا فی اللِّسَان أَیضاً (2)قال لأَنَّهَا تُرَبَّضُ زَوْجَهَا ،أَی تَقُومُ فی أُموره و تُؤْوِیهِ .قال: أَو الأُمُّ أَو الأُخْتُ تُعزِّبُ (3)ذا قَرَابَتِهَا ،أَی تَقُومُ عَلَیْه.و مِن ذلِک قولهم:ماله رُبْضٌ یَرْبِضُه .

و فی الأَسَاسِ :و من المَجَاز:مَا رَبَضَ امْرَأَهً أَمْثَلُ من أُخْتٍ (4)،أَی کَانَتْ رُبْضاً له و مَسْکَناً (5)،کما تَقُول أَبَوْتُه و أَمَمْتُه،أَی کُنتُ لَه أَباً و أُمّاً.

و الرُّبْضُ : عَیْن ماءٍ .

و الرُّبْضُ : جَمَاعَهُ الطَّلْحِ و السَّمُرِ ،و قِیلَ :جَمَاعَهُ الشَّجَرِ المُلْتَفِّ .

و الرُّبْضَهُ بالضَّمِّ :القِطْعَهُ العَظِیمَهُ مِنَ الثَّرِیدِ ،عن ابن دُرَیْد.

و الرُّبْضَهُ : الرَّجُلُ المُتَرَبِّضُ ،أَی المُقِیمُ العَاجِزُ، کالرُّبَضَهِ ،کهُمَزَهٍ ،و هو مَجَاز.

و قال اللَّیْث: الرِّبْضَهُ ، بالکَسْر:مَقْتَلُ کُلِّ قَوْمٍ قُتِلُوا فی بُقْعَهٍ وَاحِدَهٍ ،و ضَبَطَه الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَه«بالتَّحْرِیک» فوَهِم،وَ هُو فی العُبَاب علی الصحّه.قال إِبْرَاهِیمُ الحَرْبِیّ :

قَالَ بَعْضُهم:رَأَیْتُ القُرَّاءَ یَوْمَ الجَمَاجِمِ رِبْضَهً .

و الرِّبْضَهُ (6): الجُثَّهُ .قال ابن دُرَیْد: و منه قَوْلُهُم: ثَرِیدٌ کَأَنَّهُ رِبْضَهُ أَرْنَبٍ ،أَی جُثَّتُه .هکذَا فی النُّسَخ،و الصَّوَاب جُثَّتُهَا،بدَلِیل قَوْلِه فیما بَعْد: جاثِمَهً ،أَی حاله کَونها جاثِمَهً :و بارِکَهً .قال ابنُ سِیدَه:و لم أَسْمَعْ به إِلاَّ فی هذَا المَوْضِعِ .و یُقَال:أَتَانَا بتَمْر مِثْلِ رِبْضَهِ الخَرُوفِ ،أَی قَدْرِ الخَرُوفِ الرَّابِضِ .و منه أَیضاً: کرُبْضَهِ العَنْزِ،بالضَّمِّ و الکَسْر،أَی جُثَّتها إِذَا بَرَکَتْ .

ص:54


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:هذه الجمله مضروب علیها بنسخه المؤلف.یعنی جمله:عن صاحب المزدوج فقط .
2- (2) و التهذیب أیضاً.
3- (3) فی التهذیب:تُقرَّب.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:ما ربض امرأه أمثل من أخت، الذی فی نسخه الأساس التی بأیدینا:و ما ربض امرأً مثل أخت أی کان ربضاً له الخ».
5- (5) فی الأساس:ربضاً له و سکناً.
6- (6) ضبطت بالقلم فی اللسان [1]بضمه فوق الراء،و نص علی کسرها فی التکمله.

و الرِّبْضَهُ من النَّاسِ :الجَمَاعَهُ مِنْهُم،و کَذَا من الغَنَمِ .

یقال:فیها رِبْضَهٌ من النَّاس،و الأَصْلُ للغَنَمِ ،کما فی اللِّسَان.

و قال ابنُ دُرَیْد: رَبَضَتِ الشَّاهُ و غَیْرُهَا من الدَّوَابِّ ، کالبَقَر و الفَرَسِ و الکَلْبِ تَرْبِضُ ،و من حَدّ ضَرَبَ ، رَبْضاً و رَبْضَهً ،بفَتْحِهِمَا، و رُبُوضاً ،بالضَّمّ ، و رِبْضَهً حَسَنَهً ، بالکَسْرِ،کبَرَکَت،فی الإبلِ ،و جَثُمَتْ ،فی الطَّیْر.

و مَوْضِعُهَا مَرَابِضُ ،کالمَعَاطِنِ للإِبل.و و أَربَضَها غَیْرُهَا ،کَذَا فی النُّسَخِ .و لو قَال:«هُوَ»،بَدَلَ «غَیْرها»کان أَخصَرَ.

و أَمّا

14- قولُه صلی اللّه علیه و سلم للضَّحّاکِ بن سُفْیانَ بنِ عَوْن العامِرِیّ أَبِی سَعِیدٍ: و قد بَعَثَهُ إِلی قَوْمِه بَنِی عامِرِ بنِ صَعْصَعَهَ بْن کِلاب:

« إِذَا أَتَیْتَهُمْ فارْبِضْ فی دارِهم ظَبْیاً ». قال ابنُ سِیدَه:قِیلَ فی تَفْسِیره قَوْلاَنِ :أَحَدُهُمَا: أَیْ أَقمْ فی دِیَارِهِم آمِناً کالظَّبْیِ الآمِنِ فی کِنَاسِه ،قد أَمِنَ حَیْثُ لا یَرَی إِنْسِیّاً (1)، و هو قَولُ ابنِ قُتَیْبَهَ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ . أَو المَعْنَی: لاَ تَأْمَنْهُم،بل کُنْ یَقِظاً مُتَوَحِّشاً (2)مُسْتَوْفِزاً، فإِنَّکَ بَیْنَ أَظْهُرِ الکَفَرَهِ ،فإِذا رَابَکَ مِنْهُم رَیْبٌ ،نَفَرْتَ عَنْهُم شَارِداً،کما یَنْفِرُ الظَّبْیُ ،و هو قَوْلُ الأَزْهَرِیّ :و«ظَبْیاً»فی القَوْلَیْنِ مُنْتَصِبٌ علی الحالِ ،و أَوقَعَ الاسْمَ مَوْقِعَ اسْمَ الفَاعِل،کَأَنَّه قَدَّرَه مُتَظَبِّیاً کما حَکَاه الهَرَوِیّ فی الغَرِیبَیْن.

قُلتُ :و الَّذِی

14- صَرَّحَ به الحافِظُ الذَّهَبِیُّ و غَیْرُه: أَنَّ النَّبیَّ صلی اللّه علیه و سلم إِنَّمَا أَرْسَلَه إِلی مَنْ أَسْلَم مِنْ قَوْمِه،و کَتَب إِلیه أَن یُوَرَّثَ امرأَهَ أَشْیَمَ الضَّبَابیّ من دِیَهِ زَوْجِهَا. فالوَجْهُ الأَوَّلُ هو المُنَاسِبُ للمَقَام،و لأَنَّه کان أَحَدَ الأَبْطَال مَعْدُوداً بِمِائَهِ فارِس،کما رُوِیَ ذلک،و کان مُسْتَوْحِشاً منهم، فَطَمَّنَهُ صلی اللّه علیه و سلم،و أَزالَ عنه الوَحْشَهَ و الخَوْفَ ،و أَمَرَهُ بأَن یَقَرَّ فی بُیُوتِهِم قَرَارَ الظَّبْی فی کِنَاسِه،و لا یَخْشَی من بَأْسِهِم، فتَأَمَّلْ .

و

14- فی حَدِیث الفِتَنِ رُوِیَ عن النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم أَنَّه ذَکَرَ: «من أَشْرَاطِ السَّاعَهِ أَنْ یَنْطِقَ الرُّوَیْبِضَهُ فی أُمُورِ العَامَّه». و هو تَصْغِیر الرَّابِضَهِ ،وَ هُوَ الَّذِی یَرْعَی الرَّبِیضَ ،کما نَقَلَه الأزْهَرِیّ .

14- و بَقِیَّهُ الحَدِیثِ : «قِیلَ :و ما الرُّوَیبِضَهُ یا رَسُولَ اللّهِ ؟قال: الرَّجُلُ التَّافِهُ -أَی الحَقِیرُ-یَنْطِقُ فی أَمْرِ العَامَّهِ ». . و هذا تَفْسِیرُ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم لِلْکَلِمهِ .بأَبِی و أُمّی،و لیس فی نَصِّه کَلمهُ «أَیْ »،بَیْنَ التّافِه و الحَقِیر.قلتُ :

14- و قَرَأْتُ فی الکَامل لابن عَدِیٍّ فی تَرْجَمَه مُحَمّد بْنِ إِسحاقَ عن عَبْدِ اللّه بنِ دِینَار عن أَنس: «قِیلَ :یا رَسُولَ اللّه،ما الرُّوَیْبِضَهُ ؟قال:الفاسقُ یَتَکَلَّم فی أَمرِ العَامَّه». انْتَهَی.و قال أَبو عُبَیْد:و مِمّا یُثْبِتُ حَدِیثَ الرُّوَیْبَضَهِ

16- الحَدِیثُ الآخَرُ: من أَشرَاطِ السَّاعَهِ «أَن یُرَی رعَاءُ الشاءِ رُؤُوسَ النَّاسِ ». و قال الأزْهَرِیُّ : الرُّوَیْبِضَهُ هو الَّذِی یَرْعَی الغَنَم،و قیل:هو العَاجِز الَّذِی رَبَضَ عن مَعَالِی الأُمُورِ و قَعَدَ عن طَلَبِهَا:

و زِیَادَهُ الهاءِ فی الرّابضَهِ لِلْمُبَالَغَهِ .کما یُقَال دَاهِیَه-قال:

و الغَالِبُ عِنْدِی أَنَّه قِیلَ للتّافِهِ من النّاسِ : رابِضَهٌ و رُوَیْبِضَهٌ ، لِرُبُوضه فی بَیْتِه و قِلَّهِ انْبِعَاثِه فی الأمُور الجَسِیمَهِ .قال:

و منه قیل: رَجُلٌ رُبُضٌ علی (3)،هکَذَا فی النُّسَخ،و صَوَابُه عن الحَاجَاتِ و الأَسْفَار، بضَمَّتَیْن ،إِذا کَانَ لاَ یَنْهَضُ فِیهَا ، و هو مَجاز.و قال اللِّحْیَانِیّ :أَی لا یَخْرُج فیها. و من المَجَازِ:قال اللَّیْثُ :فانْبَعَثَ لَه وَاحدٌ من الرّابِضَه ،قال:

الرّابِضَه :ملائِکَهٌ أَهْبِطُوا مع آدمَ عَلَیْه السَّلامُ یَهْدُون الضُّلاَّلَ .قال:و لَعَلَّه من الإِقامَهِ .

و فی الصّحاح: الرَّابِضَهُ بَقِیَّهُ حَمَلَهِ الحُجَّهِ ،لا تَخْلُو الأَرْضُ مِنْهُم .و هو فی الحَدِیث،و نَصُّ الصحاح:منه (4)الأَرْضُ .

و من المَجَازِ: الرَّبُوضُ ، کصَبُورٍ:الشَّجَرَهُ العَظِیمَهُ ، قاله أَبو عُبَیْد،زاد الجَوْهَرِیّ :الغَلِیظَهُ ،و زاد غَیْرُه:

الضَّخْمَهِ .و قوله: الوَاسِعَه .مَا رَأَیْتُ أَحَدَاً من الأَئِمَّهِ وَصَفَ الشَجَّرَهَ بِهَا،و إِنَّمَا وَصَفُوا بها الدِّرْعَ و القِرْبَهَ ،کما سَیَأْتی.

و أَنشدَ الجَوْهَرِیّ قَوْلَ ذِی الرُّمَّه:

تَجَوَّفَ کُلَّ أَرْطَاهٍ رَبُوضٍ

مِنَ الدَّهْنَا تَفَرَّعَتِ (5)الحِبَالاَ

و الحِبَالُ :الرِّمالُ المُسْتَطِیلَهُ .

ص:55


1- (1) کذا بالأصل و النهایه و [1]التهذیب،و فی اللسان: [2]أنیساً.
2- (2) فی التهذیب:«کالمتوجس»و فی اللسان:« [3]مستوحشاً».
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«عن»و سیشیر لها الشارح.
4- (4) الذی فی الصحاح [4]المطبوع:«منهم»کالأصل.
5- (5) فی الصحاح:من الدهنا مربعه الخبالا.

ج: رُبُضٌ ،بضَمَّتَیْن.و منه قَولُ العَجَّاج یَصِف النِّیرَان:

فهُنَّ یَعْکِفْنَ بهِ إِذا حَجَا

برُبُضِ الأَرْطَی و حِقْفٍ أَعْوَجَا

عَکْفَ النَّبِیطِ و یَلْعَبُون الفَنْزَجَا.

و الرَّبُوضُ : الکَثُیرَهُ الأَهْل من القُرَی ،نَقَله الصّاغَانِیّ .

و یقال:قَرْیَهُ رَبُوضٌ :عَظِیمَهٌ مُجْتَمِعَهٌ .و منه

16- الحدِیث: «إِنّ قَوْماً من بَنی إِسرائیلَ بَاتُوا بقَرْیَهٍ رَبُوضٍ ».

و من المَجَاز: الرَّبُوضُ : الضَّخْمَهُ مِنَ السَّلاسلِ ، و أَنشَدَ الأَصْمَعیّ :

و قالوا رَبُوضٌ ضَخْمَهٌ فی جِرَانِهِ

و أَسْمَرُ من جِلْدِ الذِّرَاعَیْنِ مُقْفَلُ

أَراد بالرَّبُوضِ سِلْسِلَهً رَبُوضاً أُوثِقَ بها،جَعَلَهَا ضَخْمَهً ثَقِیلَهً .و أَرادَ بالأَسْمَرِ قِدَّا غُلَّ به فیَبِسَ علیه.

و منه

17- حَدِیثُ أَبِی لُبَابَهَ رَضِیَ اللّه عَنْه: «أَنَّه ارْتَبَطَ بسِلْسلَهٍ رَبُوض إِلی أَن تَابَ اللّه عَلَیْه». قال القُتَیْبِیّ :هی الضَّخْمَه الثَّقِیلَهُ ،زاد غَیْرُه:الَّلازِقَهُ بصَاحِبِهَا،و فَعُولٌ منْ أَبْنِیَه المُبَالَغَه یَسْتوِی فیه المُذَکَّر و المُؤَنَّث.

و من المَجَازِ: الرَّبُوضُ : الوَاسِعَهُ من الدُّرُوعِ ،و یقال:

هی الضَّخْمَه،کما فی الأَساس.

قلت:

15,14- و قد رَوَی الصّاغَانِیُّ حَدِیثَ أَبی لُبَابَهَ بتَمَامِه بسَنَدٍ له مُتَّصِل،و ذَکَرَ فیه: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم هو الَّذِی حَلَّه.و قَرَأْتُ فی الرَّوْض للسُّهَیْلی أَنَّ الَّذِی حَلَّه فاطمهُ ،رَضِیَ اللّه عنها، و لمَّا أَبَی لِأَجْلِ قَسَمِه،قال صلی اللّه علیه و سلم:«إِنَّمَا فَاطِمَهُ بِضُعَهُ مِنِّی» فحَلَّتْهُ . فانْظُره.

و

17- فی حَدِیثِ مُعَاوَیَهَ : «لا تَبْعَثُوا الرَّابِضَیْنِ ». الرَّابِضَانِ :

التُّرْکُ و الحَبَشَهُ أَی المُقِیمَیْنِ السَّاکِنَیْن،یُرِید:لا تُهَیِّجوهم عَلَیْکم ما دَامُوا لا یَقْصدُونَکُم.

قلت:و هُو مِثْلُ

16- الحَدِیث الآخر: «اتْرُکُوا التُّرْکَ ما تَرَکُوکُم،و دَعُوا الحَبَشَهَ ما وَدَعُوکُم».

و الرَّبِیضُ ،کأَمیرٍ: الغَنَمُ برُعَاتهَا المُجْتَمعَهُ فی مَرَابِضها ، کأَنَّه اسمٌ للجَمْع، کالرَّبْضَه ،بالکَسْر.یُقَال:هذا رَبِیضُ بَنِی فُلانٍ و رِبْضَتُهم .قال امرْؤُ القَیْسِ :

ذَعَرْتُ به سِرْباً نَقِیًّا جُلُودُه

کما ذَعَرَ السِّرْحَانُ جَنْبَ الرَّبِیضِ

و الرَّبِیضُ مُجْتَمَعُ الحَوایا کالمَرْبَضِ ،کمَجْلِسٍ و مَقْعَدٍ ،و الرَّبَض ،مُحَرَّکَهً أَیضاً،کُلُّ ذلِکَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

و الرَّبَّاض ، ککَتّانٍ :الأَسَدُ الَّذِی یَرْبِضُ علی فَرِیسَتِه.

قال رُؤْبَهُ :

کَمْ جَاوَزَتْ مِنْ حَیَّهٍ نَضْنَاضِ

و أَسَد فی غَیلِهِ قَضْقَاضِ

لَیْث علی أَقْرَانِه رَبَّاضِ

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : رَبَضَه یَرْبِضُهُ و یَرْبُضُهُ :أَوَی (1)إِلَیْه کذا فی العُبَاب،و قد سَبَقَ أَنَّ ابنَ الأَعْرَابِیّ رَجَعَ عن اللُّغَه الثَّانِیَهِ .

و من المَجَارِ: رَبَضَ الکَبْشُ عن الغَنَمِ یَرْبِضُ رُبُوضاً : تَرَکَ سِفَادَهَا .و فی الأَسَاسِ :ضِرَابَهَا،و مِثْلُه فی الصّحاح. و حَسَرَ و عَدَلَ عنها، أَو عَجَزَ عَنْهَا ،و لا یُقَال فیه:جَفَرَ.و قال ابن عَبّادٍ و الزَّمَخْشَرِیّ :یُقَال للغَنَم إِذا أَفْضَتْ و حَمَلَتْ :قَدْ رُبِضَ عَنْهَا.

و رَبَضَ الأَسَدُ علی فَرِیسَتِه،و رَبَضَ القِرْنُ علی قِرْنِه ، إِذا بَرَکَ عَلَیْه،و هو رَبَّاضٌ (2)،فیهما.

و من المَجَازِ: رَبَضَ اللَّیْلُ :أَلقَی بنَفْسِه و لَیْلٌ رَابِضٌ علی المَثَلِ ،قال:

کأَنَّهَا و قَدْ بَدَا عُوَارِضُ

و اللَّیْلُ بَیْنَ قَنَوَیْنِ رَابِضُ

بجَلْهَهِ الوَادِی قَطًا رَوَابِضُ

و التِّرْباضُ ،بالکَسْرِ:العُصْفُرُ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .

و قال ابنُ عَبّاد: أَرْبَضَ أَهْلَهُ و أَصْحَابَه،إِذا قَامَ بنَفَقَتِهم .

کما فی العُبَاب.

و فی الصّحاح: أرْبَضَتِ الشَّمْسُ ،إِذا اشْتَدَّ حَرُّهَا حَتَّی یَرْبِضَ الظَّبْیُ و الشَّاهُ ،أَی مِنْ شِدَّهِ الرَّمْضَاءِ،و هو قَوْلُ الرِّیَاشیّ .و فی العُبَاب: أَرْبَضَت الشَّمْسُ :أَقامَتْ کما

ص:56


1- (1) فی القاموس:«آوی»و علی هامشه عن نسخه أخری:«أوی» کالأصل.
2- (2) وقعت بالأصل«رباص».

تَرْبِضُ الدَّابَّهُ ،فبَلَغَتْ غَایَهَ ارْتفَاعهَا،و لَمْ تَبْدَأْ للنُّزولِ ،و به فُسِّرَ حَدیثُ الأَنْصَارِیَّه.و هو مَجاز.

و من المَجازِ: أَرْبَضَ الإِناءُ القَوْمَ :أَرْوَاهُم .یُقَال:

شَرِبُوا حتی أَرْبَضَهُمُ الشَّرَابُ .أَی أَثْقَلَهُمْ من الرِّیِّ حَتَّی رَبَضُوا ،أَی ثَقُلُوا،و نَامُوا مُمْتَدَّین عَلَی الأَرْض .و إِناءٌ مُرْبِضٌ .

14- و فی حَدِیث أُمّ مَعْبَدٍ: «أَنّ النَّبیَّ صلی اللّه علیه و سلم لَمّا قَالَ عِنْدَهَا دَعَا بإِنَاءٍ یُرْبضُ الرَّهْطَ ». قال أَبو عُبَیْد:مَعْنَاه یُرْویهم (1)حَتَّی یُثْقلَهُمْ فیَرْبضُوا فیَنَامُوا،لکَثْرَه اللَّبَن الَّذی شَربُوه،و یَمْتَدُّوا علی الأَرْضِ .و مَنْ قال:یُرْیضُ الرَّهْطَ فهُوَ من أَراضَ الوَادِی.و قَدْ ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ الوَجْهَیْنِ .و قال:

و قَوْلُهم:دَعَا بإِنَاءٍ،إِلَی آخِرِه.و الصَّحِیحُ أَنَّه حَدِیثٌ ،کما عَرَفْتَ ،و قد نَبَّه علیه الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَهِ .

وَ تَرْبِیضُ السَّقَاءِ بالمَاءِ: أَنْ تَجْعَلَ فِیهِ ما یَغْمُرُ قَعْرَهُ ، نَقَلَه الصَّاغَانیُّ عن ابنِ عَبّاد،و قد رَبَّضَه تَرْبِیضاً .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

رَبَّضَ الدَّابَّهَ تَرْبِیضاً کَأَرْبَضَها و یقال للدَّابَّه:هی ضَخْمَهُ الرِّبْضَهِ ،أَیْ ضَخْمَهُ آثَارِ المرْبَطِ .

و أَسَدٌ رَابِضٌ ، کرَبّاضِ ،و منه المَثَلُ :«کَلْبٌ جَوَّالٌ خَیْرٌ من أَسَدٍ رَابِضِ .و فی رِوَایَه:من أَسَدٍ رَبَضَ .

و رَجلٌ رَابِضٌ :مَرِیضٌ ،و هو مَجَازٌ.

و الرُّبُوضُ ،بالضَّمّ ،مَصْدَرُ الشَّیْ ءِ الرَّابِض ،و أَیْضاً جَمْعُ رَابِضٍ .و منه

16- حَدیثُ عَوْف بن مَالک رَضیَ اللّه عنه: «أَنَّهُ رَأَی فی المَنَامِ قُبَّهً من أَدَمٍ حَوْلَها غَنَمٌ رُبُوضٌ ». أَی رَابِضَه .

و الرِّبْضَهُ ،بالکَسْرِ: الرَّبِیضُ .و یُقَال للأَفْطَسِ :أَرْنَبتُهُ رَابِضَهٌ علی وَجْهِه،أَی مُلْتَزِقَهٌ ،و هو مَجَاز،قاله اللَّیْثُ .

و الرَّبَضُ ،بالتَّحْرِیک:الدُّوَّارَهُ من بَطْنِ الشَّاهِ ،و قیل:

الرَّبَضُ :أَسْفَلُ من السُّرَّهِ .و المَرْبِضُ :تَحْتَ السُّرَّهِ و فَوْقَ العَانَهِ .و رَبَضُ النَّاقَهِ :بَطْنُهَا،قاله اللَّیْثُ ،و قد تَقَدَّم عن الأَزْهَرِیّ إِنْکَارُه،و قیل:إِنَّمَا سُمِّیَ بذلِکَ لأَنَّ حُشْوَتَها فی بَطْنِهَا.

و رَبَّضْتُه بالمَکَانِ تَرْبِیضاً :ثَبَّتُّه.قیلَ :و منه الرَّبَضُ :امْرَأَهُ الرَّجُلِ ،لأَنَّهَا تُثَبِّتُهُ فلا یَبْرَحُ .و تَرَکْتُ الوَحْشَ رَوَابِضَ .و هو مَجَاز.

و حَلَبَ مِنَ اللَّبَنِ ما یُرْبِضُ القَوْمَ ،أَی یَسَعُهُم.و هو مَجَاز.

و قِرْبَهٌ رَبُوضٌ :کَبِیرَهٌ لا تَکَادُ تُقَلُّ ،فهی رَابِضَهٌ أَو تَرْبِضُ (2)مَنْ یُریدُ إِقْلالَهَا و هو مَجَازٌ.

و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن ابن السِّکِّیت:یُقَال:فُلانٌ ما تَقُومُ رَابِضَتُهُ ،إِذا کان یَرْمِی فَیَقْتُلُ ،أَو یَعِینُ فیَقْتُل،أَی یُصِیبُ بالعَیْن.قال:و أَکْثَرُ مَا یُقَال فی العَیْنِ .انْتَهَی.و کَذلِکَ :

«مَا تَقومُ لَهُ رَابِضَهٌ »،و هُوَ مَثَلٌ ،و عَجِیبٌ من المُصَنِّف تَرْکُه.

و الرّابِضَهُ :العَاجِزُ عن مَعالِی الأُمورِ.

16- و فی الحَدِیث:

« کَرَبِیضَهِ الغَنَمِ ». أی کالغَنَمِ الرُّبَّضِ .

و صَبَّ اللّه علیه حُمَّی رَبِیضاً .

و یقال:أَقامَتِ امْرَأَهُ العِنِّینِ عِنْدَه رُبْضَتَهَا ،بالضَّمِّ ،أَی قَدْرَ ما عَلَیْهَا (3)أَنْ تَرْبِضَ عِنْدَه،و هی سَنَهٌ ،و هو مَجَاز.

و یقال:صدْتُ أَرْنَباً رَبُوضاً ،أَی بَارِکَهً (4).

و یقال:الْزَمُوا رَبَضَکُمْ ،و هو مَسْکَنُ القَوْمِ علی حِیَالِه، و هو مَجَازٌ.

و رِبَاضٌ و مُرَبِّضٌ و رَبَّاضٌ ،ککِتَابٍ و مُحَدَّثٍ و شَدَّادٍ:

أسماءٌ.

و الرَّبَضُ ،مُحَرِّکَهٌ :مَوْضِعٌ قبلَ قُرْطُبَهَ .و موضعٌ آخر مُتَّصِلٌ بقَصْرِ قُرْطُبَهَ ،منه یُوسُفُ بنُ مَطْرُوحٍ الرَّبَضِیّ ،تَفَقَّه علی أَصحابِ مالِکٍ .

و قال ابْنُ الأَثِیر: الرَّبَضُ :حَیٌّ من مَذْحِج.

و الرَّبَضُ :اسمُ ما حَوْلَ الرَّقَّهِ .منه الحَسَنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمن الرَّبَضِیّ الرَّقِّیّ البَزَّاز،نقله السَّمْعانِیّ .

و مِنْ رَبَضِ أَصْبَهَانَ أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنْ عَلِیّ الرَّبَضِیُّ .

ص:57


1- (1) فی التهذیب:«یرویهم حتی یُخَتِّرهم»و الأصل کاللسان و [1]النهایه.
2- (2) فی الأساس:أو یربضُ .
3- (3) بالأصل«ما مال علیها»و المثبت عن الأساس و قد نبه إلی عبارتها بهامش المطبوعه المصریه.
4- (4) فی الأساس:ضخمهً .

و من رَبَضِ مَرْو:أَبُو بَکْرٍ،أَحْمَدُ بنُ بَکْرِ بنِ یُونُسَ الرَّبَضِیُّ المَرْوَزِیُّ .

و من رَبَضِ بَغْدَادَ،أَبُو أَیُّوبَ سُلَیْمَانُ الضَّرِیرُ.

رحض

رَحَضَهُ یَرْحَضُه ، کمَنَعَه ، رَحْضاً : غَسَلَه ، کأَرْحَضَهُ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:لغه حِجَازِیّه،و أَنشد:

إِذا الحَسْنَاءُ لمْ تَرْحَضْ یَدَیْهَا

و لَمْ یُقْصَرْ لَهَا بَصَرٌ بسِتْر

قلتُ :و منه أَیضاً

17- حَدِیثُ ابْنِ عَبّاس،فی ذِکْرِ الخَوَارِج:

«و عَلَیْهِم قُمُصٌ مُرْحَضَهٌ » (1). أَی مَغْسوله.و علی الأولَی اقتَصَر الجَوْهَرِیّ و غیرهُ من أَئمَّه اللُّغَه،و أَنشدَ الصَّاغَانِیُّ للمُتَلَمِّس:

لَن یَرْحَضَ السَّوْءَاتِ عَنْ أَحْسَابِکُمْ

نَعَمُ الحَوَاثرِ إِذْ تُسَاقُ لِمَعْبَدِ

و هو مَجَاز.و مَعْبَدٌ هو أَخُو طَرَفَهَ المَقْتُول.یقول:لَنْ یَغْسِل عن أَحْسَابِکُم العَارَ و الدَّنَسَ أَخْذُ العَقْلِ ،و لکن طَلَبُ الثَّأْرِ،و قد تَقَدَّم فی«ح ث ر».

فهو رَحِیضٌ و مَرْحُوضٌ مَغْسُول.و منه

17- حَدِیثُ عائِشَه فی عُثْمَانَ رَضِیَ اللّه عَنْهما:«حَتَّی إِذا ما تَرَکُوه کالثَّوْبِ الرَّحِیضِ أَحالُوا علیه فقَتَلُوه». أَی لَمَّا تَابَ و تَطَهَّرَ من الذَّنْبِ الَّذِی نُسِبَ إِلیه قَتَلُوه.و قَال العُدَیْلُ بنُ الفَرْخ:

مَهَامِهُ أَشْبَاهٌ کَأَنَّ سَرَابَهَا

مُلاَءٌ بأَیْدِی الغَاسِلاَتِ رَحِیضُ

و الْمِرْحَاضُ ،بالکَسْرِ:خَشَبَهٌ یُضْرَبُ بِهَا الثَّوْبُ إِذا غُسِلَ .نَقلَه الجَوْهَرِیّ . و هو أَیضاً المُغْتَسَل ،کما فی الصّحاح.

و المِرْحَاضُ فِی الأَصْل:مَوْضِعُ الرَّحْضِ ، و قَد یُکْنَی به عن مَطْرَح العَذِرَهِ ،و جَمِیعُ أَسمائِه کذلِک،نحو الغَائِطِ ، و البَرَازِ،و الکَنِیفِ ،و الحُشِّ ،و الخَلاَءِ،و المَخْرَجِ ، و المُسْتَرَاحِ ،و المُتَوَضَّإِ،فلمّا شاعَ استِعْمَالُ وَاحِدٍ و شُهِرَ انْتَقَلَ إِلی آخَرَ.کما فی العُبَابِ .

و الجَمْعُ المَرَاحِضُ و المَرَاحِیضُ .و منه

17- حَدِیثُ أَبِی أَیُّوبَ الأَنْصَارِیّ : «فَوَجَدْنا مَرَاحِیضَهم استُقْبِل (2)بها القِبْلَه،فکُنَّا نَتَحَرَّفُ و نَسْتَغْفِرُ اللّه. یَعنِی بالشَّام.

و المِرْحَضَهُ ، کمِکْنَسَهٍ :شَیءٌ یُتَوَضَّأْ فیه مِثْلُ الکَنِیفِ ، قال اللَّیْثُ ،و فی الأَساسِ :هی المِیضَاهُ .

و قال ابنُ عَبّاد: الرَّحْضُ :الشَّنَّهُ ،و المَزَادَهُ الخَلَقُ ، نقله الصّاغَانیّ .

و الرِّحْضِیَّهُ ،بالکَسْر:ه،قُرْبَ المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ، للأَنْصَارِ و بَنِی سُلَیْمٍ ،عِنْدَها آبارٌ کَثِیرَهٌ و نَخِیلٌ .هکَذَا نقله الصّاغَانِیّ فی کِتَابَیْه (3)،و الَّذِی فی المُعْجَمِ و غَیْرِه:مَاءٌ فی غَرْبِیّ ثَهْلاَنَ یُدْعَی رُحَیْضَهَ (4).أَی کسفینه،و هو من جِبَالِ ضَرِیَّهَ ،و سیأْتی أَنّ ثَهْلاَن جَبَلٌ لبَنِی نُمَیرٍ بنَاحِیَهِ الشُّرَیْفِ (5)و ضَرِیَّهُ و الشُّرَیْفُ کِلاهُمَا بنَجْدٍ قُرْبَ المَدِینَه.فإِنْ کانَ هکَذَا فقد وَهِمَ (6)الصَّاغَانِیّ فی ضَبْطِه فتأَمل.

و الرُّحَضَاءُ ،کالخُشَشَاءِ:العَرَقُ مُطْلقاً،و یُقَال عَرَقُ الحُمَّی،کما قاله اللَّیْثُ .و قِیل:هو العَرَقُ فی إِثْرِ الحُمَّی ، و قیل:هو الحُمَّی بعَرَقٍ ، أَو عَرَقُ یغْسِلُ الجِلْدَ کَثْرَهً ،أَی لکَثْرَتِهِ ،و کَثِیراً ما یُسْتَعْمل فی عَرَقِ الحُمَّی و المَرَضِ .و بِهِ فُسِّر

14- حَدِیثُ نُزُولِ الوَحْی: «فَمَسَحَ عنه الرُّحَضَاءَ ». و قد رُحِضَ المَحْمُومُ ،کعُنِی :أَخَذَتْه الرُّحَضَاءُ ،قالَهُ اللَّیْثُ ، و هو مَجَازٌ،و قال الأَزْهَرِیُّ :إِذا عَرِقَ المحْمُومُ من الحُمَّی فهِیَ الرُّحضاءُ .

و حَکَی الفَارِسِیُّ عن أَبِی زَیْد: رُحِضَ رَحْضاً ،فهو مَرْحُوضٌ ،إِذا عَرقَ فکَثُرَ عَرَقُه عَلَی جَبینِه فی رُقَادِه،أَو یَقَظَتِه،و لا یَکُونُ إِلاَّ مِنْ شَکْوَی.

و الرُّحَاضُ ،بالضَّمِّ ،اسْمٌ منه ،أَی من الرُّحَضَاءِ ،عن ابْنِ دُرَیدٍ.

ص:58


1- (1) ضبطت فی النهایه و اللسان« [1]مُرَحَّضه».
2- (2) الأصل و الصحاح و اللسان و فی النهایه:«قد استقبل بها»و فی التهذیب:«فوجدنا بها مراحیض قد استقبل بها».
3- (3) و مثله فی معجم البلدان«الرِّحضیه».
4- (4) وردت عند یاقوت فی ترجمه مستقله«رُحیضه»بالتصغیر،و هی غیر «الرحضیه»التی وردت قبل.قال یاقوت فی رحیضه:و یقال بفتح الراء و کسر الحاء،یعنی کما مثّل الشارح.
5- (5) عن معجم البلدان«ثهلان»و بالأصل«الشرین».
6- (6) کذا بالأصل،انظر ما تقدم،فقد ورد فی معجم البلدان«رحیضه» و«الرحیضه».

و سَمَّوْا رَحَّاضاً ،ککَتَّانٍ ،و کذلِکَ رَحْضَه ،بالفَتْح، و مُحَرَّکَه.

و ارْتَحَضَ الرَّجُل: افْتَضَحَ ،عن أَبِی عَمْرٍو،کما فی العُبَاب،و هو مَجَاز.

و خُفَافُ بنُ إِیماءَ بْنِ رَحْضَهَ بن خُرْبَهَ بنِ خلافِ بنِ حارِثَهَ ،بن غِفَارٍ الغِفَارِیّ ، صَحابِیٌ .

قلتُ :خُفافٌ ،کغُرَابٍ ،کان إِمامَ قَوْمِه و خَطِیبَهم،شَهِدَ الحُدَیْبِیَهَ ،رَوَی عنه الجَمَاعَهُ و أَبُوهُ إِیماءُ،«بکَسْرِ الهمْزِ و المَدّ،و فَتْحِهَا و القَصْر،له صُحْبَهٌ أَیْضاً،و کان سَیِّدَ بَنِی غِفَارٍ.و رحضَهُ قیل مُحَرَّکهَ ،و یُقَال بالضَّم،و یُقَال بالفَتْح، کما هو صرِیحُ سِیاقِ المُصنِّف،له صُحْبهٌ أَیضاً،کما نقله غیْرُ وَاحِدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

یَرْحُضُهُ ،کیَنْصُر:لُغهٌ فی یَرْحَضُ .کیمْنَعُ ،کما فی اللِّسان.

و الرُّحَاضَهُ :الغُسَالهُ ،عن اللِّحْیَانِیّ .

و ثَوْبٌ رَحْضٌ ،لا غیْر:غُسلَ حتَّی خَلَقَ ،عن ابن الأَعْرابِیّ ،و أَنْشد:

إِذا ما رَأَیْتَ الشَّیْخَ عَلْبَاءَ جِلْدِه

کرَحْضٍ قدِیمٍ فالتَّیَمُّنُ أَرْوَحُ

و المُرْحَضَهُ :الإِجّانَه،لأَنَّه یُغْسَلُ فیها الثِّیَابُ ،عن اللّحْیَانیّ .

و المِحَاضه:شیْ ءٌ یُتَوَضَّأُ بِهِ کالتَّوْرِ،عن ابن الأَعرابیّ ، کما فی التَّهْذِیب.

و التَّرْحَاضُ ،بالفتْحِ :الغَسْلُ :و أَنْشد ابنُ بَرِّیّ فی م ض ض قَوْلَ سِنَانِ بن مُحَرَّشٍ الأَسَدِیّ :

مِن الحَلُوءِ صادِقِ الإِمْضَاضِ

فی العَیْنِ لا یَذْهَبُ بالتَّرْحَاضِ

و الأَرْحَضِیَّهُ :وَادٍ بَیْنَ أُبْلَی و قُرّانَ ،بینَ الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفَیْن.نَقَلَهُ یاقُوت (1).

رضض

الرَّضُّ :الدَّقُّ و الجَرْشُ ،و قد رَضَّهُ یَرُضُّهُ رَضّاً ، و هو رَضِیضٌ و مَرْضُوضٌ ،و قیل: رَضَّهُ رَضّاً إِذا کَسَرَهُ .

و الرَّضُّ : تَمْرٌ یُدَقُّ و یُخَلَّصُ من النَّوَی،ثم یُنْقَعُ فی المَخْضِ ،أَی اللَّبَنِ فتُصْبِحُ الجارِیهُ فتَشْرَبُه،و أَنْشَد الجَوْهَرِیُّ قولَ الرّاجِز:

جَارَیَهٌ شبِّتْ شَبَاباً غَضَّا

تُصْبَحُ مَحْضاً و تُعَشَّی رَضَّا

ما بَیْنَ وِرَکَیْها ذِرَاعاً عَرْضَا

لا تُحْسِنُ التَّقْبِیلُ إِلاَّ عَضَّا

کالْمُرِضَّهِ ،بضمِّ المِیمِ و کَسْرِ الرَّاءِ، و تُکْسَرُ المِیمُ و تُفْتَحُ الرَّاءُ ،عن ابنِ السِّکِّیت،قال.و هی الکُدَیْراءُ.

و رُضَاضُ الشَّیء ،أَی بالضَّمِّ : ما رُضَّ مِنْه ،عن ابنِ دُرَیدٍ.و فی الصّحاح: رُضَاضُ الشَّیْ ءِ:فُتَاتُه.

و الرَّضْرَاضُ :الحَصَی ،عن ابنِ دُرَیْد، أَو صِغَارُهَا ،أَی ما دَقَّ مِنْهَا الَّذِی یَجْری علیه المَاءُ،و هذا أَکْثَرُ فی الاسْتِعْمَال،و منه قولُ الرَّاجِز:

یَتْرُکْنَ صَوَّانَ الحَصَی رَضْرَاضَا

16- و فی حَدِیث الکَوْثَر: «طِینُه المِسْکُ ،و رَضْرَاضُهُ التُّومُ ». أَی الدُّرّ،و کذا قَوْلُهم:نَهْرٌ ذُو سِهْلَه و[ذو] (2)رَضْرَاضٍ .

السَّهْلَهُ :رَمْلُ القَنَاهِ الَّذِی یَجْرِی علیه الماءُ، کالرَّضْرَضِ مَقْصُورٌ منه.

و الرَّضْرَاضُ أَیْضاً: الأَرْضُ المَرْضُوضَهُ بالحِجَارَهِ ، و أَنشد ابن الأَعْرَابِیّ :

یَلُتُّ الحَصَی لَتَّا بُسُمْرٍ کَأَنَّها

حِجَارَهُ رَضْرَاضٍ بِغَیْلٍ مُطَحْلِبِ

کما فی الصّحاح.

و الرَّضْرَاضُ : الرَّجلُ اللَّحِیمُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «أَنَّ رَجُلاً قال له مَرَرْتُ بجُبُوبِ بَدْرٍ فإِذا برَجُلٍ أَبْیَضَ رَضْرَاضٍ ، و إِذا رَجُلٌ أَسْوَدُ بِیَدِهِ مِرْزَبَهٌ (3)یَضْرِبُه،فقال:ذَاکَ أَبُو جَهْل».

و هی بَهَاءٍ .

ص:59


1- (1) الذی فی معجم البلدان«الأرحضیه»:موضع قرب أُبلی و بثر معونه بین مکه و المدینه.
2- (2) زیاده عن اللسان. [1]
3- (3) مرزبه قال ابن الأثیر:المرزبه بالتخفیف المطرقه الکبیره التی تکون للحداد.و یقال لها الإرزبه بالهمز و التشدید.

و قال أَبُو عَمْرٍو: الرَّضْرَاضُ : القَطْرُ من المَطَرِ الصِّغارُ .

و هو أَیضاً الکَفَلُ المُرْتَجُّ ،عند المَشْی.قال رُؤْبَهُ .

أَزْمانَ ذاتُ الکَفَلِ الرَّضْرَاضِ

رَقْرَاقَهُ فی بُدْنِهَا الفَضْفَاضِ

و قال ابن عَبَّاد: الأَرَضُّ :القَاعِدُ الذی لا یَرِیمُ و لا یَبْرَحُ .و أَرَضَّ الرَّجُلُ إِرْضَاضاً : أَبْطأَ و ثَقُلَ ،و أَنشد الجَوْهَرِیّ للعَجّاج:

«ثُمَّ اسْتَحَثُّوا مُبْطِئاً أَرَضَّا »

و أَرَضَّتِ : الرَّثِیئَهُ :خَثَرَتْ ،نقله الجَوْهَرِیّ .

و قال ابن عباد،و ابنُ السِّکّیت: أَرَضَّ ،إِذَا عَدَا عَدْواً شَدِیداً ،فهو مع إِبطاءٍ و ثِقَلٍ ، ضِدّ .

و المُرِضَّهُ ،بضَمَّ المِیمِ و کَسْرِ الرّاء: الأُکْلَه و الشُّرْبَهُ (1)الَّتِی إِذا أَکَلْتَهَا أَو شَرِبْتَها رَضَّت عَرَقَک فأَسَالتْه ،قاله أَبو زَیْدٍ.و نَصُّه: أَرَضَّتْ عَرَقَک.

و رَضْرَضَهُ :کَسَرَهُ ،و قیل:دَقَّهُ و لم یُنْعِمْ ،و کذلِکَ رَضَّهُ .

و الرَّضْرَاضَهُ : الحِجَارَهُ تَتَرَضْرضُ علی وَجْهِ الأَرْضِ ، أَی تَتَحَرَّکُ و لا تَلْبَثُ (2).و قال الأَزْهَرِیّ :و قِیلَ : تَتَکَسَّرُ ، و مِثْلُه قولُ الجَوْهَرِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

ارْتَضَّ الشَّیْ ءُ:تَکَسَّرَ.و المِرَضَّهُ ،بالکَسْر:الَّتِی یُرَضُّ بِهَا.

و أَرَضَّ التَّعَبُ العَرَقَ :أَسَالَهُ .

و یُقَال للرّاعِیَهِ إِذا رَضَّتِ العُشْبَ أَکْلاً و هَرْساً: رَضَارِضُ ، قال:

یَسْبُتُ رَاعِیهَا وَ هِی رَضَارِضُ

سَبْتَ الوَقِیذِ و الوَرِیدُ نابِضُ

و فی الصّحاح:إِبِل رَضَارِضُ :رَاتِعَهٌ کأَنَّهَا تَرُضُّ العُشْبَ .

و المُرِضَّهُ ،بالضَّمّ و کَسْرِ الرَّاءِ:اللَّبَنُ الحَلِیبُ یُحْلَبُ علی الحَامِضِ ،و قِیل:هو قَبْلَ أَنْ یُدْرَکَ ،و هی الرَّثِیئَهُ الخَاثِرَهُ .

و قال أَبو عُبَیْدٍ:إِذا صُبَّ لَبَنٌ حَلِیبٌ علی لَبَنٍ حَقِینٍ فهو المُرِضَّهُ و المُرْتَثِئَهُ .و قال ابنُ السِّکّیت:سأَلْتُ بعضَ بَنَی عامِرٍ عن المُرِضَّهِ فقال:هو اللَّبَنُ الحَامِضُ الشَّدِیدُ الحُمُوضَهِ ،إِذا شَرِبَهُ الرَّجُلُ أَصْبَح قَد تَکَسَّرَ.قال ابنُ أَحْمَر یَذُمّ رَجُلاً و یَصِفُه بالبُخْلِ ،کما فی الصّحاح،و قال ابنُ بَرّیّ :هو یُخَاطِبُ امْرَأَتَه،و فی العُباب:یُحَذِّرُها أَنْ تَتَزَوَّج بَخِیلاً:

و لاَ تَصِلِی بِمَطْرُوقٍ إِذا مَا

سَرَی فی القَوْمِ أَصْبَحَ مُسْتَکِینَا

یَلُومُ و لا یُلامُ و لا یُبَالِی

أَ غَثّاً کان لَحْمُکِ أَمْ سَمِینَا

إِذا شَرِبَ الْمُرِضَّهَ قال:أَوْکِی

علی ما فِی سِقَائِکِ قد رَوِینَا

قال ابن بَرّیّ :کذا أَنْشَدَه أَبو عَلیّ لابْنِ أَحْمَرَ.رَوینَا، علی أَنَّه من القَصِیدَه النُّونِیّه.

و فی شِعْرِ عمْرِو بن هُمَیْلٍ اللَّحْیانِیّ ،و فی العُبَابِ :

الهُذلیّ [قد رَوِیتُ ] (3)فی قَصِیدَه أَوَّلها:

أَلاَ مَنْ مُبْلِغُ الکُعْبِیّ عَنّی

رَسُولاً أَصلُهَا عِنْدِی ثَبِیتُ

و فی العُبَاب:یَهْجُو عَمْرَو بْنَ جُنَادَهَ الخُزَاعیّ ،و مِنْهَا:

تَعَلَّمْ أَنَّ شَرَّ فَتَی أَنَاسٍ

و أَوْضَعَه خُزَاعِیٌّ کَتِیتُ

إِذَا شَرِبَ المُرِضّهَ قال:أَوْکِی

علی مَا فِی سِقَائک قد رَوِیتُ

قال الصّاغَانِیّ :و هذَا من تَوَارُدِ الخَاطِرُ.

و قال الأَصْمَعِیّ : أَرَضَّ الرجلُ إِرْضَاضاً ،إِذا شَرِبَ المُرِضَّهَ فثَقُلَ عَنْهَا،و أَنشد قَوْلَ العَجّاج:

ثمّ استَحثُّوا مُبْطِئاً أَرَضَّا

ص:60


1- (1) فی اللسان:«أَو الشربه»و الأصل کالتهذیب و التکمله.
2- (2) فی التهذیب:«تتحرک و لا تثبت»و لم یرد فیه قوله:تتکسر،و قد ذکرها اللسان عن أَبی منصور،و وردت فی الصحاح.
3- (3) زیاده عن اللسان. [1]

و عن أَبی عُبَیْدَهَ : المُرِضَّهُ من الخَیْلِ :الشَّدِیدَهُ العَدْوِ.

و عن ابنِ السِّکِّیت: أَرَضَّ فی الْأَرْضِ أَیْ ذَهَبَ .

و الرَّضْرَاضُ :الصَّفَا،عن کُرَاع.

و بَعِیرٌ رَضْرَاضٌ :کَثیرُ اللَّحْمِ ،عن الجَوْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الجَعْدِیّ یَصِفُ فَرَساً:

فعَرفْنَا هِزَّهً تَأْخُذُهُ

فَقَرَنَّاهُ بِرَضرَاضٍ رِفَلّ

أَیْ أَوثَقْنَاهُ بِبَعِیرٍ ضَخْمٍ .

و من المَجَاز:سَمِعْتُ بِمَا نَزَل بِک ففَتَّ کَبِدِی و رَضَّ عِظَامِی،کما فی الأَساسِ .

و رَضْرَاضَهُ :مَوْضِعٌ بسَمَرْقَنْدَ،منه أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ مَحْمُودِ بن عبْدِ اللّهِ الرَّضْراضِیّ ،رَوَی عنهُ أَحْمَدُ بنُ صَالِحِ بنِ عُجَیْف.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

رعض

رَعَضَ الفَرَسُ ،کمَنَع:انتَفَضَ و ارْتَعَدَ و ارْتَعَضَتِ الشَّجَرَهُ :تَحَرَّکَت و رَعَضَتْهَا الرِّیحُ و أَرْعَضَتْهَا .

و ارْتَعَضَتِ الحَیَّهُ :تَلَوَّتْ .هکَذَا ذَکَره صاحِبُ اللّسَانِ هُنَا عن ابنِ الأَثِیر،و أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و قد سَبَقَ ذلِکَ بعَیْنِه فی «الصّادِ»و لَعَلَّ ما ذَکَرَهُ لُغَه،فتَأَمّلْ .

رفض

رَفَضَهُ یَرْفِضُهُ و یَرْفُضُهُ ،من حَدّ ضَرَبَ و نَصَرَ، رَفْضاً ،بالفَتْح، و رَفَضاً ،مُحَرَّکَهٍ : تَرَکَهُ ،کما فی الصّحاح، و العُبَاب.زادَ فی اللّسَان:و فَرَّقَه.

و رَفَضَ الإِبِلَ یَرْفِضُهَا رَفْضاً من حَدّ ضَرَبَ فَقطْ ،کما فی الصّحاح،و من حَدّ نَصَرَ أَیْضاً،کما فی العُبَاب: تَرَکَهَا تَتَبَدَّد ،أَیْ تَتَفَرَّقُ فِی مَرْعَاهَا حَیْثُ أَحَبَّت،لا یَثْنِیهَا عَمَّا تُرِیدُ کَأَرْفَضَهَا ، إِرْفَاضاً ،عَنِ الْفَرَّاءِ، فَرَفَضَتْ هِیَ تَرْفُضُ رُفُوضاً ،بالضَّمِّ ،أَی رَعَتْ وَحْدَهَا،و الرَّاعِی یَنْظُرُ إِلَیْهَا .

و فی الصّحاح:یُبْصِرُهَا،قَرِیباً کانَ أَوْ بَعِیداً.

قُلْتُ :فهو مُتَعَدّ لازِمٌ ،و زادَ فی اللِّسَان-بَعْدَ قَوْلِه:أَو بَعِیداً-:لا تُتْعِبُه و لا یَجْمَعُهَا،و نَصّ الفَرّاء: أَرْفَضَ القَوْمُ إِبِلَهُمْ :إِذَا أَرْسَلُوهَا بِلا رِعَاءٍ.و قد رَفَضَتِ الإِبِلُ ،إِذَا تَفَرَّقَتْ ،وَ رَفَضَتْ هِیَ تَرْفِضُ رَفْضاً ،أَی تَرْعَی وَحْدَهَا، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجز:

سَقْیاً بَحَیْثُ یُهْمَلُ المُعَرَّضُ

و حَیْثُ یَرْعَی وَ رَعِی و أَرْفِضُ

و یُرْوَی:و یَرْفِضُ .

قال ابن بَرّیّ :المُعَرَّضُ من الإِبل:الّذِی وَسْمُه العِرَاضُ (1).و الوَرَعُ :الصَّغِیرُ الضَّعِیفُ الَّذِی لا غَنَاءَ عِنْدَه.

و یُقَال:إِنّمَا مَالُ فُلانٍ أَوْرَاعٌ ،أَی صِغَارٌ.

و هی إِبِلٌ رَافِضَهٌ و رَفْضٌ ،بالفَتْحِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ، و أَنشدَ قَوْلَ الشَّاعِرِ یَصِفُ سَحاباً.قُلْتُ :و هو مِلْحَهُ الجَرْمِیّ ،کما فی العباب،و قِیلَ :مِلْحَهُ بنُ وَاصِلٍ ،کما فی اللّسَان.

تُبَارِی الرِّیَاحَ الحَضر مِیّاتِ مُزْنُهُ

بمُنْهَمِرِ الأَوْرَاقِ ذِی قَزَعٍ رَفْضِ

و یُحَرَّکُ أَیْضاً، و جَمْعُه حینئذٍ أَرْفَاضٌ ،و إِنَّمَا عَدَلَ عن إِشارَه الجِیمِ ،لئَلاّ یُظَنّ أَنَّهُ جَمْعٌ لَهُمَا.

و یُقَال: رَفَضَ النَّخْلُ ،و ذلِکَ إِذا انْتَشَرَ عِذْقُهُ و سَقَطَ قِیقاؤُه (2)نقله الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و صَاحِبُ اللّسَان.

و رَفَضَ الوَادِی :اِنْفَسَحَ و اتَّسَع، کأَرْفَضَ ،کما فی العُبَابِ و اسْتَرْفَضَ ،عن ابن عَبّادٍ.

و رَفَضَ : رَمَی ،و منه الرَّافِضُ فی قَوْلِ ابنِ أَحْمَرَ الآتی، أَی الرّامِی.

و شَیْ ءٌ رَفِیضٌ و مَرْفُوضٌ :مَتْرُوکٌ مَرْمِیٌّ مُفَرَّقٌ .

و الرَّفِیضُ ،کأَمِیرٍ: العَرَقُ ،کما فی العُبَاب،أَی لِسَیَلاَنِهِ .

و الرَّفِیضُ أَیضاً:المُتَقَصِّدُ،أَی المُتَکَسِّرُ من الرِّمَاح .

قال امْرُؤُ القَیْس:

و وَالَی ثَلاَثاً و اثْنَتَیْنِ و أَرْبَعاً

و غَادَرَ أُخْرَی فی قَنَاهٍ رَفِیضٍ

أَی صَرَعَ ثَلاثَهً علی الوِلاءِ،و تَرَکَ فی الأُخْرَی قَنَاهً مَکْسُورَهً .

ص:61


1- (1) زاد فی اللسان:و هو خط فی الفخذین عرضاً.
2- (2) القیقاء:وعاء زهر النخل.

و الرَّوَافِضُ :کُلُّ جُنْدٍ ،و لَیْسَ فی الصّحاح لَفْظَهُ «کُلّ » و لا فی العُبَاب.فی اللِّسَان:جُنُودٌ تَرَکُوا قائِدَهُمْ و انْصَرَفُوا، کما فی الصّحاح.و فی العُبَابِ :و ذَهَبُوا عَنْهُ .

و الرَّافِضَه :فِرْقَهٌ (1)منهم ،و النَّسْبَهُ إِلیهم رَافِضِیّ .

و الرَّافِضَهُ أَیْضاً: فِرْقَهٌ مِنَ الشِّیعَهِ ،قال الأَصْمَعِیُّ :

سُمُّوا بِذلِکَ لِأَنَّهم تَرَکُوا زَیْدَ بنَ عَلیّ ،کَذا نَصُّ الصّحاح.

و فی اللّسَان و العُبَاب:

17- قال الأَصْمَعِیُّ : کانُوا بَایَعُوا زَیْدَ بْنَ عَلِیّ بن الحُسَیْن بن عَلِیّ بن أَبِی طالب رحِمَهُم اللّه تَعالَی، ثُمَّ قَالُوا لَهُ :تَبَرَّأْ ،و فی بعض الأصُول ابْرَأْ مِنَ الشَّیْخَیْنِ نُقَاتِلْ مَعَکَ ، فَأَبَی،و قَالَ :کَانَا وَزِیرَیْ جَدِّی،صلی اللّه علیه و سلم ،فلا أَبْرَأُ مِنْهُمَا.و فی بَعْضِ النُّسَخ:أَنا مع وَزِیرَیْ جَدَّی.

فَتَرَکُوهُ و رَفَضُوه ،و ارْفَضُّوا عَنْه . کما فی العُباب.و فی اللِّسَان.فسُمّوا رَافِضَهً . و النِّسْبَهُ رَافِضِیٌّ ،و قالُوا:

الرَّوَافِضُ ،و لم یَقُولُوا: الرُّفَّاض ،لِأَنَّهُمْ عَنَوُا الجَمَاعَاتِ .

و رُفَاضُ الشَّیْ ءِ ،بالضَّمِّ : ما تَحَطَّمَ مِنْهُ فَتَفَرَّقَ ،کما فی الصّحاح،و نقله الصَّاغَانِیّ عن ابنِ دُرَیْدٍ،و أَنْشدَ ابنُ بَرّیّ للعَجَّاج:

یُسْقَی السَّعیطَ فی رُفَاضِ الصَّنْدَلِ

و السَّعیط :دُهْنُ الْبَانِ ،و قیلَ :دُهْنُ الزَّنْبَق.

و رُفُوضُ النَّاسِ :فِرَقُهُم ،کما فی الصّحاح.قال الراجزُ:

مِنْ أَسَدٍ أَو مِنْ رُفُوضِ النّاس

و الرُّفُوضُ من الأَرْضِ :ما لا یُمْلَکُ مِنْهَا ،کما فی العُبَاب و اللّسَان،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.قال:و قال قَومٌ :بَلْ رُفُوضُ الأَرْضِ أَنْ تَکُونَ أَرْضٌ بَیْنَ أَرْضَیْنِ لِحَیَّیْنِ ،فهی مَتْرُوکَهٌ یَتَحَامَوْنَهَا.و فی الصّحاح: رُفُوضُ الأَرْضِ :ما تُرِکَ بَعْدَ أَنْ کان حِمَّی.

و الرُّفُوضُ أَیْضاً: المُتَفَرِّقُ مِنَ الْکَلَإِ .یُقَال:فی أَرْضِ کَذَا رُفُوضٌ من کَلَإٍ،أَی مُتَفَرِّقٌ بَعِیَدٌ بَعْضُهُ من بَعْضٍ ، کما فی الصّحاح،و العُبَاب،و الجمْهَره.

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و الرَّفَّاضَهُ ،کجَبَّانَهٍ :الَّذِینَ یَرْعوْنَهَا ،أَی رُفُوضَ الأَرْضِ .و هو فی الصّحاح أَیضاً،و وَقَعَ فی العُبَابِ :

یَزْرَعُونَهَا.

و الرَّفَضُ مِنَ الماءِ مُحَرَّکَهً ،کما فی الصّحاح،و هو قولُ أَبی عُبیْدهَ کما قاله الصَّاغَانِیّ ،و علیه اقْتَصر الجوْهرِیّ ، و نَقَلَه أَیْضاً أَبُو عُبیْدٍ عن أَبِی زیْدٍ،و هو قَول الفَرّاءِ أَیْضاً.

و فی حاشِیَه الصّحاح:و هو الصّحِیحُ المَسْمُوعُ من العَرَب.

و یُسْکَنُ .و هو قَوْلُ ابنِ السِّکّیت کما نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و الزَّمخَشرِیّ .قُلتُ :و هو قولُ ابْنِ الأَعْرَابِیّ أَیْضاً،و فَسّرَهُ بقَوْلِه:هو دُونَ الملْ ءِ بقَلِیلٍ و أَنشد:

فَلَمَّا مَضَتْ فوْقَ الیَدیْنِ و حنَّفَتْ

إِلی المَلْ ءِ و امْتَدَّت برَفْضٍ عُیُونُهَا

: القَلِیلُ منه ،أَی من الماءِ،و کَذا مِن اللَّبَنِ ،یَبْقَیانِ فی أَسْفَلِ القِرْبهِ أَو المَزَادَهِ ،و هو مِثْلُ الجُرْعَهِ ،و الجَمْعُ أَرْفَاضٌ ،عن اللّحْیَانِیّ .

و مَرَافِضُ الوَادِی :مَفَاجِرُه حیْثُ یَرْفَضُّ إِلیه السَّیْلُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و هو قَوْلُ أَبِی حَنِیفَهَ ،و نَقَلَه الزَّمخْشَرِیّ أَیْضاً، و أَنشَدَ لابْن الرِّقَاع:

ظَلَّتْ بحَزْمِ سُبَیْعٍ أَو بِمَرْفَضِه

ذِی الشَّیحِ حیثُ تَلاَقَی التَّلْعُ فانْسَحَلاَ (2)

و قال غیرُه: المَرْفَضَ :مِنْ مَجَارِی المِیَاه و قَرَارَتِهَا، قال:

ساقَ إِلَیْهَا ماءَ کُلِّ مرْفَضِ

مُنْتِجُ أَبْکَارِ (3)الغَمَامِ المُخَّضِ

و رَجُلٌ رُفَضهٌ :یَأْخُذُ الشَّیْ ءَ ثُمَّ لا یَلْبث أَنْ یَدَعَهُ ،کما فی الأسَاسِ .و فی الصّحاح:یُقَال: قُبَضَهٌ رُفَضَهٌ ،کهُمزهٍ ، فِیهِما،إِذَا کَانَ یَتَمَسَّکُ بالشَّیْ ءِ ثُمَّ لا یَلْبَثُ أَنْ یَدَعهُ .و قال ابنُ السِّکّیت:یُقَال:رَاع قُبَضَهٌ رُفَضَهٌ ،لِلَّذِی یَقْبِضُ الإِبلُ و یَجْمَعُهَا،فإِذَا صارَتْ إِلی المَوْضِعِ الَّذِی تُحِبّه و تَهْوَاه رَفَضَها و تَرَکَها تَرْعَی حیْثُ شاءَت،کما فی الصّحاح،و مثلُه فی الأَسَاس.

و قال أَبو زَیْدٍ: رَفَّضَ فی القِرْبَهِ تَرْفِیضاً ،إِذا أَبْقَی فِیهَا قَلِیلاً من ماءٍ ،نَقلَه أَبُو عُبَیْدٍ عنه.

و فی النّوادر: رَفَضَ الفَرسُ ،و نَقَضَ ،إِذا أَدْلَی و لَمْ

ص:62


1- (3) القاموس:الفرقهُ .
2- (1) فی معجم البلدان« [1]سبیع»باضت بدل ظلت.
3- (2) عن اللسان و بالأصل«أَفکار».

یَسْتَحْکِم إِنْعاظُه ،و مِثْلُه سَیَّأَ،و شَوَّلَ ،و أَسابَ و أَساحَ و سَیَّحَ .

و ارْفِضَاضُ الدُّمُوعِ :تَرَشُّشُها ،کما فی العُبَابِ .و عِبَارَهُ الصّحاح: ارْفِضَاضُ الدَّمْعِ :تَرَشُّشُه (1).و فی اللسان:

ارْفَضَّ الدَّمْعُ ارْفِضَاضاً :سالَ و تَفَرَّقَ و تَتَابَعَ سَیَلاَنُه و قَطَرَانُه،و قیل:إِذا انْهَلَّ مُتَفَرِّقاً. و الارفِضَاضُ ، مِنَ الشَّیْ ءِ:

تَفَرُّقُهُ و ذَهَابُه. و کُلُّ مُتَفَرَّقٍ ذَهَبَ مُرْفَضٌّ ،قاله الجَوْهَرِیّ ، و أَنْشَد لِلْقُطَامِیّ :

أَخُوکَ الَّذِی لا تَمْلِکُ الحِسَّ نَفْسُهُ

و تَرْفَضُّ عند المُحْفِظاتِ الکَتائِفُ

یقولُ :هو الَّذِی إِذا رآکَ مَظْلوماً رَقَّ لک،و ذَهَب حِقْدُه، کالتَّرَفُّضِ فِیهِما.یُقَال: تَرَفَّضَ الدَّمْعُ ،إِذا سالَ و تَفَرَّقَ .

و تَرفَّضَ الشَّیْ ءُ:ذَهَبَ مُتَفَرِّقاً.

و الرَّافِضُ فی قَوْلِ عَمْرو بْنِ أَحمرَ البَاهِلِیَّ :

الرَّامِی ،و أَعلَقْنَ بمَعْنَی عَلَّقْنَ ، أَی إِذا عَلَّقْن أَمْتِعَتَهُنَّ بالشَّجَر ،هکذا فی النُّسَخ.و الصَّوابُ :علی الشَّجَرِ، لأَنَّهُن فی بِلادِ شَجَرٍ.طَنَّبَتْ ،أَیْ مَدَّتْ أَطْنَابَهَا، و خَیَّمَتْ هِیَ ،أَی ضَرَبَتْ خَیْمَتَهَا،بمَیْثَاءَ،أَی بسَهْلَهِ لَیِّنَهٍ .لا یَأْلُوکَ : لا یَسْتَطِیعُک ،و رَافِضُهَا ،أَی الرَّامِی بِهَا (2)أَنْ یَرْمِیَ صَخْرَهً لِفِقْدانِهَا ،یُرِیدُ أَنَّهَا فی أَرْضٍ دَمِثهٍ (3)لَیِّنَهً ،کَذا فی العُبَابِ و اللِّسَانِ و التَّکْمِلَه.

و تَرَفَّضَ الشَّیْ ءُ،إِذا تَکَسَّرَ ،کما فی العُبَاب (4).

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

ارْفَضَّ عَرَقاً،أَی جَرَی عَرَقُه و سالَ :و ارْفَضَّ جُرْحُه:

سالَ قَیْحُه و تَفَرَّقَ .و ارْفَضَّ الوَجَعُ :زالَ .و یُقَال لشَرَکِ الطَّرِیقِ إِذا تَفَرَّقَتْ : رِفَاضٌ بالکَسْرِ،قاله الجَوْهَرِیّ ،و أَنشد لرُؤْبَه:

یَقْطَعُ أَجوازَ الفَلاَ انْقِضَاضِی

بالعِیسِ فَوْقَ الشَّرَکِ الرِّفَاضِ (5)

و هی أَخادیدُ الجَادَّهِ المُتَفَرِّقَهَ .و قِیل:هی المُرْفَضَّهُ المُتَفَرَّقهُ یَمِیناً و شِمالاً.

و تَرَفَّضَ القَوْمُ و ارْفَضُّوا :تَفَرَّقُوا.قاله اللَّیْث.

و الرِّفَاضُ ککِتَابٍ :جَمْعُ رَفْضٍ :القَطِیعُ من الظَّبَاءِ المُتَفَرِّقُ .

و الرَّفْضُ :الکَسْرُ.و الرَّفْضُ :الطَّرْدُ.

و رَفَضُ الشَّیْ ءِ،بالتَّحْرِیک:ما تَحَطَّمَ منه و تَفَرَّقَ ، و الجَمْعُ أَرْفَاضٌ .قال طُفَیْلٌ یَصِفُ سَحاباً:

لَهُ هَیْدَبٌ دَانٍ کأَنَّ فُرُوجَهُ

فُوَیْقَ الحَصَی و الأَرْضِ أَرْفَاضُ حَنْتَمِ

شَبَّهَ قِطَعَ السَّحَابِ السُّودَ الدّانِیَهَ من الأَرْضِ لامْتِلائِهَا بکِسَرِ الحَنْتَمِ المُسْوَدِّ و المُخْضَرِّ.

و مَرَافِضُ الأَرْضِ :مَسَاقِطُهَا من نَوَاحِی الجِبَالِ و نَحْوِها،و قد وُجِد هذَا فی بَعْض نُسَخِ الصّحاح علی الهَامِش.

و رَفَضُ الشَّیْ ءِ:جَانِبُهُ .قال بَشّار:

و کَأَنَّ رَفْضَ حَدِیثِهَا

قِطَعُ الرِّیاضِ کُسِینَ زَهْرَا

و الرِّفْضُ ،بالکَسْرِ:مُعْتَقَدُ الرَّافِضَهِ ،و منه قولُ الإِمَام الشَّافِعِیّ ،رَضِیَ اللّه عنه،فیما یُنْسَب إِلَیْه،و أَنْشَدَناهُ غَیْرُ واحدٍ من الشُّیُوخ:

إِنْ کانَ رِفْضاً حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ

فَلْیَشْهَدِ الثَّقَلاَنِ أَنِّی رَافِضِیٌّ

ص:63


1- (1) عن الصحاح و بالأصل«ترشیشه».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و رافضها أَی الرامی الخ هکذا فی النسخ باثبات الواو،و لعل الأولی حذفها،و عباره اللسان: [1]لا یألوک:لا یستطیعک،و الرافض:الرامی.یقول:من أَراد أَن یرمی بها لم یجد حجراً یرمی به».
3- (3) عن اللسان و [2]التکمله و بالأصل«دمسه».
4- (4) و مثله فی التهذیب و اللسان. [3]
5- (5) فی الصحاح:«کالعیس»و صوّب ابن بری الروایه«بالعیس»و الشرک جمع شرکه و هی الطرائق التی فی الطریق.

و الأَرْفَاضُ :هُمُ الرّافِضَهُ ،الطَّائِفَهُ الخَاسِرَه،کأَنَّه جَمع رَافِضٍ ،کصَاحب و أَصْحاب.

و قال الأَزْهَرِیّ :سَمِعْتُ أَعْرَابِیًّا یقولُ :القَوْمُ رَفَضٌ فی بُیُوتِهِم.أَی تَفَرَّقُوا فی بُیُوتِهِمْ ،و النَّاسُ أَرْفَاضٌ فی السَّفَر، أَی مُتَفَرِّقون.

و نَعَامٌ رَفَضٌ .بالتَّحرِیک،أَی فِرَقٌ .نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ، و أَنْشَدَ لِذِی الرُّمَّهِ :

بِهَا رَفَضٌ من کُلِّ خَرْجاءَ صَعْلَهٍ

و أَخْرَجَ یَمْشِی مِثْلَ مَشْیِ المُخَبَّلِ

و من المَجَازِ: الرَّفْضُ ،بالفَتْحِ :القُوتُ ،مَأْخُوذٌ من الرَّفْضِ الَّذِی هو القَلِیلُ من المَاءِ و اللَّبَنِ .

و قال أَبو عَمْرٍو: رَفَضَ فُوهُ یَرْفُضُ إِذا أَثْغَرَ،کما فی العُبَاب.

و من المَجَازِ:دَهَمَنِی من ذلِکَ ما انْفَضَّ منه صَدْرِی و ارْفَضَّ منه صَبْری.

و تقول:لِشَوْقی إِلَیْکَ فی قَلْبِی رَکَضَات،و لحُبِّک فی مُفاصِلِی رَفَضَات.هُوَ من رَفَضَت الإِبِلُ إِذا تَبَدَّدَت (1)فی المَرْعَی،کما فی الأساس.

رکض

الرَّکْضُ :تَحْریکُ الرِّجْلِ کما فی الصّحاح.

قال: و منه قَوْلُه تَعَالَی:( اُرْکُضْ بِرِجْلِکَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَ شَرابٌ ) (2):قال الصّاغَانِی:أَی اضْرِبْ بهَا الأَرْضَ و دُسْهَا بها.و قال ابنُ الأَثیر (3):أَصْلُ الرَّکْضِ الضَّرْبُ بالرِّجل و الإِصَابَهُ بهَا،کما تُرْکَضُ الدّابَّهُ و تُصابُ بالرِّجْل.و أَنشد الصّاغَانیّ لذی الرُّمَّه یَصف الجُنْدَبَ :

مُعْرَوْرِیاً رَمَضِ الرَّضْرَاضِ یَرْکُضُه

و الشَّمْسُ حَیْرَی لَها بالجَوِّ تَدْوِیمُ

و فی الأَسَاس:یقال: رَکَضَ الجُنْدَبُ الرَّمْضَاءَ بکُرَاعَیْه.

و هو مَجَاز.و منه أَیْضاً

17- حَدِیثُ عُمَرَ بن عَبْد العَزیز: «إِنّا لَمَّا دَفَنَّا الوَلیدَ رَکَضَ فی اللَّحْدِ». أَی ضَرَبَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ .و هو مَجاز.

و الرَّکْضُ : الدَّفْعُ ،و منه سُمِّیَ دَمُ الاسْتِحاضَهِ رَکْضَهَ الشَّیْطَان،کما سَیَأْتی.

و الرَّکْضُ : اسْتِحْثَاثُ الفَرَسِ للعَدْوِ برِجْلِهِ و اسْتجْلابُه إِیَّاهُ ،و قَد رَکَضَ الدَّابَّهَ یَرْکُضُهَا رَکْضاً :ضَرَبَ جَنْبَیْهَا بِرِجْلِهِ ،قال الجَوْهَرِیّ :ثُمَّ کَثُر حَتَّی قیلَ : رَکَضَ الفَرَسُ ، إِذا عَدَا،و لَیْسَ بالأَصْل،و الصَّوابُ رُکِضَ ،بالضَّمِّ ،کما سَیَأْتی.

و من المَجَاز: الرَّکْضُ : تَحَرُّکُ الجَنَاحِ ،و هو یَرْکُضُ بِجَنَاحَیْهِ :یُحَرِّکُهُمَا و یَرُدُّهُمَا عَلَی جَسَده،کما فی الأَسَاسِ .و فی الصّحاح:و رُبما قالُوا رَکَضَ الطَّائرُ،إِذا حَرَّکَ جَنَاحَیْهِ فی الطَّیَرَانِ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجز:

أَرَّقَنِی طَارِقُ هَمٍّ أَرَّقَا (4)

و رَکْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقَا

و أَنشدَ الصَّاغَانِیّ لسَلاَمَهَ بن جَنْدَلٍ :

وَلَّی حَثِیثاً و هذَا الشَّیْبُ یَتْبَعُهُ

لو کان یُدْرِکُه رَکْضُ الیَعَاقِیبِ

و فی اللّسَان:یَجُوز أَن یُعْنَی بالیَعَاقِیب ذُکُورُ القَبَجِ ، فیکون الرَّکْضُ من الطَّیَرَانِ ،و یَجُوز أَنْ یُعْنَی بهَا جِیَادُ الخَیْل فیکُون من المَشْیِ .قال الأَصْمَعِیّ :لَمْ یَقُل أَحدٌ فی هذا المَعْنَی مثْلَ هذَا البَیْتِ ،و یُقَال: رَکَضَ الطّائرُ رَکْضاً :أَسْرَعَ فی طَیَرانه.

و الرَّکْضُ : الهَرَبُ ،و قد رَکَضَ الرَّجُلُ إِذا فَرَّ وَ عَدَا،قاله ابن شُمَیْلٍ . و منه قولُه تعالَی:( إِذا هُمْ مِنْها یَرْکُضُونَ لا تَرْکُضُوا وَ ارْجِعُوا ) (5)قال الزّجّاجُ :أَی یَهْرُبُون من العَذَاب.

و قال الفَرّاءُ:أَیْ یَنْهَزِمُون و یَفِرُّون.

و الرَّکْضُ : العَدْوُ ،و الإِحْضَارُ،و قد رَکَضَت الفَرَسُ الأَرْضَ بقَوَائمهَا،إِذا عَدَتْ ،و أَحْضَرَتْ .و قیلَ : رَکَضَتِ الخَیْلُ :ضَرَبَتِ الأَرْضَ بحَوَافِرِهَا.و هو مَجَازٌ.

ص:64


1- (1) فی الأساس«تفرقت»و شاهده کما فی الأساس قول ذی الرمه: أَبت ذکرٌ عوّدْنَ أَحشاء قلبه خفوقاً و رَفْضات الهوی فی المفاصلِ .
2- (2) سوره ص الآیه 42. [1]
3- (3) قول ابن الأثیر هو تفسیر لحدیث ابن عباس فی دم الاستحاضه، و سیأتی.
4- (4) و یروی:«طرّقا»و نسبه فی اللسان [2]لرؤبه.
5- (5) من الآیتین 12 و 13 من سوره الأنبیاء.

و الرَّکْضَهُ :الدَّفْعَهُ و الحَرَکَهُ ،و منه

17- حَدیثُ ابن عَبَّاسٍ ، رَضیَ اللّه عَنْهُمَا: فی دَمِ المُسْتَحَاضَهِ «إِنَّمَا هو عِرْقٌ عاندٌ، أَو رَکْضَهٌ من الشَّیْطَان». قال ابنُ الأَثیر:أَصْلُ الرَّکْضِ الضَّرْبُ بالرِّجْل.أَرادَ الإِضْرَارَ بها و الأَذَی.و المَعْنَی أَنّ الشَّیْطَانَ قد وَجَدَ بذلکَ طَریقاً إِلی التَّلْبِیس علیها فی أَمْرِ دِینهَا و طُهْرِها و صَلاَتِهَا،حَتَّی أَنْسَاهَا ذلکَ عَادَتَهَا،و صارَ فی التَّقْدیر کَأَنَّهُ یَرْکُضُ بِآلَهٍ من رَکَضَاتِهِ .

و قال شَمِرٌ:یُقَال: هو لاَ یَرْکُضُ المَحْجَنَ ،أَیْ لا یَدْفَعُ عن نَفْسه، نقله الصَّاغَانِیّ ،و فسَّرَهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ فقال:أَی لا یَمْتَعِضُ من شَیْ ءٍ،و لا یَدْفَعُ عن نَفْسِهِ ،نقله صاحِبُ اللّسَان.

و رُکِضَ الفَرَسُ ،کعُنِیَ فَرَکَضَ هو:عَدَا،فهو راکِضُ و رَکُوضٌ (1)یُقَالُ :فُلانٌ یَرْکُضُ دَابَّتَه و هو ضَرْبُه مَرْکَلَیْهَا بِرِجْلَیْهِ ،فلمّا کَثُرَ هذا علی أَلْسِنَتِهِمْ اسْتَعْمَلُوهُ فی الدَّوَابِّ فقالُوا:هی تَرْکُضُ ،کَأَنَّ الرَّکْضَ منها.

و فی الصّحاح و العُبَاب: رَکَضْتُ الْفَرَسَ بِرِجْلِی:إِذا استَحْثَثْتَهُ لِیَعْدُوَ،ثمّ کَثُرَ حَتَّی قِیلَ رَکَضَ الفَرسُ ،إِذا عَدَا، و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

قد سَبَقَ الجِیَادَ و هْوَ رَابِضُ

فکَیْفَ لا یَسْبِق و هْوَ رَاکِضٌ

و لیس بالأَصْل.و الصَّوابُ رُکِضَ الفَرَسُ .علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه،فهو مَرْکُوضٌ .قلت:و مثله نُقِلَ عن الأَصْمَعِیّ ،فإِنَّهُ قال: رُکِضَت الدَّابَّهُ ،بغَیْر أَلفٍ ،و لا یُقَالُ رَکَضَ هُوَ،إِنَّمَا هو تَحْرِیکُک إِیّاه سارَ أَوْ لَمْ یَسِرْ.و کأَنَّ المُصَنِّف نَظَر إِلی قول ابنُ دُرَیْدٍ السّابق فیما أَنْشَدُوهُ ،و إِلَی قَوْل سیبَوَیْه:جاءَت الخَیْلُ رَکْضاً ،و إِلی قَوْل شَمِرٍ،فإِنَّهُ قال:قد وَجَدْنَا فی کَلاَمِهم: رَکَضَتِ الدَّابَّهُ فی سَیْرها، و رَکَضَ الطائرُ فی طَیَرانه،قال الشّاعرُ:

جَوَانِحُ یَخْلِجْنَ خَلْجَ الظِّبَا ءِ یَرْکُضْنَ مِیلاً و یَنْزِعْنَ مِیلاَ (2)

و قال رُؤْبَه:

و النَّسْرُ قَدْ یَرْکُضُ وَ هْوَ هَافِی (3)

و قد یُجَابُ عن قَوْل شَمِرٍ هذا بأَنَّ ذلکَ إِنما هو بضَرْبٍ من المَجَاز.و قول الجَوْهَرِیّ :و لَیْس بالأَصْل یَدُلُّ علی ذلکَ .و یُجَابُ عن قَوْل سِیبَوَیْه أَیْضاً أَنّه جیءَ بالمَصْدَر علی غَیْرِ فعْلِه و لیس فی کُلّ شَیءٍ قیل مِثْل هذا،إِنّمَا یُحْکَی منه ما سُمِعَ .فتأَمَّلْ .

و من المَجَاز:قَعَدَ علی مَرَاکِض الحَوْضِ ،و هی جَوَانِبه الَّتی یَضْرِبُهَا الماءُ.

و من المَجَاز: المِرْکَضُ ، کمِنْبَرٍ:مِسْعَرُ النّارِ ،و قیلَ :

هو الإسْطَامُ .قال عامرُ بْن العَجْلان (4)الهُذَلیّ :

تَرَمَّضَ من حَرَّ نَفَّاحَهٍ

کما سُطِحَ الجَمْرُ بالمِرْکَضِ

و من المَجَاز: المِرْکَضَهُ ، بَهاءٍ:جَانِبُ القَوْسِ ،کما فی الصّحاح.و الَّذی قالَ ابنُ بَرّیّ :هُمَا مِرْکَضَا القَوْسِ .

و جَمَعَ بَیْنَهُمَا الزَّمَخْشَرِیّ فقال:قوْسٌ طَوْعُ المِرْکَضَیْن و المِرْکَضَتَیْن ،و هُمَا السِّیَتَانِ ،و الجَمْعُ المَرَاکضُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرّیّ لأَبی الهَیْثَم التَّغْلَبیّ :

لَنا مَسائِحُ زُورٌ فی مَرَاکِضِها

لِینٌ و لَیْسَ بهَا وَهْیٌ و لا رَقَقُ

و یُرْوَی قولُ الشّاعِرِ:

و مُرْکِضَهٌ صَرِیحیٌّ (5)أَبُوها

یُهَانُ لها الغُلاَمَهُ و الغُلاَمُ

بکَسْر المیم،و هو نَعْتُ الفَرَسِ أَنَّهَا رَکَّاضَهٌ تَرْکُضُ الأَرْضَ بقَوَائمها إِذا عَدَتْ و أَحْضَرَتْ ،و هو مَجاز.قُلْتُ :

و البَیْتُ لأَوْس بن غلْفاءَ التَّمیمیّ ،کما قاله ابن بَرِّیّ (6).قال

ص:65


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:«و مرکوضُ »و مثله فی اللسان و [2]الصحاح.
2- (2) البیت فی التهذیب و نسبه لزهیر و هو فی دیوانه/204.
3- (3) الرجز لیس فی دیوانه،و هو للعجاج فی دیوانه ص 39 و فیه«هاف» بدون یاء،و الها فی الذی یهفو بین السماء و الأرض.
4- (4) عن اللسان و بالأصل«العجلانی».
5- (5) عن التهذیب و اللسان و [3]بالأصل«سریحی»و صریحی نسبه إلی صریح و هو فحل منجب.و البیت فی اللسان« [4]صرح»منسوباً لأوس بن غلفاء الهجیمی.
6- (6) انظر اللسان«صرح».

الصّاغَانِیّ :و یُرْوَی:و مُرْکِضَهٌ (1)،کمُحْسِنَهٍ .

و من المَجَاز: أَرْکَضَتِ المَرْأَهُ :عَظُمَ وَلَدُهَا فی بَطْنِهَا و تَحَرَّکَ ،هکذا فی سائر الأُصُول.و نَصُّ الصّحاح: أَرْکَضَت الفَرَسُ ،و کذلک نَصُّ العُبَاب.و فی اللّسَان: أَرْکَضَت الفَرَسُ :تَحَرَّکَ وَلدُهَا فی بَطْنهَا و عَظُمَ :زَادَ الصَّاغَانِیّ :و منه فَرَسٌ مُرْکِضَهٌ قُلتُ :و به رُوِیَ قَولُ أَوْسِ بن غَلْفَاءَ السَّابق.

قلتُ :و کذلِکَ نَصَّ أَبُو عُبَیْدٍ (2): أَرْکَضَت الفَرَسُ فهی مُرْکِضَهٌ و مُرْکِضٌ ،إِذا اضْطَرَب جَنِینُهَا فی بَطْنَها،و أَنشد قَوْلَ أَوْسٍ السَّابقَ ،فقَوْلُ المُصَنِّف:المَرْأَه،وَهَمٌ .

و من المَجَاز: ارْتَکَضَ فُلانٌ فی أَمرِه: اضْطَرَبَ .و منه قَولُ بَعْض الخُطَبَاءِ:انتَفَضَتْ مِرَّتُه،و ارْتَکَضَتْ جِرَّتُه.و کَذَا ارْتَکَضَ الوَلَدُ فی البَطْن:اضْطَرَبُ .و ارْتَکَضَ الماءُ فی البِئْر:اضْطَرَبَ .و کُلُّ ذلک مَجازٌ.و منه أَیْضاً: ارْتَکَضَ فُلانٌ فی أَمْره:تَقَلَّبَ فیه و حَاوَلَه.و هو فی مَعْنَی الاضْطرَابِ . و منه أَیْضاً مُرْتَکَضُ المَاءِ:مَوْضِعُ مَجَمِّه ، کما فی الصّحاح و الأَسَاس.

و رَاکَضَهُ :أَعْدَی کُلٌّ منْهُمَا فَرَسَهُ .کما فی الصَّحاح، و العُبَاب،و الأَسَاس.

و تَرْکَضَاءُ و تَرْکِضَاءُ ،بالفَتْح و الکَسْر مَمْدُودانِ ،هکذَا فی النُّسخ،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ : التَّرْکَضَی و الترکضَاءُ ،إِذَا فَتَحْتَ التّاءَ و الکَافَ قَصَرْتَ ،و إِذا کَسَرْتَهُمَا مَدَدْتَ ،هکذا مَثَّلَ بهمَا النُّحَاهُ فی کُتُبهم و لم یُفَسَّرَا،و عنْدی أَنَّهُمَا الرَّکْضُ .

قال شَیْخُنا:هو من القُصُور العَجیب،فقد فَسَّرَهُمَا أَبُو حَیّانَ فی شَرْح التَّسْهیل فقال:قالوا:یَمْشِی التِّرْکِضَاءَ ، اسمٌ لِمَشْیَهٍ فیها تَبَخْتُرٌ،و صَرَّح بأَنَّ التَّاءَ زَائِدَهٌ ،و قَولُه:

«عنْدی»غَیْرُ عنْدٍ،انْتَهَی.

قُلْتُ :و فی اللّسَان:هو ضَرْبٌ مِنَ المَشْیِ عَلَی شَکْلِ تِلْکَ الْمِشْیَهِ .و قیلَ :مِشْیَهُ التَّرْکَضَی :مِشْیَهٌ فیها تَرَقُّلٌ (3)و تَبَخْتُرٌ.

و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

المَرْکَضَانِ :مَوْضِعُ عَقِبَیِ الفَارسِ من مَعَدَّیِ (4)الدَّابَّهِ .

و فَرَسٌ مُرْکِضَهٌ و مُرْکِضٌ :اضْطَرَب جَنِینُهَا فی بَطْنهَا،عن أَبی عُبَیْد (5).و فَرَسٌ رَکَّاضَهٌ :مُحْضِرَهٌ .

و یقال: رَکَضَهُ البَعِیرُ برِجْلِه،إِذَا ضَرَبَه،و لا یُقَالُ رَمَحَه، کما نقلَه الجَوْهَرِیّ عن ابن السِّکِّیت،و کذلک نَقَله الأَزْهَریُّ و ابنُ سِیدَه.

و رَکَضَ الْأَرْضَ و الثَّوْبَ :ضَرَبَهما برِجْله.

و الرَّکْضُ :مَشْیُ الإِنْسَانِ برِجْلَیْهِ مَعاً.و المَرْأَهُ تَرْکُضُ ذُیُولَهَا و خَلْخَالَهَا برِجْلَیْهَا إِذا مَشَت،و هو مَجاز،قال النَّابغَه:

و الرَّاکِضَاتُ ذُیُولَ الرَّیْطِ فَنَّقَهَا

بَرْدُ الهَوَاجِرِ کالغِزْلانِ بالجَرَدِ

و خَرَجُوا یَتَراکصون.و تَرَاکَضُوا إِلَیْهم خَیْلَهُم حَتَّی أَدْرَکُوهم.و ارْتَکَضُوا فی الحَلْبَهِ .و أَتَیْتُه رَکْضاً .حَکَاه سَیبَوَیْه،و هو مَجاز.

و عن أَبی الدُّقَیْشِ :تَزَوَّجْتُ جَاریَهً فلم یَکُ عنْدی شَیْ ءٌ، فَرَکَضَت برِجْلَیْهَا فی صَدْرِی و قَالت:یا شَیْخُ ،ما أَرجُو بک ؟و هو مَجَاز.

و رَکَضَتِ النُّجُومُ فی السَّمَاءِ:سَارَت،و هو مَجَاز،و مِنْ ذلکَ :بِتُّ أَرْعَی النُّجُومَ و هی رَوَاکِضُ .

وَ رَکَضَتِ القَوْسُ السَّهْمَ :حَفَزَتْه،و منه قَوْسٌ رَکُوضٌ و مُرْکِضَهٌ ،أَی سَرِیعَهُ السَّهْم،و قیلَ :شَدیدَهُ الدَّفْعِ و الحَفْزِ للسَّهْم،عن أَبی حنیفه،تَحْفِزُهُ حَفْزاً.قال کَعْبُ بنُ زُهَیْرُ:

شَرِقَاتٍ بالسّمِّ مِنْ صُلَّبِیٍّ

و رَکُوضاً من السَّرَاءِ طَحُورَا

و رَکَضْتُ القَوْسَ :رَمَیْتُ بهَا (6)،و هو مجاز.

ص:66


1- (1) و هی روایه التهذیب و اللسان و [1]قد ضبطنا اللفظه فی البیت عنهما.
2- (2) فی التهذیب:«أبو عبیده».
3- (3) عن اللسان،و [2]بالأصل«ترتل»و فی التهذیب:«ترفل».
4- (4) المعدان:موضع دفتی السرج،اللسان.
5- (5) فی التهذیب:أبی عبیده.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:رمیت بها،الذی فی الأساس: و رکضت القوس:رمیت فیها،قال البعیت: و رشق من النشاب یحدون ورده إِذا رکضوا فیه الحنیّ المؤطرا.

و تَرَکْتُه یَرْکُضُ برِجْله للمَوت و یَرْتَکِضُ للمَوْتِ .

و ارْتَکَضَتِ النَّاقَهُ (1):اضطَرَبَ وَلَدُهَا،فهی مُرْتَکِضَهٌ ، و هو مَجَازٌ،کما فی الأَسَاس.

و کشَدَّاد: رَکَّاضُ بن أَبَّاقٍ الدُّبَیْرِیُّ :راجزٌ مَشْهُورٌ.

و قد سَمَّوْا مُرَکِّضاً ،کمُحَدِّثٍ .

16- و رَکْضَهُ جَبْرَئیل علیه السلام مِنْ أَسْمَاءِ زَمْزَمَ ، نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

رمض

الرَّمَضُ مُحَرَّکَهً :شِدَّهُ وَقْعِ الشَّمْسِ علی الرَّمْلِ و غَیْرِهِ ،کما فی الصّحاح و العُبَاب.و منه

16- حَدیثُ عُقَیْل: «فَجَعَل یَتَتَبَّعُ الفَیْ ءَ مِنْ شِدَّهِ الرَّمَضِ ». و قیل:

الرَّمَضُ :شِدَّهُ الحَرِّ، کَالرَّمْضَاءِ ،و قیلَ :هو حَرُّ الحِجَارَهِ من شِدَّهِ حَرِّ الشَّمْسِ .و قیل:هو الحَرُّ،و الرُّجُوعُ من المَبَادِی إِلی المَحَاضِر،کما فی اللِّسَان،و قد رَمِضَ یَوْمُنَا، کفَرِح:اشْتَدَّ حَرُّهُ ،کما فی الصّحاح، و رَمِضَتْ قَدَمُه رَمَضاً : احْتَرَقَتْ من الرَّمْضَاءِ ،کما فی الصّحاح.و یُقَالُ أَیْضاً: رَمِضَ الرَّجُلُ یَرْمَضُ رَمَضاً ،إِذا احْتَرَقَت قَدَمَاه من شِدَّهِ الحَرِّ.

و الرَّمْضَاءُ :اسمٌ لِلْأَرْضِ الشَّدیدَهِ الحَرَارَهِ . قال الجَوْهَرِیّ :و منه

16- الحَدیثُ : «صَلاهُ الأَوَّابینَ إِذَا رَمِضَتِ الفِصَالُ مِنَ الضُّحَی». أَیْ إِذا وَجَدَ الفَصِیلُ حَرَّ الشَّمْسِ من الرَّمْضَاءِ .یَقُولُ :فَصَلاَهُ الضُّحَی تِلْکَ السَّاعَهَ .و قال ابنُ الأَثیر:هو أَن تَحْمَی الرَّمْضَاءُ ،و هِیَ الرَّمْلُ ،فَتْبرُکَ الفِصَالُ من شِدَّهِ حَرِّهَا و إِحْرَاقِهَا أَخْفَافَها (2)،و أَنشَدَ الصّاغَانِیّ لِذِی الرُّمَّه یَصِفُ الجُنْدَب:

مُعْرَورِیاً رَمَضَ الرَّمْضَاءِ یَرْکُضُه

و الشَّمْسُ حَیْرَی لهَا فی الجَوِّ تَدْوِیمُ

و یقال أَیْضاً: رَمِضَت الغَنَمُ ،إِذا رَعَتْ فی شِدَّهِ الحَرِّ فقَرِحَتْ أَکْبَادُهَا و حَبِنَتْ رِئَاتُهَا،کما فی الصّحاح،و فی اللِّسَان:فحَبِنَت رِئاتُهَا و أَکْبَادُهَا و أَصابَها فیها قَرَحٌ .

و رَمَضَ الشَّاهَ یَرْمِضُهَا رَمْضاً ،من حَدِّ ضَرَبَ : شَقَّهَا و عَلَیْهَا جِلْدُهَا،و طَرَحَهَا عَلَی الرَّضْفَه و جَعَل فَوْقَهَا المَلَّهَ لتَنْضَجَ ،کما فی الصِّحاح.و فی المُحْکَم: رَمَضَ الشَّاهَ یَرْمِضُهَا رَمْضاً :أَوْقَدُوا علیها،فإِذا نَضِجَتْ قَشَرُوا جِلْدَها و أَکَلُوها.

و رَمَضَ الرّاعِی. الغَنَمَ یَرْمِضُهَا رَمْضاً : رَعَاهَا فی الرَّمْضَاءِ ،و أَرْبَضَهَا عَلَیْهَا،و منه

17- قَوْلُ عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عنه، لِرَاعِی الشاءِ: «عَلَیْکَ الظَّلَفَ من الأَرْض لا تَرْمِضْها ».

و الظُّلَفُ :المَکَانُ الغَلیظُ الَّذی لا رَمْضَاءَ فیه، کأَرْمَضَها و رَمَّضَهَا تَرْمِیضاً .و یُرْوَی قَوْلُ عُمَرَ أَیضاً بالتَّشْدید (3)،

17- و تَمامُ الحَدیث: «فإِنَّک راعٍ و کُلُّ راعٍ مَسْؤُولٌ عن رَعیَّته».

أَی لا تُصِبِ الغَنَمَ بالرَّمْضاءِ فإِنّ حَرَّ الشَّمسِ یَشتَدُّ فی الدَّهَاسِ و الرَّمْلِ .

و رَمَضَ النَّصْلَ یَرْمِضُهُ ،و یَرْمُضُهُ من حَدّ ضَرَبَ ، و نَصَرَ: جَعَلَهُ بَیْنَ حَجَرَیْن أَمْلَسَیْن ثمّ دَقَّهُ لِیَرِقَّ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابن السَّکّیت.

و شَفْرَهٌ رَمِیضٌ ،کأَمیرٍ، بَیِّنُ الرَّمَاضَهِ ،أَی وَقِیعٌ ماضٍ ، حَدیدٌ ،و کَذلکَ نَصْلٌ رَمِیضٌ ،و مُوسَی رَمِیضٌ ،و کُلُّ حادٍّ رَمِیضٌ ،کما فی الصّحاح،فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ .

16- و فی الحَدیث: «إِذا مَدَحْتَ الرَّجُل فی وَجْهِه فَکَأَنَّمَا أَمْرَرْتَ عَلی حَلْقِه مُوسَی رَمِیضاً ». و أَنشد ابنُ بَرِّیّ للوَضَّاح بن إِسْمَاعیل:

و إِنْ شئْتَ فاقْتُلْنَا بمُوسَی رَمِیضَهٍ

جَمِیعاً فَقَطَّعْنا بها عُقَدَ العُرَا

قال الصّاغَانِیّ :و هذا یَحْتَمِلُ أَنْ یکونَ بمَعْنی فَاعلٍ من رَمُضَ و إِنْ لم یُسْمَع،کما قیل فَقیرٌ و شَدیدٌ.و روایَهُ شَمرٍ:

سِکِّینٌ رَمِیضٌ بَیِّنُ الرَّمَاضَهِ تُؤنس بتَقْدیر رَمُضَ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الرَّمِضَهُ ،کفَرِحَهٍ :المَرْأَهُ الّتی تَحُکُّ فَخِذُها فَخِذَها الأُخْرَی ،نَقَلَه الصّاغَانیّ .

و رُشَیْدُ بنُ رُمَیْضٍ ،مُصَغَّرَیْن:شاعرٌ نقله الصّاغَانیّ .

قُلتُ :و هُو منْ بَنِی عَنْزِ بن وائلِ ،أَو من بَنِی عَنَزَهَ .

ص:67


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و ارتکضت الناقه،الخ،عباره الأساس:و ارتکض الولد فی البطن:اضطرب.و أَرکضت الناقه: ارتکض ولدها فهی مرکِض و مرکِضه.
2- (2) فی التهذیب:و إِحراقها أخفافها و فراسنها.
3- (3) ضبط بالتشدید فی التهذیب و النهایه و اللسان.

و شَهْرُ رَمَضَانَ ،مُحَرَّکَهً ،مِنَ الشُّهُورِ العَرَبِیَّهِ م معروف، و هو تاسعُ الشهورِ.قال الفرّاءُ:یُقَال:هذا شَهْرُ رَمَضَانَ ، و هما شَهْرَا رَبِیعٍ و لا یُذْکَر الشَّهْرُ مع سائِر أَسماءِ الشُّهورِ العَرَبیّه.یقال:هذا شعبانُ قد أَقْبَلَ ،و شاهِدُه قوله عَزَّ و جَلَّ : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ ) (1)،و شاهِدُ شَهْرَیْ رَبیعٍ قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

به أَبَلَتْ شَهْرَیْ رَبیعٍ کِلَیْهمَا

فَقَدْ مَارَ فیهَا سِمْنُهَا (2)و اقْترارُهَا

قلتُ :و کذلک رَجَبٌ فإِنَّهُ لا یُذْکَر إِلاّ مُضَافاً إِلی شَهْرٍ، و کَذَا قَالُوا الَّتِی تُذْکَرُ بلَفْظ الشَّهْر هی المَبْدُوءَه بحَرْف الرّاء،کما سَمعْتُه من تَقْریر شَیْخِنَا المَرْحُوم السّیّد مُحَمّد البُلَیْدیّ الحَسَنِیّ ،رَحِمَهُ اللّه تعالی،و أَسکَنه فَسِیحَ جَنَّته، قُلْتُ :و قد جاءَ فی الشِّعر من غَیْر ذکْر الشَّهْر قال:

جَارِیَهٌ فی رَمَضَانَ الماضِی

تُقَطِّعُ الحَدیثَ بالإِیماضِ

قال أَبو عُمَرَ المُطَرِّزُ:أَی کانُوا یَتَحَدَّثُون فَنَظَرتْ إِلَیْهم، فاشْتَغَلوا بحُسْنِ نَظَرِهَا عن الحَدِیثِ ،و مَضَتْ .

و فی الرَّوْض للسُّهَیْلِیّ فی قَوْلِهِ تَعَالَی: (شَهْرُ رَمَضانَ ) ، اخْتَارَ الکُتَّاب و المُوَثِّقُون النُّطْقَ بهذَا اللَّفْظ دُونَ أَنْ یَقُولُوا کُتِبَ فی رَمَضَانَ .و تَرْجَمَ البُخَاریُّ و النَّوَرِیّ علی جَوَازِ اللَّفْظَیْنِ جَمِیعاً،

16- و أَوْرَدَا الحَدیثَ : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ». و لم یَقُل:شَهْرَ رَمَضَانَ ،قال السُّهَیْلیّ :لکُلِّ مَقَامٍ مَقالٌ ،و لا بُدَّ من ذِکْر شَهْرَ فی مَقَامٍ و حَذْفِه فی مَقَامٍ آخرَ،و الحِکْمَهُ فی ذِکْره إِذا ذُکِرَ فی القُرْآن و غَیْره،و الحِکْمَهُ أَیْضاً فی حَذْفِهِ إِذا حُذِفَ من اللَّفْظ ،و أَیْنَ یَصْلُحُ الحَذْفُ و یَکُونُ أَبْلَغَ من الذِّکْر.کُلُّ هذَا قد بَیَّنَاه فی کتاب«نَتَائج الفِکر»غَیْرَ أَنَّا نُشِیر إِلی بَعْضها فنَقُولُ :قال سِیبَوَیْه:و ممَّا لا یَکُونُ العَمَلُ إِلاَّ فیه کُلّه المُحَرَّم و صَفَر،یُرید أَن الاسْمَ العَلَم یَتَنَاوَلُه اللَّفْظ کُلّه،و کَذلک إِذا قُلْت:الأَحَد و الاثْنَین،فإِن قُلْت یَوْمَ الأَحَدِ،أَو شَهْر المُحَرَّم،کان ظَرْفاً و لم یَجْرِ مَجْرَی المَفْعُولات،و زَالَ العُمُومُ من اللَّفْظ ،لأَنَّک تُرید:

فی الشَّهْر و فی الیَوْم،و لذلکَ

14- قَالَ صلی اللّه علیه و سلم: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ».

و لم یَقُل شَهْرَ رَمضانَ لیَکُون العَمَلُ فیه کُلّه.

ج: رَمَضَانَاتٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و رَمَضَانُونَ ،و أَرْمِضَهٌ ، الأَخیرُ فی اللِّسَان.وَ فَاتَهُ أَرْمِضَاءُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ، و رَمَاضِینُ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ و صَاحِبُ اللّسَان. و قال ابنُ دُرَیْدٍ:زَعَمُوا أَنّ بَعْضَ أَهل اللُّغه قال: أَرْمُضٌ ،و هو شَاذٌّ و لَیْس بالثَّبت و لا المَأْخوذ به. سُمِّیَ به لِأَنَّهُمْ لَمّا نَقَلُوا أَسْمَاءَ الشُّهُورِ عن الُّلغَه القَدیمَه سَمَّوْهَا بالأَزْمِنَهِ الَّتی وَقَعَتْ فِیهَا .کَذَا فی الصّحاح،و فی الجَمْهَرَه:التی هی فیها:

فوَافَق ناتِقٌ (3)،أَیْ هذَا الشَّهْرُ و هو اسْمُ رَمَضَانَ فی اللُّغَهِ القَدیمَهِ أَیّامَ زَمَن الحَرِّ و الرَّمَض ،فسُمِّیَ به.هذه عبارَهُ ابْن دُرَیْد فی الجَمْهَرَه،و لکنَّ المُصَنّف قد تَصَرَّف فیها علی عادَته،و نَصُّ الجَمْهَرَه:فَوَافَقَ رَمَضَانُ أَیّامَ رَمَضِ الحَرِّ و شِدَّتِه فسُمِّیَ به،و نَقَله الصّاغَانِیّ و صاحبُ اللّسَان هکذا علی الصَّواب.و فی الصّحاح:فوَافَق هذا الشَّهْرُ أَیّامَ رَمَضِ الحَرِّ فسُمَّیَ بذلک.و هو قَریبٌ من نَصِّهما،و لَیْس عنْدَ الکُلِّ ذِکْرُ ناتِق،و سَیَأْتی فی القَاف أَنَّه من أَسْمَاءِ رَمَضَانَ ، و قد وَهِمَ الشُّرَّاحِ هُنَا وَهماً فاضحاً،حَتَّی شَرَحَ بَعْضُهُم نَاتق بشدَّهِ الحَرّ،کأَنَّهُ یَقُولُ وَافَقَ رَمَضَانُ ناتِقَ ،بالنَّصْب، أَی شِدَّه زَمَن الحَرِّ،و هو غَریبٌ ،و کُلُّ ذلکَ عَدَمُ وُقُوفٍ علی مَوادِّ الُّلغَهِ ،و إِجْراءُ الفِکْرِ و القِیَاسِ مِنْ غَیْرِ مُرَاجَعَهِ الأُصُول.فتَأَمَّلْ . أَو هُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ رَمَضَ الصائِمُ یَرْمَضُ ، إِذا اشْتَدَّ حَرُّ جَوْفِه من شِدَّهِ العَطَشِ .و هو قَولُ الفَرَّاءِ، أَوْ لِأَنَّهُ یَحْرِقُ الذُّنُوبَ ،من: رَمَضَهُ الحَرُّ یَرْمِضُهُ ،إِذا أَحْرَقَه، و لا أَدْرِی کَیْفَ ذلِکَ ،فإِنّی لم أَر أَحَداً ذَکَرَه.

وَ رَمَضَانُ -إِن صَحَّ -مِنْ أَسماءِ اللّه تَعَالَی فغَیْرُ مُشْتَقٍّ مِمّا ذُکِرَ أَو رَاجِعٌ إِلَی مَعْنَی الغَافِرِ،أَی یَمْحُو الذُّنُوبَ و یَمْحَقُهَا .قال شَیْخُنَا:هو أَغْرَبُ مِن إِطْلاق الدَّهْرِ،لأَنَّهُ وَرَدَ فی الحَدِیث،و إِنْ حَمَلَه عِیَاضٌ علی المَجازِ،کما مَرَّ، و لم یَرِدْ إِطلاقُ رَمَضَانَ عَلَیْه تَعَالَی،فکَیْفَ یَصِحُّ ،و بأَیِّ مَعْنَی یُطْلَق عَلَیْه،سُبْحَانَه و تَعَالَی.

قُلتُ :و هذا الَّذِی أَنْکَرَهُ شَیْخُنَا مِنْ إِطْلاقِ اسْمِ رَمَضَانَ عَلَیْه.سُبْحَانَه،فَقَد نَقَلَه أَبُو عُمَرَ الزَّاهِدُ المُطَرَّزُ فی

ص:68


1- (1) سوره البقره الآیه 185. [1]
2- (2) التهذیب و اللسان:«نسؤها»و نسؤها و سمنها بمعنی واحد.و اقترارها: شبعها.
3- (3) فی مروج الذهب 223/2 ناتق اسم المحرم.

یَاقُوتَتِه،و نَصُّه:کان مُجَاهِدٌ یَکْرَهُ أَن یَجْمَعَ رَمَضَانَ وَ یَقُولُ :

بَلَغَنی أَنَّه اسمٌ من أَسْمَاءِ اللّهِ عَزَّ و جَلَّ ،و لِذَا قال المُصَنِّف:

إِنْ صَحَّ ،إِشَارَهً إِلی قَوْلِ مُجَاهِدٍ هذَا،و مَنْ حَفِظَ حُجَّهٌ علی مَنْ لم یَحْفَظ (1).

و قال أَبو عَمْرٍو: الرَّمَضِیُّ مُحَرَّکَهً ،مِنَ السَّحَابِ و المَطَرِ:ما کانَ فی آخِرِ الصَّیْفِ و أَوَّلِ الخَرِیفِ .

فالسَّحَابُ رَمَضِیُّ ،و المَطَرُ رَمَضِیُّ ،و إِنَّمَا سُمِّیَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا رَمَضِیّاً لأَنَّهُ یُدْرِکُ سُخُونَهَ الشَّمْسِ و حَرَّها.

و من المَجَازِ: أَرْمَضَهُ حَتَّی أَمْرَضَه،أَی أَوْجَعَهُ ، و هو مَأْخُوذٌ من قَوْلِهِم: أَرْمَضَهُ الحَرُّ،أَی أَحْرَقَهُ .و نَصُّ الصّحاح: أَرْمَضَتْنِی الرَّمْضَاءُ :أَحْرَقَتْنِی،و مِنْهُ أَرْمَضَهُ الأَمْرُ.

و فی الِّلسَان عن أَبِی عَمْرٍو: الإِرْمَاضُ :کُلُّ ما أَوْجَعَ .

یقال: أَرْمَضَنِی ،أَی أَوْجَعَنِی،و أَنْشَدَ فی العُبَابِ لِرُؤْبَهَ :

و مَنْ تَشَکَّی مُغْلَهَ الإِرْمَاضِ

أَوْ خُلَّهً أَعْرَکْتُ بالإِحماضِ

و أَرْمَضَ الحَرُّ القَوْمَ :اشْتَدَّ عَلَیْهم ،کَذَا فی الجَمْهَرَه، و لَیْسَ فِیها فَآذَاهُم .قال:و یُقَال:غَوِّرُوا بِنَا فقد أَرْمَضْتُمُونَا ، أَی أَنِیخُوا بِنَا فی الهَاجِرَه.و مثلُه فی الأَسَاس.

و من المَجَاز: رَمَّضْتُهُ تَرْمِیضاً ،أَی انْتَظَرْتُه شیئاً کَذا فی الصّحاح،و العُبَاب،و هو قَولُ الکسَائیّ ،و هو فی الجَمْهَرَه هکَذَا،و لَیْسَ فی أَحَدِ هؤلاءِ لَفْظُ : قَلِیلاً ،و کَأَنَّهُ جاءَ به المُصَنِّف لزِیَادَهِ المَعْنَی.و فی الأَسَاس:أَتَیْتُهُ فلَمْ أَجِدْهُ فرَمَّضْتُهُ تَرْمِیضاً :انتَظَرْتُهُ سَاعَهً .و قوله: ثُمَّ مَضَیْتُ ، مأَخوذٌ من قَوْلِ شَمِرٍ،فإِنَّه قال: تَرْمِیضُهُ أَنْ تَنْتَظِرَه ثُمَّ تَمْضِیَ .و قال ابنُ فارِس:مُمْکِنٌ أَن تَکُونَ المِیمُ أَصْلِیَّه، و أَنْ تَکُونَ مُبْدَلَهً من باءٍ.و فی الأَسَاسِ :و مَعْنَاه نِسْبَتُه إِلی الْإِرمَاضِ لأَنَّه أَرْمَضَ بإِبْطائه عَلَیْکَ .

و فی النَّوَادِر: رَمَضْتُ الصَّوْمَ :نَوَیْتُه ،نقله الصّاغَانِیّ .

و التَّرَمُّضُ :صَیْدُ الظَّبْیِ فی وَقْتِ الهَاجِرَهِ ، و هو أَنْ تَتْبَعَهُ حَتَّی إِذا تَفَسَّخَتْ قَوَائِمُه من شدَّهِ (2)الحَرِّ أَخَذْتَه،کَذَا فی الصّحاح.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : التَّرَمُّضُ : غَثَیَانُ النَّفْسِ و قال مُدْرِکُ الکِلاَبِیّ فِیمَا رَوَی أَبُو تُرَابٍ عَنْهُ : ارْتَمَضَتِ الفَرَسُ بِهِ و ارْتَمَزَتْ ،أَی وَثَبَتْ به.

و من المَجَاز: ارْتَمَضَ زَیْدٌ مِنْ کَذَا ،أَی اشتَدَّ علیه و أَقْلَقَه ،و أَنشد ابنُ بَرّیّ :

إِنَّ أَحَیْحاً ماتَ من غَیْرِ مَرَضْ

و وُجْدَ فی مَرْمِضِه حَیْثُ ارْتَمَضْ

عَسَاقِلٌ و جُبَّأٌ فِیهَا قَضَضْ

و من المَجَازِ: اِرْتَمَضَ لِفُلاَنٍ ،أَی حَدِبَ لَهُ ،کما فی العُبَابِ ،و فی الِّلسَان:حَزِنَ له.

و ارْتَمَضَتْ کَبِدُهُ ،أَی فَسَدَتْ ،کما فی العُبَاب.و نُقِلَ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : ارْتَمَضَ الرجُلُ :فَسَدَ بَطْنُهُ و مَعِدَتُهُ ،کما فی اللّسَان.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الرَّمْضَاءُ :شِدَّهُ الحَرِّ.و قد رَمِضَ ،کفَرِحَ :رَجَعَ من البَادِیَه إِلی الحَاضِرَه.و أَرْضٌ رَمِضَهُ الحِجَارَهِ ،کفَرِحَه.

و رَمِضَ الإِنْسَانُ رَمَضاً :مَضَی علی الرَّمْضَاءِ ،و الحَصَی رَمِضٌ .قال الشاعِر:

فهُنَّ مُعْتَرِضَاتٌ و الحَصَی رَمِضٌ

و الرِّیحُ سَاکِنَهٌ و الظِّلُّ مُعْتَدِلُ

و رَمِضَتْ عَیْنُهُ ،کَفَرِحَ :حَمِئَتْ حَتَّی کَادَتْ أَنْ تَحْتَرِقَ .

و منه

16- الحَدِیثُ : «فَلَمْ تَکْتَحِلْ حَتَّی کادَت عَیْنَاهَا تَرْمَضَانِ ».

علی قَوْلِ مَنْ رَوَاه بالضَّاد.

و وَجَدْتُ فی جَسَدِی رَمَضَهً ،مُحَرَّکَهً ،أَی کالمَلِیلَهِ .

و الرَّمَضُ :حُرَقَهُ الغَیْظِ ،و قد أَرْمَضَهُ الأَمْرُ،و رَمِضَ له، و هو مَجَازٌ.و مِنْ ذلِکَ :تَدَاخَلَنِی مِنْ هذا الأَمْرِ رَمَضٌ ، و رَمَضْتُ منه،کما فی الأَسَاس (3).

ص:69


1- (1) و ذهب المسعودی فی مروجه إلی أن اسم رمضان اسم من أسماء اللّه تعالی ذکره مروج الذهب 220/2.
2- (2) الصحاح: [1]من شده الرمضاء.
3- (3) عباره الأساس:تداخلنی من هذا الأمر رمض،و قد رمضت له و رمضت منه و ارتمضت.

و الرَّمَضِیَّه ،مُحَرَّکَهً :آخِرُ المِیَرِ،و ذلِکَ حِینَ تَحْتَرِقُ و هی بَعْدَ الدَّثَئِیَّه (1).

و الرَّمِیضُ و الْمَرْمُوضُ :الشِّوَاءُ الکَبِیسُ ،و هو قَرِیبٌ من الحَنِیذِ غَیْرَ أَنَّ الحَنِیذَ یُکَسَّرُ (2)ثمّ یُوقَدُ فَوْقَهُ ،و مَوْضِعُ ذلِک مَرْمِضٌ ،کمَجْلِسٍ ،کما فی الصّحاح.یُقَال:مَرَرْنَا علی مَرْمِضِ شَاهٍ و مَنْدَهِ شَاهٍ ،و قد أَرْمَضْتُ الشَّاهَ ،و لَحْمٌ مَرْمُوضٌ و قد رُمِضَ رَمْضاً .

و الرَّمَضَانِیَّهُ :جَزِیرَهٌ من أَعْمَالِ الأَشْمُونین.

روض

الرَّوْضَهُ و الرِّیضَهُ ،بالکَسْرِ ،و هذِه عن أَبِی عَمْرو، مِنَ الرَّمْلِ ،هکَذَا وَقَعَ فی العُبَاب.و فی الصّحاح و اللِّسَان و غَیْرِهِما من الأُصولِ :مِن البَقْلِ و العُشْبِ ،و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ ،و قِیلَ هو مُسْتَنْقَعُ الماءِ ،مِن قَاع فیه جَرَاثِیمُ و رَوَابٍ سَهْلَهٌ صِغَارٌ فی سَرَارِ الأَرْضِ .و قال شَمِرٌ:

کأَنَّ الرَّوْضَهَ سُمِّیَتْ رَوْضَهً لاسْتِراضَهِ المَاءِ فِیها ،أَی لاِسْتَنْقَاعِه.و قِیل: الرَّوْضَهُ :الأَرْضُ ذَاتُ الخُضْرَهِ ،و قِیل:

البُسْتَانُ الحَسَنُ ،عن ثَعْلَبٍ ،و قِیلَ : الرَّوْضَهُ :عُشْبٌ و ماءٌ، و لا تَکُونُ رَوْضَهً إِلاَّ بماءٍ مَعَها،أَوْ إِلی جَنْبِهَا.و قال أَبو زَیْدٍ الکِلابِیّ : الرَّوْضَهُ :القَاعُ یُنْبِت السِّدْرَ،و هی تَکُونُ کسَعَهِ بَغْدَادَ،و قِیلَ :أَصْغَرُ الرِّیَاضِ مِائَهُ ذِرَاع.و فی العِنَایَهِ :

الرَّوْضُ :البُسْتَانُ ،و تَخْصِیصُها بذَاتِ الأَنْهَارِ بِناءً علی العُرْفِ .قال شَیْخُنَا:الأَنْهَارُ غَیْرُ شَرْطٍ ،و أَما الماءُ فلا بُدَّ منه فی إِطْلاقهم لا فی العُرْفِ .قِیلَ :و أَکْثَرُ ما تُطْلَق الرَّوْضَهُ علی المُرْتَبَعِ ،کمَا أَوْمَأَ إِلَیْهِ فی المُحْکَم،و قِیل:

الرَّوْضَهُ :طَیِّبَه.و قال الأَزْهَرِیّ : رِیاضُ الصَّمّانِ و الحَزْنِ بالبَادِیَه أَماکِنُ مُطْمِئِنَّهٌ مُسْتَوِیَهٌ یَسْتَرِیضُ فیها ماءُ السَّمَاءِ، فأَنْبَتَتْ ضُرُوباً من العُشْبِ (3)،و لا یُسْرِع إِلیها الهَیْجُ و الذُّبُولُ .قال:فإِنْ کانَتْ الرِّیَاضُ فی أَعَالِی البِرَاقِ و القِفَاف فهِیَ السُّلَقَانُ وَاحِدُها سَلَقٌ ،کخُلْقَانٍ و خَلَقٍ ،و إِن کانَت فی الوَطَاءَاتِ فهیِ رِیَاضٌ .و رُبَّ رَوْضَهٍ فیها حَرَجَاتٌ من السِّدْرِ البَرِّیِّ ،و رُبَّما کانَت الرَّوْضَهُ مِیلاً فی مِیلٍ ،فإِذا عُرِضَتْ جِدّاً فهی قِیعانٌ .

و قال الأصْمَعِیّ : الرَّوْضَهُ : نَحْوُ النِّصْفِ من القِرْبَه .

و یُقَالُ فی المَزَادَهِ رَوْضَهٌ مِن المَاءِ،کقَوْلِکَ :فیها شَوْلٌ من المَاءِ.و نَقَلَ الجَوْهَرِیّ عن أَبِی عَمْرٍو:فی الحَوْض رَوْضَهٌ من الماءِ،إِذا غَطَّی الماءُ أَسْفَلَهُ .

و أَنشد لهِمْیَانَ :

و رَوْضَهٍ سَقَیْتُ منها نِضْوَتِی

و قال ابنُ بَرِّیّ .و أَنشَدَ أَبو عَمْرٍو فی نَوَادِرِه و ذَکَرَ أَنَّهُ لهِمْیَانَ :

و رَوْضَهٍ فی الحَوْضِ قد سَقَیْتُهَا

نِضْوِی و أَرضٍ قد أَبَتْ طَوَیْتُهَا

و فی التَّهْذِیب: کُلُّ ماءٍ یَجْتَمِعُ فی الإِخَاذَات و المَسَاکاتِ و التَّنَاهِی فهیَ رَوْضَهٌ [عند العرب] (4).

ج: رَوْضٌ و رِیَاضٌ ،اقْتَصَر علیهما الجَوْهَرِیُّ ، و زاد فی العُبَابِ و اللّسَان: رِیضَانُ ،عن اللَّیْث،و أَصْلُهما رِوَاضٌ و رِوْضَانٌ ،صارَتِ الواوُ یاءً لِلْکَسْرَهِ قَبْلَهَا.هذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَهِ .قال ابن سِیدَه:و عِنْدِی أَنَّ رِیضَاناً لیس بِجَمْعِ رَوْضَهٍ ،إِنّمَا هو جَمْع رَوْضٍ ،الَّذِی هُو جَمْعُ رَوْضَه .لِأَنَّ لَفْظَ رَوْضٍ و إِنْ کانَ جَمْعاً قد طابَقَ وَزْنَ ثَوْرٍ،و هم مِمَّا قد یَجْمَعُونَ الجَمْع إِذا طابَق وَزْنَ الوَاحِد[جمع الواحد] (5)و قد یَکُون جَمْعَ رَوْضَه عَلَی طَرْحِ الزّائِد الَّذِی هو الهاءُ.

و الرِّیَاضُ :ع .و فی العُبَابِ :عَلَمٌ لأَرْضٍ بالیَمَن بین مَهْرَهَ و حَضْرَمَوْتَ .

و رِیَاضُ الرَّوْضَهِ :ع بمَهْرَهَ ،أَی بأَرْضِ مَهْرَهَ . و رِیَاضُ القَطا:ع آخَرُ :قال الحارِثُ بنُ حِلَّزَهَ :

فَرِیَاضُ القَطَا فأَوْدِیَهُ الشُّ

رْبُبِ فالشُّعْبَتَانِ فالأَبْلاءُ (6)

ص:70


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و هی بعد الدثئیه،قال فی اللسان: [1]لأن أول المیر:الربعیه ثم الصیفیه ثم الدفئیه،و یقال:الدثئیه ثم الرمضیه».
2- (2) فی التهذیب:«یُکْبَس».
3- (3) هذه عباره اللسان [2]نقلا عن الأزهری،و نص التهذیب:و الحزن فی البادیه:قیعان سلقان واسعه مطمئنه بین ظهرانی قفاف و جلد من الأرض یسیل فیها ماء سیولها فیستربض فیها فتنبت ضروباً من العشب و البقول.
4- (4) زیاده عن التهذیب.
5- (5) ما بین معقوفین سقط من المطبوعه الکویتیه.
6- (6) معلقته البیت الخامس،و کل ما ورد فی البیت أسماء مواضع.

و رَاضَ المُهْرَ یَرُوضُهُ رِیَاضاً ،و رِیَاضَهً :ذَلَّلَهُ و وَطَّأَهُ ، و قیلَ :عَلَّمَهُ السَّیْرَ، فهو رَائِضٌ مِنْ رَاضَهٍ و رُوَّاضٍ ،کما فی العُبَاب.و أَنْشَد لِلْبَاهِلِیّ :

و رَوْحَهُ دُنْیَا بَیْنَ حَیَّیْنِ رُحْتُهَا

أَخِبّ ذَلُولاً أَو عُرُوضاً أَرُوضُها (1)

و قال رُؤْبَهُ یَصِف فَحْلاً:

یَمْنَعُ لَحْیَیْهِ من الرُّوَّاضِ

خَبْطُ یَدٍ لم تُثْنَ بالْإِبَاضِ

و اِرْتَاضَ المُهْرُ:صَارَ مَرُوضاً ،أَی مُذَلَّلاً.

و نَاقَهٌ رَیَّضٌ ،کسَیِّد:أَوّلَ ما رِیضَتْ ،و هی صَعْبَهُ بَعْدُ ، و کَذلِکَ العَرُوض و العَسِیرُ و القَضِیب،من الإِبل کُلّه، و الأُنْثَی و الذَّکَر فیه سواءٌ،کما فی الصّحاح.قال:و کَذلِک غُلامٌ رَیِّضٌ ،و أَصْلُه رَیْوِضٌ ،قُلِبَت الواوُ یاءً و أُدْغِمَتْ .و فی اللّسَان: الرَّیِّضُ من الدَّوَابِّ :الَّذِی لم یَقْبَلِ الرِّیَاضَهَ و لم یَمْهَرِ المِشْیَهَ و لَمْ یَذِلّ لرَاکِبِه.و فی المُحْکَم: الرَّیِّضُ من الدَّوابّ و الإِبِل:ضِدّ الذَّلُول،الذَّکَرُ و الأُنْثَی فی ذلِکَ سَواءَ.قال الرّاعِی:

فکَأَنَّ رَیِّضَهَا إِذَا اسْتَقْبَلْتَها

کانَتْ مُعَاوَدَهَ الرِّکَابِ ذَلُولاَ (2)

قال:و هو عِنْدِی علی وَجْهِ التَّفَاؤُل،لأَنَّهَا إِنَّمَا تُسَمَّی بذلِک قَبْلَ أَنْ تَمْهَرَ الرِّیَاضَهَ .

و الْمَرَاضُ :صَلاَبَهٌ فی أَسْفَلِ سَهْلٍ تُمْسِکُ الماءَ،ج:

مَرَائِضُ و مَرَاضَاتٌ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،قال فإِذا احْتَاجُوا إِلی مِیَاهِ المَرَائِضِ حَفَرُوا فِیها جِفَاراً فشَرِبُوا،و اسْتَقَوْا من أَحْسَائِهَا،إِذَا وَجَدُوا ماءَهَا عَذْباً.

و فی العُبَابِ : المَرَاضُ و الْمَرَاضَاتُ ،هکذا فی النُّسخِ ،و فی التَّکْمِلَه المَرَاضُ و المراضَان (3)و المَرائِضُ :

مَوَاضعُ .قال الأَزْهَرِیُّ :فی دِیَار تَمِیمٍ بَیْنَ کَاظِمَهَ و النَّقِیرَهِ ، فِیهِمَا أَحْسَاءٌ.و قال الصّاغَانِیّ :قال حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ ،رَضِیَ اللّه عنه:

دِیَارٌ لِشَعْثَاء الفُؤادِ و تِرْبِها

لیَالِیَ تَحْتَلُّ المَرَاضَ فَتَغْلَمَا

و قال کُثَیّر:

و ما ذِکْرُه تِرْبَیْ خُصَیْلَهَ بَعْد مَا

ظَعَنَّ بأَجْوَازِ المَرَاضِ فتَغْلَمِ (4)

و أَرَاضَ :صَبَّ اللَّبَنَ عَلَی اللَّبَنِ ،قاله أَبو عُبَیْدٍ،و بِه فَسَّر

14- حَدِیثَ أُمِّ مَعْبَدٍ: «أَنَّ النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم و صاحِبَیْه لَمَّا نَزَلُوا عَلَیْهَا و حَلَبُوا شَاتَهَا الحائلَ شَرِبُوا من لَبَنِهَا و سَقَوْها،ثُمَّ حَلَبُوا فی الإِنَاءِ حَتَّی امْتَلأَ،ثُمَّ شَرِبُوا حَتّی أَرَاضُوا ». قال«ثَمَّ :

أَرَاضُوا و أَرَضُّوا»من المُرِضَّه،و هی الرَّثِیئَه.قال:و لا أَعْلَمُ فی هذا الحَدِیث حَرْفاً أَغْرَبَ منه.

و قال غَیْرُهُ : أَرَاضَ :إِذا رَوِی فَنَقَعَ بالرِّیِّ .و به فُسِّرَ الحَدِیثُ المَذْکُور. و قِیلَ : أَرَاضَ ،أی شَرِبَ عَلَلاً بَعْدَ نَهَلٍ ،مَأْخُوذٌ من الرَّوْضَهِ ،و هو مُسْتَنْقَعُ الماءِ.و به فُسِّر الحَدِیثُ المَذْکُور،و هو قَرِیبٌ من القَوْل الأَوَّلِ ،بل هُمَا عِنْدَ التَّأَمُّل وَاحِدٌ،فإِنَّهَا أَرَادَت بِذلِکَ أَنَّهُم شَرِبُوا حتی رَوُوا فَنَقَعُوا بالرِّیّ [عَلَلاً] (5).

و أَرَاضَ القَوْمَ :أَرْوَاهُم بَعْضَ الرِّیِّ . و مِنْهُ

14- فی حَدِیثِ أُمِّ مَعْبَدٍ أَیْضاً: « فَدَعَا بِإِنَاءٍ یُرِیضُ الرَّهْط » . فِی رِوَایَهٍ ،أَی یُرْوِیهِمْ بَعْضَ الرِّیِّ ،من أَرَاضَ الحَوْضُ ،إِذا صُبَّ فیه من الماءِ ما یُوَارِی أَرْضَهُ .و جَاءَنَا بِإِنَاءٍ یُرِیضُ کَذَا و کَذَا نَفْساً، و الأَکثَرُ یُرْبِضُ ،بالباء المُوَحَّدَه،و قد تَقَدَّم.و أَشارَ الجَوْهَرِیُّ إِلی الوَجْهَیْن فی«ر ب ض».

و أَرَاضَ الوَادِی:استَنْقَعَ فِیهِ الماءُ،کاسْتَرَاضَ ،و کَذلِکَ أَرَاضَ الحَوْضُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ عن ابنِ السِّکِّیت.قال:

و منه قولُهُم:شَرِبُوا حَتَّی أَرَاضُوا ،أَی رَوُوا فَنَقَعُوا بالرِّیِّ .

و أَتَانَا بِإِنَاءٍ یُرِیضُ کَذَا کَذَا نَفْساً.و هو مَجَاز.

و رَوَّضَ تَرْوِیضاً: لَزِمَ الرِّیَاضَ

ص:71


1- (1) ورد البیت فی ماده عرض منسوباً لعمرو بن أحمر الباهلی و هو فی الصحاح« [1]عرض»و اللسان« [2]عرض»باختلاف الروایه.
2- (2) دیوانه ص 218 تخریجه فیه،و روایته: و کأن ریضها إذا باشرتها کانت معاوده الرحیل ذلولا.
3- (3) فی التکمله:«و المراضتان»و فی معجم البلدان«المراضان»تثنیه المِراض بلفظ جمع مریض.
4- (4) دیوانه،و فی معجم البلدان«المراض»باختلاف الروایه.
5- (5) زیاده عن التهذیب.

و رَوَّضَ السَّیْلُ القَرَاحَ :جَعَلَهُ رَوْضَهً .

و اسْتَرَاضَ المَکَانُ :فَسُحَ ،و اتَّسَعَ .

و اسْتَرَاضَ الحَوْضُ :صُبَّ فیه من الماءِ ما یُوَارِی أَرْضَهُ .کَذَا فی العُبَابِ .و فی اللسان:ما یُغَطِّی أَسْفَلَه.

و هو مَجاز.و قِیلَ : اسْتَرَاضَ ،إِذا تَبَطَّح فیه المَاءُ علی وَجْهِه،و کَذلک أَرَاضَ الحَوْضُ .

و من المجاز: استراضَتِ (1)النَّفْسُ ،أَیْ طَابَتْ ،یُقَال:

افْعَلْ ذلِکَ ما دَامَتِ النَّفْسُ مُسْتَرِیضَهً .أَی مُتَّسِعَهً طَیِّبَهً .

و اسْتَعْمَلَه حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ فی الشِّعْر و الرَّجَز فقال:

أَ رَجَزاً تُرِیدُ أَمْ قَرِیضَا

کِلَیْهِمَا أُجِیدُ مُسْتَرِیضَا

أَی وَاسِعاً مُمْکِناً،و نَسَبَه الجَوْهَرِیُّ للأَغْلَبِ العِجْلیّ .

و قال الصَّاغَانِیّ :و لم أَجِدْه فی أَراجِیزِه.و قال ابن بَرّیّ :

نَسَبَهُ أَبو حَنِیفَهَ للأَرْقَطِ ،و زَعَمَ أَنَّ بَعْضَ المُلُوکِ أَمَرَهُ أَنْ یَقُولَ فَقال هذا الرَّجَز.

و رَاوَضَهُ علی أَمرِ کَذا،أَی دَارَاهُ لِیُدْخِلَه فیه،کما فی الصّحاح و الأَساسِ ،و هو مَجَاز.

و المُرَاوَضَهُ المَکْرُوهَهُ فی الأَثَرِ المَرْوِیّ عن سَعِیدِ بنِ المُسَیِّب: أَنْ تُوَاصِفَ الرَّجُلَ بالسِّلْعَهِ لَیْسَتْ عِنْدَکَ .و هی بَیْعُ المُوَاصَفَهِ ،هکذا فَسَّرَهُ شَمِرٌ.و فی اللّسَان:و بَعْضُ الفُقَهَاءِ یُجِیزُهُ إِذا وَافَقَتِ السِّلْعَهُ الصِّفَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

تُجْمَعُ الرَّوْضَهُ علی الرَّوْضَاتِ .

و الرَّیِّضَه ،ککَیِّسَهٍ : الرَّوْضَهِ .

و أَرْوَضَتِ الأَرْضُ و أَرَاضَتْ :أَلْبِسَها النَّبَاتُ ،و أَراضَهَا اللّه:جَعَلَهَا رِیَاضاً .و قال ابنُ بَرّیّ :یُقَالُ : أَراضَ اللّه البِلاَدَ:جَعَلَهَا رِیَاضاً .قال ابنُ مُقْبِلٍ :

لَیَالِیَ بَعْضُهُمْ جِیرانُ بَعْضٍ

بغَوْلٍ فَهْوَ مَوْلِیٌّ مُرِیضُ

و أَرْضٌ مُسْتَرْوِضَهٌ :تُنْبِتُ نَبَاتاً جَیِّداً،أَو اسْتَوَی بَقْلُهَا.

و المُسْتَرْوِضُ من النَّبَاتِ :الّذِی قد تَنَاهَی فی عِظَمِهِ و طُولِه.

و قَال یَعْقُوبُ : أَرَاضَ هذا المَکَانُ ،و أَرْوَضَ :إِذا کَثُرَتْ رِیَاضُهُ ،نَقَلَه الجَوْهَریُّ عَنْه.و قال یَعْقُوب أَیْضاً:الحَوْضُ المُسْتَرِیضُ :الَّذِی قد تَبَطَّحَ المَاءُ علی وَجْهِه و أَنشد:

خَضْراءُ فیها وَذَمَاتٌ بِیضُ

إِذا تَمَسُّ الحَوْضَ یَسْتَرِیضُ

یَعْنِی بالخَضْرَاءِ دَلْواً.و الوَذَمَاتُ :السُّیُورُ.

و من المَجَازِ:قَصِیدَهٌ رَیِّضَهُ القَوَافِی،إِذا کانَتْ صَعْبَهً لم تَقْتَضِبْ قَوَافِیَهَا الشُّعَرَاءُ.

و أَمْرٌ رَیِّضٌ :لم یُحْکَمْ تَدْبِیرُه.

و التَّرَاوُضُ فی البَیْعِ و الشِّرَاءِ:التَّحاذِی (2)،و هو ما یَجْرِی بَیْنَ المُتَبَایِعَیْنِ من الزِّیاده و النُّقْصان،کأَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ مِنهما یَرُوضُ صَاحِبَهُ .مِنْ رِیَاضَهِ الدَّابَّهِ ،و هو مَجَاز.

و نَاقَهٌ مَرُوضَهٌ .

و رَوَّضَهَا تَرْوِیضاً ، کرَاضَها .شُدِّدَ للمُبَالَغَه.

و الرُّوَّضُ :جَمْعُ رِائِضٍ .

و حَمَّادٌ البَصْرِیّ عُرِفَ بالرَّائض ، لِرِیَاضَهِ الخَیْلِ ،سَمِعَ من الحَسَنِ و ابْنِ سِیرِینَ .

و من أَمْثَالِهم:«أَحْسَنُ من بَیْضَهٍ فی رَوْضَهٍ »نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ فی الکَشّاف و الأَسَاس.

و اسْتَرَاضَ المَحَلُّ :کَثُرَتْ رِیَاضُهُ .

و من المَجَاز:أَنا عِنْدَک فی رَوْضَهٍ و غَدِیر.و مَجْلِسُک رَوْضَهٌ من رِیَاضِ الجَنَّهِ .و مِنْه

14- الحَدِیث: «مَا بَیْن قَبْرِی و مِنْبَرِی رَوْضَهٌ من رِیَاضِ الجَنَّهِ ». قال ثَعْلَبٌ :إِنَّ مَنْ أَقَامَ بهذَا المَوْضِعِ فکَأَنَّهُ أَقَام فی رَوْضَهٍ مِن رِیَاضِ الجَنَّه، یُرَغِّبُ فی ذلِک.

و یُقَال: رَوِّضْ (3)نَفْسَکَ بالتَّقْوَی.و رَاضَ الشاعِرُ القَوَافِیَ

ص:72


1- (1) بالأصل«و أراضت»و ما أثبت الصواب علی اعتبار أن اللفظه معطوفه علی ما قبلها،و العباره الآتیه تؤید ما أثبتناه.و وردت العباره فی اللسان [1]بالتذکیر.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:التحاذی،کذا فی النسخ و الذی فی اللسان و [2]النهایه: [3]التجاذب،فإنهما قالا بعد سوق الحدیث:أی تجاذبنا فی البیع و الشراء و هو ما یجری الخ»و فی اللسان:و [4]فی حدیث طلحه:«فتراوضنا حتی اصطرف منی و أخذ الذهب».
3- (3) فی الأساس:رُضّ .

الصعْبَه (1)فارْتاضَتْ لَهُ .و رُضْتُ الدُّرَّ رِیَاضَهً :ثَقَبْتُه،و هو صَعْبُ الرِّیَاضَهِ و سَهْلُهَا،أَی الثَّقْبِ ،و کُلُّ ذلِک مَجَازٌ،کما فی الأَساس.

و الرَّوْضَهُ :قَرْیَهٌ بالفَیُّوم.و الرَّوْضَهُ :جَزِیرَهٌ تُجَاهَ مِصْرَ، و تُذْکَرُ مع المِقْیَاسِ ،و قد أَلَّفَ فِیها الجَلالُ السَّیُوطِیّ کِتَاباً حافِلاً،فرَاجِعْهُ .

فصل الشین مع الضاد

شرض

قال الأَزْهَرِیّ :أَهْملَت الشِّینُ مع الضَّادِ إِلاّ قَوْلهم: جَمَلٌ شِرْوَاضٌ ،بالکَسْرِ ،أَی رِخْوٌ ضَخْمٌ ،فإِنْ کَانَ ضَخْماً ذا قَصَرَهٍ غَلِیظَهٍ و هو صُلْبٌ ،فهو جِرْوَاضٌ .

و الجَمْعُ شَرَاوِیضُ .و وَحَّدَ بَیْنَهُمَا الجَوْهَرِیّ حَیْث قال:

جَمَلٌ شِرْوَاضٌ مِثْلُ جِرْوَاضٍ .و الَّذِی ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیّ هُوَ قَوْلُ اللَّیْث،و قد تَقَدَّمَ فی«ج ر ض».

و ذَکَر هنا فی التَّکْمِلَه:الشَّرَضُ ،بالتَّحْرِیک:الأَرْضُ الغَلِیظَهُ .

فهو مِمَّا یُسْتَدْرَکُ بِه علی الجَمَاعَهِ ،و کَأَنَّهُ لُغَهٌ فی شَرَزٍ بالزَّای،فَتَأَمَّلْ .

شرنض

جَمَلٌ شِرْنَاضٌ ،بالکَسْرِ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .

و قال اللَّیْثُ :أَی ضَخْمٌ طَوِیلُ العُنُقِ ،و جَمْعُهُ شَرَانِیضُ .

هکَذَا أَوْرَده الجَمَاعَهُ نَقْلاً عنه.قال الأَزْهَرِیّ :و لا أَعْرِفُه لغَیْرِه.و قال الصَّاغَانِیّ :لَمْ أَجِدْه فی رُبَاعیّ الشِّین مِنْ کِتَابِ اللَّیْث.

شرمض

الشِّمِرْضَاضُ ،بالکَسْرِ ،ضَبْطُه هکذا مُوهِمٌ أَنْ یَکُون بِسُکُونِ المِیمِ ،و الأَوْلَی أَنْ یَقُول کِسرِطْرَاطٍ ،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و فی التَّهْذِیب فی خُماسِیّ الشِّین:قالَ اللَّیْثُ :هو شَجَرٌ بالجَزِیرَهِ ،و أَنکَرَهُ الأَزْهَرِیّ ،قال:و یُقَالُ :

بَلْ هِی کَلِمَهُ مُعَایَاهٍ کما قالُوا:عُهْعُخٌ .قال:فإِذا بَدَأْتَ بالضَّاد هَدَرَ (2)و قال الصّاغَانِیّ :لم أَجِدْ هذا اللَّفْظَ فی خُمَاسِیّ کِتَابِ اللَّیْثِ مِن حَرْف الشِّینِ .

فصل الصاد المهمله مع الضاد

فی التَّهْذِیبِ :قال الخَلِیلُ بنُ أَحْمَد:الصَّادُ مع الضَّادِ مَعْقُومٌ ،لَمْ یَدْخُلاَ مَعاً فی کَلِمَهٍ وَاحِدَهٍ من کَلامِ العَرَبِ إِلاّ فی کَلِمَهٍ وُضِعَتْ مِثَالاً لَبَعْضِ حِسَابِ الجُمَّل،و هی صَعْفَضْ ،هکذا تَأْسِیسُهَا.قال:و بَیَانُ ذلِک أَنَّهَا تُفَسِّر فی الحِسَابِ علی أَنَّ الصَّادَ سِتُّونَ ،و العَیْنَ سَبْعُونَ ،و الفَاءَ ثَمَانُون،و الضَّادَ تِسْعُونَ .فلما قَبُحَتْ فی اللَّفْظِ حُوِّلَتِ الضَّادُ إِلی الصَّاد فقِیلَ سَعْفَص.

فصل الضاد مع الضاد

اشاره

و هذَا الفَصْلُ أَیْضاً حُکْمُهُ کالفَصْلِ السَّابِق،و لِذَا أَهْمَلَهُ أَکْثَرُ مَنْ صَنَّفَ .و قد جَاءَ منه:

ضوض

الضَّوْضَا (3)،مَقْصُورَهً :الجَلَبَهُ و أَصْواتُ النَّاسِ ، لُغَهٌ فی المَهْمُوزَهِ ،المَمْدُودَهِ .یُقَالُ : ضَوْضَ (4)الرِّجالُ ضَوْضَاهً و ضَوْضَاءً :إِذا سَمِعْت أَصْوَاتَهُمْ ،کَذَا فی تَهْذِیبِ ابْنِ القَطاع.

و یُقَالُ : رَجُلٌ مُضَوْضٍ أَی مُصَوَّتٌ ، کمُضَوْضِئٍ .

فصل العین مع الضاد

عجمض

العَجَمْضَی ،کحَبَرْکَی ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو ضَرْبٌ من التَّمْرِ (5)،و زادَ ابنُ عَبّادٍ:

صِغَارٌ ،کما فی العُبَابِ ،وَ وَزَنَه فی التَّکْمِلَه بعَلَنْدَی.

عربض

العِرْبَاضُ ،کقِرْطَاسٍ :الغَلِیظُ الشَّدِیدُ مِنَ النَّاسِ ،عن ابنِ دُرَیْدِ: و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیّ :

العِرْبَاضُ من الإِبِلِ :الغَلِیظُ الشَّدِید.و فی اللِّسَان:

العِرْبَاضُ :البَعِیرُ القَوِیُّ العَرِیضُ الکَلْکَلِ ،الغَلِیظُ الشَّدِیدُ الضَّخْمُ .

و العِرْبَاضُ : الأَسَدُ الثَّقِیلُ العَظِیمُ ،کما فی العُبَاب.

و یُقَال:أَسَدٌ عِرَبَاضٌ رَحْبُ الکَلْکَلِ .و أَنْشَدَ الصَّاغَانِیُّ

ص:73


1- (1) زیاده عن الأساس.
2- (2) ضبطت فی اللسان [1]بضمه فکسره و ما أثبت عن التکمله.
3- (5) فی القاموس:الضَّوْضی.
4- (3) فی المطبوعه الکویتیه:ضوضی.
5- (4) الجمهره 326/3 و جاء فیها:و لم یجیء به فی الأمثله لأنه اسمان جعلا اسماً واحداً،عجم:و هو النوی،وضا:وادٍ.

لمُحَمَّد بنِ عَبْدِ اللّه النُّمَیْرِیّ ،و کان شَبَّبَ بزَیْنَبَ أُخْتِ الحَجّاجِ بنِ یُوسُفَ فی شِعْرِه:

أَخافُ مِنَ الحَجّاجِ ما لَسْتُ آمِناً

من الأَسَدِ العِرْبَاضِ إِنْ جاعَ یا عَمْرُو

أَخَافُ یَدَیْهِ أَنْ تُصِیبَ ذُؤَابَتِی

بأَبْیَضَ عَضْبٍ لَیْسَ مِنْ دُونِه سِتْرُ

کالْعِرَبْضِ ،کقِمَطْرٍ،فِیهِنّ .أَمّا فی الأَوَّل فقَدْ نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.و فی الثَّانِی نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و فی الثَّالث نَقَلَه الصّاغَانِیّ فی العُبَابِ و فی التَّکْمِلَه،و أَنْشَد لرُؤْبَهَ :

إِن لَنَا هَوّاسَهً عِرَبْضَا

نَرْدِی به و مِنْطَحاً مِهَضَّاً (1)

و قال ابنُ عَبّادٍ: العِرْبَاضُ : المِرْتاجُ الَّذِی یُلْزَق خَلْفَ البَابِ ممّا یَلِی الغَلَقَ .

و أَبو نُجَیْحٍ ، العِرْبَاض بن سَارِیَه السُّلَمِیُّ ،تُوُفَّیَ سنهَ خَمْسٍ و سَبْعِینَ . و العِرْبَاضُ الکِنْدِیّ :صَحابِیّان ،و هذا الأَخِیرُ لَمْ أَرَ ذِکْرَه فی المَعَاجم.

و الْعِرَبْضُ کقِمَطْرٍ :العَرِیضُ .و بینهما الجِنَاسُ المُصَحَّف.یُقَالُ :شَیْ ءٌ أَی عَرِیضٌ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: العُرَابِضُ . کعُلاَبِطٍ :الغَلِیظُ الشَّدِیدُ من النّاس،کما فی العُبَابِ .

عرض

العَرُوضُ ،کصَبُورٍ: مَکَّهٌ و المَدِینَهُ ،شَرَّفَهُمَا (2)اللّهُ تَعالَی و ما حَوْلَهما ،کما فی الصّحاح،و العُباب، و المُحْکَم،و التَّهْذِیب،مُؤَنَّثُ ،کما صَرَّح به ابن سِیدَهْ

14- و رُوِیَ عن مُحَمَّدِ بنِ صَیْفِیّ الأَنْصَارِیِّ ،رَضِیَ اللّه عنه:

«أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صَلَّی اللّه علیه و سلم خَرَج یَوْمَ عَاشُوراءَ و أَمَرَهُم أَن یُؤْذِنُوا أَهْلَ العَرُوضِ أَنْ یُتِمُّوا بَقِیَّهَ یَوْمِهِم». قیل:أَرادَ مَنْ بأَکْنَافِ مَکَّهَ و المَدِینَهِ .و قَوْله:ما حَوْلهما داخِلٌ فیه الیَمَن،کما صَرَّحَ به غَیْرُ وَاحِد من الأَئِمَّهِ ،و بِهِ فَسَّرُوا قَوْلَهُم:اسْتُعْمِلَ فُلانٌ علی الْعَرُوضِ ،أَی مَکَّهَ و المَدِینَهِ و الْیَمَنِ و ما حَوْلَهُمْ .و أَنْشَدُوا قَولَ لَبِیدٍ:

و إِنْ لَمْ یَکُنْ إِلاَّ القِتَالُ فإِنَّنَا

نُقَاتِلُ ما بَیْنَ العَرُوضِ و خَثْعَمَا

أَی ما بَیْنَ مَکَّه و الیَمَن.

و عَرَضَ الرَّجُلُ : أَتَاهَا ،أَی العَرُوضَ .قال عَبْدُ یَغُوثَ بنُ وَقّاصٍ الحارِثیُّ :

فیا رَاکِباً إِمَّا عَرَضْتَ فبَلِّغَنْ

نَدَامَایَ مِنْ نَجْرَانَ أَنْ لاَ تَلاَقِیَا

و قال الکُمَیْت:

فأَبْلِغْ یَزِیدَ إِنْ عَرَضْتَ و مُنْذِراً

و عَمَّیْهِمَا و المُسْتَسِرَّ المُنَامِسَا

یَعْنِی إنْ مَرَرْتَ به.

و قال ضابِئُ بْنُ الحارِث:

فیا رَاکِباً إِمَّا عَرَضْت فَبلِّغَنْ

ثُمَامَهَ عَنِّی و الأَمُورُ تَدُورُ

و العَرُوضُ : النَّاقَهُ الَّتِی لم تُرَضْ ،و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ، رَضِیَ اللّهُ عنه: «و أَضْرِبُ العَرُوضَ و أَزْجُرُ العَجُولَ ». و أَنشد ثَعْلَبٌ لحُمَیْدٍ:

فَمَا زَالَ سَوْطِی فی قِرَابِی و مِحْجَنِی

و ما زِلْتُ منه فی عَرُوضٍ أَذُودُهَا

و قال شَمِرٌ فی هذَا البَیْت:أَی فی ناحِیَهٍ أَدارِیه و فی اعْتِرَاضٍ .

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیّ لعَمْرو بنِ أَحْمَر البَاهِلیّ :

و رَوْحَهُ دُنْیَا بَیْنَ حَیَّیْنَ رُحْتُهَا

أُخِبُّ ذَلُولاً أَو عَرُوضاً أَرُوضُها

کذا نَصّ العُبَابِ .و نَصُّ الصّحاح.أُسِیر عَسِیراً أَو عَرُوضاً .و قال:أُسِیرُ،أَی أُسَیِّر.قال:و یُقَال مَعْنَاه أَنّه یُنْشِدُ قَصِیدَتَیْن،إِحْدَاهُمَا قد ذَلَّلَها،و الأُخْرَی فیها اعْتِرَاضٌ .قال ابنُ بَرِّیّ :و الَّذِی فَسَّره هذا التَّفْسِیرَ رَوَی أُخِبُّ ذَلُولاً.قال:و هکَذا رِوَایَتُهُ فی شِعْرِه و أَوَّلُه:

أَلا لَیْتَ شِعْری هَلْ أَبِیتَنَّ لَیْلَهً

صَحِیحَ السُّرَی و العِیسُ تَجْرِی عَرُوضُهَا

ص:74


1- (1) الهواسه:الأسد الذی یهوس،أی یتردد.
2- (2) فی القاموس:حرسهما.

بتَیْهَاءَ قَفْرٍ و المَطِیُّ کأَنَّهَا

قَطَا الحَزْنِ قد کانَتْ فِرَاخاً بُیُوضُهَا

و رَوْحَهُ ..

قُلتُ :

17- و قَوْلُ عُمَرَ،رَضِیَ اللّهُ عنه،الَّذِی سَبَقَ وَصَفَ فیه نَفْسَه و سِیَاسَتَهُ و حُسْنَ النَّظَرِ لِرَعِیَّتِهِ فقال: إِنِّی أَضُمُّ العَتُودَ، و أُلْحِقُ القَطُوفَ ،و أَزْجُرُ الْعَرُوضَ .

قَال شَمِر: الْعَرُوضُ : العُرْضِیَّهُ مِنَ الْإِبِلِ الصَّعْبَهُ الرَّأْسِ الذَّلُولُ وَسَطُهَا،التی یُحْمَلُ عَلَیْهَا،ثم تُسَاقُ وَسَطَ الإِبِلِ المُحَمّلَهِ ،و إِنْ رَکِبَها رَجُلٌ مَضَتْ به قُدُماً و لا تَصَرُّفَ لِرَاکِبِهَا،و إِنَّمَا قال:أَزْجُرُ العَرُوضَ لِأَنَّهَا تَکُونُ آخِرَ الإِبلِ .

و قال ابن الأَثِیرُ: العَرُوضُ :هی التی تَأْخذ یَمِیناً و شِمَالاً و لا تَلْزَمُ المَحَجَّهَ .یقُول:أَضْرِبُه حَتّی یَعُودَ إِلی الطَّرِیق، جَعَلَه مَثَلاً لحُسْنِ سِیَاسَتِه للأُمَّه.

و تقول:ناقَهٌ عَرُوضٌ ،و فِیها عَرُوضٌ (1)إِذا کانَتْ رَیِّضاً لَمْ تُذَلَّلْ .

و قال ابنُ السِّکّیت:نَاقَهٌ عَرُوضٌ ،إِذَا قَبِلَتْ بَعْضَ الرِّیاضَهِ و لم تَسْتَحْکِم.

و ،من المَجَازِ: العَرُوضُ : مِیزَانُ الشِّعْرِ ،کما فی الصّحاح،سُمِّیَ به لِأَنَّهُ بِه یَظْهَرُ المُتَّزنُ مِنَ المُنْکَسِر عِنْدَ المُعَارَضَهِ بِهَا.و قوله:بِه هکَذا فی النُّسَخ و صَوابُه:بِهَا، لأَنَّهَا مُؤَنَّثَهٌ ،کما سَیَأْتِی، أَو لأَنَّهَا ناحِیَهً من العُلُوم أَی من عُلُوم الشِّعْر،کما نَقَلَه الصَّاغَانِیّ ، أَو لأَنَّهَا صَعْبَهٌ ،فهی کالنّاقَه التی لم تُذَلَّل، أَوْ لِأَنَّ الشِّعْرَ یُعْرَض عَلَیْهَا (2)،فما وَافقَهُ کان صَحِیحاً،و ما خالَفَهُ کان فَاسِداً،و هُوَ بعَیْنِه القَوْلُ الأَوَل،و نَصّ الصّحاح:لأَنَّهُ یُعَارِضُ بِهَا. أَو لأَنَّهُ أُلْهِمَهَا الخَلیلُ بن أَحْمَد الفَرَاهِیدِیّ بمَکَّهَ ،و هی العَرُوض .و هذا الوَجْهُ نَقَلَه بَعْضُ العَرُوضِیِّینَ .

و فی الصّحاح: العَرُوضُ أَیْضاً اسمٌ للجُزْءِ الأَخِیرِ من النِّصْفِ الأَوَّلِ من البَیْت،زاد المُصَنّف: سالِماً کان أَوْ مُغَیَّراً .و إِنَّمَا سُمِّیَ به لأَنّ الثَّانِیَ یُبْنَی علی الأَوَّلِ ،و هو الشَّطْرُ.و منهم مَنْ یَجْعَلُ العَرُوضَ طَرَائِقَ الشِّعْرِ و عَمُودَه، مِثْل الطَّوِیل.یُقَال:هو عَرُوضٌ وَاحِدٌ،و اخْتِلافُ قَوَافِیهِ تُسَمَّی ضُرُوباً.

و قال أَبُو إِسْحَاقَ .و إِنَّمَا سُمِّیَ وَسَطُ البَیْت عَرُوضاً ،لأَنَّ العَرُوضَ وَسَطُ البَیْت من البِنَاء،و البَیْتُ من الشِّعْر مَبْنِیٌّ فی اللَّفْظ علی بِنَاءِ البَیْتِ المَسْکُونِ لِلْعَرَبِ ،فقِوَامُ البَیْتِ مِن الکَلامِ عَرُوضُه ،کَمَا أَنّ قِوَامَ البَیْتِ من الخِرَقِ العَارِضَه التی فی وسَطِه،فهی أَقْوَی مَا فِی بَیْتِ الخِرَقِ ،فلِذلِکَ یَجِبُ أَنْ تَکونَ العَرُوضُ أَقْوَی من الضَّرْبِ ،أَلاَ تَرَی أَنَّ الضُّرُوبَ النَّقْصُ فیها أَکْثَرُ منه فی الأَعَارِیضِ .

و هی مُؤَنَّثَهٌ ،کما فی الصّحاح،و رُبَّمَا ذُکِّرت،کما فِی اللّسَان،و لا تُجْمَعُ لِأَنَّهَا اسمُ جِنْس،کَمَا فِی الصَّحاح.

و قال فی العَرُوضِ ،بِمَعْنَی الجُزْءِ الأَخِیرِ إِنَّ ج: أَعَارِیضَ ، علی غَیْرِ قِیَاسٍ ،کَأَنّهُم جَمَعُوا إِعْرِیضاً،و إِنْ شِئْتَ جَمَعْتَه علی أَعَارِضَ ،کما فی الصّحاح.

و العَرُوضُ : النَّاحِیَهُ .یُقَال:أَخَذَ فُلانٌ فی عَرُوضٍ ما تُعْجِبُنی.أَی فی طَرِیقٍ و نَاحِیَهٍ .کذا نَصّ الصّحاح.و فی العُبَابِ :أَنْتَ مَعِی فی عَرُوضٍ لا تُلائِمُنِی،أَی فی ناحِیَه.

و أَنشد:

فإِنْ یُعْرِضْ أَبُو العَبّاسِ عَنِّی

و یَرْکَبْ بِی عَرُوضاً عن عرُوضِ

قال:و لِهذا سُمِّیَت النَّاقَهُ الَّتِی لم تُرَضْ عَرُوضاً ،لأَنَّها تَأْخُذُ فی نَاحِیَهٍ غَیْرِ النّاحِیَهِ الَّتِی تَسْلُکُهَا.

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للأَخْنَسِ بْنِ شِهَابٍ التَّغْلِبِیّ :

لکُلِّ أَنَاسٍ مِن مَعَدَّ عِمَارَهٌ

عَرُوضٌ إِلَیْهَا یَلْجَؤُون و جانِبُ

یقول لِکُلّ حَیٍّ حِرْزٌ إِلاّ بَنِی تَغْلِبَ فإِنَّ حَرْزَهُم السُّیُوفُ .

و عِمَاره خَفْضٌ ،لأَنَّه بَدَلٌ من أُناس،و من رَواه عُرُوضٌ ، بالضَّمّ جعله جَمْعَ عَرْضٍ ،و هو الجَبَلُ ،کما فی الصّحاح.

قال الصَّاغَانِیّ :و روایه الکُوفِیّین عَمَارَهٌ بفَتْح العَیْن و رَفْع الهاءِ.

و العَرُوضُ : الطَّرِیقُ فی عُرْضِ الجَبَلِ ،و قِیلَ :ما اعْتَرَضَ منه فی مَضِیقٍ ،و الجَمْع عُرْضٌ .و منه

16- حَدِیثُ أَبِی

ص:75


1- (1) زید فی اللسان:و [1]ناقه عُرْضیّه و فیها عُرْضیّه.
2- (2) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:«علیه».

هُرَیْرَهَ : «فَأَخَذَ فی عَرُوضٍ آخَرَ». أَی فی طَرِیقٍ آخَرَ من الکَلام.

و العَرُوضُ من الکَلاَمِ :فَحْوَاهُ .قال ابنُ السِّکّیت:یُقَال عَرَفْتُ ذلِکَ فی عَرُوضِ کَلامِه،أَی فَحْوَی کَلامِهِ و مَعْنَاهُ .

نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و کَذَا مَعَارِضِ کَلامِه کما فی اللّسَان.

و العَرُوضُ : المَکَانُ الَّذِی یُعَارِضُک إِذا سِرْتَ .کمَا فی الصّحاح و العُبَاب.

و العَرُوضُ : الکَثیرُ مِنَ الشَّیْ ءِ .یُقَال:حَیٌّ عَرُوضٌ ، أَی کَثِیرٌ،نَقَله ابنُ عَبّادٍ.

و العَرُوضُ : الغَیْمُ ،هکذا فی الأُصُولِ بالیَاء التَّحْتِیَّه، و هو مع قَوْلِهِ : السَّحَابُ عَطْفُ مُرَادِفٍ ،أَوْ هُوَ تَکْرارٌ،أَو الصَّوابُ الغَنَم بالنُّون،کما فی اللّسَان،و هی الّتی تَعْرُضُ الشَّوْکَ ،تَنَاوَلُ منه و تَأْکُلُهُ ،تَقُولُ منه: عَرَضَتِ الشّاهُ الشَّوْکَ تَعْرُضُهُ .إِلاَّ أَنَّ قَوْلَه فِیما بَعْدُ:و مِن الغَنَم،یُؤیِّدُ القَوْلَ الأَوَّلَ ،أَو الصّواب فیه:و من الْإِبِلِ ،کما سَیَأْتِی.

و قال الفَرَّاءُ: الْعَرُوضُ : الطَّعَامُ .نقله الصّاغَانِیّ .

و العَرُوضُ : فَرَسُ قُرَّهَ بنِ الأَحْنَفِ بنِ نُمَیْرٍ الأَسَدیّ .

و العَرُوضُ من الغَنَمِ ،کما فی النُّسَخ،أَو الصَّوَاب من الْإِبِل،فإِنَّ الإِبِلَ تَعْرُضُ الشَّوْکَ عَرْضاً ،و قیل:هو مِن الإِبِل و الغَنَم: ما یعْتَرِضُ الشَّوْکَ فَیَرْعَاهُ ،و یُقَال عَرِیضٌ عَرُوضٌ ، إِذا فَاتَه النَّبْتُ اعْتَرَضَ الشَّوْکَ .

و اعْتَرَضَ البَعِیرُ الشَّوْکَ :أَکَلَه.

و بَعِیرٌ عَرُوضٌ :یَأْخُذُه کَذلک.

و قِیلَ : العَرُوضُ :الَّذِی إِذا فاتَهُ الکَلأ أَکَلَ الشَّوْکَ ،کما فی الصِّحاح و العُبَاب.

و یُقَال: هو رَبُوضٌ بِلاَ عَرُوضٍ ،هکَذا فی النُّسَخِ .

و الَّذِی فی الصّحاح و العُبَاب:رَکُوضٌ بِلا عَرُوضٍ ، أَی بِلا حاجَهٍ عَرَضَتْ لَهُ .فالَّذِی صَحَّ من مَعْنَی العَرُوضِ فی کَلام المُصَنَّفِ أَرْبَعَ (1)عَشَرهَ مَعْنیً ،علی تَوَقُّفٍ فی بَعْضِهَا، و سَیَأْتِی ما زِدْنا علیه فی المُسْتَدْرَکَات.

و عَرَضَ الرَّجُلُ : أَتَی العَرُوضَ ،أَی مَکَّهَ و المَدِینَهَ و الیَمَنَ و ما حَوْلَهُنّ ،و هذا بعَیْنِه قد تَقَدَّم للمُصَنّف قَرِیباً،فهو تَکْرَارٌ. و عَرَضَ لَهُ أَمْرُ کَذَا، یَعْرِضُ ،من حَدِّ ضَرَبَ : ظَهَرَ عَلَیْه و بَدَا ،کما فی الصّحاح،و لَیْس فیه«عَلَیْه»و«بَدَا»، کعَرِضَ ،کسَمِعَ ،لُغَتَانِ جَیّدَتانِ ،کما فی الصّحاح.و قال الفَرّاءُ:مَرَّ بِی فُلانٌ فما عَرَضْتُ له،و لا تَعْرِضْ له،و لا تَعْرَضْ له،لُغتان جَیِّدَتانِ .و قال ابْنُ القَطّاع:فَصِیحَتانِ .

و الَّذِی فی التَّکْمِلَه عن الأَصْمَعِیّ : عَرِضْت له تَعْرِضُ ،مثل حَسِبْتُ تَحْسِبُ ،لُغَهٌ شاذَّهٌ سَمِعْتها.

و عَرَضَ الشَّیْ ءَ لَهُ عَرْضاً : أَظْهَرَه لَهُ ،و أَبْرَزَهُ إِلَیْهِ . و عَرَضَ عَلَیْه أَمْرَ کَذَا: أَرَاهُ إِیّاهُ .و منه قَوْله تَعَالَی: (ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَی الْمَلائِکَهِ ) (2).

و یقال: عَرَضْتُ لَهْ ثَوْباً مَکَانَ حَقِّه.

و فی المَثَلِ :« عَرْضٌ سَابِرِیٌّ »لأَنَّهُ ثَوْبٌ جَیِّدٌ یُشْتَرَی بأَوَّلِ عَرْضٍ ،و لا یُبَالَغُ فیه،کما فی الصّحاح،و هکذا هو عَرْضُ سَابِرِیٍّ ،بالإِضافَهِ .و الَّذِی فی«الأَمثال»لأَبِی عُبَیْدٍ بخَطِّ ابنِ الجَوَالِیقِی« عَرْض سَابِرِیّ ».

و عَرَضَ العُودَ عَلَی الْإِنَاءِ.و عَرَضَ السَّیْفَ عَلَی فَخِذِه یَعْرِضُهُ و یَعْرُضُهُ ،فِیهِمَا ،أَی فی العُود و السَّیْف،و هذا خِلافُ ما فِی الصّحاح،فإِنّه قال فی: عَرَضَ السَّیْفَ :فَهذِه وَحْدَها بالضَّمِّ ،و الوَجْهَانِ فیهما عن الصّاغَانِیّ فی العُبَابِ .

16- و فی الحَدِیثِ : «أُتِیَ بإِنَاءٍ من لَبَنٍ فَقَال:أَلاَ خَمَّرْتَه و لَوْ بعُودٍ تَعْرضُه عَلَیْه». رُوِیَ بالوَجْهَیْنِ ،و یُرْوَی:لَوْ لاَ خَمَّرْتَه.و هی تَحْضِیضِیَّهُ أَی تَضَعُهُ مَعْرُوضاً عَلَیْهِ ،أَی بالعَرْض .و قال شَیْخُنَا:قَوْلَه:و العُود،إِلخ،کَلامُه کالصَّرِیح فی أَنّه ککَتَبَ ،و هو الَّذِی اقْتَصَرَ علیه ابنُ القَطّاع،و الحَدِیث مَرْوِیُّ بالوَجْهَیْنِ ،و کَلاَمُ المُصَنِّف فی عَرَضَ غَیْرُ مُحَرَّرٍ و لا مُهَذَّب،بل یُنَاقِضُ بَعْضُه بَعْضاً.

قُلتُ :أَمَّا ما ذَکَرَه عن ابْنِ القَطّاع فصَحِیحٌ ،کما رأَیْتُه فی کِتَابِ الأَبْنَیَه له.و أَمَّا ما نَسَبَهُ إِلی المُصَنِّفِ مِنَ القُصُورِ فَغَیْرُ ظَاهِرٍ،فَإِنَّهُ قَالَ فِیمَا بَعْدُ: یَعْرِضُهُ و یَعْرُضُهُ ،فِیهِمَا، و المُرَادُ بِضَمِیرِ التَثْنِیَهِ العُودُ و السَّیْفُ ،فقد صَرَّح بأَنَّهُ علی الوَجْهَیْن،و لَعَلَّه سَقَط ذلِک من نُسْخَهِ شَیْخِنَا،أَوْ لم یَتَأَمَّلْ آخِرَ العِبَارَهِ .و أَمَّا قَوْلُه:کَلاَمُه فی عَرَضَ غَیْرُ مُحَرَّرٍ و لا مُهَذّب فمَنْظُورٌ فیه،بل هُوَ مُحَرَّرٌ فی غَایَهِ التَّحْرِیر،کما

ص:76


1- (2) هکذا فی الأصل و الصواب:أَربعه.
2- (1) سوره البقره الآیه 31. [1]

یَعْرِفُه المَاهِرُ النِّحْرِیرُ،و لَیْسَ فی المَادَّهِ ما یُخَالِفُ النُّصُوصَ ،کما سَتَقِفُ علیه عِنْدَ المُرُورِ علیه.فتأَمَّلْ و أَنْصِفْ .

و عَرَضَ الجُنْدَ عَرْضَ عَیْنٍ ،و فی الصّحاح: عَرْضَ العَیْنِ : أَمَرَّهُمْ عَلَیْه،و نَظَرَ ما حَالُهُمْ و قد عَرَضَ العَارِضُ الجُنْدَ،کما فی الصّحاح.

و فی البَصَائِرِ: عَرَضْت الجَیْشَ عَرْضَ عَیْنٍ :إِذا أَمْررْتَه علی بَصَرِک لِتَعْرِفَ مَنْ غابَ و مَنْ حَضَرَ.

و عَرَضَ لَهُ مِنْ حَقِّه ثَوْباً أَو مَتَاعاً، یَعْرِضُه عَرْضاً من حَدِّ ضَرَبَ ،و کَذَا عَرَضَ بِهِ ،کما فی کِتَابِ الأَرْمَوِیّ .و فی اللّسَان:و«مِنْ »فی قَوْلک:مِنْ حَقِّه،بمَعْنَی البَدَل،کقَوْلِ اللّه عَزَّ و جَلَّ : (وَ لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْکُمْ مَلائِکَهً فِی الْأَرْضِ یَخْلُفُونَ ) (1)یقول:لو نَشَاءُ لَجَعَلْنَا بَدَلَکُمْ فی الْأَرْضِ مَلاَئِکهً . أَعْطَاهُ إِیّاهُ مَکَانَ حَقِّه .

و عَرَضَتْ له الغُولُ :ظَهَرَتْ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ عن أَبی زَیْدٍ.

و عَرَضَتِ الناقَهُ :أَصابَهَا کَسْرٌ أَو آفَهٌ ،کما فی الصّحاح.قال حُمَامُ بنُ زَیْدِ مَنَاهَ الیَرْبُوعِیّ :

إذا عَرَضَتْ مِنْهَا کَهَاهٌ سَمِینَهٌ

فلا تُهْد مِنْهَا و اتَّشقْ و تَجَبْجَبِ

کعَرِضَ ،بالکَسْرِ فِیهِمَا ،أَی فی الغُولِ و النّاقَهِ ،و الأَوْلَی کعَرِضَتْ .أَمّا فی الغُولِ فَنَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ عن أَبی زَیْدٍ،و أَمّا فی النّاقَهِ فالصّاغَانِیّ فی العُبَاب،و صاحِبُ اللّسَان.

16- و فی الحَدِیث: «أَنَّه بَعَثَ بَدَنَهً مع رَجُلٍ فقال:إنْ عَرَضَ لَهَا فانْحَرْهَا». أَیْ إِنْ أَصابَهَا مَرَضٌ أَو کَسْرٌ.و قال شَمِرٌ:و یُقَال:

عَرَضَتْ من إِبِلِ فُلانٍ عارِضَهٌ ،أَی مَرِضَتْ .و قالَ بَعْضُهُم:

عَرِضَتْ ،أَی بالکَسْرِ،قال:و أَجْوَدُهُ عَرَضَتْ ،أَی بالفَتْحِ .

و أَنشَدَ قَوْلَ حُمَامِ بْنِ زَیْدِ مَنَاهَ السّابِقَ .

و عَرَضَ الفَرَسُ فی عَدْوِه: مَرَّ عَارِضاً صَدْرَهُ و رَأْسَهُ ، و قِیلَ : عَارِضاً ،أَی مُعْتَرِضاً علی جَنْبٍ وَاحِدٍ ، یَعْرِضُ عَرْضاً ،و سَیَأْتِی للمُصَنِّف ذِکْرُ مَصْدَرِه قَرِیباً.

و عَرَضَ الشَّیْ ءَ یَعْرِضُه عَرْضاً : أَصابَ عُرْضَه .

و عَرَضَ بسِلْعَتِهِ یَعْرِضُ بها عَرْضَا عَارَضَ بها ،أَی بادلَ بها فَأَعْطَی سِلْعَهً و أَخَذَ أُخْرَی.و یُقَالُ :أَخَذْتُ هذِه السِّلْعَهَ عَرْضاً ،إذا أَعْطَیْتَ فی مُقَابَلَتِهَا سِلْعَهً أُخْرَی.

و عَرَضَ القَوْمَ علی السَّیْفِ :قَتَلَهُم ،کما فی الصّحاح، و الأَسَاس. و عَرَضَهُمْ علی السَّوْطِ :ضَرَبَهُم به،نَقَلَه ابْنُ القَطّاع.

و عَرَضَ الشَّیْ ءُ عَرْضاً : بَدَا و ظَهَرَ.

و عَرَضَ الحَوْضَ و الْقِرْبَهَ :مَلَأَهُمَا .

و عَرَضَتِ الشَّاهُ :ماتَتْ بمَرَضٍ عَرَضَ لَها.

و عَرَضَ البَعِیرُ عَرْضاً : أَکَلَ من أَعْرَاضِ الشَّجَرِ،أَی أَعالِیه و قال ثَعْلَبٌ :قال النَّضْرُ بنُ شُمَیْلٍ :سَمِعْتُ أَعَرابیًّا حِجَازیًّا و بَاعَ بَعِیراً له،فقال:یأَکُلُ عَرْضاً و شَعْباً.الشَّعْبُ :

أَنْ یَهْتَضِمَ الشَّجَرَ مِنْ أَعْلاَه،و قد تَقَدَّم.

و یُقَال: عَرَضَ عَرْضَهُ ،بالفَتْح، و یُضَمُّ أَیْ نَحَا نَحْوَهُ ، و کَذلِکَ اعْتَرَضَ عَرْضَهُ .

و العَارِضُ :النّاقَهُ المَرِیضَهُ أَو الکَسِیرُ ،و هِیَ الَّتِی أَصابَها کَسْرٌ أَو آفَهٌ .

16- و فی الحَدِیثِ : «و لَکُمُ الْعَارِضُ و الفَرِیشُ ». - و قد تَقَدَّم فی«ف ر ش»و فی«و ط أَ»و قد عَرَضَت الناقَهُ - أَیْ إِنّا لا نَأْخُذُ ذَاتَ العَیْبِ فنَضُرُّ بالصَّدَقَهِ .

و الْعَارِضُ : صَفْحَهُ الخَدِّ من الإِنْسَان،و هما عَارِضَانِ و قَوْلُهُم:فُلانٌ خَفِیفُ العَارِضَیْن ،یُرَادُ به خِفَّه شَعرِ عَارِضَیْهِ ،کَذَا فی الصّحاح،و زاد فی العباب:و خِفَّهُ اللِّحْیَهِ .و أَمّا

16- الحَدِیثُ الّذِی یُرْوَی: «مِنْ سَعَادَهِ المَرْءِ خِفَّهُ عارِضَیْهِ ». فَقَدْ قِیلَ :إنَّهَا کِنَایهٌ عن کَثْرَهِ الذِّکْرِ،أَیْ لا یَزَالُ یُحَرِّکُهُمَا بذِکْرِه تَعَالَی.

قُلْتُ :هکَذَا نَقَلَه ابنُ الأَثِیر عن الخَطّابِیّ ،قال:و أَمّا خَفَّهُ اللِّحْیَهِ فما أَرَاهُ مُنَاسباً. کالعارِضَهِ فِیهِمَا أَیْ فی النّاقَهِ و الخَدّ.أَمّا فی الخَدِّ فقد نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ فی العُبَابِ ، و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و أَمّا فی النَّاقَهِ فَفِی الصّحاح: العَارضَهُ :

الناقَهُ الَّتِی یُصِیبُهَا کَسْرٌ أَو مَرَضٌ فتُنْحَرُ،و کذلِکَ الشَّاهُ .

یُقَال:بَنُو فُلانٍ لا یَأْکُلُون إِلاّ العَوَارِضَ ،أَی لا یَنْحَرُون الإِبِلَ إِلاّ مِن دَاءٍ یُصِیبُهَا.یَعِیبُهم بِذلک.و تَقُولُ العَرَب

ص:77


1- (1) سوره الزخرف الآیه 6. [1]

للرَّجُل إِذا قَرَّب إلَیهم لَحْماً:أَ عَبِیطٌ أَمْ عَارِضَهٌ :فالعَبِیطُ :

الذی یُنْحَرُ من غَیْرِ عِلَّه.و فی اللّسَان:و یُقَال:بَنُو فُلانٍ أَکّالُونَ العَوَارِضَ (1)،إذا لم یَنْحَروا إِلاّ ما عَرَضَ له مَرَضٌ أَو کَسْرٌ خَوْفاً أَنْ یَمُوتَ فَلا یَنْتَفِعُون بِهِ .و العَرَبُ تُعَیِّرُ بأَکْلِهِ .

و العَارِضُ السَّحَابُ المُطِلُّ المُعْتَرِضُ فی الأُفقِ .و قال أَبُو زَیْدٍ: العَارِضُ السَّحَابَهُ تَرَاهَا فی ناحِیَهٍ مِنَ السَّمَاءِ،و هو مِثْلُ الجُلْبِ ،إلاّ أَنَّ العَارِضَ یَکُونُ أَبْیَضَ ،و الجُلْبَ إِلی السَّوادِ،و الجُلْبُ یَکُونُ أَضْیَقَ من العَارِض و أَبْعَدَ.

و قال الأَصْمَعِیّ :الحَبِیُّ :السَّحابُ یَعْترِضُ فی السَّمَاءِ اعْترَاضَ الجَبَلِ قَبْلَ أَنْ یُطَبِّق السَّماءَ،و هو السَّحابُ العَارِضُ .و قال البَاهِلیُّ :السَّحابُ یجیءُ مُعَارِضاً فی السماءِ بغَیْرِ ظنٍّ منک،و أَنشد لأَبی کَبِیرٍ الهُذَلِیّ :

و إذا نَظَرْتَ إِلَی أَسِرَّهِ وَجْهِهِ

بَرَقَتْ کبَرْقِ العَارِضِ المُتَهَلِّلِ

و قال الأَعْشَی:

یا مَنْ رَأْی عارِضاً قد بِتُّ أَرْمُقُهُ

کأَنَّمَا البَرْقُ فی حافَاتِهِ شُعَلُ

و قَوْلُه جَلَّ وَ عَزَّ: فَلَمّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِیَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا (2)،أَی قالُوا:هذَا الَّذِی وُعِدْنا به، سَحَابٌ فِیهِ الغَیْثُ .

و العارِضُ : الجَبَلُ الشامِخُ :و یُقَالُ :سَلَکْتُ طَرِیقَ کَذَا فَعَرَضَ لِی فی الطَّرِیقِ عارِضٌ ،أَی جَبَلٌ شامخٌ ،فقَطَعَ عَلَیَّ مَذْهَبِی علی صَوْبِی. و مِنْهُ فی الصّحاح:و یُقَال للْجَبَلِ : عارِضٌ .قال أَبُو عُبَیْدٍ (3):و بِهِ سُمِّیَ عَارِضُ الیَمَامَهِ و هو مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ و قَدْ جَاءَ ذِکْرُه فی الحَدِیث.

و العَارِضُ : مَا عَرَضَ من الأَعْطِیهِ ،قال أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیّ :

یا لیلُ أَسْقَاکِ البُرَیْقُ الوَامِضُ

هلْ لَکِ و العَارِضُ مِنْکِ عائِضُ

فی هَجْمَهٍ یُسْئرُ منها القَابِضُ

و یُرْوَی:فی مِائَهٍ ،بَدَلَ :فی هَجْمَهِ ،و یَغْدرُ،بَدَلَ :

یُسْئرُ.قال الجَوْهَرِیّ :قال الأَصْمَعِیّ :یُخَاطِب امْرَأَهً رَغِبَ فی نِکَاحِهَا،یَقُولُ :هَلْ لَکِ فی مِائَهٍ من الإِبلِ أَجْعَلُهَا لَکِ مَهْراً،یَتْرُکُ منها السائقُ بَعْضَهَا،لا یَقْدِرُ أَن یَجْمَعَهَا لکَثْرَتِهَا،و ما عَرَضَ مِنْک من العَطَاءِ عَوَضْتُکِ به.

قلتُ :و کان الواجبُ عَلَی الجَوْهَرِیّ أَنْ یُوضِّحَهُ أَکْثَرَ مِمَّا ذَکَرَهُ الأَصْمَعِیُّ ،لأَنَّ فِیه تَقْدِیماً و تَأْخِیراً.و المَعْنَی:هَلْ لَکِ فِی مِائَهٍ من الإِبِلِ یُسْئِرُ منها القَابِضُ ،أَی قابِضُها الَّذِی یَسُوقُهَا لِکَثْرَتِهَا.ثُمّ قالَ :و العَارِضُ منه عائِضٌ ،أَیْ المُعْطِی بَدَلَ بُضْعِکِ عَرْضاً عائضٌ أَی آخذٌ عِوَضاً منک بالتَّزْوِیج،یَکُون کِفَاءً لِمَا عَرَضَ مِنْکِ .یُقَال:عِضْتُ أَعَاضُ ،إذا اعْتَضْتَ عِوَضاً.و عُضْتُ أَعُوضُ ،إِذَا عَوَّضْتَ عِوَضاً،أَی دَفَعْتَ .و قولُهُ :عائضٌ ،من عِضْتُ بالکَسْرِ،لا مِنْ عُضْتُ .و مَنْ رَوَی یَغْدِر أَرادَ یَتْرُکُ .قال ابن بَرِّی:

و الَّذِی فی شِعْرِه:و العائِضُ مِنْکِ عائِضُ ،أَی و العوَضُ مِنْکِ عَوَضٌ ،کما تَقُولُ :الهِبَهُ مِنْکَ هِبَهٌ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: العَارِضَانِ صَفْحَتَا (4)العُنُق ،فی بَعْضِ اللُّغَات.

و قال اللِّحْیَانِیّ : العارِضَانِ : جَانِبَا الوَجْهِ و قیلَ :شِقَّا الفَمِ ،و قیل:جَانِبَا اللِّحْیَهِ .

و العَارِضُ : العَارِضَهُ .یُقَالُ :إِنَّهُ لَذُو عَارِضٍ و عَارِضَهٍ ، أَی ذو جَلَدٍ.

و العَارِضُ : السِّنُّ الَّتِی فی عُرْضِ الفَمِ بَیْنَ الثَّنَایَا و الأَضْراسِ .

ج الکُلّ عَوَارِضُ ،قاله شَمِرٌ،و به

14- فُسِّر الحَدِیثُ : «أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم بَعَثَ أُمِّ سُلَیْمٍ لِتَنْظُرَ إِلَی امرأَهٍ فقال:شَمِّی عَوَارِضَهَا ». أَمَرَهَا بِذلِکَ لِتَبُورَ به نَکْهَتَهَا و رِیحَ فَمِهَا،أَ طَیِّبٌ أَمْ خَبِیثٌ .و قال کَعْبُ بنُ زُهَیْرٍ:

تَجْلُو عَوَارِضَ ذِی ظَلْمٍ إِذا ابْتَسَمَتْ

کأَنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ

یَصِفُ الثَّنَایَا و مَا بَعْدَهَا.أَی تَکْشِفُ عن أَسْنَانِهَا.قال شَیْخُنَا:و قد ذَکَرَ الشَّیْخُ ابنُ هِشَامٍ فی شَرْحِ قوْلِ کَعْبٍ

ص:78


1- (1) اللسان: [1]للعوارض.
2- (2) سوره الأحقاف الآیه 24. [2]
3- (3) اللسان: [3]أبو عبیده.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«صفحه».

هذَا ثَمانِیَهَ أَقْوَالٍ ،و اقْتَصَرَ المُصَنِّف علی قَوْلٍ منها مع شُهْرَتِهَا،ففی کَلامِه قُصُورٌ ظَاهِرٌ.

قُلْت:بل ذَکَرَ المُصَنِّف قَوْلَیْنَ :أَحَدُهما هذَا،و یَأْتِی الثَّانِی قَرِیباً،و هُو قَوْلُه:و مِنَ الوَجْه ما یَبْدُو،إِلی آخِرِه،ثُمَّ أَنَّ شَیْخَنا لم یَذْکُرْ بَقِیِّهَ الأَقْوالِ الَّتِی ذَکَرَهَا ابنُ هِشَام، فأَوْقَعَ الخاطِرَ فی شُغل،و نَحْنُ نُورِدُهَا لَکَ بالتَّمَامِ لِتَکْمِیلِ الإفَادَهِ و النِّظَامِ ،فأَقُول:قِیلَ إنَّ العَوَارِضَ الثَّنَایَا سُمِّیَتْ لِأَنَّهَا فی عُرْض الفَمِ .و قِیلَ : العَوَارِضُ :ما وَلِیَ الشِّدْقَیْنِ من الأَسْنَانِ .و قِیلَ :هِیَ أَرْبَعُ أَسْنَانٍ تَلِی الأنْیَابَ ،ثُمَّ الأَضْرَاسُ تَلیِ العَوَارِضَ (1).قال الأَعْشَی:

غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها

تَمْشِی الهُوَیْنَی کما یَمْشِی الوَجِی الوَجِلُ

و قال اللِّحْیَانِیّ : العَوَارِضُ :مِنَ الأَضْرَاسِ .و قیل:

العَوَارِضُ : عُرْضُ الفَمِ .و منه قَوْلُهم:امرأَهٌ نَقِیَّهُ العَوَارِضِ ،أَی نَقِیَّهُ عُرْضِ الفَمِ :قال جَرِیرٌ:

أَ تَذْکُرُ یَوْم تَصْقُلُ عَارِضَیْهَا

بفَرْعِ بَشامَهٍ سُقِیَ البَشَامُ

قال أَبو نَصْرٍ:یَعْنِی به الأَسْنَان و ما بَعْدَ الثَّنَایَا،و الثَّنَایَا لَیْسَت من العَوَارِض .

و قال ابنُ السِّکِّیت: العَارِضُ :النّابُ و الضِّرْسُ الَّذِی یَلِیه.و قال بَعْضُهُم: العارِضُ :ما بَیْنَ الثَّنِیَّهِ إِلی الضِّرْسِ ، و احْتَجَّ بقَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ :

هَزِئَتْ مَیَّهُ أَنْ صاحَکْتُها

فَرَأَتْ عارِضَ عَوْدٍ قد ثَرِمْ

قال:و الثَّرَمُ لا یَکُونُ إِلاّ (2)فی الثَّنَایَا و قیل العَوَارِضُ :ما بَیْنَ الثَّنَایَا و الأَضْرَاس.و قیل: العَوَارِض :ثَمَانِیَهٌ ،فی کُلِّ شِقِّ أَرْبَعَهٌ فَوْق،و أَرْبَعَهٌ أَسْفَل،فَهذِه نَحْوٌ من تِسْعَهِ أَقْوَالٍ ، فَتأَمَّلْ و دَعِ المَلاَلَ .و أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ فی العارِضِ بمَعْنَی الأَسْنَان:

و عَارِضٍ کجَانِبِ العِرَاقِ

أَبَنْتِ بَرَّاقاً من البَرَّاقِ

شَبَّهَ اسْتِواءَهَا باسْتِوَاءِ أَسْفَلِ القِرْبَهِ ،و هو العِرَاقُ ،للسَّیْرِ الَّذِی فی أَسْفَلِ القِرْبَهِ .و قال یَصِفُ عَجُوزاً:

تَضْحَکُ عَنْ مِثْلِ عِرَاقِ الشَّنِّ

أَراد أَنَّه أَجْلَحُ ،أَیْ عن دَرَادِرَ اسْتَوَتْ کأَنَّهَا عِرَاقُ الشَّنِّ ، و هی القِربَهُ .

و کُلُّ مَا یَسْتَقْبِلُکَ مِنَ الشَّیءِ فهو عَارِضٌ .

و العَارِضَهُ : الخَشَبَهُ العُلْیَا الَّتِی یَدُورُ فِیهَا البَابُ ،کَمَا فی العُبَابِ .و فی اللّسَانِ : عارِضَهُ البابِ :مِسَاکُ العِضَاَدتَیْن من فَوْق،مُحَاذِیَهً للأَسْکُفَّهِ .

و العَارِضُ : وَاحِدَهُ عَوَارِضِ السَّقْفِ ،کما فی العُبَابِ .

و فی اللِّسَان: العَارِضُ :سَقَائِفُ المَحْمَلِ .و عَوَارِضُ البَیْتِ :خَشَبُ سَقْفِه المُعَرَّضَه ،الوَاحِدَهُ عارِضَهٌ .

17- و فی حَدِیثِ عائِشَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهَا: «نَصَبْتُ علی بابِ حُجْرَتِی عَبَاءَهً مَقْدَمَهُ مِنْ غَزَاهِ خَیْبَرَ أَو تَبُوکَ ،فَهَتَکَ العَرْضَ حَتَّی وَقَعَ بالأَرْضِ ». حَکَی ابنُ الأَثِیرِ عن الهَرَوِیّ قال:

المُحَدِّثُونَ یَرْوُونَهُ بالضَّاد،و هُوَ بالصَّادِ و السّینِ و هو خَشَبٌ یُوضَعُ علی البَیْتِ عَرْضاً إذا أَرادُوا تَسْقِیفَهُ ثمّ یُلْقَی عَلَیْه أَطْرَافُ الخَشَبِ القِصَارِ،و الحَدِیث جَاءَ فی سُنن أَبِی دَاوُود «بالضَّادِ المُعْجَمَهِ »و شَرَحَه الخَطّابِیّ فی المَعَالِم،و فی غَرِیبِ الحَدِیثِ «بالصَّادِ المُهْمَلَهِ »قالَ :و قالَ الرّاوِی:

العَرْض و هو غَلَطٌ .و قال الزَّمَخْشَرِیّ :هو العَرْصُ ،«بالصَّادِ المُهْمَلَه».قالَ :و قد رُوِیَ «بالضَّادِ المعْجَمَه»،لِأَنَّه یُوضَعُ علی البَیْتِ عَرْضاً ،و قد تَقَدَّم البَحْثُ فیه فی«ع ر ص»، فراجِعْه.

و العارِضُ : النّاحِیَهُ .یُقَال:إِنَّهُ لَشَدِیدُ العَارِضِ ،أَیْ شَدِیدُ النّاحِیَهِ ذُو جَلَدٍ،و کَذلِکَ العَارِضَه .

و قال اللَّیْثُ : العارِضُ مِنَ الوَجْهِ ،و فِی اللِّسَان:مِن

ص:79


1- (1) قال ابن هشام فی شرحه للبیت فیما یتعلق بالعوارض و معناها:اختلف فی معناها علی ثمانیه أقوال:أحدها:أنها الأسنان کلها..،الثانی: أنها الضواحک و هی ما بعد الأنیاب...الثالث:أنها من الثنایا إلی أقصی الأسنان..و الرابع أنها ما بعد الثنایا إلی أقصی الأسنان.. و الخامس:أنها ما بعد الأنیاب إلی أقصی الأسنان...السادس أنها الضواحک و الأنیاب..و السابع:أنها الرباعیات و الأنیاب...و الثامن: أنها الضواحک و الرباعیات و الأنیاب.
2- (2) فی اللسان:«و [1]الثرم لا یکون فی الثنایا»تحریف و قد نبه مصححه إلی الصواب کما أثبتناه بإثبات«إلاّ».

الفَمِ : ما یَبْدُو منه عِنْدَ الضَّحِکِ .و به فُسِّرَ قَوْلُ کَعْبِ بْنِ زُهَیْرٍ،کما تَقَدَّم.

و العَارِضُ و العَارِضَهُ : البَیَانُ و اللَّسَنُ ،أَی الفَصَاحَهُ .قال ابنُ دُرَیْدٍ:رَجُلٌ ذُو عَارِضَهٍ ،أَی ذُو لِسَانٍ و بَیَانٍ .و قال أَبو زَیْدٍ:فُلانٌ ذُو عَارِضَهٍ ،أَی مُفَوَّهٌ .

و العَارِضُ و العَارِضَهُ : الجَلَدُ و الصَّرَامَهُ .قال الخَلِیل:

فُلانٌ شَدِیدُ العَارِضَهِ ،أَیْ ذُو جَلَدٍ و صَرَامَهٍ .و منه قَوْلُ عَمْرِو بنِ الأَهْتَمِ حِینَ سُئلَ عن الزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ التَّمِیمِیّ ، رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا،فقالَ :مُطَاعٌ فی أَدْنَیْهِ ،شَدِیدُ العَارِضَهِ ، مانِعٌ وَراءَ ظَهْرِه.

و عَرِضَ الشَّاءُ،کفَرِحَ :انْشَقَّ من کَثْرَهِ العُشْبِ .

و العَرْضُ :خِلافُ الطُّولِ ،و قد عَرُضَ الشَّیْ ءُ ککَرُمَ یَعْرُضُ عِرَضاً ،کعِنَبٍ ،و عَرَاضَهً ،بالفَتْح:صَارَ عَرِیضاً ، نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و أَنْشَدَ،

إِذا ابْتَدَرَ النَّاسُ المَکَارِمَ بَذَّهُمْ (1)

عَرَاضَهُ أَخْلاقِ ابْنِ لَیْلَی و طُولُهَا

و البَیْتُ لجَرِیرٍ،و قِیلَ لکُثَیِّرٍ.

و العَرْضُ :المَتَاعُ ،و یُحَرَّکُ ،عن القَزَّازِ ،صاحِبِ «الجامع».و فی اللّسَان:یُقَال:قد فَاتَهُ العَرْضُ و العَرَضُ ، الأَخِیرَهُ أَعْلَی.قال یُونُسُ :فاتَهُ العَرَضُ ،بالتَّحْرِیک،کما تَقُولُ :قَبَضَ الشَّیْ ءَ قَبْضاً،و أَلْقَاه فی القَبَضِ ،أَی فِیمَا قَبَضَه (2).و فی الصّحاح،قال یُونُسُ :قَدْ فاتَهُ العَرَضُ ،و هو من عَرَضِ الجُنْد،کما یُقَالُ :قَبَضَ قَبْضاً،و قد أَلْقَاه فی القَبَضِ .و قد ظَهَرَ بِذلِکَ أَنَّ القَزَّاز لَمْ یَنْفَردْ به حَتَّی یُعْزَی له هذا الحَرْفُ مع أَنَّ المُصَنِّف ذَکَرَه أَیْضاً فِیمَا بَعْدُ عِنْدَ ذِکْر العَرَضِ ،بالتَّحْرِیک،و عَبَّر هُنَاکَ بحُطَامِ الدُّنْیَا،و هو و المَتَاعُ سَوَاءٌ فیَفْهَمُ مَنْ لا تَأَمُّلَ له أَنَّ هذا غیرُ ذلِکَ ،و عِبَارَهُ الجَوْهَرِیّ و الجَمَاعَهِ سَالِمَهٌ من هذِه الأَوْهَامِ .فَتأَمَّلْ .

و کُلُّ شَیْ ءٍ فهُوَ عَرْضٌ سِوَی النَّقْدَیْن ،أَی الدَّرَاهِمِ و الدَّنَانِیرِ،فإِنَّهُمَا عَیْنٌ .و قال أَبو عُبَیْد: العُرُوضُ :الأَمْتِعَهُ الَّتِی لا یَدْخُلُهَا کَیْلٌ و لا وَزْنٌ ،و لا یَکُون حَیَواناً و لا عَقَاراً، تَقُولُ :اشتَرَیْتُ المَتَاعَ بعَرْضٍ ،أَی بمَتَاعٍ مِثْلهِ .

و العَرْضُ : الجَبَلُ نَفْسُه،و الجَمْعِ کالجَمْعِ .یُقَالُ :ما هُوَ إِلاّ عَرْضٌ من الأَعْرَاض ، أَو سَفْحُه أَوْ ناحِیَتُه قال ذُو الرُّمَّهِ :

أَدْنَی تَقَاذُفِهِ التَّقْرِیبُ أَو خَبَبٌ

کَمَا تَدَهْدَی من العَرْضِ الجَلامِیدُ

أَو العَرْضُ : المَوْضِعُ الَّذِی یُعْلَی منه الجَبَلُ ،و به فَسَّرَ بَعْضُهُم قَولَ ذِی الرُّمَّهِ السَّابِقَ .

و من المَجَازِ: العَرْضُ : الکَثِیرُ من الجَرَادِ .یُقَالُ :أَتانَا جَرَادٌ عَرْضٌ ،أَی کَثِیرٌ.و الجَمْع عُرُوضٌ ،مُشَبَّهٌ بالسَّحَابِ الذی سَدَّ الافُقَ .

و العَرْضُ : جَبَلٌ بفَاسَ ،من بِلادِ المَغْرِبِ ،و هو مُطِلٌّ علیه و کَأَنَّهُ شُبِّهَ بالسَّحَابِ المُطِلِّ المُعْتَرِض .

و العَرْضُ : السَّعَهُ ،و قد عَرُضَ الشَّیْ ءُ ککَرُمَ ،فهو عَرِیضٌ .وَاسِعٌ .

و العَرْضُ : خِلاَفُ الطُّولِ ،قال اللّه جَلَّ و عَزَّ: وَ جَنَّهٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ (3).قال ابن عَرَفَهَ :إِذا ذُکِرَ العَرْضُ بالکَثْرَهِ دَلَّ علی کَثْرَهِ الطُّولِ ،لأَنَّ الطُّولَ أَکْثَرُ من العَرْضِ ،و قد عَرُضَ الشَّیءُ عِرَضاً ،کصَغُرَ صِغَراً، و عَرَاضَهً ،کسَحَابَهٍ ،فهو عَرِیضٌ و عُرَاضٌ .و قد فَرَّقَ المُصَنِّف هذَا الحَرْفَ فی ثَلاثَهِ مَوَاضِعَ ،فذَکَر الفِعْلَ مع مَصْدَرَیْه آنِفاً،و ذَکَرَ الاسْمَ هُنَا،و ذَکَرَ العُرَاضَ فِیمَا بَعْدُ، و اخْتَارَهُ المُصَنِّف کَثیراً فی کِتَابِه هذَا،و هو من سُوءِ صَنْعَهِ التَّأْلِیف،و لم یَذْکُر أَیضاً جَمْعَ العَرْض ،هذَا،و سَنَذْکُره فی المُسْتَدْرَکَات.

و أَصْلُ العَرْضِ فی الأَجْسَامِ ،ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فی غَیْرِهَا، فیُقَالُ :کَلامٌ فیه طُولٌ و عَرْضٌ .و منه قَوْلُه تَعَالی: فَذُو دُعاءٍ عَرِیضٍ (4)کما فی البَصَائِر.و قیل:مَعْنَاهُ :ذُو دُعَاءٍ وَاسِعٍ ،و إِنْ کانَ العَرْضُ إِنَّمَا.یَقَعُ فی الأَجْسَامِ ،و الدُّعاءُ

ص:80


1- (1) صدره فی الصحاح: إذا ابتدر القوم المکارم عزهم و نسب البیت فی اللسان [1]لجریر و لیس فی دیوانه،و هو فی دیوان کثیر.
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«فیما فاته».
3- (3) سوره آل عمران الآیه 133. [3]
4- (4) سوره فصلت الآیه 51. [4]

لیس بجِسْم،و قِیلَ :أَیْ کَثِیرٍ.فوَضَعَ العَرِیضَ مَوْضِعَ الکَثِیرِ لِأَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِقْدَارٌ،و کَذلِک لَوْ قِیلَ :أَیْ طَوِیل.لَوُجِّهَ علی هذَا،کما فی اللّسَان.

قلتُ :و إِطْلاقُ العَرِیضِ علی الطَّوِیل حِینَئذِ من الأَضْدَادِ،فَتأَمَّلْ .و أَمّا قَوْلُهُ تَعَالَی: وَ جَنَّهٍ عَرْضُهَا .

الآیه،فقال المُصَنِّفُ فی البَصَائِرِ:إِنَّه یُؤَوَّل بأَحَدِ وُجُوهٍ :

إِمّا أَنْ یُرِیدَ أَنَّ عَرْضَهَا فی النَّشْأَهِ الآخِرَهِ کعَرْضِ السَّماواتِ و الأَرْضِ فی النَّشْأَهِ الأُولَی،و ذلِک أَنَّهُ قد قَالَ : یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ (1)فلا یَمْتَنِعُ أَنْ تَکُونَ السَّمواتُ و الأَرْضُ فی النَّشْأَهِ الآخِرَهِ أَکْبَرَ مِمَّا هی الآن.

و سَأَلَ یَهُودِیٌّ عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عنه،عن الآیَهِ و قال:فأَیْنَ النَّارُ؟فقال عُمَرُ:فإِذا جاءَ اللَّیلُ فأَیْنَ النَّهَارُ؟و قِیلَ یَعْنِی بِعَرْضِهَا سَعَتَهَا،لاَ مِنْ حَیْثُ المساحَهُ ،و هذا کقَوْلِهِم:

ضاقَتِ الدُّنْیا علی فُلانٍ کحَلْقَهِ خَاتَمٍ .و سَعَهُ هذِه الدَّارِ کسَعَهِ الأَرْضِ ،و قیل: عَرْضُهَا :بَدَلُهَا و عِوَضُهَا،کقَوْلِکَ :

عَرْضُ هذا الثَّوْبِ کَذَا و کَذَا،و اللّه أَعْلَم (2).

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: العَرْضُ : الوَادِی و أَنْشَدَ:

أَما تَرَی بِکُلِّ عَرْضٍ مُعرِضِ

کُلَّ رَدَاحٍ دَوْحَهِ المُحَوَّضِ (3)

و العَرْضُ : أَنْ یَذْهَبَ الفَرَسُ فی عَدْوِه.و قد أَمالَ رَأْسَهُ و عُنُقَهُ ،و هو مَحْمُودٌ فی الخَیْلِ مَذْمُومٌ فی الإِبِل،و قد عَرَضَ إِذا عَدَا عَارِضاً صَدْرَه و رَأْسَهُ مَائِلاً.قال رُؤْیَهُ :

یَعْرِضُ حَتَّی یَنْصِبَ الخَیْشُومَا

و قد فَرَّق المُصَنِّف هذَا الحَرْفَ فی ثَلاثَهِ مَوَاضِعَ ،و هُوَ غَرِیبٌ ،و سَیَأْتی الکَلامُ علی المَوْضعِ الثّالِث.

و العَرْضُ : أَنْ یُغْبَنَ الرَّجلُ فی البَیْعِ ،یقال: عارَضْتُه فی البَیْعِ فَعَرَضْتُهُ أَعْرُضُه عَرْضاً ،من حَدّ نَصَر.

و المُعَارَضَه :بَیْعُ العَرْضِ بالعَرْض ،کما سَیَأْتی.

و العَرْضُ : الجَیْشُ ،شُبِّه بالجَبَل فی عِظَمِه،أَوْ بالسَّحَابِ الَّذِی سَدَّ الأُفُقَ .قَال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّه:

بقِیَّه مِنْسَرٍ أَو عَرْض جَیْشٍ

تَضِیقُ به خُرُوقُ الأَرْضِ مَجْرِ

و قال رُؤْبهُ فی رِوَایَه الأَصْمَعِیّ :

إِنَّا إِذا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْضَا

لم نُبْقِ من بَغْیِ الأَعَادِی عِضَّا

و یُکْسَرُ ،و الجَمْع أَعْراضٌ .و مِنه قَوْل عَمْرِو بنِ مَعْدِ یکرِبَ فی عُلَه بنِ جَلْدٍ (4)حِینَ سَأَلَهُ عُمَرُ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا،فقالَ :أُولَئِک فَوَارِسُ أَعْرَاضِنَا .أَی جُیُوشِنَا.

و العَرْضُ : الجُنُونُ ،و قد عُرِضَ کعُنِیَ ،و منه

14- حَدِیثُ خَدِیجَه،رضی اللّه عَنْهَا: «أَخَاف أَنْ یَکُونَ عُرِضَ له». أَی عَرَضَ له الجِنُّ ،و أَصابَه مِنْهُم مَسٌّ .

و العَرْضُ : أَنْ یَمُوتَ الإِنْسَانُ من غَیْر عِلَّهٍ . و لا وَجْهَ لِتَخْصِیصِ الإِنْسَان،فَقَدْ قَال ابنُ القَطّاعِ : عَرَضَتْ ذاتُ الرُّوحِ من الحَیَوَانِ :ماتَت مِنْ غَیْر عِلَّهٍ .

و یُقَالُ :مَضَی عَرْضٌ من اللَّیْلِ ،أَیْ ساعَهٌ مِنْه .

و العَرْضُ : السَّحَابُ مُطْلَقاً، أَو هو مَا سَدَّ الأُفُقَ منه، و به شُبِّهَ الجَرَادُ و الجَیْشُ ،کما تَقَدَّمَ .و الجَمْعُ عُرُوضٌ .قال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

أَرِقْتُ لَهُ حَتَّی إِذَا ما عُرُوضُهُ

تَحَادَتْ (5)و هَاجَتْهَا بُرُوقٌ تُطِیرُهَا

و العِرْضُ ، بالکَسْرِ:الجَسَدُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ و جَمْعُه الْأَعْرَاضُ .و منه الحَدِیثُ فی صِفَهِ أَهْلِ الجَنَّه:«إِنّمَا هو عَرَقٌ یَجْرِی مِن أَعْرَاضِهِمْ ».أَی من أَجْسَادِهم. و قیل:هو کُلُّ مَوْضِعٍ یَعْرَقُ مِنْه ،أَی من الجَسَدِ،لأَنَّهُ إِذا طَابَتْ مَرَاشِحُه طَابَتْ رِیحُه،و به فُسِّر الحَدِیثُ أَیْضاً،أَی من مَعَاطِفِ أَبْدَانِهِم،و هی المَوَاضِعُ التی تَعْرَق من الجَسَد.

و قِیل عِرْضُ الجَسَدِ: رَائِحَتُه،رِائِحَهً طَیِّبَهً کانَتْ أو خَبِیثَهً ،و کذا عِرْضُ غَیْرِ الجَسَدِ.یُقَال:فلانٌ طَیِّبُ

ص:81


1- (1) سوره إبراهیم الآیه 48. [1]
2- (2) انظر مفردات الراغب فالمصنف کثیراً ما ینقل عنه فی البصائر.
3- (3) فی التهذیب:یقال لکل وادٍ فیه قری و میاه:عِرْض،و ذکر الشطرین و ضبطت«عرض»فی الشاهد أیضاً بکسر ففتح.
4- (4) ضبطت عن النهایه،و فی اللسان«خالد».
5- (5) عن اللسان و بالأصل«تحارت».

العِرْضِ ،أَی طَیِّبُ الرِّیحِ ،و کَذَا مُنْتِنُ العِرْضِ ،و سِقَاءٌ خَبِیثُ العِرْضِ فی الحَدِیثِ أَنَّه کُلُّ شَیْ ءٍ من الجَسَدِ من المَغَابِن و هی الأَعْرَاضُ ،قال:و لَیْسَ العِرْضُ فی النَّسَبِ مِنْ هذَا فی شَیْ ءٍ.و قال الأَزْهَرِیّ فی مَعْنَی الحَدِیث:من أَعْرَاضِهِم ،أَی مِنْ أَبْدَانِهِم،علی قَوْلِ ابنِ الأَعْرابِیّ ،قال:و هو أَحْسَنُ مِنْ أَنْ یُذْهَبَ به إِلی أَعْرَاضِ المَغَابِنِ .

و العِرْضُ أَیْضاً: النَّفْسُ .یُقَال:أَکْرَمْتُ عنه عِرْضِی ، أَیْ صُنْتُ عنه نَفْسِی،و فُلاَنٌ نَقِیُّ العِرْض ،أَی بَرِیءٌ من أَنْ یُشْتَمَ أَوْ یُعابَ .و قال حَسّان،رَضِیَ اللّه عَنْه:

فإِنَّ أَبِی وَ وَالِدَه و عِرْضِی

لعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْکُم وِقَاءُ

قال ابنُ الأَثِیر:هذا خَاصُّ للنَّفْس.

و قیل العِرْضُ : جانِبُ الرَّجُلِ الّذِی یَصُونُه من نَفْسِه و حَسَبِهِ و یُحَامِی عَنْهُ أَنْ یُنْتَقَصَ و یُثْلَبَ ،نَقَلَه ابنُ الأَثِیر، أَو سَوَاءٌ کان فی نَفْسِه أَو سَلَفِه أَو مَنْ یَلْزَمُه أَمْرُهُ ،أَو مَوْضِعُ المَدْحِ و الذَّمِّ مِنْه ،أَی من الإِنْسَان،و هُمَا قَوْلٌ وَاحِدٌ،ففی النِّهَایَه: العِرْضُ :مَوْضِعُ المَدْحِ و الذَّمِّ من الإِنْسَان،سَوَاءٌ کانَ فی نَفْسِهِ أَو سَلَفِهِ ،أَو مَنْ یَلْزُمُه أَمْرُه،و به فُسِّر

16- الحَدِیثُ : «کُلُّ المُسْلِمِ علی المُسْلِم حَرَامٌ ،دَمُه و مَالُه و عِرْضُه ». أَو العِرْضُ : مَا یَفْتَخِرُ به الإِنْسَانُ من حَسَبٍ و شَرَفٍ ،و به فُسِّ قَوْلُ النَّابِغَه:

یُنْبِیک ذُو عِرْضِهِمْ عَنِّی و عَالِمُهُمْ

و لَیْسَ جَاهِلُ أَمْرٍ مِثْلَ مَنْ عَلِمَا

ذُو عَرْضِهِم :أَشْرَافُهُم،و قیل:ذُو حَسَبِهِم.

و یُقَال:فُلانٌ کَرِیمُ العِرْضِ ،أَیْ کَرِیمُ الحَسَبِ ،و هو ذُو عِرْضٍ ،إِذَا کَانَ حَسَیباً. و قد یُرَادُ بِهِ أَی بالعِرْض الآبَاءُ و الأَجْدَادُ ،ذَکَره أَبُو عُبَیْدٍ.یُقَال:شَتَمَ فُلانٌ عِرْضَ فُلانٍ ، معْنَاهُ :ذَکَرَ أَسْلافَه و آبَاءَه بالقَبِیح.و أَنْکَرَ ابنُ قُتَیْبَهَ أَنْ یَکُون العِرْضُ الأسْلافَ و الآبَاءَ و قال: العِرْضُ :نَفْسُ الرَّجُلِ و بَدَنُه لا غَیْرُ.و قال

16- فی حَدِیثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِیر،رَضِیَ اللّه عنه: «فمَنِ اتَّقَی الشُّبُهَاتِ استَبْرَأَ لِدِینهِ و عِرْضِهِ ». أَی احْتَاطَ لنَفْسِهِ .لا یَجُوزُ فیه مَعْنَی الآباءِ و الأَسْلافِ .

و قیل عِرْضُ الرَّجُلِ : الخَلِیقَهُ المَحْمُودَهُ منه،نَقَلَه ابنُ الأَثِیر.

و قال أَبُو بکْرِ بنُ الأَنْبَارِیّ :و ما ذَهَبَ إِلَیْه ابْنُ قُتَیْبَهَ غَلَطٌ ، دَلَّ علی ذلِکَ قَوْلُ مِسْکِینٍ الدَّارمیّ :

رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِینٌ عِرْضُه

و سَمِینُ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ

فلو کانَ العِرْضُ البَدَنَ و الجِسْمَ علی مَا ادَّعَی لم یَقُل مَا قَالَ ،إِذْ کانَ مُسْتَحِیلاً للقائِلِ أَنْ یَقُولَ :رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِینٌ جِسْمُه،لأَنَّه مُنَاقَضَهٌ ،و أَنَّمَا أَرَادَ:رُبَّ مَهْزُولٍ جِسْمُه کَرِیمَهٌ آبَاؤُه،و یَدُلُّ لِذلِک أَیْضاً

14- قَوْلُه صلی اللّه علیه و سلّم: «دَمُه و عِرْضُه ». فلَوْ کان العِرْضُ هو النَّفْس لکان دَمُهُ کافِیاً من قَوْلِهِ عِرْضُه ،لأَنَّ الدَّمَ یُرَادُ به ذَهَابُ النَّفْسِ .

و قال أَبُو العَبَّاس:إِذا ذُکِرَ عَرْضُ فُلانٍ فمَعْنَاه أُمُورُهُ الَّتی یَرْتَفِعُ أو یَسْقُطُ بِذِکْرِهَا من جَهَتِهَا بحَمْدٍ أو بذَمٍّ ،فیجُوزُ أَنْ یکُونَ أُموراً یُوصَفُ بها هو دُونَ أَسْلافِه،و یَجُوزُ أَن تُذکَر أَسْلافُه لِتَلْحَقَه النقیصَهُ بعَیْبِهم،لا خِلافَ بَیْنَ أَهْلِ اللُّغَهِ إِلاَّ ما ذَکَرَهُ ابنُ قُتَیْبَهَ من إِنْکَارِه أَن یَکُون العِرْضُ الأَسْلافَ و الآباءَ.

قلْتُ :و قد احْتَجَّ کُلٌّ مِنَ الفَرِیقَیْن بِمَا أَیَّدَ به کَلامَهُ ، و یَدُلُّ لابْنِ قُتَیْبَهَ قَوْلُ حَسّانَ السّابِقُ و لو ادُّعِیَ فِیهِ العُمُومُ بَعْدَ الخُصُوصِ ،

16- و حَدِیثُ أَبِی ضَمْضَمٍ : «إِنّی تَصَدَّقْت بعِرْضِی علی عِبَادِک». و کَذَا حَدِیثُ أَهْلِ الجَنَّهِ السَّابِقُ ، و کذا

16- حَدِیثُ : «لَیُّ الوَاجِدِ یُحِلُّ عُقُوبَتَهُ و عِرْضَه ». و کَذا حَدِیثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِیرٍ،و کَذَا

17- قَوْلُ أَبِی الدِّرْدَاءِ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا: «أَقْرِضْ مِن عِرْضِکَ لِیَوْمِ فَقْرِکَ ». و إِنْ أُجِیبَ عن بَعْضِ ذلِکَ .و أَمّا تَحَامُلُ ابْنِ الأَنْبَارِیّ و تَغْلِیطُه إِیَّاه فمَحَلُّ تَأَمُّلٍ .و قد أَنْصَفَ أَبُو العَبَّاس فِیمَا قالَه فإِنَّه جَمَعَ بین القَوْلَیْنِ ،و رَفَعَ عن وَجْهِ المُرَادِ حِجَابَ الشَّیْن،فَتَأَمَّلْ ،و اللّه أَعْلَمُ .

و العِرْضُ : الجِلْدُ ،أَنْشَدَ إِبْرَاهِیمُ الحَرْبِیّ :

و تَلْقَی جَارَنَا یُثْنِی عَلَیْنَا

إِذَا مَا حَانَ یَوْمٌ أَن یَبِینَا

ص:82

ثَنَاءٌ تُشْرِقُ الأَعْرَاضُ عَنْهُ

به نَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونَا (1)

و العِرْضُ : الجَیْشُ الضَّخْمُ ، و یُفْتَح ،و هذا قد تَقَدَّمَ بعَیْنِه فی کَلامِه،فهو تَکْرَارٌ.

و العِرْضُ : الوَادِی یکون فِیه قُرًی و مِیَاهٌ ،أَوْ کُلُّ وَادٍ فیه نَخیلٌ ،و عَمَّهُ الجَوْهَرِیّ فقالَ :کُلُّ وَادٍ فیه شَجَرٌ فهو عِرْضٌ ،و أَنْشَدَ:

لَعِرْضٌ من الأَعْرَاض تُمْسِی حَمَامُه

و تُضْحِی عَلَی أَفْنَانِهِ الغِینِ (2)تَهْتِفُ

أَحَبُّ إِلی قَلْبِی مِنَ الدِّیکِ رَنَّهً

و بابٍ إذا ما مَالَ للغَلْقِ یَصْرِفُ

و العِرْض : وَادٍ بعَیْنِهِ ، بالیَمَامَهِ ،عَظِیمٌ ،و هُمَا عِرْضَانِ ، عِرْضُ شَمَامِ و عِرْضُ حَجْرٍ.فالأَوَّلُ یَصُبّ فی بَرْکٍ و تَلْتَقِی سُیُولُهُمَا بجَوٍّ فی أَسْفَلِ الخِضْرِمَه،فإِذا الْتَقَیَا سُمِّیَا محقّفاً، و هو قاعٌ یَقْطَع الرَّمْلَ ،قال الأَعْشَی:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ العِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُه

نَخِیلاً و زَرْعاً نابِتاً و فَصَافِصَا

و قال المُتَلَمِّس،و به لُقِّب:

و ذَاکَ أَوَانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبَابُه

زَنَابِیرهُ و الأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ (3)

و قد تقَدَّم إِنشادُ هذا البَیْت للمُصَنّف فی«ل م س»و ذُکِرَ هُنَا استِطْرَاداً.

و العِرْضُ :وَادٍ بالیَمَامه.

و العِرْضُ : الحَمْضُ و الأَرَاکُ ،جَمْعُهُ أَعْرَاضٌ .و فی الصّحاح: الأَعْرَاضُ .الأَثْلُ و الأَرَاکُ و الحَمْضُ انْتَهَی.

و قِیلَ : العِرْضُ :الجَمَاعَهُ من الطَّرْفاءِ و الأَثْلِ ،و النَّخْلِ ، و لا یکون فی غَیْرهنّ .قال الشَّاعِرُ:

و المانِع الأَرْضَ ذات العَرْضِ (4)خَشْیَتَهُ

حتی تَمنَّعَ منْ مَرْعًی مَجَانِیهَا

و قِیلَ : العِرْضُ : جَانِبُ الوَادِی و البَلَدِ.و و قیل:

نَاحِیَتُهما و جَوُّهُمَا من الأَرْضِ ،و کَذَا عِرْضُ کُلِّ شَیْ ءٍ ناحِیَتُه،و الجَمْعُ الأَعْرَاضُ .

و العِرْضُ : العَظِیمُ من السَّحَابِ یَعْتَرِض فی أُفُقِ السَّمَاءِ.

و العِرْضُ : الکَثیرُ من الجَرَادِ ،و قد تَقَدَّمَ أَنَّهُمَا شُبِّهَا بالجِبَالِ لضَخَامَهِ السَّحَابِ و تَرَاکُمِ الجَرَاد.

و العِرْضُ : مَنْ یَعْتَرِضُ النَّاسَ بالبَاطِل،و هی بِهَاءٍ .

و یقال:رَجُلٌ عِرْضٌ ،و امْرَأَهٌ عرْضَهٌ .

و أَعْرَاضُ الحِجَازِ:رَسَاتِیقُه ،و هی قُرًی بَیْنَ الحِجَازِ و الیَمَنِ .قال عامرُ بنُ سَدُوسٍ الخُنَاعِیّ :

لَنَا الغَوْرُ و الأَعْرَاضُ فی کُلِّ صَیْقَهٍ (5)

فَذلِکَ عَصْرٌ قد خَلاَها و ذَا عَصْرُ

و قیل: أَعْراضُ المَدِینَه:قُرَاها الَّتِی فی أَوْدِیَتِهَا.و قِیلَ :

هی بُطُونُ سَوَادِهَا حَیْثُ الزَّرْعُ و النَّخِیلُ ،قاله شَمِرٌ. الوَاحِدُ عِرْضٌ ،بالکَسْر.یُقَالُ :أَخْصَبَ ذلِکَ العِرْضُ .

و عُرْض ، بالضَّمّ :د،بالشَّامِ بَیْنَ تَدْمُرَ و الرَّقَّهِ ،قَبْلَ الرُّصافَهِ ،یُعَدّ مِنْ أَعمالِ حَلَبَ .نُسِبَ إِلَیْهِ جَمَاعَهٌ من أَهْل المَعْرِفَهِ .مِنْهُم أَبُو المَکَارِمِ فُضَالَهُ بنُ نَصْرِ اللّه بنِ حَوّاسٍ العُرْضِیّ ،تَرْجَمَه المُنْذِرِیّ فی التّکْمِلَه:و أَبُو المَکَارِمِ حَمَّادُ بنُ حامِدِ بْنِ أَحْمَدَ العُرْضِیّ التَّاجِر،حَدَّثَ .تَرْجَمَه ابنُ العَدِیم فی«تاریخ حَلَبَ ».و من مُتَأَخِّرِیهم:الإِمَامُ المُحَدِّثَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الوَهَّاب بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ مَحْمودِ بْنِ عَلیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ العُرْضِیُّ الشَّافِعِیُّ ،حَدَّثَ عنه وَلَدُهُ أَبُو الوَفَاءِ الَّذِی تَرْجَمَه الخَفَاجِیُّ فی«الرِّیْحَانَهِ ».و اجْتَمَعَ به فی حَلَبَ .و مِنْهُم العَلاَّمَهُ السَّیِّد مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ العُرْضِیُّ .أَخَذَ

ص:83


1- (1) البیتان للراعی فی دیوانه ص 274 و 275 من قصیده طویله قالها یفتخر مطلعها: أبت آیات حی أن تبینا لنا خبراً فأبکین الحزینا و وردا متفرقین بینهما عشرون بیتاً،و روایه البیت الثانی فی الدیوان: ثناء تشرق الأحساب منه به نتودع الحسب المصونا.
2- (2) الغین جمع الغیناء یعنی الشجره الخضراء،و فی معجم البلدان: «الورق»بدل«الغین». [1]
3- (3) الأزرق:الذباب.و انظر الشعر و الشعراء ص 86. [2]
4- (4) ضبطت عن اللسان [3]بالفتح.
5- (5) عن معجم البلدان«العرض»و بالأصل«ضیعه»و نسب البیت یاقوت «لعمرو بن سدوس».

عن أَبِی الوَفَاءِ هذا،و تُوُفِّیَ أَبُو الوَفَاءِ بحَلَبَ سنه 1070.

و العُرْضُ : سَفْحُ الجَبَلِ و ناحِیَتُه.

و العُرْضُ : الجَانِبُ ،جَمْعُه، عِرَاضٌ .قال أَبُو ذُؤَیْب الهُذَلِیّ :

أَمِنْکَ بَرْقٌ أَبِیتُ اللَّیْلَ أَرْقُبُه

کأَنَّه فی عِرَاضِ الشَّامِ مِصْبَاحُ

و العُرْضُ : النَّاحِیَهُ من أَیّ وَجْهٍ جِئْتَ .یُقَالُ :نَظَرَ إِلَیَّ بعُرْضِ وَجْهِهِ ،کما یُقَال بصُفْح وَجْهِه،کما فی الصّحاح.

و جَمْعُه أَعْرَاضٌ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ عَمْرِوبْنِ مَعْدِیَکرِبَ :

فَوَارِس أَعْرَاضِنَا ،أَی یَحْمُون نَوَاحِیَنَا عن تَخَطُّفِ العَدُوِّ.

و العُرْضُ من النَّهْرِ و البَحْرِ:وَسَطُه .قال لَبِیدٌ،رَضِیَ اللّه عَنْه:

فتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِیِّ و صَدَّعَا

مسْجُورَهً مُتَجَاوِراً قُلاَّمُهَا

و العُرْضُ من الحَدِیث:مُعْظَمُه، کعُرَاضِهِ ،بالضَّمِّ أَیْضاً.

و العُرْضُ مِنَ النّاسِ :مُعْظَمُهم،و یُفْتَح .قال یُونُسُ :

و یَقُولُ ناسٌ من العرَبِ :رَأَیْتُهُ فی عَرْضِ الناسِ ،یَعْنُون فی عُرْض .و یُقَال:جَرَی فی عُرْضِ الحَدِیثِ .و یُقَالُ فی عُرْضِ النَّاسِ ،کُلُّ ذلِکَ یُوصَفُ به الوَسَطُ .و یُقَالُ :

اضْرِبْ بهذا عُرْضَ الحائطِ ،أَیْ ناحِیَتَهُ .و یُقَالُ :أَلْقِهِ فی أَیِّ أَعْرَاضِ الدَّارِ شِئْتَ .و یُقَال:خُذْه من عُرْضِ النَّاسِ و عَرْضِهِم .أَی من أَیِّ شِقٍّ شِئْتَ .

و العُرْضُ مِنَ السِّیْفِ :صَفْحُهُ .

و العُرْضُ مِنَ العُنُق:جَانِبَاهُ (1).و قِیلَ کُلُّ جانِبٍ عُرْضٌ .

و العُرْضُ : سَیْرٌ مَحْمُودٌ فی الخَیْلِ ،و هو السَّیْرُ فی جَانِبٍ ،و هو مَذْمُومٌ فی الإِبِل .هذا هو المَوْضِعُ الثّالثُ الَّذِی أَشَرْنَا إِلَیْه و هو خَطَأٌ.و الصَّوَابُ فیه العُرُضُ ، بضَمَّتَیْنِ ،کما هو مَضْبُوطٌ فی اللسّان هکَذا (2).

16- و فی حَدیثِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِیَّه: کُلِ الجُبْنَ عُرْضاً . قال الأَصْمَعِیّ : أَی اعْتَرِضْه و اشْتَرِهِ مِمَّن وَجَدْتَه،و لا تسْأَلْ عَمَّن عَمِلهُ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الکِتَابِ هُو أَمْ مِنْ عَمَلِ المجُوسِ .کَذَا فی الصّحاح.

14- و قال إِبْراهِیمُ الحرْبِیُّ فی «غَرِیب الحَدِیثِ »،مِنْ تَأْلِیفِهِ : «أَنَّهُ أُتِیَ النَّبِیُّ صَلَی اللّه علیه و سلّم بجُبْنَهٍ فی غَزْوَهِ الطّائِفِ ،فجَعل أَصْحَابُه یَضْرِبُونَها بالعَصَا،و قالوا:

نَخْشی أَنْ تَکُونَ فیها مَیتَهٌ .فقال صَلَی اللّه علیه و سلّم:کُلُوا». و أَهْلُ الطّائِفِ لَمْ یَکُونُوا أَهْلَ کِتَابٍ ،و إِنّمَا کانُوا من مُشْرِکِی العَرَب.

17- و أَمّا سَلْمَانُ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ فإِنَّهُ لَمّا فُتِحَتِ المَدَائِنُ وَجَدَ جُبْناً فأَکَلَ منها،و هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُمْ مَجُوسٌ .

و یُقَالُ : هو من عُرْضِ النَّاسِ ،أَی هُوَ من العَامَّهِ ،کما فی الصّحاح.

و یُقَالُ : نَظَر إِلَیْهِ عَنْ عُرْضٍ ،بالضَّمِّ ، و عُرُضٍ ، بضَمَّتَیْنِ ،مثل عُسْرٍ و عُسُر،أَی مِنْ جانبِ و نَاحِیَهٍ ،کما فی الصّحاح،و کذلک نَظَرَ إِلَیْهِ مُعَارَضَهً .

و خَرَجُوا یَضْرِبُون النَّاسَ عن عُرْضٍ . أَیْ عَنْ شِقٍّ و ناحِیَهٍ کَیْفَمَا اتَّفَقَ ، لا یُبَالُون مَنْ ضَرَبُوا (3)،کما فی الصّحاح.قال:و منه قَولُهُم:ضَرَبَ بِه عُرْضَ الحائطِ ،أَی اعْتَرَضَهُ حَیْثُ وُجِدَتْ منه أَیُّ ناحیَه من نَوَاحیِه.

و یُقَال: نَاقَهٌ عُرْضُ أَسْفَار ،أَی قَوِیَّهٌ علی السَّفَر.و ناقَهٌ عُرْضَهٌ للْحجَارَهِ ،أَی قَوِیَّهٌ عَلَیْهَا کما فی الصّحاح.

و عُرْضُ هذَا البعِیرِ السَّفَرُ و الحَجَرُ .قال المُثَقِّبُ العَبْدِیّ :

من مَالِ مَنْ یَجْبِی و یُجْبَی له

سَبْعُونَ قِنْطَاراً من العَسْجَدِ

أَو مِائهٍ (4)تُجْعَلُ أَوْلادُهَا

لَغْواً و عُرْضُ المائَهِ الجَلْمَدُ

قال ابنُ بَرِّیّ : فعُرْض مُبْتَدَأٌ،و الجَلْمَدُ خَبَرُه.أَیْ هی قَوِیَّهٌ علی قَطْعِه.و فی البَیْتِ إِقواءٌ.

ص:84


1- (1) فی اللسان:و [1]عُرضا العنق:جانباه.
2- (2) فی التهذیب العُرُض مثقّل.
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«یضربون»و الصحاح و [2]اللسان کالأصل.
4- (4) ضبطت فی الصحاح و اللسان،«أو مائهٌ »و صوّب ابن بری إنشاده«أو مائهٍ »بالکسر لأن قبله: إلاّ ببدری ذهب خالصٍ کل صباحٍ آخرَ المسندِ.

و العَرَضُ ، بالتَّحْرِیک:ما یَعْرِضُ لِلإِنْسَانِ من مَرَضٍ و نَحْوِهِ ،کالهُمُومِ و الأَشْغَالِ .یُقَالُ : عَرَضَ لی یَعْرِضُ ، و عَرِضَ یَعْرَضُ ،کضَرَبَ و سَمِعَ ،لُغَتَان.و قیل: العَرَضُ :

من أَحْدَاثِ الدَّهْرِ،من المَوْتِ و المَرَضِ و نَحْوِ ذلک.و قال الأَصْمَعِیّ : العَرَضُ :الأَمْرُ یَعْرِضُ للرَّجُل یُبْتَلَی به.و قال اللِّحْیَانیّ : العَرَضُ :ما عَرَضَ للإِنْسَانِ من أَمْرٍ یَحْبِسُه من مَرَضٍ أَوْ لُصُوص.و قال غَیْرُهُ : العَرَضُ :الآفَهُ تَعْرِضُ فی الشَّیْ ءِ،و جَمْعُه أَعْرَاضٌ .و عَرَضَ له الشَّکُّ و نَحْوُهُ مِنْ ذلکَ .

و العَرَضُ : حُطَامُ الدُّنْیَا و مَتَاعُها.

و أَما العَرْضُ بالتَّسْکینِ فمَا خَالَفَ النَّقْدَیْن (1)من مَتَاعِ الدُّنْیَا و أَثَاثِها،و الجَمْعُ عُرُوضٌ ،فکُلُّ عَرْضٍ داخِلٌ فی العَرَضِ ،و لیس کُلُّ عَرَضٍ عَرْضاً .

و عَرَضُ الدُّنْیَا: ما کانَ مِن مالٍ قَلَّ أَوْ کَثُرَ ،

16- یُقَال:

«الدُّنْیَا عَرَضٌ حاضِرٌ،یَأْکُل مِنْها البَرُّ و الفَاجِرُ»، کما فی الصّحاح.و هو حَدِیثٌ مرْفوعٌ ،رَواه شَدّادُ بنُ أَوْسٍ ،رَضِیَ اللّه عنه . و

16- فی حدیثِه الآخَرِ: «لَیْسَ الغِنَی عن کَثْرَهِ العَرَضِ ، إِنَّمَا الغِنَی غِنَی النَّفْسِ ». و قال الأَصْمَعِیّ : العَرَضُ :حُطَامُ الدُّنْیَا و ما یُصِیبُ مِنْها الإِنْسَانُ .و قَوْلُه تَعَالی: یَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنی وَ یَقُولُونَ سَیُغْفَرُ لَنا (2)،أَی یَرْتَشُون فی الْأَحْکَامِ .و قال أَبُو عُبَیْدَه (3):جَمِیعُ مَتَاعِ الدُّنْیَا عَرَضٌ ،بفتح الرّاءِ،و قَد ظَهَر لَکَ من هذَا أَنَّ العَرَضَ ،بالتَّحْرِیک،لم یَنْفرِدْ به القَزَّازُ.و قد أَوْهَمَ المُصَنِّفُ آنِفاً عِنْدَ ذِکْرِ العَرْض ، بالتَّسْکِین فی ذلِک،فتَأَمَّلْ .

و قولُه تَعَالَی: لَوْ کانَ عَرَضاً قَرِیباً (4)، العَرَضُ هُنَا:

الغَنِیمَهُ ،أَی لو کانَ غَنِیمَهً :قَرِیبَهَ التَّنَاوُلِ .

و العَرَضُ : الطَّمَعُ عن أَبی عُبَیْدَهَ ،و أَنْشَدَ غَیْرُهُ :

مَنْ کانَ یَرْجُو بَقَاءً لا نَفَادَ لَهُ

فلا یَکُنْ عَرَضُ الدُّنْیَا له شَجَنَا

کما فی العُبَابِ .

و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن یُونُسَ :فاتَهُ العَرَضُ .و فَسَّرُوه بالطَّمَعِ .قال عَدِیُّ بنُ زَیْد:

و ما هذَا بأَوَّلِ ما یُلاقِی

مِنَ الحِدْثانِ و العَرَضِ القَریبِ

فی اللِّسان:أَی الطَّمَعِ القَرِیب.

و العَرَضُ : اسْمٌ لِمَا لا دَوَامَ لَهُ ،و هو مُقَابِلُ الجَوْهَرِ، کما سَیَأْتیِ .

و العَرَضُ : أَنْ یُصِیبَ الشَّیْ ءَ علی غِرَّهٍ .و منه:أَصابَهُ سَهْمُ عَرَضِ ،و حَجَرُ عَرَضٍ ،بالإِضافَهِ فیهما،کما سَیَأْتی.

و العَرَضُ : مَا یَقُومُ بغَیْرِه و لا دَوَامَ له، فی اصْطِلاحِ المُتَکَلِّمِین ،و هم الفَلاسِفَهُ .و أَنْوَاعُه نَیِّفٌ و ثَلاَثُونَ ،مِثْلُ الأَلْوَانِ و الطعُومِ ،و الرَّوائحِ ،و الأَصْوَاتِ ،و القَدَرِ، و الإِرَادَاتِ ،کما فی العُبَاب.و لا یَخْفَی لَوْ قَالَ :اسْمٌ لِمَا لا دَوَامَ لَهُ ،و عِنْدَ المُتَکَلِّمِینَ ما یَقُومُ بغَیْرِه،کانَ أَحْسَنَ .

و فی اللِّسَان: العَرَضُ فی الفَلْسَفَه:ما یُوجَدُ فی حَامِلِه و یَزُول عَنْهُ ،مِنْ غَیْرِ فَسَادِ حامِلِهِ ،و منه ما لا یَزُولُ عنه.

فالزَّائلُ منه کأُدْمَهِ الشُّحُوبِ ،و صُفْرَهِ اللَّوْنِ ،و حَرَکَهِ المُتَحَرِّکِ ،و غَیْرُ الزّائلِ کسَوَادِ القَارِ و السَّبَجِ و الغُرَابِ .

و فی البَصَائِر: العَرَضُ ،مُحَرَّکَهً :ما لا یَکُونُ له ثَبَاتٌ .

و منه اسْتَعارَ المُتَکَلِّمُون العَرَضَ لمَا لا ثَبَاتَ لَهُ إِلاَّ بالجَوْهَرِ، کاللَّوْنِ و الطَّعْمِ .و قِیلَ :الدُّنْیَا عَرَضٌ حاضِرٌ،تَنْبِیهاً أَنْ لا ثَبَاتَ لَهَا.

و قَولُهُم: عُلِّقْتُهَا عَرَضاً ،إِذا هَوِیَ امرأَهً ،أَی اعْتَرَضَتْ لِی فهَوِیتُهَا من غَیْرِ قَصْدٍ.قال الأَعْشَی:

عُلِّقْتُها عرضاً و عُلِّقتْ رَجُلاً

غَیْری و عُلِّقَ أُخْرَی غیْرَها الرَّجُلُ

کما فی الصّحاح.

و قال عنْترَهُ بنُ شَدَّاد:

عُلِّقْتُهَا عَرَضاً و أَقْتُلُ قَوْمَهَا

زَعْماً لَعَمْرُ أَبیکَ لَیْسَ بمَزْعَم

و قال ابنُ السِّکّیت فی قَوْله عُلِّقْتُهَا عَرَضَاً ،أَی کانَت

ص:85


1- (1) فی اللسان: [1]فما خالف الثمنین الدراهم و الدنانیر.
2- (2) سوره الأعراف الآیه 169. [2]
3- (3) الأصل و اللسان،و [3]فی التهذیب:أبو عبید.
4- (4) سوره التوبه الآیه 42. [4]

عَرَضاً من الأَعْرَاض اعْتَرَضْتَنی (1)من غیْرِ أَن أَطْلُبَه،و أَنشَد:

وَ إِمَّا حُبُّهَا عَرَضٌ و إِمَّا

بَشَاشَهُ کُلِّ عِلْقٍ مُسْتَفَادُ

یقول:إِمّا أَنْ یَکُونَ الَّذی من حُبِّهَا عَرَضاً لَمْ أَطْلُبْه،أَو یَکُونَ عِلْقاً.

و یُقَالُ :أَصَابَهُ سهْمُ عَرَضٍ ،و حَجَرُ عَرَضٍ ،بالإضافه فیهما،و بالنَّعْت أَیْضاً کما فی الأَساس،إِذَا تُعُمِّدَ به غَیْرُهُ فأَصَابَهُ ،کما فی الصّحاح.و إِنْ أَصابهُ أَوْ سَقَطَ علَیْه منْ غیْر أَنْ یَرْمِیَ به أَحَدٌ فلَیْس بعَرَضٍ ،کما فی اللِّسَان.

و العَرْضِیّ ،بالفَتْح و یاءِ النِّسْبِه: جِنْسٌ من الثِّیَاب (2)قال بو نُخَیْلَه السَّعْدیّ :

هَزَّتْ قَوَاماً یَجْهَدُ العَرْضِیَّا

هَزَّ الجَنُوبِ النَّخْلَهَ الصَّفِیَّا

و العَرْضِیُّ أَیْضاً: بَعْضُ مَرَافِقِ الدَّارِ و بُیُوتِهِ ، عِرَاقیَّهٌ لا تَعرِفُها العَرَبُ ،کما فی العُبَاب.

و العِرِضَّی کزِمِکَّی:النَّشَاطُ أَو النَّشِیطُ ،عن ابْن الأَعْرَابیّ ،و هو فِعِلَّی من الاعْترَاضِ کالجِیِضَّی.و أَنْشَدَ لأَبِی مُحَمَّد الفَقْعَسیّ :

إِنَّ لَهَا لسَانِیاً مهَضَّا

عَلَی ثَنَایَا القَصْدِ أَو عِرِضَّی (3)

قال:أَیْ یَمُرُّ علی اعْتِرَاض من نَشَاطِهِ .

و یقال: ناقَهٌ عِرَضْنَهٌ کسِبَحْلَه ،أَی بکِسْرِ العَیْنِ و فَتْحِ الرّاءِ،و النُّونُ زائدَهٌ ،أَی مُعْتَرِضَهٌ فی السَّیْرِ للنَّشاطِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،کما فی اللّسَان.و فی العُبَاب و الصّحاح:إِذا کانَ مِنْ عادَتِهَا أَنْ تَمْشِیَ مُعَارَضَهً ،للنَّشَاط ،و الجَمْعُ الْعِرَضْنَاتُ .و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

تَرِدْ بِنَا فی سَمَلٍ لم یَنْضُبِ

منها عِرَضْنَاتٌ عِرَاضُ الأَرْنَبِ (4)

و أَنکَرَه أَبو عُبَیْد فَقال:لا یُقَال[ناقه] عِرَضْنَهٌ ،إِنَّمَا العِرَضْنَهُ النَّشَاطُ (5)،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للکُمَیْت:

عِرَضْنَهُ لَیْلٍ فی العِرَضْنَاتِ جُنَّحَا

أَی من العِرَضْنات ،کما یُقَالُ :فُلانٌ رَجُلٌ من الرِّجال، کما فی الصّحاح.

و یقال أَیْضاً:هو یَمْشِی العِرَضْنَهَ ،و یمشِی العِرَضْنَی ، أَیْ فی مِشْیَتِه بَغْیٌ مِن نَشاطِه .و عِبَارَهُ الصّحاح:إِذا مَشَی مَشْیَهً فی شِقٍّ ،فِیهَا بَغْیٌ من نَشاطِهِ .و قِیلَ :فلانٌ یَعْدُو العِرَضْنَهَ ،و هو الَّذِی یَسْبِقُ فی عَدْوِهِ .و قال رُؤْبهُ یَمْدَحُ سُلَیْمَانَ بنَ عَلِیّ :

تَعْدُو العِرَضْنَی خَیْلُهُمْ عَرَاجِلاَ

و یُقَالُ : نَظَر إِلَیْه عِرَضْنَهً ،أَی بِمُؤَخَّرِ عَیْنهِ ،کما فی الصّحاح،و زادَ:و تَقُولُ فِی تَصْغِیرِ العِرَضْنَی : عُرَیْضِنٌ ، ثَبَتَت النُّونُ لأَنَّهَا مُلْحَقَهٌ ،و تُحْذَف الیَاءُ لأَنَّهَا غَیْرُ مُلْحَقَهٍ .

و العِرَاضُ ،بالکَسْرِ:سِمَهٌ مِنْ سِمَاتِ الإِبِلِ ، أَوْ خَطٌّ فی فَخِذِ البَعِیرِ عَرْضاً ،عن ابْنِ حبیب،مِن تَذْکرهِ أَبی عَلیّ ،و نَقَلَهُ الجَوْهَریُّ عن یَعْقُوبَ .

قُلتُ :و الَّذی نقله ابنُ الرُّمَّانیّ فی«شَرْحِ کتَاب سیبَوَیْه» العِرَاضُ و العِلاَطُ فی العُنُق،إِلاّ أَنّ العِرَاضَ یَکُون عَرْضاً ، و العِلاَط یَکُونُ طُولاً،فَتأَمَّلْ ،و ذَکَرَ السُّهَیْلیُّ فی«الرَّوض» سِمَات الإِبل فلَمْ یَذْکُر فیهَا العِرَاضَ .و هُوَ مُسْتَدْرَکٌ عَلَیْه. و تَقُولُ منهُ : قَد عَرَضَ البَعیرَ عَرْضاً ،إِذا وَسَمَهُ بهذا الخَطِّ .

و یُقَال أَیْضاً: عَرَّضَهُ تَعْریضاً ،فهو مُعَرَّضٌ ،کما سَیَأْتِی.

و العِرَاضُ أَیضاً: حَدیدَهٌ تُؤَثَّرُ بها أَخْفافُ الإبل لتُعْرَفَ آثَارُهَا ،أَی إِذا مَشَتْ .

و الْعِرَاضُ : النَّاحیَهُ ،و الشِّقُّ .و أَنشد الجَوْهَریُّ لِأَبی ذُؤَیْبٍ :

أَ مِنْکَ بَرْقٌ أَبِیتُ اللَّیْلَ أَرْقُبُهُ

کَأَنَّهُ فی عِرَاضِ الشَّامِ مِصْبَاحُ

قال الصَّاغَانیّ :هو جَمْعُ عُرْضٍ ،بالضَّمِّ .و الَّذی فی المُحْکَم أَنَّه جَمْعُ عَرْضٍ ،بالفَتْح،خِلاف الطُّول.

ص:86


1- (1) التهذیب و اللسان: [1]اعترضنی.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«النبات».
3- (3) اللسان و جاء الرجز فیه شاهداً علی«العِرَضّ »و السانی:الذی یسنو علی البعیر بالدلو.
4- (4) کذا بالأصل،و فی المحکم:عظام الأرقب.
5- (5) فی اللسان: [2]العرضنه:الاعتراض.

و العُرْضِیُّ ،بالضَّمِّ و یاءِ النِّسْبَه: مَنْ لا یَثْبُتُ علی السَّرْج یَعْتَرِض مَرَّهَ کَذَا،و مَرَّه کَذَا،عن ابن الأَعْرَابیّ .و قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلیُّ :

فَوَارِسُهُنَّ لا کُشُفٌ خِفَافٌ

و لا مِیلٌ إِذَا العُرَضِیُّ مَالاَ

و العُرْضِیُّ : البَعیرُ الَّذی یَعْتَرِضُ فی سَیْره،لأَنَّهُ لم تَتِمَّ رِیَاضَتُهُ بَعْدُ،کما فی الصّحاح،قال أَبُو دُوَادٍ یَزِیدُ بنُ معَاوَیَهَ بْن عَمْرٍو الرُّؤَاسیّ :

و اعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِیَّ تَرْکُضُه

أُمُّ الفَوَارسِ بالدِّئْدَاءِ و الرَّبَعَهْ

و قِیلَ العُرْضِیُّ :الذَّلُولُ الوَسَطِ ،الصَّعْبُ التَّصَرُّفِ .

و نَاقَهٌ عُرْضِیَّهٌ :فیهَا صُعُوبَهٌ ،و قیلَ إِذا لمْ تَذِلَّ کُلَّ الذُّلِّ .

و أَنشد الجَوْهَریُّ لحُمَیْدٍ الأَرْقَط :

یُصْبِحْنَ بالقَفْر أَتَاوِیّاتِ

مَعْتَرِضَاتٍ غَیْرَ عُرْضِیَّاتِ (1)

یَقُولُ :لیس اعْتِرَاضُهُنَّ خِلْقَهً و إِنَّمَا هو للنَّشَاط و البَغْیِ .

و فیکَ یا إِنسانُ عُرْضِیَّهٌ ،أَی عَجْرَفِیَّهٌ و نَخْوَهٌ و صُعُوبَهٌ .

نقله الجَوْهَریّ و الصاغَانیُّ عن أَبی زَیْدٍ.

و العُرْضَهُ ،بالضَّمِّ :الهِمَّهُ .و أَنشد الجَوْهَریّ لحَسّان بن ثابتٍ ،رَضِیَ اللّهُ عنه:

و قالَ اللّه:قد یَسَّرْتُ (2)جُنْداً

هُمُ الأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ

و لفُلانٍ عُرْضَهٌ یَصْرَعُ بها النَّاسَ ،و هی حِیلَهٌ فی المُصَارَعَهِ ،أَی ضَرْبٌ منها،کما فی الصّحاح.

و یُقَالُ : هُوَ عُرْضَهُ ذَاکَ ،أَو عُرْضَهٌ لِذَاکَ (3)،أَی مُقْرِنٌ لهُ قَوِیٌّ عَلَیْهِ ،کما فی العُبَاب.

و یُقَالُ :فُلانٌ عُرْضَهٌ للنّاس ،إِذا کانُوا لا یَزَالُون یَقَعُونَ فیه ،نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،و هو قَوْلُ اللَّیْث.و قال الأَزهریُّ :أَی یَعْرِضُ له الناسُ بمَکْرُوهٍ و یَقَعُون فیه،و منْهُ قَوْلُ الشَّاعر:

و أَنْ تَتْرُکُوا رَهْطَ الفَدَوْکَسِ عُصْبَهً

یَتَامَی أَیَامَی عُرْضَهً للقَبَائلِ

و یُقَالُ : جَعَلْتُهُ عُرْضَهً لِکَذَا ،أَی نَصَبْتُهُ لَهُ ،کما فی الصّحاح.و قیل:فُلانٌ عُرْضَهٌ لِکَذَا،أَی مَعْرُوضٌ لَهُ .أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

طَلَّقْتُهُنّ و ما الطَّلاَقُ بسُنَّهٍ (4)

إِنَّ النِّسَاءَ لَعُرْضَهُ التَّطْلیقِ

و نَاقَهٌ عُرْضَهٌ للحِجَارَهِ ،أَیْ قَوِیَّهٌ عَلَیْهَا ،نَقَلَهُ الجوهَریُّ عند قوله:نَاقَهٌ عُرْضُ أَسْفَارٍ،لاتِّحَاد المَعْنَی.و المُصَنِّفُ فَرَّقَ بَیْنَهُمَا فی الذِّکْر تَشْتَیتاً للذِّهْن. و فُلانَهُ عُرْضَهٌ للزَّوْج، أَی قَوِیَّهٌ عَلَیْه.و کَذا قَوْلُهُم:فُلانٌ عُرْضَهٌ للشَّرِّ،أَی قَوِیٌّ علیه.قال کَعْبُ بن زُهَیْرٍ:

مِنْ کُلِّ نَضَّاخَهِ الذِّفْرَی إِذا عَرقَتْ

عُرْضَتُهَا طامِسُ الأَعْلامِ مجْهُولُ

و کَذلکَ الاثْنَانِ و الجَمْعُ .قال جَریرٌ:

و تُلْقَی حِبَالَی عُرْضَهً للْمَرَاجمِ (5)

و فی التَّنْزِیلِ : وَ لا تَجْعَلُوا اللّهَ عُرْضَهً لِأَیْمانِکُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَ تَتَّقُوا وَ تُصْلِحُوا (6).قال الجَوْهَریُّ :أَی نَصْباً.و فی العُبَاب أَی مَانِعاً مُعْتَرِضاً ،أَی بَیْنَکُمْ و بَیْنَ ما یُقَرِّبُکُم إِلی اللّه تَعَالَی أَنْ تَبَرُّوا و تَتَّقُوا .یقَالُ :هذا عُرْضَهٌ لَکَ ،أَی عُدَّهٌ تَبْتَذِلُهُ .قال عَبْدُ اللّه بنُ الزُّبَیْر:

فَهذِی لِأَیّامِ الحُرُوبِ و هذه

لِلَهْوِی و هذِی عُرْضَهٌ لاِرْتِحالِیَا

أَی عُدَّهٌ له.

أَو العُرْضَهُ :الاعْتِرَاضُ فی الخَیْر و الشَّرِّ ،قاله أَبو العَبَّاس.و قال الزَّجّاج:مَعْنَی:لا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَهً ،أَیْ أَنّ مَوْضِعَ «أَنْ »نَصْبٌ بمَعْنَی عُرْضَه ، أَی لا تَعْتَرِضُوا بالیَمین باللّه فی کُلِّ سَاعَهٍ أَلاَّ تَبَرُّوا و لا تَتَّقُوا ،فلَمَّا سَقَطَت

ص:87


1- (1) الذی فی اللسان تقدیم العجز عکس ما ورد بالأصل.
2- (2) فی اللسان: [1]قد أعددت.
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«لذلک»و مثلها فی اللسان.
4- (4) و یروی بسبَّه بالباء الموحده.
5- (5) دیوانه و صدره: تشمسّ یربوع ورائی بالقنا.
6- (6) سوره البقره الآیه 224. [2]

«فی»أَفْضَی مَعْنَی الاعْترَاض،فَنصَبَ «أَنْ ».و قال الفرّاءُ:

أَی لا تَجْعَلُوا الحَلِفَ بِاللّه مُعْتَرِضاً مَانِعاً لَکُمْ أَن تَبَرُّوا (1).

و قال غَیْرُهُ :یُقَالُ :هم ضُعَفاءُ عُرْضَهٌ لکُلِّ مُتَنَاوِلٍ ،إِذَا کَانُوا نُهْزَه لکُلّ مَنْ أَرادَهُمْ .و یُقَال:جَعَلْتُ فُلاناً عُرْضَهً لکَذَا و کَذَا،أَی نَصَبْتُه لَهُ (2).قال الأَزْهَریُّ :و هذا قَریبٌ ممَّا قالَهُ النَّحْوِیُّون،لأَنَّه إِذا نُصِبَ فَقَدْ صَارَ مُعْتَرِضاً مَانِعاً.و قیل مَعْنَاهُ أَیْ نَصْباً مُعْتَرِضاً لِأَیْمَانِکُمْ کَالْغَرَضِ الَّذی هُوَ عُرْضَهٌ للرُّمَاه.و قیلَ :مَعْنَاهُ قُوَّه لِأَیْمانِکُمْ ،أَی تُشَدِّدُونَها بذِکْرِ اللّه.

و الاعْتِرَاضُ :المَنْعُ ،قال الصَّاغَانیُّ : و الأَصْلُ فیه أَنَّ الطَّریقَ المَسْلُوکَ إِذَا اعْتَرَضَ فیه بِنَاءٌ أَو غَیْرُهُ ،کالجِذْع أَو الجَبَل، مَنَعَ السَّابِلَهَ من سُلُوکِه ،فوَضَعَ الاعْترَاضَ مَوْضِعَ المَنْعِ لهذَا المَعْنَی،و هو مُطَاوِعُ العَرْضِ .یُقَالُ : عَرَضْتُهُ فاعْتَرَضَ .

و العُرَاضُ ،کغُرَابٍ : العَرِیضُ ،و قد عَرُضَ الشَّیْ ءُ عُرَاضَهً ،فهو عَرِیضٌ و عُرَاضٌ ،مثْلُ کَبیرٍ و کُبَارٍ،کما فی الصّحاح. و العُرَاضَهُ تَأْنِیثُهَا .و العَرِیضَهُ تَأَنیثُ العَرِیض .

و العُرَاضَهُ الهَدِیَّهُ یُهْدِیها الرَّجُلُ إِذا قَدِمَ من سَفرٍ.و فی الصّحاح.و یُقَال:اشتَرِ عُرَاضَهً لِأَهْلکَ ،أَی هَدِیَّهً و شَیْئاً تَحْمِلُهُ إِلَیْهم،و هو بالفارسیَّه«راه آوَرْدْ» (3)و قال اللِّحْیَانیّ :

عُرَاضَهُ القَافِلِ مِن سَفَره:هَدِیَّتُهُ الَّتی یُهْدِیها لِصبْیَانِه إِذا قَفَلَ منْ سَفَرِه. [ و ما یُحْمَلُ إِلَی الْأَهْلِ ] (4).

و العُرَاضَهُ أَیْضاً: ما یُعَرِّضُه المائِرُ،أَی یُطْعِمُه من المِیرَه ،کما فی الصّحاح.و قال الأَصْمَعیُّ : العُرَاضَهُ :ما أَطْعَمَهُ الرَّاکبُ مَن استَطْعَمَهُ مِن أَهْلِ المِیَاهِ .

و عُوَارِضٌ ،بالضَّمِّ :جَبَلٌ فیه ،و فی الصّحاح:عَلَیْه قَبْرُ حاتِم بن عَبْدِ اللّه بن الحَشْرَج الطائِیّ ،السَّخِیِّ المَشْهُور، ببِلادِ طَیِّئٍ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لعَامرِ بْن الطُّفَیْل:

فَلَأَبْغِیَنَّکُمُ قَناً و عُوَارِضاً

و لأقْبِلَنَّ الخَیْلَ لابَهَ ضَرْغَدِ

أَی بقَناً و بِعُوَارضٍ ،و هُمَا جَبَلانِ .

قلتُ :أَمَّا قَناً بالفَتْح فإِنَّهُ جَبَلٌ قُرْبَ الهَاجِرِ،لبَنِی مُرَّهَ ، مِنْ فَزَارَهَ ،کما سَیَأْتِی،و أَمَّا عُوَارِضٌ فإِنَّه جَبَلٌ أَسْوَدُ فی أَعْلَی دِیَارِ طَیِّیءٍ و ناحِیَهِ دَارِ فَزَارَهَ .

و من المَجَاز: أَعْرَضَ فی المَکَارِم: ذَهَبَ عَرْضاً و طُولاً .قال ذُو الرُّمَّه:

فَعَالُ فَتًی بَنَی و بَنَی أَبُوهُ

فأَعْرَضَ فی المَکَارِمِ و اسْتَطالاَ

جاءَ به علی المَثَلِ لِأَنَّ المَکَارِمَ لَیْسَ لَها طُولٌ و لا عَرْضٌ فی الحَقِیقَهِ .

و أَعْرَضَ عَنْهُ إِعْرَاضاً : صَدَّ ،و وَلاَّهُ ظَهْرَه.

و أَعْرَضَ الشَّیْ ءَ:جَعَلَهُ عَرِیضاً ،نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع و اللَّیْثُ .

و أَعْرَضَتِ المرأَهُ بوُلْدِهَا بضَمِّ الواو و سُکُون الَّلام:

وَلَدَتْهُم عِرَاضاً ،بالکَسْر،جَمْعُ عَرِیضٍ .

و أَعْرَضَ لَکَ الشَّیْ ءُ مِنْ بَعیدٍ: ظَهَرَ و بَدَا،قال الشَّاعرُ:

إِذا أَعْرَضَتْ دَاوِیَّهٌ مُدْلَهِمَّهٌ

و غَرَّدَ حَادِیها فَرَیْنَ بها فِلْقَا (5)

أَی بَدَتْ .

و عَرَضْتُهُ أَنَا ،أَیْ أَظْهَرْتُهُ ، شَاذٌّ،ککَبَبْتُهُ ،فأَکَبَّ .و فی الصّحاح:و هو مِنَ النَّوَادر،و کَذَا فی تَهْذیب ابن القَطّاع، و سَتأْتی نَظَائِرُهُ فی«قشع»،و«شنق»،و«جفل».و مَرَّتْ أَیْضاً فی«کبّ »و فی الصّحاح قَولُهُ تَعَالَی: وَ عَرَضْنا جَهَنَّمَ یَوْمَئِذٍ لِلْکافِرِینَ عَرْضاً (6)و قال الفَرَّاءُ:أَیْ أَبْرَزْنَاهَا حَتَّی نَظَرَ إِلَیْهِاَ الکُفَّارُ.

و أَعْرَضَتْ هی:اسْتَبانَتْ و ظَهَرَتْ .

17- و فی حَدیث عُمَرَ: «تَدَعُونَ أَمیرَ المُؤْمنین و هو مُعْرَضٌ لکم». هکذَا رُوِیَ بالفَتْح.قال الحَرْبیّ :و الصَّوابُ بالکَسْرِ.

یُقَال: أَعْرَضَ الشَّیْ ءُ یُعْرِضُ مِنْ بَعِیدٍ،إِذَا ظَهَرَ،أَی تَدَعُونَهُ و هو ظَاهِرٌ لَکُم.و قال ابنُ الأَثیر:و الشَّیْ ءُ مُعْرِضٌ لَکَ .

ص:88


1- (1) زید فی التهذیب و اللسان: [1]فجعل العرضه بمعنی المعترض.
2- (2) هو قول ابن درید کما نقله الأزهری.
3- (3) ضبطت عن اللسان. [2]
4- ((*)) ساقطه من المصریه و الکویتیه.
5- (4) اللسان هنا بدون نسبه،و فی ماده غرد نسبه لسوید بن کراع العکلی.
6- (5) سوره الکهف الآیه 100. [3]

مَوْجُودٌ ظَاهِرٌ لا یَمْتَنِعُ .و کُلُّ مُبْدٍ عُرْضَهُ مُعْرِضٌ .قال عَمْرُو بنُ کُلْثُوم:

و أَعْرَضَتِ الیَمَامَهُ و اشْمَخَرَّتْ

کَأَسْیافٍ بأَیْدِی مُصْلِتِینَا

أَی أَبْدَتْ عُرْضَهَا ،و لاَحَتْ جِبَالُهَا لِلنَّاظِرِ إِلَیْهَا عَارِضَهً .

و قَال أَبو ذُؤَیْبٍ :

بأَحْسَنَ مِنْهَا حِینَ قَامَتْ فأَعْرَضَتْ

تُوَارِی الدُّمُوعَ حینَ جَدَّ انْحِدَارُهَا

و أَعْرَضَ لَکَ الخَیْرُ:أَمْکَنَک .

و یقال: أَعْرَضَ لک الظَّبْیُ ،أَیْ أَمْکَنَک من عُرْضِهِ ،إِذا وَلاَّکَ عُرْضَهُ ،أَی فَارْمِهِ .قال الشَّاعر:

أَفَاطِمُ أَعْرضِی قَبْلَ المَنَایَا

کَفَی بالمَوْت هَجْراً و اجْتِنابَا

أَیْ أَمْکِنِی.

و یُقَالُ :طَأْ مُعْرِضاً حَیْثُ شِئْتَ ،أَی ضَعْ رِجْلَکَ حیثُ شِئْتَ و لا تَتَّقِ شَیْئاً،قد أَمْکَنَ ذلکَ ،قال عَدِیُّ بنُ زَیْد:

سَرَّهُ مالُه و کَثْرَهُ ما یَمْ

لِکُ و البَحْرُ مُعْرِضاً و السَّدِیرُ

و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْد للبَعِیث:

فطَأْ مُعْرِضاً إِنَّ الخُطُوبَ کَثیرَهٌ

و إِنَّک لا تُبْقِی لنَفْسِک بَاقِیَا

و أَرْضٌ مُعْرَضَهٌ ،کمُکْرَمَه،أَو کمُحْسِنَهٍ : یَسْتَعْرِضُهَا المالُ و یَعْتَرِضُهَا ،أَیْ هیَ أَرْضٌ فیها نَبَاتٌ یَرْعَاهُ المَالُ إِذا مَرَّ فیها.

و المُعْرِضُ ،کمُحْسِن:الَّذِی یَسْتَدِینُ ممّنْ أَمْکَنَهُ من النّاس،و مِنْهُ

17- قَوْلُ عُمَرَ بن الخَطّاب،رَضِیَ اللّه عنه، فی الأُسَیْفِع حینَ خَطَبَ فقال: «أَلاَ إِنَّ الأُسَیْفِعَ ،أَسَیْفِعَ جُهَیْنَهَ ،رَضِیَ مِنْ دِینِهِ و أَمانَتِهِ بِأَنْ یُقَالَ له سَابِقُ الحَاجِّ ، فادَّانَ مُعْرِضاً »و تَمامُه فی«س ف ع» »و هو قَوْلُه:«فَأَصْبَح قَدْ رِینَ به،فَمَنْ کانَ لَهُ عَلَیْه دَیْنٌ فلْیَغْدُ بالغَدَاه،فلْنَقْسِمْ مَالَهُ بَیْنَهُم بالحِصَص». أَی مُعْتَرِضاً لکُلِّ مَن یُقْرِضُه .قاله شَمِرٌ،قال:و العَرَبُ تَقُولُ : عَرَضَ لیَ الشَّیْ ءُ،و أَعْرَضَ ، و تَعَرَّضَ ،و اعْتَرَضَ ،بمَعْنًی وَاحدٍ.و أَنْکَرَه ابنُ قُتَیْبَهَ و قال:

لم نَجدْ أَعْرَضَ بمَعْنَی اعْتَرَضَ فی کَلاَم العَرَب، أَو مُعْرِضاً عَمَّن یَقُولُ لَهُ لا تَسْتَدِنْ ،فلا یَقْبَلُ منه،من أَعْرَضَ عَن الشَّیْ ءِ،إِذا وَلاَّهُ ظَهْرَهُ ،قالَهُ ابْنُ الأَثِیرِ. و (1)قیلَ :أَراد مُعْرِضاً عن الأَدَاءِ مُوَلِّیاً عنه، أَو اسْتَدَانَ مِنْ أَیِّ عُرْضٍ تَأَتَّی لَه، غَیْرَ مُتَحَیِّرٍ و لا مُبَالٍ ،نَقَلَه الصّاغَانیّ .و قال أَبو زَیْدٍ:یَعْنِی اسْتَدانَ مُعْرِضاً ،وَ هو الَّذی یَعْرِضُ للنّاس (2)فیَسْتَدینُ ممَّن أَمْکَنَهُ .و قال الأَصْمَعیّ :أَی أَخَذَ الدَّیْنَ و لم یُبَال أَنْ (3)یُؤَدِّیَه و لا ما یَکُون من التَّبِعَه.و قال شَمِرٌ:و مَنْ جَعَلَ مُعْرِضاً هُنَا بمَعْنَی المُمْکِن فهو وَجْهٌ بَعیدٌ،لأَنَّ مُعْرِضاً مَنُصُوبٌ علی الحال من قَولک فادَّانَ ،فإِذَا فَسَّرْتَهُ أَنَّهُ یَأْخُذُه ممَّن یُمْکِنُه فالمُعْرِضُ هو الَّذی یُقْرِضُه لأَنَّه هُوَ المُمْکِنُ .قال:و یَکُونُ مُعْرِضاً من قَوْلک أَعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ ،أَی اتَّسَع و عَرُضَ .

و أَنْشَد لطَائیٍّ فی أَعْرَضَ بمعنی اعْتَرَضَ :

إِذا أَعْرَضَتْ للْنَاظِرِینَ بَدَا لَهُم

غِفَارٌ بأَعْلَی خَدِّها و غُفَارُ

قال:و غِفَارٌ:مِیسَمٌ یکونُ علی الخَدِّ.و قوله:قَدْ رِیَن به،أَیْ غُلِبَ ،و بَعِلَ بشَأْنه.

و التَّعْرِیضُ :خلافُ التَّصْریح .یقال: عَرَّضْتُ بفُلان و لفُلانٍ ،إِذا قُلْتَ قَوْلاً و أَنْتَ تَعْنِیه (4).کما فی الصّحاح.

و کان عُمَرُ یَحُدُّ فی التَّعْرِیضِ بالفَاحشَه،حَدَّ رَجُلاً قَال لرَجُلٍ :ما أَبِی بزَانٍ و لا أُمِّی بِزَانِیَهٍ .و قال رَجُلٌ لرَجُلٍ :یا ابْنَ شامَّهِ الوَذْرِ،فحَدَّهُ .

و التَّعْرِیض فی خِطْبَه المَرْأَه فی عِدَّتهَا:أَن تَتَکَلَّم بکَلامٍ یُشْبِه خِطْبَتَهَا و لا تُصَرِّح به،و هو أَن تَقُولَ لها:إِنَّکِ لَجَمِیلَهٌ ،أَو إِنّ فِیکِ لَبَقِیَّه،أَو إِنَّ النِّسَاءَ لَمِنْ حَاجَتِی.

و التَّعْرِیضُ قد یَکُونُ بضَرْبِ الْأَمْثَالِ و ذِکْرِ الأَلْغَازِ فی جُمْلَهِ المَقَالِ .

و التَّعْرِیضُ : جَعْلُ الشَّیْ ءِ عَرِیضاً ،و کَذلکَ الإِعْرَاضُ ، کما تَقَدَّمَ .

و التَّعْرِیضُ : بَیْعُ المَتَاعِ بالْعَرْضِ ،أَی بالمَتَاع مثْله.

ص:89


1- (4) فی القاموس:«أو»بدل:«و».
2- (1) التهذیب و اللسان:« [1]یعترض الناس».
3- (2) التهذیب و اللسان:« [2]ألاّ».
4- (3) الأصل و الصحاح،و [3]فی اللسان:تعیبه.

و . التَّعْرِیضُ : إِطْعَامُ الْعُرَاضَهِ .یُقَال: عَرِّضُونَا ،أَی أَطْعِمُونَا مِن عُرَاضَتِکُمْ .و فِی الصّحاح:قال الشَّاعرُ،فی «العُبَابِ »هُوَ رَجُلٌ مِنْ غَطَفَانَ یَصِفُ عِیراً.قُلتُ :هو الجُلَیْحُ بنُ شُمَیْذ (1)،رَفیقُ الشَّمّاخ،و یُقَال:هو الأَجْلَحُ بنُ قَاسِط .و قال ابنُ بَرّیّ ،وَجَدْتُ هذا البَیْتَ فی آخِرِ دیوَان الشَّمَّاخ:

یَقْدُمُهَا کُلُّ عَلاَهٍ عِلْیَانْ

حَمْراءَ من مُعَرِّضَاتِ الغِرْبانْ

و فی الصّحاح و الجَمْهَرَه:هذه نَاقَهٌ عَلَیْهَا تَمْرٌ فهی تَقْدُمُ (2)الإِبلَ فلا یَلْحَقُهَا الحادِی،فالغِرْبَان تَقَعُ عَلیْها فتَأْکلُ التَّمْرَ فکأَنَّهَا قد عَرَّضَتْهُنَّ ،و فی اللِّسَان:فکَأَنّهَا أَهْدَتْه له و عَرَّضَتْه .

و قال هِمْیانُ بنُ قُحَافَه:

و عَرَّضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً مَاهجَا

و قال أَبو زَیْد: التَّعْرِیضُ :ما کَان منْ مِیرَهٍ أَو زَادٍ بَعْدَ أَنْ یَکُونَ علی ظَهْر بَعِیرٍ.یقال: عَرِّضُونَا ،أَی أَطْعِمُونا منْ مِیرَتِکُمْ .

و التَّعْرِیضُ أَیضاً: المُدَاوَمَهُ علی أَکْلِ العِرْضَانِ ، بالکَسْرِ،جَمْعُ عَرِیضٍ ،و هو الإِمَّرُ،کما سَیأْتِی.

و التَّعْرِیضُ : أَن یَصِیرَ الرَّجُلُ ذا عَارِضَهٍ و قُوَّهٍ و کلاَمٍ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .و فی التَّکْمِلَهِ :و قُوَّهِ کَلامٍ .

و التَّعْرِیضُ : أَنْ یُثَبِّجَ الکَاتِبُ و لا یُبَیِّن الحُرُوفَ و لا یُقَوِّم الخَطَّ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ للشَّمَّاخ:

أَ تَعْرِفُ رَسْماً دَارِساً قد تَغَیَّرَا

بذَرْوَهَ أَقْوَی بَعْد لَیْلَی و أَقْفَرَا

کما خَطَّ عِبْرَانِیَّهً بِیَمِینهِ

بِتَیْمَاءَ حَبْرٌ ثُمَّ عَرَّضَ أَسْطُرَا

و یُرْوی:ثُمَّ رَجَّعَ .

و التَّعْرِیضُ : أَن یَجْعَلَ الشَّیْ ءَ عَرَضاً للشَّیْ ءِ ،و مِنْه

16- الحَدِیثُ : «ما عَظُمَتْ نِعْمهُ اللّه علی عَبْدٍ إِلاَّ عَظُمَتْ مَؤونَهُ النَّاسِ عَلَیْه،فمَنْ لمْ یَحْتَمِلْ تِلْکَ المؤُونَهَ فقد عَرَّضَ تِلْک النِّعْمَهَ لِلزَّوَال».

و المُعَرِّضُ ،کمُحَدِّثٍ :خاتِنُ الصَّبِیِّ ،عن أَبِی عمْرٍو.

و مُعَرِّضُ بْنُ عِلاَطٍ السُّلَمِیُّ أَخُو الحجَّاج،قُتِلَ یَوْمَ الجَمَلِ ،و قِیل هو ابْنُ الحَجَّاج بْنِ عِلاَطٍ . و مُعَرِّض بن مُعَیْقِیبٍ ،و فی بَعْضِ نُسَخِ المُعْجَمِ مُعَیْقِیل،باللاَّم:

صَحَابِیّان ،الأَخِیرُ روَی له ابنُ قَانِع من طَرِیق الکدیمیّ أو الصَّوَابُ مُعَیْقِیبُ بنُ مُعَرِّض .قُلْتُ :و هو رجُل آخَرُ من الصَّحابه و یُعْرَف بالیَمَامیّ ،و قد تَفَرَّد بذِکْره شاصونَه (3)بنُ عُبَیْد،و هو یَعْلُو عِنْد الجَوْهَرِیّ .

و المُعَرَّضُ ، کمُعظَّمٍ :نَعمٌ وَسْمُهُ العِرَاضُ .قال الرَاجِز:

سَقْیاً بِحَیْثُ یُهْمَلُ المُعَرَّضُ

و حَیْث یَرْعَی وَرَعٌ و أَرْفِضُ

تَقُولُ منه: عَرَّضْتُ الإِبِلَ تَعْرِیضاً ،إِذا وَسَمْتَها فی عَرْضِ الفَخِذِ لا طُولِه.

و المُعَرَّضُ من اللَّحْمِ :ما لم یُبَالَغْ فی إِنْضَاجِهِ ،عن ابنِ السِّکّیت.و قال السُّلَیْکُ بنُ السُّلَکَهِ السَّعْدِیُّ لصُرَدَ:

رَجُلٍ من بَنِی حَرَام بنِ مالِکِ بنِ سَعْدٍ:

سیَکْفِیکَ ضَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّضٌ

و ماءُ قُدُورٍ فی القِصَاعِ مَشِیبُ (4)»

و یُرْوَی بالصَّادِ المُهْمَلَه،و هذِه أَصَحُّ ،کما فی العُبَابِ .

و المِعْرَضُ ، کمِنْبَر:ثَوْبٌ تُجْلَی فیه الجَارِیَهُ ،و تُعْرَضُ فِیه علی المُشْتَرِی.

و المِعْرَاضُ ، کمِحْرَابٍ :سَهْمٌ یُرْمَی به، بِلا رِیشٍ و لا نَصْلٍ ،قالَه الأَصْمَعِیّ ،و قال غَیْرُه:و هُوَ من عِیدَانٍ ، دَقِیقُ الطَّرَفَیْنِ ،غَلِیظُ الوَسَطِ ،کهَیْئَهِ العُودِ الَّذِی یُحلَجُ به القُطْنُ ،فإِذا رَمَی به الرَّامِی ذَهَبَ مُسْتَوِیاً،و یُصِیبُ بِعَرْضِهِ دُونَ حَدِّه ،و رُبَّمَا کانَتْ إِصابَتُهُ بوَسَطِهِ الغَیِظِ فکَسَرَ ما

ص:90


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«شدید».
2- (2) الصحاح: [1]تتقدّم.
3- (3) فی أسد الغابه 397/4« [2]شاصویه»و فیه أنه من قال فیه معیقیب بن معرض فقد وهم إنما هو معرض بن معیقیب،ذکره أبو نعیم.أسد الغابه 403/4.
4- (4) اللسان:فی الجفان مشب.

أَصابَه و هَشَمَه،فکان کالمَوْقُوذَهِ ،و إِنْ قَرُبَ الصَّیْدُ منه أَصابَهُ بمَوْضِعِ النَّصْلِ منه فَجَرَحَهُ .و منه حَدِیثُ عَدِیِّ بْنِ حاتِمٍ :قُلْتُ :فإِنِّی أَرْمِی بالمِعْرَاضِ الصَّیْدَ فأُصِیبُ ،قَال:

إِذا رَمَیْتَ بالمِعْرَاضِ فخَزَقَ فکُلْهُ ،و إِن أَصابَهُ بعَرْضٍ فلا تَأْکُلْهُ ».

و المِعْرَاضُ من الکَلامِ :فَحْوَاهُ .یُقَال:عَرَفْتُ ذلِکَ فی مِعْرَاضِ کَلامِه،أَی فَحْوَاه.و الجَمْعِ المَعَارِیضُ ، و المَعَارِضُ ،و هُوَ کَلامٌ یُشْبِهُ بَعْضُه بَعْضاً فی المَعَانِی، کالرَّجُلِ تَسْأَلُهُ :هَلْ رَأَیْتَ فُلاناً؟فیَکْرَهُ أَنْ یَکْذِبَ و قد رَآه، فیَقُولُ :إِنَّ فُلاناً لَیُرَی،و لهذَا المَعْنَی قال عَبْدُ اللّه بنُ عَبّاس:ما أُحِبُّ بمَعَارِیضِ الکَلامِ حُمْرَ النَّعَم.و فی الصَّحاح: المَعَارِیضُ فی الکَلام هی التَّوْرِیَهُ بالشَّیْ ءِ عَن الشَّیْ ءِ،و فی المَثَل،قلتُ :

16- و هو حَدیثٌ مُخَرِّجٌ عن عَمْرَانَ بْن حُصَیْنٍ ،مَرْفُوعٌ : «إِن فی الْمَعَارِیضِ لَمَنْدُوحَهً عن الکَذِبِ ». أَی سَعَهً ،جَمْعُ مِعْرَاضٍ ،من التَّعْرِیضِ .

و اِعْتَرَضَ علی الدَّابَّهِ إِذا صَارَ وَقْتَ الْعَرْضِ رَاکباً عَلَیْهَا،کما فی الصّحاح.و یُقَالُ : اعْتَرَضَ القَائدُ الجُنْدَ کعَرَضَهُمْ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً.

و قیلَ : اعْتَرَضَ الشَّیْ ءُ: صارَ عَارِضاً ، کالخَشَبَهِ المُعْتَرضَهِ فی النَّهْر ،کما فی الصّحاح.و کَذَا الطَّریقُ و نَحْوُهَا تَمْنَعُ السّالِکینَ سُلُوکَهَا،کما فی اللّسَان،و منه

17- حَدیثُ عَبْد الرَّحْمن بن یَزیدَ: «خَرَجْنَا عُمّاراً فلُدِغَ صَاحبٌ لَنَا فاعْتَرَضْنَا الطَّرِیقَ ».

و اِعْتَرَضَ عَنِ امْرَأَتِهِ ،ظَاهِرُ سِیَاقِه أَنَّه مَبْنیٌّ للمَعْلُوم، و الصَّوابُ : اعْتُرِضَ عَنْهَا،بالضَّمِّ أَی أَصابَه عَارِضٌ من الجِنِّ أو من مَرَضٍ یَمْنَعُه عن إِتْیَانِها .و منه

17- حَدِیثُ الزُّبَیْر بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بن الزُّبَیْر و زَوْجَتِه (1): « فَاعْتُرِضَ عَنْهَا فلَمْ یَسْتَطِع أَنْ یَمَسَّها».

و اعْتَرَضَ الفَرَسُ فی رَسَنه:لم یَسْتَقِمْ لقَائِدهِ .نقله الجَوْهَرِیُّ قال جَریرٌ:

و کَمْ دافَعْتُ منْ خَطِلٍ ظَلُومٍ

و أَشْوَسَ فی الخُصُومَهِ ذی اعْترَاضِ

و اعْتَرَضَ زَیْدٌ البَعِیرَ:رَکِبَهُ و هو صَعْبٌ .کما فی الصّحاح.زادَ المُصَنِّفُ : بَعْدُ ،قال الطِّرِمّاح:

و أَرَانِی المَلِیکُ قَصْدِی و قد کُنْ تُ أَخَا عُنْجُهِیَّهٍ و اعْترَاضِ

و معنَی قَوْلِ حُمَیْدِ الأَرْقَطِ الذی تَقَدَّم:

مُعْتَرِضَات غَیر عُرْضِیَّاتِ

أَن اعْتِرَاضَهُنَّ لَیْس خِلْقَهً و إِنَّمَا هو للنَّشَاط و البَغْیِ .

و اعْتَرَضَ لَهُ بسَهْمٍ :أَقْبَل به قِبَلَهُ فرَمَاهُ فقَتَلَه ،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و منه

16- حَدِیثُ حُذَیْفَهَ بنِ الیَمَانِ ،رَضِیَ اللّه عَنْه:

«یَأْتی عَلَی النَّاس زَمانٌ لَو اعْتَرَضْتُ بکِنَانَتِی أَهْلَ المَسْجدِ ما أَصَبْتُ مُؤْمناً».

و اعْتَرَضَ الشَّهْرَ:ابْتَدَأَه منْ غَیْر أَوَّلِهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و اعْتَرَضَ فُلاَنٌ فُلاَناً ،أَی وَقَعَ فیه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،أَی یَشْتُمُهُ و یُؤْذِیه،و هو قَوْل اللَّیْثِ .و یُقَال: عَرَضَ عِرْضَهُ یَعْرِضُهُ و اعْتَرَضَهُ ،إِذا وَقَعَ فیه و انْتَقَصَهُ و شَتَمَهُ ،أَو قَابَلَه (2)أَو سَاوَاه فی الحَسَب،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابیّ :

و قَوْماً آخَرِیَن تَعَرَّضُوا لِی

و لا أَجْنِی من النَّاس اعْتِرَاضاً

أَی لا أَجْتَنِی شَتْماً منْهُم.

و اعْتَرَضَ القَائِدُ الجُنْدَ: عَرَضَهُمْ وَاحداً وَاحِداً ،لیَنْظُر مَنْ غابَ مِمَّن حَضَر،و قد ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ ،عِنْدَ عَرَضَ .

16- و فی الحدِیثِ : «لا جَلَبَ و لا جَنَبَ و لاَ اعْتِرَاضَ ». هو أَن یَعْترِضَ الرَّجُلُ بفَرَسِهِ فی بَعْضِ الغایهِ ،کما فی العُبَابِ ، و فی اللِّسان:فی السِّبَاق، فیَدْخُلَ مع الخَیْلِ و إِنَّمَا مُنِعَ لکَوْنهِ اعْتَرَضَ مِنْ بَعْض الطَّرِیقِ و لَمْ یَتْبَعْه من أَوَّلِ المِضْمارِ.

و العَرِیضُ ،کَأَمِیرٍ، مِنَ المَعزِ:ما أَتَی عَلَیْهِ نَحْوٌ مِنْ سَنَه،و تَنَاوَلَ الشَّجَرَ و النَّبْتَ بِعُرْضِ شِدْقِه .یُقَالُ : عَرِیضٌ

ص:91


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان: [2]عبد الرحمن بن الزبیر و زوجته.
2- (2) الأصل و المحکم و فی اللسان:« [3]قاتله».

عَرُوضٌ :قَالَه الأَصْمَعِیّ و منه الحَدِیثُ :«فَلَمَّا رجَعْنَا تَلقَّتْهُ و مَعَهَا عَرِیضَانِ »و قِیل:هو مِن المِعْزَی ما فوْقَ الفَطِیم و دُونَ الجَذَعِ .و قِیلَ :هو الَّذِی رعَی و قَوِیَ ،و قیل:الَّذِی أَجْذَعَ ،و قِیلَ :هو الجَدْیُ إِذا نَزَا، أَوْ هُوَ العَتُودُ إِذا نَبَّ و أَرادَ السِّفَادَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ، ج عُرْضَانٌ ،بالکَسْرِ و الضَّمِّ ، کما فی الصّحاح و أَنْشدَ:

عَرِیضٌ أَرِیضٌ باتَ یَیْعَرُ حَوْلَهُ

و بَاتَ یُسَقِّینَا بطُونَ الثَّعَالِبِ

قال ابن بَرِّیّ :أَیْ یَسْقِینَا لَبَناً مَذِیقاً،کأَنَّهُ بُطُونُ الثَّعَالِبِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ و الجَدْیُ سُمِّیَ عَرِیضاً و عَتُوداً،و فی کِتَابِهِ لِأَقْوالِ شَبْوَهَ :«ما کان لَهُمْ من مِلْک و مَزاهِرَ و عرْضان ».و حَکم سُلَیْمَانُ عَلَیْه السَّلام و عَلَی نَبیّنا فی صاحبِ الغَنَم أَنْ یَأْخُذَهَا فیَأْکُلَ من رِسْلِها و عِرْضَانِها ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعیُّ :

و یَأْکُلُ المُرْجَلَ من طُلْیَانِهِ

و منْ عُنُوقِ المَعْزِ أو عِرْضانِهِ

المُرْجَل:الذی یَخرُج مَعَ أُمِّه إِلی المَرْعَی.

و یقال: فُلانٌ عَرِیضُ البِطَانِ ،أَی مُثْرٍ کَثِیرُ المَالِ .و فی الأَسَاس:غَنِیُّ .

و تَعَرَّضَ لَهُ :تَصَدَّی له.یقال: تَعَرَّضْتُ أَسْأَلُهُم.کما فی الصّحاح.و قال اللِّحْیَانیّ : تَعرَّضْتُ مَعْروفَهم و لمَعْرُوفِهِمْ ،أَی تَصَدَّیْت.و قَال اللَّیْثُ :یُقَال: تَعَرَّضَ لی فُلاَنٌ بمَکْرُوهٍ ،أَی تَصَدَّی.قال الصَّاغَانیّ : و منه

16- الحَدیثُ :

«اطْلُبُوا الخَیْرَ دَهْرَکُمْ و تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَهِ اللّه فإِنَّ للّه نَفَحَاتٍ من رَحْمَتِه.یُصِیبُ بهَا مَنْ یَشاءُ منْ عِبَادِهِ ». أَی تَصَدَّوْا لَهَا.

و تَعَرَّضَ بمعنَی تَعَوَّجَ .و یقال: تَعَرَّضَ الجَمَلُ فی الجَبَلِ ،إِذا أَخَذَ منه فی عَرُوضٍ فاحْتَاج أَن یَأْخُذَ فی سَیْرِه یَمیناً و شِمَالاً،لصُعُوبَهِ الطَّریق .کما فی الصّحاح.

14- و أَنْشَدَ لذی البِجَادَیْن (1).و اسمُه عَبْدُ اللّه بن عَبْد نُهْمٍ المُزَنِیّ ، و کان دَلیلَ رَسولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سَلَّم یُخَاطِبُ ناقَتَه و هو یَقُودُهَا به صَلّی اللّه عَلیه و سلّم علی ثَنِیَّهِ رَکُوبَهَ :

تَعَرَّضِی مَدارِجاً و سُومِی

تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ

هذَا أَبُو القاسِمِ فاسْتَقیمِی (2).

تَعَرَّضِی ،أَیْ خُذِی یَمْنَهً و یَسْرَهً و تَنَکَّبِی الثَّنَایَا الغِلاَظَ ، تَعرُّضَ الجَوْزَاءِ،لِأَنَّ الجَوْزاءَ تَمَرُّ علی جَنْبٍ مُعارِضهً لیْستْ بمُسْتَقِیمهٍ فی السَّمَاءِ،قالَه الأَصْمَعِیّ .و قال ابن الأَثیر:شَبَّهَهَا بالجَوْزاءِ،لأَنَّهَا تَمُرُّ مُعْتَرِضَهً فی السَّمَاءِ.

لأَنَّهَا غَیْرُ مُسْتَقیمَهِ الکَوَاکبِ فی الصُّورَه.

و منه قَصیدُ کَعْبِ :

مَدْخُوسَهٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ (3)

أَی أَنها تَعْتَرِضُ فی مَرْتَعِهَا.

و أَنْشَد الصَّاغَانیّ و الجَوْهَرِیّ للَبِیدٍ رَضِیَ اللّهُ عنه:

فاقْطَعْ لُبَانَهَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه

و لَخَیْرُ وَاصِلِ خُلَّهٍ صَرَّامُهَا (4)

أَی تَعَوَّجَ و زَاغَ و لَمْ یَسْقَم،کما یَتَعَرَّضُ الرَّجلُ فی عُرُوضِ الجَبَلِ یَمیناً و شِمَالاً.

و قال امرؤُ القَیْس یَذْکُر الثُّرَیَّا:

إِذا ما الثُّرَیَّا فی السَّمَاءِ تَعَرَّضَت

تَعَرُّضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ

أَی لم تَسْتَقِیم فی سَیْرها و مَالَتْ کالوِشَاحِ المُعَوَّج أَثْنَاؤُه علی جَارِیَهٍ تَوَشَّحَتْ به،کما فی اللِّسَان.

و عَارَضَهُ :جَانَبَهُ و عَدَلَ عنه ،نَقَلَهُ الجَوْهَریّ ،و أَنْشَد قَوْلَ ذی الرُّمَّه:

و قد عَارَضَ الشِّعْرَی سُهَیْلٌ کَأَنَّه

قَرِیعُ هِجَانٍ عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ

و یُرْوَی:و قَدْ لاَحَ للسَّارِی سُهَیْلٌ ،و هکذا أَنْشَدَهُ

ص:92


1- (1) سمی بذی البجادین لأنه حین أراد المسیر إلی النبی صلّی اللّه علیه و سلم قطعت له أمه بجاداً باثنین فاتزر بواحدٍ و ارتدی بآخر.
2- (2) و یروی:«هو أبو القاسم»و المدارج:الثنایا الغلاظ .
3- (3) دیوانه و عجزه: مرفقها عن بنات الزور مفتولُ .
4- (4) «و لخیرُ واصل»عن الصحاح و [1]بالأصل«و لخیلُ »و فی اللسان:«و لشرُّ».

الصَّاغَانیّ .و حَقیقَهُ المُعَارَضَهِ حینَئذ أَن تَکُونَ کُلُّ مِنْهُمَا فی عُرْضِ صَاحِبه.

و عَارَضَهُ فی المَسِیر: سَارَ حِیَالَهُ و حَاذَاه.و منه

16- حَدیثُ أَبی سَعیدٍ: «فإِذا رَجلٌ یُقرِّبُ فرَساً فی عِرَاضِ القَوْم». أَی یَسیر حِذَاءَهُمْ مُعَارِضاً لهم.قلت:و بَیْن المُجانَبَهِ و بَیْن هذا شَبَهُ الضِّدِّ،کما یَظْهَر عندَ التَّأَمُّل.

و عَارَضَ الکِتَابَ مُعَارَضَهً و عِرَاضاً : قَابَلَهُ بکِتَابٍ آخَرَ.

و عَارَضَ مُعَارَضَهً ،إِذَا أَخَذَ فی عَرُوضٍ من الطَّرِیق ، أَی ناحیَهٍ منه و أَخَذَ آخَرُ فی طریقٍ آخَرَ فالْتَقیَا.و قال ابن السِّکِّیت فی قَوْل البَعِیث:

مَدَحْنَا لَهَا رَوْقَ الشَّبَابِ فَعَارَضَتْ

جَنَابَ الصِّبَا فی کَاتِم السِّرِّ أَعْجَمَا

قال: عَارَضَتْ :أَخَذَتْ فیِ عُرْضٍ ،أَی نَاحِیَهٍ منه.

و قال غَیْرُهُ : عَارَضَتْ ،أَی دَخَلَتْ مَعَنَا فیه دُخُولاً لَیْسَت بمُبَاحِتَهٍ ،و لکنَّهَا تُرِینَا أَنَّهَا دَاخِلَهٌ مَعنا (1).و جَنَابُ الصِّبَا:

جَنْبُهُ .

و عَارَضَ الجَنَازَهَ .و منه

14- الحَدِیث: «أَن النَّبیَّ صَلَی اللّه علیه و سلّم عَارَضَ جَنَازَهَ أَبِی طالبٍ ». أَیْ أَتَاهَا معْتَرِضاً فی ،و فی بَعْض الأصُول:من بَعْضِ الطَّرِیقِ و لمْ یَتْبَعْهَا من مَنْزلِهِ .

و عَارَضَ فُلاناً بمِثْلِ صَنِیعِهِ أَی أَتَی إِلَیْه مِثْلَ ما أَتی عَلَیْه.و منه

2- حَدِیثُ الحسَنِ بْنِ عَلِیٍّ : «أَنَّه ذَکَرَ عُمَرَ فَأَخَذَ الحُسَیْنُ فی عِرَاضِ کَلامِه». أَی فی مِثْلِ قَوْلِه و مُقَابِلِه، رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمْ .و فی العُبَابِ :أَی قَابَلهُ و سَاوَاه بِمِثْل قَوْله، قال: و منه اشْتُقّتِ المُعَارَضَهُ ،کَأَنَّ عَرْضَ فِعْلِه کعَرْضِ فِعْلهِ ،أَی کأَنَّ عَرْضَ الشَّیْ ءِ بفعْلِه مِثْلُ عَرْضِ الشَّیْ ءِ الَّذِی فعَلَه،و أَنْشدَ لطُفَیْلٍ الغَنَوِیّ :

و عارَضْتُهَا رَهْواً عَلَی مُتَتابِعٍ

شَدِیدِ القُصَیْرَی خارِجِیٍّ ،مُجَنَّبِ

و یُقالُ : ضَرَبَ الفَحْلُ النَّاقَهَ عِرَاضاً ،و ذلِک أَنْ یُقَادَ إِلیْهَا،و عُرِضَ عَلَیْهَا لِیَضْرِبَهَا إِن اشْتَهاها .هکذا فی سائر النُّسخِ ،و الصَّوَابُ إِن اشْتَهَتْ ضَرَبَهَا و إِلاَّ فَلا،و ذلک لکَرَمِهَا،کما فی الصّحاح و العُبَاب،و أَمَّا إِذا اشْتَهَاها فضَرَبَهَا لا یَثْبُتُ الکَرَمُ لها،فَتَأَمَّل.و أَنْشَدَ للرَّاعِی:

قَلائصُ لا یُلْقَحْنَ إِلاَّ یَعَارَهً

عِرَاضاً و لا یُشْرَیْنَ إِلاَّ غَوَالِیَا (2)

و قال أَبو عُبْیدٍ:یُقَالُ :لَقِحَتْ ناقَهُ فُلانٍ عِرَاضاً ،و ذلکَ أَنْ یُعَارِضَهَا الفَحْلُ مُعَارَضَهً فیَضْرِبَها من غَیْرِ أَنْ تَکُونَ فی الإِبِل الَّتِی کان الفَحْلُ رَسِیلاً فِیهَا.

و یُقَالُ : بَعِیرٌ ذُو عِرَاضٍ ،أَی یُعَارِضُ الشَّجَرَ ذَا الشَّوْکِ بِفِیهِ .کما فی الصّحاح و العُباب.

و یُقَالُ : جَاءَت فُلانَهُ بوَلَدٍ عن عِرَاضٍ ،و مُعَارضَهٍ ،إِذا لَمْ یُعْرَفْ أَبُوهُ .و المُعَارَضَهُ : هی أَن یُعَارِضَ الرَّجُل المرأَهَ فیَأْتِیَها حَرَاماً ،أَی بِلا نِکَاحٍ و لا مِلْکٍ .نَقَله الصَّاغانِی.

و یُقَالُ : اسْتُعرِضَتِ النَّاقَهُ باللَّحْمِ ،فهِی مُسْتَعْرَضَهٌ ، کما یُقال: قُذِفَتْ باللَّحْمِ ،قال ابنُ مُقْبِل:

قَبَّاءُ قَدْ لَحِقَتْ خَسِیسَهُ سنِّهَا

و اسْتُعْرِضَت ببَعِیضِها المُتَبَتِّرِ

کما فی التَّکْمِلَه.و فی العُبَابِ :ببَضیعِها.قُلتُ :

و کَذلِک لُدِسَت باللَّحْم.کُلُّ ذلِکَ مَعْنَاه إِذَا سَمِنَت.

و خَسِیسَهٌ سِنّهَا حِینَ بَزَلَتْ ،و هی أَقْصَی أَسْنَانِها.

و استَعْرَضَهُم الخَارِجِیُّ ،أَی قَتَلَهُم من أَیِّ وَجْهٍ أَمْکَن، و أَتَی عَلی مَنْ قَدَرَ علیه مِنْهُم، و لم یَسْأَلْ عن حَالِ أَحَدٍ مُسْلِمٍ أَو غَیْرِه،و لَم یُبَالِ مَنْ قَتَل،و منه

16- الحَدِیثُ :

« فاسْتَعْرَضَهُمُ الخَوَارِجُ ». و

17- فی حَدِیثِ الحَسَن: «أَنَّه کانَ لاَ یتأثَّمُ مِنْ قَتْل الحَرُورِیِّ المُسْتَعْرِضِ ».

و عُرَیْضٌ ،کزُبَیْر:وَادٍ بالمَدِینَهِ ،علی سَاکِنها أَفضَلُ الصَّلاه و السَّلام، به أَمْوَالٌ لأَهْلِهَا ،و منه

17- حَدِیثُ أَبِی سُفْیَانَ :

«أَنَّه خَرَجَ مِنْ مَکَّهَ حتَّی بَلَغَ العُرَیْضَ ». و منه

17- الحدِیثُ الآخَرُ: «ساقَ خَلیجاً من العُرَیْض ». قلتُ :و إِلیْه نُسِب الإِمامُ أَبُو الحسَن علِیُّ بنُ جعْفِر بْنِ مُحمَّدِ بْنِ علِیّ بنِ الحُسیْن العُرَیْضِیُّ ،لأَنَّهُ نَزَل به و سَکنَه،فأَولادُه العُرَیْضِیّون،و به یُعْرَفُون،و فِیهم کَثْرهٌ و مَدَدٌ.

ص:93


1- (1) زید فی اللسان:و [1]لیست بداخله فی کاتم السر أعجما أی فی فعل لا یتبینه من یراه،فهو مستعجم علیه و هو واضح عندنا.
2- (2) دیوانه ص 283 انظر تخریجه فیه،و فی الدیوان:«نجائب»بدل «قلائص»و البیت من قصیده یمدح فیها بشر بن مروان.

و رَجُلٌ عِرِّیضٌ ،کسِکِّیتٍ : یَتَعرَّضُ لِلنّاسِ بالشَّرِّ ،قال:

و أَحْمقُ عِرِّیضٌ علیْهِ غَضَاضَهٌ

تَمَرَّسَ بِی مِن حَیْنِهِ و أَنَا الرَّقِمْ

و عن أَبی عَمْرٍو: المُعَارِضُ من الإِبِل:العَلُوقُ ،و هی الَّتی تَرْأَمُ بأَنْفهَا و تَمْنَعُ دَرَّهَا ،کما فی العُبَاب و التَّکْملَه.

و فی الأَسَاس:بَعِیرٌ مُعَارِضٌ :لا یَسْتَقِیمُ فی القِطَار،یَأْخُذُ (1)یَمْنَهً و یَسْرَهً .

و ابْنُ المُعَارَضَهِ ،بفَتْح الرَّاءِ: السَّفِیحُ ،و هو ابن الزِّنَا، نقله الصَّاغَانیّ .

و المُذَالُ بنُ المُعْتَرِضِ بنِ جُنْدَبِ بْن سَیَّارِ بْن مَطْرُودِ بن مازنِ بْن عَمْرِو بن الحارثِ التَّمِیمیُّ : شاعرٌ .

17- و قَوْلُ سَمُرَهَ بن جُنْدَب رَضِیَ اللّه عَنْه: مَنْ عَرَّضَ عَرَّضْنا لَهُ ،و مَنْ مَشَی عَلَی الکَلاَّءِ قَذَفْناهُ فی المَاءِ. و یُرْوَی (2):

أَلْقَیْنَاهُ فی النَّهْرِ،أَیْ مَنْ لَم یُصَرِّحْ بالقَذْف عَرَّضْنَا لَهُ بِضَرْبٍ خَفِیفٍ ،تأْدیباً لَهُ ،و لم نَضْرِبْه الحَدَّ، و مَنْ صَرَّحَ به أَیْ برُکُوبِه نَهرَ الحَدِّ أَلْقَیْنَاه فی نَهْرِ الحَدِّ و حَدَدْنَاهُ .استَعَارَ المَشْیَ عَلَی الکَلاَّءِ،و هو کشَدَّادٍ، مَرْفَأَ السَّفینَه فی الماءِ للتَّصْرِیحِ ،لاِرْتِکَابِهِ ما یُوجِبُ الحَدَّ و تَعَرُّضه له. و اسْتَعَارَ التَّغْریقَ للحَدِّ ،لإصابَتِهِ بما تَعَرَّضَ له.کما فی العُبَاب.

و فی اللّسَان:ضَرَب المَشْیَ علی الکَلاَّءِ مَثَلاً للتَّعْرِیض للحَدِّ بصَرِیحِ القَذْفِ .

و فی العُبَاب:و العَیْنُ و الرَّاءُ و الضّادُ تَکْثُرُ فُرُوعُهَا و هی مع کَثْرَتِهَا تَرْجِعُ إِلی أَصْلٍ وَاحِدٍ،و هو الْعَرْضُ الَّذی یُخَالِفُ الطُّولَ .و مَنْ حَقَّقَ النَّظَرَ وَ دَقَّقَهُ عَلِمَ صِحَّهَ ذلکَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

جَمْعُ العَرْضِ خِلافُ الطُّولِ : أَعْرَاضٌ ،عن ابْن الأَعْرَابیّ و أَنْشَدَ:

یَطْوُونَ أَعْرَاضَ الفِجَاجِ الغُبْرِ

طَیَّ أَخِی التَّجْر بُرودَ التَّجْر

و فی التَّکْثیر: عُرُوضٌ و عِرَاضٌ .و قد ذَکَرَ الأَخیرَ المُصنِّفُ استطْراداً،و جَمْعُ العَرِیضِ عُرْضَانٌ ،بالضَّمِّ و الکَسْر،و الأُنْثَی عَرِیضَهٌ .

16- و فی الحَدیث (3): «لقَدْ ذَهَبْتُم فیها عَرِیضَهً ». أَی وَاسِعَه.

و أَعْرَضَ المسأَلَهَ :جَاءَ بهَا واسِعهً کَبِیرَهً .

و العُرَاضَاتُ ،«بالضَّمّ »:الإِبلُ العَرِیضاتُ الآثَارِ.قال السّاجعُ :«إِذا طَلَعَت الشِّعْرَی سَفَراً،و لم تَرَ مَطَراً،فلا تَغْذُوَنَّ إِمّرَهً و لا إِمَّراً (4)،و أَرْسِل العُرَاضَاتِ أَثَراً،یَبْغِینَک فی الأَرْض مَعْمَراً.أَی أَرْسِل الإِبلَ العَرِیضَهَ الآثَارِ،عَلَیْهَا رُکْبَانُهَا،لِیَرْتَادُوا لَکَ مَنْزِلاً تَنْتَجِعُهُ .و نَصَبَ أَثَراً علی التَّمْییز،کما فی الصّحاحِ .

و أَعْرَضَ :صارَ ذا عَرْضٍ .و أَعْرَضَ فی الشَّیْ ءِ:تَمَکَّن من عَرْضِهِ ،أَیْ سَعَتِهِ .و قَوْسٌ عُرَاضَهٌ بالضَّمِّ ،کما فی الصّحاح،و أَنشد لِأَبی کَبِیرٍ الهُذَلیّ :

و عُرَاضَهِ السِّیَتَیْن تُوبِعَ بَرْیُهَا

تأْوِی طَوَائفُها لعَجْسٍ عَبْهَرِ

و قَوْلُ أَسْمَاءَ بْنِ خَارجَهَ ،أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ :

فعَرَضْتُهُ فی سَاقِ أَسْمَنِهَا

فاجْتَازَ بَیْن الحاذِ و الکَعْبِ

لم یُفَسِّرْهُ ثَعْلَبٌ .قال ابنُ سیدَه:و أُراهُ أَرادَ غَیَّبْتُ فیها عَرْضَ السَّیفِ .

و امرأَهٌ عَرِیضَهٌ أَرِیضَهٌ :وَلُودٌ کَامِلَهٌ .

و یُقَالُ هو یَمْشِی بالعَرْضِیَّهِ و العُرْضِیَّه ،الأَخیرُ عن اللِّحْیَانیّ ،أَی بالعَرْض .

و عَرَضْتُ البَعِیرَ علی الحَوْض،و هذَا من المَقْلُوب، و معْنَاهُ عَرَضْتُ الحَوْضَ علی البَعِیر.قال ابنُ بَرِّیّ .قال الجَوْهَرِیُّ :و عَرَضْتُ بالبَعیر علی الحَوْض،و صَوابُه:

عَرَضْتُ البَعیرَ.قال صاحب اللِّسَان:و رأَیتُ عِدَّهَ نُسَخ من الصّحاح فلَمْ أَجِدْ فیها إِلاّ و عَرَضْتُ البَعِیرَ،و یحْتَمل أَنْ یَکُونَ الجوهَریُّ قال ذلک و أَصْلَحَ لَفْظَه فیما بَعْدُ (5)،انْتَهَی.

و عَرَضْتُ الجارِیَهَ و المَتَاعَ علی البَیْع عَرْضاً .

ص:94


1- (1) فی الأساس:«یعدل».
2- (2) و هی روایه اللسان. [1]
3- (3) فی النهایه و اللسان:و [2]فی حدیث أُحد:قال للمنهزمین:
4- (4) قوله:سفرا یعنی بیاض النهار،و الإمّر الذکر من ولد الضأن،و الإمَّره الأنثی.
5- (5) فی الصحاح المطبوع:عرضت البعیر.

و عَرَضْتُ الکِتَابَ :قَرَأْتُه،و منه

14- الحَدیث: «أَکْثِرُوا علیَّ مِن الصَّلاهِ فإِنَّهَا مَعْرُوضَهٌ عَلَیّ ».

و عَرَضَ لک الخَیْرُ عَرْضاً :أَمْکنَ .

و العَرَضُ ،مُحَرَّکَهً :العَطَاءُ و المَطْلَبُ ،و به فُسِّر قولُه تَعَالَی: لَوْ کانَ عَرَضاً قَرِیباً (1)،أَی مَطْلَباً سَهْلاً.

و اعْتَرَضَ الجُنْدُ.مُطَاوِعُ عَرَضَ .یقال: عَرَضَهُم فاعْتَرَضَ .و اعْتَرَضَ المَتَاعُ و نَحْوُه،و اعْتَرَضَهُ علی عَیْنِه.

عن ثَعْلَبٍ ،و نَظَرَ إِلَیْه عُرْضَ عَیْنٍ ،عنه أَیْضاً،أَی اعْتَرَضَهُ علی عَیْنِهِ .

و رَأَیْتُهُ عُرْضَ عَیْنِ ،أَی ظَاهِراً عن قرِیبٍ :

16- و فی حَدیثِ حُذَیْفَهَ : « تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَی القُلُوبِ عَرْضَ الحَصِیرِ». قال ابنُ الأَثیر:أَی تُوضَعُ عَلَیْهَا و تُبْسَطُ کَمَا یُبْسَطُ الحَصِیرُ.

و یُقَالُ : تَعَرَّضْ (2)،أَی أَقِمْهُ فی السُّوق.

و المُعَارَضَهُ :المُبَارَاهُ و المُدَارَسَهُ .

و عَرَضَ له الشَّیْ ءُ فی الطَّرِیق،أَی اعْتَرَضَ یَمْنَعُه من السَّیْر.

و المُعَارَضَهُ :بَیْعُ المَتَاعِ بالمَتَاعِ لا نَقْدَ فیه.

و التَّعْرِیضُ :التَّعْوِیضُ .

و یُقَال:کَانَ [لی] (3)عَلَی فُلانٍ نَقْدٌ فأَعْسَرْتُهُ فاعْتَرَضْتُ منْه.و إِذَا طَلَبَ قَوْمٌ عند قَوْمٍ دَماً فَلَمْ یُقِیدُوهُم قالُوا:نَحْنُ نَعرِضُ منْهُ فاعْتَرِضُوا منْه،أَی اقْبَلُوا الدِّیَهَ .

و عَرَضَ الرُّمْحَ یَعْرِضُهُ عَرْضاً ،و عَرَّضَهُ تَعْرِیضاً .قال النَّابغَه:

لَهُنَّ عَلَیْهمْ عَادَهٌ قد عَرَفْنَهَا إِذَا عَرَّضُوا الخَطِّیَّ فَوْقَ الکَوَاثِبِ

و الضَّمیر فی لَهُنّ للطَّیْر.

و عَرَضَ الرَّامِی القَوسَ عَرْضاً إِذا أَضْجَعَهَا ثُمَّ رَمَی عَنْهَا.

و عَرَضَ الشَّیْ ءُ یَعْرِضُ :انْتَصَبَ و مَنَعَ ،کاعْتَرَضَ .و اعْتَرَض فُلانٌ الشَّیْ ءَ:تَکَلَّفَه،نَقَلَه ابنُ الأَثیر.

16- و فی حَدِیث عُثْمَانَ بن العاصِ : «أَنَّه رَأَی رَجُلاً فیه اعْتِرَاضٌ ». هو الظُّهُورُ و الدُّخُولُ فی الباطِل و الامْتنَاعُ منَ الحَقِّ .و اعْتَرَضَ عَرْضَه :

نَحَا نَحْوَهُ .

و تَعَرَّضَ الفَرَسُ فی رَسَنه:لَمْ یَسْتَقِمْ لقَائِده،کاعْتَرَضَ .

قالَ مَنْظُورُ بن حَبَّهَ الأَسَدیّ :

تَعَرَّضَتْ لی بمجازٍ حِلِّ

تَعَرُّضَ المُهْرَهِ فی الطِّوَلِّ

تَعرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلٍ لِی

و العَرَضُ مُحَرَّکَهً :الآفَهُ تَعْرِضُ فی الشَّیْ ءِ کالعَارِض.

و جَمْعُه أَعْرَاضٌ ،و عَرَضَ له الشَّکُّ و نَحْوُه،منْ ذلک.

و العَارِضَهُ :وَاحِدهُ العَوَارِضِ ،و هی الحاجَاتُ .و شُبْهَهٌ عَارِضَهٌ : مُعْتَرِضَهٌ فی الفُؤَادِ.

16- و فی قَوْل علِیّ ،رضِیَ اللّه عنه: «یقْدَحُ الشَّکُّ فی قَلْبِه بِأَوّلِ عارِضَهٍ من شُبْهَهٍ ». و قد تَکُونُ العارِضَهُ هُنَا مَصْدراً کالعَافِیَهِ و العَاقِبه.

و تَعرَّضَ الشَّیْ ءُ:دَخَلَه فَسَادٌ،و تَعرَّض الحُبُّ ،کذلِک.

و اسْتَعْرَضَهُ :سَأکلَهُ أَن یَعْرِض علَیْه ما عِنْدِه.و استَعْرَضَ (4)یُعْطِی مَنْ أَقْبَلَ و مَنْ أَدْبَرَ.یقال: استَعْرِض العَرَبَ ،أَی سَلْ مَنْ شِئْتَ مِنْهم عنْ کَذَا و کَذَا،نَقَلَه الجوْهَریُّ .

و استَعْرَضْتُهُ :قُلتُ له: اعْرِضْ عَلَیّ ما عِنْدَک.

و عَرَضَ عِرْضَهُ منْ حَدِّ ضَرَبَ :إِذا شَتَمَهُ ،أَوْ سَاوَاهُ فی الحَسَب.و یقال:لا تُعْرِضْ (5)عِرْضَ فُلانٍ ،أَیْ لا تَذْکُرْهُ بسُوء.

و فُلانٌ جَرِب العِرْض ،إِذَا کانَ لَئیمَ الأَسْلاَفِ .و العِرْضُ أَیْضاً الفِعْلُ الجَمیلُ ،قال:

و أُدْرِکُ مَیْسُورَ الغِنَی و مَعِی عِرْضِی

و ذو العِرْضِ مِن القَوْمِ :الأَشْرَافُ .و

17- فی حَدیثِ أُمِّ سَلَمَهَ لعَائشَه،رَضیَ اللّه عنهما: «غَضُّ الأَطْرَاف،و خَفَرُ الإِعْرَاض ». رُوِیَ بکَسْر الهَمْزَهِ و بفَتْحهَا،و قد تَقَدَّم الکلاَم علیه فی«خفر».

و عَرَّضْتُ فُلاناً لکَذَا فَتَعَرَّضَ هو له،نَقَلَه الجَوْهَریّ .

ص:95


1- (1) سوره التوبه الآیه 42. [1]
2- (2) فی التهذیب:«تعرّضْ به».
3- (3) زیاده عن اللسان. [2]
4- (4) فی الأساس:و اعترضتُ أعطی من أَقبلَ و من أَدبرَ.
5- (5) ضبطت عن اللسان.

و العَرُوضَاوَاتُ (1):أَمَاکِنُ تُنْبِتُ الأَعْرَاضَ ،أَی الأَثْلَ ، و الأَرَاکَ ،و الحَمْضَ .

و یُقَال:أَخَذْنَا فی عَرُوضٍ مُنْکَرَهٍ ،یَعْنی طَرِیقاً فی هَبُوطٍ .و یُقَالُ :سِرْنَا فی عِرَاضِ القَوْم،إِذا لم تَسْتَقْبِلْهم و لکنْ جِئْتَهُمْ من عُرْضِهم .

و بَلَدٌ ذو مَعْرَضٍ ،أَی مَرْعًی یُغْنِی الماشیَهَ عن أَنْ تُعْلَفَ ،و عَرَّضَ الماشیَهَ تَعْرِیضاً :أَغْنَاهَا به عن العَلَف.

و یُقَالُ للرَّجْل العَظیمِ من الجَرَاد و النَّحْلِ عارِضٌ ،قال سَاعدَهُ :

رأَی عارِضاً یَهْوِی إِلی مُشْمَخِرَّهٍ

قَدَ احْجَمَ عنها کُلُّ شَیْ ءٍ یَرُومُهَا

و یُقَالُ :مَرَّ بنَا عارِضٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ .

و العُرْضَانُ ،بالضَّمّ ،جَمْعُ العِرْضِ ،و هو الوَادِی الکَثیرُ النَّخْلِ و الشَّجَر.

و اعْتَرَضَ البَعِیرُ الشَّوْکَ :أَکَلَهُ .

و العَرِیضُ مِن الظِّبَاءِ:الَّذی قد قَارَبَ الإِثْناءَ.

و العَرِیضُ عند أَهْلِ الحِجَاز خَاصَّهً :الخَصِیُّ .و یُقَالُ :

أَعْرَضْتُ العِرْضَانَ إِذَا خَصَیْتَها.نَقَله الجوهَریّ و ابنُ القَطَّاع و الصّاغَانیٌ .و أَعْرَضْتُ العِرْضَانَ إِذا جَعَلْتَهَا للبَیْع،نَقَلَه الجَوْهَریُّ و الصّاغَانیُّ ،و لا یَکُون العَرِیضُ إِلاَّ ذَکَراً.

و العَوَارِضُ مِن الإِبلِ :اللَّوَاتِی یَأْکُلْنَ العِضَاهَ ،کما فی الصّحاح،و زَادَ فی اللِّسَان: عُرْضاً ،أَی تَأْکُلُه حَیْثُ وَجَدْتَهُ .

و قَال ابنُ السِّکِّیت:یُقَال:ما یَعْرُضُکَ (2)لفُلانٍ ،أَیْ مِن حَدِّ نَصَرَ،و لا تَقُل ما یُعَرِّضُکَ ،بالتَّشْدید.

و اعْتَرَضَ العَرُوضَ :أَخَذَها رَیِّضاً،و هذَا خِلاَفُ ما نَقَلَه الجَوْهَریّ ،کما تَقَدَّم.

و العَرُوضُ ،کصَبُورٍ:جَبَلٌ بالحِجَاز.قال ساعدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ .

أَلَمْ نَشْرِهِمْ شَفْعاً و تُتْرَکَ منْهُمُ

بجَنْبِ العَرُوضِ رِمَّهٌ و مَزَاحِفُ

و هذه المسأَلَه عَرُوضُ هذه،أَی نَظِیرُهَا.

و العَرُوضُ :جَانِبُ الوَجْهِ ،عن اللَّحْیَانیْ ،و العَرُوضُ :

العَتُودُ.

و المُعْرِضُ ،کمُحْسِنٍ : المُعْتَرِضُ ،عن شَمِرٍ.و عُرْضُ الشَّیْ ءِ:وَسَطُه،و قیلَ :نَفْسُه.

و عِرَاضُ الحَدیثِ ،بالکَسْر:مُعْظَمُه.

و المُعْرِضُ لَکَ :کُلُّ شَیْ ءٍ أَمْکَنَکَ من عُرْضِهِ .

و خَرَجُوا یَضْرِبُون النَّاسَ عن عُرْضِ [أَی عن شقٍّ و ناحیهٍ ] (3)أَیْ لا یُبَالُون مَنْ ضَرَبُوا.

و استَعْرَضَهَا :أَتاهَا من جَانِبِهَا عَرْضاً (4).

و التَّعْرِیضُ :إِهْدَاءُ العُرَاضَهِ ،و منه

14- الحَدیثُ : «أَنَّ رَکْباً من تُجَّارِ المُسْلمین عَرَّضُوا رَسُولَ اللّه صَلی اللّه علیِه و سلّم و أَبَا بَکْر رَضیَ اللّهُ عَنْهُ ثِیَاباً بِیضاً». أَی أَهْدَوْا لَهُمَا.و عَرَّضُوهم مَحْضاً،أَی سَقَوْهُمْ لَبَناً.و عُرِضَ القَوْمُ ،مَبْنِیّاً للمَجْهُول،أَی أُطْعِمُوا و قُدِّم لهم الطَّعَامُ .

و تَعَرَّضَ الرِّفَاقُ :سَأَلَهُمُ العُرَاضَاتِ .

و عَرَضَ عارِضٌ ،أَی حَالَ حائِلٌ و مَنَع مانِعٌ ،و منه یُقَال:

لا تَعْرِض لفُلانٍ ،أَی لا تَعْرِضْ له (5)باعْتِرَاضِکَ أَنْ تَقْصِدَ مُرَادَهُ ،و تَذْهَب مَذْهَبَهُ .و یُقَال: عَرَضَ له أَشَدَّ العَرْضِ .

و اعْتَرَضَ :قَابَلَه بنَفْسه.

و العُرْضِیَّه بالضَّمّ :الصُّعُوبَهُ و الرُّکُوب علی الرَّأْس من النَّخْوَه.و العَرْضِیَّه فی الفَرَس:أَنْ یَمْشِیَ عَرْضاً .و یُقَال:

نَاقَهٌ عُرْضِیَّهٌ ،و فیهَا عُرْضِیَّه :إِذا کانَت رَیِّضاً لم تُذَلَّلْ .

و العُرْضِیُّ :الَّذی فیه جَفَاءٌ و اعْتِرَاضٌ .قال العَجَّاج:

ذُو نَخْوهٍ حُمَارِسٌ عُرْضِیُّ

و المَعْرَض ،کمَقْعَدٍ (6)المَکَانُ الُذِی یُعْرَضُ فیه الشَّیْ ءُ.

ص:96


1- (1) کذا،و لم نجدها فیما عندنا من المعاجم،عن هامش اللسان. [1]
2- (2) ضبطت عن اللسان [2]بفتح الیاء و فتح الراء.
3- (3) زیاده عن اللسان. [3]
4- (4) کذا ضبطت بفتح العین عن النهایه و [4]اللسان. [5]
5- (5) عباره اللسان: [6]لا تعرض له بمنعک باعتراضک أن یقصد مراده و یذهب مذهبه.
6- (6) و فی المصباح:المَعْرِض وزان مسجد.

و الأَلْفَاظُ مَعَارِیضُ المَعانِی،مأْخُوذٌ من المِعْرَض ،للثَّوْبِ الَّذِی تُجَلَّی فیه الجارِیَهُ لأَنَّ الأَلْفَاظَ تُجمِّلها.

و عُرْضَا أَنْفِ الفَرَسِ :مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قَصَبَتِهِ فِی حَافَتَیْهِ جَمِیعاً،نَقَلَه الأَزْهرِیّ .

و الْعَارِضَهُ :تَنْقِیحُ الکَلامِ ،و الرَّأْیُ الجَیِّدُ.

و العَارِضُ :جانِبُ العِراقِ ،و سَقَائِفُ المَحْمِلِ .

و الفَرَسُ تَعْدُو العِرَضْنَی ،و العِرَضْنَهَ ،و العِرَضْنَاهَ ،أَی مُعْرِضَهً (1)مَرَّهً من وجْهٍ و مَرَّهً من آخَرَ.و قال أَبو عُبیْدٍ:

العِرَضْنَهُ :الاعْتِراضُ .و قَال غَیْرُه:و کذلِک العِرَضَّهُ ،و هو النَّشاط .

و امرأَهٌ عِرَضْنَهٌ :ذَهَبَتْ عَرْضاً من سِمَنِها.

و رَجُلٌ عِرْضَنٌ ،کدِرْهَمٍ ،و امرأَهٌ عِرْضَنَهٌ : تَعْتَرِض النَّاسَ بالباطِل.

و بَعِیرٌ مُعَارِضٌ :لم یَسْتَقِمْ فی القِطَارِ.

و عَرَضَ لَکَ الخَیْرُ عُرُوضاً و أَعْرَضَ :أَشْرَفَ .

و عَارَضَهُ بِمَا صَنَعَهُ :کَافَأَهُ .و عارَضَ البَعِیرُ الرِّیحَ :إِذا لمْ یَسْتَقْبِلْها و لم یَسْتَدْبِرْها.

و أَعْرَضَ الناقَهَ علَی الحَوْضِ و عَرَضَها :سَامَها أَنْ تَشْرَبَ .

و عَرَضَ عَلَیَّ سَوْمَ عَالّهٍ ،بمعنَی قَوْلِ العامَّه: عَرْضٌ سَابِرِیٌّ .و قد تَقَدَّم.

و عُرَضَّی فُعَلَّی من الإِعْرَاضِ ،حَکَاه سِیبَوَیْه.

و لَقِیَهُ عارِضاً ،أَی بَاکِراً،و قِیل هُو بِالْغَیْن المُعْجمَه.

و عَارِضَاتُ الوِرْدِ:أَوَّلُه،قال الشَّاعِرُ:

کِرَامٌ یَنَالُ الماءَ قبْلَ شِفَاهِهِمْ

لَهُمْ عارِضَاتِ الوِرْدِ شُمُّ المَنَاخِرِ

لَهُمْ :منْهُمْ ،یَقُولُ :تَقَعُ أُنُوفُهم فی الماءِ قَبْلَ شِفَاهِهِم فی أَوَّل وُرُودِ الوِرْدِ،لأَنَّ أَوَّلَهُ لَهُم دُونَ النَّاسِ .

و أَعْرَاضُ الکَلامِ و مَعارضُهُ : مَعَارِیضُه .

و عَرِیضُ القَفَا:کِنایَهٌ عن السِّمَنِ .و عَرِیضُ الوِسَادِ:کِنَایَهٌ عَنِ النَّوْمِ .

و المُعَرَّضَهُ من النِّسَاءِ:البِکْرُ قَبْلَ أَنْ تُحْجَبَ ،و ذلِکَ أَنَّهَا تُعْرَضُ علی أَهْلِ الحَیِّ عَرْضَهً لِیُرَغِّبُوا فِیهَا مَنْ رَغِبَ ،ثمّ یَحْجُبُونها،و یُقَالُ :ما فَعَلَت مُعَرَّضَتُک،کما فی الأَساس و اللِّسان.

و عَارِضٌ ،و عَرِیضٌ ،و مُعْتَرِضٌ ،و مُعَرِّضٌ ،و مُعْرِضٌ کصَاحِبٍ ،و أَمِیرٍ،و مُکْتَسِبٍ ،و مُحَدِّثٍ ،و مُحْسِن:أَسْمَاءٌ.

و مُعْرِضُ بنُ عَبْدِ اللّه،کمُحْسِنٍ ،رَوَی عنه شاصُونَه (2)بنُ عُبَیْد،ذَکَره الأَمِیر.

و کمُحَدِّثٍ مُعَرِّضُ بنُ جَبَلَهَ ،شاعِرٌ.و قال الشَّاعِر:

لَوْلاَ ابْنُ حارِثَهَ الأَمِیرُ لَقَدْ

أَغضَیْتُ من شَتْمِی علی رَغْمِ

إِلاَّ کَمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَکْرَهُ

عَمْداً یُسَبِّبُنِی علی الظُّلْمِ

الکَافُ فیه زائِدَهٌ و تَقْدِیره إِلاَّ مُعْرِضاً ،و هو اسمُ رَجُلٍ .

و قال النَّضْرُ:و یُقَال:ما جَاءَکَ من الرَّأْی عَرَضاً خَیْرٌ مِمَّا جاءَکَ مُسْتَکْرَهاً،أَی ما جاءَک من غَیْرِ رَوِیَّهٍ و لا فِکْرٍ.

و فی المَثَل« أَعْرَضَت القِرْفَهُ ،أَی اتَّسَعَتْ ،و ذلِکَ إِذا قِیلَ للرَّجُل مَنْ تَتَّهِم ؟فیَقُولُ بَنِی فُلانٍ ،للْقَبِیلَهِ بأَسْرِها.

و العَرِیضُ ،کأَمِیر:اسمُ وَادٍ أَو جَبَل فی قَوْلِ امْرِیءِ القَیْسِ :

قَعَدْتُ لَهُ و صُحْبَتِی بَیْنَ ضَارِجٍ

و بَیْنَ تِلاَعِ یَثْلَثٍ فالعَرِیضِ

أَصابَ قُطَیَّاتٍ فسَالَ اللِّوَی لَهُ (3)

فَوَادِی البَدِیّ فانْتَحَی للْیَرِیضِ

و سَأَلتُه عُرَاضَهَ مَالٍ ،و عَرْضَ مَالٍ ،و عَرَضَ مَالٍ فَلَمْ یُعْطِنیه.

و فُلانٌ مُعْتَرِضٌ فی خُلُقه إِذا سَاءَک (4)کُلُّ شَیْ ءٍ مِنْ أَمْره.

ص:97


1- (1) اللسان:معترضه.
2- (2) کذا،و فی أسد الغابه«شاصویه».
3- (3) صدره فی معجم البلدان« [1]یریض»: أصاب قطاتین فسال لواهما.
4- (4) عن اللسان و [2]بالأصل«ساس».

و أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبَس:صَارَ ذا عَرْضٍ .و عَرَضَهُمْ علی النَّار:أَحْرَقَهُم،کما فی الأَساس.

و عُوَیْرِضَاتٌ :مَوْضِعٌ .

و العِرْضُ ،بالکَسْر:عَلَمٌ لوَادٍ من أَوْدیَهِ خَیْبَرَ و هو الآنَ لعَنَزَهَ .

و عَوَارِضُ الرُّجّاز:مَوْضِعٌ .

و قال الفَرّاءُ: عَرَّضَهُ :أَطْعَمَهُ .و العَرُوضُ :الطَّعَامُ ،و قد تَقَدَّم.

و العَارِضُ :البَادِی عُرْضُه ،أَی جانبُه.

و أَبو الخَضِرِ حامِدُ بن أَبی العَرِیض التَّغْلبیّ الأَنَدَلُسیّ ، من عُلَمَاء الأَنْدَلُس،کما فی العُبَاب.

و العَارِضُ :قُنَّهٌ فی جَبَلِ المُقَطَّمِ ،مُشْرِفٌ علی القَرَافَه بمِصْر.

و کزُبَیْرٍ:سَعْیَهُ بنُ العُرَیْض القُرَظیّ وَالدُ أُسَیْدٍ و أَسَدٍ الصَّحابِیَّیْنِ ،ذکرَه السُّهَیْلیّ فی الرّوض،و ذَکَره الحافظُ فی التَّبْصیرِ فقال:و یُقَالُ فیه بالغَیْن المُعْجَمَه أَیْضاً.

و أَبو سَعیدٍ عَبْدُ الرَّحْمن بنُ مُحَمَّدٍ العَارِضی عن أَبی الحُسَیْن الخَفّاف ماتَ سنه 448.

و علیُّ بنُ محمّد بن أَبی زَیْدٍ المُسْتَوْفِی العارِضُ ،عن جَدِّه لأَمّه أَبی عُثْمَان الصَّابُونیّ ،و عَنْهُ ابن نُقْطَهَ .

و مُحمَّدُ بنُ عَبْد الکَریم بن أَحْمَدَ العَمید،أَبو مَنْصُورٍ العارضُ ،سَمِعَ من أَبی عُثْمَانَ الحِیرِیّ ،ذکرَه ابنُ نُقْطَهَ .

و أَبو سَهْلٍ ،مُحَمَّدُ بنُ المَنْصُورِ بن الحَسَن الأَصْبَهَانیّ العَرُوضیّ ،کَثیرُ الحِفْظِ عن أَبی نُعَیم الحافظِ .

و أَبُو المُنْذِر یَعْلَی بن عقیلٍ العَروضیّ الغَزِّیّ ،من أَصْحاب الرِّوَایَه،و کان یُؤَدِّبُ أَبَا عِیسَی بنَ الرَّشید.

و أَبو جَعْفَرٍ،مُحَمَّدُ بنُ سَعیدٍ المَوْصِلیّ العَرُوضیّ ،ذَکَرَهُ عُبَیْدُ اللّه بن جَرْو الأَسَدیّ فی کتَابه المُوَشَّح فی عِلْم العَرُوض ،و نَوَّهَ بشَأْنه.

عرمض

العرْمض ،کجَعْفَر و زِبْرِجٍ ،الأُولَی عن اللَّیْث،و الثّانیَهُ عن الهَجَریّ ، من شَجَرِ العِضَاهِ ،لها شَوْکٌ أَمْثَالُ مَنَاقِیرِ الطَّیْرِ،و هو أَصْلَبُهَا عِیْدَاناً و أَعْتَقُهَا قَوْساً، أَو کجَعْفَرٍ:صِغَارُ السِّدْرِ و الأَراکِ .قال أَبو حَنِیفَهَ :هکَذا زَعَمَهُ بَعْضُ الرُّوَاهِ ،و أَنْشَدَ لِکُثَیِّرٍ:

بالرّاقِصَات عَلَی الکَلاَلِ عَشِیَّهً

تَغْشی مَنَابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرَانِ

یُرِید مَرَّ الظَّهْرَانِ ،وَاحِدُه عَرْمَضَهٌ .و رُوِیَ عَن بَعْض الأَعْرَاب: العَرْمَضُ :شَجَرٌ من السِّدْر صِغَارٌ لا یَکْبُرُ،و لا یَسْمُو،شَوْکُهُ أَمْثَالُ مَنَاقیرِ الطَّیْرِ.قال:و سَمِعْتُ ذلکَ أَیْضاً من بَعْضِ أَعْرَابِ السَّرَاهِ .قال:و هو سِدْرٌ قَمِیءٌ جَعْرٌ.یُریدُ بالجَعْر،الکَزَّ غَیْرَ السَّبْطِ .قال:و قال بَعْضُ الرُّواهِ :

العَرْمَضُ :صِغَارُ العِضَاهِ ، و قال غَیْرُه: العَرْمَضُ مِن کُلِّ شَجَرٍ لا یَعْظُمُ أَبَداً ،أَی صِغَارُ الشَّجَر کُلّه.

و العَرْمَضُ : الطُّحْلُبُ ،و هو الأَخْضَرُ الَّذی یَخْرُج مِن أَسْفَلِ الماءِ حَتَّی یَعْلُوَهُ ،و یُسَمَّی أَیْضاً ثَوْر الماءِ،عن أَبی زَیْدٍ،کما فی الصّحاح.و قال اللِّحْیَانیّ :هو الأَخْضَرُ مِثْلُ الخَطْمِیّ ،یَکون علی الماءِ.و قال اللَّیْثُ :هو رِخْوٌ أَخْضَرُ کالصُّوفِ المَنْفُوش فی الماءِ المُزْمِنِ .قال:و أَظُنُّهُ نَبَاتاً.

و أَنْشَدَ الجَوْهَریُّ لامْریءِ القَیْس:

تَیَمَّمَتِ العَیْنَ الَّتِی عِنْدَ ضَارجٍ

یَفِیءُ عَلَیْهَا الظِّلُّ عَرْمَضُها طَامِی

و له قِصَّهٌ ذَکَرَها الصَّاغَانِیُّ فی العُبَابِ (1)، کالعِرْمَاضِ ، بالکَسْرِ،و هذِه عن ابْنِ دُریْدٍ الواحِدَهُ بِهَاءٍ .

و عَرْمَضَ المَاءُ عَرْمَضَهً ،و عِرْمَاضاً :طَحْلَبَ ،أَیْ عَلاَهُ ذلِکَ ،عن اللِّحْیَانیّ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیّ لرُؤْبَهَ :

أَنْتَ ابنُ کُلِّ سَیِّدٍ فَیَّاضِ

جِمِّ السِّجَالِ مُتْرَعِ الحِیَاضِ

لَیْسَ إِذا خُضْخِضَ بالمُنْغَاضِ

یَجْفِلُ عَنْهُ عَرْمَضَ العِرْمَاضِ

یقول:هذَا النَّهْرُ یَجْفِلُ عنه العَرْمَض ماؤُه من کَثْرته.

و قال أَبو زَیْد:المَاءُ المُعَرْمَضُ ،و المُطَحْلَبُ ،وَاحِدُ.

عضض

عَضَضْتُهُ ،مُتعدّیاً بنَفْسه، و عَضِضْتُ عَلَیْه ،

ص:98


1- (1) و ذکرها یاقوت فی معجمه«ضارج».

مُتَعَدِّیاً بعَلَی،و کَذَا عَضضْتُ بِهِ ،مُتَعَدِّیاً بالبَاءِ،صَرَّح به الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ، کسَمِعَ و مَنَعَ .قال شیخُنا:وَزْنُه بمَنَع وَهَمٌ إِِذِ الشَّرْطُ غَیْرُ مَوْجُودٍ،کما فی النَّاموس،إِلاَّ أََنْ یُحْمَلَ عَلَی تَدَاخُلِ اللُّغَات.انتهی.قُلْتُ :الفَتْحُ نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و نَصُّه:ابنُ السِّکِّیت: عَضَضْتُ باللُّقْمَه فأََنَا أََعَضُّ .و قال أََبو عُبیْدٍ: عَضَضْتُ بالفَتْحِ لُغهٌ فی الرِّبابِ .

قال ابنُ بَرّیّ :هذا تَصْحِیفٌ علی ابنِ السِّکِّیتِ ،و الَّذِی ذَکَرَهُ ابن السِّکِّیت فی کِتاب الإِصلاح:غَصِصْتُ باللُّقْمَهِ ، فأَنا أَغَصُّ بها غَصَصاً،قال أَبو عُبَیْدَه:و غَصَصْتُ لُغَهٌ فی الرِّباب،بالصَّاد المُهْمَلَه لا بالضَّاد المُعْجَمَه.قلتُ :و هکَذا وُجِدَ بخَطِّ أَبی زَکَریّا و ابْن الجَوَالیقیّ فی الإِصْلاح لابْن السِّکّیت،فی باب ما نُطِقَ به بفَعِلْتُ و فَعَلْتُ ،بالغین و الصاد المُهْمَلَه علی الصَّواب،و صَرَّحُوا بأَنَّ مَا فی الصّحاح تَصْحیفٌ ،و قد تَبِعَهُ المُصَنِّف هُنَا حَیْثُ وَزَنَهُ بمَنَع إِشَارَهً إِلی قَوْل أَبی عُبَیْدَهَ المَذْکُورَ،من غَیْر تَنْبیهٍ علیه.

و ذَکَرَهُ أَیْضاً فی الصَّاد علی الصّواب،و قد وَقَعَ فی هذَا الوَهَمِ أَیْضاً الصّاغَانیُّ فی العُبَاب،حَیْثُ نَقَلَ قَوْلَ أَبی عُبَیْدهَ السَّابقَ ،و کأَنَّ المُصَنِّفَ حَذَا حَذْوَهُ علی عَادَته مع أَنَّه نَبَّهَ علی تَوْهیمِ الجَوْهَریّ ،فی کتَابه التَّکْملَه.فَقَالَ ما نَصُّه:

و قَال الجَوْهَریُّ : عَضِضْتُ باللُّقْمَه،و الصَّوابُ غَصِصْتُ ، بالغَیْن المُعْجَمَهِ و بصَادَیْن مُهْمَلَتَیْن،و لم یَذْکُرْ قَوْلَ أَبی عُبَیْدَهَ ،و کَأَن عنده الوَهَمَ فی غَصصْت باللُقْمَه فَقَط ، و الصَّواب ما نَقَلَهُ ابنْ بَرّیّ فیما تَقَدَّمَ من القَوْل،فَتَأَمّلْ تَرْشُدْ،فالصَّوابُ الَّذی لا مَحِیدَ عَنْهُ أَنَّهُ من باب سَمِع فَقَط .یُقَال: عَضِضْتُهُ أَعَضُّ و عَضِضْت عَلَیْه عَضّاً و عِضَاضاً و عَضِیضاً :مَسَکْتُهُ ،و فی بَعْض النُّسَخ،أَمْسَکْتُهُ بأَسْنَانِی و شَدَدْتُهُ بهَا أَو بلِسَانِی ،و کَذلک عَضُّ الحَیَّهِ ،و لا یُقَال للعَقْرَبِ ،لِأَنَّ لَدْغَهَا إِنَّمَا هو بزُبَانَاها و شَوْلَتِهَا،و الأَمْرُ منه عَضَّ و اعْضَضْ .قال اللّه تَعالَی: عَضُّوا عَلَیْکُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَیْظِ (1)أَخْبَرَ أَنَّه لشِدَّه إِبْغاضهم المُؤْمنینَ یَأَْکُلُون أَیْدِیَهُم غَیْظاً.

16- و فی حَدیث العِرْبَاض: «و عَضُّوا علیها بالنَّوَاجِذ». هذا مَثَلٌ فی شِدَّهِ الإِمساکِ (2)بأَمْرِ الدِّینِ ،لِأَنَّ العَضَّ بالنَّوَاجِذ عَضٌّ بجَمیع الفَمِ و الأَسْنَانِ ،و هی أَواخرُ الأَسْنَان.

و عَضِضْتُ بصَاحِبِی عَضِیضاً و عَضّاً : لَزِمْتُهُ و لَزِقْتُ به.

16- و فی حَدیثِ یَعْلَی: «یَنْطَلِقُ أَحَدُکُم إِلی أَخِیهِ فیَعَضُّهُ کَعَضِیضِ الفَحْلِ ». أَصْلُ العَضِیضِ اللُّزُومُ .و قال ابنُ الأَثیر:المُراد به هُنَا العَضُّ نَفْسُهُ ،لِأَنَّهُ بعَضِّه له یَلْزَمُهُ .

و العَضِیضُ ،کأَمیرٍ: العَضُّ الشَّدیدُ ،هکَذا فی سَائر الأُصُول،و هو غَلَطٌ و الَّذی نَقَلَه الصّاغَانیُّ فی کِتَابَیْه عن ابْن الأَعْرَابیّ : العَضْعَضُ ،مَثَالُ سَبْسَبٍ : العَضُّ الشَّدِیدُ،هکذا بِفَتْحِ العَیْنِ فی العَضِّ و هو غَلَطٌ أَیْضاً،و الصَّوَابُ کما فی التَّهْذیبِ عن ابن الأَعْرَابیّ : العَضْعَضُ هو العِضُّ الشَّدِیدُ، هکذا بکَسْر العَیْن.قال:و منهم مَنْ قَیَّدَهُ بالرِّجَال،و الدَّلیلُ علی ذلکَ أَنَّه قالَ بَعْدُ:و الضَّعْضَعُ :الضَّعیفُ ،و سَیَأَْتی العِضُّ ،بالکَسْر،بمَعْنَی الدَّاهِیَهِ ،فتَأَمَّلْ فیمَا وَهِمَ فیه المُصَنِّف و الصَّاغَانیّ ،و قَد قَیَّدَه علی الصَّواب صاحبُ اللِّسَان و ابنُ حامدٍ الأُرْمَویّ و غَیْرُهما من أَئمَّه اللُّغَه،و یَدُلُّ له أَیْضاً قَولُ ابن القَطَّاع: عَضَّ یَعَضُّ عَضیضاً :اشْتَدَّ و صَلُبَ .و قَوْلُ صَاحب الأَساسِ :و العَضِیض (3)و العِضُّ :

الشَّدیدُ،غَیْرَ أَنّ قوْلَه:و العَضِیضُ ،تَحْریفٌ من النُّسَّاخ، و الصَّواب العَضْعَضُ کما ذَکَرْنَا.

و العَضِیضُ : القَرِینُ یُقَالُ :هو عَضِیضُ فُلانٍ ،أَیْ قَرِینُهُ .

و من المَجَاز: عَضُّ الزَّمَان و الحَرْب:شِدَّتُهُمَا ،یُقَال:

عَضَّهُ الزَّمَانُ ،و عَضَّتْه الحَرْبُ ،إِذَا اشْتَدَّا عَلَیْه،و هی عَضُوضٌ .مُسْتَعَارٌ من عَضِّ النّابِ .قال المُخَبَّلُ السَّعْدیّ :

لَعَمْرُ أَبِیکَ لا أَلْقَی ابنَ عَمٍّ

عَلَی الحدثَانِ خَیْراً من بَغِیضِ

غَدَاهَ جَنَی عَلَیَّ بَنِیَّ حَرْباً

و کَیْفَ یَدَایَ بالحَرْبِ العَضُوضِ

و أَنْشَدَ ابنُ بَرّیّ لعَبْد اللّه بن الحَجّاج:

و إِنّی ذُو غِنَی و کَرِیمُ قَوْمٍ

و فی الأَکْفَاءِ ذُو وَجْهٍ عَرِیضِ

ص:99


1- (1) سوره آل عمران الآیه 119. [1]
2- (2) النهایه و [2]اللسان: [3]الاستمساک.
3- (3) لم ترد العباره فی الأَساس المطبوع.

غَلَبْتُ بَنِی أَبِی العاصی سَمَاحاً

و فی الحَرْبِ المُنَکَّرَهِ العَضُوضِ

أَو هُمَا بالظَّاءِ المُشالَه. و عَضُّ الأَسْنَان،بالضّاد ،کما صَرَّحَ به بَعْضُ فُقَهَاءِ اللُّغَهِ .و الَّذی صَرَّحَ به ابنُ القَطَّاع و غَیْرُه أَنَّهما لُغَتَان،کما سَیَأَْتِی.

و العَضُوضُ ،کصَبُورٍ: ما یُعَضُّ عَلَیْه و یُؤْکَلُ .و فی الصّحاح فیُؤْکَل، کَالْعَضَاضِ بالفَتْحِ (1).قال ابنُ بُزُرجِ :ما أَتَانَا مِنْ عَضَاضٍ و عَضُوضٍ و مَعْضُوضٍ ،أَیْ ما أَتَانَا شَیْ ءٌ نَعَضُّهُ .و قَال غَیْرُهُ :یُقَالُ ،مَا ذَاقَ عَضَاضاً .و یُقَال:ما عنْدَنَا أَکَالٌ و لا عَضَاضٌ .قال الجَوْهَریُّ و الصّاغَانیّ :و أَنْشدَ الفَرَّاءُ:

کَأَنَّ تَحْتِی بَازِیاً رَکَّاضَا

أَخْدَرَ خَمْساً لم یَذُقْ عَضَاضَا (2)

و فی اللسان:أَخْدَرَ:أَقامَ فی خِدْرِهِ (3)یُریدُ أَنَّ هذَا البَازِیَ أَقامَ فی وَکْره خَمْسَ لَیالٍ مع أَیّامهنّ لَمْ یَذُقْ طَعَاماً، ثمّ خَرَجَ بعدَ ذلک یَطْلُبُ الصَّیْدَ و هُو قَرِمٌ إِلی اللَّحْم،شَدِیدُ الطَّیَرَان،فشَبَّه نَاقَتَهُ به.

و من المَجَاز، العَضُوضُ : القَوْسُ لَصِقَ وَتَرُهَا بکَبِدهَا .

نَقَله صاحبُ اللِّسَان و الأَسَاس و الصّاغَانیّ فی کِتَابَیْه.

و من المَجَاز: العَضُوضُ : المَرْأَهُ الضَّیِّقَهُ الفَرْجِ ،لا یَنْفُذ فیها الذَّکَرُ من ضِیقِهَا، کَالتَّعْضُوضَه .قال فی نَوَادر الإعْرَاب:امْرَأَهٌ تَعْضُوضَهٌ .قال الأَزْهَریّ :أُراهَا الضَّیِّقَهَ .

و العَضُوضُ : الدَّاهِیَهُ ،کما فی العُبَاب،و فی اللّسَان، من أَسْمَاءِ الدَّوَاهِی،و هو مَجَازٌ.

و من المَجَازِ: العَضُوضُ : الزَّمَنُ الشَّدیدُ،الکَلِبُ .و فی الصّحاح:زَمَنٌ عَضُوضٌ :کَلِبٌ ،و زادَ فی العُبَاب:شَدیدٌ، و أَنْشَدَ:

إِلَیْکَ أَشْکُو زَمَناً عَضُوضَا

مَنْ یَنْجُ منه یَنْقَلِبُ جَرِیضَا

و من المَجَاز: مُلْکٌ عَضُوضٌ :شَدِیدٌ، فیه عَسْفٌ و ظُلْمٌ للرَّعِیَّه و عُنْفٌ .و منه

14- الحَدیثُ : «أَنْتُمُ الْیَوْمَ فی نُبُوَّه و رَحْمَهٍ ، ثُمَّ تَکُونُ خِلافَهٌ و رَحْمَهٌ ،ثمّ یَکُونُ کَذَا و کَذَا،ثُمَّ یَکُونُ مُلْکٌ عَضُوضٌ ». و

17- فی حَدیث أَبی بَکْرٍ،رَضیَ اللّه عنه:

«و سَتَرَوْنَ بَعْدِی مُلْکاً عَضُوضاً ». أَیْ یُصِیبُ الرَّعِیَّهَ فیه عَسْفٌ و ظُلْمٌ ،کَأَنَّهُمْ یُعَضُّونَ فیه عَضّاً .و العَضُوضُ من أَبْنِیَه المُبَالَغَهِ .

و و من المَجَاز: العَضُوضُ : البِئْرُ البَعیدَهُ القَعْرِ الضَّیِّقَهُ ، یُسْتَقَی فیها بالسَّانِیَهِ ،کما فی الصّحاح،قال:

أَوْرَدَهَا سَعْدٌ عَلَیَّ مُخمِسَا

بِئْراً عَضُوضاً و شِنَاناً یُبَسَّا

و قیلَ :هی من الآبَار:الشّاقَّهُ عَلَی السَّاقِی.قال الزّمَخْشَریُّ :کأَنَّهَا تَعَضُّ المَاتِحَ ممَّا (4)یَشُقّ عَلَیْه.و فی اللّسَان:تَقُولُ العَرَبُ :بِئْرٌ عَضُوضٌ ،و مَاءٌ عَضُوضٌ :إِذا کان بَعیدَ القَعْرِ یُسْتَقَی منه بالسّانِیَه، أَو هیَ الکَثِیرَهُ المَاءِ ، عن أَبی عَمْرٍو،فی نَوَادره، ج عُضُضٌ ،بضَمَّتَیْنِ ، و عِضَاضٌ ،بالکَسْر.و فی الصّحاح:و مِیَاهُ بَنی تَمیمٍ عضُضٌ .

و التَّعْضُوضُ ،بالفَتْحِ : تَمْرٌ أَسْوَدُ حُلْوٌ ،و مَعْدِنُه هَجَرُ، کَما فی الصّحاح.قال الأَزْهَریُّ :تَاؤُه زائِدَهٌ ، وَاحدَتُه بهَاءٍ ،

14- و فی الحَدیث: «أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَیْس قَدِمُوا علی النَّبیِّ صَلی اللّه علیه و سَلّم، فکَانَ فیمَا أَهْدُوا له قُرُبٌ (5)مِنْ تَعْضُوضِ هَجَرَ». و یُرْوَی (6):

أَهْدَوْا لَهُ نَوْطاً مِنْ تَعْضُوضِ هَجَرَ.النَّوْطُ :الجُلَّهُ الصَّغیرَهُ .

قال الأَزْهَریّ :أَکَلْتُ التَّعْضُوضَ بالبَحْرَیْن فما عَلِمْتُنی أَکَلْتُ تَمْراً أَحْمَتَ حَلاَوَهً منْهُ ،و مَنْبِتُهُ هَجَرُ و قُرَاهَا.و أَنْشد الرِّیاشیّ فی صِفَه نَخْلٍ :

أَسْوَد کاللَّیْل تَدَجَّی أَخْضَرُهُ

مُخالِطٌ تَعْضُوضُهُ و عُمُرُه

بَرْنِیَّ عَیْدَانٍ قَلیلٍ قِشَرُهُ

ص:100


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:کسحابٍ .
2- (2) التهذیب:أخدر سبعاً.
3- (3) اللسان: [1]أَقام خمساً فی خدره.
4- (4) فی الأساس:بما تشق علیه.
5- (5) ضبطت عن اللسان [2]بضمتین جمع قراب،و ضبطت فی التهذیب بکسر ففتح جمع قربه.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یروی:أهدوا له.عباره اللسان: و [3]فی الحدیث أیضاً:أهدت لنا نوطاً من التعضوض».

العُمُر:نَخْلُ السُّکَّر،و قد تَقَدَّم.

و قال أَبو حَنِیفَهَ : التَّعْضُوضَهُ :تَمْرَهٌ طَحْلاَءُ،کَبیرَهٌ رَطْبَهٌ صَقِرَهٌ لَذِیذَهٌ ،مِنْ جَیِّدِ التَّمْرِ و شَهِیِّهِ ،قال و أَخْبَرَنی أَعْرَابِیُّ مِنْ رَبِیعَهَ أَنَّ التَّعْضُوضَهَ تَحْمِلُ بهَجَرَ أَلْفَ رِطْلٍ بالْعِرَاقِیّ .

و العَضَاضُ کسَحَاب:ما غَلُظَ مِنَ الشَّجَرِ ،نَقَلَهُ أَبو حَنِیفَهَ عن أَبِی عَمْرٍو.یُقَال:ما بَقِیَ فِی الْأَرْضِ إِلاّ العَضَاضُ .و قال غَیْرُهُ : الْعَضَاضُ :مَا غَلُظَ من النَّبْت و عَسَا.

و العِضَاضُ ، کَکِتَابٍ : عَضُّ الفَرَسِ .یُقَالُ :بَرِئْتُ إِلَیْکَ من العِضَاضِ ،و العَضِیض أَیْضاً،عن یَعْقُوبَ ،کما فی الصّحاح،یَعْنِی به عَضَّ الفَرَسِ ،یَقُولُه إِذا بَاعَ دَابَّهً و بَرِئَ إِلی مُشْتَریها من عَضِّهَا النّاسَ و العُیُوبُ تَجیءُ علی فِعَالٍ ، بالکَسْر.و یُقَال:دَابَّهٌ ذَاتُ عَضِیضٍ و عِضَاضٍ .قال سیبَوَیْه: العِضَاضُ اسْمٌ کالسِّبَاب،لَیْسَ علی:فَعَلَهُ فَعْلاً.

و قال المُفَضَّلُ : العُضُّ بالضَّمِّ : العَجینُ ،زاد أَبو حَنیفَهَ :الَّذی تُعْلَفُهُ الإِبلُ .قالَ : و العُضُّ : القَتُّ ،و هو الفِصْفِصَهُ و رَطْبَهُ القَدَّاحِ .قال الأَعْشَی:

مِنْ سَرَاهِ الهِجَانِ صَلَّبَها العُضّ ی و رَعْیُ الحِمَی و طُولُ الحِیَالِ

و قال امْرُؤُ القَیْس:

تَقْدُمُنِی (1)نَهْدَهٌ سَبُوحٌ

صَلَّبَهَا العُضُّ و الحِیَالُ

و قال أَبو عَمْرٍو: العُضُّ : الشَّعیرُ،و الحِنْطَهُ لا یَشْرکُهُمَا شَیْ ءٌ،أَو هو النَّوَی المَرْضُوخُ ، و القَتُّ تُعْلَفُه الإِبلُ ،و هو عَلَفُ أَهْلِ الأَمْصَار،أَو هو النَّوَی و الکُسْبُ ،کما فی اللِّسَان و الصّحاح و العُبَاب.

و العُضُّ : الشَّجَرُ الغَلِیظُ یَبْقَی فی الأَرْض ،کالعَضَاض، نَقَلَه أَبو حَنیفَهَ عن أَبی عَمْرٍو. أَو النَّوَی المَرْضُوخُ .

و العَجِینُ .و قیلَ :هو الشَّعِیرُ مع أَحَدِهما.قال ابنُ بَرِّیّ :

و قد أَنْکَرَ عَلیُّ بنُ حَمْزَهَ أَنْ یَکُونَ العُضُّ النَّوَی لقَوْل امرئ القَیْس السَّابق.

و العُضُّ أَیْضاً: الخَشَبُ الجَزْلُ الکَبیرُ (2)یُجْمَعُ .و قیلَ :

هو الیَابِسُ من الحَشِیش تُعْلَفُه الدَّوَابُّ .

و اَلْعِضُّ ، بِالْکَسْرِ:السَّیِّ ءُ الخُلُق ،عن اللَّیْث، و أَنْشَدَ:

و لَمْ أَکُ عِضّاً فی النَّدَامَی مُلَوَّمَا (3)

و الجَمع أَعْضَاضٌ ،و هو مَجَازٌ.

و فی الصّحاح: الْعِضُّ هو البَلِیغُ المُنْکَرُ (4)،و قد عَضِضْتَ یا رَجُلُ ،أَی صِرْتَ عِضّاً ،زَادَ الصّاغَانیّ :

و مَصْدَرُهُ العَضَاضَهُ .

و فی الأَسَاسِ :و من المَجَازِ:یُقَالُ للمُنْکَر الخَصمِ :إِنَّهُ لَعِضٌّ ،و هو بمَعْنَی فاعِلٍ لِأَنَّهُ یَعَضُّ الناسَ بلِسَانِهِ .و تَقُولُ :

مَا کُنْتَ عِضّاً و لَقَدْ عَضِضْتَ .کقَولهم:نِکْلٌ للَّذی یُنَکِّلُ أَقْرَانَه.

و العِضُّ : القِرْنُ یُقَالُ :فُلانٌ عِضُّ فُلانٍ ،کعَضِیضه، أَی قِرْنُهُ .

و العِضُّ : القَوِیُّ عَلَی الشَّیْ ءِ .یُقَال:إِنَّه لَعِضُّ سَفَرٍ، و عِضُّ قِتَالٍ ،أَیْ قَوِیٌّ عَلَیْهِمَا.زادَ الزَّمَخْشَرِیّ :قد عَضَّتْهُ الأَسْفَارُ و جَرَّسَتْه،فِعْلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،و هو مَجَاز.

و من المَجَاز: العِضُّ : القَیِّمُ للْمَال ،یُقَال:هو عِضُّ مالٍ ،إِذا کَانَ شَدِیدَ القِیَامِ عَلَیْه،کما فی الصّحاح و العُبَاب.و فی اللِّسَان:رَجُلٌ عِضٌّ :مُصْلِحٌ لمَعِیشَتِه و مالهِ و لازِمٌ له،حَسَنُ القِیَام علیه.و عَضِضْتُ بمَالِی عُضُوضَهً (5)و عَضَاضَهً :لَزِمْتُه.قلتُ : و منه العِضُّ : البَخِیلُ فإِنَّ لُزُومَهُ مَالَهُ یُوقِعُهُ فی البُخْل غَالِباً،أَوْ هُوَ مُشَبَّهٌ بالغَلَقِ الَّذی لا یَنْفَتِحُ ،کما سَیَأَْتِی.

و العِضُّ : الرَّجُلُ الشَّدِیدُ ،کالعَضْعَض،عن ابن الأَعْرَابیّ ،و قد تَقَدَّمَ البَحْثُ فیه قَریباً.

و العِضُّ : الدَّاهِیَهُ ،و فی الصّحاح:الدَّاهِی من الرِّجَال،

ص:101


1- (1) اللسان: [1]تقدمه.
2- (2) فی القاموس:الکثیر.
3- (3) البیت لحسان بن ثابت دیوانه و صدره: و وصلت به رکنی و وافق شیمتی.
4- (4) فی الصحاح:و العض بالکسر الداهی من الرجال،و البلیغ المتکبر المنکر.
5- (5) اللسان: [2]عضوضاً.

ج عُضُوضٌ ،بالضّمّ ،و أَعْضَاضٌ .

16- و منْهُ الرِّوَایَهُ الأَُخْرَی: «ثمّ تَکُونُ مُلُوکٌ عُضُوضٌ یَشْرَبُون الخَمْرَ و یَلْبَسُون الحَریرَ،و فی ذلک یُنْصَرُون علی مَنْ ناوَأَهُمْ ». و أَنْشَدَ الأَصْمَعیُّ لرُؤْبه:

إِنَّا إِذَا قُدْنَا لقَوْمٍ عَرْضَا

لم نُبْقِ مِن بَغْیِ الأَعَادِی عِضَّا

و فی الصّحاح و العُبَاب: العِضُّ أَیضاً الشِّرْسُ ،و هو ما صَغُرَ من شَجَرِ الشَّوْکِ ،کالشُّبْرُم،و الحَاجِ ،و الشِّبْرِقِ ، و اللَّصَفِ ،و العِتْر،و القَتَادِ الأَصْغَرِ.انْتَهَی. و یُضَمُّ ،عن أَبی حَنیفَهَ ، أَوْ هی الطَّلْحُ ،و العَوْسَجُ ،و السَّلَمُ ،و السَّیَالُ ، و السَّرْحُ ،و العُرْفُطُ ،و السَّمُرُ،و الشَّبَهَانُ ،و الکَنَهْبَلُ (1).قال أَبو زَیْدٍ فی أَوَّل کِتَاب الکَلَإِ و الشَّجَر ما نَصُّهُ :العِضَاهُ ،اسمٌ یَقَعُ علی شَجَر منْ شَجَرِ الشَّوْکِ ،له أَسْمَاءٌ مُخْتَلِفَهٌ یَجْمَعُهَا العِضَاهُ ،وَاحِدُها عِضَاهَهٌ .و إِنَّمَا العِضَاهُ ،الخَالِصُ منْهُ ما عَظُم و اشْتَدَّ شَوْکُه.و مَا صَغُرَ من شَجَرِ الشَّوْکِ فإِنَّه یُقَال له العِضّ و الشِّرْسُ .و إِذا اجتَمَعَتْ جُمُوعُ ذلکَ ،فما (2)لَهُ شَوْکٌ مِن صغَاره عِضٌّ ،و شِرْسٌ ،و لا یُدْعَیان عِضَاهاً ،فمن العِضَاه السَّمُرُ،و العُرْفُطُ ،و السَّیَالُ ،و القَرَظُ ،و القَتَادُ الأَعْظَمُ ،و الکَنَهْبَلُ ،و العَوْسَجُ ،و السِّدْرُ،و الغَافُ ، و الغَرَبُ ،فهذه عِضَاهٌ أَجْمَعُ .و من عِضَاهِ القِیَاسِ و لَیْسَ بالعِضَاهِ الخَالِص:الشَّوْحَطُ ،و النَّبْعُ ،و الشَّرْیانُ ،و السَّرَاءُ، و النَّشَمُ ،و العُجْرُمُ ،و التَّأَْلَبُ ،و الغَرَفُ ،فهذه تُدْعَی کُلُّها عِضَاهَ القِیَاسِ ،یَعْنِی القِسِیَّ و لَیْسَتْ بالعِضَاه الخَالِصِ ، و لا بالعِضِّ .

و من العِضِّ و الشِّرْسِ القَتادُ الأَصْغَرُ،و هی الَّتی ثَمَرَتُهَا نُفَّاخَهٌ کنُفَّاخَهِ العُشَرِ إِذا حُرِّکَت انفَقَأَتْ ،و منها الشُّبْرُمُ ، و الشِّبْرِقُ ،و الحَاجُ ،و اللَّصَفُ ،و الکَلْبَهُ ،و العِتْرُ،و التُّغْرُ (3)، فهذه عِضٌّ و لَیْسَت بعِضَاهٍ .و من شَجَرِ الشِّوْکِ الَّذی لَیْسَ بعِضٍّ و لا عِضَاهٍ :الشُّکَاعَی،و الحُلاَوَی،و الحَاذُ،و الکُبُّ ، و السُّلَّحُ (4).

و العِضُّ : ما لا یَکَادُ یَنْفَتِحُ مِن الأَغَالیقِ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و فی الأَساس:من المَجَاز یُقَال للفَهِم العالِمِ بمُغَمَّضَاتِ الأَُمُورِ:إِنَّهُ لَعِضٌّ .و أَنشد الجَوْهَرِیّ للْقُطامیّ :

أَحادیثُ منْ أَنْبَاءِ عاد و جُرْهُم

یُثَوِّرُهَا العِضَّانِ زَیْدٌ و دَغْفَلُ

و فی العُبَاب:

أَحادیثُ من عادٍ و جُرْهُمَ جَمَّهٌ (5)

و وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِیّ :من أَبْنَاءِ عادٍ،بتَقْدیم المُوَحَّدَه علی النُّونِ .و فی الحاشیَه بخَطّه أَیضاً:من أَنْبَاءِ.بتَقْدیم النُّون، و یُرْوَی:یُنَوِّرها.بالنُّون.و هُمَا: زَیْدُ بنُ الحَارث بن حارثَهَ بن زَیْدِ مَنَاهَ بن هِلاَلٍ النَّمَرِیُّ ،المَعْرُوف بالکَیِّس، النَّسّابهُ ،و قد تَقَدَّم ذِکْرُهُ فی السِّین، و دَغْفَلُ بْنُ حَنْظَلَهَ بن یَزیدَ بن عَبدَه بن عَبْد اللّه بن رَبیعَهَ بن عَمْرو بن شَیْبَانَ بن ذُهْلٍ الذُّهْلیُّ ،النَّسَّابَهُ ، عَالِمَا العَرَبِ بحِکَمِهَا و أَیَّامِهَا و أَنْسَابها،و حَدیثُ دَغْفَل مع سَیِّدنا أَبی بَکْر الصِّدِّیق،رَضیَ اللّه عنه،مَشْهُورٌ.یَدُلُّ علی عِلْمهما بأَیّام العَرَب و أَنْسَابهَا، و إِنَّمَا قیلَ لَهُمَا العِضَّانِ لمَا قَدَّمناهُ ،عن الأَساس.

و العُضَاضُ ،کغُرَابٍ کما ضَبَطَهُ أَبو عُمَرَ الزّاهدُ،و نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو بالغَیْن المُعْجَمَه، و قال أَبو عَمْرٍو:هو العُضَّاض ،مثْلُ رُمَّانٍ ،و عَلَی الأَوَّل اقْتَصَرَ الصَّاغَانیّ : عِرْنینُ الأَنْف ،کما فی التَّهْذیب،و أَنْشَد:

لَمَّا رَأَیْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا

للشَّرِّ لا یُعْطِی الرِّجالَ النِّصْفَا

أَعْدَمْتُهُ عُضَاضَهُ و الکَفَّا

و قیلَ :هو الأَنْفُ کُلُّه،قاله أَبُو عُمَر الزاهدُ،و قیلَ :هو ما بَیْنَ رَوْثَهِ الأَنْفِ إِلی أَصْله.و أَمَّا شاهدُ التَّشْدیدِ.أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو لِعیَاضِ بن دُرّهَ :

و أَلْجَمَهُ فَأَْسَ الهَوَانِ فلاَکَهُ

فَأَغْضَی علی عُضَّاضِ أَنْفٍ مُصَلَّمِ

ص:102


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أَخری:و یضم.
2- (2) فی التهذیب:«قیل لما له».
3- (3) کذا بالأَصل و اللسان و [2]ضبطت عنه،و فی التهذیب«الثغرْ»و انظر اللسان «ثغر». [3]
4- (4) فی التهذیب:«و السُّلَّج»وقعت بالجیم،و الأَصل کاللسان و [4]بهامش اللسان:« [5]کذا بالأَصل بمهملات و فی شرح القاموس:الشلح بمعجمه،و لعله الاسلیح،ففی ماده سلح من اللسان و [6]القاموس: و الاسلیح شجره تفرز علیها أَلبان الإِبل...إِلی أَن قال:و قیل:هی بقله من حرار البقول».
5- (5) و هی روایه التهذیب و المحکم و [7]الأَساس و التکمله.

و قال الفَرَّاءُ: العُضَاضِیُّ :الرَّجُلُ النَّاعمُ اللَّیِّنُ ،مَأَْخُوذٌ من العُضَاض ،و هو مَا لاَنَ من الأَنْفِ .

و العُضَاضِیُّ : البَعیرُ السَّمِینُ ،قال الجَوْهَرِیُّ :کَأَنَّه مَنْسُوبٌ إِلی العُضِّ ،قال الصّاغَانیّ :علی التَّغْیِیر (1).

و یُقَال: أَعْضَضْتُهُ الشَّیْ ءَ ،إِذا جَعَلْتَه یَعَضُّه فعَضَّه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ، و أَعْضَضْتُهُ سَیفی ،أَیْ ضَرَبْتُه به ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ أَیْضاً.

و أَعَضُّوا:أَکَلَتْ إِبلُهُم العُضَّ ،بالضَّمّ ،أَو العَضَاضَ کما فی اللِّسَان.و أَعَضُّوا أَیْضاً،إِذا رَعَتْ إِبِلُهُمُ العِضَّ ،أَی بالکَسْر.و أَنْشَدَ ابنُ فَارسٍ :

أَقُولُ و أَهْلِی مُؤْرِکُون و أَهْلُهَا

مُعِضُّونَ :إِنْ سَارَت فکَیْفَ أَسَیرُ؟

کما فی العُبَاب.و المُعِضّ :الَّذی تَأَْکُلُ إِبلُهُ العُضَّ .

و المُؤْرِکُ :الَّذی تَأَْکُل إِبلُه الأَرَاکَ .و قال أَبو حَنیفَهَ فی تَفْسیر البَیْت:إِبلٌ مُعِضَّهٌ :تَرْعَی العِضَاهَ ،فجَعَلَها-إِذْ کانَ منَ الشَّجَر لا منَ العُشْب-بمَنْزِلَهِ المَعْلُوفَهِ فی أَهْلهَا النَّوَی و شِبْهَهُ ،و ذلکَ أَنَّ العُضَّ هو عَلَفُ الرِّیف من النَّوَی و القَتِّ و ما أَشْبَهَ ذلکَ ،و لا یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ مِنَ العِضَاه: مُعِضٌّ ،إِلاَّ علی هذَا التَّأَْویل.قال ابنُ سِیدَه:و قد غَلِطَ أَبو حَنیفَهَ فیما قالَهُ ،و أَسَاءَ تَخْریجَ وَجْهِ کَلامِ الشَّاعر،لأَنَّه قال:إِذَا رَعَی القَوْمُ العِضَاهُ قِیلَ :القَوْمُ مُعِضُّون ،فَمَا لذِکْرِه العُضّ ،و هو عَلَفُ الأَمْصَار مَع قَوْلِ الرَّجلِ العِضَاه:

و أَیْنَ سُهَیْلٌ من الفَرْقَدِ

و قَوْلُه:لا یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ من العِضَاه، مُعِضٌّ إِلاّ عَلَی هذا التَّأَْویل،شَرْطٌ غَیْرُ مَقْبُولٍ منه،فقد قالَ ابنُ السِّکِّیت فی الإِصْلاح:بَعِیرٌ عاضٌّ ،إِذا کان یَأَْکلُ العِضُّ ،و هو فی مَعْنَی عَضِهٍ ،و عَلَی هذا التَّفْصیل قَوْلُ مَنْ قال: مُعِضُّون یَکُونُ من العِضِّ الَّذی هو نَفْسُ العِضَاه،و تَصِحُّ رِوَایَتُه.فتَأَمَّل.

و أَعَضَّت البِئْرُ:صَارَتْ عَضُوضاً .و فی الصّحاح:و ما کانَت البئْرُ عَضُوضاً و لَقَدْ أَعَضَّتْ ،و ما کَانَتْ جَرُوراً و لقَد أَجَرَّت.قُلْتُ :و کَذَا:و ما کانَتْ جُدًّا و لَقَدْ أَجَدَّتْ .

و أَعَضَّت الأَرْضُ :کَثُرَ عُضُّهَا ،بالضَّم و بالکَسْر.

16- و فی الحَدیث: «مَنْ تَعَزَّی بعَزَاءِ الجَاهلِیَّهِ فأَعِضُّوهُ بهَنِ أَبِیه و لاَ تَکْنُوا». ،و اقْتَصَرَ فی الصّحاح علی هذه الجُمْلَه، أَیْ قُولُوا لَهُ : اعْضَضْ أَیْرَ .و فی العُبَاب و اللِّسَان:بأَیْر أَبِیکَ ،و لا تَکْنُوا عَنْهُ ،أَی عن الأَیْر بالهَنِ ،تَنْکیلاً و تَأَْدیباً لمَنْ دَعَا دَعْوَی الجاهلیَّه.و منه

16- الحَدیثُ أَیْضاً: «مَن اتَّصَلَ فَأَعِضُّوهُ ». أَیْ مَن انْتَسَبَ نِسْبَهَ الجاهلیَّه،و قال یا لفُلان.

16- و فی حَدیث أُبَیٍّ : «أَنَّه أَعَضَّ إِنْسَاناً اتَّصَلَ ». و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للأَعْشَی:

عَضَّ بمَا أَبْقَی المَوَاسِی لَهُ

مِنْ أُمِّه فی الزَّمَنِ الغَابِرِ

و عَضَّضَ تَعْضِیضاً : عَلَفَ إِبِلَهُ العُضَّ ،عن ابن الأَعْرَابیّ .

و عَضَّضَ ،إِذا اسْتَقَی منَ البِئْر العَضُوضِ .عنه أَیْضاً.

و عَضَّضَ ،إِذا مَازَحَ جَارِیَتَهُ ،عنه أَیْضاً.

و حِمَارٌ مُعَضَّضٌ ،کمُعَظَّم: عَضَّضَتْهُ الحُمُرُ،و کَدَمَتْه بأَسْنَانِهَا،و کَدَحَتْه.کما فی العُبَاب.

و العِضَاضُ فی الدَّوَابّ ،بالکَسْر:أَنْ یَعَضَّ بَعْضُهَا بَعْضاً ،مَصْدَرُ عَاضَّتْ تَعَاضُّ مُعَاضَّهً و عِضَاضاً .

و یُقَال: هو عِضَاضُ عَیْشٍ ،أَی صَبُورٌ علی الشِّدَّه و عَاضَّ القَوْمُ العَیْشُ مُنْذُ العام فاشْتَدَّ عِضَاضُهُم ،أَیْ عَیْشُهُمْ .کما فی الصّحاح.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

عَضَّضَهُ تَعْضیضاً ،لُغَهٌ تَمِیمِیَّهٌ ،و لم یُسْمَعْ لها بآتٍ علی لُغَتِهِمْ ،و هُمَا یَتَعَاضَّانِ ،إِذَا عَضَّ کُلُّ وَاحدٍ منْهُمَا صَاحِبَهُ ، و کذلک الْمُعَاضَّه و العِضَاضُ .

و ما لَنَا فی هذَا الأَمْرِ مَعَضٌّ ،أَی مُسْتَمْسَکٌ ،نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،و هو مَجَازٌ.و کَذَا:ما لَنَا فی الأَرْض مَعَضٌّ .

کما فی الأَسَاس (2).

و العَضُّ باللِّسَان:التَّنَاوُلُ بمَا لا یَنْبَغِی.و هو مَجَازٌ.

ص:103


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأَصل«التغیر».
2- (2) الذی فی الأَساس:«و ما فی هذا الأَمر مَعَضٌّ أَی مستمسک»و عباره ما لنا فی الأَرض معض لم ترد فیه.

و فُلانٌ یُعَضِّضُ شَفَتَیْه،أَیْ یَعَضُّ و یُکْثِرُ ذلک من الغَضَب،نَقَلَه الجَوْهَریّ .

و العَضِیضُ فی الدَّابَّه کالعِضَاض،عن ابْن السِّکِّیت.

و عَضَّ فُلانٌ بالشَّرِّ:لَزِمَه فلم یُخَلِّه.و هو مَجَازٌ.

و فَرَسٌ عَضُوضٌ ،أَی یَعَضُّ .کما فی الصّحاح،و زِیدَ فی بَعض النُّسَخ:الحَیَوان.و المَعْضُوضُ :ما یُعَضُّ ، کالعَضُوض .

و عَضَّ الثِّقَافُ بأَنَابیبِ الرُّمْحِ عَضًّا ،و عَضَّ عَلَیْهَا:

لَزِمَها.و هُوَ مَجازٌ.یقال:هو أَعْوَجُ ما یُصَلِّبُهُ عَضُّ الثِّقَافِ ، و کَذَا أَعَضَّ المَحَاجمَ قَفَاه:أَلْزَمَهَا إِیّاه،عن اللّحْیَانیّ .

و العِضُّ ،بالکَسْر،العِضَاهُ ،و قد سَبَقَ تَفْصیلُه فی قَوْل المُصَنِّف.و أَرْضٌ مُعِضَّهٌ :کَثیرَهُ العِضَاه.

و منَ المَجَاز: عَضَّ عَلَی یَدِه غَیْظاً،إِذَا بَالَغَ فی عَدَاوَتِه.و منه قَوْلُه تَعَالی: وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظّالِمُ عَلی یَدَیْهِ (1)یَعْنی نَدَماً و تَحَسُّراً،قال الشّاعر:

کمَغْبُون یَعَضُّ عَلَی یَدَیْه

تَبَیَّنَ غَبْنُهُ بَعْدَ البِیَاعِ

و فی المَثَل:« عَضَّ علی شِبْدِعه»أَی لِسَانِه،یُضْرَبُ للْحَلِیم،قال:

عَضَّ عَلَی شِبْدِعِه الأَرِیبُ

فآضَ لا یَلْحَی و لا یَحُوبُ

16- و فی الحَدیث: «مَنْ عَضَّ علی شِبْدعِه سَلِمَ مِن الآثَام».

و سَیَأَْتِی فی العَیْن.

و عَضَّهُ الأَمْرُ:اشتَدَّ عَلَیْه،و هو مَجَاز،و کَذَا عَضَّهُمُ السِّلاَحُ .

و العَضُوضُ ،کصَبُورٍ:فَرَسُ عَامرِ بن الحَارِث بن سُبَیْع، نَقَلَه الصّاغَانیّ .و هذا بَلَدٌ به عِضٌّ و أَعْضَاضٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَریُّ ،و هو فی النَّوَادر،و نَصُّه:هذا بَلَدٌ عِضٌّ و أَعْضَاضٍ و عَضَاضٍ .أَیْ شَجَرٍ ذی شَوْکٍ .

و بَعِیرٌ عَاضٌّ :یَرْعَی العِضَّ .نَقَلَه الجَوْهَریّ ،و هو فی کتَاب الإِصْلاح.

و العَضَاضُ ،کسَحَابٍ :ما غَلُظَ من النَّبْت و عَسَا.

و العُضُوض ،بالضَّمِّ ،و العَضَاضَهُ ،بالفَتْح:اللُّزُومُ .

و العَضِیضُ من المیَاه: العَضُوضُ .کَذَا فی نَوَادِر أَبی عَمْرو.

و عَضَّهُ القَتَبُ عَضّاً ،علی المَثَلِ ،نَقَلَهُ ابنُ بَرّیّ .

و العِضُّ ،بالکَسْر:الخَبِیثُ الشَّرِسُ .و أَعَضَّ السَّیْفَ بسَاقِ البَعیرِ.و هو مَجازٌ.

و بَعِیرٌ عَضَّاضٌ ،کشَدَّادٍ: عَضُوضٌ .

و من أَمْثَالهم فی فِرارِ الجَبَانِ و خُضُوعِهِ :

دَرْدَبَ لَمَّا عَضَّه الثِّقَافُ

علض

عَلَضَهُ یَعْلِضُهُ ،من حَدِّ ضَرَبَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَال ابنُ دُرَیْدٍ،أَیْ حَرَّکَهُ لیَنْتَزِعَه،نَحْوَ الوَتِدِ و ما أَشْبَهَهُ ،و نَقَلَه ابنُ القَطَّاع أَیْضاً هکذا.و قد وُجِدَ فی بَعْض نُسَخ الصّحاح علی الهَامش ما نَصُّه.یُقَالُ : عَلَضْتُ الشَّیْ ءَ أَعْلِضُهُ عَلْضاً ،إِذا حَرَّکْتَهُ لتَنْتَزِعَهُ (2)،نَحْوَ الوَتِدِ و ما أَشْبَهَهُ .و کَذلکَ عَلْهَضْتُهُ عَلْهَضَهً ،إِذا عالَجْتَهُ .

و العِلَّوْضُ ،کجِلَّوْزٍ:ابْنُ آوَی ،بلُغَهِ حِمْیَرَ،نَقَلَهُ الجَمَاعَهُ .

علمض

رَجُلٌ عُلاَمِضٌ ،کعُلاَبِطٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قال ابن دُرَیْدٍ (3):أَی ثَقِیلٌ وَخْمٌ ،کَذَا نَقَلَهُ الأَزْهَریُّ و الصّاغَانیُّ .

علهض

عَلْهَضَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قد وُجِدَ فی بَعْضِ النُّسَخِ علی الهامش و عَلَیْه عَلامَهُ الزِّیادَهِ .و قال اللَّیْثُ : عَلْهَضَ رَأَْسَ القَارُورَهِ عَلْهَضَهً : عَالَجَ صِمَامَها ، لِیَسْتَخْرِجَهُ .و عَلْهَضَ العَیْنَ :استَخْرَجَها من الرَّأَْسِ .

و عَلْهَضَ الرَّجُلَ :عَالَجَه عِلاَجاً شَدِیداً ،زادَ فی المُحْکَم:

و أَدَارَهُ .و قال ابنُ القَطّاع:و عَضْلَهْتُ مِثْلُه،و هو قَوْلُ الخَلیل.و قال أَبُو حاتمٍ :هذا بِنَاءٌ مُسْتَنْکَرٌ.

و عَلْهَضَ منْهُ شَیْئاً:نَالَهَ ،هذه عِبَارَهُ اللَّیْثُ کُلّهَا،کما نَقَلَه المُصَنِّفُ ،و نَقَلَها الصّاغَانیُّ هکذا فی العُبَاب.و فی

ص:104


1- (1) سوره الفرقان الآیه 27. [1]
2- (2) فی هامش الصحاح و اللسان«لینزعه»و الأَصل کالتکمله.
3- (3) الذی فی الجمهره 393/3 علامض بالهاء،و فی التکمله عنه علامض مثال دلامص.

کتَاب ابْن القَطّاع: عَلْهَضْتُ من المَرْأَهِ ،إِذا تَنَاوَلْتَ منْهَا شَیْئاً،و زادَ الأَزْهَریّ بَعْدَ أَنْ نَقَلَ ما قَالَهُ اللَّیْثُ :هکَذَا رَأَیْتُه فی نُسَخٍ کَثِیرَهٍ من کتَابِ العَیْنِ مُقَیِّداً بالضَّادِ،و الصّوابُ ، عنْدی الصَّادُ.

و رُوِیَ عن ابن الأَعْرَابیّ :العِلْهَاصُ :صِمَامُ القَارُورَهِ .

قال:و فی نَوَادِر اللِّحْیَانِیّ :عَلْهَصَ القَارُورَهَ ،بالصَّاد أَیْضاً،إِذا استَخْرَجَ صِمَامَها.

و قال شُجَاعٌ الکِلابیّ فیمَا رَوَی عنه عَرَّامٌ و غَیْرُه:

العَلْهَصَهُ و العَلْفَصَهُ و العَرْعَرَهُ فی الرَّأَْیِ و الأَمْرِ.و هو یُعَلْهِصُهُمْ ،و یُعَنِّفُ بهم،و یَقْسِرُهُمْ .

و قال ابنُ دُرَید فی کِتَابِهِ :رَجُلٌ عُلاَهِضٌ جُرَافِضٌ جُرَامِضٌ ،و هو الثَّقیلُ الوَخْمُ .قال الأَزْهَریُّ :رَجُلٌ عُلاَهِضٌ :مُنْکَرٌ،و ما أُراهُ مَحْفُوظاً (1).

و قال ابنُ سیدَه:عَضْهَلَ القَارُورَهَ و عَلْهَضَهَا :صَمَّ رَأَْسَها.

و عَلْهَضْتُ الشَّیءَ،إِذا عالَجْتَهُ لِتَنْزِعَهُ نَحْو الوَتِدِ و ما أَشْبَهَهُ .

و فی التَّکْملَه:و لَحْمٌ مُعَلْهَضٌ :غَیْرُ نَضِیجٍ ،و قد سَبَقَ أَیضاً فی الصَّاد المُهْمَلَه.

عوض

عَوْض ،مُثَلَّثَهَ الآخِر،مَبْنیَّه ،قال الجوهَریُّ :

یُضَمُّ و یُفْتَح بغَیْر تَنْوین،و مثْلُهُ قَوْلُ الأَزْهَریّ ،و لَمْ یَذْکُرا الثّالِثَهَ .و الضَّمُّ قَوْلُ الکِسَائیّ ،و النَّصْبُ أَکْثَرُ و أَفْشَی.

قُلْتُ :و هو قَوْلُ البَصْرِیِّینَ .تَقُولُ : عَوْضَ یَا فَتَی،بالفَتْح.

و قال الکُوفیّونَ :هو مَبْنِیٌّ علی الضَّمِّ ،فی مَعْنَی الأَبَد،مِثْلُ حَیْثُ و ما أَشْبَهَهَا.و بالوَجْهَیْن رُوِیَ قَوْلُ الأَعْشَی یَمْدَحُ رَجُلاً،کما قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و المَمْدُوحُ المُحَلَّقُ ،و اسمُه عَبْدُ العُزَّی بنُ حَنْتَمِ بنِ جُشَمَ بنِ شَدَّادِ بْنِ رَبِیعَهَ :

لَعَمْرِی لَقَدْ لاحَتْ عُیُونٌ کَثِیرَهٌ

إِلَی ضَوْءِ نارٍ فی یَفَاعٍ تَحَرَّقُ

تُشَبُّ لِمَقْرُورَیْن یَصْطَلِیَانِهَا

و بَاتَ علی النَّار النَّدَی و المُحَلَّقُ

رَضِیعَیْ لِبَانٍ ثَدْیَ أُمٍّ تَقَاسَمَا (2)

بأَسْحَمَ دَاجٍ عَوْضَ لا نَتَفَرَّقُ

قال الجَوْهَریُّ :یقول:هو و النَّدَی رَضَعَا منْ ثَدْی وَاحدِ.قُلْتُ :و یُرْوَی:رَضیعَیْ لِبَانِ ثَدْیِ أُمٍّ ،أَضَافَ اللِّبَانَ إِلی الثَّدْیِ ،کما فی العُبَاب.و أَراد بأَسْحَمَ دَاجٍ ، اللَّیْلَ .و قیلَ :سَوَادَ حَلَمَهِ ثَدْیِ أَُمّه.و قیلَ :أَرادَ الأَسْحَمِ هُنَا الرَّحِمَ .

و قَالَ رَبیعَهُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّیُّ یَمْدَحُ مَسْعُودَ بنَ سَالِمٍ الضَّبِّیَّ :

هذا ثَنَائِی بمَا أَوْلَیْتَ منْ حَسَنٍ

لا زِلْتَ عَوْضَ قَریرَ العَیْنِ مَحْمُودا

و قال ابنُ بَرِّیّ :و شَاهدُ عَوضُ بالضَّمِّ قولُ جابرِ بْنِ رَأَْلانَ السِّنْبِسِیّ :

یَرْضَی الخَلِیطُ و یَرْضَی الجارُ مَنْزِلَهُ

و لا یُرَی عَوْضُ صَلْداً یَرْصُدُ العَلَلاَ

و هو ظَرفٌ لاستِغْرَاقِ المُسْتَقْبلِ مِن الزَّمَان فَقَطْ ،کما أَن قَطُّ للْمَاضی منَ الزَّمَان،لِأَنَّک تَقول: لا أُفَارِقُکَ عَوْضَ .

و عبَارَهُ الصّحاح: عَوْضُ لا أُفارِقُک،تُریدُ لا أُفَارِقُک أَبَداً، کما تَقُولُ فی المَاضی:قَطُّ ما فَارَقْتُک،و لا یَجُوزُ أَنْ تَقُولَ :

عَوْضُ ما فَارَقْتُک،کما لا یَجُوزُ أَنْ تَقُولَ قَطُّ ما أُفَارقُک.

کَذَا فی الصّحاح.

و قال ابنُ کَیْسَان:قَطُّ و عَوْضُ :حَرْفَان مَبْنیَّان علی الضَّم،قَطُّ لمَا مَضَی منَ الزَّمَان،و عَوْضُ لمَا یُسْتَقْبَل.

تَقُولُ :ما رأَیْتُه قَطُّ ،یا فَتَی،و لا أُکَلِّمُکَ عَوْضُ ،یا فَتَی. أَو یُسْتَعْمَلُ فی الماضی أَیْضاً.أَی أَبَدا و هذَا قَوْلُ أَبی زَیْد، فإِنَّه قالَ : یُقَالُ :ما رَأَیْتُ مِثْلَه عَوْضَ ،أَی لَمْ أَرَ مثْلَه قَطُّ فقد استَعْمَلَهُ فی المَاضِی کما یُسْتَعْمَلُ فی المُسْتَقْبَل، و هکَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانیّ فی کِتَابَیْهِ .قُلتُ :و یَشْهَدُ له أَیْضاً قَوْلُ الشَّاعِرِ:

فَلَمْ أَرَ عاماً عَوضُ أَکْثَرَ هَالِکاً

و وَجْهَ غُلاَمٍ یُشْتَرَی و غُلاَمَه:

ص:105


1- (1) ورد فی التکمله عن ابن درید:رجل عُلامض،بالمیم،مثال دلامص: ثقیل وخم.
2- (2) اللسان: [1]تحالفا.

و هو مُخْتَصُّ بالنَّفْی.و یُعْرَب إِنْ أُضِیفَ ،کَلاَ أَفْعَلُهُ عَوْضَ العَائِضِین ،کما تَقُولُ دَهْرَ الدَّاهِرینَ ،أَی لا أَفْعَلُه أَبداً. و عَوْضُ مَعْنَاهُ أَبَداً ،کما تَقَدَّم،و به فَسَّرَ أَبُو زَیْد قَوْلَ الأَعْشَی السَّابقَ ، أَو مَعْنَاه الدَّهْرُ و الزَّمَان،کَذَا نَقَلَه اللَّیْثُ عن بَعْضِهِم، سُمِّیَ به لأَنَّه ،هذَا مَأَْخُوذٌ من عبَارَه ابْنِ جِنّیَّ .و نَصُّ ما قَالَهُ :یَنْبَغِی أَنْ تَعْلَم أَن العِوَضَ من لَفْظِ عَوْضُ الَّذی هو الدَّهْرُ،و مَعْنَاه (1)،و الْتِقاؤُهُما أَنَّ الدَّهْرَ إِنَّمَا هو مُرُورُ النَّهَارِ و اللَّیْل و تَصَرُّمُ أَجْزَائِهمَا،و کُلَّمَا مَضَی جُزْءٌ منْهُ عَوَّضَهُ ،و نَص ابن جنِّی:خَلَفَهُ جُزْءٌ آخَرُ یَکُونُ عِوَضاً منه.فالوَقْتُ الکائنُ الثَّانِی غَیْرُ الوَقْتِ الماضِی الأَوَّل، قال:فلهذَا کانَ العِوَضُ أَشَدَّ مُخَالَفَهً للمُعَوَّضِ منه،من البَدَل.

أَو عَوْضُ قَسَمٌ .قَال اللَّیْثُ :کَلِمَهٌ تَجْرِی مَجْرَی القَسَمِ .قال:و بَعْضُ النَّاسِ یَقُولُ ،هُوَ الدَّهْرُ،و الزَّمَانُ .

یَقُولُ الرَّجُلُ لصَاحِبِه: عَوْضُ لا یَکُونُ ذلکَ أَبَداً،فلو کَانَ عَوْضُ اسْماً للزَّمَان إِذَنْ لَجرَی بالتَّنْوین،و لکنَّهُ حَرْفٌ یُرَادُ به القَسَمُ ،کما أَنَّ أَجَلْ ،و نَعَمْ ،و نَحْوَهُمَا،ممّا لم یتمکَّن فی التَّصْرِیف حُمِلَ علی غَیْرِ الإِعْرَاب.

أَو عَوْضُ : اسْمُ صَنَمٍ لبَکْرِ بْن وَائلٍ ،و به فَسَّرَ ابنُ الکَلْبیّ قَوْلَ الأَعْشَی:

حَلَفْتُ بمَائِرَاتٍ حَوْلَ عَوْضٍ

و أَنْصَابٍ تُرِکْنَ لَدَی السُّعَیْرِ (2)

قال:و السُّعَیْرُ:اسمُ صَنَمٍ کان لعَنَزَهَ خَاصَّهً ،کما فی الصّحاح.قال الصّاغَانِیّ :لَیْسَ البَیْتُ للأَعْشَی،و إِنّمَا هو لرُشَیْد بن رُمَیْض العَنَزِیّ .

و یُقَالُ :افْعَلْ ذلکَ من ذِی عَوْضٍ کما تَقُولُ :مِنْ ذِی أُنُفٍ و ذی قَبْل،أَی فیمَا تَسْتَأَْنِف و فیما یُسْتَقْبَل،أَضافَ الدَّهْرَ إِلی نَفْسِه،کما فی العَیْنِ .

و العِوَضُ ،کعِنَبٍ :الخَلَفُ .و فی العُبَاب:کُلُّ ما أَعْطَیْتَهُ من شَیْ ءٍ فکان خَلَفاً.و فی المُحْکَم: العِوَضُ :البَدَلُ ، و بَیْنَهُمَا فَرْقٌ لا یَلیقُ ذِکْرُه فی هذا المَکَان،و الجَمْع أَعْوَاضٌ .و فی الصّحاح: العِوَضُ وَاحدُ الأَعْوَاضِ تقول:

عَاضَنِی (3)اللّه منه عَوَضاً و عَوْضاً و عِیَاضاً ،ککِتَابٍ . و أَصْلُه عِوَاضٌ قُلِبَت الوَاوُ یاءً لاِنْکِسَارِ ما قَبلَهَا، و عَوَّضَنی اللّه منه تَعْوِیضاً ، و الاسْمُ من العَوْضِ العِوَاضُ و المَعُوضَه ، کالمَعُونَه.

و تَعَوَّضَ منْهُ : أَخَذَ العِوَضَ ،و کَذلِکَ اعْتَاضَ .

و اسْتَعَاضَهُ :سَأَلَهُ العِوَضَ فعَاوَضَه مُعَاوَضَهً : أَعْطَاهُ إِیّاه .

و تَقُولُ : اعْتَاضَهُ :جَاءَهُ طالِباً لِلْعِوَضِ و الصِّلَهِ .قال رُؤْبَهُ یَمْدَحُ بِلالَ بْنَ أَبی بُرْدَهَ :

نِعْمَ الفَتَی و مَرْغَبُ المُعْتَاضِ

و اللّه یَجْزِی القَرْضَ بالإِقْرَاضِ

و الْعَائِضُ فی قَوْل أَبی مُحَمَّدٍ عُبَیْدِ اللّه بنِ مُحَمَّد بن رِبْعِیّ الفَقعَسِیّ الحَذْلَمیّ :

هَلْ لَکِ و العَارِضُ مِنْک عائِضُ

فی هَجْمَهٍ یُغْدِرُ منها القَابِضُ

بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،کعِیشَهٍ رَاضِیَهٍ بمَعْنَی مَرْضِیَّهٍ ،کما فی الصّحاح،و یُرْوَی:فی مِائَهٍ .و یُرْوَی:یُسْئِر،بَدَل:یُغْدِرُ.

و القَابضُ :السائق الشَّدِیدُ السَّوْقِ .قال الأَزْهَریّ :أَی هَلْ لَک فی العَارِضِ منک علی الفَضْلِ فی مِائَه یُسْئِر منْهَا القَابِض.و قد قَدَّمنَا فی«ع ر ض»مَعْنَی هذَا البَیْت نَقْلاً عن الجَوْهَرِیّ ،و ذَکَرْنَا مَا فیه من الاخْتِلاف فرَاجِعْه.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

أَعَاضَهُ اللّه،مِثْلُ عَاضَهُ و عَوَّضَهُ ،عن ابن جِنِّی.

و اعْتَاضَ :أَخَذَ العِوَضَ .و قال اللَّیْث: عِضْتُ ،بالکسْرِ:

أَخذْت عِوَضاً .قال الأَزْهَرِیّ :لمْ أَسْمَعْه لغَیْر اللَّیْث.

و تَعَاوَض القَوْمُ تَعَاوُضاً :ثَابَ مالُهُم و حالُهُم بَعْد قِلّه.

و قال ابنُ بَرِّیّ :و عَوْضٌ :قَبِیلَه منَ العَرَبِ .قال تَأَبَّطَ شَرّاً:

و لَمَّا سَمِعْتُ العَوْضَ تَدْعُو تَنَفَّرَتْ

عَصَافِیرُ رَأَْسِی من نَوًی و تَوَانِیَا

ص:106


1- (1) عباره اللسان:و [1]معناه أَن الدهر إِنما هو مرور النهار و اللیل و التقاؤهما و تصرم أَجزائهما.
2- (2) نسب فی اللسان و التکمله لرشید بن رمیض العنزی.و ضبطت السعیر فی الصحاح بفتح فکسر.و ضبطه فی القاموس بالعباره مصغراً.
3- (3) فی القاموس:أَعاضنی.

قُلتُ :و هو قَوْلُ ابنِ دُرَیْد أَیضاً،و لم یُفَسِّرَا أَکْثرَ منْ ذَلک،و هو عَوْضُ بنُ الأَسْوَدِ بنِ عَمْرِو بن یَزِیدَ ذی الکَلاَعِ ،مِنْ حِمْیَرَ،منْهُم أَبُو عَبْدِ اللّه سَلَمَهُ بنُ دَاوُودَ العَوْضِیّ .قال ابنُ أَبِی حاتِم:رَوَی عن أَبی المُلَیْحِ ، صَالِحُ الحَدِیثِ .

و عِیَاضٌ ،بالکَسْرِ،فی الأَعْلامِ وَاسِعٌ .قال ابنُ جِنِّی:

إِنّمَا أَصْلُهُ منْ عِضْتُهُ ،أَی أَعْطَیْتُه.و القَاضِی أَبو الفَضْل عِیَاضُ بنُ مُوسَی بن عِیَاض بن عَمْرُونَ بنِ مُوسَی بنِ عِیَاضٍ ،الی،حْصَبِیُّ السَّبْتِیُّ ،قاضِی سَبْتَهَ ،مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ مُؤَلِّفُ الشِّفَاءِ و غَیْرِه،و حَفِیدُه أَبو عَبْد اللّه مُحَمَّدُ بنُ عِیَاضٍ ،قاضِی دَانِیَهَ ،تُوُفِّیَ سنهَ 575 تَرْجَمَه الخَطِیبُ فی الإِحَاطَهِ و المَقَّرِیّ فی أَزْهَارِ الرِّیَاض.

و عَوّاضٌ ،کشدّادٍ:اسمٌ ،و کذلِک مَعُوضَهُ ،و عِوَضٌ ، و عُوَیْضَهُ ،کجُهَیْنَه.

و العُوَیْضَانُ مُصَغَّراً:ذَکَرُ الرَّجُلِ ،یَمَانِیَهٌ .

و أَعْوَضُ ،کأَحْمَدَ:شِعْبٌ لهُذَیْلٍ بتِهَامَهَ ،نَقَلَه یَاقُوت.

فصل الغین مع الضاد

غبض

التَّغْبِیضُ ،أَهمله الجوْهرِیُّ .و قال اللَّیْثُ :هو أَنْ یُرِیدَ الإِنْسَانُ بُکَاءً فلا تُجِیبُه العَیْنُ .قال الأَزْهَریّ :هذَا الحَرْفُ لم أَجِدُه لغَیْره،و أَرْجُو أَنْ یَکُونَ صَحِیحاً.قال الصّاغَانِیّ :و أَنْشَدَ العَزِیزیّ فی هذا التَّرکِیبِ لِجَرِیر:

غَبَّضْنَ من عَبَرَاتِهِنَّ و قُلْنَ لی

ماذَا لَقِیتَ من الهَوَی و لَقِینَا (1)

و الرِّوایَه:غَیَّضْن«بالیَاءِ التحتیّه»لا غَیْر،کما فی العُبَاب.

غرض

الغَرَض مُحَرِّکَه:هَدَفٌ یُرْمَی فیه ،کما فی الصّحاح و العُبَابِ و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الغَرَضُ :ما امتَثَلْتَهُ للرَّمْی، ج أَغْرَاضٌ ،کسَبَبٍ و أَسْبَابٍ ،و کَثُرَ ذلکَ حَتَّی قیلَ :

الناسُ أَغْرَاضُ المَنِیَّهِ ،و جَعَلْتَنِی غَرَضاً لشَتْمِکَ .و

16- فی الحَدیث: «لا تَتَّخِذُوا شَیْئاً فیه الرُّوحُ غَرَضاً ». و فی البَصَائر:ثمّ جُعِلَ اسْماً لکُلِّ غَایَهٍ یُتَحَرَّی إِدْراکُهَا.

و الغَرَضُ : الضَّجَرُ،و المَلاَکُ .و منه

17- حَدیثُ عَدِیٍّ :

«فسِرْتُ حَتَّی نَزَلْتُ جَزیرَهَ العَرَبِ فأَقَمْتُ بها حتَّی اشْتَدَّ غَرَضِی ». أَیْ ضَجَرِی و مَلاَلِی.و أَنْشَدَ ابْنُ بَرّیّ لحُمَامِ بنِ الدُّهَیْقِینِ :

لَمَّا رَأَتْ خَوْلَهُ مِنِّی غَرَضا

قامَتْ قِیَاماً رَیِّثاً لتَنْهَضَا

و من سَجَعَاتِ الأَسَاس:إِذا فَاتَهُ الغَرَض ،فَتَّهُ الغَرَضُ .

أَی الضَّجَرُ.

و الغَرَضَ أَیْضاً:شِدَّهُ النِّزَاعِ نَحْوَ الشَّیْ ءِ و الشَّوْقُ إِلَیْه، غَرِضَ ،کفَرِحَ ،فیهِما .أَمَّا فی مَعْنَی الضَّجَرِ فإِنَّه یُعَدَّی بمِنْ ،یُقَالُ : غَرِضَ مِنْه غَرَضَاً ،فهو غَرِضٌ ،أَی ضَجِرَ و قَلِقَ .و منه

16- الحَدیثُ : «کَانَ إِذَا مَشَی عُرِفَ مَشْیُه أَنَّه غَیْرُ غَرِضٍ . أَی غَیْرُ قَلِقٍ .و أَمّا الغَرَضُ بمعْنَی الشَّوْقِ فإِنَّهُ یُعَدَّی بِإِلی،یُقَالُ : غَرِضَ إِلی لِقَائهِ غَرَضاً ،فهو غَرِضٌ :اشتَاقَ إِلیه.قال ابنُ هَرْمَهَ ،کما وَقَع فی التَّهْذیب و الإِصْلاح، و لَیْس(لابن هَرْمه)کما فی العُبَاب:

مَنْ ذَا رَسُولٌ ناصِحٌ فمُبَلِّغٌ

عَنِّی عُلَیَّهَ غَیْرَ قِیلِ الکَاذِبِ

أَنِّی غَرِضْتُ إِلی تَنَاصُفِ وَجْهِهَا

غَرَضَ المُحِبّ إِلی الحَبیبِ الغَائبِ

و نَقَل الجَوْهَرِیّ عن الأَخْفَش فی مَعْنَی غَرِضْتُ إِلَیْهِ ،أَی اسْتَقْتُ إِلَیْه،تَفْسِیرُهَا، غَرِضْت من هؤُلاءِ إِلیه،لأَنَّ العَرَبَ تُوصِلُ بهذِهِ الحُرُوفِ کُلِّهَا الفِعْلَ ،قال الشّاعرُ و هو أَعْرَابِیٌّ من بَنی کِلاب:

فمَنْ یَکُ لَمْ یَغْرَضْ فإِنِّی و نَاقَتِی

بحَجْرٍ إِلَی أَهْلِ الحِمَی غَرِضَانِ

تَحِنُّ فتُبْدِی ما بِهَا من صَبَابَهٍ

و أُخْفِی الَّذی لَوْلاَ الأَسَی لقَضَانِی

أَی لقَضَی عَلَیَّ .و قال الزَّمَخْشَریّ :إِنَّمَا عُدِّیَ بإِلَی لتَضَمُّنهِ مَعْنَی اشْتَقْتُ و حَنَنْتُ .قال شَیْخُنَا:و قد أَوْرَدَ ابنُ السِّیدِ الغَرَضَ بمَعْنَی المَلاَلِ و الشَّوْقِ ،و عَدَّه من الأَضْدادِ، لمُنَاقَضَهِ المَحَبَّهِ و الشَّوْقِ للمَلاَلِ و الضَّجَرِ،قال:و هو مَنْصُوصٌ أَیْضاً للمُبَرِّد فی الکامِلِ .قُلْتُ :و مثْلُه فی کِتَابِ ابْنِ القَطّاع.

ص:107


1- (1) دیوانه و فیه غیّضن.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الغَرَضُ المَخَافَهُ .

و فی الصّحاح: غَرُضَ الشَّیْ ءُ غِرَضاً ،کصَغُرَ صِغَراً فهو غَرِیضٌ ،أَی طَرِیٌ ،یقَال:لَحْم غَرِیضٌ .قال أَبو زُبَیْدٍ الطّائِیّ یَصِفُ أَسَداً و لَبُؤَتَه:

یَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَها من فَرَائِسٍ

رُفَاتُ عِظَامٍ أَو غَرِیضٌ مُشَرْشَرُ

و یُرْوَی:رَفِیتُ .و مُغِبّاً،أَی غَابّاً.و مُشَرْشَرٌ،أَی مُقَطَّعٌ .

و الغَرِیضُ :المُغَنِّی المُجِیدُ ،من المُحْسِنِینَ المَشْهُورِینَ ، سُمِّیَ للِینِهِ .و قال ابنُ بَرِّیّ : الغَرِیضُ :کلُّ غِنَاءٍ مُحْدَثٍ طَرِیٍّ ،و منه سُمِّیَ المُغَنِّی الغَرِیض ،لأَنَّه أَتَی بغِنَاءٍ مُحْدَثٍ .

و قال الحافِظُ فی«التَّبْصیر»: الغَرِیض :مُخَنَّثٌ مَشْهُورٌ، و اسْمُهُ عَبْدُ المَلِکِ .قُلتُ :و هو مَوْلَی الثُّرَیّا بنْتِ عَبْدِ اللّه بنِ الحارِثِ بن أُمَیَّهَ ،التی کان یَتَشَبَّبُ بها ابنُ أَبی رَبِیعَهَ .

و مَاءُ المَطَرِ غَرِیضٌ لطَرَاءَتِهِ ، کالمَغْرُوضُ ،کما فی الصّحاح،و أَنْشَدَ للشَّاعِرِ و هو الحادِرَهُ :

بغَرِیضِ سارِیَهٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا

منْ ماءِ أَسْجَرَ طَیِّبِ المُسْتَنْقَعِ

و قال آخَرُ،هو لَبیدٌ رَضِیَ اللّه عَنْه:

تَذَکَّرَ شَجْوَهُ و تَقَاذَفَتْه

مُشَعْشَعَهٌ بمَغْرُوضٍ زُلاَلِ

و یُقَال: کُلُّ أَبْیَضَ طَرِیٍّ غَرِیضٌ ،کما فی الصّحاح.

و الغَرِیضُ : الطَّلْعُ ، کالْإِغْرِیضِ ،فیهما ،نَقَلَهُ الجَوْهَریُّ و اللَّیْثُ .و قال ابنُ الأَعْرَابیّ : الإِغْرِیضُ :الطَّلْعُ حینَ یَنْشَقُّ عن کَافُورِه.و قال الکِسَائیُّ : الْإِغْرِیضُ :کُلُّ أَبْیَضَ مثْلُ اللَّبَن،و ما یَنْشَقُّ عنه الطَّلْعُ .و قال غَیْرُه:الطَّلْعُ یَدْعُونَهُ الإِغْرِیضَه .

و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :کَأَنَّ ثَوْبَهَا (1)إِغْرِیض ،و رِیقَها رَیِّقٌ عَرِیض،یُشْفَی بِرَشْفِهِ (2)المَرِیض. الإِغْرِیضُ :ما یَنْشَقُّ عنه الطَّلْعُ .و رَیِّقُ الغَیْثِ :أَوَّلُه.

و غَرَضَ الإِنَاءَ یَغْرِضُهُ ،من حَدِّ ضَرَبَ : مَلَأَهُ ،کما فی الصّحاح،و کذَا غَرَضَ السِّقَاءَ و الحَوْضَ ،إِذا مَلَأَهُمَا.

و أَنْشَدَ للرَّاجز و هو أَبو ثَرْوَانَ العُکْلِیّ :

لا تَأْوِیَا لِلْحَوْض أَنْ یَفِیضَا

أَنْ تَغْرِضَا خَیْرٌ منَ أنْ تَغِیضَا

کأَغْرَضَهُ .قال ابنُ سِیدَه:و أُرَی اللِّحْیَانیّ حَکاهُ .

و غَرَضَهُ أَیْضاً،إِذَا نَقَصَهُ عن المَلْ ءِ ،فهو ضِدٌّ ،صَرَّح به الجَوْهَرِیّ ،و أَنشد للرَّاجِزِ:

لَقَدْ فَدَی أَعْنَاقَهُنَّ المَحْضُ

و الدَّأْظُ حَتَّی ما لَهُنَّ غَرْضُ

یَقُولُ :فَدَاهُنَّ من النَّحْرِ و البَیْعِ المَحْضُ و الدَّأْظُ .و قال الباهلیُّ : الغَرْضُ :أَنْ یَکُونَ فی جُلُودِهَا نُقْصَانٌ .

و غَرَضَ السِّقَاءَ یَغْرِضُهُ غَرْضاً : مَخَضَهُ ،فإِذا ثَمَّرَ ،أَیْ صارَ ثَمِیرَهً قَبْلَ أَن یَجْتَمِع زُبْدُهُ صَبَّهُ فسَقَاهُ القَوْمَ ،نَقَلَه الجَوْهَریّ عن ابْنِ السِّکِّیت.

قال و یُقَالُ أَیضاً: غَرَضَ السَّخْلَ یَغْرِضُهُ غَرْضاً ،إِذا فَطَمَهُ قَبْلَ إِنَاهُ ،أَی قَبْلَ إِدْرَاکِهِ .

و غَرَضَ الشَّیْ ءَ یَغْرِضُهُ غَرْضاً : اجْتَنَاهُ غَرِیضاً ،أَی طَرِیًّا،أَوْ أَخَذَهُ (3)کَذلکَ ،أَی طَرِیًّا.و فی النُّسخ:أَو جَذَّهُ ، و هُو غَلَطٌ ، کغَرَّضَه ،فیهما ، تغْرِیضاً .

و الغَرْضُ للرَّحْل کالحِزَام للسَّرْج ،و البِطَانِ للقَتَبِ ، ج :

غُرُوضٌ ،کفَلْسٍ و فُلُوسٍ ، و أَغْرَاضٌ أَیْضاً،کما فی الصّحاح.

14- و فی الحَدِیث: «لا تُشَدُّ الغُرْضُ (4)إِلاَّ إِلی ثَلاثَهِ مَسَاجدَ:

المَسْجدِ الحَرَامِ ،و مَسْجِدِی هذا،و مَسْجِدِ بَیْتِ المَقْدِسِ ».

کالغُرْضَهِ ،بالضَّمِّ ،و هو التَّصْدِیرُ، ج غُرْضٌ ، ککُتُبٍ و کُتْبٍ ،کما فی الصّحاح (5).و أَنشَد الصّاغَانیُّ لابْنِ مُقْبلٍ فی الغُرُوضِ :

إِذا ضَمَرَتْ و أَمْسَی الحُقْبُ مِنْهَا

مُخَالِفَهً لِأَحْقِیهَا الغُرُوضُ

ص:108


1- (1) فی الأساس:ثغرها.
2- (2) الأساس:بترشفه.
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«أَجَدَّه».
4- (4) ضَبطت بالضم عن النهایه و اللسان،و ضبطها الهروی الغرض بالفتح.
5- (5) فی الصحاح:و الجمع غُرض مثل بُسْره و بُسْرٍ و غُرُض مثل کُتْب و کُتُب.

و الغَرْضُ : شُعْبَهٌ فی الوَادِی غَیْرُ کَاملَهٍ ،أَوْ أَکْبَرُ من الهَجِیج ،قاله ابنُ الأَعْرَابیّ .و هما قَولٌ وَاحدٌ،کما هو نَصُّ ابْنِ الأَعْرَابِیّ فی النَّوَادِرِ فإِنّه قال: الغَرْضُ :شُعْبَهٌ فی الوَادِی أَکْبَرُ من الهَجِیجِ ،و لا تَکُونُ شُعْبَهً کَامِلَهً ، ج غُرْضَانٌ ،بالضّمِّ و الکَسْر .یُقَالُ :أَصَابَنَا مَطَرٌ أَسالَ زَهَادَ الغُرْضَانِ .و زَهَادُهَا:صِغَارُهَا.

و الغَرْضُ : مَوضِعُ مَاءٍ .کَذا بخَطِّ أَبی سَهْلٍ فی نُسْخَهِ الصّحاح،و هو الصَّوَابُ -و وُجِدَ فی المَتْنِ بخَطِّ بَعْضِهم:

مَوْضِعٌ ما- تَرَکْتَه فلَم تَجْعَلْ فیه شَیْئاً .کذَا فی الصّحاح (1)و قال بَعْضُهمْ :هُوَ کالأَمْتِ فی السِّقَاءِ.و به فُسِّرَ قَوْلُ الرَّاجِز:

و الدَّأْظُ حَتَّی مالَهُنَّ غَرْضُ

و قال أَبُو الهَیْثم: الغَرْضُ : التَّثَنِّی.و الغَرْضُ ،أَیْضاً: أَنْ یَکُونَ سَمِیناً فیُهْزَلَ فیَبْقَی فی جَسَده غُرُوضٌ .نقله الصّاغَانیّ .

و عن ابْن عَبَّادٍ: الغَرْضُ : الکَفُّ .یُقَال: غَرَضْتُ منْه، أَی کَفَفْتُ . و قال أَیْضاً: الغَرْضُ : إِعْجَالُ الشَّیْ ءِ عَنْ وَقْته .

و کُلُّ شَیْ ءٍ أَعْجَلْتَهُ عن وَقْتِهِ فقَدْ غَرَضْتَهُ ،کما فی العُبَاب و التَّکْمِلَه.

و المَغْرِضُ ،کمَنْزِلٍ ،من البَعیر،کالمَحْزِمِ للفَرَسِ .

و نَصُّ العُبَابِ :من الفَرَسِ و البَغْلِ و الحِمَارِ،و نَصّ الصّحاح:کالمَحْزِمِ من الدّابَّهِ .قال:و هی جَوَانِبُ البَطْنِ أَسْفَلَ الأَضْلاعِ الَّتی هی مَوَاضِعُ الغَرْضِ مِنْ بُطُونِهَا، و أَنْشَدَ للرَّاجِزِ،و هو أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیّ :

یَشْرَبْن حتَّی تُنْقِضَ المَغَارِضُ

لا عَائقٌ منْهَا و لا مُعَارِضُ

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیّ لابْنِ مُقْبِلٍ :

ثُمَّ اضْطَغَنْتُ سِلاَحِی عِنْدَ مَغْرِضِهَا

و مِرْفَقٍ کرِئَاسِ السَّیْفِ إِذْ شَسَفَا

و فی اللّسَان:و أَنْشَدَ آخَرُ لشَاعرٍ:

عَشَّیْتُ جَابَانَ حَتَّی اشْتَدَّ مَغْرِضُهُ

و کادَ یَهْلِکُ لَوْلاَ أَنَّه طَافَا

أَی انْسَدَّ ذلِکَ المَوْضعُ منْ شِدَّهِ الامْتِلاءِ.

و قیلَ : المَغْرِضُ :رَأْسُ الکَتِفِ الَّذی فیه المُشَاشُ تَحْتَ الغُرْضُوفِ .و قیلَ :هو بَاطِنُ ما بَیْنَ العَضُدِ مُنْقَطَعِ الشَّرَاسِیفِ .

و یُقَالُ : طَوَیْتُ الثَّوْبَ علی غُرُوضِه (2)،أَی غُرُورِه ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِیّ ،و نقله الصّاغَانیّ عن ابنِ عَبْادٍ.

و قال أَبو عُبَیْدَه: فی الأَنْف غُرْضَانِ ،بالضَّمِّ ،مُثَنَّی غُرْضٍ . و هُوَ ،کَذا فی النُّسَخِ و مِثْلُهُ فِی العُبَاب،و نَصُّ اللِّسَان:و هُمَا ما انْحَدَرَ منْ قَصَبَهِ الأَنْفِ من جَانِبَیْه جَمِیعاً ، کما فی العُبَاب،و فِیهما عِرْقُ البُهْرِ،کما فی اللّسَان.قال أَبو عُبَیْدَهَ :و أَمّا قَوْلُه:

کِرَامٌ یَنَالُ الماءَ قَبْلَ شِفَاهِهِمْ

لَهُمْ وَارِدَاتُ الغُرْضِ شُمُّ الأَرَانِبِ

فقد قِیلَ :إِنّه أَرادَ الغُرْضُوفَ الذی (3)فی قَصَبَهِ الأَنفِ فحَذَفَ الواوَ و الفَاءَ،و رَواهُ بَعْضُهم:لَهُمْ عارِضَاتُ الوِرْد و قد تَقَدّم فی«ع ر ض».

و الغَارِضُ مِنَ الأُنُوف:الطَّویلُ .

و الْغَارِضُ : مَنْ وَرَدَ الماءَ بَاکِراً .یُقَال:وَرَدْتُ الماءَ غَارِضاً أَیْ مُبْکراً کما فی الصّحاح.و ذلک المَاءُ غَرِیضٌ ، کما فی اللّسَان،و یُرْوَی بالعَیْن المُهْمَلَه.کما تَقَدَّم.

و من المَجَاز: أَغْرَضَ لهُمْ غَرِیضاً ،أَیْ عَجَنَ عَجِیناً ابْتَکَرَهُ ،و لَمْ یُطْعِمْهم بَائتاً .

و فی الأَسَاس: غَرَضْتُ للضَّیْفِ غَرِیضاً :أَطْعَمْتُهُم طَعَاماً غَیْرَ بَائتٍ .

و أَغْرَضَ النَّاقَهَ :شَدَّهَا بالغُرْضَهِ و الغَرْضِ ، کغَرَضَها غَرْضاً .و یُقَال: غَرَضَ البَعِیرَ بالْغَرْضِ :شَدَّه،و أَغْرَضَه :

شَدَّ علیه الغَرْضَ .

ص:109


1- (1) الذی فی الصحاح:«موضع ماء»و مثله فی التهذیب.
2- (2) فی الأساس:علی غروضه و غروره.[و القاموس:«طوی الثوب»بدل: «طویت الثوب»].
3- (3) عن التهذیب و اللسان. [1]

و غَرَّضَ الرَّجلُ تَغْرِیضاً أَکَلَ اللَّحْمَ الغَرِیضَ ،أَیْ الطَّرِیَّ .

و غَرَّضَ أَیْضاً: تَفَکَّهَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .و فی اللّسَان مِنَ الفُکَاهَهِ و هو المِزَاحُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: تَغَرَّضَ الغُصْنُ ،کما هُوَ نَصُّ العُبَاب، و فی التَّکْملَه: انْغَرَضَ الغُصْنَ ،إِذا انْکَسَرَ و لم یَتَحَطَّمْ (1).

و یَشْهَدُ لِمَا فی التَّکْملَه نَصُّ اللِّسَانِ : انْغَرَضَ الغُصْنُ :تَثَنَّی و انْکَسَرَ انْکِسَاراً غَیْر بَائنٍ .

و من المَجَاز: غَارَضَ إِبِلَهُ ،إِذا أَوْرَدَهَا غَارِضاً ،أَی بُکْرَهً ،کما فی العُبَاب و الأَساس.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المُغَرَّضُ ،کمُعَظَّمٍ :مَوْضِعُ الغُرْضَهِ ،قَالَهُ ابنُ خَالَوَیْه.

قالَ :و یُقَالَ للْبَطْنِ : المُغَرَّضُ .و قال غَیْرُهُ :هو المَوْضِعُ الَّذی یَقَعُ علیه الغَرْضُ أَو الغُرْضَهُ ،قال:

إِلَی أَمُونٍ تَشْتَکِی المُغَرَّضَا

و قال ابنُ بَرِّیّ :و یُجْمَع الغَرْضُ أَیْضاً علی أَغْرُضٍ ، کأَفْلُسٍ ،و أَنْشَدَ لهِمْیَانَ بنِ قُحَافَهُ :

یَغْتَالُ طُولَ نِسْعِهِ و أَغْرُضِهْ

بنَفْخِ جَنْبَیْه و عَرْضِ رَبَضِهْ

و غَرَضَ الشَّیْ ءَ یَغْرِضُهُ غَرْضاً ،أَی کَسَرَهُ کَسْراً لَمْ یَبِنْ .

و الغَرِیضُ :الطَّرِیُّ من التَّمْرِ.

و غَرَضْتُ له غَرِیضاً :سَقَیْتُهُ لَبَناً حَلِیباً.و هو مَجَاز.

و أَتَیْتُهُ غَارِضاً :أَوَّلَ النَّهَار.

و الغَرِیضَهُ :ضَرْبٌ من السَّوِیقِ ،یُصْرَمُ من الزَّرْعِ ما یُرَادُ حَتَّی یِسْتَفْرِکَ ،ثمّ یُشَهَّی،و تَشْهِیَتُه أَنْ یُسَخَّنَ علی المِقْلَی حَتَّی یَیْبَسَ ،و إِنْ شَاءَ جَعَلَ مَعَهُ علی المِقْلَی حَبَقاً،فهو أَطْیَبُ لطَعْمِه،و هو أَطْیَبُ سَوِیقٍ .

و الغَرِیضُ :الماءُ الَّذی ورُدَ عَلَیْه بَاکِراً.

و الغَرَضُ :القَصْدُ.یُقَالُ :فَهِمْتُ غَرَضَکَ ،أَی قَصْدَکَ ، کما فی الصّحاح.و یُقَال: غَرَضُهُ کَذَا،أَی حَاجَتُه و بُغْیَتُهُ .

قَال شَیْخُنَا:قد کَثُرَ حَتَّی تَجَوَّزُوا به عن الفَائدَهِ المَقْصُودَهِ من الشَّیْ ءِ،و هو حَقیقَهٌ عُرْفِیَّه بَعْدَ الشُّیُوعِ ،لِکَوْنه مَقْصِداً، و قَبْلَ الشُّیُوعِ اسْتعَارَهٌ أَو مَجَازٌ مُرْسَلٌ .

و اغْتَرَضَ الشَّیْ ءَ:جَعَلَه غَرَضَهُ .

و غَرِضَ أَنْفُ الرَّجُلِ :شَرِبَ فَنالَ أَنْفُه الماءَ منْ قَبْلِ شَفَتِهِ .

و الإِغْرِیضُ :البَرَدُ،قالَه اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ یَصِفُ الأَسْنَانَ :

و أَبْیَضَ کالْإِغْرِیضِ لمْ یَتَثَلَّمِ

و قال ثَعْلَبٌ : الإِغْرِیضُ :ما فی جَوْفِ الطَّلْعَهِ ،ثُمَّ شُبِّهَ به البَرَدُ،لا أَنَّ الإِغْرِیضَ أَصْلٌ فی البَرَدِ.

و الإِغْرِیضُ أَیْضاً:قَطْرٌ جَلِیلٌ تَرَاهُ إِذا وَقَعَ کأَنَّهُ أُصُولُ نَبْلٍ ،و هو من سَحَابَهٍ مُتَقَطِّعَهٍ ،و قیل:هو أَوّلُ ما یَسْقُطُ منها.قال النَّابِعَه:

یَمِیحُ بعُودِ الضِّرْوِ إِغْرِیضَ بَغْشَهٍ

جَلاَ ظَلْمَهُ ما دُونَ أَنْ یَتَهَمَّمَا

و یُقَالُ : غَرِّضْ فی سِقَائِکَ ،أَی لا تَمْلأْه،کما فی الصّحاح.

و فُلانٌ بَحْرٌ لا یُغَرَّضُ ،أَی لا یُنْزَحُ .کما فی الصّحاح.

و فی الأَسَاس:لا یُنْزَفُ (2).

و اعْتُرِضَ فُلانٌ :مَاتَ شَابًّا،نَحْو اخْتُضِرَ.و هو مَجَازٌ، کما فی الأَساس.

و أَغْرَضَ الرَّجُلُ :أَصَابَ الغَرَضَ .نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع.

غضض

غَضَّ طَرْفَهُ یَغُضُّ غِضَاضاً ،بالکسْر،و غَضّاً و غَضَاضاً و غَضَاضَهً ،بفَتْحِهِنّ ،فهو مَغْضُوضٌ و غَضِیضٌ :

کَفَّهُ و خَفَضَهُ ،و کَسَرَهُ .و قیلَ :هو إِذَا دَانَی بینَ جُفُونِه و نَظَرَ.

16- و فی الحَدیث: «إِذا فَرِحَ غَضّ طَرْفَه». أَیْ کَسَرَهُ و أَطْرَقَ ، و لَمْ یَفْتَحْ عَیْنَیْهِ (3)لِیَکُونَ أَبْعَدَ من الأَشَرِ و المَرَحِ ،و کَذَا غَضَّ مِنْ صَوْتِهِ .و کُلُّ شَیْ ءٍ کَفَفْتَهُ فقد غَضَضْتَهُ .کما فی

ص:110


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«یخطم»و مثلها فی التکمله.
2- (2) عباره الأساس:و هذا بحر لا یُنزف و لا یغرض و لا یُنکف و لا یُغضغض،و شاهده فیه قول أبی الولید الکلابی: هذا ابن یوسف بحرٌ لا یُغضغضه و لا یُغرِّضه أن یکثر الناسُ .
3- (3) النهایه و اللسان: [1]عینه.

الصّحاح.و أَهْلُ نَجْدٍ یَقُولُونَ فی الأَمْر منْهُ : غُضَّ طَرْفَکَ .

و أَهْلُ الحِجَاز یَقُولُونَ : اغْضُضْ .و فی التَّنْزِیلِ : وَ اُغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ (1)أَیْ اخْفِضِ الصَّوْتَ .و قَال جَریرٌ:

فغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّکَ من نُمَیْرٍ

فلا کَعْباً بَلَغْتَ و لا کِلاَبَاً

مَعْنَاه: غُضَّ الطَّرْفَ ذُلاًّ و مَهَانَهً .

و یُقَال: غَضَّ طرفَهُ : احْتَمَلَ المَکْرُوهِ .نَقَلَهُ الجَوْهَریّ ، و قال:أَنْشَدَنَا أَبُو الغَوْثِ :

و مَا کانَ غَضُّ الطَّرْفِ مِنّا سَجِیَّهً

و لکِنَّنَا فی مَذْحِجٍ غُرُبَانِ

قُلْت:البَیْتُ لِطَهْمَانَ بْنِ عَمْرِو ابن سَلَمَهَ .

و غَضَّ مِنْه یَغُضُّ ،بالضَّمِّ ، غَضّاً : نَقَصَ ،و قَصَّرَ به، و وَضَعَ مِنْ قَدْرِهِ ،و عِبَارَهُ الصّحاح:وَضَعَ و نَقَصَ من قَدْرِه.

و قَوْلُه تَعَالَی: وَ اُغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ أَی انقُصْ مِن جَهَارَتِهِ .و قَوْلُه تَعَالَی: قُلْ لِلْمُؤْمِنِینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ (2)أَی یَحْبِسُوا منْ نَظَرِهِمْ .قال الصّاغانِیّ :

و ذَهَبَ بَعْضُ النَّحْوِیّینَ إِلی أَنْ «مِنْ » زائدَهٌ ،و أَنَّ المَعْنَی یَغُضُّوا أَبْصَارَهُمْ ،فخَالَف ظَاهِرَ القْرآنِ ،و ادّعَی فیه الصِّلَهَ ، و تَکَلَّفَ ما هُوَ غَنِیٌّ عنه.و مَعْنَی الکَلامِ ظاهِرٌ،أَیْ یَنْقُصُوا من نَظَرِهم عَمّا حُرِّمَ علیهم،فقد أَطْلَقَ اللّه لَهُمْ ما سِوَی ذلِکَ .

و رَوَی ابنُ الفَرَجِ عن بَعْضِهم: غَضَّ الغُصْنَ و غَضَفَه، إِذا کَسَرَهُ فَلَمْ یُنْعِمْ کَسْرَهُ ،کما فی اللّسان.

و الغَضِیضُ :الطَّرِیُّ من کُلِّ شَیْ ءٍ. و الغَضِیضُ : الطَّلْعُ النَّاعِمُ حِینَ یَبْدُو،و قِیلَ هو الثَّمَرُ أَوَّلَ ما یَطْلُعُ ، الغَضِّ ، فیهما .یُقَالُ :شَیْ ءٌ غَضٌّ و غَضِیضٌ ،أَی طَرِیٌ .و منه

16- الحَدیثُ : «مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَقْرَأَ القُرْآنَ غَضّاً کَمَا أُنْزِلَ فَلْیَقْرَأْ قِرَاءَهَ ابنِ أُمِّ عَبْدٍ». و قَال الأَصْمَعِیٌ :إِذَا بَدَا (3)الطَّلْعُ فهو الغَضِیضُ ،فإِذا اخْضَرَّ قِیلَ :خَضَبَ النَّخْلُ ،ثُمَّ هو البَلَحُ .

و قَال ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَال للطَّلْعِ الغِیضُ و الغَضِیضُ و الإِغْرِیضُ .

و الغَضِیضُ من الطَّرْفِ :الفَاتِرُ ، کالمَغْضُوضِ ،فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،و منه قَصِیدُ کَعْبٍ :

و ما سُعَادُ غَدَاهَ البَیْنِ إِذْ رَحَلْوا

إِلاَّ أَغَنُّ غَضِیضُ الطَّرْفِ مَکْحُولُ

و فی الصّحاح:ظَبْیٌ غَضِیضُ الطَّرْف،أَی فَاتِرُه، و یُقَال:إِنَّک لَغَضِیضُ الطَّرْفِ نَقِیُّ الظَّرْفِ ،یُرَادُ بالظَّرْف وِعَاؤُهُ .یَقُول:لَسْتَ بخَائنٍ (4)

16- فی حَدیث أُمِّ سَلَمهَ :

«حُمَادَیَاتُ النِّسَاءِ غَضُّ الأَطْرَافِ ». فی قَوْل القُتَیْبِیّ ،و ذلکَ أَنَّمَا یَکُونُ منَ الحَیَاءِ و الخَفَرِ،و قد سَبَقَ ذِکْرُهُ فی «خ ف ر».

و الغَضِیضُ : النَّاقِصُ الذَّلیلُ ،بَیِّنُ الغَضَاضَهِ ، ج أَغِضَّهٌ و أَغِضّاءُ ،و هو من غَضَّهُ یَغُضُّهُ غَضّاً ،إِذا نَقَصَهُ ،فهو غَاضٌّ ،و ذاکَ غَضِیضٌ .

و لا أَغُضُّکَ دِرْهَماً،أَی لا أَنْقُصُکَ و إِذا ثَبَتَ النَّقْصُ لَحِقَهُ الذُّلُّ ،فهذا قَوْلُ المُصَنِّف:النّاقِص الذَّلِیل.

و الغَضُّ :الحَدیثُ النِّتَاجِ من أَوْلادِ البَقَر،ج الغِضَاضُ ، کحِبَالٍ .قال أَبو حَیَّهَ النُّمیْرِیّ :

خَبَأْنَ بها الغُنَّ الغِضَاضَ فأَصْبَحَتْ

لَهُنَّ مَرَاداً و السَّخَالُ مَخَابِئَا

و غَضَضْتَ ،کمَنَعْتَ و سَمِعْتَ ،هکَذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، و قولُهُ :کمَنَعْتَ ،فیه نَظَرٌ لإِنْتفَاءِ الشَّرْطِ فیه،إِلاَّ أَنْ یَکُونَ من بابِ تَدَاخُلِ اللُّغَاتِ ،و قد تَقَدَّمَ الکَلاَمُ عَلَیْه مِرَاراً، غَضَاضَهً بالفَتْحِ ، و غُضُوضَهً بالضَّمِّ ،نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ ، فأَنْتَ غَضٌّ بَیِّنُ الغَضَاضَهِ و الغُضُوضَهِ ، أَی نَاضِرٌ .قال ابنُ بَرّیّ :أَنْکَرَ عَلِیُّ بْنُ حَمْزَهَ غَضَاضَهً ،و قال: غَضٌّ بَیِّنُ الغُضَوضَهِ ،لا غَیْرُ.قالَ :و إِنَّمَا یُقَالُ ذلک فیما یُغْتَضُّ منه و یُؤْنَفُ ،و الفِعْلُ منهُ غَضَّ و اغَتَضَّ ،أَی وَضَعَ و نَقَصَ .قال ابنُ بَرّیّ :و قد قَالُوا بَضٌّ بَیِّنُ البَضَاضَهِ و البُضُوضَهِ ،فهذا یُؤیِّدُ (5)قَوْلَ الجَوْهَریّ فی الغَضَاضَهِ .

و فی التَّهْذیب:و اختُلِفَ فی فَعَلْتَ مِنْ غَضَّ ،فقَال (6)

ص:111


1- (1) سوره لقمان الآیه 19. [1]
2- (2) سوره النور الآیه 30. [2]
3- (3) التهذیب:«بدأ».
4- (4) انظر مجمع الأمثال للمیدانی 42/1. [3]
5- (5) اللسان: [4]یقوّی.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فقال بعضهم:غضضت تغض، [5].

بَعْضُهُمْ : غَضِضْتَ تَغَضُّ ،و قال بَعْضُهم: غَضَضْتَ تَغَضُّ (1).

و الغُضَاضُ ،بالفَتْح و الضَّمِّ ،الأَخیرُ عن ابْن دُرَیْدٍ:

العِرْنِینُ وَ مَا وَالاَهُ من الوَجْهِ ،کما فی الجَمْهَرَه. أَو ما بَیْنَ العِرْنِینم و قُصَاصِ الشَّعرِ ،و هو مَوْضِعُ الجَبْهَهِ .ذَکَرَه ابنُ دُرَیْدٍ فی الثُّنَائِیّ المُلْحَق بالرُّباعِیّ : الغَضْغَاضُ . أَو مُقَدَّمُ الرَّاَسِ و ما یَلیهِ من الوَجْهِ ،و هذَا یُذْکَرُ عن أَبی مَالکٍ . أَو الرَّوْثَهُ نَفْسُهَا.أَو ما بَیْنَ أَسْفَلِهَا إِلَی أَعْلاَهَا ،قالَ :

لَمَّا رَأَیْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا

للشَّرِّ لا یُعْطِی الرِّجَالَ النِّصْفَا

أَعْدَمْتُه غُضَاضَهُ و الکَفَّا

و رَواهُ یَعْقُوبُ فی الأَلْفَاظِ :عُضَاضَهُ ،بالعَیْن المُهْمَله، و قد ذُکِرَ فی مَوْضعه.

و الْغَضَاضُ . کسَحَابٍ :مَاءٌ علی یَوْمٍ من الأَخَادِیدِ ، کما فی العُبَاب 2.

و الغَضَاضَهُ :الذِّلَّهُ و المَنْقَصَهُ .یُقَالُ :لَیْسَ عَلَیْک فی هذا الأَمْرِ غَضَاضَهٌ ،أَیْ ذِلَّهٌ و مَنْقَصَهٌ و انکِسَارٌ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

و أَحْمَقُ عِرِّیضٌ علیه غَضَاضَهٌ

تَمَرَّسَ بِی مِن حَیْنهِ و أَنَا الرَّقِمْ

کالغُضَّه ،بالضَّمِّ ،و هذه عن ابن عَیّادٍ، و الغَضِیضَهِ و المَغَضَّهِ . قال ابنُ الأَعْرَابیّ :ما أَردْتُ بذلک غَضِیضَهَ فُلانٍ و لا مَغَضَّتَه ،کقولک:نَقِیصَتَهُ و مَنْقَصَتَهُ .و یُقَال:ما غَضَضْتُکَ شَیْئاً،أَی ما نَقَصْتُک شَیئاً.

و غَضَّضَ تَغْضِیضاً :أَکَلَ الغَضَّ ،أَی الطّلْعَ . أَو غَضَّضَ : صَارَ غَضّاً مُتَنَعِّماً ،کما فی العُبَاب. أَو غَضَّضَ :

أَصابَتْهُ غَضَاضَهٌ ،أَی انْکِسَارٌ و مَذَلَّهٌ ،أَو نَعْمَهٌ ،کما فی التَّکْمِلَه.

و غَضْغَضَهُ غَضْغَضَهً : نَقَصَهُ کغَضَّهُ یَغُضُّهُ غَضّاً فتَغَضْغَضَ :نَقَصَ .و فی الصّحاح: تَغَضْغَضَ الماءُ:

نَقَصَ ،و غَضْغَضْتُه أَنا.

17- و لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَوْفٍ قال عَمْرو بنُ العاصِ :هَنِیئاً لَکَ یا بْنَ عَوْفٍ ،خَرَجْتَ من الدُّنْیَا ببِطْنَتِکَ و لم تَتَغَضْغَضْ 3منها بشَیءٍ». قال أَبو عُبَیْدٍ:

أَی مَاتَ وَافِرَ الدِّینِ لم یَنْقُصْ منه شَیْ ءٌ.و قال الأَزْهَریّ :

أَی لَمْ یَتَلَبَّسْ بشَیْ ءٍ من وِلایَهٍ و لا عَمَلٍ یَنْقُصُ أُجُورَهُ الَّتی وَجَبَتْ لَهُ .

و قال أَبو عُبَیْدٍ،فی باب مَوْتِ البَخِیل و مَالُه وَافِرٌ لَمْ یُعْطِ مِنْه شَیْئاً:من أَمْثَالهم فی هذَا:مَاتَ فُلانٌ ببِطْنَتِهِ ،لم یَتَغَضْغَضْ منْهَا شَیْ ءٌ 4،زادَ غَیْرُه:کما یُقَال:مَاتَ و هُوَ عَرِیضُ البِطَانِ ،أَیْ سَمِینٌ من کَثْرَهِ المالِ ،کما نَقَلَهُ الجَوْهَریّ .

و الغَضْغَضَهُ :الغَیْضُ ،قاله اللَّیْثُ یُقَال:بَحْرٌ لا یُغَضْغَضُ و لا یُغَضْغِضُ ،أَی لا یَغِیضُ .أَو لا یُنْزَحُ ،و وَقَع فی التَّکْمِلَه:الغَیْظُ بالظَّاءِ،و هو تَصْحیفٌ مُنْکَرٌ.و أَنْشَدَ الجَوْهَریُّ للأَحْوَص:

سَأَطْلُبُ بالشّامِ الوَلیدَ فإِنَّهُ

هُوَ البَحْرُ ذُو التّیَّارِ لا یَتَغَضْغَضُ

و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

و جَاشَ بتَیَّارٍ یُدَافِعُ مُزْبِداً

أَوَاذِیَّ 5من بَحْرٍ لَهُ لا یُغَضْغِضُ

و غُضَّا ،بالضَّمِّ و الشَّدِّ ،،أَیْ کالأَمْرِ للاثْنَیْنِ بالغَضِّ : ماءٌ لبَنی عامِرِ بْنِ رَبیعَهَ ما خَلا بَنِی البَکّاءِ ،نقله الصّاغَانیّ .

*و ممّا یُسْتدْرکُ علیه:

شَیْ ءٌ بَاضٌّ غَاضٌّ ،کبَضٍّ غَضٍّ ،أَی طَرِیٌّ نَاضِرٌ لَمْ یَتَغَیَّرْ.

و امْرَأَهٌ غَضَّهٌ و غَضِیضَهٌ .و قال اللِّحْیَانیّ : الغَضَّهُ منَ النِّسَاءِ:الرَّقیقَهُ الجِلْدِ،الظّاهِرَهُ الدَّمِ ،و قد غَضَّتْ تَغِضُّ و تَغَضُّ 6غَضَاضَهً ،و غُضُوضَهً ،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَسَاس.

ص:112


1- (1) ضبطت فی التهذیب:«تَغِص»و ما أَثبت ضبطه عن اللسان.

و نَبْتٌ غَضٌّ :نَاعِمٌ ،و ظِلٌّ غَضٌّ .قال:

فصَبَّحَتْ و الظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ

أَی لم تُدْرِکْهُ الشَّمْسُ ،فهو غَضٌّ ،کما أَن النَّبْتَ إِذَا لم تُدْرِکْهُ الشَّمْسُ کانَ کَذلک،و کُلُّ ناصِرٍ غَضٌّ نَحْو الشّابّ و غَیْره.

و اغْتَضَّ منه،مثْلُ غَضَّ .

و الغَضَاضَهُ :الفُتُورُ فی الطَّرْفِ .یُقَال: غَضَّ و أَغْضَی ، إِذا دَانَی بَیْن جَفْنَیْهِ .و الغَضِیضُ الطَّرْفُ :المُسْتَرْخِی الأَجْفَانِ .

و الغُضُوضَهُ :التَّنَعُّمُ ،عن ابنِ الأَعْرَابیّ .

و یقال للأَمِینِ :إِنَّکَ لَغَضِیضُ الطَّرْفِ نَقِیُّ الظَّرْفِ .

و یُقَالُ : غُضَّ منْ لِجَامِ فَرَسِکَ ،أَی (1)صَوِّبْهُ و انْقُصْ من غَرْبهِ و حِدَّتِهِ .و قال اللَّیْثُ : الغَضُّ :وَزْعُ العَذْلِ و أَنْشَدَ:

غُضَّ المَلامَهَ إِنّی عَنْکَ مَشْغُولُ

و غَضْغَضَ المَاءُ و الشَّیْ ءُ بنَفْسِه:نَقَصَ ،فهو لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ.

و مَطَرٌ لا یُغَضْغِضُ ،أَی لا یَنْقَطِعُ .و الغَضْغَضَهُ :أَنْ یَتَکَلَّمَ الرَّجُلُ فلا یُبِینُ .

و یُقَال لِلرَّاکِبِ إِذَا سَأَلْتَهُ أَنْ یُعَرِّجَ عَلَیْکَ قَلیلاً: غُضَّ ساعَهً ،و کذلک اغْضُضْ ،أَی احْبِسْ لی (2)مَطِیَّتَکَ وقِفْ عَلَیَّ .کما فی الأَسَاس.و أَنشد الصّاغَانیّ للنّابغَهِ الجَعْدِیّ :

خَلِیلَیَّ غُضَّا سَاعَهً و تَهَجَّرَا

و لُومَا علی مَا أَحْدَثَ الدَّهْرُ أَوْذَرَا

أَی غُضَّا من سَیْرِ کُمَا و عَرِّجَا قلیلاً ثمّ روحَا مُتَهَجِّرَیْنِ .

و انْغِضَاضُ الطَّرْفِ :انْغِماضُه،و قد ذَکَرَهُ المُصَنِّف اسْتطْراداً فی«غ م ض»و أَحالَ علی هذه المَادَّه.

و الغَضْغَضَهُ :غَلَیَانُ القِدْرِ،نَقَلَه ابنُ القَطّاع.

و مُحَمَّدُ بنُ یُوسُفَ بنِ الصباح الغَضِیضِیّ ،کان یَتَوَلَّی حَمْدُونَهَ ابنَهَ غَضِیض أُمَّ وَلَدِ هارُونَ الرَّشِیدِ،و حَدَّثَ عن رُشْدِ بنِ سَعْدٍ،و عَنْه ابنُ أَبی الدُّنْیَا.

غمض

الغَامِضُ :المُطْمَئِنُّ المُنْخَفِضُ من الأَرْضِ .

ج غَوَامِضُ ، کالغَمْضِ ،بالفَتْح.و قال أَبو حَنِیفَهَ : الغَمْضُ :

أَشَدُّ الأَرْضِ تطامُناً،یَطْمَئنُّ حَتَّی لا یُرَی ما فیه.

و مَکَانٌ غَمْضٌ .قال رُؤْیَهُ :

إِذا اعْتَسَفْنَا رَهْوَهً أَو غَمْضَا

فَیْفاً کأَنَّ آلَهُ المُبْیَضَّا

مُلاءُ غَسّالٍ أَجَادَ الرَّحْضَا

ج غُمُوضٌ و أَغْمَاضٌ .قال رُؤْبَهُ أَیْضاً یَمْدَحُ بِلاَلَ بْنَ أَبی بُرْدَهَ :

أَنْتَ المُجَلِّی ظُلَمَ الأَغْمَاضِ

کالبَدْرِ یَجْلُو اللَّیْلَ بالبَیَاضِ

هکذا أَنْشَدَه الصّاغَانِیُّ .

و قد غَمَضَ المَکَانُ یَغْمُضُ غُمُوضاً ،من حَدِّ نَصَرَ، و غَمُضَ ، ککَرُمَ ، غُمُوضَهً و غَمَاضَهً ،کَذَا نَقَلَه الجَوْهَریُّ و الجَمَاعَهُ .

و الغَامِضُ : الرَّجُلُ الفَاتِرُ عن الحَمْلَهِ ،جَمْعُه غَوَامِضُ ، قالَهُ اللَّیْثُ و أَنْشَدَ:

و الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِیُّ فارِضُ

لا یَسْتَطِیعُ جَرَّهُ الغَوَامِضُ

و یُرْوَی:نَزْعَهُ الغَوَامِضُ .

و الغَامِضُ : خِلافُ الوَاضِحِ من الکَلامِ ،و قد غَمُضَ ، ککَرُمَ ،و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و الصاغَانِیُّ ، و زادَ ابنُ بَرّیّ : غَمَضَ ،مثْل نَصَرَ، غُمُوضَهً ،مَصْدَرُ الأَوَّل، و غُمُوضاً ،مَصْدَرُ الثَّانی،فَفیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ .قال ابنُ بَرّیّ :و فی کَلاَم ابْن السّرّاجِ ،قال:فتَأَمَّلْه فإِنَّ فیه غُمُوضاً یَسِیراً،أَیْ أَنّ الضَّمیر رَاجعٌ للکَلاَم.

و فی الأَسَاس:مسأَلهٌ فیهَا غَوَامِضُ .و فی اللِّسَان:مَسْأَلَهٌ غَامِضَهٌ :فیها نَظَرٌ و دِقَّهٌ .

و الغامِضُ : الخَامِلُ الذَّلِیلُ .و فی الصّحاح و العُبَاب:

رَجُلٌ ذُو غَمْضٍ :خامِلٌ ذَلِیلٌ .و أَنشَدُوا قَوْلَ کَعْبِ بنِ لُؤَیُّ لأَخیهِ عَامِرِ بنِ لُؤَیٌّ :

لَئنْ کُنْتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ لَقَدْ بَدَا

لِجَمْعِ لُؤَیٍّ مِنْکَ ذِلَّهُ ذِی غَمْضٍ

ص:113


1- (1) فی الأَساس:أَی صوّبه وطأ منه لتقص من غربه»و الأَصل کاللسان. [1]
2- (2) الأَساس:احبس علیّ .

13- و فی الکَلِمَات القُدْسِیَّه: «إِن أَغْبَطَ أَوْلِیَائی عِنْدی لَمُؤْمِنٌ حَفِیفَ الحَاذِ،ذُو حَظٍّ من الصَّلاهِ أَحسَنَ عِبَادَه رَبِّه و أَطاعَه فی السِّرِّ،و کان غامِضاً فی النَّاس،لا یُشَارُ إِلَیْه بالأَصَابع، و کانَ رِزْقُهُ کَفَافاً فصَبَرَ عَلَی ذلِک».

و الغَامِضُ : الحَسَبُ الغَیْرُ المَعْرُوفِ جَمْعُه: أَغْمَاضٌ ، کصَاحبٍ و أَصْحَابٍ .و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ و الصَّاغَانِیّ لرُؤْبَهَ :

بِلالُ یا بنَ الحَسَبِ الأَمْحَاضِ

لَیْسَ بأَدْناسٍ و لا أَغْمَاضِ (1)

و یُقَال:إِنَّه جَمْعُ غَمْضٍ .

و الغَامِضُ : الغَاصُّ (2)من الخَلاَخِل فی السّاقِ ،و قد غَمَضَ فی السّاقِ غُمُوضاً :غَضَّ .و فی اللّسَان:غاصَ . و الغَامِضُ مِنَ الکُعُوبِ :ما وَارَاهُ اللَّحْمُ . و من السُّوقِ :

السَّمِینُ .

و غَمَضَ یَغْمِضُ ،من حَدّ ضَرَبَ ،من قَوْلهمْ غَمَضَ عنه فی البَیْعِ أَو الشِّرَاءِ یَغْمِضُ ،إِذَا تَسَاهَل علیه، کأَغْمَضَ ، کَذَا فی العُبَاب و الصّحاح.و من الباب الأَوَّلِ قِرَاءَهُ الجَمّاعَه إِلاّ أَنْ تُغْمِضُوا فِیهِ (3)کما سَیَأَْتی قَریباً.

16- و فی الحَدیث: «لم تَأَْخُذْه إِلاَّ علی إِغْمَاضٍ ».

الإِغْمَاضُ :المُسَامَحَهُ و المُسَاهَلَه.

و یقال: غَمَضَ عَنْه،إِذا تَجَاوَزَ.

و غَمَضَ فی الأَمْرِ (4)،هکذا فی سَائِر الأَُصُول،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ کما فی نَوَادِرِ اللّحْیَانیّ غَمَضَ فی الأَرْضِ یَغْمِضُ و یَغْمُضُ ،من حَدّ نَصَرَ و ضَرَبَ ، غُمُوضاً ،إِذا ذَهَبَ فیها،إِلی هُنَا نَصّ النَّوَادر، و سارَ ،و هو بمَعْناه.و فی الأَسَاسِ و اللّسَان:غَابَ ،بَدَلُ :سارَ،و هو نَصُّ اللِّحْیَانیّ أَیْضاً فی اللّسَان (5).

و غَمَضَ السَّیْفُ فی اللَّحْمِ یَغْمُضُ ،من حَدّ نَصَرَ:

غَابَ عن ابْنِ عَبّادٍ.و فی الأَسَاس:ضَرَبْتُه بالسَّیْفِ فغَمَضَ فی اللَّحْمِ غَمْضَهً .

و دَارٌ غَامِضَهٌ :غَیْرُ شَارِعَهٍ ،و قد غَمَضَتْ تَغْمُضُ غُمُوضاً ،قالَهُ اللَّیْثُ .و فی اللِّسَان:إِذَا لَمْ تَکُنْ علی شَارِعٍ .و فی الأَسَاسِ :و هی الَّتی تَنَحَّتْ عن الشَّارِع.

و ما اکْتَحَلْت غَمَاضاً ،بالفَتْح و یُکْسَر،و لا غُمْضاً ، بالضَّمِّ ،و لا تَغْمَاضاً ،و لا تَغْمِیضاً ،بفَتْحِهما ،ذَکَرَهُنَّ الجَوْهَرِیّ ،و لم یَذْکُرِ الصَّاغَانِیُّ الأَخِیرَ. و زاد ابنُ سِیدَه و لا إِغْمَاضاً ،بالکَسْرِ ،و أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ و الصَّاغَانِیّ ،أَی ما نِمْتُ .و قال ابنُ بَرّیّ : الغُمْضُ و الغُمُوضُ و الغِمَاضُ :

مَصْدَرٌ لِفِعْل لم یُنْطَقْ به،مثل الفَقْر،قال رُؤْبهُ :

أَرَّق عَیْنَیْک عَنِ الغِمَاضِ

بَرْقٌ سَرَی فی عَارِضٍ نَهَّاضِ

و یُقَالُ : ما لی فی هذا الأَمْر غَمِیضَهٌ ،و غَمیزَه،أَی عَیْبٌ ،کما فی العُبَاب و الصّحاح.

و اغْمِضْ (6)لی فیمَا بِعْتَنیِ ،هو من حَدّ ضَرَبَ فی سائر النُّسَخ،و الصَّوَاب أَغْمِضْ ،کأَکْرِمْ ،کما هُوَ مَضْبُوطٌ فی الصّحاح و العُبَاب، و غَمِّضْ ،من باب التَّفْعِیل،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ و ابنُ سِیدَه، کأَنَّکَ تُریدُ الزِّیادَهَ منه لرَدَاءَتِهِ و الحَطِّ من ثَمَنِهِ ،فاستعمل التَّغْمِیض هُنَا فی غَیْرِ النَّوْمِ .

یقال: أَغْمَضَ فی السِّلْعَهِ ،إِذَا اسْتَحَطَّ من ثَمَنِهَا لرَدَاءَتِهَا، و یَقُولُ الرَّجُل لبَیِّعِهِ : غَمِّضْ لی فی البِیَاعَه،مثل أَغْمِضْ لی،أَیْ زِدْنِی،لمَکَانِ رَدَاءَتِهِ ،أَو حُطَّ لی من ثَمَنِه.و قال الزَّمَخْشَرِیّ :هو مَجَازٌ.و قال ابنُ الأَثِیرِ:یقال: أَغْمَضَ فی البَیْع یُغْمِضُ ،إِذَا اسْتزادَهُ من المَبِیعِ و اسْتَحَطَّه من الثَّمَنِ فوَافَقَهُ علیه.و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لِأَبِی طالِبٍ :

هُمَا أَغْمَضَا لِلْقَوْمِ فی أَخَوَیْهِمَا

و أَیْدِیهِمَا من حُسْنِ وَصْلِهِمَا صِفْرُ

قال:و قال المُتَنَخِّل الهُذَلِیّ :

یَسُومُونَه أَنْ یُغْمِضَ النَّقْدَ عِنْدَهَا

و قد حَاوَلُوا شِکْساً علیها یُمَارِسُ

ص:114


1- (1) فی التهذیب: لسن بنحسات و لا أَغماضِ .
2- (2) فی القاموس:العاضُّ .
3- (3) سوره البقره الآیه 267. [1]
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أَخری:و فی الأَرض.
5- (5) الذی فی اللسان:«ذهب فیها»و فی الأَساس:إِذا ذهب و غاب.
6- (6) فی القاموس:و أَغْمِضْ .

و أَغْمَضَ حَدَّ السَّیْفِ :رَقَّقَهُ ، کغَمَّضَه تَغْمِیضاً ،الأَخیرُ عن الزَّمَخْشَرِیّ .

و کَذَا أَغْمَضَ فُلانٌ فُلاناً ،إِذَا حَاضَرَه فسَبَقَهُ بَعْدَ ما سَبَقَه ذَلکَ ،عن ابْن عَبَّادٍ أَیْضاً،کما نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و یُقَالُ :إِنَّ المُغْمِضَات ، (1)من الذُّنُوبِ الَّتِی یَرْکَبُهَا الرَّجُلُ و هو یَعْرِفُهَا ،کما فی العُبَاب.قُلْتُ :و هو

16- فی حَدیث مُعَاذٍ:

«إِیَّاکُم و مُغْمِضَاتِ (2)الأَُمُورِ». و فی روایه:و المُغْمِضَاتِ منَ الذُّنُوب.و هی الأَُمُورُ العَظِیمَهُ الَّتی یَرْکَبُهَا و هو یَعْرِفُهَا، فکأَنَّه یُغْمِضُ عَیْنَیْه عنها تَعَامِیاً (3)و هو یُبصِرُهَا.قال ابنُ الأَثیر،و رُبَّمَا رُوِیَ بفَتْحِ المیم،و هی الذُّنُوبُ الصّغار، سُمِّیَت لأَنَّهَا تَدِقُّ و تَخْفَی فیَرْکَبُهَا الإِنْسَانُ بضَرْبٍ من الشُّبْهَه و لا یَعْلَمُ أَنَّه مُؤَاخَذٌ بارْتِکَابِهَا.

و غَمَّضَت النَّاقَهُ تَغْمِیضاً :رُدَّت ،هکذا فی نُسَخِ الصّحاح،و فی بعضها:ذِیدَتْ ،و مثلُه فی الأَسَاسِ ، عن الحَوْض فحَمَلَتْ علی الذَّائِدِ مُغَمّضَهً عَیْنَیْهَا فوَرَدَتْ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِأَبی النَّجْمِ ،زادَ الصّاغَانِیُّ :یَصف نَاقَهً :

تَخَبِّطُ الذائدَ إِنْ لم یَزْحَلِ

تَغْشَی العَصَا و الزَّجْرَ إِنْ قال حَلِ

یُرْسِلُهَا التَّغْمِیضُ إِنْ لم تُرْسَلِ

قلت:و بعده:

خَوْصَاءَ تَرْمِی بالیَتِیم المُحْثَلِ و یقال: غَمَّضَ فُلانٌ عَلَی هذَا الأَمْرِ ،إِذَا مَضَی و هو یَعْلَمُ ما فیه ،کما فی العُبَاب. و غَمَّضَ الکَلامَ :أَبْهَمَهُ و هو خِلافُ أَوْضَحَهُ ،کما فی الصّحاح.

و ما اغْتَمَضَتْ عَیْنَایَ ،أَی ما نَامَتَا ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ .

و قال الأَصْمَعیُّ :یُقَال: أَتَانِی ذلکَ عَلَی اغْتِمَاضٍ ،أَی عَفْواً بلا تَکَلُّفٍ و لا مَشَقَّهٍ ،و هو مَجَاز.قال أَبُو النَّجْم:

و الشِّعْرُ یَأَْتِینِی علی اغْتِمَاضِ (4)

طَوْعاً و کَرْهاً و علی اعْتِرَاضِ

أَی أَعْتَرِضُهُ اعْتِرَاضاً فآخُذُ منه حَاجَتِی،من غَیْر أَنْ أَکُونَ قدَّمْتُ الرَّوِیَّهَ فیه.

و انْغِمَاضُ الطَّرْفِ :انْغِضَاضُهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ .و المُصَنِّفُ لم یَذْکُر انْغِضَاضَ الطَّرْفِ فی مَوْضِعِهِ ،فهو إِحَالَهٌ علی غَیْر مَذْکُور.

و قال اللَّیْثُ :جَاءَ رَجُلٌ بصَدَقَهٍ من حَشَفِ التَّمْرِ فأَلْقَاهُ فی خِلاَلِ الصَّدَقَهِ ،فأَنْزَلَ اللّه تَعَالَی: وَ لا تَیَمَّمُوا الْخَبِیثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَ لَسْتُمْ بِآخِذِیهِ إِلاّ أَنْ تُغْمِضُوا فِیهِ (5)أَی لا تُنْفِقْ فی قَرْضِ رَبِّکَ خَبِیثاً،فإِنَّک لو أَرَدْتَ شِرَاءَهُ لَمْ تَأَْخُذْهُ حَتَّی تُغْمِضَ فیه،أَی تَحُطَّ من ثَمَنِهِ .و قَال الزَّجَّاجُ :أَی أَنْتُمْ لا تَأَْخُذُونَهُ إِلاّ بوَکْسٍ ،فکَیْفَ تُعْطُونَهُ فی الصَّدَقَهِ .

و قال الفَرَّاءُ:لَسْتُم بآخِذِیهِ إِلاَّ عَلَی إِغْمَاضٍ أَو بِإِغْمَاضٍ .

و یَدُلُّک علی أَنَّهُ جَزَاءٌ أَنَّکَ تَجِدُ المَعْنَی:إِنْ أَغْمَضْتُمْ بَعْدَ الإِغْمَاضِ أَخَذْتُمُوهُ .و قَرَأَ البَرَاءُ بنُ عازِبٍ ،رَضِیَ اللّه عنهُ ، و الحَسَنُ البَصْرِیُّ ،و أَبُو البَرَهْسَم: إِلاَّ أَنْ تَغْمِضُوا فیه بِفَتْحِ التّاءِ،و قد سَبَقَ معناه.

*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:

ما غَمَضْتُ ،و لا أَغْمَضْتُ ،و لا اغْتَمَضْت ،أَی ما نمْتُ .

لُغَاتٌ کُلُّهَا.

و اغْتَمَضَ البَرْقُ :سَکَنَ لَمَعَانهُ ،و هو مَجَازٌ،کالنَّائِم تَسْکُنُ حَرَکَاتهُ ،قال:

أَصاحِ تَرَی البَرْقَ لَمْ یَغْتَمِضْ

یَمُوتُ فُوَاقاً و یَشْرَی فُوَاقَا

و أَغْمَضَ طَرْفَه عَنّی و غَمَّضَه :أَغْلَقَه.و أَغْمَضَ المَیِّتَ و غَمَّضَهُ ، إِغْمَاضاً و تَغْمِیضاً .و تَغْمِیضُ العَیْنِ : إِغْماضُهَا .

و غَمَّضَ عَلَیْه و أَغْمَضَ :أَغْلَقَ عَیْنَیْه.أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لحُسَیْن بن مُطَیر الأَسَدیِّ :

ص:115


1- (1) ضبطت فی التکمله بضم ففتح فمیم مشدده مکسوره.و مثلها فی اللسان فی حدیث معاذ.
2- (2) ضبطت عن النهایه،و [1]ضبطت فی اللسان [2]بتشدید المیم.
3- (3) النهایه:« [3]تعاشیاً»و تعاشی:تجاهل.قاموس.
4- (4) فی التهذیب:علی اغتماضی.
5- (5) سوره البقره الآیه 267. [4]

قَضَی اللّه یا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائلاً

أُحِبُّکِ حَتّی یُغْمِضَ العَیْنَ مُغْمِضُ

و سَمِعَ الأَمْرَ فَأَغْمَضَ عَنْهُ ،و عَلَیْهِ ،یُکْنَی بِه عن الصَّبْرِ.

و یُقَالُ :سَمِعْتُ مِنْهُ کَذَا فأَغْمَضْتُ عَنْه و أَغْضَیْتُ ،إِذا تَغَافَلْتَ عنه.

و فی الأَسَاس: التَّغْمِیضُ عن الإِسَاءَهِ هو الإِغْضَاءُ و التَّغَافُلُ ،و کَذلِک الاغْتِمَاضُ ،و هُوَ مَجَازٌ،و أَنْشَدَ اللّیْثُ :

و مَنْ لَمْ یُغَمَّضْ عَیْنَهُ عن صَدیقِهِ

و عَنْ بَعْضِ ما فِیهِ یَمُتْ و هو عَاتِبُ

و الغَوَامِضُ :صِغَارُ الإِبلِ ،وَاحِدُهَا غَامِضٌ .

و المَغَامِضُ وَاحِدُهَا مَغْمَضٌ ،و هو أَشَدُّ غُؤُوراً،نقله الجَوْهَرِیّ ،أَی من الغَمْضِ .و أَغْمَضَتِ الفَلاهُ علی الشُّخُوصِ :إِذا لم تَظْهَرْ فیهَا لِتَغْیِیبِ الآلِ إِیَّاهَا و تَغَیُّبِها (1)فی غُیُوبِهَا.و قال ذُو الرُّمَّه یَصفُ صَحْرَاءَ:

إِذَا الشَّخْصُ فیها هَزَّهُ الآلُ أَغْمَضَتْ

عَلَیْه کإِغْمَاضِ المُفَضِّی هُجُولُهَا

أَی أَغْمَضَت هُجُولُهَا عَلَیْه،أَی یَدْخُل الشَّخْصُ فی الهُجُول و لا یُرَی کما یُغْمِضُ الإِنْسَانُ علی الشَّیْ ءِ.

و الهُجُولُ :جَمْع الهَجْل من الأَرْض،کما فی اللِّسَان و العُبَاب.

و فی اللسان (2): أَغْمضَت المَفازَهُ عَلَیْهم:لم یَظْهَرُوا فِیهَا کَأَنَّمَا أَغْمَضَتْ علیهم أَجْفَانهَا،و هو مَجازٌ.

و غَمَضَ الشَّیْ ءُ و غَمُضَ ،من حَدِّ نَصَرَ و کَرُم، غُمُوضاً ، فیهمَا،أَیْ خَفِیَ .و غَمَضَ الشَّیْ ءُ من حَدِّ نَصَرَ:صَغُرَ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع.و کُل مَا لَمْ یَتَّجِهْ عَلَیْکَ من الأُمُور فَقَد غَمَضَ عَلَیْک.

و مُغْمِضَاتُ اللَّیْل:دَیَاجِیرُهَا (3).

و غَمُضَ الأَمْرُ غُمُوضاً و فیه غُمُوضٌ .قال اللِّحْیَانیّ :و لا یَکادُونَ یَقُولُون:فیه غُمُوضَهٌ .

و یُقَال لِلرَّجلِ الجَیَّد الرَّأْیِ :قد أَغْمَضَ النَّظَرَ.و فی الأَساس:لمَنْ جاءَ برَأْیٍ سَدِیدٍ،و هو مَجازٌ.و فی المُحْکَم: أَغْمَضَ النَّظَرَ،إِذَا أَحْسَنَ النَّظَرَ،أَوْ جاءَ برَأْیٍ جَیِّدٍ.و قال ابنُ القَطّاع: أَغْمَضَ فی النَّظَر:أَدَقَّ .

و مَعْنًی غامِضٌ ،أَی لَطِیفٌ .

و ما فی هذَا الأَمْر غُمُوضَهٌ مثْل غَمِیضَهٍ ،کما فی اللّسَان (4).

و التَّغْمِیضُ :الرُّکُوبُ علی العَمْیَاءِ.و قال مُنْتَجِعٌ لرَجُلٍ من أَهْل البادِیَهِ :أَ یَسُرُّکَ کَذَا و کَذَا؟قال:و یَکُون خَیْراً، قال:لا و لکنْ علی المَغْمَضَهِ .

غنض

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

غَنَضَهُ غَنْضاً :جَهَدَهُ و شَقَّ عَلَیْه،هکَذَا أَوْرَدَه صَاحبُ اللّسَان،و قد أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ .

غیض

غَاضَ الماءُ یَغِیضُ غَیْضاً و مَغَاضاً ،:و مَغِیضاً :

قَلَّ و نَقَصَ ،أَو غارَ فذَهَبَ .و فی الصّحاح:قَلَّ فَنَصَبَ (5).

16- و فی حَدیث سَطِیحٍ : «و غَاضَتْ بُحَیْرَهُ سَاوَهَ ». أَی غَارَ مَاؤُهَا فذَهَبَ .

16- و فی حَدیث خُزیْمَهَ و ذَکَرَ السَّنَهَ : «و غَاضَتْ لها الدِّرَّهُ ». أَی نَقَصَ اللَّبَنُ ، کانْغَاضَ ،لُغَهٌ حِجَازیَّهٌ ،قال رُؤْبَه:

یَمُدُّه فَیْضٌ من الأَفْیَاضِ

لیْسَ إِذا خُضْخِضَ بالمُنْغَاضِ

و غَاضَ ثَمَنُ السِّلْعَهِ ،أَی نَقَص ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و غَاضَ المَاءَ و ثَمَنَ السِّلْعَهِ یَغِیضُهما غَیْضاً ،أَی نَقَصَهُمَا ، إِشاره إِلی أَنَّه یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی.و قال الکِسَائیّ : غَاضَ ثَمَنُ السِّلْعَهِ و غِضْتُهُ أَنا،فی باب فَعَلَ و فَعَلْتُهُ أَنا.و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للرَّاجِزِ و هُو من بَنی عُکْلٍ :

لا تَأْوِیَا للحَوْضِ أَنْ یَفِیضا

أَنْ تَغْرِضَا خَیْرٌ من أَنْ تَغِیضَا

یَقُولُ :أَنْ تَمْلَآهُ خَیْرٌ من أَن تَنْقُصَاهُ .

ص:116


1- (1) فی التهذیب:أو تغیبها.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و فی اللسان [1]هکذا فی النسخ، و الصواب أن یقول:و فی الأساس».
3- (3) اللسان: [2]دیاجیر ظُلَمه.
4- (4) زید فی اللسان:أی عیبٌ .
5- (5) الصحاح:قلّ و نضب.

و قال الأَسْوَدُ بنُ یَعْفُر:

إِمَّا تَرَیْنِی قَدْ فَنِیتُ و غَاضَنِی

ما نِیلَ مِنْ بَصَرِی و من أَجْلادِی

مَعْنَاهُ نَقَصَنِی بَعْدَ تَمَامِی.

وَ قَوْلهُ ،أَنْشَدَهُ ابْنُ الأَعْرَابیّ :

و لَوْ قَدْ عَضَّ مَعْطِسَهُ جَرِیرِی

لَقَدْ لانَتْ عَرِیکَتُهُ و غَاضَا

فَسَّرَه فقال:أَثَّرَ فی أَنْفِهِ حَتَّی یَذِلَّ .و قیلَ : غَاضَ الماءَ:

نَقَصَهُ و فَجَّرَهُ إِلی مَغِیضٍ ، کَأَغَاضَ .و فی الصّحاح: غَیَّضَ الماءَ:فَعکلَ به ذلِکَ ،و غَاضَهُ اللّه.یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی، و أَغَاضَهُ اللّه أَیْضاً.قُلْتُ :و مِن المُتَعَدِّی أَیْضاً

17- حَدِیثُ عَائشَه:

تَصِف أَبَاهَا،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا:«و غَاضَ نَبْعَ (1)الرِّدَّهَ ». أَی أَذْهَبَ مَا نَبَعَ منهَا و ظَهَرَ.و من اللاَّزم

16- الحَدیثُ : «لا تَقُومُ السَّاعَهُ حَتَّی یَکُونَ الوَلَدُ غَیْظاً،و المَطَرُ قَیْظاً،و یَفِیضَ اللِّئامُ فَیْضاً،و یَغِیضَ الکِرَامُ غَیْضاً ،و یَجْتَریءَ الصَّغیرُ علی الکَبِیر،و اللَّئیمُ علی الکَریم». أَی یَفْنَونَ و یَقِلُّون،و هو مَجَاز.و من الَّلازم أَیْضاً قَوْله تَعَالَی: وَ ما تَغِیضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ (2)قال الأَخْفَشُ : أَی و ما تَنْقُصُ ،نقله الجَوْهَرِیّ .و قال الزَّجّاجُ :أَی ما نَقَصَ من سَبْعَهِ (3)الأَشْهُرِ ، کَذَا فی سَائر النُّسَخ المَوجُودَه،و الصَّوابُ من تسْعَهِ الأَشْهُرِ الَّتی هی وَقْتُ الوَضْعِ ،کما فی العُبَاب و اللّسَان،و هو نَصُّ الزَّجَّاج،قال: وَ ما تَزْدادُ ،یَعْنِی علی التِّسْعَه.و قال بَعْضُهُم:مَا نَقَصَ عن أَنْ یَتِمَّ حَتَّی یَمُوتَ ،و ما زادَ حَتَّی یَتِمَّ الحَمْلُ .و علی هذَا ما فی النّسخ مِنْ تَقْدیم السِّین علی الباءِ یَکُون صَحِیحاً،کَأَنَّهُ ذَهَبَ إِلی هذَا القَولِ . و یَشْهَدُ له قَوْلُ قَتَادَهَ : الغَیْضُ :السِّقْطُ الَّذی لَم یَتِمَّ خَلْقُه ،أَی هو النَّاقِصُ عن سَبْعَهِ الأَشْهُرِ،فتَأَمَّلْ .

و الغِیضُ ، بالکَسْرِ:الطَّلْعُ .نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (4)و ابنُ الأَعْرَابیّ ،و کَذلکَ الغَضِیضُ و الإِغْرِیضُ ،و قدْ تَقَدَّمَا. أَو الغِیضُ هو العَجَمُ الخَارِجُ من لِیفِهِ .هکَذَا فی سَائرِ النُّسَخ.

و الذی نَقَلَه الصَّاغَانِیّ عن أَبِی عَمْرو: الغِیضُ :العَجَمُ الَّذِی لَمْ یَخْرُجْ منْ لِیفِهِ ، و ذلِکَ یُؤْکَلُ کُلَّه .فانْظُرْه و تَأَمَّلْ .

و الغَیْضَهُ ،بالفَتْح:الأَجَمَهُ ،و هی مُجْتَمَعُ الشَّجَرِ فی مَغِیضِ مَاءٍ یَجْتَمِعُ فیه الماءُ فیَنْبُتُ فیه الشَّجَرُ، ج: غِیَاضٌ و أَغْیَاضٌ ،کما فی الصّحاح.الأَخیرُ علی طَرْحِ الزَّائدِ و لا یَکُونُ جَمْعَ جَمْعٍ ،لأَنَّ جَمْعَ الجَمْعِ مُطَرَّحٌ ما وُجِدَت عَنْه مَنْدُوحهٌ .قال رُؤُبَهُ :

فی غَیْضَهٍ شَجْرَاءَ لَمْ تَمَعَّرِ

مِن خَشَبٍ عاسٍ و غَابٍ مُثْمِرِ

و المُرَادُ بالشَّجَر أَیُّ شَجَرٍ کان، أَو خَاضٌّ بالغَرَب لا کُلُّ شَجَرٍ (5)،کما نَقَلَهُ أَبو حَنِیفَهَ عن الأَعْرَابِ الأُوَلِ ،قال:

و الَّذِی جَاءَتْ به أَشْعَارُ العَرَب خِلاَفَ هذا،و أَنْشَدَ رَجَزَ رُؤْبَهَ هذا و قَال:فجَعلَهَا من المُثْمِرِ و غَیرِ المُثْمِرِ،و جَعَلَهَا غَابَهً ،و أَیُّ غَرَبٍ بنَجْدٍ یَلِی غَرَبَ الأَرْیَافِ إِذَا اجْتَمَعَتْ ، فهِیَ غِیَاضٌ ،کما فی العُباب.

و الغَیْضَهُ : نَاحِیَهٌ قُرْبَ المَوْصِلِ شَرْقِیَّها،عَلَیْهَا عِدَّهُ قُریً .

و من المَجَازِ: أَعْطَاهُ غَیْضاً من فَیْضٍ ،أَی قَلِیلاً منْ کَثیرٍ .و قال أَبو سَعِیدٍ:مَعْنَاهُ أَنَّهُ قد فَاضَ مَالهُ و مَیْسَرَتُه،فهو إِنَّمَا یُعْطِی من قُلّهِ (6).و منه

16- حَدیثُ عُثْمَانَ بنِ أَبِی العاصِ الثَّقَفِیّ : «لَدِرْهَمٌ یُنْفِقُه أَحَدُکُم من جَهْدهِ خَیْرٌ من عَشَرَهِ آلافِ درْهَم یُنْفِقُهَا غَیْضاً من فَیْضٍ ». أَی قَلِیلُ أَحَدِکم مع فَقْرِه خَیْرٌ منْ کَثیرِنَا مع غِنَانَا.

و غَیَّضَ دَمْعَهُ تَغْیِیضاً :نَقَصَهُ ،و حَبَسَه.و التَّغْیِیضُ :أَن یَأْخُذَ العَبْرَهَ من عَیْنِه و یَقْذِفَ بهَا.حَکَاهُ ثَعْلَبٌ ،و أَنْشَدَ:

غَیَّضْنَ منْ عَبَرَاتِهِنَّ و قُلْنَ لِی

ماذَا لَقِیتَ مِنَ الهَوَی و لَقِینَا (7)

مَعْنَاه أَنَّهُنَّ سَیَّلْنَ دُمُوعَهُنَّ حَتَّی نَزَفْنَهَا.قال ابنُ سِیدَه:

«مِنْ »هُنَا لِلتَّبعِیض،و تَکُونُ زَائِدَهً علی قَوْل أَبِی الحَسَنِ ، لأَنَّهُ یَرَی زیَادَهَ «مِنْ »فی الوَاجِبِ ،و حَکَی:قَدْ کانَ مِنْ

ص:117


1- (1) الأصل و اللسان،و [1]فی النهایه«نبغ».
2- (2) سوره الرعد الآیه 8. [2]
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«تسعه»و مثلها فی اللسان.
4- (4) الذی فی الجمهره 104/1 و ربما سمی الطلع الغیض أیضاً،و هی لغه یمانیه.
5- (8) فی القاموس:أو خاصٌ بالغرب لا کلُّ شجر(تقدیم علی)ج عیاض و أعیاض.
6- (5) عن اللسان و [3]بالأصل«من قلّه».
7- (6) البیت لجریر فی دیوانه ص 578.

مَطَرٍ،أَی قَدْ کَانَ مَطَرٌ.قُلْت:و قد سَبَقَ لِلْمُصَنِّف فی «غ ب ض»ما یقَرِّب ذلکَ ،و قد تَبِعَ اللَّیْثَ و صَحَّحَهُ الأَزْهَرِیّ ،و إِخَالُه مُصَحَّفاً من هذا.فتَأَمَّلْ .

و غَیَّضَ الأَسَدُ:أَلِفَ الغَیْضَهَ .نَقَلَهُ الصاغَانِیُّ و صَاحبُ الّلسَان.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

المَغِیضُ ،یَکُونُ مَصْدَراً،و یَکُونُ المَوْضِعَ الَّذِی یَغِیضُ فِیه الماءُ:و غَیَّضَهُ تَغْییضاً ، کغَاضَهُ و أَغَاضَهُ .و یَکُونُ المَغِیضُ أَیضاً اسْم مَفْعُولٍ ،کالمَبِیعِ .یُقَالُ : غِیضَ ماءُ البَحْرِ،فهو مَغِیضٌ ،مَفْعُولٌ به.

و الغَائِضُ فی قَوْل الشَّاعِرِ:

إِلَی اللّه أَشْکُو مِنْ خَلِیلٍ أَوَدُّهُ

ثَلاثَ خِلاَلٍ کُلُّهَا لیَ غَائِضُ (1)

قال بَعْضُهُمْ :أَرادَ:غائظ «بالظاءِ»فأَبْدَلَ الظَّاءَ ضاداً:

هذَا قَوْلُ ابنِ جِنِّی.و قال ابنُ سِیدَه:و یَجُوزُ عِنْدِی أَنْ یَکُونَ غَائِض غَیْرَ بَدَلٍ ،و لکنَّهُ من غَاضَهُ ،أَیْ نَقَصَهُ ، و یَکُون مَعْنَاهُ حینَئِذٍ أَنَّهُ یَنْقُصُنی و یَتَهَضَّمُنِی.

و غَاضَ الکِرَامُ :إِذَا قَلُّوا،و قد تَقَدَّمَ .

و الغَیْضُ :ما کَثُرَ من الأَغْلاثِ ،أَی الطَّرْفَاءِ،و الأَثْلِ ، و الحَاجِ ،و العِکْرِشِ ،و الیَنْبُوتِ .

و الغَیْضُ :مَوْضِعٌ بَیْنَ الکُوفَهِ و الشَّامِ .

فصل الفاءِ مع الضاد

فحض

فَحَضَه ،بالمُهْمَلهِ کمَنَعَهُ ،أَهْمله الجَوْهریّ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَیْ شَدَخَهُ یَمَانِیَهٌ ،قال: و أَکْثَرُ ما یُسْتَعْمَلُ فی الشَّیْ ءِ الرَّطْبِ کالقِثَّاءِ و البِطِّیخِ ،هکَذَا نَقَلَهُ صاحبُ اللِّسَانِ و الصّاغَانیّ .

فرض

الفَرْضُ ،کالضَّرْبِ :التَّوْقِیتُ ،قالَهُ ابنُ عَرَفَهَ ، و منه قَوْلُهُ تَعَالَی: فَمَنْ فَرَضَ فِیهِنَّ الْحَجَّ (2)فکُلُّ وَاجبٍ مُؤَقَّتٍ فهو مَفْرُوضٌ ،و کَذَا قَوْلُه تَعَالَی: ما کانَ عَلَی النَّبِیِّ مِنْ حَرَجٍ فِیما فَرَضَ اللّهُ لَهُ (3)أَی وَقَّتَ اللّه لَهُ و کَذلکَ قَوْلُه تَعَالَی: نَصِیباً مَفْرُوضاً (4)،أَی مُؤَقَّتاً،کُلُّ ذلکَ من تَفْسِیر ابْنِ عَرَفَهَ ،و کَذلکَ قَوْلُ الزَّجَّاجِ فی مَعْنَی قَوْلِهِ « مَفْرُوضاً » .و قال غَیْرُهُ : فَمَنْ فَرَضَ فِیهِنَّ الْحَجَّ أَی أَوْجَبَهُ عَلَی نَفْسِه بإِحْرَامِه.

و الفَرْضُ : الحَزُّ فی الشَّیْ ءِ ،یُقَالُ : فَرَضْتُ الزَّنْدَ و السِّوَاکَ .و فَرْضُ الزَّنْدِ حَیْث یُقْدَحُ مِنْهُ ،کما فی الصّحاح، و هو قَولُ ابْنِ الأَعْرَابیّ .و قال الأَصْمَعِیّ : فَرَضَ مِسْوَاکَهُ فهو یَفْرِضُهُ فَرْضاً ،إِذَا حَزَّهُ بأَسْنَانِهِ .

17- و فی حَدِیث عُمَرَ،رَضیَ اللّه عنه: «أَنَّهُ اتَّخَذَ عَامَ الجَدْبِ قِدْحاً فیه فَرْضٌ ». القِدْحُ :

السَّهْمُ قَبْلَ أَنْ یُعْمَلَ فیه الرِّیشُ و النَّصْلُ .و الفَرْضُ :الحَزُّ فی الشَّیْ ءِ و القَطْعُ ، کالتَّفْرِیضِ ،و هو التَّحْزِیزُ،و قد صَحَّفَهُ اللَّیْثُ فی قَوْل الشَّمَّاخ:

إِذَا طَرَحَا شَأْواً بأَرْضٍ هَوَی لَهُ

مُفَرِّضُ أَطْرَافِ الذِّرَاعَیْن أَفْلَجُ (5)

فَرَوَاهُ مُقَرِّض،بالقَافِ ،و هو بالفَاءِ کما رَوَاه الثَّقَات (6).

قال الباهِلِیُّ :أَرَادَ الشَّمَّاخُ بالمُفَرَّضِ المُحَزَّزَ،یَعْنِی الجُعَلَ ،نَبَّهَ عَلَیْه الأَزْهَرِیّ .قال:و أَرَادَ بالشَّأْوِ:ما یُلْقِیهِ العَیْرُ و الأَتَانُ من أَرْوَاثِهِمَا.و قالُوا:الجُعْلاَنُ مُفَرَّضَهٌ ،کأَنَّ فِیها حُزُوزاً.

و الفَرْضُ من القَوْس:مَوْقِعُ الوَتَرِ .و فی الصّحاح:

فَرْضُ القَوْسِ :الحَزُّ الَّذی یَقَعُ علیه الوَتَرُ. ج فِرَاضٌ و فُرُوضٌ أَیْضاً.قال الشّاعِر:

مِنَ الرَّضَمَاتِ (7)البِیضِ غَیَّرَ لَوْنَهَا

بَنَاتُ فِرَاضِ المَرْخِ و الیَابسُ الجَزْلُ

هکذا أَنْشَدَهُ ابنُ دُرَیْدٍ فی فِرَاضٍ جَمْعِ فَرْضٍ بمَعْنَی الحَزِّ.

و الفَرْضُ : ما أَوْجَبَهُ اللّه تَعَالَی، کالمَفْرُوض ،هکَذَا فی سائر النُّسَخِ ،و لَوْ قَالَ ، کالتَّفْرِیضِ ،کَانَ أَحْسَنَ ،کَمَا فی

ص:118


1- (1) نسبه فی حواشی المطبوعه الکویتیه للبرج بن مسهر.
2- (2) سوره البقره الآیه 197. [1]
3- (3) سوره الأحزاب الآیه 38. [2]
4- (4) سوره النساء الآیه 7. [3]
5- (5) عن التهذیب«قرض»و بالأصل«أفلح».
6- (6) قال الأزهری فی ترجمه«قرض»هذا تصحیف...و ثقات الرواه رووه بالفاء.
7- (7) عن الدیوان و بالأصل«الرصفات».

اللّسَان.قال:و التَّشْدِیدُ للتَّکْثِیرِ.قال الجَوْهَرِیُّ .سُمِّیَ بذلکَ لِأَنَّ له مَعَالِمَ و حُدُوداً.و فی العُبَاب:و قیلَ :لِأَنَّهُ لازِمٌ للعَبْدِ کلُزُومِ الفَرْضِ للقَدْحِ ،و هو الحَزُّ فیه.

و فی البَصَائِر: الفَرْضُ کالإِیجابِ ،لکِن الإِیجاب اعْتِبَاراً بوُقُوعِهِ ،و الفَرْض اعْتبَاراً بقَطْعِ الحُکْمِ فیه.و فی اللّسَان:

و هما سِیَّان عنْدَ الشَّافِعِیّ ،رَحِمَهُ اللّه.قُلْتُ :و عنْدَ أَبِی حَنیفَهَ :الفَرْقُ بَیْنَ الوَاجِب و الفَرْضِ ،کالفَرْق بَیْنَ السَّمَاءِ و الأَرْضِ .و قیلَ :کُلُّ مَوْضِعٍ وَرَدَ: فَرَضَ اللّه عَلَیْه، فبمَعْنَی الإِیجابِ ،وَ مَا وَرَدَ من: فَرَضَ اللّه له،فَهُوَ أَن لا یَحْظَرَهَا عَلَی نَفْسِه.

و الفَرْضُ : القِرَاءَهُ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .یُقَالُ : فَرَضْتُ جُزْئِی،أَی قَرَأْتُهُ .

و الفَرْضُ : السُّنَّهُ .یُقَالُ : فَرَضَ رَسُولُ اللّه صَلّی اللّه علیِه و سلّم،أَیْ سَنَّ ،تَفَرَّد به ابنُ الأَعْرَابِیّ .و قال غَیْرُه: فَرَضَ رَسُولُ اللّه صَلّی اللّه علیِه و سلّم،أَیْ أَوْجَبَ وُجُوباً لاَزِماً.قال الأَزْهَرِیّ :و هذَا هو الظَّاهِر.

و الفَرْضُ : نَوْعٌ ،و فی الصّحاح:جِنْسٌ مِنَ التَّمْرِ .قال الأَصْمَعِیُّ :أَجْوَدُ تَمْرِ عُمَانَ الفَرْضُ ،و البَلْعَقُ ،قال شاعِرُهُم:

إِذَا أَکَلْتُ سَمَکاً و فَرْضَا

ذَهَبْتُ طُولاً و ذَهَبْتُ عَرْضَا

کَذَا فی الصّحاح،و فی العُبَاب:و زَعَم أَبُو النَّدَی أَنَّهُ من مُدَاعَبَاتِ الأَعْرَابِ .قال:و الإِنْشَادُ الصَّحیح:

لو اصْطَبَحْتُ قارِصاً و مَحْضَا

ثُمَّ أَکَلْتُ رائِباً و فَرْضا

و الزُّبْدَ یَعْلُو بَعْضَ ذَاکَ بَعْضا

ثمّ شَرِبْتُ بَعْدَهُ المُرِضَّا

سَمَقْتُ طُولاً و ذَهَبْتُ عَرْضَا

کَأَنَّمَا آکُلُ مَالاً قَرْضَا

و فی اللّسَان:قال أَبُو حَنِیفَهَ :و أَخْبَرَنی بَعْضُ أَعْرَابِ عُمَانَ قال:إِذا أَرْطَبَتْ نَخْلَتُه فتُؤَخِّرَ عن اخْتِرَافِهَا تَسَاقَطَ عن نَوَاهُ فبَقِیت الکِبَاسَهُ لَیْسَ فیها إِلاّ نَوًی مُعَلَّقٌ بالتَّفَارِیق.

و قال اللَّیْثُ : الفَرْضُ : الجُنْدُ یَفْتَرِضُون ،أَی یَأْخُذُونعَطَایَاهُمْ ،و الجَمْعُ الفُرُوضُ ،هکَذَا رَوَاهُ الأَزْهَرِیّ عنه.

قال الصّاغَانِیّ .و لم أَجِدْهُ فی کتَابِ الَّلیْثِ .

و الفَرْضُ : التُرْسُ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبی عُبَیدٍ.قال:

و أَنْشَدَ لصَخْرِ الغَیِّ یَصِف بَرْقاً،کما فی العُبَاب:

أَرِقْتُ لَهُ مِثْل لَمْعِ البَشیرِ

یُقَلِّبُ بالکَفِّ فَرْضاً خَفِیفَا

قلت:و یُرْوَی«قَلَّبَ بالکَفِّ » (1).و قرأَتُ فی شَرْحِ الدِّیوَان: الفَرْضُ :تُرَیْسٌ خَفِیفٌ ،و إِنَّمَا سُمِّیَ به لأَنَّهُ فُرِضَ ،أَی قُدَّ و أُدِیرَ.شَبَّهَ البَرْقَ بتُرْسٍ خَفِیف یُقَلِّبه بَشِیرٌ بیَدِه لیَرَاهُ قَوْمٌ فیَتَبَشَّرُوا،شُبِّهَ بالفَرْضِ لِسُرْعَتِه.و فی الصّحاح:و لا تَقُلْ :قُرْصاً خَفیفاً،و هو قَوْلُ أَبی عُبَیْدٍ.و فی العُبَابِ هو قَوْل أَبِی عَمْرو (2).

و قِیلَ : الفَرْضُ : عُودٌ منْ أَعْوَادِ البَیْتِ هکَذَا فی سَائِر النُّسَخِ و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ : الفَرْضُ فی البَیْتِ .عُودٌ کما فی العُبَابِ ،و هو قَوْلُ الجُمْحِیّ .و لَمَّا رَأَی المُصَنِّف لَفْظَ البَیْتِ فی العُبَابِ ظَنَّ أَنَّ العُودَ من أَعْوَادِهِ ،و إِنَّمَا المُرَادُ من البَیْت بَیْتُ صَخْرِ الغَیِّ السَّابِق،فتَأَمَّلْ .و قال الجُمَحِیّ أَیْضاً:و سَمِعْتُ القِدْحَ ،و سَمعْتُ الخِرْقَهَ ،و العُودُ أَجْوَدُ.

و یقال:هو الثَّوْبُ ،أَعْنِی الفَرْضَ فی البَیْتِ ،رَوَاهُ الأَصْمَعیّ عن بَعْض أَعْرَابِ هُذَیْلٍ .و فی شَرْح الدِّیوان:

قال الأَخْفَشُ :یُقَالُ :هو القِدْحُ ،و یُقَال هو الثَّوْبُ .و فی العُبَاب: و قیلَ : الفَرْضُ : العَطِیَّهُ المَوْسُومَهُ .کَذَا فی النُّسَخِ بالوَاوِ.و فی الصّحاح (3)و العُبَاب:المَرْسُومَهُ ، بالرَّاءِ،و هو الصَّوابُ .یُقَالُ :ما أَصَبْتُ منْهُ فَرْضاً و لا قَرْضاً.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الفَرْضُ : مَا فَرَضْتَهُ عَلَی نَفْسِکَ فوَهَبْتَهُ أَوْ جُدْتَ بهِ لغَیْرِ ثَوَابٍ .و القَرْضُ بالقَاف.ما أَعْطَیْتَ منْ شَیْ ءٍ لِتُکَافَأَ عَلَیْهِ أَوْ لِتَأْخُذَهُ بِعَیْنِهِ .و أَنْشَدَ ابنُ فَارِسٍ للحَکَمِ بنِ عَبْدَل:

و ما نَالَهَا حَتَّی تَجَلَّتْ و أَسْفَرتْ

أَخُو ثِقَهٍ مِنِّی بقَرْضٍ و لا فَرْضِ

ص:119


1- (1) و هی روایه الصحاح و التهذیب،و ما بالأصل روایه دیوان الهذلیین 69/2.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أبی عمر».
3- (3) فی الصحاح:الموسومه،بالواو،کالأصل.

و الفَرْضُ منَ الزَّنْدِ حَیْثُ یُقْدَحُ منْه.أَو هو الحَزُّ الَّذی فیه ،و به فَسَّرَ بَعْضُهم قَولَ صَخْرِ الغَیِّ السّابق، کالفُرْضَهِ بالضَّمِّ .

و قولُه تَعَالَی: سُورَهٌ أَنْزَلْناها وَ فَرَضْناها (1)أَیْ جَعَلْنَا فِیهَا فَرَائِضَ الأَحْکَامِ ،أَوْ أَلْزَمْنَاکُمُ العَمَل بما فُرِضَ فیها. و قَرَأَ ابنُ کَثِیرٍ و أَبُو عَمْرٍو: و فَرَّضْنَاهَا ، بالتَّشْدِیدِ ،و مَعْنَاهُ حِینَئذٍ علی وَجْهَیْنِ :أَحَدهما علی مَعْنَی التَّکْثیر، أَی جَعَلْنَا فیهَا فَرِیضَهً بَعْدَ فَریضَهٍ کما فی العُبَاب،و فی اللّسَان:أَی إِنَّا فَرَضْنَا فیها فُرُوضاً ، أَو فَصَّلْنَاهَا ،و عَلَیْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ نَقْلاً عن أَبِی عَمرٍو،و زادَ الأَزْهَرِیّ : و بَیَّنَّاها ،و الَّذی فی التَّهْذِیبِ :أَی بَیَّنَّا و فَصَّلْنَا ما فِیها من الحَلاَلِ و الحَرَام.

و الفِرَاضُ ،ککِتَابٍ :اللِّبَاسُ یُقَال:ما عَلَیْه فِرَاضٌ ،أَی شَیْ ءٌ منْ لِبَاسٍ ،کما فی الصّحاح.و یُقَالُ :ما عَلَیْهِ فِرَاضٌ ،أَیْ ثَوْبٌ .و قال أَبُو الهَیْثَمِ :ما عَلَیْه سِتْرٌ.

و الفِرَاضُ : فُوَّهَهُ النَّهْرِ .قال لَبیدٌ،رَضیَ اللّه عنه،یَذْکُر المُلُوکَ المَاضِیَهَ :

و الحَارِثُ الحَرَّابُ خَلَّی عَاقِلاً

دَاراً أَقَامَ بهَا و لم یَتَنَقَّلِ

تَجْرِی خَزَائِنُه عَلَی مَنْ نَابَهُ

جَرْیَ الفُرَاتِ علی فِرَاضِ الجَدْوَلِ

و الفِرَاضُ : ع بَیْنَ البَصْرَهِ و الیَمَامَهِ قُرْبَ فُلَیْجٍ (2)منْ دیارِ بَکْرِ بن وَائلٍ ،قال القَعْقَاعُ :

لَقِینَا بالفِرَاضِ جُمُوعَ رُومٍ

و فُرْسٍ غَمُّهَا (3)طُولُ السَّلاَمِ

و قال ابنُ أَحْمَرَ:

جَزَی اللّهُ قَوْمِی بالأُبُلَّهِ نُصْرَهً

و مَبْدًی لَهُمْ حَوْلَ الفِرَاضِ و مَحْضَرَا

و الفِرَاضُ : الطُّرُقُ ،عن اللَّیْثِ .قال عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِبَ ،رَضِیَ اللّه عنه:

سَدَدْتُ فِرَاضَهَا لَهُمْ ببَیْتِی

و بَعْضُهُمُ بقُنَّتِه یُغَدِّی (4)

یُرِید أَنَّه نَزَلَ بَیْنَ الطُّرُقِ لِیَقْرِیَ .

و فَرضَتِ البَقَرَهُ ،کضَرَبَ ،و کَرُمَ ، فُرُوضاً ،و فَرَاضَهً ،فیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیّ :یُقَالُ من الْفَارِضِ : فَرَضَتْ ،و فَرُضَتْ ،و لم نَسمَعْ بفَرِضَ ،أَی کَبِرَتْ و طَعَنَتْ فی السِّنِّ ،و منه قَوْلُه تعالَی: لا فارِضٌ وَ لا بِکْرٌ (5)قال الفَرّاءُ و قَتَادَهُ : الفَارِضُ :

الهَرِمَهُ .و البِکْرُ:الشَّابَّهُ .قال عَلْقَمَهُ بنُ عَوْفٍ ،و قد عَنَی بَقَرَهً هَرِمَهً :

لَعَمْرِی لَقَد أَعْطَیْتَ ضَیْفَکَ فَارِضاً

تُجَرُّ إِلَیْه مَا تَقُومُ عَلَی رِجْلِ

و لَمْ تُعْطِه بِکْراً فیَرْضَی سَمِینَهً

فکَیْفَ یُجَازِی بالمَودَّهِ و الفِعْلِ

و قال أُمیَّهُ فی الْفَارِضِ أَیْضاً:

کُمَیْتٌ بَهِیمُ اللَّوْنِ لَیْسَ بفَارِضٍ

و لا بخَصِیفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَّقّم

و قال أَبو الهَیْثَم: الفَارِضُ هی المُسِنَّهُ .و قال أَبُو زَیْدٍ:

بَقَرَهٌ فَارِضٌ ،و هی العَظِیمَهُ السَّمِینَهُ ،و الجَمْعُ : فَوَارِضُ .

و قد یُسْتَعْمَلُ الفَارِضُ فی المُسِنِّ الضَّخْم مِنَ الرِّجَال .

و فی الصّحاح:الضّخْم من کُلِّ شَیْ ءٍ ،فیَکُونُ للمُذَکَّرِ و المُؤَنَّثِ ،قالَهُ الأَصْمَعِیّ ،أَی فَلاَ یُقَالُ فَارِضَهٌ .یُقَال:

رَجُلٌ فَارِضٌ و قَوْمٌ فُرَّضٌ ،و هو مَجَازٌ.قال رَجُلٌ مِن فُقَیْمٍ ، کما فی اللِّسَان،و فی العُبَاب:قال ضَبٌّ العَدَوِیُّ :

شَیَّبَ أَصْدَاغِی فرَأْسِی أَبْیَضُ

مَحَامِلٌ فیها رِجَالٌ فُرَّضُ

و یُرْوَی:

شَیَّبَنِی فالرَّأْسُ مِنّی أَبْیَضُ

و رَوَی ابنُ الأَعْرَابِیّ :

مَحَامِلٌ بِیضٌ وَ قَوْمٌ فُرَّضُ

ص:120


1- (1) الآیه الأولی من سوره النور. [1]
2- (2) عن معجم البلدان« [2]فراض»و بالأصل«فلیح».
3- (3) عن معجم البلدانٍ «فراض»،و بالأصل«عمها».
4- (4) بالأصل«ببتی...یغذی»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
5- (5) سوره البقره الآیه 68. [3]

قال:یُرِید أَنَّهُم ثِقَالٌ کالمَحَامِلِ .

قال ابنُ بَرّیّ :و مِثْلُه قَولُ العَجّاجِ :

فی شَعْشَعَانِ عُنُقٍ یَمَخُورِ

حَابِی الحُیُودِ فَارضِ الحُنْجُورِ

و رِجالٌ فُرَّضٌ ،أَی ضِخَامٌ ،و قیل مَسَانُّ .و من الفَارِضِ بمَعْنَی الکَبْشِ المُسِنِّ قَوْلُ الشّاعر:

شَوْلاءَ مسْکُ فَارِضٍ نَهِیّ

من الکِبَاشِ زَامِرٍ خَصِیّ

و یُقَال: لِحْیَهٌ فَارِضٌ ،کما فی العُبَابِ ،و فَارِضَهٌ ،کما فی الصّحاح نَقْلاً عن الأَخْفَشِ ،و جَمَعَ بَیْنَهُمَا صاحِبُ اللِّسَان،أَی ضَخْمَهٌ عَظیمهٌ ،و هو مَجازٌ.

و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :قَلَّت السَّعَادَه علی (1)اللِّحْیَهِ الفارِضُ ،الثَّقِیلَهِ علی العَوَارِض.

و کَذا شِقْشِقَهٌ فَارِضٌ ، و لَهَاهٌ فَارِضٌ ،و سِقَاءٌ فَارِضٌ .قال الفَقْعَسِیّ یَذْکُرُ غَرْباً وَاسِعاً:

و الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِیٌّ فَارِضُ

نَقَلَه ابنُ بَرّیّ .و أَنْشَدَ الصَّاغَانِیّ له أَیْضاً یَصِف فَحْلاً:

لَهُ زِجَاجٌ و لَهَاهٌ فَارِضُ

جَدْلاءُ کالوَطْبِ نَحَاهُ المَاخِضُ (2)

ج فُرَّضٌ ،کرُکَّعٍ ،و قد تَقَدَّم شَاهِدُه.

و یُقَالُ للشَّیءِ القَدِیمِ فَارِضٌ ،قال:

یا رُبَّ ذِی ضِغْنٍ عَلَیَّ فَارِضِ

له قُروءٌ کقُروءِ الحَائِضِ

هکَذَا أَنْشَدَه الصَّاغَانِیّ و قال:أَی قَدِیم.

و فی اللّسَان.و یُقَال:أَضْمَرَ عَلَیَّ ضِغْناً فَارِضاً و ضَغِینَهً فَارِضاً ،بغَیْرِ هَاءٍ،أَی عَظِیماً کأَنَّهُ ذُو فَرْضٍ ،أَی ذُو حَزٍّ و قال:

یا رُبَّ ذِی ضِغْنٍ عَلَیَّ فَارِضِ

أَیّ عَظِیمٍ .و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

یا رُبَّ مَوْلَی حاسِدٍ مُبَاغِضِ

عَلَیَّ ذِی ضِغْنٍ و ضَبٍّ فارِضِ

لَهُ قُرُوءٌ کَقُروءِ الحَائِضِ

قال:عَنَی بضَبٍّ فَارِضٍ عَدَاوَهً عَظِیمَهً کَبِیرَهً ،من الفَارِضِ الَّتِی هی المُسِنَّهُ .و قَوله:له قُرُوءٌ،إِلخ،یَقولُ :

لعَدَاوَته أَوْقَاتٌ تَهِیجُ فِیها مِثْل وَقْتِ الحائضِ .

و الفَارِضُ : العَارِفُ بالفَرَائِض ،و هو عِلْمُ قِسْمَهِ المَوَارِیثِ ، کالفَرِیضِ ،و هذِهِ عن ابنِ عَبَّادٍ کما نَقلَهُ الصَّاغَانِیّ .و فی اللّسَان:رَجُلٌ فَارِضٌ و فَرِیضٌ :عالِمٌ بالفَرَائِض کعَالِم و عَلِیم،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ، و الفَرَضِیِّ ، بِیَاءِ النِّسْبهِ ،و قد فَرُضَ ،ککَرُمَ ، فَرَاضَهً .قال شَیْخُنا:فِیهِ أَیْضاً ککَتَبَ ،حَکَاهُ ابْنُ القَطّاع.قُلْتُ :الَّذِی رَأَیْتُه فی کِتَابِ الأَبْنِیَهِ لَهُ ،ذَکَرَ الوَجْهَیْنِ فی فَرَضَتِ البقَرَهُ لا فی فَرَضَ الرَّجُلُ ،بل لَمْ یَذْکُر فی کِتَابِه هذَا الحَرْف،فتَأَمَّلْ .

و یُقَالُ : هو أَفْرَضُ النَّاسِ ،أَی أَعْلَمُهُم بقِسْمَهِ المَوَارِیثِ .و منه

16- الحَدِیثُ : «و أَفْرَضُهُمْ زَیْدُ بنُ ثَابِتٍ ». و فی الصّحاح: أَفْرَضُکُمْ .

و الفَرِیضَهُ :ما فُرِضَ فی السَّائمَهِ من الصَّدَقَه ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

17- و وَجَّهَ أَبُو بَکْرٍ أَنَساً،رَضیَ اللّه عَنْهُمَا،إِلی البَحرَیْنِ ،و کَتَبَ له کِتَاباً صَدْرُه:

« بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ ،هذِه فَرِیضَهُ الصَّدَقَهِ الَّتی فَرَضَ رَسُولُ اللّه صَلی اللّه علیه و آله و سلّم عَلَی المُسْلِمِینَ ،فَمَنْ سُئلَهَا من المُسْلِمِینَ عَلَی وَجْهِهَا فَلْیُعْطِها،و مَنْ سُئلَ فَوْقَهَا فَلا یُعْطِ ».

و الفَرِیضَهُ : الهَرِمَهُ المُسِنَّهُ ،و منه

16- الحدیثُ : «لَکُمْ یا بَنِی نَهْدٍ فی الوَظِیفَه الفَرِیضَهُ ». و هی الفَارِضُ أَیْضاً، کالفَرِیضِ ،بغَیر هَاءٍ،و قد فَرَضَتْ فَهی فَارِضٌ ،و فَارِضَهٌ ، و فَرِیضَهٌ ،و مِثْلُهُ فی التَّقْدِیرِ:طَلَقَتْ فهی طَالِقَهٌ (3)و طَلِیقَهٌ .

و الفَرِیضَهُ : الحِصَّهُ المَفْرُوضَهُ ،اسْمٌ من فَرَضَ الشَّیْ ءَ یَفْرِضُهُ فَرْضاً :أَوْجَبَهُ عَلَی إِنْسَانٍ بقَدْرٍ مَعْلُومٍ .

و سَهْمٌ فَرِیضٌ : مَفْرُوضٌ فُوقُهُ ،و قد فَرَضَ فُوقَهُ فهو مَفْرُوضٌ و فَرِیضٌ ،أَی حَزَّه.

ص:121


1- (1) الأساس:فی اللحیه.
2- (2) زجاج الفحل:أنیابه.
3- (3) فی اللسان: [1]فهی طالق و طالقه.

و الفَرِیضَتانِ :الجَذَعَهُ من الغَنَمِ و الحِقَّهُ منَ الإِبلِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و هُو قَولُ ابْن السِّکِّیت (1).

16- و فی حَدِیث حُنَیْنٍ :

«فإِنَّ له عَلَیْنَا سِتَّ فَرَائِضَ ». جَمْعُ فَرِیضَهٍ ،و هو البَعِیرُ المَأْخُوذُ فی الزَّکَاهِ ،سُمِّیَ فَرِیضَهً لِأَنَّهُ فَرْضٌ وَاجِبٌ عَلَی ذِی المَالِ ،ثمّ اتُّسِعَ فیه حَتَّی سُمِّیَ البَعِیرُ فَرِیضَهً فی غَیرِ الزَّکَاهِ .

و قال أَبُو الهَیْثَمِ : فَرَائِضُ الإِبِلِ الَّتِی تَحْتَ الثَّنِیِّ و الرُّبعِ .یُقَال للقَلُوصِ الَّتی تَکُونُ بِنْتَ سَنَهٍ و هی تُؤْخَذُ فی خَمْس و عِشْرِین: فَرِیضَهٌ .و الَّتی تُؤْخَذ فی سِتٍّ و ثَلاثینَ ، و هیَ بنْتُ لَبُونٍ و هِیَ بنْتُ سَنَتَیْنِ : فَرِیضَهٌ ،و الَّتی تُؤْخَذُ فی سِتٍّ و أَرْبَعِینَ ،و هیَ حِقَّهُ و هی ابْنَهُ ثَلاثِ سِنین: فَریضَهٌ .

و الَّتِی تُؤْخَذُ فی إِحْدَی و سِتّین:جَذَعَهٌ و هِیَ فَرِیضَتُهَا ،و هی ابْنَهُ أَرْبَعِ سِنِینَ .فَهذِهِ فَرَائِض الإِبِلِ و قال غَیْرُهُ :سُمِّیَتْ فَرِیضَهً لِأَنَّها فُرِضَتْ ،أَی أُوجِبَتْ فی عَدَدٍ مَعْلُومٍ من الإِبِلِ ،فهی مَفْرُوضَهٌ و فَرِیضَهٌ ،و أُدْخِلَتْ فیهَا الهاءُ لأَنَّهَا جُعِلَت اسْماً لا نَعْتاً:

16- و فی الحَدِیثِ : «فی الفَرِیضَهِ تَجِبُ عَلَیْه و لا تُوجَدُ عِنْدَهُ ». یَعْنِی السِّنَّ المُعَیَّنَ لِلإِخْرَاجِ فی الزَّکَاهِ .و قِیلَ :هو عامٌّ فی کُلِّ فَرْضٍ مَشْرُوعٍ مِنْ فَرَائضِ اللّهِ عَزَّ و جَلَّ .

و الفِرْضُ ،بالکَسْر:ثَمَرُ الدَّوْمِ ما دَامَ أَحْمَرَ ،نَقَلَهُ الصّاغَانیّ عن أَبِی عَمْرو.

و الفِرْیَاضُ ،کجِرْیَالٍ :الوَاسِعُ ،قال العَجّاجُ :

نَهْرُ سَعِیدٍ خَالِصُ البَیَاضِ

مُنْحَدِرُ الجِرْیَهِ فی اعْترَاضِ

یَجْرِی عَلی ذِی ثَبَجٍ فِرْیَاضِ

خَلَّفَ قِرْقِیسَاءَ فی الغِیَاضِ

کَأَنَّ صَوْتَ مَائهِ الخَضْخَاضِ

أَجْلاَبُ جِنٍّ بنَقاً مُنْقاضِ

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: فِرْیَاض ، بلاَ لاَمٍ :ع .و قال الأَزْهَرِیّ :رأَیتُ بالسِّتَارِ (2)الأَغْبَرِ عَیْناً یُقَالُ له فِرْیَاضُ تَسْقِی نَخْلاً،و کان مَاؤُهَا عَذْباً.قال رُؤْبهُ :

یَغْزُونَ من فِرْیَاضَ سَیْحاً دَیْسَقَا

و المِفْرَضُ ، کمِنْبَرٍ:حَدِیدَهٌ یُحَزُّ بهَا ،نَقَلَهُ الجَوْهَریّ و الصّاغَانیّ .

و الفُرْضَهُ بالضَّمِّ من النَّهْرِ:ثُلْمَهٌ یُسْتَقَی مِنْهَا.

و الفُرْضَهُ من البَحْرِ:مَحَطُّ السُّفُنِ ،کَذَا فی نُسَخِ الصّحاح،و فی بَعْضِها:مَرْفَأُ السُّفُنِ .

و الفُرْضَهُ منَ الدَّوَاهِ :مَحَلُّ النِّقْسِ مِنْهَا.

و الفُرْضَهُ : نَجْرَانُ (3)البَابِ :یُقَالُ :وَسَّعَ فُرْضَهَ البَابِ ، و فُرْضَهَ الدَّوَاهِ .و جَمْعُ الکُلِّ فُرَضٌ و فِرَاضٌ ،و فُرَضُ النَهْرِ و فِرَاضُهُ :مَشَارِعُهُ .و قال الأَصْمَعِیُّ : الفُرْضَهُ :المَشْرَعَهُ .

یُقَال:سَقَاهَا بالفِرَاضِ ،أَیْ من فُرْضَهِ النَّهْرِ.

17- و فی حَدِیثِ ابْنِ الزُّبَیْرِ: «فاجعَلُوا (4)السُّیُوفَ لِلْمَنَایَا فُرَضاً ». أَیْ اجْعَلُوها مَشَارِعَ للْمَنَایَا،و تَعَرَّضُوا للشَّهَادَهِ .

و الفُرْضَهُ : ه،بالبَحْرَیْنِ لِبَنِی عامِر بن الحارِثِ بنِ عَبْدِ القَیْسِ ،کما فی العُبَابِ ،و یُقَال هیَ بهَجَرَ،و بها التَّعْضُوضُ الَّذی تَقَدَّم ذِکْرُهُ .

و الفُرْضَهُ : ع بشَطِّ الفُراتِ ،یُقَال له: فُرْضَهُ نُعْمَ .قال ابنُ الکَلْبِیّ :أُضِیفَت إِلی نُعْمَ أُمِّ وَلَدٍ لِتُبَّعٍ ذِی مُعَاهِرٍ، حَسّانٍ ،و کَانَتْ بَنَتْ ثَمَّ قَصْراً.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الفَوَارِضُ الصِّحَاحُ العِظَام ،لَیْسَتْ بالصِّغَار و لا بالمِرَاضِ ، و هی المِرَاضُ أَیْضاً، ضِدّ ،هذَا نَصُّ العُبَاب و التَّکْمِلَهِ .و قد تَوَهَّمَ فیه بَعْضُ المُحَشِّینَ و أَوَّلَهُ علی غَیْرِ مَا قَالَهُ الصَّاغَانیُّ و ادَّعَیَ عَدَمَ التَّضَادِّ.

و أَفْرَضَهُ :أَعْطَاهُ و کَذلکَ فَرَضَهُ ،کما هو نَصُّ الصّحاح.

و أَفْرَضَ لَهُ :جَعَلَ لَهُ فَرِیضَهً ،کما فی اللِّسَان، و العُبَاب، کفَرَضَ لَهُ فَرْضاً ،و هذه نَقَلَهَا الجَوْهَرِیّ .یُقَالُ :

فَرَضَ له فی العَطَاءِ،و فَرَضَ له فی الدِّیوَانِ ،أَیْ أَثْبَتَ (5)رِزْقَهُ .کما فی الأَسَاسِ .قُلْتُ :و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیّ کما قَبْلَهُ .

و أَفْرَضَت الماشِیَهُ :وَجَبَتْ فیها الفَرِیضَهُ ،و ذلکَ إِذا بَلَغَت النِّصَابَ ،فهی مُفْرِضَهٌ .

ص:122


1- (1) قال ابن بری:و یقال لهما الفرضتان أیضاً،نقلا عن ابن السکیت.
2- (2) معجم البلدان«فریاض»:بوادی الستار.
3- (3) النجران:الخشبه التی تدور فیها رجل الباب،عن هامش اللسان.
4- (4) النهایه و [1]اللسان:و [2]اجعلوا.
5- (5) ضبطت فی الأساس بالبناء للمجهول.

و فَرَّضَ الرَّجلُ تَفْرِیضاً ،إِذا صارَتْ فی إِبِله الفَرِیضَهُ نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و افْتَرَضَ اللّه:أَوْجَبَ ، کَفَرَضَ ،و الاسْمُ الفَرِیضَهُ .و هذا أَمْرٌ مُفْتَرَضٌ عَلَیْهِم کفَرْضٍ و مَفْرُوضٍ .

و الافْتِرَاضُ :الانْقِراضُ .یُقَالُ :ذَهَبَ القَوْمُ فافْتَرَضُوا أَی انْقَرَضُوا.و افْتَرَضَ الجُنْدُ:أَخَذُوا عَطَایَاهُم ،و به سُمُّوا الْفَرْضَ .و فی الأَساسِ : افْتَرَضَ الجُنْدُ:ارْتَزَقُوا،و هو بمَعْنَاهُ .و فی العُبَابِ :التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی تَأْثِیرٍ فی شَیءٍ من حَزٍّ أَوْ غَیْرِه.و قد شَذَّ: الفَارِضُ :المُسِنَّهُ .

و الفَرْضُ :نَوْعٌ من التَّمْرِ.و الفِرْیَاضُ :الوَاسعُ .انْتَهَی.

قُلْتُ :و کُلُّ ما ذَکَرَهُ فعِنْدَ التَّأَمُّلِ لا یَشِذُّ عَنِ التَّرْکِیبِ ، فَإِنَّ الشَّیْ ءَ إِذا حُزَّ أَسَنَّ و اتَّسَعَ .و أَمّا الفَرْضُ لنَوعٍ من التَّمْرِ فإِنَّکَ إِذَا تَأَمَّلْتَ ما ذَکَرْنَاهُ عن أَبِی حَنِیفَهَ فِیه ظَهَر لَکَ عَدَمُ شَذُوذِهِ عن التَّرْکِیبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

الفَرِیضَهُ العَادِلَهُ (1)،فی حَدِیث ابْنِ عُمَرَ:مَا اتَّفَقَ علیه المُسْلِمُون.و قِیلَ :هی المُسْتَنْبَطَهُ من الکِتَابِ و السُّنَّهِ ،و إِنْ لَمْ یَرِدْ بهَا نَصُّ فِیهِمَا فَتَکُونُ مُعَادلَهً للنَّصِّ .و قیلَ :المُرَادُ بِهَا العَدْلُ فی القِسْمَهِ ،بحَیْثُ تَکُونُ علی السِّهَام و الأَنْصِبَاءِ المَذْکُورَهِ فی الکِتَابِ و السُّنَّهِ .

المَفْرُوضُ :المُقْتَطَعُ المَحْدُودُ.و به فَسَّرَ الجَوْهَرِیُّ قَوْلَهُ تَعَالَی: نَصِیباً مَفْرُوضاً (2).

و الفَرْضَتَانِ أَیْضاً،هُمَا الفَرِیضَتَانِ ،نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ ،عن ابْنِ السِّکِّیتِ أَیْضاً.

و الفَرْضُ :القَطعُ و التَّقْدیرُ.و یُقَال:أَصْلُ الفَرْضِ :قَطْعُ الشَّیْ ءِ الصُّلْبِ ،ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فی التَّقْدِیرِ لِکَوْنِ المَفْرُوضِ مُقْتَطَعاً من الشَّیءِ الَّذی یُقَدَّرُ منه.

و فَرَضَ الشَّیْ ءُ فُرُوضاً :اتَّسَعَ .

و أَضْمَرَ عَلَیَّ ضَغِینَهً فَارِضاً ،بلاَ هَاءٍ:أَیْ عَظِیمَهً ،و هو مَجَازٌ،و قَدْ تَقَدَّمَ .

و الفَرِیضُ ،کأَمِیرٍ جِرَّهُ البَعِیرِ،عن کُرَاع،و رَوَاهُ غَیْرُه بالقَافِ .

16- و فی الحَدِیث فی صِفَه مَرْیَمَ علیها السَّلامُ : «لَمْ یَفْتَرِضْهَا وَلَدٌ». أَیْ لم یُؤَثِّر فیها،و لَمْ یَحُزَّهَا،یَعْنِی قَبْلَ المَسیحِ عَلَیه السَّلامُ .و منه الفَرْضُ :العَلاَمَهُ ،قِیلَ :و منه فَرْضُ الصَّلاهِ و غَیْرِها إِنَّمَا هُوَ اللازِمُ للْعَبدِ کلُزُم العَلاَمَهِ (3).

و قال أَبو حَنِیفَهَ : الفِرَاضُ (4)،ما تُظْهِرُه الزَّنْدَهُ من النّارِ إِذا اقْتُدِحَتْ .قال:و الفِرَاضُ إِنَّمَا یَکُون فی الأُنْثَی من الزَّنْدَیْنِ خاصّهً .

و قال الفَرّاءُ:یُقَالُ :خَرَجَتْ ثَنَایَاهُ مُفَرَّضَهً ،أَیْ مُؤَشَّرَهً .

و الفَرْضُ :الشَّقُّ عَامَّهً .و یُقَالُ :هو الشَّقُّ فی وَسَطِ القَبْرِ.و فَرَضْتُ للْمَیِّت:ضَرَحْتُ .

و الفُرْضَه ،بالضَّمّ ،فی القَوْسِ ، کالفَرْضِ فیهَا، و الجَمْعُ فُرَضٌ .

و الفَرْضُ :القِدْحُ ،و هو السَّهْمُ قَبْلَ أَنْ یُعْمَلَ فیه الرِّیشُ و النَّصْلُ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لعَبِیدِ بنِ الأَبْرَصِ یَصِفُ بَرْقاً.

فَهْوَ کنِبْرَاسِ النَّبِیطِ أَو ال

فَرْضِ بکَفِّ اللاَّعِبِ المُسْمِر

قال الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَهِ :و لَمْ أَجِدْهُ فی شِعْرِ عَبِیدٍ:

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَالُ :لذَکَرِ الخَنافِسِ : المُفَرَّضُ ، و أَبُو سَلْمَانَ ،و الحَوَّازُ،و الکَبَرْتَلُ .

و الفِرَاضُ :الثُّغُورُ،تَشْبیهاً بمَشَارعِ المِیَاهِ ،و به فُسِّرَ ما أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِیّ :

کأَنْ لَمْ یَکُن مِنَّا الفِرَاضُ مَظِنَّهً

و لَمْ یُمْسِ یَوْماً مِلْکُهَا بیَمینِی

و قد یَجوزُ أَن یَعْنِیَ المَوْضِعَ بعَیْنِه.

و فُرْضَهُ الجَبَلِ :ما انْحَدَرَ من وَسَطهِ و جَانِبهِ .

من المَجَاز:بُسْرَهٌ فَارِضٌ ،و أَبْسَرَتِ النَّخْلَهُ بُسْراً فَوَارِضَ ،کما فی الأَسَاس.

و المُفْتَرَضُ :مَوْضِعٌ (5)عَنْ یَمِین سَمِیرَاءَ للقَاصِدِ مَکَّهَ ، حَرَسَهَا اللّه تَعَالَی،نَقَلَه الصّاغانِیّ .

ص:123


1- (1) فی اللسان:و [1]فی حدیث ابن عمر:العلم ثلاثه منها فریضه عادله.
2- (2) سوره النساء الآیه 7. [2]
3- (3) فی اللسان: [3]إنما هو لازم للعبد کلزوم الحزّ للقدح.
4- (4) فی اللسان:« [4]فراض النحل»و نبه بهامشه إلی عباره التاج.
5- (5) فی معجم البلدان و التکمله:«ماء»و ضبطت«المفترض»فی معجم البلدان بکسر الراء:مُفْتَعِلٌ من الفرض.

و رَجُلٌ فَرّاضٌ ،کشَدَّادٍ:مَعَهُ عِلْمُ الْفَرَائضِ ،نَقَلَهُ المُصَنِّفُ فی البَصَائِر.

و فَرَّاضُ (1)بنُ عُتْبَهَ الأَزْدِیّ ،کشَدّادٍ أَیْضاً:شاعِرٌ،نَقَلَه المَرْزُبَانِیّ فی مُعْجَمِ الشُّعَرَاءِ.

و شَرَفُ الدِّین أَبُو القَاسِم،عُمَرُ بنُ عَلیِّ بنِ المُرْشِدِ بنِ عَلیٍّ الحَمَوِیُّ المِصْریُّ بنِ الفَارضِ السَّعْدِیّ :سُلطانُ العُشَّاقِ ،أَحدُ الصُّوفِیَّه المَشْهُورِینَ ،و لَهُ دِیوَانُ شِعْرٍ،جَمَعَهُ وَلَدُه سَعْدُ الدِّینِ ،سَمِعَ من الحَافِظِ أَبی مُحَمَّدِ بنِ الحَافِظِ أَبِی القَاسِمِ بنِ عَساکِر،وُلِدَ سَنَهَ 576 و توفِّیَ سنه 633 و اخْتُلِفَ فی شأْنِه و حَالِه.و هو المَدْفُون تَحْتَ جَبَل العَارِضِ بمِصْرَ،نَفَعَنَا اللّه بِهِ ،و قد زُرْتُهُ مِرَاراً.

و أَبو أَحْمَدَ عُبَیْدُ اللّه بنُ أَبِی مُسْلِمٍ الفَرَضِیُّ المُقْرِئ، شَیْخُ بَغْدَادَ بَعْد الأَرْبَعِمائَهِ .

و الإِمَامُ أَبُو الوَلِید بنُ الفَرَضِیّ عَبْدُ اللّه بنُ مُحَمَّدِ بنِ یُوسُفَ ،الحافِظُ مُؤَرِّخُ الأَنْدَلُسِ ،اسْتُشْهِدَ بَعْدَ الأَرْبعمائه و ابْنُهُ مُصعَبٌ أَدْرَکَهُ الحُمَیْدیّ .و أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحسَیْنِ المیورقیّ الفَرَضِیّ مات سنه 528.

و الحَافِظُ أَبُو العَلاءِ مُحْمُودُ بنُ أَبَی بَکْرٍ الکَلاَبَاذِیّ البُخَارِیّ الفَرَضِیّ ،وَاسِعُ الرِّحْلَهِ ،رَأْسٌ فی الْفَرَائِضِ و الحَدِیثِ و الرِّجَالِ ،ماتَ سَنَهَ سَبْعِمائَهٍ عن سِتٍّ و خَمْسِین بمَارِدِینَ .سَوَّدَ کِتَاباً کَبِیراً فی مُشْتَبهِ النِّسْبَهِ .قال الحافِظُ :

و نَقَلْتُ مِنْهُ کَثِیراً.

و المُفَرِّضُ ،کمُحَدِّثٍ :لَقَبُ زَهْدَمِ بنِ مَعْبَدٍ العِجْلِیَّ الشّاعِر.

و کمُحْسِنٍ ،مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عِیَاضِ بنِ أَبِی طیبَهَ المُفْرِضُ ،مِصْریّ مَشْهُورٌ.

فضض

الفَضُّ :الکَسْرُ بالتَّفْرِقَه ،و قد فَضَّهُ یَفُضُّهُ کما فی الصّحاح،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

إِذَا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حُجْرَتَیْهِمْ

و نَجْمَعُهمْ إِذا کانُوا بَدَادِ

و یُقَالُ : الفَضُّ :تَفْرِیقُکَ حَلْقَهً من النَّاسِ بَعْدَ اجْتِمَاعِهِمْ .یُقال: فَضَضْتُهُمْ فانْفَضُّوا ،أَی فَرَّقْتهم فتَفَرَّقُوا.

و قال المُؤَرِّجُ : الفَضُّ :الکَسْرُ.و رُوِیَ لخِدَاشِ بْنِ زُهَیْر:

فلا تَحْسَبِی أَنِّی تَبَدَّلْتُ ذِلَّهً

و لا فَضَّنِی فی الکُورِ بَعْدَکِ صَائِغُ

و الفَضُّ : فَکُّ خاتَمِ الکِتَابِ .یُقَالُ : فَضَضْتُ الخَاتَمَ عن الکِتَابِ ،و فَضَضْتُ خَتْمَهُ و فَکَکْتُه،أَی کَسَرْتُهُ ،و کُلُّ شَیْ ءٍ کَسَرْتَهُ فقد فَضَضْتَهُ ،و منه

16- الحَدیث: «قُلْ ،لا یَفْضُضِ اللّهُ فَاکَ ». قَالَه للعَبَّاس حِینَ استَأْذَنَهُ فی الامْتِدَاحِ ، أَیْ لا یَکْسِرْ أَسْنَانَک،و الفَمُ هُنَا الأَسْنَانُ ،کما یُقَالُ سَقَطَ فُوهُ یَعْنُون الأَسْنانَ و کذا لِلنّابغهِ الجعْدِیّ (2)حِین أَنشد.قَولَهُ «أَجَدْتَ لا یَفْضُضِ اللّه فَاکَ »فنَیَّفَ علی المائَهِ ،و کَأَنَّ فاهُ البَرَدُ المُنْهَلُّ ،تَرِفُّ غُرُوبُه،و یُرْوَی:فما سَقَطَت له سِنٌّ إِلاَّ فَغَرَتْ مَکَانَهَا سِنٌّ .و یُرْوَی:فغَبَرَ مائَهَ سَنَهٍ لم تَنْفَضَّ له سِنٌّ .قال الجَوْهَرِیُّ :و لا تَقُل یُفْضِضْ .قُلْت:و جَوَّزَه بَعْضُهُمْ و تَقْدِیره:«لا یَکْسِرِ اللّه أَسْنَانَ فِیکَ »،فحَذَفَ المُضَافَ .

و یُقَالُ : الإِفْضَاءُ :سُقُوطُ الأَسْنَانِ من أَعْلَی و أَسْفَلَ ، و القَوْلُ الأَوَّلُ أَکْثَرُ.

و الفَضُّ : النَّفَرُ المُتَفَرِّقُونَ ،یُقَالُ :بهَا فَضٌّ من النَّاسِ ، أَی نَفَرٌ مُتَفَرِّقُونَ .

و المِفَضَّهُ و المِفْضَاضُ ،بِکَسْرِهِما: ما یُفَضُّ به المَدَرُ ، أَی مَدَرُ الأَرْضِ المُثَارَهِ ،الأُولَی ذَکَرَها الجَوْهَرِیُّ و الثانِیَهُ الصَّاغَانِیّ .

و الفُضَاضُ ،بالضَّمِّ :ما تَفَرَّقَ مِنَ الشَّیْ ءِ عِنْدَ الکَسْرِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .قال الصّاغَانِیّ : و یُکْسَرُ ،و أَنْشَدَ للنَّابِغَهِ الذُّبْیَانِیّ :

تُطِیرُ فُضَاضاً بَیْنَهُمْ کُلُّ قَوْنَسٍ

و یَتْبَعُها منْهُم فَرَاشُ الحَوَاجِبِ

ص:124


1- (1) فی معجم المرزبانی ص 319:فراص،بالصاد المهمله.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:قوله:و کذا للنابغه الخ عباره اللسان:و [1]منه حدیث النابغه لما أنشده القصیده الرائیه قال:«لا یفضض اللّه فاک» قال:فعاش مئه و عشرین سنه لم تسقط له سن اه ».

و الفُضَاضُ أَیْضاً: ع ،قال قَیْسُ بنُ العَیْزارَه[الهذلی]:

وَرَدْنَا الفُضَاضَ قَبْلَنَا شَیِّفَاتُنَا (1)

بأَرْعَنَ یَنْفِی الطَّیْرَ عَنْ کُلِّ مَوْقِعِ

و فَضَّاضٌ ، ککَتَّانٍ ،اسمُ رَجُلٍ ،و هو منْ أَسْمَاءِ العَرَبِ .قال رُؤْبهُ :

فَلَوْ رَأَتْ بِنْتُ أَبِی فَضَّاضِ

شَزْرِی العِدَا منْ شَنْأَهِ الإِبْغاضِ (2)

و فَضَّاضٌ أَیضاً: لَقَبُ مَوْأَلهَ بنِ عامِرِ بنِ مالِکٍ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخ و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ أَنَّهُ لَقَبُ مَوْأَلَهَ بنِ عَائِذِ بنِ ثَعْلَبَهَ ،و مَوْأَلَهُ بنُ عَامِرِ بنِ مَالِکٍ جَدُّه لِأُمّه،فإِنَّ أُمَّهُ رُهْمُ بِنْتُ مَوْأَلَهَ هذَا.و مِنْ إِخْوَهِ فَضَّاضٍ عَبْدُ اللّه و رَبِیعَهُ ،ابْنَا عَائِذٍ،و أُمُّهُمَا هُجَیْمَهُ بِنْتُ جَحْدَرِ بْن ضُبَیْعَهَ بنِ قَیْسِ بنِ ثَعْلَبَه،کَذَا حَقَّقَه ابنُ الکَلْبِیِّ و نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ فی العُبَاب.

و الفَضَضُ مُحَرَّکَهً :ما انْتَشَر مِنَ الماءِ إِذا تُطُهِّرَ بِهِ ، کالفَضِیض ،و هُمَا فَعَلٌ و فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ .قال امْرُؤُ القَیْسِ :

بمِیثٍ دِمَاثٍ فی رِیَاضٍ دَمِیثَهٍ

تُحِیلُ سَواقِیهَا بماءٍ فَضِیضِ (3)

و کُلُّ مُتَفَرِّقٍ و مُنْتَشِرٍ فَضَضٌ . و منه

17- «قَولُ عائِشَهَ ،رَضیِ اللّه عَنْهَا،لِمَرْوَانَ حینَ کَتَبَ إِلَیْه مُعَاوِیَهُ لیُبَایِعَ النَّاسُ لِیَزِیدَ، فَقَال عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ أَبِی بَکْرٍ:أَ جِئْتُمْ بها هِرَقْلِیَّهً قُوقِیَّهً تُبَایِعُون لأَبْنائکم.فقال مَرْوَانُ :أَیها النّاسُ ،هذَا الَّذِی قالَ اللّه فیه: وَ الَّذِی قالَ لِوالِدَیْهِ أُفٍّ لَکُما (4)الآیه فغَضِبَتْ عائِشَهُ ،رَضِیَ اللّه عَنْهَا،و قالتْ :و اللّه ما هُوَ بِه،و لو شِئْتُ أَنْ أُسَمِّیَهُ لَسَمَّیْتُهُ ،و لکِنَّ اللّه لَعَنَ أَباکَ و أَنْتَ فی صُلْبِه، فأَنْتَ فَضَضٌ مِنْ لَعْنَهِ اللّه»و یُرْوَی: فُضُضٌ ،کعُنُقٍ ،و فُضَاضٌ . مِثل غُرَاب ،الأَخِیرَهُ عن شَمِرٍ. أَی قِطْعَهٌ و طائِفَهٌ منها ،أَی مِنْ لَعْنَهِ اللّه و رَسُولهِ صَلی اللّه علیه و آله و سلّم.هکَذَا فَسَّرَهُ شَمِرٌ، و قال ثَعْلَبٌ :أَیْ خَرَجْتَ مِنْ صُلْبِهِ مُتَفَرِّقاً،یَعْنِی ما انْفَضَّ من نُطْفَهِ الرَّجُلِ و تَرَدَّدَ فی صُلْبِهِ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و رَوَی بَعْضُهُم فی هذا الحَدِیثِ :«فَأَنْتَ فُظَاظَهٌ »بظَاءَیْن، من الفَظِیظِ و هو ماءُ الکَرِشِ ،و انْکَرهُ الخَطَّابِیّ .و قال الزَّمَخْشَرِیّ :افْتَظَظْتُ الکَرِشَ إذا (5)اعْتَصَرْتَ مَاءَها،کَأَنَّه عُصَارَهٌ من اللَّعْنَه أَو فُعَالَهٌ من الفَظِیظِ :ماءِ الفَحْلِ ،أَیْ نُطْفَهٌ من اللَّعْنَه.

و الفَضِیضُ :الماءُ العَذْبُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،أَو الماءُ الغَرِیضُ سَاعَهَ یَخْرُجُ مِنَ العَیْنِ ،أَو یَصُوبُ (6)من السَّحَابِ ،کما فی العُبَابِ . أَو هو الماءُ السّائلُ :قاله أَبو عُبَیْدٍ،و نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

17- و فی حَدِیثِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِیز:

«أَنَّهُ سُئلَ عنَ رَجُلٍ خَطَبَ امْرَأَهً فَتَشَاجَرُوا فِی بَعْضِ الْأَمْرِ، فقالَ الفَتَی:هِیَ طَالِقٌ إِنْ نَکَحْتُهَا حَتَّی آکُلَ الفَضِیضَ ». و هو الطَّلْعُ أَوَّلَ مَا (7)یَطْلُعُ ،کما رَوَاه أَبو سُلَیْمَانَ الخَطَّابِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ و أَبو عُبَیْدٍ الهَرَوِیُّ ،و اللَّفْظُ للخَطَّابِیّ .و مِنْ کِتَابِه نَقَلَ الزَّمَخْشَرِیّ ،و رَوَاهُ إِبْراهیمُ الحَرْبِیُّ :الغَضِیضُ ، بالغَیْنِ ،قال الصَّاغَانِیّ :و هو الصَّوابُ ،و الفَاءُ تَصْحِیفٌ .

و الطَّلْعُ هو الغَضِیضُ لا غَیْرُ،ذَکَرَهُ أَبو عُبَیْدٍ فی المُصَنِّفِ » و أَبُو عُمَرَ الزّاهِدُ فی الیَواقِیتِ عن ثَعْلَبٍ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و الأَزْهَرِیّ فی«التَّهْذِیب»،و ابْنُ فارسٍ فی «المُجْمَلِ ».قُلْتُ :و کَذلِکَ الجَوْهَرِیّ فی الصّحاح.

و الفَضِیضُ : کُلُّ مُتَفَرِّقٍ (8)من ماءِ المَطَرِ و البَرَدِ و العَرَقِ .قال ابنُ مَیَّادَهَ :

تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ فُرُوعِ أَرَاکَهٍ

حَسَنَ المُنَصَّبِ کالفَضِیضِ البَارِدِ

و الفِضَّهُ ،بالکَسْرِ، م ،من الجَوَاهِرِ،جَمْعُهُ فِضَضٌ . و فی التّهْذِیبِ :و قولُه تَعَالَی : کانَتْ قَوارِیرَا قَوارِیرَا مِنْ فِضَّهٍ قَدَّرُوها تَقْدِیراً (9)یَسْأَلُ السّائلُ فیَقُولُ :کَیْفَ تَکُون القَوَارِیرُ من فِضَّه و جَوْهَرُها غَیْرُ جَوْهَرها:قال الزَّجّاجُ :أَصْلُ

ص:125


1- (1) الشیفه:الطلیعه.
2- (2) دیوانه بروایه: شزر العدی من شنیء الإبغاض.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:بمیث الخ،الذی رأیته فی دیوان امریء القیس: بمیث أثیث فی ریاض أنیثه».
4- (4) سوره الأحقاف الآیه 17. [1]
5- (5) زیاده عن الفائق 303/3. [2]
6- (6) النهایه و اللسان:ینزل.
7- (7) النهایه و [3]اللسان: [4]أول ما یظهر.
8- (8) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:هذان اللفظان(یعنی کل متفرق)مضروب علیهما بنسخه المؤلف.
9- (9) سوره الإنسان الآیه 16. [5]

القوارِیرِ الَّتِی فی الدُّنْیا من الرَّمْلِ ،فأَعْلم اللّه عزَّ و جلَّ فَضْلَ تِلْک القَوَارِیرِ (1)،أَنَّ أَصْلَها مِنْ فِضَّهٍ یُرَی مِنْ خَارِجِها مَا فِی دَاخِلِهَا.قال الأَزْهَرِیّ أَیْ تَکُونُ مَع صفَاءِ قَوَارِیرِهَا آمِنَهً مِن الکَسْرِ،قَابِلَهً للجَبْرِ ،مِثل الفِضَّهِ ،قال:و هذا [من] (2)أَحْسَنِ ما قِیل فِیهِ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: الفِضَّهُ (3):الحَرَّهُ الشّاهِقَهُ و تُفْتَحُ ،ج فِضَضٌ ،و فِضَاضٌ .

قال: و فِضَاضُ الجِبَالِ :الصَّخْرُ المَنْثُورُ بَعْضُه علی بَعْضٍ جَمْعُ فَضَّهٍ ،بالفَتْح.

و قال الفَرَّاءُ: الفَاضَّهُ :الدَّاهِیَهُ ،ج فَوَاضُّ ،کَأَنَّهَا تَفُضُّ ما أَصَابَتْ و تَهُدُّه.

و دِرْعٌ فَضْفَاضٌ و فَضْفَاضَهٌ :وَاسِعَهٌ .قال عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِبَ :

و أَعْدَدْتُ لِلْحَرْبِ فَضْفَاضَهً

کَأَنَّ مَطَاوِیَهَا مِبْرَدُ

و قال آخرُ:

و أَعْدَدْتُ لِلْحَرْبِ فَضْفَاضَهً

دِلاَصاً تَثَنَّی عَلَی الرَّاهِشِ

و الفَضْفَاضَهُ :الجَارِیَهُ اللَّحِیمَهُ الجَسِیمَهُ :الطَّوِیلَهُ .قال رُؤْبَهُ :

أَزمانَ ذَاتُ الکَفَل الرَّضْرَاضِ

رَقْراقَهٌ فی بُدْنِها الفَضْفَاضِ

و افْتَضَّهَا :اِفْتَرَعَها ،مِثْلُ اقْتَضَّهَا،بالقَافِ .

و افْتَضَّ الماءَ:صَبَّه شَیْئاً بَعْدَ شَیْ ءٍ .و منه

14- حَدِیثُ غَزْوَهِ هَوَازِنَ : «فَجَاءَ رَجُلٌ بنُطْفَهٍ من إِدَاوَهٍ فافْتَضَّهَا ،فأَمَرَ بها رَسُولُ اللّه صَلی اللّه علیه و آله و سلّم فصُبَّتْ فی قَدَح فتَوَضَّأْنا کُلُّنَا». و یُرْوَی بالقافِ أَیضاً،أَی فَتَحَ رَأْسَهَا. أَو افْتَضَّهُ : أَصَابَهُ ساعَهَ یَخْرُجُ ،کما فی الصّحاح،أَیْ من العَیْنِ ،أَوْ یَصُوبُ من السَّحَابِ .

و افتَضَّت المَرْأَهُ :کَسَرَتْ عِدَّتَهَا بمَسِّ الطِّیبِ أَوْ بغَیْرِه ، کقَلْمِ الظُّفرِ،أَو نَتْفِ الشَّعرِ من الوَجْهِ ، أَو دَلَکَتْ جَسَدَها بدَابَّهٍ أَو طَیْرٍ لِیَکُونَ ذلِکَ خُرُوجاً عن العِدَّهِ ،أَوْ کَانَتْ مِنْ عادَتِهم أَنْ تَمْسَح قُبُلَها بطَائِرٍ و تَنْبِذَه فلا یَکَادُ یَعِیشُ .

14- و فی حَدِیثِ أُمِّ سلَمَهَ أَنَّهَا قَالَتْ : «جَاءَت امرأَهٌ إِلَی رَسُولِ اللّه صَلی اللّه علیه و سلّم فقَالَت:إِنَّ ابْنَتِی تُوُفِّیَ عنها زَوْجُهَا و قَدِ اشْتَکَتْ عَیْنَیْهَا (4)،أَفَتَکْحُلُهُما؟فقالَ :لا،مَرَّتَیْنِ أَو ثَلاثاً إِنَّمَا هی أَرْبَعَهَ أَشْهُرٍ و عَشْراً.و قد کَانَت إِحْداکُنَّ (5)تَرْمِی بالبَعرَهِ علی رَأْسِ الحَوْلِ ». و مَعْنَی الرَّمْیِ بالبَعَرَهِ أَنَّ المَرْأَهَ کانَتْ إِذَا تُوُفِّیَ عنها زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشاً و لَبِسَتْ شَرَّ ثِیَابِهَا حَتَّی تَمُرَّ بها سَنَهٌ ،ثمّ تُؤْتَی بدَابَّهٍ شَاهٍ أَو طائِرٍ فتَفْتَضُّ بها،فقَلَّمَا تَفْتَضُّ بشَیءٍ إِلاّ ماتَ ،ثُمَّ تَخْرُجُ فتُعْطَی بَعرَهً فتَرْمِی بِهَا.

و قال ابنُ مُسْلِمٍ (6):سَأَلْتُ الحِجَازِیِّینَ عن الاقْتِضاضِ ، فَذَکَرُوا أَنَّ المُعْتَدَّهَ کانَتْ لا تَغْتَسِلُ و لا تَمَسُّ مَاءً،و لا تَقْلِمُ ظُفراً،و لا تَنْتِفُ من وَجْهِهَا شَعراً،ثُمَّ تَخْرُجُ بَعْدَ الحَوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ،ثمّ تَفْتَضُّ بطائِرٍ تَمْسَحُ به قُبُلَها و تَنْبِذُه فَلا یَکَادُ یَعِیشُ .أَی تَکْسِرُ مَا هی فیه مِنَ العِدَّهِ بذلِکَ ،قَالَ :و هو مِنْ فَضَضْتُ الشَّیْ ءَ،أَی کَسَرْتُهُ ،کَأَنَّهَا تَکُونُ فی عِدَّهٍ من زَوْجِهَا فتَکْسِرُ مَا کَانَتْ فیه،و تَخْرُجُ منه بالدَّابَّه.قال ابنُ الأثِیرِ:و یُرْوَی بالقَافِ و البَاءِ المُوَحَّدَهِ .و قال الأَزْهَرِیُّ :و قد رَوَی الشافِعِیُّ هذَا الحَدِیثَ ،غَیْرَ أَنَّه رَوَی هذَا الحَرْفَ بالقَافِ و الضَّادِ (7)،أَی من القَبْضِ ،و هو الأَخْذُ بأَطْرافِ الأَصَابعِ .

و الفَضْفَضَهُ :سَعَهُ الثَّوْبِ ،و الدِّرْع،و العَیْشِ :یُقَالُ :

ثَوْبٌ فَضْفَاضٌ ،و عَیْشٌ فَضْفَاض ،و دِرْعٌ فَضْفَاضَهٌ ،أَی وَاسِعَهٌ .کما فی الصّحاح.و فی حَدِیثِ سَطِیح:

أَبْیَضُ فَضْفاضُ الرِّدَاءِ و البَدَنِ

أَرادَ:وَاسِعَ الصَّدْرِ و الذِّرَاعِ .فکَنَی عَنْهُ بالرِّدَاءِ و البَدَنِ ، و قِیلَ أَرادَ کَثْرَهَ العَطَاءِ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

المَفْضُوضُ :المَکْسُورُ، کالفَضِیضِ ،و هو المُفَرَّقُ أَیْضاً.

ص:126


1- (1) فی التهذیب:«أن أفضل تلک القواریر أصله من فضه»و الأصل کاللسان. [1]
2- (2) زیاده عن التهذیب.
3- (7) بالمطبوعه المصریه لیست من القاموس بل هی منه.
4- (3) فی التهذیب و اللسان: [2]اشتکت عینها،أ فتکحلها؟.
5- (4) فی اللسان: [3]إحداکن فی الجاهلیه.
6- (5) الأصل و اللسان،و [4]فی التهذیب:القتیبی.
7- (6) فی التهذیب:روی هذا الحرف بعینه،فتقبص به بالقاف و الصاد.

و الفُضَاضَهُ ،کثُمَامَهٍ : الفُضَاضُ .

16- و فی حَدِیثِ ذِی الکِفْلِ : «لا یَحِلُّ لَکَ أَنْ تَفُضَّ الخَاتَمَ ». و هو کِنَایَهٌ عن الوَطْ ءِ.

و انْفَضَّ الشَّیْ ءُ:انْکَسَرَ،و قِیلَ :تَفَرَّقَ .

و انْفَضَّ القَوْمُ :تَفَرَّقُوا،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

16- و فی الحَدِیث (1): «لَوْ أَنَّ أَحَداً (2)انْفَضَّ انْفِضَاضاً ممَّا صُنِعَ بابْن عَفَّانَ لَحَقَّ لَهُ ». أَیْ انْقَطَعَتْ أَوْصَالُه و تَفَرَّقَتْ جَزَعاً و حَسْرَهً .قال ذُو الرُّمَّهِ :

تَکَادُ تَنْفَضُّ مِنْهُنَّ الحَیازِیمُ (3)

أَی تَنْقَطِعُ .و یُرْوَی الحَدِیثُ بالقَافِ أَیْضاً.

و تَفَضَّضَ القَوْمُ :تَفَرَّقُوا،کانْفَضُّوا،و کَذلِکَ تَفَضَّضَ الشَّیْ ءُ،إِذا تَفَرَّقَ .

و طَارَتْ عِظَامُهُ فِضَاضاً ،إِذَا تَطَایَرَتْ عِنْدَ الضَّرْبِ .

و تَمْرٌ فَضٌّ :مُتَفَرِّقٌ لا یَلْزَقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و فَضَضْتُ مَا بَیْنَهُمَا:قَطَعْتُ .

و الفَضِیضُ من النَّوَی:الَّذِی یُقْذَفُ من الفَمِ .

و مَکَانٌ فَضِیضٌ :کَثِیرُ المَاءِ.

و فَضَّ المَاءُ:سالَ .

و فَضَّهُ :صَبَّهُ .

و رَجُلٌ فَضْفَاضٌ :کَثِیرُ العَطَاءِ.شُبِّهَ بالمَاءِ الفَضْفَاضِ .

و تَفَضْفَضَ بَوْلُ النَّاقَهِ ،إِذَا انْتَشَرَ علی فَخِذَیْهَا.

و نَاقَهٌ کَثِیرَهٌ فَضِیضِ اللَّبَنِ .یَصِفُونَهَا بالغَزَارَهِ .

و رَجُلٌ کَثِیرُ فَضیضِ الکَلاَمِ .یَصِفُونَه بالکَثَارَه.

و أَفَضَّ العَطَاءَ:أَجْزَلَهُ .

و شَیْ ءٌ مُفَضَّضٌ :مُمَوَّهٌ بِالفِضَّهِ .و لِجَامٌ مُفَضَّضٌ :مُرَصَّعٌ بِالْفِضَّهِ .نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .و حَکَی سِیبَوَیْه: تَفَضَّیْت ،من الفِضَّه ،أَرادَ تَفَضَّضْتُ .قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی ما عَنَی به،اتَّخَذْتُهَا أَمْ استَعْمَلْتُهَا،و هو من مُحَوَّلِ التَّضْعِیف.

و دِرْعٌ (4)فُضَافِضَهٌ ،أَی وَاسِعهٌ .

و أَرْضٌ فَضْفَاضٌ :قد عَلاَهَا الماءُ من کَثْرَهِ المَطَرِ.

و فَضْفَضَ الثَّوْبَ و الدِّرْعَ :وَسَّعَهُمَا.قال کُثَیِّرٌ:

فَنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِیَّهً فأَعادَهَا

غَمْرُ الرِّدَاءِ مُفَضْفَضُ السَّرْبَالِ

و الفَضْفَاضُ :الکَثِیرُ الوَاسِعُ .قال رُؤْبَهُ :

یَسْعُطْنَهُ فَضْفَاضَ بَوْلٍ کالصَّبِرْ

و سَحَابَهٌ فَضْفَاضَهٌ :کَثِیرهُ المَطَرِ.

و قال اللَّیْثُ :فُلانٌ فُضَاضَهُ وَلَدِ أَبِیهِ ،أَی آخِرُهُم.و قال الأَزْهَرِیُّ :و المَعْرُوفُ :نُضَاضَهُ وَلَدِ أَبِیهِ ،بالنُّون بهذَا المَعْنَی.

و فَضَّ المالَ علی القَوْمِ :فَرَّقَهُ .

و فَضَّ اللّه فاهُ ،و أَفَضَّهُ .و قد تَقَدَّمَ إِنْکَارُ الجَوْهَرِیّ إِیَّاهُ ، و نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاع هکَذَا.

و خَرَزٌ فَضٌّ :مُنْتَثِرٌ (5)،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ .

و کمُحَدِّثٍ ،أَبُو الحَسَنِ عَلِیُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِیٍّ المُفَضِّضُ الشَّرْوَانِیّ ،کَتَبَ عنه أَبو طَاهِرٍ السِّلَفِیّ فی مُعْجَمِ السَّفَرِ و أثْنَی عَلیه.

فوض

فَوَّضَ إِلَیْه الأَمْرَ تَفْوِیضاً : رَدَّهُ إِلَیْهِ ،و جَعَلَهُ الحاکِمَ فِیه.و منهُ قَوْلُهُ تَعالَی:

وَ أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللّهِ (6).

و فَوَّضَ المَرْأَهَ تَفْوِیضاً : زَوَّجَها بِلا مَهْرٍ و هو نِکَاحُ التَّفْوِیضِ .

و قَوْمٌ فَوْضَی ،کسَکْرَی:مُتَسَاوُونَ لا رَئِیسَ لَهُمْ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للأَفْوُهِ الأَوْدِیّ :

ص:127


1- (1) النهایه و [1]اللسان:و فی حدیث سعید بن زید.
2- (2) فی اللسان و غریب الهروی:«أحدکم»،و فی الفائق 283/2: «رجلا». [2]
3- (3) دیوانه و صدره: تعتادنی زفرات من تذکرّها.
4- (4) عن اللسان و [3]بالأصل«دروع».
5- (5) فی الأساس:منتشر،قال ذو الرمه: کأن أدمانها و الشمس جانحهٌ ودعٌ بأرجائها فضّ و منظوم.
6- (6) سوره غافر الآیه 44. [4]

لا یَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَی لا سَرَاهَ لَهُمْ

و لا سَرَاهَ إِذَا جُهَّالُهمْ سَادُوا

أَو النَّاسُ فَوْضَی ،أَی مُتَفَرِّقُونَ ،قَالَهُ اللَّیْثُ .قال:و هُوَ جَمَاعَهُ الفَائِضِ ،و لا یُفْرَدُ کما یُفْرَدُ الوَاحِدُ من المُتَفَرِّقِین.

و الوَحْشُ فَوْضَی ،أَی مُتَفَرِّقَه تَتَرَدَّد. أَوْ نَعَامٌ فَوْضَی : مُخْتَلِطٌ بَعْضُهُم ببَعْضٍ ،و کَذلِکَ جَاءَ القَوْمُ فَوْضَی ،کما فی الصّحاح.و قِیلَ :هُم الّذِینَ لا أَمیرَ لَهُم،و لا مَنْ یَجْمَعُهُم.

و أَمْرُهُمْ فَوْضَی بَیْنَهُم و فَیْضَی :مُخْتَلِطٌ ،عن الِّلحْیَانِیّ :

و قال:مَعْنَاه:سَوَاءٌ بَیْنَهُمْ .

و یُقَالُ :أَمْرُهُمْ فَوْضُوضَاءُ بَیْنَهُمْ ،بالمَدّ، و یُقْصَرُ،إِذَا کَانِوا مُخْتَلِطِینَ یَتَصَرَّفُ کُلُّ مِنْهُمْ فِیمَا لِلآخَرِ ،یَلْبَس هذَا ثَوْبَ هذَا،و یَأْکُلُ هذَا طَعَامَ هذَا،لا یُؤامِرُ وَاحِدٌ مِنْهُم صاحِبَهُ فِیما یَفْعَلُ مِنْ غَیْرِ أَمْرِهِ (1)،قَالَهُ أَبُو زَیْدٍ.

و المُفَاوَضَهُ :الاشْتِرَاکُ فی کُلِّ شَیْ ءٍ ،و منه شَرِکَهُ المُفَاوَضَهِ ،و هی العَامَّهُ فی کُلِّ شَیْ ءٍ.و شَرِکَهُ العِنَانِ فی شَیْ ءٍ وَاحِدٍ (2).قالهُ الَّلیْثُ .و قال الأَزْهَرِیُّ فی تَرْجَمَهِ «ع ن ن»و شَارَکْتُهُ شَرِکَهَ مُفَاوَضَهٍ و ذلِکَ أَن یَکُونَ مَالهُمَا جَمِیعاً من کُلِّ شَیْ ءٍ یَمْلِکَانِهِ بَیْنَهُمَا.و قِیلَ شَرِکَهُ المُفَاوَضَهِ أَنْ یَشْتَرِکَا فی کُلِّ شَیْ ءٍ فی أَیْدِیِهِمَا أَو یَسْتَفِیئَانِهِ مِنْ بَعْد، و هذِه الشَّرِکَهُ بَاطِلَهٌ عِنْدَ الشَّافِعیّ .و عِنْدَ أَبِی حَنِیفَهَ و صَاحِبَیْه جائِزَهٌ . کالتَّفَاوُضِ .یُقَالُ : تَفَاوَضَ الشَّرِیکَانِ فی المَاءِ،إِذا اشْتَرَکا فِیه أَجْمَع.

و المُفَاوَضَهُ : المُسَاوَاهُ ،و المُشَارَکَهُ ،مُفَاعَلَهٌ مِنَ التَّفْوِیضِ .و منه

17- حَدِیثُ مُعَاوِیَهَ : قال لدَغْفَلٍ النَّسَّابه:بِمَ ضَبَطْتَ ما أَرَی ؟قال: بمُفَاوَضَهِ العُلماءِ.قال:و ما مفَاوَضَهُ العُلَمَاءِ؟قال:کُنْتُ إِذَا لَقِیتُ عَالِماً أَخذتُ ما عِنْدَه و أَعْطَیْتُهُ ما عِنْدِی. أَیْ کَأَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا رَدَّ ما عِنْدَهْ إِلَی صاحِبِه.

أَرادَ مُحَادَثَهَ العُلَمَاءِ و مُذَاکَرَاتَهمْ فی العِلْمِ .

و المُفَاوَضَهُ أَیْضاً: المُجَارَاهُ فی الأَمْرِ .یُقَالُ : فَاوَضَهُ فی أَمْرِه،أَی جَارَاهُ .

و تَفَاوَضُوا الحَدِیثَ :أَخَذُوا فِیهِ .و تَفَاوَضُوا فی الأَمْرِ:

فَاوَضَ فِیهِ بَعْضُهم بَعْضاً ،کما فی الصّحاح.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

یُقَالُ :مَتَاعُهُمْ فَوْضَی بَیْنَهُم،إِذَا کانُوا فِیه شُرَکَاءَ.و یُقَالُ أَیْضاً: فَوْضَی فَضاً،قَالَ :

طَعَامُهُمُ فوضَی فَضاً فی رِحَالِهِمْ

و لا یُحْسِنُون السِّرَّ إِلاَّ تَنَادِیَا

کما فی اللِّسَان.

و فی العُبَابِ : الفَوْضَهُ الاسْمُ من المُفَاوَضَهِ (3).و یُقَالُ :

رَأَیْتُ التَّفْوَاضَهَ لِفُلانٍ ،أَیْ بَقِیَّهَ الحَیَاهِ .

فهض

فَهَضَهُ ،کمَنَعَهُ ، فَهْضاً .أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیّ فی التکْمِلَه،و ذَکَرَهُ فی العُبَابِ عن ابنِ دُرَیْدٍ، أَیْ کَسَرَهُ و شَدَخَهُ ،و ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ أَیْضاً،و قد تَقَدَّم مِثلُ ذلِکَ فی«ف ح ض»و أَنَّهُ لُغهٌ یَمَانِیَهٌ .

فیض

فَاضَ المَاء و الدَّمْعُ و غَیْرُهُمَا یَفِیضُ فَیْضاً ، و فُیُوضاً ،بالضَّمِّ و الکَسْرِ و فُیُوضَهً و فَیْضُوضَهً و فَیَضَاناً ، بالتَّحْرِیکِ ،أَی کَثُرَ حَتَّی سَالَ کالوَادِی .و فی الصّحاح:

علی ضِفَّهِ الوَادِی،و مِثْلُه فی العُبَاب.

16- و فی الحدِیث:

«و یَفِیضُ المالُ ». أَیْ یَکْثُر.من فَاضَ الماءُ. و فَاضَ صَدْرُهُ بالسِّرِّ ،إِذا امْتَلأَ و باحَ به،و لم یُطِقْ کَتْمَهُ ،و کَذلِکَ النَّهْرُ بمَائِهِ ،و الإِنَاءُ بما فیه.

و فَاضَ الرَّجُلُ یَفِیضُ فَیضاً و فُیُوضاً :مَاتَ ،و کَذلِکَ فَاضَتْ نَفْسُهُ ،أَیْ خَرَجَتْ رُوحُهُ ،نَقله الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدَهَ و الفَرَّاءِ،قَالاَ:و هی لُغَهٌ فی تَمِیمٍ ،و أَبُو زَیْدٍ مِثْلُه.

قال:الأَصْمَعِیُّ :لا یُقَالُ فَاضَ الرَّجُلُ ،و لا فَاضَتْ نَفْسُه، و إِنَّمَا یَفِیضُ الدَّمْعُ و الماءُ.زادَ فی العُبَابِ :و لکِنْ یُقَالُ فَاظَ ،بالظَّاءِ،إِذَا مَاتَ ،و لا یُقَالُ : فَاضَ بالضَّادِ البَتَّهِ ، فأَنْشَدَهُ أَبُو عُبَیدَهَ رَجَزَ دُکَیْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَیْمِیّ :

تَجَمَّع الناسُ و قَالُوا عِرْسُ

إِذَا قِصَاعٌ کالأَکُفِّ خَمْسُ

زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ

و دُعِیَت قَیْسٌ و جاءَتْ عَبْسُ

ففُقِئَتْ عَیْنٌ و فَاضَتْ نَفْسُ

ص:128


1- (1) التهذیب:«فیما یفعل فی أمره»و فی التکمله:«من أمره».
2- (2) قال الأزهری:فأما شرکه العِنان فهو أن یحضر کل واحد من الشریکین دنانیر أو دراهم مثل ما یخرج الآخر و یخلطانها و یأذن کل واحد منهما لصاحبه بأن یتجر فیه.و لم یختلف الفقهاء فی جواز هذه الشرکه و إنهما إن ربحا فیما تجرا فیه فالربح بینهما،و إن وضعا فعلی رؤوس أموالهما.
3- (3) و مثله فی التکمله.

و هذه لُغَهٌ دُکَیْن.فقال الأَصْمَعِیّ :الرِّوَایَهُ :وطَنَّ الضِّرْسُ .

و فی اللّسَانِ :و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ : فَاضَ الرَّجُلُ و فَاظَ ، إِذَا ماتَ و کَذلِکَ فَاظَتْ نَفْسُهُ .و قال أَبو الحَسَنِ :فَاظَتْ (1)نَفْسُه،الفِعْلُ للنَّفْسِ .و فَاضَ الرِّجُلُ یَفِیضُ ،و فَاظَ یَفِیظُ فَیْظاً و فُیُوظا.و قَال الأَصْمَعِیُّ :سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو یَقُولُ :لا یُقَالُ :فَاظَتْ نَفْسُه،و لکِنْ یُقَال:فَاظَ ،إِذَا مَاتَ ،«بالظَّاءِ»، و لا یُقَال: فَاضَ ،بالضَّادِ البَتَّهَ .و قَال ابنُ بَرّیّ :الَّذِی حَکَاهُ ابنُ دُرَیْد عن الأَصْمَعِیّ خِلافُ ما نَسَبَهُ الجَوْهَرِیّ لَهُ .قَالَ ابنُ دُرَیْد:قال الأَصْمَعِیّ :تَقُولُ العَرَبُ :فَاظَ الرَّجُلُ ،إِذَا مَاتَ ،فإِذَا قَالُوا: فَاضَتْ نَفْسُه،قَالُوا بالضَّاد،و أَنْشَدَ:

ففُقِئَتْ عَیْنٌ و فَاضَتْ نَفْسُ

قالَ :و هذا هو المَشْهُورُ مِنْ مَذْهَب الأَصْمَعِیِّ حَکَی عن أَبِی عَمْرٍ وَ أَنَّهُ لا یُقَالُ : فَاضَتْ (2)نَفْسُه.و لکِن یُقَال:فَاظَ ، إِذَا مَاتَ .و لا یُقَال: فَاضَ بالضَّادِ بَتَّهً ،قال:و لا یَلْزَم مِمَّا حَکَاهُ مِنْ کَلامِه أَنْ یَکُونَ مُعْتَقِداً له.قال:و أَمّا أَبُو عُبَیدَه فقالَ : فَاضَتْ ،بالضَّاد،لُغَهُ تَمِیمٍ .و قال أَبو حَاتِمٍ :

سَمِعْتُ أَبَا زَیْدٍ یَقُول:بَنُو ضَبَّهَ وَحْدَهُم یَقُولُون: فَاضَتْ نَفْسُهُ ،و کَذلِکَ المَازِنِیّ عن أَبِی زَیْدٍ قال:کُلُّ العَرَبِ تَقُولُ :فَاظَتْ نَفْسُه إِلاَّ بَنِی ضَبَّهَ فإِنَّهُمْ یَقُولُون: فَاضَتْ نَفْسُه،بالضَّاد.

و فَاضَ الخَبَرُ یَفِیضُ فَیْضا : شاعَ .و فَاضَ الشَّیْ ءُ فَیْضاً : کَثُرَ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «و یَفِیضُ اللِّئَامُ فَیْضاً ». أَشارَ إِلَیْه الجَوْهَرِیُّ .و هو مَجَازٌ.

و فَیّاضٌ ،ککَتَّانٍ :فَرَسٌ لِبَنِی جَعُدٍ .و فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ :لِبَنِی جَعْدَهَ .و فی اللّسَان:منْ سَوَابِقِ خَیْلِ العَرَبِ .و أَنْشَدَ لِلنَّابِغَهِ الجَعْدِیّ ،رَضِیَ اللّه عَنْه:

و عَنَاجِیجُ جِیَادٌ نُجُبٌ

نَجْلُ فَیَّاضٍ و مِنْ آلِ سَبَلْ

و مِثْلُه فی العُبَاب.

و أَبُو عُبَیْدَهَ شَاذُّ بنُ فَیَّاضٍ الیَشْکُرِیُّ البَصْرِیُّ ، مُحَدِّثٌ ، و اسمُهُ هِلاَلٌ ،و شَاذٌّ لَقَبهُ .

14- و اشْتَرَی طَلْحَهُ بنُ عُبَیْدِ اللّه التَّیْمِیّ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ ، بِئْراً فی غَزْوَه ذِی قَرَدٍ فَتَصَدَّقَ بها،و نَحَرَ جَزُوراً فأَطْعَمَهَا النَّاسَ ، فقَالَ لهُ رَسُولُ اللّه صَلی اللّه علیه و سلّم: «یا طَلْحَهُ أَنْتَ الفَیَّاضُ » فَلُقِّبَ بِهِ ،لِسَعَهِ عَطَائِهِ و کَثْرَتِهِ ،و کانَ قَسَمَ فی قَوْمِهِ أَرْبَعَمَائَهِ أَلْفٍ ،و کانَ جَوَاداً. کَذا فی کُتُبِ السِّیَرِ.

16- و فی ذِکْرِ الدَّجَّالِ :ثُمَّ یَکُونُ عَلَی إِثْرِ ذلِکَ الفَیْضُ . قال شَمِرٌ:سَأَلْتُ البَکْرَاوِیَّ عنه فَقَالَ : الفَیْضُ : المَوْتُ ،هاهُنَا:

قَالَ :و لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ غَیْرِه،إلاَّ أَنَّه: فاضَتْ نَفْسُه،أَی لُعَابُه الَّذِی یَجْتَمِعُ علی شَفَتَیه عِنْد خُرُوجِ رُوحِهِ .

و الفَیْضُ : نِیلُ مِصْرَ ،قالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ .و فی التَّکْمِلَهِ :مَوْضِعٌ فی (3)نِیلِ مِصْرَ.قال الجَوْهَرِیُّ : و قال الأَصْمَعِیّ : نَهْرُ البَصْرَهِ یُسَمَّی الفَیْضَ .

و قال غَیْرُهُ : فَیْضُ البَصْرَهِ :نَهْرُهَا،غَلَبَ ذلِکَ عَلَیْه لِعِظَمِهِ .

و الفَیْضُ : الکَثِیرُ الجَرْیِ من الخَیْلِ ،کالسَّکْبِ .یُقَالُ :

فَرَسٌ فَیْضٌ و سَکْبٌ .

و الفَیْضُ : فَرَسٌ لبَنِی ضُبَیْعَهَ بنِ نِزارٍ .نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ و الفَیْضُ :فَرَسٌ أُخْرَی لعُتْبَهَ بنِ أَبِی سُفْیَانَ .

17- یُقَالُ : فَرَّ عُتْبَهُ یَوْمَ صِفِّینَ ،فقَالَ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَکَم یُعَیِّره بذلِکَ :

أَ أَنْ أُعْطِیتَ سَابِغَهً و طِرْفاً

یُسَمَّی الفَیْضَ یَنْهَمِرُ انْهِمَارَا

تَرَکْتَ السادَهَ الأَخْیَارَ لَمَّا

رَأَیْتَ الحَرْبَ قَدْ نُتِجَتْ حُوَارَا

لَعَمْرُ أَبِیکَ و الأَنباءُ تَنْمِی

لَقَدْ أَبْعَدْت یا عُتْبَ الفِرَارَا.

و قالَ أَبو زَیْدٍ: أَمْرُهُمْ فَیْضِیضَی بَیْنَهُم و فَیْضُوضَی ، و یُمَدَّانِ ،و فَیُوضَی ،بالفَتْحِ ،أَیْ فَوْضَی ،و ذلِکَ إِذَا کَانُوا مُخْتَلِطِینَ یَلْبَسُ هذَا ثَوْبَ هذَا و یَأْکُلُ هذَا طَعَامَ هذَا،لا یُؤَامِرُ أَحَدٌ مِنْهُمُ صاحِبَهُ فِیمَا یَفْعَلُ من (4)أَمْرِه.و ذَکَرَ اللِّحْیَانِیّ أَیْضاً مِثلَ قَوْلِ أَبِی زَیْدٍ.

و أَرْضٌ ذَاتُ فُیُوضٍ ،أَیْ فِیها مِیَاهٌ تَفِیضُ ،أَیْ تَسِیلُ حَتَّی تَعْلُوَ.

و أَفَاضَ الماءَ علی نَفْسِهِ :أَفْرَغَهُ .نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و أَفَاضَ الناسُ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَی مِنًی،أَیْ دفَعُوا .کما

ص:129


1- (1) الأصل و اللسان،و [1]فی التهذیب:فاضت نفسه.
2- (2) فی التهذیب:«فاظت نفسه»و الأصل کاللسان. [2]
3- (3) فی التکمله:«من»و فی معجم البلدان:و قد قیل لموضع من نیل مصر الفیض.
4- (4) التهذیب و اللسان: [3]فی أمره.

فی الصّحاحِ ،و قِیلَ :بکَثْرَهٍ ، أَوْ رَجَعُوا و تَفَرَّقُوا،أَو أَسْرَعُوا مِنهَا إِلی مَکَانٍ آخَرَ .الأَخِیرُ مَأْخُوذٌ من قَولِ ابنِ عَرَفَهَ .و بکُلِّ ذلِکَ فُسِّر قَولُه تَعَالَی: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ (1)قال أَبُو إِسْحَاقَ :دَلَّ بهذَا اللَّفْظِ أَن الوُقُوفَ بِهَا وَاجِبٌ ،لأَنَّ الْإِفَاضَهَ لا تَکُونُ إِلا بَعْدَ وُقُوفٍ .وَ مَعْنَی أَفَضْتُمْ :دَفَعْتُمْ بکَثْرَهٍ .و قال خالِدُ بنُ جَنْبَهَ :« الإِفَاضَهُ :

سُرْعَهُ الرَّکْضِ .و أَفَاضَ الرَّاکِبُ إِذا دَفَعَ بَعِیرَهُ سَیْراً بَیْنَ الجَهْدِ و دُونَ ذلِکَ ،قال:و ذلِکَ نِصْفُ عَدْوِ الإِبِلِ عَلَیْهَا الرُّکْبَانُ ،و لا تَکُونُ الْإِفَاضَهُ إِلاَّ و عَلَیْهَا الرُّکْبَانُ .و قال غَیْرُهُ :

الْإِفَاضَهُ :الزَّحْفُ و الدَّفْعُ فی السَّیر بکثرهٍ ،و لا یکُونُ إِلاَّ عن تَفرُّقٍ و جَمْعٍ .و أَصْلُ الإِفَاضَهِ :الصَّبُّ ،فاسْتُعِیرَتْ للدَّفْعِ فی السَّیرِ،و أَصْلُهُ أَفَاضَ نَفْسَهُ أَو رَاحِلتَهُ ،و لذلِکَ فَسَّرُوا أَفَاضَ بدَفَعَ ،إِلاَّ أَنَّهُمْ رَفَضُوا ذِکْر المَفْعُولِ ،و لرَفْضِهِمْ إِیّاه أَشْبَهَ غَیْرَ المُتَعَدِّی،و منه طَوَافُ الإِفَاضَهِ یَوْمَ النَّحْرِ، یُفِیضُ مِنْ مِنًی إِلی مَکَّهَ فیَطُوفُ ثُمَّ یَرْجِعُ .

قال الجَوْهَرِی: و کُلُّ دَفْعَهٍ إِفَاضَهٌ .

و أَفَاضُوا فی الحَدیثِ :انْتَشَرُوا.و قال اللِّحْیَانِیّ :هُوَ إِذا انْدَفَعُوا فیهِ و خاضَوا،و أَکْثَرُوا.و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: إِذْ تُفِیضُونَ فِیهِ (2)أَی تَنْدَفِعُونَ فِیهِ و تَنْبَسِطُونَ فی ذِکْره.

و حَدِیثٌ مُفَاضُ فِیهِ ،و منه قوْلُهُ تَعَالَی أَیْضاً: لَمَسَّکُمْ فِیما أَفَضْتُمْ (3).

و أَفَاضَ الْإِنَاءَ :أَتْأَقَهُ .عن اللِّحْیَانیّ .قال ابنُ سِیدَه:

و عِنْدِی أَنَّهُ إِذا مَلَأَهُ حَتّی فَاضَ ،و کَذلِک فی الصّحاح و العُبَاب.

و من المَجَازِ: أَفاضَ القِدَاحَ ،و أَفاضَ بِهَا ،و علَیْهَا:

ضَرَبَ بِهَا .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ أَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ حِمَاراً و أُتُنَهُ :

فکَأَنَّهُنَّ رِبَابَهٌ و کَأَنَّهُ

یَسَرٌ یُفِیضُ علی القِدَاحِ و یَصْدَعُ

قال:یَعْنِی:بالقِدَاحِ .و حُرُوفُ الجَرِّ یَنُوبُ بَعْضُها مَنَابَ بَعْضٍ .کَذَا فی الصّحاح و العُبابِ .و الَّذِی قَرَأْتُهُ فی شَرْحِ الدِّیوَانِ :و کَأَنَّهُ یَسَرٌ:الَّذی یَضْرِبُ بالقِدَاحِ ،و إِفَاضته أَن یُرْسِلَهَا و یَدْفَعَها.و یَصْدَعُ :یُفَرِّقُ بالحُکْمِ ،أَیْ یُخْبِرُ بما یَجِیءُ به.و یُرْوَی:یَخُوضُ علی القِدَاحِ .أَرادَ یَخُوضُ بالقِدَاحِ فلَمْ یَسْتَقِمْ ،فأَدْخَلَ «عَلَی»مَکَانَ البَاءِ.فتَأَمَّلُ .

و قال الأَزْهَرِیُّ :کُلُّ ما کانَ فی اللُّغَهِ من بابِ الإِفَاضَهِ فَلَیْس یَکُونُ إِلاَّ عن تَفَرُّقٍ (4)و کَثْرَهٍ .

17- و فی حَدِیثِ ابْنِ عَبَّاسٍ : «أَخْرَجَ اللّه ذُرِّیَّهَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ ، فأَفَاضَهُمْ إِفَاضَهَ القِدْحِ ». هی الضَّرْبُ بِهِ و إِجالَتُه عِنْدَ القِمَارِ.و القِدْحُ :

السَّهْمُ ،وَاحِدُ القِدَاحِ الَّتی کَانُوا یُقَامِرُون بِهَا.و منه

16- حَدِیثُ اللُّقَطَهِ : «ثُمَّ أَفِضْهَا فی مَالِکَ ،أَیْ أَلْقِهَا فیه و اخْلِطْهَا بِهِ .

و أَفَاضَ البَعِیرُ:دَفَعَ جِرَّتَهُ مِنْ کِرْشِهِ فأَخْرَجَهَا.نَقَلَه الجوْهَرِیُّ .قال:و منه قَوْلُ الشَّاعِرِ،قُلْتُ :و هو قَولُ الرَّاعِی:

و أَفَضْنَ بَعْدَ کُظُومِهِنَّ بجِرَّهٍ

مِنْ ذِی الأَبارِقِ إِذْ رَعَیْن حَقِیلاً (5)

و قِیلَ : أَفَاضَ البَعِیرُ بجِرَّتِهِ :رَمَاهَا مُتَفَرِّقَهً کَثِیرَهً .و قِیلَ :

هو صَوْتُ جِرَّتِه و مَضْغِه.و قال اللِّحْیَانیّ :هو إِذَا دَفَعَها من جَوْفِهِ و أَنْشَدَ قَولَ الرَّاعِی.و یُرْوَی:مِنْ ذِی الأَباطِحِ (6).

و یُقَالُ :کَظَمَ البَعِیرُ إِذا أَمْسَکَ عَنِ الجِرَّهِ .

و المُفَاضَهُ مِنَ الدُّرُوعِ :الوَاسِعَهُ .نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .و قد أُفِیضَتْ ،و أَفَاضَهَا عَلَیْه،کما یُقال صَبَّهَا عَلَیْه.و هو مَجاز.

و المُفَاضَهُ مِنَ النِّسَاءِ:الضَّخْمَهُ البَطْنِ .کما فی الصّحاح،و زَادَ فی اللِّسان:المُسْتَرْخِیَهُ اللَّحْمِ ،و قد أُفِیضَت ،و زَاد غَیرُهُ :البَعِیدهُ الطُّولِ عن الاعْتِدَال.و فی الأَساسِ :هی خِلافُ المَجْدُولَهِ .و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لاِمْرِئ القَیْسِ :

مُهَفْهَفَهٌ بَیْضَاءُ غَیْرُ مُفَاضَهٍ

تَرَائِبُهَا مَصْقُولَهٌ کالسَّجَنْجَلِ

و هو مَجَاز:

و رجُلٌ مُفَاضٌ :وَاسِعُ البَطْنِ ،و الأُنْثَی مُفَاضَهٌ .

14- و فی صِفَهِ النَّبِیّ صَلی اللّه علیه و آله و سلّم: کان النبیَّ صَلی اللّه علیه و آله و سلّم مُفَاضَ البَطْنِ » . أَی مُسْتوِیَ البَطْنِ مَعَ الصَّدْرِ .و قیل: المُفَاضُ :أَنْ یَکُونَ فیه امْتِلاءٌ، مِنْ فَیْضِ الإِناءِ،و یُرِیدُ أَسْفَلَ بَطْنِهِ .

و اسْتَفَاضَ :سَأَلَ إِفَاضَهَ الماءِ و غَیْرِه،کما فی الصّحاح.

ص:130


1- (1) سوره البقره الآیه 198. [1]
2- (2) سوره یونس الآیه 61. [2]
3- (3) سوره النور الآیه 14.
4- (4) فی التهذیب:تفرق أو کثره.
5- (5) دیوانه ص 224 انظر تخریجه فیه.و حقیل بالقاف وادٍ فی دیار بنی عکل.و فی مطبوعه الصحاح [3]الأولی حفیل بالفاء.
6- (6) و هی روایه التهذیب.

و یُقَالُ : اسْتَفَاضَ الوَادِی شَجَراً ،أَی اتَّسَعَ و کَثُرَ شَجَرُه .

نَقَلَه الجَوْهرِیُّ .و هو مَجَازٌ.و قال غَیرُه: اسْتَفَاضَ بالمَکَانِ :

اتَّسَعَ (1)،و أَنْشَدَ قَوْلَ ذِی الرُّمَّهِ :

بِحیْثُ اسْتَفَاضَ القِنْعُ غَرْبِیَّ وَاسِطٍ (2)

و من المجَازِ: اسْتَفَاضَ الخَبَرُ و الحَدِیثُ :ذَاعَ و انْتَشَر ، کفَاضَ ، فهو مُسْتَفِیضٌ ذَائعٌ فی النَّاس مِثْل الماءِ المُسْتفِیضِ ، و مُسْتفاضٌ فِیهِ ،و لا تَقُل :حدِیثٌ مُسْتَفاضٌ ، فإِنّهُ لَحْنٌ ،و هو قَولُ الفَرَّاءِ و الأَصْمَعِیّ و ابْنِ السِّکِّیت و عَامَّهِ أَهْلِ اللُّغَهِ .و کَلامُ الخاصِّ :حَدِیثٌ مُسْتَفِیضٌ ،أَیْ مُنْتَشِرٌ شائِعٌ فی النّاسِ ،هکَذا نَقَلَهُ الأَزْهَرِیّ مُطَوَّلاً،و الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیّ ، أَو لُغَیَّهٌ ،مِن اسْتَفَاضُوهُ فهُوَ مُسْتَفَاضٌ (3)،أَیْ مَأْخُوذٌ فِیهِ .قال شَیْخُنَا:و القِیَاسُ لا یُنَافِیهِ ،و قد استَعْمَلَهُ أَبُو تَمَّامٍ کما فی مُوَازَنَهِ الآمِدِیّ ،و نَقَل ما یُؤَیِّدُهُ فی المِصْباح.

و مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر ،هکَذَا فی سَائِر النُّسخِ ،قالَ شَیْخُنَا:

الصَّوابُ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَر بنِ الحَسَنِ بن المُسْتَفَاضِ ،القَاضِی الفِرْیابِیّ ،و یُقَال:الفَارِیَابِیّ (4)مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ.قال شَیْخُنَا:کَما وُجِد بخَطّ الحافِظِ ابن حَجَرٍ.

قُلتُ :و مثلُه فی العُبَاب إِلاّ أَن کَلامَ المُصَنِّف فِیمَا أَوْرَدَهُ صَحِیحٌ لا خَطَأَ فیه،فإِنَّ مُحَمَّدَ بنَ جعْفَرٍ هذا هو القاضِی أَبُو الحَسَنِ المُحَدِّث الّذِی سَمِعَ مِن عَبَّاسٍ الدُّورِیّ و طَبَقَتِه.و أَما أَبُوهُ جعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ فَهُو المَوْصُوفُ بالحافِظِ صَاحِب التَّصانِیفِ الکَثِیرَهِ ،و قد حَدَّث عَن بَلَدِیِّهِ أَبِی عَمْرٍو عَبدِ اللّه بنِ مُحَمَّدِ بنِ یُوسُفَ بنِ وَاقِدٍ الفِرْیَابِیّ و غَیْرِه، فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتدرکَ علَیْه:

فَاضَتْ عینُه تَفِیض فَیضاً ،إِذا سَالَتْ .و یُقَالُ أَفَاضَتِ العَیْنُ الدَّمْعَ تُفِیضُهُ إِفَاضَهً ،و أَفَاضَ فُلانٌ دَمْعَهُ .

و حَوْضٌ فَائِضٌ أَی مُمْتَلِیءٌ.

و ماءٌ فَیْضٌ :کَثِیرٌ.

و بَحرٌ فائِضٌ :مُتَدَفِّقٌ .

و الفَیْضُ :النَّهرُ عَامَّهً ،و الجَمْعُ أَفْیَاضٌ و فُیُوضٌ ، و جَمْعُهُمْ له یَدُلُّ علی أَنَّهُ لَمْ یُسَمَّ بالمَصْدَرِ.

و نَهْرٌ فَیَّاضٌ :کَثِیرُ المَاءِ.نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و رَجُلٌ فَیْضٌ :کَثِیرُ المَعْروفِ .

و فَیَّاضٌ :وَهَّابٌ جَوَادٌ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قِیلَ :کَثِیرُ المَعْرُوفِ .و فی العُبَابِ :کَثِیرُ العَطاءِ،و أَنشَد لرُؤْبَهَ :

أَنْتَ ابنُ کُلِّ سیِّدٍ فَیَّاضِ

جَمِّ السِّجَالِ مُتْرَعِ الحِیَاضِ

و أَعْطَاهُ غَیْضاً مِنْ فَیْضٍ ،أَی قَلِیلاً مِن کَثِیرٍ،نقَلَه الجَوْهَرِیّ .و قد سَبَقَ للمُصَنّف فی غ ی ض.

و أَفَاضَ بالشَّیْ ء:رَمَی به.قال أَبو صَخْرٍ الهُذَلِیُّ یَصِفُ کَتیبَهً :

تَلَقَّوْهَا بطَائِحَهٍ زَحُوفٍ

تُفِیضُ الحِصْنَ منها بالسِّخَالِ

و دِرْعٌ فَیُوضٌ [و مُفَاضه ]:و فَاضَهٌ :وَاسِعَهٌ .الأَخِیرَهُ عن ابنِ جِنّی.

و المُفَاضَهُ من النِّسَاءِ:المَجْمُوعَهُ المَسْلَکَیْنِ ،کَأَنَّهُ مَقْلُوبُ المُفْضَاهِ .و أَفَاضَ المَرْأَهَ و أَفْضَاهَا عِنْدَ الافْتِضاضِ بمَعْنًی وَاحِدٍ.نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان و ابنُ القَطَّاع،و نَقَلَه الصَّاغَانِیّ عن یُونُسَ ،قال ذَکَرَها فی کِتَابِ «اللُّغَاتِ »له.

و أَفاضَ الماءُ،أَیْ سَالَ ،کفَاضَ .

و فَاضَ البَعِیرُ بجِرَّتِهِ :لُغَه فی أَفاضَ .

و فَاضَ الرَّجُلُ عَرَقاً:ظَهَر علی جِسْمِه عِنْد الغَمِّ ،نَقَلَه ابنُ القَطَّاع.و قد سَمَّوْا فَیَّاضاً ،و فَیْضاً ،و مُسْتَفَاضاً .

و فَیْضُ اللِّوَی:مَوْضِعٌ .قال أَبو صَخْرٍ الهُذَلِیّ :

فَلَوْلاَ الَّذِی حُمِّلْتُ مِن لاَعِجِ الهَوَی

بفَیْضِ اللِّوَی عِزًّ (5)و أَسْمَاءُ کَاعِبُ

و فَیْضُ أَرَاکَهَ :مَوْضِعٌ آخر.قال مُلَیْحُ بنُ الحَکَمِ الهُذَلِیّ :

فَمِنْ حُبِّ لَیْلَی یَوْمَ فَیْضِ أَرَاکَهٍ

و یَوْماً بقِرْنٍ کِدْتَ لِلْمَوْتِ تُشْرِفُ

کما فی العُبَابِ .

ص:131


1- (1) فی اللسان و [1]الأساس:«المکان»زاد الزمخشری:و انتشر.
2- (2) عجزه کما فی دیوانه: نهاء و مجّت فی الکثیب الأباطحُ .
3- (3) فی التهذیب:و هو لحنٌ لیس من کلام العرب،إنما هو مولد من کلام الحاضره...و قد جاء فی شعر بعض المحدثین: فی حدیث من أمره مستفاض و لیس بالفصیح من کلامهم.
4- (4) و یقال أیضاً:الفیریابی باثبات الیاء،کله نسبه إلی فاریاب،بلیده بنواحی بلخ،کما فی اللباب.
5- (5) فی معجم البلدان«الفیض»:غرّاً.

و یُقَال:کَلَّمَهُ فما أَفَاضَ بکَلِمَهٍ ،أَی ما أَفْصَحَ .

و فَاضَ صَدرُه من الغَیْظ (1)،و هو مَجاز.

و فَیّاضٌ ،کشَدَّادٍ:مَوْضِعٌ (2).

و قد کُنِّیَ أَبا الفَیْضِ جَمَاعَهٌ ،مِنْهُمْ أَبُو الفَیْضِ مُوسَی بنُ أَیّوبَ الشّامِیُّ ،و یُقَالُ ابنُ أَبِی أَیُّوبَ ،رَوَی عن سُلَیْمِ بنِ عَامِرٍ،و عَنْهُ شُعْبَهُ .

و أَبُو الفَیْضِ :تَابِعِیٌّ ،عن أَبِی ذَرٍّ،و عَنْهُ مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِرِ.کَذَا فی«الکُنَی»لابْنِ المُهَنْدِس.

و الفَیَّاضُ أَیْضاً:لَقَبُ عِکْرِمَهَ بن رِبْعِیّ ،من وَلَدِ مَالِکِ بْنِ تَیْمِ اللّه.

فصل القاف مع الضاد

قبض

قَبَضَهُ بیَدِه یَقْبِضُهُ :تَنَاوَله بیَدِه مُلامَسَهً ،کما فی العُبَاب،و هو أَخَصَّ مِنْ قَوْلِ الجَوْهَرِیّ : قَبَضْتُ الشَّیْ ءَ قَبْضاً :أَخَذْتُه،و یَقْرُب منه قَوْلُ اللَّیْثِ : القَبْضُ :جَمْعُ الکَفِّ عَلَی الشَّیْ ءِ.و قِیلَ : القَبْضُ :الأَخْذُ بأَطْرَافِ الأَنَامِل،و هذا نَقَلَهُ شَیْخُنَا،و هو تَصْحِیفٌ .و الصَّوابُ أَنَّ الأَخْذَ بأَطْرَافِ الأَنَامِلِ هو القَبْصُ ،بالصَّادِ المُهْمَلَه،و قد تَقَدَّم.

و قَبَضَ عَلَیْهِ بَیَدِه:أَمْسَکَه .و یُقَالُ : قَبَضَ عَلَیْه،و بِهِ ، یَقْبِض قَبْضاً ،إِذا انْحَنَی عَلَیْه بجَمِیعِ کَفِّه.

و قَبَضَ یَدَهُ عَنْه:امْتَنَعَ عَن إِمْسَاکِه ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی:

وَ یَقْبِضُونَ أَیْدِیَهُمْ (3)أَی عن النَّفَقَهِ ،و قِیلَ :عن الزَّکاهِ ، فهو قَابِضٌ و قَبَّاضٌ ،حَکَاه أَبو عُثْمَانَ المَازِنِیّ ،قال:و هو لُغَهُ أَهْل المَدِینَه فی الَّذِی یَجْمَعُ کُلَّ شَیْ ءٍ، و قَبّاضَهٌ ،بزِیَادَهِ الهاءِ،و لَیْسَتْ للتَّأْنِیث.

و قَبَضَهُ : ضِدُّ بَسَطَه ،و یُرَادُ به التَّضْیِیقُ .و مِنْهُ قَولُه تَعَالَی وَ اللّهُ یَقْبِضُ وَ یَبْصُطُ (4)،أَیْ یُضَیِّقُ عَلَی قَوْم و یُوَسِّعُ علی قَوْمٍ .

14- و رَوَی المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَهَ ،عَنِ النَّبِیّ صَلی اللّه علیه و سلّم أَنَّهُ قال:

«فَاطِمَهُ بَضْعهٌ مِنِّی، یَقْبِضُنِی ما قَبَضَهَا و یَبْسُطُنِی ما بَسَطَهَا» (5). و قال اللَّیْثُ :یُقَالُ :إِنَّه لَیَقْبِضُننی ما قَبَضَکَ .قال الأَزْهَرِیُّ :مَعْنَاه أَنَّهُ یُحْشِمُنِی ما أَحْشَمَکَ (6).

و قَبَضَ الطائِرُ و غَیْرُه:أَسْرَعَ فی الطَّیَرَان،أَو المَشْیِ و أَصلُ القَبْضِ ،فی جَناحِ الطَّائِر،هُوَ أَنْ یَجْمَعَهُ لِیَطِیرَ، و قد قَبَضَ ، و هُوَ قابِضٌ ،و قَبَضَ فهو قَبِیضٌ بَیِّنُ القَبَاضَه و القَبَاضِ و القَبَضِ ،بفَتْحَتِهنّ ،و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ غَیْرُ مُرَتَّب، أَیْ مُنکَمِشٌ سَریعٌ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للرَّاجز:

أَتَتْکَ عِیسٌ تَحْمِلُ المَشِیَّا

ماءً مِنَ الطَّثْرَهِ أَحْوَذِیَّا

یُعْجِلُ ذَا القَبَاضَهِ الوَحِیَّا

أَنْ یَرْفَعَ المِئْزَرَ عَنْهُ (7)شَیَّا

و منه قَولُه تَعَالَی: و الطَّیْر صافّاتٍ وَ یَقْبِضْنَ هکَذا فی سائِر النُّسَخ و هو غَلَطٌ ،فإِنَّ الآیَهَ أَ وَ لَمْ یَرَوْا إِلَی الطَّیْرِ فَوْقَهُمْ صافّاتٍ وَ یَقْبِضْنَ (8)و أَمَّا آیَهُ النُّور وَ الطَّیْرُ صَافّاتٍ (9)لیْسَ فِیها وَ یَقْبِضْنَ ،و کَأَنَّهُ سَقَطَ لَفْظُ فَوْقَهُمْ من أَصل نُسْخَهِ المُصَنِّف،إِمَّا سَهْواً أَو مِنَ النُّسّاخِ ،و قد ذَکَر الجَوْهَرِیُّ الآیَهَ عَلَی صِحَّتِهَا،و کذا الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللّسَان،إِلاّ أَنَّهَما اقْتَصَرَا علی صافّاتٍ وَ یَقْبِضْنَ ،و لَمْ یَذْکُرا أَوَّلَ الآیَهِ ،فتأَمَّل.

و رجُلٌ قَبِیضُ الشَّدِّ ،هکَذا فی سائِر النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ، و الصَّوابُ :فَرَسٌ قَبِیضُ الشَّدِّ،أَیْ سَریعُ نَقْلِ القَوَائِم ، کما فی الصّحاح و العُبَاب.و فی اللّسَان: القَبیضُ من الدَّوابِّ :السَّریعُ نَقْلِ القَوَائِم.قال الطِّرِمّاح:

سَدَتْ بقَبَاضَهٍ و ثَنَتْ بلِینِ (10)

و لکنْ فی قَوْل تَأَبَّطَ شَرّاً ما یَدُلُّ علی أَنَّهُ یُقَالُ رَجُلٌ قَبِیضُ الشَّدِّ،و هو قَوْلُهُ :

ص:132


1- (1) الأساس،و شاهده فیه،قوله: شکوت و ما الشکوی لمثلی عادهً و لکن تفیض النفس عند امتلائها.
2- (2) الذی فی معجم البلدان: [1]فیاض:نهر بالبصره قدیم واسع علیه قری و مزارع،قاله نصر،و المعروف الفیص.
3- (3) سوره التوبه الآیه 67. [2]
4- (4) من الآیه 245 من سوره البقره. [3]
5- (5) أی أکره ما تکرهه و أتجمع مما تتجمع منه،کما فی النهایه.
6- (6) زید فی التهذیب:و نقیضه:إنه لیبسطنی ما بسطک.
7- (7) عن اللسان و [4]بالأصل«منه».
8- (8) سوره الملک الآیه 19. [5]
9- (9) من الآیه 41 من سوره النور. [6]
10- (10) ملحق دیوانه،و صدره: مبرّزه إذا أیدی المنایا.

حَتَّی نَجَوْتُ و لَمَّا یَنْزِعُوا سَلَبِی

بوَالِهٍ من قَبِیضِ الشَّدِّ غَیْدَاقِ

فإِنَّه یَصِفُ عَدْوَ نَفْسِهِ ،کما قالَهُ الصّاغَانِیُّ .قُلْت:و کانَ مِنْ أَعْدَی العَرَبِ ،کما سَیَأْتِی فی«أَ ب ط ».

و قُبِضَ فُلانٌ ، کعُنِیَ :ماتَ ،فهو مَقْبُوضٌ ،کما فی الصّحاح.

14- و فی الحَدِیثِ : قالَتْ أَسْمَاءُ،رَضِیَ اللّه عَنْهَا:

«رَأَیْتُ رَسُولَ اللّه صَلی اللّه علیه و سلّم فی المَنَام،فَسَأَلَنِی:کَیْفَ بَنُوکِ ؟ قُلْتُ : یُقْبَضُونَ قَبْضاً شَدِیداً،فأَعْطَانِی حَبَّهً سَوْدَاءَ کالشُّونِیزِ شِفَاءً لَهُمْ .قال:و أَمّا السّامُ فلا أَشْفِی مِنْه. و فی اللسان:

قُبِضَ ».المَرِیضُ ،إِذا تُوُفِّیَ ،و إِذا أَشْرَفَ عَلَی المَوْتِ ، و مِنْه

16- الحَدِیثُ : «فأَرْسَلَتْ إِلَیْه:أَنَّ ابْناً لی قُبِضَ ». أَرادَتْ أَنَّه فی حالِ القَبْضِ ،و مُعَالَجَهِ النَّزْع.

و یُقَالُ :دَخَلَ مالُکَ فی القَبَض ،مُحَرَّکَهً ،أَیْ فی المَقْبُوضِ ،کالهَدَم للمَهْدُوم،و النَّفَضِ لِلْمَنْفُوضِ .و فی الصّحاح:هوَ ما قُبِضَ من أَمْوَالِ النّاسِ .قُلْتُ :و منه

16- الحَدِیث: «اذْهَبْ فاطْرَحْه فی القَبَضِ ». قَالَهُ لِسَعْدِ بْنِ أَبِی وَقَّاصٍ حِینَ قَتَلَ سَعِیدَ بْنَ العَاصِ و أَخَذَ سَیْفَهُ .

16- و فی حَدِیث أَبِی ظَبْیَانَ : «کان سَلْمَانُ عَلَی قَبَضٍ مِنْ قَبَضِ المُهَاجِرِین». و قال اللَّیْثُ : القَبَضُ :ما جُمِعَ من الغَنَائم قَبلَ أَن تُقْسَمَ .و أَلْقِیَ فی قَبَضِهِ ،أَی مُجْتَمَعِه.

و المَقْبِضُ ،کمَنْزِلٍ ،و علیه اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ و المَقْبَضُ ، مِثْلُ مَقْعَدٍ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ :قال:و الکَسْرُ أَعَمُّ و أَعْرَفُ ،أَی کَسْر الباءِ، و یقَالُ : المِقْبَضُ مِثْلُ مِنْبَر ،و ما رأَیْتُ أَحداً من الأَئِمّه ذَکَره، و المقْبضه بِهاءٍ فِیهِنّ ،و هذِه عن الأَزْهَرِیّ : ما یُقْبَضُ عَلَیْه بِجُمْعِ الکَفِّ ، من السَّیْفِ و غَیْرِه ،کالسِّکِّین و القَوْسِ .و قال ابنُ شُمَیْلٍ : المقْبضَه :مَوْضِعُ الیَدِ من القَنَاهِ .

و قال أَبو عَمْرو: القُبَّض ،کرُکَّعٍ :دَابَّهٌ تُشْبِه السُّلَحْفَاهَ ، و هی دونَ القُنْفُذِ،إِلاّ أَنَّهَا لا شَوْکَ لَها.

و القَبْضَهُ ،بالفَتْحِ ، و ضَمُّهُ أَکْثَرُ (1):ما قَبَضْتَ عَلَیْهِ مِنْ شَیْ ءٍ .یُقَالُ :أَعْطَاهٌ قَبْضَهً من السَّوِیقِ أَو مِنَ التَّمْرِ،أَیْ (2)کَفّاً مِنْهُ .و یُقَالُ :بالضَّمِّ اسْمٌ بمَعْنَی المَقْبُوضِ ،کالغُرْفَهِ بمَعْنَی المَغْرُوفِ .و بالفَتْحِ المَرَّه.و قَولُه تَعالَی: فَقَبَضْتُ قَبْضَهً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ (3)قال ابنُ جِنِّی:أَرادَ مِنْ تُرابِ أَثَرِ حافِر فَرَسِ الرَّسُولِ ،و مِثْلُه مَسْأَلَهُ الکِتَابِ :أَنْتَ مِنّی فَرْسَخَانِ ،أَیْ أَنْتَ مِنّی ذُو مَسَافَهِ فَرْسَخَیْنِ .و قولُه عَزَّ و جَلَّ : وَ الْأَرْضُ جَمِیعاً قَبْضَتُهُ یَوْمَ الْقِیامَهِ (4)أَی فی حَوْزَتِهِ حَیْث لا تَمْلِیکَ لِأَحَدٍ.

و یُقَالُ :رَجلٌ قُبَضَهٌ رُفَضَهٌ ،کهُمَزَهٍ ،فِیهِمَا: مَنْ یُمْسِکُ بالشَّیْ ءِ،ثُمَّ لا یَلْبَثُ أَنْ یَدَعَهُ و یَرْفُضَه،کما فی الصّحاح.

و هذا هو الصَّوَابُ ،و عِبَارَهُ المُصَنِّفِ تَقْتَضِی أَنَّ هذَا تَفْسِیرُ قُبَضَهٍ وَحْدَهُ ،و لَیْسَ کَذلِکَ .و قَدْ سَبَقَ أَیضاً فی«ر ف ض» مِثلُ ذلِکَ .

و القُبَضَهُ : الرَّاعِی الحَسَنُ التَّدْبِیرِ ،و عِبَارَهُ الصّحاح:

راعٍ قُبَضَهٌ ،إِذا کانَ مُنْقَبِضاً لا یَتَفَسَّحُ فی رَعْیِ غَنَمِه ، و الَّذِی قَالَهُ الأَزْهَرِیّ :یُقَالُ للرَّاعِی الحَسَنِ التَّدْبِیرِ الرَّفِیقِ بِرَعِیَّتِهِ :إِنَّه لَقُبَضَهٌ رُفَضَهٌ ،و مَعْنَی ذلِکَ أَنَّه یَقْبِضُهَا فیَسوقُها إِذا أَجْدَبَ لها المَرْتَعُ ،فإِذا وَقَعَتْ فی لُمْعَهٍ من الکَلإِ رَفَضَهَا حَتَّی تَنْتَشِرَ فَتَرْتَعَ (5).و کَأَنَّ المُصَنِّفَ جَمَعَ بَیْنَ القَوْلَیْنِ فأَخَذَ شَیْئاً مِنْ عِبَارَهِ الأَزْهَرِیّ ،و شَیْئاً من عِبَارَه الصّحاح.

و القِبِضَّی ،کزمِکَّی:ضَرْبٌ من العَدْوِ فیه نَزْوٌ،و یُرْوَی بالصَّادِ المُهْمَلَه،و قد تَقَدَّم،و بِهِمَا یُرْوَی قَوْلُ الشّمّاخ یَصِفُ امْرَأَتَهُ :

أَ عَدْوَ القِبِضَّی قَبْلَ عَیْرٍ و ما جَرَی

و لَمْ تَدْرِ ما خُبْرِی و لَمْ أَدْرِ مَالَها

و القَبِیضُ من النَّاسِ : اللَّبِیبُ المُقْبِلُ المُکِبُّ علی صَنْعَتِه ،عن ابنِ عَبَّادِ.

ص:133


1- (1) فی اللسان: [1]القُبضه بالضم...و ربما جاء بالفتح.
2- (2) اللسان:« [2]أو»و نبه بهامشه إلی عباره الشارح.
3- (3) سوره طه الآیه 96. [3]
4- (4) من الآیه 67 من سوره الزمر. [4]أجاز بعض النحویین قبضته یوم القیامه، بنصب قبضته،قال ثعلب:و هذا لیس بجائز عند أحد من النحویین البصریین لأنه مختص،لا یقولون زیدٌ قبضتک و لا زیدٌ دارَک.
5- (5) فی التهذیب:فترتع کیف شاءت.

و أَقْبَضَ السَّیْفَ و کَذَا السِّکِّین: و جَعَلَ لَهُ مَقْبِضاً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قَبَّضَهُ المَالَ تَقْبِیضاً :أَعْطَاهُ فی قَبْضَتِهِ ،أَی حَوَّلَهُ إِلَی حَیِّزِهِ . و قَبَّضَ الشَّیْ ءَ تَقْبِیضاً : جَمَعَهُ و زَواهُ .و مِنْهُ قَبَّضَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْه،و قد یَکُونُ مِنْ شِدَّهٍ لِخَوْفٍ أَوْ حَرْبٍ .

و انْقَبَضَ الشَّیْ ءُ: انْضَمَّ .یُقَالُ : انْقَبَضَ فی حَاجَتِی،أَی انْضَمَّ ،کما فی العُبَابِ .

و قال اللَّیثُ : انْقَبَضَ : سَارَ و أَسْرَعَ .قال:

آذَنَ جِیرَانُک بانْقِبَاضِ

و انْقَبَضَ الشَّیْ ءُ: ضِدُّ انْبَسَطَ قال رُؤْبَهُ :

فَلَوْ رَأَتْ بِنْتُ أَبِی فَضّاضِ

و عَجَلِی بالقوْمِ و انْقِبَاضِی

و المُتَقَبِّضُ (1)،هکَذَا فی سَائِرِ النُّسخِ .و فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ : المُنْقَبِض : الأَسَدُ المُجْتَمِعُ ، و المُسْتَعِدُّ لِلْوُثُوبِ .

و الأَوْلَی إِسْقَاطُ وَاوِ العَطْفِ فإِنَّ الصّاغَانِیَّ جَعَلَهُ من صِفَهِ الأَسَدِ.و أَنْشَدَ قَولَ النّابِغَهِ الذُّبْیَانِیّ :

فَقُلْتُ یا قَوْم إِنّ اللَّیْثَ مُنْقَبِضٌ

عَلَی بَرَاثِنِهِ لِعَدْوهِ الضَّارِی

و تَقَبَّضَ عَنْهُ :اشْمَأَزَّ ،کما فی الصّحاح. و تَقَبَّضَ إِلَیْهِ :

وَثَبَ و أَنشد الصَّاغَانِیُّ :

یارُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ

تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِلَیْهِ و اجْتَمَعْ

و تَقَبَّضَ الجِلْدُ علی النَّارِ،و فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح (2):فی النّارِ:انْزَوَی.و تَقَبَّضَ جِلْدُ الرَّجُلِ :

تَشَنَّجَ *و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

التَّقْبِیضُ : القَبْضُ الَّذِی هو خِلافُ البَسْطِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .یُقَالُ قَبَضَهُ و قَبَّضَهُ ،و أَنْشَدَ:

تَرَکْتُ ابْنَ ذِی الجَدَّیْنِ فِیهِ مُرِشَّهٌ

یُقَبِّضُ أَحْشاءَ الجَبَانِ شَهِیقُها

و التَّقْبِیضُ أَیضاً:التَّناوُلُ بأَطْرَافِ الأَصَابعِ .

و تَقبَّضَ الرَّجُلُ : انْقَبضَ .و تَقَبَّضَ :تَجَمَّعَ .

و انْقَبَضَ الشَّیْ ءُ:صَارَ مَقْبُوضاً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و القَابِضُ فی أَسْمَاءِ اللّه الحُسْنَی هُوَ الَّذِی یُمْسِکُ الرِّزْقَ و غَیْرَهُ من الأَشْیَاءِ عَنِ العِبَادِ بلُطْفِهِ و حِکْمَتِهِ ،و یَقْبِضُ الأَرْوَاحَ عِنْدَ المَمَاتِ .

16- و فی الحَدِیث: « یَقْبِضُ اللّه الأَرْضَ و یَقْبِضُ السَّمَاءَ». أَیْ یَجْمَعُهُمَا.

و قَبَضَ اللّه رُوحَهُ :تَوَفَّاهُ ،و قابِضُ الأَرْوَاح عِزْرائِیلُ عَلَیْهِ السَّلامُ .

و الانْقِبَاضُ عَنِ النَّاسِ :الانْجِمَاعُ و العُزْلَهُ . قَبْضَهَ السَّیْفِ (3):هی مَقْبِضُهُ ،أَوْ لُغَیِّهٌ .

و القَبْضَهُ و القَبْضُ :المِلْکُ .یُقَال:هذِهِ الدَّارُ فی قَبْضَتِی و قَبْضِی ،کما تَقُولُ فی یَدِی.و تُجْمَع القَبْضَه عَلَی قُبَضٍ .

و منْه

16- حَدِیثُ بِلالٍ و التَّمْر: «فَجَعَلَ یَجیءُ بِهِ قُبَضاً قُبَضاً ».

و المَقْبَضُ ،کمَقْعَدٍ:المَکَانُ الَّذِی یُقْبَضُ فیه،نادِرٌ.

و القَبْضُ فی زِحَافِ الشِّعْرِ:حَذْفُ الحَرْفِ الخامِسِ السَّاکِنِ من الجُزْءِ،نَحْوُ النُّونِ مِنْ فَعُولُنْ أَیْنَمَا تَصَرَّفَتْ ، و نَحْوُ الیاءِ مِنْ مَفَاعِیلُن.و کُلُّ ما حُذِفَ خامِسُه فهُوَ مَقْبُوضٌ ،و إِنَّمَا سُمِّیَ مَقْبُوضاً لِیُفْصَلَ بَیْنَ ما حُذِفَ أَوَّلُه و آخِرُه و وَسَطُه.

و تَقَبَّضَ عَلَی الأَمْرِ:تَوَقَّفَ عَلَیْه.

و القَبَاضُ ،کسَحَابٍ :السُّرْعَهُ .

و القَبْضُ :السَّوْقُ السَّرِیعُ :یُقَالُ :هذا حادٍ قابِضٌ .قال الرّاجِزُ:

کَیْفَ تَرَاهَا و الحُدَاهُ تَقْبِضُ

بالغَمّل (4)لَیْلاً و الرِّحَالُ تَنْغِضُ

ص:134


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«المنقبض»و سینبه علیها الشارح.
2- (2) و هی عباره الصحاح المطبوع.
3- (3) فی التکمله:و مقبضه السیف بالهاء لغه فی المقبض.
4- (4) عن اللسان و [1]بالأصل«بالغیل»،و الغمل اسم موضع قاله یاقوت.

کَذا فی اللِّسَان و الصّحاح.قُلْتُ :و هو قَوْلُ ضَبٍّ ، و یُرْوَی:

کَیْفَ تَرَاهَا بالفَجَاجِ تَنْهَضُ

بالغَیْل لَیْلاً و الحُدَاهُ تَقْبِضُ

تَقْبِضُ ،أَیْ تَسُوقُ سَوْقاً سَرِیعاً.

و أَنْشَدَ ابنُ بَرّیّ لِأَبِی مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیّ :

هَلْ لَکِ و العَارِضُ مِنْکِ عائِضُ

فی هَجْمَهٍ یُغْدِرُ مِنْهَا القَابِضُ

و قد تَقَدَّم الکَلامُ علیه فی«ع ر ض»و فی«ع و ض».

قال الأَزْهَرِیُّ :و إِنَّمَا سُمِّیَ السَّوْقُ قَبْضاً ،لِأَنَّ السائقَ لِلْإِبِلِ یَقْبِضُهَا ،أَی یَجْمَعُهَا إِذا أَرادَ سَوْقَهَا،فإِذا انْتَشَرَت عَلَیه تَعَذَّر سَوْقُهَا.قال:و قَبَضَ الْإِبِلَ یَقْبِضُهَا قَبْضاً :سَاقَهَا سَوْقاً عَنِیفاً.

و العَیْرُ یَقْبِضُ عَانَتَهُ :یَشُلُّهَا،و عَیْرٌ قَبَّاضَهٌ :شَلاَّلٌ ، و کَذلِکَ :حادٍ قَبَّاضَهٌ ،و قَبَّاضٌ .قال رُؤْبَهُ :

أَلَّفَ شَتَّی لَیْسَ بالرَّاعِی الحَمِقْ

قَبَّاضَهٌ بَیْنَ العَنِیفِ و اللَّبِقْ

قال ابنُ سِیدَه:دَخَلَتِ الهَاءُ فی قَبَّاضَهٍ للمُبَالَغَهِ ،و قد انْقَبَضَ بها.

و القَبْضُ :النَّزْوُ و قال عَبْدَهُ بنُ الطَّبِیبِ العَبْشَمِیُّ یَصِفُ نَاقَتَهُ :

تَخْدِی بِه قُدُماً طَوْراً و تَرْجِعُهُ

فَحَدُّه من وِلاَفِ القَبْضِ مَفْلُول

و یُرْوَی بالصَّاد المُهْمَلَهِ ،و قد تَقدَّم.

و قال الأَصْمَعِیُّ :یُقَالُ :ما أَدْرِی أَیُّ الْقَبِیضِ هُوَ، کَقَوْلِکَ :ما أَدْرِی أَیُّ الطَّمْشِ (1)هُوَ.و رُبَّمَا تَکَلَّمُوا به بغَیْرِ حَرْفِ النَّفْیِ قال الرّاعِی:

أَمْسَتْ أُمَیَّهُ للإِسْلامِ حائِطَهً

و لِلْقَبِیضِ رُعَاهً أَمْرُهَا الرَّشَدُ (2)

و ذَکَرَ اللَّیْثُ هُنَا القَبِیضَهُ ،کَسَفِینَه،من النِّسَاءِ:

القَصیره.قال الأَزْهَرِیّ :هو تَصْحِیف.صَوابُهُ القُنْبُضَهُ ، بالنُّون،و سَیَأْتِی للمُصَنِّف.و ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیّ هُنَا علی أَنَّ النُّونَ زَائدَهٌ .

و القَبِیضَهُ کسَفِینَهٍ : القَبْضَهُ ،و به قُرِئَ فی الشَّاذّ فَقَبَضْتُ قَبِیضَهً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ (3)نَقَله المُصَنِّفُ فی البَصَائِر.و اقْتَبَضَ مِنْ أَثَرِهِ قَبْضَهً ،کقَبَضَ ،و الصَّادُ لُغَهٌ فیه.

و أَنْشَدَ فی البَصَائِرِ لأَبِی الجَهْمِ الجَعْفَرِیّ :

قَالَتْ لَهُ و اقْتَبَضَتْ من أَثَرِهْ

یَا رَبُّ صاحِبْ شَیْخَنَا فی سَفَرِهْ

قِیلَ لَهُ کَیْفَ اقْتَبَضَتْ من أَثَرِه ؟قال:أَخَذْت قَبْضَهً من أَثَرِه فی الأَرْضِ [فقَبَّلتها] (4).

و یُسْتَعَار القَبْضُ للتَّصَرُّفِ فی الشَّیْ ءِ و إِنْ لَمْ یکُنْ [فیه] ملاحَظَه الیَدِ و الکَفِّ ،نَحْوُ: قَبَضْتُ الدَّارَ و الأَرْضَ ،أَیْ حُزْتُهَا.

تَذْنِیب: القَبْضُ عند المُحَقِّقِین من الصُّوفِیَّه نَوْعان:

قَبْضٌ فی الأَحْوالِ و قَبْضٌ فی الْحَقَائِقِ .فالقَبْضُ فی الأَحْوَالِ أَمْرٌ یَطْرُقُ القَلْبَ و یَمْنَعُه عن الانْبِسَاطِ و الفَرَحِ ، و هو نَوْعَان أَیْضاً:أَحَدُهُما ما یُعْرَفُ سَبَبُهُ کتَذَکُّرِ ذَنْبٍ أَو تَفْرِیطٍ .و الثَّانِی:ما لا یُعْرَف سَبَبُهُ بَلْ یَهْجُم علی القَلْبِ هُجوماً لا یقْدرُ علی التَّخَلُّص منه،و هذا هو القَبْضُ المُشَارُ إِلَیْهِ بِأَلْسِنَهِ القَوْمِ ،و ضِدُّهُ البَسْطُ .فالقَبْضُ و البَسْطُ حَالَتَانِ لِلْقَلْبِ ،لا یَکَادُ یَنْفَکُّ عَنْهُمَا.و مِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ القَبْضَ أَقْسَاماً غَیْرَ مَا ذَکَرْنَا: قَبْضَ تَأْدِیبٍ ،و قَبْضَ تَهْذِیبٍ ،و قَبْضَ جَمْعٍ ،و قَبْضَ تَفْرِیقٍ : فقَبْضُ التَّأْدِیب یَکُونُ عُقُوبَهً علی غَفْلَهٍ ،و قَبْضُ التَّهْذِیبِ یَکُونُ إِعْدَاداً لِبَسْطٍ عَظِیمٍ یَأْتی بَعْدَهُ .فیَکُونُ الْقَبْضُ قَبْلَه کالمُقَدّمه له.و قد جَرَت سُنَّهُ اللّهِ تَعالَی فی الأُمُورِ النَّافِعَهِ المَحْبُوبَهِ یُدْخَلُ إِلَیْهَا من أَبْوَابِ أَضْدادِهَا.

و أَمّا قَبْضُ الجَمْع فهو ما یَحْصُلُ لِلْقَلْبِ حالَهَ جَمْعِیتِهِ عَلَی اللّهِ من انْقِبَاضِهِ عن العَالَمَ و ما فِیهِ ،فلا یَبْقَی فِیه فَضْلٌ

ص:135


1- (1) فی التهذیب:«أی الخَلْق»بدل«أی الطمش».
2- (2) دیوانه ص 71 و انظر تخریجه فیه.و البیت من قصیده یمدح عبد اللّه بن یزید بن معاویه.
3- (3) سوره طه الآیه 96. [1]
4- (4) زیاده عن الأساس«قبص».و قد وردت العباره و الشطران فیها کلها بالصاد بدل الضاد،فی ماده«قبص».

و لا سَعَهٌ لِغَیْرِ مَن اجْتَمَعَ عَلَیه قَلْبُهُ .و فی هذِهِ مَنْ أَرادَ مِنْ صاحِبِه ما یَعْهُدُهُ منْهُ من المُؤانَسَهِ و المُذَاکَرَه فَقَدْ ظَلَمَهُ .

و أَمَّا قَبْضُ التَّفْرِقَهِ فَهُوَ الَّذِی یَحْصُلُ لِمَنْ تَفَرَّق قَلْبُه عَنِ اللّه و تَشَتَّت فی الشِّعاب و الأَوْدِیَه،فَأَقَلُّ عُقُوبَتِهِ ما یَجِدُه من القَبْضِ الَّذِی یَنْتَهِی معه المَوْتُ .و ثَمَّ قَبْضٌ آخَرُ خَصَّ اللّه به ضَنَائنَ عِبَادِهِ و خَوَاصَّهم،و هُمْ ثَلاثُ فِرَقٍ .و تَحْقِیقُ هذَا المَحَلِّ فی کُتُبِ التَّصَوُّفِ ،و فی هذا القَدْر کفَایَهٌ .

قربض

القُرُنْبُضَه ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هی القَصِیرَهُ ،هکَذَا نَقَلَهُ صاحبُ اللِّسَانِ و الصّاغَانِیّ فی کِتَابَیْه،و کَأَنَّه یَعْنِی من النِّسَاءِ،کالقُنْبُضَهِ الّذِی أَوْرَدَه اللَّیْثُ و الجوْهَرِیّ و غَیْرُهُمَا،کما سَیَأْتِی.

قرض

قَرَضَهُ یَقْرِضُهُ قَرْضاً : قَطَعَهُ ،هذا هو الأَصْلُ فیه،ثُمّ اسْتُعْمِلَ فی قَطْع الفَأْرِ و السَّلَفِ و السَّیْرِ (1)،و الشَّعْرِ، و المُجَازَاه، و یُقال: قَرَضَهُ قَرْضاً جَازَاهُ کقَارَضَهُ مُقَارَضَهً .

و من الأَخِیر

17- قَوْلُ أَبِی الدَّرْدَاءِ: «إِنْ قارَضْتَ الناسَ قَارَضُوکَ ،و إِنْ تَرَکْتَهُمْ لَمْ یَتْرُکُوکَ ،و إِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ أَدْرَکُوکَ ». و قد سَبَقَ ذِکْرُ الحَدِیثِ فی«ع ر ض»،یَقُولُ :إِنْ فَعَلْتَ بِهم سُوءاً فَعَلُوا بِکَ مِثْلَهُ ،و إِنْ تَرَکْتَهُمْ لَمْ تَسْلَمْ مِنْهُم و لم یَدَعُوکَ .و إِنْ سَبَبْتَهُمْ (2)سَبُّوکَ ،و نِلْتَ مِنْهُم و نَالُوا مِنْک.

ذَهَبَ به إِلَی القَوْلِ فِیهِمْ و الطَّعْن عَلَیْهِم،و هذا من القَطْع.

و قَرَضَ الشِّعْرَ قَرْضاً : قالَهُ خاصَّهً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و هو قَوْلُ أَبِی عُبَیْدٍ.قال شَیْخُنا:و مَنْ قالَ :إِنَّ قَرْضَ الشِّعْر من قَرَضَ الشَّیْ ءَ،إِذا قَطَعَهُ ،کالسَّیِّد قُدِّسَ سِرُّه فی حَوَاشِیهِ علی شَرْح«المِفْتَاح»،فَقَدْ أَبْعَدَ،کما أَوْضَحْتُه فی حاشِیَه المُخْتَصَرِ.انْتَهَی.قُلْتُ :لَمْ یُبْعِد السَّیِّدُ فِیمَا قالَهُ فَإِنَّ القَرْضَ أَصْلُهُ فی القَطْعِ ،ثم تُفرَّعُ علیه المَعَانِی کُلُّهَا بحَسَبِ المَرَاتِبِ ،و یَشْهَدُ لِذلِکَ قَوْلُ الصَّاغَانِیّ فی العُبَابِ ،و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی القَطْعِ ،و کذلِکَ قَوْلُ أَبِی عُبَیْدٍ: القَرْضُ فی أَشْیَاءَ،فَذَکَرَ فِیهَا قَرْضَ الفَأْر و سَیْر البِلادِ و قَرْضَ الشِّعْر و السَّلف و المُجَازاهِ فإِذا شُبِّه الشِّعْرُ بالثّوبِ ، و جُعِلَ الشاعِرُ کَأَنَّهُ یَقْرِضُهُ ،أَی یَقْطَعُهُ و یُفَضِّلُه و یُجَزِّئهُ ، فأَیّ بُعْدٍ فیه ؟،فَتَأَمَّلْ ،قال شَیخُنَا ثُمَّ ظاهِرُ المُصَنِّفِ کالصّحاح و غَیْرِهِ أَنّ قَرْضَ الشّعر هو قَوْلُهُ .و الَّذِی ذَکَرَهُ أَئِمَّهُ الأَدَبِ ،کحَازِمٍ و غَیْرِهِ أَنَّ قَرْضَ الشِّعْرِ هو نَقْدُه و مَعْرِفَهُ جَیِّدِه مِنْ رَدِیئهِ قَوْلاً و نَظَراً.قُلْتُ :هذا الَّذِی ذَکَرَهُ شَیْخُنَا عن أَئمَّهِ الأَدَبِ إِنَّمَا هُوَ فی التَّقْرِیضِ دُونَ القَرْضِ ،کما سَیَأْتِی،فَتَأَمَّلْ .

و مِنَ المَجَاز:جَاءَنَا و قَدْ قَرَضَ رِبَاطَه ،ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ هذَا اللَّفْظَ عَقِیبَ قَوْلِهِ : قَرَضْتُ الشَّیْ ءَ أَقْرِضُهُ بالکَسْرِ قَرْضاً :قَطعْتُه،ثم قالَ ؛یُقَالُ :جَاءَ فُلانٌ و قد قَرَضَ رِبَاطَهُ و الفَأْرَهُ تَقْرِضُ الثَّوْبَ ،هذا سِیَاقُ کَلامِه فَهذَا یَدُلّ علی أَنَّه أَرادَ بِقَوْلِهِ قَرَضَ رِبَاطَه تَبْیِینَ (3)القَرْضِ بمَعْنَی القَطْعِ و تَأْکِیدَه،و لَیْسَ کَذلِکَ ،بَلْ مَعْنَاهُ کما قَالَه ابنُ الأَعْرابِیّ ، أَیْ مَاتَ و الرِّباطُ :رِباطُ القَلْبِ ،و مَنْ قُطِعَ رِباطُ قَلْبِه فَقَدْ هَلَک. أَو مَعْنَاهُ :إِذا جَاءَ مَجْهُوداً و قَدْ أَشْرَفَ عَلَی المَوْتِ .

و هو قَوْلُ أَبِی زَیْدٍ،کما نَقَلَهُ الأَزْهَرِیّ .و قال غَیْرُهُ :أَی جَاءَ فی شِدَّهِ العَطَشِ و الجُوعِ .

و قَرَضَ فی سَیْرِه یَقْرِضُ قَرْضاً : عَدَل یَمْنَهً و یَسْرَهً و قال الجَوْهَرِیُّ :و یَقُولُ الرَّجُلُ لِصاحِبهِ :هلْ مَررْت بِمَکَانِ کذا و کَذَا،فیَقُولُ المسْؤُول: قَرَضْتُهُ ذاتَ الیمِینِ لَیْلاً.یُقَالُ :

قَرضَ المَکانَ یَقْرِضُهُ قَرْضاً : عَدَلَ عنه و تَنَکَّبَهُ ،و أَنْشَدَ لِذِی الرُّمَّه:

إِلی ظُعُنٍ یقْرِضْنَ أَجْوازَ مُشْرِفٍ

شِمالاً و عنْ أَیْمَانِهِنَّ الفَوَارِسُ (4)

و مُشْرِفٌ و الفَوارِسُ مَوْضِعان.یقُول:نَظَرْتُ إِلی ظُعُنٍ یَجُزْنَ بَیْنَ هذَیْنِ المَوْضِعَیْنِ .انْتَهَی.

و قال الفَرّاء:العَرَبُ تَقُولُ : قَرضْتُهُ ذَاتَ الیَمَینِ ،و قَرَضْتُه ذَاتَ الشِّمالِ ،و قُبُلاً،و دُبُراً،أَی کُنْت بِحِذائِه من کُلِّ ناحِیَهٍ .

و قَرَضَ الرَّجُلُ : مَاتَ ،هکَذا نَقَلَهُ الجوْهَرِیّ ، کقَرِضَ ، بالکَسْرِ ،و هذِه عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .و قد جَمعَ بیْنَهُما الصَّاغَانِیُّ فی العُبَاب،و نَبَّه علیْه فی التَّکْمِلَه أَیْضاً.

ص:136


1- (1) الأصل«السفر»و المثبت مقتبس من عباره اللسان،و قول أبی عبید و سیر البلاد،کما سیأتی قریباً.
2- (2) فی النهایه و التهذیب:«ساببتهم».
3- (3) عن التکمله و بالأصل«تبین».
4- (4) روایه عجزه فی التهذیب: یمیناً و عن أیسارهن الفوارس.

و من أَمْثالِهِمْ :«حَال الجَرِیضُ دُونَ القَریضِ ».قَاله عَبِید بنُ الأَبْرصِ حِینَ أَرادَ المُنْذِرُ قَتْلَهُ فَقَالَ :أَنْشِدْنِی مِنْ قَوْلِکَ ،فَقَال ذلِکَ ،و قد تَقَدَّمَ فی ج ر ض قِیلَ :الجَرِیض:

الغُصَّهُ .

و القَرِیضُ :مَا یَرُدُّهُ البَعِیرُ من جِرَّتِهِ ،کما نَقَلَه الجوْهَرِیّ .و قال اللَّیْثُ : القَرِیضُ :الجِرَّهُ ،لأَنَّه إِذا غُصَّ لَمْ یَقْدِرْ علی قَرْضِ جِرَّتِهِ .و قال ابنُ سِیدَه: قَرَضَ البَعِیرُ جِرَّتَهُ یَقْرِضُهَا قَرْضاً ،و هی قَرِیضٌ :مَضَغَهَا أَوْ رَدَّهَا.و قال کُراع:إِنَّما هی الفَرِیضُ «بالفَاءِ»و قد تَقَدَّم فی مَوْضِعِهِ . و قِیلَ الجرِیضُ فی المثَلِ :الغَصَصُ ،و القَرِیضُ الشِّعْرُ ،کما نَقَلَهُ الجوْهَرِیُّ أَیْضاً،أَی حالَ ما هالهُ دُون شِعْره،و لِذَا صارَ یقُولُ :

أَقْفَرَ من أَهْلِه عَبِیدُ

فالیَوْمَ لا یُبْدِی و لا یُعِیدُ

و الشِّعْرُ قَرِیضٌ ،فَعِیلٌ بمعْنَی مفْعُولٍ ،کالقَصِیدِ و نَظَائرِه.قال ابنُ بَرِّیّ و قد فَرَّقَ الأَغْلَبُ العِجْلِیُّ بیْنَ الرَّجَزِ و القَرِیضِ بقَوْله:

أَ رجزاً تُرِیدُ أَمْ قَرِیضا

کِلَیْهِمَا أُجِیدُ مُسْتَرِیضَا

و القُرَاضَهُ ،بالضَّمِّ :ما سقَطَ بالقَرْضِ ،أَیْ بقَرْضِ الفَأْر من خُبْزٍ،أَوْ ثَوْب،أَوْ غیْرِهِما،و کذلِک قُرَاضَاتُ الثَّوْبِ التی (1)یَقْطَعُهَا الخَیَّاطُ و یَنْفِیهَا الجلَمُ ،و کَذلِکَ قُراضَهُ الذَّهَبِ و الفِضَّهِ .

و المِقْرَاضُ :وَاحِدُ الْمَقَارِیضِ ،هکَذا حَکَاهُ سِیبَوَیْه بالإِفْرَاد.و أنْشَد ابنُ بَرّیّ لِعَدِیِّ بنِ زَیْدٍ:

کُلُّ صعْلٍ کأَنَّمَا شَقَّ فِیهِ

سَعَفَ الشرْی شَفْرَتَا مِقْراضِ

و قال ابنُ مَیّادَهَ :

قد جُبْتُها جَوْبَ ذِی المِقْراضِ مِمْطَرَهً

إِذَا اسْتَوَی مُغْفِلاَتُ البِیِد و الحدَب (2)

و قال أَبُو الشِّیصِ :

و جنَاحِ مقْصُوصٍ تَحیَّفَ رِیشَهُ

رَیْبُ الزَّمانِ تَحَیُّفَ المِقْرَاضِ

فقالوا مِقْراضاً فأَفْرَدُوه.و قال ابنُ بَرّیّ :و مِثْلُهُ المِفْراضُ ، «بالفَاءِ و الصّاد»،و قد تَقَدَّمَ فی مَوْضِعِه.

و هُمَا مِقْراضانِ تَثْنِیهُ مِقْراضٍ و قال غَیْرُ سِیبَوَیْه من أَئِمَّهِ اللُّغَهِ : المِقْراضانِ :الجَلَمانِ ،لا یُفْرَدُ لَهُما وَاحِدٌ.

و القَرْضُ ،بالفَتْحِ کما هو المَشْهُور، و یُکْسَرُ ،و هذِه حکاها الکِسَائیُّ ،کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال ثَعْلَبٌ : القَرْضُ المَصْدَر،و القِرْضُ (3)الاسْمُ .قال ابنُ سِیدَه:لا یُعْجِبُنی.

و فی اللّسان:هو ما یَتَجَازَی بِهِ النَّاسُ بَیْنَهُم و یَتَقَاضَوْنَهُ ، و جمْعُهُ قُرُوضٌ .قال الجوْهرِیّ :هو ما سَلَّفْتَ مِنْ إِساءَهٍ أَوْ إِحْسان ،و هو مَجَازٌ علی التَّشْبِیهِ ،و أَنْشَدَ لِلشَّاعِرِ،و هو أُمیَّهُ ابنُ أَبِی الصَّلْتِ :

کُلُّ امرئِ سوْفَ یُجْزَی قَرْضَهُ حَسَناً

أَوْ سَیِّئاً أَوْ مَدِیناً مِثْلَ مادَانَا (4)

و أَنْشَد الصَّاغَانِیُّ لِلَبِیدٍ،رضِیَ اللّه عَنْه:

و إِذا (5)جُوزِیتَ قَرْضاً فاجْزِهِ

إِنَّمَا یَجْزِی الفَتَی لَیْس الجَمَلْ

و فی اللّسان:معْنَاهُ إِذَا أُسدِیَ إِلَیْک مَعْرُوفٌ فَکَافِئْ علَیْهِ .

و فی الصّحاح: القَرْضُ : ما تُعْطِیهِ من المالِ لِتُقْضَاهُ .

و قال أَبُو إِسْحَاقَ النَّحْوِیُّ فی قَوْله تَعالَی: مَنْ ذَا الَّذِی یُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً (6)قال:مَعْنَی القَرْضِ :

البَلاءُ الحَسَنُ .تَقُولُ العَربُ :لَکَ عِنْدِی قَرْضٌ حَسنٌ ، و قَرْضٌ سیِّیءٌ.و أَصْلُ القَرْضِ :ما یُعْطِیهِ الرَّجُلُ أَو یَفْعَلُهُ لِیُجَازَی عَلَیْهِ .و اللّه عَزَّ و جلَّ لا یَسْتَقْرِضُ مِنْ عَوَزٍ و لکِنَّه یبْلُو عِبَادَهُ ، فالقَرْضُ کما وَصَفْنا.قال:و هو فی الآیهِ اسْمٌ لِکُلِّ ما یُلْتَمَسُ عَلَیْه الجَزَاءُ،و لَوْ کانَ

ص:137


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«الذی».
2- (2) اللسان و [2]بهامشه:«قوله مغفلات کذا فیما بأیدینا من النسخ و لعله معقلات جمع معقله بفتح فسکون فضم و هی التی تمسک الماء.
3- (3) ضبطت فی الکویتیه بالفتح،و ما أثبت عن اللسان. [3]
4- (4) عجزه فی التهذیب: أو سیئاً و مدینا کالذی دانا.
5- (5) دیوانه ط لیدن:فإذا جوزیت.
6- (6) سوره البقره الآیه 245. [4]

مَصْدَراً لَکانَ إِقْرَاضاً .و أَمَّا قَرَضْتُهُ قَرْضاً فمَعْنَاهُ جَازَیْتُهُ ، و أَصْلُ القَرْضِ فی اللُّغَهِ القَطْعُ .و قال الأَخْفَشُ فی قَوْلِهِ تَعالَی: یُقْرِضُ أَیْ یفْعلُ فِعْلاً حَسَناً فی اتِّبَاعِ أَمْرِ اللّهِ و طَاعَتِهِ .و العَرَبُ تَقُولُ لِکُلِّ مَنْ فَعَلَ إِلَیْه خَیْراً:قد أَحْسَنْتَ قَرْضِی ،و قد أَقْرَضْتَنِی قَرْضاً حَسناً.

16- و فی الحَدِیث: « أَقْرِضْ مِنْ عِرْضِک لِیَوْمِ فَقْرِکَ ». یقولُ :إِذا اقْتَرَضَ عِرْضَک رجُلٌ فلا تُجازِهِ و لکِنِ استَبْقِ أَجْرَهُ مَوْفُوراً لَکَ قَرْضاً فِی ذِمَّتِهِ مِنْهُ یَوْمَ حَاجَتِکَ إِلَیْهِ . و قَوْلُهُ تَعَالَی: وَ إِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ (1)فی الصّحاح:قال أَبو عُبَیْدَهَ ،کَذَا فی أَکْثَرِ النُّسَخِ ،و فی بَعْضِهَا:أَبو عُبَیْدٍ: أَیْ تُخَلِّفُهُمْ شِمَالاً، و تُجَاوِزُهُم و تَقْطَعُهُمْ و تَتْرُکُهُمْ علی شِمَالِهَا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قد تَقَدَّمَ ما یَتَعَلَّقُ به قَرِیباً،عِنْد قَوْلِهِ . قَرَضَ المَکَانَ :عَدلَ عَنْه و تنَکَّبَهُ ،و لَوْ ذَکَر الآیَهَ هُنَاک کانَ أَحْسَنَ و أَشْمَلَ .

و قَرِضَ الرَّجُلُ ، کسَمِعَ :زَالَ من شَیْ ءٍ إِلَی شَیْ ءِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللّسَان،و قَدْ تَقَدَّمَ عَنْه أَیْضاً قَرِضَ ،بالکَسْر،إِذا مَاتَ ،فالمُصَنِّفُ فَرَّقَ قَوْلَیْهِ فی مَحَلَّیْنِ .

و المَقَارِضُ :الزَّرْعُ القَلِیلُ ،عن ابنِ عَبّادٍ،قال: و هِیَ أَیْضاً الموَاضِعُ الَّتِی یَحْتَاجُ المُسْتَقِی إِلی أَنْ یَقْرِضَ ،أَی یَمِیحَ المَاءَ مِنْهَا .قال: و شِبْهُ مَشَاعِلَ یُنْبَذُ فِیها،و نَحْوها مِنْ أَوْعِیَه الخَمْرِ ،قَالَ : و الجِرارُ الکِبارُ : مَقَارِضُ ،أَیْضاً.

و أَقْرضَهُ المَالَ و غَیْرَهُ : أَعْطَاهُ إِیَّاهُ قَرْضاً ،قَالَ اللّه تَعَالَی:

وَ أَقْرِضُوا اللّهَ قَرْضاً حَسَناً (2)و یُقَال؛ أَقْرَضْتُ فُلاناً،و هُوَ ما تُعْطِیه لِیَقْضِیَکَهُ ،و لمْ یَقُلْ فی الآیَهِ إِقْرَاضاً ،إِلاَّ أَنَّهُ أَرادَ الاسْمَ ،و قَدْ تَقَدَّمَ البَحْثُ فِیه قَریباً.و قال الشَّاعِرُ:

فیَا لَیْتَنِی أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبَابَتی

و أَقْرَضَنِی صَبْراً عن الشَّوْقِ مُقْرِضُ

و أَقْرَضَهُ : قَطَعَ لَهُ قِطْعَهً یُجَازِی عَلَیْهَا ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، و قَدْ یَکُونُ مُطَاوِعَ استَقْرَضَهُ .

و التَّقْرِیضُ مِثْلُ التَّقْرِیظِ : المَدْحُ أَ و الذَّمُّ فهو ضِدٌّ .

و یُقَالُ التَّقْرِیضُ فی الخَیْرِ و الشَّرِّ،و التَّقْریظُ فی المَدْحِ و الخَیْرِ خاصَّهً ،کما سَیأْتَی.

و انْقَرضُوا :دَرَجُوا کُلُّهُم ،و کَذَلِکَ قَرَضُوا ،و عِبَارهُ الصّحاح:و انْقَرَضَ القَوْمُ :دَرَجُوا و لَمْ یبْقَ منهم أَحَدٌ فاخْتَصَرَها بِقَوْلِهِ :کُلُّهُم،و هو حَسَنٌ .

و اقْتَرَضَ مِنْهُ ،أَیْ أَخَذَ القَرْضَ .

و اقْتَرَضَ عِرْضَهُ :اغْتابَهُ لإِنَّ المُغْتَاب کَأَنَّهُ یَقْطَعُ من عِرْضِ أَخِیهِ .و مِنْهُ

16- الحَدِیث: «عِبادَ اللّه،رَفَعَ اللّه عنَّا الحَرَجَ إِلاَّ منِ اقْتَرَضَ امْرأً مُسْلِماً»و فی رِوایهٍ :«منِ اقْتَرَضَ عِرْضَ مُسْلِمٍ ». أَراد:قطَعَه بالغِیبه و الطَّعْنِ عَلَیْهَ و النَّیْلِ مِنْهُ ،و هو افْتِعالٌ من القَرْضِ .

و القِرَاضُ و المُقَارَضَهُ ،عِنْد أَهْلِ الحِجازِ: المُضَارَبهُ ، و منه

16- حَدِیثُ الزُّهْرِیّ : «لا تَصْلُحُ مُقَارَضَهُ مَنْ طُعْمتُهُ الحَرَامُ ». کَأَنَّهُ عقْدٌ علَی الضَّرْبِ فی الأَرْضِ و السَّعْیِ فیها و قطْعِهَا بالسَّیْرِ مِنْ القَرْضِ فی السَّیْرِ.و قال الزَّمخْشَرِیّ (3):

أَصْلُهَا مِنَ الْقَرْضِ فی الأَرْضِ و هو قَطْعُها بالسَّیْرِ فِیها.

قال:و کَذلِک هِی المُضَارَبَهُ أَیْضاً من الضَّرْب فی الأَرْض.

و فی حدِیثِ أَبِی مُوسَی:«اجْعَلْهُ قِرَاضاً » و صُورتُهُ ،أَی القِرَاضِ ، أَنْ یَدْفَعَ إِلَیْهِ مَالاً لِیَتَّجِر فِیهِ ،و الرِّبْحُ بَیْنَهُما علی ما یَشْتَرِطَانِ ،و الوَضِیعَهُ علَی المالِ ،و قد قارَضَه مُقَارَضَهً ، نَقَلَهُ الجوْهَرِیُّ هکَذَا.

و قال أَیْضاً: هُمَا یتَقَارَضَانِ الخَیْرَ و الشَّرَّ ،و أَنْشَد قوْلَ الشَّاعِر:

إنَّ الغَنِیَّ أَخُو الغَنِیِّ و إِنَّما

یَتَقَارضَانِ و لا أَخَا لِلْمُقْتِرِ

و قال غَیْرُه:هُمَا یَتقَارضَانِ الثَّنَاءَ بیْنَهُمْ ،أَی یتَجَازَیَانِ .

و قال ابنُ خَالَویْه:یُقَالُ :یَتَقَارَظانِ الخَیْرَ و الشَّرَّ.بالظَّاءِ أَیْضاً،و قال أَبُو زَیْدٍ:هُما یَتَقَارَظَانِ المَدْحَ ،إِذا مَدَحَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُما صاحِبَهُ و مِثْلُهُ یَتَقَارَضَانِ ،بالضَّاد،و سَیأْتِی.قال الجوْهرِیّ : و القِرْنَانِ یَتَقَارضَانِ النَّظَر ،أَیْ یَنْظُرُ کُلُّ مِنْهُما إِلَی صاحِبِه شَزْراً .قُلْتُ :و منه قَوْل الشَّاعِرِ:

یَتَقَارَضُونَ إِذَا الْتَقَوْا فی مَوْطِنٍ

نَظَراً یُزِیلُ مَوَاطِئَ الأَقْدَامِ

أَرادَ یَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلَی بَعْضٍ بالعَدَاوَهِ و البَغْضَاءِ. و کَانَتِ

ص:138


1- (1) سوره الکهف الآیه 17. [1]
2- (2) سوره المزمل الآیه 20. [2]
3- (3) انظر الفائق 339/2. [3]

الصَّحَابَهُ ،و هو مَأْخُوذٌ مِنْ

17- حدِیثِ الحَسَنِ البَصْرِیّ : قِیلَ لَهُ :

أَ کَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلم یَمزَحُون ؟قال:نَعَمْ ، و یَتَقَارَضُون . و هُو مِنَ القَرِیضِ للشِّعْرِ أَی یقُولُون القَرِیضَ و یُنْشِدُونَه.

و أَمَّا قَوْلُ الکُمیْت:

یُتَقَارضُ الحَسَنُ الجمِی

لُ من التَّآلُفِ و التَّزَاوُرْ

فمَعْنَاهُ أَنَّهُمْ کانُوا مُتَآلِفِینَ یَتَزَاوَرُون و یتَعاطَوْنَ الجمِیلَ ، کما فی العُبَاب.

*و ممّا یُسْتَدْرک عَلَیْه:

التَّقْرِیضُ (1):القَطْعُ ، قَرَضَهُ و قَرَّضَهُ بِمَعْنًی،کما فی المُحْکم.

و ابْنُ مِقْرضٍ :دُویْبَّهٌ یُقَالُ لَهَا بالفَارِسِیَّه دَلّهْ ،و هو قَتَّالُ الحَمَامِ ،کما فی الصّحاح،و ضَبَطَهُ هکذا کمِنْبَر،و فی التَّهْذِیبِ .قال اللَّیْثُ :ابْنُ مِقْرَضٍ .ذُو القَوَائِمِ الأَرْبعِ ، الطَّوِیلُ الظَّهْرِ قَتَّالُ الحَمَامِ .و نَقَل فی العُبابِ أَیْضاً مِثْلَهُ .

و زَاد فی الأَسَاسِ :أَخّاذٌ بِحُلُوقِها،و هو نَوْعٌ من الفِیرانِ .

و فی المُحْکَمِ تَخْرِقُها و تَقْطَعُها.و العَجَبُ من المُصنِّف کَیْفَ أَغْفلَ عنْ ذِکْرِهِ .

و قَارَضَهُ ،مِثْلُ أَقْرَضَهُ ،کما فی اللِّسان.

و اسْتَقْرَضْتُ مِنْ فُلانٍ :طَلبْتُ منه القَرْضَ ، فَأَقْرَضَنِی ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و القُرَاضَهُ تَکُونُ فی العَمَلِ السَّیِّئِ و القَوْلِ السَّیِّئِ یَقصِدُ الإِنْسانُ بِهِ صاحِبَهُ .

و اسْتَقْرَضَهُ الشَّیْ ءَ:اسْتَقْضَاهُ ، فأَقْرَضَهُ :قَضَاهُ .

و المَقْرُوضُ : قَرِیضُ البَعِیرِ (2).نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و القَرْضُ :المَضْغُ .

و التَّقْرِیضُ :صِنَاعهُ القَرِیضِ ،و هُوَ معْرِفَهُ جَیِّدِهِ مِنْ ردِیئِهِ بالرَّوِیَّهِ و الفِکْرِ قَوْلاً و نَظَراً.

و قَرَضْتُ قَرْضاً ،مِثْلُ حَذَوْتُ حَذْواً.و یُقَالُ :أَخَذَ الأَمْر بِقُراضَتِهِ (3)أَی بطَرَاءَتِهِ ،کما فی اللّسَان.

و یُقَالُ :مَا عَلَیْه قِرَاضٌ و لا حِضاضٌ ،أَی ما یَقْرِضُ عنْهُ العُیُونَ فیَسْتُرُهُ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و ذَکَرَ اللَّیْثُ هُنَا التَّقْرِیضَ بمعْنی التَّحْزِیزِ.قال الأَزْهَرِیُّ :

و هو تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ «بالفَاءِ».

و هکَذَا رَوی بَیْت الشَّمَاخ (4)،و قد تَقَدَّم فی«ف ر ض».

و قُرَاضَهُ المالِ :رَدِیئُهُ و خَسِیسُهُ .

و القَرَّاضَهُ ،بالتَّشْدِیدِ،المُغْتَابُ لِلنَّاسِ ،و أَیْضاً دُوَیْبّهٌ تَقْرِضُ الصُّوفَ .

و من المَجَازِ قَوْلُهُم:لِسَانُ فُلانٍ مِقْرَاضُ الأَعْرَاضِ .

و المَقْرُوضَهُ :قَرْیَهٌ بالیمَنِ نَاحِیهَ السّحول،و مِنْهَا أَبُو عَبْدِ اللّه مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّه بنِ یَحْیَی الهَمْدانِیُّ الفَقِیهُ .

قضض

قَضَّ اللُّؤْلُؤَهَ یَقُضُّهَا قَضّاً : ثَقَبَهَا ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و فی اللِّسان:و مِنْهُ قِضَّهُ العَذْرَاءِ إِذَا فُرِغَ منها، کما سیأْتِی.

و قَضّ الشَّیْ ءَ یَقُضُّهُ قَضّاً : دَقَّهُ ،و کَذلِکَ قَضْقَضَهُ ، و الشَّیْ ءُ المَدْقُوقُ : قَضَضٌ .

و قَضَّ الوتِدَ یَقُضُّهُ قَضّاً : قَلْعَهُ ،کما فی العُبَابِ ،و بَیْنَ دَقَّهُ و قَلْعَهُ حُسْنُ التَّقابُلِ .

و قَضَّ النِّسْعُ ،و کَذلِکَ الوَتَرُ، یَقِضُّ قَضِیضاً :سُمِعَ لَهُ صَوْتٌ عِنْد الإِنْبَاضِ ، کَأَنَّهُ القَطْعُ ،و صَوْتُه القَضِیضُ ،کما فی اللّسان و العُبَاب و التَّکْمِلَهِ ،و هُوَ من حَدِّ ضَرَبَ (5).

و قَال الزَّجَّاجُ : قَضَّ الرَّجُلُ السَّوِیقَ یَقُضُّهُ قَضّاً ،إِذا أَلْقَی فِیهِ شَیْئاً یَابِساً،کقَنْدٍ أَوْ سُکَّرٍ، کَأَقَضَّهُ إِقْضاضاً ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

ص:139


1- (1) اللسان:القرض.
2- (2) یعنی ما یرده البعیر من جرته.
3- (3) ضبطت بضم القاف عن اللسان دار المعارف.
4- (4) یعنی قوله،کما فی التهذیب: إذا طرحا شأوا بأرض هوی له مقرض أطراف الذراعین أفلج.
5- (5) ضبطت فی التهذیب:یَقَضُّ .

و قَضَّ الطَّعَامُ یَقَضُّ ،بالفَتْح ، قَضَضاً ، و هو طَعَامٌ قَضَضٌ ،مُحرَّکَهً ،و ضَبَطَهُ الجَوْهَریّ ککَتِفٍ ،و سَیَأْتِی لِلْمُصَنِّفِ فی المکَانِ ضَبْطُه ککَتِفٍ فِیمَا بَعْد،و هُمَا وَاحِدٌ، إِذا کان فِیه حَصًی أَو تُرَابٌ فوَقَعَ بَیْنَ أَضْرَاسِ الْآکِلِ ، و قد قَضِضْتُ أَیْضاً مِنْهُ ،أَیْ بالکَسْرِ ،و إِنَّمَا قُلْنَا أَیْضاً کما هُوَ نَصُّ الصّحاح،إِشارَهً إِلَی أَنَّ قَضَّ الطَّعَامَ یَقَضُّ من حَدِّ عَلِمَ ،و قد اسْتُعْمِلَ لازِماً و مُتَعَدِّیاً إِذا أَکَلْتَهُ و وَقعَ بَیْنَ أَضْراسِک حَصًی هذَا نَصُّ الجَوْهَرِیّ ،و زَادَ غَیْرُهُ : أَو تُرَابٌ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : قَضَّ اللَّحْمُ إِذا کَانَ فِیهِ قَضَضٌ ،یَقَعُ فی أَضْرَاسِ آکِلِهِ شِبْهُ الحَصَی الصِّغَار.

و یُقَالُ :اتَّقِ القَضَّهَ و القَضَضَ فی طَعَامِک؛یُریدُ الحصَی و التُّرَابَ .و قد قَضِضْتُ الطَّعَامَ قَضَضاً :إِذا أَکَلْتَ مِنْهُ فَوَقَعَ بَیْنَ أَضْراسِکَ حَصًی.

و قَضَّ المَکَانُ یَقَضُّ ،بالفَتْح، قَضَضاً ،مُحَرَّکَهً فهُوَ قَضٌّ و قَضِضٌ ککَتِفٍ :صارَ فیه القَضَضُ (1)،و هو التُّرَابُ یَعْلُو الفِرَاشَ کَأَقَضَّ و اسْتَقَضَّ ،أَی وَجدَهُ قَضًّا ،أَوْ أَقَضَّ علیه، و قَضَّتِ البَضْعَهُ بالتُّرَابِ :أَصابَهَا منه شَیْ ءٌ کأَقَضَّ ، و الصَّوابُ کأَقَضَّتْ .و قال أَعْرَابِیٌّ یَصِفُ خِصْباً ملأَ الأَرْضَ عُشْباً:فالأَرْضُ الیَوْمَ لَو تُقْذَفُ بِهَا بَضْعَهٌ لَمْ تَقَضَّ بِتُرْبٍ .

أَی لَمْ تَقَعْ إِلاَّ علَی عُشْبٍ .

و کُلُّ ما نَالَهُ تُرابٌ مِنْ طَعَامٍ أَوْ ثَوْبٍ أَو غَیْرِهِمَا: قَضٌّ .

و قال أَبُو حَنِیفَهَ :قِیلَ لأَعْرَابِیّ :کَیْفَ رَأْیتَ المَطَر؟قَال:لَوْ أَلْقَیْتَ بَضْعَهً ما قَضَّتْ .أَی لَمْ تَتْرَبْ ،یعنی من کَثْرَهِ العُشْبِ .

و القِضَّهُ ،بالکَسْرِ:عُذْرَهُ الجَارِیَهِ ،کما فی الصّحاح.

یُقَالُ أَخَذَ قِضَّتَها ،أَی عُذْرَتَها،عن اللِّحْیَانِیّ .

و القِضَّهُ : أَرْضٌ ذَاتُ حَصًی ،کما فی الصّحاح،و هکذا وُجِدَ بِخَطِّ أَبِی سَهْلٍ .و فی بَعْضِ نُسَخِهِ :رَوْضٌ ذَاتُ حَصًی،و الأَوّلُ الصَّوابُ ،و أَنْشَدَ لِلرّاجِزِ یَصِفُ دَلْواً:

قد وقَعتْ فی قِضَّهِ مِنْ شَرْجِ

ثمّ اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ

قال الصاغَانِیُّ :هو قَوْلُ ابْنِ دُرَیْدٍ.و قال غَیْرُه:هی بفَتْحِ القَافِ ،و أَراد بالعِلْج الحِمَارَ الوَحْشِیّ .

أَو القِضَّهُ :أَرْضٌ مُنْخَفِضَهٌ تُرَابُهَا رَمْلٌ و إِلَی جانِبِها متْنٌ مُرتَفِعٌ و هذَا قَوْلُ اللَّیْثِ :قال:و الجَمْع القِضَضُ (2).

و قال أَبُو عَمْرٍو: القِضَّه : الجِنْسُ ،و أَنْشَدَ:

مَعْرُوفَهٌ قِضَّتُهَا زُعْرُ الهَامْ (3)

کالخَیْلِ لَمّا جُرِّدتْ لِلسُّوَّامْ

و القِضَّهُ : الحَصَی الصِّغَارُ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ . و یُفْتَحُ فی الکُلّ .

و قِضَّهُ : ع مَعْرُوفٌ کانَتْ فِیه وَقْعَهٌ بیْنَ بَکْرٍ و تَغْلِبَ تُسَمَّی یَوْمَ قِضَّهَ ،قاله ابنُ دُرَیْدٍ (4)،و شَدَّدَ الضَّادَ فیها و ذَکَرَها فی المُضَاعَفِ ، و قَدْ تُسکَّنُ ضَادُهُ الأُولَی،و قدْ تُخَفَّفُ ،کما هُوَ فی المُعْجَمِ و اقْتَصَرَ عَلَیْه و قالَ :هو ثَنِیَّهٌ بِعَارِضٍ (5)،جَبَلٍ بالیَمَامَهِ مِنْ قِبَلِ مَهَبِّ الشَّمَالِ ،بَیْنَهُمَا ثَلاَثَهُ أَیّام.

و القِضَّهُ : اسْمٌ مِن اقْتِضَاضِ الجارِیَهِ ،و هُوَ افْتِراعُهَا.

و القَضَّهُ ، بالفَتْح،ما تَفَتَّتَ مِنَ الحَصَی ،و هُو بِعَیْنِهِ قَوْلُ الجَوْهَرِیّ السَّابِقُ :الحَصَی الصِّغَارُ،و أَغْنَی عَنْهُ قَوْلُه أَوَّلاً:

و یُفْتَحُ فی الکُلِّ ، کالقَضَضِ ،أَی مُحَرَّکَهً .و قد ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً،و قال:هو الحَصَی الصِّغارُ،قال:و منه:

قَضَّ الطَّعَامُ .و قال غَیْرُه: القَضَضُ :ما تَکَسَّر من الحَصَی و دَقَّ .و یُقَالُ :إِنَّ الْقَضَضَ جَمْعُ قَضَّهٍ ،بِالفَتْحِ .

و القَضَّهُ : بَقِیَّهُ الشَّیْ ءِ .

و القَضَّهُ : الکُبَّهُ الصَّغِیرَهُ مِنَ الغَزْلِ .

و القَضَّهُ : الهَضْبَهُ الصَّغِیرَهُ .و قِیلَ :هِیَ الحِجَارهُ المُجْتَمِعَهُ المُتَشَقِّقَهُ .

ص:140


1- (1) فی التکمله:القَضَّ .
2- (2) فی اللسان:«و [1]جمعها القِضُونَ »و مثله فی التهذیب.
3- (3) فی التهذیب و اللسان:«رعن الهام»و جاء الرجز فیهما شاهداً علی القضه:الوسم.
4- (4) کذا ضبطت بالأصل بالکسر و مثله فی القاموس و التهذیب و التکمله. و ضبطت فی الجمهره 100/3 [2] بفتحه فوق القاف مع تشدید الضاد المفتوحه و فیها 105/1 ضبطت مره بکسر القاف و مره بفتحها.
5- (5) عن معجم البلدان«قضه»و بالأصل«لعارض».

و القُضَّهُ ، بالضَّمِّ :العَیْبُ ،یُقَالُ لَیْسَ فی نَسَبِهِ قُضَّهٌ ، أَیْ عَیْبٌ . و یُخَفَّفُ .و یُقَالُ أَیْضاً:قُضْأَهٌ ،بالهَمْزِ،و قد تَقَدَّمَ فی مَوْضِعِهِ .

و اقْتَضَّهَا ،أَیْ الجَارِیَهَ : افْتَرَعَهَا ،کافْتَضَّهَا،نَقلَهُ الجوْهَرِیُّ بالْقَافِ ،و الْفاءُ لُغَهٌ فیه.

و انْقَضَّ الجِدارُ انْقِضاضاً : تَصَدَّعَ و لَمْ یقَعْ بَعْدُ ،أَی لَمْ یَسْقُطْ ، کانْقَاضَّ انْقِضَاضاً .فإِذا سَقَطَ قِیلَ :تَقَیَّضَ تَقَیُّضاً.

هذا قوْلُ أَبِی زَیْدٍ.و قال الجَوْهریّ و مَنْ تَبِعَهُ : انْقَضَّ الحَائِطُ ،إِذا سَقَطَ ،و بِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَی: جِداراً یُرِیدُ أَنْ یَنْقَضَّ (1)هکَذَا عَدَّهُ أَبُو عُبیْدٍ ثُنَائِیّاً،و جَعلَهُ أَبُو علِیّ ثُلاَثِیّاً مِنْ نَقَضَ فهُو عِنْدَهُ افْعَلَّ .و فِی التَّهْذِیبِ : یُرِیدُ أَنْ یَنْقَضَّ ، أَیْ یَنْکَسِرَ.و قَرَأَ أَبُو شَیْخٍ البُنَانِیّ و خُلَیْدٌ العَصَرِیّ فی إِحْدَی الرِّوایَتَیْنِ عَنْهُما یُرِیدُ أَن یَنْقَاضَّ ،بتَشْدِیدِ الضَّادِ.

و انْقَضَّت الخَیْلُ عَلَیْهِمْ ،إِذا انْتَشَرتْ ،و قِیلَ :انْدفَعتْ ، و هو مَجَازٌ عَلَی التَّشْبِیهِ بانْقِضَاضِ الطَّیْرِ. و یُقَالُ : انْقَضَّ الطائِرُ ،إِذا هَوَی فِی طیَرَانِهِ ،کما فی الصّحاح،و قَوْلُه لِیَقَعَ ،أَیّ یُرِیدُ الوُقُوعَ .و یُقَالُ :هُوَ إِذا هَوَی مِنْ طیَرَانِهِ لِیَسْقُطَ عَلَی شیْ ءٍ.یُقالُ : انْقَضَّ البَازِی علی الصَّیْدِ،إِذا أَسْرَعَ فی طَیرَانِهِ مُنْکَدِراً عَلَی الصَّیْدِ، کتَقَضَّضَ ،علی الأَصْلِ یُقَالُ : اِنْقَضَّ البازِی و تَقَضَّضَ . و رُبَّما قالُوا تَقَضَّی البَازِی یَتَقَضَّی ،علَی التَّحْوِیلِ ،و کان فی الأَصْلِ تَقَضَّضَ ،فلَمَّا اجْتَمَعَتْ ثَلاثُ ضَادَاتٍ قُلِبَتْ إِحْدَاهُنَّ یاءً، کما قالُوا:تَمطَّی و أَصْلُه تَمَطَّطَ ،أَی تَمَدَّدَ،و کَذلکِ تَظَنَّی من الظَّنّ ،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسّاها (2)و قَوْلُ الجوْهَرِیّ :و لم یستعملوا منه تَفَعَّلَ إِلاَّ مُبْدَلاً،إِشارهٌ إِلَی أَنَّ المُبْدَلَ فی استِعْمَالِهِمْ هو الأَفْصَحُ ،فَلا مُخَالَفَهَ فی کلامِ المُصَنِّفِ لِقَوْل الجَوْهَرِیّ ،کَما تَوَهّمَهُ شَیْخُنا،فتَأَمّلْ .

و مِنَ المُبْدلِ المشْهُورِ قَوْلُ العَجّاجِ یمْدَحُ عُمَرَ بنَ عُبیْدِ اللّه بنِ مَعْمَرٍ:

إِذا الکِرَامُ ابْتَدرُوا البَاعَ بَدَرْ

تَقَضِّیَ البازِی إِذا البازِی کَسَرْ (3)

و القَضَضُ ،مُحرَّکَهً :التُّرَابُ یَعْلُو الفِرَاشَ ،و مِنْه قَضَّ المَکَانُ و أَقَضَّ .

و أَقَضَّ فُلانٌ ،إِذا تَتَبَّع مَداقَّ الأُمُور الدَّنِیئَهِ و أَسفَّ إِلی خِسَاسِهَا ،و لو قال:تَتَبَّعَ دِقَاقَ المَطَامِع،کما هو نَصُّ الصَّاغَانِیّ و ابْنِ القطَّاعِ و الجَوْهرِیّ ،لکانَ أَخْصَر.قال رُؤْبَهُ :

ما کُنْتَ عن تَکَرُّمِ الأَعْرَاضِ

و الخُلُقِ العَفِّ عن الإِقْضاضِ

و یُرْوَی: الأَقْضَاضِ ،بالفَتْح.

و أَقَضَّ علَیْه المَضْجَعُ :خَشُنَ و تَتَرَّب .قَال أَبُو ذُؤَیْبٍ الهُذَلّی:

أَمْ ما لِجَنْبِکَ لا یُلائِمُ مَضْجعاً

إِلاَّ أَقَضَّ علَیْکَ ذَاکَ المَضْجَعُ (4)

و قَرَأتُ فی شَرْحِ الدِّیوان: أَقَضَّ ،أَیْ صارَ علَی مَضْجعِه قَضَضٌ ،و هو الحَصَی الصِّغَار.یَقُولُ :کَأَنَّ تحْت جَنْبِهِ قَضَضاً لا یَقْدِرُ علی النَّوْمِ لِمَکَانِهِ .

و أَقَضَّهُ اللّهُ ،أَی المضْجَعَ :جعلَهُ کَذلِکَ ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ.و أَقَضَّ الشَّیْ ءَ:تَرَکَهُ قَضَضاً أَیْ حَصًی صِغَاراً.و منه

17- حَدِیثُ ابنِ الزُّبَیْرِ و هدْمِ الکَعْبِه: «کانَ فی المسْجِدِ حُفَرٌ مُنْکَرَهٌ و جَرَاثِیمُ و تَعَادٍ (5)،فأَهابَ بالنّاسِ إِلی بَطْحِهِ ،فلَمَّا أَبْرَزَ عن رُبْضِهِ دَعَا بکُبْرِهِ فَنَظَرُوا إِلَیْهِ ،و أَخَذَ ابْنُ مُطِیعٍ العَتَلَهَ فعَتَلَ ناحِیَهً من الرُّبْضِ فَأَقَضَّهُ ».

و یقال: جَاؤُوا قضّهم ،بَفَتْحِ الضَّادِ و بِضَمِّهَا و فَتْح القَافِ و کَسْرِها- بقَضِیضِهم .الکَسْر عن أَبِی عَمْرو،کما فی العُبَابِ ،أَی بأَجْمَعِهم،کما فی الصّحاح و أَنْشَدَ سِیبَوَیْه للشَّمَّاخ:

أَتَتْنِی سُلَیْمٌ قَضَّهَا بقَضِیضِهَا

تُمَسِّحُ حَوْلِی بالبَقِیع سِبَالَهَا

و هو مَجازٌ،کما فی الأَساس.

و کَذلِکَ : جَاؤُوا قَضَضُهم و قَضِیضُهُم ،أَی جَمِیعُهُم .

و قِیلَ .جاءُوا بجَمْعِهِمْ لَمْ یَدَعُوا (6)وَرَاءَهم شَیْئاً و لا أحَداً:

ص:141


1- (1) سوره الکهف الآیه 77. [1]
2- (2) سوره الشمس الآیه 10. [2]
3- (3) أی کسر جناحیه لشده طیرانه،و قبله دانی جناحیه من الطور فمرّ.
4- (4) و یروی:أم ما لجسمک.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«جراثیم تعاد».
6- (6) الأصل و اللسان،و [3]فی التهذیب:یخلفوا.

و هو اسْمٌ مَنْصُوبٌ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ المَصْدَر کَأَنَّه قال:جاءُوا انْقِضَاضاً .قال سِیبَویْه:کَأَنَّهُ یَقُولُ انْقَضَّ آخِرُهُمْ علی أَوَّلِهِمْ ،و هُوَ من المَصادِر المَوْضُوعَهِ مَوْضِعَ الأَحْوَال.و مِنَ العَرَبِ مَنْ یُعْرِبُهُ و یُجْرِیهِ عَلَی مَا قبْلَهُ .و فی الصّحاح:

و یُجْرِیه مُجْرَی کُلِّهِمْ .و جَاءَ القَوْمُ بِقَضِّهِمْ و قَضِیضِهِم ،عن ثَعْلَبٍ و أَبِی عُبَیْدٍ

16- و حَکَی أَبو عُبَیْد فی الحَدِیث: «یُؤْتَی بِقَضِّهَا و قِضِّها و قَضِیضِهَا ». و حَکَی کُرَاع:أَتَوْنِی قُضُّهُمْ بقَضِیضِهِم ،أَی بالرَّفْعِ ،و رأَیْتُ قَضَّهُم بقَضِیضِهِم ،و مَرَرْتُ بهِمْ قَضِّهِم بِقَضِیضِهِم ،و قال الأَصْمَعِیّ فی قَوْلِه:

جَاءَتْ فَزَارهُ قَضُّها بِقَضِیضِهَا

لَمْ أَسْمعْهُم یُنْشِدُون« قَضُّها »إِلا بالرَّفْع.

و قال ابنُ بَرِّیّ :شاهِدُ قَوْله جاءُوا قَضُّهُمْ بِقَضِیضِهِم ،أَی بأَجْمعِهم،قَوْلُ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ.

و جَاءَتْ جِحَاشٌ قَضُّهَا بِقَضِیضِهَا

بأَکْثرِ ما کَانُوا عَدِیداً و أَوْکَعُوا

أَوْکَعُوا،أَیْ سَمَّنُوا إِبِلَهُمْ و قَوَّوْها لِیُغِیرُوا عَلَیْنَا. أَو القَضُّ هُنَا الحَصَی الصِّغَارُ،و القَضِیضُ :الحَصی الکِبَارُ و هو قَوْلُ ابْنِ الأَعْرابِیّ ،و هکذا وُجِد فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ .

و الصَّوَابُ فی قَوْلِه کَما نَقَلَهُ صاحِبُ اللّسَان و ابنُ الأَثِیر و الصَّاغَانِیّ . القَضُّ :الحَصی الکِبَارُ،و القَضِیضُ :الحَصَی الصِّغَار.و یدُلُّ لِذلِکَ تَفْسِیرُهُ فِیمَا بَعْدُ أَی جَاءُوا بالکَبِیرِ و الصَّغِیرِ .قال ابنُ الأَثِیرِ:و هذا أَلْخَصُ ما قِیلَ فِیه.

أَو القَضُّ بمَعْنَی الْقَاضِّ ،کزَوْرٍ و صَوْمٍ ،فی زائِرٍ و صائِمٍ . و القَضِیضُ بمَعْنَی المَقْضُوضِ ،لِأَنَّ الأَوَّلَ لِتَقَدُّمِهِ و حَمْلِهِ الآخِرَ عَلَی اللَّحَاقِ به،کَأَنَّهُ یَقُضُّهُ علَی نَفْسِهِ ، فحَقِیقَتُهُ جاءُوا بِمُسْتَلْحَقِهِمْ و لاَحِقِهِمْ ،أَیْ بأَوَّلِهِمْ و آخِرُهم، نَقَلَهُ ابنُ الأَثِیرِ أَیْضاً،و جَعَلَهُ مُلَخَّص القَوْلِ فِیه.

و القِضَاضُ ،بالکَسْرِ:صَخْرُ یَرْکبُ بَعْضُهُ بَعْضاً ، کالرِّضَام، الوَاحِدَهُ قَضَّهٌ ،بالفَتْح.

و القَضْقَاضُ :أُشْنَانُ الشّامِ .و قَال ابنُ عَبّادٍ:هُوَ الأَخْضَرُ منه السَّبْطُ ،و یُرْوَی بِالصَّادِ المُهْمَلَهِ أَیْضاً، أَو شَجَرٌ مِن الحَمْضِ قَال أَبُو حَنِیفَهَ :هو دَقِیقٌ ضَعِیفٌ أَصْفَرُ اللَّوْنِ .و قد تَقَدَّمَ فی الصَّادِ أَیْضاً.

و القَضْقَاضُ : الأَسَدُ یُقَالُ :أَسَدٌ قَضْقَاضٌ : یُقَضْقِضُ فَرِیستَهُ ،کما فی الصّحاح،و أَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجِزِ،هُو رُؤْبهُ :

کَمْ جاوَزَتْ من حَیَّهٍ نَضْناضِ

و أَسَدٍ فی غِیلِهِ قَضْقاضِ

و یُضَمُّ .قال ابنُ دُرَیْدٍ: و لَیْس فُعْلاَلٌ سِواهُ ،و نَصُّ الجَمْهَرَهِ :لَمْ یَجِیءْ فی المُضَاعَفِ فُعْلالٌ بضَمِّ الفَاءِ إِلاّ قُضْقَاض ،قالَ :و رُبَّمَا وُصِفَ به الأَسَدُ و الحیَّهُ ،أَو الشَّیْ ءُ الَّذِی یُسْتَخْبَثُ .و بِهذَا سقَطَ قَوْلُ شَیْخِنَا:هذَا قُصُورٌ ظاهِرٌ من المُصَنِّف،بلْ وَرَد منه قُلْقَاسٌ و قُسْطَاسٌ و خُزْعالٌ المُجْمَع علیه،و کَلامُهم کالصَّرِیحِ بَلْ صَرِیحٌ أَنه لا فُعْلالَ غَیْر خُزْعالٍ ،و قد ذُکِرَ غَیْرُ هذِه فی«المُزْهَر» (1)،و زِدْتُ علَیْهِ فی«المُسْفِر»انتهی،و وَجْهُ السُّقُوطِ هُوَ أَنَّ المُرَادَ من قَوْلِهِ و لَیْسَ فُلاَّلٌ سِواهُ ،أَی فی المُضاعَفِ کما هُوَ نَصُّ ابْنِ دُرَیْدٍ و ما أَوْرَدَه من الکَلِمَات مع مُنَاقَشَهٍ فی بعْضِهَا فإِنَّها غَیْرُ وَارِدَهٍ عَلَیْه،فتَأَمَّلْ ، کالقُضَاقِضِ ،بالضَّمِّ نَقَلَهُ الجَوْهَریُّ أَیْضاً.یُقَالُ :أَسَدٌ قُضَاقِضٌ :یُحَطِّمُ کُلَّ شَیْ ءٍ،و یُقَضْقِضُ فَرِیستَهُ ،قال الرّاجِزُ:

قُضَاقِضٌ عِنْدَ السُّرَی مُصَدَّرُ (2)

و قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ السَّابِقُ :و رُبَّما وُصِفَ به الأَسَدُ و الحَیَّهُ إِلخ،قُلْتُ :قد تَقَدَّمَ فی الصادِ المُهْملَهِ عَنِ الجوْهَرِیّ :

حَیَّهٌ قَصْقَاصٌ (3)،نَعْتٌ لَها فی خُبْثِهَا،و مِثْلُه فی کِتَابِ العَیْنِ ،و لَعلَّهُمَا لُغَتَان.و قد قَدَّمْنَا هُنَاکَ عن کِتَابِ العَیْنِ نَقْلاً فی حُدُودِ أَبْنِیَهِ المُضَاعَفِ یَنْبَغِی أَنْ تَطَّلِعَ عَلَیْه و تَتَأْمَّلَ فِیهِ مَعَ کَلامِ ابْنِ دُرَیْدٍ هُنَا.

و القَضْقَاضُ : ما اسْتَوَی مِنَ الْأَرْضِ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ أَبِی النَّجْمِ :

ص:142


1- (1) نص عباره المزهر 65/2 و قال الفارابی فی دیوان الأدب:لم یأت علی فعلال شیء من أسماء العرب من الرباعی السالم إلا مکرر الحشو،و ذلک الفُسطاط و القُرطاط ،فأما الفسطاط فحرف رومی وقع إلی العرب فتکلمت به.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«یصدر».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله حیه قصقاص،هکذا نقله الشارح فی ماده ق ص ص عن الصحاح و العین و الذی رأیته فی نسخه الصحاح المطبوع قصاقص و هو الموافق لما فی القاموس فی الماده المذکوره فتأمل اه ».

بَلْ منْهَلٍ ناءٍ مِنَ الغِیَاضِ

و مِنْ أَذَاهِ البقِّ و الإِنْقَاضِ

هابِی (1)العَشِیِّ مُشْرِفِ القَضْقَاضِ

یَقُولُ :یَسْتَبِینُ القَضْقَاضُ فی رَأْیِ العَیْنِ مُشْرِفاً لِبُعْدِهِ .

قَوْلُه: و یُکْسَرُ ،خَطَأٌ،و کَأَنَّه أَخَذَهُ من قَوْلِ الصّاغَانِیّ :

و یُرْوَی القِضَاض ،فظَنَّهُ القِضْقَاض ،و إِنَّما هو القِضَاضُ ، بالکَسْرِ،جَمْعُ قَضَّهٍ ،بالفَتْحِ .

و التَّقَضْقُضُ :التَّفَرُّق ،و هو من مَعْنَی القَضِّ لا مِنْ لَفْظِه.و منهُ

17- حدِیثُ صَفِیَّهَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ فی غَزْوَهِ أُحُدٍ:

«فَأَطَلَّ عَلَیْنَا یَهُودِیٌّ فقُمْتُ إِلَیْهِ فضَرَبْتُ رَأْسَهُ بالسَّیْفِ ثُمَّ رَمَیْتُ بِه عَلَیْهم فتَقَضْقَضُوا ». أَی تَفَرَّقُوا.

و القَضَّاءُ :الدِّرْعُ المسْمُورَهُ ،من قَضَّ الجَوْهَرَهَ ،إِذا ثَقَبَهَا،قالهُ ابنُ السِّکِّیتِ .و أَنْشَدَ:

کَأَنَّ حَصَاناً قَضَّهَا الْقَیْنُ حُرَّه

لَدی حَیْثُ یُلْقَی بالفِنَاءِ حَصِیرُهَا (2)

شَبَّهَها علی حَصِیرِهَا و هو بِسَاطُهَا بِدُرَّهٍ فی صَدَفٍ فاسْتَخْرَجَهَا،کما فی اللِّسَان و العُبَاب.و قال فی التَّکْمِلَه.

و قد تَفَرَّدَ بهِ ابنُ السِّکِّیت (3).و الَّذِی قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ :دِرْعٌ قَضّاء ،أَی خَشِنَهُ المَسِّ ،لَمْ تَنْسحِقْ بَعْدُ،و قولُه:خَشِنَهُ المَسِّ أَی مِنْ حِدَّتِهَا،فهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْ قَضَّ الطَّعامُ و المَکَانُ ، و وَزْنُه علی هذَیْنِ القَوْلَیْنِ فَعْلاَءُ.و قال الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاسِ بنَحْوِ ما قَالَهُ الجَوْهَرِیّ .و یَقْرُب منه أَیْضاً قَوْلُ شَمِرٍ: القَضَّاءُ من الدُّرُوع:الحَدِیثَهُ العهْدِ بالجِدَّهِ ،الخَشِنَهُ المَسِّ ،من قَوْلِکَ : أَقضَّ عَلَیْهِ الفِراشُ .و أَنْشَد ابنُ السِّکِّیتِ قَوْلَ النَّابِغَهِ :

و نَسْجِ سُلَیْمٍ کُلَّ قَضَّاءَ ذائِل (4)

قال:أَیْ کُلّ دِرْعٍ حَدِیثَهِ العَمَلِ .قال:و یُقَالُ :

القَضَّاءُ :الصُّلْبَهُ الَّتِی امْلاس فی مَجَسَّتِهَا قضه (5)و خَالَفهم أَبو عَمْرو فَقَالَ : القَضَّاءُ هی الَّتِی فُرِغَ مِنْ عَمَلِها و أُحْکِمَ ، و قد قَضَیْتُها،أَی أَحْکَمْتُهَا و أَنْشَدَ بیْتَ الهُذَلِیِّ :

و تَعَاوَرَا مَسْرُودَتَیْن قَضَاهُما

دَاوُودُ أَوْ صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ (6)

قال ابنُ سِیدَه:و هذا خَطَأٌ فی التَّصْرِیف لِأَنَّهُ لَوْ کانَ کَذلِکَ لَقَالَ قَضْیَاءَ .و قال الأَزْهَرِیّ :جَعَلَ أَبو عَمْرٍو القَضَّاءَ فَعَّالاً من قَضَی،أَی حَکَمَ و فَرَغَ ،قال:و القَضَّاءُ فَعْلاءُ غَیْرُ مُنْصَرِفٍ قُلْت:و سیأْتِی الکَلامُ عَلَیْهِ فِی المُعْتَلِّ إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَی.

و قال أَبو بَکْر: القَضَّاءُ من الإِبِلِ :ما بَیْنَ الثَّلاثِینَ إِلَی الأَرْبَعِین ،کما فی العُبَابِ ،و التَّکْمِلَه،و الّلسانِ .و قال ابنُ بَرّیّ : القَضَّاءُ بِهذا المعْنَی لیْس من هذا البابِ لِأَنَّهَا مِنْ قَضَی یَقْضِی،أَی تُقْضَی بِهَا الحُقُوق.

و القَضَّاءُ مِنَ النّاسِ :الجِلَّهُ (7)و إِنْ کان لا حَسَبَ لَهُمْ بَعْدَ أَنْ یَکُونُوا جِلَّهً فی الأَبْدَانِ و الأَشْنَانِ (8).و قال ابنُ برّیّ :

الجِلَّه فی أَسْنانِهِمْ .

و قال أَبُو زَیْدٍ: قِضْ ،بالکَسْرِ مُخَفَّفَهً :حِکَایهُ صَوْتِ الرُّکْبَهِ إِذا صاتَتْ .یُقالُ :قَالَت رُکْبَتُه قِضْ ،و أَنْشَدَ:

و قَوْلُ رُکْبَتِهَا قِضْ حِینَ تَثْنِیهَا

و استَقَضَّ مَضْجَعَهُ ،أَیْ وَجَدَهُ خَشِناً ،نقله الجَوْهَرِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

قَضَّ عَلَیْهِمُ الخَیْلَ یقُضُّها قَضّاً :أَرْسَلَها أَوْ دَفَعَهَا.قال:

قَضُّوا غِضَاباً عَلَیْکَ الخَیْلَ من کَثَبِ (9)

و انْقَضَّ النَّجْمُ :هَوَی،و هُو مَجاز.و مِنْهُ قَوْلُهُم:أَتَیْنَا

ص:143


1- (1) فی اللسان:« [1]هامی العشی»بالمیم.
2- (2) و یروی:«فضها القین»و القین الغوّاص،و الحصان:الدرّه.
3- (3) الذی قاله ابن السکیت،کما فی التکمله:القضّاء:الدرع المسموره. و انظر التهذیب و اللسان. [2]
4- (4) دیوانه ص 71 و صدره فیه: و کل صموتٍ نثلهٍ تُبّعیه و بالأصل«ذایل»و المثبت عن الدیوان،أی ذات ذیل سابغ،و سُلیم أراد سلیمان بن داود.
5- (5) کذا،و فی التهذیب:الصلبه التی لم تملاسّ کأن فی مجستها قضه.
6- (6) البیت لأبی ذؤیب دیوان الهذلیین 19/1 و فیه:و علیها مسرودتان بدل و تعاورا مسرودتین.
7- (7) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«الحِکّه».
8- (8) فی اللسان: [3]جله فی أبدانٍ و أسنانٍ .
9- (9) عن اللسان و [4]بالأصل«کبب».

عِنْدَ قِضَّهِ النَّجْمِ ،أَی عِنْدَ نَوْئِه.و مُطِرْنَا بِقِضَّهِ الأَسَدِ.قال ذُو الرُّمَّه:

جَدَا قِضَّهِ الآسادِ و ارْتَجَزَتْ لَهُ

بِنَوْءِ السَّماکَیْنِ الغُیُوثُ الرَّوائحُ (1)

و قَضَّ الجِدارَ:هَدَمَهُ بالعُنْفِ .

و قَضَّ الشَّیْ ءَ یَقُضُّهُ قَضّاً :کَسَرَهُ .

و اقْتَضَّ الإِداوهَ :فَتَحَ رأْسَها.و قد جاءَ فی حَدِیثِ هَوَازِنَ .و یُرْوَی بالفَاءِ و قَدْ تَقَدَّمَ .

و طَعَامٌ قَضٌّ :فِیهِ حَصًی و تُرَابٌ ،و قد أَقَضَّ .

و أَرْضٌ قَضَّهٌ :کَثِیرَهُ الحِجَارهِ و التُّرابِ .

و لَحْمٌ قَضٌّ :وقَع فی حَصًی،أَو تُرابٍ فوُجِدَ ذلِکَ فی طَعْمِهِ .

و قَضَّ عَلَیْه المَضْجَعُ :نَبَا،مِثْلُ أَقَضَّ المذْکُورُ فی المَتْنِ .و یُقَالُ : قَضَّ و أَقَضَّ :لَمْ یَنَمْ ،أَوْ لَمْ یَطْمَئِنّ به النَّوْمُ .

و قال أَبُو الهَیْثَمِ : القَضِیضُ جمْعٌ مثل کَلْبٍ و کَلِیبٍ ، و القَضُّ :الأَتْبَاعُ و منْ یَتَّصِلُ بِکَ .

و مِنْهُ قَوْلُ أَبِی الدّحْداحِ :

و ارْتَحِلِی (2). بالقَضِّ و الأَوْلادِ

و القَضِیضُ :صِغارُ العِظَامِ ،تَشْبِیهاً بصِغارِ الحَصَی، نَقَلَه القُتَیْبِیُّ .

و انْقَضَّ انْقِضاضاً :تَقَطّعَ ،و أَوْصَالُه:تَفَرَّقَت.

و قال شَمِرٌ: القَضّانَهُ :الحَبَلُ یَکُونُ أَطْبَاقاً،و أَنْشَدَ:

کأَنَّمَا قَرْعُ أَلْحِیهَا إِذَا وجَفَتْ

قَرْعُ المَعَاوِلِ فی قَضّانَهٍ قَلَعِ

قال:القَلَعُ :المُشْرِفُ مِنْهُ کالقَلَعَه.قال الأَزْهَرِیّ :کَأَنَّهُ من قَضَضْتُ الشَّیْ ءَ،أَیْ دَقَقْتُه و هو فَعْلاَنَه منه.

وَ فی نَوَادِرِ الإِعْرَاب: القِضَّهُ :الوَسْمُ ،و به فُسِّر قَوْلُ الرَّاجز:

مَعْرُوفَهٌ قِضَّتُهَا زُعْر (3)الهَامْ

و قد تَقَدَّم لِلْمُصَنّف أَنَّه بمَعْنَی الجِنْس و هو قَوْلُ أَبِی عَمْرو.

و القَضْقَضَه :کَسْرُ العِظَام و الأَعْضَاءِ (4).

و قَضْقَضَ الشَّیْ ءَ فَتَقَضْقَضَ کَسَّره فتَکَسَّرَ.و منه

16- الحَدِیثُ : « فیُقَضْقِضُهَا ». أَی یُکَسِّرُهَا.و قال شَمِرٌ:یُقَالُ :

قَضْقَضْتُ جَنْبَه مِنْ صُلْبِه،أَی قَطَعْتُهُ .

و قَضَّضَ :إِذَا أَکْثَرَ سُکَّرَ سَوِیقهِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

و المِقَضُّ ،بالکَسْرِ:ما تُقَضُّ به الحِجَارَهُ ،أَی تُکْسَرُ.

و أَقَضَّی (5)عَلَیْهِ الهَمُّ ،و اسْتَقَضَّه صاحِبُهُ .

و یُقَالُ :ذَهَبَ بقِضَّتِهَا،و کانَ ذلِکَ عِنْدَ قِضَّتِهَا :لَیْلَه عُرْسِها،و هو مَجَازٌ.

قعض

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

قَعَضَ .ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللِّسَان،و أَهْمَلَهُ المُصَنِّف سَهْواً أَو قُصُوراً،تَبَعاً للصَّاغَانِیّ فإِنَّه أَهْمَلَهُ فی العُبَابِ ،و مِمّا یَدُلُّکَ أَنَّه سَهْوٌ منهُ ذِکْرُهُ إِیَّاهُ فی التَّکْمِلَهِ ، و هذا عَجِیبٌ ،کَیْفَ یُقَلِّد الصّاغَانِیَّ فی السَّهْوِ و لا یرَاجِعُ الصّحَاح و لا غَیْرَهُ من الأُصُولِ و المَوادّ.فتَنَبَّهْ لِذلِکَ فإِنَّه ذَنْبٌ لا یُغْفَرُ،سامَحَنَا اللّه و إِیَّاهُمْ .

قال الجَوْهَرِیُّ : قَعَضْتُ العُودَ:عَطَفْتُهُ ،کما تُعْطَفُ عُرُوشُ الکَرْمِ و الهَوْدَجِ .قال رُؤْبَه یُخَاطِبُ امرأَهً : (6)

إِمَّا تَرَیْ دَهْراً حَنَانِی حَفْضَا

أَطْرَ الصَّنَاعَیْن العَرِیشَ القَعْضَا

فَقَدْ أُفَدَّی مِرْجماً مُنْقَضَّا

یقولُ :إِنْ تَرَیْ أَیَّتُها المَرْأَهُ الهرَم حَنَانِی فقَدْ کُنْت أُفَدَّی

ص:144


1- (1) و یروی:«حدا»قال ابن السکیت:أی تبعه نوء الآساد.و الجدا: المطر العام.
2- (2) و یروی:«فارتحلی»کما فی غریب الهروی.
3- (3) تقدم،و فی التهذیب و اللسان: [1]رُعن الهام.
4- (4) عن اللسان و التهذیب و بالأصل«الأعفاء».
5- (5) الأساس:و أقضّه.
6- (6) الصحاح و [2]الأصل،و فی اللسان: [3]یخاطب امرأته.

فی حالِ شَبَابِی لِهِدَایَتِی فی المفَاوِزِ،و قُوَّتِی علی السَّفَرِ.

و سقَطَتِ النُّونُ من تَریْن لِلْجَزْم بالمُجَازَاهِ ،و مَا زَائِدَهٌ ، و الصَّنَاعَیْنِ تَثْنِیَهُ امْرَأَهٍ صَنَاعٍ .و القَعْضُ : المَقْعُوضُ :وَصْفٌ بالمَصْدَرِ.کقَوْلک:مَاءٌ غَوْرٌ.و العَرِیش هاهنا الهَوْدَجُ ،هذا نَصُّ الصّحاح.و قال الصَّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَهِ .و بَیْنَ قَوْلِهِ القَعْضَا و قَوْلِه فَقَدْ ثَلاثَهُ أَبْیَاتٍ مَشْطُورَهٌ ساقِطَهٌ و هی:

مِنْ بَعْدِ جَذْبِی المِشْیَهَ الجِیَضَّی

فی سَلْوَهٍ عِشْنَا بِذَاکَ أُبْضَا

خِدْنَ اللَّوَاتِی یَقْتَضِبْنَ النُّعْضَا

قال:النُّعْضُ :الأَرَاک (1)و ما یُسْتَاکُ به،کما سیَأْتِی.

و فی اللّسان: قَعَضَ رَأْسَ الخَشَبَهِ قَعْضاً . فانْقَعَضَتْ :

عَطَفَها.و خَشَبَهٌ قَعْضٌ : مَقْعُوضَهٌ .و قَعَضَهُ فَانْقَعَضَ ،أَی انْحَنَی،و أَنْشَدَ قَوْلَ رُؤْبَهَ السَّابِقِ .ثُمَّ قالَ :قال ابنُ سِیدَه:

عِنْدِی القَعْضُ فی تأْوِیلِ مَفْعُولٍ ،کقَوْلِکَ دِرْهمٌ ضَرْبٌ ، أَیْ مضْرُوبٌ ،ثُمَّ قال فی التَّکْمِلَهِ : القَعْضُ ،بالفَتْحِ :

الصَّغِیرُ.و القَعْضُ :المُنْفَکُّ :و القَعْضُ :الضَّیِّقُ .قُلْتُ :

و فی اللِّسَان قال الأَصْمَعِیُّ :العرِیشُ القَعْضُ :الضَّیِّقُ .

و قِیلَ :هو المُنْفَکُّ .قُلْتُ :و الصَّادُ لُغَهٌ فی الأَخِیرِ عن کُراع،کما تَقَدَّمَ ،و ذَکَرَ ابنُ القَطَّاع فی کِتَابِه فی«ق ع ض» قعضَت الغَنَمُ ،بالضَّاد:أَخَذَهَا دَاءٌ یُمِیتُهَا من ساعَتِهِ .

قُلْتُ :و المَعْرُوفُ فیه الصَّادُ المُهْمَلَهُ ،و لکِنَّهُ حیْثُ ضَبَطَه بالمُعْجَمَهِ أَوْجَبَ ذِکْرَهُ .

قنبض

القُنْبُض ،بالضَّمِّ ،کَتَبَهُ بالحُمْرَهِ علی أَنَّ الجَوْهَرِیَّ أَهْمَلَهُ ،و لَیْس کَذلِکَ ،بل ذَکَرَهُ فی«قبض»عَلَی أَنَّ النُّونَ زَائِدَهٌ کما هُوَ رأْیِ أَکْثَرِ الصَّرْفِیِّینَ ،و تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْه.و قال ابنُ عَبّادٍ:هو الحَیَّهُ .و ذَکَرَهُ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ أَیْضاً فی«ق ب ض»و کَذَا فی العُبابِ و لکِنَّهُ أَعَادَهُ هَاهُنَا.

و قال اللَّیْثُ : القُنْبُضَهُ ، بِهَاءٍ:المَرْأَهُ الدَّمِیمَهُ ،بالدَّالِ المُهْمَلَهِ ،و هِیَ الحَقِیرَهُ ، أَو هِیَ القَصِیرَهُ ،و رجُلٌ قُنْبُضٌ ، فِیهِمَا.و أَنْشَد الجَوهَرِیُّ لِلْفَرَزْدَقِ :

إِذا القُنْبِضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَی

رَقَدْنَ عَلَیْهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ

قوض

قَاضَ البِنَاءَ یَقُوضُه قَوْضاً : هَدَمه، کقَوَّضَهُ تَقْوِیضاً ،و کُلُّ مَهْدُومٍ مُقَوَّضُ .

16- و فی حَدِیثِ الاعْتِکَافِ :

«فَأَمَر ببِنائِهِ فقُوِّضَ ». أَیْ قُلِعَ و أُزِیلَ ،و أَراد بالبِنَاءِ الخِبَاءَ.

و منه. تَقْوِیضُ الخِبَاءِ.

أَو التَّقْوِیضُ :نَقْضٌ من غَیْرِ هَدْم و هذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

یُقَال: قَوَّضَهُ فتَقَوَّضَ .و مِنْهُ : تَقَوَّضَتِ الحَلَقُ (2)و الصُّفُوفُ ، إِذا انْتَقَضَتْ و تَفَرَّقَتْ .و هی جَمْعُ حلْقَهٍ من النَّاس،کما فی الصّحاح. أَو هُوَ ،أَیْ التَّقْوِیضُ نَزْعُ الأَعْوَادِ و الأَطْنَابِ ، و هذا قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ.

و تَقَوَّضَ البَیْتُ : انْهَدَمَ سَواءٌ کانَ بیْتَ مَدَرٍ أَو شَعرٍ، و کَذلِکَ تَقَوَّزَ،بالزَّای.و قَوَّضَهُ هُو،کما نَقَلَهُ الجوْهَرِیّ ، کانْقَاضَ .قال أَبو زَیْدٍ: انْقَاضَ الجِدارُ انْقِیَاضاً ،أَی تَصدَّعَ من غَیْرِ أَنْ یَسْقُطَ ،فإِنْ سَقَطَ قِیل تَقَیَّضَ ،کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ (3).

و تَقَوَّضَ الرَّجُلُ :جاءَ و ذَهَبَ ،و تَرَکَ الاسْتِقْرار.و منه

14- الحدِیثُ : «فجَاءَت الحُمَّرَهُ إِلَی النَّبِیّ صلی اللّه عَلَیه و سلّم تَقَوَّضُ فقالَ :مَنْ فَجَعَ (4)هذِه بفَرْخَیْهَا؟قال:فَقُلْنَا:نَحْنُ ،فَقَال:رُدُّوهُمَا.

فَرَدَدْنَاهُمَا إِلَی مَوْضِعِهِمَا». قال الأَزْهَرِیُّ : تقَوَّضُ أَی تَجِیءُ و تَذْهَبُ و لا تَقَرُّ.

و قال ابنُ عَبّادٍ:هُذَیْلٌ تَقُولُ : هذَا بِذَا قَوْضاً بقَوْضٍ ، أَی بَدلاً ببَدَلٍ ،و هُمَا قَوْضَانِ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ .و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :هُمَا قَیْضانِ .قُلْتُ :و هذَا أَشْبَهُ باللُّغَهِ ،کما سیَأْتِی.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

مِنَ المَجَازِ: قَوَّضَ الصُّفُوفَ و المَجَالِسَ ،إِذا فَرَّقَهَا.

و یُقَالُ :بَنَی فُلاَنٌ ثُمَّ قَوَّضَ ،إِذا أَحْسَنَ ثُمَّ أَسَاءَ.

قیض

الْقَیْضُ :القِشْرَهُ العُلْیَا الیابِسَهُ علی البَیْضَهِ قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ یَصِف برْیَ قَوْسٍ :

ص:145


1- (1) فی التکمله:الأراک و ما أشبهه و ما یستاک به.
2- (2) ضبطت عن الصحاح بفتح الحاء و کسرها.
3- (3) وردت العباره فی الصحاح [1]فی ماده قیض.
4- (4) ضبطت بتخفیف الجیم عن التهذیب و اللسان،و ضبطت بتشدیدها فی التکمله.

فمَالَکَ باللِّیطِ الَّذِی تَحْتَ قِشْرِهَا

کغِرْقِیءِ بَیْضٍ کَنَّه القیْضُ مِنْ عَلُ

و فی الصّحاح: القَیْضُ :ما تَفَرَّقَ من قُشُورِ البَیْضِ الأَعْلَی.قال ابنُ بَرّیّ :صوَابُه من قِشْرِ البیْضِ الأَعْلَی، بإِفْرَادِ القِشْرِ،لِأَنَّهُ قد وَصَفَهُ بالأَعْلَی،

1- و فی حَدِیثِ عَلِیٍّ ، رَضِیَ اللّه عَنْه: «لا تَکُونُوا کقَیْضِ بَیْضٍ فی أَدَاحٍ یَکُونُ کَسْرُهَا وِزْراً،و یخرج ضغانها شَرّاً» (1). أَوْ هِیَ الَّتِی خَرَجَ مَا فِیهَا مِنْ فَرْخٍ أَوْ ماءٍ و هو قَوْلُ اللَّیْثِ ، و مَوْضِعُهما المَقِیضُ .

قال:

إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَی مَقِیضاً بِقَفْرَهٍ

مُفَلَّقَهٍ خِرْشَاؤُهَا عَنْ جَنِینِهَا

و القَیْضُ : الشَّقُّ .یُقَالُ : قَاضَ الْفَرْخُ البَیْضَهَ قَیْضاً ،أَیْ شَقَّها،و قَاضَهَا الطائِرُ،أَیْ شَقَّهَا عنِ الفرْخ،قالَهُ اللَّیْثُ .

و القَیْضُ : الانْشِقَاقُ ،و الصَّادُ لُغَهٌ فِیهِ ،و بِهِمَا یُرْوَی قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

فِرَاقٌ کقَیْضِ السِّنِّ فالصَّبْرَ إِنَّهُ

لِکُلِّ أُنَاسٍ عَثْرَهٌ و جُبُورُ

هکَذَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِیُّ بالوجْهَیْنِ ،و قالَ :یُقَالُ : انْقاضَتِ السِّنُّ ،أَیْ تَشَقَّقَتْ طُولاً.و قال الصّاغَانِیُّ :و الصّادُ المُهْمَلَه فی البَیْتِ أَعْلَی و أَکْثَرُ.و رَوَی أَبُو عَمْرٍو:کنَفْضِ السِّنِّ .

و هو تَحَرُّکُهَا.و به فُسِّرَ أَیْضاً

17- حَدِیثُ ابنِ عَبَّاس،رَضِیَ اللّه عنْهما: «إِذا کَان یَوْمُ القِیَامَهِ مُدَّت الأَرْضُ مَدَّ الأَدِیمِ ،و زِیدَ فی سَعَتِهَا،و جُمِعَ الخَلْقُ جِنُّهمْ و إِنْسُهُمْ فی صعِیدٍ وَاحِدٍ، فإِذَا کان کَذلِکَ (2)قِیضَتْ هذِه السَّمَاءُ الدُّنْیا عن أَهْلِها، فنُشِرُوا (3)عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ ». أَیْ انْشَقَّتْ ،و قال شَمِرٌ:أَیْ نُقِضَتْ .

و القَیْضُ : العِوَضُ .یُقَال: قَاضَهُ یَقِیضُهُ ،إِذَا عاضَهُ .

و یُقَالُ :باعَهُ فَرَساً بفَرَسَیْنِ قَیْضَیْنِ .

14- و فی الحَدِیثِ : «إِنْ شِئْتَ أَقِیضُک بِهِ المُخْتارَهَ من دُرُوعِ بَدْرٍ». أَیْ أُبْدِلُکَ بِهِ و أُعَوِّضُکَ عَنْهُ .کَذَا فی اللِّسَانِ ،و الصَّوَابُ من دُرُوعِ خَیْبَرَ،قالَهُ صلی اللّه علیه و سلّم لِذِی الجَوْشَنِ .

14- و یُرْوی: «قایَضْتُکَ بِهِ ». کذَا فی الرَّوْضِ .

و القَیْضُ : التَّمْثِیلُ ،و مِنْهُ التَّقَیُّضُ :النَّزُوعُ فی الشَّبَهِ .

و قال أَبو عُبَیْدٍ:هُمَا قَیْضَان ،أَیْ مِثْلانِ .و قالَ الزَّمَخْشَرِیّ :

أَیْ یَصْلُح أَنْ یکُونَ کُلٌّ مِنْهُمَا عِوَضاً عن الآخَرِ.

و القَیْضُ : جَوْبُ البِئْرِ ، قَاضَ البِئْرَ فی الصَّخْرهِ قَیْضاً :

جابَهَا. و منه بِئْرٌ مَقِیضَهٌ ،کمَدِینَهٍ ،أَیْ کَثِیرَهُ المَاءِ،و قَدْ قِیضَتْ عن الجَبْلَهِ ،أَی انْشَقَّتْ .

و یُقَالُ : هذَا قَیْضٌ لَهُ و قِیَاضٌ لَهُ ،أَی مُسَاوٍ لَهُ کما فِی العُبَابِ .

و تَقَیَّضَ الجِدَارُ:تَهَدَّمَ و انْهَالَ ،کانْقاضَ .قال أَبُو زَیْدٍ:

انْقَاضَ الجِدَارُ انْقِیَاضاً :تَصَدَّعَ من غَیْرِ أَنْ یَسْقُطَ ،فإِنْ سَقَط قِیلَ : تَقَیَّضَ .

قُلْتُ :و انْقَاضَ ،ذُو وَجْهَیْنِ ،یُذْکَرُ فی الوَاوِ و فی الیاءِ.

و رَوَی المُنْذِرِیُّ عن أَبِی عَمْرٍو: انْقَاضَ و انْقَاص،بمَعْنیً وَاحِدٍ،أَی انْشقَّ طُولاً.

و قال الأَصْمَعِیُّ : المُنْقَاضُ :المُنْقَعِرُ من أَصْلِهِ .

و المُنْقَاصُ .المُنْشَقُّ طُولاً.

و فی العُبابِ :قَرأَ عِکْرِمَهُ و ابنُ سِیرِینَ و أَبُو شَیْخٍ البُنَانِیّ و خُلَیْدٌ العَصَرِیّ : یُرِیدُ أَنْ یَنْقَاضَ (4)بالضَّادِ مَعْجمهً .

و قَرَأَ یَحْیَی بنُ یَعْمَر: أَنْ یَنْقاص بالصَّادِ مُهْمَلَهً .و قال اللَّیْثُ فی«ق و ض»: انْقَاضَ الحائِط ،إِذا انْهَدمَ من مَکَانِهِ من غیْرِ هَدْمٍ فأَمّا إِذا هوَی و سقَطَ فَلا یُقَالُ إِلاَّ انْقَضَّ .قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ ثَوْراً وَحْشِیّاً:

یَغْشَی الکِنَاسَ بِرَوْقیْهِ و یَهْدِمُهُ

مِنْ هَائِلِ الرَّمْلِ مُنْقَاضٌ و مُنْکَثِبُ

و اقْتَاضَهُ اقْتِیَاضاً: استَأْصَلَهُ ،قال الطِّرِمَّاحُ :

و جَنَبْنَا إِلَیْهِمُ الخَیْل فاقْتِی

ضَ حِمَاهُمْ و الحَرْبُ ذَاتُ اقْتِیَاضِ

و القِیضَهُ ،بالکَسْرِ:القِطْعهُ مِنَ العَظْمِ الصَّغِیرَه .قالَهُ أَبو عَمْرٍو، ج قِیضٌ ،بالکَسْرِ أَیْضاً،هکذا فی سائِر النُّسَخِ ،

ص:146


1- (1) فی النهایه:« [1]حضانها»بدل«ضغانها»و الأصل کاللسان. [2]
2- (2) فی التهذیب:«ذلک»و الأصل کالنهایه و اللسان. [3]
3- (3) فی التهذیب و اللسان:« [4]فنثروا».
4- (4) من الآیه 77 من سوره الکهف.

و الصَّوابُ قِیَضٌ ،بکَسْرٍ ففَتْحٍ ،فإِنَّ أَبَا عَمْرٍو أَنْشَد علی ذلِکَ :

تقیضُ مِنْهُمْ قِیَضٌ صِغَارُ

و القَیِّضُ و القَیِّضَهُ ،ککَیِّسٍ و کَیِّسَه:حُجَیْرَهٌ یُکْوَی بِهَا نُقْرَهُ الغَنَمِ ،قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ .و قال أَبُو الخَطّابِ : القَیِّضَهُ :

حَجَرٌ یُکْوَی بِه نقرهُ الغَنَمِ .و قال غَیْرُه: القَیِّضهُ :صَفِیحهٌ عَرِیضَهٌ یُکْوَی بها.و فی اللِّسَانِ : القَیِّضُ :حَجَرٌ یُکْوَی بِهِ الإِبِلُ مِنَ النُّحَازِ،یُؤْخَذُ حَجَرٌ صَغِیرٌ مُدَوَّرٌ فیُسَخَّنُ ،ثُمَّ یُصْرَعُ البَعِیرُ النَّحِزُ فیُوضَعُ الحَجرُ علی رُحْبَیْهِ .قال ابنُ شُمَیْلٍ : و مِنْهُ :لِسَانُه قَیِّضَهٌ (1)،علی التَّشْبِیه. وَ قَیَّضَ إِبِلَه:

وَسَمَهَا بِهَا ،أَی بالحُجَیْرَهِ المَذْکُورَهِ ،قالَهُ ابْنُ شُمَیْلٍ .

و قَیَّضَ اللّه فُلاناً بِفُلاَنٍ .هکَذَا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ لِفُلاَنٍ : جَاءَهُ و أَتاحَهُ لَهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و یُقَالُ : قَیَّضَ اللّه له قَرِیناً،أَیْ هَیَّأَهُ و سَبَّبَهُ منْ حَیْثُ لا یَحْتَسِبُه،و منه قَوْلُه تَعَالَی وَ قَیَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ (2).أَیْ سَبَّبْنَا لَهُمْ و هَیَّأْنا لَهُمْ مِنْ حَیْث لا یَحْتَسِبُون ،و کَذلِکَ قَوْلُه تَعَالَی: نُقَیِّضْ لَهُ شَیْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِینٌ (3)قال الزَّجّاج:أَیْ نُسَبِّب له شَیْطَاناً یجْعَلُ اللّه ذلِکَ جَزَاءَهُ .و قال بَعْضُهُمْ :لا یَکُونُ قَیَّضَ إِلاَّ فی الشَّرِّ.و احْتَجَّ بالْآیَتَیْنِ المَذْکُورَتَیْنِ .قال ابنُ بَرّیّ :لَیْسَ ذلِکَ بِصَحِیحٍ ،بِدَلِیلِ

14- قَوْلِه صلی اللّه علیه و سلّم: «ما أَکْرَمَ شَابٌّ شَیْخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَیَّضَ اللّهُ مَنْ یُکْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ ». کما فِی اللِّسَانِ .قُلْتُ :

14- و الرِّوَایَه: إِلاَّ قَیَّضَ اللّه عِنْدَ سِنِّه مَنْ یُکْرِمُه.

و تَقَیَّضَ لَهُ الشَّیْ ءُ،أَیْ تَقَدَّرَ و تَسَبَّبَ .

و قال أَبُو زَیْدٍ: تَقَیَّضَ فُلانٌ أَبَاهُ و تَقَیَّلَه تَقَیُّضاً و تَقَیُّلاً،إِذا نَزَعَ إِلَیْهِ فِی الشَّبَه .و قال الجَوْهَرِیّ :أَیْ أَشْبَهَهُ .

و یُقَالُ : قَایَضَهُ مُقَایَضَهً ،إِذا عَاوَضَهُ ،کَذا بالواوِ فی النُّسَخِ .و فی اللِّسَانِ و العُبَاب و الصّحاح:عارَضَهُ بالرَّاءِ (4)، أَی بمَتَاعٍ و بَادَلَه ،و ذلِکَ إِذَا أَعْطَاهُ سِلْعَهً و أَخَذَ عِوَضَها سِلْعَهً .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَقَیَّضَتِ البَیْضَهُ تَقَیُّضاً ،إِذا تَکَسَّرَتْ فصارَتْ فِلَقاً.

و انْقاضَتْ فَهِی مُنقاضَهٌ :تَصَدَّعَتْ و تَشَقَّقَتْ و لم تَفَلَّقْ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .قال:و القَارُورَهُ مِثْلُهَا.و قِضْتُهَا أَنا،بالکَسْرِ.

و قال الصّاغَانِیُّ : قِضْتُ البِنَاءَ،بالکَسْرِ،لُغَهٌ فی قُضْتُ ، بالضَّمّ .و قال ابنُ الأَثِیرِ: قُضْتُ القَارُورَهَ فَانْقَاضَتْ ،أَی انْصَدَعَتْ .و لَمْ تَتَفَلَّقْ قال:ذَکَرَها الهَرَوِیّ فی«ق و ض» و فی«ق ی ض».

و انْقَاضَت الرَّکِیَّه،نقلَهُ الجَوْهَرِیّ عن الأَصْمَعِیّ .قِیلَ :

تَکَسَّرَتْ ،و قِیلَ :انْهَارَتْ .

و قُیِّضَ :حُفِرَ.

و هُمَا قَیِّضَانِ ،کما تقُولُ بَیِّعَانِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و القَیْضُ :تَحَرُّکُّ السِّنِّ ،و قد قاضَتْ کما فی شَرْحِ دِیوَان هُذَیْلٍ ،و انْقَاضَ :انْشَقَّ طُولاً،کما فی العُبابِ .و ذَکَر فی التَّکْمِلَه: القَیْضُ مِنَ الحِجَارَهِ :ما کانَ لَوْنُه أَخْضَرَ فیَنْکَسِرُ صِغَاراً و کِبَاراً،هکَذا ضَبَطَهُ بالفَتْحِ ،أَو هُوَ القَیِّضُ کسَیِّدٍ.

و بَیْضَهٌ مَقِیضَهٌ ،کمَعِیشَهٍ :مَفْلُوقَهٌ .و من المجَازِ:ما أُقَایِضُ بِکَ أَحَداً.و یُقَالُ :لو أُعْطِیتُ مِلْ ءَ الدَّهْنَاءِ رِجالاً قِیاضاً بِفُلانٍ (5)ما رَضِیتُهُمْ ،کما فی الأَسَاس.قُلْتُ :و منه

17- حَدِیثُ مُعَاوِیَهَ : قال لِسَعِیدِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَفّانَ «لَوْ مُلِئَتْ لِی غُوطَهُ دِمَشْقَ رِجَالاً مِثْلَکَ قِیَاضاً بِیَزِیدَ ما قَبِلْتُهُمْ ». أَی مُقَایَضَهً به.

و المُقْتَاضُ من القَیْضِ :المُعَاوَضَهُ .قال أَبُو الشِّیص:

بُدِّلْتُ من بُرْدِ الشَّبابِ مُلاءَهً

خَلَقاً و بِئْس مَثُوبَهُ المُقْتَاضِ

فصل الکاف مع الضاد

کرض

الْکِرَاضُ ،بالکَسْرِ:الخِدَاجُ ،بِلُغَهِ طَیِّ ءٍ.

و الکِرَاضُ : الفَحْلُ نَفْسُهُ ، أَو مَاؤُهُ ،و الَّذِی ،هکذا فی النُّسَخِ و هُوَ غَلَطٌ ،و الصَّوَابُ :الَّذِی تَلْفِظُهُ النّاقَهُ من رَحِمِهَا بَعْدَ ما قَبِلَتْه .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن الأُمَوِیّ .و قد

ص:147


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«قَیَّضه»و الأصل کالتهذیب.
2- (2) سوره فصلت الآیه 25. [1]
3- (3) سوره الزخرف الآیه 36. [2]
4- (4) فی الصحاح و الأساس و التهذیب:عاوضه،بالواو.
5- (5) فی الأساس:«بیزید»و بدایه عبارته:«و عن معاویه»بدل«و یقال».

کَرَضَتِ النَّاقَهُ تَکْرِضُ کُرُوضاً و کَرْضاً :قَبِلَتْ ماءَ الفَحْلِ بَعْدَ ما ضَرَبَهَا،ثُمَّ أَلْقَتْهُ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : الْکِرَاضُ : حَلَقُ الرَّحِمِ ،وَ لاَ وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظها،کما فی الصّحاح.و فی العُبَابِ :قال ابنُ دُرَیْدٍ: الکِرَاضُ :حَلَقُ الرَّحِمِ .و قال الأَصْمَعِیُّ :لا وَاحِدَ لَها من لَفْظِهَا.و أَنْشَد لِلطِّرِمَّاح:

سَوْفَ تُدْنِیکَ مِنْ لَمِیسَ سبَنْتَا

هٌ أَمَارَتْ بالبَوْلِ مَاءَ الکِرَاضِ (1)

أَضْمَرَتْهُ عِشْرِینَ یَوْماً و نِیلَتْ

حِینَ نِیلَتْ یَعَارَهً فی عِرَاضِ

قال الْأَزْهَرِیُّ :قال أَبو الهَیْثَمِ :خالَفَ الطِّرِمَّاحُ الأُمَوِیَّ فی الْکِرَاضِ ،فَجَعَلَ الطِّرِمَّاحُ الکِرَاضَ :الفَحْلَ :و جعَلَه الأُمَوِیُّ :ماءَ الفَحْلِ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الکِرَاضُ :ماءُ الفَحْل فی رَحِمِ النَّاقَهِ .و قال ابنُ بَرّیّ : الکِرَاضُ فِی شِعْرِ الطِّرِمّاحِ ماءُ الفَحْلِ .قال:فَیَکُونُ عَلَی هذا القَوْلِ من بابِ إِضَافَهِ الشَّیْ ءِ إِلی نَفْسِهِ ،مِثْلُ عِرْقِ النَّسَا،و حبّ الحَصِیدِ.قال:و الأَجْودُ ما قَالَه الأَصْمَعِیّ من أَنَّه حلَقُ الرَّحِمِ ،لِیَسْلَمَ من إِضَافَهِ الشَّیْ ءِ إِلی نَفْسِهِ ،مِثْلُ عِرْق النَّسَا،و حبّ الحَصِیدِ.قال:و الأَجْودُ ما قَالَه الأَصْمَعِیّ من أَنَّه حلَقُ الرَّحِمِ ،لِیَسْلَمَ من إِضَافَهِ الشَّیْ ءِ إِلی نَفْسِهِ ،وصَفَ هذِه النَّاقَهَ بالقُوَّهِ ،لِأَنَّهَا إِذا لمْ تَحمِلْ کانَ أَقْوَی لَهَا.أَلاَ تَراهُ یَقُولُ :أَمَارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الکِرَاضِ ،بَعْدَ أَنْ أَضْمَرَتْهُ عِشْرِینَ یَوْماً.و الیَعَارَهُ :أَنْ یُقَادَ الفَحْلُ إِلَی النَّاقَهِ عِنْدَ الضِّرَابِ مُعَارَضَهً إِنِ اشْتَهَتْ ،و إِلاّ فَلاَ،و ذلِکَ لِکَرَمِهَا.

و قال الأَزْهَرِیُّ :الصَّواب فی الکِرَاضِ مَا قَالَهُ الأُمَوِیّ و ابنُ الأَعْرَابِیّ :و هُوَ ماءُ الفَحْلِ إِذَا أَرْتَجتْ عَلَیْهِ رَحِمُ الطَّرُوقَهِ و إِذَا کانَ الکِرَاضُ بمَعْنَی حَلَقِ الرَّحِمِ فَفِیه ثَلاثَهُ أَقْوَال:

قِیلَ إِنَّه لا وَاحِدَ لَها من لَفْظِهَا،کما تَقَدَّمَ عن الأَصْمَعِیّ ، و قِیلَ هُوَ جَمْع کِرْضٍ ،بالکَسْرِ ،و هُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ،کما فی التَّکْمِلَه، أَو جَمْع کُرْضَهٍ ،بالضَّمّ ،و هو قَوْلُ أَبِی عُبَیْدَهَ ،کما فی الصّحاح.و قال الصّاغَانِیّ :و هِی نادِرَهٌ ، لِأَنَّ فُعْلَهَ تُجْمَع علی فُعَلٍ و فِعَالٍ .

و الکِرَاضُ : الفُرَضُ الَّتِی فی أَعْلَی القَوْسِ یُلْقَی فِیهَا عَقْدُ الوَتَرِ،وَاحِدُهَا کرُضَهٌ ،بالضَّمِّ .نَقَلَهُ أَبُو الهَیْثَمِ عن الْعَرَبِ .

و الکِرَاضُ : عَمَلُ الْکَرِیضِ ،لِضَرْبٍ مِنَ الأَقِطِ ،و قد کَرَضُوا کِرَاضاً ،و هو جُبْنٌ یَتَحَلَّبُ عنه مَاؤُه فَیَمْصُل،کَذَا فی کِتَابِ العَیْنِ ،و هذا نَصُّه فی اللِّسَانِ و العُبَابِ ،و أَخْطَأَه فی الصِّلَهِ و التَّکْمِلَهِ حَیْثُ قال:قَال اللَّیْثُ : الکَرِیضُ :

ضَرْبٌ من الأَقِطِ ،و صَنْعَتُهُ الکَرْضُ ،و قد کَرَضَوُا کَرِیضاً، و هو جُبْنٌ یَتَحَلَّبُ ،إِلَی آخِرِه،فهذا مُخَالِفٌ نَصَّ العَیْن فتَأَمَّلْ . أَوْ هُو، أَی الکَرِیضُ ، بالصَّادِ المُهْمَلَه،کما هو نَصُّ غَیْرِه من أَئِمَّهِ اللُّغَهِ .قال الأَزْهَرِیُّ :أَخْطَأَ اللَّیْثُ فی الکَرِیض و صَحفَهُ ،و الصَّوَابُ : الکرِیضُ ،بالصَّاد غَیْرَ مُعْجَمَهٍ ،مَسْمُوعٌ عن العَرَبِ ،و الضَّادُ فیه تَصْحِیفٌ مُنْکَرٌ لا شَکَّ فِیه.قُلْتُ :و قد ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیّ علی الصِّحَّه،و سَبَقَ الکَلاَمُ عَلَیْه هُنَالِکَ .و أَنْشَدَ اللَّیْثُ أَیْضاً قَوْلَ الطِّرِمَّاحِ السَّابِقَ (2)،بَعْدَ أَنْ ذَکَرَ الکَرِیضَ و قالَ :و هذِهِ مِدْحَهٌ جاءَت فی التَّشْبِیهِ کَقَوْلِهِمْ :یَأْکُلُ الطِّینَ کَأَنَّمَا یَأْکُلُ سُکَّراً.قال الأَزْهَرِیُّ :و هذا أَیْضاً تَصْحِیفٌ فی تَفْسِیرِ البَیْتِ ،و الصَّوابُ فیه ما مَضَی.

و کَرَضَ کُرُوضاً : أَخْرَجَ الکِرَاضَ مِنْ رَحِمِ النّاقَهِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ (3).

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

کَرَضَ الشَّیْ ءَ:جَمَعَ بَعْضَهُ عَلَی بَعْضٍ ،نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاعِ .و أَکْرَضَتِ النَّاقَهُ ،مِثْلُ کَرَضَتْ نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاعِ أَیضاً.

کضکض

الکَضْکَضَهُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللّسَان.و قال ابنُ عَبّادٍ:هو سُرْعَهُ المَشْیِ کَذَا نَقَلَه الصَّاغَانِیّ ،و مِثْلُه لابْنِ القَطَّاعِ .قُلْتُ :و لَعَلَّهُ بالصَّادِ المُهْمَلَهِ فَقَدْ تَقَدَّمَ هُنَاکَ أَکَصَّ الرَجُلُ :أَسْرَعَ ،فتَأَمَّلْ .

ص:148


1- (1) و یروی سبنداه بالدال،و هما لغتان.
2- (2) کذا،و فی اللسان« [1]کرص»قال الطرماح یصف و علاً: و شاخس فاه الدهر حتی کأنه منمس ثیران الکریص الضوائن و ورد البیت فی التهذیب«کرض»و اللسان« [2]کرض»بروایه:«ثیران الکریض الضوائن»بالضاد،و أنکره الأزهری.
3- (3) و الذی فی التکمله:کَرَّض بتشدید الراء المفتوحه.

فصل اللام مع الضاد

لضض

رَجُلٌ لَضٌّ :مُطَرَّدٌ ،کما فی اللّسَان. و فی الصّحاح:دَلِیلٌ لَضْلاَضٌ ،أَی حاذَقٌ ،أَی فی الدَّلاَلَهِ .و قال اللَّیْثُ : اللَّضْلاضُ :الدَّلِیلُ ،و أَنْشَدَ لِلرَّاجِز یَصِفُ مَفازَهً .

و بَلَدٍ یَعْیا علی اللَّضْلاضِ

أَیْهَمَ مُغْبَرِّ الفِجاجِ فَاضِ

أَیْ واسِعِ ،من الفَضَاءِ.و نَصُّ الجَوْهَرِیّ :و بَلْدَهً تَغْبَی.

قال اللَّیْثُ : و لَضْلَضَتُهُ :الْتِفَاتُهُ یَمِیناً و شِمَالاً ،و تَحَفُّظُهُ .

لعض

لَعَضَهُ بلِسَانِهِ ،کمَنَعَهُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَی تَنَاوَلَهُ بِهِ ،لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ .قالَ : و اللَّعْوَضُ ، کجَرْوَلٍ :ابنُ آوَی ،یَمانِیَهٌ .قُلْتُ :و قد سَبَق فی «ع ل ض»أَنَّ العِلَّوْضَ کسِنَّوْرٍ.ابنُ آوَی،بِلُغَه حِمْیَرَ، و اللَّعْوَضُ مَقْلُوبَهٌ .

لکض

اللَّکْضُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ:هو اللَّکْزُ،قالَ :و هو الضَّرْبُ بجُمْعِ الکَفِّ ،کَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .

فصل المیم مع الضاد

محض

المَحْضُ :اللَّبنُ الخَالِصُ بِلا رَغْوَهٍ .قاله اللَّیْثُ .و قال الجَوْهَرِیُّ :هو الَّذِی لَمْ یُخَالِطْهُ المَاءُ حُلْواً کانَ أَو حامِضاً.و لا یُسَمَّی اللَّبَنُ مَحْضاً إِلاَّ إِذا کانَ کَذلِکَ .

17- و فی حَدِیثِ عُمَرَ: «لَمَّا طُعِنَ شَرِبَ لَبَناً فخَرَجَ محْضاً ». أَیْ خالصاً علی وَجْهِهِ (1)لَمْ یَخْتَلِطْ بشیءٍ.

17- و فی حَدِیثٍ آخَرَ:

«بَارِکْ لَهُمْ فی مَحْضِهَا ». و مَخْضِها أَیْ الخالِصِ و المَمْخُوضِ .

16- و فی حَدِیثِ الزَّکاهِ : «فاعْمِدُوا (2)إِلَی شاهٍ مُمْتَلِئَهٍ شَحْماً و مَحْضاً ». أَیْ سَمِینَهً کَثِیرهَ اللَّبَنِ .و قد تَکَرَّر فی الحَدِیثِ بمَعْنَی اللَّبَنِ مُطْلَقاً، ج مِحَاضٌ ،بالکَسْرِ.

و رَجُلٌ مَاحِضٌ و مَحِضٌ ،ککَتِف:یَشْتَهِیهِ ، کِلاهُمَا علی النَّسَبِ .و فی العُبَابِ :رَجُلٌ مَحِضٌ ،یُحِبُّ المَحْضَ ،کما یُقَال شَحِمٌ لَحِمٌ ،إِذا کانَ یُحِبُّهُمَا، أَو رَجُلٌ مَاحِضٌ :ذُو مَحْضٍ ،کقَوْلِکَ :لاَبِنٌ و تَامِرٌ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و مَحَضَهُ ،کَمَنَعَهُ :سَقَاهُ المَحْضَ کأَمْحَضَهُ ،کما فی الصّحاح. و امْتَحَضَ :شَرِبَهُ مَحْضاً .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للرَّاجِز:

امْتَحِضَا و سَقِّیَانِی الضَّیْحَا (3)

فَقَدْ کَفَیْتُ صَاحِبَیَّ المَیْحَا

کمَحِضَ ،بالکَسْرِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و مِنَ المَجَازِ: هو مَمْحُوضُ النَّسَبِ ،أَیْ خَالِصُهُ ، و الَّذِی فی الصّحاح:و عَرِبیٌّ مَحْضٌ أَی خالِصُ النَّسَبِ ، الأُنْثَی،و الذَّکَرُ،و الجَمْعُ فِیهِ سوَاءٌ،و إِنْ شِئْت أَنَّثْتَ و جَمَعْتَ ،مِثْلُ قلْبٍ و بَحْتٍ .و فی العُبَاب:قال أَبو عُبَیْدٍ:

هذا عَرَبِیٌّ مَحْضٌ ،و هذِه عَرَبِیَّهٌ مَحْضَهٌ و مَحْضٌ ،و بَحْتَهٌ و بحْتٌ ،و قَلْبَهٌ و قَلْبٌ (4).

و من المَجَازِ: فِضَّهٌ محْضٌ ،و مَحْضَهٌ ،و مَمْحُوضَهٌ ،أَیْ خَالِصَهٌ ،کَذلِک قالَ سِیبَوَیْه،فإِذَا قُلْتَ :هذِهِ الفِضَّهُ محْضاً ،قُلْتَهُ بالنَّصْبِ اعْتِمَاداً علی المَصْدَر.

و من المَجَازِ: أَمْحَضَهُ الوُدَّ ،عن أَبِی زَیْدٍ،و نَسَبَهُ الزَّمَخْشَرِیّ لاِبْنِ دُرَیْدٍ،أَیْ أَخْلَصَه، کمَحَضَهُ ،کَذَا نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ الوَجْهَیْنِ .و قال ابنُ بَرِّیّ :و لَمْ یَعْرِف الأَصْمَعِیُّ أَمْحَضَهُ الوُدَّ،و کَذلِکَ مَحَضْتُ لَهُ النُّصْحَ ،و أَمْحَضْتُه قال الجَوْهَرِیُّ :و کُلُّ شَیْ ءٍ أَخْلَصْتَهُ فَقَدْ أَمحَضْتَهُ .قال:و أَنْشَدَ الکِسَائِیُّ :

قُلْ لِلْغَوَانِی أَما فِیکُنَّ فَاتِکَهٌ

تَعْلُو اللَّئِیمَ بِضَرْبٍ فِیه إِمْحَاضُ

و أَمْحَضَهُ الحَدِیثَ :صَدَقَهُ .نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاعِ ،و هو من الإِخْلاصِ ،و هو مَجازٌ.

و الأُمْحُوضَهُ ،بالضَّمِّ : النَّصِیحَهُ الخالِصَهُ ،و هو مَجاز.

و المَحْضَهُ :ه،بلِحْفِ آرَهَ بَیْنَ الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفَیْنِ .و المَحْضَهُ أَیْضاً: ه،بالیَمَامَهِ ،نَقَلَهُمَا الصَّاغَانِیّ .

ص:149


1- (1) النهایه و [1]اللسان: [2]جبهته.
2- (2) النهایه و [3]اللسان: [4]فاعمد.
3- (3) روایته فی التهذیب: فامتحضا و سقِّیانی ضیحا.
4- (4) العباره فی التهذیب،و زید فیه:و إن شئت ثنیّت و جمعت.

و قَدْ مَحُضَ ،ککَرُم، مُحُوضَهً :صَارَ مَحْضاً فی حَسَبِه.

و من المَجَازِ: هُوَ مَمْحُوضُ الضَّرِیبَهِ : مَمْحُوضُ الحَسَبِ ، أَی مُخْلَصٌ (1)،کما فی العُبَابِ .قال الأَزْهَرِیُّ :کَلاَمُ العَرَبِ :رَجُلٌ مَمْحُوصُ الضَّرِیبَهِ «بِالصَّادِ» (2)إِذا کانَ مُنَقَّحاً مُهَذَّباً.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

المَحْضُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءِ.الخَالِصُ .و قال الأَزْهَرِیّ :کُلُّ شَیْ ءٍ خَلَصَ حَتَّی لا یَشُوبُهُ شَیْ ءٌ یُخَالِطُه فهو مَحْضٌ .

16- و فی حَدِیثِ الوَسْوَسَهِ : «ذَاک مَحْضُ الإِیمانِ ». أَی خَالِصُه و صَرِیحُه،و هو مَجَازٌ.و رَجُلٌ مَحْضُ الحَسَبِ :خَالِصُه.

و جَمْعُهُ مِحَاضٌ و أَمْحَاضٌ .شاهِد المِحَاضِ قَوْلُه:

تَجِدْ قَوْماً ذَوِی حَسَبٍ و حَالٍ

کِراماً حَیْثُمَا حُسِبُوا مِحَاضَا

و شَاهِدُ الأَمْحَاضِ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

بِلاَلُ یَا بْنَ الحَسَبِ الأَمْحَاضِ

لَیْسَ بأَدْنَاسٍ و لا أَغْماضِ

و أَمْحَضَ الدَّابَّهَ :عَلَفَهَا المَحْضَ ،و هو القَتُّ ،نَقَلَهُ ابنُ القَطَّاع،و هو مَجَازٌ.

و المَحْضُ :لَقَبُ جَمَاعَهٍ من العَلَوِیّین،مِنْهُم عَبْدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ الحَسَن بنِ عَلِیّ .

مخض

مَخَضَ اللَّبَنَ یَمْخضُه ،مُثَلَّثَهَ الآتِی ،کما قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،أَی من حَدّ ضَرَب،و نَصَرَ،و مَنَعَ ،فالماضِی مَفْتُوحٌ علی کُلِّ حَالٍ : أَخَذَ زُبْدَهُ ،فَهُوَ مَخِیضٌ و مَمْخُوضٌ ، و قَد تَمَخَّضَ .و قال اللَّیْثُ : المَخْضُ :تَحْرِیکُکَ المِمْخَضَ الَّذِی فِیه اللَّبَنُ المَخِیضُ الَّذِی قَدْ أُخِذَتْ زُبْدَتُه.

و تَمَخَّضَ اللَّبَنُ .و امْتَخَضَ ،أَیْ تَحَرَّکَ فی المِمْخَضَهِ .

و قَدْ یَکُونُ المُخْضُ فی أَشْیَاءَ کَثِیرَهٍ .یُقَالُ : مَخَضَ الشَّیْ ءَ مَخْضاً ،إِذا حَرَّکَهُ شَدِیداً .

16- و فی الحَدِیثِ : «مُرَّ عَلَیْهِ بِجَنَازَهٍ تُمْخَضُ مَخْضاً ». أَیْ تُحَرَّکُ تَحْرِیکاً سَرِیعاً،کما فی اللِّسَان.و فی العُبَاب: تُمْخَضُ مَخْضَ الزِّقِّ فقَالَ :«عَلَیْکُمْ بالقَصْدِ»،أَیْ تُحَرَّکُ تَحْرِیکاً شَدِیداً.

و من المَجَازِ: مَخَضَ البَعِیرُ،إِذا هَدَرَ بشِقْشِقَتِهِ .قال رُؤْبَهُ یَصِفُ القُرُومَ :

یَتْبَعْنَ (3)زَأْراً و هَدِیراً مَخْضَا

فی عَلِکَاتٍ یَعْتَلِینَ النَّهْضَا

و من المَجَازِ: مَخَضَ الدَّلْوَ ،هکَذَا فی سائِر النُّسَخِ ، و الصَّوَابُ ،کَمَا فی الصّحاح و العُباب و اللّسان:قال الفَرَّاءُ:

مَخَضَ بالدَّلْوِ،إِذَا نَهَزَ بِهَا فِی البِئْر ،و أَنْشَد:

إِنَّ لَنا قَلَیْذَماً هَمُومَا

یَزِیدُها مَخْضُ الدِّلاَ جُمُومَا

و یُرْوَی«مَخْجُ الدِّلاَ».

و یُقَالُ : مَخَضْتُ البِئْرَ بالدَّلْوِ،إِذا أَکْثَرْتَ النَّزْعَ مِنْهَا بدِلاَئکَ و حَرَّکْتَهَا،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

لَنَمْخَضَنْ (4)جَوْفَکِ بالدُّلِیِّ

و المِمْخَضُ ،کمِنْبَرٍ: السِّقَاءُ الَّذِی فیه المَخِیضُ .

و من المجَازِ: مَخِضَت المَرْأَهُ ،و کذلک النَّاقَهُ و غَیْرُهَا من البَهَائمِ ، کسَمِعَ ،و اقْتَصَرَ علیه الجَوْهَرِیُّ . و مَخَضَتْ مِثَال مَنَعَ لَمْ یَذْکُرْهُ أَحَدٌ من الجَمَاعَهِ ،و لا یَبْعُدُ أَنْ یَکُونَ مِنْ هذَا البَابِ مع وُجُودِ حَرْفِ الحَلْقِ ،و فیه نَظَرٌ و یُقَال أَیْضاً:

مُخِضَتْ ،مِثَالُ عُنِیَ ،و هذِه قد أَنْکَرَهَا ابنُ الأَعْرَابِیّ ،فإِنَّهُ قَالَ :یُقَالُ : مَخِضَت المَرْأَهُ ،و لا یُقَالُ مُخِضَتْ ،و یُقَال:

مَخَضْتُ لَبَنَهَا.و قال نُصَیْرٌ:و عَامَّهُ قَیْسٍ و تَمِیمٍ و أَسَدٍ یَقُولُونَ : مِخِضَت بکَسْرِ المِیمِ ،و یَفْعَلُون ذلِکَ فِی کُلِّ حرْفٍ کَانَ قَبْلَ أَحَدِ حُرُوفِ الحَلْقِ ،فِعِلْتُ و فِعِیل.

یَقُولُونَ :بِعِیرٌ و زِئیرٌ و نِهِیقٌ و شِهِیق،و نِهِلَت الإِبِلُ ،و سِخِرْتُ مِنْه،و لم یُشِرْ إِلَیْه المُصَنِّفُ ،و هو کما تَرَی،لُغَهٌ صَحِیحَهٌ ، مَخَاضاً ،بالفَتْح،و علیه اقْتَصَر الجَوْهَرِیّ ، و مِخَاضاً ، بالکَسْر،و به قَرَأَ ابنُ کَثِیرٍ فی الشَّواذّ: فأَجَاءَهَا الْمِخَاضُ (5)بِکَسْرِ الْمِیمِ . و مَخَّضَتْ تَمْخِیضاً ،و فی بعْضِ النُّسَخِ : تَمَخَّضَتْ تَمَخُّضاً ،و کِلاهُمَا صَحِیحَان:

ص:150


1- (1) ضبطت فی التهذیب و اللسان [1]بتشدید اللام.
2- (2) عن التهذیب،و بالأصل«بالضاد».
3- (3) التهذیب و اللسان:«یجمعن»و فی اللسان«زأر»بروایه:«و زئیراً مخضا».
4- (4) اللسان: [2]لتمخضن.
5- (5) سوره مریم الآیه 23. [3]

أَخَذَها الْمَخَاضُ ،أَی الطَّلْقُ ،و هو وَجَعُ الوِلاَدَهِ .و کُلُّ حامِلٍ ضَرَبَهَا الطَّلْقُ فهی مَاخِضٌ ،کما فی الصّحاح.

و (1)قیل: المَاخِضُ من النِّساءِ و الإِبِل و الشَّاءِ:المُقْرِبُ ،و هی الَّتِی دَنَا وِلاَدُهَا،و قد أَخَذَها الطَّلْقُ ،قاله ابنُ الأَعْرَابِیّ ، ج مَوَاخِضُ و مُخَّضٌ ،و أَنْشَد غَیْرُه فی الدَّجَاجِ :

و مَسَدٍ فَوْقَ مَحَالٍ نُغَّضِ

تُنْقِضُ إِنْقَاضَ الدَّجَاجِ المُخَّضِ

و أَمْخَضَ الرَّجُلُ : مَخَضَتْ إِبِلُهُ .و قالت ابْنَهُ الخُسِّ الإِیَادِیِّ لأَبِیها: مَخَضَتْ الفُلاَنِیَّهُ ،لِنَاقَهِ أَبِیهَا،قال:و ما عِلْمُکِ ؟قالت:الصَّلاَ رَاجّ ،و الطَّرْف لاَجّ ،و تَمْشِی و تَفَاجّ .

قال: أَمْخَضَتْ یا ابْنَتِی فاعْقِلی.

و المَخَاضُ :الحَوَامِلُ مِنَ النُّوقِ ،کما فی الصّحاحِ .

و فی المُحْکم:الَّتِی أَوْلادُهَا فی بُطُونِهَا، أو هی العِشَارُ ، و هی الَّتِی أَتَی عَلَیْهَا مِنْ حَمْلِهَا عَشَرَهُ أَشْهُرٍ ،قالَهُ ثَعْلَبٌ .

قال ابنُ سِیدَه:لَمْ أَجِدْ ذلِکَ إِلاَّ لَهُ ،أَعْنِی أَنْ یُعَبَّر عن الْمَخَاضِ بالعِشَارِ.قال الجَوْهَرِیّ : الوَاحِدَهُ خَلِفَهٌ ،و هو نَادِرٌ ،علی غَیْرِ قِیَاس،و لا وَاحِدَ لها مِنْ لَفْظِهَا.و قال أَبُو زَیْدٍ:إِذا أَرَدْتَ الحَوَامِلَ من الإِبِلِ قُلْتَ :نُوقٌ مَخَاضٌ ، وَاحِدَتُهَا خَلِفَهٌ ،علی غَیْرِ قِیَاسٍ .کما قالوا لوَاحِدَهِ النِّسَاءِ:

امْرَأَهٌ .و لِوَاحِدَهِ الْإِبِلِ :ناقَهٌ أَو بَعِیرٌ (2).و قال ابنُ سِیدَه:

و إِنَّمَا سُمِّیَتِ الحَوَامِلُ مَخَاضاً ،تَفاؤُلاً بأَنَّهَا تَصِیرُ إِلی ذلِکَ و تَسْتَمْخِضُ بِوَلَدِهَا إِذا نُتِجَتْ . أَو المَخَاضُ : الإِبِلُ حِینَ یُرْسَلُ فِیهَا الفَحْلُ . فی أَوَّلِ الزَّمَانِ حَتَّی یَهْدِرَ.قال ابنُ سِیدَه:هکَذا وُجِدَ:حَتَّی یَهْدِرَ،و فی بَعْضِ الرِّوَایَاتِ :

حَتَّی یَفْدِرَ،أَی تَنْقَطِعَ عن الضّرابِ .کَذَا فی النُّسَخِ تَنْقَطِع،بالمُثَنّاهِ الفَوْقِیّه،و الصَّوابُ یَنْقَطعَ . جَمْعٌ بِلا واحِدٍ .و عِبَارَهُ المُحْکَمِ :لا وَاحِدَ لَهَا.

و الفَصِیلُ إِذَا لَقِحَتْ أُمُّه:ابْنُ مَخَاضٍ ،و الأُنْثَی:بِنْتُ مَخَاضٍ .نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ و الصَّاغَانِیّ عن السُّکَّریّ ، کما سیَأْتِی. أَو مَا دَخَلَ فِی السَّنَهِ الثَّانِیَهِ .و عِبَارَهُ الصّحاح.

و المَخَاضُ :الحَوَامِلُ من النُّوقِ .و منه قِیلَ للفَصَیلِ إِذَا اسْتَکْمَلَ الحَوْلَ و دَخَلَ فی الثَّانِیَهِ :ابنُ مَخَاضٍ ،و الأُنْثَی ابْنَهُ مَخَاضٍ ،لِأَنَّهُ فُصِلَ عن أُمِّه و أُلْحِقَتْ أُمُّه بالمَخَاضِ ، سَوَاءً لَقِحتْ أَو لَمْ تَلْقَح،انْتَهَی.و قال الأَصْمَعِیُّ :إِذا حَمَلْتَ الفَحْلَ علی النَّاقَهِ فلَقِحَتْ فهی خَلِفَهٌ ،و جَمْعُهَا مَخَاضٌ ،و وَلَدُهَا إِذا اسْتَکْمَلَ سَنَهً مِنْ یَوْم وُلِدَ و دُخُولِ السَّنَه الأُخْرَی ابنُ مَخَاضٍ ، لِأَنَّ أُمَّهُ لَحِقَتْ بِالْمَخَاضِ من الإِبِلِ أَی الحَوَامِلِ .و قال ابنُ الأَثِیرِ: المَخَاضُ :اسمٌ للنُّوقِ الحَوَامِلِ .و بِنْتُ المَخَاضِ و ابْنُ المَخَاضِ :ما دَخَلَ فی السَّنَهِ الثَّانِیَهِ لأَنَّ أُمَّه لَحِقَتْ بالمَخَاضِ ،أَی الحَوَامِلِ ، و إِنْ لَمْ تَکُنْ حامِلاً،أَو ما حَمَلَتْ أُمُّه،أَو حَمَلَت الإِبِلُ الَّتِی فِیهَا أُمُّهُ و إِنْ لَمْ تَحْمِلْ هِیَ ،قال:و هذا هو مَعْنَی ابنِ مَخَاضٍ و بِنْتِ مَخَاضٍ ،لأَنَّ الوَاحِد لا یَکُونُ ابْنَ نُوقٍ ، و إِنَّمَا یَکُونُ ابنَ نَاقَهٍ وَاحِدَهٍ .و المُرَادُ أَنْ تَکُونَ وَضَعَتْهَا أُمُّهَا فِی وَقْتٍ ما،و قَدْ حَملَتِ النُّوقُ الَّتِی وَضَعْنَ مع أُمِّهَا،و إِنْ لَمْ تَکُنْ أُمُّهَا حَامِلاً،فنَسَبها إِلی الجَمَاعَهِ بِحُکْمِ مُجَاوَرَتِها أُمَّها.

قال الجَوْهَرِیّ :و لا یُقَال فی ج إِلاَّ بَناتُ مَخَاضٍ ، و بَنَاتُ لَبُونٍ ،و بَنَاتُ آوَی.و قال غیرُه:لا یُثَنَّی مَخَاضٌ و لا یُجْمَعُ ،لِأَنَّهَا (3)إِنَّمَا یُرِیدُون أَنَّهَا مُضَافَهٌ إِلی هذِه السِّنِّ الوَاحِدَهِ .و أَنْشَد الصّاغَانِیُّ لأَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِف خَمْراً:

فلا تُشْتَرَی إِلاَّ بِرِبْحٍ سِبَاؤُهَا

بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُهَا و حِضَارُهَا

و رَوَاه أَبو عَمْرٍو«شیمُهَا»،و الأُولَی رِوَایَهُ الأَصْمَعِیّ .

و قال ابنُ حَبِیب:رَوَی أَبُو عَبْدِ اللّه:

بُزْلُهَا و عِشَارُهَا.و قِیلَ :ابنُ مَخَاضٍ یُقَال له ذلِکَ إِذا لَقِحَتْ .قال ذلِکَ السُّکَّریّ فی شَرْح بیت أَبِی ذُؤَیْبٍ هذَا.

انْتَهَی ما قَالَهُ الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ .قُلْتُ :و الَّذِی فی شَرْح السُّکَّریّ وَ رَواهُ الأَخفَشُ :بنَاتُ اللَّبُون:شِیمُهَا.یَقُولُ :

هذِه الخَمْرُ تُشْتَرَی ببَنَاتِ المخَاضِ .شُومُهَا:سُودُهَا، و حِضَارُهَا:بِیضُهَا.و لَمْ أَجِدْ فیه ما نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ و هو قَوْلُه:و قِیلَ ابنُ مخَاضٍ إِلی آخِرِهِ .فتَأَمَّلْ .

و قد تَدْخُلُهُمَا الْ ،قال الجَوْهَرِیُّ ،و ابنُ مَخَاضٍ نَکِرَهٌ ، فإِذَا أَرَدْتَ تَعْرِیفَهُ أَدْخَلْتَ عَلَیْه الأَلِفَ و الَّلامَ ،إِلاَّ أَنَّهُ تَعْرِیفُ جِنْسٍ .قال الشاعِرُ:قُلْتُ :هو جَرِیرٌ و نَسَبَه ابنُ بَرِّیّ فی

ص:151


1- (3) فی القاموس:«أو»بدل:«و».
2- (1) قوله بعیر:الجمل البازل أو الجذع،و قد یکون للأنثی،قاله فی القاموس بفتح الباء و قد تکسر.
3- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«لأنهما».

أَمالِیه لِلْفَرَزْدَقِ ،و زَادَ الصّاغَانِیّ :یَهْجُو فُقَیْماً و نَهْشَلاً:

وَجَدْنَا نَهْشَلاً فَضَلَتْ فُقَیْماً

کفَضْلِ ابْنِ الْمَخَاضِ علی الفَصِیلِ (1)

قال (2)ابنُ الأَثِیرِ: و إِنَّما سُمِّیَتْ ابنَ مَخَاضٍ ،و نَصُّ النّهَایَه:و إِنَّمَا سُمِّیَ ابنَ مَخَاضٍ فی السَّنَهِ الثَّانِیَهِ لأَنَّهُمْ ، أَی العَرب،إِنَّمَا کَانُوا یَحْمِلُونَ الفُحُولَ عَلَی الإِنَاثِ بَعْدَ وَضْعِهَا بسَنهٍ ،لیَشْتَدَّ وَلَدُهَا فهی تَحْمِلُ فی السَّنَهِ الثَّانِیَه، و تَمْخَضُ ،فیکُونُ وَلَدُهَا ابنَ مَخَاضٍ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : تَمَخَّضَتِ الشَّاهُ :لَقِحَتْ ،و هی مَاخِضٌ ،و مَخُوضٌ .و قال ابنُ شُمَیْلٍ :ناقَهٌ مَاخِضٌ و مخُوضٌ ،و هِیَ الَّتِی ضَرَبَهَا المَخَاضُ ،و قَدْ مَخِضَتْ تَمْخَض مخاضاً ،و إِنَّهَا لتَمَخَّضُ بوَلَدِهَا،وَ هُو أَنْ یَضْرِبَ الوَلَدُ فی بَطْنِهَا حین تُنْتَجَ فتَمْتَخِضَ .

و من المَجَازِ: تَمَخَّضَ الدَّهْرُ بالفِتْنَهِ ،أَی أَتَی بِهَا .قال الشَّاعِر:

و ما زَالَتِ الدُّنْیَا یَخُونُ نَعِیمُهَا

و تُصْبِحُ بالأَمْرِ العَظِیم تَمَخَّضُ

و یُقَال للدُّنْیَا إِنَّهَا تَتمَخَّضُ بفِتْنَهٍ مُنْکَرَهٍ ،و کَذلِک تَمَخَّضَت المَنُونُ و غیْرُهَا.و أَنْشَد الجَوْهَرِیّ لعَمْرِو بنِ حَسَّانَ أَحَدِ بَنِی الحَارِثِ بنِ هَمّامٍ یُخَاطِبُ امْرَأَتَه.قُلْتُ :و هکَذَا قَالَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ السِّیرَافِیّ ،و یُرْوَی لِسَهْمِ بْنِ خالِدِ بْنِ عَبْدِ اللّه الشِّیْبانِیّ ،و لِخَالِدِ بْنِ حِقٍّ الشَّیْبانِیّ (3)،و هکَذا أَنْشَد أَبو عُبَیْدِ اللّه (4)مُحَمَّدُ بن عِمْرانَ بْنِ مُوسَی المَرْزُبَانِیّ فی تَرْجَمَتَیْهِما:

تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَهُ بِیوْمٍ

أَنَی و لکُلِّ حامِلَهٍ تِمَامُ

و کَأَنَّه من المَخَاصِ .قال الجَوْهَرِیُّ :جعَلَ قَوْلَه تَمَخَّضَتْ یَنُوبُ مَنَابَ قَوْله لَقِحَتْ بوَلَدٍ،لِأَنَّهَا ما تَمَخَّضَتْ بالولَدِ إِلاَّ وَ قَد لَقِحَتْ .و قَوْلُه:أَنَی،أَیْ حانَ وِلادَتُهُ لتَمام أَیّامِ الحَمْلِ .و أَوّلُ هذِهِ الأَبیاتِ .

أَلاَ یا أُمَّ عَمْرٍو لا تَلُومِی

و أَبْقِی إِنَّمَا ذا النّاسُ هامُ

و هکَذَا ساقَه الصّاغَانِیُّ و الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ بَرِّیّ :

المَشْهُورُ فی الرِّوایَه:أَلا یا أُمَّ قَیْسٍ ،و هِیٌ زَوْجَتُهُ ،و کانَ قد نَزَلَ به ضَیْف یُقَالُ لهُ إِسافٌ ،فعَقَرَ له ناقَهً ،فَلامَتْهُ ، فقالَ هذَا الشِّعْرَ.قال صاحِب اللِّسَان:و قد رَأَیْتُ أَنا فی حاشِیَهٍ منُ نُسَخِ أَمَالِی ابْنِ بَرِّیّ أَنه عَقَرَ له ناقَتَیْنِ بدلِیلِ قَوْله فی القَصِیدَه:

أَفِی نابَیْنِ نَالَهُمَا إِسَافٌ

تَأَوَّهُ طَلَّتِی ما إِنْ تَنَامُ

و قد ذَکَرَ بَقِیَّهَ الأَبْیَاتِ الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ و فی العُبَابِ ،فراجِعْهَا فإنَّهَا حِکْمَهٌ و مَوْعِظَهٌ .و قد أَردْنَا الاخْتِصَارَ.

و مَخِیضٌ ،کأَمِیرٍ: ع قُرْبَ المَدِینَهِ ،عَلَی ساکِنها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلام،مَرَّ عَلَیْهِ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم فی غَزَاهِ بَنِی لِحْیَانَ .

و المُسْتَمْخِضُ :اللَّبَنُ البَطِیءُ الرَّوْبِ (5)،فإِذَا استَمْخَضَ لَمْ یَکَدْ یَرُوبُ ،و إِذا رَابَ ثُمَّ مَخَضْتَهُ فعَاد مَخْضاً فهُو المُسْتَمْخِضُ ،و ذلِکَ أَطْیَبُ أَلْبَانِ الغَنَم،لأَنَّ زُبْدَهُ اسْتُهْلِک فِیه.و اسْتَمْخَضَ اللَّبَنُ أَیْضاً،إِذا أَبْطَأَ أَخْذُهُ الطَّعْمَ بَعْدَ حَقْنِهِ فی السِّقَاءِ.

و أَمْخَضَ اللَّبَنُ ،و امْتَخَضَ :تَحَرَّکَ فی المِمْخَضَهِ ،هکَذَا نَصُّ العُبَابِ .و الَّذِی فی الصّحاح:و أَمْخَضَ اللَّبَنُ :حَانَ لَهُ أَنْ یُمْخَضَ .و تَمَخَّضَ اللَّبَنُ و امْتَخَضَ ،أَیْ تَحَرَّکَ فی المِمْخَضَهِ .و الظَّاهِرُ أَنَّهُ سَقَطَ ذلِکَ من العُبَابِ سَهْواً من الصّاغَانِیّ فی نَقْلِهِ ،فَقَلَّدَهُ المُصَنِّفُ من غَیْرِ أَنْ یُرَاجِعَ الصّحاحَ و غَیْرَهُ من الأُصُولِ .

و قال الجَوْهَرِیُّ :و المِمْخَضَهُ :الإِبْرِیجُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

ص:152


1- (1) البیت للفرزدق،دیوانه 96/2 و بعده بیتان فقیماً و نهشلا.
2- (2) بالأصل«قاله»و الصواب ما أثبت یؤیده سیاق العباره فی النهایه. [1]
3- (3) فی اللسان« [2]حمل»ذکر منسوباً لعمرو أو خالد بن حق.
4- (4) بالأصل«أبو عبد اللّه»تحریف.
5- (5) علی هامش القاموس [3]عن نسخه أخری:«الرُّؤُوب»و مثلها فی التهذیب.

لَقَدْ تَمَخَّضَ فی قَلْبِی مَوَدَّتُهَا

کما تَمَخَّضَ فی إِبْرِیجِهِ اللَّبَنُ

و الإِمْخَاضُ ،بالکَسْرِ:الحَلِیبُ ،و نصُّ اللَّیْثِ : ما دَامَ اللَّبَنُ المَخِیضُ فی المِمْخَضَهِ فَهُوَ إِمْخَاضٌ ،أَی مَخْضَهٌ وَاحِدَهٌ .قال:و قِیلَ :هُوَ ما اجْتَمعَ من اللَّبَنِ فی المَرْعَی حَتَّی صارَ وِقْرَ بَعِیرٍ (1)،و یُجْمَعُ علی الأَمَاخِیضِ .یُقَالُ :

هذَا إِحْلاَبٌ مِنْ لَبَنٍ ،و إِمْخَاضٌ من لَبنٍ ،و هِیَ الأَحَالِیبُ و الْأَمَاخِیضُ .

و مَخَاضٌ ، کسَحَابٍ :نَهْرٌ قُرْبَ المعرَّهِ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:

امْتَخَضَتِ النَّاقَهُ ،مِثْلُ تَمخَّضَت ،و مَخِضَتْ ،عن ابنِ شُمَیلٍ .

و تَمَخَّضَ الولَدُ و امْتَخَضَ :تَحَرَّکَ فی بَطْنِ الحامِلِ .

و الماخِضُ :هی النَّاقَهُ الَّتِی أَخَذَهَا المَخَاضُ لِتَضعَ .

و مِنْهُ

16- الحدِیثُ : «دَعِ المَاخِضَ و الرُّبَّی» (2).

و مَخِضَتِ المَرْأَهُ :تَحَرَّکَ وَلَدُهَا فی بَطْنِهَا لِلْوِلادَهِ ،عن إِبْرَاهِیمَ الحرَبِیّ .

و الإِمْخَاضُ :السَّقَاءُ،مَثَّلَ به سِیبَویْه،و فَسَّرَهُ السِّیرَافی.

و مَخَضَ السَّحَابُ بمَائِه،و تَمَخَّضَ .

و تَمَخَّضَتِ السَّمَاءُ:تَهَیَّأَتْ للمَطَرِ،و هو مَجازٌ.

و تَمَخَّضتِ اللَّیْلَهُ عَنْ یَوْمِ سَوْءٍ،إِذَا کَانَ صَبَاحُهَا صَبَاحَ سَوْءٍ،و هُو مَجَازٌ.

وَ مَخَضَ رَأْیَهُ حَتَّی ظَهَرَ لَهُ الصَّوابُ ،و هو مَجَازٌ.و کَذَا قَوْلُهُم: مَخَضَ اللّه السِّنِینَ حتّی کانَ ذلِک زُبْدَتَها.و قال ابنُ بُزُرْجَ :تَقُولُ العَرَبُ فی أُدْعِیَّهٍ یَتَدَاعَوَن بِهَا:صَبَّ اللّه عَلَیْک أُمُّ حُبَیْنٍ مَاخِضاً :یَعْنِی اللَّیْلَ .

مرض

المَرَضُ ،مُحَرَّکَهً ،و إِنَّمَا لَمْ یَضْبُطْه لِشُهْرَتِهِ :

إِظْلامُ الطَّبِیعَهِ و اضْطرَابُهَا بَعْدَ صَفائِهَا و اعْتِدَالِهَا ،کما فی العُبَابِ ،و هُوَ قَوْلُ ابْنِ الأَعْرابِیّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

المَرَضُ :السُّقْمُ و هُوَ نَقِیضُ الصِّحَّهِ ،یکُونُ لِلإِنْسَانِ و البَعِیرِ،و هو اسْمٌ لِلْجِنْسِ .قال سِیبَوَیْه: المَرَضُ من المَصَادِر المَجْموعَهِ کالشَّغْلِ و العَقْلِ ،قالوا أَمْرَاضٌ و أَشْغَالٌ و عُقُولٌ . مَرِضَ فُلانٌ کفَرِحَ ، مَرَضاً ،بالتَّحْرِیکِ ، و مَرْضاً ، بالسُّکُونِ ، فهوَ مَرِضٌ ،ککَتفٍ ، و مَرِیضٌ ،و مَارِضٌ ، و الأُنْثَی مَرِیضَهٌ .و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ ،لِسَلامَهَ بنِ عُبَادَهَ الجَعْدِیِّ ،شاهِداً عَلَی مَارِضٍ :

یُرِینَنَا ذَا الیَسَرِ القَوَارِضِ

لَیْسَ بمَهْزُولٍ (3)و لا بمَارِضِ

و قال اللِّحْیَانِیُّ :عُدْ فُلاناً فإِنَّه مَرِیضٌ ،و لا تَأْکُلْ هذَا الطَّعَامَ فإِنَّکَ مَارِضٌ إِنْ أَکَلْتَهُ ،أَیْ تَمْرَضُ .

ج المَرِیضِ مِرَاضٌ ،بالکَسْرِ.قال جَرِیرٌ:

و فی المِرَاضِ لَنَا شَجْوٌ و تَعْذِیبُ (4)

قُلْتُ :و یجُوزُ أَنْ یَکُونَ هذَا جَمْعَ مَارِضٍ ،کصَاحِبٍ و صِحَابٍ .

و قال ابنُ دُرَیْد:یُجمَع المَرِیضُ عَلَی مَرْضَی و مَرَاضَی ، مِثْلُ جَریحٍ و جَرْحَی و جَرَاحی.

أَوْ المَرْضُ ،بالفَتْحِ ،لِلقَلْب خَاصَّهً .قال أَبو إِسْحَاقَ :

یقال: المَرَضُ و السُّقْم فی البَدَن و الدِّینِ جَمِیعاً،کما یُقَالُ :

الصِّحَّه فی البَدَنِ و الدِّینِ جَمِیعاً.و المَرَضُ فی القَلْبِ یَصْلُحُ لِکُلِّ ما خَرَجَ به الإِنْسَان عَنِ الصِّحَّه فی الدِّین. و بالتَّحْرِیک أَوْ کِلاهُمَا:الشَّکُّ و النِّفَاقُ و ضَعْفُ الیَقِینِ ،و به فُسِّر قَوْلُه تَعَالَی: فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ (5)أَیْ شَکٌّ و نِفَاقٌ .و قال أَبُو عُبَیْدَهَ :أَیْ شَکٌّ .و یُقَالُ :قَلْب مَریضٌ مِنَ العَدَاوَهِ ،و هُوَ النِّفَاقُ .قال ابنُ دُرَیْد:و حَدَّثَنَا أَبُو حاتِمٍ عن الأَصْمَعِیّ أَنَّهُ قال:قَرَأْتُ علی أَبِی عَمْرِو بنِ العَلاَءِ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فقالَ لِی: مَرْضٌ یا غُلامٌ .

و المَرَضُ : الفُتُورُ .قال ابنُ عَرَفَهَ : المرَضُ فی القَلْبِ :

فُتُورٌ عن الحَقِّ ،و فی الأَبْدَانِ :فُتُورُ الأَعْضاءِ.و فی العَیْنِ :

فُتُورُ النَّظَرِ.

ص:153


1- (1) فی التهذیب:وقر بعیر فی الغریب.
2- (2) الربی هی التی أخذها المخاض لتضع،اللسان.
3- (3) فی الجمهره 367/2 [1] لیس بمنهوکٍ .
4- (4) دیوانه و صدره فیه: قتلننا بعیونٍ زانها مرضٌ .
5- (5) سوره البقره الآیه 10. [2]

و المَرَضُ : الظُّلْمَهُ ،عن ابْن الأَعْرَابِیّ ،و به فُسِّر قَوْلُهُ تَعَالی: فَیَطْمَعَ الَّذِی فِی قَلْبِهِ مَرَضٌ (1)أَی ظُلْمَهٌ ،و قِیلَ :

فُتُورٌ عَما أُمِرَ به و نُهِیَ عنْه.و یُقَالُ :حُبُّ الزِّنَا.و أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِیّ کَمَا فی التَّکْمِلَه،و فی العُبَابِ أَنْشَدَ ابنُ کَیْسانَ لأَبِی حَیَّهَ النُّمَیْرِیّ :

و لَیْلَهٍ مَرِضَتْ من کُلِّ ناحِیَهٍ

فَلا یُضِیءُ لَهَا نَجْمٌ و لا قَمَرُ (2)

و یُرْوَی:فما یُحسُّ بِهَا،قال:أَیْ أَظْلَمتْ ،و هکَذَا فَسَّره ثَعْلَبٌ أَیْضاً،و هو مَجَازٌ.

و قال الرَّاعِی:

و طَخْیَاءَ مِنْ لَیْلِ التِّمَامِ مَرِیضَهٍ

أَجَنَّ العَمَاءُ نَجْمَهَا فهْو مَاصِحُ

تَعَسَّفْتُها لَمّا تَلاَوَمَ صُحْبَتی

بمُشْتَبِهِ المَوْماهِ و المَاءُ نازِحُ (3)

و قَال ابنُ الأَعْرَابِیّ :أَصْلُ المَرَضِ النُّقْصانُ ،یُقَالُ :

بَدنٌ مَرِیضٌ ،أَی نَاقِصُ القُوَّهِ .و قَلْبٌ مَرِیضٌ ،أَی ناقِصُ الدِّینِ .

و أَمْرَضَهُ اللّه: جَعَلَهُ مَرِیضاً .و قال سِیبَوَیْه: أَمْرَضَ الرَّجُلَ :جَعَلَهُ مَرِیضاً .

و فی الصّحاح: أَمْرَضَ الرَّجُلُ ،أَی قَارَبَ الإِصَابَهَ فی رَأْیِهِ زَادَ فی اللَّسَانِ :و إِنْ لَمْ یُصِبْ کُلَّ الصَّوابِ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ قَوْلَ الشَّاعِرِ،و هُوَ الأُقَیْشِرُ الأَسَدِیُّ یَمْدَحُ عَبْدَ الملِکِ بْنَ مَرْوَان،و أَوَّلُه:

رَأَیْتُ أَبَا الوَلِیدِ غَداهَ جَمْعٍ

بِهِ شَیْبٌ و ما فَقَدَ الشَّبَابَا

و لکِنْ تَحْتَ ذَاکَ الشَّیْبِ حَزْمٌ

إِذَا مَا ظَنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصَابَا

و الَّذِی فی الأَساس (4):و مِنَ المَجَازِ: أَمْرَضَه فُلانٌ :

قَارَبَ إِصابَهَ حاجَتِهِ ؟:و لا یَخْفَی أَنَّ هذا غَیْرُ إصابَهِ الرَّأْیِ ، و قد اشْتَبَهَ عَلَی المُصَنِّف حَیْثُ جَعلَ أَمْرَضَهُ فی إِصابَهِ الرَّأْیِ ،و إِنَّمَا هو أَمْرَضَ الرَّجُلُ بنَفْسِه،کما هُو نَصُّ الصّحاحِ و غَیْرِه من أُمَّهَاتِ اللُّغَه،فتَأَمَّلْ .

و أَمْرَضَ الرَّجُلُ : صَارَ ذا مَرَضٍ .

و یُقَالُ :أَتَی فُلاناً فأَمْرَضَهُ ،أَی وَجَدَهُ مَرِیضاً .

و من المَجَاز: التَّمْرِیضُ فی الأُمُورِ: التَّوْهِینُ فیها و أَنْ لا تُحْکِمَها،و قِیلَ :هُوَ التَّضْجِیعُ ،و قد مَرَّضَ فی الأَمْرِ:

ضَجَّعَ فیه،کما فی الأَسَاسِ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ: مَرَّضَ الرَّجُلُ فی کلامِه،إِذَا ضَعَّفَهُ ،و مَرَّض فِی الأَمْرِ،إِذا لَمْ یُبَالِغْ فیه.

و التَّمْرِیضُ : حُسْنُ القِیَامِ عَلَی المَرِیضِ .قال سِیبَوَیْه:

مرَّضَهُ تَمْرِیضاً :قَامَ عَلَیْهِ و وَلِیَهُ فی مَرَضِهِ و دَاوَاهُ لِیَزُولَ مَرَضُهُ .جاءَتْ فَعَّلْتُ هُنَا للسَّلْبِ و إِنْ کانَتْ فی أَکْثَرِ الأَمْرِ إِنَّمَا تَکُونُ للإِثْبَاتِ .

و التَّمْرِیضُ : تَذْرِیَهُ الطَّعَامِ ،عن أَبِی عَمْرٍو.

و من المَجَازِ: رِیحٌ مَرِیضَهٌ :سَاکِنَهٌ ،أَو شَدِیدَهُ الحَرِّ،أَو ضَعِیفَهُ الهُبُوبِ . و شَمْسٌ مَرِیضهٌ ،إِذا لمْ تکُنْ مُنْجَلِیَهً صافِیَهً حَسَنهً . و أَرْضٌ مَرِیضهٌ ،أَی ضعِیفهُ الحَال ،و أَنْشدَ أَبُو حَنِیفه:

تَوَائِمُ أَشْباهُ بأَرْضٍ مَرِیضهٍ

یَلُذْن بخِذْرَافِ المِتَانِ و بالغَرْبِ

و قِیلَ مَعْنَاه، مُمْرِضَه ،عَنَی بِذلِک فَسادَ هَوَائها.و قد تَکُونُ مَرِیضَهً هُنَا بمَعْنَی قَفْرَهٍ أَو سَاکِنَهِ الرِّیحِ شَدِیدَهِ الحرِّ.

و المَرَاضَانِ ،بالفَتْح (5):وَادِیَانِ مُلْتَقَاهُمَا وَاحِدٌ .قالَه اللَّیْثُ . أَوْ هُما مَوْضِعانِ أَحدُهُما لِسُلَیْمٍ ،و الآخَرُ لِهُذَیْلٍ .

و یُقَالُ :هُمَا المَارِضَانِ :کَذَا فی التَّکْمِلَهِ .

و المَرَائِضُ (6):ع و قَالَ الأَزْهَرِیّ : المَرَائِضُ (7)و المرَاضَانِ :مَوَاضِعُ فی دِیارِ تَمِیمٍ بَیْنَ کَاظِمَهَ و النَّقِیرَه،فیها

ص:154


1- (1) سوره الأحزاب الآیه 32. [1]
2- (2) فی التهذیب:شمس و لا قمر.
3- (3) البیتان فی دیوانه،و عنه ضبطت،و انظر تخریجهما فیه ص 50 و العماء:«الغمام»بدلها فی الأساس.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و الذی فی الأساس و من المجاز الخ،الذی رأیته فی النسخه الصحیحه التی بیدی من الأساس: و أمرض فلان قارب إصابه حاجته،ثم استشهد علیه بالبیتین المذکورین».
5- (5) فی معجم البلدان ضبطت بالحرکه بکسر المیم،و فیه نص:تثنیه المراض بلفظ جمع مریض،ثُنی بعد أن سمی.
6- (6) فی القاموس و [2]معجم البلدان:المرایض.
7- (7) فی معجم البلدان«المراضان»:المرایض.

أَحْسَاءٌ.و لَیْسَتْ من المَرَضِ و بَابِه فی شَیءٍ،و لکِنَّهَا مَأْخُوذَهٌ من اسْتِراضَهِ الماءِ،و هُو اسْتِنْقَاعُه فِیها،و الرَّوْضَهُ مَأْخُوذَهٌ مِنْهَا،و قد نَبَّهَ عَلَیْه الصَّاغَانِیّ أَیْضاً،و تَقَدَّم للمُصَنِّفِ فی«روض»مِثْلُ ذلِکَ و کَأَنَّهُ ذَکَره هُنَا ثانِیاً تبَعاً للَّیْثِ .

و من المَجازِ: تَمَرَّضَ الرَّجُلُ تَمَرُّضاً ،إِذا ضَعُفَ فی أَمرِهِ ،فهو مُتَمرِّضٌ .

و المِمْرَاضُ :الرَّجُلُ المِسْقَامُ .

و المُرَاضُ ،کغُرَابٍ :داءٌ للثِّمَار یقَعُ فِیهَا یُهْلِکُهَا ،و قد جَاءَ ذِکْرُهُ فی حدِیثِ تَقَاضِی الثِّمار.

و المَرَاضُ ، کسَحَابِ :ع،أَوْ وَادٍ ،و قد تَقَدَّم قَرِیباً عَن الأَزْهرِیّ أَنَّ حَقَّهُ أَنْ یُذْکَرَ فی روض،و قد ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ هُنَا،و أَعَادهُ ثَانِیاً،فتَأَمَّلُ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

التَّمَارُضُ :أَنْ یُرِیَ مِنْ نَفْسِهِ المَرَضَ و لَیْسَ بِهِ .

و تَمَارَضَ فِی أَمْرِهِ :ضَعُف،و هو مَجَازٌ.

و أَکَل ما لَمْ یُوَافِقْه فَأَمْرَضَهُ :أَوْقَعَهُ فی المرضِ .

و بِهِ مَرْضَهٌ شَدِیدَهٌ .

و مَارَضْتُ رَأْیِی فِیکَ :خَادَعْتُ نَفْسِی،و هُو مَجاز.

و رَجُلٌ مَمْرُوضٌ : مَرِیضٌ ،و مُتَمَرِّض کذلِکَ .

و مَرَّضَهُ تَمْرِیضاً :دَاوَاهُ لِیزُولَ مَرَضُهُ ،عن سِیبَوَیْه،و قد تَقدَّمَ .

و یُجْمَعُ المَرِیضُ أَیْضاً علی مُرَضَاءَ ،ککَرِیمٍ و کُرمَاءَ.

و أَمْرَضَ القَوْمُ : مَرِضَتْ إِبِلُهُمْ .و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عَنْ یَعْقُوبَ : أَمْرَضَ الرَّجُلُ :وَقَعَ فی مالِهِ العَاهَهُ .انْتَهَی،

16- و فی الحَدِیثِ : «لا یُورِدُ مُمْرِضٌ علی مُصِحٍّ ». المُمْرِضُ :مَنْ لهُ إِبِلٌ مَرْضَی ،فنَهَی أَنْ یَسْقِیَ المُمْرِضُ إِبِلَه مع إِبِلِ المُصِحِّ ،لا لِأَجْل العَدْوَی و لکِنْ لِأَنَّ الصِّحاحَ رُبَّمَا عَرَضَ لَهَا مَرضٌ فوقَعَ فی نَفْسِ صاحِبِها أَنَّ ذلِکَ مِنْ قَبِیلِ العَدْوَی فیَفْتِنه و یُشَکِّکُه،فأَمَرَ باجْتِنَابِه و البُعْدِ عَنْه.

و لَیْلَهٌ مَرِیضَهٌ ،إِذَا تَغَیَّمت السَّمَاءُ فَلا یکُونُ فِیهَا ضَوْءٌ، و قد تقدَّمَ ،و هو مَجَازٌ.

و رأْیٌ مَرِیضٌ :فِیهِ انْحِرافٌ عن الصَّوَابِ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و مَرَّضَ فُلانٌ فی حَاجَتِی تَمْرِیضاً ،إِذَا نَقَصَتْ حَرَکَتُه فیها.

و عَیْن مَرِیضَهٌ :فیها فُتُورٌ.و أَعْیُنٌ مَرَاضٌ و مَرْضَی ،و هُوَ مَجَازٌ.و أَرْضٌ مَرِیضَهٌ :قَفْرَهٌ .و یُقَالُ :أَرْضٌ مَرِیضَهٌ ،إِذَا ضَاقَتْ بأَهْلِهَا.و قِیلَ إِذَا کَثُرَ بِهَا الهَرْجُ و الفِتَنُ و القَتْلُ (1).

و هو مجَازٌ.قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

تَرَی الأَرْضَ مِنّا بالفَضَاءِ مَریضَهً

مُعَضِّلَهً مِنَّا بِجِیْشٍ عَرَمْرَمِ

و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:امْرأَهٌ مَرِیضَهُ الأَلْحَاظِ ،و مَرِیضَهُ النَّظَرِ، أَیْ ضَعِیفَهُ النَّظَرِ.

و قال أَبو عَمْرٍو:إِذَا دِیسَ الزَّرْعُ و لَمْ یُذَرَّ بعْدُ فَذلِکَ المِرْضُ ،بالکَسْرِ،کما فی العُبَابِ .

مضض

مَضَّهُ الشَّیْ ءُ یَمُضُّهُ ،بالضَّمِّ ، مَضّاً و مَضِیضاً ، إِذا بَلَغَ مِنْ قَلْبِهِ الحُزْنُ بِهِ نَقَلَهُ ابْنُ دُریْد،و لیس عِنْدهُ :

مَضِیضاً ،و إِنَّمَا ذَکَرَه ابنُ سِیده، کأَمَضَّه .و فی المُحْکَمِ :

مَضَّهُ الهَمُّ و الحُزْنُ .و القَوْلُ یَمُضُّهُ مَضّاً و مَضِیضاً :أَحْرقَهُ و شَقَّ عَلَیْه.و الهَمُّ یَمُضُّ القَلْب،أَیْ یُحْرِقُهُ .و فی الصّحاح: أَمَضَّنِی الجُرْحُ إِمْضاضاً ،إِذا أَوْجَعَکَ .و فیه لُغَهٌ أُخْرَی: مَضَّنِی الجُرْحُ و لَمْ یَعْرفْهَا الأَصْمِعیُّ .و قال ثَعْلبٌ :

یُقَالُ :قد أَمضَّنِی الجُرْحُ .و کان مَنْ مَضَی یَقُول: مَضَّنِی بغَیْرِ أَلِفٍ :انْتَهَی،و مثْلُهُ فی المُحْکَم.و قال أَبُو عُبَیْدَهَ :

مَضَّنِی الأَمْرُ،و أَمَضَّنِی ،و قالَ : أَمَضَّنِی ،کَلاَمُ تَمِیمٍ .

و یُقَالُ : أَمَضَّنِی هذَا الأَمْرُ،و مَضِضْتُ له،أَیْ بَلَغْتُ مِنْهُ المَشَقَّهَ .قال رُؤْبهُ :

فاقْنَیْ و شَرُّ القَوْلِ ما أَمَضَّا

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:کانَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ یَقُولُ : مَضَّنِی ، کَلامٌ قَدیِمٌ قد تُرِکَ ،کأَنَّهُ أَراد قَدْ تَرِکَ و استُعْمِل أَمَضَّنِی .

و قال ابنُ بَرِّیّ :شَاهِدُ مَضَّنِی قَوْلُ جَرِیرِ بنِ حَمْزَهَ (2):

یا نْفَسُ صبْراً علَی مَا کَانَ من مَضَضٍ

إِذْ لَمْ أَجِدْ لِفُضُولِ القَوْلِ أَقْرَانَا

ص:155


1- (1) فی الأساس،و من المجاز،کثیره الفتن و الحروب مغتصه بالجیوش.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه«قوله:جریر بن حمزه،الذی فی اللسان: [1]حریّ بن ضمره ا ه ».

قال:و شاهِدُ أَمَضِّنِی قَوْلُ سِنَانِ بنِ محرش السَّعْدِیّ :

و بِتّ بالحِصْنَیْنِ غَیْرَ رَاضِی

یَمْنَعُ مِنّی أَرْقَمِی تَغْماضِی

مِنَ الحَلُوءِ صَادِقِ الإِمْضَاضِ

فی العَیْن لا یَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:یُقَال: مَضَّ الخَلُّ فَاهُ ،أَی أَحْرَقَهُ .و مَضَّ الکُحْلُ العَیْنَ یَمضُّها ،بالضَّمِّ و الفَتْحِ :آلَمهَا و أَحْرقَهَا، کأَمَضَّهَا ،و علیه اقْتَصر الجوْهرِیّ ،و سبقَ شاهِدُه فی کَلاَمِ ابْنِ بَرّیّ :

و کُحْلٌ مَضٌّ : مُمِضٌّ .یُقَالُ :کَحَلَه بمُلْمُولٍ (1)مَضٍّ ،أَی حارٍّ،کَمَا فی الصّحاح.و فی اللّسَانِ :کَحَلَهُ کُحْلاً مَضّاً ، إِذا کانَ یُحْرِقُ .و مَضِیضُهُ :حُرْقَتُه.و فی العُبَابِ :مُلْمُولٌ مَضٌّ ،أَی مُحْرِقٌ ،وَصْفٌ بالمَصْدَرِ،کقَوْلِهِم:ماءٌ غَوْرٌ، و سَکْبٌ .

1- و فی الحَدِیثِ : «أَنَّ عَبْدَ اللّهِ بنَ جَعْفَرٍ،رَضِیَ اللّهُ عَنْه،أَحْمَی مِسْمَاراً لیَفْقَأَ به عَیْنَ ابْنِ مُلْجَمٍ ،فقالَ :إِنَّک لَتَکْحُلُ عَمَّکَ بِمُلْمُولٍ مَضٍّ .

و مَضَّتِ العَنْزُ تَمُضُّ و تَمضَّ مَضِیضاً ،إِذَا شَرِبَتْ و عَصرَتْ مَرَمَّتَیْهَا ،أَی شَفَتَیْهَا،کما فی العُبَابِ (2).

و مَضِضَ ،کفَرِحَ :أَلِمَ من المُصِیبَه.و من الکَلامِ یَمَضُّ مَضِیضاً . و فی المُحْکَمِ : أَمَضَّهُ جِلْدُه فدَلَکَهُ أَیْ أَحَکَّهُ .و یُقَالُ : امْرَأَهٌ مَضَّهٌ ،إِذا کانَتْ لا تَحْتَمِلُ ما یَسُوءُهَا ،کَأَنَّ ذلِکَ یَمُضُّهَا ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .قال:و مِنْه قولُ الأَعْرَابِیَّهِ حِینَ سُئلَتْ :أَیُّ النَّاسِ أَکْرَمُ ؟قالَت:البَیْضَاءُ البَضَّه، الخَفِرَهُ المَضِّه .و فی التَّهْذِیبِ :[ المَضَّه ] (3)الَّتِی تُؤْلِمُهَا الکَلِمَهُ الیَسَیرهُ ،أَو الشَّیْ ءُ الیسِیرُ و یُؤْذِیها.

و المَضَضُ ،مُحَرَّکَهً :اللَّبَنُ الحامِضُ .

و المَضَضُ : وَجَعُ المُصِیبَهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قد مَضِضْتَ یا رجُلُ ، بالکَسْرِ، تَمَضُّ ، مضَضاً ،و مَضِیضاً ، و مَضَاضَهً ،کجَبَلٍ ،و أَمِیر،و سَحابَه،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ هکذا.

و المَضُّ :المَصُّ ،أَو هُوَ أَبْلَغُ مِنْهُ .و قال اللَّیْثُ :

المَضُّ : مَضِیضُ المَاءِ کما تَمْتَصُّه.و یُقَالُ :لا تَمَضَّ مَضِیضَ العَنْزِ.و یُقَالُ :ارْشُفْ و لا تَمُضَّ إِذا شَرِبْتَ .و فی العُبَابِ :

و یَجُوزُ تَمَضَّ ،و الأُولَی هی العُلْیَا.و بهمَا

17- رُوِیَ حَدِیثُ الحَسَنِ یُخَاطِبُ الدُّنْیَا: «خبَاثِ کُلَّ عِیدَانِک قد مَضِضْنَا فوجَدْنَا عاقِبتَه مُرّاً». خَباثِ ،کقَطامِ ،أَیْ یا خَبِیثَهُ ،جَرَّبْنَاکِ و اختبرناک فَوَجَدْنَاک مُرَّهَ العاقِبَهِ .

و قال اللَّیْثُ : المِضُّ ، بالکَسْرِ:أَنْ یقُولَ الإِنْسَانُ بشَفَتِهِ ،و فی العَیْنِ :بطَرَفِ لِسَانِه شِبْهَ لاَ ،و هُو هِیجْ بالفَارِسِیَّهِ و أَنْشَد:

سَأَلْتُهَا الوصْل فقالَتْ : مِضِّ

و حَرَّکَتْ لِی رَأْسَهَا بالنَّغْضِ (4)

و هو مُطْمِعٌ :یُقَالُ : مِضّ ،مَکْسُورَهً مُثَلَّثَهَ الآخر مَبْنِیَّهً ، و مِضٌّ مُنَوَّنَهً ،و فی الصّحاح: مِضِّ ،بکَسْرِ المِیمِ و الضّادِ:

کَلِمَهٌ تُسْتَعْملُ بمَعْنَی لاَ ،و بَقِیَّهُ الأَوْجُهِ ذَکَرهَا الصَّاغَانِیّ و صاحِبُ اللّسَان،قال الجَوْهرِیّ :و هِیَ معَ ذلِکَ مُطْمِعَهٌ فی الإِجابَهِ . و فی المَثَلِ :«إِنَّ فی مِضّ لَمَطْمَعاً» هکَذا فی نُسَخ الصّحاح،و وُجِدَ بِخَطِّ أَبِی سَهْلٍ لَمَقْنَعاً.و فی اللِّسَان:و أَصْلُ ذلِکَ أَنْ یَسْأَلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ الحاجه فیُعَوِّج شَفَتَیْه فکَأَنَّهُ یُطْمِعُه فِیها.و قَال الفَرَّاءُ: مِضِّ ،کقَوْلِ القَائلِ یَقُولُهَا بأَضْراسِهِ ،فیُقَال:ما عَلَّمَک أَهْلُکَ مِن الکَلامِ إِلاَّ مِضِّ و مِضَّ .و بَعْضُهم یَقُولُ :إِلاَّ مِضّاً ،بوُقُوعِ الفِعْلِ علَیْهَا.و یُقَالُ أَیْضاً:مِیضاً کما سَیَأْتِی کما یُقَال بِضاًّ و بِیضاً، و قد تَقَدَّمَا.و قال ابنُ دُرَیْدٍ:تَقُولُ العَرَبُ إِذَا أَقَرَّ الرجُلُ بِحَقٍّ علیه مِضِّ ،أَیْ قَدْ أَقْرَرْتَ ،کَلِمهٌ تُقَالُ عِنْدَ الإِقْرَار.

و قال أَبُو زَیْدٍ:إِذا سَأَلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ حَاجَهً فقال المَسْئُول:

مِضّ ،فَکَأَنَّهُ قَدْ ضَمِنَ قَضَاءَهَا.فَیَقُولُ :إِنَّ فی مِضّ لَمَطْمَعاً.

و قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: المَضُّ بالفَتْحِ :حَجَرٌ فی البِئْرِ العَادِیَّهِ یُتْبَعُ ذلِکَ حَتَّی یُدْرَکَ فیه الماءُ ،قالَ : و رُبَّمَا کانَ لَهَا مَضَّانِ .کما فِی العُبَابِ .

ص:156


1- (1) الملمول:المرود الذی یکتحل به.
2- (2) العباره فی التهذیب.
3- (3) زیاده عن اللسان. [1]
4- (4) النغض:التحریک.و روایه الشطر الأول فی الصحاح: [2]سألت هل وصلٌ فقالت:مضّ .

و المَضَّهُ مِنَ الأَلْبَانِ :الحامِضَه کالبَضَّهِ ،و هی مِن أَلْبَانِ الإِبِل،نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ.

و رجُلٌ مَضُّ الضَّرْبِ :مُوجِعُه ،نَقَلَه ابنُ عَبّاد.

و المُضَاضُ بالضَّمِّ :الخَالِصُ ،و الصَّادُ لُغَهٌ فیه.یُقَالُ :

فُلانٌ مِن مُضَاضِ القَوْمِ و مُصاصِهِم،أَیْ خَالِصِهِم (1).

و مُضَاضُ بنُ عَمْرو الجُرْهُمِیُّ مَعْرُوفٌ .و قُهَیْرَهُ بِنْتُ عَامِر بنِ الحَارِثِ بنِ فُضاضٍ هذَا هی أُمُّ عَمْرِو بْنِ رَبِیعَهَ بنِ حارِثَهَ بنِ عَمْرٍو مُزَبْقِیاءَ بنِ ماء السَّماءِ (2).

و المُضَاضُ أَیْضاً: شَجَرٌ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و المُضَاضُ أَیْضاً: الماءُ الَّذِی لا یُطَاقُ مُلُوحَهً ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،قال:و ضِدُّه فی المِیَاه القَطِیعُ ،و هو الصَّافِی الزُّلاَلُ ،قال:و بِه سُمِّیَ الرَّجُلُ .قَال:

و مَضَّضَ الرَّجُلُ تَمْضِیضاً:شَرِبَهُ .نَقَلَهُ الصّاغانِیّ :

و المِضْماضُ ،بالکَسْرِ:الحُرْقَهُ .قالُ رُؤْبَهُ :

مَنْ یَتَسَخَّطْ فالإِلهُ رَاضِی

عَنْکَ و مَنْ لَمْ یَرْضَ فی مَضْماضِ

و المِضْمَاضُ : الخَفِیفُ السَّرِیعُ مِنَ الرِّجال .قال أَبو النَّجْم:

یتْرُکْنَ کُلَّ هَوْجَلٍ نَغَّاضِ (3)

فَرْداً و کُلَّ مَعِضٍ مِضْماضِ

و المِضْماضُ ؛ تَحْرِیک المَاءِ فی الفَمِ کالمَضْمَضَهِ ، و یُفْتَحُ فی الکُلِّ .

و سُئِل الأَصْمَعِیّ عن قَوْلِ رُؤْبَهَ السّابقِ :هَلْ هُو بالکَسْر أَمْ بالفَتْحِ ؟فقال:هذا مَصْدَرٌ،الفَتْحُ و الکسر جائز.

و قال بَعْضُ بَنِی کِلابٍ فیما رُوِیَ :تَمَاطَّ القَوْمُ ، و تَمَاضُّوا (4)،إِذَا تَلاحَوْا ،و عَضَّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بأَلْسِنَتِهِمْ ، و تَلاحَوْا،مِن المُلاحاه،هکَذا فی النُّسَخ،و مِثْلُه فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ ،و فِی بَعْضِ الأُصُول.تلاجُّوا،بالجِیمِ مُشَدَّدَهً ، من اللَّجِّ .و کِلاهُمَا صَحِیحانِ .

و المَضْمَضَه :تَحْرِیکُ الماءِ فی الفَمِ ،و قد مَضْمَضَ الماءَ فی فِیه:حَرَّکَهُ ،و تَمْضْمَضَ به.

و المَضْمَضَهُ : غَسْلُ الإِنَاءِ و غَیْرِه .قال الأَصْمَعِیُّ :

مَضْمَضَ إِناءَه،إِذا حَرَّکَهُ .و قال اللِّحْیَانِیُّ : مَضْمَضَهُ ،إِذا غَسَلَهُ ،و کَذلِکَ مَضْمَضَ ثَوْبَهُ ،إِذَا غَسَلَهُ ،و الصَّادُ لُغَهٌ فیه، و قد تَقَدَّم.

و تَمَضْمَضَ لِلْوُضُوءِ: مَضْمَضَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،کَذَا وُجِدَ بِخَطِّ أَبِی سَهْلٍ عَلَی الصَّوابِ .و فی بَعْضِ النُّسخِ :

مَضْمَضَ لِلْوُضوءِ (5).

و تَمَضْمَضَ الکَلْبُ فی أَثَرِهِ :هَرَّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

قال أَبُو زَیْدٍ:کَثُرَت المَضَائِضُ بَیْن النَّاسِ [أَی الشَّرُّ] (6)،و أَنْشَد:

و قد کَثُرتْ بَیْنَ الأَعُمِّ المَضَائِضُ

و مَضْمَضَ النُّعَاسُ فی عَیْنِهِ :دَبَّ .و تَمضْمَضَتْ به العَیْنُ ،و تَمَضْمَضَ النُّعاسُ فِی عَیْنِیهِ .قال الرَّکَّاضُ الدُبَیْرِیّ .

و صاحِبٍ نَبَّهْتُه لِینْهَضَا

إِذا الکَرَی فِی عَیْنِه تَمَضْمَضَا

و یُقَالُ :ما مَضْمَضْتُ عَیْنِی بنَوْمٍ ،أَیْ ما نِمْتُ ،قاله الجَوْهَرِیُّ و هو مجَاز.

و المُضْمَاضُ :النَّوْمُ .و مَضْمَضَ :نَامَ نَوْماً طَوِیلاً.

16- و فی الحَدِیثِ : «لَهُمْ کَلْبٌ یَتَمَضْمَضُ عَرَاقِیبَ النَّاس».

أَیْ یَمَضّ (7).

و المَضَاضُ ،کسَحَابٍ :الاحْتِراقُ .قال رُؤْبَهُ :

قد ذَاقَ أَکْحالاً من المَضَاضِ

و ککَتَّانٍ :المُحْرِق.قال العَجّاج:

و بَعْدَ طُولِ السَّفَرِ المَضَّاضِ

ص:157


1- (1) الذی فی التکمله:و مُضامِضُ القوم و مُصامِصُهم:خالصهم.
2- (2) و اسمه عامر،انظر جمهره ابن حزم ص 331. [1]
3- (3) عن التهذیب و اللسان و [2]بالأصل«نغاص».
4- (4) فی اللسان:و تماصوا،بالصاد المهمله.
5- (5) فی الصحاح المطبوع:تمضمض فی وضوئه.
6- (6) زیاده عن اللسان و [3]التکمله و التهذیب.
7- (7) عن التهذیب و اللسان و [4]بالأصل«یمص»بالصاد المهمله.

و المُضَاضُ ،کغُرَابٍ :وجَعٌ یُصِیب الإِنْسَان فی العَیْنِ و غَیْرِهَا مِمَّا یُمِضُّ ،کَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ فی العُبَابِ ،عنِ ابْنِ الأَعْرابِیّ ،و فی التَّکْمِلَهِ :هو المَضْمَاضُ .

و المُضَامِضُ ،کعُلابِطٍ :الأَسَدُ الَّذِی یَفْتَحُ فاهُ ،قال:

مُضَامِضٌ مَاضٍ مِصَکٌّ مِطْحَرُ

و یُرْوَی بالصَّاد أَیضاً.

و أَمَضَّنِی هذَا القَوْلُ :بَلَغَ مِنّی المَشَقَّهَ .

و مُضَامِضُ القَوْمِ و مُصَامِصُهم:خَالِصُهُم،کَذَا فی التَّکْمِلَه.

و مَاضَّهُ مِضَاضاً ،إِذَا لاَحَاه،و لاَجَّهُ ،و کَذلِکَ :عاظَّهُ و مَاظَّهُ .

معض

مَعِضَ مِنَ هذَا الأَمْرِ،کفَرِحَ یَمْعَضُ مَعْضاً و مَعَضاً : غَضِبَ ،و شَقَّ عَلَیْه ،و أَوْجَعَهُ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیّ .و فی التَّهْذِیبِ : مَعِضَ مِنْ شَیءٍ سَمِعهُ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِز،قلت:هُوَ رُؤْبه.قال الصَّاغَانِیّ :و قد جَمَعَ بَیْنَ اللُّغَتَیْنِ :

وَهْیَ تَرَی ذَا حاجَهٍ مُؤْتَضَّا

ذَا مَعَضٍ لَوْلاَ (1)یَرُدُّ المَعْضَا

17- و فی حَدیثِ ابْنِ سِیرِینَ : «تُسْتَأْمَرُ الیَتِیمَهُ فإِنْ مَعِضَتْ لَمْ تُنْکَحْ ». أَیْ شَقَّ عَلَیْهَا، فهو مَاعِضُ و مَعِضٌ ،إِشارَهٌ إِلی وُرُودِ اللُّغَتَیْنِ .و شَاهِدُ الأَخِیر قَوْلُ أَبِی النَّجْمِ :

یَتْرُکْن کُلَّ هَوْجلٍ نَغَّاضِ

فَرْداً و کُلَّ مَعِضٍ مَضْمَاضِ

و أَمْعَضَه إِمْعَاضاً ، و مَعَّضَهُ تَمْعِیضاً :أَغْضَبَهُ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ: أَمْعَضَنِی هذَا الأَمْرُ،و هُوَ لِی مَمْعِضٌ ،إِذَا أَمَضَّک،و شَقّ عَلَیْکَ ،و قال رُؤْبَهُ :

و إِنْ رَأَیْتَ الخَصْمَ ذَا اعْتِرَاضِ

یَشْنَقُ مِنْ لَوَاذِع الإِمْعاضِ

فَأَنْتَ یا ابْنَ القَاضِیَیْن قَاضِی

مُعْتَزِمٌ علی الطَّرِیق الماضِی

فامتَعَضَ منه.

و قال ثَعْلَبٌ : مَعِضَ مَعضاً :غَضِبَ .و کَلاَمُ العَرَبِ :

اِمْتَعَضَ .أَرادَ کَلاَمَ العَرَبِ المَشْهُور.

17- و قال عبدُ اللّه بن سُبَیْعٍ : لَمَّا قُتِلَ رُسْتُمُ بالقَادِسِیَّه،بَعَث سَعْدٌ،رَضِیَ اللّه عنه،إِلی النَّاسِ خَالِدَ بنَ عُرْفُطَهَ ،و هُوَ ابنُ أُخْتِه، فامْتَعَضَ النّاسُ امْتِعَاضاً شَدِیداً.أَیْ شَقَّ عَلَیْهِم و عَظُم.

و الإِمْعاضُ :الإِحْرَاقُ ،و قد أَمْعَضَه :أَوْجَعَهُ ،و أَحْرَقَهُ ،أَو أَنْزَلَ به المَعْضَ .

و قال أَبو عَمْرو: المَعَّاضَهُ مِنَ النُّوقِ ،و نَصُّ أَبِی عَمْرو، مِنَ الإِبِلِ : الَّتِی تَرْفَعُ ذَنَبَهَا عِنْدَ نِتَاجِهَا ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ و صاحِبُ اللّسَان.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَمَعَّضَتِ الفَرَسُ .هکَذَا جاءَ فی حَدِیث سُراقَهَ .قال أَبُو مُوسَی:هکَذَا رُوِیَ فی المُعْجَمِ ،و لَعَلَّه مِنْ مَعِضَ مِنَ الأَمْرِ،إِذا شَقَّ عَلَیْه.و قال ابنُ الأَثِیرِ:و لَوْ کانَ بالصَّادِ المُهْمَلَهِ ،و هو الْتِواءُ الرِّجْلِ ،لَکَانَ وَجْهاً.

قال ابنُ دُرَیْدٍ:و بَنُو مَاعِضٍ :قَوْمٌ دَرَجُوا فی الدَّهْرِ الأَوَّلِ (2).هکَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .قُلْتُ و قد:تَقَدَّم لَهُ فی «م ع ص»مِثْلُ ذلِکَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

میض

میض:أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و المُصَنِّف، و صاحِبُ اللّسَان (3)،و قال الفَرّاءُ:یُقَالُ :ما عَلَّمَکَ أَهْلُکَ مِنَ الکَلام إِلاّ مِیَضًّا (4)أَیْ التَّمَطُّقَ .و قَال ابنُ عَبَّادٍ:إِنَّ فی مَیْضٍ لَمَطْمَعاً،و قد مَرَّ تَفْسِیرُه.هکَذا أَورَدَهُ الصّاغَانِیّ فی کِتَابَیْهِ .

فصل النون مع الضاد

نبض

نَبَضَ الماءُ نُبُوضاً :غَارَ ،مثل نَضَبَ نُضُوباً، کما فی العُباب.

أَو نَبَضَ : سَالَ ،مثل نَضَبَ ،کما فی اللِّسَان.

ص:158


1- (1) اللسان: [1]لولا ترد.
2- (2) انظر الجمهره 194/3. [2]
3- (3) أورده صاحب اللسان فی مضض.
4- (4) کذا بالأصل،و فی التهذیب«مضض»و التکمله:إلا مضًّا و میضاً و بضًّا و بیضاً.

و نَبَضَ العِرْقُ یَنْبِضُ نَبْضاً و نَبَضَاناً ،محرَّکهً ،أَی تَحَرَّکَ و ضَرَبَ ،و قد یُسَمَّی العِرْقُ نَفْسُه نَبْضاً فیقولون:جَسَّ الطَّبِیبُ نَبْضَهُ ،و الأَفْصَحُ مَنْبِضَهُ .

و نَبَضَ فی قَوْسِهِ :أَصَاتَهَا ،و الذِی نَصَّ علیه أَبو حَنِیفَهَ :

نَبَّضَ فی قَوْسِهِ تَنْبِیضاً ،و أَنْبَضَ ،إِذَا أَصاتَهَا،و أَنْشَد:

لَئِنْ نَصَبْتَ لِیَ الرَّوْقَیْنِ مُعْتَرِضاً

لأَرْمِیَنَّکَ رَمْیاً غیْرَ تَنْبِیضِ

أَی لا یَکُون نَزْعِی تَنْبِیضاً و تَنْقِیراً،یَعنِی:لا یکونُ تَوَعُّداً،بل إِیقَاعاً.و المُصَنِّف صَحَّفَ قَوْلَ أَبی حَنِیفَهَ فانْظُرْه و تَأَمَّلْ .و کذلک قولُه: أَوْ حَرَّکَ وتَرَهَا لِتَرِنَّ ، کأَنْبَضَ ،فإِنّ الَّذِی نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ سِیدَه و الصّاغَانِیُّ و الأَزْهَرِیُّ الاقْتِصارُ عَلَی أَنْبَضَ ،قالوا: أَنْبَضْتُ القَوْسَ و أَنْبَضْتُ بالوَتَرِ،إِذا جَذَبْتَهُ ثُمَّ أَرْسَلْتَهُ لِتَرِنَّ .و فی المَثَلِ :« إِنْبَاضٌ بغَیْرِ تَوْتِیرٍ»هذا نَصُّ الجَوْهَرِیِّ ،و فی المُحْکَم و التَّهْذِیب:

أَنْبَضَ القَوْسَ مثلُ أَنْضَبَهَا:جَذَبَ وَتَرَهَا لِتُصوِّتَ ،و أَنْبَضَ بالوَتَر،إِذا جَذَبَه ثُمَّ أَرْسَلَهُ لِیَرِنَّ ،و أَنْبَضَ الوَتَرَ أَیضاً،إِذا جَذَبَه بغَیْرِ سَهْمٍ ثُمَّ أَرْسَلَه،عن یَعْقُوب.قال اللِّحْیَانِیُّ :

الإِنْبَاضُ :أَنْ تَمُدَّ الوَتَرَ ثمّ تُرْسِلَه فتَسْمَعَ له (1)صَوْتاً.و فی کتاب العَیْن: الْإِنْبَاضُ :أَجْوَدُ فی ذِکْرِ الوَتَرِ و القَوْسِ ، کقول مُهَلْهِلٍ :

أَنْبَضُوا مَعْجِسَ القِسِیِّ و أَبْرَقْ

نا کما تُوعِدُ الفُحُولُ الفُحُولاَ

و قال الشَّمّاخُ یصفُ قَوْساً:

إِذَا أَنْبَضَ الرَّامُون عنها تَرَنَّمَتْ

تَرَنُّمَ ثَکْلَی أَوْجَعَتْهَا الجَنَائِزُ

و فی الجَمْهَرَه: أَنْبَضَ الرَّجُلُ بالوَتَرِ،إِذا أَخَذَهُ بأَطْرَافِ إِصْبَعَیْهِ ثمّ أَطْلَقَه حتَّی یَقَعَ علی عَجْسِ القَوْسِ فتسْمَع له صَوْتاً،و کذلِکَ فی العُبَابِ و الأَساس،و کلامُ الکُلِّ مُقَارِبٌ لبَعْضِه،و لیس فیه ذِکْر نَبَضَ بالقَوْسِ ،و لا نَبَضَ بالوَتَرِ، ثلاثیًّا،إِنَّمَا هو أَنْبَضَ و أَنْضَبَ ،غیر أَنَّ اللَّیْثَ جَوَّدَ الْإِنْبَاضَ .فَتَأَمَّلْ ما فی کلامِ المُصَنِّف من الخِلافِ الشَّدِیدِ لنُصُوصِ الأَئِمَّهِ .و أَمَّا شیخُنَا رَحِمه اللّه تعالَی فإِنَّهُ أَسْقَط هذَا الفَصْلَ برُمَّتِه،و لم یَذْکر شیْئاً.

و نَبَضَ البَرْقُ :لَمَعَ لَمَعَاناً خَفِیًّا، کنَبَضَ العِرْقُ .

و قولُهُم: مَا بِه حَبَضٌ و لا نَبَضٌ ، بالتَّحْرِیکِ فیهِمَا،أَیْ :

حَرَاکٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ هکَذا،و رَوَاه الصّاعَانِیُّ أَیضاً بالفَتْحِ فیهما،و نَقَلَ عن الأَصْمَعِیِّ قال: النَّبَضُ :التَّحَرُّک،و لا أَعرِفُ الحَبَضَ .

قلتُ :و قد تَقَدَّم فی«ح ب ض»الحَبَضُ ،مُحَرَّکهً :

التَّحَرُّک،و قِیلَ :الصَّوْتُ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:ما بِه حَبَضٌ و لا نَبَضٌ ،أَی قُوَّهٌ ،و فی اللِّسَانِ :و لم یُسْتَعْملْ مُتَحَرِّکُ الثّانی إِلاّ فی الجَحْدِ.و فی کلامِه نَوْعُ قُصُورٍ یَظْهَرُ بالتَّأَمُّل.

و من المَجَاز:له فُؤَادٌ نَبْضٌ ،و یُحَرَّک،و ککَتِفٍ ،الثّلاثَهُ ذَکَرَهُنَّ الصّاغَانِیُّ ،و زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :فُؤَادٌ نَبِیضٌ (2)،کأَمِیرٍ، أَی شَهْمٌ رَوَّاحٌ (3).قال الصّاغَانِیُّ :و یُنْشَدُ بالأَوْجُهِ الثَّلاثَهِ قولُ المُسَیَّبِ بنِ عَلَسٍ یَصِفُ ناقَهً .

و إذا أَطَفْتَ بِهَا أَطَفْتَ بکَلْکَلٍ

نَبْضِ الفَرَائِص مُجْفِرِ الأَضْلاعِ

و وَضَع یَدَه عَلَی مَنْبِضِ القَلْبِ ،هو حَیْثُ تَرَاهُ یَنْبِضُ ، و حیثُ تَجِدُ هَمْسَ نَبَضَانِهِ ،کما فی الأَسَاسِ و العُبَاب.

و المِنْبَضُ ، کمِنْبَرٍ:المِنْدَفَهِ ،و فی الصّحاحِ :المِنْدَفُ مثْل المِحْبَضِ ،قال:و قالَ الخَلِیلُ قد جاءَ فی بعضِ الشِّعْرِ: المَنَابِضُ :المَنَادِفُ .قلتُ :و المُرَادُ به قولُ الشّاعرِ:

لُغَامٌ عَلَی الخَیْشُومِ بَعْدَ هِبَابِهِ

کمَحْلُوجِ عُطْبٍ طَیَّرَتْه المَنَابِضُ

و قالَ اللَّیْثُ : النَّابِضُ :اسمُ الغَضَب ،صِفَهٌ غالِبَهٌ ،و هو مَجَازٌ،یُقَال: نَبَضَ نَابِضُهُ ،أَی هَاجَ غَضَبُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

نَبَضَتِ الأَمْعَاءُ تَنْبِضُ :اضْطَرَبَتْ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

ص:159


1- (1) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
2- (2) الذی فی الأساس:له فؤاد نَبِض.
3- (3) فی الأساس:رُوَاغ.

ثُمَّ بَدَتْ تَنْبِضُ أَحْرَادُهَا

إِنْ مُتَغَنَّاهً و إِنْ حَادِیَهْ (1)

و وَجَعٌ مُنْبِضٌ .

و النَّبْضُ :نَتْفُ الشَعرِ،عن کُرَاع.

و أَنْبَضَتْهُ الحُمَّی.

و تقول:رَأَیْتُ وَمْضَهَ بَرْق، کنَبْضَهِ عِرْق.

و جَسَّ الطَبِیبُ مَنْبِضَهُ (2)،و مَنَابِضَهُم .

و أَنْبَضَ النَّدّافُ مِنْبَضَتَه (3).

و فُلانُ ما نَبَضَ له عِرْقُ عَصَبِیَّهٍ ،إِذا لم یَتَعَصَّب،و هو مَجَاز.

و یُقَال:ما دام لی (4)عُرَیْقٌ نابِضٌ لَمْ أَخْذُلْک،أَی ما دُمْتُ حَیًّا،و هو مَجَاز.

و ذکرَ الجَوْهَرِیُّ المَثَلَ « إِنْبَاضٌ مِنْ غَیْرِ تَوْتِیرٍ»و لم یَذْکُرْ فِیمَ یُضْرَب،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :یُضْرَب لِمَنْ یَنْتَحِلُ ما لَیْسَ عِنْدَه أَدَاتُه.

و یُقَال أَیضاً:«مَا یُعَرَفُ له مَنْبِضُ عَسَلَهٍ »کقولهم:

مَضْرِبُ عَسَلَهٍ ،إِذا لم یَکُنْ له أَصلٌ ،و لا قَوْم.

و المَنَابِضُ :مَوْضعٌ (5)فی شِعْر المُسَیَّبِ بنِ عَلَسٍ ،و قیل للمُتَلَمِّس.

أَ لَکَ السَّدِیرُ و بَارِقٌ

و مَنَابِضٌ و لَک الخوَرْنَقْ

و القَصْرُ من سِنْدَادَ ذُو الشُّ

رُفَاتِ و النَّخْلُ المُنَبَّقْ

نتض

نَتَضَ الجِلْدُ نُتُوضاً أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :أَی خَرَجَ به دَاءٌ فَأَثَارَ القُوَبَاءَ،ثُمَّ تَقَشَّرَ طَرَائقَ بعضُهَا من بَعْضٍ ،و مثْلهُ فی التَّهْذِیبِ .و فی اللِّسَانِ :خَرَج علیه داءٌ کآثَارِ القُوَبَاءِ و أَخْصَرُ من ذلِکَ عِبَارَهُ ابنِ القَطَّاع:

نَتَضَ الجِلْدُ نُتُوضاً :تَقَشَّرَ من داءٍ،کالقُوَبَاءِ.

و قالَ أَبو زَیْدٍ: مِنْ مُعَایَاهِ العَرَبِ قَوْلُهُم: ظَبْیٌ بِذِی تُنَاتِضَهٍ یَقْطَعُ رَدْغَهَ الماءِ،بِعَنَقٍ و إِرْخَاءٍ قال: یُسَکِّنُونَ الرَّدْغَه فی هذِه الکَلِمَهِ وَحْدَهَا ،هکَذَا نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان و الصّاغَانِیُّ ،إِلاّ أَنَّهُمْ قالُوا:«ضَأْنٌ »بَدَل«ظَبْیٍ »و هو نَصَّ أَبِی زَیْدٍ هکَذَا،و لم یَضْبُطُوا تُنَاتِضَه ،و لم یُعَرِّفُوا ما هُوَ، و هو کعُلاَبِطَهٍ ،کَأَنَّهُ اسمُ مَوْضِعٍ ،و أَمّا رَدْغَهُ المَاءِ،فسیأْتی ذِکْرُه فی مَوْضِعه.

و قال اللَّیْثُ : أَنْتَضَ العُرْجُونُ ،و هو ضَرْبٌ من الکَمْأَه یَتَقَشَّرُ مِنْ أَعَالِیهِ و نصُّ العَیْن:و هو شَیْ ءٌ طَوِیلٌ من الکَمْأَهِ تَنْقَشِرُ أَعَالیه قال: و هو یَنْتِضُ عَنْ نَفْسِه کما تَنْتِضُ الکَمْأَهُ الکَمْأَهَ ،و السِّنُّ السِّنَّ إِذَا خَرَجَتْ فرَفَعَتْهَا عن نَفْسِها ،لم یَجِیءْ إِلاّ هذا.هکذا نَصُّ العَیْن.قال الأَزْهَرِیُّ :هذا صحیحٌ و مَسْمُوعٌ من العَرَب.قال:و لم أَجِدْه لغیْرِ اللَّیْث.

و قال ابنُ القَطّاع: أَنْتَضَ العُرْجُونُ :تَفَتَّحَ .و لو قال المصنِّف هکذا لکانَ اخْتِصَاراً حَسَناً؛فإِنَّه حَاصِلُ ما قاله اللَّیْثُ فی عِبَارَهٍ طویله.

نحض

النَّحْضُ :اللَّحْمُ نَفْسُه،قاله اللَّیْثُ ، أَو النَّحْضُ و النَّحْضَهُ : المُکْتَنِزُ منه کلحْمِ الفَخِذِ،قاله الجَوْهَرِیُّ .و أَنشدَ الصّاغَانِیُّ للنابِغَه:

مَقْذُوفَهٍ بدَخِیسِ النَّحْضِ بَازِلُهَا

لَهُ صَرِیفٌ صَرِیفَ القَعْوِ بالمَسَدِ

و فی الأَسَاسِ :أَطْعَمَهم النَّحْضَ ،و سَقاهُمُ المَحْضَ ، و هو اللَّحْمُ المُکْتَنِزُ.

و یُقال:اشْوِ لنا هذِه النَّحْضَهَ ، بهاءٍ:القِطْعَه الکَبِیرَه منه ،قاله اللَّیْثُ ،و کُلُّ بَضْعَهِ لَحْمٍ لا عَظْمَ فیها:لَفِئَهٌ ، نحو النَّحْضَهِ ،و الهَبْرهِ ،و الوذْرَهِ ، ج:نُحُوضٌ (6)و نِحَاضٌ .

و أَنشدَ الجَوْهَرِیُّ لعَبِیدِ بنِ الأَبْرَصِ :

ثمّ أَبْرِی نِحَاضَهَا فتَرَاهَا

ضَامِراً بَعْدَ بُدْنِهَا کالهِلاَلِ

ص:160


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:إن متغناه الخ أراد:متغنیه،اضطر فحوله إلی لفظ المفعول،و قوله:حادیه أی ذات حداء،انظر اللسان.
2- (2) ضبطت بالحرکه فی الأساس بفتح و کسر الباء.
3- (3) فی الأساس:مِنْبَضَه.
4- (4) الأساس:«فیّ ».
5- (5) فی معجم البلدان:موضع بنواحی الحیره.و ذکره بدون ألف و لام.
6- (6) عن القاموس و بالأصل«نحض».

و قد نَحُضَ ،ککَرُمَ ، نَحَاضَهً :کَثُرَ لَحْمُ بَدَنِهِ .و فی الصّحاحِ :اکْتَنَزَ لَحْمُه، فهو نَحِیضٌ ،و هی نَحِیضَهٌ .

و المَنْحُوضُ ،و النَّحِیضُ :الذَّاهِبَا اللَّحْمِ ،أَو الکَثِیراهُ .

ضِدُّ،و قال ابنُ السِّکِّیتِ : النَّحِیضُ من الأَضداد،یَکُون الکَثِیرَ اللَّحْم،و یکونُ القَلِیلَ اللَّحْمِ ،کأَنَّهُ نُحِضَ ،کعُنِیَ نَحْضاً ،أَی قَلَّ لَحْمُه ،و قد نَحُضَا نَحَاضَهً :کَثُرَ لَحْمُهُما.

و قال الأَزْهَرِیُّ :و نَحَاضَتُهما :کَثْرهُ لحْمِهما،و هی مَنْحُوضَهٌ و نَحِیضٌ .

و نُحِضَ ،کعُنِیَ ،فهو مَنْحُوضٌ :ذَهَبَ لَحْمُه، کانْتُحِضَ ،بالضَّمِّ .

و نَحَضَ ، کمَنَعَ ، یَنْحَضُ نُحُوضاً :نَقَصَ لَحْمُه، کانْتُحِضَ ،بالضَّمِّ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:رَجُلٌ نَحْضٌ :کَثِیرُ اللَّحْمِ ،و نَحِیضٌ :

قلیلُ اللَّحْمِ ،و انْتُحِضَ الرَّجُلُ ،علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه،أَی ذَهَبَ لَحْمُه.

و نَحَضَ اللَّحْمَ ،کمَنَعَ ،و ضَرَب، یَنْحَضُه ،و یَنْحِضُه نَحْضاً : قَشَرَهُ فهُوَ مَنْحُوضٌ .

و من المجَاز: نَحَضَ فُلاناً ،إِذا أَلَحَّ عَلَیْهِ فی سُؤَالِهِ حَتَّی یکونَ ذلِکَ السُّؤالُ کنَحْضِ اللَّحْمِ عن العَظْمِ .و فی الأَسَاسِ : نَحَضَهُ ،إِذا نَهَکَه بالسٌّؤالِ .

و من المَجَاز: نَحَضَ السِّنَانَ و کذا النَّصْلَ ،إِذَا رَقَّقَهُ و أَرْهَفَهُ و أَحَدَّهُ علی المِسَنِّ ، فهو نَحِیضٌ و مَنْحُوضٌ ،کأَنَّکَ لمَّا رَقَّقْتَه أَخَذْتَ نَحْضَهُ ،قال أَبُو سَهْم الهُذَلیَّ :

و شَقُّوا بمَنْحُوضِ القِطَاعِ فُؤادَه

لَهُمْ قِتَراتٌ قد بُنِینَ مَحَاتِدُ (1)

و فی الصّحاح:قال امْرُؤُ القَیْسِ یَصِفُ الجَنْبَ ،قال ابنُ بَرِّیّ :صَوابُه یَصِفُ الخَدَّ،و صَدْرُه: (2)

یُبَارِی شَبَاهَ الرُّمْحِ خدًّ مُذَلَّقٌ

کصَفْحِ السِّنَانِ الصُّلَّبِی النَّحِیضِ

و نَحَضَ العَظْمَ نُحُوضاً : أَخَذَ لَحْمَهُ ، کانْتَحَضَهُ ، و فی الصّحاحِ : نَحَضْتُ ما علی العَظْمِ من اللَّحْمِ ، و انْتَحَضْتُه ،أَی اعْتَرَقْتُهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المُنَاحضَهُ :المُمَاحَکَهُ و اللَّوْمُ ،کما فی التَّکْمِلَهِ .و فی الأَساسِ : ناحَضْتُه :مَاحَکْتُهُ و لاَحَیْتُهُ ،و هو مَجازٌ.و نقَلَ ابنُ بَرِّیّ عن أَبی زَیْدٍ: نَحَضَ الرَّجُلَ :سأَلَهُ و لاَمَهُ ،و أَنْشَدَ لسَلاَمهَ بنِ عُبَادهَ الجعْدِیِّ :

أَعْطَی بِلا مَنٍّ و لا تَقَارُضِ

و لا سُؤَالٍ معَ نَحْضِ النّاحِضِ

و نَحضَ الشَّیءَ نُحُوضاً :قَلَّمَه،عن ابنِ القَطّاعِ .

و نَحضَهُ الدَّهْرُ:أَضَرَّ به،و هو مَجَازٌ.

نضض

نَضَّ الماءُ من العَیْنِ یَنِضُّ نَضّاً ،و نَضِیضاً :

نَبَعَ ،أَو سالَ ،کبَضَّ ،أَو سَالَ قَلِیلاً قَلِیلاً ،کما فی الصُّحاحِ ، أَوْ خَرَجَ رَشْحاً کما یَخْرُجُ من حَجَرٍ. و بِئْرٌ نضُوضٌ ،إِذَا کانَ ماءُهَا یَخْرُج کذلِک.

و نَضَّ العُودُ یَنِضُّ نَضِیضاً : غَلَی أَقْصَاهُ بَعْدَ أَنْ أُوقِدَ أَدْنَاه ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و نَضَّتِ القِرْبَهُ من شِدَّهِ الملْ ءِ تَنِضُّ نَضِیضاً : انْشقَّتْ و خَرجَ منها الماءُ،و منه

16- الحَدِیثُ (3): «فالمزَادَهُ تَکَادُ تَنِضُّ من المَلءِ» (4).

و النَّضِیضُ :المَاءُ القَلِیلُ ،ج: نَضَائِضُ ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابٌ : نِضَاضٌ ،بالکَسْرِ،کَمَا فی الصّحاحِ و العُبَابِ و اللِّسَانِ .

و النَّضِیضَهُ ، بهاءٍ:المَطَرُ القَلِیلُ ،رَوَاه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عَمْرٍو،و قِیلَ :هُوَ المَطَرُ الضَّعِیفُ ،و قیل:هی السّحابَهُ الضَّعِیفَهُ ،و قِیلَ :هی الَّتِی تَنِضُّ بالماءِ:تَسِیلُ ، ج: أَنِضَّهٌ و نَضَائِضُ ،و أَنْشَدَ الفَرّاءُ:

ص:161


1- (1) البیت لأسامه بن الحارث دیوان الهذلیین 206/2 و ضبطت قترات بکسر القاف و فتح التاء عنه،و تعنی نصال الأهداف(اللسان:قتر) و القطاع واحده قطع و هو النصل القصیر العریض.و محاتد:أصول قد کانت قدیمه.
2- (2) کذا بالأصل.
3- (3) فی اللسان:و فی حدیث عمران و المرأه صاحبه المزاده قال:و المزاده.
4- (4) فی اللسان:من الماء.

و أَخْوَتْ نُجومُ الأَخْذِ إِلاَّ أَنِضَّهً

أَنِضَّهَ مَحْلٍ لیس قَاطِرُهَا یُثْرِی

أَی لیس یَبُلُّ الثَّرَی.و قالَ الأَسَدِیُّ ،کما فَی الصّحاحِ ، و قِیلَ :هُوَ لأَبِی مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیَّ :

یا جُمْلُ أَسْقَاکِ البُرِیْقُ الوَامِضُ

و الدِّیَمُ الغَادِیَهُ النَّضَانِضُ

فی کلِّ عامٍ قَطْرُهُ نَضَائِضُ

و یُرْوَی:فی کُلِّ یَوْمٍ ،و رَوَاهُ أَبُو زِیَادٍ الکِلابِیُّ فی نَوَادِرِه لأَبِی شِبْلٍ الکِلابِیِّ ،و هو لأَبِی مُحَمَّدٍ،کما فی العُبِابِ .

و النَضِیضَهُ من الرِّیَاح: الرِّیحُ الَّتِی تَنِضُّ بالمَاءِ فیَسِیلُ ، أَوْ هِیَ الضَّعِیفَهُ ،نَقَلَهُ أَبو عُبَیْدٍ.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: جاءُوا بأَقْصَی نَضِیضِهِم،و نَضِیضَتِهِمْ ، أَی جَمَاعَتِهِم ،کما فی العُبَابِ .

و إِبِلٌ ،و فی الصّحاحِ :یُقَال:لقد تَرَکَتِ الإِبِلُ الماءَ و هی ذَاتُ نَضِیضَهٍ ،و ذاتُ نَضَائِضَ ،أَی ذاتُ عَطَشٍ لَمْ تَرْوَ.

و رَجُلٌ نَضِیضُ اللَّحْمِ :قَلِیلُهُ و کَذلِکَ نَضُّهُ .و نَضْنَاضُهُ و نُضَاضَهُ الماءِ و غَیْرِه،بالضَّمِّ :بَقِیَّتُهُ و آخِرُه،جَمعُه:

نَضَائِضُ و نُضَاضُ ،و هو مَجَاز. و النُّضَاضَهُ من وَلَدِ الرَّجُلِ :آخِرُهُم ،و هو مجَازٌ.و قالَ أَبو زَیْدٍ:هو نُضَاضَهُ وَلَدِ أَبَوَیْهِ ، لِلمُذَکَّرِ و المُؤَنَّثِ و التَّثْنِیَهِ ،و الجَمْع ،مثلُ العِجْزَهِ و الکِبْرَهِ .

و نُضَاضُهُمْ ،بالضَّمِّ أَیْضاً:خَالِصُهُم ،و کذلِکَ مُضَاضُهُم و مُصَاصُهُمْ .

و أَمْرٌ نَاضٌّ :مُمْکِنٌ ،و قد نَضَّ یَنِضُّ نَضِیضاً ،إِذا أَمْکَنَ و تَیَسَّرَ.

و من المجاز: هو یَسْتَنِضٌّ مَعْرُوفاً ،أَی یَسْتَقْطِرُه ،و قیل یَسْتَخْرِجه،و قیل:یَسْتَنْجِزُه.و قال رُؤْبَهُ یُخَاطِبُ امرأَتَه:

إِن کان خیرٌ مِنْکِ مُسْتَنَضَّا

فاقْنَیْ فَشَرُّ القَوْلِ ما أَمَضَّا

و الاسمُ : النَّضَاضُ ،بالکَسْرِ ،قال:

تَمْتَاحُ دَلْوِی مُطْرَبَ النَّضَاضِ (1)

و لا الجَدَی من مُتْعَبٍ حَبَّاضِ

و قَوْلُ الرّاجِزِ:

تَسْمعُ للرَّضْفِ بها نَضَائِضَا

النَّضَائِضُ :صَوْتُ الشِّواءِ علی الرَّضْفِ .قال ابنُ سِیدَه:

و أُراه للوَاحِدِ،کالخَشَارِم،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الوَاحِدَهُ نَضِیضَهٌ ،و یُعْنَی بصَوْت الشِّواء أَصْوَتُ الشِّواءِ و إِلَیْه مالَ الجَوْهَرِیُّ .

و حَیَّهٌ نَضْنَاضَهٌ ،و نَضْنَاضٌ :لاَ تَسْتَقِرُّ فی مَکَانٍ لِشرَّتِهَا و نَشَاطِهَا. أَو هی الَّتِی إِذَا نَهَشَتْ قَتَلَتْ من سَاعَتِهَا،أَو هی الَّتِی أَخْرَجَت لِسَانَهَا تُنَضْنِضُه ،أَی تُحَرِّکُهُ ،و الصّادُ فی المَعْنی الأَخِیرِ لُغَهٌ ،قالَ رُؤُبَهُ :

کَمْ جاوَزَتْ من حَیَّهٍ نَضْنَاضِ

و أَسَدٍ فی غِیلِهِ قَضْقاضِ

و قالَ الرّاعِی یَصِفُ صَائِداً فی نَامُوسِهِ :

تَبِیتُ الحَیَّهُ النَّضْنَاضُ منهُ

مکَانَ الحِبِّ یَسْتَمِعُ السِّرَارَا (2)

قال ابنُ جِنِّی:أَخْبرَنِی أَبو عَلیٍّ ،یَرفَعُه إِلی الأَصْمَعِیِّ ، قالَ :حَدَّثَنَا،و فی الصّحاحِ :قال،و فی العُبَابِ :زَعَمَ عِیسی بنُ عُمَر،سَأَلْتُ ذا الرُّمَّهِ عن النَّضْنَاضِ فلم یَزِدْنِی أَنْ حَرَّکَ لِسَانَهُ فِی فِیهِ ،کما فی الصّحاحِ ،و فی العُبَابِ :

قالَ لذِی الرُّمَّهِ :ما الحَیَّهُ النَّضْنَاضُ ؟فأَخْرَج لِسَانَهُ یُحَرِّکُه فی فِیهِ ،و أَوْمَأَ إِلیه به.و نَصُّ ابنِ جِنِّی:فأَخْرَجَ لِسَانَه فحَرَّکَه (3).

و فی اللَّسِانِ : نَضْنَضَ لِسَانَه:حَرَّکَهُ ،الضَّادُ فیه أَصْلٌ و لیسَتْ بَدَلاً من صادِ نَضْنَضَه ،کما زَعمَ قومٌ ؛لأَنَّهُما لَیْستَا أُخْتَیْن فتُبْدلَ إِحْدَاهُما من صاحِبَتِهَا.

17- و فی الحَدِیثِ عنِ أَبِی

ص:162


1- (1) فی دیوانه و التهذیب:«مکره البضاض»و الأصل کاللسان. [1]
2- (2) دیوانه ص 149 و تخریجه فیه،و البیت من قصیده یمدح سعید بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسید.و فی الدیوان:«یبیت»بدل«تبیت».
3- (3) فی التهذیب عن الأصمعی قال:أنه سأل أعرابیاً عن النضناض فأخرج لسانه و [2]حرکه،و لم یزد علی هذا.

بکْرٍ: «أَنَّهُ دُخِلَ علیه و هو یُنضْنِضُ لِسَانَه». أَی یُحَرِّکُه، و یُرْوی بالصَّادِ،و قد تقَدَّم.

و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ : النَّضُّ الإِظْهَارُ .

و النَّضُّ : مَکْرُوهُ الأَمْرِ ،یُقَال:أَصَابَنِی نَضٌّ من أَمْرِ فلانٍ .

و من المجاز:أَعْطاهُ من نَضِّ مالِهِ ،أَی صامِتِه،و هو الدِّرْهمُ و الدِّینَارُ، کالنَّاضِّ ،فِیهما .قال الأَصْمَعِی:و هی لُغَهُ أَهْلِ الحِجَاز،قال: أَو إِنَّمَا یُسَمَّی نَاضًّا ،إِذَا تَحَوَّلَ عَیْناً بَعْدَ أَنْ کَان مَتَاعاً ،لأَنَّهُ یُقال:ما نَضَّ بیَدِی مِنْهُ شَیْ ءٌ،

17- و فی حَدِیثِ عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه: «کانَ یأْخُذُ الزَّکاهَ من ناضِّ المالِ ». و هو ما کانَ ذَهَباً أَو فِضَّهً ،عَیْناً أَوْ وَرِقاً.

و وُصِفَ رجلٌ بکَثْرَهِ المالِ فقِیلَ :أَکْثَرُ النَّاسِ نَاضّاً .

و النَّضُّ : تَحْرِیکُ الطَّائرِ جَنَاحَیْهِ لِیَطِیرَ.

و أَنَضَّ الحاجَهَ إِنْضَاضاً : أَنْجزَها و أَنَضَّ الرّاعِی السِّخَالَ :سَقَاهَا نَضِیضاً من اللَّبَنِ ،أَی قلیلاً منه.

و اسْتَنَضَّ حقَّهُ من فُلانٍ : اسْتَنْجَزَهُ و أَخَذَ منه الشَّیْ ءَ بعد الشَّیْ ءِ، أَو اسْتَخْرَجَهُ شَیْئاً بعد شَیْ ءٍ .

و نَضْنَضَ الرَّجلُ : کَثُر نَاضُّهُ ،و هو ما ظَهَرَ و حصَلَ مِن مالِهِ .

و نَضْنَض فُلاناً :حَرَّکَه و أَقْلَقَهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،قالَ :

و منه الحَیَّهُ النَّضْنَاضُ ،و هو القَلِقُ الَّذِی لا یَثْبُتُ فی مَکَانِه لشَرِّه (1)و نَشَاطِهِ .

و تَنَضَّضْتُ منه حَقِّی:اسْتنْظَفْتُه (2)،أَی:اسْتَوْفَیْتُه شیئاً بعدَ شَیْ ءٍ.

و تَنَضَّضْتُ الحاجهَ :تَنَجَّزْتُهَا .

و تَنَضَّضْتُ فُلاناً:اسْتَحْثَثْتُه .نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

*و مّما یُسْتَدْرک علیه:

النَضَضُ ،مُحَرَّکَهً :الحِسَی،و هو ماءٌ علی رَملٍ دُونَه إِلی أَسْفَلَ أَرْضٌ صُلْبَهٌ ،فکُلَّما نَضَّ مِنْهُ شَیْ ءٌ،أَی رَشَحَ و اجْتَمَعَ ،أُخِذَ.

و اسْتَنَضَّ الثَّمَادَ (3)من الماءِ:تَتَبَّعَهَا و تَبَرَّضَهَا.

و نَضَّ إِلیه مِنْ مَعْرُوفِه شیءٌ یَنِضُّ نَضّاً و نَضِیضاً :سالَ .

و أَکْثَرُ ما یُسْتعْمَلُ فی الجَحْدِ،و هی النُّضَاضَهُ ،و یُقَال: نَضَّ من مَعْرُوفِک نُضَاضَهٌ ،و هو القَلِیلُ منه.

و قال أَبو سَعِیدٍ:عَلَیْهِم نَضَائِضُ من أَمْوَالِهم و بَضَائضُ (4)،وَاحِدُها نَضِیضَه و بضِیضَهٌ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : نضَّ له بشیْ ءٍ،و بَضَّ له بشیْ ءٍ،و هو المَعْرُوفُ القَلِیلُ .

و نُضَاضَهُ الشَّیْ ءِ،بالضَّمِّ :ما نَضَّ منه فی یَدِک، و النَّضُّ :الحاصِلُ ،یقالُ :خُذْ ما نَضَّ لَکَ من غَرِیمِک،أَی تَیَسَّرَ و حَصل.

و اسْتَنَضَّ مِنْهُ شَیْئاً:حَرَّکَه و أَقْلَقَه،عن ابنِ الأَعْرابیِّ .

و نَضْنَضَ البعِیرُ ثَفِنَاتِه:حَرَّکَها و بَاشَرَ بها الأَرْضَ ،قال حُمیْدُ:

و نَضْنَضَ فی صُمِّ الحَصَی ثَفِنَاتِهِ

و رامَ بسَلْمَی أَمْرَه ثُمَّ صَمَّمَا

و یُقَال بالصّادِ،و قد تَقَدَّم.

و النَّضْنَضَهُ :صَوْتُ الحَیَّهِ ،عن ابن عَبّاد،و منه الحَیَّهُ النَّضْنَاضُ ،أَی المُصوِّتَهُ .

و رجُلٌ نَضْنَاضُ اللَّحْمِ و نَضُّه :قَلِیلُه.

نعض

النُّعْضُ ،بالضَّمّ :شَجَرٌ بالحِجَازِ،کما فی الصّحاحِ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هو من العِضَاهِ شائِکٌ . قال الجوْهرِیُّ و الدِّینَوَرِیُّ : یُسْتَاکُ بِهِ ،و قال الأَخِیرُ:لم یَبْلُغْنِی له حِلْیَهٌ ،الوَاحِدَهُ نُعْضَهٌ .و قال أَبُو زَیْدٍ،و الأَصْمَعِیُّ :هو معْرُوفٌ .و فی الصّحاح:قال الرّاجزُ:

من اللَّوَاتِی یَقْتَضِبْنَ النُّعْضَا

قلتُ :الرَّجزُ لرُؤْبَهَ یَذکر شَبَابَه،و الرِّوایه:«خِدْنَ اللَّوَاتِی»و صدْرُه:

ص:163


1- (1) فی التهذیب:«بشرّته»و فی اللسان:«لشرّته».
2- (2) فی التکمله:استنطفته.
3- (3) عن اللسان و [1]بالأصل«الثمار».
4- (4) عن التهذیب و اللسان و [2]بالأصل«نصائص..و نصیصه».

فی سَلْوَهٍ عِشْنَا بذَاک أُبْضَا (1)

أَی یَقْتَطِعْنَه لیَسْتَکْنَ به. و یُدْبَغُ بلِحَائِهِ ،مَأْخوذٌ من قَوْلِ ابن عَبّادٍ:هو شَجرهٌ خَضْراءُ لیسَ لهَا وَرَقٌ و إِنَّمَا هی قُضْبَانٌ یُدْبَغ بلِحائِهَا،و لا تَنْبُتُ إِلاّ بالحِجَازِ.

و فی التَّهْذِیب:قال ابنُ دُرَیْدٍ:یُقَالُ : ما نَعَضْتُ منه شَیْئاً،کمَنَعْتُ ،أَی ما أَصَبْتُ .قال الأَزْهَرِیُّ :و لا أَحُقُّه، و لا أَدْرِی ما صِحَّتُه:قال الصَّاغَانِیُّ :لم أَجِدْ فی الجَمْهَرَه ما ذَکَرَ عنه الأَزْهریّ .و لعلّه وجَدَه فی کِتَابٍ آخَر له (2).

نغض

نَغَضَ الشیءُ،کالرَّأْسِ و الثَّنِیَّهِ و غَیْرِهما، کنَصَرَ و ضَرَب ،الأَخِیرُ عن الکِسائِیِّ ، نَغْضاً ،و نُغُوضاً ، و نَغَضَاناً ،و نَغَضاً ،مُحَرَّکَتَیْن ،أَی تَحرَّکَ و اضْطَرَبَ فی ارْتِجَافٍ ، کأَنْغضَ و تَنَغَّضَ .و نَغَضَ رَأْسَهُ أَیضاً،إِذا حَرَّکَ ، یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی،حکاه الأَخْفَشُ .و کُلُّ حَرَکهٍ فی ارْتِجافٍ : نَغْضٌ ،قال:

سَأَلْتُ هل وَصْلٌ فقالَتْ :مِضِّ

و حَرَّکَتْ لی رَأْسَهَا بالنَّغْضِ

کأَنْغَضَ ،یُقَال: أَنْغَضَهُ ،إِذَا حَرَّکَه،کالمُتَعجِّب من الشَّیْ ءِ،و منه قَوْلُهُ تَعَالی: فَسَیُنْغِضُونَ إِلَیْکَ رُؤُسَهُمْ (3)، أَی؛یُحَرِّکُونها علی سَبِیلِ الهُزْءِ.و قال أَبُو الهَیْثَم:یُقَالُ للرَّجُلِ إِذَا حُدِّثَ (4)بشَیْ ءٍ فحَرَّکَ رَأْسَه إِنْکَاراً له:قد أَنْغَضَ رَأْسَه.

16- و فی الحَدِیثِ : «فأَخَذَ یُنْغِضُ رَأْسَه،کَأَنَّه یَسْتَفْهِمُ ما یُقَال». أَی یُحَرِّکُه و یَمِیلُ إِلیه.

و نَغَضَ الشیءُ: کَثُر و کَثُفَ ، و منه: غَیْمٌ نَاغِضٌ و نَغّاضٌ ،ککتّانٍ ،أَی کثِیفٌ مُتَحَرِّکٌ بَعْضُه فی أَثَرِ بَعْضٍ مُتَحَیِّرٌ لا یَسِیرُ.قال ذلِکَ اللَّیْثُ ،و حَکاه عنه الأَزْهَرِیُّ و الجوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

أَرَّقَ عَیْنَیْکَ عن الغَمَاضِ

بَرْقٌ سَرَی فی عَارِضٍ نَغّاضِ

قال الصّاغانِیُّ :و الرِّوایه:«نَهَّاضِ »لا غیرُ،و أَمّا الشاهِدُ ففی مَشْطُورٍ آخرَ له من هذِه الأُرْجُوزهِ یصفُ الفِتْنَهَ :

تَبْرُق بَرْقَ العَارِضِ النَّغَّاضِ

و قال ابْنُ فارِسٍ : نَغَضَ الغَیْمُ ،إِذا سار.

و

14,1- فی الحَدِیث: وَصَفَ علیٌّ ،رَضِیَ اللّه عنه،رسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلم،فقال: «کان النَّبیُّ صلی اللّه علیه و سلم نَغَّاضَ البَطْنِ » فقالَ له عُمَرُ رضی اللّه عنه:«ما نَغّاضُ البَطْنِ ؟»فقال: أَی مُعَکَّنه.و کان عُکَنُه (5)أَحْسَنَ من سَبَائِک الذَّهَبِ و الفِضَّهِ . و لَمّا کان فی العُکَنِ نُهُوضٌ و نُتُوءٌ عن مُسْتَوی البَطنِ قیلَ لِلْمُعَکَّنِ (6):

نَغّاضُ البَطْنِ ،و یحْتَملُ أَنْ یبْنِیَ فَعَّالاً من الغُضُون،و هی المکَاسِرُ فی البَطْنِ المُعکّن،علی القَلْب.

و نَغْضٌ ،بالفَتْح و یُکْسَرُ:اسمٌ للظَّلِیمِ مَعْرِفهً ،لأَنَّه اسمٌ للنَّوْعِ ،کأُسامَهَ ،قال العَجّاجُ یصِفُه:

و اسْتَبْدَلت رُسُومُه سَفَنَّجَا

أَصَکَّ نَغْضاً لا یَنِی مُسْتَهْدَجَا (7)

أَو لِلجَوَّالِ منه ،قاله أَبو الهَیْثَم.و قالَ اللَّیْثُ :إِنَّمَا سُمِّیَ الظَّلِیمُ نَغْضاً ،لأَنّه إِذَا عَجِلَ (8)فی مِشْیَتِه ارْتَفَع و انْخَفَض.

و النَّغْضُ أَیْضاً:مَنْ یُحَرِّکُ رأْسَهُ و یَرْجُفُ فی مِشْیتِهِ ، وَصْفٌ بالمصْدَر.

و النَّغْضُ : أَنْ یُورِدَ إِبِلَه الحَوْضَ ،فإِذَا شَرِبَت أَخْرَجَ من کُلِّ بَعِیرَیْنِ بَعِیراً قَوِیًّا،و أَدْخَلَ مَکَانَهُ بَعِیراً ضَعِیفاً ،هذَا تصحیفٌ ،و الصّوابُ فیه نَغْضٌ ،بالصّادِ المُهْمَلهِ ،و قد ذَکَرهُ هُناک علی الصَّوابِ ،فلیُتَنَبَّه لذلِک.

و النُّغْضُ ، بالضَّمِّ ،و یُفْتَحُ و هو قلیل: غُرْضُوفُ الکتِفِ ، و قیل:أَعْلَی مُنْقَطَعِ غُضْرُوفِ الکَتِفِ ، أَوْ حَیْثُ یَجِیءُ و یَذْهبُ منه .و قیل: النُّغْضَانِ یَنْغُضَان من أَصْلِ الکَتِفِ فیتَحرَّکان إِذا مَشی، کالنّاغِضِ فیهِما .

و قال شَمِرٌ: النّاغِضُ من الإِنْسَان:أَصْلُ العُنُقِ حیثُ

ص:164


1- (1) بعده کما ی اللسان: فقد أفدّی مرجما منقضَّا.
2- (2) عباره التکمله:نسبه الأزهری إلی ابن درید و لم أجده فی الجمهره.
3- (3) سوره الإسراء الآیه 51. [1]
4- (4) ضبطت عن التهذیب و اللسان. [2]
5- (5) العکنه:الطی فی البطن من السمن،جمعها عُکَن مثل غرفه و غرف و ربما قیل اعکان،المصباح.
6- (6) عن النهایه و [3]اللسان و [4]بالأصل«للعکن».
7- (7) فی المحکم:أسک بالسین.
8- (8) فی التهذیب:«إذا عجّل مشیته»و الأصل کاللسان. [5]

یَنْغُضُ رَأْسُه،و نُغْضُ الکَتِفِ :هو العَظْمُ الرَّقِیقُ علی طَرَفِهَا.

و نَاغَضَ :ازْدَحمَ ،مَأْخُوذٌ من قولِ ابنِ فارِسٍ :نَاغَضَتِ الإِبِلُ علی الماءِ،أَی ازْدَحَمَت،و هذَا أَیْضاً تصْحِیفٌ من ابنِ فارِسٍ ؛فَإِنَّ الصّوابَ فیه:تَنَاغَصَتِ الإِبِلُ ،بالصَّاد، کما مَرَّ عن الکِسَائیِّ .

و یقال: النَّغُوضُ ، کصَبُورٍ:النّاقَهُ العظِیمهُ السَّنَامِ ؛لأَنَّه إِذَا عظُمَ اضْطَرَب ،نقله ابنُ فارس.

*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:

النَّغَضَانُ :القَلَقُ و الرَّجَفانُ .

و نَغَضَ أَمْرُه:وَهَی.

و مَحَالٌ نُغَّضٌ .قال الرّاجِزُ:

لا مَاءَ فی المَقْراهِ إِنْ لم تَنْهَضِ

بمَسَدٍ فَوْقَ المَحَالِ النُّغَّضِ

و النَّغْضَهُ :الشَّجَره،قالهُ ابنُ قُتیْبَهَ ،و أَنْشَد قولَ الطِّرِمّاحِ یَصِفُ ثَوْراً:

باتَ إِلی نَغَضَهٍ یَطُوفُ بها

فی رَأْسِ مَتْنٍ أَبْزَی به جَرَدُهْ

و فَسَّرَ غیرُه النَّغْضَهَ فی البَیْتِ بالنَّعامهِ .

و إِبِلٌ نَغَّاضهٌ برِحَالِهَا.

و نَغَضُوا إِلی العَدُوِّ:نَهَضُوا،و هو مجازٌ.

نفض

نَفَضَ الثَّوْبَ یَنْفُضُهُ نَفْضاً ،و کذا الشَّجر:

حرَّکَهُ لِیَنْتَفِضَ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

کَأَنَّمَا نَفَضَ الأَحْمَالَ ذَاوِیهً

علی جَوَانِبِه الفِرْصَادُ و العِنَبُ

و قال ابنُ سِیدَه: نَفَضَهُ یَنْفُضُهُ نَفْضاً ، فانْتَفَضَ .

و فی الصّحاح: نَفضَتِ الإِبِلُ :نُتِجَتْ ،و هذِه عن ابن دُریْدٍ،زادَ فی اللِّسَانِ : کأَنْفَضَت ،قال الصّاغَانِیُ :و یُرْوَی علی هذِه اللُّغَهِ قَوْلُ ذی الرُّمَّهِ یَصِفُ فَحْلاً:

سِبَحْلاً أَبا شَرْخَیْنِ أَحْیَا بَنَاتِه

مقَالِیتُهَا فهْیَ اللُّبَابُ الحَبَائسُ

کِلاَ کَفْأَتَیْهَا تَنْفُضانِ و لم یَجِدْ

له ثِیلَ سَقْبٍ فی النِّتاجَیْنِ لامِسُ

له،أَی للفحْلِ ،و رَواه الجَوْهرِیُّ «لهَا» (1)و هو غَلَطٌ ، قال:و یُرَوْی تُنْفِضَانِ ،أَی من أَنْفَضَت .و مُقْتَضَی عِبَارَهِ اللِّسانِ أَنَّه یُرْوی: تَنْفُضَانِ ،أَی من نَفَضَت ،و تُنْفَضَانِ ، مبنیًّا للمجْهُولِ ،من نَفَضت .قال:و مَنْ رَوَی« تُنْفَضَانِ » فمَعْنَاه تُسْتَبْرآنِ ،من قَوْلِک: نَفَضْتُ المکَانَ ،إِذا نَظَرْتَ إِلی جَمِیعِ ما فِیهِ حتَّی تَعْرِفَه.و من رَوَی تَنْفُضَان (2)فمَعْنَاهُ :کُلُّ واحِدٍ من الکفْأَتَیْنِ تُلْقِی مَا فی بَطْنِهَا من أَجِنَّتِهَا.ثُمَّ ظاهِرُ کَلامِ الزَّمَخْشَرِیِّ فی الأَساسِ أَنّه من المَجَاز.

و من المَجَازِ أَیْضاً: نَفَضَتِ المَرْأَهُ کَرِشَها،إِذا کَثُرَ وَلَدُها،و هی نَفُوضٌ :کَثِیرهُ الولَدِ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و من المجَازِ: نَفَضَ القَوْمُ ،إِذا ذَهَبَ زَادُهُم و فَنِیَ ، کأَنْفَضَ .

و نَفَضَ الزَّرْعُ سبَلاً: خَرجَ آخِرُ سُنْبُلِهِ .

و نَفَضَ الکَرْمُ :تَفَتَّحَتْ عَنَاقِیدُهُ .

و من المَجَازِ: نَفَضَ المَکَانَ یَنْفُضُهُ نَفْضاً ،إِذا نَظَر إِلی جَمِیعِ ما فِیهِ حَتَّی یَعْرِفَهُ ،نقله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنشدَ قولَ زُهَیْرٍ یصف بَقَرَهً فقدَتْ وَلدَها:

وَ تَنْفُضُ عنها غَیْبَ کُلِّ خَمِیلَهٍ

و تَخْشَی رُمَاهَ الغَوْثِ من کُلِّ مَرْصَدِ

تَنْفُضُ ،أَی تَنْظُر هَلْ تَری فیه مَا تَکْرَهُ أَم لا،و الغَوْثُ :

قَبِیلهٌ من طَیِّیء.

14- و فی حَدِیثِ أَبِی بَکْر و الغار: «أَنا أَنْفُضُ لک ما حَوْلَک». أَی أَحْرُسُک و أَطُوفُ هل أَرَی طالِباً (3).

و رَجُلٌ نَفُوضٌ للمَکانِ :مُتَأَمِّلٌ له، کاسْتَنْفَضَه و تَنَفَّضَهُ ، نقَلَه الجَوْهرِیُّ .

ص:165


1- (1) و هی روایه الدیوان أیضاً.
2- (2) فی اللسان:و [1]من روی تَنْفضان أو تُنْفِضان.
3- (3) النهایه و [2]اللسان:« [3]طلباً».

و اسْتَنْفَضَ القَوْمَ :تَأَمَّلَهُم،و قولُ العُجَیْرِ السَّلُولِیِّ :

إِلی مَلِکٍ یَسْتَنْفِضُ القَوْمَ طَرْفُه

له فَوْقَ أَعْوَادِ السَّرِیرِ زَئِیرُ

یقول:یَنْظُرُ إِلَیْهِم فیَعْرِفُ مَنْ بیَدِهِ الحَقُّ مِنْهُم.و قِیلَ :

معناه أَنَّه یُبْصِرُ فی أَیِّهم الرأْیُ ،و أَیّهم بخلاف ذلک، و اسْتَنْفَضَ الطَرِیقَ کذلِکَ .

و من المجَاز: نَفَضَ الصِّبْغُ نُفُوضاً : ذَهَبَ بَعْضُ لَوْنِهِ ، قال ابنُ شُمَیْلٍ :إِذا لُبِسَ الثَّوْبُ الأَحْمَرُ أَو الأَصْفَرُ فذَهَب بعضُ لَوْنِه قِیلَ :قد نَفَضَ صِبْغُهُ نَفْضاً ،قال ذُو الرُّمَّه:

کَسَاکَ الَّذِی یَکْسُو المَکَارِمَ حُلَّهً

من المَجْدِ لا تبْلَی بَطِیئاً نُفُوضُهَا

16- و فی حَدِیثِ قَیْلَهَ : «مُلاَءَتَانِ کَانَتَا مَصْبُوغَتَیْن و قد نَفَضَتَا ».

أَی نَصَلَ لَوْنُ صِبْغِهما،و لم یَبْقَ إِلاَّ الأَثَرُ.

و من المَجَاز: نَفَضَ السُّوَرَ:قَرَأَهَا ،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

النَّفْضُ :القِرَاءَهُ ،و فلانٌ یَنْفُضُ القُرآن کُلَّه ظَاهِراً،أَی یَقْرَؤُه.

و النُّفَاضَهُ ،بالضَّمِّ :نُفاثَهُ السِّواکِ و ضُوازَتُه،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قالَ غَیْرُه: النُّفَاضَهُ : مَا سَقَطَ من المَنْفُوضِ إِذا نُفِضَ ، کالنُّفَاضِ ،بالضَّمِّ ، و یُکْسَرُ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

نُفَاضَهُ کَلِّ شَیْ ءٍ:ما نَفَضْتَهُ فسَقَطَ منه،و کذلِکَ هو من الوَرَقِ ،قالوا: نُفَاضٌ من وَرَقٍ ،و أَکْثَر ذلِکَ فی وَرقِ السَّمُرِ خاصّهً ،یُجْمَعُ و یُخْبَطُ فی ثَوْب.

و النِّفْضُ ،بالکَسرِ:خُرْءُ النَّحْلِ فی العَسّالَهِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ و أَبی حَنِیفَه.

أَوْ:ما ماتَ منه فِیهَا ،نقله الصَّاغَانیُّ .

أَو النِّفْضُ : عَسلٌ یُسَوِّسُ فیُؤْخَذُ فیُدَقُّ فیُلْطَخُ به مَوْضِعُ النَّحْلِ مع الآسِ فیَأْتِیه النَّحْلُ فیُعَسِّلُ فیه،أَو هو بالقافِ ، و هذَا هو الصَّوابُ ،و هکَذَا روَاه الهَجَرِیُّ ،و أَمَا الفَاءُ فتَصْحِیفٌ .

و النَّفَضُ ، بالتَّحْرِیکِ : المَنْفُوضُ ،و هو: ما سَقَطَ من الوَرَقِ و الثَّمَرِ ،و هو فَعَلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،کالقَبَضِ بمعنی المَقْبُوضِ ،و الهَدَمِ بمعنَی المَهْدُومِ .

و النَّفَضُ أَیضاً:ما تَسَاقَطَ من حَبّ العِنَبِ حِینَ یُوجَدُ بعضُه فی بَعْضٍ ،و فی اللِّسَانِ :حین یَأْخُذُ بعضُهُ ببَعْضٍ .

و المِنْفَضُ ، کمِنْبَرٍ:المِنْسَفُ ،و هو وِعَاءٌ یُنْفَضُ فیه التَّمْرُ.

و المِنْفَاضُ :المرأَهُ الکَثِیرَهُ الضَّحِکِ ،نقله ابنُ عبّادٍ هکذَا، أَوْ هِیَ بالصّادِ المُهْمَلَهِ ،و هو الصّوابُ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

و من المَجَازِ: النَّافِضُ :حُمَّی الرِّعْدَهِ ،و فی الصّحاح:

النَّافِضُ من الحُمَّی:ذاتُ الرِّعْدَه،قال ابنُ سِیدَه مُذَکَّرٌ.و یُقَال: نَفَضَتْه ،و أَخَذَتْهُ حُمَّی بِنَافِضٍ ،بزیادَهِ الحَرْفِ ،و هو الأَعْلَی و حُمَّی نَافِضٍ ،بالإِضَافه، و قد یُقَال: حُمَّی نافِضٌ ،فیُوصَفُ به،

16- و فی حدیث الإِفک: «فأَخَذَتْهَا حُمَّی بنَافِضٍ ». أَی برِعْدَهٍ شَدِیدَهٍ ،کأَنَّهَا نَفَضَتْهَا ،أَی حَرَّکَتْهَا.

و قال الأَصْمَعِیّ :إِذَا کَانَت الحُمَّی نافِضاً قِیلَ : نَفَضَتْهُ الحُمَّی فهو مَنْفُوضٌ .

و النُّفضَهُ ،کبُسْرَهٍ ،و رُطَبَهٍ ،و النُّفَضَاءُ ،کالعُرَوَاءِ:رِعْدَهُ النَّافِضِ .

17- و قال البَرَاءُ بنُ مالکٍ ،رضِیَ اللّه عنه،یومَ الیَمَامَهِ لخَالدِ بِن الوَلِیدِ،رضی اللّه عنه:«طِدْنِی إِلَیْک»و کان تُصِیبُهُ عُرَوَاءُ مثلُ النُّفَضَهِ حتّی یُقَطَّر. ذَکَر الجَوْهَرِیُّ الأَولَی و الثّالِثَهَ ،و نقل الصّاغَانِیُّ الثَّانِیهَ ،و بها رُوِیَ الحَدِیثُ ، و الاسْمُ : النَّفَاضُ ، کسحابٍ .

و قال ابنُ الأَعْرابِیّ : النَّفَائِضُ :الإِبِلُ الَّتِی تَنْفُض ،أَی تَقْطَعُ الأَرْضَ و من المَجَازِ: أَنْفَضُوا :أَرْمَلُوا،أَو أَنْفَضُوا : هَلَکَتْ أَمْوالُهُمْ ،و أَنْفَضُوا : فَنِیَ زَادُهُم ،و هو بِعَیْنِه معنَی أَرْمَلُوا، و عباره الصّحاحِ : أَنْفَضَ القَوْمُ :هَلَکَت أَمْوَالُهم،و أَنْفَضُوا أَیضاً،مثل أَرْمَلُوا:فَنِیَ زَادُهم.و فی المُحْکَم: أَنْفَضَ القَومُ نَفِد طَعَامُهم و زَادُهم،مثل أَرْمَلُوا،قالَ أَبو المُثَلَّمِ :

لَهُ ظَبْیَهٌ و لهُ عُکَّهٌ

إِذَا أَنْفَضَ الزّاد لم تُنْفِضِ

ص:166

و الَّذِی قَرَأْتُه فی الدِّیوان:

«إِذا أَنْفَضَ الحَیُّ »... (1)

و یُرْوَی:

«لم یُنْفِضِ .

16- و فی الحَدِیث: «کُنَّا فی سَفَرٍ فأَنْفَضْنَا ». أَی، فَنِیَ زَادُنا،کأَنَّهم نَفَضُوا مَزاوِدَهم لخُلُوِّها،و هو مِثْلُ أَرْمَلَ و أَقْفَرَ.

أَو أَنْفَضُوا زَادَهُم: أَفْنَوْهُ و أَنْفَدُوه،قاله ابنُ دُرَیْدٍ،و جَعَلَه مُتَعَدِّیاً (2)، و الاسمُ : النّفاضُ ، کسَحَابٍ و غُرَابٍ ،الفَتْحُ عن ثَعْلَبٍ ،و کانَ یَقُولُ :هو الجدْبُ ، و منه المَثَلُ : النُفَاضُ یُقَطِّرُ الجَلَب »،فعَلَی قولِ منْ قال: النُّفَاضُ :فَنَاءُ الزّادِ، یقولُ فی مَعْنَی المَثَلِ :إِذا ذَهَبَ طَعَامُ القَوْمِ أَو مِیرَتهُم قَطرُوا إِبِلَهم الَّتِی کانُوا (3)یَضِنُّونَ بها،فجَلَبُوها للبَیْعِ ، فبَاعُوها و اشْتَرَوْا بثَمَنِهَا مِیرَهً .و علَی قوْلِ ثَعْلَبٍ : أَی إِذا جَاءَ الجَدْبُ جُلِبَت الإِبِلُ قِطَاراً قِطَاراً لِلْبَیْعِ ،و مآلُهما وَاحِدٌ.

و أَنْفَضَت الجُلَّهُ : نُفِضَ جمیع ما فِیها من التَّمْرِ .

و انْتَفَضَ الکَرْمُ :نَضُرَ وَرَقُه ،قال أَبو النَّجْمِ :

و انْشَقَّ عن فُطْحٍ سَوَاءٍ عُنْصُلُهْ

و انْتفَضَ البَرْوقُ سُوداً فُلْفُلُهْ

و انْتَفَضَ الذَّکَرَ:اسْتَبْرَأَهُ ممّا فیه من بَقِیَّهِ البوْلِ ،و منه

17- حدِیثُ ابنِ عُمَرَ: «أَنَّه کان یَمُرُّ بالشَّعْبِ من مُزْدَلِفَهَ فیَنْتَفِضُ و یَتَوضَأُ». کاسْتَنْفَضَهُ .

و النِّفَاضُ ، ککِتَابٍ :إِزارٌ للصِّبْیَانِ ،قاله الجَوْهَرِیُّ ، و أَنشدَ للرّاجِزِ:

جارِیَهٌ بَیْضَاءُ فی نِفَاضِ

تَنْهَضُ فیه أَیَّمَا انْتِهَاضِ

کنَهَضانِ البَرْقِ ذِی الإِیماضِ

و قال ابنُ عَبّادٍ: یُقَالُ :أَتَانَا و ما علَیْهِ من نِفَاض ،أَی شَیء من الثِّیَابِ ،و جَمْعُه النُّفُضُ .

و النِّفَاض : بِساطٌ یَنْحَتُّ علیه وَرَقُ السَّمُرِ و نَحْوِه ، و ذلِک أَنْ یُبْسَطَ له ثُوْبٌ ،ثمّ یُخْبَطُ بالعَصَا،فذلِک الثَّوْبُ نِفَاضٌ .

و ج: نُفُضٌ ،بضَمَّتین.

و النِّفَاضُ أَیضاً: ما انْتَفَضَ علیهِ من الوَرَقِ ، کالأَنافِیضِ ،نقله الصّاغانِیُّ ،و وَاحِدَهُ الأَنَافِیضِ أَنْفُوضَهٌ .

و قال الزَّمَخْشَرِیُّ : الأَنَافِیضُ :ما تَسَاقَطَ من الثَّمَرِ فی أُصولِ الشَّجَرِ.

و من المَجاز: النُّفُوضُ :البُرْءُ من المَرَضِ ،و قد نَفَضَ من مَرَضِه.

و النَّفِیضَهُ ،کسَفِینَهٍ :نحو الطَّلِیعَه،نَقَلَه الجَوْهَریُّ .

قال: و النَّفَضَهُ ،مُحَرَّکَهً :الجَمَاعَهُ یُبْعَثُون فی الأَرْضِ مُتَجسِّسِینَ ؛ لِیَنْظُرُوا هلْ فیهَا عَدُوٌّ أَمْ لا ،زاد اللَّیْث:أَو خوف،و أَنْشَدَ الجَوْهَریُّ لسَلْمَی الجُهَنِیَّهِ تَرْثِی أَخاها أَسْعَدَ،قال ابنُ برِّیّ :صوابُه سُعْدَی الجُهَنِیَّه (4)،قلتُ :

و هی سُعْدَی بِنْتُ الشَّمَرْدَلِ :

یَرِدُ المِیَاهَ حَضِیرَهً و نَفِیضَهً

وِرْدَ القَطَاهِ إِذَا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ (5)

تَعْنِی إِذَا قَصُرَ الظِّلُ نِصْفَ النَّهَارِ.و الجمْعُ : النَّفَائضُ .

قلتُ :و حَضِیرَهً و نَفِیضَهً منصوبانِ علی الحالِ ،و المَعْنَی:

أَنَّه یَغْزُو وحْدَه فی مَوْضِع الحَضِیرَهِ و النَّفِیضهِ ،و قد تقَدّم أَیضاً فی«ح ض ر».

و اسْتَنْفَضَهُ ،و اسْتَنْفَضَ ما عنده،أَی: اسْتَخْرَجَهُ ،قال رُؤْبَهُ :

صَرَّحَ مَدْحِی لکَ و اسْتِنْفَاضِی

سَیْبَ أَخٍ کالغَیْثِ ذی الرِّیَاضِ

و اسْتَنْفَضَ : بَعَثَ النَّفِیضَهَ أَی الطَّلِیعَهَ ،کما فی الصّحاحِ .و فی الأَسَاس و اللِّسَان: اسْتَنْفَضَ القومُ :بَعَثُوا النَّفَضَهَ الَّذِینَ یَنْفُضُون الطُّرُقَ .

و اسْتَنْفَضَ بالحَجَرِ:اسْتَنْجَی ،و منه

16- الحَدِیثُ : «ابْغِنِی أَحْجَاراً أَسْتَنْفِضُ بها». أَی أَسْتَنْجِی بها،و هو من نَفْضِ الثَّوْبِ ؛لأَنَّ المُسْتَنْجِیَ یَنْفُضُ عن نَفْسِه الأَذَی بالحَجَر،أَی یُزِیلُه و یَدْفَعُه.

ص:167


1- (1) و الذی فی اللسان: [1]إذا انفض القوم.
2- (2) الجمهره 98/3.
3- (3) عن اللسان و [2]بالأصل«کان».
4- (4) فی المطبوعه الکویتیه«الجهینیه»تصحیف.
5- (5) قال الفراء حضیره الناس و نفیضتهم هی الجماعه.و عن ابن الاعرابی: حضیره یحضرها الناس،و نفیضه لیس علیها أحد.انظر التهذیب.

و قال أَبو ذُؤَیْبٍ یصفُ المَفَاوِزَ:

علی طُرُقٍ کنُحورِ الرِّکا

بِ تَحْسبُ آرَامَهُنَّ الصُّرُوحَا

بِهِنَّ نَعامٌ بنَاه الرِّجَا

لُ تُلْقِی النَّفائِضُ فیه السَّرِیحَا

قال الجَوْهَرِیُّ :هذا قولُ الأَصْمَعِیِّ ،و هکذا رواه أَبو عَمْرو النَّفائضُ ،بالفَاءِ،إِلاّ أَنَّهُ قال فی تَفْسِیرها:إِنَّهَا الإِبِلُ الهَزْلَی ،أَو هی الإِبِلُ الَّتِی تَقْطَعُ الأَرْضَ ،و هو قوْل ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و قد تَقدَّم ذلِکَ بعَیْنِه قَرِیباً،فذِکْرُه ثَانِیاً تَکْرارٌ.

أَو (1) النَّفائِضُ : الَّذِین یَضْرِبُونَ بالحَصَی هَلْ وَراءَهُمْ مَکْرُوهٌ أَوْ عَدُوٌّ .و أَراد بالسَّرِیحِ نِعَالَ النَّفائِضِ ،أَی أَنَّهَا قد تَقَطَّعَتْ ،و قال الأَخْفَشُ :تَقَطَّعتْ تِلْک السُّیُورُ حتّی یُرْمَی بها،من بُعْدِ هذِه الطُّرُق،و یُرْوَی:«فیها السَّرِیحا»،أَی:

فی الطُّرُقِ ،«و فیه»ذَهَبَ إِلی معْنَی الطَّرِیقِ .

و من المَجَازِ:یقولُون: إِذَا تَکَلَّمْتَ نهَاراً فانْفُضْ ،أَی الْتَفِتْ هَلْ تَرَی مَنْ تَکْرَهُ ،و إِذَا تَکَلَّمْتَ لَیْلاً فاخْفِضْ ،أَی اخْفِض الصَّوْتَ .

و النِّفِّیضَی،کالخِلِّیفَی،و کالزِّمِکَّی و کجَمَزَی:الحرَکَهُ و الرِّعْدَهُ ،کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:

نَفَّضَه تَنْفِیضاً : نَفَضه ،شُدِّدَ للمُبَالَغَهِ .

و النَّفْضُ ،بالفَتْح:أَن تَأْخُذَ بیَدِکَ شَیْئاً فَتَنْفُضَه تُزَعْزِعُه (2)و تُتَرْتِرُه و تَنْفُض التُّرَابَ عنه.

و نَفَضُ العِضَاهِ :خَبَطُها.

و ما طاحَ من حَمْلِ الشَجَرِ (3)فهو نَفَضٌ ،و فی المُحکَمِ :

النَّفَضُ :ما طَاحَ من حَمْلِ النَّخْلِ و تَساقَط فی أُصُولِه من الثَّمَرِ.

و النَّفْضُ ،بالفَتْح (4)،من قُضْبَانِ الکَرْمِ :بعد ما یَنْضُرُ الوَرَقُ ،و قَبْلَ أَن تَتَعَلَّق حَوَالِقُه،و هو أَغَضُّ ما یکون و أَرْخَصُه،و الوَاحِدَهُ نَفْضَهٌ .

و الْإِنْفَاضُ :المَجَاعهُ و الحَاجَهُ :

و یُقَال: نَفَضْنَا حَلاَئِبَنَا نَفْضاً ،و اسْتَنْفَضْنَاها ،و ذلِکَ إِذَا اسْتَقْصَوْا عَلَیْهَا فی حَلْبِهَا،فلمْ یَدَعُوا فی ضُرُوعِهَا شیئاً من اللَّبَنِ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ :قَوْمٌ نَفَضٌ ،مُحَرَّکَهً ،أَی نَفَضُوا زادهُم.

و نُفُوضُ الأَرْضِ :نَبَائِثُها.

و النَّفِیضَهُ :الجَماعَه،و قیل:الرَّبِیئَهُ ،و قیل:المِیَاهُ لیس علیها أَحَدٌ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و النُّفْضَهُ ،بالضّمّ :المَطْرَه تُصِیبُ القِطْعَهَ من الأَرْضِ و تُخْطِیءُ القطْعَهَ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: النُّفَّاضُ ،کرُمّانٍ :شَجَرَهٌ إِذا أَکَلَها الغَنَمُ ماتَتْ منه.

و المِنْفَضُ ،و الْمِنْفَاضُ :کِسَاءٌ یَقَعُ علیه النَّفَضُ ،نقله الزَّمَخْشَرِیُّ .

و انْتَفَضَ فُلانٌ من الرِّعْدَه،و انْتَفَضَ الفَرَسُ .

و فُلانٌ یسْتَنْفِضُ طَرْفُهُ القَوْمَ ،أَی یُرْعِدُهم بهَیْبَتِه (5).

و دَجَاجَهٌ مُنْفِضٌ : نَفضَت بَیْضَها و کَلّت.

و انْتفَضَ الفَصِیلُ ما فی الضَّرْعِ :امْتَکَّهُ .

و نَفَضَ الطَّرِیقَ نَفْضاً :طَهَّرَه من اللُّصُوص و الدُّعَّارِ.

و قام یَنْفُضُ الکَرَی.

و یُقَال: نَفَضَ الأَسْقامَ عنه و استْصَحَّ ،أَی اسْتَجْلب (6)صِحَّتُهُ .

و خَرجَ فلانٌ نَفِیضَهً ،أَی نَافِضاً للطَّرِیق حافِظاً له،و کُلّ ذلِک مَجاز.

نقض

النَّقْضُ فی البِنَاءِ،و الحَبْلِ ،و العَهْدِ،و غَیْرِه :

ص:168


1- (1) فی القاموس:«و الذین»بدل«أو الذین».
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«تزعزه».
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [2]الشجره.
4- (4) ضبطت فی التهذیب،بالقلم،بالتحریک.
5- (5) الأساس:لهیبته.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أی استجلب صحته الذی فی الأساس:استحکمت صحته ا ه ».

ضِدُّ الإِبْرَامِ ، کالانْتِقاضِ و التَّناقُضِ ،و فی المُحْکَم:

النَّقْضُ :إِفسادُ ما أَبْرَمْتَ من عقْدٍ أَو بِناءٍ،و ذَکَر الجَوْهَرِیُّ الحَبْلَ و العَهْدَ.

و نَقْضُ البِنَاء:هَدْمُه.

و جَعَل الزَّمَخْشَرِیُّ نَقْضَ العَهْدِ من المَجَاز،و هو ظاهرٌ.

و المُرَادُ من قوله:و غَیْرِه،کالنَّقْضِ فی الأَمْرِ،و فی الثُّغورِ،و ما أَشْبَههما.و نَقَضَه یَنْقُضُه نَقْضاً ،و انْتَقَضَ ، و تَنَاقَضَ .و انْتَقَضَ الأَمْرُ بَعْدَ الْتِئامِهِ ،و انْتَقَضَ أَمْرُ الثَّغْرِ بعد سَدِّه.

و النِّقْضُ ، بالکَسْرِ: المَنْقُوضُ ،أَی المَهْدُوم،مثل النِّکْثِ بمَعْنَی المَنْکُوث.

و النِّقْضُ أَیضاً: النِّفْضُ ،بالفَاءِ و هو العَسَلُ المُسَوِّسُ ، الَّذی یُلْطَخُ به مَوْضِع النَّحْل،عن الهَجَرِیّ ،و هو الصَّوابُ ، و ذِکْرُهُ فی الفاءِ تَصْحِیفٌ .

و النِّقْضُ أَیضاً: المَهْزُولُ من السَّیْرِ ،و فی الصّحاحِ :

هو الَّذِی أَنْضَاه السَّفَرُ،زاد فی العُبَابِ :و سُوفِرَ عَلَیْه مَرَّهً بَعْدَ أُخْرَی، نَاقَهً أَو جَمَلاً .و قال السِّیرافِیُّ :کأَنَّ السَّفَرَ نَقَضَ بِنْیَتَه.قلتُ ؛فإِذَنْ هو مَجَاز.

أَوْ هِیَ ،أَی النَّاقَهُ نِقْضَهٌ . بِهَاءٍ ،قال رُؤْبَهُ :

إِذا مَطَوْنَا نِقْضَهً أَو نِقْضَا

أَصْهَبَ أَجْرَی نِسْعَه و الغَرْضَا

و النِّقْضُ أَیضاً: ما نُکِثَ من الأَخْبِیَهِ و الأَکْسِیَهِ فغُزِلَ ثانِیَهً ،و هذَا بعَیْنِه المنْقُوضُ و داخلٌ تَحْتَه،و لِذا اقْتَصَر عَلَیْه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و یَشْهَدُ لذلِک قولُه: و یُحَرِّکُ .فإِنَّ نَصَّ الصاغانیِّ :و النِّقْضُ أَیضاً المَنْقُوض ،مثلُ النِّکْثِ ، و کَذلِک النَّقَضُ بالتَّحْرِیک،و لم یَذکُرِ الجَوْهَرِیُّ المُحرَّک، فتأَمّل.

و فی المُحْکَمِ : النِّقْضُ : قِشْرُ الأَرْضِ المُنْتَقِضُ عن الکَمْأَهِ ،و فی الصّحاح:المَوْضِعُ الَّذِی یَنْتَقِضُ عن الکَمْأَهِ ، و مِثْلُه فی العُبَابِ ،أَی إِذا أَرادَت أَنْ تَخْرُجَ نَقَضَت وَجْهَ الأَرْضِ نَقْضاً ، فانْتَقَضَتِ الأَرْضُ .

ج أَنْقَاضٌ ،و هو جمعُ النِّقْضِ بمعْنَی النَّاقَه و الجَمل.

قال سِیبَویْه:و لا یُکَسَّر علی غیر ذلِک أَمّا فی النِّقْضِ بمعنَی الجَمَلِ فظَاهِرٌ،و أَمَا جَمْعُ النِّقْضَهِ ،و هی النّاقَه،فهو أَیضاً أَنْقاضٌ ،کجمعِ المُذَکَّرِ،علی تَوَهُّم حَذْفِ الزَّائدِ،و أَنْشَد اللَّیثُ :

فَأَتَتْکَ أَنْقَاضاً علی أَنْقَاضِ

و أَمّا شَاهِدُ الأَنْقَاضِ ،جَمْع النِّقْضِ بمعنی مُنْتَقِض الکَمْأَهِ ،فقولُ الشّاعِر:

کأَنَّ الفُلانِیَّاتِ أَنْقَاضُ کَمْأَهٍ

لِأَوَّلِ جانٍ بالعَصَا یَسْتَثِیرُها

و یُجْمَعُ أَیضاً علی نُقُوضِ ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه فی جَمْعِ النِّقْضِ بمعنَی مُنْتَقِض الکَمْأَهِ .

و النَّقْضُ من الفَرارِیجِ و العَقْرَبِ و الضِّفْدَعِ و العُقَابِ و النَّعَامِ و السُّمَانَی و البَازِیّ و الوَبْر و الوَزَغِ و مَفْصِلِ الآدَمِیِّ :أَصْواتُهَا ،هکذا فی سَائِرِ النُّسَخِ ،و هو غَلطٌ فاحِشٌ ،و الصَّواب النَّقِیضُ کأَمِیرٍ،کما فی الصّحاح و المُحْکَمِ و العُبَابِ و التَهْذِیب.و نَصُّ المُحْکَم:و النَّقِیضُ من الأَصْوَاتِ یکونُ لمَفَاصِلِ الإِنْسَانِ و الفَرَارِیجِ و العَقْرَب، ثمَّ ساقَ العِبَارهَ المَذْکُورَهَ إِلی آخرها،و یَشْهَدُ لذلِکَ قولُه:

وَ قَدْ أَنْقَضُوا و فی الصّحاحِ : أَنْقَضَتِ العُقَابُ ،أَی صَوَّتتْ ، و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

تُنْقِضُ أَیْدِیهَا نَقِیضَ العِقْبَانْ

قال:و کَذلِکَ الدَّجَاجَهُ ،قال الرّاجِزُ:

تُنْقِضُ إِنْقَاضَ الدَّجاجِ المُخَّضِ

و مِثْلُه فی الأَسَاسِ و اللِّسان،و قال ذُو الرُّمَّهِ -و شَبَّه أَطِیطَ الرِّحالِ بأَصْواتِ الفَرارِیجِ :-

کَأَنَّ أَصْواتَ من إِیغالِهِنَّ بِنَا

أَواخِرِ المیْسِ إِنْقَاضُ الفَرارِیجِ

قال الأَزْهرِیُّ :هکذا أَقْرَأَنِیه المُنْذِرِیُّ روایهً عن أَبِی الهَیْثَمِ ،و فیه تَقْدِیمٌ أُریدَ التَّأْخِیرُ،أَرادَ:کأَنَّ أَصْواتَ أَواخِرِ المیْسِ إِنْقَاضُ الفَرَارِیجِ إِذَا أَوْغَلَتِ الرِّکابُ بنَا،أَی أَسْرَعَتْ .

و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ: أَنْقَضَ الفرْخُ إِنْقَاضاً ،إِذَا صأَی صَئِیّاً، و أَنْشَدَ غیرُه فی نَقِیضِ الوَزَغِ :

ص:169

فَلمَّا تَجَاذَبْنَا تفَرْقَعَ ظَهْرُه

کما تُنْقِضُ (1)الوِزْغانُ زُرْقاً عیُونُهَا

و النُّقْضُ ، بالضِّمِّ :ما انْتَقَضَ من البُنْیانِ ،أَی انْهَدَم، فهو کالنَّقْضِ ،بالکَسْرِ.

و النُّقَضُ ، کصُرَدٍ:نَوْعٌ من الأَخْذِ فی الصِّرَاع ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.

و من المَجَاز: نَقِیضُ الأَدَمِ و الرَّحْلِ و الوَتَرِ و النِّسْعِ و الرِّحالِ و المَحَامِلِ و الأَصَابعِ و الأَضْلاعِ و المَفَاصِلِ :

أَصْواتُهَا ،و فی العِبَارَهِ تَطْوِیلٌ مُخِلٌّ ،فإِنَّ ذِکْرَ الرَّحْلِ یُغْنِی عن النِّسْعِ ،و تَقَدَّم له صَوْتُ المَفَاصِلِ عند ذِکْرِ نَقِیضِ الحَیَوَانِ ،و فیما تَقَدَّم کُلُّهَا حَقَائِقُ إِلاّ صَوْتَ المَفْصِل،و هُنَا کُلُّها مَجازات.

و کُلُّ صَوْتٍ لِمَفْصِلٍ و إِصْبَعٍ فهو نَقِیضٌ ،و فی الصّحاحِ : النَّقِیضُ :صَوْتُ المحَامِلِ و الرِّحالِ ،قال الرّاجِزُ:

شَیَّبَ أَصْدَاغِی فهُنَّ بِیضُ

مَحَامِلٌ لِقِدِّها نَقِیضُ

و فی العُباب:یُقَال:سَمِعْتُ نَقِیضَ النِّسْعِ و الرَّحْلِ ،إِذا کان جَدِیداً.و قال اللَّیثُ : النَّقِیضُ :صَوْتُ المَفَاصِلِ و الأَصَابِعِ و الأَضلاع.

و شَاهِدُ أَنْقَضتِ الأَضْلاعُ قولُ الشّاعرِ:

و حُزْن تُنْقِضُ الأَضْلاعُ مِنْهُ

مُقِیم فی الجَوَانِحِ لَنْ یَزُولاَ

و من المَجازِ: النَّقِیضُ من المِحْجَمَهِ :صَوْتُ مَصِّکَ إِیّاهَا ،أَی إِذَا شَدَّهَا الحَجَّامُ بمَصِّه،یُقَال: أَنْقَضَتِ المِحْجَمَه،قالَ الأَعْشَی:

زَوَی بَیْنَ عَیْنَیْهِ نَقِیضُ المَحَاجِمِ (2)

و قد یَأْتِی النَّقِیضُ بمعْنَی مُطْلَقِ الصَّوْتِ ،و منه

16- الحَدِیث:

«أَنَّهُ سَمِعَ نَقِیضاً مِنْ فَوْقِه». أَی صَوْتاً.

أَو الإِنْقَاضُ فی الحَیَوانِ ،و النَّقْضُ فی المَوَتانِ .

و الفِعْلُ ،أَی من النَّقْضِ ، کنَصَرَ و ضَرَبَ نَقَضَ یَنْقُضُ و یَنْقِضُ نَقْضاً :صَوَّتَ .

و أَنْقَضَ أَصابِعَهُ :ضَرَبَ بها لتُصَوِّتَ ،یُقال:رَأَیْتُه یُنْقِضُ أَصَابِعَهُ .قلت:إِنْ کان المُرَادُ به الفرْقَعَهَ فهو مکْرُوهٌ ،أَو التَّصْفِیقَ فلا.

و أَنْقَضَ بالدّابَّهِ :أَلْصقَ لِسَانَهُ بالحنَکِ ،أَی الغارِ الأَعْلَی، ثُمَّ صَوَّتَ فِی حَافَتَیْهِ من غیر أَنْ یَرْفَعَ طَرَفَه عن مَوْضعه،قاله اللَّیْثُ ،إِلاَّ أَنّه قال: أَنْقَضْتُ بالحِمَارِ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :یُقَال: أَنْقَضْتُ بالعَیْرِ و الفَرَسِ ،و قال:کُلُّ ما نَقَرْتَ به فقد أَنْقَضْتَ به.

و أَنْقَضْتِ العُقَابُ :صَوَّتَتْ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

تُنْقِضُ أَیْدِیها نَقِیضَ العِقْبَانْ

نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قد تَقَدَّم.

و أَنْقَضَ الکَمْأَهَ ،أَی أَخْرَجَهَا من الأَرْضِ ،و کَذَا أَنْقَضَ عنها،کما فی المُحْکَم.

و أَنْقَضَ بالمَعزِ:دَعا بِهَا ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و الجَوْهَرِیّ عن أَبی زَیْدٍ،و صاحبُ اللِّسَانِ عن الکِسائیِّ .

و أَنْقَضَ العِلْکَ :صَوَّتَهُ ،و هو مَکْرُوهٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الجَماعهُ .

و نَقَّضَ الْفَرَسُ تَنْقِیضاً ،إِذَا أَدْلَی و لَمْ یَسْتَحْکِمْ إِنْعَاظُهُ ، و مِثْلُه رَفَّضَ ،و سیأَ (3)،و أَساب،و شَوَّلَ ،و سیَّحَ (4)،و سَمَّلَ ، و انْسَاحَ ،و ماسَ (5)،کذَا فی النّوادِرِ.

و النُّقَاضَهُ ،بالضَّمِّ :مَا نُقِضَ من حَبْلِ الشَّعرِ ،کما فی العُبَابِ .و فی اللِّسَانِ :ما نُقِضَ من الأَکْسِیَهِ و الأَخْبِیَهِ التی نُکِثَتْ ثُمَّ غُزِلَت ثانِیهً .

و قال اللَّیْث: النُّقَّاض ، کرُمّانٍ :نَباتٌ ،و لم یَذْکُرْه أَبو حَنِیفَهَ ،قاله الصّاغَانِیُّ :قلت:و قد تقدَّم فی«ن ف ض»أَنَّه

ص:170


1- (1) اللسان: [1]کما یُنقِض.
2- (2) دیوانه و فیه:«علیّ المحاجمُ »و صدره فیه: یزید یغضّ الطرف دونی کأنما.
3- (3) الأصل و التهذیب،و فی اللسان: [2]سیا.
4- (4) التهذیب و اللسان:«و [3]سبح».
5- (5) لم ترد فی التهذیب و أورد بدلها زیاده:وقاش و روَّل.

إِذا رَعَتْه الغَنَمُ ماتَتْ ،عن ابْنِ عَبّادٍ،إِنْ لم یکن أَحَدُهُمَا تَصْحِیفاً عن الآخَرِ،فتأَمَّلْ .

و النَّقّاضُ ، کشَدّادٍ:لَقَبُ الفَقِیهِ أَبِی شُرَیْحٍ إسْمَاعِیلَ ابنِ أَحْمَدَ بنِ الحَسَنِ الشّاشیِّ ثِقَه صَدُوق،رَوَی عن أَبِی الحَسَنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن الدَّبّاسِ ،و عنه أَبُو عبدِ اللّه الفراوِیّ ،و أَبو القاسِم السُّحَامِیُّ ،مات سنه 470 أَو قَبْلَهَا.

قلتُ :و إِنَّمَا لُقِّب به لأَنَّهُ کانَ یَنْقُض الدِّمَقْسَ .

و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ وَ وَضَعْنا عَنْکَ وِزْرَکَ اَلَّذِی أَنْقَضَ ظَهْرَکَ (1)قالَ ابنُ عَرفَهَ : أَیْ أَثْقَلَهُ حتَّی جَعَلَه نِقْضاً ،أَی مَهْزُولاً ،و هو الَّذِی أَتْعَبَه السَّفَرُ و العَمَل فنَقَضَ لَحْمَه أَو أَثْقَلَهُ حتّ سُمِعَ نَقِیضُهُ ،أَی صوْتُهُ ،و هذَا قولُ الأَزْهَرِیِّ .

و قال الجَوْهَرِیُّ :و هو من أَنْقَضَ الحِمْلُ ظَهْرَه،أَی أَثْقَلَه، و أَصْلُه الصَّوْتُ .قلت:هُو قولُ مُجَاهِدٍ و قَتَادَهَ ،و الأَصْلُ فیه أَنَّ الظَهْرَ إِذَا أَثْقَلَه الحِمْلُ سُمِعَ له نَقِیضٌ ،أَی صَوْتٌ خَفِیٌّ ،کما یُنْقِضُ الرَّجُلُ لِحِمارِه إِذا ساقَهُ .

و النَّقِیضَهُ :الطَّرِیقُ فی الجَبَلِ ،نقله الصّاغَانِیُّ .

و من المجاز: نَقِیضَهُ الشِّعْر،و هو أَنْ یقولَ شاعِرٌ شِعْراً فیَنْقُضَ علیه شاعِرٌ آخَرُ حتَّی یجِیءَ بغیْرِ مَا قَالَ ،قاله اللَّیْث،و الاسم النَّقیضَه ،و فِعْلُهما المُنَاقَضَهُ ،و جَمْعُ النَّقِیضَه : النَّقَائِضُ ،و لذلِکَ قالُوا: نَقَائِضُ جَرِیرٍ و الفَرَزْدَقِ .

و الإِنْقِیضُ ،کإِزْمِیلٍ :الطِّیبُ الَّذِی له رائِحهٌ طَیِّبَهٌ ، خُزَاعِیَهٌ ،نقله أَبو زَیْدٍ،کذا نَقَلَه الصّاغَانِیّ .و فی اللّسان:

هو رَائِحهُ الطِّیبِ .

و تَنَقَّضَ الدَّمُ :تَقَطَّرَ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخ،و ما أَحْرَاه بالتَّحْرِیف و التَّصْحِیف،ففی المُحْکَم: تَنَقَّضتِ الأَرْضُ عن الکَمْأَهِ ،أَی تَفَطَّرت،و قال ابنُ فارِسٍ : انْتَقَضَت القَرْحَهَ ، کأَنَّها کانت تَلاءَمَت ثمَّ انْتَقَضَت ،و تَنَقَّضَتْ عنها تَفطَّرت.

و من المجاز تَنَقَّضَت عِظَامُهُ ،أَی صَوَّتَتْ ،عن ابن فارِسٍ .

و تَنَقَّضَ البَیْتُ :تَشَقَّقَ فسُمِعَ له صَوْتٌ ،

16- و فی حَدِیثِ هِرَقْل: «لقد تَنَقَّضَت الغُرْفهُ ». أَی تَشَقَّقتْ و جاءَ صَوْتُهَا.

و من المجاز: المُنَاقَضَهُ فی القَوْلِ :أَنْ یَتَکلَّمَ بما یَتَنَاقضُ معْنَاهُ ،أَی یَتَخَالَفُ .و التَّنَاقُضُ :خلاف التَّوَافُقِ ، کما فی العُبابِ ،و هو مُفَاعَلَهٌ من نَقْضِ البِنَاءِ،و هو هَدْمُه، و یُرَادُ به المُراجعهُ و المُراوَدَه،و منه

16- حَدِیثُ صَوْمِ التَّطَوُّعِ :

« فنَاقَضَنِی و نَاقَضْتُه ». و نَاقَضَهُ مُناقَضَهً :خَالَفَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

النِّقْضُ ،بالکَسْرِ:المَهْزُولُ من الخَیْلِ ،عن السِّیرَافِیِّ ، قال:کَأَنَّ السَّفرَ نقَضَ بِنْیَتَه،و الجمْعُ : أَنْقَاضٌ .

و النَّقَّاضُ ،ککَتّانٍ :مَنَ یَنْقُضُ الدِّمَقْس،و حِرْفَتُه النِّقَاضَهُ ،بالکَسْر،و قال الأَزْهَرِیُّ :و هو (2)النَّکَّاثُ .

و النِّقَاضُ ککِتَابٍ : المُنَاقَضَهُ .قال الشَّاعِرُ:

و کَانَ أَبو العَیُوفِ أَخاً و جَاراً

و ذَا رَحِمٍ فقلتُ له نِقَاضَا

أَی نَاقَضْتُه فی قَوْله و هَجْوِه إِیَّایَ .

و من المَجازِ:الدَّهْرُ ذُو نَقْضٍ و إِمْرارٍ،أَی ما یُمِرُّه یَعُودُ علیه فیَنْقُضُهُ ،و منه قولُ الشّاعِر:

إِنّی أَرَی الدَّهْرَ ذا نَقْضٍ و إِمْرارِ (3)

و نَقِیضُک :الَّذِی یُخَالِفُک،و الأُنْثَی بالهَاءِ.

و تَنَقَّضَت الأَرْضُ عن الکَمْأَمه:تَفَطَّرَتْ .

و أَنْقَضَ الکَمْ ءُ و نَقَّضَ :تَقَلْفَعَتْ عنه أَنْقَاضُهُ ،قال:

و نَقَّضَ الکَمْ ءُ فَأَبْدی بَصَرَهْ

و الإِنْقَاضُ :صَوْتُ صِغَارِ الإِبِلِ ،قال شِظَاظٌ ،و هو لصُّ من بنی ضَبَّهَ :

رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَیْرٍ شَهْبَرَهْ

عَلَّمْتُهَا الإِنْقَاضَ بعدَ القَرْقَرَهْ

نقله الجَوْهَرِیّ ،و قد تقدّم تفسیر البیت فی«ق ر ر».

و أَنْقَضَ الرَّحْلُ ،إِذا أَطَّ .

و نَقِیضُ السَّقْفِ :تَحْرِیکُ خَشَبِه.

ص:171


1- (1) سوره الشرح الآیتان 2 و 3.
2- (2) فی التهذیب:و کذلک النّکاث،و حرفته النَّکاثه.
3- (3) البیت لجریر،دیوانه و صدره: لا یأمننّ قوی نفضَ مرّته.

و أَنْقَضَ به:صَفَّقَ بإِحْدَی یَدَیْهِ علی الأُخْرَی حتی سُمِعَ لهَا نَقِیضٌ ،قاله الخَطّابیّ .

و أَنْقَضَتِ الأَرْضُ :بَدَا نَبَاتُهَا.

و الإِنْقَاضُ :صُوَیْتٌ مثلُ النَّقْرِ.

و نَقْضَا الأُذُنَیْنِ (1):مُسْتَدَارهُمَا.

و أَنْقَضَ به:صَوَّتَ به کما تُنْقَرُ الشَّاهُ ،استِجْهالاً له.

و تَنَقَّضَ البِنَاءُ مثلُ نَقَضَ .

و من المَجَازِ:و فی کلامه تَنَاقُضٌ ،إِذا نَاقَضَ قَوْلُه الثّانی الأَوّلَ .

و ذا نقِیضُ ذا،إِذا کانَ مُنَاقِضَهُ .

و تَنَاقَض الشّاعِرَانِ .

و انْتَقَضَ علیه الثَّغْرُ (2).

و انْتَقَضَت الأُمُورُ و العُهُودُ.

و نَقَضَ فلانٌ وِتْرَهُ ،إِذا أَخَذَ ثَأْرَهُ .

و کُلّ ذلکَ مَجَازٌ.

نوض

ناضَ فُلانٌ یَنُوضُ نَوْضاً : ذَهبَ فی البِلادِ .نَقَلَه الجَوْهرِیُّ ،و قال الکِسَائِیُّ : ناضَ مَنَاضاً ،کنَاص منَاصاً، إِذا ذَهَبَ فی الأَرْضِ .

و نَاضَ الشَّیْ ءَ نَوْضاً : عَالَجَهُ و أَراغَهُ لِیَنْتَزِعَهُ ،کالوَتِدِ و الغُصْنِ و نَحْوِه ،کما فی الصّحاح و فی الجَمْهَرَه و نَحْوِهما.

و ناض الماءَ:أَخْرَجَهُ کنَضَاهُ .

و نَاضَ البَرْقُ یَنُوضُ نَوْضاً ،إِذا تَلأْلأَ .

و النَّوْضُ :وُصْلَهُ ما بَیْنَ العَجُزِ و المَتْنِ و حَضَّضَهُ (3)،قاله اللَّیْثُ .قال:و لکُلِّ امْرَأَهٍ نَوْضَانِ ،و هُمَا لحْمَتان مُنْتَبِرَتانِ مُکْتَنِفَتانِ قَطَنَهَا،یَعْنِی (4)وسَطَ الوَرِکِ ،و أَنْشدَ لرُؤْبَه:

إِذا اعْتَزَمْنَ الزَّهْوَ (5)فی انْتِهاضِ

جاذَبْنَ بالأَصْلابِ و الأَنْوَاضِ

قال الصّاغَانِیُّ :لرُؤْبهَ قَصِیدَهُ رَجَزٍ أَوَّلها:

أَرَّقَ عَیْنَیْک عن الغَمَاضِ

و لیس المَشْطُورانِ فِیها.و قالَ الجَوْهَرِیُّ : النَّوْضُ :وُصْلَهُ ما بینَ عَجُزِ البَعِیرِ و مَتْنِه،و أَنْشَدَ:

جاذَبْنَ بالأَصْلابِ و الأَنْواضِ

و النَّوْضُ : الحَرَکَهُ ،یُقال:فلانٌ ما یَنُوضُ بحَاجَهٍ ،و ما یَقْدِر أَنْ یَنُوضَ ،أَی یَتَحَرّک بشیءٍ،و الصَّاد لغهٌ فیه و النَّوْضُ : العُصْعُصُ .

و قال اللَّیْث: النَّوْض :شِبْهُ التَّذَبْذُب و التَّعَثْکُل .

و النَّوْضُ : مخْرجُ الماءِ ،و قیل:الوَادِی،عن ابن الأَعْرَابِیّ ، ج أَنْواضٌ ،و به فُسِّرَ رجَزُ رُؤْبهَ :

تُسْقَی به مَدافِعُ الأَنْوَاضِ

علی الصحیح،و ججِ جَمْعُ الجَمْعِ أَنَاوِیضُ .و قال الجَوْهَرِیُّ :و الأَنْوَاضُ و الأَنَاوِیضُ :مَوَاضِعُ مُرْتَفِعَه (6)،و منه قولُ لَبِیدٍ:

أَرْوِی الْأَنَاوِیضَ و أَرْوِی مِذْنَبَهْ

قال الصّاغَانِیّ :و لم أَجِدْه فی شِعْرِ لَبِیدٍ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الأَنْوَاضُ :ع م مَوْضِعٌ معروفٌ (7)، و أَنْشَدَ رَجَزَ رُؤْبَهَ یَصِفُ سَحاباً:

غُرِّ الذُرَی ضَوَاحِکِ الإِیماضِ

تُسْقَی به مَدَافِعُ الأَنْوَاضِ

و الأَصحّ أَنَّ الْأَنْواضَ فی الرَّجَز:مَنَافِقُ الماءِ،أَی مَخَارِجُه،الوَاحِد نَوْضٌ .و قال أَبُو عَمْرٍو: الأَنْوَاضُ :مَدَافِعُ الماءِ.و فی اللِّسَانِ :و لم یُذْکَرْ للْأَنْوَاضِ و لا للمَنَافِقِ وَاحِدٌ.

و أَنَاضَ الرَّجلُ : اسْتبانَ فی عَیْنَیْه الجَهْلُ .نقَلَه الصّاغَانیُّ عن بَعْضِهم،هکذا الجَهْل باللاّم،و فی کِتَاب ابنِ القَطّاع:

ص:172


1- (1) الأصل و اللسان و [1]بهامشه:قوله و نقضا الأذنین،کذا ضبط فی الأصل.
2- (2) عن الأساس و بالأصل«الشعر».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:و حضضه،هکذا فی النسخ و هو خطأ سری إلیه من عباره اللسان و [2]نصها:النوض وصله ما بین العجز و المتن،و خصصه الجوهری بالبعیر ا ه فلیتنبه».
4- (4) عن اللسان و [3]بالأصل«بین».
5- (5) فی التهذیب:«الرهو»و فی اللسان: [4]الدهر.
6- (6) فی اللسان: [5]متفرقه.
7- (7) الجمهره 102/3. [6]

الجَهْدُ،بالدَّال.قلتُ :و علی ما فِی کِتَاب الصّاغَانِیِّ و کَأَنَّهُ احْمَرَّت عَیْنَاه من الغَضَب،فهو عَلَی التَّشْبِیهِ بِأَنَاضَ النَّخْلُ .

و یُقَالُ : أَناضَ النَّخْلُ إِنَاضاً ،و إِنَاضَهً : أَیْنَعَ و أَدْرَکَ حَمْلُه،کأَقَامَ إِقَاماً،و إِقَامَهً ،قال لَبِیدٌ:

فَاخِرَاتٌ ضُرُوعُهَا فی ذُرَاهَا

و أَنَاضَ العَیْدانُ و الجبّارُ

قال ابنُ سِیدَه:و إِنّما کانَتْ الواوُ أَوْلَی به من الیَاءِ لأَنَّ «ض ن و»أَشَدُّ انْقِلاباً من«ض ن ی».

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : نَوَّضَ الثَّوْبَ بالصِّبْغِ تَنْوِیضاً :

صَبَغَهُ ،و أَنشَد فی صِفَهِ الأَسَدِ.

فی غِیلِهِ جِیَفُ الرِّجالِ کأَنَّهُ

بالزَّعْفَرَانِ من الدِّماءِ مُنَوَّضُ

أَی مُضَرَّج.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

نَاضَ نَوْضاً ،کنَاصَ ،أَی عَدَل،عن کُرَاع.

و قال ابنُ القَطَّاع: نَاضَ نَوْضاً :نَجَا هارِباً،کنَاصَ .

و المَنَاضُ :المَلْجَأُ،عن کُرَاع.

و قالَ الکِسَائیُّ :العَرَبُ تُبْدِلُ من الصّادِ ضاداً،فتَقُولُ :

ما لَکَ فی هذَا الأَمْرِ مَنَاضٌ ،أَی مَنَاضٌ ؛و قد ناضَ (1)مَنَاضاً ،إِذَا ذَهَبَ فِی الأَرْضِ .

و قال أَبو تُرَابٍ (2): الأَنْوَاضُ و الأَنْواطُ واحِدٌ،أَی ما نُوِّط عَلی الْإِبِلِ إِذَا أُوقِرَتْ ،کما فی العُبَابِ ،و عَزَاه فی اللِّسَان إِلی أَبِی سَعِیدٍ.

و النَّوَّاضُ ،ککَتَّانٍ ،مَنْ نَاضَهُ :أَخْرَجَه،و هو فِی قَوْلِ رُؤْبَهَ یَصِفُ الإِبِلَ :

یَخْرُجْنَ من أَجْوَازِ لَیْلٍ غَاض

نَضْوَ قِدَاحِ النّابِلِ النَّوَّاضِ

و ذَکَرَ ابنُ القَطّاع هُنا: أَنَضْتُ اللَّحْمَ إِنَاضَهً ،إِذا تَرَکْتَه أَنِیضاً لم یَنْضَج.قلتُ :و قد تَقَدَّم فی«أَ ن ض»و هناک مَحَلُّه،غیرَ أَنَّ أَناضَهُ محلُّه هنا لُغَه فی آنَضَه الذی ذکرَ.

نهض

نَهَضَ ،کمَنَعَ نَهْضاً و نُهُوضاً :قَام ،کما فی الصّحاحِ و العُبَابِ .و فی المُحْکَم: النُّهُوضُ :البَرَاحُ عن (3)المَوْضعِ و القِیَامُ عنه.

و من المَجَازِ: نَهَضَ النَّبْتُ ،أَی اسْتَوَی ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَریُّ .و فی الصّحاح:قال الرّاجِزُ یَصِفُ کِبَرَهُ :

و رَثْیَهٌ تَنْهَضُ فی تَشَدُّدِی (4)

قلتُ :هو قَوْلُ أَبی نُخَیْلَهَ السَّعْدِیِّ ،و صدرُه:

و قد عَلَتْنِی ذُرْأَهٌ بادِی بَدِی

و وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَریّ « تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ»قالَ ابنُ بَرِّیّ :

و الصَّوابُ «فی تَشَدُّدِی»کما هو فی نُسْخَتِنَا.

و من المَجَازِ: نَهَضَ الطّائرُ ،إِذا بَسَطَ جَنَاحَیْهِ لِیَطِیرَ ، و فی بعض نُسَخ الصّحاحِ :«جَنَاحَه»،و منه قولُ لُقْمَانَ لِلُبَد-و هُو آخِرُ نُسُوره فی آخِر نَفَسٍ منه:-

و انْهَضْ لُبَدُ، انْهَضْ لُبَدُ

و من المَجَازِ: النَّاهِضُ :فَرْخُ الطّائرِ الَّذِی اسْتَقَلَّ للنُّهُوضِ ،و منهم مَن خَصَّه بفَرْخِ العُقَابِ ،و قِیلَ :هو الَّذِی وَفُرَ جَنَاحُه و تَهَیَّأَ ،و فی الصّحاح:وَفُرَ جَنَاحَاهُ و نَهَضَ للطَّیَرانِ ،و قِیل:هو الَّذِی بسَط جَناحَیْهِ لِیَطِیرَ،قال امرُؤُ القَیْسِ یَصِفُ صائِداً:

رَاشَهُ من رِیشِ ناهِضَهٍ

ثُمَّ أَمْهاهُ علی حَجَرِه

قال الصّاغَانِیّ :و إِنَّمَا خَصَّ رِیشَ ناهِضَهٍ ؛لأَنَّه أَلْیَنُ .

و فی اللِّسَان:إِنَّما أَرادَ رِیشَ فَرْخٍ من فِراخِ النَّسْرِ ناهِضٍ ؛ لِأَنَّ السِّهامَ لا تُرَاشُ بالنَّاهِضِ ،و قد نُظِرَ فیه،و قال لَبیدٌ یصِفُ النَّبْلَ :

رَقَمِیَّاتٌ علیها ناهِضٌ

تُکْلِحُ الأَرْوَقَ مِنْهُم و الأَیَلّ

ص:173


1- (1) فی التهذیب و اللسان:و [1]قد ناض و ناص مناضاً و مناصاً،إِذا ذهب فی الأرض.
2- (2) کذا،و فی اللسان:« [2]أبو سعید»و فی التهذیب:أبو تراب عن أبی سعید البغدادی.
3- (3) اللسان:من.
4- (4) فی الصحاح:بالتشدّد.

و النَّاهِضُ : اللَّحْمُ علی ،هکَذا فی سَائِر النُّسَخِ ،و هو غلطٌ ،و الصَّوَابُ -کما فی الصّحاحِ -یلِی عَضُد الفَرَسِ من أَعْلاها ،و قالَ غیرُه:هو اللَّحْمُ المُجْتَمع فی ظاهِرِ العَضُدِ من أَعْلاَها إِلی أَسْفلِهَا،و قد یکونُ من البَعِیرِ،و هُمَا نَاهِضَانِ ،و الجَمْعُ نَوَاهِضُ .و قیل: النَّاهِضُ :رأْسُ المَنْکِبِ ،و قال أَبو عُبَیْدَه: ناهِضُ الفَرَسِ :خُصَیْلَهُ عَضُدِه المُنْتَبِرَهُ ،و یُسْتَحَبُّ عِظَمُ نَاهِضِ الفَرَسِ ،و قال أَبو دُوَادٍ:

نَبِیلُ النَّواهِضِ و المَنْکِبَیْنِ

حَدِیدُ المَحَازِم نَاتِی (1)المَعَدّ

و نَاهِضُ بنُ ثُومهَ :شَاعِرٌ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ هکَذَا.قُلْتُ :

هو نَاهِضُ بنُ ثُومَهَ بنِ نَصِیحٍ الکَلاَعِیُّ الشّاعِرُ فی الدَّوْلَهِ العَبّاسِیّه،أَخذَ عنه الرِّیاشِیُّ ،و غیرُه.و ثُومَهُ ،بضمِّ المُثلَّثَهِ ، و هو القائِلُ فی آخِرِ قَصِیدَهٍ له:

فهذِی أُخْتُ ثُومَهَ فانْسُبُوهَا

إِلَیْه لا اخْتِفَاءَ و لا اکْتِتامَا

نَقَلَه الحَافِظُ .قلتُ :و من شِعرِه أَیْضاً:

لِمَنْ طَلَلٌ بَیْنَ الکَثِیبِ و أَخْطَبٍ

مَحَتْه السَّواحِی و الهِدَامُ الرَّشائِشُ

و جَرُّ السَّوانِی فارْتَمَی فوقَهُ الحَصَی

فدِقُّ النَّقَا منه مُقِیمٌ و طَائشُ

و مَرُّ اللَّیالِی فهْوَ من طُولِ ما عَفَا

کبُرْدِ الیَمَانِی وَشْیُهُ الحبْرُ نامِشُ (2)

و من المجاز: نَاهِضَتُکَ :بَنُو أَبِیکَ الَّذِینَ یَنْهَضُون مَعَکَ ،و فی العُبابِ :لک،و فی الصّحاح:یغْضَبُونَ بدل یَنْهَضُونَ ،و فی اللِّسان: ناهِضَهُ الرَّجُلِ :قَوْمُه الَّذِین یَنْهَضُ بهم فیما یَحْزِنُهُ من الأُمُور،و قیل:هُمْ بَنُو أَبِیه الَّذین یَغْضَبُون بغَضَبِهِ فیَنْهَضُون لِنَصْرِه.

و قِیلَ :ناهِضَتُک: خَدَمُکَ القَائِمُونَ بأَمْرِکَ و منه:ما لِفُلانٍ نَاهِضَهٌ .

و النَهْضُ ،من البعِیر:مَا بَیْنَ المَنْکِبِ و الکَتِفِ .

ج : أَنْهُضٌ ، کأَفْلُسٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال:قالَ الرّاجِزُ:

و قَرَّبُوا کُلَّ جُمَالِیٍّ عَضِهْ

أَبْقَی السِّنَافُ أَثَراً بأَنْهُضِهْ

قلتُ :هو قَوْلُ هِمْیانَ بنِ قُحَافَهَ السَّعْدِیِّ ،و بین المَشْطُورَیْن ثلاثهُ أَشْطُرٍ،تقدَّمَ ذِکْرُ بعضِها فی«ب ی ض» و فی«غ ر ض»و فی«ح م ض».

و قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَیْلٍ : نَوَاهِضُ البَعِیرِ:صَدْرُهُ و ما أَقَلَّتْ یَدُهُ إِلی کَاهِلِهِ ،و هو ما بیْنَ کِرْکِرَتهِ إِلی ثُغْرَهِ نَحْرِهِ إِلی کَاهِلِه،الوَاحدُ نَاهِضٌ .

و النَّهْضُ :الضَّیْمُ ،و القَسْرُ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو الظُّلْمُ ،قال:

أَما تَرَی الحَجّاجَ یأْبَی النَّهْضَا (3)

کما فِی اللِّسَان،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لرُؤْبَهَ :

یَجْمَعْن زَأْراً و هَدِیراً مَخْضَا

فی عَلَکَاتٍ یَعْتَلِینَ النَّهْضَا

و النَّهْضُ : العَتَبُ من الأَرْضِ (4)، کالنَّهْضَهِ تُبْهَرُ فیه الدَّابَّهُ .

و النُّهَیْض ، کزُبَیْرٍ:ع ،نقله الصّاغَانِیُّ ،قلت:و هو فی قَول نَبهَانَ الطَّائِیِّ :

سَیَعْلَمُ مَنْ یَنْوِی جَلاَئِی أَنَّنِی

أَرِیبٌ بأَکْنَافِ النُّهَیْضِ حَبَلْبَسُ

کذا فی المُعْجَمِ .

و نَهّاضٌ ، ککَتَّانٍ :اسمٌ .

و النَّواهِضُ :عِظَامُ الإِبِلِ و شِدَادُها ،قال أَبُو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیّ :

و الغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِیٌّ فَارِضُ

لا یسْتَطِیعُ جَرَّهُ الغَوَامِضُ

إِلاَّ المُعِیداتُ بهِ النَّواهِضُ (5)

ص:174


1- (1) فی التهذیب:«نابی»و الأصل کاللسان.
2- (2) وردت الأبیات فی معجم البلدان« [1]أخطب»باختلافٍ فی بعض ألفاظها.
3- (3) الرجز فی التهذیب و نسبه لرؤبه.و نسبه فی الجمهره 102/3 [2] للعجاج و هو فی دیوانه/35.
4- (4) العتب:الغلیظ من الأرض،عن القاموس.
5- (5) الغوامض جمع غامض و هو الغائر.و المعید:المطبق للشیء یعاوده.

و نِهَاضُ الطُّرُق،بالکَسْرِ:صُعُدُها یَصْعدُ فیها الإِنْسَانُ من غَمْضٍ . و قِیلَ : عَتَبُهَا جَمْعُ نَهْض ،قال أَبو سَهْمٍ الهُذَلِیّ :

یُتَائمُ (1)نَقْباً ذا نِهَاضٍ فوَقْعُهُ

به صُعُداً لولا المَخَافَهُ قاصِدُ

و قال حاتِمُ بنُ مُدْرِکٍ یَهْجُو أَبا العَیُوفِ :

أَقولُ لصاحِبَیَّ و قد هَبَطْنَا

و خَلَّفْنَا المَعَارِضَ و النِّهَاضَا

و أَنْهَضَهُ فانْتَهَضَ : أَقامَهُ ،نَقَلَه الجَوهَرِیُّ ،و قِیل:حَرَّکَه للنُّهُوضِ .

و أَنْهَضَ القِرْبَهَ ،إِذا دَنَا مِنْ مَلْئِهَا و هو مَجَازٌ.

و اسْتَنْهَضَه لِکَذَا من الأَمْرِ: أَمَرَهُ بالنُّهُوض له ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و نَاهَضَهُ مُنَاهَضَهً : قَاوَمَه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و تَنَاهَضُوا فی الحَرْب ،إِذا نَهَضَ کُلُّ فرِیقٍ إِلی صاحِبِه ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و مُنَاهِضٌ ،کمُبَارِزٍ:اسمٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

انْتَهَضَ الرَّجُلُ :قام،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ لبعْضِ الأَغْفَال:

تَنْتَهِضُ الرِّعْدَهُ فی ظُهَیْرِی

مِنْ لَدُنِ الظُّهْرِ إِلَی العُصَیْر

و انْتَهَضَ القَوْمُ ،و تَنَاهَضُوا : نَهَضُوا لِلْقِتَال.

و قالَ أَبُو الجَهْمِ الجَعْفَریُّ : نَهَضْنَا إِلی القَوْمِ ،و نَغَضْنَا إِلیهِم،بمعْنًی وَاحدٍ.

و أَنْهَضَتِ الرِّیحُ السَّحَابَ :ساقَتْهُ و حَمَلَتْه،و هو مَجَازٌ، قال:

باتَتْ تُنَادِیه الصَّبَا فأَقْبَلاَ

تُنْهِضُهُ صُعْداً و یأْبی ثِقَلاَ

و النَّهْضَهُ :الطّاقَهُ و القُوَّهُ .

و أَنْهَضَهُ بالشَّیْ ءِ:قَوَّاهُ علی النُّهُوضِ بِه.

و النُّهْضَهُ ،بالضَّمِّ :اسمٌ من الانْتهِاض .

و طَرِیقٌ نَاهِضٌ :صَاعِدٌ فی الجَبل،و هو مَجَازٌ.

و عَامِلٌ نَاهِضٌ :ماضٍ فی عَملِه.

و النِّهَاضُ ،بالکَسْرِ:السُرْعهُ .

و مَکَانٌ نَهَّاضٌ ،ککَتَّانٍ :مُرْتَفِعٌ .و عَارِضٌ نَهّاضٌ :

کذلِک،و منه قَولُ رُؤْبَهَ :

بَرْقٌ سَری فی عَارِضٍ نَهّاضِ

و النَّهْضَهُ ،بالفَتْح:العَتَبَهُ من الأَرْضِ تُبْهَرُ فیها الدَّابَّهُ .

و أَصَابَهُ نَهْضٌ ،أَی ضَیْمٌ .

و إِنَاءٌ نَهْضَانٌ ،و هو دُونَ الشَّلتان (2)،عن أَبِی حَنِیفَهَ .

و حانَتْ مِنْهُ نَهْضَهٌ لمَحلِّ (3)کَذَا.

و هُوَ کَثِیرٌ النَّهَضَاتِ .

و فَرْخٌ عاجِزُ النَّهْضِ .

و یُقَال: نَهَضَ الشَّیْبُ فی الشَّبابِ ،و هو مَجَازٌ (4).

و کذَا قَوْلُهُم:هو نَهّاضٌ (5)ببَزْلاءَ،کذا فی الأَساسِ .

نیض

النَّیْضُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

هو ضَرَبانُ العِرْقِ ،کالنَّبْضِ ،بالمُوَحَّدَه، سَواءٌ و قد نَاضَ العِرْقُ نَیْضاً ،إِذا اضْطَرَبَ .هکذَا نَقَلَهُ الجَمَاعهُ .

فصل الواو مع الضاد

وخض

الوَخْضُ ،کالوَعْدِ :طَعْنٌ غیرُ جائِفٍ ،و قد وَخَضْتُهُ بالرُّمْحِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قولُ اللَّیْثِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :هذَا التَّفْسِیر لِلْوَخْضِ خَطَأُ.و الّذِی رواه الأَصْمَعِیُّ هو؛ الطَّعْنُ یُخَالِطُ الجَوْفَ و لمْ یَنْفُذْ ،کالوَخْطِ ،

ص:175


1- (1) فی الدیوان و التهذیب و اللسان: [1]یتابع.
2- (2) کذا بالأصل،و فی اللسان: [2]الشلثان.
3- (3) فی الأساس:إلی موضع کذا.
4- (4) و شاهده قول الفرزدق کما فی الأساس: و الشیب ینهض فی الشباب کأنه لیلٌ یصیح بجانبیه نهار.
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:هو نهاض ببزلاء،قال المصنف فی بزل:و هو نهاض ببزلاء یقوم بالأمور العظام ا ه ».

کذلِکَ ،رَوَاه أَبو عُبَیْدٍ عنه،و قَالَ أَبُو زَیْدٍ:و کذلِکَ البَجُّ ، و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

و النَّبْلُ تَهْوِی خَطَأً و حَبْضَا

قَفْخاً علی الهامِ و بَجًّا وَخْضَا

أَو هو:الطَّعْنُ الغَیْرُ المُبَالَغِ فیه ،و هو قولُ ابنِ دُرَیْدٍ، و المَطْعُونُ : وَخِیضٌ ،فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،کذا فی الجَمْهَرَهِ و الصّحاحِ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِذی الرُّمَّهِ :

و تَارَهً یَخِضُ الأَسْحَارَ عن عُرُضٍ

وَخْضاً و تُنْتَظَمُ الأَسحارُ و الحُجُبُ

و الرِّوَایَه:

«فتَارَهً یَخِضُ الأَعْنَاقَ »... (1)

و هو یَصِف ثَوْراً یَطْعُنُ الکِلابَ .

و قَال أَبو عَمْرٍو:وَخَطَه بالرُّمْحِ ،و وَخَضَهُ :بمعْنًی.

و من المجَازِ: وَخَضَهُ الشَّیْبُ أَی وَخَطَهُ و وَخَزَه،أَی خالَطَه.

ورض

وَرَضَ الرَّجلُ یَرِضُ وَرْضاً : خَرَجَ غائطُه رَقِیقاً ،نَقَلَه الخارْزَنْجِیُّ .

و وَرَضَتِ الدَّجَاجَهُ :وَضَعَتْ بَیْضَهَا بمَرَّهٍ ، کوَرَّضَتْ تَوْرِیضاً ،فِیهِمَا ،أَی فی الدَّجَاجَهِ و الرَّجُلِ .

و فی کلامه نَظَرٌ من وُجُوهٍ :

أَوَّلاً:فإِنَّ التَّوْرِیضَ فی الرَّجُلِ هو إِخْرَاجُ الغائطِ و النَّجْوِ بمَرَّهٍ وَاحِدَهٍ ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،فیکونُ حِینَئِذٍ مُتَعَدِّیاً.

و الَّذِی نَقَلَه الخَارزَنْجِیُّ فِعْلٌ لاَزِمٌ ،فکَیْفَ یکونُ الوَرْضُ و التَّوْرِیضُ سَواءً.

و ثانِیاً:فإِنَّه تَبِعَ هُنَا الجَوْهَرِیَّ فی إِیرادِه بالضَّادِ تَقْلِیداً للَّیْثِ غیر مُنَبِّهٍ علیه،و قد سَبَقَ له فی الصّادِ تَوْهِیمُ الجَوْهَرِیِّ ،حیثُ ذَکَرَه فی الضادِ؛و صوابُه بالصّاد المُهْمَلَهِ ، علی ما حَقَّقَه الأَزْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .

و ثالثاً:فإِنَّ الجَوْهَرِیَّ ذَکَر أَوْرَضَ إِیراضاً ، کَوَرَّضَ تَوْرِیضاً بمعْنًی وَاحِدٍ،فکیف یُهْمِلُ شَیْئاً و یَذْکُر شَیْئاً،و هُمَا سواءٌ.

و رابِعاً:فإِنَّ قَولَه: وَرَضَت الدَّجَاجَهُ ،من الثُّلاثِیّ ، مخالفٌ نَصَّ العَیْنِ ،علی ما نَقَلَه الجَمَاعه،قال اللَّیْث:

وَرَّضَتِ الدَّجاجهُ ،إِذا کانَتْ مُرْخِمَهً علی البَیْضِ ثمَّ قامَتْ فوَضَعَتْ بمَرَّهٍ ،و کذلِکَ التَّوْرِیضُ ،کُلِّ شَیْ ءٍ.و فی الصّحاحِ :قامَتْ فذَرَقَتْ بمَرَّهٍ وَاحِدَهٍ ذَرْقاً کَثِیراً..و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذَا تَصْحِیفٌ ،و الصّوابُ :وَرَّصَتْ ،بالصَّادِ.

و قال أَبو العَبّاسِ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ :أَوْرَصَ ،و وَرَّصَ ، إِذا رَمَی بغائِطِه.

و قال المُنْذِرِیُّ عن ثعْلَبٍ عن سَلَمَه عن الفَرّاءِ قال:

وَرَصَ (2)الشَّیْخُ ،بالصّادِ المُهْمَلَه،إِذا اسْتَرْخَی حِتَارُ خَوْرانِه فأَبْدَی.

و قال:فأَمَّا التَّوْرِیضُ بالضّادِ المُعْجَمَهِ (3)فله مَعْنًی آخَرُ غیرُ ما ذَکَرَه اللَّیْثُ :قال ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ :و هو أَنْ یَرْتادَ الأَرْضَ ،و یَطْلُبَ الکَلا .قال عَدِیُّ بنُ زَیْدِ بن مالکِ بنِ عَدِیِّ بنِ الرِّقاعِ یَصفُ رَوْضهً :

حَسِبَ الرَّائِدُ المُوَرِّضُ أَنْ قدْ

ذَرَّ منها بکُلِّ نَبْ ءٍ صِوَارُ

أَی مِسْک.و ذَرَّ (4)،أَی تَفَرَّقَ ،و النَّبْ ءُ:ما نَبَا من الأَرضِ .

و التَّوْرِیضُ : تَبْیِیتُ الصَّوْمِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، أَیْ بالنِّیَّهِ ،یُقَال:نَوَیْتُ الصَّوْمَ ،و أَرَّضْتُه ،و وَرَّضْتُهُ ،و رَمَّضْتُه، و خَمَّرْتُه،و بَیَّتُّه،و رَسَّسْتُه،بمَعْنًی وَاحِدٍ، و منه

16- الحدیثُ :

«لاَ صِیَامَ لِمَنْ لَمْ یُوَرِّضْهُ (5)مِنَ اللَّیْلِ ». ،أَی لم یَنْوِ،قال الأَزْهَرِیُّ :و أَحْسَبُ الأَصْلَ فیه مَهْمُوزاً،ثمَ قُلِبت الهَمْزَهُ وَاواً.

وضض

الوَضُّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ، و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو الاضْطِرَارُ ،هکذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

قلتُ :و أَصْلُه الأَضُّ ،و قد سَبَقَ عن اللَّیْثِ :الأَضُّ :

ص:176


1- (1) و هی روایه جمهره أشعار العرب. [1]
2- (2) فی اللسان:« [2]ورّض..بالضاد»و الأصل کالتکمله.
3- (3) الذی فی اللسان [3]نصاً التوریص،بالصاد.
4- (4) فی اللسان،فی البیت و فی الشرح هنا:درّ.
5- (5) فی اللسان و [4]النهایه:«لم یورض»قال فی النهایه:و الأصل الهمز و قد تقدم.

المَشَقَهُ ،و أَضَّنِی إِلیکَ الفَقْرُ و اضْطَرَّنِی.و هذَا سَبَبُ إِهْمَالِ الجَمَاعَهِ له.

وغض

وَغَّضَ فی الإِنَاءِ تَوْغِیضاً ،بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال أَبو عَمْرو:أَی دَحَسَهُ ،کَذَا فی العُبَاب،و أَهْمَلَه فی التَّکْمِلَهِ .

وفض

وَفَضَ یَفِضُ وَفْضاً و وَفَضاً ،الأَخِیرُ مُحَرَّکَه عن ابنِ دُرَیْدٍ: عَدَا و أَسْرعَ ، کأَوْفَضَ و اسْتَوْفَضَ ،و قالَ أَبو مالِکٍ : اسْتَوْفَضَ ،أَی اسْتَعْجَلَ ،و قالَ الفَرّاءُ فی قَوْله تعالَی: کَأَنَّهُمْ إِلی نُصُبٍ یُوفِضُونَ (1)أَی:یُسْرِعُونَ ، و أَنْشَدَ،الجَوْهَرِیُّ لرُؤْبَهَ :

إِذَا مَطَوْنا نِقْضَهً أَو نِقْضاً

تَعْوی البُرَی مُسْتَوْفِضَاتٍ وَفْضَا

تَعْوِی،أَی:تَلْوِی،و مثلُه قولُ جَرِیرٍ:

یَسْتَوْفِضُ الشَّیْخ لا یَثْنِی عِمَامَتَهُ

و الثَّلْجُ فوق رُؤُوسِ الأُکْمِ مَرْکُومُ

و قال الحُطَیْئَهُ :

و قِدْرٍ إِذَا ما أَنْفَضَ النّاسُ أَوْفَضَتْ

إِلَیْهَا بأَیْتَامِ الشِّتَاءِ الأَرَامِلُ

و نَاقَهٌ مِیفَاضٌ :مُسْرِعَهٌ ،من ذلِکَ و کذلِکَ النَّعَامَهُ ،قال:

لأَنْعَتَنْ نَعَامَهً مِیفَاضَا

خَرْجاءَ تَعْدُو (2)تَطْلُبُ الإِضَاضَا

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الوَفْضَهُ :خَرِیطَهٌ یَحْمِلُهَا الرّاعِی لزَادِهِ و أَدَاتِه یَحْمِلُهَا فیها، و فی الصّحاحِ : الوَفْضَهُ :شَیْ ءٌ مثلُ الجَعْبَه مِنْ أَدَمٍ لیس فیها خَشَبٌ .قال الصّاغانِیُّ :تَشْبِیهاً.

ج: وِفَاضٌ ،و زاد فی الأَسَاسِ :وَفَضَات،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ للشَّنْفَرَی،قال الصّاغَانِیُّ :یَذْکُر تأَبَّط شَرّاً،و أَنَّثَه حَیْثُ جَعَلَه أُمَّ عِیَالٍ :

لَهَا وَفْضَهٌ فِیهَا ثَلاثُونَ سَیْحَفاً

إِذَا آنَسَتْ أُولَی العَدِیِّ اقْشَعَرَّتِ

الوَفْضَهُ :الجَعْبَهُ ،و السَّیْحَفُ :النَّصْلُ المُذَلَّقُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الْوَفْضَهُ : النُّقْرَهُ بینَ الشّارِبَیْنِ تَحْت الأَنْفِ من الرَّجُلِ .

و یُقَال: لَقِیتُهُ علی أَوْفَاضٍ ،و علی أَوْفَازٍ، أَی عَجَلَهٍ ، الوَاحدُ وَفْضٌ ،بالفَتْحِ ،کما فی الصّحاحِ ، و یُحَرَّکُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،یُقَال:جاءَ علی وَفْضٍ ،و علی وَفَضٍ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لرُؤْبَهَ :

تَمْشِی بنَا الجِدَّ عَلَی أَوْفَاضِ

و

14- قالَ أَبُو عُبَیْدٍ،فی حدیث النّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم: «أَنَّهُ أَمَرَ بصَدَقهٍ أَن تُوضَعَ فی الأَوْفَاضِ . هم الفرَقُ من النَّاس،و الأَخْلاَطُ ، و مثلُه قولُ أَبِی عمْرٍو،قال:مِنْ وَفَضَت الإِبِلُ ،إِذَا تَفَرَّقَت، أَو الجَمَاعَهُ من قَبَائلَ شَتَّی،کأَصْحابِ الصُّفَّهِ ،رَضِی اللّه عنهم،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، أَو الجَمَاعَهُ الَّذِینَ مَعَ کُلِّ واحِدٍ منهُم وَفْضَهٌ لطَعَامِه ،و هی مثلُ الکِنَانَهِ الصَّغِیرهِ یُلْقِی فِیهَا طَعَامَه،و هذا قولُ الفَرّاءِ،و أَنکَره أَبو عُبَیْدٍ،و قیل:هم الفُقَراءُ الضِّعَافُ الّذِینَ لا دِفَاعَ بهم،و منه

16- الحَدِیثُ : «فأَقْتَرَ أَبَواهُ حَتَّی جَلَسَا مع الأَوْفَاضِ ». قال أَبو عُبَیْدٍ:و هکذَا کُلُّه عندنَا وَاحِدٌ؛لأَنَّ أَهْلَ الصُّفَّهِ إِنّمَا کانُوا أَخْلاطاً من قَبَائلَ شَتَّی.

قلتُ :و أَهْلُ الصُّفَّهِ ثَلاثَهٌ و تِسْعُونَ رَجُلاً جَمَعْتُهُم فی کُرّاسَهٍ لَطِیفهٍ علی حَرْفِ المُعْجَم.

و الأَوْفاضُ أَیضاً: جَمْعُ وَفَضٍ ،مُحَرَّکَه،للَّذِی یُقْطَعُ (3)علیه اللَّحْمُ ،و کذلِکَ الأَوْضَامُ جَمْعُ وَضَمٍ ،نقله أَبْو عَمْرٍو.

و قالَ الطِّرمّاحُ :

کَمْ عَدُوٍّ لنا قُراسِیَهِ العِ

زّ تَرَکْنَا لَحْماً عَلی أَوْفَاضِ

و قال کُرَاع: الوَفَضُ :وَضَمُ اللَّحْمِ ،طائِیَّهٌ .

و الوِفَاضُ ، ککِتابٍ :الجِلْدَهُ تُوضَعُ تَحْتَ الرَّحی ،قاله أَبو زید،و قال غیرُه:هو وِقَایَهُ ثِفَالِ الرَّحَی،و الجَمْعُ وُفُضٌ ،قال الطِّرِمّاح:

قد تَجَاوَزْتُها بِهَضّاءَ کالجِنّ

نهِ یُخْفُون بَعْضَ قَرْعِ الوِفَاضِ (4)

ص:177


1- (1) سوره المعارج الآیه 43. [1]
2- (2) التهذیب:ظلت.
3- (3) فی التکمله:«یُقَطَّع»و الأصل کاللسان و القاموس.
4- (4) قوله:هضاء:الجماعه شبههم بالجُنه لمرادتهم.

و الوِفَاضُ أَیضاً: المَکَانُ الَّذِی یُمْسِکُ الماءَ ،رواه ثَعْلَبٌ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ قال:و کَذلِک المَسَکُ و المَسَاکُ ، فإِذَا لم یُمْسِکْ فهو مَسْهَبٌ .

و أَوْفَضَ الإِبِلَ :فَرَّقَهَا قالَ اللَّیْثُ :الإِبلُ تَفِضُ وَفْضاً ، و تَسْتَوْفِضُ ،و أَوْفَضَهَا صاحِبُهَا.

و قال أَبو تُرَابٍ :سَمعتُ خَلِیفَهَ الحُصَیْنِیّ یَقُول:أَوْضَفَتِ النّاقهُ و أَوْضَفْتُهَا فوَضَفَت:خَبَّتْ .و أَوْفَضْتُهَا فَوَفَضَتْ :

تَفَرَّقَت (1).

و أَوْفَضَ لَهُ ،و أَوْضَمَ ،إِذَا بَسَطَ له بِسَاطاً یَتَّقِی به الأَرْضَ .

و یقال اسْتَوْفَضَهُ إِذَا طَرَدَهُ عن أَرْضِه.

و اسْتَوْفَضَهُ : اسْتَعْجَلَه .

و اسْتَوْفَضَتِ الْإِبِلُ ،إِذَا تَفَرَّقَت فی رَعْیِهَا،و هو مُطَاوِعُ أَوْفَضْتُهَا .

و اسْتَوْفَضَ فُلاناً:غَرَّبَهُ و نَفَاهُ ،و منه

16- حَدِیثُ وَائِلِ بنِ حُجرٍ: «مَنْ زَنَا من بِکْرٍ فاصْقَعُوه کذا،و اسْتَوْفِضُوه عاماً».

أَی اضْرِبُوه و اطْرُدُوه عن أَرْضِهِ و غَرِّبُوه و انْفُوهُ ،و أَصلُه من قَوْلک: اسْتَوْفَضَتِ الإِبِلُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

و قال أَبو زَیْدٍ:یُقَال:مَا لِی أَرَاکَ مُسْتَوْفِضاً ،أَی مَذْعُوراً.

و قال ذُو الرُّمَّهِ یصفُ ثوراً وَحْشِیّاً:

طَاوِی الحشَا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجَهٌ

مُسْتَوْفِضٌ من بَنَاتِ القَفْرِ مَشْهُومُ

قال الأَصْمَعِیُّ : مُسْتَوْفِضٌ ،أَی أُفْزعَ فاسْتَوْفَضَ .و قال الصَّاغَانِیُّ :یروی مُسْتَوْفِضٌ و مُسْتَوْفَضٌ و المُسْتَوْفَضُ النافِرُ من الذُّعْرِ،کأَنَّهُ طُلِبَ وفْضُه ،أَی عَدْوُه.

و فرَّق ابنُ شُمَیْلٍ بین الوَفْضَهِ و الجَعْبَهِ ،فقال؛الجَعْبَهُ :

المُسْتَدِیرَهُ الوَاسِعَهُ التی علی فَمِهَا طَبَقٌ من فَوْقِهَا،و الوَفْضَهُ أَصْغرُ منها،و أَعْلاها و أَسْفَلُها مُسْتَوٍ.

ومض

وَمَضَ البَرْقُ یَمِضُ وَمْضاً ،و وَمِیضاً ، و وَمَضاناً ،مُحَرَّکَهً : لَمَعَ لَمْعاً خَفِیفاً ،کما فِی الصّحاحِ ، و فی بعضِ الأُصْولِ خَفِیّاً،و جَمَع بینَهُمَا فی الأَسَاسِ ، فقال:خَفِیَّا خَفِیفاً و لم یَعْتَرِضْ فی نَوَاحِی الغَیْم،کأَوْمَضَ إِیمَاضاً ،فأَمَّا إِذا لَمَعَ و اعْتَرَض فی نَوَاحِی الغَیْم فهو الخَفْوُ، فإِن اسْتَطَالَ (2)وَسَطَ السَّماءِ و شَقَّ الغَیْمَ من غَیْرِ أَنْ یَعْتَرِضَ یَمِیناً و شِمَالاً فهُوَ العَقِیقَهُ .قاله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَد لامْرِیءِ القَیْسِ :

أَصَاحِ تَرَی بَرْقاً أُرِیکَ وَمِیضَهُ

کلَمْعِ الیَدَیْنِ فی حَبِیٍّ مُکَلَّلِ

و بَرْقٌ وَمِیضٌ : وَامِضٌ .قال أَبُو مُحمَّدٍ الفَقْعَسِیُّ :

یا جُمْلُ أَسْقَاکِ البُرَیقُ الوَامضُ

و قال مالِکٌ الأَشْتَرُ النَّخَعِیُّ :

حَمِیَ الحَدِیدُ عَلَیْهِمُ فکأَنَّهُ

وَمَضَانُ بَرْقٍ أَو شُعَاعُ شُمُوسِ

و قال غَیْرُه:

تَضْحَکُ عن غُرِّ الثَّنایا ناصِعٍ

مثلِ وَمِیضِ البَرْقِ لَمَّا عَنْ وَمَضْ

أَراد:«لَمّا أَنْ وَمَضَ ».

14- و فی الحَدِیثِ : ثمَّ سَأَلَ عن البَرْقِ فقال:«أَ خَفْواً أَمْ وَمِیضاً أَمْ یَشُقُّ شَقَّا؟قالُوا:یَشُقُّ شَقَّا،فقالَ صلی اللّه علیه و سلّم:جاءَکم الحَیَاء». و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

الوَمِیضُ :أَنْ یُومِضَ البَرْقُ إِیمَاضَهً ضَعِیفَهً ،ثُمَّ یَخْفَی،ثمَّ یُومِضُ ،و لیس فی هذا یَأْسٌ من مَطَرٍ،قد یَکُونُ و قد لا یَکُون،و شَاهِدُ الإِیماضِ قولُ رُؤْبَهَ :

أَرَّقَ عَیْنَیْکَ عن الغِمَاضِ

بَرْقٌ سَرَی فی عَارِضٍ نَهّاضِ

غُرِّ الذُّری ضَوَاحِکِ الإِیماضِ

ثُمّ قوله:« وَمَضَ البَرْقُ »لیس بتَخْصِیصٍ له،بل یُسْتَعْمَلُ الْوَمْضُ فی غَیْرِه أَیْضاً،ففی العَیْنِ : الوَمْضُ ، و الوَمِیضُ :من لَمَعَان البَرْقِ ،و کُلِّ شَیْ ءٍ صافِی اللَّونِ ، قال:و قد یکونُ الوَمِیضُ للنّارِ.

ص:178


1- (1) العباره فی اللسان: [1]أوضعتِ الناقهُ أو ضفتْ إذا خبّت،و أوضفتُها فوضفتْ و أوفضتُها فوفضتْ و فی التهذیب:أوضفتْ الناقه و أوضعت إِذا خبتّ و أوضعتُها فوضعتْ و أوضفتُها فوضفتْ أی أخبیتُها فخبّتْ .
2- (2) الأصل و الصحاح و [2]فی اللسان: [3]استطار.

و من المَجَازِ: أَوْمَضَتِ المَرْأَهُ :سَارَقَتِ النَّظَرَ بعَیْنِها، و یُقَال: أَوْمَضَتْ (1)فُلانَهُ بعَیْنِهَا،إِذَا بَرقَتْ .

و أَوْمَضَ فُلانٌ :أَشارَ إِشَارَهً خَفِیَّهً ،و هو مَجَازٌ أَیضاً، و منه

14- حَدِیثُ الحَسَنِ : «هَلاَّ أَوْمَضْتَ إِلَیَّ یا رَسُولَ اللّه ؟!» أَی أَشَرْتَ إِلَیَّ إِشارهً خَفِیَّهً ،فقالَ :«النَّبِیُّ لا یُومِضُ »،و فی رِوایَهِ إِبْراهِیمَ الحربیِّ :« الإِیماضُ خِیانَهٌ ».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

التَّوْمَاضُ :اللَّمْعُ الضَّعِیفُ من البَرْقِ ،و شاهِدُه قولُ ساعِدَهَ بنِ جُؤَیَّهَ ،یَصفُ سحاباً:

أَخْیَلَ بَرْقاً متَی حَابٍ له زَجَلٌ

إِذَا یُفَتِّرُ مِن تَوْمَاضِهِ حَلَجَا (2)

أَی تَخال بَرْقاً:«و مَتَی»فی معنی«مِنْ »فی لُغَهِ هُذَیْلٍ :

و الحَابِی من السَّحاب:المُرْتَفِع،کذا فی شَرْحِ الدِّیوانِ .

و أَوْمَضَ ،إِذَا رَأَی وَمِیضَ بَرْقٍ أَو نَارٍ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابیِّ :

و مُسْتَنْبِحٍ یَعْوِی الصَّدَی لعُوَائِهِ

رَأَی ضَوْءَ نارِی فاسْتَنَاهَا و أَوْمَضَا

اسْتناهَا،نَظَرَ إِلی سَنَاها.

و یُقَال:شِمْتُ وَمْضَهَ بَرْقٍ ،کنَبْضَهِ عِرْقٍ .

و أَوْمَضَتِ المرأَهُ :تَبَسَّمَتْ ،و هو مَجَازٌ.شَبَّهَ لَمْعَ ثَنَایَاهَا بإِیماضِ البَرْقِ .

وهض

الوَهْضَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ :هی المُطْمَئِنُّ من الأَرْضِ ،أَو هی وَهْضَهٌ ، إِذا کانَتْ مُدَوَّرَهً ،کالوَهْطَه،قالَه أَبُو السَّمَیْدَعِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: وَهْضَهٌ من عُرْفُطٍ و وَهَضَاتٌ ، لغهٌ فِی الطّاءِ ،و الطّاءُ أَعْرَفُ .

فصل الهاء مع الضاد

هرض

الهَرَضُ ،مُحَرَّکَهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هُو الحَصَفُ یَخْرُجُ علی البَدَنِ (3)من الحَرِّ ،لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ .

و هَرَضَ الثَّوْبَ یَهْرُضُهُ هَرْضاً : مَزَّقَهُ ،کهَرَطَهُ ،و هَرَدَه، و هَرتَه.

هضض

هَضَّهُ یَهُضُّهُ هَضّاً : کَسَرَهُ و دَقَّهُ ،فهو هَضِیضٌ ،و مَهْضُوضٌ .أَو هَضَّهُ : کَسَرَهُ کَسْراً دُونَ الهَدِّ و فَوْقَ الرَّضِّ ،و هو قولُ اللَّیْثِ ، کاهْتَضَّهُ و هَضْهَضَهُ ، فیهما ،شاهدُ اهْتَضَّه قولُ العَجّاجِ :

و کانَ ما اهْتَضَّ الجِحَافُ بَهْرَجَا

نَرُدُّ (4)عنها رَأْسَهَا مُشَجَّجَا

و فَرَّقَ بعضُهُم بینَ الهَضْهَضَهِ و الهَضِّ ،فقال:

الهَضْهَضَهُ :الکَسْرُ إِلاّ أَنّه فی عَجَلَهٍ ،و الهَضُّ فی مُهْلَهٍ ، جَعَلُوا ذلِکَ کالمدِّ و التَّرْجِیعِ فی الأَصْوَاتِ .

و جاءَت الإِبِلُ تَهُضُّ السَّیْرَ هَضّاً ،أَی أَسْرَعتْ ،یُقَال:

لَشَدَّ ما هضَّتْ (5)و قال رَکّاضٌ الدُّبَیْرِیُّ :

جاءَتْ تَهُضُّ المَشْیَ أَیَّ هَضِّ

یَدْفَعُ عنها بَعْضُهَا عن بَعْضِ

قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هی إِبِلٌ غَزِیرَاتٌ فتَدْفَعُ عنها أَلْبَانُهَا قَطْعَ رُؤوسِهَا،کقَوْلِه:

حَتَّی فَدَی أَعْنَاقَهُنَّ المَخْضُ

و قال ابنُ الفَرَجِ :جاءَ فُلانٌ یَهُزُّ المَشْیَ و یَهُضُّه ،إِذا مَشَی مَشْیاً حَسَناً فی تَدَافُعٍ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: هَضَّ و حَضَّ بمَعْنًی وَاحِدٍ.

و سَمَّوْا هَضَّاضاً ،مُشَدَّدهً ،و مِهَضّاً ،بالکَسْرِ .

و الهَضَّاءُ :الجَمَاعَهُ من النَّاسِ ،و هو فَعْلاءُ،مثلُ الصَّحْرَاءِ،حکَاه ثَعْلَب.و أَنْشَد الجَوْهَرِیُّ :

إِلَیْهِ تَلْجَأُ الهَضَّاءُ طُرّاً

فَلَیْسَ بقائلٍ هُجْراً لِجَارِ

هکَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ،قال ابنُ بَرِّیّ :البیتُ لأَبِی دُوَادِ جَارِیَهَ بنِ الحَجّاج الإِیادیِّ یَرْثِی أَبا بِجَادٍ،و صوَابُه:«هُجْراً لِجَادِی»بالدّال،و أَوَّلُ القَصِیدَه:

ص:179


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]أومضته.
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«خلجا».
3- (3) فی التکمله:«علی بدن الانسان»و فی اللسان:یظهر علی الجلد.
4- (4) اللسان:تردّ.
5- (5) الأصل و اللسان،و [3]فی التکمله:هضت السیر.

مَصِیفُ الهَمِّ یَمْنَعُنِی رُقَادِی

إِلیَّ فقدْ تَجافَی بی وِسَادِی

لِفَقْدِ الأَرْیَحِیِّ أَبِی بِجَادٍ

أَبِی الأَضْیَافِ فی السَّنَهِ الجَمَادِ

ثُمَّ قال:

إِذا ما اغْبَرَّتِ الآفَاقُ یَوْماً

و حَارَدَ رِسْلُ ما الخُورِ الجِلاَدِ

إِلَیْه تَلْجَأُ إِلخ.

و قَالَ الطِّرمّاحُ ،یَصِفُ أَشْجَاراً مُلْتَفَّهً :

قَدْ تَجَاوَزْتُهَا بهَضّاءَ کالجِنَّ

هِ یُخْفُونَ بعضَ (1)قَرْعِ الوِفَاضِ

قلتُ :و ما ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ عن ثَعْلَبٍ هو قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ أَیْضاً،و یُقَال: الهَضّاءُ :الجَمَاعَهُ من الخَیْلِ أَیضاً.یُقَال:

أَقْبَل الهَضّاءُ ،و هی أَیضاً:الکَتِیبَهُ ؛لأَنَّهَا تَهُضُّ الأَشْیَاءَ، أَی تَکْسِرُهَا.

و فَحْلٌ هَضّاضٌ ،کما فی الصّحاحِ ، و کذلِکَ هَضْهَاضٌ :

یَهُضُّ ،أَی یَدُقُّ أَعْنَاقَ الفُحولِ ،و تَقُول:هوَ یُهَضْهِضُ الأَعْنَاقَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:فَحْلٌ هَضَّاضٌ :یَصْرَعُ الرَّجلَ و البَعِیرَ ثمّ یُنْحِی علیه بکَلْکَلِه.

و الهَضَاضَهُ ،کسَحَابَهٍ :ما یُهْتَضُّ من أَحَدٍ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و النْهَضُ :انْکَسَرَ ،و هو مُطَاوِع هَضَّهُ و اهْتَضَّهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و اهْتَضَضْتُ نَفْسِی لِفُلانٍ ،إِذا اسْتَزَدْتهَا له.

و المُهَضْهِضَهُ :المَرْأَهُ المُؤْذِیَهُ لِجَارَاتِها ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، و هو مَجازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

هَضَّضَ ،إِذا دَقَّ الأَرْضَ برِجْلَیْه دَقّاً شَدِیداً.

و هَضْهَاضٌ و هُضَاضٌ ،جَمِیعاً:وادٍ،قال مَالِکُ بنُ الحَارِثِ الهُذَلِیُّ :

إِذَا خَلَّفْتُ بَاطِنَتَیْ سَرَارٍ

و بَطْنَ هُضَاضَ حیثُ غَدا صُبَاحُ

أَنَّثَ علی إِرادَهِ البُقْعَهِ ،کما فی اللِّسانِ .قلتُ :و یُرْوَی:

...«خَاصِرَتَیْ سَرَارِ».

و بَطن هُضَاض :وَادٍ،و رَواه الباهِلِیُّ هِضَاض بالکَسْر،و صُبَاح:قومٌ (2)،کذَا فی شَرْحِ الدِّیوَانِ .

هلض

هَلَضَ الشَّیْ ءَ یَهْلِضُهُ هَلْضاً :أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبُو مَالِکٍ :أَی انْتَزَعَهُ ،کالنَّبْتِ تَنْتَزِعُه من الأَرْضِ .و ذَکَرَ أَنَّه سَمِعَه من أَعْرَابِ طَیِّیءٍ،و لیس بثَبت، و نَقَله الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عبّادٍ.

هنبض

رَجُلٌ هُنْبُضٌ ،بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَی عَظِیمُ البَطْنِ .و قد تَقَدَّم فی الصّادِ المُهْمَلَه هذا عن ابْنِ عَبّادٍ بعَیْنِه،و کان یَنْبَغِی من المُصَنِّفِ التَّنْبِیهُ علیه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

هَنْبَضَ الضَّحِکَ :أَخْفَاهُ ،لغهٌ فی الصّادِ،هُنَا ذکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ .

هیض

هَاضَ العَظْمَ یَهِیضُهُ هَیْضاً : کَسَرَهُ بَعْدَ الجُبُورِ ،کما فی الصّحاحِ ،و هو أَشَدُّ ما یَکُونُ من الکَسْرِ، و کَذلِکَ النُّکْسُ فی المَرَضِ بعد الانْدِمالِ ،أَو بعدَ ما کَادَ یَنْجَبِرُ، کاهْتَاضَهُ ،و هو مَهِیضٌ و مُهْتَاضٌ .و فی حَدِیثِ أَبی بَکْرٍ و النَّسّابَهِ :

یَهِیضُهُ حِیناً و حِیناً یَصْدَعُه

أَی یَکْسِره مَرَّهً و یَشُقُّه أُخْرَی.و قال امْرُؤُ القَیْسِ :

و یَهْدَأُ تَارَاتٍ سَنَاهُ و تَارَهً

یَنُوءُ کتَعْتَابِ الکَسِیرِ المَهِیضِ

و قال ذُو الرُّمَّه:

بوَجْهٍ (3)کقَرْنِ الشَّمْسِ حُرٍّ کأَنَّما

تَهِیضُ بهذَا القَلْبِ لَمْحَتُه کَسْرَا

ص:180


1- (1) عن اللسان و بالأصل«بعد».
2- (2) الذی فی شرح الدیوان موضع و معجم البلدان« [1]صباح»قال:و قیل صبح و صباح ماءان من جبال نملی لبنی قریظ .و ذکر البیت الشاهد السابق،و نسبه لتأبط شرًّا.
3- (3) التهذیب و اللسان:و [2]وجه.

و قال القُطامِیُّ :

إِذَا ما قُلْتُ قَدْ حَبَرَتْ صُدُوعٌ

تُهَاضُ و لیس (1)لِلْهَیْضِ اجْتِبارُ

ثمّ یُسْتَعارُ لِغَیْرِ العَظْمِ و الجَناحِ ،و منه قولُ عُمرَ بنِ عبدِ العَزِیزِ،و هو یدْعُو علی یَزِیدَ بنِ المُهَلَّبِ لَمَّا کَسَر سِجْنَهُ و أَفْلَت:«اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ هَاضَنِی فهِضْه »أَی کَسَرَنِی و أَدْخَلَ الخَلَلَ عَلَیَّ فاکْسِرْه و جَازِه بما فَعَل.

و قال اللَّیْثُ : الهَیْضَهُ :مُعَاوَدَهُ الهَمِّ و الحُزْنِ ،و المَرْضَهُ بعدَ المرْضَهِ .قلتُ :و یدخلُ فیه نُکْسُ المَرِیضِ ،فإِنَّهُ مُعاوَدَهُ مَرَضٍ بعدَ الانْدِمَالِ .

و قد هَاضَ الحُزْنُ القَلْبَ :أَصابَهُ مَرَّهً بعدَ أُخْرَی.

و یُقَال: بِهِ هَیْضَهٌ ،أَی به قُیَاءٌ ،کغُرَابٍ ، و قِیَام جَمِیعاً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قیل:هو انْطِلاقُ البَطْنِ فقطْ .

و یُقَال:أَصابَتْ فُلاناً هَیْضَهٌ ،إِذا لم یُوَافِقْهُ شیْ ءٌ یَأْکلُه، و تَغَیَّر طَبْعُه علیه،و رُبَّما لاَنَ من ذلِک بَطْنُه،فکَثُرَ اخْتَلافُه.

و قالَ اللَّیْثُ عن بَعْضِهِم: هَیْضُ الطّائِرِ:سَلْحُه،و قد هَاضَ یَهِیضُ هَیْضاً ،قال:

کَأَنَّ مَتْنَیْهِ من النَّفیِّ

مَهَائِضُ الطَّیْرِ علی الصُّفِیِّ (2)

قالَ الصّاغَانِیُّ :هذَا تصحیفٌ و الصّوابُ :هَیْصُ ،و هَاصَ ، و مَهَائِص بالصَّادِ المُهْمَلَه (3)،و قد تقدَّمَ .

و انْهَاضَ ،کما فی الصِّحاح، و تَهَیَّضَ ،کما فی العَیْنِ :

انْکَسَرَ و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لرُؤْبَهَ :

هَاجَکَ من أَرْوَی کمُنْهَاضِ الفَکَکْ

هَمُّ إِذا لَمْ یُعْدِهِ هَمٌّ فَتَکْ

قال لأَنَّه أَشَدُّ لِوَجَعِه.

و الهَیْضَاءُ :الجَمَاعَهُ ،کالهَضّاءِ،عن ابنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

کُلُّ وَجَعٍ فهو هَیْضٌ ،یُقَال: هَاضَنِی الشَّیْ ءُ،إِذا رَدَّکَ فی مَرَضِکَ .

و الهَیْضُ :اللِّینُ ،و قد هَاضَهُ الأَمْرُ یَهِیضُه ،و به فَسَّرَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ

17- حَدِیثَ عائِشَهَ ،رَضَی اللّه عنها: «و اللّه لو نَزَل بالجِبَالِ الرّاسِیَاتِ مَا نَزَلَ بأَبی (4)لَهَاضَهَا ». أَی أَلانها.

و یُقال:تَمَاثَل المَرِیضُ فَهَاضَهُ کذا،أَی نَکَسَه،و هو مَجَازٌ.

و المُسْتَهَاضُ :الکَسِیرُ یَبْرَأُ فیُعْجَلُ بالحَمْلِ علیه، و السَّوْقِ له،فیَنْکَسر عَظْمُه ثَانِیَهً بعد جَبْرٍ و تَمَاثُلٍ ،و قال ابنُ شُمَیْلٍ : المُسْتَهَاضُ :المَرِیضُ یَبْرَأُ فیَعْمَل عَمَلاً فیَشُقُّ علیه،أَو یأْکلُ طَعَاماً أَو یَشربُ شَرَاباً فیُنْکَسُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «فإِنَّ هذَا یَهِیضُکَ إِلَی ما بِکَ ». أَی:یَنْکُسُکَ إِلی مَرَضِک،و هو مَجَازٌ.

و یُقَال: هَاضَهُ الکَرَی،و به هَیْضَهُ الکَرَی:تَکْسیرُه و تَفْتیرُه،و هُوَ مَجَازٌ.

و یُقَال: تَهَیَّضَهُ الغَرَامُ ،إِذا عَاوَدَه مَرَّهً أُخْرَی،قال:

و ما عَادَ قَلْبِی الهَمُّ إِلاَّ تَهَیَّضَا

و هو مَجَازٌ.و قال ابنُ بَرِّیّ : هَیَّضَهُ بمَعْنَی هَیَّجَهُ ،قال هِمْیانُ بنُ قُحَافَهَ :

فَهَیِّضُوا القَلْبَ إِلی تَهَیُّضِهْ

فصل الیاء مع الضاد

یرض

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

من هذا الفصْلِ :

الیَرِیضُ ،کأَمِیرٍ:وَادٍ فی شِعْر امْرِیءِ القَیْسِ :

أَصَابَ قُطَیّاتٍ فسَالَ اللِّوَی لَهُ

فوَادِی البَدِیّ فانْتَحَی لیَرِیضِ

ص:181


1- (1) التهذیب و اللسان:تهاض و ما لما هِیض.
2- (2) الرجز فی اللسان« [1]نفی»و نسبه للأخیل.قال ابن سیده:هکذا أنشده أبو علی،و أنشده ابن درید فی الجمهره(الجمهره 161/3):کأن متنیّ ،قال:و هو الصحیح لقوله بعده: من طول إشرافی علی الطویّ .
3- (3) الذی فی التکمله:هیضه الطیر و هیصتها:ذرقها و هی المهائض و المهائص.و بهامشها ذکر عباره التاج ثم قال؛و لعل هذه العباره من العباب و إلا فکیف أثبتها هنا فی ذیل تکملته.
4- (4) الأصل و التهذیب و اللسان و [2]فی النهایه:« [3]بی».

و قد تَقَّدمَ فی«أَرض»أَنَّهُ یُرْوَی بالوَجْهَیْن:« لأَرِیضِ » و« یَرِیض »و هُما کیَلَمْلَم،و أَلَمْلَمَ ،و الرُّمحِ الیَزَنِیِّ و الأَزَنِیِّ ، فتَأَمَّل،فقد أَهْمَلَه هُنَا الجَماعَهُ .

یضض

یَضَّضَ الجِرْوُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو زَیْدٍ:أَی فَتَحَ عَیْنَیْهِ ،لُغهٌ فی الصاد المُهْمَله،و کذلک جَصَّصَ ،و فَقَّحَ ،و رواه الفَرَّاءُ بالصَّادِ المُهْمَلَهِ ،کما تَقَدَّم فی موضعه،و قال أَبُو عَمْرٍو: یَضَّضَ ،وَ یصَّصَ ،و بَضَّضَ بالباءِ،و جَصَّصَ بمَعْنًی واحِدٍ،لُغَاتٌ کُلُّهَا،و قد ذُکِرَ کُلٌّ منها فی بَابِه.

و به تَمَّ حَرْفُ الضَّادِ المعجَمَه من شرح القَامُوس.

وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ،و صَلَّی اللّه علی سیِّدنا و مَولانا مُحَمَّدٍ النَّبیِّ الأُمِّیِّ ،و علی آلِه و صَحْبِه الطّاهِرِینَ أَجْمَعِینَ .

و حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ ،و لا حَوْلَ و لا قُوَّه إِلاّ باللّه العَلِیِّ العَظِیم (1).

ص:182


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قال الشارح فی نسخته التی بقلمه:وافق الفراغ فی الساعه الثالثه من لیله السبت المبارکه منتصف جمادی الثانیه من شهور سنه 1184 علی ید کاتبه و مهذبه العبد الفقیر الفانی محمد مرتضی الحسینی عفا اللّه عنه و سامحه بمنه و کرمه.و وفقه لاتمام ما بقی من الکتاب،و أعانه علیه،و ذلک بمنزله فی عطفه الغسال بمصر حرسها اللّه تعالی و بلاد المسلمین».

>باب الطه<

باب الطاء

اشاره

و هی من الحُروفِ المَجْهُورَه،و أَلِفُهَا تَرْجِع إِلی الیَاءِ.

إِذا هَجَّیْتَه جَزَمْتَه و لم تُعْرِبْه،کما تَقُول:ط د،مُرْسَلَه اللَّفْظِ بلا إِعْرَابٍ ،فإِذَا وَصَفْتَه و صَیَّرْتَه اسْماً أَعْرَبْتَه،کما تُعْرِبُ الاسمَ ،فتَقُول:هذه طاءٌ طَوِیلَهٌ ،و هی و الدّالُ و التَّاءُ ثلاثَهٌ فی حَیِّزٍ وَاحِدٍ،و هِی الحُرُوف النِّطْعِیَّهُ ؛لأَنَّ مَبْدَأَهَا من نِطْعَ الغارِ الأَعْلَی.

قال شَیْخُنَا:أُبْدِلَت الطَّاءُ من تاء الافْتِعَالِ و فُرُوعِه،و من تاءِ الضَّمِیرِ الواقع إِثْرَ حَرْفٍ من حُرُوفِ الإِطْبَاقِ ،و من الدّالِ .

و حَکَی یَعْقُوبُ عن الأَصْمَعِیّ :مَطُّ الحُرُوفِ و مدُّ الحُرُوف،و الإِبْعاطُ و الإِبْعَادُ.

قال:و ظاهرُ کلامِ ابنِ أُمِّ قاسمٍ أَنَّهَا إِنَّمَا تُبْدَلُ فی الافْتِعَال،و لیس کَذلک،بل أَبْدَلُوهَا بعدَ حُرُوفِ الإِطْبَاقِ إِذا کانَتْ التّاءُ ضمِیراً أَیضاً،قالُوا:حَفِظْطُ ،و حِضْطُ ،و فَحَصْطُ و خَبَطُّ فی:حَفِظْت و حِضْتُ و فَحَصْت و خَبَطْتُ ،و أَنْشَدوا قول عَلْقَمهَ التَّمِیمِیِّ :

و فی کُلِّ حَیٍّ قد خَبَطَّ بنِعْمَهٍ

فحُقَّ لِشَأْشٍ مِنْ نَدَاکَ ذَنُوبُ

و قال بعضُ النُّحَاه:إِنَّه غیرُ مُطَّرِدٍ،وَ رُدَّ بأَنَّهُ لُغَهُ قَوْمٍ من بَنِی تَمِیمٍ .

و قَال أَبُو عُبَیْدَهَ :المِیطاءُ و المِیدَاءُ،حَوَّلُوا الدّال طاءً.

و قالَ أَبُو عُمَرَ الزّاهِدُ فی الیَوَاقِیت:قالُوا:ما أَبْعَطَ طَارَک! بمعنی:ما أَبْعَدَ دَارَک!

فصل الهمزه مع الطاءِ

أبط

الإِبْطُ ،بالکَسْرِ،و أَطْلَقه المُصَنِّفُ لشُهْرَتهِ ،و هو فی غَیْر بَاطِنِ المَنْکِبِ غَیْرُ مَشْهُورٍ فلا یُفِیدُ الإِطْلاقُ ،و هو:

ما رَقَّ من الرَّمْل ،و قیل:هو أَسْفَلُ حبْلِ الرَّمْل و مَسْقَطُه، و قِیل:مُنْقَطَعُ مُعْظَمِه.و یقال:هَبَطَ بإِبْطِ (1)الرّمْلِ ،و هو مَجَازٌ.

و الإِبْطُ أَیضاً: ه،بالیَمَامَهِ من ناحِیَهِ الوَشْمِ لبَنِی امْریء القَیْسِ .

و الإِبْطُ : إِبْطُ الرجُلِ و الدَّوَابِّ ،قال ابنُ سِیدَه:هو بَاطِنُ المَنْکِبِ ،و قیلَ :باطن الجَنَاحِ (2)،کما فی الصّحاح و المِصْبَاح، و تُکْسَرُ الباءُ ،لُغَه،فیُلْحَقُ بإِبِلٍ .و قولُهم:لا ثَانِیَ له،أَی علی جِهَهِ الأَصَالَهِ ،فلا یُنَافِی أَن له أَمْثَالاً بالإِتْبَاع کهذا و أَلْفاظ کثیرَه،قاله شیخُنا.و هو مُذکَّرٌ، و قد یُؤنَّث ،قاله اللِّحْیَانِیُّ ،و التَّذْکِیر أَعْلَی،و حکی الفَرّاءُ عن بعضِ العَرَبِ :فرَفَع السَّوْطَ حتَّی بَرَقتْ إِبْطُه ،و أَنْشدَ الأَصْمَعِیّ یَصِف جَمَلاً:

کأَنّ هِرًّا فی خَوَاءِ إِبِطِهْ

لَیْس بمُنْهَکِّ البُرُوکِ فِرْشِطِهْ (3)

ص:183


1- (1) عن الأساس و بالأصل«بإبطه».
2- (2) فی الصحاح و المصباح:ما تحت الجناح.
3- (3) المنهکّ الذی ینفتح إذا برک،عن التکمله.

ج: آباطٌ ،قال رُؤْبَهُ :

ناجٍ یُعَنِّیهِنَّ بالإِبْعاطِ

و المَاءُ (1)نضّاحٌ من الآبَاطِ

و قال ذُو الرُّمَّه:

و حَوْمانَهٍ وَرْقاءَ یَجْری سَرَابُها

بمُنْسَحَّهِ الآباطِ حُدْبٍ ظُهُورُها

أَی یَرْفَعُ سرَابُها إِبِلاً مُنْسَحَّهَ (2)الآباطِ ،و یُرْوَی بمَسْفُوحَه.و فسَّر ابن فارِسٍ الآباطَ فی البَیْت بآبَاطِ الرَّمْلِ ،کما فی العُبَاب.

و تَأَبَّطَهُ :وَضَعَه تَحْتَهُ ،أَی تَحْتَ إِبْطِه ،و فی الصّحاح:

جَعَلَه،و قال إِبْرَاهِیمُ بنُ هَرْمَهَ :

جَثَمَتْ ضِبَابُ ضَغِینَتِی من صَدْره

بَیْنَ النِّیَاطِ و حَبْلِهِ المُتأَبَّطِ

و مِنْه تَأَبَّطَ شَرًّا:لَقَبُ ثابِت بن جَابر بنِ سُفْیَانَ بنِ عَدیِّ بن کعْبِ بن حَرْب بن تَیْمِ بنِ سَعْدِ بنِ فَهْمِ بنِ عمْرِو بنِ قَیْسِ عَیْلانَ الفَهْمِیّ المُضَرِیُّ ، أَحَد رَآبِیلِ العَرَبِ ،جمع رِئْبَالٍ ،و هو الَّذِی وَلدَتْهُ أُمُّه وَحْدَه،کما سَیَأتِی، من مُضرَ بن نِزارِ بنِ مَعَدِّ بن عَدْنانَ ؛لأَنَّ قَیْسَ عَیْلانَ هو ابنُ مُضَرَ،و إِنّمَا لُقِّبَ به لِأَنَّه رَأَتْهُ أُمُّه و قد تَأَبَّطَ جَفِیرَ سهامٍ و أَخَذَ قَوْساً ،فقالَتْ له أُمُّه:هذا تأَبَّطَ شرًّا.

قاله أَبُو حاتِم سَهْلُ بنُ محمَّدٍ السِّجِسْتانیُّ ،و نصُّه:و قد وَضعَ جَفِیرَ سِهَامِه تَحْتَ إِبْطِه ،و أَخذَ القَوْسَ .و المَآلُ وَاحِدٌ. أَوْ تأَبَّطَ سِکِّیناً فأَتَی نادِیَهُمْ فوَجَأَ بَعْضَهُم ،فسُمِّی به لذلِکَ .و فی الصّحاح:زَعَمُوا کان لا یُفَارِقُه السَّیْفُ .و فی العُبَابِ :قتلْتهُ هُذَیْلٌ ،قال ابنُ الکَلْبیِّ :قالَتْ أُخْتُه ترْثِیه:

نِعْمَ الفَتَی غَادَرْتُمُ بِرَخْمانْ

بثَابِت بنِ جَابِرِ بنِ سُفْیَانْ

و فی کِتاب«مَقاتِل الفُرْسَانِ »:قالت أُمُّه تَرْثیه،و مِثْلُه فی أَشْعَارِ هُذیْلٍ .و فی الصّحاح:تقولُ :جاءَنِی تَأَبَّطَ شَرًّا، و مَرَرْتُ بتأَبَّطَ شَرًّا،تَدَعُه علی لَفْظِه؛لأَنَّک لم تَنْقُلْه من فِعْلٍ إِلی اسْمٍ ،و إِنَّما سمَّیْتَ بالفِعْل معَ الفاعِل جمِیعاً رَجُلاً،فوَجَبَ أَنْ تَحْکِیَه و لا تُغَیِّرَه،و کذلِک کُلُّ جُمْلَهٍ یُسَمَّی بها،مِثْلُ :بَرَقَ نَحْرُه،و ذَرَّی حَبًّا.و إِن أَرَدْتَ أَن تُثَنِّیَ أَو تَجْمَعَ قلت:جاءَنی ذَوَا تَأَبَّطَ شَرًّا،و ذَوُو تَأَبَّطَ شَرًّا، أَو تَقُولُ :کِلاهُمَا (3)و کُلُّهم،و نَحْوُ ذلِکَ . و لا یُصَغَّرُ و لا یُرَخَّمُ .و عِبَارَهُ الصّحاح:و لا یَجُوزُ تَصْغِیرُه و لا تَرْخِیمُه، و النِّسْبَهُ إِلیه تَأَبَّطِیٌّ تَنْسُب إِلی الصَّدْر.

و فی اللِّسَانِ :قال سِیبَوَیْه:و من العَرَبِ من یُفْرِدُ، فیقول: تَأَبَّطَ أَقْبَلَ ،قال ابنُ سِیدَه:و لِهذا أَلْزَمَنَا سِیبَوَیْه فی الحِکَایَهِ الإِضافَهَ إِلی الصَّدْرِ،و قول مُلَیْحٍ الهُذَلِیّ :

و نَحْنُ قَتَلْنَا مُقْبِلاً غَیْرَ مُدْبِرٍ

تَأَبَّطَ ،مَا تَرْهَقْ بِنَا الحَرْبُ تَرْهَقِ

أَراد: تَأَبَّطَ شَرًّا،فحَذَف المَفْعُولَ للعِلْمِ به.

و أَبَطَهُ اللّه تَعَالَی و هَبَطَهُ و وَبَطَه،بمعْنًی وَاحِدٍ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .قلتُ :و هو قولُ ابنِ الأَعْرابِیِّ ،کما نَقَلَه عنه الأَزْهَرِیُّ فی«و ب ط ».

و التَّأَبُّطُ :الاضْطِباعُ ،و هو: أَنْ یُدْخِلَ الثَّوْبَ ،و فی الصّحاحِ : رِدَاءَهُ مِنْ تحْتِ یَدِهِ الیُمْنَی ،و لیسَ فی الصّحاحِ لفْظَهُ «من»،و فی العُبَاب:تَحْتَ إِبْطِهِ الأَیْمَنِ ، فَیُلْقِیَه علی مَنْکِبِهِ .و فی الصّحاحِ :علی عاتِقِهِ الأَیْسَرِ ،و کان أَبُو هُرَیْرَهَ رِدْیَتُه التَّأَبُّطُ .

و یُقَال: جَعَلْتُه ،أَی السَّیْفَ إِبَاطِی ،بالکَسْر ،أَی یَلِی إِبْطِی .و یُقَال:السَّیْفُ إِباطٌ لی،أَی تَحْتَ إِبْطِی .و فی الأَسَاس:یُقَال السَّیْفُ عِطَافِی و إِبَاطِی ،أَی ما أَجْعَلُه علی عِطْفِی و تَحْتَ إِبْطِی ،و منه قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلیِّ یَصِف ماءً وَرَدَه،کذا فی الدِّیوانِ ،و یُرْوَی لتَأَبَّط شَرًّا:

شَرِبْتُ بِجَمِّه و صَدَرْت عنْهُ

و أَبْیَضُ صارِمٌ ذَکَرٌ إِبَاطِی

أَی تَحْتَ إِبطِی :و روَی ابنُ حَبِیب.

«بأَبْیَضَ صارِمٍ ». (4).

قلتُ :و یُرْوَی أَیْضاً:

«و عَضْبٌ صارِمٌ »...

و قال السُّکَّرِیُّ :

نَسَبَه إِلی إِبْطِهِ ،أَرادَ إِبَاطِیَّ ،یعنی نَفْسَه،ثُمَّ خَفَّف.قلتُ :

ص:184


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و الماح نضاح».
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«منسحته».
3- (3) فی اللسان:« [1]کلاهما تأبط شرًّا و کلهم تأبَّط شرًّا»و الأصل کالصحاح. [2]
4- (4) «و أبیضَ صارمٍ »روایه دیوان الهذلیین 26/2.

و قال ابنُ السِّیرافِیّ :أَصلُه إِبَاطِیٌّ فخَفَّف یاءَ النَّسَبِ ،و علی هذا یکونُ صِفَهً لصارِمٍ .

و ائْتَبَطَ :اطْمَأَنَّ و اسْتَوَی ،قالهُ ابنُ عَبّادٍ.

و ائْتَبَطَ النَّفْسُ .ثَقُلَت و خَثَرَتْ ،عنه أَیْضاً.

و اسْتَأْبَطَ فُلانٌ ،إِذا حَفَرَ حُفْرَهً ضَیَّقَ رَأْسَهَا و وَسَّعَ أَسْفَلَها ،کما فی الصّحاحِ ،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ،و هو عَطِیَّهُ بنُ عاصِمٍ :

یَحْفِرُ نَامُوساً له مُسْتَأْبِطَا

ناحِیَهً و لا یَحُلُّ وَسَطَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

یُقَالُ للشُّؤْمِ : إِبْطُ الشِّمَالِ .

و ذُو الْإِبْطِ :رَجُلٌ من رِجَالاتِ هُذَیْلٍ ،قال أَبُو جُنْدَبٍ الهُذَلِیُّ لبَنِی نُفاثَهَ :

أَیْنَ الفَتَی أُسَامَهُ بنُ لُعْطِ

هَلاّ تَقُومُ أَنتَ أَو ذُو الإِبْطِ

لَوْ أَنَّهُ ذُو عِزَّهٍ و مَقْطِ

لَمَنَع الجِیرَانَ بَعْضَ الهَمْطِ

و إِبَاطٌ ،ککتابٍ :مَوْضِعٌ .

و أُبَیْطٌ ،کزُبَیْرٍ (1):من مِیاهِ بَطْنِ الرُّمهِ .

و إِبْطُ الجَبَلِ :سَفْحُه.

و ضَرَبَ آبَاطَ المَفَازَهِ ،و هو مَجَازٌ،و من سَجَعاتِ الأَساسِ :تَقُول:ضَرَبَ آبَاطَ الأُمُورِ و مَغَابِنَهَا،و اسْتَشَفَّ ضَمائِرَها و بَوَاطِنَهَا.

و تَأَبَّطَ فُلانٌ فُلاناً،إِذا جَعَلَهُ تَحْتَ کَنَفِهِ .

و المُتَأَبِّطُ :کالمُتَشَبِّثِ .

أجط

إِجْطِ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسانِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو زَجْرٌ لِلْغَنَمِ .قال الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ :و هو مَبْنِیٌّ علی الکَسْر،مِثَال ابْنِ ،إِذا أَمَرْتَ من البِنَاءِ.

أدط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأَدَطُّ ،هو المُعْوَجُّ الفَکِّ ،قال الأَزْهَرِیُّ :لغَه فی الأَدْوَط ،و قد أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و هنا ذَکَرَه صاحبُ اللِّسَانِ ، و الصَّواب أَنَّهُ بالذَّالِ المُعْجَمه،و محلُّ ذِکْرِه فی«ذ ط ط » کما سَیَأْتِی.

أرط

الأَرْطَی :شَجَرٌ یَنْبُتُ بالرَّمْلِ ،قال أَبُو حَنِیفَهَ :

هو شَبِیهٌ بالغَضَی یَنْبُتُ عِصِیًّا من أَصْلٍ وَاحِدٍ،یطولُ قَدْرَ قَامَهٍ ،و وَرَقُه هَدَبٌ ،و نَوْرهُ کنَوْرِ الخِلاَفِ غیر أَنَّه أَصْغَر منه.و اللَّوْنُ وَاحِدٌ،و رَائِحَتُه طَیِّبَهٌ ،و مَنْبِتُه الرَّمْلُ ،و لذلِکَ أَکْثَرَ الشُّعَرَاءُ من ذِکْرِ تَعَوُّذِ بَقَر الوَحْشِ بالأَرْطَی و نَحْوِها من شَجَر الرَّمْل،و احْتِفَارِ أُصُولِهَا للکُنُوسِ فیها،و التَّبَرُّدِ بها من الحَرِّ،و الانْکِرَاسِ فیهَا من البَرْدِ و المَطَرِ دُونَ شَجَر الجَلَدِ.

و الرَّمْلُ احْتِفَارُه سَهْلٌ . و ثَمَرُه کالعُنَّابِ مُرَّهٌ تَأْکُلُها (2)الإِبِلُ غَضَّهٌ ،و عُرُوقُه حُمْرٌ شَدِیدَهُ الحُمْرَه،قال:و أَخْبَرَنِی رَجُلٌ من بَنِی أَسَدٍ أَنّ هَدَبَ الأَرْطَی حُمْرٌ کأَنَّه الرُّمّانُ الأَحْمر.

قال أَبُو النَّجْمِ یَصِفُ حُمْرَهَ ثَمَرِهَا:

یَحُتُّ رَوْقَاهَا علی تَحْوِیرِهَا

من ذَابِلِ الأَرْطَی و من غَضِیرِهَا

فی مُوضِعٍ کالبُسْر من تَثْمِیرها

الوَاحِدَهُ أَرْطاهٌ ،قال الرَّاجز:

لَمّا رَأَی أَنْ لادَعَهْ و لا شِبَعْ (3)

مالَ إِلی أَرْطاهِ حِقْفٍ فاضْطَجَعْ

و لِذَا قالُوا:إِنَّ أَلِفهُ للإِلْحَاقِ لا للتَّأْنِیثِ ،و وَزْنُه فَعْلَی، فَیُنَوَّنُ حِینَئِذٍ نَکِرَهً لا مَعْرِفَهً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لأَعْرَابِیٍّ .و قَد مَرِضَ بالشَّأْمِ :

أَلاَ أَیُّهَا المُکّاءُ مَالَکَ هَاهُنَا

أَلاَءٌ و لا أَرْطًی فأَیْن تَبِیضُ

فأَصْعِدْ إِلی أَرْضِ المَکَاکِیِّ و اجْتَنِبْ

قُری الشّامِ لا تُصْبِحْ و أَنْتَ مَرِیضُ

ص:185


1- (1) قیده یاقوت بالفتح ثم الکسر.
2- (2) عن القاموس و بالأصل«یأکلها».
3- (3) قبله فی اللسان: یا رب أبّاز من العفر صدع تقبض الذئب إلیه و اجتمع.

أَوْ أَلفُه أَصْلِیَّهٌ فیُنَوَّن دائماً ،و عِبَارَهُ الصّحاحِ :فإِن جَعَلْتَ أَلِفَهُ أَصْلِیّاً نَوَّنْتَهُ فی المَعْرِفَهِ و النَّکِرَهِ جَمِیعاً.قال ابنُ بَرِّیّ :إِذا جَعَلْتَ أَلِفَ أَرْطی أَصْلِیّاً،أَعْنِی لامَ الکَلِمَهِ ،کان وَزْنُهَا أَفْعَل،و أَفْعَلُ إِذا کانَ اسْماً لم یَنْصَرِف فی المَعْرِفهِ ، و انْصَرَفَ فی النَّکِرَهِ ، أَوْ وَزْنُهُ أَفْعَلُ لأَنَّهُ یُقَال:أَدِیمٌ مَرْطِیٌّ ، و هذا مَوْضِعُهُ المُعْتَلّ ،کما فی الصّحاحِ .قال أَبُو حَنِیفَهَ :

و به سُمِّیَ الرَّجُلُ أَرْطاهَ ، و کُنِیَ أَبا أَرْطَاهَ ،و یُثَنَّی أَرْطَیَانِ ، و ج: أَرْطَیَاتٌ ،قال أَبُو حَنِیفَهَ : و یُجْمَع أَیْضاً علی أَرَاطَی ، کعَذَارَی ،و أَنشدَ لذِی الرُّمَّه:

و مِثْلُ الحَمَام الوُرْقِ مِمَّا تَوَقَّرتْ (1)

به مِنْ أَرَاطِی حَبْلِ حُزْوی أَرِینُهَا

قال الصّاغَانِیُّ :و لم أَجِدْه فِی شِعْرِه،قال: و یُجْمَع أَیْضاً علی أَرَاطٍ ،و أَنْشَد للعَجّاجِ یَصِفُ ثوراً:

أَلْجَأَه لَفْحُ الصَّبَا و أَدْمَسَا

و الطَّلُّ فی خِیسِ أَرَاطٍ أَخْیَسَا

و المَأْرُوطُ :الأَدِیمُ المَدْبُوغُ بِهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو قولُ أَبِی زَیْدٍ.و هذا یُؤَیِّدُ أَنَّ أَلِف أَرْطَی للإِلْحاقِ ،و لیسَتْ للتَّأْنِیثِ ،و من قَالَ :أَدِیمٌ مَرْطِیٌّ جَعَلَ وَزْنَهُ أَفْعل،و سیأْتِی فی المُعْتَلِّ إِن شَاءَ اللّه تَعَالی.

و قال المُبَرِّدُ: أَرْطَی ،علی بِنَاءِ فَعْلَی،مثل عَلْقَی،إِلاّ أَنَّ الأَلِفَ التی فی آخِرِهِمَا لیست للتَّأْنِیث؛لأَنَّ الوَاحِدَهَ أَرْطاهٌ و عَلْقَاهٌ ،قال:و الأَلِفُ الأُولَی أَصْلِیَّه.و قد اخْتُلِفَ فیها:

فقِیلَ :هی أَصْلِیَّهٌ ،لقَولِهِم:أَدِیمٌ مَأْرُوطٌ ،و قِیل:هی زائِدَهٌ ؛لقولِهِم:أَدِیمٌ مَرْطِیٌّ .

و المَأْرُوطُ من الإِبِلِ :الَّذِی یَشْتَکِی منه ،أَی من أَکْلِه، کمَا فی اللِّسَانِ ، و الَّذِی یَأْکُلُهُ و یُلازِمُه مَأْرُوطٌ أَیضاً، کالأَرْطَوِیِّ و الأَرْطَاوِیّ ،و الَّذِی حکاهُ أَبو زَیْد:بَعِیرٌ مَأْرُوطٌ و أَرْطَوِیٌّ .و الأَرْطَاوِیُّ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ،و هو فی اللّسَان أَیْضاً.

و أَرْطَاهُ :ماءٌ لِبَنِی الضِّبَابِ یَصدُرُ فی دارهَ الخَنْزَرَیْن (2)، قال أَبو زَیْد:تَخْرُج مِنَ الحِمَی حِمَی ضَرِیَّهَ ،فتَسِیرُ ثَلاَثَ لَیَالٍ مُسْتَقْبِلاً مَهَبَّ الجَنُوبِ من خارِجِ الحِمی،ثمّ تَرِدُ مِیَاهَ الضِّبَابِ ،فمِنْ مِیَاهِهمُ الأَرْطاهُ .

و الْأُرَاطَهُ ، کثُمَامَهَ :ماءٌ لبَنِی عُمَیْلَهَ شَرْقِیَّ سَمِیْرَاءَ ،و قَال نَصْرٌ:هو من مِیَاهِ غَنِیٍّ ،بَیْنَهَا و بینَ أُضاخ لَیْلَهٌ .

و أَرْطَهُ اللَّیْثِ : حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ ،من أَعْمالِ رَیَّه.

و الأَرِطُ ،ککَتِفٍ :لَوْنٌ کلَوْنِ الأَرْطَی ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و آرَطَتِ الأَرْضُ ،علی أَفْعَلَت بأَلِفَیْنِ : أَخْرَجَتْهُ ،أَی الأَرْطَی ، کأَرْطَت ، إِرْطَاءً و هذِه نَقَلَهَا الجَوْهَرِیُّ ، أَوْ هذِه لَحْنٌ لِلْجَوْهَرِیّ قال شَیْخُنَا:قلتُ :لا لَحْنَ ،بل کَذلِکَ ذَکَرَهَا أَربابُ الأَفْعَالِ و ابنُ سِیده و غیرُهُم.انتهی.

قلتُ :و قدْ ذَکَرَهَا کذلِکَ أَبُو حَنِیفَهَ فی کِتَابِ النَّبَاتِ ، و ابنُ فارِس فی المُجْمَل،و نَصُّهُما:یُقَالُ : أَرْطَتِ الأَرْضُ ، أَی أَنْبَتَت الأَرْطَی ،فهی مُرْطِیَهٌ ،قال الصّاغَانَیُّ :قد جَعَلاَ هَمْزَهَ الأَرْطَی زائِدَهً ،و علی هذا مَوْضِعُ ذِکْرِ الأَرْطَی عِنْدَهُمَا بابُ الحُرُوفِ اللَّیِّنه،ثُمّ ما ذَکَرَه المُصنِّفُ من تَلْحِینِ الجَوْهَرِیِّ فقد سَبَقَهُ أَبُو الهَیْثَمِ حیثُ قال:و أَرْطَتْ لَحْنٌ ؛ لأَنَّ أَلِفَ أَرْطَی أَصْلِیَّهٌ ،ثمّ إِنَّه وُجِدَ فی بعضِ نُسَخِ الصّحاحِ آرَطَتْ ،هکَذَا بالمَدِّ،و مِثْلُه فی نُسْخَهِ الصّحاحِ بخطِّ یاقُوت مَضْبُوطاً بالقَلَم،و لکِنّه تَصْلِیحٌ ،و یَشْهَدُ لذلِکَ أَنَّه کَتَبَ فی الهامِش تِجاهَه:بخَطِّه:«و أَرْطَت »،أَی بخطِّ الجَوْهَرِیّ ،کما نَقَلَه المُصَنِّفُ . و وُجِدَ بِخَطِّ بعضِ الأُدَباءِ أَرَّطَتْ مُشَدَّدَهَ الراءِ ،أَی فی نُسَخِ الصّحاحِ ، و هِیَ لَحْنٌ أَیْضاً .قَال شیخُنَا:هی علی تَقْدِیرِ ثُبُوتِهَا یُمْکِنُ تَصْحِیحُها بنَوْعٍ من العِنَایهِ .قلتُ :اللّغَهُ لا یَدْخُل فیها القِیَاسُ ، و الَّذِی ذَکَرهُ أَبو الهَیْثمِ : آرَطَتْ ،و غَیْرُه: أَرْطَتْ ،مشدّدهً ، فهو تَصْحِیحٌ عَقْلِیٌّ لا یَنْبَغِی أَنْ یُوثَقَ به و یُعْتَمَدَ علیه.

فتأَمَّل.

و الأَرِیطُ ،کأَمِیرٍ: الرَّجُلُ العاقِرُ ،نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ:

ما ذا تُرَجِّینَ من الأَرِیطِ

لَیْسَ بذی حزْمٍ و لا سَفِیط (3)

ص:186


1- (1) دیوانه و اللسان: [1]مما توقّدت.
2- (2) عن معجم البلدان و [2]بالأصل«الخنزیرین».
3- (3) السفیط :السخی الطیب النفس.

قلتُ :الرَّجزُ لحُمَیْدٍ الأَرْقَطِ .و فی العُبَابِ لجَسَّاسِ بن قُطبه یَصِفُ إبلاً (1).و بَیْنَهُمَا مشطورٌ ساقط :

حَزَنْبَلٍ یَأْتِیکِ بالبَطِیطِ

قالَ ابنُ فارس:الأَصْلُ فیه الهاءُ،من قوْلِهِم:نَعْجَهٌ هَرِطَهٌ ،و هی المَهْزُولَهُ الَّتِی لا یُنْتَفَع بلَحْمِهَا غُثُوثَهً .

و أُرَاطَی ،بالضَّمّ :د ،قالَ یاقُوت:و یُقَال: أُرَاطٌ أَیْضاً، و هو:ماءٌ علی سِتَّهِ أَمْیَالٍ من الهاشِمِیَّهِ شَرْقِیَّ الخُزَیْمِیَّهِ من طَرِیقِ الحاجِّ ،و یُنْشَدُ بیتُ عَمْرِو بنِ کُلْثُوم علی الرِّوَایَتَیْن:

و نَحْنُ الحابِسُون بذِی أُرَاطَی

تَسَفُّ الجِلَّهُ الخُورُ الدَّرِینَا

و یَوْمُ أُرَاطَی :من أَیّامِ العَرَبِ .قال ظَالِمُ بنُ البَراءِ الفُقَیْمِیُّ :

فأَشْبَعْنَا ضِباعَ ذَوِی أُرَاطَی

من القَتْلَی و أُلْجِئَتِ الغُنُومُ

و فی العُبَابِ :قال رُؤْبَهُ :

شُبَّتْ لِعَیْنَیْ غَزِلٍ مَیّاطِ

سَعْدِیّهٌ حَلَّت بذِی أُرَاطَ

قال الأَصْمَعِیُّ :أَرَاد أُرَاطَی ،و هُوَ:بلدٌ،و رواه بعضُهُم بفَتْح الهَمْزَهِ أَرَاطِ .

و أُرَیْطٌ ،کزُبَیْرٍ،و ذُو أُرَاطٍ کغُرَابٍ :مَوْضِعان ،أَمَّا أُرَیْط فقد جاءَ فی شِعْرِ الأَخْطَلِ :

و تَجَاوَزَتْ خَشَبَ الأُرَیْطِ و دُونَه

عَرَبٌ تَرُدُّ ذَوِی الهُمُومِ و رُومُ

و أَهْمَلَه یاقُوت فی مُعْجَمِه،و أَمّا ذُو أُرَاطِ فمِنْ مِیَاهِ بنی نُمَیْرٍ،عن أَبِی زِیَادٍ[و أَنْشَد بعضهم] (2):

أَنَّی لکَ الیَوْمَ بذِی أُرَاطِ

و هُنَّ أَمْثالُ السِّرَی الأَمْراطِ

و فی العُبَابِ :

فلو تَراهُنَّ بذِی أُرَاطِ

قال:و السِّرَی:جمعُ سِرْوَهٍ ،و هی سَهْمٌ .قلتُ :و هکَذا أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ .

و فی کِتَابِ نَصْرٍ:ذُو أُرَاطٍ :وَادٍ فی دِیارِ جَعْفَرِ (3)بنِ کِلابٍ فی حِمَی ضَرِیَّه،و یُفْتَح.

و ذُو أُرَاطٍ أَیضاً:وَادٍ لبَنِی أَسَدٍ عندَ عُکاظَ (4).

و أَیضاً:وَادٍ یُنْبِتُ الثُّمَامَ و العَلَجَانَ بالوَضَح،وَضَحِ الشَّطُون،بینَ قُطَیَّاتٍ و بین حَفِیرَهِ خَالِد.

و أَیضاً:وَادٍ فی بِلاَدِ بَنِی أَسَدٍ.

و أُرَاطٍ :مَوْضِعٌ بالیَمَامَهِ ،کَذَا فی مُعْجَمِ یَاقُوت.

*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:

أَدِیمٌ مُؤَرْطَی :مَدْبُوغٌ بالأَرْطَی .

و یُجْمَعُ أَرْطَی أَیضاً عَلَی أَراطٍ علی فَعَالٍ فقال الشّاعِرُ یَصِفُ ثَوْرَ وَحْشٍ :

فضَافَ أَراطِیَ فاجْتافَها

لهُ مِنْ ذَوائِبِهَا کالحَظِرْ (5)

و ذُو الأَرْطَی :موضعٌ ،قال طَرَفَهُ :

ظَلِلْتُ بذی الأَرْطَی فُوَیْقَ مُثَقَّبٍ

بِبِیئَهِ سُوءٍ هَالِکاً أَو کَهَالِکِ

و أَبُو أَرْطَاهَ :حَجّاجُ بنُ أَرْطَاهَ بنِ ثَوْرِ بنِ هُبَیْرَهَ بنِ شَراحِیلَ الیَمَنیُّ الکُوفِیُّ القَاضِی،مَشْهُورٌ.

و عَطِیَّهُ بنُ الملِیح الأَرْطَوِیُّ :شاعِرٌ ذَکَرَه أَبُو علیٍّ الهَجَرِیُّ ،منسوبٌ إِلی جَدٍّ له یُقال له: أَرْطَاهُ ،قالَ ابنُ الکَلْبِیِّ :اسمُه حَبْتَر.

أطط

أَطَّ الرَّحْلُ و نَحْوُه ،کالنِّسْعِ یَئِطُّ أَطِیطاً :

صَوَّتَ ،و کذلِکَ : أَطَّ البطْنُ مِن الخَوَی،و کُلُّ شَیْ ءٍ أَشْبَه صَوْتَ الرَّحْلِ الجَدِیدِ فقد أَطَّ أَطّاً و أَطِیطاً .

و أَطَّتِ الإِبِلُ تَئِطُّ أَطِیطاً : أَنَّتْ تَعَباً،أَوْ حَنِیناً،أَو رَزَمَهً ، و قد یکُونُ من الحقْلِ .

ص:187


1- (1) کذا وردت العباره بالأصل:و فی العباب لجساس بن قطبه یصف إبلاً.
2- (2) زیاده عن معجم البلدان« [1]أراط ».
3- (3) معجم البلدان« [2]أراط »بنی جعفر.
4- (4) معجم البلدان: [3]لغاط .
5- (5) فی اللسان: [4]کالحطر،بالطاء.

و من الأَبَدِیّاتِ (1):یَقُولُونَ :لا أَفْعَلُ ذلِکَ ما أَطَّتِ الإبِلُ ، قالَ الأَعْشَی:

أَلَسْتَ مُنْتَهِیاً عن نَحْتِ أَثْلَتِنَا

و لَسْتَ ضَائِرَهَا ما أَطَّتِ الإبِلُ

16- و فی حَدِیثِ الاسْتِسْقاءِ: «لَقَدْ أَتَیْنَاکَ و ما لَنا بَعِیرٌ یَئِطُّ ». أَی یَحِنُّ و یَصِیحُ ،یرید:مَا لَنَا بَعِیرٌ أَصْلاً،لأَنَّ البعیرَ لا بُدَّ أَنْ یَئِطَّ .

و من المجازِ: أَطَّتْ لَهُ رَحِمِی ،أَی: رَقَّتْ و تحَرَّکَتْ و حَنَّتْ .

و الأَطّاطُ :الصَّیَّاحُ ،قالَ یَصِفُ إِبِلاً امْتَلأَتْ بُطُونُها:

یَطْحِرْن سَاعَاتِ إِنَی الغَبُوقِ

مِنْ کِظَّهِ الأَطَّاطَهِ السَّنُوقِ

یَطْحرْنَ ،أَی یَتَنَفَّسن تَنَفُّساً شدِیداً،کالأَنِینِ ،و الإِنَی:

وقْتُ الشُّرْبِ ،و الْأَطَّاطَهُ :الَّتِی تَسْمَعُ لهَا صَوْتاً،و قال جَسّاسُ بن قُطَیْب:

و قُلُصٍ مُقْوَرَّهِ الأَلْیاطِ

بَاتَتْ علی مُلحَّبٍ أَطّاطِ

یعنی الطَّرِیقَ .و قالَ رُؤْبهُ ،یَصِفُ دَلْواً:

من بَقرٍ أَو أَدَمٍ أَطّاطِ

أَی من جِلْدِ بَقَرٍ،أو من أَدَمٍ له أَطِیطٌ ،أَی صَوْت.

و الأَطِیطُ ،کأَمِیرٍ: الجُوعُ نَفسُه،عن الزَّجّاجِیِّ .

و الأَطِیطُ : صَوْتُ الرَّحْلِ الجَدِیدِ، و الإِبِلِ مِنْ ثِقَلِها ، و فی الصّحاح:مِنْ ثِقَلِ أَحْمَالِهَا.قال ابنُ بَرِّیّ :قال علیُّ بنُ حَمْزَهَ :صَوْتُ الإِبِلِ هو الرُّغَاءُ،و إِنَّما الأَطِیطُ :

صَوْتُ أَجْوَافِها من الکِظَّهِ إِذا شَرِبَتْ .

و الأَطِیطُ : صَوْتُ الظَّهْر و الأَمْعاءِ و الجَوْفِ ،مِن شِدَّهِ الجُوعِ .و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

هَلْ فی دَجُوبِ الحُرَّهِ المَخِیطِ

وَذِیلَهٌ تَشْفِی من الأَطِیطِ

الدَّجُوبُ :الغِرَارَهُ .و الوَذِیلَهُ :قِطْعَهٌ من السَّنَامِ .

و الأَطِیطُ : جَبَلٌ ،کما فی العُبَابِ .

و فی المُعْجَم:صَفَا الْأَطِیطِ :مَوْضعٌ فی قوْلِ امْرِیءِ القَیْسِ :

لِمَنِ الدِّیارُ عَرَفْتَهَا بسُحَامِ

فعَمَایَتَیْنِ فهَضْبِ ذی أَقْدامِ

فصَفَا الأَطِیطِ فصَاحَتَیْن فعَاسِمٍ (2)

تَمْشِی النِّعاجُ به مع الآرامِ

دارٌ لهِنْدٍ و الرَّبابِ وفَرْتَنَا

و لَمِیسَ قَبْلَ حَوادِثِ الأَیّامِ

و أَطَطٌ ،مُحَرَّکَهً ،و یقال:أَطَدٌ،بالدّالِ أَیْضاً: ع ،بل بَلَدٌ، بَیْنَ الکُوفَهِ و البَصْرَهِ ،قُرْبَ الکُوفَهِ ، خَلْفَ مَدِینَهِ آزَرَ أَبِی إِبراهِیمَ ،صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَیْه و علی نَبِیِّنا،کما فی العُبَاب،و قال یاقُوت:و هی مَدِینَهُ آزَر بعَیْنِهَا (3).قال أَبو المُنْذِر:و إِنّمَا سُمِّیَتْ بذلِک لأَنَّهَا فی هَبْطَهٍ من الأَرْضِ .

17- و فی حَدِیث ابنِ سِیرِینَ : «کُنّا مع أَنَسِ بنِ مالِکٍ حَتّی إِذَا کُنّا بأَطَطٍ و الأَرْضُ فَضْفَاضٌ ».

و أُطَیْطٌ ، کزُبَیْرٍ:اسْم شَاعِرٍ،قالَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :هو أُطَیْطُ بنُ المُغَلِّس،و قال مَرَّهً :هو أُطَیْطُ بنُ لَقِیطِ بنِ نَوْفلِ بنِ نَضْله،قال ابنُ دُریْدٍ:أَحْسَبُ اشْتِقَاقَه من الأَطِیطِ الَّذِی هُوَ الصَّرِیرُ.

و نُسُوعٌ أُطَّطٌ ،کرُکَّعٍ :مُصَوِّتَهٌ صَرَّارَهٌ قال رُؤْبهُ :

یَنْتُقْنَ أَقْتَادَ النُّسُوعِ الأُطَّطِ (4)

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

الأَطَطُّ ،بالتَّحْرِیکِ :الطَّوِیلُ من الرِّجالِ ،و الأُنْثَی طَطّاءُ ،هُنَا ذَکَرَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و الأَطّ :الثُّمَامُ .

و الأَطّ :نَقِیضُ صوْتِ المَحَامِلِ و الرِّحال إِذا ثَقُلَ علیها الرُّکْبَانُ .

ص:188


1- (1) الأصل و اللسان،و [1]بهامشه«کذا بالأصل و شرح القاموس». [2]
2- (2) فی معجم البلدان« [3]أطیط »:فعاشم بالشین،و ورد فیه ذکر«عاسم» و«عاشم»فی ترجمتین مستقلتین.
3- (3) الذی فی یاقوت أنها خلف مدینه آزر.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«یفتقن».

و الأَطِیطُ :صَوْتُ البابِ ،و فی حَدِیثِ أُمِّ زَرْعٍ :

«فجَعَلَنِی فی أَهْلِ صَهِیلٍ و أَطِیطٍ »أَی خَیْلٍ و إِبِلٍ ،و قد یَکُونُ الأَطِیطُ فی غَیْر الإِبِل،و منه

16- الحدِیثُ : «لَیَأْتِیَنَّ علی بَابِ الجنَّهِ زَمانٌ یکونُ له فیه أَطِیطٌ ». أَی:صَوتٌ بالزِّحامِ ، و قیل:المُرَادُ کَثْرَهُ المَلائکَهِ و إِنْ لم یَکُنْ ثَمَّ أَطِیطٌ ،و یُروَی «کَظِیظٌ »أَی زِحَامٌ ،

16- و فی حَدِیثٍ آخَرَ: «حَتَّی یُسْمَعَ له أَطِیطٌ ». یعنی بابَ الجَنَّهِ و قال الزَّجَّاجِیّ : الأَطِیطُ :صوتُ تَمَدُّدِ النِّسْعِ .

و

16- « أَطَّتِ السَّمَاءُ و حَقَّ لهَا أَنْ تَئِطَّ ». و هو فی حَدِیثِ أَبِی ذَرٍّ . و هذا مَثَلٌ و إِیذانٌ بکَثْرَهِ المَلائکَهِ و إِنْ لم یکُنْ ثَمَّ أَطِیطٌ و إِنَّمَا هو کَلاَمُ تَقْرِیبٍ ،أُرِیدَ به تَقْرِیرُ عَظَمَهِ اللّه عَزَّ و جَلَّ .

و الأَطِیطُ :مَدُّ أَصْوَاتِ الإِبِل.

و أَطَّتِ القَنَاهُ أَطِیطاً :صَوَّتَتْ عند التَّقْوِیم،و هو مَجازٌ، قال:

أَزُومٌ یَئِطُّ الأَیْرُ فیه إِذا انْتَحَی

أَطِیطَ قُنُیِّ الهِنْدِ حِینَ تُقَوَّمُ

و من ذلِکَ قالت امْرأَهٌ و قد ضَرَبَتْ یَدَهَا علی عضُدِ بِنْتٍ لهَا:

عَلَنْداهٌ یَئِطُّ العَرْدُ فِیها

أَطِیطَ الرَّحْلِ ذِی الغرْزِ الجَدِیدِ

و أَطَّتِ القَوْسُ تَئِطُّ أَطِیطاً :صَوَّتَت،قال أَبو الهَیْثَمِ الهُذَلِیّ :

شُدَّتْ بکُلِّ صُهابِیٍّ تَئِطُّ به

کما تَئِطُّ إِذا ما رُدَّتِ الفِیَقُ

و الْأَطِیطُ :حَنِینُ الجِذْعِ ،قال الأَغْلَبُ العِجْلِیُّ :

قد عَرَفَتْنِی سِدْرَتِی فأَطَّتِ

قال ابنُ برِّیّ :هو للرّاهِبِ ،و اسمُه زُهْرَهُ بنُ سِرْحان، و سُمِّیَ الرَّاهِبَ لأَنَّهُ کانَ یَأْتِی عُکَاظَ فیَقُومُ إِلی سَرْحَهٍ فیَرْجُزُ عندَها ببَنِی سُلَیْمٍ قائِماً،فلا یَزَالُ ذلِکَ دَأْبَهُ حَتّی یَصْدُرَ النّاسُ عن عُکَاظَ ،و کان یَقُولُ :

قَدْ عَرَفَتْنِی سَرْحَتِی فأَطَّتِ

و قد وَنَیْتُ بَعْدها فاشْمَطَّتِ

قلتُ :و مثلُه قولُ أَبِی مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِیِّ و الآمِدِیِّ ، و الصَّحِیحُ أَنَّ الرَّجزَ للأَغْلَبِ العِجْلِیِّ ،و هو أَرْبَعَهَ عَشَرَ مَشْطُوراً،و بعدَ المَشْطُورَیْن:

لغُرْبَهِ النّائِی و دَارٍ شَطَّتِ

و هکَذا ذَکَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ سلاّمٍ الجمَحِیُّ فی الطَّبَقَاتِ ،فی تَرْجَمَهِ الأَغْلَبِ (1)،کما حَقَّقه الصّاغَانِیُّ .

و الرّاهِب الَّذِی ذَکَرُوه من بنِی مُحَارِبٍ .

و یُقَال:لم یأْتَطَّ السَّیْرُ بَعْدُ،أَی لم یَطْمَئِنَّ و لم یَسْتَقِمْ .

و التَّأَطُّطُ .تَفَعُّلٌ من أَطَّتْ له رَحِمِی.نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و امْرأَهٌ أَطّاطَهٌ :لفَرْجِهَا صَوْتٌ إِذا جُومِعت.

و قد سمَّوْا إِطًّا ،بالکَسْرِ،و مِنْهُ : إِطُّ بنُ أَبِی إِطٍّ :رَجُلٌ من بَنِی سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَناهَ ،من تَمِیمٍ کان أَمِیراً علی دُورَقِسْتانَ (2)من طَرَفِ خالِدِ بنِ الوَلِیدِ،و إِلیه نُسِبَ نَهْرُ إِطٍّ هُنَاک.

*و ممّا یُسْتَدْرکُ علَیْه:

أفط

مُنْتُ أَفُوطٍ ،کصَبُورٍ:حِصْن من نَواحِی بَاجَهَ بالأَنْدَلُسِ ،نَقَلَه یاقُوت.

أقط

الإِقْطُ ،مُثَلَّثَهً ،و یُحَرَّکُ ،و ککَتِفٍ و رَجُلٍ ، و إِبِلٍ ،نَقَلَ الفَرّاءُ منها الأَخِیرَ و المُحَرَّکَ ،و أَمّا بکَسْرٍ فسُکُونٍ فقالَ الجَوْهَرِیُّ ،هو بنَقْلِ حَرَکه القافِ إِلی ما قَبْلَها.و أَقْطٌ ،بالفَتْح،و هُو فی ضَرُورَهِ الشِّعْرِ،و أَنْشَد:

رُوَیْدَکَ حَتَّی یَنْبُتَ البَقْلُ و الغَضَی

فیَکْثُرَ إِقْطٌ عِنْدَهم و حَلِیبُ

و فی العُباب:و تَمِیمٌ تُخَفِّفُ کُل اسمٍ علی فَعِلٍ أَو فَعُلٍ مثال: أَقِطٍ و حَذِرٍ،فتَقُول: أَقْطٌ و حَذْرٌ،قال ذلِکَ أَبُو حاتِمٍ ،و الأَفْصَحُ من ذلِک الأَقِطُ ککَتفٍ ،و علیه اقْتَصَرَ الجَماهیرُ،و الضَّمُّ الَّذِی ذَکَرَه غَرِیبٌ ،و أَنْشدَ الأَصْمَعِیُّ :

ص:189


1- (1) الذی فی طبقات ابن سلام الجمحی ص 200 کانت للأغلب سرحه یصعد علیها ثم یرتجز فقال: قد عرفتنی سرحتی و أطتِ و قد شمطتُ بعدها و اشمطَّتِ .
2- (2) عن معجم البلدان [1]نهر إط »و بالأصل:زودستان.

کأَنَّما لَحْمِیَ من تَسَرُّطِهْ

إِیّاهُ فی المَکْرَهِ أَو فِی مَنْشَطِهْ

و عَبْطِهِ عِرْضِی أَوَانَ مَعْبِطِهْ

عَبِیثَهٌ من سَمْنِهِ و أَقِطِهْ

شَیْ ءٌ یُتَّخَذُ من المَخِیضِ الغَنَمِیِّ یُطْبَخُ ،ثمُّ یُتْرَکُ حتّی یَمْصُلَ ،و قِیلَ :من اللَّبَن الحَلِیبِ ،کما فی المِصْباحِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِی:هو مِنْ أَلْبَانِ الإِبِل خاصَّهً ،و قال غیرُه:

الأَقِطُ :لَبنٌ مُجَفَّفٌ یابِسٌ مُسْتَحْجِرٌ یُطْبَخُ به،و قد تَکَرَّر ذِکْرُه فی الحَدِیثِ ،و فُسِّر بما ذکرنَاه.

ج:أُقْطَانٌ ،بالضّمّ .

و أَقَطَ الطَّعَامَ یَأْقِطُهُ أَقْطاً : عَمِلَهُ به ،فهو مَأْقُوطٌ ،قال ابنُ هَرْمَهَ :

لَسْتُ بذی ثَلَّهٍ مُؤَنَّفَهٍ

آقِطُ أَلْبَانَهَا و أَسْلَؤُهَا

و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

و یَخْنُقُ العَجُوزَ أَوْ تَمُوتَا

أَو تُخْرِجَ المَأْقُوطَ و الملْتُوتَا

و أَقَطَ فُلاناً یأْقِطُه أَقْطاً : أَطْعَمَهُ إِیّاهُ ،کلَبَنَهُ ،من اللَّبَنِ ، و لَبَأَهُ ،من اللِّبَإِ،قاله أَبو عُبَیْدٍ،و حکی اللِّحْیانِیُّ :أَتَیْتُ بنی فُلانٍ فخَبَزُوا و حَاسُوا و أَقَطُوا .أَی أَطْعَمُونِی ذلِکَ ،هکذا حکاه اللِّحْیَانِیُّ ،غیرَ مُعَدَّیاتٍ .أَی لم یَقُولوا خَبَزُونِی و حَاسُونِی و أَقَطُونِی .

و أَقَطَ قِرْنَهُ :صَرَعَهُ ،یُقَال:ضَرَبَهُ فأَقَطَهُ ،و هو مثلُ وَقَطَه.قال ابنُ سِیدَه:أُرَی الهَمْزَهَ بَدَلاً و إِنْ قَلَّ ذلِکَ فی المَفْتُوح.

و أَقَطَ الشَّیْ ءَ:خلَطَهُ ،فهو مَأْقُوطٌ ،قِیل:و به سُمِّیَ مَوْضِعُ الحَرْبِ مَأْقِطاً .

و آقَطَ الرَّجُلُ ،بأَلِفَیْنِ : کَثُرَ أَقِطُهُ ،حکاه اللِّحْیانِیُّ ،قال:

و کَذلِکَ کُلُّ شَیْ ءٍ من هذا إِذا أَرَدْتَ أَطْعَمْتَهم،أَو وَهبْتَ لهُم قلت:فَعَلْتهم،بغیر أَلِفٍ ،و إِذا أَردْتَ أَنَّ ذلِکَ قد کثُرَ عندَهم قلتَ :أَفْعلُوا.

و الأَقِطَهُ ،کفَرِحهٍ :هَنَهٌ دونَ القِبَهِ مِمَّا یَلِی الکَرِشَ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و سمِعْتُ العَرَب یُسمُّونَهَا اللاَّقِطَهَ ،و لعلَّ الأَقِطَهَ لغهٌ فیهَا.

و المَأْقِطُ ،کمَنْزِلٍ :مَوْضِعُ القِتالِ ،و فی الصّحاحِ :

موضعُ الحَرْبِ ، أَو المَضِیقُ فی الحَرْبِ قالَهُ الخَلِیلُ ،و قد وُجِدَ أَیْضاً فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح (1).قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ یَرْثِی فَضَالَهَ بنَ کَلَدَهَ :

نَجِیحٌ مَلِیحٌ أَخُو مَأْقِطٍ

نِقَابٌ یُحَدِّثُ بالغَائِبِ

و یُرْوَی«جَوادٌ کَرِیمٌ »قال الصّاغَانیُّ :و سُمِّیَ مَأْقِطاً ؛ لأَنَّهم یَخْتَلِطُون فیه.قال:و ملِیحٌ ،أَی یُسْتَشْفَی برَأْیِه.

و قالت أُمّ تَأَبَّطَ شَرًّا تَرْثِیه:

ذُو مَأْقِطٍ یَحْمِی وَرَاءَ الإِخْوَانْ

و الأَقِطُ ،ککَتِفٍ ، و المَأْقُوطُ :الثَّقِیلُ الوَخِْمُ من الرِّجَالِ .و فی اللِّسَانِ : المَأْقِطُ ،بَدَل المَأْقُوطِ .و من سجعَاتِ الأَسَاس:فلانٌ من عَمَلَهِ الأَقِط ،لا مِنْ حَملَهِ المَأْقِط ،أَی الثَّقِیل.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

ائْتَقَطْتُ ،أَی:اتَّخَذْتُ الأَقِطَ ،و هو افْتَعَلْتُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و عَجِیبٌ من المُصَنِّفِ کیف أَهْمَلَه،و کَأَنَّهُ قَلَّدَ الصّاغَانِیَّ حیثُ لم یَذْکُرْه فی العُبابِ .

و جَمْعُ المَأْقِطِ مَآقِطُ ،و هی:مَضَایِقُ الحُرُوبِ .

و المَأْقُوط :الأَحْمَقُ ،قال:

یَتْبَعُهَا شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ

لا وَرَعٌ جِبْسٌ و لا مَأْقُوطُ

و الأَقّاطُ ،ککَتَّانٍ :عامِلُ الأَقِطِ :

ألط

*و ممّا یُسْتَدْرکُ علَیْه:

أَلْطَی ،کسَکْرَی:مَوْضِعٌ فی شِعْرِ البُحْترِیّ :

ص:190


1- (1) ورد قول الخلیل فی الصحاح المطبوع.

إِنَّ شِعْرِی سارَ فی کُلِّ بَلَدْ

و اشْتَهَی رِقَّتَه کُلُّ أَحدْ

أَهْلُ فَرْغانَهَ قد غَنَّوْا بِهِ

و قُرَی السُّوسِ و أَلْطَی و سَدَدْ

و ممّا یُسْتَدْرَکُ علَیْه:

أمط

الأُمْطِیُّ :شَجرٌ یَحْمِل العِلْکَ .أَهمله الجماعَهُ (1)،و اسْتَدْرَکَه ابنُ بَرِّیّ ،و أَنْشَدَ للعَجَّاج:

و بالفِرِنْدَادِ (2)له أُمْطِیُّ

کذا فی اللّسَانِ .

فصل الباء الموحده مع الطاءِ

بأط

تَبَأَّطَ تَبَؤُّطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ، أَی اضْطَجَعَ ،و هو عن أَبِی عَمْرٍو أَیضاً،هکَذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و فی التَّهْذِیب عن أَبِی زیدٍ: تَبَأَّطَ تَبَؤُّطاً ،إِذا أَمْسَی رَخِیَّ البالِ غَیْرَ مَهْمُومٍ صالِحاً.

و قَالَ أَیْضاً: تَبَأَّطَ عَنْهُ تَبَؤُّطاً ،إِذا رَغِبَ عنه.

قلتُ :هکَذَا نَقَلُوه،و الَّذِی یَظْهَرُ أَنَّهُ مَقْلُوبُ تَأَبَّطَ الرَّجُلُ ،و هو فی الضِّجْعَهِ ظاهِرٌ،و فی الرَّغْبَهِ کأَنَّه أَخَذَ عَنْه إِبْطَه،و کذلِکَ إِذا کان صالِحَ البالِ ،فکأَنَّهُ اتَّکَأَ علی إِبْطِه و طَلَب الرّاحَهَ .فتَأَمَّل.

بثط

بَثِطَتْ شَفَتُهُ ،کفَرِحَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَی وَرِمَتْ ،فی بَعْضِ اللُّغَاتِ ، بَثْطاً و بَثَطاً ، قال:و لَیْس بثَبَتٍ ،کَذَا فیِ اللِّسانِ و العُبابِ .

قُلتُ :هکَذا وَقَعَ فی بعضِ نُسَخِ الجَمْهَرَه بتَقْدِیمِ الموحَّدَه،و فی بعْضِها بتَقْدِیمِ المُثَلَّثَه علی المُوحَّدَهِ ،کما سَیَأْتِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بحطط

بَحْطِیطُ -بالفتح (3)-:قَرْیَهٌ من الشَّرْقِیَّهِ من أَعْمَالِ مِصْرَ.

بذقط

البَذْقَطَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ، و قال ابنُ عَبّاد:هو أَنْ یُبَدِّدَ (4)الرَّجُلُ المَتَاعَ أَو الکَلاَمَ ،کما فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .قلتُ :و هو فی الأَخِیر مَجَازٌ،و مثلُه البَعْذَقَهُ ،کما سَیَأْتی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

برط

بَرِطَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ ،إِذا اشْتَغَلَ عن الحَقِّ باللَّهْوِ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،کما فی اللِّسَانِ و التَّکْمِلَه، و أَهْمَلَه المُصَنِّف و الجَوْهَرِیُّ کالصّاغَانِیِّ فی العُبَابِ ،و کأَنَ المُصَنِّفَ قَلَّدَه مع أَنَّه ذَکَره فی التَّکْمِلَه.و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :

هذا حرفٌ لم أَسْمَعْه لغَیْرِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و أُرَاه مَقْلُوباً عن بَطِرَ.

قلتُ :و أَمّا البَرَطَهُ ،مُحَرَّکَهً ،لما یُلْبَسُ علی الرَّأْسِ فهو مُعَرَّب«پرتا»،و فارِسِیَّه،لیس له خطٌّ فی العَرَبِیَّهِ .

و بَرُوطُ ،کصَبُور:قریهٌ بالأَشْمُونَیْن من أَعْمَالِ مِصْر، و العامَّهُ تقولها:بَارُوطُ ،و تُذْکَر مع أَهْوَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بَرْطَباتٌ ،بالفَتْح قَرْیَهٌ من أَعْمَالِ الأُشْمُونینِ .

بربط

البَرْبَطُ ،کجَعْفَرٍ ،أَهْملَه الجوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هو العُودُ مِنْ آلاتِ المَلاهِی،قِیلَ :هو مُعَرَّبُ بَرِبَطْ ،بکَسْرِ الرّاءِ، أَیْ صَدْرُ الإِوزِّ ،و بَرْ بالفَارِسِیّهِ :الصَّدْرُ لأَنَّهُ یُشْبِهُه .

4- و فی حَدِیثِ عَلِیٍّ زَیْنِ العابِدِینَ رَضِیَ اللّه عنه:

«لا قُدِّسَتْ أُمَّهٌ فِیهَا البَرْبَطُ ». و قال ابنُ الأَثیر:أَصْلُه بَرْبَتْ فإِنَّ الضَّارِبَ به یَضَعُه علی صَدْرِه،و اسم الصَّدْرِ بَرْ.

و بِرْبَاطُ ،بالکَسْرِ کما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ (5)و ضبطه یاقوتٌ بالفَتْح: وَادٍ بالأَنْدَلُسِ ،أَعمالِ شَذُونَهَ ،علی شاطِیءِ نَهْرِ سُبَّه (6)من شَمالِیِّه،قاله ابنُ حَوْقَل.

ص:191


1- (1) ذکرها ابن منظور فی اللسان.
2- (2) فی معجم البلدان«فرانداذ»ورد الرجز و نسبه لرؤبه بن العجاج و فیه: و بالفِرِنداذ بالذال المعجمه قال:و الأمطی:شجر.
3- (3) قیدها یاقوت بالفتح ثم السکون و کسر الطاء،قریه فی حوف مصر.
4- (4) عن القاموس متفقاً مع التکمله،و بالأصل«یبدل»باللام.
5- (5) ضبطت فی التکمله،بالقلم،بالفتح.و قیدها یاقوت نصاً:بالفتح ثم السکون.
6- (6) عن معجم البلدان« [1]برباط »و بالأصل«شبه»و ضبطت عن المعجم، و فی المطبوعه الکویتیه:«سَبَه».

و بَرْبطانِیَهُ ،بالفَتْحِ و تَخْفِیفِ الیاءِ التَّحْتِیَّه: د کَبِیرٌ بِهَا ، أَی بالأَنْدَلُس یَتَّصِلُ عَمَلُه بعَمَلِ لاَ رِدَهَ ،و کانَت سَدًّا بینَ المُسْلِمِینَ و الرُّومِ ،و لها مُدُنٌ و حُصُونٌ ،و فی أَهْلِهَا جَلاَدهٌ و مُمانَعَهٌ للعَدُوِّ،و هی فی شَرْقِیِّ الأَنْدَلُسِ ،اغْتَصَبَها الفِرِنْجُ ،خَذَلَهُمُ اللّه تعالی،فهی الیومَ بأَیْدِیهم،أَعادَهَا اللّه إِلی الإِسْلام.

و البِرْبِیطِیَاءُ ،بالکَسْر ،و المدّ: النَّبَاتُ ،عن أَبِی عَمْرٍو، هکَذَا ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ بالنُّونِ و الباءِ المُوَحَّدهِ .

و فی المُعْجَمِ عن أَبِی عَمْرٍو: البِرْبِیطِیَاءُ ثِیَابٌ ،و هکذَا وقَعَ فی اللِّسانِ جمع ثَوْبٍ .

و البِرْبِیطِیَاءُ أَیْضاً: ع یُنْسَبُ إِلَیْهِ الوَشْیُ و به فُسِّرَ قَولُ ابنِ مُقْبِلٍ :

خُزَامی و سَعْدَانٌ کأَنَّ رِیَاضَهَا

مُهِدْنَ بذِی البِرْبِیطِیَاءِ المُهَدَّبِ

قُلتُ :و هذَا یُؤَیِّدُ قولَ أَبِی عَمْرٍو السّابِق:إِنَّه ثَیَابٌ ، و سَبَق أَنَّه لا نَظِیرَ له إِلاّ قِرْقِیسِیَاء:اسم بَلَدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قال ابنُ حَبِیب:فی أَسَد بنِ خزَیْمَهَ : بِرْباطُ بنُ بَهْدِ بنِ سَعْدِ بنِ الحَارِثِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ دُودانَ بنِ أَسَدٍ.

برثط

بَرْثَطَ فی قُعُودِهِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و نقَلَ الصّاغَانِیُّ عن النَّوَادِرِ:أَی ثَبَتَ فی بَیْتِه و لَزِمَهُ ،کرَثَطَ ،کذال فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .قلتُ :و هو غَلَطٌ فَاحِشٌ من الصّاغَانِیِّ ،و المُصَنِّفُ قلَّدَه.و الذِی صَحَّ من نَصِّ النَّوَادِر:رَثَطَ الرَّجُلُ ،و أَرْثَطَ ،و تَرَثَّطَ ،هکَذا علی تَفَعَّل،و رضَمَ ،و أَرْضَمَ ،کُلُّه بمعنًی واحد،إِذَا قَعَدَ فی بیْتِه و لَزِمَه،کما سَیأْتِی.و فی رَثَطَ ،و قد تَصَحَّف علی الصّاغَانِیِّ فَتَنَبَّهْ لذلِکَ ،و لا تَغْفل،و حَقّه أَنْ یُذْکَر فی«ر ث ط ».

و قال ابنُ عَبّادٍ: وَقعَ فلانٌ فی بُرْثُوطَهٍ ،بالضَّمِّ ،أَی مَهْلَکَهٍ (1)،کما فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .

برشط

بَرْشَطَ اللَّحْمَ ،أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ و صاحبُ اللّسَان.و قال ابنُ دُرَیْدٍ: شَرْشَرَهُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ هکَذَا، و سَیَأْتِی أَیْضاً فی«ق ر ش ط »هذَا المَعْنَی بِعَیْنِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بُرْشُوطُ :بالضَّمِّ ؛قریَهٌ من الشَّرْقِیَّهِ من أَعْمَالِ مصرَ، و أُخْرَی من حَوْفِ رَمْسِیس،تُذْکَرُ مع بَرْقَامَهَ .

برزط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

بُرْزاطُ ،بالضَّمِّ :من قُرَی بَغْدادَ،فی ظَنِّ أَبِی سَعْدٍ، أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و نَقَلَهُ یَاقُوت فی المُعْجَمِ قال:و مِنْهَا أَبُو عَبدِ اللّهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ البُرْزَاطِیُّ ،بغدادیٌّ ،حدَّث عن الحَسَنِ بنِ عَرَفَهَ .

برعط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بَرْعُوَاطَه بالفتحِ :قبیلهٌ من البَرْبَر التی سُمِّیَتْ بهم الأَمَاکِنُ التی نَزَلُوا بها،قاله یاقُوت (2).

برفط

بَرَفْطَی ،کحبَرْکَی ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسانِ ،و قال الصّاغَانِیُّ :هی ه،بنَهْرِ المَلِکِ ببَغْدَادَ .

برقط

بَرْقَطَ الرَّجُلُ بَرْقَطَهً : خَطَا خَطْواً مُتَقَارِباً ،نَقَلَهُ الجوْهَرِیُّ .

و یُقَال أَیْضاً: بَرْقَطَ ،إِذا وَلَّی مُتَلَفِّتاً (3)نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً،و زاد فی اللِّسَان:و فَرَّ هَارِباً.

و بَرْقَطَ الشَّیْ ءَ:فَرَّقَهُ ،قَلَّ أَوْ کَثُرَ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ و صَاحِبُ اللِّسانِ ،و بَقَّطَ الشَّیْ ءَ،مِثْلُه.

و بَرْقَطَ الکَلامَ هاهنَا و هاهنا: طَرَحَهُ بلا نِظَامٍ و لَم یُسِدَّهُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.قال:و هو کالتَّبَلْتُعِ .

و بَرْقَطَ فی الجَبَلِ :صَعَّدَ (4)فیه،و کذلِکَ بَقَّطَ فیهِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .قلتُ :و هو قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو،کما سَیَأْتِی.

و بَرْقَطَ أَیْضاً،إِذا قَعَدَ علی السَّاقَیْنِ مُفَرِّجاً رُکْبَتَیْه ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ،و هو فی اللِّسَانِ عن ابْنِ بُزُرْجَ .

ص:192


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری زیاده بعد قوله أی مهلکه:و فی الجبل صَعَدَ و قَعَدَ علی الساقین مُفَرِّجاً رُکْبَتَیْه.
2- (2) الذی فی معجم البلدان«البربر»:بَزغُواطه.
3- (3) عن الصحاح و بالأصل و القاموس:مُلْتَفِتاً.
4- (4) کذا ضبطت بالتشدید فی القاموس و اللسان،و فی التکمله:صَعِد.

و تَبَرْقَطَ الرَّجُلُ : وَقَعَ علی قَفَاهُ ،کتَقَرْطَبَ .

و تَبَرْقَطَتِ الإِبِلُ :اخْتَلَطَتْ کذَا فی النُّسَخِ بالطّاءِ، و الصَّواب:اخْتَلَفَتْ (1)وُجُوهُهَا فی الرَّعْی حَکَاه اللِّحْیَانِیُّ .

و المُبَرْقَطُ :طعَامٌ ،أَی نوع منه،قال ثعلب:سُمِّیَ بذلِک لِأَنَّه یُفَرَّقُ فیه الزَّیْتُ الکَثِیرُ .کذا فی اللّسَانِ ،أَی فهو من بَرْقَطَ الشَّیْ ءَ،إِذَا فَرَّقَه.

بسبط

بَسْبَطٌ ،کجَعْفَرٍ (2)أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَان،و قال الصّاغَانِیُّ :هو ع ،و فی المُعْجَمِ :هو جَبَلٌ من جِبَالِ السَّرَاهِ أَو تِهَامَهَ ،قال الشَّنْفَرَی.

أُمَشِّی بأَطْرَافِ الحَمَاطِ و تَارَهً

تُنَفِّضُ رِجْلِی بَسْبَطاً فعَصَنْصَرَا

بسرط

بِسْرَاط ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ هکَذا،و المَشْهُورُ علی الْأَلْسِنهِ الضَّمُّ ،و قد أَهْمَلَه فی التَّکْمِلَه،و هو: د،کَثِیرُ التَّماسِیحِ ،قُرْبَ دِمْیَاطَ (3).

و فی العُبَابِ :بَلَدُ التَّماسِیحِ ،و فیه نَظَرٌ من وَجْهَیْنِ :الأَوَّلُ أَنَّه لم یَبْلُغْنَا أَنَّ التَّمَاسِیحَ تَظْهَرُ فی البِلاَدِ البَحْرِیَّهِ ،و إِنَّمَا هی من حُدُودِ البَهْنَسَاوِیَّه إِلی فوق،و الثّانِی:أَن الَّذی ذَکَرَه هو الَّذِی بالقُرْب من بارَنْبارَهَ .و هُنَاکَ قَرْیَهٌ أُخْرَی تُسَمَّی به من الأَعْمَالِ الدِّنْجَاوِیَّه.

بسط

بَسَطَهُ یَبْسُطُهُ بَسْطاً : نَشَرَه ،و بالصّادِ أَیْضاً،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و بَسَطَه :ضِدُّ قَبَضَه، کبَسَّطَه تَبْسِیطاً ،قال بعضُ الأَغْفَال:

إِذا الصَّحِیحُ غَلَّ کَفًّا غَلاَّ

بَسُّطَ کَفَّیْهِ مَعاً وبَلاَّ

فانْبَسَطَ و تَبَسَّطَ .

و من المَجَازِ: بَسَطَ إِلیَّ یَدَهُ بما أُحِبُّ و أَکْرَهُ : مَدَّهَا ، و منه قولُه تعالی: لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَیَّ یَدَکَ لِتَقْتُلَنِی (4)و کذلِک بَسَطَ رِجْلَهُ ،و هو مَجَازٌ أَیْضاً،و کَذلِک قَبَضَ یَدَهُ و رِجْلَهُ .

و بَسَطَ فُلاناً:سَرَّهُ ،و منه

15,14- حَدِیثُ فَاطِمَهَ رضِیَ اللّه عَنْها:

« یَبْسُطُنِی ما یَبْسُطُهَا ». أَی:یَسُرُّنِی ما یَسُرُّها؛لأَنَّ الإِنْسَانَ إِذا سُرَّ انْبَسَطَ وَجْهُهُ و اسْتَبْشَرَ.قال شَیْخُنَا:فإِطْلاقُ البَسْطِ بمعنَی السُّرُورِ من کَلامِ العَرَبِ و لیس مَجَازاً و لا مُوَلَّداً، خِلافاً لِمَنْ زَعَمَ ذلِکَ .و ذَکَر الحَدِیثَ ،و قد أَوْضَحَه الشِّهَابُ فی شَرْح الشِّفَاءِ.قلتُ :أَمّا زَعْمُهم کَوْنَه مولَّداً فخَطَأٌ، کیفَ و قد وَرَدَ فی کلامِه صلی اللّه علیه و سلّم،و أَمّا کونُه مَجَازاً فصَحِیحٌ ، صَرَّح به الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاس.و أَصلُ البَسْطِ :النَّشْرُ، و ما عَداه یَتَفَرَّع علیه،فتَأَمَّلْ .

و فی البَصائِرِ:أَصْلُ البَسْطِ :النَّشْرُ و التَّوْسِیعُ ،فتارَهً یُتَصَوَّرُ منه الأَمْرَانِ و تارَهً یُتَصَوَّرُ منه أَحَدُهما.

و اسْتَعَارَ قَوْمٌ البَسْطَ (5)لکلِّ شَیْ ءٍ لا یُتَصَوَّرُ فیه تَرْکِیبٌ و تَأْلِیفٌ و نَظْمٌ .

و من المجاز: بَسَطَ المَکَانُ القَوْمَ :وَسِعَهُم ،و یُقَال:

هذا بِسَاطٌ یَبْسُطُکَ ،أَی یَسَعُک.

و من المَجَازِ: بَسَطَ اللّه فُلاناً علیَّ :فَضَّلَهُ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .

و بَسَطَ فُلانٌ من فُلانٍ :أَزالَ منه .و فی العُبَابِ :عنه الاحْتِشَامَ و هو مَجَازٌ أَیضاً،و قالَ الجَوْهَرِیُّ : الانْبِسَاطُ :تَرْکُ الاحْتِشَامِ ،و قد بَسَطْتُ من فُلانٍ فانْبَسَطَ .

و من المَجَاز: بَسَطَ العُذْرَ یَبْسُطُه بَسْطاً ،إِذا قَبِلَهُ .

و یُقَال: هذا فِرَاشٌ یَبْسُطُنِی ،أَی وَاسِعٌ عَرِیضٌ ،و نَقَل الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ :یُقَال:فَرَشَ لی فِرَاشاً لا یَبْسُطُنِی ،إِذا کان ضَیِّقاً.و هذَا فِرَاشٌ یَبْسُطُک ،إِذا کانَ وَاسِعاً.و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :أَی یَسَعُک (6)،و هو مَجَازٌ.

و البَاسِطُ :هو اللّه تَعَالَی هو الَّذِی یَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ یَشاءُ ،أَیْ یُوَسِّعُه علیه بجُودِهِ و رَحْمَتِه،و قیل: یَبْسُطُ الأَرْوَاحَ فی الأَجْسَادِ عندَ الحَیَاهِ .

و من المَجَاز: البَاسِطُ من الماءِ:البَعِیدُ من الکَلإِ ،و هو دُونَ المُطْلِبِ ،و یُقَالُ : خِمسٌ بَاسِطٌ ،أَی بائِصٌ .نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

ص:193


1- (1) و هی عباره اللسان و [1]التکمله.
2- (2) قیدها یاقوت بالفتح ثم السکون و ضم الباء الثانیه.
3- (3) زید فی معجم البلدان:من کوره الدقهلیه.
4- (4) سوره المائده الآیه 28. [2]
5- (5) کذا بالأصل و مفردات الراغب«بسط ».
6- (6) الذی فی الأساس:إذا کان واسعاً لا یَقبِضُه.

و بَسْطُ الیَدِ و الکَفِّ ،تَارَهً یُسْتَعْمَل للأَخْذِ،کقَوْلِه تعالَی:

وَ الْمَلائِکَهُ باسِطُوا أَیْدِیهِمْ (1)، أَی مُسَلَّطُون عَلَیْهِم،کما یُقَال: بُسِطَتْ یَدُهُ عَلَیْهِ ،أَی سُلِّطَ عَلَیْه،و تَارَهً یُسْتَعْمَلُ للطَّلَبِ ،نحو قَوْلِهِ تَعَالَی: إِلاّ کَباسِطِ کَفَّیْهِ إِلَی الْماءِ لِیَبْلُغَ فاهُ (2)أَی کالدَّاعِی الماءَ یُومِئ إِلَیْهِ لِیُجِیبَهُ ،و فی العُبَابِ :

فلا یُجِیبَهُ .و تَارَهً یُسْتَعْمَلُ للصَّوْلَهِ و الضَّرْبِ ،نحو قولِه تَعَالَی: وَ یَبْسُطُوا إِلَیْکُمْ أَیْدِیَهُمْ وَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ (3)،و تَارَهً یُسْتَعْمَلُ للبَذْلِ و الإِعْطَاءِ،نحو قولِه تعالَی: بَلْ یَداهُ مَبْسُوطَتانِ (4)کما سَیَأْتِی.و کُلُّ ذلِکَ مَجَازٌ.

و البِسَاطُ ،بالکَسْر:ما بُسِطَ ،و فی الصّحاحِ :ما یُبْسَطُ ، و فی البَصَائِرِ:اسْمٌ لکلِّ مَبْسُوطٍ .و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ یَصِفُ حالَه مع أَضْیَافِه:

سَأَبْدَؤُهُمْ بمَشْمَعَهٍ و أَثْنِی

بجُهْدِی من طَعَامٍ أَو بِسَاطِ

قال:و یُرْوَی:«من لِحَافٍ أَو بِسَاط »فعلَی هذِه الرِّوَایَهِ البِسَاطُ :ما یُبْسَطُ .قلتُ :و هی روایَهُ الأَخْفَشِ ،ففی شَرْحِ الدِّیوَانِ :و لِحَافٌ :طَعَامٌ ،یَقُول:یَأْکُلُونَ و یَشْرَبُونَ فهو لِحَافُهُم،یقول:أَکَلَ الضَّیْفُ فنَامَ فهو لِحَافُه.و یُقَال:لِلَّبَنِ إِذا ذَهَبَتْ الرَّغْوَهُ عنه قد صُقِلَ کِسَاؤُه،و أَنْشَدَ رجلٌ من أَهل البَصْرَه (5):

فبَاتَ لنا مِنْهَا و للضَّیْفِ مَوْهِناً

لِحَافٌ و مَصْقُولُ الکِسَاءِ رَقِیقُ

قال:و المَشْمَعَه:المُزَاحُ و الضَّحِکُ ،و أَثْنِی أَی أُتْبع.

ج بُسُطٌ ،ککِتَابٍ و کُتُبٍ .

و البِسَاطُ : وَرَقُ السَّمُرِ یُبْسَطُ له ثَوْبٌ ثمّ یُضْرَبُ فیَنْحَتُّ عَلَیْه .

و البَسَاطُ ، بالفَتْحِ :المُنْبَسِطَهُ المُسْتَوِیَهُ من الأَرْضِ ، کالبَسِیطَهِ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

ودَوٍّ ککَفِّ المُشْتَرِی غَیرَ أَنَّهُ

بَسَاطٌ لأَخْفافِ المَرَاسِیلِ وَاسِعُ

و قال آخر:

و لو کانَ فی الأَرْضِ البَسِیطَهِ مِنْهُمُ

لِمُخْتَبِطٍ عَافٍ لَما عُرِفَ الفَقْرُ

و قال أَبو عُبَیْدٍ و غیرُهُ : البَسَاطُ ،و البَسِیطَهُ : الأَرْضُ العَرِیضَهُ الوَاسِعَهُ ،و تُکْسَرُ عن الفَرّاءِ،و زاد:لا نَبَلَ (6)فِیهَا، کالبَسِیطِ ،یُقَال:مَکَانٌ بَسَاطٌ ،و بِسَاطٌ ،و بَسِیطٌ ،أَی وَاسِعٌ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عن الفَرّاءِ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

لَنَا الحَصَی و أَوْسَعُ البِسَاطِ

و ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ فی الصّحاحِ ،و اقْتَصَرَ علی الفَتْحِ .

و أَنْشَدَ للشّاعِرِ و هو العُدَیْلُ بنُ الفَرْخِ العِجْلیُّ ،و کان قد هَجَا الحَجّاجَ فَهَرَبَ منه إِلی قَیْصَرَ:

أُخَوَّفُ بالحَجّاجِ حَتّی کأَنَّمَا

یُحَرَّکُ عَظْمٌ فی الفُؤادِ مَهِیضُ

و دُونَ یَدِ الحجاجِ مِنْ أَنْ تَنَالَنَی

بَسَاطٌ لأَیدِی النّاعجَاتِ عَرِیضُ

مَهَامِهُ أَشْبَاهٌ کأَنَّ سَرَاتَها

مُلاَءٌ بأَیْدِی الغاسِلاَت رَحِیضُ

فکَتَبَ الحَجّاجُ إِلی قَیْصَرَ:و اللّهِ لتَبْعَثَنّ بِهِ أَو لأَغْزُوَنَّکَ خَیْلاً یکونُ أَوَّلُهَا عِنْدَک و آخِرُهَا عِنْدِی.فبَعَثَ به،فلمّا دَخَلَ علیه قَال:أَنْتَ القائِلُ هذَا الشِّعْر؟قال:نَعَم.قال:فکَیْفَ رَأَیْتَ اللّه أَمْکَنَ منک ؟قَال:و أَنَا القائِلُ :

فلَوْ کُنْتُ فی سَلْمَی أَجَا و شِعَابِهَا

لکان لِحَجَّاجٍ عَلَیَّ سبیلُ

خَلِیلُ أَمیرِ المُؤْمِنِین و سَیْفُه

لکلِّ إِمامٍ مُصْطَفًی و خَلِیلُ

ص:194


1- (1) سوره الأنعام الآیه 93. [1]
2- (2) سوره الرعد الآیه 11. [2]
3- (3) سوره الممتحنه الآیه 2. [3]
4- (4) سوره المائده الآیه 64. [4]
5- (5) فی اللسان: [5]کسا،و قول عمرو بن الأهتم: فبات له دون الصبا و هی قرهٌ لحافٌ و مصقولُ الکساءِ رقیقُ أراد اللبن تعلوه الدّوایه،قال ابن بری:صواب إنشاده:و بات له، یعنی للضیف و قبله: فبات لنا منها و للضیفِ موهناً شواءٌ سمینٌ زاهقٌ و غبوقُ .
6- (6) الأصل و اللسان،و [6]النبل باللام العظام و الصغار من الحجاره و المدر. و فی التهذیب«لا نَبَک فیها»بالکاف و النبکه واحده النبک و هی أکمه محدده الرأس و ربما کانت حمراء،و قیل هی الأرض فیها صعود و هبوط .

بَنَی قُبَّهَ الإِسْلاَمِ حَتَّی کأَنَّمَا

هَدَی النَّاسَ مِنْ بعدِ الضَّلالِ رَسُولُ

فلمّا سَمِعَ شِعْرَه عَفا عنه.

و البَسَاطُ : القِدْرُ العَظِیمَهُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و قِیلَ : البَسِیطَهُ :الأَرْضُ ،اسمٌ لَهَا،قاله ابنُ دُرَیْدٍ، یُقَال:ما علی البَسِیطَه مِثلُ فُلانٍ .

و البَسِیطَهُ : ع،ببادِیَهِ الشّامِ ،قال الأَخْطَلُ یَصِفُ سَحاباً:

و عَلاَ البَسِیطَهَ فالشَّقِیقَ برِیِّقٍ

فالضَّوْجُ بینَ رُوَیَّهٍ و طِحَالِ

و یُصَغَّرُ ،قال ابنُ بَرّیّ : بُسَیْطَهُ ،مُصَغَّراً:اسمُ مَوْضِعٍ رُبَّمَا سَلَکَهُ الحُجَّاجُ إِلی بیتِ اللّه الحَرَامِ ،و لا یَدْخُلُه الأَلِفُ و الّلامُ ،و البَسِیطَهُ ،و هو غیرُ هذَا المَوْضِعِ :بین الکُوفَهِ و مَکَّه،قال:و قولُ الرّاجِزِ:

إِنَّکِ یا بَسِیطَهُ الَّتِی الَّتِی

أَنْذَرَنِیکِ فی الطَّرِیقِ إِخْوَتِی

یَحْتَمِلُ المَوْضِعَیْن.قلتُ :و الَّذِی فی المُحْکَمِ قولُ الرّاجزِ:

ما أَنْتِ یا بُسَیِّطَ الَّتِی الَّتِی

أَنْذَرَنِیکِ فی المَقِیلِ صُحْبَتِی

قال أَرَادَ یا بُسَیِّطَهُ ،فرَخَّمَ علی لُغَهِ مَنْ قال:یا حارِ.

و فی المُعْجَمِ : بُسَیْطَهُ بالضَّمِّ :فَلاَهٌ بین أَرْضِ کَلْب و بَلْقَیْن،و هی بقَفَا عَفْرَاءَ (1)و أَعْفَر،و قِیلَ :علی طَرِیقِ طَیِّیءٍ إِلی الشام،و یُقَال-فی الشِّعْرِ- بُسَیْط و بُسَیْطَه (2).و أَمّا بالفَتْحِ فإِنَّه أَرضٌ بینَ الکُوفَهِ و حَزْنِ بَنِی یَرْبُوع،و قِیلَ :بین العُذَیْبِ و القَاعِ ،و هُناک البَیْضَهُ ،و هو من العُذَیْبِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: البَسِیطَه ،کالنَّشِیطَهِ للرَّئیس،و هی النَّاقَهُ مَعَ وَلَدِهَا فتَکُونُ هی و وَلدُهَا فی رُبْعِ الرَّئِیس،و جَمْعُهَا، بُسُطٌ .

قال: و ذَهَبَ فُلانٌ فی بُسَیْطَهَ ،مَمْنُوعَهً من الصَّرْفِ مُصَغَّرَهً ،أَی فی الأَرْضِ ،کما فی الأَسَاسِ و العُبَابِ ،و هو مَجَازٌ.

و البَسِیطُ : المُنْبَسِطُ بلِسَانِهِ ،و قال اللَّیْثُ : البَسِیطُ :

المُنْبَسِطُ اللِّسَانِ ، و هی بهاءٍ (3)،و قَدْ بَسُطَ ،ککَرُمَ ، بَسَاطَهً .

و البَسِیطُ : ثَالِثُ بُحورِ الشِّعْرِ،و فی الصّحاح:جِنْسٌ من العَرُوضِ ،و وَزْنُه:«مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ »ثَمَانِیَ مَرَّاتٍ سُمِّی به لانْبِسَاطِ أَسْبَابِه،قال أَبُو إِسحَاق: انْبَسَطَت فیهِ الأَسْبابُ فصار أَوَّلُه مُسْتَفْعِلُن،فیه سَبَبانِ مُتَّصِلانِ فی أَوَّله.

و من المَجازِ:رَجُلٌ بَسِیطُ الوَجْهِ ،أَی مُتَهَلِّلٌ ،و بَسِیطُ الیَدَیْنِ ،أَی مِسْماحٌ مُنْبَسِطٌ بالمَعْرُوف.

ج جَمْعُهُما بُسُطٌ ،قال الشّاعِرُ:

فی فِتْیهٍ بُسُطِ الأَکُفِّ مَسَامِحٍ

عند الفِصَالِ قَدِیمُهم لم یَدْثُرِ

و مِنَ المَجازِ: أُذُنٌ بَسْطَاءُ ،أَی عظِیمَهٌ عَرِیضَهٌ .

و من المَجازِ: انْبَسَطَ النَّهَارُ:امْتَدَّ و طَالَ ،و کذلِکَ غَیْرُهُ .

و من المَجازِ: البَسْطَهُ :الفَضِیلَهُ ،و قولُه تَعالَی: وَ زادَهُ بَسْطَهً فِی الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ (4)فَالْبَسْطَهُ فی العِلِّْمِ :التَّوسُّعُ ، و فی الجِسْمِ :الطُولُ و الکَمالُ و قِیلَ : البَسْطَهُ فی العِلْمِ :

أَن یَنْتَفِع به و یَنْفَعَ غیرَه،و قال:أَعْلَمَهم اللّه تَعالی أَنَّ العِلْمَ الَّذِی به یَجِبُ أَنْ یَقَعَ الاخْتِیَارُ لا المالَ ،و أَعْلَمَ أَنَّ الزِّیادهَ فی الجِسْمِ مِمّا یَهِیبُ (5)العَدُوُّ. و یُضَمُّ فی الکُلِّ و به قَرَأَ زیدُ بنُ عَلِیٍّ رضِیَ اللّه عنه: و زادُهُ بُسْطَهً .

و البِسْطُ ،بالکَسْرِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و شاهِدُه قولُ أَبِی النَّجْمِ :

یَدْفَعُ عنها الجُوعَ کُلَّ مَدْفَعِ

خَمْسونَ بسْطاً فی خَلایَا أَرْبَعِ

و بالضَّمِّ لُغَهُ تَمِیمٍ ،نَقَلَهُ الفَرَّاءُ فی نَوَادِرِه، و بضَمَّتَیْنِ لُغَهُ بنی أَسَدٍ،نَقَلَه الکِسائِیُّ ،و هی: النَّاقَهُ المَتْرُوکَهُ مع وَلَدِها

ص:195


1- (1) فی معجم البلدان« [1]بسیطه»:«عَفَر أو أعفر».
2- (2) عن معجم البلدان و [2]بالأصل«بسطه».
3- (3) و مثلها فی التهذیب،و فی اللسان:« [3]البسیط الرجل المنبسط اللسان، و [4]المرأه بسیط »،بدون هاء.
4- (4) سوره البقره الآیه 247. [5]
5- (5) ضبطت عن اللسان و [6]بهامشه:«قوله یهیب من باب ضرب لغه فی یهابه کما فی المصباح»و فی التهذیب:یَهیَّبُ به العدوُّ.

لا تُمْنَعُ عنه،و فی الصّحاحِ :لا یُمْنَعُ منها.

ج أَبْساطٌ کبِئْرٍ و أَبْآرٍ،و ظِئْرٍ و أَظْآرٍ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و حَکَی ابنُ الأَعْرَابِیِّ فی جمْعهما، بُسْطٌ بالضَّمِّ ،و أَنْشَدَ للمَرّار:

متَابِیعُ بُسْطٌ مُتْئِمَاتٌ رَوَاجِعٌ

کما رَجَعَتْ فی لَیْلِها أُمُّ حائِلِ

و قیل: البُسْطُ هاهُنَا: المُنْبَسِطَهُ علی أَوْلادِها لا تَنْقَبِضُ عنها.قال ابنُ سِیدَه:و لیس هذا بقَوِیٍّ ،و رَوَاجِعُ :مُرْجِعَهٌ علی أَوْلاَدِها،و مُتْئِمات:معها حُوَارٌ و ابنُ مَخَاضٍ کأَنَّهَا وَلَدَت اثْنَیْنِ (1)من کَثْرَهِ نَسْلها، و بِسَاطٌ ،بالکَسْرِ ،مثل:بِئْرٍ و بِئَارٍ،و شُهْدٍ و شِهَادٍ،و شِعْبٍ و شِعابٍ و بُسَاطٌ بالضَّمِّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و مَثَّلَهُ بظِئْرٍ و ظُؤَارٍ،و هو شَاذٌّ ،و فی اللَّسانِ :من الجَمْعِ العَزِیزِ.

16- و فی الحَدِیثِ : أَنَّه کَتَبَ لوَفْدِ کَلْبٍ -و قِیلَ ؛ لوفْد بَنِی عُلَیْمٍ -کِتَاباً فیه:«عَلَیْهِم فی الهَمُولَهِ الرّاعِیَهِ البسَاطِ الظُّؤَارِ،فی کُلِّ خَمْسِینَ من الإِبِلِ نَاقَهٌ غَیْرُ ذَاتِ عَوَارٍ». البسَاط ،یُرْوی بالفَتْح،و الضَّمِّ ،و الکَسْرِ،أَمّا بالکَسْرِ فهو جَمْعُ بِسْطٍ ،بالکَسْرِ أَیْضاً،کما قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ، و بالضَّمِّ :جمع بُسْطٍ ،بالضّمِّ أَیضاً،کشُهْدٍ و شُهَادٍ.و أَمّا بالفَتْحِ ،فإنْ صَحَّتِ الرِّوَایَهُ ،فإِنّهَا الأَرْضُ الوَاسِعَهُ ،کما تَقَدَّم،و یکونُ المَعْنِیُّ فی الهَمُولَهِ :الرّاعِیَهَ الأَرْضَ الوَاسِعَه،و حِینَئِذٍ تکونُ الطَّاءُ منْصُوبهً علی المَفْعُول،کما فی اللِّسانِ .

و المَبْسَطُ ،کمَقْعَدٍ: المُتَّسَعُ .قال رُؤْبَهُ فی رِوایه أَبِی عَمْرٍو و ابن الأَعْرَابیّ (2).و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ هو للعَجّاجِ ، و کذلِک حُکْمُ ما أَذْکُره مِنْ هذِه الأُرْجَوزَهِ و إِنْ لَمْ أَذْکُر الاخْتِلافَ :

و بَلَدٍ یَغْتَالُ خَطْوَ المُخْتَطِی

بغَائلِ الغَوْلِ عَرِیضِ المَبْسَطِ

و عُقْبَهٌ (3)بَاسِطَهٌ :بَیْنَها و بَیْنَ الماءِ لَیْلَتَانِ و قال ابنُ السِّکِّیتِ :سِرْنَا عُقْبَهً جَوَاداً،و عُقْبَهً بَاسِطَهً ،و عُقْبَهً حَجُوناً، أَی بعِیدَهً طَوِیلَهً .

و البَاسُوطُ ،و المَبْسُوطُ من الأَقْتَابِ :ضِدُّ المَفْرُوقِ ،و هو الَّذِی یُفْرَقُ بیْنَ الحِنْوَیْنِ حَتَّی یَکُونَ بَیْنَهُما قَرِیبٌ منْ ذِراعٍ ،و الجمْعُ : مَبَاسِیطُ ،کما یُجْمَعُ المفْرُوقُ مَفَارِیقَ .

و بَسْطَهُ ،ممنُوعاً من الصَّرْفِ و یُصْرَفُ :ع،بجَیّانَ من کُوَرِ الأَنْدَلُسِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

قلتُ :و إِلیه نُسِب أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ عِیسَی بنِ مُحَمَّدٍ الوَرّاقُ البَسْطِیُّ القُرْطُبِیُّ ،حَدَّثَ .تُوفِّیَ سنه 396.ذکره ابنُ الفَرَضِیِّ .و عبدُ اللّه بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرّحْمنِ السَّعْدِیُّ البَسْطِیُّ ،کَتَب عنه مُحَمَّدُ بنُ الزَّکِیِّ المُنْذِرِیُّ من شِعْرِه، و هو ضَبَطَه.

و رَکِیَّتُهُ قَامَهٌ بَاسِطَهٌ ،و قامهٌ بَاسِطَهَ ،مَضَافَهً غیرَ مُجْراهٍ ؛ کَأَنَّهُمْ جَعَلُوها مَعْرِفَهً .أَی قامَهٌ و بَسْطَهٌ ،کما فی العُبَابِ .

و فی اللَّسان:و قال أَبو زَیْدٍ:حفَرَ الرَّجُلُ قَامهً باسِطَهً ،إِذا حَفَرَ مَدَی قَامَتِه و مَدَّ (4)یدَهُ .

و من المَجازِ: یَدُهُ بُسْطٌ ،بالضَّمِّ و بُسُطٌ ،بضَمَّتَینِ ،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و مِثْلُه فی الصِّفاتِ .رَوْضَهٌ أُنُفٌ ،و مِشْیهٌ سُجُحٌ ،ثمّ یُخَفَّفُ ،فیُقَالُ : بُسْطٌ کعُنْقٍ أُذْن، و یُکْسَرُ ، کالطِّحْنِ و القِطْفِ ،بمعنَی المطْحُونِ و المَقْطُوفِ ،و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،أَی مُطْلَقَهٌ مَبْسُوطَهٌ ،کما یُقَال:یَدٌ طِلْقٌ .

و قِیلَ :مَعْنَاه مِنْفَاقٌ مُنْبَسِطُ البَاعِ و مِنْه

16- الحَدِیثُ : یَدا اللّه بُسْطَانِ لِمُسِیءِ النَّهَارِ حتی یتُوبِ باللَّیْلِ ،و لمُسِیءِ اللَّیْلِ حتّی یَتُوبَ بالنَّهَارِ». یُرْوَی بالضَّم و بالکَسْرِ، و قُرِیءَ بلْ یداهُ بِسْطَانِ بالکَسْرِ قَرَأَ به عبدُ اللّه بنُ مَسْعُودٍ و إِلیه أَشارَ الجَوْهَرِیُّ ،و هکَذَا رُوِیَ عن الحَکَم. و قُرِیءَ بالضَّمِّ حَمْلاً علی أَنَّهُ مَصْدَرٌ،کالغُفْرَانِ و الرُّضْوان،و نَقَلَه الزَّمخْشَرِیُّ ، و قال:فیکونُ مثلَ رَوْضَهٍ أُنُفٍ ،کما تَقَدَّم قَرِیباً،و قال:

جَعَلَ بَسْطَ الیَدِ کِنَایهً عن الجُودِ و تَمْثِیلاً،و لا یَدَ ثَمَّ و لا بَسْطَ ،تَعَالَی اللّه و تَقَدَّسَ عن ذلِکَ .و قالَ الصّاغَانِیُّ فی شَرْحِ الحَدِیث الَّذِی تَقَدَّم قَرِیباً:هو کِنَایهٌ عن الجُودِ حتَّی قِیلَ للمَلِکِ الذی تُطْلَقُ عَطایَاه بالأَمْر و الإشَارَه: مَبْسُوطُ

ص:196


1- (1) التهذیب و اللسان: [1]ولدت اثنین اثنین.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فی روایه أبی عمرو و ابن الأعرابی الخ هکذا هو فی النسخ و حرره».
3- (3) کذا ضبطت بالضم فی القاموس و الصحاح،و ضبطت بالتحریک فی التهذیب و اللسان. [2]
4- (4) فی التهذیب:«و قد مدّ»و الأصل کاللسان. [3]

الیَدِ،و إِن کانَ لم یُعْطِ منها شَیْئاً بیَدِه و لا بَسَطَها به البَتَّهَ ، و المَعْنَی:إِنّ اللّه جَوادٌ بالغُفْرَانِ للمُسیءِ التّائبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَبَسَّطَ فی البِلاَدِ:سَارَ فیها طُولاً و عَرْضاً،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و البَسْطَه ،بالفَتْحِ :السَّعَه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیضاً،و کذَا الصّاغَانِیُّ ،و زادَ:و الطُّول،قال:و جمْعه بِسَاطٌ ،بالکَسْرِ، و به فَسَّرَ قولَ المُتَنَخِّلِ السابِقَ «من طَعامِ أَو بِسَاطٍ ».

قلْت:و قِیلَ :مَعْنَی قَوْلِ المُتَنَخَّلِ «أَوْ بِساط »:أَی أَلْقَاه ضاحِکَ السِّنِّ .

و قَالَ الأَخْفَشُ :سَمِعْتُ مَرَّهً شَیْخاً عالِماً بشِعْرِ هُذَیْلٍ یَقُولُ : البَسْطَهُ :الدُّهْنُ ،و المعْنَی:أَی أَدْهُنُهُم و أُطْعِمُهم، کَذَا فی شَرْحِ الدِّیوانِ .

و قال غیرُ وَاحِدٍ من العَرَبِ :بَیْنَنَا و بَیْنَ الماءِ مِیلٌ بَسَاطٌ ، أَی مِیلٌ مَتّاحٌ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : التَّبَسُّط :التَّنَزُّه،یُقَال:خَرَجَ یَتَبَسَّطُ ،مأْخوذٌ من البَسَاطِ ،و هی الأَرْضُ ذاتُ الرَّیَاحِینِ .

و قِیلَ :الأَشْبَهُ فی قوله تَعالی: بلْ یَداهُ بَسْطان أَنْ تکون الباءُ مَفْتُوحهً حَمْلاً علی باقِی الصِّفاتِ کالرَّحْمن.

و بَسَطَ ذِرَاعَیْه،و ابْتَسَطَهُما ،أَی فَرَشَهُمَا.و قد نُهِیَ عنه فی الصَّلاهِ کما جاءَ فی الحَدِیثِ (1).

و فی وَصْفِ الغَیْثِ :فوقَعَ بَسِیطاً مُتَدَارکاً،أَی انْبَسَط فی الأَرْضِ و اتَّسعَ ،و مُتدَارِکاً،أَی مُتَتَابِعاً.

و البَسْطَهُ ،بالفَتْحِ :الزِّیادَهُ .

و فلانٌ بَسِیطُ الجِسْمِ و البَاعِ .

و امرأَهٌ بَسْطَهٌ :حَسَنَهُ الجِسْم سَهْلَتُه،و ظَبْیَهٌ بَسْطَهٌ ، کذلِکَ .

و نَاقَهٌ بَسُوطٌ ،کصَبُورٍ:تُرِکَتْ و وَلَدَهَا لا یُمْنَعُ منها و لا تَعْطِفُ علی غیره،و هی مع ذلِک تُرْکَبُ ،و جَمْعُه بُسُطٌ ، بالضّمِّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :نَاقَهٌ بَسُوطٌ ،فَعُولٌ بمعْنَی مَفْعُولَه، أَی مَبْسُوطَهٌ ،کما یُقَالُ :حَلُوبٌ للَّتِی تُحْلَبُ ،و رَکُوبٌ للَّتِی تُرْکَب.

و قَرَأَ طَلْحَهُ بنُ مُصرِّفٍ بَلْ یَدَاهُ بساطان .

و أُبْسِطَتِ النّاقَهُ :تُرِکَتْ مع وَلَدِها،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و یُجْمَع البِسَاطُ ،لما یُفْرَشُ ،علی بُسُطٍ ،بالضَّمّ .

و البُسْطَهُ و البُسطِیّون ،بالضّمّ :جَماعَهٌ من المُحَدِّثین، نُسِبُوا إِلی بَیْعِهَا.

و قولُ العامَّه: أَبْسَطَنِی ،رُباعِیّاً،غَلطٌ .

و قولهم: البَسْطُ ،لبَعْضِ المُسْکِراتِ ،مُوَلَّده.

و بَسَطَ رِجْلَه مَجَازٌ،و کذا تَبَسَّطَ علیهِمُ العَدْلُ و بَسَطَه .

و نحنُ فی بِسَاطٍ وَاسِعَهٍ .

و انْبَسَط إِلیه،و بَاسَطَهُ ،و بَیْنَهُما مُبَاسَطَه .

و بَسْطَهُ بالفَتْحِ :قَرْیَهٌ بالشَّرْقِیَّه.

و بَسْطویه :قریهٌ أُخْری بالغَرْبِیّه.

و بَسُوطُ ،کصبُور:أَربعُ قُرًی بمصرَ،ذَکَر یاقُوت منها فی المُشْتَرَک ثلاثَهً ،منها:فی الدَّقَهْلِیَّه،و تعرف ببسوط اتفو؛ و فی الغربیه بسوط بهنیه و تُعْرَف ببُساطِ الأَحْلاف،و قریهٌ أُخرَی بها تُسَمَّی کذلِک،و تذکر مع بقلیس؛و فی السَّمَنُّودِیَّه،و تُعْرف ببُساط قروص،و هو اسم رُومِیٌّ ،کما نَقَلَه السَّخَاوِیّ .و قیل: بِسَاط قروص من الغَرْبِیَّه و الصَّحِیحُ ما قدّمناه.و إِلی هذه نُسِب عالِمُ الدِّیار المِصْرِیَّه الشَّمسُ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُثْمانَ بن نعیم بن مُقَدَّم البُساطِیُّ المالِکِیّ ،ولد سنه 760 و توفی سنه 843 و ابنُ عمّه العَلَم سلیمانُ بنُ خالِدِ بن نعیم،و ولَدُه الزَّیْنُ عبدُ الغَنِیِّ بنُ محمَّدٍ،ولد سنه 806 أَجازه الوَلِیُّ العِراقیّ و الحافِظُ بنُ حَجَرٍ،و ولَدُه البَدْرُ محمدُ بن عبدِ الغَنِیّ ولد سنه 836 أَجاز له البُرْهان الحَلبیّ و توفِّی سنه 892 و عَمُّه العِزُّ عبد العزِیزِ بنُ مُحمَّدٍ أَخَذَ عن أَبِیه،و مات سنه 881 و هم بَیْتُ عِلْمٍ و حَدِیثٍ .

بشط

بَشِّطْ یا فلانُ تَبْشِیطاً و أَبْشِطْ (2) إِبْشَاطاً ،أَهْمَلَه

ص:197


1- (1) نصه فی اللسان: [1]لا تبسط ذراعیک انبساط الکلب.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری زیاده بعد قوله:و أبشط :بَشَّط فلانٌ تبشیطاً،و أبشطَ بمعنی عجَّل و أعجَلَ .

الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللَّسان و غیرُهما من الأَئِمِّهِ .و قال الصّاغَانِیُّ :إِنه بمَعْنَی عَجِّلْ (1)و أَعْجِلْ قال:و هی لُغَهٌ عِراقِیَّهٌ مُسْتَرْذَلَه مُسْتَهْجَنَهٌ .و العَرَبُ لا تَعْرِفُ ذلِکَ ،و لا یُوجَدُ فی شَیْ ءٍ من کُتُبِ اللُّغَه.قلتُ :فإِذَن اسْتِدْراکُه علی الجَوْهَرِیِّ من الغَرَابهِ بمَکَانٍ .و إِذَا کانَت العَربُ لا تَعْرِفُه فکیفَ یَذْکُره فی کتابه ؟و هو عَجِیبٌ ،و کَأَنَّهُ قلَّدَ الصّاغَانِیَّ فی ذِکْره إِیّاه.

*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:

إِبْشِیطُ ،بالکَسْرِ:قریهٌ من قُرَی الغَرْبِیَّهِ ،و إِلیهَا نُسِبَ الصَّدْرُ سُلَیْمانُ بنُ عبدِ النّاصِرِ الإِبْشِیطِیُّ الشّافِعِیُّ ،ممّن تَفَقَّه علیه الشَّمْسُ الوَفَائِیُّ .

بصط

البَصْطُ ،بالصّادِ،کَتَبَه بالحُمْرَه علی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ به علی الجَوْهَرِیّ ،و لیس کذلِک،بل ذَکَرَ فی «ب س ط »ما نصّه:بَسَطَ الشیءَ:نَشَرَه،و بالصّادِ کَذلِک.

فإِذَنْ کِتَابَتُه بالحُمْرَهِ محلُّ نَظَرٍ.و هو البَسْطُ ،بل فی جَمِیعِ ما ذُکِرَ من مَعَانِیهِ فی السِّین یَجُوز فیه الصّاد،کما فی العُباب.و قُرِیءَ. وَ زادَهُ بَسْطَهً (2)و بِمُصَیْطِرٍ (3)بالصَّادِ و السِّینِ .و أَصْلُ صادِهِ سِینٌ قلِبَت مع الطّاءِ صاداً لقُرْبِ مَخَارِجِهَا،کما فی اللِّسانِ .

بطط

بَطَّ الجُرْحَ و غَیْرَه،مثل الصُّرَّه و غَیْرِها، یَبُطُّه بَطّاً : شَقَّه ،و کَذلِک بَجَّه بَجّاً،

16- و فی الحَدِیثِ : «أَنَّه دَخَلَ علی رَجُلٍ به وَرَمٌ فما بَرِحَ حتَّی بُطَّ ». أَی شُقَّ .

و المِبَطَّهُ ،بالکَسْرِ: المِبْضَعُ الذِی یُشَقُّ به الجُرْحُ .

و البَطَّهُ بلُغَه أَهْلِ مَکَّه: الدَّبَّهُ ،لأَنّهَا تُعْمَلُ علی شَکْل الْبَطَّهِ من الحَیَوان،قاله اللَّیْثُ ، أَو إِناءٌ کالقارُورَهِ یُوضَع فیه الدُّهْنُ و غَیْره.

و البَطَّهُ : وَاحِدَهُ البَطِّ للإِوَزِّ یُقَال: بَطَّهٌ أُنْثَی،و بَطَّهٌ ذَکَرٌ، الذَّکَر و الأَنْثَی فی ذلِکَ سواءٌ،أَعْجَمِیٌّ مُعرَّب،و هو عند العَرَب الإِوَزُّ،صِغَارُه و کِبارُه جَمِیعاً.قال ابنُ جِنِّی:سُمِّیَت بذلِک حِکَایَهً لأَصْواتِهَا،و فی العُباب: البَطُّ من طَیْرِ الماءِ، قال أَبُو النَّجْمِ :

کثَبَجِ البَطِّ نَزَا بالبَطِّ

الوَاحِدهُ بَطَّهٌ ،و لَیْسَت الهاءُ للتَّأْنِیثِ ،و إِنَّما هی لوَاحِدٍ من جِنْسٍ ،مثلُ :حَمَامَهٍ ،و دجَاجَهٍ ،و جَمْعُه بِطَاطٌ ،قال رُؤْبَهُ :

أَو نَطْبَکَ السَّفُّودَ فی البِطَاطِ (4)

و التَّبْطِیطُ :التِّجَارَهُ فیه ،أَی فی البَطِّ (5).

و البَطْبَطَهُ :صَوْتُهُ ؛أَی البَطّ ،و بِه سُمِّیَ ،کما تَقَدَّمَ عن ابْنِ جِنِّی.

أَوْ البَطْبَطَهُ غَوْصُه فی الماءِ .

و البَطْبَطَه : ضَعْفُ الرَّأْیِ ،نقله الصّاغَانِیّ :

و قالَ سِیبَوَیْه:إِذا لَقَّبْتَ مُفْرَداً[بمُفْرَدٍ] (6)أَضَفْتَه إِلَی اللَّقَبِ ،و ذلِکَ قَوْلُکَ :هذَا قَیْسُ بَطَّهَ ،و هو لَقَبٌ ،جَعَلْتَ بَطَّهَ معرفهً ؛لأَنَّک أَرَدْتَ المَعْرِفَهَ التی أَرَدْتَها إِذا قُلْتَ هذَا سَعِید.و لو نَوَّنْتَ بَطَّهَ صار سعیدٌ نَکِرَهً و مَعْرِفَهً بالمُضَافِ إِلیه،فیَصِیرُ بَطَّهُ هاهنا کأَنَّه کانَ مَعْرِفهً قبلَ ذلِکَ ثُمَّ أُضِیفَ إِلیه،و قالُوا:هذا عبدُ اللّه بَطَّهُ یا فَتَی،فجَعَلُوا بَطَّهَ تابعاً للمُضافِ الأَوَّل.قال سِیبَوَیْه:فإِذا لَقَّبْتَ مُضَافاً بمُفْرَدٍ جَرَی أَحَدُهما علی الآخَرِ کالوَصْفِ ،و ذلِکَ قولُک:هذَا عَبْدُ اللّهِ بَطَّهُ یا فَتَی.

و البَطِیطُ ،کأَمِیرٍ: العَجَبُ ،و الکَذِبُ ،و لا یُقَالُ منه فِعْلٌ ،کما فی الصّحاحِ ،یُقَال:جَاءَ بأَمْرٍ بَطِیطٍ ،أَی عَجِیب،قال الشّاعِرُ:

أَلَمَّا تَعْجَبِی و تَرَیْ بَطِیطاً

من اللاّئِینَ فی الحِقَبِ الخَوَالِی

هکَذَا أَنْشَدَه ابنُ دُرَیْدٍ (7). و قال اللَّیْثُ : البَطِیطُ بلغه أَهل العِرَاق: رَأْسُ الخُفِّ ،یُلْبَسُ .و قال کُرَاع: البَطِیطُ عند العَامَّهِ خُفٌّ مقطوعٌ ،قدَمٌ بِلا ساقٍ ،قال أَبُو حِزَامٍ العُکْلِیُّ :

بَلَی زُؤُداً تَفَشَّغَ فی العَوَاصِی

سأَفْطِسُ منه لا فَحْوَی البَطِیطِ

ص:198


1- (1) الذی فی التکمله:ابْشُطْ یریدون اعْجَلْ ،و بَشِّطْ یریدون عجِّلْ .
2- (2) من الآیه 247 من سوره البقره. [1]
3- (3) من الآیه 22 من سوره الغاشیه و [2]نص الآیه: «لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ» .
4- (4) کذا بالأصل،و الرجز للعجاج دیوانه/36 و روایته أو نطمک السفود.
5- (5) فی التکمله:و تبطبط :إذا تجر فی البط .
6- (6) زیاده عن اللسان. [3]
7- (7) الجمهره 34/1. [4]

و البَطِیطُ أَیضاً: الدَّاهِیَهُ قال أَیْمَنُ بنُ خُرَیْمٍ :

غَزَالَهُ فی مائَتَیْ فارِسٍ

تُلاقِی (1)العِرَاقانِ مِنْهَا البَطِیطَا

هکَذا أَنْشَدَه الصّاغَانِیُّ ،و الَّذِی أَنْشَدَهُ ابنُ بَرِّیّ :

سَمَتْ للعِرَاقَیْنِ فی سَوْمها فَلاقی.

الخ و حُطَائِطٌ بُطَائِطٌ ،بضَمِّهِمَا؛ إِتْبَاعٌ .و تَقُول صِبْیَانُ العَرَب فی أَحاجِیهم:ما حُطَائطٌ بُطَائِط ،تَمِیسُ تَحْتَ الحائِط؟ یَعْنُونَ الذَّرَّهَ .

و فی المُحْکَمِ :قالت الأَعْرَابیَّهُ :

إِنَّ حِرِی حُطَائِطٌ بُطَائِطُ

کَأَثَرِ الظَّبْیِ بجَنْبِ الحائطِ (2)

قال:أُرَی بُطَائطاً إِتْبَاعاً لحُطَائط ،قال:و هذَا البَیْتُ أَنْشَدَهُ ابنُ جِنِّی فی الإِقْواءِ،و لو سَکَّنَ فقال:« بُطَائِطْ » و تنکَّبَ الإِقْوَاءَ لکانَ أَحْسَن.

و جِرْوٌ بُطَائِطٌ ،أَی ضَخْمٌ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَبَطَّ الرَّجُلُ إِبْطَاطاً : اشْتَرَی بَطَّهَ الدُّهْنِ .

و التَّبْطِیطُ :الإِعْیَاءُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و المُبَطْبِطَهُ :الحَجَلهُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و بِطَّهُ ،بالکَسْرِ:ع،بالحَبَشَهِ .

و بالفَتْحِ :أَبُو عَبْدِ اللّه عُبَیْدُ اللّه بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ بن حَمْدَانَ ، ابنُ بَطَّهَ العَکْبَرِیُّ الحَنْبَلِیُّ مُصَنِّفِ الإِبَانَهِ ،تَکَلَّمُوا فیه،سَمِعَ عبدَ اللّه بنَ سُلَیْمَانَ بنِ الأَشْعَثِ و البَغَوِیَّ و طَبَقَتَه، و عنه أَبُو القاسِم بنُ (3)البُسْرِیّ و غیره،تُوُفِّی سنه 387 و بالضَّمِّ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن بُطَّهَ بن إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ زَکَرِیّا الأصْبَهَانیُّ ،و عنه الحاکِمُ ، توفِّی سنه 344 و بَلَدِیُّوه من أَهْل أَصْبَهَانَ : محمّدُ بنُ مُوسَی بنِ بُطَّهَ .و عبدُ الوَهابِ بنُ أَحمدَ بن محمَّدِ بن بُطَّهَ و غیرهما.

قلت:وفَاتَهُ فی الفَتْح:أَبُو القَاسِمِ نَصْرُ بنُ أَبِی السُّعُودِ بنِ بَطَّهَ الضِّرِیرُ الفَقِیهُ ،سَمِعَ منه ابنُ نُقْطَه، و أَحْمَدُ بنُ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدِ بن بَطَّهَ أَبُو بَکرٍ البَغْدَادِیّ ،رَوَی عن أَبی بَکْرِ بنِ دُرَیْدٍ،ذَکَرَه ابنُ عَسَاکِر.

قلتُ :و یُرْوَی للأَخِیرِ ما رَأَیْتُه فی إِجَازَهِ الشَّیْخِ عَبْدِ الباقِی الحَنْبَلِیِّ :

ما شِدَّهُ الحِرْصِ و هو قُوتُ

و کُلُّ ما بَعْدَهُ یَفُوتُ

لا تَجْهَدِ النَّفْسَ فی ارْتِیَادٍ

فقَصْرُنَا أَنَّنَا نَمُوتُ

و أَرْضٌ مُتَبَطْبِطَهٌ ،أَی بَعِیدَهٌ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و البُطَیْطِیَهُ ،مُصَغَّرَهَ البَطِیطَهِ ،هکَذَا فی سائرِ النُّسَخِ ، و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ : البُطَیِّطَهُ (4)مثلَ دُجَیِّجَهٍ ،تصغیر دَجَاجَهٍ : السُّرْفَهُ ،کما فی العُبَاب.

و بَطُّ :ه،بدَقُوقَا (5)،و قِیلَ بالأَهْوَازِ،و تُعْرَفُ بنَهْرِ بَطٍّ ، قِیلَ :لأَنَّهُ کانَ عِنْدَهُ مَرَاحُ البَطِّ ،فقالوا:نَهْر بَطٍّ ،کما قَالوا:دَارُ بِطِّیخ.و قِیلَ :بلْ کان یُسَمَّی نَهْرَ نَبْط ؛لأَنَّه کان لامْرَأَهٍ نَبَطِیَّهٍ ،فخُفِّفَ :و قِیلَ :نَهْرُ بَطٍّ ،و فیه یَقُولُ [بعضهم] (6):

لا تَرْجِعَنَّ إِلی الأَهْوَازِ ثَانِیهً

و قَعْقَعَانَ (7)الَّذِی فی جانِبِ السُّوقِ

و نَهْرِ بَطَّ الَّذِی أَمْسَی یُؤَرِّقُنِی

فیه البَعُوض بلَسْبٍ غیرِ تَشْقِیقِ

و هو المُرَادُ من قَوْلِ الرّاجِزِ:

لَمْ أَرَ کَالْیَوْمِ و لا مُذْ قَطِّ

أَطْوَلَ من لَیْلٍ بنَهْرِ بَطِّ

أَبِیتُ بینَ خَلَّتَیْ مُشْتَطِّ

من البَعُوضِ و مِنَ التَّغَطِّی

و أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الباقی بن أَحْمَدَ بنِ

ص:199


1- (1) عن التکمله و بالأصل«فلاقی».
2- (2) فی اللسان: [1]بجنب الغائط .
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری زیاده بعد لفظ ابن: «أحمدَ بنِ ..».
4- (4) وردت فی إحدی نسخه کما أفاده علی هامش القاموس و مثلها فی التکمله.
5- (5) فی القاموس:بطریق دَقُوقا.
6- (6) زیاده عن معجم البلدان« [2]نهر بط ».
7- (7) فی معجم البلدان:«قُعَیقعان».

سُلَیْمَانَ (1)بنِ البَطِّیّ المُحَدِّثُ البَغْدَادِیّ ،من کِبَارِ المُسْنِدِین.قال ابن نُقْطَهَ :کان سَمَاعُه صَحِیحاً،و هو آخِرُ من حَدَّثَ عن الحُمَیْدِیّ و غیرِه من شُیُوخِه.قُلْتُ :کَأَبِی الفَضْلِ ابن خَیْرُون (2)،و الحُسَیْنِ بنِ طَلْحَه النِّعَالیِّ .و ذکَرَه ابنُ الجَوْزِیِّ فی شُیوخِه،ولد سنه 477 و تُوُفِّی سنه 564 و أَخوه أَحْمَدُ:حَدَّثَ عن أَبِی القاسِمِ الرَّبَعِیِّ ،و ماتَ بعدَ أَخِیهِ بسَنَهٍ ،قالُوا:کان نَسِیب إِنْسَانٍ مِنْ هذِه القَرْیَهِ ،فعُرِفَ به ،نَقَلَه الحافظُ و غیرُه و قیلَ :لأَنَّ أَحدَ جُدُودِه کان یَبِیعُ البَطَّ (3).

و بَطَاطِیَا :نَهْرٌ یَحْمِلُ من دُجَیْلٍ .قال یاقوت:أَوَّلُه أَسْفَلَ فُوَّهَهِ دُجَیْلٍ بسِتِّ (4)فَرَاسِخَ ،یَجِیءُ علی بَغْدَادَ فیَمُرُّ بها علی عَبّارَهِ قَنْطَرَهِ بابِ الأَنْبَارِ إِلی شارِع (5)الکبشِ ، فیَنْقَطع،و تَتَفَرَّع منه أَنْهُرٌ کَثِیرَهٌ کانت تَسْقِی الحَرْبِیَّهَ (6)و ما صَاقَبَهَا.

و قال ابنُ فَارِس:ما سِوَی البَطِّ من الشَّقِّ ،و البَطِیطِ للعَجَب،من الباءِ و الطّاءِ ففارِسِیٌّ کُلُّه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : البُطُطُ ،بضَمَّتَیْن:الحَمْقَی، و البُطُطُ :الأَعَاجِیبُ ،و البُطُطُ :الأَجْوَاعُ و البُطُطُ :الکَذِبُ .

و تُجْمَع البَطَّهُ علی بُطُطٍ .

و البَطَّاطُ :مَنْ یَصْنَعُهَا.

و ضَرَبَهُ فبَطْبَطَه ،أَی شَقَّ جِلْدَه،أَوْ رَأْسَهُ .

و بُطْبُوطٌ ،بالضَّمِّ :لَقَبٌ .

و بَطْبَاطٌ ،بالفَتْح:نَبَاتٌ یُسَمَّی عَصَا الرَّاعِی.

و عبدُ الجَبَّارِ بنُ شِیرَانَ النَّهْر بَطِّیّ ،رَوَی عن سَهْلٍ التُّسْتَرِیِّ ،و عنه علیُّ بنُ عبدِ اللّه بنِ جَهْضَمٍ .

و المُبَطَّطُ ،کمُعَظَّمٍ :قَرْیهٌ بمِصْرَ من أَعْمالِ المُرْتَاحِیَّه.

و الإِمامُ المؤَرِّخُ الرَّحّالُ شَمْسُ الدِّین أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ علیٍّ اللَّوَاتِیُّ الطَّنْجِیُّ المَعْروفُ بابنِ بَطُّوطَهَ ، کسَفُّودَهَ ،صَاحِبُ الرِّحْلَهِ المَشْهُورهِ الَّتِی دارَ فِیهَا ما بَیْنَ المَشْرِقِ و المَغْرِبِ و قد جَمَعَ ابنُ جُزَیٍّ فی ذلِکَ کِتَاباً حَافِلاً فی مُجلَّدَیْنِ طالَعْتُهما،و قد ذَکَر فیه العَجائبَ و الغَرائِبَ ، و اخْتَصَرَه مُحَمَّدُ بنُ فَتْحِ اللّه البیلونِیُّ فی جُزْءٍ صَغِیرٍ اقْتَصرَ فیه علی بَعْضٍ ؛و قَد مَلَکْتُه و الحَمْدُ للّه تعالَی.

بعثط

البُعْثُطُ ،بالضَّمِّ :سُرَّهُ الوَادِی و خَیْرُ مَوْضِعٍ فیه، کالبُعْثُوطِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قال أَبُو زَیْدٍ:یُقَال:غَطِّ بُعْثُطَکَ ،هو: الآسْتُ ،أَو هی مَع المَذَاکِیرِ .و یُقَال:أَلْزَق بُعْثُطَهُ بالصَّلَّهِ ،یَعْنِی اسْتَهُ و جِلْدَهَ خُصْیَیْه، و قد تُثَقَّلُ طاؤُها ،أَی فی المَعْنَی الأَخِیر.

و أَنَا ابنُ بُعْثُطِهَا ،یقُولُه العالِمُ بالشَّیْ ءِ، کابْنِ بَجْدَتَهِا ، و فی حَدِیثِ مُعاوِیَهَ ،و قیل له:أَخْبرْنَا عن نَسَبِکَ فی قُرَیْشٍ ،فقال:«أَنَا ابْنُ بُعْثُطِهَا ».یریدُ:أَنَّهُ وَاسِطَهُ قُرَیْشٍ و من سُرَّهِ بِطَاحِهَا،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

من أَرْفَغِ الوادِیِ لا مِنْ بُعْثُطِه

بعط

بَعَطَهُ ،کمَنَعَهُ :ذَبَحَهُ ،یَقُولونَ : بَعَطَ الشَّاهَ ، و شَحَطَهَا،و ذَمَطَهَا،و بَذَحَهَا،و ذَعَطَهَا،إِذَا ذَبَحَهَا،نَقَلَه الفَرّاءُ.

و الإِبْعَاطُ :الغُلُوُّ فی الجَهْلِ و فی الأَمْرِ القَبِیحِ ، کالبَعْطِ ،بالفَتْحِ ، و منه الإِبْعاطُ :إِرْسالُ القَوْل علی غَیْرِ وَجْهِهِ ،و قد أَبْعَطَ فی کَلاَمِه.

و الإِبْعَاطُ : جَوَازُ القَدْرِ،و کذلِکَ المُبَاعَدَهُ ،یُقَال: أَبْعَطَ فی السَّوْمِ ،إِذا بَاعَدَ و جَاوَزَ القَدْرَ،و کذلِکَ طَمَخَ (7)فی السَّوْمِ ،و أَشَطَّ فِیه،قال ابنُ بَرّیّ :شاهِدُهَ قولُ حسّان:

و نَجَا أَراهِطُ أَبْعَطُوا و لَوْ انَّهُمْ

ثَبَتُوا لَما رَجَعُوا إِذَنْ بِسَلامِ

و الإِبْعَاطُ : الإِبْعادُ ،روی سَلَمهُ عن الفَرّاءِ أَنَّهُ قال:

یُبْدِلُون الدّالَ طاءً فیقولون ما أَبْعَطَ طَارَکَ ،یُرِیدُونَ ما أَبْعَدَ دَارَک.

ص:200


1- (1) فی اللباب:سلمان.
2- (2) اللباب:حیزون.
3- (3) هذا ما ذکره ابن الأثیر فی اللباب.
4- (4) معجم البلدان« [1]نهر بطاطیا»:بسته فراسخ.
5- (5) عن معجم البلدان و [2]بالأصل«مشارع».
6- (6) عن معجم البلدان و [3]بالأصل«الخریبه».
7- (7) فی اللسان:«طمح».

و یُقال:کان منه إِبْعاطٌ و إِفْراطٌ و قال ابنُ هَرْمَهَ :

إِنِّی امرؤٌ أَدَعُ الهَوَانَ بِدَارِه

کَرماً و إِنْ أُسَمِ المَذَلَّهَ أُبْعِطِ

و قال رُؤْبَهُ :

و قُلْتُ (1)أَقْوالَ امْرِیءٍ لم یُبْعِطِ

أَعْرِضْ عن النّاسِ و لا تَسَخَّطِ

و قال جَسّاسُ بنُ قُطَیْب:

تَعَرَّضَتْ منهُ عَلَی إِبْعَاطِ

تَعَرُّضَ الشَّموسِ فی الرِّباطِ

و الْإبْعَاطُ : الهَرَبُ ،یُقَال: أَبْعَطْتُ من الأمْرِ،إِذا أَبَیْتَه و هَرَبْتَ منه،قالُه ابنُ عبّادٍ.

و قال ثَعْلَبٌ :مَشَی أَعْرَابِیٌّ فی صُلْحٍ بینَ قَوْمٍ فقالَ :

لقد أَبْعَطُوا إِبْعَاطاً شَدِیداً،أَی أَبْعَدُوا و لم یَقْرُبُوا من الصُّلْحِ ،و قالَ مَجْنُونُ بَنِی عامِرٍ:

لا یُبْعِطُ النَّقْدَ من دَیْنِی فیَجْحَدَنِی

و لا یُحَدِّثُنِی أَنْ سَوْفَ یَقْضِینِی

و الإِبْعَاط أَنْ یُکَلَّفَ الإِنْسَانُ ما لَیْسَ فی قُوَّتِهِ ،أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ لرؤْبه:

ناجٍ یُعَنِّیهِنَّ بالإِبْعَاطِ

إِذَا اسْتَدَی نُوِّهْنَ بالسِّیاطِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المُبْعِطُ :هو الَّذِی یَکُونُ وَحْدَه،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و البَعْط (2)و المِبْعَطَه بکسر المِیم:الاسْتُ .

و البَعْطِیطُ ،بالفَتْحِ :قَرْیهٌ بمِصْرَ،أَو هی بَحْطِیط ،و قد تَقَدَّم.

بعفط

البُعْفُطُ ،بالفَاءِ: القَصِیرُ .

بعقط

کالبُعْقُطِ ،بالقَافِ ، بِضَمِّهِمَا و قد أَهْمَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ ،و أَمَّا بالفَاءِ فقد أَهْمَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحبُ اللِّسَان،و لم أَجِدْهُ فی کِتَابٍ من کُتُبِ اللُّغَه،و أَظُنُّ أَنَّ المُصَنِّفَ اشْتَبَه علیه کلامُ ابنِ دُرَیْدٍ،حیثُ جَعَلَ قولَهُ و کذلِکَ البُعْفُط -یعنی بالفَاءِ-فصَحَّفَه،و الَّذِی فی الجَمْهَرَه (3):« البُعُقُوط (4):القَصِیرُ،فی بعضِ اللُّغَاتِ ، زَعَمُوا،و کذلِکَ : البُعْقُطُ »فَتَرَکَ البُعْقُوطَ الَّذِی صَدَّر به ابنُ دُرَیْدٍ،و صَحَّفَ الثّانِی بالفَاءِ،فتَأَمَّلْ ،و سَیَأْتِی له أَیْضاً:

رَجُلٌ بُلْقُوطٌ :قَصِیرٌ،عن ابن دُرَیدٍ أَیْضاً.

و بهاءٍ:دُحْرُوجَهُ الجُعَلِ ،و الَّذی فی کِتَابِ اللَّیْثِ :

هی الْبُعْقُوطَهُ ،و سِیَاقُ المُصَنِّفِ یَقْتَضِی أَنَّهَا بُعْقُطَهٌ ،و هو مُخَالِفٌ نَصَّ العَیْنِ ،فتأَمَّل،و نَقَل الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّعَانِ عن اللَّیْثِ مثلَ ما ذَکَرْنَا،و کذلِکَ فی التَّکْمِلَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

البُعْقُوطَهُ :ضَرْبٌ من الطَّیْرِ،نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ (5).

بقط

البَقْطُ ،هذِه المادَّهُ مکْتُوبهٌ عندَنَا بالأَسْوَدِ، و کَذلِکَ وُجِدَتْ فی نُسْخَهِ الصّحاح الَّتِی عِنْدَنَا بخَطِّ یاقُوت، و علیها عَلاَمَهُ الزِّیادَهِ ،و فِیهَا ما نَصُّه:لم یکُنْ بخَطِّهِ ،أَی بخطِّ الجَوْهَرِیِّ .و فی تجَاهِه فی الهَامِش ما نَصُّه:و جَمِیعُ ما فِیهِ لیسَ فی النُّسْخَهِ التی بخَطِّ أَبی زَکَرِیَّا،و لا فی نُسْخَهِ أَبی سَهْلٍ ،و لِذَا قال الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .

ثُمَّ إِنَّ مُقْتَضَی سِیَاقِ المُصَنِّفِ أَن البَقْطَ ،بالفَتْحِ (6):

قُمَاشُ البَیْتِ ،و الَّذِی نَقَلَه اللَّیْثُ عن أَبِی مُعَاذٍ النَّحْوِیِّ :

بَقَطُ البیتِ قُمَاشُه،بالتَّحْرِیک،و أَنْشَدَ قولَ مَالِکَ بنِ نُوْیْرَهَ الیَرْبُوعِیّ :

رَأَیْتُ تَمِیماً قد أَضَاعَتْ أُمُورَهَا

فهُمْ بَقَطٌ فی النَّاسِ فَرْثٌ طَوَائفُ

کذا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه،أَی فکأَنَّهُ شَبَّهَهُم بقُمَاشِ البَیْت،و هو الرَّدِیءُ من مَتَاعِه الَّذِی یُرْمَی،و الَّذِی فی اللِّسَانِ أَنَّه أَرادَ بقَوْلِه:« بَقَطٌ »أَی مُنْتَشِرُون مُتَفَرِّقُون.

و البَقْطُ : جَمْعُ المَتَاعِ و حَزْمُه ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،یقال:

ص:201


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«أقول».
2- (2) ضبطت عن اللسان. [2]
3- (3) الجمهره 312/3. [3]
4- (4) ضبطت فی التکمله بالضم،و المثبت بضمتین عن الجمهره.
5- (5) ذکرها ابن درید أیضاً فی الجمهره 312/3.
6- (6) ضبطت فی التهذیب و التکمله بالتحریک،بالقلم.

بَقَطَ الرَّجُلُ مَتَاعَهُ ،إِذا جَمَعَهُ و حَزَمَهُ لِیَرْتَحِلَ ،و هکَذَا نَقَلَه الصّاغَانیُّ فی العُبَابِ .

قلت:و هو مع قولِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ : البَقْطُ :التَّفْرِقَه-کما یأْتی-یَصْلُحُ أَنْ یکُونَ ضِدّاً و لم یُنَبِّهوا علی ذلِکَ .

و قال شَمِرٌ:سَمِعْتُ أَبا مُحَمَّدٍ یَرْوِی عن ابن المُظَفَّرِ أَنَّه قال: البَقْط : أَنْ تَعْطِیَ الرَّجُلَ البُسْتَانَ علی الثُّلُثِ أَو الرُّبُعِ ،و به فُسِّرَ حَدِیثُ سَعِیدِ بنِ المُسیِّبِ :«لا یصْلُح بَقْطُ الجِنَانِ ».

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :القَبْطُ ،الجَمْعُ ،و البَقْطُ : التَّفْرِقَهُ ، و سَیَأْتِی أَیْضاً عن ابنِ دُرَیْدٍ القَبْطُ :جَمْعُ الشَیْ ءِ بیَدِکَ ،فإِن صَحَّ ما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عنه سابِقاً فهو ضِدٌّ.

و فی الصّحاحِ (1): بَقَطَ الرَّجُلُ متاعَه،إِذا فرَّقَه.

و قال أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِیّ : البَقَطُ ، بالتَّحْرِیکِ :ما سَقَطَ من الثَّمَرِ إِذا قُطِعَ فأَخْطَأَهُ المِخْلَبُ و فی العُبابِ :یُخْطِئُه المِخْلَب،و المِخْلَبُ :المِنْجَل بلا أَسْنَانٍ :

و البَقَطُ (2): الفِرْقَهُ من النّاسِ و قِیلَ : القِطْعَهُ من الشَّیْ ءِ .و حکَی ثَعْلَبٌ :إِن فی بَنِی تَمِیمٍ بَقَطاً من رَبِیعَهَ ، أَی فِرْقَهً ،أَو قِطْعَهً .

و البَقْطُ : الجَمَاعَهُ المُتَفَرِّقَهُ ،یُقَال:ذَهَبُوا فی الأَرْضِ بَقْطاً بَقْطاً ،أَی مُتَفَرِّقِینَ .و همْ بَقْطٌ فی الأَرْضِ ،أَی:

مُتَفَرِّقُون،و به فُسِّر أَیضاً قولُ مالِکِ بنِ نُوَیْرَهَ السابِق کالبُقْطَهِ بالضَّمِّ ،و به فُسِّرَ

17- حدِیثُ عائِشَهَ تَصِفُ أَباها رَضِیَ اللّه عَنْهُما: «فَوَ اللّه ما اخْتَلَفُوا فی بُقْطَهٍ إِلاّ طارَ أَبِی بحَظِّهَا».

قال شَمِرٌ:و البُقْطَهُ :البُقْعَه من بِقَاعِ الأَرْضِ یُقَال:أَمْسَیْنَا فی بُقْطَهٍ مُعْشِبَهٍ ،أَی فی رُقْعَهٍ من کَلاَءٍ،تَقول:ما اخْتَلَفوا فی بُقْعَهٍ من البِقَاع،و یَقَعُ قولُهَا علی البُقْطَهِ من النّاسِ ، و علی البُقْطَهِ من الأَرْض.و البُقْطَه من النّاس:الفِرْقَهُ .و فی روایه:«فی نُقْطَهٍ »بالنُّون،و سَیَأْتِی فی مَوْضِعه.

و البُقَاطُ ، کغُرَابٍ :قُبْضَهٌ من الأَقِطِ ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ ، کما فی العُبَاب،و عن أَبِی عُبَیْدَهَ ،کما فی هامِشِ الصّحاحِ .

و البُقّاطُ ، کرُمَّانٍ :ثُفْلُ الهَبِیدِ و قِشْرُه،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

إِذا لم یَنَلْ مِنْهُنَّ شَیْئاً فقَصْرُه

لَدی حِفْشِهِ من الهَبِیدِ جَرِیمُ

تَرَی حَوْلَهُ البُقّاطَ مُلْقًی کأَنَّهُ

غَرَانِیقُ نَجْلٍ یَعْتَلِینَ جُثُومُ

یَصِفُ القانصَ و کِلاَبَه و مَطْعَمَه من الهَبِیدِ إِذا لم یَنَلْ صَیْداً.

و قال أَبو عَمْروٍ: بَقَّطَ فی الجَبَلِ تَبْقِیطاً ،إِذا صَعَّدَ (3)فیه،و کذلِک بَرْقَطَ و تَقَدْقَدَ (4)،و منه

1- حدیثُ علیٍّ رضی اللّه عنه: أَنّه حَمَلَ علی عَسْکَرِ المُشْرِکِین فما زَالُوا یُبَقِّطُون ». أَی یَتَعادَوْنَ إِلی الجِبَال مُتَفَرِّقِینَ .

و بَقَّطَ فی الکَلاَمِ و فی المَشْیِ :أَسْرَعَ فیهما.

و بَقَّط فلاَناً بالکَلامِ أی بَکَّتَه تَبْکِیتاً.

و بَقَّطَ الشَّیْ ءَ:فَرَّقَه ،و قال اللِّحْیانِیُّ : بَقَّطَ مَتَاعه،إِذا فَرَّقَه و منه المَثَلُ :« بَقِّطِیهِ بِطِبِّکِ »أَی فَرِّقِیهِ بِرِفْقِکِ لا یُفْطَنُ له و أَصْلُه أَنَّ رَجُلاً أَتَی عَشِیقَتَه فی بَیْتِهَا فأَخَذَهُ بَطْنُهُ ، فأَحْدَثَ و فی اللِّسان:فقَضَی حاجَتَه،فقَالَتْ لَه:ویْلَک!ما صَنَعْتَ ؟ و کَان الرَّجُلُ أَحْمَقَ ،فَقَالَ ذلِکَ لها،یُضْرَبُ لمَنْ یُؤْمَرُ بإِحْکَامِ العَمَلِ بعِلْمِه و مَعْرِفَته و الاحْتِیالِ فیه إِذا عَجزَ عنه غَیْرُه، مُتَرَفِّقاً .

و روَی أَبو سَعِیدٍ عن بعض بنی سُلَیْمٍ تَبَقَّطَ الخَبَرَ تَبَقُّطاً ،إِذا أَخَذَه شَیْئاً بعد شَیْ ءٍ.و رَوَی أَبو تُرابٍ (5)عن بَعْض بنی سُلَیْمٍ :تَذَقَّطَه تَذَقُّطاً،و تَبَقَّطَه تَبَقُّطاً ،إِذا أَخَذَه قَلِیلاً قَلِیلاً ،و کذلِکَ (6)تَذَقَّطَه تَذَقُّطاً،و تَسَقَّطَه تَسَقُّطاً.

ص:202


1- (1) یعنی النسخه التی أشیر إلیها فی أول الماده.
2- (2) مقتضی سیاق القاموس یقتضی أنها معطوفه علی ما قبلها فهی محرکه، و ضبطت فی اللسان [1]بالوجهین بالفتح یعنی باسکان القاف،و محرکه بفتحها.هنا و فیما سیأتی.
3- (3) ضبطت فی التکمله«صَعِدَ»و التهذیب و اللسان [2]کالقاموس.
4- (4) فی التهذیب:و تقذقذ.
5- (5) هو إسحاق بن الفرج المعروف بأبی تراب.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و کذلک تذقطه تذقطاً فیه تکرار و عباره اللسان: [3]أبو تراب عن بعض بنی سلیم:تذقطته تذقطاً و تبقطته تبقطاً إذا أخذته قلیلاً قلیلاً.أبو سعید عن بعض بنی سلیم:تبقطت الخبر و تسقطته و تذقطته إذا أخذته شیئاً بعد شیء ا ه ».

و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

البُقُوطُ :جمعُ بَقْطٍ ،بالفَتْح،و هو ما لیْسَ بمجْتَمِعٍ فی مَوْضعٍ ،و لا مِنْه ضَیْعَهٌ کامِلَهٌ ،و إِنَّما هو شَیْ ءٌ مُتَفَرِّقٌ فی النّاحِیَهِ بَعْدَ النّاحِیهِ ،و العَرَبُ تقولُ :مررتُ بهم بَقْطاً بَقْطاً بإِسْکانِ القَافِ ،و رُوِیَ بفَتْحِهَا أَیضاً،أَی مُتَفَرِّقِینَ .

و البُقْطَهُ ،بالضَّمِّ :النُّکْتَهُ و الخَصْلَهُ ،و به فُسِّر قولُ عائِشَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهَا السّابِقُ ،کما وجدْتُه فی هامِشِ الصّحاحِ .

بلط

البَلاَطُ ،کسَحابٍ :الأَرْضُ و قِیلَ :الأَرْضُ المُسْتَوِیَهُ المَلْساءُ ،و مِنْهُ یُقَال: بَالَطْناهُم ،أَی نَازَلْنَاهُم بالأَرْضِ ،کما یَأْتِی.و قال رُؤْبهُ :

لَوْ أَحْلَبَتْ حَلائِبُ الفُسْطَاطِ

عَلَیْهِ أَلقَاهُنَّ بالبَلاَطِ

و الحِجَارَهُ الَّتِی تُفْرَشُ فی الدَّارِ و غیرِها : بَلاَطٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَد:

هذا مَقَامِی لَکِ حتَّی تَنْضَحِی

رِیّاً و تَجْتَازِی بَلاطَ الأَبْطَحِ

و أَنْشَد ابنُ بَرِّیّ لأَبِی دُوَادٍ الإِیادِیِّ :

و لَقَدْ کانَ ذا کَتَائِبَ خُضْرٍ

و بَلاَطٍ یُشَادُ بالآجِرُوُنِ

و کُلُّ أَرْض فُرِشَتْ بِهَا أَو بالآجُرِّ : بَلاَطٌ ،و قد بَلَطَهَا ، و بَلَّطَهَا .

و بلاَطُ (1): ه،بدِمَشْقَ و ضبطَهُ البُلْبَیْسِیّ بالکَسْر، منها :

أَبو سَعِیدٍ مَسْلَمَهُ بنُ عَلِیٍّ المُحَدِّثُ مِصْریٌّ حدَّثَ بها،و بها تُوُفِّی،و لم یکن عِنْدَهُم بذلِکَ (2)،و آخِرُ مَنْ حَدَّث عنه مُحَمَّدُ بنُ رُمْحٍ .

و بَلاطُ عَوْسَجَهَ : حِصْنٌ بالأَنْدَلُس .

و

17- فی حَدِیثِ عُثْمانَ رَضِیَ اللّه عنهُ : «أَنَّهُ أُتِیَ بماءٍ فتَوَضَّأَ بالبَلاَطِ ». و هو: ع،بالمَدِینَهِ الشَّرِیفَهِ ، بَیْنَ المَسْجِدِ و السُّوقِ ، مُبَلَّطٌ ،و منه أَیْضاً

17- حَدِیثُ جابرٍ: عَقَلْتُ الجَمَلَ فی نَاحِیَهِ البَلاَطِ ». و سُمِّیَ المَکَانُ بَلاَطاً اتِّساعاً باسْمِ ما یُفْرَشُ به.

و بَلاَطُ : د،بین مَرْعَشَ و أَنْطَاکِیَهَ و هی مَدِینَهٌ عَتِیقه خَرِبَتْ من زَمانٍ ،و الأَوْلَی:خَرِبَ .

و دارُ البَلاَطِ : ع،بالقُسْطَنْطِینِیَّهِ ،کانَ مَحْبِساً لأَسْرَی سَیْفِ الدَّوْلَهِ بنِ حَمْدانِ ،و ذَکَرهُ المُتَنَبِّیُّ فی شِعْرِه.

و البَلاَط : ه بِحَلَبَ .و بِأَحَدِ هؤُلاءِ یُفَسّر قولُ الشّاعرِ:

لَوْلاَ رَجاؤُک ما زُرْنَا البَلاطَ و لاَ

کَانَ البَلاَطُ لَنَا أَهْلاً و لا وَطَنَا

و البلاَطُ من الأَرْضِ :وَجْهُها ،قاله أَبو حَنِیفَهَ ، أَو مُنْتَهَی الصُّلْبِ منها ،و فی الأَساسِ : بَلاطُ الأَرْضِ :ما صَلُبَ من مَتْنِهَا (3)و یُقَال:لَزِمَ فلان بَلاَطَ الأَرْضِ ،و قال ذُو الرُّمَّهِ یَذْکُرُ رَفِیقَه فی سَفَر:

یَئِنُّ إِلی مَسِّ البَلاَطِ کأَنَّما

یَرَاهُ الحَشَایَا فی ذَواتِ الزَّخَارِفِ

و أَبْلَطَها المَطَرُ:أَصابَ بَلاَطَها ،و هو أَنْ تَرَی علی مَتْنِهَا تُرَاباً و لا غُبَاراً.

و بَلَطَ الدّارَ،و أَبْلَطَهَا ،و بَلَّطَهَا تَبْلِیطاً : فَرَشَهَا بِه أَو بآجُرٍّ،فهی مَبْلُوطَهٌ و مَبْلَطَهٌ و مُبَلَّطَهٌ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: بَلَطْتُ الحائطَ بَلْطاً ،إِذا عَمِلْتَه به، و کذلِک بَلَّطْتُه تَبْلِیطاً ،و قال غیرَه بَلَطَ الدَارَ بَلْطاً ،إِذا فَرَشَهَا بِه،و بَلَّطَها تَبْلِیطاً ،إِذا سَوَّاهَا،و أَنْشَدَ الرِّیاشِیُّ :

مُبَلَّطٌ بالرَّخامِ أَسْفَلُهُ

له مَحَارِیبُ بَیْنَها العَمَدُ

و قالَ رُؤْبَهُ :

یَأْوِی إِلی بَلاَطِ جَوْفٍ مُبْلَطِ (4)

و البُلْطَهُ ،بالضّمِّ فی قَوْل امْرِیءِ القَیْسِ :

ص:203


1- (1) قیدها یاقوت بألف و لام قال:یروی بکسر الباء و فتحها.
2- (2) فی معجم البلدان:سکن مصر و حدث بها و لم یکن عندهم بذاک فی الحدیث توفی بمصر قبل سنه 190.
3- (3) فی الأساس:من متنها و مستواها.
4- (4) فی الدیوان: تفضی إلی أبلاط جوف مبلط علیه من سافی الریاح الخطط .

نَزَلْتُ علی عَمْرِو بنِ درْماءَ بُلْطَهً

فیا کَرْمَ ما جارٍو یا حُسْنَ ما مَحَلْ (1)

أَرَاد:فیا أَکْرَمَ جارً،علی التَّعَجُّب،و اخْتَلَفَ النّاسُ فِیها،فقِیل:المُرادُ بها البُرْهَهُ أَو الدَّهْرُ .و فی العُبابِ :

و الدَّهْرُ،و هُما قَولٌ وَاحِدٌ،یُرِید:حَلَتْ علیه بُرْهَهً و دَهْراً.

و البُلْطَهُ : المُفْلِسُ ،أَی نَزَلْتُ به حَالَهَ کَوْنِی مُفْلِساً،فیکونُ اسماً من أَبْلَطَ الرَّجلُ ،إِذا ذَهَبَ مالُه،کما یَأْتِی. أَو الفَجْأَهُ ،و هذا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبی عَمْروٍ أَو بُلْطَهُ : هَضْبَهٌ بعَیْنِهَا ،نَقَلَه الجَوْهرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ :قال بعضُهُم:هی قَرْیَهٌ من جَبَلَیْ طَیِّیءٍ کَثِیرهُ التِّینِ و العِنَبِ .قلتُ :و فی المُعْجَمِ : بُلْطَهُ :عَیْنٌ بها نَخْلٌ ببَطْنِ جَوٍّ،من مَنَاهِلِ أَجَأَ، و یُقَوِّی ذلِکَ أَنَّ عَمْرَو ابنُ دَرْماءَ المَمْدُوح من أَهْلِ الجَبلَیْنِ من طَیِّیء،و هو عَمْرُو بنُ عَدِیِّ بن وَائلٍ ،و أُمُّه دَرْماءُ من بَنِی ثَعْلَبَهَ بنِ سَلاَمَانَ بنِ ذُهْلٍ . أَو أَرادَ دَارَهُ ،و أَنَّهَا مُبَلَّطَهٌ مَفْرُوشَهٌ بالحِجَارَهِ ،فهذِه خَمْسَهُ أَوْجُهٍ ذَکَرَ منها الجَوْهَرِیُّ الاثْنَیْنِ ،و فی التَّهْذِیبِ : بُلْطَهُ :اسمُ دَارٍ،و أَنْشَدَ لامْرِیءِ القَیْسِ :

و کُنْتُ إِذا ما خِفْتُ یَوْماً ظُلاَمَهً

فإِنَّ لهَا شِعْباً ببُلْطَهِ زَیْمَرَا

قال:و زَیْمَرُ:اسمُ مَوْضِعٍ .

و البَلاَلِیطُ :الأَرَضُونَ المُسْتَوِیَهُ قال السِّیرافِیُّ :و لا یُعْرَف لها وَاحِدٌ.

و أَبْلَطَ الرَّجُلُ : لَصِقَ ،بالأَرْضِ ،و افْتَقَرَ و ذَهَبَ مَاله أَوْ قَلَّ فهو مُبْلِطٌ ،و قال أَبُو الهَیْثَمِ : أَبْلَطَ ،إِذَا أَفْلَسَ فلَزِقَ بالبَلاَطِ ، کأُبْلِطَ ،مَبْنِیّاً للمَفْعُولِ ،فهو مُبْلِطٌ ،و نقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الکِسائیِّ و أَبِی زَیْدٍ.و أَنْشَد الصّاغَانِیُّ لصُخَیْرِ بن عُمیْرٍ:

تَهْزَأُ مِنِّی أُخْتُ آلِ طَیْسَلَهْ

قالتْ أَراهُ مُبْلِطاً لا شَیْ ءَ لَهْ

و من المَجاز:اعْتَرَضَ اللِّصُّ القَوْمَ فأَبْلَطَهُم :تَرَکَهُم علی ظَهْرِ الغَبَراءِ،و لَمْ یَدَعْ لَهُمْ شَیْئاً ،عن اللِّحْیانِیِّ .

و قال الفَرَّاءُ: أَبْلَطَ فُلاَنٌ فُلاناً ،إِذا أَلَحَّ علَیْهِ فی السُّؤَالِ حتَّی بَرِمَ و مَلَّ ،و کذلِکَ أَفْجَأَه،و قد تَقَدَّم.

و البَلْطُ ،بالفَتْح، و یُضَمُّ :المِخْرَطُ ،و هو الحَدِیدَهُ التی یَخْرُطُ بها الخَرّاطُ ،عربِیَّهٌ ،و العامّهُ یُسَمُّونَه البَلْطَه ،و قال أَبو حنِیفَهَ :أَنْشَدَنِی أَعْرابِیُّ :

فالبَلْطُ یَبْرِی حُبَرَ الفَرْفَارِ

الحُبْرَهُ :السِّلْعهُ تَخْرُجُ فی الشَّجَرَهِ ،أَو العُقْدَهُ ،فتُقْطَعُ و تُخْرَط مِنْهَا الآنِیَهُ ،فتکون مُوشّاهً حَسَنَهً .

و البُلُطُ ، بضَمَّتَیْن:المُجّانُ و المُتَخَرِّمُون (2)من الصُّوفِیَّهِ ، عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

قال: و البُلُطُ أَیضاً: الفَّارُّونَ من العَسْکَرِ .

و یقَال: بَالَطَنِی ،إِذا تَرَکَنِی،أَو فَرَّ منِّی فذَهب فی الأَرْضِ .نقله أَبو حنِیفَهَ . و بَالَطَ السابِحَ :اجْتَهَد فی سِباحتِه .و أَصْل المُبَالَطَهِ :المَجاهده. و بَالَطَ القَوْمُ :

تَجالَدوا بالسُّیوفِ علی أَرْجُلِهم، کتَبَالَطوا ،و لا یقَال:

تَبَالَطُوا ،إِذا کانوا رکْباناً.

و بَالَطَ القَوْمُ بَنِی فُلانٍ :نَازَلُوهم بالأَرْضِ ،و هذا خِلافُ بَالَطَنِی فُلانٌ ،الذی تقدّم ذِکْره،فإِنَّ الأَوّلَ معناه ذَهَبَ فی الأَرض،و هذا لَزِمَ الأَرْضَ .قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و لا تَکُونُ المُبَالَطَهُ إِلاّ علی الأَرْضِ .

و یُقَالُ :إِذا هَفَا صَبِیُّکَ فبَلِّطْ له،یقال: بَلَّطَ أُذُنَهُ تَبْلِیطاً ، إِذَا ضَرَبَها بطَرَفِ سَبَّابَتِه ضَرْباً یوجِعُهُ ،و لا یَکُونُ إِلاّ فی فَرْعِ الأُذُنَیْنِ ،و قالَ اللَّیْثُ : التَّبْلِیطُ :عِرَاقِیَّهٌ ،و فسَّره کما ذَکَرنَا.و یَقَال أَیْضاً: بَلَّطَ له،کما نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .

و بَلَّطَ فُلانٌ تَبْلِیطاً ،إِذا أَعْیَا فی المَشْی ،و کذلِکَ بَلَّحَ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و البَلُّوطُ ،کتَنُّورٍ:شَجَرٌ کانُوا یَغْتَذُونَ بثَمَرِهِ قَدِیماً.بَارِدٌ یَابِسٌ فی الثَّانِیهِ ،و قِیلَ :فی الأُولَی،و قِیل:إِنّ یُبْسَه فی

ص:204


1- (1) روایه عجزه فی التهذیب: فیا کرم ما جار و یا کرم ما محلْ و فی معجم البلدان« [1]بلطه»: فیا حسن ما جار و یا کرم ما محلْ .
2- (2) عن التکمله و بالأصل«و المتحزمون»و فی التهذیب:و المتحزمون.

الثالِثَه،و قِیلَ :إِنَّهُ حارٌّ فی الأُولَی، ثَقِیلٌ غَلِیظٌ بَطِیءُ الهَضْمِ ،رَدِیءٌ للمَعِدَه،مُصَدِّعٌ مُضِرٌّ بالمَثَانَهِ ،و یُصْلِحه أَنْ یُشْوَی و یُضَافَ إِلیه السُکَّر،و من مَنَافِعه:أَنَّه مُمْسِکٌ للْبَوْلِ مُغزرٌ له،و یَمْنَعُ النَّزْفَ و النَّفْثَ ،و یَنْفَعُ من الصّلاَباتِ مع شَحْمِ الجَدْیِ و یمْنَعُ سعْیَ القُلاَعِ و القُرُوح إِذا أُحْرِقَ ، و یَمْنَعُ السجح و السُّمُومَ ،و یمْنَعُ من الاسْتِطْلاقِ ،و هو کَثِیرُ الغِذَاءِ إِذا اسْتُمْرِی (1).

و بَلُّوطُ الأَرْضِ :نَبَاتٌ وَرَقُهُ کالهِنْدَبَاءِ،مُدِرٌّ مُفَتِّحٌ مُضَمِّرٌ للطِّحالِ .

و أَمّا بَلُّوطُ المَلِکِ فقِیلَ :هوَ الجَوْزُ،و قیلَ :هو الشاهْبَلُّوط کما فی المِنْهَاجِ .

و من المجَاز: یُقَالُ :مَشَیْت حتَّی انْقَطَع بَلُّوطِی ،أَی حَرَکَتِی،أَو فُؤادِی،أَو ظَهْرِی ،کما فی الأَساسِ و العُبابِ .

و انْبَلَطَ الشَّیْ ءُ: بَعُدَ ،نَقَله الصّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بَالَطَ فی أُمُورِه:بَالَغَ ،و هو مُبَالِطٌ لک،أَی مُجْتَهِدٌ فی صَلاَحِ شَأْنِک،قال الرّاجِزَ:

فَهْوَ لَهُنَّ حابِلٌ و فَارِطُ

إِنْ وَرَدَت و مَادِرٌ و لاَئِطُ

لحَوْضِهَا و مَاتِحٌ مُبَالِطُ

و التَّبْلِیطُ :التَّبْلِیدُ.

و یُقَال:إِنَّهَا حَسنَهُ البَلاطِ ،إِذا جُرِّدَتْ ،و هو مُتَجَرَّدُها، و هو مَجازٌ.

و قولُ العامَّهِ : بَلِّطِ السَّفِینَهَ ،أَی أَرْسِ بها،کأَنَّهُ یَأْمُره بإِلْزاقِهَا بالأَرْض.و یقولون:رجلٌ بَلاَطٌ ،إِذا کان مُعْدِماً.

و فِی البَخِیل أَو اللَّئِیم:«ماذا یأْخُذُ الرِّیحُ من البَلاطِ » و بَلَطَهُ ،إِذا ضَرَبَه بالبَلْطِ .

و البُلْطِیُّ ،بالضّمّ :سَمَکٌ یُوجَد فی النِّیل،یُقَال إِنّه یَأْکلُ من وَرَقِ الجَنَّهِ ،و هو أَطْیَبُ الأَسْماکِ و یُشَبِّهُونَ به المُتَرَعْرِعَ فی الشَّبَابِ و النَّعْمَهِ .

و بُلاَطَهُ ،کثُمامَهَ :من أَعمالِ نَابُلُس.

و فَحْصُ الْبَلُّوطِ :من أَعمال قُرْطُبَهَ بالأَنْدَلُس،و قد تَقَدَّم للمصنِّف فی«ف ح ص»و یَنْبَغِی إِعادَتُه هُنَا،فإِنَّ المُنْتَسِب إِلَیْهَا إِنَّما یَنْتَسِب إِلی الجُزْءِ الأَخِیرِ،فیقال:فُلانٌ البَلُّوطِیّ ، و منهم أَبُو الحَکَم مُنْذِرُ بنُ سَعِیدِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ القَاسِمِ التَّعِزِّیّ البَلُّوطِیّ ،رَوَی کتابَ العَیْنِ للخَلِیلِ ،عن ابن وَلاّد،و کان أَخْطَبَ أَهلِ زَمَانه و أَعْلَمَهم بالحَدِیث.وَلِیَ القَضَاءَ بقُرْطُبَهَ و مات سنه 355.

بلقط

البُلْقُوطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

هو القَصِیرُ ،قال:و لیس بثَبَتٍ (2)، کالبُلْقُطِ بضمِّهِمَا .

و قال أَیْضاً: البُلْقُوطُ ،زعَمُوا: طائِرٌ ،و لَیْسَ بثبَتٍ ، و تقدَّم عن ابنِ بَرِّیّ ،و هو البُعْقُوطُ .

بلنط

البَلْنَطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قولهُ کجَعْفَرٍ خَطَأٌ، و صوابُه کسَمَنْدٍ (3)،کما یَشْهَدُ له قولُ ابنِ کُلْثُومٍ الآتی.قال اللَّیْثُ :هو شَیْ ءٌ کالرُّخَامِ إِلاَّ أَنَّهُ دُونَهُ فی الهَشَاشَهِ و اللِّین و الرَّخَاوَهِ ،و یُرْوَی قولُ عَمْرِو بنِ کُلْثُومٍ یَصِفُ سَاقَیِ امْرَأَهٍ :

و سَارِیَتَیْ بَلَنْطٍ أَو رُخَامٍ

یَرِنُّ خَشَاشُ حَلْیِهِما رَنِینَا

و الرِّوَایَهُ المَشْهُورهُ «و سَارِیَتَیْ بَلاَطٍ »کما فی العُبَابِ ،و أَمّا فی التَّکْمِلَه فذَکَرَه فی ماده«ب ل ط »و لم یُفْرِد له تَرْجَمَهً ، لأَنَّ النُّونَ زائِدَهٌ ،و هو الصّوابُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

البَلَنْطاءُ (4):سَمَکَهٌ قَرِیبٌ مِن باعٍ .

بنط

البیَنْطُ ،بالمُثَنَّاهِ تَحْتُ و نُونٍ ،کسِبَطْرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَمّا«بنط »فهو مُهْمَلٌ ،فإِذا فُصِلَ بینَ الباءِ و النُّونِ بیاءٍ کان مُسْتَعْمَلاً،و هو: النَّسَّاجُ ، بلُغَهِ الیَمَنِ ،و عَلَی وَزْنِه البِیَطْرُ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ فی کِتَابِه:

نَسَجَتْ بها الزُّوَعُ الشَّتُونُ سَبَائِباً

لم یَطْوِها کَفُّ البِیَنْطِ المُجْفِلِ

ص:205


1- (1) انظر فی خواصه و منافعه تذکره داود الانطاکی.
2- (2) فی الجمهره 312/3 و [1]فیها:و البُلقوط زعموا القصیر و لیس بثبت.
3- (3) ضبطت فی اللسان و التکمله«بلط »:«البَلَنْط »ضبط قلم.
4- (4) فی التکمله«بلط »:و البَلَنْطاه.

الشَّتُونُ :الحائِکُ ،و الزُّوَعُ :العَنْکَبُوت.

بوط

البُوطَهُ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هی الَّذِی ،و فی العَیْنِ :الَّتِی یُذِیبُ فیه ،و فی العَیْنِ :فیها الصّائغُ و نَحْوُه من الصُّنّاعِ .قال شَیْخُنا:

و ظاهِرُه أَنَّها عَرَبِیَّهٌ ،و لَیْسَ کذلِک؛بل هو مُعَرَّبٌ أَصْلُه بُوتَه،کما فی شِفَاءِ الغَلِیلِ .انتهی.

قلتُ :و هی البُودَقَهُ و البُوتَقَهُ .

و بُوَیْط ،کَزُبَیْر ،و یقَال: أَبْوَیْط ،بالفَتْحِ ثمّ السُّکُون و فتح الواو،هکَذَا فی المُعْجَم،و الأَوَّلُ أَکْثَرُ: ه،بمِصْرَ من أَعْمَالِ الصّعِیدِ الأَدْنَی من کُورَهِ الأَسْیُوطِیَّهِ .و غَلِطَ من عَدَّها من الصَّعِیدِ الأَعْلَی، مِنْهَا أَبو یَعْقُوبَ یُوسُفُ بنُ یَحْیَی المِصْرِیُّ الشّافِعِیُّ البُوَیْطِیُّ الإِمَامُ فَقِیهُ أَهْلِ مصر (1)، و خَلِیفهُ الشَافِعِیِّ علی أَصْحابِه بَعْدَه،و مِنْهَا أَیْضاً:أَبُو الحَسَنِ تَمِیمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ تَمِیمِ بن نُعَیْمٍ البُوَیْطِیُّ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : بَاطَ الرَّجُلُ ،إِذَا افْتَقَرَ بَعْد غِنًی، و ذَلَّ بَعْدَ عِزٍّ فهو یبُوطُ بَوْطاً.

و بُوَاطٌ ،کغُرابٍ ،قال شیخُنَا:و ضَبطَها أَهْلُ السِّیَرِ و شُرّاحُ البُخَارِیِّ بالفَتْح،کسَحابٍ أَیضاً: جِبَالُ جُهَیْنَهَ ،من ناحِیَهِ ذِی خُشُبٍ ،و فی المُعْجَمِ :نَاحِیَه رَضْوَی، علَی ثَلاثَهِ أَبْرَادٍ من المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ،أَو أَکْثر،و منه غَزْوَهُ بُوَاطٍ ،من غَزَوَاتِه،صلی اللّه علیه و سلّم، اعْتَرضَ فیها[رسُولُ اللّه] (2)صلی اللّه علیه و سلّم لعِیرِ قُرَیْشٍ ، فانْتَهَی إِلَیْه،و لم یَلْقَ أَذًی،و قال حَسّانُ بن ثَابِتٍ ، رَضِیَ اللّه عنه:

لِمَنِ الدّارُ أَقْفَرَت بِبُوَاطِ

غَیْرَ سُفْعٍ رَوَاکِدٍ کالغَطَاطِ

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

بُوَیْط ،و یُقَال أَبْوَیط :قریهٌ أُخْرَی بالأَبوصِیرِیَّه،و هی غیر الَّتِی ذُکِرَت،و قیل:إِلیها نُسِبَ البُوَیْطِیُّ الفَقِیه.

و کَفْر بَاوِیط :من قُرَی الأُشْمُونَیْنِ .

بهط

البَهَطُّ ،مُحَرَّکَهً مُشَدَّدهَ الطَّاءِ:الأَرزُّ یُطْبَخُ باللَّبَنِ و السَّمْنِ خاصَّهً ،قاله اللَّیْثُ ،و هو مُعَرَّبٌ هِنْدِیَّتُه بَهَتَّا .و قال اللَّیْث:سِنْدِیَّهٌ ،و اسْتَعْملَتْه العَرَبُ ،تقول: بَهَطَّهٌ طَیِّبَهٌ ، و یُنْشَد:

تَفَقَّأَتْ شَحْماً کمَا الإِوَزِّ

من أَکْلِها البَهَطَّ بالأَرُزِّ

و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

من أَکْلِهَا الأَرُزَّ بالبَهَطِّ

و فی الصّحاحِ : البَهَطُّ :ضَرْبٌ من الطَّعَامِ ،أَرُزُّ و مَاءٌ، و هو مُعَرَّبٌ فارسیَّته بَتَا،و أَنْشَدَ:«تَفَقَّأَتْ ..إِلخ»و صَرَّح اللَّیْثُ بأَنَّهُ بِلاَ هَاءٍ،و اسْتِعْمال العَرَبِ إِیّاهُ بالهَاءِ کَأَنَّه ذَهاباً بذلِک إِلی الطَّائِفَهِ منه،کما قالوا لَبَنَهٌ و عَسَلَهٌ ،و قیلَ :أَصْلُه نَبَطِیٌّ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لأَبِی الهِنْدِیِّ :

فَأَمَّا البَهَطُّ وِ حِیتَانُکُمْ

فما زِلْتُ منها کَثِیرَ السَّقَمْ

*و ممّا یُسْتَدْرک علَیْه:

قال أَبو ترُابٍ :سَمِعْتُ الأَشْجَعِیَّ یقولُ : بَهَطَنِی هذَا الأَمْرُ،و بَهَضَنِی (3)بمعْنًی وَاحِدٍ،قال الأَزْهَرِیّ :و لم أَسمعْها بالطّاءِ لغَیْره.

فصل التاء

تیط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه من فصل التاءِ مع الطّاءِ: تِیط ، کمِیلٍ :قریهٌ بساحِلِ بلادِ أَزْمورَ بالمَغْرِب،به رِبَاطٌ حَسَنٌ ، و تُعْرَف أَیْضاً بعَیْنِ القطْرِ (4).

ص:206


1- (1) و قیل إنه ینسب إلی بُویط قریه قرب بوصیر قوردیس،انظر معجم البلدان«بویط »و«أبویط ».و سیأتی ذلک قریباً.
2- (2) زیاده عن القاموس.
3- (3) فی اللسان و التکمله:بهظنی.
4- (4) ورد فی اللسان« [1]تحط »فی ترجمه مستقله و نصها:الأزهری قال: تَحُوط اسم القحط ،و منه قول أوس بن حجر: الحافظ الناس فی تحوط إذا لم یرسلوا تحت عائذٍ ربعا قال کأن التاء فی تحوط تاء فعل مضارع ثم جعل اسماً معرفه للسنه، و لا یجری،ذکرها فی باب الحاء و الطاء و التاء.

فصل الثاءِ المثلّثَه مع الطّاءِ

ثأط

الثَّأْطَه :الحَمْأَهُ ،نَقَلَه الجوْهرِیُّ و قیل: الثَّأْطَهُ :

الطِّینُ حَمْأَهً کانَت أَو غَیْرَ ذلک،و جَمَع بَیْنَهما أُمَیَّهُ بن أَبی الصَّلْتِ فی قوله-یَذْکُرُ حَمامَهَ نُوحٍ صلی اللّه علیه و سلّم و علَی نَبِیِّنَا و سَلَّم-:

فجاءَتْ بعْدَ ما رکَضَتْ بقِطْفٍ

علیه الثَّأْطُ و الطِّینُ الکُبَارُ

و قَال أَیْضاً:

بَلَغَ المَشَارِقَ و المَغَارِبَ یَبْتَغِی

أَسْبابَ أَمْرٍ من حَکِیمٍ مُرْشِدِ

فأَتَی مَغِیبَ الشَّمْسِ عندَ مَآبِهَا

فی عَیْنِ ذی خُلُبٍ و ثَأْطٍ حَرْمَدِ

و أَوْرَدَ الأَزْهَرِیُّ هذَا البَیْتَ مُسْتَشْهِداً به علی الثَّأْطَه :

الحَمْأَه،فقال:أَنْشَدَ شَمِرٌ لتُبَّع (1)،و کذلِکَ أَوْرَدَه ابن بَرّیّ ، و قال:إِنّه لِتُبَّعٍ یَصِفُ ذا القَرْنَیْنِ ،قال:و الخُلُب:الطِّینُ بکلامِهم.قال الأَزْهَرِیُّ :و هذا فی شِعْرِ تُبَّعٍ المَرْوِیِّ عن ابنِ عَبّادٍ.قلتُ :و قد سَبَق ذِکْره فی«خ ل ب».

و الثَّأْطَه : دُوَیْبَّهٌ لَسّاعَهٌ ،لم یَحْکِهَا غیرُ صاحِبِ العَیْن.

و ج الکُلِّ : ثَأْطٌ ،بَحذْفِ الهاءِ.

و فی المَثَلِ :« ثَأْطَهٌ مُدَّتْ بماءٍ»یُضْرَبُ للأَحْمَقِ یَزْدَادُ مَنْصِباً .و فی الصّحاحِ :یُضْرَبُ للرَّجُل یَشْتَدُّ مُوقُه و حُمْقُه؛ لأَنَّ الثَّأْطَهَ إِذا أَصابهَا الماءُ ازْدَادتْ فَساداً و رُطُوبهً .و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :یُضْرَبُ لِفَاسِدٍ یُقْرَنُ (2)بمِثْلِه.

و الثَّأْطاءُ :الحَمْقَاءُ ،مُشتَقٌّ من الثَّأْطَه .

و الثَّأْطَاءُ : نَعْتٌ لِلأُمَّهِ ،یُقَالُ :ما هُو بابْنِ ثَأْطَاءَ ،أَی بابْنِ أَمَهٍ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الثُّؤَاط ،کغُرَابٍ :الزُکَامُ ،و قد ثُئِطَ ، کعُنِیَ أَی زُکِم.

و ثَئِطَ اللَّحْمُ ،کفَرِحَ :أَنْتَنَ ،و کذلِکَ ثَعِطَ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ (3).و قَالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :هُو مُسْتَعارٌ من فَسَادِ الثَّأْطَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الثَّأَطَاءُ ،مُحَرَّکَهً :لغَهٌ فی الثَّأْطَاءِ ،بالتَّسْکِینِ .

و یُقال للأَحْمَق أَیْضاً:یا بنَ ثَأْطَانَ و ثَأَطَانَ ،بالتَّسْکِینِ و التَّحْرِیکِ ،و کذلِک لابْنِ الأَمَهِ .

ثبط

ثَبَطَهُ عن الأَمْرِ:عَوَّقَهُ و بَطَّأَ به عَنْهُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ، کثَبَّطَهُ ،فیهما ، تَثْبِیطاً ،و هذَا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و نصُّه:

ثَبَّطَهُ عن الأَمْرِ تَثْبِیطاً :شَغَلَه عنه:قلتُ :و هوَ قولُ اللَّیْث، و قال غیرُه: ثَبَّطَهُ عن الشَّیءِ.و ثَبَطَهُ ،إِذا رَیَّثَّه و ثَبَّتَه،و قولُه تَعالی: وَ لکِنْ کَرِهَ اللّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ (4)قال أَبو إِسْحاقَ : التَّثْبِیطُ :رَدُّکَ الإِنْسانَ عن الشَّیْ ءِ یَفْعَلُه،و قالَ غیرُه: التَّثْبِیطُ :أَنْ تَحُولَ بینَ الإِنْسانِ و بینَ ما یُرِیدُه.

و فی الجَمْهَرهِ : ثَبِطَتْ شَفَتُه:وَرِمَتْ ، ثَبْطاً و ثَبَطاً ، بالفَتْح و التَّحْرِیک،قال:و لیسَ بثَبَتٍ ،هکَذَا وقَعَ فی نُسَخِ الجَمْهَره،و فی بَعْضِهَا بتَقْدِیمِ المُوَحَّدَه علَی المُثَلَّثَهِ ،و قد ذَکَرْنَاه فی مَوْضِعه.

و ثَبَطَهُ علَی الأَمْرِ ثَبْطاً ،و کذا ثَبَّطَهُ تَثْبِیطاً : وَقَفَهُ عَلَیْهِ ، فتَثَبَّطَ ،أَی تَوَقَّفَ .

و الثَّبِطُ ،ککَتِفٍ :الأَحْمق فی عَمَلِه،و الضَّعِیفُ .

و الثَّبِطُ : الثَّقِیلُ البَطِیءُ مِنَّا،و الثَّقِیلُ النَّزْوِ علی الحِجْرِ من الخَیْلِ ،یُقَال:فَرَسٌ ثَبِطٌ ،و رَجُلٌ ثَبِطٌ ،و یُقَال:قومٌ ثَبِطُونَ ، و هِیَ بهاءٍ ،و منه

14- الحَدِیثُ : «أَنَّ سَوْدَهَ اسْتَأْذَنَتِ النّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم لَیْلَهَ المُزْدَلِفَهِ أَن تَدْفَعَ قَبْلَ حَطْمَهِ النّاسِ ،و کانَت امْرأَهً ثَبِطَهً (5)،فأَذِنَ لَها». و قد ثَبِطَ ،کفَرِحَ ،قال الصّاغَانِیُّ :

هکَذَا یَقْتَضِیه القِیاسُ .

ج: أَثْبَاطٌ و ثِبَاطٌ ،الأَخِیرُ بالکَسْرِ.

ص:207


1- (1) صدره فی التهذیب: فأتی مغیب الشمس عند غروبها.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:یقرن بمثله.الذی فی الأساس یقوی بمثله ا ه»قلت:و الذی فی الأساس المطبوع:«یقرن بمثله» کالأصل.
3- (3) فی الأساس:فسد.
4- (4) سوره التوبه الآیه 46. [1]
5- (5) فی النهایه:ثبطه أی ثقیله بطیئه،من التثبیط و هو التعویق و الشغل عن المراد.

و أَثْبَطَهُ المَرَضُ ،إِذا لم یَکَدْ یُفَارِقُه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ هکَذَا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علَیْه:

رَجُلٌ ثَبِطٌ ،ککَتِفٍ :لا یَبْرَحُ ،و أَنشد الأَصْمَعِیُّ :

لیس بمُنْهَکِّ البُرُوکِ فِرْشِطِهْ

و لا بِمهْراجِ الهَجِیرِ ثَبِطِهْ

و اثْبَأْطَطْتُ عن الأَمْرِ:اسْتَأْخَرْتُ تَارِکاً له،کاثْبَأْجَجْتُ .

ثخرط

الثِّخْرِطُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسانِ . و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو بالخاءِ المُعْجَمَهِ :نَبْتٌ ، زَعَمُوا،و لیس بثَبَت،کذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ .

ثربط

ثِرْباطٌ ،بالکَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و صاحبُ اللّسان،و قال ابنُ حَبِیب: ثِرْباطٌ أَوْ ثُرْبُطٌ ، کعُصْفُرٍ:أَبُو حَیٍّ من قُضَاعَهَ و هو ثِرْباطُ بنُ حبِیبِ بنِ زیدِ (1)بنِ حَیٍّ بنِ وَائِلِ بنِ جُشَمَ بنِ مالِکِ بنِ کَعْبِ بنِ القَیْنِ بنِ جَسْرٍ،هکَذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی کَتَابَیْه،و العُهْدَه فی هذَا الضَّبْطِ علیه، و الَّذِی یَغْلِبُ علی ابنِ حَبِیب،و صوابُه؛بِرْباطٌ ،المُوَحَّدَهِ .

ثرط

ثَرَطَهُ یَثْرِطُهُ و یَثْرُطُه ثَرْطاً : زَرَی علَیْهِ ،و عَابَهُ ، نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و قال:لیس بثَبَتٍ .

و الثِّرْطِئَهُ ،بالکَسْر:الرَّجُلُ الأَحْمَقُ الضعِیفُ ،و قال أَبو عَمْرٍو:هو الثَّقِیلُ الأَحْمَق،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو القَصِیرُ الحَادِرُ،هُنَا ذَکَره الجَوْهَرِیُّ و قال:الهمزَه زائدهٌ ،و ذَکَرَهُ المصنِّف فی الهَمْزِ علی أَنَّهَا أَصْلِیَّه،و لم یَقْطَعِ الأَزْهَرِیُّ بأَحَدِ القَوْلَیْنِ ،حیثُ قال:إِنْ کانت الهَمْزَهُ أَصْلِیَّهً فالکَلِمَهُ رُباعِیَّهٌ ،و إِن لم تَکُن أَصْلِیَّهً فهی ثُلاثِیّه،قال:و الغِرْقِیءُ مثلُه،و قد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ ،کتبه بالحُمْرَهِ علی أَنَّ الجَوْهَرِیَّ لم یَذْکُره،و هو غَرِیبٌ .

و الثَّرْطُ :مثلُ الثَّلْط ،لُغَهٌ أَو لُثْغَهٌ ،کما فی الصّحاحِ .

و الثَّرْطُ : الحُمْقُ ،و قد ثَرِطَ إِذا حَمُقَ حُمقاً جَیِّداً،نقله الصّاغَانِیّ .

و الثَّرْطُ : شَرِیسُ (2)الأَسَاکِفَهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ شُمَیْلِ ،قال:و لم یَعْرِفْه أَبُو الغَوْث.

و یقال: صَارتِ الأَرْضُ ثِرْیاطَهً ،بالکَسْر ،أَی: رَدْغَهً ، عن ابنِ عَبَّادٍ،و سَیَأْتِی عنه فی«ذرط »أَرضٌ ذِرْیاطَهٌ وَاحِدهٌ ، و ثِرْیاطَهٌ وَاحِده،أَی طِینَهٌ وَاحِدَهٌ .فَتَأَمَّلْ .

و رَجُلٌ ثَرَنْطَی ،کحَبَرْکَی، و مُثْرَنْطٍ ،أَی ثَقَیلُ .

و البَعِیر یُثَریطُ ،کیُهَریقُ ،إِذا ثَلَطَ ثَلْطاً مُتَدارِکاً ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

ثرعط

الثُّرْعُطَه بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوَهْرِیٌّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الحَسَا الرَّقِیقُ ،زاد الأَزْهَرِیُّ :طُبِخَ باللَّبَنِ کالثُّرُعْطُطِ ،کحُزُنْبُل،عن ابنِ دُرَیْدٍ أَیْضاً.

و الثُّرُعْطُطَهِ ،أَی بزیادَهِ الهَاءِ،هکَذَا فی سائر النُّسَخِ ، و الَّذِی فی التَّکْمِلَه نقلاً عن الأَصْمَعِیِّ : الثُّرَعْطَطَه و الثُّرُعْطُطَه بسکونِ العَیْنِ و فَتْحِ الرّاءِ و ضَمّها:حَساً رَقِیقٌ ، و فی العُبابِ :زَادَ ابنُ عَبّادٍ: و الثُّرَعْطِیطهُ ، کقُذَعْمِیلَهٍ ، و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

فاسْتَوْبَلَ الأَکْلَهَ من ثُرُعْطُطِهْ

و الشَّرْبَهَ الخَرْساءَ مِنْ عُثَلِطِهْ

و فی الجَمْهَرهِ : طِینٌ ثُرْعُطٌ ،و ثُرُعْطُطٌ ،أَی رَقِیقٌ ، قال:و به سُمِّیَ الحَسَا الرَّقِیقُ ثُرُعْطُطاً ،کما تقدّم.

ثرمط

الثُّرْمُطَهُ ،بالضَّمِّ ،کَتَبَه بالأَحْمَر علی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوْهَرِیِّ ،و لیس کذلِکَ ،بل ذَکَرَه فی آخر ماده«ثَرَط »،و قال:هو الطِّینُ الرَّطْبُ ،و لعلَّ المِیمَ زَائِدهٌ ، و کأَنَّ المُصَنِّف قَلَّدَ الصّاغَانِیَّ حیثُ قال:أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و المیمُ أَصْلِیَّهٌ .وهَبْکَ أَنَّ المیمَ أَصْلِیَّه فما مَعْنَی قولِه؛ أَهْمَله،مع أَنَّه لم یُهْمِلْه،و کأَنَّ عندَه إِذا لم یَذْکُرِ الحَرْفَ فی مَوْضِعِه فکَأَنَّه أَهْمَلَه،و هو غریبٌ یُتَنَبَّه له،و کثیراً ما یُقَلِّدُه المُصَنِّف،کما سَبَقَتِ الإِشَاره إِلیه مِراراً.و سیَأْتِی أَیْضاً مثلُ ذلِکَ فی مَوَاضعَ کَثِیرهٍ نُنَبِّهُ علیها،إِنْ شَاءَ اللّه تعالَی،و زاد الفَرّاءُ الثُرَمِطَه ، کعُلَبِطَهٍ :الطِّینُ الرَّطْبُ ،أَو الرَّقِیقُ ،و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّب،و نَسَبَ صَاحِبُ اللِّسانِ الأَخِیرَهَ إِلی کُرَاع،و فَسَّره بالطِّینِ الرَّطْبِ .

و ثَرْمَطَتِ الأَرْضُ :صَارَتْ ذَاتَ ثُرْمُطٍ .و فی التَّکْمِلَه:

أَی وَحِلَت،و فی العُبَاب:صَارَتْ ذَاتَ طِینٍ رَقِیقٍ .

ص:208


1- (1) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
2- (2) فی الصحاح:«سِرِیش»و الأصل و القاموس کاللسان.

و قال ابنُ عَبّاد: نَعْجَهٌ ثِرْمِطٌ ،بالکسر:کَبِیرَهٌ تُثَرْمِطُ المَضْغَ ،و ذلِکَ أَنْ تَسْمعَ له صَوْتاً .

و قال شَمِر: اثْرَمَّطَ السِّقَاءُ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و مِثلُه فی العُبابِ ،و فی التَّکْمِلَه و اللِّسان: اثْرَنْمَطَ السِّقَاءُ ،إِذَا انْتَفَخَ ، و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِیِّ :

تَأْکُلُ بَقْلَ الرِّیفِ حَتَّی تَحْبَطَا

فبَطْنُهَا کالوَطْبِ حِینَ اثْرَنْمَطَا

أَو جَائِشِ المِرْجَلِ حِینَ غَطْغَطَا

و فی اللِّسانِ : الاثْرِنْماطُ :اطْمِحْرارُ السِّقَاءِ إِذا رَابَ و رَغَا.

و من المَجَازِ: اثْرَمَّطَ الغَضَبُ ،أَی غَلَبَ فانْتَفَخَ الرَّجُلُ عند ظُهُورِه.کما فی العُبابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علَیْه:

الثُّرْمُوطُ ،بالضَّمِّ :الرَّجُلُ العَظِیمُ اللَّقْمِ ،الکَثِیرُ الأَکْلِ .

ثرنط

و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اثْرَنْطَأَ الرَّجُلُ ،أَی حَمُقَ ،أَهْمَلَه الجَمَاعه،و قال الأَزْهَرِیُّ :هکذا قَرَأْتُه بخَطِّ أَبِی الهَیْثَم لابنِ بُزُرْج،کما فی اللِّسانِ .

ثطط

الثَّطُّ :السَّلْحُ ،نَقَلُه الصّاغَانِیُّ . و الثَّطُّ :الرَّجُلُ الثَّقِیل البَطْنِ البَطِیءُ. و الثَّطُّ : الکَوْسَجُ الذِی عَرِیَ وَجْهُه من الشَّعر إِلاّ طاقاتٍ فی أَسْفَلِ حَنَکِه، کالأَثَطِّ ،نَقَلَهما الجَوْهَرِیُّ ، أَو هذِه عَامِیَّهٌ ،قَالَه ابن دُرَیْدٍ،و نَصُّه:لا یُقَال فی الخَفِیف شَعرِ اللِّحْیَه: أَثَطُّ ،و إِنْ کانَت العَامَّه قد أُولِعَتْ به،إِنَّمّا یُقَال: ثَطٌّ ،و أَنْشَدَ لأَبِی النَّجْمِ :

کلِحْیَهِ الشَّیْخِ الیَمَانِی الثَّطِّ

و قال أَبُو حاتِمٍ ؛قال أَبُو زَیْدٍ مَرَّهً : أَثَطُّ ،قلت:أَ تَقُول أَثَطُّ ؟قال:قد سَمِعْتُها،کما فی الجَمْهَرَهِ .و حَکَی ابنُ بَرِّیّ عن ابنِ الجَوَالِیقِیِّ (1)قال:رَجُلٌ ثَطٌّ لا غَیْر،و أَنَکَرَ أَثَطّ ، و أَوْرَدَ بیتَ أَبِی النَّجْمِ أَیْضاً قال:و صوابُ إِنْشَادِه:«کهَامَهِ الشَّیْخِ .و قال اللَّیْثُ : الثَّطُّ ،و الأَثَطُّ لُغَتَان،و الثَّطُّ أَصْوَب و أَکْثَر.

أو الثَّطُّ : القَلِیلُ شَعر اللِّحْیَهِ و الحاجِبَیْنِ ،و فی هذَا القَوْلِ زِیادهٌ عن مَعْنَی الکَوْسَج.

أَو رَجُلٌ ثَطُّ الحاجِبَیْنِ :رَقِیقُهما،و کذلِکَ أَثَطُّ الحاجِبَیْن، لا بُدَّ من ذِکْرِ الحاجِبَیْنِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ، قال:و کَذلک رَجُلٌ أَطْرَط الحَاجِبَیْنِ ،لا یُسْتَغْنَی عن ذِکْرِهِما،و الأَنْمَصُ :الَّذِی لیسَ له حَاجِبَانِ .یُسْتَغْنَی فیه عن ذِکْرِ الحاجِبَیْنِ ،قال الشّاعِرُ:

و ما مِنْ هَوایَ و لا شِیمَتِی

عَرَکْرَکَهٌ ذَاتٌ لَحْمٍ زِیَمْ

و لا أَلقَی ثَطَّهُ الحاجبَیْنِ

مُحَرَّفَهُ السّاقِ ظَمْأَی القَدَمْ (2)

ج: أَثْطاطٌ ،و ثُطٌّ ،و ثُطّانٌ ،بضَمِّهِما، و ثِطَاطٌ ،بالکَسْرِ، و ثِطَطَهٌ ،کعِنَبهٍ ،ذَکَر الجَوْهَرِیُّ منها الثَّانِیَهَ و الرّابِعَهَ و الأَولی عن کُرَاع فی القَلِیَل،و ما عَداه فی الکَثِیر،و ما عَداهُ

16- نَقَلَه أَبو زَیْد فی الحَدِیثِ : «ما فَعلَ النَّفَرُ الحُمْرُ الطِّوالُ الثِّطَاطُ ».

و یُرْوی:«النَّطانِطُ » (3)قال اللَّیْثُ : و قد ثَطَّ یَثَطُّ ،أَی:بالفَتْح فِیهِما،قال:و من قال:رَجُلٌ ثَطٌّ ،قال: ثَطَّ یَثِطُّ ،أَی بالکَسْرِ، أَو یَثُطُّ ،أَی الضَّمِّ ، ثَطّاً و ثَطَطاً ،و ثَطَاطَهً ، و ثُطُوطَهً ،فالثَّطَاطَه،بالفتح:مَصدرُ ثَطُّ یَثَطُّ بالفتح فیهما، و فی کلامِ المُصَنِّف نَوْعُ تَقْصِیرٍ فی إِیراد المَصَادرِ،کما یَظْهَرُ بالتَّأَمُّل.و قال ابنُ دُرَیْدٍ؛المَصْدَرُ الثَّطَطُ ،و الاسمُ :

الثَّطَاطَهُ و الثُّطُوطَهُ ،قال ابنُ سِیدَه:و لعَمْرِی إِنَّه فَرْقٌ حَسَنٌ .

و قال اللَّیْثُ : الثَّطَّاءُ :المَرْأَه الَّتی لا اسْتَ لَها ،هکذَا فی سَائِر النُّسَخِ بالمُثَنَاه الفَوْقِیَّه،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ :

«و لا إِسْبَ (4)لها»بالمُوحَّدَهِ ،کما هو نَصُّ العَیْنِ ،أَی شِعْرَه رَکِبها.

و الثَّطَّاءُ : العنْکَبُوت،أَو دُوَیْبَهٌ أُخْرَی تَلْسَعُ لَسْعاً شَدِیداً ،و هذا عن اللَّیْثِ ،کما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ ،و الذِی فی التَّکْمِلَه: الثُّطّاءُ ،مِثَال ثُقَّاءِ:دُوَیْبَّه،و قیلَ :إِنَّما هی

ص:209


1- (1) فی اللسان: [1]عن الجوالیقی.
2- (2) قوله:محرّفه أی مهزوله،عن الصحاح. [2]
3- (3) النطانط جمع نطناط و هو الطویل.
4- (4) و فی اللسان و [3]التکمله«إِسْبَ »أیضاً.

الثَّطَا،علی وَزْن قَفًا،فانْظُر هذا مع قَوْلِ اللَّیْثِ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الثُّطُطُ ،بضَمَّتَیْنِ :الکَوَاسِجُ ،کالزُّطُطِ ،نقله ابنُ الأَعْرَابِیّ .

و رَجُلٌ ثَطٍ کعَمٍ ،مقلوبٌ عن ثَئِطٍ ،نقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَساس.

و الأَثَطُّ :لَقَبُ أَبِی العلاءِ أَحْمَدَ بنِ صالِح الصُّورِیِّ المُحَدِّث.

ثعط

الثَّعِیطُ ،کأَمِیرٍ: دُقَاقُ رَمْلٍ سَیّالٍ تَنْقُلُه الرِّیحُ ، قَالهُ اللَّیْثُ .

و الثَّعِطُ ،سیاقُه یَقْتَضِی أَنه بالفَتْح،و صوابُه بالتَّحْرِیکِ ، و هکذا ضَبَطَهُ الجوْهرِیُّ و الصّاغَانِیُّ : اللَّحْمُ المُتَغَیِّرُ المُنْتِنُ ،و قد ثَعِط کفَرِحَ :تَغَیَّرَ ،قال الأَزْهَرِیُّ :أَنْشَدَنِی أَبو بَکْرٍ:

یَأْکُل لَحْماً بَائِتاً قد ثَعِطَا

أَکْثَرَ منه الأَکْلَ حتَّی خَرِطَا (1)

و کذلِکَ الجِلْدُ ،إِذا أَنْتَنَ و تَقَطَّعَ .و فی الصّحاحِ ، الثَّعَط ،بالتَّحْرِیکِ :مَصْدرُ ثَعِطَ اللَّحْمُ ،أَی أَنْتَنَ ،و کذلِکَ الماءُ،قال الرّاجِزُ:

و مَنْهَلٍ علی غِشَاشٍ و فَلَطْ

شَرِبْتُ مِنْهُ بینَ کُرْهٍ و ثَعَطْ

و قال أَبو عَمْرٍو: ثَعِطَت شَفَتُه ،أَی وَرِمَتْ و تَشَقَّقَتْ ، کما فی اللِّسَانِ .

و الثَّعِطَهُ ،کفَرِحَهٍ :البَیْضَهُ المَذِرَهُ ،عن أَبِی عَمْرٍو، و هی الفَاسِدَهُ المُنْتِنهُ .

و التَّثْعِیط :الدَّقّ و الرَّضْخُ ،قال بعضُ شُعَراءِ هُذَیْل،کما فی اللِّسَانِ ،و فی التَّکْمِلَهِ هو إِیاسُ بن جُنْدَب الهُذَلِیّ یَهْجُو نِساءً،و فی العُباب:یخاطِبُ ابنَ نَجْدَهَ الفَهْمِیَّ :

تُغَنِّی نِسْوَهً کَنَفَیْ (2)غُضَارٍ

کأَنَّکَ بالنَّشِیدِ لَهُنَّ رَامُ

یُثَعِّطْنَ العَرَاب فهُنَّ سُودٌ

إِذَا جَالَسْنَه فُلْحٌ قِدَامُ (3)

أَی یَرْضَخْنَ و یُدَقِّقْنَ کما یُرْضَخُ النَّوَی.

قلت:و لم أَجِدْ لإِیاسِ بنِ جُنْدَبٍ ذِکْراً فی الدِّیوان.

*و مِما یُسْتَدْرَکُ علیه:

ماءٌ ثَعِطٌ :مُنْتِنٌ مُتَغَیِّرٌ.

ثلط

ثَلَطَ الثَّوْرُ و البَعِیرُ و الصَّبِیُّ ، یَثْلِطُ ،من حَدِّ ضَربَ ، ثَلْطاً : سَلَحَ رقِیقاً ،و قِیل:أَلْقاهُ سَهْلاً رَقِیقاً.

و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ علی البَعِیرِ،و قال:إِذا أَلْقَی بَعرَهُ رَقِیقاً.

و قال الأَزْهَرِیُّ :یُقال للإِنْسانِ إِذا رَقَّ نَجْوُه:هُو یَثْلِطُ ثَلْطاً .

16- و فی الحَدِیثِ : «فبَالَتْ و ثَلَطَتْ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:و أَکْثَرُ ما یُقالُ للإِبِلِ و البَقَرِ و الفِیَلَهِ .

1- و فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رضِیَ اللّه عنه: «أَنَّهُمْ کانُوا یَبْعَرُون بَعْراً و أَنْتُمْ تَثْلطون ثَلْطاً ». أَی کانوا یَتَغَوَّطُون یَابِساً کالبَعرِ؛لأَنَّهُمْ کانُوا قَلِیلِی المآکِلِ و الأَکْلِ ، و أَنْتُمْ تَثْلِطُون .إِشارَه إِلی کَثْرهِ المَآکِل و تَنَوُّعِها.

و ثَلَطَ فُلاناً:رَمَاهُ بالثَّلْطِ ،أَی الرَّقِیقِ من الرَّجِیعِ و لَطَخَهُ به .

و قال اللَّیْثُ : الثَّلْطُ (4):رَقِیقُ سَلْحِ الفِیلِ و نَحْوِه مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ إِذا کان رَقِیقاً،و أَنْشَدَ لجَرِیرٍ یَهْجُو البَعِیثَ :

یا ثَلْطَ حَامِضَهٍ (5)تَرَوَّحَ أَهْلُهَا

عَنْ مَاسِطٍ و تَنَدَّتِ القُلاّمَا

و رَوَاه الصّاغَانِیُّ هکذا،و فی اللّسان:

یا ثَلْطَ حَامِضَهٍ تَرَبَّعَ ماسِطاً

مِنْ وَاسِطٍ و تَرَبَّع القُلاّمَا

و المَثْلَطُ :مَخْرَجُهُ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

و اعْتاصَ بَابَا قَیْئِهِ (6)و مَثْلَطِهْ

ص:210


1- (1) یقال خرط به إذا غُصّ به،اللسان. [1]
2- (2) عن شرح دیوان الهذلیین ص 836 و بالأصل«کغنی»و لم یرد فی دیوان الهذلیین شعر لایاس بن جندب.
3- (3) عجزه فی اللسان: إذا خالسنه فلح فدامُ و العراب ثم الخزم،واحدته عرابه.و بالأصل«یسعطن»و المثبت عن شرح أشعار الهذلیین و اللسان و التکمله.
4- (4) عن القاموس،و مثله فی اللسان،و [2]بالأصل«السلط »بالسین المهمله.
5- (5) عن الدیوان و بالأصل«حامله».
6- (6) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«فئبه».

ثلمط

الثَّلْمَطُ ،کجَعْفَرٍ،و عُصْفُورٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هُو من الطِّینِ :الرَّقِیقُ .

و قال أَیْضاً: ثَلْمَطَ الرَّجُلُ : اسْتَرْخَی ،و کذلِکَ :ثَمْطَلَ ، و ثَمْلَطَ .

ثمط

الثَّمْطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الطِّینُ الرَّقِیقُ ،أَو العَجِینُ الرَّقِیقُ إِذا أَفْرَطَ فی الرِّقَّهِ ،کما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ و التَّکْمِلَه.

ثملط

الثَّمْلَطَهُ ،بتَقْدِیم المِیمِ علی الّلام،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ،و نَقَل الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ دُرَیْدٍ قال:هو الاسْتِرْخَاءُ،کالثَّلْمَطَهِ و الثَّمْطَلَهِ .

ثنط

الثَّنْطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

هو الشَّقُّ ،و منه حَدِیثُ کَعْب الأَحْبَارِ:

16- «إِنّ اللّه تَعَالَی لَمَّا مَدَّ الأَرْضَ مَادَتْ فثَنَطَهَا بالجِبَالِ ،أَی شَقَّهَا،فصارَتْ کالأَوْتَادِ لَها و نَثَطَهَا بالْإِکَامِ ،فصارَتْ کالمُثْقِلاتِ لها». قال الأَزْهَرِیُّ :فَرَّقَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ بینَ الثَّنْطِ و الثَّنْطِ ،فجَعَل الثَّنْطَ :شَقًّا،و الثَّنْطَ :إِثْقَالاً (1)،قالَ :و هُمَا حَرْفَانِ غَرِیبَانِ ، قال:و لا أَدْرِی أَ عَرَبِیّانِ أَم دَخِیلاَن.قلتُ :

16- و یُرْوَی: «کانَت الأَرْضُ تَمِیدُ فوقَ الماءِ فثَنَطَهَا اللّه بالجِبَالِ ،فصارَتْ لَها أَوْتَاداً». قال ابنُ الأَثِیرِ:و مَا جَاءَ إِلاَّ فی حَدِیثِ کَعْبٍ ، و یُرْوَی بتَقْدِیمِ النُّونِ علی المُثَلَّثَهِ ،کما سیأْتی،قال ابنُ الأَثِیر: و یُرْوَی بالباءِ المُوَحَّدَه بَدَلَ النُّونِ من التَّثْبِیطِ و هو التَّعْوِیقُ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الثَّنْطُ :خُرُوجُ الکَمْأَهِ من الأَرْض،و النَّبَاتُ إِذَا صَدَع الأَرْضَ و ظَهَرَ،قاله اللَّیْثُ ،و هذا محلّ ذِکْرِه،و سیأْتی للمُصنِّفِ فی«ن ث ط »تقلیداً للصّاغَانِیِّ .

فصل الجیم مع الطاء

جثط

جَثَطَ بغَائِطِهِ یَجْثِطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:أَی رَمَی به رَطْباً (2)مُنْبَسِطاً ،هکَذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و أَنا أَخْشَی أَنْ یَکُونَ مُصَحَّفاً من حَبَط ، بالحَاءِ و المُوَحَّدَهِ ،فتأَمّل.

جثلط

الجَیْثَلُوط ،کحَیْزَبُونٍ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو شَتْمٌ (3)اخْتَرَعَهُ النِّسَاءُ ،و أَنْشَدَ لجَرِیرٍ:

عُدُّوا خَضَافِ إِذَا الفُحُولُ تُنُجِّبَتْ

و الجَیْثَلُوطَ و نَخْبَهً خَوّارَا

لم یُفَسِّرُوه ،و قَالَ أَبُو سَعِیدٍ السُّکَّرِیُّ :لا أَدْرِی ما الجَیْثَلُوطُ ،و لا رَأَیْتُ أَبا عَبْدِ اللّه یَعْرِفُه،قال المُصَنِّف:

و کَأَنَّ المَعْنَی:الکَذَّابَهُ السَّلاَّحَهُ ،مُرَکَّبٌ من:جَلَطَ ، و جَثَطَ ،أَو من:جَلَط ،و ثَلَطَ ،فجَلَط :أُخِذَ منه الکَذِب، و جَثَطَ :أُخِذَ منه السَّلْح،و کذلِکَ ثَلَط .قلتُ :و یُمْکِنُ أَنْ یکونَ مَعْناه:السَّلِیطَهُ اللِّسَانِ أَیْضاً،من:جَلَطَ سَیْفَه،إِذا اسْتَلَّهُ ،کما سَیَأْتِی.

جحط

جِحِطْ ،بکَسْرِ الجِیم و الحاءِ و سُکُونِ الطّاءِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیُّ فی کتابَیْهِ ،و فی اللِّسَانِ :هو زَجْرٌ للغَنَمِ ،کجِحِضْ ،بالضَّادِ،و قد تَقَدَّمَ أَنَّ المُصَنِّفَ أَهْمَلَه کالجَوْهَرِیِّ هُنَاک،و أَوْرَدَهُ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ فی الضَّادِ،و أَهْمَلَه هنا،و کِلاهُمَا مُسْتَعْمَلان.

جحرط

الجِحْرِطُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و أَوْرَدَهُ فی العُبَابِ نَقْلاً عن ابنِ السِّکِّیتِ ،قال:هی العَجُوزُ الهَرِمَهُ ،و أَنْشَدَ:

و الدَّرْدَبِیسُ الجِحْرِطُ الجَلَنْفَعَهْ

جخرط

الجِخْرِطُ بالخَاءِ المُعْجَمَهِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی کتابَیْهِ عن ابنِ السِّکِّیتِ ، و هو مِثْلُه وَزْناً و مَعْنًی ،و یُرْوَی الإِنْشَادُ المُتَقَدِّمُ بالوَجْهَیْنِ .

و اقْتَصَر ابنُ فارِسٍ علی رِوَایهِ الخاءِ فقط .

جرط

الجَرَطُ ،مُحَرَّکَهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو الغُصَّهُ ،و قال ابنُ بَرِّیّ :هو الغَصَصُ .قال ابنُ عَبّادٍ: و قد جَرِطَ بالطَّعَامِ ،کفَرِحَ ،إِذا غَصَّ به،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لِنجَادٍ الخَیْبَرِیِّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَنْشَدَنِی أَبُو بَکْرٍ:

ص:211


1- (1) الأصل و اللسان،و [1]فی النهایه: [2]تثقیلاً.
2- (2) فی التکمله:رمیاً منبسطاً.
3- (3) فی التکمله:اسم مختَرَع للنساء،و هو شتمٌ .

لَمَّا رَأَیْتُ الرَّجُلَ العَمَلَّطَا یأْکُلُ لَحْماً بائِتاً قد ثَعِطَا أَکْثَرَ منه الأَکْلَ حتَّی جَرِطَا قلت:و هذا تَصْحِیفٌ من ابنِ عَبّادٍ،و الصّوابُ فیه:

«خَرِطَ »بالخَاءِ مُعْجَمَهً ،کما سَیَأْتِی.

و الجِرْوَاطُ ،بالکَسْرِ:الطَّوِیلُ العُنُقِ ،کالجِرْوَاضِ (1)، عن ابن عَبّادٍ.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

جرقط

بنو جَرْقَطٍ ،کجَعْفَرٍ:قَبِیلَه بالمَغْرِب.

جطط

جَطَّی ،کحَتَّی ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال یاقُوت و الصّاغَانِیُّ :هو نَهرٌ بالبَصْرَه ،زادَ الأَوَّل:عَلَیْه قُریً و نَخِیلٌ کثیرٌ،و هو مِن نَوَاحِی شَرْقِی دِجْلَه.

جلبط

الجَلَنْبَطُ ،کجَحَنْفَلٍ ،و لو قَالَ :کسَفَرْجَلٍ کانَ أَحْسَن،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و أَوْرَدَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ (2)نقلاً عن قُطْرُب و ابْنِ خَالَوَیْهِ :هو الأَسَدُ ،قال أَبُو سَهْلٍ الهَرَوِیّ :نَقَلَه قُطْرُبٌ و ابنُ خالَوَیْهِ فی ذِکْرِ أَسْمَاءِ الأَسَدِ و صِفَاتِه،و لم یَذْکُرا تَفْسِیرَه،قال و لا أَعْلَمُ أَنَا أَیْضاً تَفْسِیرَه.قلتُ :و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مُرَکَّباً مَنْحُوتاً من:

جَلَط ،و لَبَط ،و هو الَّذِی یَقْشِرُ صَیْدَه و یَضْرِبُ به الأَرْضَ .

فتَأَمَّل.

جلحط

الجِلْحِطَاءُ ،بکَسْرِ الجِیمِ و الحاءِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و أَوْرَدَه فی العُبَابِ نَقْلاً عن ابْنِ دُرَیْدٍ:هی الأَرْضُ الَّتِی لا شَجَرَ بِهَا ،و مِثْلُه فی اللِّسَانِ ،و هو فی کِتَابِ سِیبَوَیْهِ هکَذَا،قال ابنُ دُرَیْدٍ:قال سِیبَوَیْه فی کِتَابِه: جِلْحِطاءُ ،بالحَاءِ و الطّاءِ،فلا أَدْرِی ما أَقُولُ فیه،

جلحظ ،

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: جِلْحِظَاءُ :أَرْضٌ لا شَجَرَ بها، و أَنا من الحَرْفِ أَوْجَرُ،أَی أُشْفِقُ لأَنّی سمعتُ ابنَ أَخِی (3)الأَصْمَعِیِّ یَقُولُ : الجِلْحِظَاءُ ،بالحَاءِ غیرِ المُعْجَمَهِ و الظّاءِ المُعْجَمَهِ .و قال:هکَذَا رأَیتُ فی کِتَابِ عَمِّی،فخِفْتُ أَن لا یَکُونَ سَمِعَه.

جلخط

الجِلْخِطَاءُ ،بالخَاءِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و أَوْرَدَه فی العُبَابِ عن ابْنِ عَبّادٍ، و مثلُه فی اللِّسَانِ ،و هو: لُغَهٌ فِیهِ ،أَو هُو (4)الصَّوَابُ ،قالَ الصّاغَانِیُّ ،و هکَذَا هُو فِی الجَمْهَرَهِ بِخَطِّ أَبِی سَهْلٍ الهَرَوِیّ ،و فی نُسْخَهٍ من الجَمْهَرَهِ بخَطِّ الأَرْزَنِیِّ کما ذَکَرْتُ فِی التَّرْکِیبِ الَّذِی قَبْلَ هذا التَّرْکِیبِ أَو هی: الحَزْنُ من الأَرْضِ ،عن السِّیرافیِّ فی شَرْحِ کتابِ سِیبَوَیْهٍ .

جلط

جَلَطَ یَجْلِطُ ،إِذا کَذَبَ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و جَلَطَ أَیْضاً،إِذا حَلَفَ ،هکَذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و سَیَأَتِی فی«ح ل ط »مثل ذلِکَ ،فهو إِمّا تَصْحِیفٌ منه،أَو لُغَهٌ فِیه، فتأَمَّل. و جَلَطَ سَیْفَهُ :سَلَّهُ ،و فی الصّحاحِ :اسْتلَّه.

و قال ابْنُ عَبّادٍ: جَلَطَ رَأْسَهُ یَجْلِطُهُ : حَلَقَهُ ،و هو قَوْلُ الفرّاءِ.

و جَلَط الجِلْدَ عن الظَّبْیَهِ :کَشَطَهُ .

و جَلَط البَعِیرُ بسَلْحِهِ :رَمَی بِهِ (5).

و الجَلِیطَهُ :سَیْفٌ یَنْدَلِقُ من غِمْدِهِ ،یُقال:سَیْفٌ جَلِیطٌ ، أَی دَلُوقٌ .

و الجُلْطَهُ ،بالضَّمِّ :الجُزْعَهُ الخاثِرَهُ من الرّائِبِ .

و اجْتَلَطَهُ من یَدِه: اخْتَلَسَهُ .

و اجْتَلَطَ مَا فِی الإِناءِ :اشْتَفَّهُ ،أَی شَرِبَهُ أَجْمَعَ .

و الجَلُوطُ ،کصَبُورٍ،من النِّساءِ: القَلِیلَهُ الحَیَاءِ ،و فی العُبَابِ ،البَعِیدَهُ من الحَیَاءِ (6).

و جَالَطَهُ :کَابَدَهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و نَابٌ جَلْطَاءُ :رِخْوَهٌ ضَعِیفَهٌ .

و انْجَلَطَ البَعِیرُ:انْجَدَلَ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و فی التَّکْمِلَهِ :أَیْ انْجَرَدَ.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الجِلاَطُ ،بالکَسْرِ:المُکَاذَبَهُ ،کَذَا فی التَّکْمِلَهِ و اللِّسَانِ

ص:212


1- (1) عن اللسان«جرض»و بالأصل«کالجرواص»بالصاد المهمله.
2- (2) و ذکره فی التکمله أیضاً.
3- (3) فی اللسان«جلحظ »:سمعت عبد الرحیم ابن أخی الأصمعی.
4- (6) فی القاموس:«هی»بدل:«هو».
5- (4) التکمله:«و جلط بسلحه:رمی به»و لم یقیده بالبعیر.
6- (5) و فی التکمله:التی لا تستحی.

عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،وقع فی غَیْر نُسخٍ من العُبَابِ :

المُکَابَدَه،و کُلٌّ منهما صَحِیحٌ .

و اجْلَنْطَی :اضْطَجَعَ ،ذکره أَبو حَیّان،و قال:یُرْوَی بالطّاءِ،و الظّاءِ،و الضّادِ.

و قولُ العامّه. جَلْیَطَ الشَّیْ ءُ بمعنَی انْجَرَدَ.صَوابُه:

انْجَلَط .

و جَالَطَهُ :قَرْیَهٌ من إِقلِیم أَدْلبهَ (1)من قُرْطُبَهَ منهَا:أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ حَکَمِ (2)بنِ محمّد،حدَّث بالأَنْدَلُسِ و غَیْرِها،و حجّ سنه 370.و أَخذ عنه أَبُو مُحَمَّد (3)بنُ أَبِی زَیْدٍ بالقَیْرَوانِ ،قُتِلَ بقُرْطُبَهَ شَهِیداً سنه 403.

و قریَهٌ أُخرَی تجَاهَ بَنْزَرْتَ بالقُرْبِ مِن إِفْرِیقیَّهَ ،و هی غیرُ الأُولَی.

جلعط

الجلعطِیطْ ،کخُزَعْبِیلٍ ،أَو کزَنْجَبِیلٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو اللَّبَنُ الرّائِبُ الثَّخِینُ الخَاثِرُ،هکَذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و اقْتَصَر علی الضَّبْطِ الأَوَّل.

جلفط

الجِلْفَاطُ ،بالکَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو سادُّ (4)دُرُوزِ السُّفُنِ الجُدُدِ بالخُیُوطِ و الخِرَقِ .

بالتَّقْیِیرِ ،و قال:ابنُ دُرَیْدٍ:هی لغهٌ شامِیّهٌ .قلتُ :و العامَّهُ یُسَمُّونه القِلْفاط ،بالقَافِ بَدَلَ الجِیم کالجِلِنْفاط ،بکَسْرَتَیْنِ ، و هذِه عن ابْنِ عَبّادٍ، و قد جَلْفَطَهَا جَلْفَطَهً :سَوَّاهَا و قَیَّرَها، و قِیل:أَدْخَلَ بین مَسَامِیرِ الأَلْوَاحِ (5)و خُرُوزِها مُشَاقَهَ الکَتّانِ ، و مَسَحَها بالزِّفْتِ و القَارِ.و قد وَرَدَ ذلِکَ

17- فی الحَدِیثِ : کَتَبَ مُعَاوِیَهُ إِلی عُمَرَ رَضِیَ اللّه عنهما،یَسْأَلُه أَنْ یأْذَنَ له فی غَزْوِ البَحْر،فکَتَب إِلیه:«إِنِّی لا أَحْمِلُ المُسْلِمِینَ علی أَعْوادٍ نَجَرَها النَّجَّارُ،و جَلْفَطَها الجِلْفَاطُ ،یَحْمِلُهم عَدُوُّهم». أَراد بالعَدُوِّ البَحْر،أَو النَّواتِیَّ ؛لأَنَّهُم کانُوا عُلُوجاً یُعَادُون المُسْلِمِینَ ،و أَصْحابُ الحَدِیثِ یَقُولونَ :«جَلْفَظَهَا الجِلْفَاظُ » بالظاءِ المُعْجَمَهِ ،و هو بالطّاءِ المُهْمَلَهِ ،وَ سَیَأْتِی الکلامُ علیهِ فیما بَعْدُ،إِنْ شَاءَ اللّه تعالَی.

جلمط

جَلْمَطَ رَأْسَهُ :حَلَقَهُ ،هکَذَا هو فی سَائِرِ النُّسَخِ بالقَلَم الأَحْمَر،علی أَنَّه مُسْتَدْرَک علی الجَوْهَرِیِّ ، و لیس کذلِکَ ،فإِنَّ الجَوْهَرِیَّ ذَکَرَ فی مادّهِ «ج ل ط »هذا المَعْنَی بعَیْنِهِ ،نقلاً عن الفَرَّاءِ،قال:و المیمُ زَائِدهٌ فکیفَ یَکُونُ مُسْتَدْرَکاً علَیْهِ و هو قد ذَکَره ؟و هذَا غریب،فتَأَمَّلْ .

و العَجَبُ من الصّاغَانِیِّ حیثُ أَهْمَلَ هذَا الحَرْفَ من کتَابَیْهِ ، و أَمَّا صَاحِبُ اللِّسَانِ فإِنَّهُ ذَکَرَهُ هُنَا،و لکِنَّهُ نَبَّهَ علیهِ بأَنّ المِیم زَائِدهٌ فی قَوْلِ الجَوْهَرِیِّ .

جمط

*و مّما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

جمطَایَهُ :قریه بمصر من أَعمال الأُشْمُونَیْن.

جوط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

جُوطَهُ ،بالضَّمِّ :اسمُ نَهرٍ بالمَغْرِب،نَزَلَ علیه الشَّرِیفُ یَحْیَی بنُ القَاسِمِ بنِ إِدْرِیسَ الحَسَنیُّ المُلَقَّب بالعدام، فعُرِفَ به.و أَولادُه الجُوطِیُّون بفاس.و نَوَاحِیه،مَشْهُورُونَ .

فصل الحاءِ مع الطاءِ

حبط

الحَبَطُ مُحَرَّکَهً :آثَارُ الجُرْحِ أَو السِّیَاطِ بالبَدَنِ .و قال الجَوْهَرِیُّ : حَبِطَ الجُرْحُ حَبَطاً ،بالتَّحْرِیکِ ، أَی عَرِب و نُکِسَ .و قال ابنُ عَبّادٍ: حَبِط الجُرْحُ ،إِذَا بَقِیَتْ له آثَارٌ بَعْدَ البُرْءِ،أَو الآثَارُ أَی آثارُ السِّیَاطِ الوَارِمَهُ التی لم تَشَقَّقْ ،فإِنْ تَقَطَّعَتْ و دَمِیَتْ فعُلُوبٌ ،بالضَّمِّ ،و قد تَقَدَّم فی مَوْضِعِهِ ،و هذَا قَوْلُ العَامِریِّ ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قال ابنُ سِیدَه: الحَبَطُ : وَجَعٌ ببَطْنِ البَعِیرِ من کَلاَءٍ یَسْتَوْبِلُهُ ،أَی یسْتَوْخِمُه،کذا فی المُحْکَم. أَو من کَلاَءٍ یُکْثِرُ منه،فتَنْتَفِخُ منه بُطُونُهَا فلا یَخْرُجُ منها شَیْ ءٌ ،و هذَا قَوْلُ الجَوْهَرِیِّ .و قال الأَزْهَرِیُّ :و إِنّما تَحْبَطُ المَاشِیَهُ إِذا لم تَثْلِطْ ،و لم تَبُلْ ،و اعْتُقِل (6)بَطْنُها.و قد حَبِطَ بَطْنُه کفَرِخَ ،

ص:213


1- (1) فی معجم البلدان:من قری قتبانیه قرطبه.
2- (2) فی معجم البلدان«جالطه»:القاسم.
3- (3) معجم البلدان:محمد بن أبی زید.
4- (4) فی التکمله:«الذی یشدّ»و فی اللسان«جلفظ »:«الذی یشدد».
5- (5) کذا بالأصل و الجمهره 385/3 و [1]اللسان،و فی التکمله عن ابن درید: بین المسامیر و الألواح مُشاقه الکتان.
6- (6) فی التهذیب و اللسان:و [2]أُتُطِمَت علیها بطونها.

إِذا انتَفَخَ ، فِیهِنَّ ، یَحْبَط حَبَطاً فهُو حَبِطٌ ،من إِبِلٍ حَبَاطَی و حَبِطَهٍ ،کما فی المُحْکَم. أَو حَبَطُ المَاشِیَهِ : انْتِفَاخُ البَطْنِ عن أَکْلِ الذُّرَقِ و هو الحَنْدَقُوقُ ،یُقَال: حَبِطَت الشّاهُ ، بالکَسْرِ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ ،قال:و منه

16- الحَدِیثُ : «و إِنَّ مِمَّا یُنْبِتُ الرَّبِیعُ مَا یَقْتُلُ حَبَطاً أَو یُلِمُّ ».

و اسمُ ذلِکَ الدّاءِ: حُبَاطٌ ،بالضَّمِّ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و رَوَاه بعضهم بالخَاءِ المُعْجَمَهِ ،من التَّخَبُّط ،و هو الاضْطِرَابُ .

و الحَبَطُ : وَرَمٌ فی الضَّرْعِ أَو غَیْرِهِ ،و الذی فی المُحْکَمِ : الحَبَطُ فی الضَّرْعِ :أَهْوَنُ الوَرَمِ ،و قیل:

الحَبَطُ :الانْتِفاخُ أَیْن کانَ من داءٍ أَو غَیْرِه.و حَبِطَ جِلْدُه:

وَرِمَ .

و من المَجَازِ: حَبِطَ عَمَلُهُ ،کسَمِعَ ،و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و غیرُهُ من الأَئمَّه، و زاد أَبو زَیْدٍ: حَبَطَ عَمَلُه، مثل ضَرَبَ .و حَکَی عن أَعْرَابِیٍّ أَنَّه قرأَ فَقَدْ حَبطَ عَمَلُه ، بفَتْحِ الباءِ قال الأَزْهَرِیُّ :و لم أَسْمَع هذا لغَیْرِه و القِراءَهُ :

فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ (1)بکَسْرِ الباءِ، حَبْطاً بالفَتْح، و حُبُوطاً ، بالضَّمِّ ،نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ ،و مُقْتَضَی سِیَاقِه أَنَّهُمَا مَصْدَرانِ لِحَبِطَ کسَمِع،و الَّذِی فی التَّهْذِیبِ :أَنَّ الحُبُوطَ مَصْدرُ حَبَطَ ،کضَرَبَ ،علی ما نَقَلَه أَبو زَیْدٍ: بَطَلَ ثَوَابُه،کما فی الصّحاحِ .

و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :إِذا عَمِلَ الرَّجُلُ عَمَلاً ثمّ أَفْسَدَه قیل:

حَبِطَ عَمَلُه،و قال ابنُ السِّکِّیتِ :فهو حَبْطٌ ،بسُکُونِ الباءِ، قال الزَّمَخْشَرِیُّ و ابنُ الأَثِیرِ:هو من حَبَطَت الدّابَّهُ حَبطاً ، إِذا أَصابَتْ مَرْعًی طیِّباً فأَفْرَطَتْ فی الأَکْلِ حَتّی تَنْتَفِخَ فتَمُوتَ .

قال الزَّمَخْشَرِیُّ : و منه أَیْضاً: حَبِطَ دَمُ القَتِیلِ إِذا هَدَرَ و بَطَلَ ،و هو من حَدِّ سَمِعَ فقط ،و مُقْتَضَی العَطْفِ أَنْ یکونَ من البَابَیْنَ ،و لیسَ کذلِکَ ،و مَصْدَرُه الحَبَطُ بالتَّحْرِیکِ (2)، و قال الأَزْهَرِیُّ :و لا أَری حَبْطَ العَمَلِ و بُطْلانَه مَأْخُوذاً إِلاّ من حَبَطِ البَطْنِ ؛لأَنَّ صاحِبَ البَطْنِ (3)یَهْلِکُ ،و کذلِکَ عَمَلُ المُنافِقِ [و المشرکِ ] (4)یَحْبَطُ ،غیرَ أَنَّهُم سَکَّنُوا البَاءَ من قوْلهم: حَبِطَ عَمَلُه یَحْبَطُ حَبْطاً ،و حَرَّکُوها من حَبِطَ بَطْنُه حَبَطاً ،کذلِکَ أُثْبِتَ لنا عن ابْنِ السِّکِّیتِ و غیرِه.

و مِن المَجَازِ: أَحْبَطَهُ اللّه تَعَالی،أَی أَبْطَلَهُ ،و قد جاءَ فی الحَدِیثِ هکذا،و فی التَّنْزِیلِ العزِیزِ: فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (5)قیل:أَفْسَدَها،و قیلَ :أَبْطَلَها،و تقُولُ :إِنْ عَمِل عَمَلاً صالِحاً أَتْبَعَهُ ما یُحْبِطُه ،و إِنْ أَرْسَلَ کَلِماً طَیِّباً أَرْسَلَ خَلْفَه ما یُهْبِطُه.

و عن أَبِی عَمْرٍو: أَحْبَطَ ماءُ الرَّکِیَّه ،إِذا ذَهَب ذَهَاباً لا یَعُودُ کما کان.

و أَحْبَطَ عن فُلانٍ :أَعْرَضَ ،یُقال:قد تَعَلَّق بهِ ثُمَّ أَحْبَطَ عنه،إِذا تَرَکَه و أَعْرض عنه.عن أَبِی زَیْدٍ.

و الحَبْطَهُ ،بالفَتْح: بَقِیَّهُ الماءِ فی الحَوْضِ ،عن ابنِ عَبّادٍ، أَو الصَّوابُ الخِبْطَهُ ، بالخَاءِ المُعْجَمه و بالکَسْرِ ، و أَجازَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ فتْحَها،کما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و سَیُذْکَرُ فی مَحَلِّه.

و الحَبَنْطَاهُ :القَصِیرَهُ الدَّمِیمَهُ البَطِینَهُ ،و یُرْوَی بالهَمْزِ.

و الحَبَنْطَی :القَصِیرُ الغَلِیظُ (6)،کما فی الصّحاحِ .

و حکی اللِّحْیَانِیُّ عن الکِسائِیِّ :رجلٌ حَبَنْطًی ،مقصورٌ، و حِبَنْطًی ،مَکسورٌ،و حَبَنْطَأٌ ،و حَبَنْطأَهٌ ،أَی المُمْتَلِیءُ غَیْظاً، أَو بِطْنَهً ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ للرّاجِزِ:

إِنِّی إِذَا أَنْشَدْتُ لا أَحْبَنْطِی

و لا أُحِبُّ کَثْرَهَ التَّمَطِّی

و قد یُهْمَزُ ،و أَنْشَدَ:

ما لَکَ تَرْمِی بالخَنَی إِلَیْنَا (7)

مُحْبَنْطِئاً مُنْتَقِماً عَلَیْنا

و قد تَرْجَمَ الجَوْهَریُّ علی« حَبْطَأَ »و صَوابُه أَنْ یُذْکَرَ فی « حبط »لأَنَّ الهَمْزَهَ زائِدَهٌ لیست بأَصْلیّه،و قد احْبَنْطَأْتُ و احْبَنْطَیْت ،و کلُّ ذلِکَ من الحَبَط الَّذِی هُو الوَرَمُ ،و لذلِکَ حُکِم علی نُونِه و هَمْزَتهِ أَو یائِه أَنَّهما مُلْحِقَتَانِ له ببِنَاءِ سَفَرْجَل.

ص:214


1- (1) سوره المائده الآیه 5. [1]
2- (2) ضبطت فی التهذیب و اللسان، [2]بالقلم،حبْطاً بسکون الباء.
3- (3) الأصل و اللسان،و [3]فی التهذیب:صاحب الحبط .
4- (4) زیاده عن التهذیب.
5- (5) من الآیه 9 و من الآیه 28 من سوره محمد. [4]
6- (6) فی الصحاح:القصیر البطین.
7- (7) عن اللسان و [5]بالأصل«علینا».

قال الجَوْهَرِیُّ :فإِن حَقَّرْتَ فأَنْتَ بالخِیَارِ،إِنْ شِئْتَ حَذَفْتَ النُّونَ و أَبْدَلْت من الأَلِفِ یاءً،فقُلْتَ : حُبَیْطٍ ،بکسرِ الطّاءِ مُنَوّناً،لأَنَّ الأَلِفَ لیست للتَّأْنِیثِ فیُفْتَح ما قَبْلها،کما یُفْتَح فی تَصْغِیرِ حُبْلَی و بُشْرَی،و إِنْ بَقَّیْتَ النُّونَ و حَذَفْتَ الأَلِفَ قُلْتَ : حُبَیْنِطٌ ،و کذلِکَ کُلُّ اسْمٍ فیه زِیَادَتانِ للإِلْحاقِ ،فاحْذِفْ أَیَّتَهُمَا شِئْتَ ،و إِن شِئْتَ عَوَّضْتَ من المَحْذُوفِ فی المَوْضِعَیْنِ ،و إِن شِئْتَ لم تُعَوِّضْ .فإِنْ عَوَّضْتَ فی الأَوّلِ قُلتَ : حُبَیِّطٍ ،بتَشْدِیدِ الیاءِ و الطّاءِ مکسورهٌ ،و قُلْتَ فی الثّانِی: حُبَیْنِیطٌ ،و کذلِکَ القَوْلُ فی عَفَرْنَی.انتهی.و نَقَل الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ هذِه العِبَارَهَ بعَینِهَا.

و الحَبِطُ ،ککَتِفٍ و یُحَرَّکُ ،و الَّذِی فی الصِّحاحِ :

بالتَّحْرِیکِ و الفَتْح،و هو الحَارِثُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ ،کما فی الصّحاحِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الحَارِثُ بنُ مالِکِ بنِ عَمْرِو بن تَمِیمٍ فزادَ مالِکاً بینَ الحارِث و عَمْرو.و فی أَنْسَابِ أَبی عُبَیْدٍ مثلُ ما للجَوْهَرِیِّ (1)،و اخْتُلِفَ فی سَبَبِ تَلْقِیبِه إِیّاه،فقیل:لأَنَّه کانَ فی سَفَرٍ فأَصَابَهُ مِثْلُ الحَبَط الذِی یُصِیبُ المَاشِیَهَ ،کما فی الصّحاحِ .و قال ابنُ الکَلْبِیّ :کان أَکَلَ طَعَاماً فأَصَابَهُ منه هَیْضَهٌ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:کان أَکَل صَمْغاً فحَبِطَ عنه- و یُسَمَّی (2)بَنُوه الحَبِطَاتِ ،بفتحِ الباءِ و بکَسْرِهَا، و النِّسْبَهُ إِلَیْهِم،کذَا فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ (3)،و فی بَعْضِهَا:إِلَیْه، حَبَطِیٌّ مُحَرَّکهً ،کالنِّسْبَهِ إِلی بَنِی سَلِمَهَ ،و بَنِی شَقِرَهَ ،فتقول:سَلَمِیٌّ و شَقَرِیّ ،بفتح الّلامِ و القافِ ،و ذلِکَ لأَنَّهُم کَرِهُوا کَثْرَهَ الکَسَرَاتِ ففَتَحُوا، أَی و القِیَاسُ الکَسْرُ.

و قِیلَ : الحَبَطَاتُ :الحارِثُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ ، و العَنْبَرُ بنُ عَمْرو،و القُلَیْبُ بنُ عَمْرٍو،و مازِنُ بنُ مالِکِ بن عَمْرٍو.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و لَقِیَ دَغْفَلٌ رجلاً،فقَال له:مِمَّنْ أَنْتَ ؟قال:مِنْ بَنِی عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ .قال:إِنَّمَا عَمْرٌو عُقَابٌ جاثِمَه، فالحَبِطاتُ عُنُقُهَا،و القُلَیْبُ رأْسُهَا،و أُسَیِّدٌ و الهُجَیْمُ جَنَاحَاها،و العَنْبَرُ جِثْوَتُهَا،و مَازِنٌ مِخْلَبُهَا،و کَعْبٌ ذَنَبُهَا.یَعِنی بالجثْوَهِ بَدَنَها (4).قلتُ :و هذَا هو الَّذِی صَرَّحَ به النَّسّابهُ ،و الهُجَیْمُ و أُسَیِّدٌ هُمَا إِخْوَهُ العَنْبَرِ،و کَعْبٌ ، و القُلَیْبُ ،و أُلَیْهَهُ ،و کذلِکَ بَنُو الهُجَیْم الخَمْسَهُ :عامِرٌ و سَعْدٌ و رَبِیعَهُ و أَنْمَارٌ و عَمْرو (5)،یُعْرَفُون بالحَبِطاتِ .

و المُحْبَوْبِطُ :الجَهُولُ السَّرِیعُ الغَضَبِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و الحَبَطِیطَهُ ،مُحَرَّکَهً ، کحَمَصِیصَهٍ :الشَّیْ ءُ الحَقِیرُ الصَّغِیرُ .

و یُقَال: احْبَنْطَی الرَّجُلُ ،إِذا انْتَفَخَ بَطْنُهُ و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ فی السِّقْطِ : «یَظَلُّ مُحْبَنْطِئاً علی باب الجَنَّهِ ». یُرْوَی بالهَمْزِ و بِغَیْرِ الهَمْزِ،و قال أَبُو زَیْدٍ: المُحْبَنْطِئُ ،مهموزٌ و غیرُ مَهْمُوز:المُمْتَلِئُ غَضَباً،و قال غیرُه فی تَفْسِیرِ الحَدِیث:

المُحْبَنْطِی ،هو المُتَغَضِّبُ ،و قیل:هو المُسْتَبْطِیءُ للشَّیْ ءِ، و بالهَمْزِ:العَظِیمُ البَطْنِ .و قال ابنُ الأَثِیرِ: المُحْبَنْطِئُ ، بالهَمْز و تَرْکِه:المُتَغَضِّبُ المُسْتَبْطِیءُ للشَّیْ ءِ،و قِیلَ :هو المُمْتَنِعُ امْتِنَاعَ طَلَبٍ لا امْتِنَاعَ إِباءٍ.و حکَی ابنُ بَرِّیّ :

المُحْبَنْطِی ،بغیرِ همْزٍ:المُتَغَضِّبُ ،و بالهَمْزِ:المُنْتَفِخُ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَحْبَطَه الضَّرْبُ :أَثَّرَ فیه.

و إِبِلٌ حَبَطَهٌ ،مُحَرَّکهً ،کحَبَاطَی،نَقَلَه ابنُ سِیدَه.

و الحَبَطُ ،مُحَرَّکهً :اللَّحْمُ الزّائِدُ علی النُّدُوب،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و حَبِط ماءُ البِئْرِ،کفَرِحَ :مثلُ أَحْبَطَ ،قال:

فحَبِطَ الجَفْرُ و ما إِنْ جَمَّا

و یُقَال:فَرَسٌ حَبِطُ القُصَیْرَی،إِذا کان مُنْتَفِخَ الخاصِرَتَیْنِ ،و منه قَوْلُ [النابغه]الجَعْدِیِّ :

فَلِیقُ النَّسَا حَبِطُ المَوْقِفَیْ

نِ یَسْتَنُّ کالصَّدَعِ الأَشْعَبِ (6)

ص:215


1- (1) الذی فی اللسان:«الحارث بن مازن بن عمرو بن تمیم».و فی التهذیب:الحارث بن مازن بن عمرو بن تمیم.
2- (2) عن القاموس و بالأصل«و تسمی».
3- (3) و هو فی الصحاح المطبوع.
4- (4) فی اللسان: [1]بدنها و رأسها.
5- (5) فی جمهره ابن حزم ص 209 [2] ولد الهجیم بن عمرو بن تمیم:عمرو و سعد و ربیعه و أنمار بن عوف بن محارب بن مر-قال:و قد ذکرنا أنه انتسب إلیه فقیل:أنمار بن الهُجیم.
6- (6) عجزه فی المعانی الکبیر لابن قتیبه 152/1. یستن کالتیس فی الحلب -

و لا یَقُولُون: حَبِطَ الفَرَسُ ،حتّی یُضِیفُوه إِلی القُصَیْریَ ، أَو إِلی الخَاصِرَهِ ،أَو إِلی المَوْقِفِ ؛لأَنَّ حَبَطَه :انْتِفَاخُ بَطْنِه،نَقَلَه ابنُ سِیدَه و الزَّمَخْشرِیُّ .

و رجُلٌ حِبَنْطًی ،بالکَسْرِ مقصُورٌ:لغهٌ فی حَبَنْطًی ، بالفَتْحِ ،حَکَاهُ اللِّحْیانِیُّ عن الکِسائِیِّ .

و المُحْبَنْطِی :اللاّزِقُ بالأَرْضِ .

و حَبَطَهُ ،مُحَرَّکَهً :ابن للفَرَزْدَقِ ،و هو أَخُو کَلَطَهَ و لَبَطَهَ ، و قد ذَکَرَه المُصَنّفُ فی«ل ب ط »اسْتِطْراداً.

حثط

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الحَثَطُ ،بالثَّاءِ المُثَلَّثَهِ ،کالغُدَّهِ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عن أَبِی یُوسُفَ السِّجْزِیِّ قال.

أَتَی بهِ فی وَصْفِ ما فِی بُطُونِ الشّاءِ،و لا أَدْرِی ما صِحَّتُه.

حشط

الحَشْطُ ،بالشِّین المُعْجَمَهِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ سِیدَه،و نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ خَاصَّهً عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، قال:هو الکَشْطُ ،کذا فی اللِّسانِ و العُبابِ و التَّکْمِلَه.

حطط

الحَطُّ :الوَضْعُ ،کالاحْتِطاطِ ،یُقَال: حَطَّهُ یَحُطُّهُ حَطّاً ،و احْتَطَّه ،و أَنْشَدَ الخارْزَنْجِیُّ :

أَیْقَنْتُ أَنّ فارِسَاً مُحْتَطِّی

أَی یَحُطُّنِی عن سَرْجِی،و صَدْرُه یَأْتِی فی«ح ق ط » و فی«ه ق ط »و المُرادُ بالوَضْع وَضْعُ الأَحْمال،تَقُولُ :

حَطَطْتُ عنْها،و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ: «إِذا حَطَطْتُم الرِّحالَ فشُدُّوا السُّرُوجَ ». أَی إِذا قَضَیْتُم الحَجَّ ،و حَطَطْتم رِحَالَکم عن الإِبِلِ ،و هی الأَکْوارُ و المَتَاعُ ،فشُدُّوا السُّرُوجَ علی الخَیْلِ للغَزْوِ.و کُلُّ ما أُنْزِل عن ظَهْرٍ،فقد حُطَّ ،و قال الجَوْهَرِیُّ :

حَطَّ الرَّحْلَ و السَّرْجَ و القَوْسَ ،و حَطَّ ،أَی نَزَلَ .

و من المَجَازِ: الحَطُّ فی السِّعْر: الرُّخْصُ فیه، کالحُطُوطِ ،بالضَّمِّ ،یُقال: حَطَّ السِّعْرُ یَحُطُّ حَطّاً و حُطُوطاً :

رَخُصَ ،و کذلِکَ قَطَّ السِّعْرُ فهو مَحْطُوطٌ و مَقْطُوطٌ ،و سَیَأْتِی قَطَّ فی محلّه.

و الحَطُّ : الحَدْرُ من عُلْوٍ إِلی سُفْلٍ ، حَطَّهُ یَحُطُّهُ حَطًّا :

حَدَرَه،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

مِکَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً

کجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّیْلُ من عَلِ

و الحَطُّ : صَقْلُ الجِلْدِ و نَقْشُهُ و سَطْرُهُ بالمِحَطِّ و المِحَطَّهِ ، بکَسْرِهِمَا،لِمَا یُوشَمُ بهِ و قِیل: المِحَطَّهُ :اسمٌ لحَدِیدَهٍ تکونُ مع الخَرّازِینَ یَنْقُشُونَ بِهَا الأَدِیمَ ،کما قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و فی الأَسَاسِ :یکونُ للمُجَلِّدِ و غَیْرِه،و فی التَّهْذِیبِ :هی مَحْدُودَهُ 1الطَّرَفِ من أَدَواتِ النَّطّاعِینَ الَّذِین یُجَلِّدُونَ الدَّفَاتِرَ.و فی العُبَابِ : المِحَطُّ :المِصْقَلَه،و هی:حَدِیدَهٌ یُصْقَلُ بِهَا الجِلْدُ لیَلِینَ و یَحْسُنَ .

أَو المِحَطَّهُ : خَشَبَه مُعَدَّه لذلِکَ أَی لصَقْلِ الجِلْدِ حتَّی یَلِینَ و یَبْرُقَ .و فی بعضِ النُّسَخِ :مُعَدِّلَه،و هو غَلَطٌ و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب رَضِی اللّه عَنْهُ ،و ذَکَر کِبَرَ سِنِّه:

فُضُولٌ أَرَاهَا فی أَدِیمِیَ بَعْدَمَا

یَکُونُ کَفَافَ اللَّحْمِ أَو هُوَ أَجْمَلُ

کَأَنَّ مِحَطًّا فی یَدَیْ حَارِثِیَّهٍ

صَنَاعِ عَلَتْ مِنّی به الجِلْدَ من عَلُ

و صَدْرُ البَیْتِ من العُبَابِ .

و اسْتَحَطَّه وِزْرَهُ :سَأَلَهُ أَنْ یَحُطَّهُ عَنْهُ .إِنْ کان المُرَادُ بالوِزْرِ الحِمْلَ فهو علی حَقِیقَتِه،و إِنْ کَانَ مَعْنًی من المَعَانِی فهو مَجَازٌ.

و الاسمُ : الحِطَّهُ ،و الحِطِّیطَی ،بکَسْرِهِمَا .و حُکِیَ أَنّ بَنی إِسرائیلَ إِنَّمَا قِیلَ لَهُم: وَ قُولُوا حِطَّهٌ 2لِیَسْتَحِطُّوا بذلِکَ أَوْزَارَهُم فتُحَطّ عنهم.و سَأَله الحِطِّیطَی ،أَی الحِطَّه .

و الحَطَاطَهُ ،بالفَتْح،و الحُطَائِطُ ،بالضَّمِّ ،و الحَطِیطُ ، کأَمِیرٍ: الصَّغِیرُ من النّاسِ و غَیْرِهِم.الثّانِیَهُ عن أَبی عَمْروٍ، و أَنْشَدَ:

و الشَّیْخُ مثلُ النَّسْرِ و الحُطَائِطِ

و النِّسْوَهِ الأَرَامِلِ المَثَالِطِ

ص:216

و أنْشَدَ قُطْرُبٌ :

إِنَّ حِرِی حُطَائِطٌ بُطَائط

و قد تَقَدَّم أَنّ بُطَائطاً إِتْبَاعٌ لحُطَائِطٍ ،و هو مَجَازٌ.و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی ذِکْرِ الثّانِیَهِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:یُقَال للشَّیْ ءِ إِذا استَصْغَرُوه حَطَاطَه ،قال أَبُو حاتِمٍ ،هو عَرَبِیٌّ مُسْتَعْمَلٌ .

و من المَجَازِ: أَلْیَهٌ مَحْطُوطَهٌ أَی لا مَأْکَمَهَ لَهَا ،کأَنَّما حُطَّت بالمِحَطِّ .

و من المَجَازِ: المُنْحَطُّ من المَنَاکِبِ :المُسْتَفِلُ الَّذِی لَیْسَ بمُرْتَفِعٍ و لا مُسْتَقِلٍّ ،و هو أَحْسَنُهَا .

و الحَطَاطُ ،کسَحَابٍ :البَثْرُ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و قِیلَ شِبْهُ البَثْرِ،و فی المُحْکَمِ :مثلُ البَثْر یَخْرُجُ فی بَاطِنِ الحُوقِ أَو حَوْلَهُ ،و هذا عن الجَوْهَرِیُّ ،و نَصُّه: الحَطَاطُ :شَبِیهٌ بالبُثُورِ یکونُ حَوْلَ الحُوقِ .و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ لزِیَادِ الطَّمَّاحِیّ :

قامَ إِلی عَذْرَاءَ بالغُطَاطِ

یَمْشِی بمِثْلِ قائمِ الفُسْطَاطِ

بمُکْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذی حَطَاطِ

قال ابنُ بَرّیّ :الَّذِی رَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو:

«بِمُکْرَهِفِّ الحُوقِ »..

أَی بمُشْرِفِه،و بَعْدَه:

هامَتُه مثْلُ الفَنِیقِ السَّاطِی

نِیطَ بِحَقْوَیْ شَبِقٍ شِرْوَاطِ

فبَکَّهَا مُوَثَّقُ النِّیاطِ

ذُو قُوَّهٍ لیسَ بذی وَبَاطِ

فدَاکَهَا دَوْکاً علی الصِّرَاطِ

لیسَ کَدَوْکِ بَعْلِهَا الوَطْوَاطِ

و قَامَ عَنْهَا و هْو ذُو نَشَاطِ

و لُیِّنَتْ من شِدَّه الخِلاَطِ

قد أَسْبَطَتْ و أَیَّمَا إِسْبَاطِ

و قال الرّاجِزُ:

ثُمَّ طَعَنْتُ فی الجَمِیشِ الأَصْفَرِ (1)

بذِی حَطَاطٍ مثْلِ أَیْرِ الأَقْمَرِ

قال الجَوْهَرِیّ : و رُبَّمَا کانَتْ فی الوَجْه تَقِیحُ و لا تُقَرِّحُ ، و منه قولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

و وَجْهٍ قد جَلَوْتُ أُمَیْمَ صَافٍ

کقَرْنِ الشَّمْسِ لیسَ بذِی حَطَاطِ

هکَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ .قلتُ :و الَّذِی رَوَاهُ السُّکَّرِیُّ :

و وَجْهٍ قد طَرَقْتُ أُمَیْمَ صَافٍ

أَسِیلٍ غَیْرِ جَهْمٍ ذِی حَطَاطِ (2)

کما قَرَأْتُه فی الدِّیوَانِ ،و هکَذَا أَنْشَدَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و فی غیرِهِمَا من کُتُب اللّغَه مثل،ما رَوَاه الجَوْهَرِیُّ ، الوَاحِدَه حَطَاطَهٌ ، بهَاءٍ ،و قال أَبُو زَیْدٍ:الأَجْرَبُ العَیْن:الذِی تَبْثُر عَیْنُه و یَلزمُهَا (3)الحَطَاطُ ،و هو الظَّبْظَابُ ، و الجُدْجُدُ (4).

و الحَطَاطُ أَیْضاً: زُبْدُ اللَّبَنِ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و ابنُ دُرَیْدٍ، کأَنَّهُ سُمِّیَ به لکَوْنِه یُحَطُّ عنه،أَی یُحَتُّ .

و قِیلَ : الحَطَاطُ من الکَمَرَهِ :حُرُوفُهَا ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه.

و قد حَطَّ وَجْهُهُ یَحُطُّ : خَرَجَ به الحَطَاطُ ،أَی البَثْرُ، أَو حَطَّ : سَمِنَ وَجْهُهُ ،و قیل: تَهَیَّجَ ، کأَحَطَّ فِیهِنَّ ،أَی فی المَعَانِی الثَّلاثَهِ .

و من المَجَازِ: حَطَّ البَعِیرُ حِطَاطاً ،بالکَسْرِ ،إِذا اعْتَمَدَ فی الزَّمَامِ علی أَحَدِ شِقَّیْهِ ،قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :

برَأْسٍ إِذا اشْتَدَّتْ شَکِیمَهُ وَجْهِه

أَسَرَّ حِطَاطاً ثُمَّ لاَنَ فبَغَّلاَ

و قال الشَّمّاخ:

إِذا ضُرِبَتْ علی العِلاّتِ حَطَّتْ

إِلَیْک حِطَاطَ هَادِیَهٍ شَنُونِ (5)

هکَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ، کانْحَطَّ انْحِطاطاً ،یُقَالُ :نَجِیبَهٌ مُنْحَطَّهٌ فی سَیْرِهَا: حَطَّتْ فِی سَیْرِهَا،و انْحَطَّت ،أَی اعْتَمَدَت،و قَال أَبو عَمْرٍو:أَی أَسْرَعَت.

ص:217


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«الأصغر».
2- (2) دیوان الهذلیین 23/2 و فی شرحه قال:یرید صافی البشره أسیل: سهل لم یکثر لحمه حتی یتبثر.
3- (3) الأصل و اللسان و [2]فی التهذیب:یلازمها.
4- (4) فی اللسان:و [3]الحد حد،و الأصل کالتهذیب.
5- (5) الهادیه:الأتان الوحشیه المتقدمه فی سیرها.و الشنون:التی بین السمینه و الهزیله،عن اللسان. [4]

و من المَجَازِ: حَطَّ فی الطَّعَامِ ،أَی أَکَلَهُ ،و فی الأَسَاس:أَی أَکْثَرَ منه، کحَطَّطَ تَحْطِیطاً ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.

و حُطَّ البَعِیرُ،بالضَّمِّ :طَنِیَ ،کما فی العُبَاب،و هو نصُّ اللِّحْیَانِیِّ .و یُقَال أَیْضاً: حُطَّ عَنْه:إِذَا طَنِیَ فَالْتَوَتْ ،و فی اللِّسَان:فالْتَزَقَت رِئَتُهُ بجَنْبهِ فحَطَّ الرَّحْلَ عن جَنْبِهِ بسَاعِدِه دَلْکاً علی حِیَالِ الطَّنَی حتَّی یَنْفَصِلَ عن الجَنْبِ ،زاد اللِّحْیَانِیُّ :و ذلِکَ أَنْ یُضْجَعَ علی جَنْبِه ثُمَّ یُؤْخَذَ وَتِدٌ فیُمَرَّ علی أَضْلاعِهِ إِمْرَاراً لا یُخْرِقُ ،و هذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.

و الحُطَاطُ ،بالضَّمِّ :الرّائِحَهُ الخَبِیثَهُ .

و یَحْطُوطٌ ،کیَعْسُوب، وَادٍ،م مَعْرُوفٌ ،قال العَبّاسُ بنُ تَیَّحَانَ البَوْلانیُّ :

و لا أُبَالَی یا أَخَا سَلِیطِ

أَلاَّ تَغَشَّی (1)جَانِبَیْ یَحْطُوطِ

و الحَطَاطَهُ ، کسَحَابَهٍ :الجَارِیَهُ الصَّغِیرَهُ ،و هو مَجَازٌ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: کُلُّ شَیْ ءٍ یُسْتَصْغَرُ یُقَال له: حَطَاطَهٌ ، قال أَبو حاتِمٍ :هو عَرَبِیٌّ مُسْتَعْمَلٌ .

و حَطْحَطَ الشَّیْ ءُ: انْحَطَّ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و حَطْحَطَ فی مَشْیِه و عَمَلِه: أَسْرَعَ ،عن ابْن دُرَیْدٍ.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الحُطُطُ ،بضَمَّتَیْنِ :الأَبْدانُ النّاعِمَهُ ،و هو مَجَازٌ،کأَنَّهَا حُطَّت بالمِحَطِّ ،أَی صُقِلَت.

و قال أَیْضاً: الحُطُطُ : مَرَاکِبُ السِّفَلِ ،هکذا وُجِدَ فی نُسَخِ النَّوَادِرِ أَو الصَّوابُ :مَرَاتِبُ السِّفَلِ ،کما حَقَّقَهُ الأَزْهَرِیُّ (2)،وَاحِدَتُهَا حِطَّه ،و هی نُقْصَانُ المَرْتَبَهِ ،و هو مَجَازٌ.

و الحَطِیطَهُ :ما یُحطُّ من الثَّمَنِ فیُنْقَصُ منه،اسمٌ من الحَطِّ ،و الجمعُ : الحَطَائطُ ،و هو مَجَازٌ یُقَال: حَطَّ عنه حَطِیطَهً وَافِیَهً .

و الحُطَیِّطَهُ مُصَغَّرَهً :السُّرْفَهُ ،و کذلِک البُطَیِّطَهُ ،کما تقدّم،أَو هذِه إِتْبَاعٌ له.

و الأَحَطُّ :الأَمْلَسُ المَتْنَیْنِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قولُه تَعالی: وَ قُولُوا حِطَّهٌ نَغْفِرْ لَکُمْ خَطایاکُمْ (3)قال ابنُ عَرَفَهَ : أَی قُولوا حُطَّ عَنَّا ذُنُوبَنا ،و فی الصّحاحِ :

أَوْزَارَنَا.

أَو مَسْأَلتُنا حِطَّهٌ ،قاله أَبُو إِسحَاقَ ، أَی نَسْأَلُکَ أَنْ تَحُطَّ عَنَّا ذُنُوبَنَا ،قالَ :و کَذلِکَ القِرَاءَهُ ،و فی الصّحاحِ و یُقَال:

هی کلمهٌ أُمِرَ بها بَنُو إِسرائیلَ ،لو قالُوهَا لَحُطَّتْ أَوْزَارُهم.

قلتُ :و هی کَلِمَهُ لا إِلهَ إِلاّ اللّه،کما قالَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ ، و قرأ ابنُ أَبی عَیْلَهَ ،و طَاوُوسٌ الیَمَانیُّ «و قُولُوا حِطَّهً » بالنَّصْبِ ،و فِیه وَجْهَان،أَحَدُهُمَا:إِعْمَالُ الفِعْلِ فِیها و هُو قُولُوا،کأَنَّهُ قال:و قُولُوا،کَلِمَهً تَحُطُّ عَنْکُم أَوْزَارَکُم، و الثانی:أَنْ تُنْصَبَ عَلَی المَصْدَرِ بمَعْنَی الدُّعاءِ و المَسْأَلَهِ ، أَی احْطُط اللَّهُمَّ أَوْزَارَنا حِطَّهً ،قال ابنُ عَرَفَهَ :و کان قَدْ طُؤْطِئَ لَهُم البابُ لیَدْخُلُوه سُجَّداً، فَبَدَّلُوا قَوْلاً غَیْر ذلِکَ و قَالُوا:هِطَّا سُمْهَأَثَا،أَی حِنْطَهٌ حَمْرَاءُ ،قال الصّاغَانِیُّ :کذلِکَ قال السُدِّیُّ و مُجَاهِدٌ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :قِیلَ لَهُم:قُولُوا حِطَّه ،فقالُوا حِنْطَه شمقایا (4)، أَی:حِنْطَه جَیِّدَهٌ .و قال الفَرّاءُ،فی قَوْلِه تَعالَی وَ قُولُوا حِطَّهٌ یُقَال،و اللّه أَعلم:قُولُوا ما أُمِرْتُم به حِطَّهٌ أَی هی حِطّه فخالَفُوا إِلی کلام بالنَّبَطِیّه.و روی سَعِیدُ بنُ جُبَیْر عن ابن عبّاس فی قوله وَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً قال:رُکَّعاً، وَ قُولُوا حِطَّهٌ :مَغْفِرَهَ ،قالوا:حِنْطَهٌ و دَخَلُوا علی أَسْتَاهِهِمْ فذلِکَ قولُه: فَبَدَّلَ الَّذِینَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَیْرَ الَّذِی قِیلَ لَهُمْ (5).

و هِیَ أَی الحِطَّهُ أَیْضاً:اسمُ رَمَضَانَ فی الإِنْجِیلِ أَو غَیْرِهِ من الکُتُبِ ؛لأَنَّه یَحُطُّ من وِزْرِ صائِمِیه،هکَذَا نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ و قال:سمعتُ هکذا،و اسْتَعْمَلَ المُصَنِّفُ هُنَا رَمَضَانَ من غیرِ إِضافَهٍ إِلی شَهْر،و هو فی التَّهْذِیبِ .سَمِعْتُ أَنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ إِلی آخِرِه،و قد تَقَدَّمَ البحثُ فی ذلِکَ .

16- و فی الحَدِیث: «من ابْتَلاَهُ اللّه ببَلاءٍ فی جَسَدِه فهو لَهُ حِطَّهٌ ». أَی

ص:218


1- (1) فی التکمله:ألاّ تعشی.
2- (2) الذی فی التهذیب:«مراکد السفل و الأصل کاللسان و التکمله نقلاً عن الأزهری.
3- (3) من الآیه 58 من سوره البقره. [1]
4- (4) فی التهذیب:سَمَقاتا.
5- (5) من الآیه 59 من سوره البقره. [2]

تُحَطُّ عنه خَطَایاهُ و ذُنُوبُه،و هی فِعْلَهٌ من حَطَّ الشَّیْ ءَ یَحُطُّهُ ، إِذا أَنْزَلَه و أَلْقاه.

و رَجُلٌ حَطَوْطَی ،کحَبَرْکَی:نَزِقٌ ،عن ابْنِ عَبّادٍ،و هو مَجَازٌ.

و الحَطُوطُ ،کصَبُورٍ:النّاقَهُ النَّجِیبَهُ السَّرِیعَهُ ،و قد حَطَّت فی سَیْرِهَا،قال النّابِغَهُ الذُبْیَانیّ :

فمَا وَخَدَتْ بمِثْلِک ذَاتُ غَرْبٍ

حَطُوطٌ فی الزِّمَامِ و لا لَجُونُ

و کذلِکَ المُنْحَطَّه .

و حِطِّینُ ،کسِجِّین:ه،بالشامِ بین أُرْسُونَ و قَیْسَارِیَهَ ، فیها قَبْرُ شُعَیْبٍ عَلَیْه السَّلامُ (1)و مِنْ هذِه القَرْیَهِ هَیّاجُ بنَ عُبَیْدٍ الحِطِّینِیُّ مُفْتِی الحَرَمِ ،قُتِل صَبْراً علی السُّنَّهِ سنه 473 (2)و الحِطَّانُ ،بالکَسْرِ:التَّیْسُ .

و حِطَّانُ : وَالِدُ عِمْرَانَ الشّاعِرِ .

و حِطَانُ بنُ عَوْف:شاعِرٌ أَیْضاً،و هو الَّذِی شَبَّبَ الأَخْنَسُ بنُ شِهَاب التَّغْلبیُّ بابْنَتِه فَقَالَ :

و قال ابنُ عَبّادٍ: حِرٌ حُطَائِطٌ بُطائطٌ ،أَی ضَخْمٌ ،و أَنْشَدَ قُطْرُب:

إِنّ حِرِی حُطَائطٌ بُطَائط

و قد تَقَدَّم.

و الحُطَائِطُ أَیْضاً:الصَّغِیرُ القَصیرُ مِنَّا ،و قد تَقَدَّم الحُطَائِطُ بمعنَی الصَّغِیرِ،و هو نصُّ الجَوْهَرِیّ .و زاد هُنَا القَصِیرَ،و هو بمَعْنَاه،و قَوْلُه:مِنّا،أَی من النّاسِ و قد عَمَّمَهُ (3)أَبو عَمْرٍو،فقال:مِن النّاس و غَیْرِهِم،و أَنْشَدَ:

و الشّیخُ مثلُ النَّسْرِ و الحُطَائطِ

و قد تَقَدَّم.

و حُطائِطُ بنُ یَعْفُرَ النَّهْشَلِیُّ هو أَخَو الأَسْوَدِ بنِ یَعْفُرَ الشاعِر،نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و الحُطَائطُ : ذَرَّهٌ صَغِیرَهٌ حَمْرَاءُ،الوَاحِدَهُ بهاءٍ ،هذا هو الصَّوابُ و قَوْلُ بَعْضِهم یَعْنِی به ابنَ عَبّادٍ صاحبَ المُحِیط :

بُرَّهٌ حَمْرَاءُ صغیرَهٌ ، وَهَمٌ نَبَّه علیه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ، و أَوْرَدَه فی التَّکْمِلَهِ هکَذَا،و لم یُنَبِّه عَلَی الوَهَم.قلتُ :

و وَقَعَ فی نُسْخَهِ اللّسَان:بَثْرَهٌ حَمْرَاءُ صَغِیرَه،و المادَّهُ لا تُخَالِفُه،فتأَمّل، و منه قَوْلُ صِبْیَانِهِم ،أَی من الحُطَائِطِ بمعْنَی الذَّرَّه،و أَوْرَدَ هذا الکَلامَ بطَرِیقِ الاسْتِدْلالِ لِما ذَهَبَ إِلیه من تَوْهِیمِ ابنِ عَبّادٍ،قال الأَزْهَرِیُّ :تقولُ صِبْیَانُ الأَعْرَابِ فی أَحاجیهِمْ :ما حُطَائِطٌ بُطائط ،تَمِیسَ (4)تَحْتَ الحائِط؟یَعْنُون بِه الذَّرَّ .

و من المَجَازِ: اسْتَحَطَّنِی من ثَمَنِه شَیْئاً ،أَی اسْتَنْقَصَنِیْه و طَلَب مِنّی حَطِیطَهً .

قال الصّاغَانِی:و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی إِنْزَالِ الشِّیءِ من عُلْوٍ.و قد شَذَّ عنه الحَطَاطُ :البَثْرَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکَ علیه:

الانْحِطَاط :مُطَاوِعُ حَطَّ الرَّحْلَ و السَّرْجَ ،یُقَالُ : حَطَّهُ فانْحَطَّ .

و الانْحِطَاطُ :الانْحِدَارُ،و الإِدْبَارُ،و الاضْمِحْلال،و فِیهِمَا مَجَاز.

و المَحَطُّ :المَنْزِل،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و کذلِکَ المَحَطَّهُ ، و الجَمْع مَحَاطُّ و مَحَطَّاتٌ .

و هذا مَحَطُّ الکَلامِ ،و هو مَجَازٌ.

و أَدِیمٌ حَطُوطٌ :مَصْقُولٌ .

و حَطَّ اللّه عنهُ وِزْرَه،فی الدُّعاءِ،أَی وَضَعَه،و هو مَجَاز، أَی خَفَّفَ اللّه عن ظَهْرِه ما أَثْقَلَهُ .

و الحِطَّهُ ،بالکَسْرِ:نَقْصٌ فی المَقَامِ .

ص:219


1- (1) کذا بالأصل و القاموس و التکمله و معجم البلدان«حطین»و فی موضع آخر من الترجمه قال یاقوت:بالقرب منها قریه یقال لها خیاره بها قبر شعیب علیه السلام،و هذا صحیح لا شک فیه.
2- (2) فی معجم البلدان:سنه 472.
3- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«عمّه».
4- (5) فی التهذیب:«یمیس»و الأصل کاللسان [1]نقلاً عن الأزهری.

و الحَطُوط ،کصَبُورٍ:اسمٌ للصَّلاهِ فی التَّوْراهِ ،کما جاءَ فی الحَدِیثِ .

و انْحطَّ السِّعْرُ:فَتَرَ و یُقَال:سِعْرٌ حَاطِطٌ ،أَی رَخِیصٌ ، و هو مَجاز.

و الحَطِیطُ کأَمِیرٍ:القَصِیرُ.قال مُلَیْحٌ :

بکُلِّ حَطِیطِ النعت (1)دُرْمٍ حُجُوله

تَرَی الحِجْلَ منه غامِضاً غیر مُقْلَقِ

و الحَطَاطُ :شدّه العَدْوِ.و الکَعْبُ الحَطِیطُ الأَدْرَمُ ،و هو مِجاز.

و جَارِیَهٌ مَحْطُوطَهُ المَتْنَیْن:مَمْدُودَتُهما،و هو مَجاز،کأَنَّما حُطَّا بالمِحَطِّ .و قال الجَوْهَرِیُّ :مَمْدُودَهٌ مُسْتَوِیَه.زادَ الأَزْهَرِیُّ :حَسَنَهٌ .قال النّابِغِهُ :

مَحْطُوطَهُ المَتْنَیْن غیرُ مُفَاضَهٍ (2)

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للقُطامِیِّ :

بَیْضَاءُ مَحْطُوطَهُ المَتْنَیْن بَهْکَنَهٌ

رَیَّا الرَّوادِفِ لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ

و الحَطُوطُ ،کصَبُورٍ،الأَکَمَهُ الصَّعْبَهُ الانْحِدَارِ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هی الأَکَمَهُ الصَّعبهُ .فلم یَذْکُر ارْتِفَاعاً و لا انْحِداراً.

و الحَطُوطُ :الهَبُوطُ .

و حَطَّ فی عِرْضِ فُلانٍ :اندَفَع فی شَتْمِه،و هو مُجازٌ.

و قال أَبُو عَمْرٍو: الحَطُّ :الحَتُّ ،و منه

14- الحَدِیثُ : «جَلَسَ رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم إِلی غُصْنِ شَجَرَهٍ یَابِسَه فقالَ بِیَدِه،و حَطَّ وَرَقَهَا» (3). معناه نَثَرهُ

16- و فی حَدِیثِ سُبَیْعَهَ الأَسْلَمِیّه: « فحَطَّت إِلی الشّابِّ ». أَی مالَتْ إِلیه و نَزَلَتْ بقَلْبِهَا نَحْوَه.

و حَطَّ فی مَکَانٍ :نَزَلَ .

و حَطَّ رَحْلَه:أَقَامَ ،و هو مَجاز.

و قولُ عَمْرو بن الأَهْتَم:

ذَرِینِی و حُطِّی فی هَوَایَ فإِنَّنِی

علَی الحَسَبِ الزَّاکِی الرّفِیعِ شَفِیقُ

أَی:اعْتَمِدِی فی هَوَایَ ،و مِیْلِی مَیْلِی.

و سَیْفٌ مَحْطُوطٌ ،أَی مُرهَفٌ ،و هو مَجازٌ.

و حِطّانُ بنُ خفّان أَبو الجُوَبْرِیَه الجَرْمِیّ .غَزَا الرُّومَ مع مَعْنِ بن یَزِیدَ السُّلَمِیّ ،و له حَدِیثٌ نقلَه ابنُ العَدِیم فی تَارِیخِ حَلَبَ .

و حِطّانُ بنُ کامِلِ بنِ عَلیَّ بنِ مُنْقِذٍ:أَمیرٌ فارِس،تَولَّی زَبِیدَ زَمَنَ بَنِی أَیُّوبَ .

و حِطّانُ بنُ عبدِ اللّه الرَّقاشِیُّ ،عن أَبِی مُوسَی الأَشْعَرِیّ .

و المِحَطّ :قَرْیَهٌ قُرْب زَبِیدَ فی وَادِی رِمَعَ ،و قد دَخَلْتُها، و منها الشَّرِیف العلاّمه أَبو القَاسِمِ بنُ أَبِی بَکْرٍ الأَهْدَلِیّ شارحُ الشَّمائل و غَیْره.

و حُطَیْط ،کزُبیْرٍ.

حمطط

الحِمْطِطُ ،کزِبْرِجٍ هکَذَا فی النُّسَخِ ، و الصّوابُ : الحِطْمِطُ ،بالمِیمِ بین الطاءَیْنِ ،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قال أَبو عَمْرٍو:هو الصَّغِیرُ من کُلِّ شَیْ ءٍ ،یُقَال:

صَبِیٌّ حِطْمِطٌ ،و أَنْشَدَ:

إِذا هُنِیٌّ حِطْمِطٌ مِثْلُ الوَزَعْ

یُضْرَبُ منه رَأْسُه حتی انْثَلَغْ

قلتُ :و الإِنْشَادُ لرِبْعِیٍّ الزُّبُیْرِیّ ،و هکَذَا أَوْرَدَه الأَزْهَرِیُّ فی الرُّباعَیّ ،و تَبِعَه فی العُبَاب و أَمّا فی التَّکْمِلَه فقد أَوْرَدَه فی«ح ط ط »علی أَنَّ المِیمَ زَائدهٌ .

حطنط

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الحَطَنْطَی ،مثالُ :عَلَنْدَی،أَهْمَلَه الجَمَاعهُ ،و قال ابنُ دُرَیْد:کَلمه یُعَیَّر بها الرَّجُلُ إِذا نُسِب إِلی الحُمْق.هکَذَا نَقَله الأَزْهَرِیّ ،و أَوْرَدَه صاحبُ اللّسان کذلِک،و أَما

ص:220


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:حطیط النعت،الذی فی اللسان: الکعب،و عباره الأساس:و کعب حطیط أدرم.قال ملیح الهذلی: و کل حطیط الکعب الخ ا ه ».
2- (2) دیوانه و عجزه: ریّا الروادف بضه المتجرد و البیت من دالیته المشهوره و أولها: أمن آل میه رائح أو مغتد عجلان ذا زاد و غیر مزود و الذی فی الدیوان«مخطوطه»فلا شاهد فیه.
3- (3) فی اللسان و [1]النهایه: [2]فحطّ ورقها.

الصّاغَانِیُّ فإنّه أَوْرَدَه فی التَّکْمِلَهِ فی«ح ط ط »و أَهْمَلَه فی العُباب.

حقط

الحَقَطُ ،مُحَرَّکَه:خفَّهُ الجسْمِ ،و کَثْرهُ الحَرَکَهِ ،قال ابنُ فارِسٍ :زعَمُوا،و نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ أَیْضاً.

و الحَقْطَهُ ،بالفَتْح:المَرْأَهُ القَصِیرَهُ ،أَو هی الخَفِیفَهُ الجِسْمِ النَّزِقَهُ ،نقله ابنُ فَارِسٍ .

و الحَیْقُطُ و الحَیْقُطَانُ ،بضَمّ قافِهِما ،و رَوَی ابنُ دُرَیْدٍ فتحَ قافِ الأَخِیرِ،قال:و الضَّمُّ أَعْلَی.و قال ابنُ خَالَوَیْه:لم یَفْتَحْ أَحدٌ قَافَ الحَیْقُطَانِ إِلاّ ابنُ دُرَیْدٍ: الدُّرَّاجُ ،أَو الذَّکَرُ منه ،و فی الصّحاح: الحَیْقَطَانُ :ذَکَرُ الدُّرَّاجِ ،و قال ابنُ فارِسِ :لا أَحْسبُه صَحِیحاً،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ للِطِّرِمَّاح:

مِن الهُوذِ کَدْراءُ السَّرَاهِ و بَطْنُهَا

خَصِیفٌ کلَوْنِ الحَیْقُطَانِ المُسَیَّحِ (1)

و هِی حَیْقُطَانَهٌ .

و حِقِطْ بکَسْرَتَیْنِ :زَجْرٌ للفَرَسِ ،و کَذلِکَ هِجِدْ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ عن الخَارْزَنْجِیّ عن أَبِی زِیادٍ،و أَنْشَدَ:

لَمَّا رَأَیْتُ زَجْرَهُمْ حِقِطِّ

أَیْقَنْتُ أَنَّ فَارِساً مُحْتَطِّی

و قال غیرُه: الحِقِطّانُ ،و الحِقِطَّانَهُ ،بکَسْرِهِما و تَشْدِیدِ الطَّاءِ فِیهِما: القَصِیرُ ،کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علَیْه:

حِقْطَهٌ ،بالکَسْرِ:اسمٌ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

حلبط

الحُلَبِطَهُ ،کعُلَبِطَهٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال شَمِرٌ:هی المِائَهُ مِن الإِبِلِ إِلی ما بلَغَت،أَو ضَأْنٌ حُلَبِطَه و عُلَبِطَهٌ و هی نَحْو المِائَهِ و المِائَتَیْنِ ،و هذَا عن ابْنِ عَبّادٍ.

حلط

حَلَطَ الرَّجُلُ یَحْلِطُ حَلْطاً و أَحْلَطَ إِحْلاطاً و احْتَلَطَ ،أَی حَلَفَ و لَجَّ ،و غَضِبَ ،و أَسْرَعَ فی الأَمْرِ قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الحَلْطُ :الغَضَبُ ،و الحَلْط :القَسَمُ ،و قال ابنُ بَرّیِّ : حَلَطَ فی الخَیْرِ،و خَلَط فی الشَرِّ،و قال ابنُ سِیدَه: حَلَطَ علَیَّ حَلْطاً ،و احْتَلَطَ :غَضِب، کحَلِطَ ، بالکَسْرِ،فِیهِما ،أَی فی الغَضَبِ و الإِسْراع.عن أَبِی عُبَیْده،قال: الحَلَطُ بالتَّحْرِیکِ :الغَضَبُ ،و قد حَلِطَ حَلَطاً ، أَی غَضِب غَضَباً.

و حَلِطَ أَیْضاً فی الأَمْرِ،إِذا أَخَذَ فیه بسُرْعَهٍ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:و أَحْلَطَ الرَّجُلُ فی الأَمْرِ،إِذا جَدَّ فیه.

و قالَ الجَوْهَرِیُّ : الاحْتِلاَطُ :الغَضَبُ .و فی کلام عَلْقَمَهَ بنِ عُلاَثَهَ :أَوّلُ العِیِّ الاحْتِلاطُ ،و أَسْوأُ القَوْلِ الإِفْراطُ .قلتُ :هو قَوْلُ اللَّیْثِ ،و قولُه هذَا حِینَ تَجاذَبَ مالکُ بن حُنَیٍّ و حارث بن عبد العزِیزِ العامِرِیّان عِنْدَهُ .و کَرِهَ تَفَاقُمَ الأَمْرِ بیْنَهُما.و بَعْدَه:فلْتَکُن مُنَازَعَتُکما فی رَسَل، و مُسانَاتُکُما فی مَهَل.قال الصّاغَانِیُّ :و اسْتُعِیرت المُسَانَاهُ فی المُفَاخَرهِ ،کما استُعِیرَت المُسَاجَلَهُ فیها.و فی الأَساس:أَولُ العِیِّ الاحْتَلاطُ ،و أَوْسَطُ الرَّأْیِ الاحْتِیاطُ .

قلتُ :و قد استعملَ ابنُ فارِسٍ قولَ عَلْقَمَهَ السَّابقَ فی آخِرِ بعضِ مُؤَلَّفَاته،و قَلَّدْتُه أَنا فی آخِرِ رِسَالَهِ لی فی علم التَّصْرِیف،و کنتُ أَظُنُّ أَنَّه من مُخْتَرَعاتِه حتّی وَصَلْتُ هُنَا، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ مَسْبُوقٌ .و صَحَّفَه الأَکْثَرُونَ بالخَاءِ و هو وَهَمٌ .

و فی المُحْکَم: أَحْلَطَ الرَّجُلُ ،إِذا نَزَلَ بدَارِ مَهْلَکَهٍ .

و عبارهُ العَیْن:بحَالِ مَهْلَکَهٍ ، و أَحْلَطَ هو: أَغْضَبَ ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه،فیکونُ أَحْلَط لاَزِماً و مُتَعدِّیاً.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : أَحْلَطَ ،إِذا أَقَامَ ،و به فَسَّر قَوْلَ ابنِ أَحْمَرَ الآتی.

و فی الصّحاحِ : أَحْلَطَ الرَّجُلُ فی الیَمینِ ،إِذا اجْتَهَدَ ، و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ لابْنِ أَحْمَرَ:

و کُنَّا و هُمْ کابْنَیْ سُبَاتٍ تَفَرَّقَا

سِویً ثُمَّ کانَا مُنْجِداً و تِهَامِیَا

فأَلْقَی التِّهَامِی مِنْهُما بلَطَاتِه

و أَحْلَطَ هذَا:لا أَرِیمُ مکَانِیَا (2)

لَطَاتُه:ثِقَلُه،یَقُول:إِذا کَانَتْ هذِه حَالَهُما فلا یَجْتَمِعَان أَبَداً.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: أَحْلَطَ فُلانٌ البَعِیرَ:أَدْخَلَ قَضِیبَهُ فی

ص:221


1- (1) عن الصحاح و [1]اللسان و [2]بالأصل«المسبج»و فی الصحاح [3]لونها بدل بطنها.
2- (2) اللسان: [4]لا أعود ورائیاً.

حَیَاءِ النَّاقَهِ ،هکَذَا هو فی الجَمْهَرَهِ مَضْبُوطاً، أَو هذا تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ فیه بالخَاءِ ،و قد نَبَّه علیه الصّاغَانِیُّ فی العُباب (1)و فی اللّسان:و المَعْرُوف فیه الخاءُ.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علَیْه:

الحَلْطُ ،بالفَتْحِ :الإِقَامهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و الحِلاَطُ ،بالکسرِ:الغَضَبُ الشَّدِیدُ،عنه أَیْضاً.

قالَ :و الحُلُطُ ،بضَمَّتَیْنِ :المُقْسِمُونَ علَی الشَّیْ ءِ، و أَیْضاً:المُقِیمُونَ بالمکَانِ ،و أَیْضاً:الغَضَابَی من النّاسِ ، و الهائِمُون فی الصَّحارِی عِشْقاً.

و الحَلْطُ .و الاحْتِلاَطُ :الضِّجَرُ و القَلَقُ .و الحَلْطُ :

الاجْتِهَادُ.

حمط

حَمَطَهُ یَحْمِطُهُ :قَشَرهُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ:و هو فِعْلٌ مُماتٌ ،و أَنْکَره الأَزْهَرِیُّ .

و الحَمَاطَهُ :حُرْقَهٌ و خُشُونَهٌ یَجِدُها الرَّجُلُ فی الحَلْقِ ، حکاه أَبو عُبَیْدٍ.

و الحَمَاطَهُ : شَجَرٌ شَبیهٌ بالتِّین خَشَبه و جَناهُ و رِیحه،إِلاّ أَنَّ جَناهُ هو أَصْغَرُ و أَشَدُّ حُمْرَهً من التِّینِ ،و مَنَابِتُه فی أَجْوَاف الجِبَالِ ،و قد یُسْتَوْقَدُ بحَطَبِه،و یُتَّخَذُ خَشَبُه لما یَنْتَفِعُ به النَّاسُ یَبْنُونَ علیه البُیوتَ و الخِیامَ ،قاله أَبو زِیادٍ،و قِیل:هو فی مِثْلِ نَباتِ التِّینِ غیرَ أَنَّهُ أَصْغَرُ وَرَقاً،و له تِینٌ کثیرٌ صِغارٌ من کُلِّ لَونٍ :أَسْود و أَمْلح (2)و أَصْفر.و هو شَدِیدُ الحَلاوهِ یُحْرِقُ الفَمَ إِذا کَانَ رَطْباً،فإِذَا جَفَّ ذهَبَ ذلِکَ عنه، و عُلُوکَهٌ .قالهُ أَبو حَنِیفَهَ نَقْلاً عن بعضِ الأَعْرَابِ .و هو أَحَبُّ شَجَر إِلی الحَیَّاتِ ،أَی أَنَّهَا تَأْلَفُه کَثِیراً،یُقَال.

شَیْطَانُ حَمَاطٍ ،و یُقَالُ :هو بلُغَهِ هُذَیْلٍ و قد رأَیتُ هذَا الشَّجَرَ کثیراً بالطّائِفِ . أَو هو شَجرُ التِّین الجَبَلِیّ ،کذا فی المُحْکَم،و هو قولُ أَبِی حَنِیفَهَ أَیْضاً، أَو هو: الأَسْوَدُ الصَّغِیرُ المُسْتَدِیرُ منه، أَو هو:شَجَرُ الجُمَّیْز ،و هذَا قولُ غیرِ أَبِی حَنِیفَه،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و فیه تَجوُّز.

ج: حَمَاطٌ .

و مِنَ المَجَازِ قَوْلُهم:أَصَبْتُ حَمَاطَهَ قَلْبِه.قِیل:هو سَوَادُ القَلْبِ .و فی الصّحاحِ و الأَسَاسِ : حَبَّتُه أَودَمُه ،و هو خَالِصُه و صَمِیمُهُ ،و هذَا قولُ ابْنِ دُرَیْدٍ،و أَنْشَدَ:

لَیْتَ الغُرابَ رَمَی حَمَاطَهَ قَلْبِه

عمْرٌو بأَسْهُمِه الَّتی لم تُلْغَبِ

و من المَجازِ:قولُهم:وَجَدْتُ الحَمَاقَهَ جَاثِمَهً فی حَمَاطَهِ قَلْبِه.

و الحماطَهُ (3): تِبْنُ الذُّرَهِ خاصَّهً ،عن أَبِی حنِیفَهَ .

و قال أَبو حَنِیفَهَ :من الشَّجَرِ حَمَاطٌ ،و من العُشْبِ حَمَاطٌ ،أَمَّا الحَمَاطُ من الشَّجَرِ فقد ذُکِر،و أَمّا من العُشْبِ فإِنّ أَبا عَمْرٍو قال:یُقَال لیَبِیسِ الأَفَانِی: حَمَاطٌ و قالَ الأَصْمَعِیُّ : الحَمَاطُ عند العَرَب الحَلَمَه،و الحَلَمَه:نَبْتٌ فیه غُبُرَهٌ ،و له مَسٌّ خَشِنٌ ،أَحْمَرُ الثَّمَرَهِ .و قال أَبُو نَصْرٍ:إِذا یَبِسَت الحَلَمَهُ فهی حَمَاطَهٌ ،و قَوْلُ أَبی عَمْرٍو أَعْرَفُ .قال:

و أَخْبَرَنِی أَعْرَابِیٌّ من بَنِی أَسَدٍ قال: الحَمَاطُ : عُشْبٌ کالصِّلِّیَانُ ،إِلاَّ أَنّه خَشِنُ المَسِّ و الصِّلِّیَانُ لَیِّنٌ .و الَّذِی علیه العُلَماءُ ما قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ و أَبو عَمْرٍو،و لا أَعْلَمُ أَحَداً منهم وَافَق أَبا نَصْرٍ علی ما قالَه،و أَحْسبه سَهْواً،لأَنّ الحَلمَه لَیْسَتْ من جِنْسِ الأَفَانِی و الصِّلِّیَانِ ،و لا مِنْ شَبَهِهما فی شَیْ ءٍ و قولُه: خاصَّهً إِنما هُو فی تِیْنِ الذُّرَهِ ،أَی عن أَبی حَنِیفَهَ وَحْدَه،و لیس هُنَا مَحلُّ ذِکْرِه،فإِنَّ هذَا قَوْلُ أعرابِیٍّ من بنِی أَسَدٍ و لم یَخْتَصَّ به أَبُو حَنیفه،فالأَوْلَی عَدَمُ ذِکْرِه هُنَا.فتَأَمَّل.

و الحَمَطِیطُ ،بفَتْحِ الحاءِ و المِیمُ :نَبْتٌ ،و الجَمْعُ حَمَاطِیطُ ،و قیل:هو کالحَمَاطِ ،قال اللَّیْثُ .قال الأَزْهَرِیُّ :

لم أَسْمَع الحَمْطَ بِمَعْنَی القَشْرِ لغَیْرِ ابنِ دُرَیْدٍ،و لا الحَمَطِیط فی بَابِ النَّبَاتِ لغَیْرِ اللَّیْثِ .

و قِیلَ : الحَمَطِیطُ : الحَیَّهُ ،و الجَمْعُ کالجَمْع،و به فَسِّر قول المتلَمِّس:

إِنّی کَسَانِی أَبُو قابُوسَ مُرْفلَهً

کأَنَّهَا ظَرْفُ أَطْلاءِ الحَمَاطِیط

أَطْلاء:صِغَار،و یُرْوَی:«سِلْخُ أَوْلادِ المخَارِیط » و المَخَارِیط :الحَیَّات.

ص:222


1- (1) و فی التکمله أیضاً.
2- (2) کذا بالأصل و اللسان و [1]بهامشه،قوله و أملح کذا بالأصل و شرح القاموس و لعله:أحمر أو أبیض.
3- (3) فی اللسان و التکمله:و الحماط .

و قال أَبو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ: الحَمطِیطُ : دُودهٌ تکونُ فی البَقْلِ أَیَّامَ الرَّبِیعِ ،مُفصَّلَهٌ بحُمْرَهٍ ،و یُشَبَّه بها تَفْصیلُ البَنَانِ بالحِنّاءِ،و به فُسِّر قولُ الشاعِر،و هو المُتَلَمِّسُ :

کأَنَّمَا لَوْنُها و الصُّبْحُ مُنْقَشِعٌ

قَبْلَ الغَزالَهِ أَلْوَانُ الحَماطِیطِ

قال:شَبَّه وَشْیَ الحُلَلِ بأَلْوَانِ الحَمَاطِیطِ .

و حَمَاطَانُ :ع ،عن الجَرْمِیِّ ، أَوْ أَرْضٌ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ (1)، أَو جَبَلٌ بالدَّهْناءِ ،عن غَیْرِهما،قال:

یا دارَ سَلْمَی من حَمَاطَانَ اسْلَمِی

و قد فُسِّر بکُلِّ ما ذُکِر هکذا علی الصَّوابِ فی العُبَابِ ، و قد خالَفَهُ فی التَّکْمِلَهِ فقال: حَماطانُ مثلُ سَلاَمَانَ قال الجَرْمیُّ :أَرضٌ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:نَبْت فتأَمَّلْ .

و حَمَاطٌ ، کسَحَابٍ :ع ،جاءَ ذِکْرُه فی شِعْرِ ذِی الرُّمَّهِ :

فلَمَّا لَحِقْنا بالحُدُوجِ و قد عَلَتْ

حَمَاطاً و حِرْبَاءُ الضُّحَی مُتَشَاوِسُ (2)

و الحِمَاطُ ،بالکَسْرِ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ، و الصَّوابُ الحِمْطَاطُ ،کسِرْبَالٍ ، و کذلِک الحُمْطُوطُ ، بالضَّمِّ :دُوَیْبَّهٌ فی العُشْبِ منقوشهٌ بأَلْوَانٍ شَتَّی.کلاهُما عن ابنِ دُرَیْدٍ.و قال أَبو عَمْرٍو:هی الحَمَطِیطُ ،مثل حَمَصِیصٍ ، ج حَمَاطِیطُ .

و قال کَعْبُ الأَحْبَارِ: حِمْیَاطَی ،بالکَسْرِ: من أَسماءِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلّم فی الکُتُبِ السَالِفَه ،قال ابنُ الأَعْرَابِیُّ : أَی حامِی الحُرَمِ (3)،و قال ابنُ الأَثِیرِ:قال أَبو عَمْرو:سَأَلْتُ بعضَ من أَسْلَم من الیَهُودِ عن حِمْیَاطَی فقال:معناه:یَحْمِی الحُرَمَ ، و یَمْنَع من الحَرَامِ ،و یُوطِئُ الحَلال.

و حُمَطِّیطٌ :تَصْغِیرُ حُمَیْطٍ کزُبَیْر: رَمْلَهٌ بالدَّهْناءِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و التَّحْمِیطُ علی الکَرْمِ :أَن یُجْعَلَ علیه شَجَرٌ یُکِنُّه من الشَّمْسِ ،عن أَبِی عَمْرٍو، و قال یُونُس: التَّحْمِیطُ :

التَّصْغِیرُ،و هو أَنْ تَضْرِبَ إِنْساناً فلا تُبالِغَ ،أَی یقولُ :ما أَوْجَعَنِی ضَرْبُه،فکأَنَّه صَغَّره،قال (4): و منه المَثَلُ :إِذا ضرَبْت فلا تُحَمِّطْ بلْ أَوْجِعْ ،فإِنَّ التَّحْمِیطَ لیسَ بشَیْ ءٍ.

و قال ابنُ فارِسٍ :الحاءُ و المِیمُ و الطّاءُ لیس أَصْلاً،و لا فَرْعاً،و لا فیه لُغَهٌ صَحِیحهٌ إِلاّ شَیءٌ من النَّبْتِ و الشَّجَر.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

حَمَاطَانِ ،بالفَتْحِ :شَجَرٌ.

و الحَمْطَهُ ،بالفَتْحِ :الکَنَّهُ عن أَبِی عَمْرٍو.

حنبط

حَنْبَطٌ ،کجَعْفَرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللّسان و الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و أَوْرَدَه فی العُبَاب نقلاً عن ابْنِ دُرَیْدٍ،قال:هو اسْمٌ قال:و أَحْسَبُه من الحَبْط ،و النُّونُ زائِدَهٌ .قلت:و لهذا لم یَذْکُرْه الجَمَاعَهُ هنا.

حنط

الحِنْطَهُ ،بالکَسْرِ:البُرُّ ،الحَبُّ المَعْرُوفُ ، و من خَوَاصِّه أَنّ التَّضْمِید بالمَمْضُوغِ منه یَنْفَعُ من عَضَّهِ الکَلْب الکَلِبِ .و الصَّحِیحُ :أَنَّ التَّضْمِیدَ بالمَمْضُوغ منه یُفَجِّرُ الأوْرَامَ .و أَمَّا لِعَضَّهِ الکَلِب فإِنَّه یُدَقُّ دَقًّا جَرِیشاً و یُوضَع علیه،کما صَرَّحَ به صاحِبُ المِنْهاجِ ،و من خَوَاصِّه المَشْهُورهِ :إذا وُضِعَ علی قِطْعَهِ حَدِیدٍ مُحْمَاهٍ و سُحِقَ و طُلِیَ برُطُوبَتِه القَوابِی أَزالَها.

ج حِنَطٌ کعِنَبٍ ،و بائعُها ،أَی الحِنْطَه ،و أَمَّا الضَّمِیرُ فی قولِه:«منهُ »فإِنّهُ إِلی البُرِّ، حَنّاطٌ ،و حِرْفَتُهُ الحِنَاطَهُ بالکَسْرِ،و یُقَال: حَنَّاطِیٌّ أَیضاً،بزِیادَهِ یاءٍ و فَتْحِ الحاءِ و تَشْدِید النُّون.

و الحُسَیْنُ بنُ مُحَمَّد بنِ عبدِ اللّه الحَنّاطِیُّ الطَّبَرِیُّ الفَقِیهُ الشّافِعِیُّ و أَبُوهُ ،و وَلَدُه أَبو نَصْرٍ:فُقَهَاءُ ،أَمّا الحُسَیْنُ بنُ محمَّدٍ فإِنَّه تَفَقَّه علی القاضِی أَبِی الطَّیِّبِ الطَّبَرِیِّ ،و مات بأَصْبَهانَ سنه 495.

وفَاتَهُ :بَلَدِیُّه و سَمِیُّه و المُشَارِکُ فی اسْمِ أَبِیه أَبُو عَبْدِ اللّه

ص:223


1- (1) انظر الجمهره 172/2 و سیرد عنه أیضاً أن:حماطان نبت أنظر الجمهره 408/3.
2- (2) ورد حماطَ فی معجم البلدان غیر مصروف،و فیه:بالحمول بدل بالحدوج.
3- (3) ضبطت بضم الحاء عن التهذیب و اللسان،و [1]قد أهمل ضبطها فی القاموس.
4- (4) فی التهذیب قال الأزهری:«و قرأت بخط شمر لیونس أنه قال:یقال: إذا ضربت..».

الحُسَینُ بن محمَّدِ بنِ الحُسَیْن (1)الطَّبَریّ الحَنّاطِیُّ ،سَمِع ابنَ عَدِیٍّ .

و الحِنْطِیُّ ،بالکَسْرِ: آکِلُها کَثِیراً حتّی یَسْمَنَ ،و منه قولُ الأَعْلَمِ الهُذَلِیِّ :

و الحِنْطِیءُ الحِنْطِیُّ یُمْ

ثَجُ بالعَظِیمَهِ (2)و الرَّغائِبْ

و الحِنْطِئُ بالهَمْزِ:هو القَصِیرُ،و قد تَقَدَّم فی الهَمْز.

و قال أَبو نَصْرٍ فی شَرْحِ هذا البَیْتِ : الحِنْطِیُّ هو:

المُنْتَفِخُ (3).قلتُ :و قد قَرَأْتُ فی الدّیوان:

الحِنْطِیءُ المِرِّیحُ یُمْ

ثَجُ بالعَظِیمَهِ و الرَّغائِبْ

قال أَبو سَعِیدٍ:الحِنْطِیءُ المُنْتَفِجُ ،و لم یَعْرِفِ الأَصْمَعِیُّ البَیْتَ ،فتأَمَّل.

و الحَانِطُ ،صاحِبُها أَو الکَثِیرُ الحِنْطَهِ ،و علی الأَخِیرِ اقْتَصَر الصّاغَانِیَّ .

و عن ابنِ عَبّادٍ: الحَانِطُ : ثَمَرُ الغَضَی .

و قال شَمِرٌ: الحَانِطُ ،و الوَارِسُ وَاحدٌ،و أَنْشَدَ:

تَبَدَّلْنَ بعد الرَّقْصِ (4)فی حَانِطِ الغَضَی

أَبَاناً و غُلاَّناً به یَنْبُتُ السِّدْرُ

و أَحْمَرُ حَانِطٌ :قانِیءٌ ،کما یُقَال:أَسْوَدُ حالِکٌ .نَقَلَه ابنُ فارِسٍ ،قال:و هذا مَحْمُولٌ علی أَنَّ الحِنْطَهَ یُقَال لها:

الحَمْرَاءُ.قلتُ :و قد سَبَق فی«ح م ر».

و یُقَال: إِنَّهُ لحَانِطُ الصُّرَّهِ ،أَی عَظِیمُهَا کَثِیرُ الدَّرَاهِمِ ، یَعْنُون صُرَّهَ الدَّرَاهِمِ .

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ :فلانٌ حَانِطٌ إِلَیَّ ،و مُسْتَحْنِطٌ إِلَیَّ ، و مُسْتَقْدِمٌ إِلَیَّ ،و نَابِلٌ إِلَیَّ ،و مُسْتَنْبِلٌ (5)إِلَیَّ ،أَی مَائلٌ عَلَیَّ مَیْلَ عَدَاوَهٍ و شَحْناءَ .

و یُقَال: حَنَطَ یَحْنِطُ ،إِذا زَفَرَ ،مثل نَحَطَ ،قال الزَّفَیَانُ یَصِفُ صائِداً:

أَنْحَی عَلَی المِسْحَلِ حَشْراً مَالِطَا

فأَنْفَذَ الغبْنَ و جَالَ مَاخِطَا

و انْجَدَل المِسْحَلُ یَکْبُو حَانِطَا

أَراد:نَاحِطاً،فقَلَبَ .

و حَنَطَ الأَدِیمُ :احْمَرَّ فهو حَانِطٌ .

و حَنَطَ الزَّرْعُ حُنُوطاً :حَانَ حَصَادُهُ ، کأَحْنَطَ ،و کذلِکَ أَجَزَّ،و أَشْرَی (6).

و حَنَطَ الرِّمْثُ :ابْیَضَّ و أَدْرَکَ و خَرَجَتْ فیه ثَمَرَهٌ غَبْرَاءُ، فبَدَا علی قُلَلهِ أَمثالُ قِطَع الغِرَاءِ، کحَنِطَ کفَرِحَ ،و أَحْنَطَ .

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : أَحْنَطَ الشَّجَرُ و العُشْبُ ،و حَنَطَ حُنُوطاً :

أَدْرَکَ ثَمَرُه.و رَوَی الأَزْهَرِیُّ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ :أَوْرَسَ الرِّمْثُ و أَحْنَطَ ،قال:و مثْلُه:خَضَب العَرْفَجُ ،و یُقَال (7)للرِّمْثِ أَوّلَ ما یَتَفَطَّرُ لیَخْرُجَ وَرَقُه:قد أَقْمَلَ ،فإِذَا ازْدَادَ قَلِیلاً قِیل:بَقَلَ ،فإِذا ابْیَضَّ و أَدْرَکَ قِیلَ : حَنَطَ .و قال شَمِرٌ:

یُقَال: أَحْنَطَ ،فهو حَانِطٌ و مُحْنِطٌ .و إِنَّه لحَسَنُ الحَانِطِ .قال ابنُ سِیدَه:قال بَعْضُهم: أَحْنَطَ الرِّمْثُ فهو حَانِطٌ ،علی غَیْرِ قِیَاسٍ ،فظَهَرَ بذلِک القُصُورُ فی عِبَارَهِ المُصَنِّف.

و الحَنُوطُ و الحنَاطُ کصَبُور و کِتَابٍ :کُلُّ طِیبٍ یُخْلَطُ (8)لِلمَیِّتِ خاصَّهً ،قاله اللَّیْثُ ،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:لأَکْفَانِ المَوْتَی و أَجْسَامِهِم من ذَرِیرَهٍ أَوْ مِسْکٍ أَو عَنْبَرٍ أَو کَافُورٍ و غَیْرِه من قَصَبٍ هِنْدِیّ أَو صَنْدَلٍ مَدْقُوق،مُشْتَقٌّ من حَنْطِ الرِّمْث؛ لأَنّ الرِّمْثَ إِذا أَحْنَط کان لَوْنُه أَبْیَضَ یَضْرِبُ إِلی الصُّفْرَهِ ، و له رائِحَهٌ طَیِّبَهٌ .و شَاهِدُ الحِنَاطِ مَا

17- رُوِیَ عن ابنِ جُرَیْجٍ قال: «قُلتُ لِعَطاءٍ:أَیُّ الحِنَاطِ أَحَبُّ إِلَیْک ؟قال:

الکَافُورُ». الحَدِیث، و قد حَنَطَهُ یَحْنِطُهُ ،هکذا فی النُّسَخِ ، و الصَّوابُ : حَنَّطَه ،بالتَّشْدِیدِ، وَ أَحْنَطَهُ ،قال رُؤْبهُ :

قد مَاتَ قَبْلَ الغَسْلِ و الإِحْناطِ

غَیْظاً و أَلْقَیْنَاهُ فی الأَقْمَاطِ

ص:224


1- (1) فی اللباب:« [1]الحسن».
2- (2) بالأصل«یمنح بالعظیمه»و المثبت عن شرح أشعار الهذلیین ص 316 و لم یرد البیت فی شعره فی دیوان الهذلیین.
3- (3) فی التکمله و الأصل«المنتفج و المثبت عن القاموس».
4- (4) الأصل و اللسان و [2]فی التهذیب:الرفض.
5- (5) التهذیب:و مستنتلٌ .
6- (6) کذا بالأصل و اللسان و [3]فی التهذیب:و أشوی.
7- (7) القول التالی هو للأصمعی نقله عنه أبو عبید کما فی التهذیب.
8- (8) فی القاموس«یحلط »و الأصل کالتهذیب.

فتَحَنَّطَ هو.و فی الصّحاح:و الحَنُوطُ :ذَرِیرَهٌ ،و قد تَحَنَّطَ بهِ الرَّجُلُ ،و حَنَّطَ المَیِّتَ تَحْنِیطاً .انتهی.

16- و فی قِصّهِ ثَمُود:

«لمّا اسْتَیْقَنُوا بالعَذَابِ تَکفَّنُوا بالأَنْطَاعِ و تَحَنَّطُوا بالصَّبِرِ؛».

لئِلاّ یَجِیفُوا.

16- و فی حَدِیثِ ثابِتِ بنِ قَیْسٍ : «و قد حَسَرَ عن فَخِذَیْه و هو یَتَحَنَّطُ ». أَی یَسْتَعْمِلُ الحَنُوطَ فی ثِیَابِه عند خُرُوجِه للقِتَالِ ،کأَنَّه أَرادَ به الاسْتِعْدَادَ للمَوْتِ ،و تَوْطِینَ النَّفْسِ بالصَّبْرِ علی القِتَالِ .

و الحُنَطِئَهُ :العَرِیضَهُ الضَّخْمَهُ ،و قد ذُکرَ فی الهَمْزِ .

و الأَحْنَطُ :العَظِیمُ اللِّحْیَهِ الْکَثُّهَا ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ، و أَنْشَدَ:

لَمْ یَخِبْ إِذْ جَاءَ سَائِلُه

لَیْسَ مِبْطاناً و لا أَحْنَطَ کَثّ

و أُحْنِطَ الرَّجُلُ ، بالضَّمِّ ،إِذا ماتَ .

و قَالَ الفَرَّاءُ فی نَوَادِرِه: اسْتَحْنَطَ الرَّجلُ ،إِذا اجْتَرَأَ علی الموْتِ ،و هَانَتْ علیه نَفْسُه (1).

و الحَنْطُ ،بالفَتْحِ : النَّبْلُ الَّذِی یُرْمَی به ،یَمَانِیَهٌ .

و قالَ ابنُ فَارِسٍ :الحاءُ و النّونُ و الطّاءُ لیس بذلِکَ الأَصْلِ الذی یُقَاسُ علیه أَو مِنْهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الْحَانِطُ :المُدْرِکُ من الشَّجَر و العُشْب،و أَنْشَد الدِّینَوَرِیُّ :

و الدِّنْدِنُ البَالِی و خَمْطٌ حانِطُ

و أَحْنَطَ الرِّمْثُ :ابْیَضَّ وَرَقُه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و غیرُه،فهو مُحْنِطٌ و حَانِطٌ ،الأَخِیرُ علی غیر قِیَاسٍ ،و قد تَقَدَّمَ قَریباً.

و الإِحْنَاطُ :التَّرمِیلُ (2)و الإِدْماءُ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

لَوْ أَنّ کَابِیَهَ بنَ حُرْقُوصٍ بهِمْ

نَزَلَتْ قَلُوصِی حینَ أَحْنَطَها الدَّمُ

أَی رَمَّلَهَا و دَمّاها.و قال آخرُ:

و خَیْل بَنِی شَیْبَانَ أَحْنَطَها الدَّمُ

و تَحَنَّطَ أَیْضاً،من الحِنْطَهِ ،کما فی الأَساسِ .

و قَوْمٌ حَانِطُونَ :حَانَ حَصَادُ زَرْعِهِم،و هو علی النَّسَبِ .

و الحَنّاطُ :لَقَبُ جَمَاعَهٍ من المُحَدِّثِینَ ،منهم:فِطْرُ (3)بنُ خَلِیفَه،و الحَسَنُ بن سَهْلٍ شَیْخُ مُطَیَّن،و أَحمدُ بنُ محمَّدٍ الکُوفیُّ شیخُ ابنِ مَرْدَوَیْه،و خَلَف بن عُمَرَ الهَمَذَانِیّ عن جَعْفَر الخَلَدِیِّ ،و أَبُو الطَّیِّبِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللّه النَّیْسَابُورِیُّ الحَنّاطُ ،عن مُحَمَّدِ بنِ أَشْرَسَ .و والدُه سَمِعَ ابنَ رَاهَوَیْهِ ،و أَبُو عُثْمَانَ سَعِیدُ بنُ محمَّد الحَنّاطُ :شیخٌ للدَّارَقُطْنِیِّ ،و أَبو ثُمَامَهَ الحَنَّاط :تَابعیٌّ ،عن کَعْبِ بنِ عجْرَه،و مُسْلِمٌ الحَنَّاطُ (4):تَابِعِیٌّ أَیضاً،عن ابنِ عُمَرَ، و أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ الحُسَیْنِ الحَنُوطِیُّ المِصْرِیُّ :مُحَدِّثٌ .

حنقط

الحِنْقِطُ ،کخِنْدِفٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو ضَرْبٌ من الطَّیْرِ و لا أَحُقُّه، أَو هو الدُّرَّاجُ ،مثل الحَیْقُطَانِ ،قالَهُ فی رُباعیِّ الجَمْهَرَهِ (5)،و الجَمْعُ : حَنَاقِطُ .

قال: و قد سَمَّتِ العَرَبُ حِنقِطاً، بلا لامٍ ،و أَنْشدَ:

هَلْ سَرَّ حِنْقِطَ أَنَّ القَوْمَ سَالَمَهُمْ

أَبو شُرَیْحٍ و لم یُوجَدْ له خَلَفُ

قال الصّاغَانِیُّ :هکَذَا قال حِنْقِطاً مَصْرُوفاً،و الصوابُ حِنْقِط ،غیر مَصْرُوفٍ .و أَبو شُرَیْح،و الرِّوایه«أَبو حُرَیْثٍ »لا غیر.

و حِنْقِطُ :اسمُ امْرَأَهِ یَزِیدَ بنِ القُحَادِیَّهِ ،و هو أَبُو حُرَیْثٍ ، هذا،و البَیْتُ للأَعْشَی و یُرْوَی:«صَالَحَهُم»بدل«سالَمَهم».

هُنَا ذَکَره الصّاغانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و فی التَّکْمِلَهِ فی ماده «ح ق ط »و کأَنَّ النُّونَ زَائِدَهٌ .

حوط

حَاطَهُ یَحُوطُهُ حَوْطاً و حِیطَهً و حِیَاطَهً ، بکَسْرِهِمَا: حَفِظَهُ و صَانَهُ و کَلَأه،و رَعَاهُ ،و ذَبَّ عنه،و تَوَفَّر علی مَصَالِحِه و تَعَهَّدَهُ ،و قَوْلُ الهُذَلِیِّ :

و أَحْفَظُ مَنْصِبِی و أَحُوطُ عِرْضِی

و بَعْضُ القَوْمِ لَیْسَ بذِی حِیَاطِ (6)

ص:225


1- (1) فی اللسان:الدنیا.
2- (2) فی التهذیب و التکمله و وردت اللفظتان فی الأصل بالزای.
3- (3) عن تقریب التهذیب و بالأصل«قطر».
4- (4) فی اللباب:مسلم الخبّاط ،بالباء الموحده،قال:اجتمع فیه الثلاث، یعنی:خباط و خبّاط و حنّاط .انظر اللباب 417/1« [1]الخباط ».
5- (5) انظر الجمهره 171/2 و 329/3. [2]
6- (6) للمتنخل دیوان الهذلیین 22/2 و فیه:و أصون عرضی بدل و أحوط عرضی.

أَراد حِیَاطَه ،و حَذَفَ الهاءَ،کقَوْلِ اللّهِ تَعَالَی: وَ إِقامَ الصَّلاهِ (1)یُرِیدُ الإِقَامَهَ ، کحَوَّطَه تَحْوِیطاً قال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

عَلَیَّ و کانُوا أَهْلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ

و مَجْدٍ إِذَا ما حَوَّطَ المَجْدَ نائلِی (2)

و یُرْوَی«حَوَّضَ » (3)و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

و تَحَوَّطَهُ :مثلُ حَوَّطَهُ ،یقال:لاَ زِلْتَ فی حِیَاطَهِ اللّه و وِقَایَتِه.

و هو یَتَحَوَّطُ أَخَاهُ ،إِذَا کانَ یَتَعَاهَدُه و یَهْتَمُّ بأَمْرِه.

و حَاطَ الحِمَارُ عَانَتَهُ :جَمَعَها و حَفِظَها.

و اِحْتَاطَ الرَّجلُ لنَفْسِه: أَخَذَ فی الحَزْمِ و بالثِّقَهِ ،و هو مَجازٌ، و الاسْمُ ، الحَوْطَهُ و الحَیْطَهُ ،بالفَتْحِ فِیهِمَا، و یُکْسَرُ ،و أَصْلُه الحِوْطَه .

و الحَائِطُ :الجِدَارُ ،لأَنَّهُ یَحُوطُ ما فیه،و قال ابنُ جِنِّی:

الحَائِطُ :اسمٌ بمَنْزِلَه السَّقْفِ و الرُّکْنِ ،و إِنْ کان فیه مَعْنَی الحَوْطِ .

ج:حِبطَانٌ .و حکی ابنُ الأَعْرَابیّ فی جَمْعه: حِیَاط کقائمٍ و قِیَام،إِلاّ أَنَّ حَائِطاً قد غَلَب علیه الاسْمُ ،فحُکمُه أَنْ یُکَسَّرَ علی ما یُکَسَّرُ علیه فَاعِلٌ إِذا کان اسماً.و قال الجَوْهَرِیُّ :صَارَت الواوُ فی الحِیطان یَاءَ؛لانْکِسَار ما قَبْلها. و قال سِیبَوَیْه: القِیَاسُ فی جَمْعِ حائِطٍ : حُوطَانٌ .

و الحَائطُ : البُسْتَانُ من النَّخْلِ إِذا کانَ علیه جِدَارٌ،و به فُسِّرَ

16- حَدِیثُ أَبِی طَلْحَهَ : «فَإِذَا هُو فی الحَائِطِ و عَلَیْه خَمِیصَهٌ ».

و جَمْعُه: حَوَائِطُ ،

16- و فی الحَدِیثِ : «علی أَهْلِ الحَوائِطِ حِفْظُها بالنَّهار». یعنی البَسَاتِینَ ،و هو عَامٌّ فیها.

و الحائطُ : ناحِیَهٌ بالیَمَامَهِ ،نَقَلَه الصّاغَانیُّ .

و حَوَّطَ حَائطاً تَحْوِیطاً : عَمِلَه .

و الحُوَاطَهُ (4)،بالضَّمِّ :حَظِیرَهٌ تُتَّخَذُ للطَّعامِ ،کما فی الصّحاح.أَو الشَّیْ ءُ یُقْلَع عنه سَرِیعاً کما فی اللَّسَان، و أَنْشَد:

إِنَّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ

مَذْمُومَهً لَئِیمَهَ الحُوّاطِ

و المَحَاطُ :المَکَانُ الذِی یَکُونُ خَلْفَ المَالِ و القَوْمِ ، یَسْتَدِیرُ بهم،و یَحُوطُهُمْ ،قال العَجَّاجُ .

حَتَّی رَأَی من خَمَرِ المَحَاطِ

و قیل:الأَرْضُ الْمُحَاط الَّتِی علیها حَائِطٌ و حَدِیقهٌ ،فإِذَا لم یُحَیَّطْ (5).علیها فهی ضَاحِیَهٌ .

و من المَجَازِ: حُوَّاطُ الأَمْرِ ،کرُمّانٍ : قِوَامُهُ .

و من المَجَازِ: کُلُّ مَنْ بَلَغ أَقْصَی شَیْ ءٍ،و أَحْصَی عِلْمَهُ ، فقد أَحَاطَ بِهِ عَلِمَه (6)،و[ أَحَاطَ به]عِلْماً،و هذَا مثلُ قَوْلِک:قتَلَهُ عِلْماً.

و یقال:عَلِمَهُ عِلْمَ إِحَاطَهٍ ،إِذا عَلِمَه مِن جَمِیع وُجُوهِه و لم یَفُتْه منها شَیْ ءٌ.

و قولُه تعالی: أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ (7)،أَی عَلِمْتُه من جَمِیع جِهَاتِه.

16- و فی الحَدِیث: « أَحَطْتُ به عِلْماً». أَی أَحْدَقَ عِلْمِی به من جَمِیع جِهَاتِه.

و أَمَّا قولُه تعالَی: وَ اللّهُ مُحِیطٌ بِالْکافِرِینَ (8)فقالَ مُجَاهِدٌ:أَی جامِعُهم یومَ القِیَامَهِ .

و قولُه تعالی: إِنَّ رَبَّکَ أَحاطَ بِالنّاسِ (9)یعنی أَنَّهُم فی قَبْضَتِه من قَوْلهِم: أَحَاطَ بِه الأَمْرُ،إِذا أَخَذَه من جَمِیعِ جَوَانِبِه فلم یَکُنْ منه مَخْلَصٌ .

و قولُه تعالَی: وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ (10)،أَی ماتَ علی شِرْکِه،نَعُوذُ باللّه من خَاتِمَهِ السُّوءِ.

و قَوْلُه تَعالَی: وَ اللّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِیطٌ (11)أَی لا یُعْجِزُه أَحَدٌ،قُدْرَتُه مُشْتَمِلَهٌ علیهم.

ص:226


1- (1) من الآیه 73 من سوره الأنبیاء. [1]
2- (2) دیوان الهذلیین 219/3 بروایه إذا ما حوّض نائلی قال:حوّض:یقال إنی لا حوّض حوله و أحوّط .
3- (3) بالأصل«حوص»بالصاد،و الصواب ما أثبت،انظر الحاشیه السابقه.
4- (4) فی التهذیب و اللسان:و [2]الحوّاط بدون هاء.و عاد صاحب اللسان و [3]ذکر:الحُواطه حظیره تتخذ للطعام.
5- (5) فی التهذیب:لم یُحَطْ .
6- (6) ضبطت عن اللسان،و الزیاده التالیه عنه.
7- (7) سوره النحل الآیه 22.
8- (8) سوره البقره الآیه 19. [4]
9- (9) سوره الإسراء الآیه 60. [5]
10- (10) سوره البقره الآیه 81. [6]
11- (11) سوره البروج الآیه 20. [7]

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الحَوْطُ ،بالفَتْحِ : خَیْطٌ مَفْتُولٌ من لَوْنَیْنِ :أَسْوَدَ و أَحْمَرَ ،یُقَالُ له البَرِیم، فیه خَرَزَاتٌ و هِلاَلٌ من فِضِّهٍ تَشُدُّهُ المَرْأَهُ فی وَسَطِهَا؛لئلاَّ تُصِیبَها العَیْنُ یُسَمَّی ذلِکَ الهِلاَلُ الحَوْطَ ،و یُسَمَّی الخَیْطُ به.

و الحَوْطُ : ه بحِمْصَ ،أَو بجَبَلَهَ ،هکَذَا علی الشَّکِّ من ابْنِ السَّمْعَانیّ .قال:فإِنَّ أَکْثَرَ الحَوْطِیِّینَ حَدَّثَ بجَبَلَهَ ، و سَمِعَ الحَدِیثَ بحِمْصَ ،و المَشْهُورُ منهم:أَبو عَبْدِ اللّه أَحمدُ بنُ عَبْدِ الوَهّابِ بنِ نَجْدَهَ الحَوْطِیُّ ،من أَهْلِ جَبَلَهَ ، رَوَی عنه أَبُو الهَیْثَمِ ،مات سنه 777.

و أَبُو زَیْدٍ أَحمدُ بنُ عبد الرَّحِیم الحَوْطِیُّ من أَهل جَبَلَهَ ، یَرْوِی عن علیِّ بنِ عَیّاش الحِمْصِیّ و عنه الطَبَرانیّ مات سنه 279 و قِیل:ابنُ نَجْدَهَ الحَوْطِیُّ المَذْکُور (1)،إِلی بَطْنٍ من قُضَاعَهَ .

و حَوْطُ بنُ سُلْمَی بنِ هِرْمِیِّ بن رِیَاحِ بنِ یَرْبُوع بنِ حَنْظَلَهَ : جَدُّ لجَنْبَهَ بنِ طَارِق بنِ عَمْرِو بنِ حَوْطٍ : مُؤَذِّنِ سَجَاحِ المُتَنَبِّئَهِ .و قد ذَکَرَهُ المُصَنِّف أَیْضاً فی«ج ن ب».

و حَوْطٌ العَبْدِیُّ :تابِعِیٌّ ،رَوَی عن ابنِ مَسْعُودٍ،و عنه عبدُ المَلِکَ بنُ مَیْسَرَهَ ،و ذَکَرَه عَبْدَانُ فی الصَّحَابَهِ ،و فیه نَظَرٌ.

و حَوْطُ بنُ یَزِیدَ الأَنْصَارِیُّ :ابنُ عَمِّ الحارِثِ بنِ زِیَادٍ، جاءَ ذِکْرُه فی غَرِیبِ الأَحَادِیثِ .

و حَوْطُ بنُ مُرَّهَ ،قال:یاسِینُ بنُ الحَسَن:حَجَجْتُ سَنَهَ سِتٍّ و أَرْبَعِینَ و مِائَتَیْنِ فرأَیْتُ هذا أَعرابِیّاً له صُحْبه،و ذَکَر حَدِیثاً مَوْضوعاً أَنَّه صلی اللّه علیه و سلّم أَکَلَ خَبِیصاً من الجَنَّهِ .

و حَوْط بنُ عَبْدِ العُزَّی له حَدِیثٌ ،رَوَی عنه ابنُ بُرَیْدَه، و قِیل:خُوطٌ ،بضم الخاءِ المُعْجَمَهِ : صحابِیُّون و قال أَبو حاتِمٍ فی هذَا الأَخِیرِ:إِنَّه لا صُحْبَهَ له.

و قِرْواشُ بنُ حَوْطِ بنِ قِرْوَاشٍ الضَّبِّیُّ : شاعِرٌ،و أَبوه قَدْ یُعَدُّ فی الصَّحابَهِ ،و له وِفَادَهٌ فی حَدِیثٍ مَجْهُولِ الإِسْنَادِ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: حَوْطُ الحَظَائِرِ:رَجُلٌ من بَنِی النَّمِر ابنِ قاسِطٍ ،و هوَ أَخُو المُنْذِرِ بنِ امْرِیءِ القَیْسِ لأُمّه،جدّ النَّعْمَان بن المُنْذِر،قال الصّاغَانِیُّ :و کَانَتْ له مَنْزِلَهٌ من المُنْذِر الأَکْبَرِ،و هو المُنْذِرُ بنُ المُنْذِر،و لَهُ حَدِیثٌ ،و الَّذِی قَرَأْتُ فی أَنْسَابِ أَبِی عُبَیْدٍ فی نَسَبِ بَنِی النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ :

و من بَنِی عَوْفِ بنِ سَعْدٍ أَبُو حَوْطٍ الحِطَّانِیّ ،و ابْنُه جابِرٌ کان أَخَا المُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ لأُمِّه.

و الحُوطَهُ ،بالضَّمّ :لُعْبَهٌ تُسَمَّی الدَّارَهَ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : حُطْ حُطْ ؛أَمرٌ بصِلَهِ الرَّحِمِ ،کأَنَّه یَقُول:تَعَهَّدِ الرَّحِمَ و احْفَظْهَا.قال: و هو أَیضاً:[أَمرٌ] (2)بتَحْلِیَهِ الصِّبْیَهِ ،أَی الصِّبْیَانِ بالحَوْطِ و هو هِلاَلٌ من فِضَّهٍ کما تقدّم.

و حُوَیْطٌ ،کزُبَیْرٍ:اسمٌ ،و منهم جَدُّ هذِه القَبِیلَهِ المَشْهُورَهِ بالحُویْطَاتِ ،فی ضَوَاحِی مِصْر،و قد اخْتُلِفَ فی نَسَبِهم.

و الحِوَطُ ،کعِنَبٍ :ما تَتِمُّ (3)به الدَّرَاهِمُ إِذَا نَقَصَتْ فی الفَرَائِضِ أَو غَیْرِهَا،عن ابن بُزُرْج،و یُقَالُ :هَلُمَّ حِوَطَهَا .

و من المَجَازِ: حَاطُونا الفَضَاءَ ،هکَذَا بالفَاءِ و الضّادِ المُعْجَمَهِ فی النُّسَخ (4)،و فی بَعْضِها بالقَافِ و الصّادِ المهمله،و مثلُه فی الأَساسِ ، أَیْ تَباعَدُوا عَنّا و هُمْ حَوْلَنَا، و ما کُنَّا بالبُعْدِ مِنْهُم لَوْ أَرادُونَا ،قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ :

فحَاطُونَا القَصَا (5)وَ لَقَدْ رَأَوْنا

قَرِیباً حَیْثُ یُسْتَمَعُ السِّرَارُ

و فی الأَساس:إِذَا نَزَلَ بکَ خَطْبٌ ،فلَمْ یَحُطْکَ أَخُوکَ ، و ترکَ مَعُونَتک،قِیل: حَاطَکَ القَصَاء (6)،و هُوَ تَهَکُّم،أَی حاطَکَ فی الجَانِبِ القَصَا،و هُوَ البَعِیدُ،و مَعْناه:لم یَحُطْکَ ؛لأَنَّ مَنْ یَحُوطُ أَخاه یَدْنُو منه،و یُسَانِدُه.

و من المَجَازِ:وَقَعُوا فی تُحِیط ،بضَمِّ التّاءِ، و تَحُوط ، کِلاهُما عن ابْنِ السِّکِّیتِ ، و تَحِیط ،بالفَتْحِ ، و تِحِیط ، بالکَسْرِ للإِتباع، و التَّحُوطُ ،و التَّحِیط ،بالّلامِ فیهِمَا،

ص:227


1- (1) و قول ابن الأثیر فی اللباب نصاً أنه مات بعد سنه تسع و سبعین و مائتین.
2- (2) زیاده مقتبسه عن التهذیب،و عبارته:و حط حط إذا أمرته بأن یُحلِّی صبیه بالحوط .
3- (3) التکمله:ما یُتَمَّمُ به.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و حاطونا القَصَّاء،هکذا رأیته فی نسخه المؤلف مضبوطاً بخطه ا ه شنقیطی.
5- (5) عن الأساس و بالأصل:«القصاء و قد».
6- (6) فی الأساس:القَصَا.

و یَحِیط بالمُثَنَّاه تَحْت ،أَی السَّنَه المُجْدِبَه ،و قال الفَرّاءُ:

الشَّدِیده تُحِیطُ بالأَمْوَالِ ،أَی تُهْلِکُها،أَو تُحِیطُ بالنّاسِ :

تُهْلِکُهُم،کما فی الأَسَاسِ .و تَحُوطُ من حَاطَ به بمعْنَی أَحاطَ ،أَو عَلَی سَبِیلِ التفاؤلِ ،کما الأَسَاس،فهی خَمْسُ لُغَاتٍ نَقَلَهُنَّ الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَهِ ما عدا التَّحُوط و التَّحِیط ؛فإِنَّهُمَا فی اللِّسَانِ ،فتکونُ سَبْعَهً ،و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ لأَوْسِ بن حَجَرٍ یَرْثِی فَضَالَه بنَ کَلَدَهَ ،و یُرْوَی لِبشْرِ بنِ أَبِی خازِمٍ :

و الحَافِظُ الناسَ فی تَحُوطَ إِذَا

لَمْ یُرْسِلُوا تَحْتَ عائذٍ رُبَعَا

و مِنَ المَجَاز: حَاوَطَ فُلانٌ فُلاناً ،إِذا دَاوَرَه فی أَمْرٍ یُرِیدُه منه و هُوَ یَأْباهُ ،کَأَنَّ کُلاًّ مِنْهُمَا یَحُوطُ صاحِبَه ،قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :

و حاوَطَنِی حَتَّی ثَنَیْتُ عِنَانَه

علی مُدْبِرِ العِلْبَاءِ رَیّانَ کاهِلُهْ (1)

و فی الأَسَاسِ :حَاوِطْه فإِنَّهُ یَلینُ لک،أَی دَاوِرْه،کأَنَّکَ تَحُوطُه و هو یَحُوطُک .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

أَحَطْتُ الحَائِطَ ،إِذَا عَمِلْتَه.عن أَبِی زَیْدٍ.

و کَرْمٌ مُحَوَّطٌ ،کمُعَظَّمٍ :بُنِیَ حَوْلَه حَائِطٌ ،کما فی الصّحاح،قال:و منه قولُهُمْ :أَنا أُحَوِّطُ حَوْلَ ذلِکَ الأَمْرِ، أَی أَدُورُ.و هو مَجَاز.

و مع فُلانٍ حِیطَهٌ لک،و لا تَقُلْ :علیک،أَی تَحَنُّنٌ و تَعَطُّفٌ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و أَحَاطَتْ به الخَیْلُ ،و احْتَاطَتْ به،أَی أَحْدَقَتْ به،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و زادَ غیرُه:کحَاطَتْ به.

و رَجُلٌ حَیِّطٌ ،کسَیِّد: یَحُوط أَهْلَه و إِخْوَانَه.

و اسْتَحَاطَ فی الأُمُورِ،و هو مُسْتَحِیطٌ فی أَمْرِه،أَی محتاطٌ .

و أُحِیطَ بفلانٍ ،إِذا أُتِیَ علیه،أَو دَنَا هَلاکُه،و هو مَجَازٌ.

و یُقَال:فُلانٌ مُحَاطٌ به،إِذا کَان مَقْتُولاً مَأْتِیًّا علیه،و منه قولُه تَعَالَی: وَ أُحِیطَ بِثَمَرِهِ (2)أَی أَصابَهُ ما أَهْلَکَه و أَفْسَدَه.

و حَاطَهُمْ قَصَاهُم،و بقَصَاهُم،إِذا قاتَلَ عَنْهُم:کما فی اللِّسَانِ .

و قَالَ أَبُو عَمْرٍو: حَوِّطُوا غُلامَکُم،أَی أَلْبِسُوه الحَوْطَ .

قلتُ :و منه التَّحْوِیطَهُ :اسمٌ لِمَا یُعَلَّقُ علی الصَّبِیِّ لدَفْعِ العَیْنِ .یَمانِیَهٌ .

و حائطٌ :لَقَبُ علیِّ بنِ أَبِی الفَضْل الصُّوفِیِّ ،رَوَی عن أَبِی الحُسَیْنِ بنِ الطُّیُورِیِّ .ضَبَطَه الحافِظُ .

و الحُوَیْطَه ،کجُهَیْنَهَ :قَرْیَهٌ بمِصْرَ من الشرقیَّهِ .

و حَوْطُ بنُ عَامِرِ بنِ عَبْدِوُدِّ بنِ عَوْفِ بنِ کِنَانَهَ بنِ عَوْفِ بنِ عُذْرَهَ بن زَیْدِ الَّلاتِ :بَطْنٌ من قُضَاعَهَ .

و حَوْطُ بنُ عَمْرِو بنِ خَالِدِ بن مَعْبَدِ بن عَدِیِّ بنِ أَفْلَتَ الطّائِیُّ ،جَدُّ بَنِی الجَرّاحِ بفِلَسْطِینَ .

حیط

حاطَ الفَرْسُ یَحِیطُ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه،قال أَی تَوَرَّمَ جِلْدُهُ و انْتَفَخَ من آثَارِ السِّیاطِ .

و طَعَامٌ حائِطٌ :یَنْتَفِخُ منه البَطْنُ .کَذَا فی المُحْکَمِ ، و عِنْدِی أَنَّ الکُلَّ تَصْحِیفٌ و الأُولَی ب [البَاءِ] (3)المُوَحَّدَهِ ، من الحَبْط ،و هو الوَرَم، و الثّانِیَهُ بالنُّونِ من حَنط .

قلتُ :و لو جُعِل بالموحَّدَهِ أَیْضاً صَحَّ مَعْنَاه،فتَأَمَّل.و لم یَتَعَرَّضْ له الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه و لا صاحِبُ اللِّسَانِ ،و إِنَّمَا ذَکَرَ الصّاغَانِیُّ هُنَا فی العُبَابِ اللُّغَاتِ الثَّلاثَهَ (4)فی تَحُوط بمعنَی السَّنَهِ الشَّدِیدَه،و هُنَّ : تَحِیطُ ،و تُحِیطُ ،و یَحِیط ، علی أَنَّ عینَه یاءٌ لا وَاوٌ،و هو مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .

فصل الخاءِ مع الطاءِ

خبط

خَبَطَهُ یَخْبِطُهُ :ضَرَبَهُ شَدِیداً ،کذا فی المُحْکَمِ ، و کَذَا البَعِیرُ بیَدِهِ الأَرْضَ خَبْطاً :ضَرَبَهَا،کمَا فی الصّحاحِ ،و فی التَّهْذِیبِ : الخَبْطُ :ضَرْبُ البَعِیرِ الشَّیْ ءَ بخُفِّ یَدِه،کما قال طَرَفَهُ :

ص:228


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و حاوطنی،الذی فی اللسان و [1]الأساس:و حاوطته»و فی التهذیب أیضاً:و حاوطته.
2- (2) سوره الکهف الآیه 42. [2]
3- (3) زیاده عن القاموس. [3]
4- (4) هکذا بالأصل و الصواب:الثلاث.

تَخْبِطُ الأَرْضَ بصُمٍّ وُقُحٍ

و صِلاَبٍ کالمَلاَطِیسِ سُمُرْ (1)

أَرادَ أَنَّهَا تَضْرِبُهَا بأَخْفَافِهَا إِذا سَارَتْ ،و منه

16- حَدِیثُ سَعْدٍ:

«لا تَخْبِطُوا خَبْطَ الجَمَلِ ،و لا تَمُطُّوا بآمِین». نَهَی أَنْ یُقَدِّمَ رِجْلَه عِنْدَ القِیَامِ من السُّجُودِ.و قیلَ : الخَبْطُ فی الدّوابِّ :الضَّرْبُ بالأَیْدِی دُونَ الأَرْجُلِ فیکون للبَعِیرِ (2)بالیَدِ و الرِّجْلِ ،و کُلّ ما ضَرَبَه بیَدِه فقد خَبَطَه ،أَنْشَدَ سِیبَوَیْه:

فَطِرْتُ بمُنْصُلِی فی یَعْمَلاَتٍ

دَوَامِی الأَیْد یَخْبِطْنَ السَّرِیحَا (3)

و قیل: الخَبْطُ :الوَطْ ءُ الشدیدُ،و قیل:هو من أَیْدِی الدَّوَابِّ .

قال شیخُنا:عِبَارَهُ الکَشّافِ : الخَبْطُ :الضَّرْب علی غَیْرِ اسْتِواء.و قالَ غیرُه:هو السَّیْرُ عَلَی غَیْرِ جَادَّهٍ أَو طَرِیقٍ وَاضِحَهٍ .و قیلَ :أَصْلُ الخَبْطِ :ضَرْبٌ مُتَوَالٍ علی أَنْحَاءٍ مُخْتَلِفَهٍ ،ثُمّ تُجُوِّزَ بهِ عن کُلِّ ضَرْبٍ غیر مَحْمُودٍ،و قیلَ :

أَصْلُه ضَرْبُ الیَدِ أَو الرِّجْلِ و نَحْوِها.و المُصَنِّفُ جَعَلَ الخَبْطَ :الضَّرْبَ الشَّدِیدَ،و لیس فی شَیْ ءٍ مّما ذَکرْنَا إِلاّ أَن یَدْخُلَ فی الضَّرْبِ الغیرِ المَحْمُودِ،فتأَمَّلْ .

قُلت:قد تَقَدَّم أَنَّ الخَبْطَ بمَعْنَی الضَّرْبِ الشَّدِیدِ نَقَلَه المُصَنِّفُ عن المُحْکَم،و قال غَیْرُه:هو الوَطْ ءُ الشَّدِیدُ، و نَقَلَه فی اللِّسَانِ ،فحِینَئِذٍ لا یُحْتَاج إِلی التَّکَلُّفِ الَّذِی ذَهَب إِلیه شَیْخُنَا من إِدْخَالِهِ فی الضَّرْبِ الغَیْرِ المَحْمُودِ،و ما نَقَلَه عن الکَشّافِ فإِنَّه مُسْتَعارٌ من خَبْطِ البَعِیر،و کذا السَّیْرُ علی غیرِ جَادَّهٍ .و قولُه:و لَفْظَهُ «کذا»فی قَوْلِه:و کَذَا البَعِیر، زیادهٌ غیرُ مُحْتَاجٍ إِلیها،قلت:بل مْحْتَاجٌ إِلیها،فإِنَّهُ أَشَارَ إِلی الضَّرْبِ الشَّدِیدِ،و مُرَادُه من ذلِکَ قولُهم: خَبَطَ البَعِیرُ بیَدِه الأَرْض،إِذا ضَرَبَها شَدِیداً،کما فی الأَسَاسِ أَیْضاً، و تَقدَّمَ عن بَعْضِهَم أَنَّ الخَبْطَ هو الوَطْ ءُ الشَّدِیدُ.فلَوْ لَم یَذْکُرْ لَفْظَهَ کذَا،احْتَاجَ إِلَی زِیَادَهِ قَوْلِه:ضَرَبَهَا شَدِیداً،أَو کان یُفْهَم منه مُطْلَقُ الضَّرْبِ ،کما هو فی الصّحاحِ ، فتأَمَّل.

کتَخَبَّطَهُ و اخْتَبَطَهُ .و فی العُبَابِ :کُلُّ مَنْ ضَرَبَه بیَدِه فَصَرَعَهُ فقد خَبَطَهُ و تَخَبَّطَهُ .و اخْتَبَطَ البَعِیرُ،أَی خَبَطَ ،قال جَسّاسُ بنُ قُطَیْبٍ یَصِفُ فَحْلاً:

خَوَّی قَلِیلاً غَیْرَ ما اخْتِباطِ

علی مَثَانِی عُسُبٍ سِبَاطِ

و فی التّهْذِیب:قال شُجَاعٌ :یقال: تَخَبَّطَنِی برِجْلِه، و خَبَطَنِی ،بمعْنًی وَاحِدٍ،و کذلِکَ تَخَبَّزَنی و خَبَزَنِی.

و خَبَطَهُ یَخْبِطُه خَبْطاً : وَطِئَهُ شَدِیداً کخَبْطِ البَعِیرِ بِیَدِه.

و خَبَطَ القَوْمَ بسَیْفَه:جَلَدَهُم ،و هو مَجَازٌ من خَبْطِ الشَّجَرِ،کما فی الأَسَاس.

و خَبَطَ الشَّجَرهَ بالعَصَا یَخْبِطُهَا خَبْطاً : شَدَّهَا ثُمَّ ضَرَبَهَا بالعَصَا و نَفَضَ وَرَقَهَا لیَعْلِفَهَا الإِبِلَ و الدّوَابَّ ،و فی التَّهْذِیبِ : الخَبْطَ :ضَرْبُ وَرَقِ الشَّجَرِ حتّی یَنْحاتَّ عنه، ثم یَسْتَخْلِف من غیر أَنْ یَضُرَّ ذلِکَ بأَصْلَ الشَّجَرَه و أَغْصَانِهَا.و قال اللَّیْثُ : الخَبْطُ : خَبْطُ وَرَقِ العِضَاهِ من الطَّلْحِ و نحْوِه یُخْبَطُ بالعَصَا فیَتَنَاثَرُ ثمّ یُعْلَفُ الإِبلُ .قال ابنُ الأَثِیرِ:و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ: «لَقَد رَأَیْتُنِی بهذَا الجَبَلِ أَحْتَطِبُ مَرَّهً و أَخْتَبِطُ أُخْرَی» (4). و

14- الحَدِیثُ الآخَر: «سُئِلَ :هَلْ یَضُرُّ الغَبْطُ؟قَال:لا إِلاّ کما یَضُرُّ العِضاهَ الخَبْطُ ». الغَبْطُ :حَسَدٌ خاصُّ ،فأَرَادَ صلی اللّه علیه و سلّم أَنّ الغَبْطَ لا یَضُرُّ ضَرَرَ الحَسَدِ،و أَنَّ ما یَلْحَقُ الغابِطَ من الضَّرَر الرّاجِعِ إلی نُقْصَانِ الثَّوَابِ دُونَ الإِحْبَاطِ بقَدْرِ مَا یَلْحَقُ العِضَاهَ من خَبْطِ وَرَقِهَا الَّذِی هو دُونَ قَطْعِها و اسْتِئْصالِهَا،و لأنَّه یَعُودُ بعدَ الخَبْطِ وَرَقُهَا،فهو و إِنْ کان فیه طَرَفٌ من الحَسَد فهو دُونَه فی الإِثْم.

و خَبَطَ اللَّیْلَ یَخْبِطُه خَبْطاً : سارَ فیهِ عَلَی غَیْرِ هُدًی ،و هو مَجاز،و یُقَال:باتَ یَخْبِطُ الظَّلْمَاءَ،قال ذُو الرُّمَّه:

سَرَتْ تَخْبِطُ الظِّلْمَاءَ مِن جَانِبَیْ قَسًی

و حُبَّ بَها مِن خَابِطِ اللَّیْلِ زائِرُ

ص:229


1- (1) دیوانه و الروایه فیه: جافلات فوق عُوج عجل رکبت فیها ملاطیس سُمُرْ فلا شاهد فی هذه الروایه.
2- (2) فی اللسان:و [1]قیل:یکون للبعیر....
3- (3) نسب بحواشی المطبوعه الکویتیه لمضریّ بن ربعی الفقعسی الأسدی.
4- (4) فی النهایه: [2]أی أضرب الشجر لینتثر الخبط منه.

و قیل: الخَبْطُ :کلّ سَیْرٍ علی غَیْرِ هُدًی،أَو علی غیْرِ جَادَّهٍ .

و مِنَ المَجَاز: خَبَطَ الشَّیْطَانُ فُلاناً ،إِذا مَسَّهُ بأَذًی فأَفْسَدَه و خَبَلَه، کتَخَبَّطَهُ .

16- و فی حَدِیثِ الدُّعَاءِ: «و أَعُوذُ بک أَنْ یَتَخَبَّطَنِی الشَّیْطَانُ ». أَی یَصْرَعَنی وَ یَلْعَبَ بِی.

و من المَجَازِ: خَبَطَ زَیْداً ،إِذا سَأَلَه المَعْرُوفَ من غَیْرِ آصِرَه ،علی فَاعِلَهٍ ،و هو الرَّحِمُ و القَرَابهُ ،کما تَقَدَّم، کاخْتَبَطَهُ ،و هذِه عن ابنِ بَرِّیّ .و قال ابنُ فَارِسٍ :الأَصْلُ فیه أَنَّ السّارِیَ إِلیه أَو السَّائرَ لا بُدَّ من أَنْ یَخْتَبِطَ الأَرْضَ ، ثمّ اخْتُصِرَ الکَلامُ فقِیلَ للآتِی طَالِباً جَدْوَی: مُخْتَبِطٌ ، فخَبَطَهُ زَیْدٌ المَسْئُولُ بخَیْرٍ:أَعْطَاهُ .و قال أَبو زَیْدٍ: خَبَطْت الرَّجُلَ خَبْطاً :وَصَلْتَه.و شَاهِدُ الخَبْطِ بمَعْنَی السُّؤالِ قولُ زُهَیْرِ بنِ أَبِی سُلْمَی یَمْدَحُ هَرِمَ بنَ سِنَانٍ :

و لَیْسَ مانِعَ ذِی قُرْبَی و لا رَحِمٍ

یَوْماً و لا مُعْدِماً مِنْ خَابِطٍ وَرَقَا (1)

و أَمّا شاهِدُ الاخْتِبَاطِ بمَعْنَی طَلَبِ المَعْرُوفِ ،فقَوْلُ الشّاعِرِ:

و مُخْتَبِطٍ لمْ یَلْقَ من دُونِنَا کُفًی

و ذَاتِ رَضِیعٍ لم یُنِمْهَا رَضِیعُهَا

و قَوْلُ لَبِیدٍ:

لِیَبْکِ علی النُّعْمَانِ شَرْبٌ و قَیْنَهٌ

و مُخْتَبِطَاتٌ کالسَّعَالِی أَراملُ

و مِنْ أَبْیَاتِ الشَّوَاهِد:

لِیَبْکِ یَزِیدَ ضَارِعٌ لخُصُومَه

و مُخْتَبِطٌ مّما تُطِیح الطَّوائحُ

کُلُّ ذلِکَ مُسْتَعَارٌ من خَابِطِ الوَرَقِ

و خَبَط فُلانٌ :قَامَ ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و هو تصحیفٌ ، صوابُه:«نَامَ »،بالنُّونِ ،فقد قال أَبو عُبَیْد: خَبَطَ :مثلُ هَبغَ ،إِذا نامَ .

و خَبَطَ البَعِیرَ خَبْطاً ،إِذا وَسَمَهُ بالخِبَاطِ ،بالکَسْرِ،کما سَیَأْتِی قَرِیباً،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و خَبَطَ فُلانٌ :طَرَحَ نَفْسَه حَیْثُ کَانَ لِیَنَام ،کذا فی الصّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ :حیثُ کانَ ،و نامَ ،و أَنْشَدَ لدبَّاقٍ (2)الدُّبَیْرِیّ :

قَوْدَاءُ تَهْدِی قُلُصاً مَمَارِطاً

یَشْدَخْنَ باللَّیْلِ الشُّجَاعَ الخَابِطَا

المَمَارِطُ :السِّرَاعُ ،وَاحِدها،مِمْرَطَهٌ .

و خَبَطَ فُلانٌ فُلاناً ،إِذَا أَنْعَمَ عَلَیْهِ من غَیْرِ مَعْرِفَهٍ بَیْنَهُمَا ، کذا فی الصّحاحِ ،و هو مَجازٌ،و زاد غیرُه:و لا وَسِیلَهَ و لا قَرَابَهَ .

قلتُ :و هو بعَیْنِه: خَبَطَه بخَیْرٍ:أَعْطَاهُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لعَلَقَمَهَ بن عَبَدَهَ یَمدَحُ الحارِثَ بن أَبِی شَمِرٍ،و یَسْتَعْطِفُه لأَخِیهِ شَأْسٍ :

و فی کُلِّ حَیٍّ قد خَبَطْتَ بنِعْمَهٍ

فحُقَّ لشَأْسٍ مِنْ نَدَاکَ ذَنُوبُ (3)

فَقَالَ الحارِثُ :نَعَمْ و أَذْنِبَهٌ ،و کان قد أَسرَ شَأْسَ بن عَبَدَهَ یَومَ عَیْنِ أُبَاغَ ،فَأَطْلَق شَأْساً و سَبْعِینَ أَسِیراً من بَنِی تَمِیمٍ .

قلتُ :هکَذَا فی نُسَخِ الصّحاحِ :«قد خَبَطْت »و وجَدتُ فی الهَامِشِ :و الأَجْوَدُ أَنْ یُکتب« خَبَطَّ »بغَیْرِ تاءٍ؛لأَنَّ أَصلَه خَبَطْتَ ،فأُدْغِم،فطَرْحُ التّاءِ من الکِتَابَهِ أَجْوَدُ قلتُ :و کَذلِکَ یُرْوَی أَیْضاً فی اللّسَان،و لو قال:«خَبَتَّ »یُرِیدُ« خَبَطْتَ » لکان أَقْیَسَ اللُّغَتَیْن؛لأَنَّ هذه التَّاءَ لیسَتْ مُتَّصِلَهً بما قَبْلَها اتّصالَ تاءِ افْتَعَلْتَ بمثَالِهَا الذی هی فیه،و لکِنَّه شَبَّه تاءَ خَبَطْت بتاءِ افْتَعَل،فقَلَبَهَا طاءً؛لوقُوعِ الطّاءِ قَبْلَهَا،کقوله:

اطَّرَد،و اطَّلَعَ .قال شیخُنَا:و أَرادَ بقَوْلِه:«فی کُلّ حَیٍّ »أَنَّ النّابِغَهَ کانَ کَلَّمَه فی أَسارَی بنِی أَسَدٍ،و کانُوا نَیّفاً و ثَمانِین، فأَطْلَقَهم.و استعارَ الذَّنُوبَ لنَصِیبِه من الحارِثِ .

و فَرَسٌ خَبُوطٌ و خَبِیطٌ : یَخْبِطُ الأَرْضَ برِجْلَیْهِ ،کما فی العَیْن،و فی التَّهْذِیب:بِیَدَیْه.

ص:230


1- (1) روایه عجزه فی التهذیب و اللسان: یوماً و لا خابطاً من ماله ورقا و المثبت روایه الدیوان.
2- (2) فی اللسان [1]ط دار المعارف مصر:أبّاق الدبیری.
3- (3) فی الأساس نسبه لعمرو بن شأس یخاطب الملک.

و المِخْبَطُ کمِنْبَرٍ:العَصَا یُخْبَطُ بها الوَرَقُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «فَضَرَبَتْهَا ضَرَّتُهَا بمِخْبَطٍ فَأَسْقَطَتْ ». و الجَمعُ المَخَابِطُ ،و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ اسْتِطْراداً بعدَ هذا بقَلِیلٍ ، و شاهِدُه:

لَمْ تَدْرِ ماسَأْ لِلْحَمِیر و لَمْ

تَضْرِب بکفِّ مَخابِطَ السَّلَمِ (1)

و الخَبَطُ ،مُحَرَّکَهً :وَرَق الشَّجَرِ یُنْفَضُ بِالْمَخَابِطِ ،أَی العِصِیِّ ،ثمّ یُجَفَّفُ و یُطْحَنُ و یُخْلَطُ بدَقِیقٍ أَو غَیْرِه، و یُوخَفُ بالماءِ فتُوجَرُه الإِبِلُ ،قالَهُ أَبو حَنِیفَهَ ،سُمِّیَ به لأَنَّهُ یُخْبَطُ بالعَصَا حَتّی یَنْتَثِرَ، و الخَبَطُ : کُلُّ وَرَقٍ مَخْبُوطٍ بالعَصَا،فَعَلٌ بمعْنَی مَفْعُولٍ ،کالنَّفَضِ و الهَدَم،و هو من عَلَف الإِبِلِ .

و الخَبَطُ أَیْضاً: مَا خَبَطَتْهُ الدَّوَابُّ بأَرْجُلِهَا و کَسَرَتْهُ .

و و الخَبَط : ع،لِجُهَیْنَهَ بالقَبَلِیَّهِ (2)ممّا یَلِی ساحِلَ البَحْرِ، علی خَمْسَهِ أَیّامٍ من المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ علی ساکِنِها أَفضلُ الصَّلاهِ و أَتَمُّ السَّلاَمِ ،

14- و منه سَرِیَّهُ الخَبَطِ ،من سَرَایاهُ صلی اللّه علیه و سلّم ، أَمیرُها أَبو عُبَیْدَهَ بنُ الجَرَّاح،رضی اللّه عنه،و کانت فی رَجَب سنه ثَمَانٍ من الهِجْرَه،بَعَثَه رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم فی ثلاثِمِائَهٍ من المُهَاجِرِینَ و الأَنْصَارِ،منهم:عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رضِیَ اللّه عنه، إِلی حَیٍّ من جُهَیْنَهَ بالقَبَلِیَّهِ ، أَو لأَنَّهُم جاعُوا فی الطَّرِیقِ حَتَّی أَکَلُوا الخَبَطَ ،فسُمُّوا جَیْشَ الخَبَطِ ،و سَرِیَّهِ الخَبَطِ .

و الخَبِیطُ ،کأَمِیرٍ: الحَوْضُ الذی خَبَطَتْه الإِبِلُ فهَدَمَتْهُ ، و قِیل:سُمِّیَ به لأَنَّ طِینَهُ یُخْبَطُ بالأَرْجُلِ عند بِنَائِه. ج:

خُبُطٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،قال الشّاعِرُ:

و نُؤْیٍ کأَعْضَادِ الخَبِیطِ المُهَدَّمِ (3)

قاله اللّیْثُ ،و قال أَبُو مالِکٍ : الخَبِیطُ :هو الحَوْضُ الصَّغِیرُ.

قال: و الخَبِیطُ : لَبَنٌ رَائِبٌ أَو مَخِیضٌ یُصَبُّ علیه حَلِیبٌ من لَبَنٍ ،ثمَّ یُضْرَبُ حَتّی یَخْتَلِطَ ،و أَنْشَدَ:

أَو قُبْضَهٍ من حَازِرٍ خَبِیطِ

و الخَبِیطُ الماءُ القَلِیلُ یَبْقَی فی الحَوْضِ ،مثل الصُّلْصُلَهِ ،عن ابْنِ السِّکِّیتِ ،و یُقَالُ :فی الإِنَاءِ خَبِیطٌ مِن ماءٍ،و أَنْشَدَ:

إِنْ تَسْلَمِ الدَّفْواءُ و الضَّرُوطُ

یُصْبِحْ لَهَا فی حَوْضِهَا خَبِیطُ

و الدَّفْواء و الضَّرُوط :نَاقَتَان.و کذلِکَ : الخِبْطُ و الخِبْطَهُ .

و الخَبَاطُ ،کسَحَابٍ :الغُبَارُ یَرْتَفِعُ من خَبْطِ الأَرْجُلِ .

و الخُبَاطُ ، کغُرَابٍ :داءٌ کالجُنونِ و لیسَ به،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و یُرْوَی بالحَاءِ،و قد تقدّم.

و الخِبَاطُ ، بالکَسْرِ:الضِّرَابُ ،عن کُرَاع.

و الخِبَاطُ : سِمَهٌ فی الفَخِذِ ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و السُهَیْلِیُّ فی الروَّض،و هکَذَا فی العَیْن.

و (4)قیل:هی الَّتِی تَکُونُ علی الوَجْهِ ،حکاه سِیبَوَیْه، و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هو فَوْقَ الخَدِّ،و زاد الجَوْهَرِیُّ : طَوِیلَهٌ عَرْضاً ،قال: و هی لِبَنِی سَعْدٍ ،و قال ابنُ الرُّمَّانِیّ فی تَفْسِیر الخِبَاطِ :فی کتاب سِیبَوَیْهٍ :إِنَّهُ الوَسْمُ فی الوَجْهِ ،و العِلاَطُ و العِرَاضُ فی العُنُق.قال:و العِرَاضُ یکون عَرْضاً.و العِلاَطُ یکونُ طُولاً،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ للمُتَنَخِّلِ :

مَعَابِلَ غیرَ أَرْصَافٍ و لکِنْ

کُسِینَ ظُهَارَ أَسْوَدَ کالخِبَاطِ (5)

قال:غیر أَرْصافِ ،أَی:لَیْسَتْ مَشْدُودَهً بِقَتبٍ .قُلْتُ :

و لم أَجِدْ هذَا البَیْتَ فی طَائِیَّهِ المُتَنَخِّلِ الَّتی أَوّلُهَا:

ص:231


1- (1) قوله:«ماسَأ»عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل:ما ساء.
2- (2) معجم البلدان:موضع فی أرض جهینه بالقبلیه.
3- (3) الأساس و نسبه لذی الرمه و روایته: و مستقوسٍ قد ثلم السیلُ جدره شبیه بأعضاد الخبیط المهدّمِ .
4- (4) فی القاموس:«أو».
5- (5) الذی فی دیوان الهذلیین 28/2 للمتنخل: خواظٍ فی الجفیر مخویاتٍ کسین ظُهار أصحر کالخیاطِ و فسره:الخیاط :زق زیت،أی کأنه وعاء للزیت،فربما شق فجعل مثل القرو.

عَرَفْتُ بأَجْدُثٍ فنِعَافِ عِرْقٍ

عَلاَماتٍ کتَحْبِیرِ النِّمَاطِ (1)

و هی إِحْدَی و أَرْبَعُون (2)بیتاً.

و بما شَرَحْنَا ظَهَر لکَ أَنَّ إِنکارَ شَیْخنا لقَوْلِه:«و الوجه» فی غیرِ مَحَلِّه.

ج : خُبُطٌ ، ککُتُبٍ ،و أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِیِّ لوَعْلَهَ الجَرْمِیِّ :

أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَنِی الدَّیّانِ مُوضِحَهً

شَنْعَاءَ باقِیَهَ التَّلْحِیمِ و الخُبُطِ (3)

و الخَبْطَهُ :الزَّکْمَهُ تُصِیبُ فی فَصْلِ -هکَذا فی النُّسَخِ ، و هو غَلَطٌ ،و الصَّوَابُ :فی قُبُلِ - الشِّتَاءِ ،کما هو نَصّ العَیْن،و فی اللِّسَان:کالزَّکْمَهِ تَأْخُذُ قَبْلَ (4)الشِّتاءِ،و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الخَبْطَهُ :الزُّکَامُ ، و قد خُبِطَ الرَّجُلُ کعُنِیَ فهو مَخْبُوطٌ ،و هو مَجازٌ.

و الخَبْطَهُ : بَقیَّهُ الماءِ فی الغَدِیرِ و الإنَاءِ،و یُثَلَّثُ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هی الخَبْطَهُ ،و الخِبْطَهُ ،و الحَقْلَهُ و الحِقْلَهُ ، و الفَرْسَهُ و الفَرَاسَهُ (5)،و السُّحْبَهُ و السُّحَابَهُ ،کلّه:بَقِیَّهُ الماءِ فی الغَدِیرِ،و نَقَلَ الجَوْهرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ،و فی القِرْبَهِ خِبْطَهٌ من ماءٍ،و هو مِثْلُ الجرْعه و نَحْوِها.و قال:و لم یَعْرِف له فِعْلاً.و نَقَل الأَزْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ: الخِبْطَه :الجَرْعَه من الماءِ تَبْقَی فی قِرْبهٍ أَو مَزَادَهٍ أَو حَوْضٍ ،و لا فِعْلَ لها.

و وَجَدْتُ فی هامِشِ الصّحاح-عند قَوْلِ أَبِی زَیْدٍ.

الجَرْعَه-قال أَبو زَکَرِیّا.قال:الهَرَوِیُّ :هکَذَا بخَطِّ الجَوْهَرِیِّ ،و أَظنه مثلَ الجِزْعه بالزّایِ و کَسْرِ الجِیمِ ،و هو القَلِیلُ من الماءِ. ج خِبَطٌ و خُبَطٍ کعِنَبٍ و صُرَدٍ ،الثَّانِی جَمْعُ الخُبْطَه ،بالضّمّ ،کالجُرْعَه و الجُرَع.

و الخِبْطَهُ ،بالکَسْرِ،علی ما قَیَّدَه الجَوْهَرِیُّ ،و سِیَاق المُصَنِّفِ یَقْتَضِی الفَتْحَ ،و لیس کذلِکَ :القَلِیلُ من اللَّبَن ، کما فی الصّحاحِ ،و هو قولُ أَبِی زَیْدٍ،زاد غیرُه: یَبْقَی فی السِّقَاءِ و لا فِعْلَ له.

و الخِبْطَه أَیْضاً: الطَّعَامُ یَبْقَی فی الإِنَاءِ ،و کذَا غیرُ الطَّعَام.

و قال ابنُ بُزُرْجَ :یُقَال: عَلَیْه خَبْطَهٌ جمیله،أَی مَسْحَهٌ جَمِیلَهٌ فی هَیْئَته و سَحْنَتِه.

و الخِبْطَهُ ،بالکَسْرِ: الشَّیْ ءُ القَلِیلُ من کُلِّ شیءٍ یبقَی فی الإِنَاءِ.

و الخَبْطَه ،بالفَتْح: المَطَرُ الوَاسِعُ فی الأَرْضِ ،و قیل:

هو الضَّعِیفُ القَطْرِ .

و الخِبْطَه ، بالکَسْرِ:القِطْعَه من البُیُوتِ و النّاسِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و یُقَال:کانَ ذلِکَ بعدَ خِبْطَهٍ من اللَّیْلِ ،أَی بعدَ صَدْرٍ منه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال أَبو الرَّبِیعِ الکِلاَبِیُّ :کان ذلِکَ بعد خِبْطَهٍ من اللَّیْل و خِدْفَهٍ (6)و خذمه (7)أَی قِطَعَه.

و الخِبْطَه : الیَسیرُ من الکَلَإ یبقَی فی الأَرْضِ ، أَو الیَسِیرُ من اللَّبَنِ یبقَی فی السِّقاءِ أَو هُوَ من الماءِ:الرّفَضُ ، و هو: مَا بَیْنَ الثُّلُثِ إِلی النِّصْفِ مِن السِّقَاءِ و الغَدِیرِ و الإِنَاءِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ،و نصُّهُ : الخِبْطُ من الماءِ:

الرَّفَضُ ،کذا وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِیِّ .قال المُحَشُّون:

الصّوابُ : الخِبْطَهُ .و قال غَیْرُه:فی الإِنَاءِ خِبْطٌ و خَبِیطٌ ، و هو:نَحْوُ النِّصْفِ .

و یُقَال، أَتَوْا خِبْطَهً خِبْطَهً ،أَی قِطْعَهً قِطْعَهً ،أَو جَمَاعَهً جَماعهً ،و ج خِبَطٌ ، کعِنَبٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال الشّاعِرُ:

افْزَعْ لِجُوفٍ قد أَتَتْکَ خِبَطَا

مِثْل الظَّلامِ و النَّهَارِ اخْتَلَطا

و الخُبَّاطُ ، کرُمّانٍ :ضَرْبٌ من السَّمَکِ ،أَوْلاَدُ الکَنْعَدِ ، و لو حَذَف لفظه«ضَرْب»کان أَحْسَن،فإِنَّ ابنَ عَبّادٍ قال:

« الخُبّاطُ من السَّمْکِ ،أَوْلادُ الکَنْعَدِ الصِّغَارُ.

ص:232


1- (1) بالأصل:«بأحدث»و المثبت عن دیوان الهذلیین 18/2 قال أبو سعید: أجدث و نعاف عرق هی مواضع.
2- (2) ذکر فی دیوان الهذلیین أربعین بیتاً.
3- (3) و یروی:باقیه التلحیظ .
4- (4) ضبطت العباره عن اللسان [1]دار المعارف،و فی التهذیب عن اللیث قال:الخبطه کالزکمه تصیب فی قُبل الشتاء.
5- (5) فی التهذیب:و الفرشه و الفراشه و السحبه و السحبان.
6- (6) عن التهذیب و اللسان:و [2]حذفه.
7- (7) فی التهذیب و اللسان:و [3]خِدمه.

و الأَخْبَطُ :مَنْ یَضْرِبُ (1)برِجْلَیْهِ الأَرْضَ ،و شُدِّد طاؤُه ضَرُورَهً فی قَوْلِ الشّاعِر:

عَنّا و مَدّ غایَهَ المُنْحَطِّ

قَصَّرَ ذُو الخَوَالِعِ الأَخْبَطِّ

ج خُبْطٌ بالضَّمِّ ،کأَحْمَرَ و حُمْرٍ. و المُخْبِطُ ،کمُحْسِنٍ :

المُطْرِقُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و قَوْلُه تَعالی : لا یَقُومُونَ إِلاّ کَما یَقُومُ الَّذِی یَتَخَبَّطُهُ الشَّیْطانُ مِنَ الْمَسِّ (2)أَیْ کَما یَقُومُ المَجْنُونُ فی حالِ جُنُونه إِذَا صُرعَ فسَقَطَ .و المَسُّ :الجُنُون،یُقَال: تَخَبَّطَه الشَّیْطَانُ :تَوَطَّأَه فصَرَعَه.

أَوْ یَتَخَبَّطُهُ ،[أَی (3)]یُفْسِدُه بخَبلِه.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

فُلانٌ یَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ،قال الجَوْهَرِیُّ :و هی النّاقَهُ التی فی بَصَرِها ضَعْفٌ ، تَخْبِطُ إِذا مَشَتْ ،لا تَتَوَقَّی شیئاً، و هو مَجَازٌ،قال زُهَیْرٌ:

رَأَیْتُ المَنَایَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبُ

تُمِتْهُ و من تُخْطِیءْ یُعَمَّرْ فیَهْرَمِ

یَقُول:رأَیْتُهَا تَخْبِطُ الخَلْقَ خَبْطَ العَشْوَاءِ من الإِبِلِ لا تُبْقِی علی أَحَد،فمَنْ خَبَطَتْه المَنَایَا مِنْهُمْ مَنْ تُمِیتُه،و منهم مَنْ تُعِلُّهُ فیَبْرَأَ و الهَرَمُ غایتُه،ثُمَّ المَوْت،و مثلُ ذلِکَ :فلانٌ یَخْبِطُ فی عَمْیَاءَ،إِذا رَکِبَ ما رَکِبَ بجَهَالَهٍ .

1- و فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ : « خَبّاطُ عَشَوَاتٍ . أَی یَخْبِطُ فی الظَّلاَمِ ،و هُوَ الَّذِی یَمْشی فی اللَّیْلِ بلا مِصْبَاحٍ ،فیَتَحَیَّرُ و یَضِلُّ ،فرُبَّما تَرَدَّی فی بِئْرٍ.

و المِخْبَطَه :القَضِیبُ و العَصَا،قال کُثَیِّرٌ:

إِذا خَرَجَت من بَیْتِها حَالَ دُونَها

بمِخْبَطَهٍ یا حُسْنَ مَنْ أَنْتَ ضارِبُ

یَعْنِی زَوْجَهَا یَخْبِطُها .

و یُرْوَی:

«إِذا ما رَآنِی بارِزاً حالَ ..

و اخْتَبَطَ له خَبَطاً ،مثلُ خَبَطَ .و النّاقَهُ تخْتَبِطُ الشَّوْکَ ،أَی تَأْکُله،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

حُوکَتْ علی نِیرَیْنِ إِذْ تُحَاکُ

تَخْتَبِطُ الشَّوْکَ و لا تُشَاکُ

أَی لا یُؤْذِیهَا الشَّوْکُ ،و حُوکَتْ علی نِیرَیْن،أَی أَنَّهَا قَوِیَّهٌ شَحِمَهٌ (4)مُکْتَنِرَه.

و یُقَالُ :ما أَدْرِی أَیُّ خَابِطِ اللَّیْلِ هو،أَو أَیُّ خَابِطِ لَیْلٍ هو،أَی أَیُّ النّاسِ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و الخَبْطُ بالیَدَیْنِ ،کالرَّمْح بالرِّجْلَیْنِ .

و خُبَاطَهُ ،بالضّمِّ ،معرفهً :الأَحْمَقُ ،کما قالُوا للبَحْرِ:

خُضَارَه.

و الخَبْطَهُ ،بالفَتْحِ :مَسَّهٌ مِن الجِنِّ .

و قال أَبُو مَالِکٍ :یُقَالُ : اخْتَبَطْتُ فُلاناً،و اخْتَبَطْتُ مَعْرُوفَه فاخْتَبَطَنِی بخَیْرٍ،قال ابنُ بَرِّیّ :و أَنْشَدَ أَبو زَیْدٍ قولَ الشّاعِر:

و إِنّی إِذَ ضَنَّ الرَّفُودُ برِفْدِهِ

لَمُخْتَبِطٌ من تَالِدِ المَالِ جَازِحُ

أَی إِذا بَخِلَ الرَّفُودُ برِفْدِه فإِنّی لا أَبْخَلُ ،بل أَکُونُ مُخْتَبِطاً لِمَنْ سَأَلَنِی،و أُعْطِیه من تَالِدِ مَالِی،أَی القَدِیم.

و المُخْبِطُ (5)،کمُحْسِنٍ :طَالِبُ الرِّفْدِ من غَیْرِ سَابِقِ مَعْرِفَهٍ ،و هو مَجَازٌ،شُبِّه بِخَابِطِ الوَرَقِ ،أَو خَابِطِ اللَّیْل، و منه

17- حَدِیثُ ابنِ عامِرٍ: قیلَ له فی مَرَضِه الَّذِی ماتَ فیه:

«قد کُنْتَ تَقْرِی الضَّیْفَ و تُعْطِی المُخْبِطَ ».

و الخِبْطَهُ ،بالکَسْرِ:القِطْعَهُ من کُلِّ شَیْ ءٍ.

و الخِبْطُ ،بالکَسْرِ:الماءُ القَلِیلُ فی الحَوْضِ .

و الخَبِیطُ :الرَّفَضُ من الماءِ،و هو نَحْوٌ من النِّصفِ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ ، کالخَبِیطَهِ ،بالهَاءِ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

هَلْ رَامَنِی أَحَدٌ یُرِیدُ خَبِیطَتِی

أَمْ هَلْ تَعَذَّرَ سَاحَتِی وَ مکانِی ؟

ص:233


1- (1) عن القاموس و [1]بالأصل«من یخبط ».
2- (2) سوره البقره الآیه 275. [2]
3- (3) زیاده عن القاموس. [3]
4- (4) اللسان: [4]شحیمه.
5- (5) فی النهایه و [5]اللسان: [6]المُخْتبِط .

و الخَبْطَهُ ،بالفَتْح:ضَرْبَهُ الفَحْلِ النَّاقَهَ ،قال ذُو الرُّمَّهِ ، یَصِفُ جَمَلاً:

خَرُوجٌ من الخَرْقِ البعِیدِ نِیَاطُهُ

و فی الشَّوْلِ یُرْضَی خَبْطَهَ الطَّرْقِ نَاجِلُه (1)

و الخَابِطُ :الضَّرَبانُ فی الرَّأْسِ .

و خَبَطَ فُلانٌ علَی البَابِ :دَقَّ .

و أَبُو سُلَیْمَانَ الخَبّاطُ ،کشَدّادٍ:تَابِعِیٌّ ،عن أَبِی هُرَیْرَهَ ، و عن یَزِید بن عِیَاضٍ .

و سُمَیَّه بنتُ خَبّاطٍ :وَالِدهُ عمّارِ بنِ یاسِرٍ،مَوْلاَهُ آل مَخْزُومٍ ،و کانَت تُعَذَّبُ فی اللّه هی و ابنُهَا و زَوْجُهَا یاسِرٌ.

و عِیسَی بنُ أَبِی عِیسی الخَبَّاطُ :رَوَی عن الشَّعْبِیّ .

و أَبُو خَابِطٍ الکَلْبِیُّ :له صُحْبه،و اسمهُ جَنَابٌ ،رَوَی عنه ابنُه خَابِطٌ ،نقله الحافظُ فی التَّبْصِیر،و أَهْمَلَه الذَّهبیّ و ابنُ فَهْد.نعم ذَکَرا فی حرفِ الجیم جَناباً الکَلْبِیّ من مَسْلَمَهِ الفَتْحِ ،عن أَبی عَمْرٍو،و لم یَذْکُرَا کُنْیَتَه،فلَعَلَّه هو.

و خُبَاطٌ ،کغُرَابٍ :لقَبُ الفَقِیه أَبِی بَکْرٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الشّافِعِیِّ الدَّقّاقِ ،القائِلِ بمَفْهُومِ اللَّقَب.ضَبَطَه الحافِظُ .

و خَبَطَ العِرْقُ :ضَرَبَ .

و اسْتَخْبَطَه :سَأَلَه بغَیْرِ وَسِیلَهٍ .

و خَبَطَ فیهم بخَیْرٍ:نَفَعَهم،و هو مَجَازٌ.

و یُقَال:ما لَه خَابِطٌ و لا نَاطِحٌ ،أَی بَعِیرٌ و لا ثَوْرٌ،لمَنْ لا شَیْ ءَ لَهُ .و هو مَجَازٌ.

خرط

خَرَطَ الشَّجَرَ یَخْرِطُهُ و یَخْرُطُه خَرْطاً : انْتَزَعَ الوَرَقَ منه و اللِّحَاءَ، اجْتِذاباً بکَفِّه.

و خَرَطَ العُودَ یَخْرِطُه ،و یَخْرُطُه : قَشَرَهُ ،کما فِی الصّحاح و سَوّاهُ بیَدِه. و الصّانِعُ خَرّاطٌ ،و حِرْفَتُه الخِرَاطَهُ ، بالکَسْرِ ،علی القِیَاس فی أَسماءِ الحِرَف.

و خَرَطَ الإِبِلَ فی المَرْعَی،و الدَّلْوَ فی البِئْرِ ،أَی أَرْسَلَهُما ،و کذا خَرَطَ الفَحْلَ علی الشَّوْلِ ،إِذا أَرْسَلَه فی البِئْر،أَی أَلْقَاهَا و حَدَرَها. و منه

17- قَوْلُ عُمَرَ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه،لَمَّا رَأَی مَنِیّاً (2)فی ثَوْبِهِ :«قد خُرِطَ عَلَیْنَا الاحْتِلاَمُ ».

قال ابنُ شُمَیْلٍ : أَی:أُرْسِلَ ،و هو مَجاز.

و من المَجَاز: خَرَطَ جَارِیَتَهُ خَرْطاً : نَکَحَهَا .

و خَرَطَ العُنْقُودَ خَرْطاً : وَضَعَهُ فی فِیهِ ،و أَخْرَج عُمْشُوشَهُ عَارِیاً، کاخْتَرَطَهُ .و قال أَبو الهَیْثَم: خَرَطْتُ العُنْقُودَ خَرْطاً ، إِذا اجْتَذَبْتَ حَبَّهُ بجَمِیعِ أَصابِعِکَ .

14- و فی الحَدِیث: أَنَّه صلی اللّه علیه و سلّم «کَانَ یَأْکلُ العِنَبَ خَرْطاً ».

و خَرَطَ باسْتِهِ ،و کَنَّی عنها الصّاغَانِیّ فقال:بها،إِذا، حَبَقَ .

و من المَجَازِ: خَرَطَ الدَّوَاءُ فُلاناً أَی أَمْشَاهُ ، کخَرَّطَهُ تَخْرِیطاً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و خَرَطَ البَازِیَ :أَرْسَلَه من سَیْرِه،قال جَوّاسُ بن قَعْطَلٍ :

یَزَعُ الجِیَادَ بقَوْنَسٍ و کَأَنَّهُ

بَازٌ تَقَطَّعَ قَیْدُه مَخْرُوطُ

و من المَجَاز: خَرَط عَبْدَهُ عَلَی النّاس خَرْطاً ،إِذا أَذِنَ لَهُ فی أَذَاهُمْ ،شُبِّهَ بالدَّابَّهِ یُفْسَخُ رَسَنُه و یُرْسَلُ مُهْمَلاً.

و من المَجَازِ: خَرَطَ الرُّطْبُ البَعِیرَ خَرْطاً : سَلَّحَهُ ، و کذلِکَ غیر البَعِیرِ.و خَرَّطَ تَخْرِیطاً مِثْلُه،کما فی الأَساسِ .

و بَعِیرٌ خَارِطٌ :أَکَلَ الرُّطْبَ فخَرَطَهُ ،و هذا لا یَصِحُّ إلاّ أَنْ یکونَ فی مَعْنَی مَخْرُوطٍ .

و من المَجَازِ: الخَرُوطُ ،کصَبُورٍ: الدَّابَّهُ الجَمُوحُ ، و هی الَّتی تَجْتَذِبُ رَسَنَهَا منْ یَدِ مُمْسِکِهَا ثمّ تَمْضِی عاثِرَهً خَارِطَهً (3)، ج خُرُطٌ ،بالضَّمِّ ،و قد خَرَطَتْ و انْخَرَطَتْ ، و الاسْمُ الخِرَاطُ ،بالکَسْرِ ،یَقَولُ بائعُ الدّابَّه:بَرئْتُ إِلَیْکَ من الخِرَاطِ ،أَی الجِماح نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و من المَجَازِ: الخَرُوطُ : المَرْأَهُ الفاجِرَهُ ،و خِرَاطُهَا:

فُجُورُهَا،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

ص:234


1- (1) دیوانه قصیده 62 رقم 27 باختلاف روایه عجزه،و ضبطت یرضی فی التهذیب بفتح الیاء.
2- (2) فی التهذیب و النهایه و اللسان:جنابه.
3- (3) وردت العباره فی التهذیب و اللسان بالتذکیر،و الدابه اسم یقع علی المذکر و المؤنث.

و من المَجَاز: الخَرُوطُ : مَنْ یَتَخَرَّطُ فی الأُمُور جَهْلاً ، أَی یَرکَبُ فیها رَأْسَهُ من غَیْر عِلْمٍ و لا مَعْرِفَهٍ ،و منه

1- حَدیثُ علیٍّ رضِی اللّه عنه: أَنَّه«أَتَاهُ قومٌ برَجُلٍ فقالوا:إِنَّ هذَا یَؤُمُّنَا و نَحْنُ له کارِهُونَ ،فقال له علیّ :إِنّک لَخَرُوطٌ ،أَ تَؤُمُّ قَوْماً و هُمْ لَکَ کَارِهُونَ ؟». قال أَبُو عُبَیْدٍ: الخَرُوط :الّذِی یَتَهَوَّرُ فی الأُمُور وَ یَرکَبُ رَأْسَه فی کُلِّ ما یُریدُ بالجَهْل و قِلَّهِ المَعْرِفَه بالأُمُورِ،کالفَرَسِ الخَرُوطِ الَّذی یَمْضِی لوَجْهِه هائِماً.

و کذلکَ : انْخَرَطَ فی الأَمْرِ و تَخَرَّطَ ،إِذا رَکِبَ رَأْسَهُ جَهْلاً من غیر مَعْرِفه. و قِیلَ : انْخَرَطَ عَلَیْنَا فُلانٌ ،إِذَا انْدَرَأَ بالقَبِیحِ من القَوْل و الفِعْل (1)،و أَقْبَلَ ،و هو مَجَازٌ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ مُخْتَصَراً.

و من المَجَاز: انْخَرَطَ الفَرَسُ فی العَدْوِ ،أَی أَسْرَعَ ، فهو مُنْخَرِطٌ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ .و قال الجَوْهَرِیُّ : انْخَرَطَ الفَرَسُ فی سَیْرِه،أَی لَجَّ ،و أَنْشَدَ للعَجَّاجِ یَصِفُ ثَوْراً:

فظَلَّ یَرْقَدُّ من النَّشَاطِ

کالبَرْبَرِیِّ لَجَّ فی انْخِرَاطِ

و فی العُبَابِ ،«فَثَار یَرْمَدُّ (2)»شَبَّهَه بالفَرَس البَرْبَرِیِّ إِذا لَجَّ فی سَیْرِه.

و انْخَرَط جِسْمُهُ أَی، دَقَّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجازٌ، کأَنَّه خُرِطَ بالمِخْرَط .

و الخَوَارِطُ :الحُمُرُ السَّرِیعَهُ العَدْوِ،وَاحِدُهَا خَارِطٌ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

نِعْمَ الأَلُوکُ أَلُوکُ اللَّحْمِ تُرْسِله

علی خَوَارِطَ فیهَا اللَّیْلَ تَطْرِیبُ

أو الخَوَارِطُ :الحُمُر الَّتی لا یَسْتَقِرُّ العَلَفُ فی بَطْنِهَا ، وَاحِدُهَا خَارِطٌ ،و قد خَرَطَه البَقْلُ فخَرَطَ ،قال الجَعْدِیُّ :

خَارِطٌ أَحْقَبُ فَلْوٌ ضَامِرٌ

أَبْلَقُ الحَقْوَیْنِ مَشْطُوبُ الکَفَلْ

و اخْتَرَطَ السَّیْفَ :اسْتَلَّهُ من غِمْدِه،و هو مَجَازٌ،و منه

14- الحَدِیثُ : «إِنَّ هذا اخْتَرَطَ عَلَیَّ سَیْفِی و أَنا نائِمٌ ،فاسْتَیْقَظْتُ و هو فی یَدِهِ صَلْتَاً،فقال:مَنْ یَمْنَعُکَ مِنِّی ؟فقلتُ :اللّه، ثَلاَثاً». یعنی غَوْرَثَ بنَ الحارِثِ .

و قالَ اللَّیْثُ : اسْتَخْرَطَ الرَّجُلُ فی البُکَاءِ ،إِذا لَجَّ فیه و اشْتَدَّ بُکَاؤُه علیه، و الاسْمُ الخُرَّیْطَی ،کسُمَّیْهَی .

و الخَرَطُ ،مُحَرَّکَهً ،فی اللَّبَنِ :أَنْ یُصیبَ الضَّرْعَ عَیْنٌ أَوْ دَاءٌ،أَو تَرْبُضَ الشَّاهُ ،أَوْ تَبْرُکَ النَّاقَهُ عَلَی نَدًی،فیَخْرُج اللَّبَنُ مُنْعَقِداً (3)کقِطَعِ الأَوْتَارِ و (4)یَخْرُجُ مَعَهُ ماءٌ أَصْفَرُ .و قال اللِّحْیَانِیُّ :هو أَنْ یَخْرُجَ مع اللَّبَن شُعْلَهُ قَیْحٍ . و قد خَرِطَتْ کفَرِحَ ، و أَخْرَطَتْ ،و هی مُخْرِطٌ ،بلا هاءٍ و کذلِکَ خَارِطٌ ، و ج المُخْرِطِ : مَخَارِیطُ و مَخَارِطُ ، و مُعْتَادَتُهُ ،أَی إِذا کان ذلکَ لها عادهً ،فهی مِخْرَاطٌ .قال ابنُ سِیدَه:هذا نصُّ قَول أَبِی عُبَیْدٍ،و عِنْدِی أَنّ مَخَارِیطَ جمعُ مِخْرَاطٍ لا جَمْع مُخْرِطٍ .قال الأَزْهَرِیُّ :فإِذَا احْمَرَّ لَبَنُها و لم تُخْرِطْ فهی مُمْغِرٌ.و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ شاهِداً علی المِخْرَاطِ :

و سَقَوْهُم فی إِنَاءٍ مُقْرِفٍ

لَبَناً من دَرِّ مِخرَاطٍ فَئِرْ

قال:فَئِرٌ:سَقَطَتْ فیهِ فَأْرهٌ .

و الخِرْطُ ،بالکَسْرِ:اللَّبَنُ یُصِیبُه ذلِکَ .و قال ابنُ خالَوَیْهِ : الخِرْطُ :لَبَنٌ مُنْعَقِدٌ یَعْلُوه ماءٌ أَصْفَرُ.

و الخِرْطُ : الیَعْقُوبُ ،عن ابنِ عبّادٍ،و هو ذَکَرُ الحَجَلِ .

و المَخْرُوطُ :القَلِیلُ اللِّحْیَهِ من الرِّجالِ .

و المَخْرُوطُ من الوُجُوهِ :ما فِیهِ طُولٌ من غَیْر عَرْضٍ ، و کذلِکَ مخْرُوطُ اللِّحْیَهِ .إِذا کانَ فِیهَا طُولٌ من غیرِ عَرْضٍ .

و المَخْرُوطَهُ ، بِهَاءٍ:اللِّحْیَهُ الَّتِی خَفَّ عَارِضُها ،هکذَا فی النُّسَخِ ،و الصّوابُ :عَارِضَاها، و سَبُطَ عُثْنُونُهَا،و طالَ ، و قد اخْرَوَّطَتْ لِحْیَتُه.

و اخْرَوَّطَ بِهم الطَّرِیقُ و السَّفَرُ،و فی الصّحاحِ :السَّیْرُ:

طَالَ و امْتَدَّ (5)،قالَ العَجّاجُ یَصِفُ جَمَلَه مَسْحُولاً (6):

کأَنَّه إِذْ ضَمَّه إِمْرارِی

قُرْقُورُ ساجٍ فی دُجَیْلٍ سارِی

مُخْرَوِّطاً جاءَ من الأَطْرار

ص:235


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]بالقول السیء و بالفعل.
2- (2) فی الدیوان:فثار یرقد.
3- (3) التهذیب و اللسان: [2]متعقداً.
4- (6) فی القاموس: [3]«أو»بدل:«و».
5- (4) فی التهذیب:إذا مضی و امتدّ.
6- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«محولاً».

کما أَنْشَدَه الصّاغَانِیُّ ،و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ علی الشّطْرِ الأَخِیرِ:و نَصُّهُ :«من الأَقْطَارِ»قلتُ :و بَعْدَه:

فَوْتَ الغِرافِ ضَامِنَ الإِسْفَارِ

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ أَیضاً لأَعْشَی بَاهِلَهَ :

لا تَأْمَنُ البَازِلُ الکَوْماءُ ضَرْبَتَه

بالمَشْرَفِیِّ إِذا ما اخْرَوَّطَ السَّفَرُ

و قالَ اللَّیْثُ : اخْرَوَّطَت الشَّرَکَهُ فی رِجْلِ الصَّیْدِ ،إِذا انْقَلَبَتْ عَلَیْه فعَلِقَتْ برِجْلِه فاعْتَقَلَتْهُ .قَالَ :و اخْرِوَّاطُهَا :

امْتِدادُ أُنْشُوطَتِهَا.

و الاخْرِوَّاطُ فی السَّیْر:المَضَاءُ و السُّرْعَهُ .یُقَال: اخْرَوَّطَ البَعِیرُ،إِذا أَسْرَعَ فی السَّیْرِ و مَضَی .

و اخْرَوَّطَت اللِّحْیَهُ :طالَتْ من غَیْرِ عِرَض.

و الخَرِیطَهُ :وِعَاءٌ مِنْ أَدَمً و غَیْرِه یُشْرَجُ علی ما فِیهِ ،و فی الصّحاحِ :فیها. و قد أَخْرَطَ الخَرِیطَهَ :إِذا أَشْرَجهَا ،کما فی الصّحاحِ .و قال اللَّیْثُ : الخَرِیطَه :مثلُ الکِیس مُشَرَّجٌ من أَدَمٍ أَو خِرَقٍ ،و یُتَّخَذُ ما شُبِّه به لکُتُب العُمَّالِ فیُبْعَثُ بها،و یُتَّخَذُ مثلُ ذلِکَ أَیْضاً فیُجْعَلُ فی رَأْسِ النَّاقَهِ الَّتِی تُحْبَسُ عند قَبْرِ المَیِّتِ .

و قالَ أَیْضاً: تَخَرَّطَ الطَّائرُ تَخَرُّطاً ،إِذا أَخَذَ الدُّهْنَ من مُدْهُنِه بزِمِکّاهُ .کذا نصَّ الصّاغَانِیّ .و الَّذِی فی اللِّسانِ :

أَخَذَ الدُّهْنَ من زِمِکّاه.

و المَخَارِیطُ :الحَیّاتُ المُنْسَلِخَهُ جُلُودُها،عن ابْنِ دُرَیْدٍ، أَو هی المُعْتَادَهُ بالانْسِلاخِ فی کُلِّ عامٍ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، الوَاحِدَهُ : مِخْرَاطٌ ،و أَنْشَدَ للشَّاعِرِ،قِیلَ :هو أَعْرَابِیٌّ من جَرْمٍ ،و فی العُبابِ :هو للمُتَلَمِّسِ :

إِنّی کَسَانِی أَبو قابُوسَ مُرْفَلَهً

کأَنَّهَا سِلْخُ أَبْکَارِ المَخَارِیطِ

و قد سبق فی«ح م ط ».

و فی التَّهْذِیبِ : الإِخْرِیطُ ،بالکَسْرِ:نَباتٌ من أَطْیَبِ الحَمْضِ و هو مِثْلُ الرُّغْلِ ،سُمِّیَ به لأَنَّه یُخَرِّطُ الإِبلَ (1)، أَی یُرقِّقُ سَلْحَها،کما قالوا لبَقْلهٍ أُخْرَی تَسْلَحُ المَواشِی إِذا رَعَتْهَا:إِسْلِیحٌ .

و الخراطُ ، کغُرَابٍ ،و سَحَابٍ ،و رُمَّانٍ ،و سُمَّیْهَی، و سُمَّانَی ،بالتَّشْدِیدِ، و ذُنَابَی ،بالتَّخْفِیف،فهی لغاتٌ سِتَّهٌ ، ذَکَرَ منها اللَّیْثُ الأَولَی و الثّانِیَهَ و الرّابِعَهَ و الأَخِیرَه،و ذَکَرَ ابن دُرَیْدٍ الثّالِثَهَ ،و ذَکَرَ أَبو حَنِیفَهَ الأُولَی و الأَخِیرَهَ ،و أَما الرّابِعَهُ فقد ضَبَطَها الصّاغانِیُّ فی قَوْلِ اللَّیْثِ و أَبِی حَنیفَهَ بالتَّخْفِیفِ ،و کَوْنُ سُمَّانَی المَوْزُونُ به اللّغَهَ الخامِسَهَ بالتَّشْدِیدِ هو الَّذِی یَقْتَضِیه صَنِیعُه هنا،و مَرَّ له فی صُوَرٍ مثلُ ذلِک،و یَأْتِی له فی«س م ن»وَزَنَه بحُبَارَی،فکلامُه فیه غیرُ مُحَرَّرٍ.و قد أَشَارَ إِلَیْهِ شَیْخُنَا فیما سَبَق مِرَاراً.و یُقَالُ :إِنَّ المُصَنِّفَ شَدَّدَها هُنَا بالقَلَم بِیَدِه.و التَّشْدِیدُ غیرُ معروف.

و نَصُّ اللَّیْثِ فی العَیْنِ : الخُرَاطُ ،و الوَاحِدهُ خُرَاطَهٌ : شَحْمَهٌ بیضاءُ تَتَمَصَّخُ (2)عن أَصْلِ البَرْدِیِّ ،و یُقَال:هو الخُرَاطَی ، مثل:ذُنَابَی،و الخُرَیْطَی ،و قالَ أَبو حَنِیفَهَ : خُرَاطٌ و خُرَاطَی و خُرَیْطَی ،و ذَکَر بعضُ الرُّواهِ أَنَّ الخُرَاطَهَ واحدهٌ ،و الجَمْع خُرَاطٌ قال:و یُقَالُ لها أَیْضاً: الخُرَاطَی و الخُرَیْطَی ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الخُرّاطُ مثلُ القُلاّمِ (3):نَبْتٌ یُشْبِه البَرْدِیَّ ،و به یَظْهَرُ ما فِی کلامِ المُصَنِّف.فتَأَمّل.

و الخِرْطِیطُ ،بالکَسْرِ:فَرَاشَهٌ مَنْقُوشَهُ الجَناحَیْنِ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

عَجِبْتُ لِخِرْطِیطٍ و رَقْمِ جَنَاحِه

و رُمَّهِ طِخْمِیلٍ و رَعْثِ الضَّغادِرِ

قالَ الأَزْهَرِیُّ :هکَذَا قَرأْتُ فی نُسْخَهٍ من کِتابِ اللَّیْثِ ، و فَسَّره بما تَقَدَّم،و لا أَعْرِفُ شَیْئاً مِمّا فی هذَا البَیْتِ .قلتُ :

و قد تَقَدَّم تفسیرُه فی«ض غ د ر».

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

خَرَطَ الوَرَق،إِذا حَتَّه،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و هو أَنْ یَقْبِضَ علی أَعْلاه،ثمّ یُمِرّ یَدَه عَلَیْهِ إِلی أَسْفَلِه.

و من الأَمثال:«دُونَ عُلَیّانَ القَتَادهُ و الخَرْطُ »،قاله کُلَیْبٌ

ص:236


1- (1) فی التهذیب:إذا أکلته،أی:یُسلِّحها.
2- (2) فی التهذیب:«تمتصخ»و فی إحدی نُسخِه:تمتضخ.
3- (3) فی الجمهره 209/2 الخراط بضم الخاء و لم تشدد الراء و فسره کما بالأصل.و فی الجمهره 410/3 الخراط بضم الخاء و تشدید الراء: نبت،و اقتصر علیه.

حِینَ سَمِعَ جَسَّاساً یَقُولُ لخَالَته:لَیُقْتَلَنَّ غَداً فَحْلٌ أَعْظَمُ شَأْناً من نَاقَتِکِ ،و ظَنَّ أَنَّه یَتَعَرَّضُ لفَحْلٍ کان یُسمَّی عُلَیّانَ ، یُضْرَبُ لأَمْرِ الشّاقِّ :«دُونَ ذلِکَ خَرْطُ القَتَادِ»قالَ الشّاعِرُ:

إِنَّ دُونَ الَّذِی هَمَمْتَ بهِ

لَمِثْلَ خَرْطِ القَتادِ فی الظُّلم (1)

و قال المَرّارُ بنُ مُنْقِذٍ الهِلالِیُّ :

و یَرَی دُونِی فلا یَسْطِیعُنِی

خَرْطَ شَوْکٍ من قَتادٍ مُسْمَهّرْ

و قال عَمْرُو بنُ کُلْثوم:

و مِنْ دُونِ ذلِک خَرْطُ القَتَادِ

و ضَرْبٌ و طَعْنٌ یُقِرُّ العُیونا (2)

و الخُرَاطَهُ .بالضَّمِّ ما سَقَطَ من العُنْقُودِ حین یُخْتَرَطُ ،عن أَبِی الهَیْثَمِ ،و هو أَیْضاً:ما یَسْقُطُ من خَرْطِ الخَرَّاطِ ، کالنُّجَارَهِ و النُّحَاتَه.

و انْخَرَطت الدّابَّهُ :جَمَحَت.

و نَاقَهٌ خَرّاطهٌ و خَرّاتَه: تَخْتَرِطُ فتَذْهَب علی وَجْهِها.

و انْخَرَط الصَّقْرُ:انْقَصَّ .

و خَرِطَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ ، خَرَطاً ،إِذا غَصَّ بالطَّعَامِ .قال شَمِرٌ:لم أَسْمَعْ خَرِطَ إِلاّ هاهنا،[قال الأَزهری] (3)و هو حَرْفٌ صَحِیحٌ ،و أَنْشَدَ الأُمَوِیُّ (4):

یَأْکُلُ لَحْماً بائِتاً قد ثَعِطَا

أَکْثَرَ منه الأَکْلَ حَتَّی خَرِطَا

قلتُ :و قد تقدّم ذلِک فی«ج ر ط »بعیْنِه،و لعلَّ الخاءَ المُعْجَمَهَ أَصْوَبُ .و هکَذَا حکاه الشَّیْبانِیُّ .

و خَرطَ الرَّجُلُ فی الأَمْرِ، کانْخَرَطَ .

و الخَرَّاطُ :الکَذّابُ ،و قد خَرَطَ خَرْطاً ،و هُوَ مجَازٌ.

و المَخْرُوطَهُ من النُّوقِ :السَّرِیعَهُ .

و اخْتَرَطَ الفَصِیلُ الدَّابَّهَ مثلُ خَرطَ .

و اخْتَرَطَ الإِنْسَانَ المَشِیُّ فانْخَرَطَ بَطْنُه.

و یُقَال:أَخَذَه الخِرَاطُ ،بالکَسْرِ،و هو اسمٌ من تَخْرِیطِ الدَّواءِ.

و خَرَطْتُ الحَدِیدَ خَرْطاً ،إِذا طَوَّلْتُه کالعَمُودِ.نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و بِئْرٌ مَخْرُوطهٌ :ضَیِّقَهٌ .نقله الزَّمَخْشَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و الخَرّاطُ :لَقَبُ جَمَاعَهٍ من المُحدِّثِینَ .

و کذلِکَ : الخَرَائطِیُّ ،و هو نِسْبَهٌ إِلی الجَمْعِ ، کالأَنْصَارِیِّ و الأَنْمَاطِیِّ .

و أَبُو الحَسَنِ عَلِیُّ بنُ عُثْمَانَ بنِ محَاسِن عُرِفَ بابن الخَرّاط الشَّاغُورِیّ الدِّمَشْقِیّ مُعِیدُ البَادِرائِیّه تُوُفّی سنه 739.و أَبُو صخْرٍ المَدَنِیُّ الخَرّاطُ ،اسمُه:حُمَیْدُ بنُ زِیَادٍ، رَوَی عنه حمیدهُ بنُ شُرَیْحٍ .

و الخِرْطِیطُ ،بالکَسْرِ:قَرْنُ الوَعِلِ الجَبَلِیِّ .

و الخِرْطَه ،بالکَسْرِ:الأَحْمَقُ الشَّدِیدُ الحُمْقِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و الخُرَاطهُ ،بالضّمّ :ماءٌ قلیلٌ فی المُصْرَانِ ،عن ابنِ عَبّادٍ أَیْضاً.

و قَرَبٌ مُخْرَوِّطٌ :مُمْتَدٌّ،قال رُؤْبَهُ :

ما کَادَ لَیْلُ القَرَبِ المُخْرَوِّطِ

بالعِیسِ تَمْطُوها فَیَافٍ تَمْتَطِی

و خَرْطَط ،کجَعْفَرٍ:قَریَهٌ بمَرْوَ علی سِتَّهِ فَرَاسِخَ ،و یَقُول النّاسُ لها: خَرْطَهُ ،منها:حَبِیبُ بنِ أَبِی حَبِیبٍ الخَرْطَطِیُّ ، تکَلَّمَ فیه ابنُ حِبّانَ ،و القَاسِمُ بنُ جَعْفَرٍ الخَرْطَطِیُّ ، و مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ الخَرْطَطِیّ .

فائده:

قال شیخُنَا:اسْتَعْمَلَ الناسُ کثِیراً الانْخِرَاطَ بمعنی الانْتِظَامِ و الدُّخُول، کانْخَرَطَ فی السَّلْکِ ،إِذا انْتَظَمَ فیه،

ص:237


1- (1) الذی فی التهذیب و اللسان ط دار المعارف-مصر. إن دون ما هممت به مثل خرط القتاد فی الظلمه.
2- (2) الذی فی معلقه عمرو بن کلثوم: بیوم کریهه ضرباً و طعناً أقرّ به موالیک العیونا.
3- (3) ما بین معقوفین سقط من المطبوعه الکویتیه.
4- (4) فی التهذیب:أنشدنی الإیادی.

و قد وَقَعَ فی کلامِ الفُصَحَاءِ الثِّقَاتِ من عُلَمَاءِ اللِّسَانِ کالسَّکَّاکِیِّ و الزَّمَخْشَرِیِّ و أَضرابِهما،و لا یکادُ یُوجَدُ فی کَلامِ العَرَبِ و نُصُوصِ أَهلِ اللُّغَهِ ما یُؤَیِّدُه.ثمّ رأَیتُ الشِّهَابَ وَقَعَ له مثلُ هذَا،و لکَنّه رَحِمَهُ اللّه وَقَعَ فی جَامِع اللُّغَهِ لابْنِ عَبّادٍ علی قولهم: خَرَطْتُ الجَوَاهِرَ:جَمَعْتُهَا فی الخَرِیطَهِ ،قال:فعَلِمْتُ أَنَّهُمْ تَجوَّزُوا به عن جَعْلِه فی العِقْدِ،إِلی آخِر ما أَبْداهُ ،و نقله فی شَرْحِ الشِّفَاءِ،و عِنَایَه القاضِی،و هو کَلامٌ لا مَحِیدَ عنه.انْتَهَی.

خطط

الخَطُّ :الطَّرِیقَهُ المُسْتَطِیلَهُ فی الشِّیْ ءِ و (1)قِیلَ :هو الطَّرِیقُ الخفِیفُ فی السَّهْلِ .و قد أَعادَه المُصَنِّفُ ثَلاث مَرَّاتٍ ،و هو إِیّاه،و هو غَرِیبٌ ، ج: خُطُوطُ ،و قد جمعه العَجَّاجُ علی. أَخْطَاط فقال:

وشِمْنَ فی الغُبَارِ کالأَخْطاطِ

و الخَطُّ : الکَتْبُ بالقَلَمِ ، خَطَّ الشَّیْ ءَ یَخُطُّه خَطًّا :کَتَبَه بقَلَمِ ،أَ و غَیْرِه ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

لِمَنْ طَلَلٌ أَبْصَرْتُه فشَجَانِی

کخَطِّ الزَّبُورِ فی عَسِیبِ یَمَانِ

و أَمّا قولُ الشّاعِر:

فأَصْبَحتْ بَعْدَ خطِّ بَهْجتِها

کأَنَّ قَفْراً رُسُومَها قَلَما

أَراد:فأَصْبَحَتْ بعد بَهْجَتِها قَفْراً،کأَنَّ قَلَماً خَطَّ رُسُومَهَا.

و من المجاز: الخَطُّ : ضَرْبٌ من الجِمَاع (2)،و قد خَطَّها قُسَاحاً،و القَسْحُ :بقَاءُ الإِنعاظِ ،نَقَله اللَّیْثُ ،کما فی التَّهْذِیبِ .

و من المَجَازِ: الخَطُّ :ضِدُّ الحَطِّ ،و هو الأَکْلُ القَلِیلُ ، و بالحاءِ:الکَثِیر، کالتَّخْطِیطِ ،و منه

14- حَدِیثُ ابنِ أُنیْسٍ :

«ذَهَب بِی:رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم إِلی مَنْزِلِه،فدَعَا بطَعَام قَلِیلٍ ، فجَعلْتُ أُخَطِّطُ حتّی یَشْبَعَ رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم». أَی: أَخُطُّ فی الطَّعامِ ،أُرِیهِ أَنِّی آکُلُ و لَسْتُ بآکِلٍ ،و وَصَف أَبو المَکَارِم مَدْعَاهً دُعِیَ إِلیها،قال:فحَطَطْنا ثمّ خَطَطْنَا .

و الخَطُّ : الطَّرِیقُ عن ثَعْلَبِ ،یُقَال:الْزَمْ ذلِکَ الخَطَّ و لا تَظْلِمْ عَنْه شَیْئاً،و یُقَال:هو بالضَّمِّ ،کما سَیَأْتِی،و یُرْوَی بالوَجْهَیْنِ قولُ أَبِی صَخْرٍ الهُذَلِیِّ :

صُدُودَ القِلاَصِ الأُدْمِ فی لَیْلَهِ الدُّجَی

عن الخَطِّ لم یَسْرُبْ لَهَا الخُطَّ سارِبُ

و قال سَلامَهُ بنُ جَنْدِلٍ :

حتّی تُرِکْنَا و ما تُثْنَی ظَعائِنُنَا

یَأْخُذْنَ بینَ سَوَادِ الخَطِّ فاللُّوبِ

و قال ابنُ سِیدَه: الخَطُّ سِیفُ البَحْرَیْنِ و عُمَانَ أَو کُلُّ سیفٍ : خَطُّ ،و قال الأَزهَرِیُّ :و ذلِکَ السِّیفُ کُلُّه یُسَمِّی الخَطّ .و من قُرَی الخَطِّ :القَطِیفُ ،و العُقَیْرُ،و قَطَرُ.

و قِیلَ -فیِ قَوْلِ امرِیءِ القَیْس:

فإِنْ تَمْنَعُوا مِنّا المُشَقَّرَ و الصَّفَا

فإِنّا وَجَدْنَا الخَطَّ جَمًّا نَخِیلُهَا (3)

-:هو خَطُّ عَبْدِ القَیْسِ بالبَحْرَیْن،و هو کَثِیرُ النَّخِیلِ .

و الخَطُّ ،أَیضاً: ع،بالیمَامَهِ ،و هو خَطُّ هَجَرَ،تُنْسَبُ إِلیه الرِّماحُ الخَطِّیّه ،لِأَنَّهَا تُحْمَلُ من بِلادِ الهِنْدِ،فتُقَوَّمُ به.

کذَا فی الصّحاح. و قال ابنُ سِیدَه:و قیل: الخَطُّ : مَرْفَأُ السُّفُنِ بالْبَحْرَیْنِ ،قال غیرُه: و قد یُکْسَرُ ،و فیه نَظَرٌ،فإِنَّه إِنَّما یُکْسَرُ عند إِرَادَهِ الاسْمِیَّه،کما یأَتیِ عن اللَّیْثِ ، فتأَمّل.قال ابنُ سِیدَه: و إِلَیْهِ نُسِبَت الرِّماحُ یقالُ رُمْحٌ خَطِّیُّ ،و رِماحٌ خَطِّیَّه و خِطِّیَّه علی القِیاسِ ،و عَلی غیرِ القِیاسِ ، لأَنَّهَا تُباعُ به،لا أَنَّهُ مَنْبِتُهَا ،کما قالوا:مِسْکُ دَارِینَ ،و لیس هُنَالک مِسْکٌ ،و لکِنَّهَا مَرْفَأُ السُّفُنِ التی تَحْمِلُ المِسْکَ من الهِنْد.و قال اللّیْثُ : الخَطُّ أَرضٌ تُنْسَب إِلیها الرَّماح الخَطِّیّه ،فإِذا جَعلتَ النِّسْبهَ اسماً لازِماً قُلْتَ :

خِطِّیَّهٌ ،و لم تَذْکُرِ الرِّماحَ ،و هو خَطُّ عُمَانَ ،کما قالُوا:ثِیَابٌ قِبْطیَّه،فإِذا جَعَلُوها اسْماً قالُوا:قُبْطِیَّهٌ ،بتَغْیِیر النَّسب، و امرأَهٌ قِبْطِیَّهٌ لا غیر،و لا یُقَال إِلاّ هکذا.و قال أَبو حَنِیفَهَ :

الخَطِّیُّ :الرِّماحُ ،و هو نِسْبَهٌ ،قد جَرَی مَجْرَی الاسمِ العَلَمِ ،و نُسِبَت إِلی الخَطّ البَحْرَیْنِ ،و إِلیه تَرْفَأُ السُّفُن إِذا جاءَت من أَرضِ الهنْد و لیس الخطِّیّ الذی هو الرِّماحُ من

ص:238


1- (1) فی القاموس:أو الطریق.
2- (2) فی التهذیب و اللسان: [1]البضْع بضم و فتح الباء.
3- (3) نسب فی معجم البلدان« [2]الخط »إلی الأعشی.و ضبطت فیه الخط بضم الخاء و تشدید الطاء.و البیت فی دیوانه.

نباتِ أَرْضِ العَرَب.و قد کَثُرَ مَجیئَه فی أَشعارِها قال الشَاعرُ فی نبَاتِه:

و هَلْ یُنْبِتُ الخَطِّیَّ إِلاَّ وَشِیجَهٌ

و تُغْرَسُ إِلاّ فی مَنَابِتِها النَّخْلُ

و فی العُبَابِ قال عَمْرُو بن کُلْثُوم:

بسُمْرٍ مِن قَنَا الخَطِّیِّ لُدْنٍ

ذوَابِلَ أَو بِبِیضٍ یَخْتلِینَا (1)

و قال غیرُه:

ذَکَرْتُکِ و الخَطِّیُّ یَخْطِرُ بَیْنَنَا

و قد نَهِلَتْ مِنَّا المُثَقَّفَه السُّمْرُ

و جَبَلُ الخُطِّ ، بالضَّمِّ و یفُتْحَ : أَحَدُ الأَخْشَبیْنِ بمَکَّهَ ، شَرَّفَها اللّه تعالی.

و قال أَبو عَمْرٍو: الخُطُّ : مَوْضِعُ الحَیِّ .

و الخُطُّ الطَّرِیقُ الشارِعُ ،و یُفْتَحُ ،و هکذا ضُبِطَ بالوَجْهَیْنِ فی الجَمْهَرَهِ ،و یُرْوَی بالوَجْهَیْنِ قول أَبِی صَخْرٍ الهُذَلِیِّ ،و قد تَقَدَّم.

و الخِطُّ ، بالکَسْرِ:الأَرْضُ الَّتِی لم تُمْطَرْ و قد مُطِرَ ما حَوْلَها،عن أَبِی حَنِیفَهَ .

و الخِطُّ :الأَرْضُ الَّتِی تَنْزِلُها و لمْ یَنْزِلْها نازِلٌ قَبْلَکَ ،عن ابن دُرَیْدٍ، کالحِطَّهِ ،بزِیادَهِ الهاءِ،و إِنّما کُسِرَت الخاءُ منها لأَنَّها أُخْرِجَتْ علی مَصْدَرٍ بُنِیَ علی فِعْله.

و جَمْعُ الخِطَّه : خِطَطٌ ، و قد خَطَّهَا لِنَفْسِهِ خَطّاً و اِخْتَطَّهَا و هو أَنْ یُعْلِمَ علیها عَلامَهً بالخَطِّ ؛لیُعْلَمَ أَنَّه قد احْتازَها لِیَبْنِیَهَا دَاراً،و منه خِطَطُ البَصْرَهِ و الکُوفَهِ ،نَقلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

قلتُ :و لهذا.سَمَّی المَقْرِیزِیُّ کتابَه الخِطَط .و حکی ابنُ بَرّیّ عن ابنِ دُرَیْدٍ أَنَّه یُقالُ خِطٌّ :لِلمکان الَّذِی یَخْتَطُّه لنَفْسِه،من غَیْر هاءٍ (2)،یُقال:هذا خِطُّ بنی فُلانٍ . و کُلّ ما حَظرْتهُ ،أَی مَنَعْتَهُ فقد خَطَطْتَ علیه .

و الخَطِیطَهُ :الأَرْضُ الَّتی لَمْ تُمْطَرْ بَیْن أَرْضَیْنِ مَمْطُورتَیْنِ ،و قال ابنُ شُمَیْلِ :هی الَّتِی یُمْطَرُ ما حَوْلَها و لا تُمْطَر هی، أَو هی الَّتِی مُطِرَ بَعْضُها دُونَ بَعْضٍ .و الجَمْع:

خَطَائطُ ،و أَنْشَدَ أَبو عُبَیْدَهَ لهمْیانَ بنِ قُحافَهَ :

علی قِلاَصٍ تَخْتَطِی الخَطَائطَا

یتْبَعْنَ مِوّارَ المِلاَطِ مَائِطَا

و قال الکُمَیْتُ :

قِلاَتٌ بالخَطِیطَه جَاوَرَتْها

فنَضَّ سِمَالُها العَیْنُ الذَّرُورُ

و الخُطَّهُ ،بالضَّمِّ :شِبْهُ القِصَّهِ ،و فی الصّحاحِ :

الخُطَّه : الأَمْرُ و القصَّهُ ،و زَادَ غیرُه:و الحَالُ و الخَطْبُ ،و فی اللِّسان:یُقالُ :سُمْتُه خُطَّهَ خَسْفٍ و خُطَّهَ سَوْءِ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لتأَبَّط شَرًّا:

هُما خُطَّتَا :إِمَّا إِسارٌ و مِنَّهٌ

و إِمّا دَمٌ و القَیْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ

أَراد: خُطَّتان ،فحَذَفَ النُّونَ اسْتِخْفافاً،کذا فی الصّحاحِ ،

16- و فی حَدِیثِ الحُدَیْبِیَه: «لا یَسْأَلُونی خُطَّهً یُعَظِّمون فیها حُرُماتِ اللّه إِلاّ أَعْطَیْتُهم إِیّاها».

16- و فی حَدِیثِها أَیضاً: «قد عَرَضَ علیکُم خُطَّهَ رُشْدٍ فاقْبَلُوها». أَی أَمْراً وَاضِحاً فی الهُدَی و الاسْتِقامَه.

و الخُطَّهُ : الجَهْلُ ،یُقال:فی رَأْسِه خُطَّهٌ ،أَی جَهْلٌ ، و قیل:أَمْرٌ ما.

و قال الفَرّاءُ: الخُطَّه : لُعْبَهٌ للأَعْرَابِ .

و فی الصّحاحِ : الخُطَّهُ من الخَطِّ ،کالنُّقْطَه من النَّقْطِ (3)أَی اسمُ ذلِکَ .

و الخُطَّهُ : الإِقْدَامُ علی الأُمُورِ ،یُقَال:جاءَ و فی رَأْسه خُطَّه ؛إِذا جَاءَ و فی نَفْسِه حَاجَهٌ و قد عَزَم عَلَیْهَا،و العَامَّه تقول: خُطْبَهٌ (4)،کذا فی الصّحاحِ ،زاد فی اللِّسَانِ :و کلامُ العَرَبِ الأَوّلُ ،و فی العُبَابِ :قال القُحَیْفُ العُقَیْلیّ :

و فی الصَّحْصَحِیِّین المُوَلِّینَ غُدْوَهً

کَوَاعِبُ من بَکْرٍ تُسَامُ و تُجْتَلی

أُخِذْنَ اغْتِصَاباً خُطَّهً عَجْرَفِیَّهً

و أُمْهِرْن أَرْماحاً من الخَطِّ ذُبَّلاَ

ص:239


1- (1) و یروی:ببیض یعتلینا،و البیت من معلقته.
2- (2) انظر الجمهره 67/1. [1]
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:هذان اللفظان(یعنی من النقط )مضروب علیهما بخط المؤلف.و قد وردت العباره فی التهذیب و اللسان [2]کالأصل،عن اللیث.
4- (4) فی اللسان و [3]الصحاح: [4]خُطّیه.

قال: بخَطِّ ابنِ حَبِیبٍ النَّسّابَهِ فی شِعْرِ القُحَیْف« خُطَّهً » و فی نوادِرِ أَبِی زَیْدٍ:«خِطْبَهً ».

قلتُ :فإِنْ صَحَّ ما فی نَوَادِرِ أَبِی زَیْدٍ فنسْبَهُ الجَوْهَرِیِّ إِیّاهَا للعامَّهِ محلُّ نَظرٍ.

قال الجَوْهَرِیُّ :

16- و فی حَدِیث قَیْلَهَ بنتِ مَخْرَمَهَ التَّمِیمِیَّه:

«أَ یُلامُ ابنُ هذِه أَی یَفْصِلَ الخُطَّهَ و یَنْتَصِرَ مَنْ وَرَاءَ الحَجَزَه» (1).

أَی أَنَّه إِذا نَزَلَ بِهِ أَمرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْکَل لا یُهْتَدَی له،إِنَّه لا یَعْیَا (2)به،و لکِنَّه یَفْصِلُهُ حتی یُبْرِمَه و یَخْرُجَ منه.

و خُطَّهُ ، بلا لامٍ :اسمُ عَنْزٍ سَوْءٍ ،عن الأَصْمَعِیِّ ،قال:

و منه المَثَلُ :«قَبَحَ اللّه مِعْزَی خَیْرُهَا خُطَّهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال الصّاغَانِیُّ :یُضْرَبُ لقَوْمٍ أَشْرَارٍ یُنْسَب بَعضُهم إِلی أَدْنَی فَضِیلَهٍ ،و فی اللِّسَانِ :قال الأَصْمَعِیُّ :إِذا کان لِبَعْضِ القَوْمِ علی بَعْضٍ فضیلَهٌ إِلاّ أَنهَا خَسِیسَهٌ قِیلَ ذلِکَ ، و أَنْشَدَ:

یا قَوْمُ مَنْ یَحْلُبُ شَاهً مَیِّتَهْ

قد حُلِبَتْ خُطَّهُ جَنْباً مُسْفَتَهُ

المَیّتَهُ :السَّاکِتَهُ عند الحَلَبِ ،و جَنْباً:عُلْبَه،و مُسْفَتَهٌ :

مَدْبُوغَهٌ بالرُّبِّ .

و مُخَطِّطٌ ، کمُحَدِّثٍ :ع ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

و قد عَمِرَ الرَّوْضَاتُ حَوْلَ مُخَطِّطٍ

إِلی اللُّجِّ مَرْأًی مِن سُعَادَ و مَسْمَعَا

و من المجاز: المُخَطَّطِ کمُعَظَّمٍ :الغُلام الجَمِیلُ .

و المُخَطَّطُ : کُلّ ما فیه خُطُوطٌ یُقَال:ثَوْبٌ مُخَطَّط ، و کِسَاءٌ مُخَطَّط ،و تَمْرٌ مُخَطَّط ،و وَحْشٌ مُخَطَّطٌ ،و قال رُؤْبَهُ یصف مَنْهَلاً:

باکَرْتُه قَبْلَ الغَطَاطِ اللُّغَّطِ

و قَبْلَ جُونِیِّ القَطا المُخَطَّطِ

و من المَجَاز: خَطَّ وَجْهُهُ و اخْتَطَّ :صارَ فیهِ خُطُوطٌ ، و فی الأَسَاس:امتَدَّ شَعْرُ لِحْیَتِه علی جَانِبَیْه.و فی الصّحاحِ : اخْتَطَّ الغُلامُ :نَبَتَ عِذَارُه و هو مَجَازٌ.

و خَطَّ الخِطَّهَ و اخْتَطَّهَا : اتَّخَذَها لنَفْسِه و أَعْلَمَ عَلَیْهَا عَلامهً بالخَطِّ لیُعْلَم أَنَّه قد احْتَازَها (3)لِیَبْنِیَهَا دَاراً.

و فی اللِّسَانِ : الخِطّه ،بالکَسْر:الأَرْضُ و الدَّارُ یَخْتَطُّهَا الرَّجُلُ فی أَرْضٍ غیر مَمْلُوکَهٍ لیَتَحَجَّرَها و یَبْنِیَ فیها،و ذلِکَ إِذا أَذِنَ السُّلْطَانُ لجَمَاعَهٍ من المُسْلِمینَ أَنْ یَخْتَطُّوا الدُّورَ فی مَوْضِعٍ بعَیْنِه و یَتَّخِذُوا فیها مَسَاکِنَ لهم،کما فَعَلُوا بالکُوفَهِ و البَصْرَهِ .

و المِخَطُّ ،بالکَسْر: العُودُ الذی یَخُطُّ به الحَائکُ الثَّوْبَ ، کما فی اللِّسَانِ ،و أَخْصَرُ منه عِبَارَهُ الجَوْهَرِیِّ ،فإِنَّه قال:

العُودُ یُخَطُّ به،و هو یَشْمَلُ ما قَالَه المُصَنِّفُ و غَیْرُه.

و فی العُبَابِ : خَطْخَطَ البَعِیرُ فی سَیْرِهِ ،إِذا تَمَایَلَ کَلاَلاً ،أَی تَعَباً.

و خَطْخَطَ ببَوْلِهِ :رَمَی به مُخَالِفاً،کما یَفْعَلُ الصَّبِیُّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الخَطَائِطُ :طَرَائقُ تُفَارِقُ الشَّقَائِقَ فی غِلَظِها و لِینهَا.

و الإِبلُ تَرْعَی خُطُوطَ الأَنْوَاءِ.و هو مَجَازٌ.

و یُقَال:الکَلأُ خُطُوطٌ فی الأَرْضِ و شِرَاکٌ (4)،أَی طَرائِقُ ،لم یَعُمَّ الغَیْثُ البلادَ کُلَّهَا،و هو مَجَازٌ.

و التَّخْطِیطُ :التَّسْطِیرُ،و فی التَّهْذیب:کالتَّسْطِیرِ،تقول:

خُطِّطَتْ علیه ذُنُوبُه،أَی سُطِّرَت.

و الخَطُّ :الکِتَابَهُ و نَحْوُها مِمّا یُخَطُّ .

و رَوَی ثَعْلَبٌ عنْ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ أَنَّه قالَ فی الطَّرْقِ و عِلْم الخَطِّ :هو عِلْمُ الرَّمْلِ .قال ابنُ عبّاسٍ :عِلْمٌ قدیمٌ تَرَکَهُ النّاسُ ،و قد جَاءَ

16- فی حَدِیثِ مُعَاوِیَه بنِ الحَکَمِ السُلَمِیِّ ، رَفَعَه: «کان نَبِیٌّ من الأَنْبِیَاءِ یَخُطُّ ،فمَنْ ،وَافَقَ خَطَّه عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِهِ »و فی روایَه:«فَمَنْ وَافَقَ خَطَّه فذاکَ ». قال اللَّیْثُ :

و هو مَعْمُولٌ به إِلی الآنَ ،و لهم فیه أَوْضَاعٌ و اصْطِلاحٌ ، و یَسْتَخْرِجُون به الضِّمِیرَ و غیرَهُ ،و کثیراً ما یُصِیبُونَ فیه.

ص:240


1- (1) الحجزه بالتحریک جمع حاجز،أی مانع.
2- (2) عن الصحاح و [1]بالأصل«یعبأ».
3- (3) فی النهایه:اختارها.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و شراک،و الأولی أن یقول؛و شرک کما فی الأساس و نصه:و فی الأرض خطوط من کلأ و شرک أی طرائق،جمع شراک ا ه ».

و خَطَّ الزّاجِرُ فی الأَرْضِ یَخُطُّ خَطّاً عَمِلَ فیها خَطّاً بإِصْبَعِه،ثمَّ زَجَرَ.

قال اللَّیْثُ :و حَلْبَسٌ (1)الخَطّاطُ :اسمُ رَجُلٍ زَاجِرٍ مَشْهُور،و هو الَّذِی أَتاه الثَّوْرِیُّ و سَأَلَه فخَبَّرَه بکُلِّ ما عَرَفَ .

و قالَ الثَّوْرِیّ :سَهَّلَ علیَّ ذلِکَ الحدیثَ الَّذِی

14- یَرْوِیهِ أَبُو هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،عن النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلّم: «کان نَبِیٌّ من الأَنْبِیَاءِ یَخُطُّ ». قال الصّاغَانِیُّ :هکَذَا قالَهُ اللَّیْثُ .و أَمّا الحَدِیثُ فرَاوِیهِ مُعَاوِیهُ بنُ الحَکَمِ السُّلَمِیُّ .قلتُ :و هکَذَا فی النِّهَایَه،و لَعَلَّه رُوِیَ مِنْ طَرِیقٍ آخَرَ إِلی أَبِی هُرَیْرَهَ أَیضاً.

و لم نَطَّلِعْ علیه،فتأَمَّلْ .و قالَ البَعِیثُ :

أَلاَ إِنَّمَا أَزْرَی بِحَارَک عامِداً

سُوَیْعٌ کخطَّافِ الخَطِیطَهِ أَسْحَمُ

کذا فی اللِّسَان،و لم یُفَسِّرْه،و عِنْدِی أَنَّ الخَطِیطهَ هُنَا هی الرَّمْلَه التی یَخُطُّ علیها الزّاجِرُ،و أَسْحَم:اسمُ خَطٍّ من خُطُوطِ الزّاجِرِ،و هو عَلامهُ الخَیْبَهِ عِندَهُم،و ذلِکَ أَنْ یَأْتِیَ إِلی أَرْضٍ رِخْوَهٍ ،و له غُلامٌ معه مِیلٌ فیَخطَّ الأُسْتَاذُ خُطُوطاً کثیرَهً بالعَجَلَه،لِئَلاَّ یَلْحَقَهَا العَدَدُ،ثمّ یَرْجِع فیَمْحُو منها علی مَهَلٍ خَطَّیْنِ خَطَّیْنِ ،فإِن بَقِیَ من الخُطُوطِ خَطّانِ فهُمَا علامَهُ النُّجْح و قَضَاءِ الحَاجَهِ ،قال:و هُوَ یَمْحُو و غُلامهُ یقولُ للتّفاؤُل:ابْنَیْ عِیَان أَسْرِعَا البَیان،قال ابنُ عَبّاسٍ :فإِذا مَحَا الخَطوطِ فبَقِیَ منها خَطُّ فهی (2)عَلامَهُ الخَیْبَهِ (3).و قد رَوَی مثلَ ذلِکَ أَبو زَیْدٍ،و اللَّیْثُ .

و خَطَّ برِجْلِه الأَرْضَ :مَشَی،و هو مَجازٌ،قال أَبو النَّجْمِ :

أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِیَادٍ کالخَرِفْ

تَخُطُّ رِجْلایَ بخَطٍّ مُخْتَلِفْ

تُکَتِّبان (4)فی الطَّرِیقِ لامَ الِفْ

و الخَطُوط ،کصَبُورٍ،من بَقَرِ الوَحْش:الَّتِی تَخُطُّ الأَرْضَ بأَظْلافِهَا،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و کذلِک کُلُّ دَابّهٍ ،کما فی اللِّسَانِ .و العَجَبُ من المُصَنِّفِ کیفَ أَهْمَلَه،و هو مَوْجُودٌ فی العُبَابِ أَیضاً (5).

و یُقَال:فُلانٌ یَخُطُّ فی الأَرْضِ ،إِذَا کان یُفَکِّر فی أَمْرِه و یُدَبِّرهُ ،و هو مَجَازٌ،قال ذُو الرُّمَّه:

عَشِیَّهَ مالِی حِیلَهٌ غیرَ أَنَّنِی

بلَقْطِ (6)الحَصَی و الخَطِّ فی الدّارِ مُولَعُ

أَخُطُّ و أَمْحُو الخَطَّ ثمّ أُعِیدُه

بکَفِّیَ و الغِرْبَانُ فی الدَّارِ وُقَّعُ (7)

و المِخْطَاطُ :عُودٌ تُسَوَّی علیه الخُطُوطُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و العَجَبُ من المُصَنِّفِ کیفَ أَهْمَلَه و هو مَوْجُودٌ فی العُبَابِ أَیْضاً.

و کِتَابٌ مَخْطُوطٌ :مکتُوبٌ فیه.

و عَلی ظَهْر الحِمَار خُطَّتانِ ،بالضَّمِّ ،أَی جُدَّتانِ ،کما فی الأَسَاس،و هُمَا طَرِیقَتان مُسْتطِیلَتانِ تُخالِفانِ لَوْنَ سَائِر الجَسَد.

و خَطّ اللّهُ نَوْءَها،من الخَطِیطَه ،و هی الأَرْضُ الغَیْرُ المَمْطُورَهِ ،هکذا رُوِیَ فی حَدِیث ابْنِ عبّاسٍ ،قاله أَبو عُبَیْدِ:و یُرْوَی« خَطَّأَ »أَی جَعَلَه مُخْطِئاً لها لا یُصِیبُها مَطَرُه، و یُرْوَی خَطَّی ،و أَصْلُه خَطَّط ،کتَقَضَّی البازِی و الأُولَی أَضْعَفُ الرِّوَایَاتِ .

و یُقال:الْزَمْ خَطِیطَهَ الذُّلِّ مَخَافَهُ ما هُو أَشَدُّ منه،نقَلَه ابنُ الأعْرَابِیِّ من قَوْلِ بعضِ العَرَبِ لابْنِه.و هو مجازٌ، استعارها للذُلِّ ،لأَنَّ الخَطِیطَهَ من الأَرَضِینَ ذَلِیلَهٌ بما بَخَسَته الأَمْطارُ من حَقِّها،کذا فی المُحْکَم.

و عن ابْن الأَعْرَابِیِّ : الأَخَطُّ :الدَّقِیقُ المَحَاسِنِ .

و یُقال: خَطَطْتُ بالسَّیْفِ وَجْهَه،و وَسَطَه،و هو مَجَازٌ.

و کذلِکَ خَطَّهُ بالسِّیْفِ نِصْفَیْن.

و الخَطِیطِ ،کأَمِیرٍ:قَریبٌ من الغَطِیطِ ،و هو صَوْتُ النّائم،و الغَیْنُ و الخَاءُ یتقَارَبان،یُقَال: خَطَّ فی نَوْمِه،أَی غَطَّ فیه.

ص:241


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«حلس».
2- (2) فی التهذیب:«فهو».
3- (3) زید فی التهذیب:و کانت العرب تسمی ذلک الخط الذی یبقی من خطوط الحازی:الأسحم،و کان هذا الخط عندهم مشؤوماً.
4- (4) عن اللسان و [1]بالأصل«یکتبان».
5- (5) و نقله فی التهذیب عن اللیث.
6- (6) فی التهذیب:بطرق.
7- (7) عن الدیوان و بالأصل«موقع».

و یَوْمُ مُخَطِّط ،کمُحَدِّثٍ :من أْیّامِهِم،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

إِلاّ أَکُنْ لاقَیْتُ یومَ مُخَطِّطٍ

فقَدْ خَبَّرَ الرُّکْبَانُ ما أَتَوَدَّدُ

و الخُطَّه ،بالضَّمِّ :الحُجَّه،کما فی العُبَاب،و فی النّوادِرِ:یُقَالُ :أَقِمْ علی هذا الأَمْرِ بخُطَّهٍ ،و بحُجَّهٍ ، مَعْنَاهُمَا وَاحدٌ.

و قولُهم: خُطَّهٌ نائِیَهٌ ،أَی مَقْصِدٌ بَعِیدٌ،کما فی الصّحاح.

و فیه أَیْضاً:قَوْلُهُم:خُذْ خُطَّهً ،أَی خُذْ خُطَّهَ الانْتِصَاف، و معناه:انْتَصِفْ .

و فُلانٌ یَبْنِی خُطَطَ المَکَارِم،و هو مَجَازٌ.

و غُلامٌ مُخْتَطٌّ ،کمُخَطِّط ،و هو مَجازٌ.

و جَارَاهُ فما خَطَّ غُبَارَهُ ،أَی ما شَقَّ ،کما فی الأَساسِ ، و اللِّسانِ ،و هو مَجازٌ.

قَالَ الفَرّاءُ:و مِنْ لُعَبِهم:تَیْسُ عَمَاءٍ خُطْخُوط ،قال الصّاغَانِیُّ :و لم یُفَسِّرْها.

خلط

خَلَطَهُ ،أَی الشِّیْ ءَ،بغَیْرِه یَخْلِطُه ،،بالکَسْرِ، خَلْطاً ، و خَلَّطَهُ تَخْلِیطاً : مَزَجَهُ ،أَعمّ من أَنْ یَکُونَ فی المَائعاتِ أَو غَیْرِها،و قَدْ یُمْکِنُ التَّمْیِیزُ بَعْدَ الخَلْطِ فی مِثْل الحَیَوَانَاتِ و الحُبُوبِ .و قال المَرْزُوقیّ :أَصلُ الخَلْطِ :

تَدَاخُلُ أَجزاءِ الشَّیْ ءِ بَعْضِها فی بَعْضٍ و إِن تُوُسِّع فقیل:

خَلِطٌ (1)لمن یَخْتَلِطُ کثیراً بالنّاس، فاخْتَلَطَ الشَّیْ ءُ:امْتَزَج.

و خَالَطَهُ مُخَالَطَهً و خِلاَطاً :مَازَجَه .

و الخِلْطُ ،بالکَسْرِ:السَّهْمُ و القَوْسُ المُعْوَجّانِ ،أَی السَّهْمُ الَّذِی یَنْبُتُ عُودُه علی عِوَجٍ ،فلا یَزال یَتَعَوَّج و إِن قُوِّم.و کذلِکَ القَوْمُ ،و شاهِدُه قولُ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ :

و أَنْتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ إِذا هی أَرْسَلَتْ

یَمِینُک شَیْئاً أَمْسَکَتْه شِمَالُکَا

أَی إِنک لا تَسْتَقِیم أَبداً،و إِنما کالقَدْحِ الَّذِی لا یَزالُ یَتَعَوَّجُ و إِنْ قُوِّم،و شَاهِدُ القَوْسِ قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

و صَفْرَاءِ البُرَایَهِ غَیْرِ خِلْطٍ

کوَقْفِ العاجِ عَاتِکَهِ اللِّیَاطِ

هکَذَا فی اللِّسَانِ ،و الَّذِی قَرَأْتُه فی شِعْرِ المُتَنَخِّلِ فی الدَّیوانِ .

و صَفْرَاءِ البُرَایَهِ عُودِ نَبْعٍ (2)

و یُکْسَرُ اللامُ فیهما .

و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : الخِلْط : الأَحْمَقُ ،و الجَمْعُ :

أَخْلاط ،و الاسمُ الخَلاَطَه ،بالفَتْحِ ،کما سَیَأْتی.

و کُلُّ ما خَالَطَ الشَیْ ءَ فهو خِلْطٌ و

14- فی حَدِیثِ أَبِی سَعِیدٍ:

«کُنَّا نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ علی عَهْدِ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم». و هو الخِلْط مِنَ التَّمْرِ ،أَی المُخْتَلِطُ من أَنْوَاعٍ شَتَّی،ج:

أَخْلاطٌ .

و یقالُ : رَجُلٌ خِلْطٌ مِلْطٌ ،بالکَسْرِ فِیهِمَا: مُخْتَلِطُ النَّسَبِ ،و فی العُباب:مَوْصُومُ النَّسَبِ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :

المِلْطُ :الذِی لا یُعْرَف له نَسَبٌ و لا أَبٌ ،و أَمّا خِلْط ففِیه قَوْلان:أَحَدُهما أَنه المُخْتَلِطُ النَّسَبِ ،و الثَّانِی:أَنَّه وَلَدُ الزِّنَا،و بالأَخِیرِ فُسِّرَ قولُ الأَعْشَی یَهْجُو جُهُنّاماً،أَحَدَ بَنِی عَبْدانَ :

أَتانِی ما یَقُول لِیَ ابنُ بَظْرَا

أَ قَیْسٌ یا بنَ ثَعْلبَهِ الصَّباحِ

لِعَبْدَانَ ابنِ عاهِرَهٍ و خِلْطٍ

رَجوفِ الأَصْلِ مَدْخُولِ النَّوَاحِی (3)

و امْرَأَهٌ خِلْطَهٌ ،بالکَسْرِ: مُخْتَلِطَهٌ بالنَّاسِ مُتَحَبِّبَهٌ ، و کذلِکَ رَجُلٌ خِلْطٌ .

و أَخْلاطُ الإِنْسَانِ :أَمْزِجَتُه الأَرْبَعَهُ التی علیها بِنْیَتُه.

و الخَلِیطُ ،کأَمِیرٍ: الشَّرِیکُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «ما کانَ من خَلِیطَیْنِ فإِنَّهُمَا یَتَرَاجَعانِ بَیْنَهُمَا بالسَّوِیَّهِ ». کما سیأْتی.

و الخَلِیطُ : المُشَارِکُ فی حقُوقِ المِلْکِ کالشِّرْبِ و الطَّرِیقِ و نَحْوِ ذلِکَ ، و منه الحَدِیثُ أَی حَدِیثُ الشُّفْعَهِ :

ص:242


1- (1) بالأصل«خلیط لمن یخلط کثیراً»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
2- (2) دیوان الهذلیین 26/2 و فیه:فرع نبع.
3- (3) دیوانه و فیه:ابن بُظرَی.

«الشَّرِیکُ أَوْلَی من الْخَلِیطِ ،و الخَلِیطُ أَوْلَی من الجَارِ» ، فالخَلِیطُ تَقَدَّم مَعْنَاه و أَرادَ بالشَّرِیکِ :المُشَارِکَ فی الشُّیُوعِ .

و الخَلِیطُ : الزَّوْجُ .

و الخَلِیطُ : ابنُ العَمِّ .

و الخَلِیطُ : القَوْمُ الَّذِینَ أَمْرُهُمْ وَاحِدٌ .قال الأَزْهَرِیُّ :

و هو وَاحِدٌ و جَمْعٌ ،و أَنْشَدَ:

إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فانْصَرَمُوا

و أَخْلَفُوک عِدَ الأَمْرِ الَّذِی وَعَدُوا

قال ابنُ بَرّیّ صَوَابُه:

إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فانْجَرَدُوا

و یُرْوَی:«فانْفَرَدُوا»،ثمّ أَنْشَدَ هذا المَعْنَی لجَماعهٍ من شُعَرَاءِ العَرَبِ ،قال بَشامَهٌ بنُ الغَدِیرِ:

إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فابْتَکَرُوا

لِنِیَّهٍ ثُمَّ ما عَادُوا و لا انْتَظَرُوا

و قَال ابنُ مَیّادَهَ :

إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فانْدَفَعُوا

و ما ربُوا قَدَرَ الأَمْرِ الَّذِی صَنَعُوا

و قال نَهْشَلُ بنُ حَرِّیٍّ .

إِنَّ الخَلِیطَ أَجَدُّوا البَیْنَ فابْتَکَرُوا

و اهْتَاجَ شَوْقَک أَحْدَاجٌ لها زُمَرُ

و أَنْشَدَ مثلَ ذلِکَ للحُسَیْنِ بنِ مُطَیْر،و لابنِ الرِّقاع، و لعُمَرَ بنِ أَبِی رَبِیعَه،و جَرِیرٍ،و نُصَیْبِ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ ما أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ علی الصَّوابِ لأَبِی أُمَیَّهَ الفَضْلِ بنِ عَبّاسٍ اللَّهَبِیِّ ،و قال فیه:«فانْجَرَدُوا»کما ذَکَرَه ابنُ بَرِّیّ ، و أَنْشَدَ لجَرِیرٍ،و بِشْرِ بنِ أَبِی خازِمٍ ،و الطِّرِمّاح فی مَعْنَی ذلِکَ ،و لو أَرَدْنا بَیانَ ذلِکَ کُلِّه لطالَ بنا المجَالُ ،فاخْتَرْنَا اخْتِصارَ المَقَال.

و خَلِیطُ القَوْمِ : المُخَالِطُ ،کالنَّدِیمِ المُنَادِمِ ،و الجَلِیسِ المُجالِسِ ،کما فی الصّحاحِ ،و قیل:لا یَکُونُ (1)إِلاّ فی الشَّرِکَه، ج: خُلُطٌ ،بضمَّتَیْنِ .قال وَعْلَهُ الجَرْمِیُّ :

سائِلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ :هل جَنَیْتُ لهم

حَرْباً تُفرِّقُ بینَ الجِیزَهِ الخُلُطِ

و یُجْمَعُ أَیضاً علی خُلَطَاء ،و منه قَوْلُه تَعالَی: وَ إِنَّ کَثِیراً مِنَ اَلْخُلَطاءِ لَیَبْغِی بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ (2).

و قَال ابنُ عَرَفَهَ : الخَلِیطُ :مَنْ خَالَطَک فی مَتْجَرٍ أَو دَیْنٍ أَو مُعامَلَهٍ أَو جِوَارٍ.

قال الجَوْهَرِیٌّ :و إِنَّما کَثُرَ ذِکْرُ الخَلِیطِ فی أَشْعارِهم لأَنَّهُم کانُوا یَنْتَجِعُونَ أَیّامَ الکَلإِ فتَجْتَمِعُ منهم قَبائلُ شَتَّی فی مَکَانٍ وَاحِدٍ،فَتَقَعُ بَینَهُم أُلْفَهٌ ،فإِذَا افْتَرَقُوا و رَجَعُوا إِلی أَوطَانِهِم ساءَهُم ذلِک.

و الخَلِیطُ من العَلَفِ : طِینٌ مُخْتَلِطٌ بتبنٍ ،أَو:تِبْنٌ مُخْتَلِطٌ بقَتٍّ .

و لَبَنٌ خَلِیطٌ : حُلْوٌ مُخْتَلِطٌ بحَازِرٍ .

و سَمْنٌ خَلِیطٌ : فیه شَحْمٌ و لَحْمٌ .

و الخَلِیطَهُ (3)، بهاءٍ:أَن تُحْلَبَ النَّاقَهُ علی لَبَنِ الغَنَمِ .أَو تُحْلَبَ الضَّأْنُ علی المِعْزَی،و عَکْسُه ،أَی المِعْزَی علی الضَّأْن.

و الخِلاَطُ ،بالکَسْر:اخْتِلاَطُ الإِبِلِ و النّاسِ و المَوَاشِی ، أَنشدَ ثَعْلَبٌ :

یَخْرُجْنَ من بُعْکُوکَهِ الخِلاَطِ

و من المَجازِ: الخِلاَطُ : مُخَالَطَهُ الفَحْلِ النَّاقَهَ إِذا خَالَطَ ثِیلُه (4)حَیَاها.قالَهُ اللَّیْثُ .

و من المَجازِ: الخِلاَطُ : أَنْ یُخَالَطَ الرَّجُلُ فی عَقْلِهِ ، و قد خُولِطَ فی عَقْلِه خِلاطاً ،فهو مُخَالَطٌ .

و

16- فی الحَدِیثِ : «لا خِلاطَ و لا شِنَاقَ فی الصَّدَقَهِ »و فی رِوایهٍ :«لا خِلاطَ و لا وِرَاطَ ». و قد فَسَّرَهُ ابنُ سِیدَه فقال:

هو أَنْ یکونَ بینَ الخَلِیطَیْنِ أَی الشَّرِیکَیْنِ ، مِائَهٌ و عِشْرُونَ شَاهً ،لأَحَدِهِما ثَمَانُونَ ،و للآخَرِ أَرْبَعُون، فإِذَا جاء المُصَدِّقُ و أَخَذَ مِنْهَا -و لو قال«فإِذَا أَخَذَ المُصَدِّقُ مِنْهَا،کان أَخْصَر، و هو نَصُّ المُحْکَم أَیضاً- شاتَیْنِ رَدَّ صَاحِبُ الثَّمانِینَ علی

ص:243


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«لا یکونوا».
2- (2) سوره ص الآیه 24. [2]
3- (3) فی اللسان:و [3]الخلیط بدون هاء.
4- (4) ثیله بکسر أوله و فتحه کما فی القاموس.و فی التهذیب:حیاءها.

صاحِبِ (1)الأَرْبِعِینَ ثُلُثَ شاهٍ فیَکُونُ علَیْهِ شاهٌ و ثُلُثٌ ،و علی الآخَرِ ثُلُثَا شَاهٍ .و إِن أَخَذَ المُصَدِّق من العِشْرِینَ و المائِه شاهً وَاحدهً رَدَّ صاحبُ الثَّمانِینَ علی صَاحِبِ الأَرْبَعِین ثُلُثَیْ شاهٍ ،هکَذَا فی النّسَخِ ،و نَصُّ المُحْکَمِ ثُلث شَاهٍ ، فیکونُ علَیْه ثُلُثَا شَاهٍ ،و علی الآخَرِ ثُلُثُ شاهٍ ،قال:و الوِرَاطُ :

الخَدِیعَهُ و الغِشُّ .

أَو الخِلاَطُ ،بالکَسْرِ،فی الصَّدَقَه ،و لا یَخْفَی أَنَّ قولَه:

أَو الخِلاَط ،ثمَّ ضَبْطَه بالکَسْرِ،و زیادهَ قَیْدِ فی الصَدَقَه کُلُّ ذلِکَ غیرُ مُحْتَاجٍ إِلیه،و إِنما هو تَطْوِیل فی غَیْرِ مَحَلِّه، و کان یَکْفِی إِذا قَالَ :أَو هو أَنْ تَجْمعَ (2)بَیْنَ مُتَفَرِّق ،کَأَنَّه أَشَارَ به إِلی قَوْلِ الجَوْهَرِیِّ ،حیثُ قال:و أَمّا

16- الحَدِیثُ : «لا خِلاَط و لا وِرَاطَ ». فیُقَال:هُو کقَوْله:«لا یُجْمَعُ بینَ مُتَفَرِّقٍ ، و لا یُفَرَّقُ ،بینَ مُجْتَمِع خَشْیَهَ الصَّدَقَه»قال الأَزْهَرِیُّ :

و تَفْسیرُ ذلِکَ

14- أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم أَوجَبَ علی مَنْ مَلَکَ أَرْبَعِینَ شاهً ،فحال عَلَیْهَا الحَوْلُ (3)،شاهً ،و کذلِکَ إِذا مَلَکَ أَکْثَرَ مِنْهَا إِلی تَمَامِ مِائَهٍ و عِشْرِین ففِیهَا شاهٌ وَاحِدَهٌ ،فإِذَا زادت شاهً وَاحِدَهً علی مَائَه و عِشْرِینَ ففیهَا شَاتَان. و صُورَهُ الجَمْعِ بیْنَ المُتَفَرِّقِ بأَنْ یَکُونَ ثَلاثهُ نَفَر مَثَلاً مَلَکُوا مائهً و عِشْرِینَ لِکُلّ واحدٍ منهم أَرْبَعُون شاهً ،و لم یَکُونوا خُلَطَاءَ سَنَهً ، و قد وَجَبَ علی کُلِّ وَاحِدٍ منهم شاهٌ ،فإِذَا صَارُوا خُلَطَاءَ و جَمَعُوها علی رَاعٍ وَاحدٍ (4)،فعَلَیْهِم شَاهٌ وَاحِدَهٌ ؛لأَنَّهُمْ یُصَدِّقُون إِذا اخْتَلَطُوا ،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:أَمّا الجَمْعُ بَیْنَ المُتَفَرِّقِ فهو الخِلاَطُ ،و ذلکَ أَنْ یَکُونَ ثَلاثَهُ نَفَرٍ لکُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعُون شَاهً ،فقد وَجَبَ علی کُلِّ وَاحِدٍ منهم شاهٌ [فإِذا] (5)أَظَلَّهُم المُصَدِّقُ جَمَعُوهَا علی راعٍ وَاحِد لکَیْلا یَکُونَ عَلَیْهم فیها إِلاّ شاهٌ واحدهٌ .قال:و أَمَّا تَفْرِیقُ المُجْتَمِع:فَأَنْ یَکونَ اثْنَانِ شَرِیکَانِ ،و لکلِّ وَاحِدٍ منهما مائهُ شاه و شاهٌ ، فیکون علیهما فی مَالَیْهِما (6)ثلاثُ شِیاهٍ ،فإِذَا أَظَلَّهما المُصَدِّقُ فَرَّقَا غَنَمَهُمَا،فلم یَکُنْ عَلَی کُلِّ وَاحدٍ إِلاّ شَاهٌ وَاحِدَهٌ .قال الشّافِعِیُّ :الخِطَابُ فی هذَا للمُصَدِّقِ ،و لرَبِّ المالِ ،قال:و الخَشْیَهُ خَشْیَتَانِ :خَشْیَهُ السّاعِی أَنْ تَقِلَّ الصَّدَقَهُ ،و خشیهُ رَبِّ المالِ أَنْ یَقِلَّ مالُهُ ،فأُمِرَ کُلُّ وَاحِدٍ منهُمَا أَن لا یُحْدِثَ فی المال شَیْئاً من الجَمْعِ و التَّفْرِیقِ .

قال:هذَا علی مَذْهَب الشَّافِعِیِّ ،إِذِ الخُلْطَهُ مُؤَثَّرهٌ عِنده، و أَمّا أَبو حنیفه فلا أَثَر لها عنْدَه و یَکُونُ مَعْنَی الحَدِیثِ نَفْیَ الخِلاَط لنَفْیِ الأَثرِ،کأَنَّهُ یَقُولُ :لا أَثَرَ للخُلْطَهِ فی تَقْلِیلِ الزَّکَاهِ و تَکْثیرِها.

16- و فی الحَدِیثِ أَیْضاً: «و مَا کان مِنْ خَلِیطَیْنِ فإِنَّهما یَتَرَاجَعَانِ بَیْنهُمَا بالسَّوِیَّهِ » . قال الأَزْهَرِیُّ :ذَکَرَه أَبو عُبَیْدٍ فی غَرِیبِ الحَدِیثِ ،و لم یُفَسِّره علی وَجْهه،ثمَّ جَوَّدَ تَفْسیره فی کِتاب الأَمْوَالِ ،و فَسَّره علی نَحْو ما فَسَّرَه الشّافِعِیُّ ،قال الشّافِعِیُّ : الخَلِیطَانِ :الشّرِیکانِ لم یَقْتَسِمَا الماشِیَهُ ، و تَرَاجُعُهما بالسَّویَّهِ : أَنْ یَکُونَا خَلِیطَیْنِ فی الإِبلِ تَجِب فیها الغَنَمُ ،فتُوجَدُ الإِبِلُ فی یَدِ أَحَدِهِمَا فتُؤْخَذُ منه صَدَقَتُهَا (7)، فیَرْجِعُ علی شَرِیکِه بالسَّوِیَّه ،قال الشّافِعِیُّ :و قد یَکُونُ الخَلِیطَانِ :الرَّجُلَیْنِ یَتَخَالَطانِ بمَاشِیَتِهما،و إِنْ عَرَفَ کُلُّ وَاحِدٍ مَاشِیَتَه،قال:و لا یَکونان خَلِیطَیْن حَتَّی یُرِیحَا و یَسْرَحَا و یَسْقِیَا مَعاً،و تَکُونَ فُحُولُهما مُخْتَلِطَهً ،فإِذَا کانَا هکَذَا صَدَّقَا صَدَقَهَ الوَاحِدِ بکلِّ حالٍ .قال:و إِنْ تَفَرَّقَا فی مُرَاحٍ أَو سَقْیٍ أَو فُحُولٍ فلیسَا خَلِیطَیْنِ ،و یُصَدِّقان صَدَقهَ الاثْنَیْن.

قال:و لا یَکُونَان خلیطینِ حَتَّی یَحُولَ علیهمَا حَوْلٌ من یَوْم اخْتَلَطَا ،فإِذَا حالَ عَلَیْهِمَا حَوْلٌ مِنْ یوم اخْتلَطَا زَکَّیَا زَکَاهَ الوَاحِد.و قَال ابنُ الأَثِیرِ فی تَفْسِیرِ هذا الحَدیثِ : الخَلِیطُ :

المُخَالِطُ ،و یُرِیدُ به الشَّریکَ الذی یَخْلِطُ مَالَه بمَالِ شَرِیکِه.و التَّرَاجُعُ بَیْنَهما هو أَنْ یَکُونَ لأَحَدِهِمَا مَثَلاً أَرْبَعُونَ بَقَرَهً و للآخَرِ ثَلاثُونَ بَقَرَهً ،و مَالهُمَا مُخْتَلِطٌ ،فیأْخُذ السّاعِی عن الأَرْبَعِینَ مُسِنَّهً ،و عن الثّلاثِینَ تَبِیعاً،فیرجعُ بَاذِلُ المُسِنَّهِ بثَلاثَهِ أَسْباعِهَا علی شَرِیکِه،و بَاذِلُ التَّبِیعِ بأَرْبَعَهِ أَسْبَاعِه علی الشَّرِیکِ ،لأَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ من السِّنَّیْنِ وَاجِبٌ علَی الشُّیُوع،کأَنَّ المالَ مِلْکُ وَاحِدٍ.و فی قوله:«بالسَّوِیَّهِ »دَلِیلٌ علی أَنَّ السَاعِیَ إِذَا ظَلَمَ أَحَدَهما فأَخَذَ منه زِیَادَهً علی فَرْضِهِ ،فإِنَّه لا یَرْجعُ بها علی شَرِیکهِ ،و إِنَّمَا یَضْمَنُ (8)له قِیمَهَ

ص:244


1- (1) اللسان: [1]ربّ الأربعین.
2- (2) عن القاموس و بالأصل«یجمع».
3- (3) فی التهذیب:فحال علیها الحول،من یوم ملکها،شاهً .
4- (4) زید فی التهذیب:سنهً کاملهً .
5- (5) عن النهایه و [2]اللسان و [3]بالأصل:«و أظلهم».
6- (6) عن النهایه و [4]بالأصل«مالهما».
7- (7) علی هامش القاموس [5]عن نسخه أخری:«صدقتهما»و مثلها فی التهذیب.أما الأصل فکاللسان.
8- (8) فی النهایه: [6]یغرم.

ما یَخُصُّه من الوَاجِبِ دونَ الزِّیَادَهِ .و فی التَّراجُعِ دَلِیلٌ علی أَنَّ الخُلْطَه تَصِحُّ مع تَمْیِیزِ أَعْیَانِ الأَمْوَالِ عندَ مَنْ یَقُولُ به.

و

16- فی حدیث النَّبِیذِ: «نَهَی عن الخَلِیطَیْنِ أَنْ یُنَبَّذَا» . أَی نَهَی أَنْ یُجْمَعَ بینَ صِنْفَیْن:تَمْرٍ و زَبِیبٍ ،أَو عِنَبٍ و رُطَبٍ .

قال الأَزْهَرِیُّ :و أَمّا تَفْسِیرُ الخَلِیطَیْنِ الَّذِی جاءَ فی الأَشْرِبَهِ ، و ما جَاءَ[فیهما]منِ النَّهْی عن شُرْبِه (1)فهُو شَرَابٌ یُتَّخَذُ من التَّمْرِ و البُسْرِ،أَو من العِنَب و الزَّبِیب یریدُ: ما یُنَبَّذُ من البُسْرِ و التَّمْرِ مَعاً،أَو من العِنَبِ و الزَّبِیبِ مَعاً، أَو منْهُ و من التَّمْرِ مَعاً، و نَحْوِ ذلکَ مِمَّا یُنْبَذُ مُخْتَلِطاً ،و إِنَّمَا نَهَی عن ذلِکَ لأَنَّهُ یُسْرعُ إِلَیْه حِینَئذٍ التَّغَیُّرُ و الإِسْکَارُ للشِّدَّهِ و التَّخْمِیر.

و النَّبِیذُ المَعْمُولُ مِن خَلِیطَیْن ذَهَبَ قَوْمٌ إِلی تَحْرِیمِهِ و إِنْ لم یُسْکِر،أَخْذاً بظَاهِرِ الحَدِیثِ ،و به قالَ مَالِکٌ و أَحْمَدُ،و عامَّهُ المُحَدِّثِینَ قَالُوا:مَنْ شَرِبَهُ قبلَ حُدُوثِ الشِّدَّهِ فیه فهو آثِمٌ من جِهَهٍ وَاحِدَهٍ ،و من شَرِبَهُ بعد حُدُوثِهَا فیه فهو آثِمٌ من جِهَتَیْنِ :شُرْبِ الخَلِیطَیْن ،و شُرْبِ المُسْکِر.و غیرُهم رَخَّصَ فیه،و عَلَّلوا التَّحْرِیمَ بالإِسْکَارِ.

و بها أَخْلاطٌ من النّاسِ و خَلِیطٌ ،کأَمِیرٍ، و خُلَّیْطَی ، کسُمَّیْهَی و یُخَفَّف ،و هذِه عن ابنِ عَبّادٍ،أَی أَوْباشٌ مُجْتَمِعُون مُخْتَلِطُون ،لا وَاحِدَ لَهُنَّ .و تَقَدَّم أَنّ الخَلِیطَ وَاحِدٌ و جَمْعٌ ،فإِنْ کانَ وَاحِداً فإِنَّه یُجْمَع علی خُلُطٍ و خُلَطَاءَ ،و إِن کان جَمْعاً فإِنَّه لا وَاحِدَ له.و فی بعض النُّسَخِ :أَی ناسٌ مُخْتَلِطُون،و الأُولَی الصَّوَابُ .

و یقال: وَقَعُوا فی خُلَّیْطَی ،بتَشْدِید الّلامِ المَفْتُوحَه، نقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و یُخَفَّفُ ،نقله الأَزْهَرِیُّ ، أَی اخْتِلاطٍ ، و فی الصّحاحِ أَی اخْتَلَطَ علیهِم أَمْرُهُمْ ،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ لأَعْرَابِیٍّ :

و کُنَا خُلَیْطَی فی الجِمَال فرَاعَنِی (2)

جِمَالِی تُوَالَی وُلَّهاً من جِمَالِکِ

و یُقَالُ : مَالُهُمْ بَیْنهُم خِلِّیطَی ،کخِلِّیفَی ،أَی مُخْتَلِطٌ ، و ذلک إِذا خَلَطَوا مالَ بَعْضِهم ببَعْضٍ .

و المِخْلَطُ ،کمِنْبَرٍ،و مِحْرَابٍ :مَنْ یُخَالِطُ الأُمُورَ و یُزَایِلُهَا. و فی الصّحاحِ و المُحْکَمِ و العُبَابِ : هُوَ مِخْلَطٌ مِزْیَلٌ :کما یُقَالُ :رَاتِقٌ فَاتِقٌ .و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

یُلِحْنَ مِنْ ذِی دَأَبٍ شِرْوَاطِ

صَاتِ الحُدَاءِ شَظِفٍ مِخْلاَطِ (3)

کما فی المُحْکَم.و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

و إِنْ قالَ لِی مَاذَا ترَی یَسْتَشِیرُنِی

یَجِدْنِی ابنَ عَمٍّ مِخْلَطَ الأَمْرِ مِزْیَلاَ

قال:و أَمّا المِخْلاط فالکَثِیرُ المُخَالَطَهِ للنّاسِ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

فبِئْسَ عضُّ الخَرِفِ المِخْلاَطِ

و الوَغْلِ ذِی النَّمِیمَهِ المِغْلاطِ

و من المَجَاز: الخَلْطُ ،بالفَتْحِ و ککَتِفِ ،و عُنُقٍ ،الثّانِیَهُ عن اللَّیْثِ ،و الأَخِیرَهُ عن سِیبَوَیْهٍ و فَسَّرَه السِّیرَافِیُّ ،و أَمّا بالفَتْحِ فهو مَصْدَرٌ بمَعْنَی الخَالِطِ ،و الَّذِی حکاهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ بالکَسْرِ و هو المُخْتَلِطُ بالنّاسِ یکون المُتَحَبِّب المُتَمَلِّق إِلَیْهم،و یَکُون مَنْ یُلْقِی نِسَاءَهُ و مَتَاعَهُ بَیْنَ النَّاسِ ، و الأُنْثَی من الثّانِیَهِ : خَلِطَهٌ ،کفَرِحَهٍ .و أنشد ابنُ الأَعْرَابِیِّ (4):

و أَنْتَ امرؤُ خِلْطٌ إِذَا هی أَرْسَلَتْ

و قد تَقَدَّم،یَقُولُ :أَنتَ امرُؤٌ مُتَمَلِّقٌ بالمَقَالِ ،ضَنِینٌ بالنَّوَالِ ،و یَمِینُک:بَدَلٌ من قَوْلِه:«هی»و إِنْ شِئْتَ جعلتَ «هی»کِنایهً عن القِصَّهِ ،و هذا أَجْوَدُ من تَفْسِیرِ الخِلْطِ بالقَدَح،کما قَدَّمناه،و فی کلامِ المُصَنِّفِ نَظرٌ،فتأَمّل.

و رَجُلٌ خَلْطٌ .سیاقُه یَقْتَضِی أَنَّهُ بالفَتْحِ ،و الصّوَابُ کما نَقَله الصّاغانِیُّ عن ابن الأَعْرابِیّ :رَجُلٌ خَلِطٌ ،ککَتِفٍ ، بَیِّنُ الخَلاَطَه ،بالفَتْح:أَحْمَقُ قد خُولِط عَقْلُه،عن أَبِی العَمَیْثلِ الأَعْرَابِیِّ ،و هو مَجَازٌ،و قد تَقَدَّم فی أَوَّلِ المَادَّهِ الخِلْطُ بمعْنَی الأَحْمَقِ ،فإِعادَتُه ثانِیاً تَکْرارٌ.

و من المَجَازِ: خَالَطَهُ الدّاءُ خِلاَطاً: خامَرَهُ .

ص:245


1- (1) فی التهذیب:«شربهما»و الزیاده السابقه عنه.
2- (2) فی التهذیب:فی الجمال فأصبحت.
3- (3) قال ابن بری:الرجز لجساس بن قطیب.
4- (4) کذا بالأصل«و أنشد ابن الأعرابی»و عباره اللسان:و [1]حکی ابن الاعرابی:رجلٌ خِلْطٌ فی معنی خَلِط و أنشد:

و من المَجَازِ: خَالَطَ الذِّئْبُ الغَنَمَ خِلاَطاً ،إِذا وَقَعَ فِیها ، و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

یَضِمُ (1)أَهْلَ الشّاءِ فی الخِلاَطِ

و من المَجَازِ: خَالَطَ المَرْأَهَ خِلاَطاً : جَامَعَها .

16- و فی الحَدِیثِ : و سُئِل:ما یُوجِبُ الغُسْلَ ،قال:«الخَفْقُ و الخِلاَطُ ». أَی الجِمَاعُ .من المُخَالَطَهِ .

17- و فی خُطْبَهِ الحَجَّاج: «لیسَ أَوَانَ یَکْثُرُ الخِلاَطُ ». یعنی:السِّفَادَ.

و أَخْلَطَ الفَرَسُ إِخْلاَطاً : قَصَّرَ فی جَرْیِهِ ، کاخْتَلَطَ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و من المَجَازِ أَخْلَطَ الفَحْلُ إِخْلاَطاً : خالَطَ الأُنْثَی ،أَی خالَطَ ثِیلُه حَیَاءَهَا.

و من المَجَازِ: أَخْلَطَهُ الجَمَّالُ و أَخْلَطَ له ،الأَخِیرَهُ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،إِذا أَخْطَأَ فی الإِدْخَالِ ،فسَدَّدَ قَضِیبَهُ و أَدْخَلَهُ فی الحَیَاءِ. و اسْتَخْلَطَ هُوَ:فَعَلَ ذلِکَ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ .و قال أَبُو زَیْدٍ:إِذا قَعَا الفَحْلُ علی النّاقَهِ فلم یَسْتَرْسِدْ لحَیَائها حَتَّی یُدْخِلَه الرّاعِی أَو غَیْرُه،قِیلَ :قد أَخْلَطَه إِخْلاطاً، و أَلْطَفَه إِلْطافاً،فهو یُخْلِطُه و یُلْطِفهُ .فإِن فَعَلَ الجَمَلُ ذلِکَ من تِلْقَاءِ نَفْسِه قیل:قد اسْتَخْلَط هو،و اسْتَلْطَف.و جعل ابنُ فارسٍ الاسْتِخْلاطَ کالإِخْلاطِ .

و اخْتَلَطَ فلانٌ : فَسَدَ عَقْلُه .

و اخْتَلَطَ عَقْلُه،إِذا تَغَیَّرَ،فهو مُخْتَلِط .

و من المَجَازِ: اخْتَلَطَ الجَمَلُ ،إِذا سَمِنَ حتّی اخْتَلَط شَحْمُه بلَحْمِه،عن ابن شُمَیْلٍ .

و یُقَالُ : اخْتَلَطَ اللَّیْلُ بالتُّرَابِ ،و کذا: اخْتَلَطَ الحَابِلُ بالنَّابِلِ ،أَی نَاصِبُ الحِبَالَهِ بالرَّامِی بالنَّبْلِ ،و قیل:السَّدَی باللُّحْمَه، و کذا: اخْتَلَطَ المَرْعِیُّ بالهَمَلِ ،و کَذَا : اخْتَلَطَ الخَاثِرُ بالزُّبَادِ ،و هو کغُرَابٍ :الزُّبْدُ إِذا ارْتَجَنَ ،أَی فَسَدَ عند المَخْضِ ،و قیل:هو اللَّبَنُ الرَّقِیق.و یُرْوَی کرُمّانِ ، و هو عُشْبٌ إِذا وَقَع فی الرّائبِ تَعَسَّر تَخْلِیصُه منه، أَمْثَالٌ أَرْبَعَهٌ تُضْرَبُ فی اسْتِبْهامِ الأَمْرِ و ارْتِبَاکِهِ ،و فی العُبَاب فی اشْتِباک الأَمْر.قلت:المَثَلُ الأَوَّلُ عن أَبی زَید،و کذلِکَ الثّالِثُ ،و قال:یُقال ذلِکَ إِذا اخْتَلَطَ علی القَوْمِ أَمْرُهم، و یُقَال (2):الأَخِیر یُضْرَب فی اخْتِلاَطِ الحَقِّ بالبَاطِلِ .

و الأَخِیرُ یُضْرَب لقَوْمٍ یُشْکِلُ علیهم أَمْرُهم فلا یَعْتَزِمُون فیه عَلَی رأْیٍ ،و الأَوّل فی اسْتِبْهَام الأَمْرِ،و الثَّانی فی اشْتِبَاکِه.

و کأَنَّ المُصَنِّفَ جعل مآلَ الکُلِّ إِلی مَعْنًی وَاحِدٍ،و هو مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .

و خِلاَطٌ ،ککِتَابٍ :د،بأَرْمِینِیَهَ مَشْهُورٌ، و لا تَقُلْ أَخْلاطٌ بالأَلِف،کما هُوَ علی لِسَانِ العَامَّه.

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : جَمَلٌ مُخْتَلِطٌ و ناقَهٌ مُخْتَلِطَهٌ ،إِذا سَمِنَا حتَّی اخْتَلَطَ الشَّحْمُ باللَّحْمِ ،و هو مع قَوْلِه أَوّلاً:

و الجَمَلُ سَمِنَ ،تَکرَارٌ و تَفْرِیقٌ فی اللَّفْظِ الوَاحِدِ فی مَحَلَّیْن.

و هو غَرِیبٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

الخِلْطُ ،بالکَسْر:وَاحِدُ أَخْلاَطِ الطِّیبِ ،کما فی الصّحاحِ ،و اسمُ کُلِّ نَوْعٍ من الأَخْلاطِ ،کأَخْلاطِ الدَّوَاءِ و نَحْوِه.

و نَجْوٌ خِلْطٌ : مُخْتَلِطٌ بَعْضُه ببَعْضِه.

و المِخْلَطُ ،کمِنْبَرٍ:الّذِی یَخْلِطُ الأَشْیَاءَ فیَلْبِسُها علی السّامِعِینَ و النّاظِرِینَ .

و التَّخْلِیطُ فی الأَمْرِ:الإِفْسَادُ فیه،نَقَلَهُ الجَوهَرِیُّ ، و کذلِک:الخِلِّطَی کخِصِّیصَی.

و خَلَطَ القومَ خَلْطاً .و خَالَطَهم :دَاخَلَهُم.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : خَلِطَ الثَّلاَثَهَ رَجُلٌ ،کفَرِحَ :

خَالَطَهُم .

و الخُلْطَهُ ،بالضَّمِّ :الشِّرْکَه،و بالکَسْرِ:العِشْرَهُ ،کما فی الصّحاحِ .

و قال أَبُو حَنِیفَهَ :یَلْقَی الرَّجُلُ الرَّجُلَ الَّذِی قَد أَوْرَدَ إِبِلَه فأَعْجَلَ الرُّطْبَ و لو شَاءَ لأَخَّرَه،فیقولُ :لقد فَارَقْتَ خَلِیطاً لا تَلْقَی مثلَه أَبَداً،یعنی الجَزَّ.

و تَقُول العربُ :« أَخْلَطُ من الحُمَّی»یُریدون أَنَّهَا مُتَحَبِّبهٌ إِلیه مُتَمَلِّقَهٌ بوُرُودِهَا إِیّاه و اعْتِیَادِهَا له،کما یَفْعَلُ المُحِبُّ المَلِقُ ،و هو مَجَاز.

ص:246


1- (1) فی التهذیب و اللسان:« [1]یضمنُ ».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یقال:الأخیر الخ هکذا فی النسخ و لیراجع و تحرر العباره».

و فی الصّحاح:قال أَبو عُبَیْدَه:تَنَازَعَ العَجّاجُ و حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ فی أُرْجُوزَتَیْن علی الطّاءِ،فقال حُمَیْدٌ: الخِلاَطَ یا أَبَا الشَّعْثَاءِ.فقال العَجّاجُ :الفِجَاجُ أَوْسَعُ مِنْ ذلِکَ یا بنَ أَخِی،أَی لا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتِی بأُرْجُوزَتِک.قلتُ أُرجُوزَهُ العَجَّاج هی قولُه:

و بَلْدَهٍ بَعِیدَهِ النِّیَاطِ

مَجْهُولَهٍ تَغْتَالُ خَطْوَ الخَاطِی

و أُرْجُوزَهُ حُمَیْدٍ الأَرْقَط هی قَوْلُه:

هَاجَتْ علیکَ الدّارُ بالمطَاطِ

بَیْن اللّیَاحَیْنِ فَذِی أُرَاطِ (1)

و اخْتَلَط عَقْلُه:فَسَدَ.

و خَالَطَ قَلْبَهُ هَمٌّ عَظیمٌ .و هو مَجَازٌ.

16- و فی حَدِیثِ الوَسْوَسَه: «و رَجَعَ الشّیْطَانُ یَلْتَمِسُ الخِلاَطَ ».

أَی یُخَالِطُ قَلْبَ المُصَلِّی بالوَسْوَسَهِ .

و فَسَّرَ ابنُ الأَعْرَابِیّ خِلاَطَ الإِبل بمَعْنًی آخَرَ فقال:هو أَنْ یَأْتِیَ الرَّجُلُ إِلی مُرَاحِ آخَرَ،فیَأْخذَ منه جَمَلاً،فیُنْزِیَه علی نَاقَتِه سِرّاً من صَاحِبِه.

و قالَ أَیْضاً: الخُلُط بضَمَّتَیْن:المَوَالِی،و أَیْضاً:جِیرانُ الصَّفَاءِ.

و الخَلِیطُ :الجَارُ قالَ جَرِیرٌ:

بَانَ الخَلِیطُ و لوْ طُووِعْتُ ما بَانا (2)

و الخِلاَطُ :الرَّفَثُ ،قاله ثَعْلَبٌ ،و أَنْشَدَ:

فَلَمَّا دَخَلْنَا أَمْکَنَتْ من عِنَانِهَا

و أَمْسَکْتُ مِنْ بَعْضِ الخِلاَطِ عِنَانِی

قال:تَکَلَّمَتْ بالرَّفَثِ و أَمْسَکْتُ نَفْسِی عنها.

و الخِلْطُ ،بالکَسْرِ:وَلَدُ الزِّنَا.

و الأَخْلاَطُ :الحَمْقَی من النَّاسِ .و کذلِک الخُلُط ، بضمَّتَیْن.

و اهْتَلَبَ السَّیْفَ من غِمْدِه،و امْتَرَقَه،و اعْتَقَّه،و اخْتَلَطَه ، إِذا اسْتَلَّه.قال الجُرْجانِیُّ :الأَصْلُ اخْتَرَطَه،و کأَنَّ اللاَّمَ مُبْدَلَه منه.و فیه نَظَرٌ.

و الخَلِطُ ،ککَتِفٍ :الحَسَنُ الخُلُقِ .

و جَاءَنا خُلَّیْطٌ من النّاسِ ،کقُبَّیْطٍ ،أَی أَخْلاطٌ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و أَخْلَطَ الرَّجُلُ : اخْتَلَطَ ،قال رُؤْبَهُ :

و الحَافِرُ الشَّرَّ مَتَی یَسْتَنْبِطِ

یَنْزِعْ ذَمِیماً وَجِلاً أَو یُخْلِطِ

و جَمَعَ مَالَهُ من تَخَالِیطَ .

و یُقَالُ : خَالَطَهُ السَّهْمُ .

و خَالَطَهُم و خالَقَهُم بمعنًی وَاحِدٍ (3).

و ابْنُ المُخَلِّطَه ،کمُحَدِّثَهٍ :من المُحَدِّثین.

خمط

خَمَطَ اللَّحْمَ یَخْمِطُه خَمْطاً : شَوَاهُ ،أَو شَواهُ فَلَمْ یُنْضِجْهُ .فهو خَمِیطٌ .

و خَمَطَ الحَمَلَ ،و الشّاهَ ،و الجَدْیَ یَخْمِطُهُ خَمْطاً :

سَلَخَهُ و نَزَعَ جِلْدَهُ و شوَاهُ (4)فهو خَمِیطٌ .قال الجَوْهَرِیُّ : فإِنْ نَزَعَ عنه شَعرَهُ و شَوَاهُ فسَمِیطٌ ،و هذا قد یَأْتِی بَیَانُه فی «س م ط »و إِیرادُه هنا مُخَالِفٌ لصَنِیعهِ .و قولُه«شَعرَه»هکَذا هو فی نُسَخِ الصّحاحِ ،و مثلُه فی العُبَاب و اللِّسَان، و وَجَدْتُ فی هَامِشِ نُسْخَهِ الصّحَاح،صَوَابُه:صُوفه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: خَمَطْتُ الجَدْیَ ،إِذا سَمَطْتَه و شَوَیْتَه، فهو خَمِیطٌ و مَخْمُوطٌ .قالَ :و قالَ بعضُ أَهْلِ اللُّغَهِ :

الخَمِیطُ :المَشْوِیُّ بجِلْدِه.و فی اللّسَان:و قیل الخَمْطُ بالنّارِ،و السَّمْطُ بالماءِ.

و خَمَطَ اللَّبَنَ یَخْمِطُه و یَخْمُطُه ،من حدِّ ضَرَبَ و نَصَرَ، خَمْطاً ،إِذا جَعَلَه فی سِقَاءٍ .عن ابنِ عَبّادٍ.

و الخَمّاطُ ،کشَدّادٍ الشَّوّاءُ ،قال رُؤْبَهُ :

ص:247


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أراطی».
2- (2) دیوانه و عجزه فیه: و قطعوا من حبال الوصل أقرانا.
3- (3) الذی فی الأساس:و رجل خَلِط :یتحبب إلی الناس و یختلط بهم، و قد خالطهم و خالقهم.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:فشواه.

شاکٍ یَشُکُّ خَلَلَ الآباطِ

شَکَّ المَشَاوِی نَقَدَ الخَمَّاطِ

أَراد بالمَشَاوِی:السَّفَافِیدَ تُدْخَلُ فی خَلَلِ الآبَاطِ .

و قال اللَّیْثُ : الخَمْطَهُ :رِیحُ نَوْرِ العِنَبِ ،و الَّذِی فی العَیْن:رِیحُ نَوْرِ الکَرْمِ و مَا أ شبهه ،ممّا له رِیحٌ طَیِّبهٌ .

و لَیْسَتْ بالشَّدِیدَهِ الذَّکَاءِ طِیباً.

و الخَمْطَه : الخَمْرُ الَّتِی أَخَذَت رِیحاً،و قال الجَوْهَریُّ :

أَخَذَت رِیحَ الإِدْرَاکِ ،کرِیحِ التُّفّاحِ ،و لم تُدْرِکْ بَعْدُ.

انتَهَی،و قال اللِّحْیَانِیُّ :أَخَذَت شَیْئاً من الرِّیحِ ،کرِیحِ النَّبِقِ ،و التُّفّاحِ ،یُقَال: خَمِطَت الخَمْرُ.و قال أَبو زَیْدٍ:

الخَمْطَهُ :أَوّلُ ما تَبْتَدیءُ فی الحُمُوضَهِ قَبْلَ أَنْ تَشْتَدَّ.و قال أَبو حَنِیفَهَ : الخَمْطَه :الخَمْرَهُ الَّتی أُعجِلَت عن اسْتِحْکَامِ رِیحِها فأَخَذَت رِیحَ الإِدْرَاکِ و لم تُدْرِکْ بَعْدُ، أَو هی الحَامِضَهُ ،کذا فی الصّحاحِ ،و هو قولُ أَبِی حَنِیفَهَ ،و زادَ غیرُه: مع رِیحٍ ،و به فُسِّر قولُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

عُقَارٌ کمَاءِ النِّیِّ لَیْسَتْ بخَمْطَهٍ

و لا خَلَّهٍ یَکْوِی الوُجُودَ شِهَابُهَا (1)

أَرادَ عَتِیقَهً ،و لذلِکَ قال:«لیْسَتْ بخَمْطَهٍ ».و قال السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِ البَیْت: الخَمْطَهُ :الّتی أَخَذَتْ رِیحاً، و الخَلَّهُ :الحَامِضَه،و قیل: الخَمْطَه :الَّتِی حِینَ أَخَذَ الطَّعْمُ فیها.

و لَبَنٌ خَمْطٌ و خَمْطَهٌ و خامِطٌ :طَیِّبُ الرِّیح أَو الَّذِی أَخَذَ رِیحاً کرِیحِ النَّبِقِ أَو التُّفَّاحِ قال الیَزِیدِیُّ (2): الخامِطُ :

الّذِی یُشْبِه رِیحُه رِیحَ التُّفَّاحِ ،و کذلِکَ الخَمْطُ أَیضاً،قال ابنُ أَحْمَرَ:

و ما کُنْتُ أَخْشَی أَنْ تکونَ مَنِیَّتِی

ضَرِیبَ جِلاَدِ الشَّوْلِ خَمْطاً و صَافِیَا

و فی التَّهْذِیبِ :قال اللَّیْثُ :لَبَنٌ خَمْطٌ ،و هو الَّذِی یُحْقَنُ فی السِّقَاءِ ثمّ یُوضَعُ علی حَشِیشٍ حَتَّی یَأْخُذَ مِن رِیحِه فیَکُونَ خَمْطاً طَیِّبَ الرِّیحِ طَیِّبَ الطَّعْم.و نَقَل الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ عن أَبِی عُبَیْدَه،کذا فی العُبَابِ -و فی الصّحاح عن أَبی عُبَیْدٍ (3)-:أَنَّ اللَّبَنَ إِذَا ذَهَبَ عنه حَلاوَهُ الحَلَب و لم یَتَغَیَّرْ طَعْمُه فهو سَامِطٌ ،و إِنْ أَخَذَ شَیْئاً من الرِّیحِ فهو خَامِطٌ ،و إِن أَخَذَ شَیْئاً من الطّعْم فهو مُمَحَّلٌ فإِذَا کان فیه طَعْمُ الحَلاوه فهو قُوهَهٌ (4)، و کذلِکَ سِقَاءٌ خامِطٌ ،و قد (5)خَمطَ ،کنَصَر و فَرِحَ خَمْطاً و خُمُوطاً و خَمَطاً ،الأَخِیر مُحَرَّکه،و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،فهو خَمِطٌ : طَابَتْ رِیحُه، و أَیضاً: تَغَیَّرَتْ رِیحُه، ضِدٌّ .

و خَمْطَتُه ،بالفَتْحِ ،و الضَّمِیرُ للسِّقاءِ، و یُحَرَّکُ :رَائِحَتُه ، و قِیل: خَمْطُه :أَن یَصِیرَ کالخِطْمِیِّ إِذا لَجَّنَهُ و أَوْخَفَه.

و قِیلَ : الخَمْطُ و الخَمْطَهُ من اللَّبَنِ : الحَامِضُ و (6)قیل:

هو المُرُّ من کُلِّ شَیْ ءٍ و قال الزَّجّاجُ : کُلُّ نَبْتٍ إِذا أَخَذَ طَعْماً مِن مَرَارَهٍ حتَّی لا یُمْکِنَ أَکْلُه فهو خَمْطٌ .

و الخَمْطُ : الحَمْلُ القَلِیلُ من کُلِّ شَجَرٍ ،عن أَبِی حَنِیفَه.

و قال أَیضاً:زَعَمَ بعضُ الرُّواهِ أَنَّ الخَمْطَ : شَجَرٌ کالسِّدْرِ ،و حَمْلُه کالتُّوتِ .

و اخْتُلِفَ فی تَفْسِیر الخَمْطِ فی قَوْله تعالَی وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَیْهِمْ جَنَّتَیْنِ ذَواتَیْ أُکُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَیْ ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِیلٍ (7)فقیل: شَجَرٌ قَاتِلٌ ،أَو سمٌّ قاتِل، أَو کُلُّ شَجَرٍ لا شَوْکَ لهُ ،و هذَا عن ابن دُرَیْدٍ،و مثلُه للرّاغِبِ فی المُفْرداتِ ،و قِیل:شَجَرٌ له شَوْکٌ ،نُقِلَ ذلِکَ عن الفَرّاءِ، و نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ فی الکَشّاف عن أَبی عُبَیْدَه،فتأَمّلْ .

و قالَ أَیضاً: الخَمْطُ فی الآیَه: ثَمَرُ الأَرَاکِ و هو البَرِیر، و قالَ اللَّیْثُ :هو ضَرْبٌ من الأَراکِ له حَمْلٌ یُؤْکَلُ ،و هذَا قد نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الخَمْطُ : ثَمَر یُقَال له: فَسْوَه الضَّبُعِ علی صُورَه الخَشْخَاشِ یَتَفَرَّکُ و لا یُنْتَفَع به.قال الجَوْهَرِیُّ :و قُرِیءَ: «ذَوَاتَیّ أُکُلِ خَمْطٍ » بالإِضَافَه.قلت:

هی (8)قِرَاءَهُ أَبِی عَمْرٍو و یَعْقُوبَ و أَبِی حاتِمٍ ،و قرأَ الباقُونَ علی الصِّفَهِ .قال ابنُ بَرِّیّ :مَنْ جَعَلَ الخَمْطَ :الأَرَاکَ فحَقُّ

ص:248


1- (1) و یروی:یکوی الشروب شهابها.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«الزبیدی».
3- (3) و فی التهذیب عن أبی عبید عن الأصمعی.
4- (4) فی اللسان« [2]فوهه»و بهامشه:الصواب قوهه بالقاف المثناه المضمومه.
5- (5) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و قد خَمِط ».
6- (6) فی القاموس:«أو المرّ».
7- (7) سوره سبأ الآیه 16. [3]
8- (8) بالأصل:هو.

القِرَاءِهِ بالإِضافَهِ ؛لأَنَّ الأُکُلَ :الجَنَی،فأَضَافَهُ إِلی الخَمْط ،و من جَعلَ الخَمْطَ ثَمَرَ الأَرَاکِ فحَقُّ القِرَاءَهِ أَنْ تَکُونَ بالتَّنْوِینِ ،و یکونَ الخَمْطُ بَدَلاً من الأُکُلِ ،و بکُلٍّ قَرَأَتْه القُرّاءُ.

و مِن المَجَاز: تَخَمَّطَ فُلانٌ ،إِذا تَکَبَّرَ و غَضِبَ ،و فی الصّحاحِ :تَغَضَّبَ و تَکَبَّر.و فی الأَسَاسِ :تَغَضَّبَ و ثار و أَجْلَبَ .شُبِّه بهَدِیر الفَحْلِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للکُمَیْتِ :

و قد کانَ زَیْناً للعَشِیرَهِ مِدْرَهاً

إِذَا ما تَسَامَتْ للتَّخَمُّطِ صِیدُهَا

و قالَ الأَصْمَعِیُّ :الأَخْذُ و القَهْرُ بغَلَبَهٍ ،و أَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ

تَخَمَّطَ فِینَا نَابُ آخَرَ مُقْرَمِ

قلتُ :و منه

17- حَدِیثُ رِفَاعَهَ ،قال: «المَاءُ من المَاءِ، فتَخَمَّطَ عُمَرُ». أَی غَضِبَ .و قال الرّاجِزُ:

إِذا رَأَوْا من مَلِکٍ تَخَمُّطَا

أَو خُنْزُوَاناً ضَرَبُوهُ ما خَطَا

کخَمِطَ ،بالکَسْرِ ،قالَ الشّاعِرُ و قد جَمَعَ بینَهُمَا:

إِذا تَخَمَّط جَبّارٌ ثَنَوْه إِلَی

ما یَشْتَهُون،و لا یُثْنَوْنَ إِنْ خَمِطُوا

و تَخَمَّطَ الفَحْلُ :هَدَرَ زادَ ابنُ دُرَیْدٍ:للصِّیَال،أَو إِذا صالَ .

و من المَجَازِ: تَخَمَّطَ البَحْرُ ،إِذا زَخَرَ و التَطَمَ و اضْطَرَبَتْ أَمواجُه.

و من المَجَازِ: المُتَخَمِّطُ :القَهّارُ الغَلاّبُ من الرِّجَالِ ، و هو مَأْخوذٌ من قَوْلِ الأَصْمَعِیِّ السابقِ . و قیلَ :هو الشَّدِیدُ الغَضَبِ ،له فَوْرَهٌ و جَلَبَهٌ من شِدَّهِ غَضَبِه ،کما فی اللِّسَانِ و العُبَابِ عن اللَّیْث،و أَنْشَدَ:

إِذا تَخَمَّط جَبَّارٌ ثَنَوْهُ إِلی..

و قد تَقَدَّم قریباً.

و أَرْضٌ خَمْطَهٌ ،بالفَتْحِ ، و تُکْسَرُ مِیمُه ،أَی طَیِّبَهُ الرِّیحِ و قد خَمِطَتْ .

و مِنَ المَجَازِ: بَحْرٌ خَمِطُ الأَمْوَاجِ ،ککَتِفٍ ،أَی مُلْتَطِمُهَا ،و قِیلَ مُضْطَرِبُهَا،قال سُوَیْدُ بنُ أَبِی کاهِلٍ الیَشْکُرِیُّ :

ذُو عُبَابٍ زَبَدٍ آذِیُّهُ

خَمِطُ التَّیَّارِ یَرْمِی بالِقَلَعْ

یعنی بالقِلَع:الصَّخْرَ،أَی یَرْمِی بالصَّخْرَهِ العَظِیمَهِ .

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

الخَامِطُ :السّامِطُ ،و جَمْعُهُ : الخُمّاط ،کرُمّانٍ .

و الخَمْطُ :کُلُّ طریٍّ أَخَذَ طَعْماً و لم یَسْتَحْکِم.

و الخَمْطَهُ :اللَّوْمُ و الکَلامُ القَبِیحُ ،قال خَالِدُ بنُ زُهَیْرٍ الهُذَلِیُّ :

و لا تَسْبِقَنْ للنَّاسِ مِنِّی بخَمْطَهٍ

من السمِّ مَذْرُورٍ علیها ذَرُورُهَا

هکَذَا فَسّره السُّکَّرِیُّ ،و قِیلَ :عَنَی:طَرِیَّهً حَدِیثَهً کأَنَّهَا عِنْدَه أَحَدُّ.

و الخِمَاط ،بالکَسْرِ:جمعُ الخَمْطَه ،قال المُتَنَخّلُ الهُذَلِیُّ :

مُشَعْشَعَهٍ کعَیْنِ الدِّیکِ لَیْسَت

إِذا ذِیقَتْ من الخَلِّ الخِمَاطِ (1)

کذَا أَنْشَدَه الصّاغَانِیُّ (2)،و الرِّوایَهُ :

...کعَیْنِ الدِّیکِ فِیهَا

حُمَیَّاهَا من الصُّهْبِ الخِمَاطِ

قال السُّکَّرِیُّ :یُقَال: خِمَاطٌ ،أَی تَغُول علی شَارِبِهَا، فتَأْخُذُ عَقْلَهُ ،و قیل: الخِمَاطُ وَاحِدَتُه خَمْطَه ،و هی:الَّتِی أَخَذَتْ رِیحاً و لم تُدْرِکْ ،یُقَال:ما أَطْیَبَ خَمْطَهَ مَشْطتها، و ذلِکَ إِذا خَمَرَ فشَمِمْتَ رِیحاً طَیِّبَهً .و لَبَنٌ خَمِیطٌ ،أَی خَامِطٌ ،نقله الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْد.

و جَدْیٌ مَخْمُوطٌ ،أَی خَمِیطٌ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

ص:249


1- (1) و هی روایه البیت فی الدیوان 21/2.
2- (2) هذه الروایه فی اللسان.

و الخَمّاطُ ،کشَدّادٍ:المُتَغَضِّبُ ،قال رُؤْبَهُ :

فقد کَفَی تَخَمُّطَ الخَمّاطِ

و البَغْیَ من تَعَیُّطِ العَیّاطِ

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الخِمَاطُ ،بالکسرِ:الغَنَم البِیضُ .نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و المُتَخَمِّطُ :الأَسَدُ،کذا فی التَّکْمِلَه.

و تَخَمَّطَ نابُ البَعِیرِ:ظَهَرَ و ارْتَفَع،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَسَاسِ .

خنط

خَنَطَهُ یَخْنِطُهُ من حَدّ ضَرَبَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَی کَرَبَهُ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،کما فی التَّکْمِلَه،و فی العُبَاب:

قال الکسائِیُّ : الخَنَاطِیطُ ،زادَ فی التَّهْذِیب:و الخَنَاطِیلُ :

الجَمَاعَاتُ المُتَفَرِّقَهُ ،و فی التَّهْذِیبِ :جَمَاعَاتٌ فی تَفْرِقَهٍ ، مثْل العَبَادِید،لا وَاحِدَ لهَا من لَفْظِهَا.

خوط

الخُوطُ ،بالضَّمِّ :الغُصْنُ النَّاعِمُ لسَنَهٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ اللَّیْثِ ،و أَنْشَدَ:

سَرَعْرَعاً خُوطاً کغُصْنٍ نَابِتِ

یُقَال: خُوطُ بَانٍ ،الوَاحِدَهُ خُوطَهٌ .و قِیلَ :هو الغُصْنُ النّاعِمُ مُطْلقاً، أَو هو کُلُّ قَضِیبٍ ما کانَ ،عن أَبِی حَنِیفَهَ .

قال قَیْسُ بنُ الخَطِیم:

حَوْرَاءُ جَیْدَاءُ یُسْتَضَاءُ بَهَا

کأَنَّهَا خُوطُ بَانَهٍ قَصِفُ

ج خِیطَانُ .قال جَرِیرٌ:

أَقْبَلْنَ مِنْ (1)جَنْبَیْ فِتَاخٍ و إِضَمْ

علی قِلاَصٍ مِثْلِ خِیطَانِ السَّلَمْ

و قال آخَر:

لَعَمْرُک إِنِّی فی دِمَشْقَ و أَهْلِهَا

و إِنْ کُنْتُ فِیهَا ثَاوِیاً لَغَرِیبُ

أَلاَ حَبَّذَا صَوْتُ الغَضَی حینَ أَجْرَسَت

بخِیطَانِه بعدَ المَنَامِ جَنُوبُ

و الخُوطُ : الرَّجُلُ الجَسِیمُ الخَفِیفُ ، کالخَوْطِ ،فهو مَجَازٌ،و زاد الصّاغَانِیُّ بعد الخفیف: الحَسَنُ الخُلُقِ ، و کأَنَّه أَخَذَه من مَعْنَی الخَفِیف (2)،فإِنَّ خِفَّهَ الحَرَکَاتِ یَلْزَمُه حُسْنُ الخُلُقِ عَادَهً ،و إِنَّمَا قُلْنَا:إِنَّ المُرَادَ بالخفیفِ خفیفُ الحَرَکَات لا خَفِیفُ اللَّحْمِ ،لِذکْرِه بعد الجَسِیمِ ،و لتَشَبُّهِه بالخُوط ،فتأَمَّلْ .

و خُوطُ ، بلا لامٍ :عَلَمٌ ،و هو کَثِیرٌ فی الأَعْلام،سُمِّیَ به لِذلِکَ .

و خُوطُ : ه ببَلْخَ ،و یُقَال لها قُوطُ أَیْضاً،بالقَاف.

[ و رَجُلٌ ] (3).

و جَارِیَهٌ خُوطَانَهٌ و خُوطَانِیَّهٌ ،بضمِّهما ،الأُولی عن ابْنِ عَبّادٍ، کالغُصْنِ طُولاً و نَعْمَهً و غَضَاضَهً ،و هو مَجَاز.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : خُطْ خُطْ :أَمْرٌ بأَنْ یَخْتِلَ أَحَداً برُمْحِهِ .

و قال: تَخَوَّطَهُ تَخَوُّطاً ،کتَخَوَّتَه تَخَوُّتاً،إِذا أَتَاهُ الفَیْنَهَ بعدَ الفَیْنَهِ ،أَی الحِینَ بعدَ الحِینِ .کذا فی النّوادِرِ.

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

أَبو خُوطٍ بالضَّمّ :مَالِکُ بنُ رَبِیعَه،و یُقَال له:ذو الحَظَائِرِ (4)،کذا فی العُبَابِ .

و تَخَوَّطَ تَخَوُّطاً :مَرَّ مَرّاً سَرِیعاً،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،کذَا فی التَّکْمِلَهِ .قلتُ :و هو لغهٌ فی تَخَیَّط ،بالیاءِ التَّحْتِیَّه.

و الحُسَیْنُ بنُ مُسَافِرٍ التِّنِّیسیّ الخُوطِیُّ ،بالضَّمِّ :حَدَّثَ عنه عبْدُ اللّه بنُ الحَسَنِ بنِ طَلْحَهَ ،ضبطَه السِّلَفیّ .

و أَیُّوبُ بنُ خُوطٍ :بَصْرِیّ .

و محمّد بن خُوطٍ :شَیْخٌ لخَالِدِ بن مَخْلَدٍ.

و خُوطُ بنُ مَالِکٍ السَّمَرْقَنْدِیُّ :عن مُحَمَّدِ بنِ یُوسُفَ الفِرْیَابِیّ .

خیط

الخَیْطُ :السِّلْکُ ج أَخْیَاطٌ و خُیُوطٌ و خُیُوطَهٌ ، الأَوَّلُ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ ،و الأَخِیرانِ نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ :

مثل فُحُولٍ و فُحُولَه.زاد فی اللِّسَانِ :زادُوا الهَاءَ لِتَأْنِیثِ الجَمْعِ .و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لابْنِ مُقْبِلٍ :

ص:250


1- (1) بالأصل:«من نحو فتاخ»و المثبت عن دیوانه.
2- (2) الذی فی التکمله:الخوط من الرجال:الجسیم الحسن الخَلْق.
3- (4) ساقطه من المطبوعتین المصریه و الکویتیه.
4- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ذو الخطائر».

فَرِیساً (1)و مَغْشِیًّا علَیْه کأَنَّهُ

خُیُوطَهُ مَارِیٍّ لَوَاهُنَّ فَاتِلُهْ

و أَنْشَدَ الصّاغَانیُّ للشَّنْفَرَی:

و أَطْوِی علی الخَمْصِ الحَوَایا کَمَا انْطَوَت

خُیُوطَهُ مَارِیٍّ تُغَارُ و تُفْتَلُ

قلتُ :و مثلُ هذَا:وَقَع الحافِرُ علی الحافرِ،لا أَنَّ أَحَدَهما أَخَذَ من الثّانِی،فإِنَّ التَّشْبِیهَ بخُیُوطَهِ مارِیٍّ معْنًی مطروقٌ للشُّعَرَاءِ،کما حَقَّقَه الآمِدِی فی المُوَازِنَهِ .

و الخَیْط من الرَّقَبَه:نُخَاعُهَا ،یُقَال:جَاحَشَ فُلانٌ عن خَیْطِ رَقَبَتِه،أَی دَافعَ عن دَمِه.کذا فی اللِّسَانِ و العُبَابِ و الصّحاحِ ،و هو مَجَازٌ.

و الخَیْط : جَبَلٌ م مَعْروفُ .

و الخَیْط : الخِیَاطَهُ ،هکَذَا فی النُّسخ،و الصّوابُ الخِیَاطُ ،بلا هاءٍ،کما فی العُبَابِ ،یقال:أَعْطِنِی خِیَاطاً و نِصَاحاً،أَی خَیْطاً ،وَاحِداً،قاله أَبو زَیْدٍ،و منه

16- الحَدِیثُ :

«أَدُّوا الخِیَاطَ و المِخْیَطَ ». أَرادَ بالخِیَاط هُنَا: الخَیْطَ ، و بالمِخْیَط :الإِبْرَه.

و الخَیْطُ : انْسِیَابُ الحَیَّهِ علَی الأَرْضِ ،و قد خاطَ الحَیَّهُ ،و هو مَجَازٌ.

و من المَجَازِ: الخَیْطُ : الجَماعَهُ ،و فی الصّحاح:

القَطِیعُ من النُّعَامِ ،و فی اللِّسان:و قد یکون من البَقَرِ.

و الخَیْطُ :القطْعَهُ من الجَرَادِ، کالخَیْطَی ،کسَکْرَی ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الخِیْطُ ،بالکَسْرِ فِیهما ،أَی فی النَّعَام و الجَرَادِ،ذکر ابنُ دُرَیْدٍ الفتحَ و الکَسْر فی النَّعَام،و کان الأَصْمَعِیُّ یَخْتَارُ الکَسْرَ،و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ .و فی العُبَاب:قال لَبِیدٌ یَذْکُرُ الدِّمَنَ :

و خِیطاً من خَوَاضِبَ مُؤْلِفَاتٍ

کأَنَّ رِئالَها وَرقُ الإِفالِ (2)

قلتُ :و نَسَبَه ابنُ بَرّیّ لشُبَیْلٍ ، ج: خِیطَانٌ ،بالکَسْر، و أَخْیَاطٌ أَیْضاً،قاله ابنُ بَرِّیّ ،و أَنْشَدَ ابن دُرَیْد:

لمْ أَخْشَ خِیطَاناً من النَّعَامِ

و من المَجَاز: نَعَامَهٌ خَیْطَاءُ بَیِّنَهُ الخَیَطِ ،أَی طَوِیلَهُ العُنُقِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الخِیَاطُ و الْمِخْیَطُ ، ککِتَابٍ و مِنْبَرٍ:ما خِیطَ بهِ الثَّوْبُ ، و هما أَیضاً: الإِبْرَهُ ،و منه قولُه تعالَی: حَتّی یَلِجَ الْجَمَلُ فِی سَمِّ اَلْخِیاطِ (3)أَی فی ثَقْبِ الإِبْرَه،قال سِیبَوَیْه:

المِخْیَطُ ،و نَظِیرُه مّما یُعْتَمَلُ بهِ مَکْسُورُ الأَوّل،کانَتْ فیهِ الهاء أَو لم تَکُنْ ،قال:و مِثْلُ خِیَاطٍ و مِخْیَطٍ ،سِرَادٌ و مِسْرَدٌ، و قِرَامٌ و مِقْرَمٌ .و قَوْلُه: و المَمَرُّ و المَسْلَکُ ،ظاهِرُ سِیَاقِه أَنَّه مَعْطُوفٌ علی ما قَبْلَه،فیکونُ الخِیَاطُ و المِخْیَطُ بهذا المَعْنَی،و هو وَهَمٌ ،و الصَّوابُ :و المَخِیطُ ،أَی کمَقِیلٍ :

المَمَرُّ و المَسْلَکُ ،کما هو فی اللِّسَانِ و العُبَاب علی الصَّوابِ ،و کَأَنَّ فی عبَارَه المُصَنّف سَقطاً،فَتَأَمَّل.

و هو خَاطٌ ،من الخِیَاطَهِ ،عن أَبِی عُبَیْدَه،کما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ :عن أَبِی عُبَیْدَه، و نَسَبَهُ فِی اللِّسَان إِلی کُرَاع، و خائِطٌ ،و خَیّاطٌ .

و ثَوْبٌ مَخِیطٌ و مَخْیُوطٌ ،و قد خَاطَهُ خِیَاطَهً ،و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

هَلْ فی دَجُوبِ الحُرَّهِ المَخِیطِ

وَ ذِیلَهٌ تَشْفِی من الأَطِیطِ (4)

و کان حَدُّه مَخْیُوطاً ،فَلیَّنُوا الیاءَ کما لَیَّنُوها فی خَاطٍ ، و الْتَقَی سَاکِنَانِ :سُکُونُ الیاءِ،و سُکُون الواو،فقالوا:

مَخِیطٌ ،لالْتِقَاءِ السَاکِنَیْن،أَلْقَوْا أَحَدَهُمَا.و کذلِک:بُرُّ مَکیِل،و أَصلُه مَکْیُول،قال الجَوْهَرِیّ :فمن قال مَخِیطٌ بَنَاهُ علی النَّقْصِ ،لنُقصانِ الیاءِ فی خِطْتُ ،و الیاءُ فی مَخِیط هی وَاوُ مَفْعُول انْقَلَبَتْ یَاءً؛لسُکُونها و انْکِسَارِ ما قَبْلَها، و إِنّمَا حُرِّکَ مَا قَبْلَها لسُکُونها و سُکُونِ الوَاوِ بعد سُقوطِ الیاءِ، و إِنّما کُسِرَ لیُعْلَم أَنَّ السَّاقِطَ یاءٌ.و نَاسٌ یَقُولُون:إِنَّ الیاءَ فی مَخِیطٍ هی الأَصْلِیَّه،و الذِی حُذِفَ وَاوُ مَفْعُولٍ ،لیُعْرَفَ

ص:251


1- (1) عن الدیوان و بالأصل«قریساً»بالقاف.
2- (2) فی التهذیب:قواضب بدل خواضب.
3- (3) سوره الأعراف الآیه 40. [1]
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:رجوب،أی غراره و الوذیله قطعه من السنام.و الأطیط صوت الأمعاء من الجوع».

الوَاوِیُّ من الیائِیِّ ،و القَولُ هو الأَوَّلُ ؛لأَنَّ الوَاوَ مَزِیدَهٌ للبِنَاءِ،فلا یَنْبَغِی لها أَنْ تُحْذَف،و الأَصْلِیُّ أَحقُّ بالحَذْفِ لاجْتِماعِ سَاکِنَیْنِ ،أَو عِلَّهٍ تُوجِبُ أَنْ یُحْذَف حَرْفٌ .کذلِکَ القَوْلُ فی کُلِّ مَفْعُولٍ من ذَوَاتِ الثّلاثَهِ إِذا کانَ من بَنَاتِ الیاءِ فإِنَّهُ یَجِیءُ بالنُّقْصَانِ و التَّمَام.فأَمَّا مِن بَنَاتِ الوَاوِ فلم یَجِئْ علی التَّمَامِ إِلا حَرْفَانِ :مِسْکٌ مَدْوُوف،و ثَوبٌ مَصْوُون،فإِنّ هذیْن جاءَا نادِرَیْنِ ،و فی النَّحْوِیِّین من یَقِیسُ علی ذلِکَ فیَقُول:قولٌ مَقْوُولٌ ،و فرسٌ مَقْوُودٌ،قِیاساً مُطَّرِداً.

و من المَجَازِ:أَخَذَ اللَّیْلُ فی طَیِّ الرَّیْط ،و تَبَیَّنَ الخَیْطُ مِنَ الخَیْط ،یُعنَی بهمَا الخَیْط الأَبْیَض و الخَیْط الأَسْوَد ، و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: حَتّی یَتَبَیَّنَ لَکُمُ اَلْخَیْطُ الْأَبْیَضُ مِنَ اَلْخَیْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ (1)و هُمَا بَیَاضُ الصُّبْحِ و سَوَادُ اللَّیْلِ .علی التَّشْبِیه بالخَیْطِ لدِقَّتِه.

16- و فی حدیث عَدِیِّ بنَ حاتِمٍ : «إِنَّک لعَرِیضُ القَفَا،لیس المعَنی ذلِکَ ،و لکِنَّه بَیَاضُ الفَجْرِ من سَوادِ اللَّیْلِ ». و فی النِّهَایَهِ :و لکِنَّهُ یُرِید بَیَاضَ النَّهَارِ و ظُلْمَهَ اللَّیْلِ ،و قال أُمَیَّهُ بنُ أَبِی الصَّلْتِ :

الخَیْطُ الَأبْیَضُ ضَوْء الصُّبْحِ مُنْفَلِقٌ

و الخَیْطُ الاَسْوَدُ لَوْنُ اللَّیْلِ مَرْکُومُ

و فی الصّحَاحِ : الخَیْطُ الأَسْوَدُ:الفَجْرُ المُسْتَطِیل، و یُقَال:سَوَادُ اللَّیْل،و الخَیْط الأَبْیضُ :الفَجْرُ المُعْتَرِض، قال أَبو دُوَادٍ الإِیادِیُّ :

فلمَّا أَضاءَتْ لنا سُدْفَهٌ

و لاَحَ مِن الصُّبْحِ خَیْطٌ أَنارَا

قال أَبُو إِسْحَاقَ :هُمَا فَجْرَانِ ،أَحَدُهما یَبْدُو أَسْوَدَ مُعْتَرِضاً،و هو الخَیْطُ الأَسْوَدُ،و الآخَرُ یَبْدُو طَالِعاً مُسْتَطِیلاً یَمْلأ الأُفُق،و هو (2)الخَیْطُ الأَبْیَضُ ،و حَقیقتُه:حَتَّی یَتَبَیَّن لکُم اللَّیْلُ من النَّهَارِ.و قیل: الخَیْطُ فی البَیْتِ :اللَّوْنُ (3)، قال أَبو عُبَیْد:و یَدُلُّ له

14- تَفْسِیرُ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلّم إِیّاهُما بقوله: «إِنَّمَا هو سَوَادُ اللَّیْلِ و بَیَاضُ النَّهَارِ». قلتُ :و کذا یَشْهَد له قولُ أُمَیَّهَ السَّابِقُ .

و من المَجَاز: خَیَّطَ الشَّیْبُ رَأْسَه،و فی رَأْسِهِ و لِحْیَتِه تَخْیِیطاً ،إِذا بَدَا فیه و ظَهَر طَرَائِقَ ،مثلُ وَخَطَ أَو:صَارَ کالخُیُوطِ .و فی الأَسَاس:هو مثلُ نَوَّرَ الشَّجَرُ و وَرَّدَ، فتَخَیَّطَ رَأْسُه بالشَّیْبِ ،قال بِدْرُ بنُ عامِرٍ الهُذَلِیّ :

تَاللّهِ لا أَنْسَی مَنِیحَهَ وَاحِدٍ

حَتَّی تَخَیَّطَ بالبَیَاضِ قُرُونِی (4)

هکَذَا فی اللِّسَانِ .قلتُ :الرِّوَایَه:

«أَقْسَمْت لا أَنْسَی»..

، و یُرْوَی:تَوَخَّطَ .و القُرُونُ :جَوَانِبُ الرَّأْسِ ،و مَنِیحَه وَاحِدٍ، یرید مَنِیحَه رَجُلٍ ،و فی العُبَابِ :یَعْنِی به أَبا العِیَالِ الهُذَلِیَّ .و قال ابنُ بَرِّیّ :قال ابنُ حَبِیب:إِذا اتَّصَل الشَّیْبُ فی الرَّأْسِ فقد خَیَّطَ الرَّأْسَ الشَّیْبُ ،فجَعَل خَیَّطَ مُتَعَدِّیاً قال:فتَکُونُ الرِّوَایَهُ علی هذا:

حتی تُخَیَّطَ بالبَیَاضِ قُرُونِی (5)

و جُعِلَ البَیَاضُ فیها کأَنَّهُ شَیْ ءٌ خِیطَ بَعضُه إِلی بَعْضٍ ، قال:و أَمّا من قال خَیَّطَ فی رَأْسِهِ الشَّیْبُ ،بمعنَی:بَدَا، فإِنَّه یُریدُ تُخَیِّطَ بکسرِ الیاءِ أَی خَیَّطَتْ قُرُونِی و هی تُخَیِّط ، و المَعْنَی:أَن الشَّیْبَ صارَ فی السَّوادِ کالخُیُوطِ و لم یَتَّصِلْ ؛ لأَنَّه لو اتَّصَلَ لکانَ نَسْجاً.قال:و قد رُوِیَ البَیْتُ بالوَجْهَیْنِ ، أَعْنِی تُخَیَّط ،بفَتْحِ الیاءِ،و تُخَیِّط ،بکسرها،و الخَاءُ مفتوحهٌ فی الوَجهین.

و قال ابنُ عَبّادٍ: خَیْطُ بَاطِلٍ :الهَوَاءُ ،یُقَال:أَرَقُّ من خَیْطِ بَاطِلٍ ،هکَذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و هو مَجَازٌ،قال و أَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ :

غَدَرْتُمْ بعَمْرٍو یَا بَنِی خَیْطِ بَاطِلٍ

و مِثْلُکُمُ یَبْنِی البُیُوتَ علی عَمْرِو

قلت:و هذا الَّذِی نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابن عَبّادٍ تَصْحیفٌ ،و الَّذِی نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ و غیره عن أَحْمَدَ بنِ یَحْیَی یُقَال:فُلانٌ أَدَقُّ من خَیْطِ الباطلِ (6)،قال:و خَیْطُ البَاطِلِ هو الهَبَاءُ المَنْثُور الَّذِی یَدْخُلُ من الکُوَّهِ عند حَمْیِ الشَّمْسِ ،یُضْرَب مَثَلاً لِمَنْ یَهُون أَمْرُه. أَو ضَوْءُ یَدْخُلُ من

ص:252


1- (1) سوره البقره الآیه 187. [1]
2- (2) فی التهذیب:«فهو».
3- (3) و هو قول أبی طالب کما فی التهذیب.
4- (4) دیوان الهذلیین 260/2 و روایته«أقسمت لا أنسی»و عجزه فی التهذیب و نسبه لأبی کبیر.
5- (5) و هی روایه ابن درید کما فی دیوان الهذلیین.
6- (6) فی الأساس:خیطٍ باطلٍ .و فیها أنه الهباء المنبثّ فی الشمس.

الکُوَّهِ ،حکاه ثَعْلَبُ .و فی الصّحاح: خَیْطُ بَاطِلٍ :الَّذِی یُقَال له لُعَابُ الشَّمْسِ ،و مُخَاطُ الشَّیْطَانِ .قُلت:و فَسَّرَ الزَّمَخْشَرِیُّ مُخَاطَ الشَّیْطَانِ بما یَخْرُجُ من فَمِ العَنْکَبُوت، و کذلِکَ قاله ابنُ بَرّیّ ،فهو غیرُ لُعَابِ الشَّمْسِ ،و کأَنَّ المُصَنِّفَ جَعَلَه عَطْفَ تَفْسِیرٍ،و لیس کذلِکَ ،فتأَمَّلْ .

و الخَیْطَهُ فی کَلامِ هُذَیْل: الوَتِدُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و زادَ السُّکَّرِیُّ :الذی یُوتَدُ فی الحَبْلِ (1)لِیَتَدَلَّی علیها،أَی علی الخَلِیّه.

و أَنْشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ مُشْتارَ العَسَلِ :

تَدَلَّی علیها بَیْنَ سِبٍّ و خَیْطَهٍ

بجَرْداءَ مِثْل الوَکْفِ یَکْبُو غُرَابُها

یَقُولُ :تَدَلَّی صاحِبُ العَسَلِ .و السِّبُّ :الحَبْلُ .

و الجَرْدَاءُ:الصَّخْرَه.و الوَکْف:النِّطع.شَبَّهها به فی المَلاسَه،و الباءُ فی«بِجَرْداء»بمعنَی«فی»أَوْ«عَلَی» و قالَ الأَصْمَعِیُّ : الخَیْطَهُ : الحَبْلُ (2)،کما نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ ، و أَنْشَدَ (3):

تَدَلَّی عَلَیْهَا بین سِبٍّ و خَیْطَهٍ

شَدِیدَ الوَصَاهِ نابلٌ و ابنُ نابِلِ (4)

و نَقَل الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عَمْرٍو: الخَیْطَهُ :حَبْلٌ لَطِیف یُتَّخَذُ من السَّلَبِ ،و نَقَلَه السُّکَّرِیُّ أَیْضاً فی شَرْحِ الدِّیوَانِ .

فقال:و یُقَال خَیْطَه هو حَبْلٌ من سَلَبٍ لَطِیف.قال:

و السَّلَبُ :شَجَرٌ یُعْمَلُ منه الحِبَال.

و قال غیرُه: الخَیْطَه : خَیْطٌ یکونُ مَعَ حَبْلِ مُشْتارِ العَسَلِ ،فإِذَا أَرادَ الخَلِیَّه ثمّ أَرادَ الحبْلِ جَذَبَه بذلِکَ الخَیْطِ ،و هو مَرْبُوطٌ إِلیه،و به فُسِّرَ قولُ أَبِی ذُؤَیْبٍ السّابِقُ .

أَو الخَیْطَهُ : دُرَّاعَهٌ یَلْبَسُهَا ،و هو قَوْلُ ابنِ حَبِیب فی شَرْح قَوْلِ أَبِی ذُؤَیبٍ .

و من المَجَاز: خَاطَ إِلیه خَیْطَهً ،إِذا مَرَّ علیه مَرَّهً وَاحِدَه .

و فی الأَسَاس: خَاطَ فُلانٌ خَیْطَهً ،إِذا امْتَدَّ فی السَّیْرِ لا یَلْوِی علی شَیْ ءٍ و کذلِکَ خَاطَ إِلی مَقْصِدِه، أَو خَاطَ خَیْطَهً :

مَرَّ مرَّهً سَرِیعَهً و قالَ اللَّیْثُ : خَاطَ خَیْطَهً وَاحِدَهً ،إِذا سار سَیْرَهً و لم یَقْطَعِ السَّیْرَ.و فی نَوَادِرِ الإِعْرَابِ : خاطَ خَیْطاً ، إِذا مَضَی سَرِیعاً،و تَخَوَّطَ تَخَوُّطاً مثلُه،و کذلِکَ :مَخَطَ فی الأَرْضِ مَخْطاً، کاخْتاطَ و اخْتَطَی ،قال کُرَاع:هو مَأْخُوذٌ من الخَطْوِ،مقلوبٌ عنه.قال ابنُ سِیدَه:و هذَا خَطَأٌ،إِذ لَو کانَ کذلِکَ لقالُوا: خَاطَه خَوْطَه ،و لم یَقُولوا خَیطَهً .قال:

و لیس مثلُ کُرَاع یُؤْمَنُ علی هذَا.

و مِن المَجَازِ: مَخِیطُ الحَیَّهِ :مَزْحَفُهَا ،و هو مَمَرُّهَا و مَسْلَکُهَا،قال ذُو الرُّمَّهَ :

و بَیْنَهُمَا مُلْقَی زِمَامٍ کأَنَّهُ

مَخِیطُ شُجَاعٍ آخِرَ اللَّیْلِ ثائِرِ (5)

*و مّما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الخِیَاطُ :بالکَسْرِ:لُغَهٌ فی الخِیَاطَه ،قال المُتنَخِّلُ الهُذَلِیُّ :

کأَنَّ عَلَی صَحَاصِحِه رِیَاطاً

مُنَشَّرَهً نُزِعْنَ مِنَ الخِیَاطِ

و خَیَّطَهُ تَخْیِیطاً ، کخَاطَهُ ،و منه قَوْلُ الشّاعِرِ:

فهُنَّ بالأَیْدِی مُقَیِّساتُهُ

مُقَدِّرات و مُخَیِّطاتُهُ

و الخِیَاطَهُ :صِنَاعَهُ الخَائطِ .

و الخَیْطُ :اللَّوْنُ .

و خَیْطُ بَاطِلٍ :لَقَبُ مَرْوانَ بنِ الحَکَمِ لُقِّبَ به لطُولِه، کأَنَّهُ شُبِّه بمُخَاطِ الشَّیْطَان،و قال الجَوْهَرِیُّ :لأَنّه کانَ طَوِیلاً مُضْطَرِباً،و أَنْشَدَ للشَّاعِرِ،قلتُ :هو عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَکَم:

ص:253


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الجبل».
2- (2) الذی فی التهذیب عن الأصمعی قال:السبّ :الحبل،و الخیطه: الوتد.
3- (3) فی التهذیب:قال أبو ذؤیب الهذلی.
4- (4) هذه روایه التهذیب،و البیت فی دیوان الهذلیین 142/1 و روایته فیه: تدلی علیها بالحبال موثقاً شدید الوصاه نابلٌ و ابن نابل و علی هذه الروایه فلا شاهد فیه.
5- (5) فی اللسان و [1]ضبط ثائر بالضم و الصواب ما أثبتنا فالبیت من قصیده أولها: أشاقتک أخلاق الرسوم الدوائر بأعناق حوضی المعتقات النوادرِ انظر دیوانه قصیده رقم 39.

لَحَی اللّه قَوْماً مَلَّکُوا خَیْطَ بَاطِلٍ

علی النَّاسِ یُعْطِی مَنْ یَشاءُ و یَمْنَعُ

و الخَیَطُ ،مُحَرَّکَهً (1):طُولُ قَصَبِ النَّعَامِ و عُنُقِه،و یُقَال:

هو ما فیه من اخْتِلاطِ سَوَادٍ فی بَیاضٍ لاَزِمٍ له،کالعَیَس فی الإِبِل العِرَابِ ،و یُقَال: خَیَطُ النَّعَامِ هو:أَنْ یَتقَاطَرَ و یَتَتَابَعَ کالخَیْطِ المَمْدُودِ.

و یُقَال: خَاطَ بَعِیراً ببَعِیرٍ،إِذا قَرَنَ بَیْنَهُمَا،و هو مَجَازٌ قالَ رَکّاضٌ الدُّبِیرِیُّ :

بَلِیدٌ لم یَخِطْ حَرْفاً بعَنْسٍ

و لکِنْ کانَ یَخْتَاطُ الخِفَاءَ

أَی لم یَقْرِنْ بَعِیراً ببَعِیرٍ،أَرَاد أَنَّه لیس من أَرْبابِ النَّعَمِ .و الخِفَاء:الثَّوْبُ الَّذِی یُتَغَطَّی به.

و یُقَال:ما آتِیکَ إِلاّ الخَیْطَهَ ،أَی الفَیْنَهَ .

و قَال ابنُ شُمَیْلٍ :فی البَطْنِ مِقَاطُه و مَخِیطُه ،قال:

و مَخِیطُه :مُجْتَمع الصِّفاقِ ،و هو ظَاهِرُ البَطْن.و نقلَ شَیْخُنَا عن عِنَایَه الشِّهَابِ أَثناءَ الأَعْرافَ : المَخْیَطُ کمَقْعَدٍ:ما خِیطَ به.قلتُ :و هو غَرِیبٌ .

و الخَیَّاط ،کشَدَّادٍ:الَّذِی یَمُرُّ سَریعاً،قال رُؤْبهُ :

فقُل لذَاکَ الشّاعِرِ الخَیَّاطِ

و ذِی المِرَاءِ المِهْمَرِ الضِّفّاطِ (2)

رُغْتَ اتّقَاءَ العَیْرِ بالضُّرَاطِ

و الخَیْطَانُ و الخِیطانُ ،بالفَتْح و الکَسْر:الجَمَاعَهُ من النّاسِ .

و مَخِیطٌ ،کمَقِیلٍ :جَبَلٌ .

و خَیّاطُ بنُ خَلِیفَه،وَالدُ خَلِیفَه:مُحَدِّثَانِ مَشْهُورَانِ ، و حَمّادُ بنُ خَالدٍ الخَیَّاطِ ،و غیرُه:مُحَدِّثون.

و شَیْخُ الإِسْلام عَلاءُ الدِّینِ سَدِیدُ بنُ محّمدٍ الخَیّاطِیّ الخُوَارزْمِیّ ،عن فَخْرِ المَشَایخه علیّ بن محمّد العِمْرَانِیّ ، و عنه نَجْمُ الدّین الحُسَیْنُ بنُ محمَّدٍ البارِع.

و الحَافِظُ أَبو الحُسَیْن مُحَمَّدُ بنُ حَسَنِ (3)بن علیّ الجُرْجانیّ الخَیّاطِیّ ،سَکَنَ ما وراء النَّهْر،و حَدَّث عن عِمْرَانَ بنِ مُوسَی بن مُجَاشِعٍ ،و عنه غُنْجَار (4)،و مات سنه 353 هکذا ضَبَطَه الحافظُ فیهما.

و أَحْمَدُ بنُ عَلِیٍّ الأَبّار الخُیُوطِیُّ :عن مُسَدِّدٍ،و عَلِیُّ بنُ الفَضْلِ الخُیُوطِیّ ،عن البَغَوِیّ .

و جَزِیرَهُ الخُیُوطِیِّین :مَوْضِعٌ بمِصْر.

و خَیّاطُ السُّنَّه:لَقَبُ مُحَدِّثٍ (5)مَشْهُور.

و مِخْیَطٌ ،کمِنْبَرٍ:لقبُ الشَّرِیف أَبِی محمّد الحُسَیْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَیْنِ بنِ دَاوُودَ الحُسَیْنِی،أَمِیرِ المَدِینَهِ ،نَزَلَ مِصْرَ،و إِنَّمَا لُقِّبَ به لأَنَّه کان یُبْرِئُ المَکْلُوبِینَ .و کانَ إِذا أُتِیَ بمَکْلُوبٍ یقول:ائْتُونِی بمِخْیَطٍ ،و هی الإِبْرَه،و هو جَدُّ المَخَایِطَهِ بالمَدِینَهِ و مِصرَ و الکُوفَهِ .

فصل الدال المُهْمَلَهِ مع الطاءِ

اشاره

قال شیخُنَا:هذا الفَصْلُ برُمَّتِه من زِیادات المُصَنِّف؛إِذ لیسَ فیه کلمهٌ عَربیّهٌ صَحِیحَه.انتهَی.

قلت:أَمّا کونُه من زِیَاداتِه،أَی علی الجَوْهَرِیِّ ، فصَحِیحٌ ،و أَمّا قَوْلُه:«إِذ لیسَ فیه إِلی آخره»فمَحَلُّ نَظَرٍ،إِذ الدَّثط ،و الدّحلطه،نَقَلَهُمَا ابنُ دُرَیْدٍ،و الدّفط و الدّوط عَرَبِیّان،کما سیأْتی.

دثط

دَثَطَ القُرْحهَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ عَبّادٍ، أَی بَطَّهَا فانْفَجَرَ ما فِیهَا ،هکَذَا نَقَله الصّاغَانِیُّ و الَّذِی فی اللِّسَان: دَثَطَت القَرْحَهُ :انْفَجَر ما فیها.و کأَنَّه عن ابْنِ دُرَیْدٍ،قال:و لیس بثَببٍ .

دحلط

دَحْلَطَ ،بالمُهْمَلَه ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و فی الجَمْهَرَهِ لابن دُرَیْدٍ: دَحْلَطَ : خَلَط فی کَلامِه .قال:هذا الحَرْفُ مع غَیْرهِ ما وَجَدْتُ أَکْثَرَها للثِّقات،و یَنْبَغِی للنّاظر

ص:254


1- (1) ضبطت فی التهذیب بالقلم بفتح فسکون.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الضغاط ».
3- (3) فی اللباب«الحسین».
4- (4) و هو أبو عبد اللّه محمد بن أحمد غُنجار.
5- (5) و هو زکریا بن یحیی بن إیاس بن سلمه السِّجزی،نسبه إلی سجستان علی غیر قیاس،سمی بخیاط السنه لأنه کان یخیط أکفان أهل السنه انظر تقریب التهذیب و خلاصه تذهیب الکمال.

أَنْ یَفْحَصَ عنها،فما وَجَدَ منها لإِمامٍ مَوْثُوقٍ به فهو رُبَاعِیٌّ ،و ما لم یَجِدْ منها لثِقَهٍ ،کان منها علی رِیبهٍ و حَذَرٍ.

قلتُ :و أَوْرَدَه الصّاغَانِیّ فی الذّالِ المُعْجَمَه مع الطَّاءِ.

دجطط

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

دُجْطُوطٌ ،کعُصْفُورٍ،بالجیمِ ،و یقال أَیْضاً بالشِّینِ بَدَل الجِیم،و هو المَشْهُور علی الأَلْسِنه،و هما قَرْیتان بالفَیُّوم:

إِحداهما: دُجْطُوط الحَرَجه،و الأُخْرَی:دُجْطُوط الحِجَارَه، و إلی إحداهُما نُسِبَ الوَلِیُّ الشَّهِیرُ عبدُ القَادِرِ بنُ مُحَمّد بنِ مُحَمّدٍ الدُّشْطُوطِیّ ،و یقال: الدُّجْطُوطِیُّ .و یُقَال:

الطُّحْطُوطِیّ ،و یقال:الدُّشْطُوخِیّ ،و یُعْرَفُ أَبُوهُ بالحِجَازِیّ ،ترجَمه الحافظُ السَّخَاوِیّ فی الضوءِ الّلامِع، و جَعَل القَرْیَه من أَعمال البَهْنَسَا.

دشلط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

دُشْلُوط ،بالضَّمِّ :من قُرَی الأُشْمُونین.

درط

و دَرُوطُ ،کصَبُور:قَرْیَتَان بها أَیْضاً.

و دَیْرُوط ،کحَیْزُوم:قَرْیَهٌ أُخْرَی بالقُرْبِ مِنْ فُوَّه،و قد وَرَدْتُهَا،و منها:الشَّمْسُ مُحَمَّدٌ الدَّیْرُوطیُّ دَفِینُ دِمیاطَ فی زَاوِیَهِ أَبِی العَبّاسِ ،و الشِّهابُ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ الدَّیْرُوطِیُّ المُحَدِّث،و غیرهما.

دحط

و دَحْطَهُ بالفَتْح:قریهٌ بالغَربیّه.

دسط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

دِیَسْطُ ،کهِزَبْر:قَرْیهٌ بمصرَ من الدِّنْجَاوِیَّه،منها المُحِبُّ مُحَمَّدُ بن محمَّدِ بنِ علیِّ بنِ عُبَیْدِ بن شُعَیْبٍ الدِّیَسْطِیُّ ، و یُعْرَفُ بالقلعیّ ،أَخَذَ عن الجَوْجَرِیِّ و شیخِ الإِسْلامِ زَکَرِیّا،و الکمالِ بنِ أَبی شَرِیف،و الشَّمْسِ السَّخَاوِیِّ ، مات بحَلَبَ سنه 897.

دفط

دَفَطَ الطّائِرُ أُنْثَاهُ دَفْطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال العُزَیْزِیُّ :أَی سَفَدَ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو بالذَّالِ المُعْجَمَه، أَو الصَّواب بالذَّال المُعْجَمَه و القَافِ و ما عَداه تصحیفٌ قَالَهُ الصّاغَانیّ .

دقط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الدَّقِطُ و الدَّقْطَانُ :الغَضْبَانُ ،هنا ذَکَره صاحبُ اللِّسَانِ .

و أَنْشَد قولَ أُمَیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْت (1)،و سَیَأْتِی للمُصَنِّف فی الذّالِ المُعْجَمَه.

دلغط

دَلْغَاطانُ (2)،أَهْمَلَه الجماعَه،و قال ابنُ السَّمْعانِیّ فی الأَنْسَاب هی ه،بمَرْوَ علی أَرْبَعَهِ فَرَاسِخَ منها،و یقال: دَلْغتانُ ،و فی تارِیخ أَبِی زُرْعَه السِّنْجِیِّ :هی دَلْغَاتانُ ، منها الفَقِیهُ أَبو بَکْرٍ فَضْلُ اللّه بنُ محمّد بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ أَحْمَدَ بنِ (3)عبد اللّه الدَّلْغَاطِیّ ،قال ابنُ السَّمْعَانِیّ :هو صَدِیقُنَا و صَاحِبُنَا،أَفْنَی عُمْرَه فی طَلَب العُلُوم،یَعْرِفُ اللُّغَه و الأُصولَ و الفِقْهَ ،و بالغَ فی طَلَب الحَدِیثِ علی کِبَرِ السِّنّ .قال و کان یَحُثُّنِی علی إِتمامِ کتابِ الأَنْسَاب و یُعْجِبُه ذلِکَ ،وُلد بها سنه 489،و قال:منها أَیْضاً:الزّاهِدُ أَبو بَکْرٍ محمّدُ بنُ الفَضُلِ بنِ أَحْمَدَ الدَّلْغاطانِیُّ ،روی عن أَبِیه،کان من الزُّهّادِ المُنْزَوِینَ ، و للنَّاسِ فیه اعْتِقَادٌ عَظِیمٌ .و رَوَی أَبُوه عن أَبِی جَعْفَرٍ الهَمْدانیّ ،توفِّی سنه 488.

و من القُدَمَاءِ أَبو سَهْلٍ نَصْرُ بن الحَکَم بن حَامِد الطَّهْمانِیّ الدَّلْغَاطانِیّ ،سمعَ قُنَیْبَهَ بنَ سَعِیدٍ،و سعیدَ بنَ هُبَیْرَهَ و غیرَهم. و أَعْجَمَ دالَهُ الحَافِظُ أَبو محمَّدٍ الرُشاطِیُّ فی أَنْسَابِه،و کتابُه هذَا فی سِتِّ مُجلَّداتٍ .

دمدرط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

دمیدروط :قریه بمِصْرَ من أَعمال الشَّرقیَّه.

ص:255


1- (1) یعنی قوله: من کان مکتئباً من سنتی دقطاً فراب فی صدره ما عاش دقطانا انظر اللسان«دقط »و انظر التاج ماده«ذقط ».
2- (2) فی القاموس:دَلْغاطان بالغین المعجمه.
3- (3) فی معجم البلدان: [1]أحمد بن أبی عبد اللّه.

دمط

دِمْیاطُ ،کجِرْیال ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و هو:

د،م ،مَعْرُوفٌ :أَحَدُ الثُّغُورِ المِصْرِیَّه،و هی کُورَهٌ عَظِیمَهٌ من کُوَرِ مِصْرَ،بینَهَا و بینَ تِنِّیسَ اثْنَا عَشَرَ فَرْسَخاً،و یُقَال:

سُمِّیت بدِمْیَاطَ من وَلدِ أَشمن بن مِصْرایمَ بن بنصر بن حام،و یُقَال:الدّالُ و المِیمُ و الطّاءُ أَصلُهَا سُرْیَانیّه، و مَعْنَاها:القُدْرَه،إِشَارَه إِلی مَجْمَع العَذْبِ و المِلْح.

16- و یُقَال:

إِنَّ إِدْرِیسَ عَلَیْه السَّلامُ کانَ أَوَّلَ ما نَزَلَ علیه:أَنا اللّه ذُو القُوَّهِ و الجَبَرُوتِ ،أَجْمَعُ بین العَذْبِ و المِلْحِ ،و الماءِ و النّار،و ذلِکَ بقُدْرَتی و مَکْنُونِ عِلْمِی. و قال إِبْرَاهِیمُ بنُ وَصِیف شاه: دِمْیَاطُ :بَلَدٌ قدیمٌ بُنِیَ فی زَمَانِ قَیْلَمُون بن أَتریب بن قِبْطم بن مِصْرَایم،علی اسْمِ غُلامٍ .

17- و لَمَّا قَدِمَ المُسْلِمُونَ إِلی أَرْضِ مِصْرَ کان بدِمْیَاطَ الهاموک من أَخوالِ المُقَوْقِس،فلمّا افْتَتَح عَمْرُو بنُ العاصِ مِصْرَ امْتَنَع الهامُوکُ بدِمْیَاط ،و استَعَدَّ للحَرْبِ ،فأَنْفَذَ إِلیه عَمْرٌو المقْدادَ بنَ الأَسْوَدِ فی طَائِفَهٍ من المُسْلِمِینَ ،فافْتَتَحَهَا بعد مَکَائدَ و حُرُوبٍ و خُطُوب.

و کان الفَرَنْسِیسُ ،لَعَنَهُ اللّه،قد حاصرَ دِمْیَاطَ و أَخَذَهَا من یَدِ المُسْلِمِینَ ،و کانت فی یَدِه أَحَدَ عَشَر شَهْراً و سَبْعَهَ أَیّامٍ ، ثمّ تَسَلَّمَهَا المُسْلِمُونَ فی آخِرِ دَوْلَهِ المَلِک المُعَظَّمِ عِیسی بنِ أَبِی بَکْر بنِ أَیُّوب،و لمَّا اسْتَوْلَی المَلِکُ النّاصِرَ یُوسُفُ بنُ العَزِیزِ علی دِمَشْقَ حینَ الاخْتِلاف اتَّفَقَ أَرْبَابُ الدَّوْلَهِ بمِصْرَ علی تَخْرِیبِ دِمْیَاط خَوْفاً من هُجُومِ الإِفْرِنج مَرَّهً أُخْرَی،فسَیَّرُوا إِلیها الحَجّارِینَ ،فوَقَعَ الهَدْمُ فی أَسْوَارِهَا یومَ الاثْنیْنِ الثَّامِنَ عَشَرَ من شعبان سنه 648 حتّی امَّحت آثارُهَا،و لم یَبْقَ منها سِوَی الجَامِعِ ،و صار فی قِبْلِیِّهَا أَخصاصٌ علی النِّیلِ ،سَکَنَهَا الضُّعَفَاءُ،و سَمَّوْهَا المَنْشِیَّهَ .

و هذا السُّورُ هو الَّذِی کانَ بَنَاه المُتَوکِّل.ثُمّ إِنَّ المَلِکَ الظَّاهِرَ بِیبَرْس رحِمهُ اللّه تعالَی لما استَبَدَّ بمَمْلَکَهِ مِصرَ أَخْرَجَ عِدَّه حَجَّارِین مِن مِصْرَ فی سنه 659 لرَدْمِ فَمِ بَحْرِ دِمْیَاطَ ،فمَضَوْا من القَرَابِیص و أَلْقَوْها فی بَحْرِ النِّیلِ الَّذِی یصُبُّ فی شَمَالِیّ دِمْیَاط فی بَحْرِ المِلْح،حتی ضَاقَ و تَعَذَّر دُخولُ المَرَاکِب منه إِلی دِمْیَاط إِلی الآن.قال ابنُ وَصِیف شاه:و أَمّا دِمْیَاطُ الآن فإِنَّها حَادِثَهٌ بعد تَخْرِیبِ مَدِینَتِها،و ما بَرِحَتْ تَزْدَادُ إِلی أَن صارَتْ بلدهً کبیرهً ذاتَ حَمّاماتٍ و جَوامِعَ و أَسواقٍ و مَدارِسَ و مَساجِدَ.و دُورُهَا تُشْرِفُ علی النِّیلِ .و من وَرائِهَا البَسَاتِینُ ،و هی أَحْسَنُ بِلادِ اللّه مَنْظَراً، و قد أَخْبَرَنِی الوَزِیرُ یَلْبُغا السالِمِیُّ ،رَحِمَهُ اللّه،أَنَّهُ لم یَرَ فی البِلادِ التی سَلَکَهَا من سَمَرْقَنْدَ إِلی مِصْرَ أَحْسَنَ من دِمْیَاطَ ، فظَنَنْتُ أَنَّه یَغْلُو فی مَدْحِها إِلی أَنْ شاهَدْتُها،فإِذا هی أَحْسَنُ بَلْدَهٍ و أَنْزَهُه.انتهی مع الاخْتِصَار.

و قد نُسِبَ إِلی دِمْیَاطَ جُمْلَهٌ من المُحَدِّثِین،و کذا إِلی قُرَاهَا،کتِنِّیسَ ،و تُونَه،و بوار،و قسیس،و منهم:الإِمَام الحافظ شَرَفُ الدِّینِ عبدُ المُؤْمِن بنُ خَلَفٍ التُّونِیُّ الدِّمْیَاطِیّ ،صاحبُ المُعْجَمِ ،و هو فی سِفْرَیْنِ ،عندی حَدَّثَ عن الزَّکِیِّ المُنْذِرِیِّ ،و أَبِی العَبَّاس القُرْطُبیّ شارِح مُسْلِم،و العزّ بن عَبْد السَّلامِ ،و الجَمَال محمَّد بن عَمْرُون، و العَلَم اللُّورَقِیّ ،شَارِحاً المُفَصَّل،و الصّاغَانِیّ صاحِب العُبَاب،و علیّ بن سَعِیدٍ الأَنْدَلُسِیّ صاحبِ المُغْرِب، و یاقُوت الحَمَوِیّ صاحِبِ مُعجمِ البُلْدَان،و ابنِ الخَبّاز النَّحْوِیّ ،و الصَّاحبِ بنِ العَدِیم مؤرّخ حَلَب،و غیرهم، حَدَّثَ عنه أَبُو طَلْحَهَ محمَّدُ بنُ علیِّ بنِ یُوسُفَ الحرادیّ شیْخُ المُسْنِدِ المُعَمَّرِ،محمَّدِ بن مُقْبِلٍ الحَلَبِیّ ،و أَسانِیدُنا إِلیه مَشْهُورَهٌ ،و فی الدّفَاتِر مَسْطُورَه.

و قد سَمِعتُ الحَدِیثَ بدِمْیَاطَ علی شَیْخِها العلاَّمهِ الأُصُولیِّ المُحَدِّث أَبِی عَبْدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ عِیسَی بنِ یُوسُفَ الشّافِعیّ ،کان أَحْفَظَ أَهْلِ زَمَانِه،قِرَاءهً علیه بجامِعِ البَحْر،و بالزّاوِیَهِ المَعْرُوفَهِ بمَسْجِد زُرَارَهَ بنِ عَبْدِ الکَرِیم، حَدَّث عن أَبِی عَبْدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّد بنِ محمّد الدِّمْیاطیّ و غیره،تُوُفِّیَ فی 6 شعبان سنه 1179.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه من هذِه المادّه:

دَمَاطُ ،کسَحَاب (1):قَرْیَهٌ من أَعْمَال الغَرْبِیَّه،و منها الشَّمْسُ مُحَمَّد بنُ محمّد بن عبدِ القُدُّوس الدَّمَاطِیّ ،حدَّثَ عن ابنِ عَمِّه الشِّهَابِ أَحْمَدَ بن علیِّ بنِ عبدِ القُدُّوس نَزِیل المَدِینَهِ المُنَوَّره،علی ساکِنها أَفْضَلُ الصَّلاه و السّلام.

دندط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

دُنْدَیْط ،بِضَمِّ الدّال الأُولی و فتح الثَانِیَه:قریهٌ بمصر.

ص:256


1- (1) قیدها یاقوت دُماطُ و ضبطها بالقلم.

دهرط

دُهْرُوطُ کعُصْفُورِ (1)،أَهْمَلَه الجَماعَهُ ، و هو: د،بصَعِیدِ مِصْرِ الأَدْنَی،و یُعْرَف الآن بدُهْرُوط الأَشْرَاف.

دوط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

دوط ،قال الفرّاءُ:طَادَ،إِذا ثَبَتَ ،و دَاطَ ،إِذا حَمُقَ ، هکذَا أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قد أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و هو حَرْفٌ عربِیٌّ صَحِیحٌ .

فصل الذال المعجمه مع الطاء

ذأط

ذَأَطَهُ ،کمَنَعَهُ ،ذَبَحَهَ ،عن ابنِ عَبّاد،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ: ذَأَطَهُ ،مثل ذَأَتَه: خَنَقَهُ أَشَدَّ الخَنْقِ حَتَّی دَلَعَ لِسَانُهُ ،و نَقَلَه صاحبُ اللّسَان أَیضاً عن کُراع.و زاد الصّاغَانِیُّ عن أَبِی زَیْد:و کذلِکَ ذَعَطَه، و ذَعَتَه،زاد الأَزْهَرِیُّ :و ذَاطَه ،بغیر هَمْزٍ.

و ذأَطَ الإِنَاءَ یَذْأَطُه ذَأْطا : مَلأَهُ ،عن کُراع.

و قالَ اللَّیْثُ : ذأَطَ الإِناءُ:امْتَلأَ ،و أَنْشَدَ:

و قد فَدَی أَعْنَاقَهُنَّ المَحْضُ

و الذَّأْطُ حَتَّی ما لَهُنَّ غَرْضُ

و قد مَرَّ الرَّجَزُ فی تَرْکِیب«غ ر ض»علی رِوَایَهٍ أُخْرَی، و سَیَأْتِی أَیضاً فی الظّاءِ المُعْجَمَه إِنْ شاءَ اللّه تعالَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ذَؤُوطٌ ،کصَبُورٍ،من الذَّأْط ،و هو الخَنْقُ ،و قد جاءَ فی شِعْرِ أَبِی حِزَامٍ غالِبِ بن الحارِثِ العُکْلِیّ (2).

ذحلط

ذَحْلَطَ الرَّجُلُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ،أَی: خَلَطَ فی کَلامِه و قد مَرَّ عن الأَزْهَرِیِّ أَنّه رَوَاهُ عن الجَمْهَرَه أَنّه بالدّالِ المُهْمَلَهِ ،و هکَذَا فی نسخها (3)، و رَوَاه الصّاغَانِیُّ بالذّالِ هُنَا،فَتَأَمَّل.

ذرط

أَرْضٌ ذِرْیَاطَهٌ (4)،وَاحِدَهٌ ،بالکَسْر:أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ: أَی طِینَهٌ وَاحِدَهٌ ،و کذلِکَ ظِرْیاطهٌ (5)وَاحِدَهٌ ،و ثِرْیَاطَه وَاحِدَهٌ ،کذا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه،و مَرَّ له فی«ث ر ط »أَرضٌ ثِرْیَاطَهٌ ،أَی:

رَدْغَهٌ ،فتَأَمِّلْ .

و قالَ أَبُو عَمْرو. الذَّرْطَأَهُ :أَکْلٌ قَبِیحٌ ،و قد ذَرْطَیْتَ یا فلانُ ،أَی قَبَّحْتَ أَکْلَهُ ،کما فی العُبَاب.

ذرعمط

الذُّرَعْمِطُ ،کقُذَعْمِل ،أَهْمَلَه الجَوهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قَال ابنُ عَبّادٍ:هو من الألْبَانِ :الخاثِرُ .

و الذُّرَعْمِطُ من الرِّجَالِ :الشَّهْوَانُ إِلی کُلِّ شَیْ ءٍ ،کذا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه.

ذرقط

ذَرْقَط الکَلاکَ ذَرْقَطَهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:أَی لَفَظَهُ .کذا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه،و معنی لَفَظَه،أَی رَمَاهُ .

ذطط

الأَذَطُّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

هو المُعْوَجُّ الفَکِّ ،قال الأَزْهَرِیُّ :کأَنَّهُ فی الأَصْل أَذْوَط ،فقیل:أَذَطّ .

قلت:و قد تَقَدَّم فی«أَدط »عن ابن بَرّیّ مثلُ ذلک، و هُنَاک،ذَکَره صاحبُ اللِّسَانِ ،و الصّوابُ أَنْ یُذْکَر هاهنا.

ذعط

ذَعَطَهُ ،کمَنَعَه ، یَذْعَطُهُ ذَعْطاً : ذَبَحَهُ أَیَّ ذَبْحٍ کان، أَو ذَبَحَه ذَبْحاً وَحِیّاً ،و العَیْنُ مُهْمَلَهٌ ،کما فی الصّحاحِ .قال الصّاغَانِیُّ :و کذلِکَ السَّحْطُ ،و قال اللَّیْثُ :

الذَّعْطُ :القَتْلُ الوَحِیُّ یقال: ذَعَطَهُ ،و یُقَال: ذَعَطَتْهُ المَنِیَّهُ ، قال أَبُو سَهْمِ الهُذَلِیُّ :

إِذا بَلَغُوا مِصْرَهُم عُوجِلُوا

من المَوْت بالهِمْیَغِ الذَّاعِطِ

هکَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:کان الخَلِیلُ یَقُولُ :هو الهِمْیَع،بالعَیْنِ غیرَ مُعْجَمَه،و ذَکَرَ أَنَّ الهاءَ

ص:257


1- (1) قیدها یاقوت نصاً بفتح أوله و سکون ثانیه و آخره طاء مهمله بلید علی شاطیء غربی النیل من ناحیه الصعید قرب البهنسا.
2- (2) یعنی قوله-کما فی حواشی المطبوعه الکویتیه: و تظییئیهم باللأظ منی و ذأطیهم بشنتره ذووطِ .
3- (3) الذی فی الجمهره 327/3 بالذال المعجمه.
4- (4) فی التکمله:ذریاطه بالیاء.
5- (5) فی التکمله:ضریاطه.

و الغَیْنَ المُعْجَمَهَ لم تَجْتَمِع فی کَلِمَهٍ ،و خالَفَه جَمِیعُ أَصحابِنَا،قال أَبو حاتِمٍ :أَحْسبُ أَنّ الهِمْیَغَ مَقْلُوبُ المِیمِ من باءٍ،من قَوْلِهِم:هَبَغَ الرَّجُلُ هُبُوغاً،إِذا سُبِتَ للنَّوْمِ ، فکأَنَّه هِبْیَغ،فقُلِبَت الباءُ مِیماً؛لقُرْبِهَا منها.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: مَوْتٌ ذَعْوَطٌ ،کجَرْوَلٍ ،و قال غیرُه:

و کذلِکَ : ذَاعِطٌ ،أَی سَرِیعٌ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

یُقَال:عَطِشَ حَتَّی انْذَعَط ،و بَکَی حتی انْذَعَطَ ،أَی کادَ یَمُوتُ ،قاله ابنُ عَبّادٍ.

و انْذَعَطَ الرَّجلُ :ماتَ ،کما فی التَّکْمِلَه.

ذعمط

ذَعْمَطَهُ ذَعْمَطَهً .کَتَبَه بالحُمْرَه علی أَنَّ الجوهریَّ لم یذکُرْه،و هو غَرِیبٌ .کیف و قد ذَکَرَه فی آخر مادّه«ذ ع ط »و حَکَم بزیادَهِ المِیم،و کأَنَّهُ تَبَع اللَّیْثَ حیث ذَکَرَه فی الرُّباعِیِّ .و قال: ذَعْمَطَهُ ، کذَعَطَهُ ،أَی ذَبَحَهُ ذَبْحاً وَحِیّاً،و قد ذَعْمَطَ الشَّاهَ .

و قال غیرُه: الذَعْمَطَهُ :المَرْأَهُ البَذِیئَهُ ،کما فی العُبَابِ .

ذفط

ذَفَطَ الطَّائرُ ذَفْطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و حکی ابنُ دُرَیْدٍ: ذَفَطَ الطّائرُ، و کذلِکَ التَّیْسُ یَذْفِطُ ،من حَدِّ ضَرَبَ ، إِذا سَفَدَ أُنثاهُ (1).

و ذَفَطَ الذُّبَابُ :أَلْقَی ما فی بَطْنِهِ .کلّ ذلِک عن کُراع، کما فی اللِّسَان، أَو الصَّوابُ فِیهما بالقَافِ ،کما قالَهُ الصّاغَانِیُّ .

و الذَّفُوطُ ،کصَبُورٍ:الضَّعِیفُ ،قال ابنُ عَبّاد:إذا أراد أَحدٌ من أَهْلِ المَدِینَهِ -علی ساکنها أَفضلُ الصّلاه و السّلام-أَن یُزْرِیَ برَجُلٍ قال له:إِنَّک لَذَفُوطٌ ،أَی ضَعِیفٌ .

ذقط

ذَقَطَ الطّائرُ أُنْثَاهُ یَذْقِطُ ذَقْطاً ،بالفَتْحِ ، و یُضَمُّ عن سِیبَوَیْهٍ ،قال:و مثلُه:بَضَعَهَا بَضْعاً و قَرَعَهَا قَرْعاً:

سَفَدَها ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ (2). و خَصَّ ثَعْلَبٌ به الذُّبَاب ،و قال:هو إِذا نَکَحَ ،قال ابنُ سِیدَه:و لم أَرَ أَحَداً اسْتَعْمَلَ النِّکاحَ فی غیر نَوْعِ الإِنْسَان إِلاّ ثَعْلَباً هاهنا.و قال سِیبَوَیْه: ذَقَطَهَا ذَقْطاً ،و هو النِّکَاحُ فلا أَدْرِی ما عَنَی من الأَنْوَاعِ ،لأَنَّهُ لم یَخُصَّ منها شَیْئاً.

و قال أَبو عُبَیْدٍ: وَنَمَ الذُّبابُ ،و ذَقَطَ بمَعْنًی واحدٍ.قال الصّاغَانِیُّ :و قد یُسْتَعْمَلُ فی غَیْرِ الطّائرِ،قال الخارْزَنْجِیُّ :

ذَقَطَ التَّیْسُ ،فهو ذَقِطٌ ،إِذا سَفِدَ.

و الذَّقْطَانُ و الذَّقِطُ ، کسَکْرَانٍ و کَتِفٍ :الغَضْبانُ ،و نَقَلَهُ صاحِبُ اللّسَانِ بالدَّالِ المُهْمَلَه،و أَنْشَدَ قول أُمَیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْتِ .

مَنْ کان مُکْتَئِباً من سَیِّیءٍ ذَقِطاً

فزَادَ فی صَدْرِه ما عَاشَ ذَقْطانَا

و الذُّقَطُ ، کصُرَدٍ:ذُبَابٌ صَغِیرٌ یَدْخُل فی عُیُونِ النَّاسِ .

و قال الطَّائفیُّ : الذُّقَطُ :الَّذِی یکونُ فی البُیُوتِ ج : ذِقْطانٌ ، بالکسرِ، کصِرْدانٍ و صُرَدٍ.

و رَوَی أَبُو تُرَابٍ عن بعضِ بنی سُلَیْمٍ : تَذَقَّطَهُ تَذَقُّطاً :

أَخَذَهُ قَلِیلاً قَلِیلاً ،و کذلِکَ تَبَقَّطَه تَبَقُّطاً،و قد تَقَدَّم.

و رَجلٌ ذُقَطَهٌ و ذَقِیطٌ ، کهُمَزَهٍ و أَمِیرٍ ،أَی خَبِیثٌ ،نَقَلَه الخارْزَنْجِیّ .

و لَحْمٌ مَذْقُوطٌ :فیه ذَقْطُ الذُّبَابِ ،عنه أَیْضاً.

*و مّما یُستدرکُ علیه:

الذّاقِطُ :الذُّبَابُ الکَثِیرُ السِّفَادِ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،کما فی اللِّسَانِ و العُبَابِ .

ذمط

ذَمَطَهُ یَذْمِطُهُ ذَمْطاً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:أَی ذَبَحَهُ ،قال: و یُقَالُ : هُوَ ذُمَطَهٌ سُرَطَهٌ ، کهُمَزَهٍ ، إِذا کان یَبْلَعُ کلَّ شَیْ ءٍ .

و فی نَوَادِر الأَعْرَابِ : طَعَامٌ ذَمِطٌ و زَرِدٌ، ککَتِفٍ ،أَی سَرِیعُ الانْحِدَارِ .

و ذِمْیاطُ ،بالکَسْرِ:اسمُ بَلْدَهٍ لغهٌ فی المُهْمِلَه ،هکذا صَوَّبَهُ جماعهٌ ،و فی شَرْحِ شَیْخِنا عن العَبْدَرِیّ فی رِحْلَته:

أَکثرُ النَّاسِ یُعْجِمُهَا،و سَأَلْتُ شَیْخَنَا الشَّرَفَ الدِّمْیاطِیَّ عن ذلِکَ فقالَ لی:إِعْجَامُهَا خَطأٌ.و صَرَّحَ بأَنَّ أَبَا محمَّدٍ الرُّشاطِیَّ وَضَعَهَا فی الذّالِ المُعْجَمَهِ ،فأَخْطَأَ.

ص:258


1- (1) الذی فی الجمهره 313/2 [1] ذقط الطائر إذا سفد.و فیها هذه العباره بسطر«ذ ط غ»أهملت و کذلک حالهما مع الفاء. و الذی فی الصحاح المطبوع لمن زید ذفط الطائر أنثاه یذفطها ذفطاً سفدها.وردت العباره فیها بالفاء.
2- (2) انظر الحاشیه السابقه.

ذوط

ذَاطَهُ یَذُوطُه ذَوْطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو زَیْدٍ:أَی خَنَقَهُ حَتَّی دَلَعَ لِسانُه (1)کذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عنه، و قد تَقَدَّم أَنَّه لُغَهٌ فی ذَأَطَهُ ذَأْطاً ،بالهَمْزِ،و نَقَلَه صَاحِبُ اللِّسَانِ عن کُراع.

و الأَذْوَطُ :النَّاقِصُ الذَّقَنِ من النّاسِ و غَیْرِهِم ،و یُقَال:

الأَذْوَطُ :الصَّغِیرُ الفَکِّ ،و قِیلَ :هو الَّذِی یَطُولُ حَنَکُه الأَعْلَی و یَقْصُر الأَسْفَل.و الذَّوَطُ فی البَعِیرِ:قِصَرُ مِشْفَرِه من أَسْفَلِه،و منه

17- حَدِیثُ أَبِی بَکْرٍ رَضِی اللّه عنه: «لو مَنَعُونی جَدْیاً أَذْوَطَ »و یُرْوَی«لو مَنَعُونی عِقَالاً»و یُرْوَی«عَنَاقاً مِمّا أَدَّوْا إِلی رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم لقَاتَلْتُهُم علیه کما أُقَاتِلُهم علی الصَّلاه».

و قال أَبُو عَمْرٍو: الذَّوْطَهُ :عَنْکَبُوتٌ تَکُونُ بتِهَامَهَ ،لها قَوائِم،و ذَنَبُهَا مثلُ الحَبَّهِ من العِنَبِ الأَسْوَدِ صَفْرَاءُ الظَّهْرِ صَغِیرَهُ الرَّأْسِ ،تَکَعُ بذَنَبِهَا فتُجْهِدُ مَنْ تَکَعُه.حَتَّی یَذُوطَ ، و ذَوْطُه أَنْ یَخْدَرَ مرَّاتٍ ، ج: أَذْوَاطٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأَذْوَطُ :الأَحْمَق.نقله الصّاغَانِیّ .قلتُ :و لعَلَّه لُغَهٌ فی الأَضْوَط ،بالضّاد،کما سَیَأْتِی.

و قال أَبُو العَبّاسِ : الذَّوَطُ ،بالتَّحْرِیکِ :سُقَاطُ النّاسِ .

و امْرَأَهٌ ذَوْطَاءُ :قَصِیرَهُ الحَنَکِ .

و من کَلامِهِم:یا ذَوْطَهُ ذُوطِیه .

و قال أَبو سَعِیدٍ:سَمِعْتُ بعضَ مَشایِخِنَا یَقُول:یقال:

أَضْوِطِ الزِّیَارَ علی الفَرَسِ ،و أَذْوِطْهُ ،أَی أَنْشِبهُ فی جَحْفَلَتِه،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَاب.قلت،و سَیَأْتِی ذلِکَ فی«ض و ط »،عن أَبِی حَمْزَهَ .

ذهط

ذَهْوَطٌ ،کجَرْوَلٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو: ع .

و ذِهْیَوْطٌ ،کعِذْیَوْطٍ ،هکذا ضَبَطَه سِیبَوَیْه و قال اللَّیْث:

هو ذُهْیُوطٌ ،مِثَال عُصْفُورٍ :اسم ع ،قالْ ابنُ سِیدَه:

و الصَّحِیحُ الأَوّلُ (2)،أَنشَدَ الصّاغَانِیُّ للنّابِغَهِ الذُّبْیَانِیِّ یمدَحُ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ مُضَرِّطَ الحِجَارَهِ :

فِدَاءُ ما تُقِلُّ النَّعْلُ مِنَّی

إِلی أَعْلَی الذُّاؤَابَهِ للهُمَامِ

و مَغْزَاهُ قَبَائلَ غَائِظَاتٍ

إلی الذِّهْیَوْطِ فی لَحِبٍ لُهَامِ (3)

و سَیَأْتِی فی«ز ه ط »،أَیضاً.

ذیط

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

ذاطَ فی مَشْیِه یَذِیطُ ذَیَطَاناً ،إِذا حَرّک مَنْکِبَیْهِ فی مَشْیهِ مع کَثْرَه لَحْمٍ ،نقله صاحبُ اللّسَان عن أَبِی زَیْدٍ،و قد أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .

فصل الراءِ مع الطاءِ

ربط

رَبَطَهُ ،أَی الشَّیءَ، یَرْبِطُه ،بالکَسْرِ، و یَرْبُطُه ، بالضَّمِّ ،و هذِه عن الأَخْفَشِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، رَبْطاً : شَدَّهُ ، فهو مَرْبُوطٌ و رَبِیطٌ ،یُقال:دَابَّهٌ رَبِیطٌ ،أَی مَرْبُوطَهٌ .

و الرِّبَاطُ ،بالکَسْرِ: ما رُبِطَ به ،أَی شُدَّ به،و فی العُبَاب و الصّحاحِ :ما تُشَدُّ به القِرْبَهُ و الدَّابَّهُ و غیرُهما، ج: رُبُطٌ ، بضمٍّ فسُکونٍ ،و الأَصْلُ فیه ککُتُبٍ ،و الإِسْکان جائزٌ علی التَّخْفِیفِ ،قال الأَخْطَلُ ،یَصِف الأَجِنَّهَ فی بُطُونِ الأُتُنِ :

مِثْل الدَّعامِیص فی الأَرْحام غائِرَهٌ

سُدَّ الخَصاصُ علیها،فهو مَسْدُودُ

تَمُوتُ طَوْراً و تَحْیَا فی أَسِرَّتِهَا

کما تَقَلَّبُ فی الرُّبْطِ المَرَاوِیدُ

کذا فی الصّحاح و العُبَابِ ،و یُرْوَی:«کما تَفَلَّتُ »و هکذا وُجِدَ فی دِیوَانِ الأَخْطَلِ بخَطِّ أَبِی زَکَرِیَّا.

و الرِّبَاطُ : الفُؤادُ ،کأَنَّ الجِسْمَ رُبِطَ به.

و الرِّبَاطُ : المُوَاظَبَهُ علی الأَمْرِ قال الفارِسِیُّ :هو ثَانٍ من لُزُوم الثَّغْرِ،و لُزُومُ الثَّغْرِ:ثانٍ من رِبَاطِ الخَیْلِ .

ص:259


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«بلسانه».
2- (2) و هو ما ورد فی التکمله و اللسان.
3- (3) دیوانه ص 162 و فیه«علی الذهیوط »بدل«إلی»و بالأصل«مغزاه» و المثبت عن الدیوان.و یروی:قایظات بدل غایضات.و قوله:لهام یرید جیشاً کثیراً یلتهم ما ورد علیه،أی یبتلعه.و الذهیوط مکان کان لهم فیه غزوه.عن حاشیه الدیوان.

و الرِّبَاط : مُلازَمَهُ ثَغْرِ العَدُوِّ، کالمُرَابَطَهِ ،کما فی الصّحاحِ .

و رِبَاطُ الخَیْلِ : مُرَابَطَتُهَا ،و رُبما سُمِّیَ الخَیْلُ رِبَاطاً .

أَو الرِّبَاطُ :الخَیْلُ الخَمْسُ مِنْهَا فما فَوْقَهَا ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و أَنْشَدَ للشّاعِرِ،و هو بُشَیْرُ بنُ أَبی حُمَام العَبْسِیُّ کما فی اللِّسَانِ ،و فی العُبَابِ :بُشَیْرُ بن أَبَیِّ بنِ جَذِیمَهَ العَبْسِیُّ (1):

و إِنّ الرِّبَاطَ النُّکْدَ من آلِ دَاحِسٍ

أَبَیْنَ فما یُفْلِحْنَ یومَ رِهَانِ

کما فی الصّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ :«دُونَ رِهَان».و رِوَایَهُ ابنُ دُرَیْدٍ:«جَرَیْنَ فلمْ یُفْلِحْنَ »و زَادَ الجَوْهَرِیُّ :یُقَال:

لفُلانٍ رِبَاطٌ من الخَیْل،کما تَقُول:تِلاَدٌ،و هو أَصْلُ خَیْلِه.

و الرِّبَاطُ أَیْضاً: وَاحِدُ الرِّبَاطَاتِ المَبْنِیَّه .نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

أَو المُرَابَطَهُ فی الأَصْلِ : أَنْ یَرْبُطَ کُلٌّ من الفَرِیقَیْنِ خُیُولَهُم فی ثَغْرِهِ ،و کُلٌّ مُعدٌ لِصاحِبِه،فسُمِّیَ المُقامُ فی الثَّغْرِ رِبَاطاً .قاله القُتَیْبِیُّ ،علی ما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .و فی اللِّسَانِ :ثمّ صارَ لُزُومُ الثَّغْرِ رِباطاً ،و رُبما سُمِّیَت الخَیْلُ أَنْفُسُها رِبَاطاً ، و منه قولُه تعالی اِصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا (2)جاءَ فی تَفْسِیره: اِصْبِرُوا علی دِینِکم،و صابِرُوا عَدُوَّکُم، وَ رابِطُوا ،أَی أَقِسمُوا علی جِهَادِ عَدُوِّکُم بالحَرْبِ و ارْتِبَاط الخَیْل، أَو مَعْنَاهُ المُحَافَظَه عَلَی مَوَاقِیتِ الصَّلاهِ ، و قِیلَ :المُواظَبَهُ علیها،و قیل: انْتِظَارُ الصّلاهِ بعدَ الصَّلاهِ ، لقَوله صلی اللّه علیه و سلّم ،فیما

14- رَوَاه عنه أَبُو هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عنه: «أَلاَ أَدُلُّکُم علی ما یَمْحُو اللّه به الخَطَایَا و یَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ ؟ قالوا:«بَلَی یا رَسُولَ اللّه،قال:إِسْباغُ الوُضوءِ علی المَکَارِهِ ،و کَثْرَهُ الخُطَا إِلی المَسَاجِدِ،و انْتِظَارُ الصَّلاهِ بعدَ الصَّلاَه، فَذلکُمُ الرِّبَاطُ فذلِکُم الرِّبَاطُ ،فذلِکُم الرِّبَاطُ ». فشَبَّه مَا ذَکَرَه من الأَفْعَالِ الصّالِحَهِ بِه.و القَوْلاَنِ ذَکَرَهُمَا الأَزْهَرِیُّ .قلتُ :فیَکُون الرِّبَاطُ :مَصْدَرَ رَابَطْتُ :أَی لاَزَمْتُ ،و قِیلَ :هو هاهُنَا اسمٌ لما یُرْبَطُ به الشَّیْ ءُ،أَی یُشَدُّ،یَعْنِی أَنَّ هذِه الخِلالَ تَرْبِطُ صاحِبَهَا عن المَعَاصِی، و تَکُفُّه عن المَحارِم.

و المِرْبَطُ ،کمِنْبَرٍ:مَا رُبِطَ به الدّابَّهُ ،کالمِرْبَطَهِ ،کما فی اللِّسَانِ .

و المَرْبَطُ کمَقْعَدٍ و مَنْزِلٍ :مَوْضِعُهُ أَی مَوضعُ رَبْطِ الدّابَّهِ ،و هو من الظُّرُوفِ المَخْصُوصَهِ ،و لا یَجْرِی مَجْرَی «مَنَاطَ الثُرَیَّا»،لا تَقُول:هُو مِنِّی مَرْبَطَ الفَرَسِ ،قال ابنُ بَرِّیّ :فمَنْ قالَ فی المُسْتَقْبَلِ : أَرْبِطُ ،بالکَسْرِ،قال فی اسْمِ المَکَانِ : المَرْبِطُ ،بالکَسْرِ،و من قال: أَرْبُطُ ،بالضَّمِّ ، قال فی اسْمِ المَکَانِ : المَرْبَطُ ،بالفَتْح،و یقال:لیس له مَرْبِطُ عَنْزٍ.و فی العُبَاب:قال الحَارِثُ بنُ عُبَادٍ فی فَرَسِه النَّعامَه:

قَرِّبا مَرْبِطَ النَّعامَهِ مِنّی

لَقِحَتْ حَرْبُ وَائلٍ عن حِیَالِ

و الرَّبِیطُ ،کأَمِیرٍ: التَّمْرُ الیابِسُ یُوضَعُ فی الجِرَابِ و یُصَبُّ علیه الماءُ ،قال أَبو عُبَیْدِ:إِذا بَلَغَ التَّمْرُ الیُبْسَ وُضِعَ فی الجِرَارِ،و صُبَّ علیه الماءُ فذلِکَ (3)الرَّبِیطُ ،فإِنْ صُبَّ علیه الدِّبْسُ فذلِکَ المُصَقَّر.و نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاسِ ،فقال.هو تَمْرٌ یُجْعَل فی الجِرَارِ و یُبَلّ بالماءِ لِیَعُود (4)کالرُّطب،و هُوَ مَجازٌ.و قال ابنُ فارِسٍ :فأَمَّا قولُهم للتَّمْرِ: رَبِیطٌ فیُقَال:إِنَّه الَّذِی یَیْبَس فیُصَبُّ علیه الماءُ، قال:و لَعَلَّ هذَا من الدَّخیلِ .و قِیل:إِنّه بالدّالِ «الرَّبِیدُ» و لیس بأَصْلٍ .

و فی الصّحاحِ : الرّبِیطُ : البُسْرُ المَوْدُونُ .

و الرَّبِیطُ : الرَّاهِبُ ،و الزّاهِدُ،و الحَکِیمُ الَّذِی ظَلَفَ ، أَی رَبَطَ نَفْسَهُ عن الدُّنْیَا ،أَی سَدَّهَا و مَنَعَهَا،و منه

16- الحَدِیثُ :

«إِنَّ رَبِیطَ بَنِی إِسْرَائِیلَ قال:زَیْنُ الحَکِیمِ الصَّمْتُ ». کالرّابِطِ فی الثَّلاثِ ،الأَوَّلُ منها عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و الرَّبِیطُ : لَقَبُ الغَوْثِ بنِ مرّ ،و وقَعَ فی الصّحاح:

مُرَّه،و هو وَهَم،أَی ابن طَابِخَهَ بن الْیاسِ بنِ مُضَرَ بنِ نِزَارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ .قال ابنُ الکَلْبِیِّ : لأَنَّ أُمَّهُ کانَتْ لا

ص:260


1- (1) فی الجمهره 262/2 [1] بشر بن أبیّ بن حمام العبسی.
2- (2) سوره آل عمران الآیه 200. [2]
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«فلذلک».
4- (4) فی الأساس:فیعود.

یَعِیشُ لها وَلَدٌ،فنَذَرَتْ لَئِنْ عاشَ هذا لَتَرْبُطَنَّ برَأْسِهِ صُوفَهً ،و لَتَجْعَلَنَّهُ رَبِیطَ الکَعْبَهِ ،فعاشَ ففَعَلَتْ ،و جعلَتْه خَادِماً لِلْبَیْتِ حَتَّی بَلَغَ الحُلُمَ فَنَزَعَتْهُ (1)،فلُقِّبَ الرَّبِیطَ ،کما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ (2).

و الرَّبِیطَهُ ، بهاءٍ:ما ارْتُبِطَ من الدَّوَابِّ .و فی الصّحاح:

و فُلانٌ یَرْتَبِطُ کَذَا رَأْساً من الدَّوَابِّ ،و یقال:نِعْمَ الرَّبِیطُ هذا،لِمَا یُرْتَبَطُ مِنَ الخَیْلِ .

و المِرْبطَهُ ،بالکَسْرِ: نِسْعَهٌ لَطِیفَهٌ تُشَدُّ فوق خَشَبَهِ ،هکَذَا فی النُّسَخ بالموحَّدَه و الخاءِ و هو غَلَطٌ ،صوابه:حَشِیَّه الرَّحْلِ ،بالحاءِ المُهْمَلَهِ و التَّحْتِیَّه.

و من المَجَاز:رَجُلٌ . رَابِطُ الجَأْشِ ،و رَبِیطُهُ ،أَی شُجَاعٌ شَدِیدُ القَلْب،کَأَنَّه یَرْبِطُ نَفْسَه عن الفِرَارِ یَکُفُّهَا بجَرَاءَتِه و شَجَاعَتِه.

و رَبَطَ جَأْشُه رِبَاطَهً ،بالکَسْرِ ،أَی اشْتَدَّ قَلْبُه ،و وَثُقَ و حَزُمَ فلم یَفِرَّ عند الرَّوْعِ ،و من سَجَعَاتِ الأَساس:لولا رَجَاحَهُ عَقْلِه،و رَبَاطَهُ جَأْشِه،ما طَمِعَ (3)الجدُّ العاثِرُ فی انْتِعاشِه.

و من المَجَازِ: رَبَطَ اللّه تَعالَی عَلَی قَلْبِه ،أَی أَلْهَمَهُ الصَّبْرَ،و شَدَّه و قَوّاهُ ،و منه قولهُ تعالَی: لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلی قَلْبِها (4).و کذا قَوْلُه تعالَی: وَ رَبَطْنا عَلی قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا (5)أَی أَلْهَمْنَاهُم الصَّبْرَ.

و نَفَسٌ رِابِطٌ :وَاسِعٌ أَرِیضٌ ،و حکی ابنُ الأَعْرَابِیّ عن بَعْضِ العَرَب أَنَّه قال:اللّهُمَّ اغْفِرْ لی و الجِلْدُ بارِدٌ، و النَّفْسُ رابِطٌ و الصُّحُفُ مُنْتَشِرَهٌ ،و التَّوْبَهُ مَقْبُولَهٌ »یعنی فی صِحَّتِهِ قبل الحِمَامِ ،و ذکَرَ النَّفْس حَمْلاً علی الرُّوحِ ،و إِنْ شِئْتَ علی النَّسَب.

و مَرْبُوطُ :ه،بالإِسْکَنْدَرِیَّهِ ،هکَذَا نقَلَهُ الصّاغَانِیُّ فی کتَابَیْه،و هو وَهَمٌ ظاهرٌ منه،و الصَّوابُ :أَنَّ القَرْیَهَ المَذْکُورهَ هی«مَرْیُوطُ »بالتَّحْتِیِّه،لا بالمُوَحَّدَه،و أَعادَه الصّاغَانِیُّ ثانِیاً علی الصّوَاب فی«ر ی ط »فی التکمله،و ذَکَر أَنَّ أَهْلها أَطْولُ النّاسِ أَعْمَاراً ،و قال فِیهَا:إِنَّهَا من کُوَرِ الإِسْکَنْدَرِیَّه.

قال المُصَنِّف:و قد رَأَیْتُ منْهُم أُناساً بالاسْکَنْدَرِیَّهِ ،و بثَغْرِ رَشِید منهم جَمَاعَهٌ .

و ارْتَبَطَ فَرَساً:اتَّخَذَهُ للرِّبَاطِ أَی لمُرَابَطَه العَدُوّ و تقولُ هُوَ یَرْتَبِطُ کَذا و کَذَا من الخَیْلِ .

و حکَی الشَّیْبَانِیُّ : ماءٌ مُتَرَابِطٌ ،دائمٌ لا یُنْزَحُ (6)،کما فی الصّحاحِ .

و قد تَرَابَطَ الماءُ فی مَکَانِ کَذَا و کَذَا،إِذا لم یَبْرَحْه و لم یَخْرجْ منه،و هو مَجَازٌ،قال الشّاعِرُ یَصفُ سَحاباً:

تَرَی الماءَ منه مکنف مُترابِطٌ

و مُنْحَدِرٌ ضاقَتْ به الأَرْضُ سائِحُ (7)

و مِرْبَاطٌ ،کمِحْرَابٍ :د،بسَاحِل بَحْرِ الهِنْد مِمَّا یَلِی الیَمَن،فی أَعْمَالِ حَضْرَمَوْتَ (8).

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه.

ارْتَبَطَ الدّابَّهَ ، کرَبَطَهَا بحَبْلٍ لئلاّ تَفِرَّ.

و خَلَّف فُلانٌ بالثَّغْرِ خَیْلاً رَابِطَهً ،و ببَلَدِ کذا رَابِطَهٌ من الخَیْلِ ،کما فی الصّحاحِ .

16- و فی حَدِیثِ ابْنِ الأَکْوَعِ : « فرَبَطْتُ علیه أَسْتَبْقِی نَفْسِی». أَی تَأَخَّرْتُ عنه،کأَنَّهُ حَبَسَ نَفْسَه و شَدَّهَا.

و الرُّبُطُ ،بضَمَّتَیْنِ :الخَیْلُ تُرْبَط بالأَفْنِیَه و تُعْلَفُ ،وَاحِدُهَا رَبِیطٌ ،و یُجْمَع الرُّبُط رِبَاطاً ،و هو جَمْعُ الجَمْعِ .و قال الفَرّاءُ فی قوله تعَالَی وَ مِنْ رِباطِ الْخَیْلِ (9)،قال:یُرِید الإِناثَ من الخَیْل.

ص:261


1- (1) فی مختصر جمهره ابن الکلبی ص 189 [1] حتی بلغ ثم نزعته.
2- (2) زید فی جمهره ابن حزم 206 و [2]الغوث بن مرّ،و هو صوفه،قال:فأما صوفه فإنهم کانوا یجیزون بالحاج،لا یجوز أحد حتی یجوز والی ذلک منهم.
3- (3) الأساس:لما طمع.
4- (4) سوره القصص الآیه 10. [3]
5- (5) سوره الکهف الآیه 14. [4]
6- (6) ضبطت فی اللسان [5]یَنْزَحُ .
7- (7) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:مکنف،الذی فی اللسان:ملتق، و قوله:منحدر،الذی فی الأساس منجرد،و قال:منجرد:جار ذاهب.و قوله:سائح الذی فی الأساس:سابح بالباء الموحده»قلت: و الذی فی الأساس المطبوع:«سائح»کالأصل.و قد نبه مصحح اللسان أیضاً إلی روایه فی الأساس أنها سابح بالموحده.و لعله قد وقع بأیدیهما نسخه أخری غیر التی بیدنا.
8- (8) قیدها یاقوت بالکسر ثم السکون،فرضه مدینه ظفار بینها و بین ظفار...مقدار خمسه فراسخ.
9- (9) سوره الأنفال الآیه 60. [6]

و الرِّبَاطُ :النَّفْسُ ،و قال العَجّاج یَصِف ثوراً وَحْشِیاً:

فبَاتَ و هْو ثَابِتُ الرِّبَاطِ

أَی ثابِتُ النَّفْسِ .

و ارْتَبَطَ فی الحَبْلِ :نَشِبَ ،عن اللِّحْیَانِیِّ .

و الرَّبِیطُ :الذّاهِبُ ،عن الزَّجَّاجِیِّ ،فکَأَنَّهُ ضِدٌّ،کما فی اللِّسَانِ .

و الارْتِبَاطُ .الاعْتِلاقُ ،نَقَلَه الطِّیبِیُّ عن الزَّجَّاجِ و أَبِی عُبَیْدَهَ .و فی المَثَلِ :«اسْتَکْرَمْتَ فارْبِطْ ».و یُرْوَی«أَکْرَمْتَ » أَی وَجَدْتَ فَرَساً کرِیماً فاحْفَظْهُ ،یُضْرَبُ فی وُجُوبِ الاحْتِفَاظِ [بالنَّفائِسِ ] (1)و یُرْوَی فارْتَبِطْ (2).

و یُقَال: رَبَطَ لذلِکَ الأَمْرِ جَأْشاً،أَی صَبَرَ نَفْسَه و حَبَسَها علیه.

و قالَ اللَّیْثُ : المُرَابِطَاتُ :جَمَاَعَهُ الخُیُولِ الَّذِینَ رَابَطُوا (3).قالَ :

16- و فی الدُعاءِ: اللهُمَّ انْصُرْ جُیُوشَ المُسْلِمینَ و سَرَایاهُم و مُرَابِطَاتهم . أَی خَیْلَهُم المُرَابِطَهَ .

و یُقَال:وَقَفَ مالَهُ علی المُرَابِطَه ،و هم الجَماعَهُ رَابَطُو (4).

و الغُزَاهُ فی مَرابِطِهم و مُرَابِطَاتِهم ،أَی مُواضِعِ المُرَابِطَهِ .

و فی الصّحاح:قَطَع الظَبْیُ رِبَاطَهُ ،أَی حِبَالَتَه.

یقال:جاءَ فُلانٌ و قد قَرَض رِبَاطَهُ ،إِذا انْصَرَفَ مَجْهُوداً، و هذا مَجَازٌ.

و فی الأَسَاس:قَرَضَ فُلانٌ رِبَاطَهُ ،إِذَا ماتَ .و قد تقدَّم هذا للمصنّف فی«ق ر ض».

و الرّابِطَهُ :العُلْقَه و الوُصْلَه.

و الرَّبَّاط ،کشَدّاد:مَنْ یَرْبِطُ الأَوْتارَ.

و المُرَابِطُ :لَقَبُ جَمَاعَه من المَغَارِبه،منهم:القَاضِی أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ سَعِیدِ بنِ وَهْبٍ الأَنْدَلُسِیُّ عُرِفَ بابْنِ المُرَابِطِ ،قاضی المَرِیَّهِ و عالِمُها،شَرَح صحیحَ البُخَارِیِّ ،تُوُفِّیَ سنه 485 و من المُتَأَخِّرِینَ :شَیخُ مَشَایخ شُیُوخِنَا أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ أَبِی بَکْرٍ الدَّلائِیّ ،حَدَّث عنه العَلاَّمه أَبُو عَبْدِ اللّه بن الحُسَیْن الوَرْزازِیّ و غیره.

و الرُّبَاطُ ،کغُرابٍ :لَقَبُ الحَسَنِ بنِ عَلِیِّ بنِ أَبِی بَکْرٍ، جَدّ البُرْهَانِ إِبرَاهِیمَ بنِ عُمَرَ البِقَاعِیِّ ،صاحب المُنَاسَبَات.

و رِبَاطُ الفَتْحِ :مَدِینَهٌ قُرْبَ سَلاَ،علی نَهرٍ بالقُرْبِ من البَحْر المُحِیطِ ،بَنَاها الأَمِیرُ المَنْصُورُ یَعْقُوبُ بنُ تَاشفِین علی هَیْئَهِ الإِسْکَنْدَرِیَّهِ .

رثط

رَثَطَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و اللَّیْثُ ،و قال الخَارْزَنْجِیُّ : رَثَطَ فی قُعُودِهِ رُثُوطاً (5)،إِذا ثَبَتَ فی بَیْتِه و لَزِمَ ، کأَرْثَطَ إِرْثاطاً .و فی نَوَادِر الأَعْرَاب: أَرْثَطَ الرَّجُلُ فی قُعُوده.و رَثَطَ و تَرَثَّطَ .و رَطَمَ ،و رَضَمَ ،و أَرْطَمَ ،کلّه بمعْنیً وَاحِدٍ.قلتُ :و قد تَقَدَّم أَنَّ الصّاغَانِیَّ وَقَعَ له تَصْحِیفٌ فَاضِحٌ فی قَوْلهِ تَرَثَّطَ ،حیثُ جَعَلَه بَرْثَط ،بالمُوَحَّدهِ و قَلَّدَه المُصَنّف،و ذَکَرَه هُنَاکَ ،و الصّوابُ أَنَّهُ بالفَوْقِیَّهِ ،و هذَا مَحَلُّ ذِکْرِه.و هکَذَا هو نَصُّ النَّوادِرِ،و نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَان و غیرهُ ، فلیُتَنَبَّه لذلِکَ .

و قال الخارْزَنْجِیُّ : المرْثطُ ،کمُحْسِنٍ :المُسْتَرْخی فی قُعُودِه و رُکُوبِه ،ذَکَره هکَذَا فی تکمله العَیْن.

رسط

الرَّسَاطُونُ ،بالفَتْحِ ،قیل:وَزْنُه فَعَالُون،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و اللَّیْثُ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :هو: الخَمْرُ بلُغَهِ الشّام،و سائرُ العَرَبِ لا یَعْرِفُونَه،قال:و کَأَنَّها رُومِیَّهٌ دَخَلَتْ فی کَلامِهِم و عِبارَه التَّهْذِیبِ :و أُرَاهَا رُومِیَّهً دَخَلَت فی کَلامِ مَن جاوَرهُم من أَهْلِ الشّامِ ،قال شَیْخُنَا:و إِذا قِیلَ بعُجْمَتِه فمِنْ أَیْنَ الحُکْمُ علی وَزْنِه و أَصالَه بعض الحُروف دون بَعْضٍ ؟:فتَأَمَّلْ و تَذکَّرْ ما أَسْلَفْنَاه فی الأَلْفَاظِ العَجَمِیَّهِ .

رشط

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَشَاطُون ،بالشِّین المعجَمَه،لغهٌ فی المُهْمَلَه،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،قال:و مِنْهُم مَن یَقْلِبُ السِّینَ شِیناً،فیَقُولُ رَشَاطُون ،و الکَلامُ علیهِ مثْلُ الکَلامِ فی المُهْمَلَهِ .

ص:262


1- (1) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
2- (2) و هذه روایه الأساس.
3- (3) کذا بالأصل و صوبها مصحح اللسان ط دار المعارف:التی رابطت.
4- (4) فی الأساس:و هی الجماعه التی رابطت.
5- (5) فی القاموس:رثط رُثُوطاً فی قُعُوده.

و الرشَاطیُّ ،ضَبَطُوه بالفَتْحِ ،و بالضَّمِّ ،فمن قال بالفَتْحِ یقُول:أَحَدُ أَجْدَاده اسمُه رَشَاطَهُ ،فنُسِب إِلیه،و مَنْ قال بالضَّمِّ یقول:نُسِبَ إِلی حَاضِنَه له کانَتْ أَعْجَمِیَّهً تُدْعَی برُشاطَهَ ،أَو کانت تُلاعِبُه فتَقُولُ : رُشَاطَه ،فنُسِبَ إِلیها،و هو الإِمامُ المَشْهُورُ أَبُو مُحَمَّدٍ عبدُ اللّه بنُ علیِّ بنِ عبدِ اللّه بنِ عَلِیِّ بنِ خَلَفِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ اللَّخْمِیُّ المُرْسِیُّ أَحدُ أَعلام مُرْسِیَهَ و أَئِمَّهِ الأَنْدَلُس،مُحَدِّثٌ کَبِیر،وُلِدَ بأَعْمال مُرْسِیَهَ سنه 466،و تُوُفِّیَ شَهِیداً بالمَرِیَّهِ صَبِیحَهَ الجُمُعَه المُوفِی عِشرینَ من جُمَادَی سنه 543 و کتِابُه المَعْرُوفُ بالأَنْسَابِ فی سِتَّهِ أَسْفَارٍ ضِخَامٍ ،یَنْقُلُ عنه الحافِظُ ابن حَجَرٍ کثیراً فی التَّبْصِیر،و هو عُمْدَتُه فی هذه الصَّنْعَهِ ، و یَنْقُلُ عن أَبِی سعدٍ المَالِینِیِّ بوَاسِطَهِ کِتَابِه هذا؛و قد أَغْفَلَه المُصَنِّف و هو آکَدُ من کثیرٍ من الأَلْفَاظِ العَجَمِیَّه التی یُورِدُهَا،لا سِیَّما و قد وَقَع له قَرِیباً ذِکْره فی«دلغاطان» فتأَمَّل (1).

رطط

الرَّطِیطُ :الجَلَبَهُ و الصِّیَاحُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ :

قال:و قد أَرَطُّوا ،أَی جَلَبُوا. و الرَّطِیطُ : الحُمْقُ ،و هو أَیْضاً الأَحْمَقُ ،فهو علی هذا اسْمٌ و صِفَهٌ .و رَجُلٌ رَطِیطٌ و رَطِیءُ ،أَی أَحْمَق، ج رِطَاطٌ ،بالکَسْرِ و رَطَائِطُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :

أَرِطُّوا فقَدْ أَقْلَقْتُمْ حَلَقَاتِکُمْ

عَسَی أَن تَفُوزُوا أَنْ تَکُونُوا رَطَائِطاً

قلتُ :قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :قَوْمٌ رَطَائِطُ :حَمْقَی،و أَنْشَد هذا الشّعْرَ،و أوَّله:

مَهْلاً بَنِی رُومانَ بعضَ عِتَابِکُمْ

و إِیّاکُمُ و الهُلْبَ مِنِّی عَضَارِطَا

و لم یَذُکُر للرَّطَائطِ وَاحِداً،و کذا الجَوْهَرِیُّ لم یَذْکُره، و إِنّمَا أَنْشَدَ الشِّعْر المَذْکُور،و قال الصّاغَانِیُّ وَاحِدُ الرَّطَائطِ :

الرَّطِیطُ ،و معنَی البَیْتِ :أَی قد اضْطَرَبَ أَمْرُکُم من جِهَهِ الجِدِّ و العَقْلِ ،فاحْمُقُوا،لعَلَّکُم تَفُوزا بجَهْلِکُم و حُمْقِکم، و فی الصّحاحِ و العُبَابِ «فَتحَامَقُوا»بدل«فاحْمُقُوا».و قال ابْنُ سِیدَه:و قَوْلُه:أَقْلَقْتُمُ حَلَقَاتِکُم،یقول:أَفْسَدْتُم عَلَیْکُم أَمْرَکُمْ ،من قَوْلِ الأَعْشَی:

لقد قَلَّقَ الحَلْقَ إِلاّ انتظارا (2)

قلتُ :هو مِثْلُ قولِ بعضهم:

فعِشْ حِمَاراً تَعِشْ سَعِیداً

فالسَّعْدُ فی طَالِعِ البَهَائمْ

و أَرَطَّ الرَّجُلُ : حَمُقَ ،و المَفْهُوم من نَصِّ الجَوْهَرِیِّ فی شَرْحِ البَیْتِ المَذْکُورِ:تَحَامَقَ .

و أَرَطَّ فی مَقْعَدِه:أَلَحَّ فلم یَبْرَحْ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و کان أَصْله أَرْثَطَ فقُلِبَت الثّاءُ طاءً،و قد مَرَّ عن النّوادِرِ قَرِیباً.

و یُقَال: أَرِطِّی فإِنّ خَیْرَک فی الرَّطِیطِ :هکَذَا فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ بالرَّطِیط ، مَثَلٌ یُضْرَبُ للأَحْمَقِ یُرْزَقُ فإِذا تَعَاقَلَ حُرِمَ من الرِّزْق،و أَوْرَدَ الصّاغَانِیُّ هذا المَثَلَ بعد قَوْلِه: أَرَطَّ ،إِذا جَلَب،قال:و مِنْهُ المثَلُ .فسَاقَهُ ،و ما أَوْرَدَهُ المُصَنِّفُ هو الصَّواب.

و فی الجَمْهَرَهِ ذَکَر عن أَبِی مالکٍ أَنَّه قال: الرَّطْرَاطُ ، بالفَتْحِ : الماءُ الذی أَسْأَرَتْهُ الإِبِلُ فی الحِیَاضِ نحو الرِّجْرِجِ ،و هو الماءُ الّذِی یَخْثُر،قال:و لم یَعْرِفْه أَصْحَابُنَا.

و الرَّطُّ ،بالفَتْحِ : ع بینَ فارِسَ و الأَهْوَازِ ،و هو بینَ رَامهُرْمُزَ و أَرَّجَانَ ،کما فی العُبَاب.

و اسْتَرْطَطْتُه :اسْتَحْمَقْتُه ،کاسْتَرْطَأْتهُ .و نَظَّر فیه ابنُ فارس.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَالُ للرَّجُل: رُطْ ، رُطْ ،بالضَّمِّ فِیهِمَا،قال:هو أَمْرٌ بالتَّحامُقِ مع الحَمْقَی؛لیکونَ له فِیهِم جَدٌّ *و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَرَطَّ الرَّجُلُ :إِذا جَلَبَ و صاحَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و یُقَال للِّذِی لا یَأْتی ما عِنْدَه إِلا بالإِبْطاءِ: أَرِطَّ فإِنَّک ذو رِطَاطٍ .کما فی العُبَابِ .

ص:263


1- (1) الذی فی معجم البلدان«رشاطه»أن عبد اللّه المذکور نسب إلیها قال: أظنها بلده بالعدوه.و قال:مولده فی جمادی الآخره سنه 466 و توفی سنه 540.
2- (2) البیت فی دیوانه/83 و روایته فیه: فإنی وجدّک لو لا تجیء لقد قلق الخرت أن لا انتظارا و هو من قصیده یمدح قیس بن معدیکرب.

رغط

رُغَاطٌ ،کغُرَابٍ ،بالمُعْجَمَهِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو ع،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.

رقط

الرُّقْطَهُ بالضَّمِّ سَوادٌ یَشُوبُه نُقَطُ بَیاض .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، أَوْ عَکْسُه ،کما فی المُحْکَمِ ،و فی الأَسَاس:

الرُّقْطَهُ :نُقَطٌ صِغَارٌ من بَیَاضٍ و سَوَادٍ،أَو حُمْرَهٍ و صُفْرَهٍ ، فی الحَیَوَانِ (1)، و قد ارْقَطَّ ارْقِطاطاً ، و ارْقاطَّ ارْقِیطَاطاً ، فهو أَرْقَطُ بَیِّنُ الرُّقْطَهِ ، و هی رَقْطاءُ .

و ارْقَطَّ عُودُ العَرْفَجِ و ارْقاطَّ ، إِذا خَرَجَ وَرَقُه رَأَیْتَ فی متَفَرِّق عِیدَانِهِ و کُعُوبِه مِثْلَ الأَظَافِیر ،و قِیل:هو بعدَ التَّثْقِیب و القَمَلِ ،و قَبْلَ الإِدْباءِ و الإِخْواصِ .

16- و فی الحَدِیث: «أَغْفَرَ بَطْحاؤُهَا،و ارْقَاطَّ عَوْسَجُهَا». قال القُتَیْبِیُّ :أَحْسبُه« ارْقاطَّ عَرْفَجُهَا،یُقَال إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلاَنَ عُودُه:قد ثَقَّبَ عُودُه فإِذا اسْوَدَّ شَیْئاً،قِیل:قد قَمِلَ ،فإِذا زَادَ،قیل:قد ارْقاطَّ ، فإِذا زادَ،قیل:[قد] (2)أَدْبَی.

و الأَرْقَطُ :النَّمِرُ ،لِلَوْنِه،صِفهٌ غالِبَهٌ غَلَبَهَ الاسْمِ ،قال الشَّنْفَرَی:

ولِی دُونَکُم أَهْلُونَ سِیدٌ عَمَلَّسٌ

و أَرْقَطُ زُهْلُولٌ و عَرْفَاءُ جَیْأَلُ (3)

و الأَرْقَطُ مِنَ الغَنَمِ :مثلُ الأَبْغَث .

و من المَجَاز: الأَرْقَطُ : لَقَبُ حُمَیْدِ بنِ مالِکٍ الشَّاعِر ، أَحَدُ بنی کُعَیْبِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ مالِکِ بن زیْدِ مَنَاهَ (4)بنِ تَمِیمٍ ، کما فی العُبَابِ ،سُمِّیَ بذلِکَ لآثارٍ کانَتْ بوَجْهِهِ ،کما قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و وُجِد فی نُسَخِ الصّحاحِ ،و حُمَیْد بنُ ثَوْرٍ الأَرْقَط ،هکَذَا هو فی الأَصْلِ المَنْقُولِ منه بخطِّ أَبِی سَهْلٍ الهَرَوِیّ ،و هو غلطٌ نَبّه علیه أَبُو زَکَرِیّا،و الصّاغَانِیُّ ،فإِنَّ حُمَیْدَ بنَ ثَوْرٍ غیرُ الأَرْقَطِ ،و هو من الصَّحابَهِ شاعِرٌ مُجِیدٌ، و الأَرْقَطُ رَاجِزٌ متأَخِّرٌ،عاصر العَجّاجَ .و لم یُنَبِّهْ علیه المُصَنِّفُ ،و هو نُهْزَتُه،مع أَنَّه کثیراً ما یَعْتَرِضُ علی الجَوْهَرِیِّ فی أَقَلَّ من ذلِک.

و من المَجَاز: الرَّقْطَاءُ :من أَسماءِ الفِتْنَه :لتَلَوُّنِهَا،

16- و فی حَدِیثِ حُذَیْفَه: «لَتَکُونَنَّ فیکم أَیَّتُهَا الأمَّهُ أَرْبعُ فِتَنٍ :

الرَّقْطَاءُ و المُظْلِمَهُ و فُلانَهُ و فُلانَهُ ». یعنی فتنهً شَبَّهَهَا بالحَیَّهِ الرَّقْطاءِ :الَّتِی لا تَعُمُّ ،یعنی أَنَّهَا لا تَکُونُ بَالِغَهً فی الشَّرِّ و الابْتِلاءِ مَبْلَغ المُظْلِمَهِ .

و الرَّقْطَاءُ : لَقَبُ الهِلاَلِیَّهِ الَّتِی کانَتْ فیها قِصَّهُ المُغِیرَه ابنِ شُعْبَهَ ؛لتَلَوُّنٍ کان فی جِلْدها،

17- و فی حَدِیثِ أَبی بکْرَهَ و شَهَادَتِه علی المُغِیرَه: «لو شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ رَقَطاً کان عَلَی فَخِذَیْهَا». أَی فَخِذَیِ المَرْأَهِ التَّی رُمِیَ بها،هکَذَا ذَکَرُوه.

و قد راجَعْتُ فی مُبْهَماتِ الصَّحِیحَیْنِ فلم أَجِدْ لها اسْماً.

و الرَّقْطَاءُ : المُبَرْقَشَهُ من الدَّجَاجِ ،یُقَال:دَجَاجهٌ رَقْطاءُ ، إِذا کان فیها لُمَعٌ بِیضٌ و سُودٌ.

قلت:و قد یَتَطَلَّبُهَا أَهْلُ السِّحْرِ و النِّیرَنْجِیَّاتِ کثیراً فی أَعْمالِهِم،و هی عَزِیزَهُ الوُجودِ.

و من المَجازِ: الرَّقْطَاءُ : الکَثِیرَهُ الزَّیْتِ و السَّمْنِ من الثَّرِیدِ ،نقله الصّاغَانِیّ .

و عَبْدُ اللّه بنُ الأُرَیقِطِ اللَّیْثِیُّ ،و یُقَال:الدِّیلِیُّ ،و الدِّیلُ و لَیْثٌ أَخَوانِ ، دَلِیلُ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلّم فی الهِجْرَهِ .و فی العُبَاب زَمَنَ الهِجْرَهِ .

و من المَجَاز:یُقَال: « تَرَقَّطَ ثَوْبُه» ترَقُّطاً ،إِذا تَرَشَّشَ علیه نُقَطُ مِدَادٍ أَو شِبْهِه (5).

*و مّما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الرَّقْطُ :النَّقْطُ ،و جَمْعُه أَرْقَاطٌ ،قال رُؤْبَهُ :

کالحَیَّهِ المُجْتابِ بالأرقاطِ

کما فی العُبَاب.

و رَقَّطْتُ علی ثَوْبِی مثل نَقَّطْتُ ،کما فی الأَسَاسِ ، و هو مَجازٌ.

و السُّلَیْلَهُ (6)الرَّقْطَاءُ :دُوَیْبَّهٌ ،و هی أَخْبَثُ العَظَاءِ إِذَا دَبَّتْ عَلَی طَعَامٍ سَمَّتْه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ،و الزَّمَخْشَریُّ :کان عُبَیْد اللّهِ بنُ زِیَادٍ أَرْقَطَ شَدِیدَ الرُّقْطَهِ فَاحِشَهَا.

ص:264


1- (1) الذی فی الأساس:«تکون فی الشاء و الدجاج و الحیات»بدل قوله: فی الحیوان.
2- (2) زیاده عن النهایه. [1]
3- (3) مختار الشعر الجاهلی 598/2 و بالأصل«ذهلول»و المثبت عن المختار.و الزهلول:الأملس.
4- (4) بالأصل:«بن زید بن مناه»و المثبت عن جمهره ابن حزم.
5- (5) فی التهذیب و اللسان:نقط مداد أو غیره،فصار فیه نقط .
6- (6) فی اللسان:«و [2]السُّلَیْسِلَه».

و رُقَیْطٌ ،کزُبَیْرٍ:من الأَعْلامِ .

و ارْقَطَّت الشّاهُ ارْقِطَاطاً :صارَتْ رَقْطاءَ ،کما فی العُبَابِ .

رمط

رَمَطَهُ یَرْمِطُهُ رَمْطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَیْ عَابَهُ و طَعَنَ عَلَیْهِ ،و فی اللِّسَانِ :طَعَنَ فیه (1).

و قالَ اللَّیْثُ : الرَّمْطُ :مَجْمَعُ (2)العُرْفُطِ و نَحْوِه من العِضَاهِ ،کالغَیْضَه، أَو الصَّوابُ :الرَّهْطَهُ ،بالهَاءِ ،و المِیمُ تَصْحِیفٌ ،قالَهُ الأَزْهَرِیُّ و نَصُّه:سَمِعْتُ العَربَ تَقُول للحَرَجَهِ المُلْتَفَّهِ من السِّدْرِ:عِیصُ (3)سِدْرٍ،و رَهْطُ سِدْرٍ، قال:و أَخبَرَنی الإِیَادِیّ عن شَمِرٍ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ قال:

یُقال:فَرْشٌ من عُرْفُطٍ ،و أَیْکَهٌ من أَثْلٍ ،و رَهْطٌ من عُشَرٍ، و جَفْجَفٌ من رِمْثٍ .و هو بالهَاءِ لا غَیْر،و مَنْ رَواهُ بالمِیمِ فقد صَحَّف،و فی العُبَابِ :و تَبِعَ اللَّیْثَ عی التَّصْحِیف ابنُ عَبّادٍ و العُزَیْزِیُّ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَمْطهُ ،بالفَتْحِ :قریه (4)بجَزِیرَهِ صِقِلِّیَه،کَذا فی التَّکْمِلَه.

روط

رَاطَ الوَحْشِیُّ بالأَکَمَهِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ: رَاطَ یَرُوطُ و هو أَعْلَی و یَرْبِطُ ،حکاها الفارِسِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ: کأَنَّهُ یَلُوذُ بِهَا .

و قال ابنُ عَبّاد:الرَّوْطُ :مَصْدَرُ رَاطَ یَرُوطُ ،و هو:تَعَفُّقُ الوَحْشِیِّ بالأَکَمَهِ .

قال: و الرُّوطُ بالضَّمِّ :النَّهْرُ ،و فی العُبَابِ :الوَادِی، قال:و هو مُعَرَّبُ رُودٍ بالفارسیَّهِ .

و رُوطَهُ ،بالضَّمِّ : ع،بالأنْدَلُسِ (5)من أَعْمَال سَرَقُسْطَهَ ، کان به مُلُوکُ بَنِی هُودٍ،و هو حِصْنٌ عَظِیمٌ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

رُوَیْطٌ ،کزُبَیْرٍ:جَدُّ أَبِی أَیُّوب سُلَیْمَانَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِدْرِیسَ بنِ رُوَیْطٍ الحَلَبِیِّ الرُّوَیْطِیِّ ،شَیْخ لابنِ جُمَیْعٍ الغَسّانِیِّ .

رهط

الرَّهْطُ ،بالفَتْحِ و یُحَرَّکُ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :تَخْفِیفُ الرَّهْطِ أَحْسَنُ من تثْقِیلِه: قَوْمُ الرَّجُلِ و قَبِیلَتُهُ ،یُقال:هُمْ رَهْطُهُ دِنْیَهٌ (6)،قالَه الجَوْهَرِیُّ .

و قیل: الرَّهْطُ :عَدَدٌ یَجْمَع مِنْ ثَلاثَهٍ إِلی عَشَرَهٍ أَو من سَبْعَهٍ إِلی عَشَرَهٍ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و رُبَّما جَاوَزَ ذلِکَ قَلِیلاً، و ما دُونَ السَّبْعَهِ إِلی الثَّلاثَه:النَّفَرُ، أَو الرَّهْطُ : ما دُوَن العَشرَهِ من الرِّجالِ و ما فِیهِم امْرأَهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو قولُ أَبِی زَیْدٍ،و قال غَیْرُه:إِلی الأَرْبَعِینَ ،و لا تَکُونُ فیهم امْرَأَهٌ .و رَوَی الأَزْهَرِیُّ عن أَبِی العَبّاسِ : الرَّهْط مَعناه:

الجَمْعُ ، و لا وَاحِدَ له من لَفْظِهِ ،و کذلِکَ المَعْشَر،و النَّفَرُ، و القَوْمُ ،و هو للرِّجالِ دُونَ النِّساءِ.قال و العَشِیرَهُ أَیْضاً للرِّجالِ .و قال ابنُ السِّکِّیتِ :العِتْرَهُ (7): الرَّهْطُ ،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: وَ کانَ فِی الْمَدِینَهِ تِسْعَهُ رَهْطٍ 8 فجَمَعَ ، و هو مثل ذَوْدٍ،کما فی الصّحاحِ ،و زادَ فی اللِّسَانِ :و لذلِکَ إِذا نُسِبَ إِلیه نُسِبَ علی لَفْظِه،فقِیل: رَهْطِیٌّ ، ج: أَرْهُطٌ ، کفَلْسٍ و أَفْلُس،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

و فَاضِحٍ مُفْتَضِحٍ فی أَرْهُطِهْ

و قال رُؤْبَهُ :

هو الذَّلِیلُ نَفَراً فی أَرْهُطِهْ

و أَرَاهِطُ ،قال الجَوْهَرِیُّ :کأَنَّه جَمْعُ أَرْهُطٍ ،و قال ابنُ سِیدَه:و السّابق إِلیَّ من أَوَّل وَهْلَهٍ أَنَّ أَرَاهِطَ جَمْعُ أَرْهُطٍ ؛ لضِیقِه عن أَنْ یکُونَ جَمْعِ رَهْطٍ ،و لکِنّ سِیبَویْه جَعَلَه جَمْع رَهْطٍ ،قال:و هی إِحْدَی الحُرُوف الّتِی جاءَ بِناءُ جَمْعِهَا علی غَیْرِ ما یَکُونُ فی مِثِلْهِ ،و لم تُکَسَّرْ هیَ علی بِنَائِها فی الوَاحِدِ،قال:و إِنَّما حَمَل سِیبَوَیْه علی ذلِکَ عِلْمُه بعِزَّهِ جَمْعِ الجَمْعِ ؛لِأَنَّ الجُمُوعَ إِنَّمَا هِیَ للآحادِ،و أَمّا جَمْعُ الجَمْعِ ففَرْعٌ دَاخِلٌ علی فَرْعٍ ،و لذلِکَ حَمَلَ الفَارِسیُّ قولَه تعالَی: فرُهُنٌ مَقْبُوضَهٌ (8)فیمن قرأَ به علی بَابِ سَحْلٍ

ص:265


1- (1) الذی فی اللسان« [1]علیه»کالقاموس. [2]
2- (2) علی هامش القاموس [3]عن نسخه أخری:مُجْتَمعُ .
3- (3) فی اللسان« [4]غَیض»و العیص:الشجر الملتف النابت بعضه فی أصول بعض،و الغیض مثله.
4- (4) الذی فی التکمله و معجم البلدان:قلعه.
5- (5) فی معجم البلدان:حصن من أعمال سرقسطه بالأندلس.
6- (6) فی الصحاح:«رهط دینه»و الأصل کاللسان. [5]
7- (7) فی التهذیب:العتره مثل الرهط .
8- (9) سوره البقره الآیه 283.

و سُحُل و إِن قَلَّ ،و لم یَحْمِله علی أَنَّه جمعُ رِهَانٍ الذَی هو تَکْسِیرُ رَهْنٍ ،لعزّه هذا فی کلامهم.

و یُجمع الرَّهْطُ أَیْضاً علیَ أَرْهَاط ،یحْتَمل أَن یکونَ جمْعَ الرَّهَطِ المحرّک مثل:سَببٍ .و أَسْبابٍ ،أَو جمع الرَّهْطِ ،بالفَتْح،مثل:فَرْدٍ و أَفْرادٍ. و یجمع أَیْضاً علی أَرَاهِیط ،و هو فی الصّحاح.و قال اللَّیْثُ :یجمع الرَّهْطُ من الرِّجال أَرْهُطاً ،و العدد أَرْهِطَه ،ثم أَرَاهِطُ ،قال الشَّاعر، و هو سعدُ بن مالِکِ بنِ ضُبَیْعه بن قَیْسِ بن ثَعْلَبَهَ :

یا بُؤْسَ للحَرْبِ الَّتِی

وَضَعَتْ أَرَاهِطَ فاسْتَراحُوا

و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

أَراهِطُ من بَنِی عَمْرِو بنِ جَرْمٍ

لَهُمْ نَسَبٌ إِذا نُسِبُوا کَرِیمُ

و الرَّهْطُ : العَدُوُّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عبّادٍ.

و رَهْطٌ : ع ،قال أَبُو قِلابَهَ الهُذَلِیُّ :

یا دَارُ أَعْرِفُهَا وَحْشاً مَنَازِلُهَا

بَیْنَ القَوَائِمِ من رَهْطٍ فأَلْبانِ

القَوائِم:موضعٌ .و أَلْبان:بَلَدٌ.

و الرَّهْطُ : جِلْدٌ ،و فی الجَمْهَرَهِ :إِزَارٌ یُتَّخَذُ من أَدَمٍ ، و تُشَقَّقُ جَوانِبُه من أَسافِلِه لِیُمْکِنَ المَشْیُ فیه ،و قال أَبو طالِبِ النَّحْوِیُّ : الرَّهْطُ یَکُون من جِلْدٍ (1)و مِن صُوفٍ یَلْبَسَهُ الصِّغَارُ ،و فی المُحْکَمِ : الرَّهْطُ :جِلْدٌ طَائِفِیّ تُشَقَّق جَوَانِبُه،یَلْبَسُه الصِّبْیانُ ، و النِّساءُ الحُیَّضُ .و فی الصّحاحِ :

الرَّهْطُ :جِلْدٌ قَدْر ما بیْنَ السُرَّهِ إِلی الرُّکْبَهِ ،تَلْبَسه الحائِضُ ، قال أَبُو المُثَلَّمِ الهُذَلِیُّ :

مَتَی ما أَشَأْ غَیْرَ زَهْوِ المُلُو

کِ أَجْعَلْکَ رَهْطاً علی حُیَّضِ

و قال غیرُه: الرَّهْطُ :مِئْزَرُ الحائضِ یُجْعَل جَلوداً مُشَقَّقَه إِلاّ مَوضع الفَلْهَمِ (2). أَو الرَّهْطُ جِلْدٌ یُشَقَّقُ سُیُوراً ،و الَّذِی نقلَه الجَوهَرِیّ عن النَّضْر بن شُمَیْلٍ : الرِّهَاطُ :جُلودٌ تُشقّق سُیُوراً،وَاحِدُها رَهْطٌ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الرَّهْط :جِلْد یُقَدّ سُیُوراً عِرَضُ (3)الشِّبر أَرْبَعُ أَصَابِعَ تَلْبَسُه الجَارِیَهُ الصَّغِیرَه قبل أَنْ تُدْرِک،و تَلْبَسه أَیْضاً و هی حائضٌ ،قال:

و هی نَجْدِیّه،و ج: رِهَاطٌ و قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیّ :

بضَرْبٍ فی الجَمَاجِم ذِی فُروغٍ

و طَعْنٍ مثلِ تَعْطِیطِ الرِّهَاطِ (4)

أَو هو ،أَی الرِّهَاطُ وَاحدٌ أَیضاً ،و هو أَدِیم[یُقطعُ ] (5)کقَدْرِ ما بَیْنَ الحُجْزَهِ إِلی الرُّکْبَهِ ثُمَّ یُشَقَّق کأَمْثَالِ الشُّرُک تَلْبَسه الجَارِیَهُ بنتُ السَّبْعَه،و ج: أَرْهِطَه ،و یقال:هو ثَوبٌ یَلْبَسه غِلْمَانُ الأَعْرَابِ ،أَطْبَاقٌ بَعضُها فوقَ بَعْضٍ أَمثالُ المَراوِیحِ .

و قال أَبُو عَمْرٍو: الرِّهَاطُ ،بالکَسْر:مَتاعُ البَیْتِ :

الطَّنَافِسُ ،و الأَنْمَاطُ ،و الوَسائدُ،و الفُرُشُ ،و البُسُط .

و الرَّهْطُ ،و التَّرْهِیطُ :عِظَمُ اللَّقْمِ ،و شِدَّهُ الأَکْلِ ، و الدَّهْوَرَه،الأُولَی عن أَبِی الهَیْثَمِ ،و الثّانِیَهُ عن اللّیْث.

و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

یا أَیُّهَا الآکِلُ ذو التَّرْهِیطِ

و رَجلٌ تُرْهُوطٌ ،بالضَّمِّ کَثِیرُ الأَکْلِ ،عن ابْنِ عَبّاد.

و الرَّاهِطَاءُ ،و الرُّهَطَاءُ ،کخُیَلاَءَ،و الرُّهَطَهُ ،کهُمَزَهٍ ،نَقَلَ الجَوْهَریُّ الأُولی و الثّالِثَهَ : مِنْ جِحَرَهِ الیَرْبُوعِ الّتی یُخْرِجُ مِنْهَا التُّرَابَ و یَجْمَعُه،کذا فی الصّحاحِ ،و هی أَوَّلُ حَفِیرَهٍ یَحْتَفِرُهَا.زاد الأَزْهَرِیُّ :بینَ القاصِعاءِ و النّافِقَاءِ یَخْبَأُ فیه أَوْلادَه.و قال أَبو الهَیْثَمِ : الرَّاهِطَاءُ :التُّرَابُ الَّذی یَجْعَلُه الیَرْبُوعُ علی فَمِ القَاصِعَاءِ و ما وراءَ ذلِکَ ،و إِنَّمَا یُغَطِّی جُحْرَه حَتّی لا یَبْقَی إِلاّ علی قَدْرِ ما یَدْخُلُ الضَّوءُ منه.

قال:و أَصْلُه من الرَّهْطِ :الجِلْدِ الَّذِی یُقَطّعُ سُیُوراً یَصِیرُ بعضُها فوقَ بَعْض.تَتَوَقَّی (6)به الحَائِضُ .قال:و فی الرَّهْطِ

ص:266


1- (1) فی التهذیب:من جلودٍ.
2- (2) هذا قول ابن الاعرابی،نقله فی التهذیب.
3- (3) کذا بالأصل،و العباره فی اللسان: [1]عرض السَّیْر أربع أصابع أو شبر تلبسه الجاریه....
4- (4) هذه روایه الدیوان 24/2 و صدره فی التهذیب: بضربٍ تسقط الهامات منه.
5- (5) زیاده عن اللسان،و [2]فی التهذیب:أدم تقطّع.
6- (6) فی التهذیب:ثم تلبسه الحائض تتوقی و تأتزر به.

فُرَجٌ ،و کذلِکَ فی القَاصِعَاءِ مع الرّاهِطَاءِ فُرْجَهٌ یَصِلُ بها إِلیه الضَّوْءُ.

قال:و الرَّهْطُ أَیضاً عِظَمُ اللَّقْمِ ،سُمِّیَتْ رَاهِطَاءَ لأَنَّهَا فی دَاخِلِ فَمِ الحُجْر،کما أَنّ اللُّقْمَهَ فی دَاخِلِ الفَمِ .

و الرَّهْطَی (1)،کسَکْرَی:طائرٌ یَأْکُلُ التِّینَ عندَ خُرُوجهِ من وَرَقِه صَغِیراً،و یَأْکُل زَمَعَ عَنَاقِیدِ العِنَبِ ،و یَکُونُ ببَعضِ سَرَوَاتِ الطّائِفِ ،و هُوَ الذِی یُسَمَّی عَیْرَ السَّرَاهِ ،و الجَمْعُ :

رَهَاطَی .

و ذُو مَرَاهِطَ :ع ،قال الرّاجِزُ یَصِفُ إِبِلاً.

کَمْ خَلَّفَتْ بِلَیْلِهَا مِن حائطِ

و ذَعْذَعَتْ (2)أَخْفافُهَا من غائِطِ

مُنْذُ قَطَعْنَا بَطْنَ ذِی مَرَاهِطِ

و رُهَاط ، کغُرَابٍ :ع بالحِجَازِ،و هو علی ثَلاثِ لَیَالٍ (3)من مَکَّهَ المُشَرَّفهِ ، لثَقِیفٍ ،و هو نَجْدِیٌّ مِنْ بِلادِ بَنِی هِلالٍ ، و یقال:وَادِی رُهَاطٍ ببِلاَدِ هُذَیْلٍ ،قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الحُمُولَ :

هَبَطْنَ بَطْنَ رُهَاطٍ و اعْتَصَبْنَ کمَا

یَسْقِی الجُذُوعَ خِلاَلَ الدّارِ نَضَّاحُ

و فی شَرْحِ الدِّیوَانِ :هو علی ثَلاثِ (4)أَمْیالٍ من مَکَّهَ .

قلتُ :و هذا هو الصَّوابُ .

و مَرْجُ رَاهِطٍ :مَوضعٌ شَرْقِیَّ دِمَشْقَ ،کانَتْ به وَقْعَهٌ ،کما فی الصّحاحِ ،أَی بین قَیْسٍ و تَغْلِبَ قال زُفَرُ بنُ الحارِثِ الکِلابِیّ :

لعَمْرِی لَقَد أَبْقَت وَقِیعَهُ راهِطٍ

لِمرْوَانَ صَدْعاً بَیْنَنَا مُتَنائیا

و قال ابنُ هَرْمَهَ یَمدح عبدَ الوَاحِد ابن سُلَیْمَان:

أَبُوکَ غَدَاهَ المَرْجِ أَوْرَثَکَ العُلاَ

و خَاضَ الوَغَی إِذْ سَالَ بالمَوْتِ رَاهِطُ

و رَجُلٌ مُرَهَّطُ الوَجْهِ ،کمُعَظَّمٍ :مُهَبَّجُه ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و یُقَالُ : نحنُ ذَوُو ارْتِهَاطٍ و ذَوُو رَهْطٍ (5)،أَی مُجْتَمِعُونَ ،عن ابْنِ عَبّادٍ أَیْضاً.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

یُقَال فی الرَّهْطِ :أُرْهُوطٌ ،یقال:جَاءَنَا أُرْهُوطٌ ،مِثَال أُرْکُوبٍ ،عن النَّضْرِ بنِ شُمَیْلٍ .

16- و فی الحَدِیث (6): «فأَیْقَظَنا و نحن ارْتِهَاطٌ ». أَی فِرَقٌ مُرْتَهِطُونَ ،و هو مَصْدَرٌ أَقَامَهُ مُقَامَ الفِعْلِ ،کقولِ الخَنْساءِ:

فإِنَّمَا (7)هِیَ إِقْبَالٌ و إِدْبارُ

أَی مُقْبِلَهٌ و مُدْبِرَه.

و الأَرْهاطُ :جمعُ الرَّهْط :الإِزارُ الَّذِی تَلْبَسُه الحَائِضُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: رَهَّطَ الرَّجُلُ تَرْهِیطاً ،إِذا لَزِمَ ظَهْرَ المَطِیَّهِ فلم یَنْزِل،و کذلِکَ إِذا لَزِمَ جَوْفَ مَنْزِله فلم یَخْرُج.

قال الأَزْهَرِیُّ :و أَخْبَرَنِی الإِیَادِیُّ عن شَمِرٍ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ قال:یُقِال فَرْشٌ من عُرْفُط ،و أَیْکَهٌ من أَثْلٍ ، و رَهْطٌ من عُشَرٍ،و جَفْجَفٌ من رِمْثٍ .

و قال اللَّیْثُ : رَهْطَهُ :رَکَایَا بالهِنْدِ،مُعَرَّبه،یُسْتَقَی مِنْهَا بالثِّیرانِ .قال الصّاغَانِیُّ :أَمّا أَرضُ الهِنْد فأَنَا ابنُ بَجْدَتِهَا، و طَلاّع أَنْجِدَتِهَا،و لَیْسَتْ بها هذِه الرَّکایَا،و إِنّمَا الدُّولابُ یسمَّی بالهِنْدِیّه«أَرْهَتْ »فسَمِعَ بعضُ السَّفْر المُسْتَعْرِبِینَ المُتَرَدِّدِینَ إِلی تِلْکَ البِلاَدِ یَقُولُون:«أَرْهَتْ »،فقال « أَرْهَط »،بالطّاءِ فغَیَّرَهَا،و لَیْسَ فی کلامِهِم طاءٌ وَ لا یُنَبِّئُکَ مِثْلُ خَبِیرٍ (8).

ریط

الرَّیْطَهُ :کُلّ مُلاَءَهٍ غَیْرِ ذاتِ لِفْقَیْنِ ،أَی لم یُضَمّ بعضُهُ ببَعْضِ بخَیْطٍ أَو نحوِه، کُلُّهَا نَسْجٌ وَاحِدٌ، و قِطْعَهٌ وَاحِدَهٌ ،أَو کُلُّ ثَوْبٍ لَیِّنٍ رَقِیقٍ رَیْطَهٌ ،نَقَلَه ابنُ السِّکِّیتِ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ ، کَالرَّائِطَهِ ،و منه

17- حَدِیثُ ابنِ

ص:267


1- (1) عن القاموس و بالأصل«و رهطی».
2- (2) عن التهذیب و بالأصل«و دغدغت».
3- (3) کذا بالأصل و الذی فی شرح أشعار الهذلیین ص 165 و معجم البلدان:ثلاث لیالٍ .
4- (8) هکذا بالأصل و الصواب:ثلاثه.
5- (4) فی اللسان:أی ذوو رهط .و فی التکمله:أی ذوو أَرهُط .
6- (5) فی اللسان:و [1]فی حدیث ابن عمر.
7- (6) عن الدیوان و بالأصل«و إنما»و صدره: ترتع ما رتعت حتی إذا ادّکرت.
8- (7) سوره فاطر الآیه 14. [2]

عُمَرَ: «أَنَّه أُتِیَ بِرَائِطَهٍ یَتَمَنْدَلُ بها بعدَ الطَّعَامِ فطَرَحَها» (1). قال سُفْیَانُ :یَعْنِی بمِنْدِیلٍ .قالَ :و أَصْحَابُ العَرَبِیَّهِ یَقُولُونَ :

رَیْطه ، ج: رَیْطٌ ،و رِیَاطٌ ،قال سُلْمِیُّ بنُ رَبِیعَه:

و البِیضُ یَرْفُلْنَ کالدُّمَی

فی الرَّیْطِ و المُذْهَبِ المَصُونِ

و قال لَبِیدٌ،رَضِیَ اللّه عَنْه:

یُرْوِی (2)قَوامِحَ مِثْلَ الصُّبْحِ صَادِقَهً

أَشْبَاهَ جِنٍّ علیها الرَّیْطُ و الأُزُرُ

و قال آخَر:

لا مَهْلَ حَتَّی تَلْحَقِی بِعَنْسِ

أَهْلِ الرِّیاطِ البِیضِ و القَلَنْسِ

و قال المُتَنَخِّلُ :

فحُورٍ قَدْ لَهَوْتُ بهِنَّ عِینٍ

نَوَاعِمَ فی المُرُوطِ و فی الرِّیاطِ

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :لا تَکُونُ الرَّیْطَهُ إِلاّ بَیْضَاءَ.

و رَیْطَه ، بلا لامٍ :ع،بأَرْضِ شَنُوءَهَ ،قال عَبْدُ اللّهِ بن سَلِیمَهَ الغَامِدِیُّ :

لِمَنِ الدِّیارُ بتُولَعٍ فیُبُوسِ

فبَیَاضِ رَیْطَهَ غَیْر ذاتِ أَنِیسِ

و رَیْطَهُ بِنْتُ مُنَبِّهِ بنِ الحَجَّاجِ السَّهْمِیَّه،وَالِدَهُ عَبْدِ اللّهِ بن عَمْرِو بن العاص.

و رَیْطَهُ (3) بِنْتُ الحَارِثِ التَّیْمِیَّه:هاجَرَتْ مع زَوْجِها الحارِثِ بنِ خالِد التَّیْمِیّ إِلی الحَبَشَه،و لهَا أَوْلادٌ، صحابِیّتان .

و رَائِطَهُ (4)بنتُ سُفْیَانَ بن الحارِث الخُزَاعِیَّه،و یُقَال فیها:

رَیْطَه ،و هی زَوْجَهُ قُدَامَهَ بنِ مَظْعُونٍ ،رَوَتْ عنها بِنْتُهَا عائِشَهُ .

و رَائطهُ بِنْتُ عَبْد اللّه امرأَهُ عَبْدِ اللّه بنِ مَسْعُودٍ،و یُقَال فیها رَبْطَه بالمُوَحَّدَه (5).

و رائِطَهُ ابْنَهُ (6)الحَارِثِ الَّتِی هاجَرَتْ مَح زَوْجِهَا،و هی رَیْطَه الَّتِی تَقَدَّمَتْ أَو هی بالبَاءِ بالمُوَحَّدَه،هکَذَا قالَهُ المصنِّفُ ،و الصَّحِیحُ أَنّ الَّذِی قِیل فیهِ بالمُوَحَّدَه هی رائِطَهُ بنتُ عَبْدِ اللّه،و أَمّا هذِه فقِیل فِیها: رَیْطَه بغَیْرِ أَلف.

1,14- و رائِطَهُ بِنْتُ حَیّانَ الهَوَازِنِیَّهُ ،وَهبَهَا النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم لعَلِیٍّ .

صَحَابِیّات .

و قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ: رائطَهُ (7)فی أَسْمَاءِ النِّسَاءِ خَطَأٌ ،کذا فی الجَمْهَرَه،و نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ فی التَّهْذِیبِ و هو خَطَأٌ ،لأَنَّهُ أَجْمَعَ نَقَلَهُ السِّیَرِ و مَن له مَعْرِفَهٌ بأَسَامِی الرُّوَاهِ فی ذِکْرِ مَن تَقَدَّم من الصَّحَابِیّاتِ بالأَلْف،و قد تَحامَلَ شیخُنَا لابن دُرَیْدٍ فقال:و تَخْطِئَتُه لابْنِ دُرَیْدٍ غَلَطٌ مَحْضٌ ،فإِنَّ المَذْکُورَ فِی الاسْتِیعَابِ و الإِصَابَه و غیِرهِما من المُصَنَّفات المَوْضُوعَه فی أَسْمَاءِ الصَّحابَهِ ،رضی اللّه عَنْهُم،أَنَّ کُلاًّ من المَذْکُوراتِ تُسَمَّی رَیْطَه بغیر أَلف،و لم یُعْرَف اسمُ رَائِطَهَ بالأَلف، و لا سِیَّمَا و الاسْتِقْراءُ فی الأَسْمَاءِ شَأْنُه،لیس لأَحَدٍ ما لِأَئمَّهِ اللُّغَهِ فِیهِ من مَعْرِفَهِ الأَشْباه و النَّظَائر،و غَرَائِب الأَسْمَاءِ و نَوَادِر الأَلْقَابِ ،و غیرِ ذلِک.فاعْرِفْه.قلتُ :و کَأَنَّ المُصَنِّفَ قلَّدَ الصّاغَانِیَّ فیما قاله،و إِلاّ فإِنَّ کُلاًّ من المَذْکُوراتِ اخْتُلِف فِیهَا بینَ أَنَّها بغَیرِ أَلِفٍ و بین أَنَّها بالمُوَحَّده،إِلاّ الأَخَیره فإِنّهَا رائِطَهٌ مع تَکْرارٍ فی رائِطَهَ بنتِ الحارِث فإِنَّه ذکَرَهَا مرَّتَیْن،و هُمَا وَاحِدٌ،و إِنْکَار أَصْحَابِ العَرَبِیَّهِ لرائِطَهَ فی غَیْرِ أَعْلامِ النِّسَاءِ فقد نُقِلَ عن سُفْیانَ أَیْضاً.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَیْطات :اسمُ مَوْضِع،قال النّابِغَهُ الجَعْدیُّ :

تَحُلُّ بأَطْراف الوِجَافِ و دارُها

حَوِیلٌ فرَیْطَاتٌ فزَعْمٌ فأَخْرَبُ

و رَاطَ الوَحْشُ (8)بالشَّجَرَهِ یَرِیطُ ،أَی لاَذَ،حَکَاهُ الفَارِسِیُّ

ص:268


1- (1) فی غریب الهروی:«فکرهها»و أخرجه من حدیث عمر.و فی النهایه من حدیث ابن عمر:أُتی برائطه فتمندل بعد الطعام بها.
2- (2) عن الدیوان و بالأصل«یرمی».
3- (3) الذی فی أسد الغابه:« [1]رائطه».
4- (4) فی القاموس:«رایطه»و الأصل کأسد الغابه. [2]
5- (5) فی أسد الغابه:ریطه و یقال ریطه،قیل إنها زینب و أن رائطه لقب لها.
6- (6) فی القاموس:بنت.
7- (7) بالأصل:«من»و المثبت عن القاموس.
8- (8) فی اللسان: [3]الوحشی.

عن أَبِی زَیْدٍ.و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ اسْتِطْراداً فی«روط » و أَغْفَلَهُ هنا.

و مَرْیُوط :کُورهُ (1)من کُوَرِ الإِسکَنْدَرِیَّهِ ،أَهْلُهَا أَطْوَلُ النّاسِ أَعْمَاراً.هذا مَحَلُّ ذِکُرِه،و کذلِک فی التَّکْمِلَه.و قد وَهَمَ المُصَنِّف حَیْثُ ذَکَرَه فی«ر ب ط »تقلیداً للعُبَابِ .

و منهَا عَبْدُ النَّصِیرِ بنُ عَلِیِّ بنِ یَحْیَی أَبُو مُحَمَّدٍ المَرْیُوطیُّ ، أَحَدُ شُیوخِ القُرَّاءِ بالإِسکَنْدَرِیّه،توفِّی بها بعد الثَّمَانِینَ و سِتِّمائه.

و رِیَاطٌ ککِتابٍ :من الأَعْلامِ ،قال:

صُبَّ علی آلِ أَبی رِیَاطِ

ذُؤَالَهٌ کالأَقْدُحِ المِرَاطِ

و مِنَ المَجازِ:خَرَجَ مُشْتَمِلاً بِرَیْطَهِ الظَّلْمَاءِ،و هو یَجُرُّ رِیَاطَ الحَمْدِ.

و الرِّیَاطُ :شِبْهُ السَّرَابِ بِالفَلاهِ ،و به فَسَّرَ السُّکَّرِیُّ قولَ الْمُتَنَخِّلِ :

کَأَنَّ عَلَی صَحَاصِحِهِ رِیَاطاً

مُنَشَّرَهً نُزِعْنَ من الخِیَاطِ

و حُرَیْبُ بنُ رَیْطَهَ له شِعرٌ یَدُلُّ علی إِسلامِه،و قد عُدَّ من الصَّحابَهِ .

فصل الزای مع الطاءِ

زأط

زَأَطَ ،کَمَنَعَ ، زِئاطاً ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَان،و الصّاغانِیُّ فی التکمله،و أَوْرَدَهُ فی العُبَاب عن ابْنِ عَبّادٍ،قال:إِذا أَکْثَرَ مِنَ اللَّغَطِ و أَعْلاَهُ .

و أَوْرَدَ صاحِبُ اللّسَان ما ذکَره المُصَنِّفُ هنا فی«زیط »کما سَیَأْتِی.قال ابنُ عَبَّاد: الزِّئاط :[اللَّغَطُ ] (2)العالِی،و قد یُتْرَکُ هَمْزُه.

أَو الزِّئاطُ :الجُلْجُلُ .قلتُ :و بهِمَا فُسِّرَ قولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

کَأَنَّ وَغَی الخَمُوشِ بجَانِبَیْها

وَغَی رَکْبٍ أُمَیْمَ ذَوِی زِئَاطِ

و سَیَأْتِی الکَلاَمُ علیه فی«ز ی ط »قَرِیباً.

زبط

زَبَطَ البَطُّ یَزْبِطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : زَبْطاً ،بالفَتْحِ ، و و قال الفَرّاءُ زَبِیطاً ،إِذا صَاحَ .

و الزَّبَطانَهُ ،مثلُ السَّبَطانَه ،مُحَرَّکَهً فیهما:مَجْرًی طَوِیلٌ مَثْقُوبٌ یُرْمَی فیه بالبُنْدُقِ و بالحُسْبَانِ (3)نَفْخاً،و سَیَأْتِی فی «س ب ط »کما فی العُبَابِ .قلتُ :و هو المَشْهُورُ الآن:

بزَرْبَطَانَه .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

الزَّبَاطَهُ ،بالفَتْح:البَطَّهُ ،حکاه ابنُ بَرِّیّ عن ابنِ خَالَوَیْهِ ،أَو هی بالتَّشْدِیدِ.

و أَبُو زَبَطٍ ،محرَّکَهً :مِنْ کُناهُمْ ،و قد زُرْتُ بالصَّعِیدِ رَجُلاً یُسَمَّی مُحَمَّداً،و یُکْنَی أَبا زَبَطٍ ،و له کَرَامَاتٌ ،و دُفِنَ بالکِلْح.

زحلط

الزُّحْلُوطُ ،بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو الخَسِیسُ من سَفِلَهِ النّاسِ ،و قد صَحَّفَهُ ابنُ عبَّادٍ فذَکَرَه بالخَاءِ،کما سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ قَرِیباً.

زخرط

الزِّخْرِطُ ،بالکَسْرِ:مُخَاطُ الإِبِلِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الفَرّاءِ،قال: و کذلِکَ مُخَاطُ الشّاهِ و النَّعْجَهِ و لُعَابُهُمَا (4)،و قال ابنُ عَبّادٍ کالزِّخْرِیطِ ،و هو مِنَ الإِبِلِ و البَقَرِ و الشّاءِ:ما سالَ مِنْ أُنُوفِها.

و جَمَلٌ زُخْرُوطٌ مُسِنٌّ هَرِمٌ ،عن ابن درید،و نَقَلَهُ ابن بَرِّیّ أَیضاً.

و الزِّخْرِیطُ :نَباتٌ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ، کالزِّخْرِطِ ،بغیرِ یاءٍ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ أَیْضاً: الزِّخْرِط :النَّاقَهُ الهَرِمَهُ .

زخلط

الزُّخْلُوطُ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و قالَ ابْنُ عَبّادٍ:هو الرَّجُلُ الخَسِیسُ من السَّفِلَهِ ،هکَذا ذَکَرَه فی الخَاءِ المُعْجَمَه، أَو الصّوابُ بالحَاءِ ،کما تَقَدَّمَ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و نَبّه علیه الصّاغَانِیُّ .

ص:269


1- (1) فی معجم البلدان:قریه من قری...
2- (2) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
3- (3) الحسبان:سهام صغار یرمی بها الرجل فی جوف قصبه.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و لعابها»و مثلها فی اللسان.

زرط

زَرَطَ اللُّقْمَهَ یَزْرِطُهَا زَرْطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال الأَزْهَرِیُّ :أَی ابْتَلَعَهَا ،کسَرَطَهَا و زَرَدَهَا، و الزِّرَاطُ بالکَسْرِ، لُغَهٌ فی السِّرَاطِ ،بالسِّینِ ،و ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ اسْتِطْرَاداً فی الصِّراطِ .فالمُنَاسِبُ کَتْبُه بالأَسْودِ.و رُوِیَ عن أَبِی عَمْرٍو أَنَّه قَرَأَ اهْدِنا الزِّراطَ المُسْتَقِیم (1)بالزّایِ خالِصَهً ،و رَوَی الکِسائِیُّ عن حَمْزَه « الزِّراطَ » بالزَّای،و سائِرُ الرُّواهِ رَوَوْا عَنْ أَبِی عَمْرٍو «اَلصِّراطَ » .و قال ابنُ مُجَاهِدٍ قَرَأَ ابنُ کَثِیرٍ بالصّادِ،و اخْتُلِفَ عنه،و قَرَأَ بالصَّادِ نافِعٌ و أَبو عَمْرٍو و ابنُ عامِرٍ و عاصِمٌ و الکِسَائِیُّ ،و قِیلَ :قَرَأَ یَعُقُوبُ الحَضْرَمِیُّ «السِّرَاطَ » بالسِّینِ ،کذا فی اللِّسَانِ .و فی العُبَابِ :و قَرَأَ حَمْزَهُ بن حَبِیبٍ فی رِوایَهِ الفَرّاءِ عنهُ و عن الکِسَائِی فی رِوایَهِ ابن ذَکْوَانَ عَنْهُ ،و عن عَاصِمٍ فی روایه مُجَالِد بن سَعِیدٍ عنه: «اهْدِنا الزِّراطَ » بالزّای الخالِصَه الصَّافِیَهِ من غَیْرِ إِشْمَامٍ .

زربط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الزَّرْبَطانَهُ هی الزَّبَطانَهُ فی لغه العامّه.

زطط

الزُّطُّ ،بالضَّمِّ :جِیلٌ من الناسِ ،کما فی الصّحاحِ .

16- و قد جاءَ ذِکْرُه فی البُخَارِیِّ : فی صِفَهِ مُوسَی علیه السّلامِ «کأَنَّهُ من رِجَالِ الزُّطِّ ». و اختُلِفَ فِیهم،فقِیل:هُم السَّبَابِجَهُ :قومٌ من السِّنْد بالبَصْرَه.و قال القاضِی عِیاضٌ :

هم جِنْسٌ من السُّودانِ طِوَالٌ ،و مِثْلُه فی التَّوْشِیحِ للجَلالِ ، و زَاد:مع نَحَافَهٍ .و نَقَل الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْث أَنَّهُم:جِیلٌ من الهِنْدِ إِلیهِم تُنْسَب الثِّیَابُ الزُّطِّیَّهُ ،قال:و هو مُعَرَّبُ جَتَّ بالفَتْحِ بالهِنْدِیَّهِ .قال الصَّاغَانِیُّ :أَمّا اللَّیْثُ فلم یَقُلْ فی کِتَابِه هذا،و أَمَّا جَتَّ ،بالهِنْدِیَّهِ فصحیحٌ بفتح الجِیم، و کذلِکَ هو مضبوطٌ فی نُسْخَهٍ صَحَّحَها الأَزْهَرِیُّ ،و علیها خَطُّه بفتحِ الجِیم، و علی هذا، القِیَاسُ یَقْتَضِی فَتْحَ مُعَرَّبِهِ أَیضاً .و فی الصّحاح: الوَاحِدُ: زُطِّیٌّ ،کالرُّومِ و الرُّومِیّ ، و الزَّنْجِ و الزَّنْجِیِّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الزُّطُّ هذَا الجِیلُ ،و لیس بعَرَبِیٍّ مَحْضٍ ،و قد تَکَلَّمَتْ به العَرَبُ ،و أَنْشَدَ:

فَجِئنا بِحَیَّیْ وَائِلٍ و بِلِفِّهَا

و جَاءَتْ تَمِیمٌ زُطُّهَا و الأَساوِرُ

و قَالَ أَبُو النَّجْمِ :

جارِیَهٌ إِحْدَی بَناتِ الزُّطِّ

ذَاتُ جَهَازٍ (2)مِضْغَطٍ مِلَطِّ

قلت:و کانَ خالدُ بنُ عبدِ اللّه أَعْطَی أَبا النَّجْمِ جَارِیَهً من سَبْیِ الهِنْدِ،و لَهُ فیها أُرْجُوزه أَوَّلها.

عُلِّقْتُ خَوْداً من بَناتِ الزُّطِّ

و الأَزَطُّ مثل الأَذَطِّ ،و قِیلَ :بل الأَزَطُّ : المُسْتَوِی الوَجْهِ .

و الأَذَطُّ :المُعْوَجّ الفَکِّ .

و الأَزَطُّ : الکَوْسَجُ ،کالأَثَطِّ ،و جَمْعُهما زُطُطٌ و ثُطُطٌ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: زَطَّ الذُّبَابُ ،أَی صَوَّتَ ،کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

حَلَق فُلانٌ رَأْسَه زُطِّیّه ،أَی مِثْل الصَّلِیبِ ،کأَنَّهُ فِعْلُ الزُّطِّ ،و قد جاءَ ذلک فی بَعْضِ الأَخْبَارِ.

زعط

زَعَطَهُ کَمَنَعَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه (3)،و فی الِّلسَان،أَی خَنَقَهُ .

و زَعَطَ الحِمَارُ:صَوَّتَ .

و فی اللِّسَان:ضَرِطَ .قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لیس بثَبَتٍ .

و مَوْتٌ زَاعِطٌ :ذابحٌ وَحِیٌّ ،کذَاعِطٍ .

زلط

الزَّلْطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ (4):هو المَشْیُ السَّرِیعُ ،فی بعضِ اللُّغاتِ ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ عَبّادٍ،و کأَنَّهُ لم یَجِدْهُ فی الجَمْهَرَهِ حَتّی احْتَاجَ إِلی نَقْلِه عن ابْنِ عَبّادٍ،و ابنُ عَبّادٍ أَخَذَه من الجَمْهَرَهِ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لیس بثَبَتٍ .

و الزُّلَیْطَهُ ،کجُهَیْنَه: اللُّقْمَهُ المُنْزَلِقَهُ من العَصِیدَه و نَحْوِهَا،مُوَلَّدَه ،قال شیخُنَا:لا یَبْعُدُ أَنْ تَکُونَ عَرَبِیَّهً کَأَنَّهَا لسُرْعَهِ دَوْرِها فی الحَلْقِ .قلتُ :أَمّا وَجْهُ الاشْتِقاقِ

ص:270


1- (1) سوره الفاتحه الآیه 6. [1]
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«جهاد».
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«کتابه».
4- (4) الجمهره 5/3.

فصَحِیحٌ ،و قولُ المُصَنِّفِ :«مُوَلَّدَه»لا یَمْنَعُ ذلِکَ ،و إِنَّمَا یَعْنِی به أَنَّهَا لم تُسْمَعْ فی کَلامِ العَرَبِ الفُصَحَاءِ،فتأَمّل.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الزَّلَطُ مُحَرَّکهَ :الحَصَی الصِّغَارُ،مثلُ حَصَی الجَمَرَاتِ ، و یُشَبَّه بها الفُولُ إِذَا لم یُدَشّ ،و هی عامِّیّه.

و کذا قَوْلُهُم: زَلَطَ اللُّقْمَهَ زَلْطاً ،إِذا ابْتَلَعها من غَیْرِ مَضْغٍ .

و المَزْلَطَهُ :المَزْلَقَهُ ،أَو مَوْضِعُ الحَصَی الصِّغارِ.

و الزُّلَّیْط ،کقُبَّیْطٍ ،من الأَعْلامِ .

زلقط

الزُّلُنْقُطَهُ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هکذا فی النُّسَخِ ،و هو أَقْرَبُ للاخْتِصَار،و الضَّبْط ،و قد سَقَطَ من بَعْضِهَا،و وقَع فی بَعْضِها بضَمِّ الزّایِ و اللاّم و القافِ و مثله فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه،وزادَا:و سُکون النُّون.و أَمَّا قولُه:

ککُذُبْذُبَهِ ،و مَالَهُما ثالثٌ فقد سَقَطَ فی بَعْضِ النُّسَخِ ،و هو ثابتٌ فی الأُصُولِ الصَّحِیحَهِ .قَال شیخُنَا:قال الشَّیْخُ أَبُو حَیّان فی کتابِه ارْتشافِ الضَرَبِ فی کلام العَرَبِ :إِنّه لَمْ یَأْتِ علی وزن فُعُلْعُلٍ إِلاّ کُذُبْذُبٌ ،و لم یَتَعَرَّضْ لهذَا اللَّفْظِ الّذِی ذَکَره المُصَنِّفُ ،و الظّاهِرُ أَنَّه لیس من هذا القَبِیل:لأَنّ وَزْنَه فیما یَظْهَر فُعُنْلُل،و الکُذُبْذُب فُعُلْعُل،کما قاله أَبُو حَیّان فافْتَرَقَا،إِلاّ أَن یُرِیدَ نَظِیرَه فی اللَّفْظِ مع قَطْعِ النَّظَرِ عن أَصْلِه و وَزْنِه.قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو ذَکَرُ الرَّجُلِ رُبَّمَا قِیلَ ذلِکَ (1).

و هو أَیْضاً: المَرْأَهُ القَصِیرَهُ ،ذَکَرَهُمَا الصّاغَانِیُّ عنه، هکذا فی کِتَابَیْه،و اقْتَصَر صاحِبُ اللِّسَانِ علی الأَخِیرِ، و لکِنَّهُم لم یَذْکُرُوا وَجْهَ التَّسْمِیَه،و لا الاشْتِقَاق،و الظّاهِرُ أَنَّ الکَلِمَهَ مَنْحَوتَهٌ من:زَلَطَ و لَقَطَ ،أَو من:زَلَقَ و لَقَطَ ،أَو مِنْهُ و من نَقَطَ إِنْ کانَتْ النُّونُ أَصلِیَّهً ،فتأَمَّل.

زنط

الزِّنَاطُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو مِثْلُ الضِّناطِ و الزِّحام سواء، و قَدْ تَزانَطُوا ،إِذا ازْدَحَمُوا،کما فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :تَزَاحَمُوا.

زهط

الزَّهْوَطَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَ صَاحِبُ اللِّسَانِ عن کُرَاع قال:هو عِظَمُ اللَّقْمِ .قلتُ :و قد تَقَدَّم هذا المعنی فی«رهط ».

و قال الأَزْهَرِیّ «ز ه ط »مُهْمَلَهٌ إِلا زِهْیَوْط ،ککِدْیَوْنٍ فإِنَّه ع ،و ذَکَرَه فی الذّالِ أَیْضاً،کما تقدّم، أَو الصَّوابُ بالذّالِ المُعْجَمَه ،کما هو فی کِتَابِ سِیبَوَیْهِ .وَ رَوَی الأَزْهَرِیُّ الوَجْهَیْنِ فی قَوْلِ النّابِغَهِ الَّذِی تَقَدَّم ذِکْرُه.

زوط

زُوَاطٌ ،کغُرَابٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَال ابنُ دُرَیْدٍ: ع .

و زُوَاطَی ،کسُکارَی ،هکذا هو فِی الأُصُولِ المُصَحَّحه،و هو غَلَطٌ ،و الَّذِی فی العُباب و التَّکْمِلَه:

زَوَاطَی (2)بتَقْدِیمِ الأَلِف،قال:و رُبّمَا قِیل: زَوَاطَه : د،بَیْنَ وَاسِطَ و البَصْرَهِ .و فی التَّکْمِلَه.بُلَیْدَهٌ قُرْبَ الطِّیبِ (3).

و زَوْطَی ،کسَلْمَی:جَدُّ الإِمام أَبِی حَنِیفَهَ النُّعْمَانِ بنِ ثَابِتٍ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،و علیه اقْتَصَرَ الحَافِظُ عبدُ القادِر القُرَشِیُّ فی الطَّبَقَاتِ ،و قِیل:هو زُوطَی ،کمُوسَی،و هو الَّذِی جَزَمَ به کَثِیرُون،و اقْتَصَرَ علیه الإِمَامُ النَّوَوِیّ ،و ذَکَرَ الوَجْهَیْنِ صاحِبُ عُقُودِ الجُمَانِ فی مَناقِب النُّعْمَان،نَقَلَه شیخُنَا.

و زَوَّطَ تَزْوِیطاً :عَظَّمَ اللُّقَمَ و ازْدَرَدَها،عن أَبِی عَمْرٍو، قال:و کذلِک:غَوَّطَ ،و دَبَّلَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

أَزْوَطَ اللُّقْمَهَ ازوِطاطاً عَظَّمَهَا و ازْدَرَدَهَا نَقَلَه صاحِبُ اللِّسانِ عن أَبِی عَمْرٍو أَیضاً (4).

زیط

زَاطَ یَزِیطُ زَیْطاً ،و زِیَاطاً ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَکمله،و أَوْرَدَه فی العُبَابِ ، فقال:أَی صاحَ .

أَو زَاطَ :نَازَعَ .و فی اللِّسَانِ : الزِّیَاطُ :المُنَازَعَهُ

ص:271


1- (1) کذا بالأصل،و عباره الجمهره:و زُلنقطه زریه صغیره و ربما قیل للذکر زُلنقطه أیضاً.یرید«المذکر»لأنه قبل عبارته هذه کان یعدد لفظات لا یکاد یوصف بها إلا الإناث،فقوله«للذکر»لا یعنی به ذکر الرجل کما ذهب إلیه المصنف.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و الذی فی العباب و التکمله زاوطی،الذی رأیناه فی التکمله:زواطی مثل ما للمصنف ا ه »کذا، و الذی فی التکمله المطبوع:زواطی،کما قال الشارح و فی معجم البلدان زَاوَطا و ربما قیل زاوطه.
3- (3) و مثلها فی معجم البلدان و زاد بین واسط و خوزستان و البصره.
4- (4) کذا بالأصل و الذی فی اللسان:یقال:أزوطوا و غوطوا و دبّلوا إذا عظموا اللقم و ازدردوا.

و اخْتِلافُ الأَصْواتِ ،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

کَأَنَّ وَغَی الخَمُوشِ بجَانِبَیْهَا

وَغَیَ رَکْبٍ أُمَیْمَ ذَوِی زِیَاطِ

قال: الزِّیَاطُ :الصِّیاحُ ،و زادَ فی شَرْحِ الدّیوانِ :

و الجَلَبَه،و یُرْوَی:«ذَوِی هِیَاط ».قلتُ :و الرِّوایَهُ «بجَانِبَیْه»، أَی هذا الماء،«و أُولِی زِیَاط ».و زَاطَت الخُمُش تَزِیطُ زَیْطاً :صَوَّتت.

و یُقَال: الزِّیاطُ هنا:الجُلْجُل،و قد تَقَدَّم ذلِکَ للمُصنِّفِ فی« زأَط »فإِنَّ ابْنَ عَبّادٍ نَقَلَه بالهمْزِ و تَرْکِه.

و الزِّیَاطُ :الصِّیَاحُ ،نَقَلَه السُّکَّریّ ،و یُقَال: الزِّیَاطُ ، بالکَسْرِ:الصَّوْتُ المُخْتَلِف،و قد زَاطَت الأصواتُ ، و هَاطَتْ ،إِذا اخْتَلَفَتْ .

فصل السین المهمله مع الطاءِ

سبط

السَّبْطُ ،بالفَتْح و یُحَرَّکُ ،و ککَتِفٍ ،الأَخِیرُ لُغَهُ الحِجَازِ: نَقِیضُ الجَعْدِ من الشَّعرِ:المُسْتَرْسِلُ الَّذِی لا حُجْنَهَ فیه،

14- «و کان شَعَرُ رَسُولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلّم لا جَعْداً و لا سَبْطاً ».

أَی کان وَسَطاً بَیْنَهُمَا.

و قد سَبُطَ الرَّجُلُ ، ککَرُمَ ،و سَبِطَ شَعرُه،مثل فَرِحَ ، سَبْطاً ،بالفَتْحِ کما هُوَ مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا،أَو هو بالتَّحْرِیک کما فی الصّحاحِ ، و سُبُوطاً و سُبُوطَهً ،بضَمِّهما، و سَبَاطَهً ، بالفَتْحِ ،و هو لَفٌّ و نَشْرٌ غیرُ مُرَتَّبٍ .

و السَّبِطُ ، ککَتِفٍ :الطَّوِیلُ الأَلْواحِ من الرِّجالِ المُسْتَوِیها،بَیِّنُ السَّبَاطَهِ ،و کذلِکَ السَّبْطُ بالفَتْح،مثل فَخِذٍ و فَخْذٍ،قال:

أَرْسَلَ فیها سَبِطاً لم یَخْطَلِ

أَی هو فی خِلْقَتِه الَّتِی خَلَقه اللّه تعالَی فِیها لم یَزِدْ طُولاً.

و من المَجَاز: رَجُلٌ سَبْطُ الیَدَیْنِ ،أَی سَخِیٌّ سَمْحُ الکَفَّیْنِ بَیِّن السُّبُوطَهِ ،و کذلِکَ سَبِطُ الیَدَیْنِ ککَتِفٍ ،قال حَسّان رَضِیَ اللّه عنه:

رُبَّ خَالٍ لِیَ لَوْ أَبْصَرْتِهِ

سَبِطِ الکَفَّیْنِ فی الیَوْمِ الخَصِرْ

و کذلِکَ :رَجُلٌ سَبْطٌ بالمَعْرُوفِ :إِذا کانَ سَهْلاً،و قد سَبُطَ سَبَاطَهً .

و رَجُلٌ سَبِطُ الجِسْمِ ،بالفَتْحِ ،و ککَتِفٍ : حَسَنُ القَدِّ و الاسْتِوَاءِ،من قَوْمٍ سِبَاطٍ ،بالکَسْرِ قالَ الشّاعِرُ:

فجَاءَتْ بهِ سَبْطَ العِظَامِ کَأَنَّما

عِمامَتُه بَیْنَ الرِّجالِ لِواءُ

کذا فی الصّحاحِ ،و الشّاعِرُ هو أَبُو حُنْدُج.

14- و فی صِفَتهِ صلی اللّه علیه و سلّم: « سَبِطُ القَصَبِ ». رُوِیَ بسکُون الباءِ و بکَسْرهَا،و هو المُمْتَدُّ الَّذِی لیسَ فیه تَعَقُّدٌ و لا نُتُوءٌ،و القَصَبُ یُرِیدُ بها سَاعِدَیْهِ و سَاقَیْهِ .

16- و فی حَدِیثِ المُلاعَنَهِ : «إِنْ جاءَتْ به سَبْطاً فهو لِزَوْجِهَا». أَی مُمْتَدَّ الأَعضاءِ تامَّ الخَلْقِ .و یُقَال للرَّجُلِ الطَّوِیلِ الأَصَابعِ :إِنَّه لَسَبْطُ البَنَانِ (1)،و هو مَجَازٌ.

و من المجاز: مَطَرٌ سَبْطٌ و سَبِطٌ ،أَی مُتَدارِکٌ سَحٌّ ،قالَهُ شَمِرٌ.قال: و سَباطَتُه :کَثْرَتُه و سَعَتُه ،قال القَطامِیُّ :

ضَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْنَاقُ السُّیُولِ بهِ

من بَاکِرٍ سَبِطٍ أَو رَائحٍ تَبِلُ (2)

أَرادَ بالسبِط :المَطَرَ الوَاسِعَ الکَثِیرَ.

و السَّبَطُ ،محرّکهً :نَبَاتٌ کالثِّیل إِلاّ أَنَّه یَطُولُ و یَنْبُتُ فی الرِّمال،الوَاحِدَهُ سَبَطهٌ ،قالَهُ اللَّیْثُ .و قال أَبو عُبَیْدٍ: السَّبَطُ الرَّطْبُ من النَّصِیّ (3)،فإِذا یَبِسَ فهو الحَلِیُّ ،و قال ابنُ سِیدَه: السَّبَط :الرَّطْبُ من الحَلِیِّ ،و هو من نَبَاتِ الرَّمْلِ ، و قال أَبُو حَنِیفَهَ :و أَخْبَرَنِی أَعْرَابِیٌّ من عَنَزَهَ أَنَّ السَّبَطَ نَبَاتُه کالدُّخْنِ الکِبَارِ دُونَ الذُّرَهِ ،و له حَبٌّ کحَبِّ البَزْرِ لا یَخْرُجُ من أَکِمَّتِهِ إِلاَّ بالدَّقِّ ،و النّاسُ یَسْتَخْرِجُونَهُ و یَأْکُلُونَهُ خَبْزاً و طَبْخاً،و هو مَرْعًی جَیِّدٌ .قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :و زَعَمَ بعضُ الرُّوَاهِ أَنَّ العَرَبَ تَقُول:الصِّلِّیَانُ خُبْزُ الإِبِلِ ،و السَّبَطُ :

خَبِیصُها.و قال أَبو زِیَادٍ:من الشَّجَرِ السَّبَطُ و مَنْبِتُه الرِّمَالُ ، سُلُبٌ طِوَالٌ فی السَّمَاءِ،دِقَاقُ العِیدَانِ یَأْکُلُه الغَنَم و الإِبِلُ ، و تَحتَشُّه النّاسُ فیَبِیعُونَه علی الطُّرُقِ ،و لیس له زَهْرَهٌ و لا

ص:272


1- (1) التهذیب و اللسان: [1]لسبط الأصابع.
2- (2) دیوانه و فیه:«صافت»بدل«ضاقت».«و رائح یبل»بدل«رائح تبل». و فی التهذیب:أعراف السیول بدل أعناق السیول.و فی الدیوان: أعناق السیول أوائلها.
3- (3) عن القاموس و بالأصل«رطب النصی».

شَوْکَهٌ ،و له وَرَقٌ دِقَاقٌ علی قَدْرِ الکُرّاثِ أَوَّل ما یَخْرُج الکُرّاثُ .قال الصاغَانِیُ :و السَّبَطُ مِمّا إِذا جَفَّ ابْیَضَّ ، و أَشْبَه الشَّیْبَ بمَنْزِلَهِ الثَّغَامِ (1)،و لِذَا قال ابنُ هَرْمَهَ :

رَأَتْ شَمَطاً تَخُصُّ به المَنَایَا

شَوَاهَ الرَّأْسِ کالسَّبَطِ المُحِیلِ

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : السَّبَط : الشَّجَرَهُ لها أَغصانٌ کَثِیرَهٌ و أَصْلُهَا وَاحِدٌ .قالَ و مِنْهُ اشْتِقَاقُ الأَسْبَاطِ ،کأَنَّ الوَالِدَ بمَنْزِلَه الشَّجَرَهِ ،و الأَولادَ.بمَنْزِلَه أَغْصانِهَا.

و السِّبْطُ ، بالکَسْرِ:وَلَدُ الوَلَدِ ،و فی المُحْکَمِ :وَلَدُ الابْنِ و الابْنَهِ ،

3,2,14- و فی الحَدِیث: «الحَسَنُ و الحُسَیْنُ سِبْطَا رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم و رَضِیَ عَنْهُما.

و السِّبْط : القَبِیلَهُ من الیَهُودِ و هُمُ الَّذِینَ یَرْجِعُونَ إِلی أَبٍ وَاحِدٍ،سُمِّیَ سِبْطاً لِیُفْرَقَ بینَ وَلَدِ إِسْمَاعِیلَ و وَلَدِ إِسحاق علیهِما السَّلامُ ، ج أَسْبَاطٌ .

و قال أَبُو العَبّاسِ :سأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابِیِّ :ما مَعْنَی السِّبْطِ فی کَلامِ العَرَب ؟قال: السِّبْطُ و السِّبْطَانُ و الأَسْباطُ :خاصَّهُ الأَوْلادِ و المُصَاصُ (2)مِنْهُم.و قال غَیْرُه: الأَسْباط :أَولادُ الأَوْلادِ و قِیل:أَوْلادُ البَناتِ .

قلْت:و هذا القَوْلُ الأَخِیرُ هو المَشْهُورُ عندَ العامَّه،و به فَرَّقُوا بَیْنَهَا و بینَ الأَحْفادِ،و لکِنّ کلامَ الأَئمَّهِ صَرِیحٌ فی أَنَّه یَشْمَلُ وَلَدَ الابْنِ و الابْنَه،کما صَرَّحَ به ابنُ سِیدَه.

و قال الأَزْهَرِیُّ : الأَسْبَاطُ فی بَنِی إِسحاقَ بمَنْزِلَهِ القَبَائِلِ فی بَنِی إِسْمَاعِیلَ ،صَلَوَات اللّه علیهِمَا.یُقَال:سُمُّوا بذلِکَ لیُفْصَلَ بینَ أَوْلاَدِهِمَا.قال:و مَعْنَی القَبِیلَهِ مَعْنَی الجَمَاعَه، یُقَال لِکُلِّ جَماعَهٍ من أَبٍ و أُمٍّ :قَبِیلَهٌ ،و یقال لکلّ جمعٍ من آباءٍ شَتَّی:قَبیلٌ ،بِلا هاءٍ.و قولُه تعالی: وَ قَطَّعْناهُمُ اثْنَتَیْ عَشْرَهَ أَسْباطاً أُمَماً (3)أَسْبَاطٌ : بَدَلٌ من قَوْلهِ اِثْنَتَیْ عَشْرَهَ ، لا تَمْیِیزٌ ،لأَنَّ المُمَیِّز إِنّما یَکُون وَاحِداً.و قال الزَّجّاجُ :

المَعْنَی:و قَطَّعْنَاهُم اثْنَتَیْ عَشْرَهَ فِرْقَهً أَسْبَاطاً ، فأَسباطاً من نَعْتِ فِرْقه،کأَنَّهُ قال:و جَعَلْناهُم أَسْبَاطاً .قالَ :و هو الوَجْه.

و فی الصّحاحِ :و إِنَّمَا أَنَّث لأَنَّه أَرادَ اثْنَتَیْ عَشْرَهَ فِرْقَهً ، ثمّ أَخْبَرَ أَنَّ الفِرَقَ أَسْبَاطٌ ،و لیس الأَسْبَاطُ بتَفْسِیرٍ،و لکِنَّه بَدَلٌ من اثْنَتَیْ عَشْرَهَ ،لأَنَّ التَّفْسِیرَ لا یَکُونُ إِلاّ وَاحِداً مَنْکُوراً،کقَوْلِکَ :اثْنَا عَشَر دِرْهَماً،و لا یَجُوز دَرَاهِمَ .

قلتُ :و هذا الَّذِی نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ هو قولُ الأَخْفَشِ ،غیرَ أَنَّه قالَ بعد قَولِه:ثم أَخْبَرَ أَنَّ الفِرَقَ أَسْبَاطٌ ،و لم یَجْعَل العَدَدَ وَاقِعاً علی الأَسْبَاطِ .قال أَبُو العَبّاسِ :هذَا غَلَطٌ ،لا یَخْرُج العَدَدُ علی غَیْرِ الثّانی،و لکِنّ الفِرَقَ قبل اثْنَتَیْ عَشَرَهَ ،حَتّی یَکونَ «اِثْنَتَیْ عَشْرَهَ » مُؤَنَّثَهً علی ما فِیها (4)،کَأَنَّه قال:و قَطَّعْنَاهُم فِرَقاً اثْنَتَیْ عَشْرَهَ ،فیَصِحُّ التَّأْنِیثُ لمّا تَقَدَّم.

و قال قُطْربٌ :وَاحدٌ الأَسْبَاط سِبْط ،یُقَال:هذا سِبْطٌ و هذِه سِبْطٌ ،و هؤُلاءِ سِبْطٌ ،جَمْعٌ ،و هی الفِرْقَهُ .

و

3,14- فی الحَدِیثِ : «حُسَیْنٌ مِنِّی و أَنا منْ حُسَیْنٍ ،أَحَبَّ اللّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَیْناً، حُسَیْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ ». قلتُ :رَواه یَعْلَی بنُ مُرَّهَ الثَّقَفِیُّ رَضِیَ اللّه عنه،أَخْرَجَهُ التِّرمِذِیُّ عن الحَسَنِ عن ابْنِ عَیّاشٍ ،قال:حَدَّثَنِی عَبْدُ اللّه بنُ عُثْمَانَ بنِ خُثَیْمٍ (5)من سَعِیدِ بن رَاشِدٍ عن یَعْلَی،و قال:حَدِیثٌ حَسَنٌ ،رواه ابنُ ماجَهَ من حَدِیثِ یَحْیَی بن سُلَیْم و وَهْب عن ابن خُثَیْم .

3,14- و أَخْرَجَهُ البَغَوِیُّ عن إِسماعِیلَ بن عَیّاشٍ الحِمْصِیِّ عن ابنِ خُثَیْمٍ ،و لَفْظُه: «حُسَیْنٌ سِبْطٌ من الأَسْبَاط ،مَنْ أَحَبَّنِی فَلْیُحِبَّ حُسَیْناً». قال أَبُو بَکْرٍ:أَی أُمَّهٌ من الأُمَمِ فی الخَیْر،فهو وَاقِعٌ علی الأُمَّهِ ،و الأُمَّهُ ،واقِعَهٌ علیهِ ،و منه

16- حَدِیثُ الضِّبَابِ : «إِنَّ اللّه غَضِبَ علی سِبْطٍ من بَنِی إِسْرَائِیلَ فمَسَخَهُم دَوَابَّ ».

و سَبَّطَتِ النَّاقَهُ و النَّعْجَهُ تَسْبِیطاً،و هی مُسَبِّطٌ :أَلْقَتْ وَلَدَها لِغَیْرِ تَمَامٍ ،و الَّذِی فی الصّحاحِ : التَّسْبِیطُ فی النّاقَهِ کالرِّجَاعِ .و یُقَال أَیْضاً: سَبَّطَتِ النَّعْجَهُ ،إِذا أَسْقَطَت،و فی العُبَابِ : أَو سَبَّطت النَّاقهُ ،إِذا أَلْقَت وَلَدَها قَبْلَ أَنْ یَسْتَبِینَ خَلْقُه ،هکَذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،قال:و کذلِکَ قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ، و أَوْرَدَه فی التَّکْمِلَه مُسْتَدْرِکاً به علی الجَوْهَرِیِّ ،مع أَنَّ قولَ الجَوْهَرِیِّ :«کالرِّجاع»إِشارَهٌ إِلی قولِ أَبِی زَیْدٍ هذا،فإِنَّ نَصَّه فی نَوَادِرِه:یُقَال للنَّاقَهِ إِذا أَلْقَت وَلَدَها قَبلَ أَنْ یَسْتَبِینَ

ص:273


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الثمام».
2- (2) فی التهذیب:أو المصاص.
3- (3) سوره الأعراف الآیه 160. [1]
4- (4) الأصل و اللسان،و [2]فی التهذیب:علی ما قبلها.
5- (5) بالأصل«خیثم»و المثبت«خثیم»صحح هنا و فی کل مواضع الخبر عن المطبوعه الکویتیه.

خَلْقُه:قَدْ سَبَّطت (1)،و أَجْهَضَتْ و رَجَعَت رِجَاعاً.و قولُه:

و کذلِکَ قالَه الأَصْمَعِیُّ ،و نَصُّه: سَبَّطَتِ النّاقَهُ [بولَدِها] (2)و سَبَّغَت،بالغَیْنِ المُعْجَمَه،إِذا أَلْقَتْه و قد نَبَتَ وَبَرُهُ قبلَ التَّمَامِ .

و أَسْبَطَ الرَّجُلُ فهو مُسْبِطٌ : سَکَتَ .هکَذَا هو فی النُّسَخِ بالتَّاءِ، فِرَقاً ،أَی من الفَرَقِ و مثلُه فی اللِّسَان،و فی العُبابِ :

أَطْرَقَ وَ سَکَن.

و أَسْبَطَ بالأَرْضِ :لَصِقَ بها عن ابن (3)جَبَلَهَ .

و أَسْبَطَ الرَّجُلُ ،إِذا وَقَعَ علی الأَرْضِ و امْتَدَّ و انْبَسَطَ من الضَّرْبِ أَو مِنَ المَرَضِ ،و کذلِکَ من شُرْبِ الدَّواءِ، قاله أَبُو زَیْدٍ،و منه قولُهم:ما لِی أَراکَ مُسْبِطاً ،أَی مُدَلِّیاً رَأْسَک کالمُهْتَمِّ مُسْتَرْخِیَ البَدَنِ ،

17- و فی حَدِیثِ عَائِشَهَ رَضِیَ اللّه عنها: أَنَّهَا«کانت تَضْرِبُ الیَتِیمَ یَکُونُ فی حَجْرِها حتی یُسْبِطَ ». أَی یَمْتَدَّ علی وَجْهِ الأَرْضِ .

و یُقَال:دَخَلْتُ علی المَرِیضِ فتَرَکْتُه مُسْبِطاً ،لا یَتَحَرَّکُ و لا یَتَکَلَّم.قِیلَ :و مِنْهُ :اسْبَطَرَّ،أَی امْتَدَّ،و قد تَقَدَّم فی الرّاءِ.و قال الشّاعِرُ:

قد لَبثَتْ مِنْ لَذَّهِ الخِلاَطِ

قد أَسْبَطَتْ و أَیّما إِسْبَاطِ

یَعْنِی امْرَأَهً أُتِیَتْ فلمّا ذاقَتْ العُسَیْلَهَ مَدَّت نَفْسَهَا علی الأَرْضِ ،و به یُعْرفُ أَنَّ تَقْیِیدَ المُصَنِّفِ الإِسْباطَ بقَوْلِه«من الضَّرْبِ »فیه قُصُورٌ.

و أَسْبَط فی نَوْمِهِ :غَمَّضَ .

و أَسْبَطَ عن الأَمْرِ:تَغَابَی ،نَقَلَهُمَا الصّاغَانِیُّ .

و یُقَالُ :ضَرَبْتُه حتَّی أَسْبَطَ ،أَی انْبَسَطَ و امْتَدَّ علی وَجْهِ الأَرْضِ وَ وَقَعَ عَلَیْهَا فلَمْ یَقْدِرْ أَنْ یَتَحَرَّکَ ،مِنَ الضَّعْفِ .

و قالَ اللَّیْثُ : السَّبَطَانَهُ ،محرَّکهً :قَنَاهٌ جَوْفَاءُ مَضْرُوبَهٌ بالعَقَبِ یُرْمَی بِهَا الطَّیْرُ ،و قیل:یُرْمَی فیها بسِهَامٍ صِغَارٍ یُنْفَخُ فیها نَفْخاً فلا تَکَادُ تُخْطِیءُ.و قد ذُکِر فی«ز ب ط » أَیْضاً.

و السَّابَاطُ :سَقِیفَهٌ بَیْنَ دَارَینِ ،کَما فی المُحْکَمِ ،و فی الصّحاحِ :بینَ حَائِطَیْنِ تَحْتَها طَرِیقٌ نافِذٌ ج: سَوَابِیطُ ، و سَابَاطَاتٌ .

و سَابَاطُ : د،بما وَرَاءَ النَّهْرِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و سَابَطُ : ع بالمَدَائِنِ لِکِسْرَی أَبْرَوِیزَ.قال الأَصْمَعِیُّ :

هو مُعَرَّب بَلاس آبادْ (4)،قال:و بَلاس:اسمُ رَجُلٍ .قلتُ :

و هکَذَا وَقَعَ فی المَعَارِفِ لابْنِ قُتَیْبَهَ ،و قد تَقَدَّمَ فی السِّینِ ، قالَ الجَوْهَرِیُّ ،و منه قَوْلُ الأَعْشَی:

فذَاکَ و مَا أَنْجَی من المَوْتِ رَبَّه

بسَابَاطَ حَتّی ماتَ وَ هْوَ مُحَرْزَقُ

یذکرُ النُّعْمَانَ بنَ المُنْذِرِ و کان أَبْرَوِیزُ قد حَبَسَه بسَابَاطَ ، ثم أَلْقَاهُ تحتَ أَرْجُلِ الفِیَلَهِ .قلتُ :و یُرْوَی:

فأَصْبَح لم یَمْنَعْه کَیْدٌ و حِیلَهٌ

بساباطَ .

إِلخ.

و یُرْوَی:«مُحَزْرَق» و مِنْهُ المَثَل: أَفْرَغُ من حَجَّامِ سَابَاطَ ،قیل: لِأَنَّهُ حَجَمَ کِسْرَی أَبَرْوِیْزَ مَرَّهً فی سَفَرِه، فأَغْنَاهُ فلم یَعُدْ للْحِجَامَهِ ثانِیاً، أَو لأَنَّهُ کانَ مُلازِماً سَابَاط المَدَائِنِ ،و کان یَحْجِمُ مَنْ مَرَّ علیه من الجَیْشِ الَّذِی ضُرِبَ علیهُم البَعْثُ بدَانِقٍ وَاحِدٍ نَسِیئَهً إِلی وَقْتِ قُفُولِهِم،و کانَ مَعَ ذلِکَ یَمُرُّ علیه الأُسْبُوعُ و الأُسْبُوعَانِ و لا یَقْرَبُه أَحَدٌ، فحِینَئِذٍ کان یُخْرِجُ أُمَّهُ فیَحْجُمُهَا لیُرِیَ النّاسَ أَنَّهُ غیرُ فارِغٍ ، و لِئلاَّ یُقَرَّعَ بالبَطَالَه.فما زالَ ذلِکَ دَأْبَه حَتَّی أَنْزَفَ دَمَها و ماتَتْ فَجْأَهً .فصار مَثَلاً قال:

مَطْبَخُهُ قَفْرٌ و طَبَّاخُه

أَفْرَغُ من حَجّامِ سَابَاطِ

و سَبَاطِ ، کقَطَامِ :من أَسْمَاءِ الحُمَّی ،مَبْنِیُّ علی الکَسْرِ،قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیُّ :

أَجَزْتُ بِفْتَیهٍ بِیضٍ کِرَامٍ

کَأَنَّهُمُ تَمُلُّهُمْ سَبَاطِ

قال السُّکَّرِیُّ :و إِنَّمَا سُمِّیَتْ بِسَبَاطِ لِأَنَّهَا إِذا أَخَذَت الإِنْسَانَ امْتَدَّ و اسْتَرْخَی،قال الصّاغَانِیُّ :

ص:274


1- (1) زید فی التهذیب:و غضّنت.
2- (2) زیاده عن التهذیب.
3- (3) عن اللسان و [1]بالأصل«أبی جبله».
4- (4) فی معجم البلدان:« [2]بَلاس أَباذ».

و یُقَال: سَبَاطِ :حُمَّی نافِضٌ .

و قد سُبِطَ الرَّجُلُ ، کعُنِیَ ،إِذا حُمَّ .

و من المَجَازِ:وُلِدَ فُلانٌ فی سُبَاطٍ ، کغُرَابٍ ،بالسِّین و الشِّین قال أَبو عُمَرَ:یُصْرَفُ و لا یُصْرَفُ :اسمُ شَهْرٍ بالرُّومِیَّه قَبْلَ آذَارَ یَکُونُ بینَ الشِّتَاءِ و الرَّبِیع،قال الأَزْهَرِیُّ :

هو من فُصُولِ الشِّتَاءِ،و فیه یَکُونُ تَمَامُ الیَوْمِ الَّذِی تَدُورُ کُسُورُه فی السِّنِین،فإِذَا تَمَّ ذلِکَ الیَوْمُ فی ذلِکَ الشَّهْرِ سَمَّی أَهلُ الشَّامِ تِلْکَ السَّنَهَ عامَ الکَبِیسِ ،و هو الَّذِی یُتَیَمَّنُ به إِذا وُلِدَ مَوْلُودٌ فی تِلْکَ السَّنَهِ ،أَو قَدِمَ قَادِمٌ من بَلَدٍ.

و السُّبَاطَهُ ،بالضَّمِّ : الکُنَاسَهُ الَّتِی تُطْرَحُ کُلَّ یَوْمٍ بأَفْنِیَهِ البُیُوتِ ،و أَمَّا الَّذِی

17- فی حَدِیثِ المُغِیرَهِ : «أَتَی سُبَاطَهَ قَوْمٍ فبَالَ قائِماً». فهو المَوْضِع الَّذِی یُرْمَی فِیه الأَوْسَاخُ و ما یُکْنَسُ مِنَ المَنَازِلِ .و قِیلَ :هی الکُنَاسَهُ نَفْسُهَا،و إِضَافَتُهَا إِلی القَوْمِ إِضَافَهُ تَخْصِیصٍ لا مِلْک؛لأَنَّهَا کانَتْ مَوَاتاً مُبَاحَهً .

و أَمّا قولُه:قائِماً،فقِیل:لأَنَّهُ لم یَجِدْ مَوْضِعاً لِلْقُعُودِ؛لأَنَّ الظَّاهِرَ مِنَ السُّبَاطَه أَن لا یَکُونَ مَوْضِعُهَا مُسْتَوِیاً.و قِیلَ :

لِمَرَضٍ مَنَعَه عن القُعُودِ.و قد جاءَ فی بَعْضِ الرِّوَایَات:

لِعِلَّهٍ بمَأْبِضِه (1).و قِیلَ :فَعَلَه للتَّدَاوِی من وَجَعِ الصُّلْبِ ؛ لأَنَّهُمْ کانُوا یَتَدَاوَوْنَ بذلِکَ .و فِیه أَنَّ مُدَافَعَهَ البَوْلِ مَکْرُوهَهٌ ؛لِأَنَّهُ بَالَ قائِماً فی السُّبَاطَهِ و لم یُؤَخِّرْه.

و سَابِطٌ و سُبَیْطٌ ،کزُبَیْرٍ:اسْمَان ،فمن الأَوّل: سَابِطُ بنُ أَبِی حُمَیْضَه بن عَمْرِو بن وَهْبِ بن حُذَافَهَ الجُمَحِیّ ،له صُحبهٌ ،رَوَی عنه ابنُه عبدُ الرَّحمن،و له صُحْبَه أَیضاً.و عبد الرَّحمن بن سَابِطٍ الشَّامِیّ تابعیُّ و قیل:هو الجُمَحِیّ .

و سَبْسَطِیَّه (2)کأَحْمَدِیَّه و یُقَال: سَبَطْیَه ،بفَتْحِ السِّینِ و الباءِ و سُکُونِ الطّاءِ و تَخْفِیفِ الیاءِ،و هکذا وُجِدَ مَضْبُوطاً فی التَّکْمِلَه (3)؛د، من عَمَلِ نَابُلُسَ ،من أَعْمَالِ فِلَسْطِینَ ، فیه قَبْر زَکَرِیَّا و یَحْیَی علیهِمَا الصَّلاهُ و السَّلام .

و سَابُوطُ :دَابَّهٌ بَحْرِیَّه ،کما فی اللِّسَانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

جمعُ السَّبْطِ من الشِّعرِ سِبَاطٌ ،بالکَسْرِ،قال سِیبَوَیْه:هو الأَکْثَرُ فیما کانَ علی فَعْلٍ صِفَهً ،و السِّبَاطُ أَیضاً:ذَوُو الشَّعرِ المُسْتَرْسِل قال:

قالَتْ سُلَیْمَی لا أُحِبُّ الجَعْدِینْ

و لا السِّبَاطَ إِنّهم مَنَاتِینْ (4)

و یُکْنَی بالسَّبِطِ عن العَجَمِیِّ ،کما یُکْنَی عن العَرَبِیِّ بالجَعْدِ،قال:

هَلْ یُرْوِیَنْ ذَوْدَک نَزْعٌ مَعْدُ

و سَاقِیانِ سَبِطٌ و جَعْدُ

و جَمْع السَّبَطِ ،مُحَرَّکهً ،للنَّبَاتِ : أَسْبَاطٌ ،قال ذو الرُّمَّهِ یَصِف رَمْلاً:

بَیْنَ النَّهَارِ و بَیْنَ اللَّیْلِ من عَقَدٍ

علی جَوَانِبِهِ الأَسْبَاطُ و الهَدَبُ

و أَرْضٌ مَسْبَطَهٌ ،بالفتح:کثیرهُ السَّبَط ،نقله الجَوهَرِیُّ ، و فی بعض النُّسَخ مُسْبَطَه ،بالضّمّ .

و سَبَطَ علیه العَطَاءَ،إِذا تَابَعَه و أَکْثَرَه،و هو مجاز،قیل:

و منه اشتقاقُ السَّبَاطَهِ .نقله الصَّاغَانِیّ و قال ابنُ دریدٍ:غَلِطَ العَجّاجُ أَو رؤْبه فقال:

کأَنَّهُ سِبْطٌ من الأَسْباطِ

أَراد رَجُلاً،و هذا غَلَطٌ ،کما فی المُحْکم قال الصّاغَانِیّ :لرُؤْبَهَ أُرْجُوزَهٌ أَوَّلُهَا:

شُبَّت لِعَیْنیْ غَزِلٍ مَیّاطِ

سَعْدِیَّهٌ حَلَّتْ بذِی أَرَاطِ

و للعَجَّاج أُرْجُوزهٌ أَولها:

و بَلْدَهٍ بَعِیدَهِ النِّیَاطِ

مَجْهُولَهٍ تَغْتَالُ خَطْوَ الخاطِی

و المَشْطُور الَّذِی شَکَّ ابنُ دُرَیْدٍ فی قائِلِه من هذِه الأُرْجُوزَهِ .

ص:275


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان: [2]بمأبضیه.
2- (2) قیدها یاقوت نصاً بفتح أوله و ثانیه و سکون السین الثانیه و طاء مکسوره و یاء مثناه من تحت مخففه.
3- (3) الذی فی التکمله«سبسطیه»و ضبطت بالقلم کما ورد ضبطها فی معجم البلدان.
4- (4) نسب بحواشی المطبوعه الکویتیه إلی ضبِّ بن نُعْره.

و امْرَأَهٌ سَبْطَهُ الخَلْقِ ،و سَبِطَتُه:رَخْصَتُه لَیِّنَتُه (1)،و هو مَجازٌ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و السُّبَاطَهُ ،بالضَّمّ :ما سَقَطَ من الشَّعرِ إِذا سُرِّحَ .

و السُّبَاطَهُ أَیْضاً:عِذْقُ النَّخْلَهِ بعَرَاجِینِها و رُطَبِهَا.

مِصْرِیَّهٌ .

و السِّبْطُ ،بالکَسْرِ:القَرْنُ الَّذِی یَجِیءُ بَعْدَ القَرْنِ ،نقَلَه الزَّجَّاجُ عن بَعْضِهِم.

و السِّبْطُ الرِّبْعِیُّ :نَخْلَهٌ تُدْرِک آخِرَ القَیْظِ .

و یُقَال: سَبَطَ فُلانٌ علی ذلِکَ الأَمْرِ یَمِیناً،و سَمَطَ علیهِ ، بِالباءِ و المِیمِ ،أَی حَلَفَ عَلَیْه.

و نَعْجَهٌ مَسْبُوطَهٌ إِذا کَانَتْ مَسْمُوطَهً مَحْلُوقَهً .

و سبطَهُ بنُ المُنْذِرِ السَّلِیحیّ کان یَلِی جِبَایاتِ بَنِی سَلِیحٍ .

و سُوَیْبِطُ بنُ حَرْمَلَه القُرَشِیّ العَبْدَرِیّ ،بَدْرِیُّ هاجَرَ إِلی الحَبَشَه.

و قد سَمَّوْا سِبْطاً ،بالکَسْر.

و کأَمِیرٍ:المُنْذِرُ بنُ سَبِیطِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ .أَوْرَدَه الحافِظُ فی التَّبْصِیر.

و مَنْ عُرِفَ بالسِّبْطِ :جَمَاعَهٌ من المُحَدِّثِینَ .

و جَرَادُ بن سَبِیط بن طَارِق،رَوَی عنه قَیْلُ بنُ عَرَادَهَ .

سجلط

السِّجِلاّطُ ،بکَسْرِ السِّینِ و الجِیمِ و تَشْدِیدِ اللاّمِ ،و لو قال کشِقِرَّاقٍ ،أو سِنِمّارٍ،کان أَوْفَقَ لصَنْعَتِه:

الیَاسَمِینُ ،نَقَلَه اللَّیْثُ .و قالَ الدِّینَوَرِیُّ :زَعَمَ بعضُ الرُّواهِ أَنَّ السِّجِلاّطَ الیاسَمِینُ .

و قِیل:هو شَیْ ءٌ من صُوفٍ تُلْقِیهِ المَرْأَهُ علی هَوْدَجِها ، قالَه الفَرّاءُ.و قِیل:هو النَّمَطُ یُغَطَّی به الهَوْدَجُ .قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.قال:و ذَکَرَ عن الأَصْمَعِیِّ أَنَّه قال:هو فَارِسِیُّ مُعَرَّبٌ ،و قال:سَأَلتُ عَجُوزاً رُومِیَّهً عن نَمَطٍ فقلتُ :ما تُسَمُّون هذا؟فقَالَت:سِجِلاّطُسْ ،و قد مَرَّ ذِکْرُه فی السِّین.

أَو ثِیَابُ کَتَّانٍ مَوْشِیَّهٌ ،و کَأَنَّ وَشْیَه خَاتَمٌ ،و الواوُ قبلَ کأَنَّ مُسْتَدْرَکٌ و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ لحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ رَضِی اللّه عنه:

تَخَیَّرْنَ (2)إِمَّا أُرْجُواناً مُهَدَّباً

و إِمّا سِجِلاّطَ العِرَاق المُخَتَّمَا

و السِّنْجِلاطُ ،بزِیادَهِ النُّونِ :ع ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قیل:

رَیْحَانٌ .و فی الصّحاحِ :ضَرْبٌ من الرَّیاحِینِ ،و أَنْشَدَ:

أُحِبُّ الکَرَائِنَ و الضَّوْمَرانَ

و شُرْبَ العَتِیقَهِ بالسِّنْجِلاطِ

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

قال أَبُو عَمْرٍو:یُقَال للکِسَاءِ الکُحْلِیّ سِجِلاّطِیٌّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :خَزٌّ سِجِلاّطِیٌّ ،إِذا کانَ کُحْلِیّاً.و قال غَیْرُه:

خَزٌّ سِجِلاّطِیٌّ :علَی لَوْنِ الیَاسَمِینِ .یُقَال: سِجِلاّطِیٌّ و سِجِلاّطٌ ،کرُومِیٍّ و رُومٍ ،قال الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه:

و القَوْلُ ما قَالَهُ أَبو عَمْرٍو،و أَصْلُه رُومِیٌّ ،یُقَال له:سِقِلاّط ، و یکون کُحْلِیّاً،و یکون فُسْتُقِیّاً.

سحط

سَحَطَهُ ،کمَنَعَهُ یَسْحَطُهُ سَحْطاً ،بالفَتْحِ ، و مَسْحَطاً ،کمَطْلَبٍ : ذَبَحَهُ ،و کذلِکَ ذَعَطَهُ و شَحَطَهُ ،قال ابنُ سِیدَه:و یُقَال: سَحَطَهُ :ذَبَحَهُ ذَبْحَاً وَ حِیّاً.و قال اللَّیْثُ :

سَحَطَ الشّاهَ ،و هو ذَبْحٌ وَحِیٌّ ،و فی حَدِیثِ وَحْشِیٍّ :«فَبَرَکَ علیه فسَحَطَهُ سَحْطَ الشّاهِ »أَی ذَبَحَهُ ذَبْحاً سَرِیعاً .

و سَحَطَ الطَّعَامُ فُلاناً:أَغَصَّهُ ،و قال ابنُ دُرَیدٍ: السَّحْطُ :

الغَصَصُ ،یُقَال:أَکَل طَعَاماً فسَحَطَهُ ،أَی:أَشْرَقَه.قال الصّاغَانِیُّ :فی هذا الکَلامِ غَلَطَانِ :أَحَدُهما أَنَّ السَّحْطَ :

الإِغْصاصُ ،و لَوْ کان الغَصَص لما تَعَدَّی إِلی مَفْعُولٍ ، و الثّانِی:أَنَّ صَوَابَه:أَی أَغَصَّه؛لأَنَّ الشَّرَقَ لا یُسْتَعْمَلُ فی الطَّعَامِ .و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ لابْن مُقْبِلٍ ،یَصِفُ بَقَرَهً :

کادَ اللُّعَاعُ من الحَوْذانِ یَسْحَطُهَا

و رِجْرِجُ بینَ لَحْیَیْهَا خَنَاطِیلُ

قال الصّاغَانِیُّ :یُرْوَی هذا البَیْتُ لابنِ مُقْبِلٍ و یُرْوَی لجِرَانِ العَوْدِ،و قد وجَدْتُ القَصِیدَهَ الَّتِی مِنْهَا هذَا البَیْتُ فی دِیوَانَیْ أَشْعَارِهما،و یُرْوَی للحَکَم الخُضْرِیِّ أَیْضاً.قلتُ :

و قال یَعْقُوبُ : یَسْحَطُهَا هُنَا:یَذْبَحُهَا،و الرِّجْرِجُ :اللُّعَابُ

ص:276


1- (1) فی الأساس:رخصه لینه.
2- (2) عن اللسان و بالأصل«تخیرت».

یَتَرَجْرَج.و قِیل.نَبَاتٌ ،و قد تقدّم تَحْقِیقُه فی الجِیم،و یَأْتِی أَیْضاً فی الّلامِ إِنْ شَاءَ اللّه تعالَی.

و سَحَطَ فُلانٌ الشِّرَابَ إِذا قَتَلَهُ بالماءِ ،أَی أَکْثَرَ عَلَیْهِ .

و سَحَطَ السَّخْلَ یَسْحَطُه سَحْطاً : أَرْسَلَهُ مع أُمِّهِ نَقَلَه الصّاغانَیُّ .

و المَسْحَطُ ، کمَقْعَدٍ:الحَلْقُ و المَذْبَحُ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

و ساخِط من غَیْر شَیْ ءٍ مُسْخِطِهْ

کنتُ له مِثْلَ الشَّجَی فی مَسْحَطِهْ

و هو مَجَاز.

و سِیحَاطٌ (1)،کقِیفالٍ :ه ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و الصّوابُ أَن یَکْتُبَ :«ع»إِشارَهً إِلی المَوْضِع، أَو وَادٍ ،قالَهُ أَبو عَمْرٍو أَو:قارَهٌ أَو قُنَّهٌ ،کِلاهُمَا عن الأَصْمَعِیِّ ،و لکِنَّه ضَبَطَهُ بالشِّینِ المُعْجَمَهِ ، أَو أَرْضٌ ،نَقَلَه الأَصْمَعِیُّ أَیْضاً، و بالوَجْهَیْنِ یُرْوَی قَوْلُ تَمِیمِ بنِ أُبَیِّ بنِ مُقْبِلٍ :

یا بِنْتَ آلِ شِهَابٍ هل عَلِمْت إِذا

أَمْسَی المَراضِیعُ فی أَعْنَاقها خَضَعُ

أَنِّی أُتَمِّمُ أَیْسَارِی بذِی أَوَدٍ

مِنْ فَرْعِ (2)سِیحَاطَ ضَاحِی لِیطِهِ قَرِعُ

ذو أَوَدٍ:القِدْحُ .و اللِّیطُ :اللَّوْنُ .و قَرِعٌ :لا لِحاءَ علیهِ .

و قال المُفَضَّلُ : المَسْحُوطُ من الشِّرَابِ کُلِّه:المَمْزُوجُ بالماءِ،أَی المَقْتُول بهِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَهْلُ الیَمَنِ یَقُولُون: انْسَحَطَ الشَّیْ ءُ من یَدِهِ ،إِذا انْمَلَصَ ،و نصُّ الجَمْهَرَهِ :امَّلَسَ فسَقَطَ ،لغه یَمَانِیَهٌ (3).

و انْسَحَط عن النَّخْلَهِ و غَیْرِهَا ،إِذا تَدَلَّی عنها حَتَّی یَنْزِلَ إِلی الأَرْضِ لا یُمْسِکُهَا بِیَدِه کذا فی الجَمْهَرَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

سَحْطَهُ ،بالفَتْحِ :حِصْنٌ فی جِبَالِ صَنْعَاءَ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و نَقَل ابنُ بَرِّیّ عن أَبِی عَمْرٍو: المَسْحُوط :اللَّبَنُ یُصَبّ ،و أَنْشَدَ لابْنِ حَبِیبٍ الشَّیْبَانِیِّ :

مَتَی یَأْتِه ضیفٌ فلیسَ بذَائقٍ

لَمَاجاً سِوَی المَسْحُوطِ و اللَّبَنِ الأَدْلِ

قلت:و ذَکَره المُصَنِّفُ فی«ش ح ط »و سَیَأْتِی الکَلامُ علیه هُنَاکَ .

و غَمٌّ سَاحِطٌ :ذَابِحٌ ،و هو مَجَازٌ،و منه سَجْعَهٌ الأَسَاسِ :

غَمٌّ لا أَبالَکَ ساحِط ،أَنْ تَبِیتَ و المَوْلَی علیکَ سَاخِط .

و السَّحِیطُ و المَسْحُوطَه :الشّاهُ المَذْبُوحه.

سخط

السُّخْطُ ،بالضَّمّ ،و کعُنُقٍ مِثَالُ خُلْقٍ و خُلُقٍ ، و السَّخَطُ ،مِثَال جَبَلٍ ،ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ الأُولَی و الأَخِیرَه، و فی اللِّسَانِ :هو مثل العُدْمِ و العَدَم، و المَسْخَط مثال مَقْعَدٍ ،و هذه و الثَّانِیَه نَقَلَهُمَا الصّاغَانِیُّ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

بکُلِّ غَضْبَانٍ مِنَ التَعَیُّطِ

مُنْتفج (4)الشَّجْرِ أَبِیِّ المسْخَطِ

ضِدُّ الرِّضَا ،و هو الکَرَاهَهُ للشَّیْ ءِ و عَدَمُ الرِّضَا به، و قد سَخِطَ ،کفَرِحَ ، یَسْخَطُ سَخَطاً و تَسَخَّطَ ،أَی کَرِهَ و تَکَرَّهَ .

و المَسْخُوطُ :المَکْروهُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.و فی الأَسَاسِ :

عَطَاءٌ مَسْخُوطٌ :مَکْرُوهٌ .

و سَخِطَ :غَضِبَ ،و أَسْخَطَه :أَغْضَبَهُ ،تَقُول: أَسْخَطَنِی فُلانٌ فسَخِطْتُ سَخَطاً .و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

أُعْطِیتُ مِنْ ذِی یَدِه بسُخُطِهْ

و قال العَجَّاجُ یَصِفُ ثَوْراً:

ثُمَّتَ کَرَّ ساخِطَ الإِسْخاطِ

و تقول:کُلَّمَا عَمِلْتُ له عَمَلاً تَسَخَّطَهُ ،أَی تَکَرَّهَهُ و لم یَرْضَهُ ،و کذلِکَ أَعْطَاهُ قَلِیلاً فسَخِطَه .

و تَسَخَّطَ عَطَاءَهُ ،إِذا اسْتَقَلَّهُ و لم یَقَعْ منه مَوْقِعاً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

السَّخَط مُحَرَّکهً :الغَضَبُ .و هو مَسْخُوطٌ علیه:مَغْضُوب

ص:277


1- (1) قیدها یاقوت بالقلم بفتح فسکون.
2- (2) فی معجم البلدان:من نیل سیحاط .
3- (3) انظر الجمهره 152/2. [1]
4- (4) بالأصل:«منتفخ الشحر»و المثبت عن الدیوان.

علیه.و تَسَخَّط الرَّجلُ تَغَضَّب و یُقَال:البِرُّ مَرْضَاهٌ للرَّبِّ ، مَسْخَطَهٌ للشَّیْطَان.

و اللّه یَسْخَطُ لَکُم کذا،أَی یَمْنَعُکُم مِنْه و یُعَاقِبُکُم عَلَیْه، أَو یرجع إِلی إِرادَهِ العُقُوبه علیه.

و المَسْخُوط :المَمْسُوخُ ،و القَصِیرُ،عامِّیّهٌ .

و المَسَاخِطُ :جمعُ مَسْخَطٍ ،و هو:ما یَحْمِلُکَ علی السُّخْطِ .

و سَیْفُ الدِّینِ سَخْطَهُ بنُ فارِسِ الدِّین عِزِّ العَرَبِ ابنِ الأَمِیرِ ثَعْلَبٍ الجَمِیلِیّ ،قُتِلَ بمِصْرَ سنه 652.

سربط

المُسَرْبَطَهُ مِن البِطِّیخِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و أَوْرَدَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ نَقْلاً عن ابْنِ عَبّادٍ.قال:هی الدَّقِیقَهُ الطَّوِیلَهُ و قد سُرْبِطَتْ ،بالضَّمِّ ، طُولاً ،قلتُ :و الحَرْفُ مَنْحُوتٌ مِن:«سَبَط و رَبَط ،أَوْ من:

سَرَبَ و رَبَطَ ،أَوْ من:سَرَطَ و سَرَبَ .فتأَمَّل.

سرط

سَرَطَهُ ،کنَصَرَ،و فَرِحَ الأَخِیرَهُ هی الفُصْحَی المَشْهُورهُ ،و الأُولَی نَقَلَها الصّاغَانِیُّ ،و أَنْکَرَها غیرُه سَرَطاً ، و سَرَطَاناً ،محرّکَتَیْن ،أَی بَلِعَهُ ،و قیل: ابْتَلَعَهُ من الصّحاح، و فی الأَساس:قَلِیلاً قَلیلاً، کاسْتَرَطَهُ ،و کذلک زَرَدَهُ و ازْدَرَدَهُ ،قال رؤبه:

مَضْغِی رُؤُوسَ النّاسِ و اسْتِرَاطِی

و فی المَثَل:«لا تَکُنْ حُلْواً فتُسْتَرَطَ ،و لا مُرّاً فتُعْقَی»من قَوْلِهِم:أَعْقَیْتُ الشَّیْ ءَ،إِذا أَزَلْتَه مِنْ فِیکَ لمَرَارَتِه،کما یُقَال:أَشْکَیْتُ الرَّجُلَ ،إِذا أَزَلْتَه عَمَّا یَشْکُوه،کما فی الصّحاحِ .و یُرْوَی فتُعْقِیَ ،بکسرِ القافِ من أَعْقَی الشَّیءُ:

إِذا اشْتَدَّت مَرارَتُهُ ،کأَنَّهُ صارَ بحَیْثُ یُعْقَی،أَی یُکْرَه.

یُضْرَبُ فی الأَمْرِ بالتَّوَسُّطِ ،کما فی العُبَابِ .قلتُ :و هو مِثْلُ قَوْلِ القائِلِ :

لا تَکُنْ سُکَّراً فیأکُلَکَ النَّا س

ُ و لا حَنْظَلاً تُذَاقُ فتُرْمَی

و کذلِکَ تَسَرَّطَهُ .و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

کأَنَّهَا لَحْمِیَ من تَسَرُّطِهْ

إِیّاه فی المَکْرَهِ أَو فی مَنْشَطِهْ

و عَبْطِه عِرْضِی أَوَانَ مَعْبَطِه

عَبِیثَهٌ مِن سَمْنِهِ و أَقِطِهْ

و قال إِبْرَاهِیمُ بنُ هَرْمَهَ :

یَدْعُو عَلَیّ و لو هَلَکْتُ تَرکْتُه

جَزرَ العَدُوِّ و أَکْلَه المُتَسَرِّطِ

و انْسَرَطَ الشَّیْ ءُ فی حَلْقِهِ :سَارَ فیهِ سَیْراً سَهْلاً .

و المَسْرَطُ ، کمَقْعَد،و مِنْبَرٍ:البُلْعُومُ ،و الصّادُ لُغَهٌ فیه، و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

کأَنَّ غُصْنَ سَلَمٍ أَو عُرْفُطِه

مُعْتَرِضاً بشَوْکِهِ فی مَسْرَطِهْ

و السِّرْوَاطُ ،بالکَسْرِ:الأَکُولُ ،عن السِّیرَافِیِّ ، کالسِّرْطِمِ ،بالکَسْرِ أَیضاً. و السُّرَاطِیِّ ،بالضَّمِّ ،و هو الّذِی یَسْتَرط کُلَّ شَیْ ءٍ یَبْتَلِعُه،و قال اللِّحْیَانِیُّ :رجُلٌ سِرْطِمٌ و سَرْطَمٌ :یَبتلِع کُلَّ شَیْ ءٍ،و هو مِنَ الاسْتِراط .و جَعَلَ ابنُ جِنّی سرْطماً ثُلاثیّا،أَی و المِیمُ زائِدَه.

و من المَجَازِ: فَرَسٌ سُرَاطِیُّ الجَرْیِ ،أَی شَدِیدُهُ ، کأَنَّهُ یَسْتَرِطُ الجَرْیَ ،أَی یَلْتَهِمُه.و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:کأَنَّه یَسْرُطُ الجَرْیَ سَرْطاً .

و من المَجَازِ أَیْضاً: سَیْفٌ سُرَاطِیٌّ و سُرَاطٌ ،بضَمِّهما، أَی قَطّاعٌ یَمُرُّ فی الضَّرِیبَهِ کأَنَّه یَسْتَرِطُ کلَّ شیْ ءٍ یَلْتَهِمُه، جاءَ علی لَفْظِ النَّسَبِ ،و لیس بنَسَبٍ ،کأَحْمَرَ و أَحْمَرِیّ ، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلیّ :

کلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِیرٌ

یُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُرَاطِی

و خَفَّف یاءَ النِّسْبَهِ من سُرَاطِیّ لمکانِ القَافِیَهِ .و فی العُبَاب:و قال ابنُ حَبِیب:أَراد: سُرَاطِیٌّ یَسْتَرِطُ کُلَّ شیْ ءٍ و یَذْهَبُ سَرِیعاً فی اللَّحْمِ .

و السِّرْطِمُ ،بالکَسْر:المتکلِّمُ البَلِیغُ ،و هو من الاسْتِراطِ ،و المِیمُ زائِدَهٌ .

و فی المَثَل:«الأَخْذُ سُرَّیْطَی و القَضاءُ ضُرَّیْطَی» نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، مَضْمُومَتَیْن مُشَدَّدَتَیْنِ و لو قَال:کسُمَّیْهَی فِیهما، کان أَحْسَنَ ،و هو مَجازٌ و یُقَالُ سُرَّیْطٌ و ضُرَّیْطٌ ،کقُبَّیْطٍ

ص:278

فیهِمَا،حکاه یَعْقُوبُ و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و فی العُبَابِ :

حَکاهُما یَعْقُوبُ . و یُقَالُ سُرَیْطٌ و ضُرَیْطٌ ،کزُبَیْرٍ فیهما، و یُقَال: سِرِّیطَی و ضِرِّیطَی کخِلِّیفَی ،فیهِما،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و یقال سُرَیْطَاءُ و ضُرَیْطاءُ مَضْمُومَتَیْن مُخَفَّفَتَیْن مَمْدُودَتَیْنِ .

و لو قال:کمُرَیْطاءَ،کان أَحْسَن،مع أَنَّه أَخَلَّ بالضَّبْطِ ،فإِنَّهُ لم یَذْکُر أَنَّهُمَا بالمَدّ. و یُرْوَی:الأَخْذُ سَرَطَانٌ ، مُحَرَّکهً ،و یُرْوَی سَلَجَانٌ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه، و القَضَاءُ لَیّانٌ ،و هذِه کُلُّهَا لُغَاتٌ صَحِیحَهٌ قد تَکَلَّمَتِ العَرَبُ بها، و المَعْنَی فیها کلِّهَا:أَنْتَ تُحِبُّ الأَخْذَ وَ تَکْرَهُ الإِعْطَاءَ.و فی الصّحاحِ : أَی یَسْتَرِطُ ما یَأْخُذُ من الدَّیْن و یَبْتَلِعُه (1)،فإِذا طُولِبَ لِلقَضَاءِ و فی الصّحاحِ :فإِذا تَقَاضَاه صاحِبُهِ أَضْرَط به .قال شَیْخُنَا:أَی عَمِلَ بفِیهِ مثلَ الضُّرَاطِ ،و هو الَّذِی تُسَمِّیه العَامّهُ الفَصَّ ،یَسْتَعْمِلُونه علی أَنواعٍ .

و السَّرَطان ،مُحَرَّکهً :دَابَّهٌ نَهْرِیَّهٌ ،و فی الصّحاحِ :من خَلْقِ المَاءِ،زادَ فی اللِّسَانِ :تُسَمِّیه الفُرْسُ مُخّ .و هو کَثِیرُ النَّفْعِ .قال الأَطِبّاءُ: ثَلاثَهُ مَثاقِیلَ من رَمادِهِ مُحْرَقاً فی قِدْرِ نُحَاسٍ أَحْمَرَ بماءٍ أَو شَرَابٍ أَو مع نِصْفَ زِنَتِه من (2)جِنْطِیانَا،عَظِیمُ النَّفْعِ من نَهْشَهِ الکَلْبِ الکَلِب .قلتُ :

جِنْطِیَانَا (3):نَبَاتٌ یُشْبِهُ وَرَقُه الذِی فی أَصْلهِ وَرَقَ الجَوْزِ و لِسَانَ الحَمَل،و لونُه أَحْمَرُ،و ثَمَرَتُه فی أَقْمَاعِه،و أَصْلُه مطَاولٌ یُشَبَّه بأَصلِ الزّراوَنْدِ یَنْبُت فی الجِبَال و الظِّلِّ و النَّدَی،قالوا:إِذا شُرِبَ منه نصفُ دِرْهَم إِلی مِثْقَالٍ قد عُجِنَ بعَسَلٍ و مَاءٍ فاترٍ،نَفَع من نَهْشِ الهَوَامِّ ،و یُضَمَّدُ به مع العَسَلِ فی مَوْضِعِ اللَّسْعَهِ . و عَیْنُه إِذا عُلِّقَتْ علی مَحْمُومٍ بغِبٍّ شُفِیَ .و رِجْلُه إِنْ عُلِّقَتْ علی شَجَرَهٍ سَقَطَ ثَمَرُها بلا عِلَّهٍ .هذا هو السَّرَطَانُ الّذِی یَتَوَلَّد فی الأَنْهَار.

وَ أَمَّا البَحْرِیُّ منه فحَیَوانٌ مُسْتَحْجِرٌ یدْخَلُ مُحْرَقُه فی الأَکْحالِ ،لِقَلْعِ البَیَاضِ ، و فی السَّنُونَاتِ فتَشُدُّ اللِّثَه.

و السَّرَطَانُ :بُرْجٌ فی السَّمَاءِ ،و هو البُرْج الرابع،سُمِّیَ به لکَوْنِه یُشْبِهُه فی الصُّورَهِ .

و السَّرَطانُ : وَرَمٌ سَوْدَاوِیُّ یَبْتَدِیُّ مِثلَ اللَّوْزَهِ و أَصْغَر، فإذَا کَبِرَ ظَهَرَ علیه عُرُوقٌ حُمْرٌ و خُضْرٌ شَبِیهٌ بأَرْجُلِ السَّرَطانِ ،یُقَال:إِنَّه لا مَطْمَعَ فی بُرْئه،و إِنَّمَا یُعَالَجُ لِئَلاَّ یَزْدَادَ علی ما هُوَ عَلَیْهِ . و فی الصّحاحِ : السَّرَطانُ : داءٌ یَأْخُذ فی رُسْغِ الدّابَّهِ یُیَبِّسهُ حَتّی یَقْلِبَ حافِرَه ،هذا وَقَعَ فِی نُسَخِ الصّحاحِ و العُبَابِ ،و الصَّوابُ :حافِرَها،و فی المُحْکَمِ : السَّرَطانُ :داءٌ یَأْخُذُ النّاسَ و الدَّوابَّ .و فی التَّهْذِیبِ :هو دَاءٌ یَظْهَرُ بقَوَائِمِ الدَّوَابِّ ،و قِیل:هو دَاءٌ یَعْرِضُ لِلْإِنْسَانِ فی حَلْقِهِ ،دَمَوِیٌّ یُشْبِه الدُّبَیْلَه.

و من المَجَازِ: السَّرَطَانُ : الشَّدِیدُ الجَرْیِ من الخَیْلِ ، کأَنَّه یَسْرَطُ الجَرْیَ سَرْطاً ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و السَّرَطانُ : العَظِیمُ اللَّقْمِ الجَیِّدُه من الرِّجَالِ ، کالسِّرْطِیطِ ،بالکَسْرِ،و هذِه عن ابْنِ دُرَیْدٍ.و قوله: و الشَّدِیدُ الجَرْیِ ،مُقْتَضَی سِیَاقِه أَنْ یَکُونَ من مَعَانِی السَّرَطانِ ،فإِنْ کَانَ کذلِکَ ،فهو تَکْرارٌ مع ما قَبْلَه فتَأَمَّلْ ،و لعَلَّه:الشَّدِیدُ الجَرْی بالنَّعْتِ ، کالسُّرَطِ (4)،کصُرَدٍ،فِیهِما ،أَی فی العَظِیمِ اللَّقْمِ و الشَّدِیدِ الجَرْیِ ،یُقَال:فَرَسٌ سُرَطٌ ،کَأَنَّه یَسْرَطُ الجَرْیَ سَرْطاً ،و رَجُلٌ سُرَطٌ :جَیِّدُ اللَّقْمِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ:رَجُلٌ سُرَطٌ مُرَطٌ ،أَی سریعُ الاسْتِراطِ .

و السِّرَاطُ ،بالکَسْرِ:السَّبِیلُ الواضِحُ ،و به فُسِّر قولُه تعالَی: اهْدِنا السِّرَاطَ المُسْتَقِیم (5)أَی ثَبِّتْنَا علی المِنْهَاجِ الوَاضِح،کما قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و إِنَّمَا سُمِّیَ به لأَنَّ الذّاهِبَ فیه یَغِیبُ غَیْبَهَ الطَّعَامِ المُسْتَرَط و قِیلَ :لأَنَّه کان یَسْتَرِطُ المارَّه لکَثْرَه سُلُوکِهم لاَحِبَهُ .قلتُ :فعلی الأوَّلِ کأَنَّه یَبْتَلِعُ السّالِکَ فیه،و علی الثّانِی یَبْتَلِعُه السّالِکُ ،فتأَمَّل.و الصّادُّ و الزّایُ لُغَتَانِ فیه، و الصَّادُ أَعْلَی،للمُضَارَعَهَ و إِنْ کانَت السِّینُ هی الأَصْل ،قال الفَرّاءُ:و الصّادُ لغهُ قُرَیْشٍ الأَوَّلِین الَّتِی جاءَ بها الکِتَابُ ،و عامَّهُ العَرَبِ یَجْعَلُهَا سِیناً،و به قَرَأَ یَعْقُوبُ الحَضْرَمِیُّ ،و فی العُبَابِ رُوَیْس. و قولُ من قالَ :

الزِّراط ، بالزّای المُخَلَّصَه ،و به قَرَأَ بَعضُهُم،و حَکَاهُ الأَصْمَعِیُّ ،و هو خَطَأٌ ،إِنَّمَا سَمِعَ المُضَارعَهَ فتَوَهَّمَها زایاً.

قالَ :و لم یَکُن الأَصْمعیُّ نحویاً فیُؤْمَنَ علی هذا. خَطَأٌ ، فإِنَّهُ قد رُوِیَ ذلِکَ عن أَبِی عَمْرٍو أَنَّه قَرَأَ «الزِّراطَ » بالزّای

ص:279


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:فیبتلعه.
2- (2) کذا بالأصل اعتبر لفظه«من»من القاموس،و [1]هی لیست منه.
3- (3) فی تذکره داود: [2]جنطیانا اسم یونانی مأخوذ من اسم جنطیان أحد ملوک الیونان،قیل لأنه أول من عرفها.قال:بالفارسیه کوسد و العجمیه بشلشکه.
4- (5) بالمطبوعه المصریه:کالصُّرَطِ .
5- (4) سوره الفاتحه الآیه 6 [3] کتبت بالصاد،و الأصل السین و بها قرأ یعقوب.

خَالِصَهً ،و کذلِکَ رَوَاهُ الکِسَائیُّ عن حَمْزَهَ «الزِّراط » بالزَّای، کما تَقَدَّم فی مَوْضِعِه.و ما ذَکَرَه من التَّحَامُلِ علی الأَصْمَعِیِّ فلا یُلْتَفَت إِلیه مع مُوَافَقَتِه لحَمْزَهَ .و أَبِی عَمْرٍو فی إِحْدَی رِوَایَتَیِه،فتأَمَّل.

و السّرطْرَاطُ ،بکَسْرَتَیْن،و بِفَتْحَتَیْن ،کلاِهُمَا عن اللَّیْثِ ، و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الأَوَّل و کزُبَیْرِ ،هکَذَا فی الأُصُولِ ، و الصَّواب:کقُبَّیْط : الفالُوذَجُ (1)،شامِیّهٌ ، أَو الخَبِیصُ ،و قد تَقَدَّم التَّعْرِیفُ به.قال الأَزْهَرِیُّ :أَمّا السِّرِطْراطُ بالکَسْرِ، فهی لُغَهٌ جَیِّدهٌ لها نَظائِرُ،مثل جِلِبْلابٍ و سِجِلاّطٍ .و أَمّا [ سَرَطْرَاط ]بالفَتْحِ ،فلا أَعْرِفُ له نَظِیراً.و هو فعلْعالٌ من السَّرْطِ الَّذِی هو البَلْعُ .و قیل للفالُوذَج (2): سِرِطْرَاطٌ ، فکُرِّرت فیه الرّاءُ و الطّاءُ تَبْلِیغاً فی وَصْفِه،و اسْتِلْذَاذَ آکِلِه إِیَّاه إِذا سَرِطَه و أَساغَه فی حَلْقِه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: السُّرَیْطَاءُ ،کالرُّتَیْلاءِ:حَسَاءٌ کالحَرِیرَهِ و نَحْوِها،هکَذا هُوَ فی النَّسَخِ الحَرِیرَهِ بالحاءِ المهمله و الراءِ،و الصِّوابُ :الخَزِیرَه،کما هو نصّ الجَمْهره (3).و فی اللِّسَان:هی السُّرَّیْطَی ،أَی کسُمَّیْهَی:شِبْهُ الخَزِیرَهِ .

و رَجُلٌ سُرَطَهٌ ،کهُمَزَهٍ :سَرِیعُ الاسْتِراطِ ،نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ.

*و مّما یُستدرک علیه:

السِّرْوَطُ ،کدِرْهَمٍ :الذِی یَسْتَرِط کُلَّ شَیْ ءٍ یَبْتَلعُه.

و رجُلٌ مِسْرَطٌ و سَرّاطٌ کمِنْبَرٍ و کَتّانٍ ،أَی سَرِیعُ الأَکْل، و کذلِکَ سَرَطْرَطٌ ،کحَزَنْبَلٍ ،و هذِه عن ابْنِ عَبّادٍ.

و السَّرَطَانُ ،مُحَرَّکهً :البَلِیغُ المُتَکَلِّمُ .

و یُقَال: السَّرَطانُ :هو داءُ الفِیلِ .

و من المَجَازِ:هُوَ فِی دِینِه علی سِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ .

سرقسط

سَرَقُسْطَهُ ،بفتحِ السِّینِ و الرّاءِ و ضَمّ القافِ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال الصّاغانِیُّ :د، بالأَنْدَلُسِ تَتَّصِلُ أَعمالُهَا بأَعْمَال تُطِیلَهَ (4)،کما فی العُبَابِ .

و قال شَیْخُنَا:و هی من أَعْجَبِ بِلادِ الأَنْدَلُسِ و أَکْبَرِهَا و أَکْثَرِهَا فَوَاکِهَ ،و لها أَعمالٌ کثیرَهٌ :مُدُنٌ و قُرًی و حُصُونٌ مسافهَ أَرْبَعِینَ مِیلاً،و لا یَدْخُلُها عقربٌ و لا حیَّهٌ إِلاَّ ماتَتْ ، و لا یُسَوِّسُ فِیها شیءٌ من الطَّعَامِ و الأَخْشَابِ و الثِّیَابَ ،نَقَل ذلِکَ الشّهَابُ المَقَّرِیُّ فی نَفْحِ الطِّیبِ .و قد خَرَجَ منها أَعْلامٌ کالسَّرَقُسْطِیِّ صاحِبِ الأَفْعَالِ .و غیرُ واحِدٍ،و أَبو الطّاهِرِ مُحَمَّدُ بنُ یُوسُفَ السَّرَقُسْطِیُّ صاحِبُ المَقَامَات التَّمِیمِیَّهِ اللُّزُومِیّه،و هی خَمْسُون مَقَامَهً .

و سَرَقُسْطَهُ أَیضاً: د،بنَواحِی خُوارَزْمَ ،عن العِمْرَانیّ الخُوارَزْمِیِّ ،کما فی العُبَابِ .قلتُ :و لعَلَّ هذا الأَخِیرَ سَرای قُسْطَه بإِضافَهِ السَّرای إِلی قسْطَهُ .و قُسْطَهُ :اسمُ رَجُلٍ نُسِبَ إِلیه السَّرَایُ ،فتَأَمَّلْ .

سرمط

تَسَرْمَطَ الشَّعرُ:قَلَّ و خَفَّ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و السَّرَوْمَطُ ،کصَنَوْبَرٍ:الجَمَلُ الطَّوِیلُ ،عن اللَّیْث، و أَنْشَدَ:

أَعْیَسَ سامٍ سَرْطَم سَرَوْمَط

کالسَّرْمَطِ و السُّرَامِطِ ،کجَعْفَرٍ و عُلابِطٍ و المُسَرْمَطِ ، کمُدَحْرَجٍ ، و السَّرْمَطِیطِ ،کلُّ ذلِکَ عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و یروَی:

بِکُلّ سَامٍ سَرْمَطٍ سَرَوْمَطِ

و قیل: السَّرَوْمَطُ و ما بعدَه کلُّه:الطّوِیلُ من کُلِّ شیْ ءٍ.

و قال الجَوْهَرِیُّ : السَّرَوْمَطُ :الطویلُ من الإِبِل و غَیْرِهَا، و أَنْشَدَ لِلَبِیدٍ یَصِف زِقَّ خَمْرٍ اشْتُرِیَ جُزَافاً:

بمُجْتَزَفٍ (5)جَوْنٍ کأَنَّ خِفَاءَه

قَرَا حَبَشِیٍّ بالسَّرَوْمَطِ مُحْقَبِ

و قِیلَ : السَّرَوْمَطُ فی البَیْتِ : جِلْدُ ضَائِنَهٍ یُجْعَلُ فیه زِقُّ الخَمْرِ ،و قِیلَ :هی جِلدُ ظَبْیَهٍ لُفَّ فیه زِقُّ الخَمْرِ.و فی المُحْکَمِ :وِعَاءٌ یکونُ فیه زِقُّ الخَمْرِ و نَحوُه.

و قیل: کُلُّ خِفَاءٍ یُلَفُّ فیه شَیْ ءٌ فهو سَرَوْمَطٌ له.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

السَّرَوْمَطُ :اسم جَبَلٍ ،و به فُسّر بیتُ لَبِید.

ص:280


1- (1) فی القاموس:«الفالوذ»و الأصل کالتهذیب عن اللیث.
2- (2) الذی فی التهذیب هنا:و قیل للفالوذ.
3- (3) الذی فی الجمهره 330/2«الحریره»کالأصل و علی هامشها عن نسخه أخری«الخزیره».
4- (4) عن معجم البلدان و [1]بالأصل«قطیله».
5- (5) اللسان:و [2]مجتزف.

و رجلٌ سَرَوْمَطٌ :یَبتلِعُ کُلَّ شَیْ ءٍ قِیلَ :إِنّ المِیمَ زَائِدَهٌ .

سطط

السُّطُطُ ،بضمَّتَیْن ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هم الظَّلَمَهُ ،و أَیْضاً:الجائرُون.

قال:و الأَسَطُّ :الطَّوِیلُ الرِّجْلَیْنِ من الرِّجال،کذا فی التَّهْذِیبِ .

و غَدِیرُ الأَسْطَاطِ :موضعٌ قُرْب عُسْفَانَ ،لغهٌ فی الأَشْطاطِ ،بالشِّینِ المُعْجَمَه،نقله القَسْطَلانِیُّ فی شَرْحِ البُخَارِیِّ ،و سَیَأْتِی.

سعط

سَعَطَهُ الدَّواءَ،کمَنَعَهُ ،و نَصَرَه ، یَسْعَطُه و یَسْعُطُه سَعُطاً ،و الضَّمُّ أَعْلَی. و أَسْعَطَه إِیَّاه ،و هذِه عن ابْنِ دُرَیْدٍ و أَبِی عَمْرٍو.و قال اللَّیْثُ :و تَقُول: أَسْعَطْتُه سَعْطَهً وَاحِدَهً ،و إِسْعَاطَهً وَاحِدَهً ،قال العَجّاجُ :

و الخَطْمِ عِنْدَ مَحْقِنِ الإِسْعَاطِ

أَدْخَلَه فی أَنْفِه فاسْتَعَطَ هو بنَفْسِه.

و السَّعُوطُ ،کصَبُورٍ:ذلک الدَّواء الَّذِی یُصَبُّ فی الأَنْفِ ،و الصَّادُ لُغَهٌ فیه عن اللِّحْیَانِیِّ .قال ابنُ سِیدَه:و أُرَی هذا إِنَّمَا هو علی المُضَارَعَهِ الَّتِی حَکَاهَا سِیبَوَیْه فی هذا و أَشْباهِه.

و المُسْعُطُ ،بالضَّمِّ ،و کمِنْبَرٍ ،و هذِه عن اللَّیْثِ ،قال:

لِأَنَّه أَداهٌ : ما یُجْعَلُ فیه السَّعُوط و یُصَبُّ منه فی الأَنْفِ ، و الأَوَّلُ نَادِرٌ.قال الجَوْهَرِیُّ :و هو أَحَد ما جَاءَ بالضَّمِّ مما یُعْتَمَلُ به،زادَ فی العُبَابِ :کالمُنْخُل،و المُدُقِّ ، و المُکْحُلَهِ ،و المُدْهُنِ ،و المُنْصُلِ لِلسَّیْف (1).

و السَّعِیطُ :دُرْدِیُّ الخَمْرِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ:

و طِوَالُ القُرُونِ فی مُسْبَکِرٍّ

أُشْرِبَت بالسَّعِیطِ و السُّیّابِ (2)

و قال أَبو عُبَیْدٍ: السَّعِیطُ : الرِّیحُ الطَّیِّبَهُ من خَمْرٍ و نَحْوِها،أَو مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ .قال ابن السِّکِّیتِ :و یَکُونُ من الخَرْدَلِ .

و قال أَبُو حَنِیفَهَ : السَّعِیطُ : الْبَانُ .و نَقَل ابنُ بَرِّیّ عن بَعْضِهِم: السَّعِیط : دُهْنُهُ ،و أَنْشَدَ للعَجّاج یَصِفُ شَعرَ امْرَأَهٍ :

یُسْقَی السَّعِیطَ من رُفَاضِ الصَّنْدَلِ

و یقال:رَوَّتْ قُرُونَها بالسَّلِیطِ و السَّعِیط ،أَی بدُهْنِ الزَّیْت،و دُهْن الخَرْدَل .

و السَّعِیطُ : حِدَّهُ الرِّیحِ و مُبَالَغَتُها فی الأَنْفِ ، و ذَکَاؤُها، کالسُّعَاطِ ،بضمٍّ ،یُقَال:هو طَیِّبُ السُّعَاطِ ،و أَنْشَد أَبو حَنِیفَهَ یَصفُ إِبِلاً و أَلْبَانَهَا:

حَمْضَیَّه طَیِّبَه السُّعَاطِ

و اسْتَعَطَ البَعِیرُ: شَمَّ شَیْئاً من بَوْل النَّاقَهِ فدَخَلَ فی أَنْفِهِ منه شَیْ ءٌ ثمّ ضَرَبَهَا فلم یُخْطِیءِ اللَّقْحَ .

و من المَجَاز: أَسْعَطَهُ عِلْماً ،إِذا بالَغَ فی إِفْهَامِهِ و تَکْریر ما یُعَلِّمُه علیه. و من المَجَاز أَیضاً: أَسْعَطَهُ الرُّمْحَ ،إِذا طَعَنَه به فی أَنْفِه ،کما هو نصُّ العَیْن.و فی الصّحاح:

أَسْعَطْتُه الرُّمْحَ مثْل أَوْجَرْتُه،إِذا طَعَنْتَه به فی صَدْرِه.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

السُّعَاطُ ،کغُرابٍ : السَّعُوطُ ،و حِدَّهُ رِیحِ الخَرْدَل.

و قال الفَرّاءُ: سُعَاطُ المِسْکِ :رِیحُه.

و السَّعِیطُ : المُسْعُط .

و:دُهْنُ الزَّئْبَق.

و یُقَال:هو طَیِّبُ السُّعُوطِ و الإِسْعَاطِ .

و السَّعُوطُ (3):العَرَق.

سفط

السَّفَطُ ،محرَّکَهً :الَّذِی یُعَبَّی فیه الطِّیبُ و ما أَشْبَهَه من أَدَوَاتِ النِّسَاءِ.و فی المُحکم: کالجُوَالِقِ ،و فی غیره: أَوْ کالقُفَّهِ ،و هو عَرَبِیٌّ مَعْرُوفٌ .

14- و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

أَخْبَرنا أَبو حاتِمٍ عن الأَصْمَعِیِّ أَحْسبُه عن یُونُسَ ،و أَخْبَرَنا یَزِیدُ بنُ عَمْرٍو الغَنَوِیُّ عن رِجَاله،قال: مَرَّ أَعرابیٌّ بالنَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلّم و هو یُدْفَنُ فَقَال:

هَلاَّ جَعَلْتُم رَسُولَ اللّه فی سَفَطٍ

مِنَ الألُوَّهِ أَصْدَا مُلْبَساً ذَهَبَا.

17- و فی حَدِیثِ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عَنْه: «فَأَصَابُوَا سَفَطَیْن

ص:281


1- (1) و انظر التهذیب و فیه المکحل بدل و المکحله.
2- (2) السیاب کشداد و رمان،البلح أو البسر.
3- (3) فی التکمله:و السعیط :العرق.

مَمْلُوءَیْنِ جَوْهَراً».

17- و عن مَعْقِلِ بنِ یَسَارٍ المُزَنِیِّ رَضِیَ اللّه عنه أَنَّه قال: لَمّا قُتِل النُّعْمان بن عَمْرِو بن مُقَرِّنٍ رضِیَ اللّه عنه،أَرْسَلُوا إِلی أُمَّ وَلَدِه:هل عَهِدَ إِلیک النُّعمانُ ؟قالت:

سَفَطٌ فیه کِتَابٌ .فجاءَتْ به ففَتَحُوه،فإِذَا فِیه:«فإِنْ قُتِل النُّعْمَان ففُلانٌ ».

قلت:و أَنْشَدَ بعضُ الشُّیوخِ لأَبی حامِدٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الرَّحِیمِ المازِنیِّ القَیْسِیِّ الغَرْنَاطِیِّ :

تَکْتُبُ العِلْمَ و تُلْقِی فی سَفَطْ

ثُمّ لا تَحْفَظُ ،لا تُفْلِحُ قَطّ

إِنَّمَا یُفْلِحُ مَنْ یَحْفَظُه

بَعْدَ فَهْمٍ و تَوَقٍّ منْ غَلَطْ

ج: أَسْفَاطٌ .

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: و فی بَعْضِ اللُّغَات یُسَمَّی القِشْرُ الَّذِی عَلَی جِلْدِ السَّمَکِ : سَفَطٌ ،بالتَّحْرِیکِ ،قال:و هو الجِلْدُ الَّذِی علیه الفُلُوسُ .

و قال أَبو عَمْرٍو: سَفَّطَ فُلانٌ حَوْضَهُ تَسْفِیطاً ،إِذا شَرَّفَهُ و أَصْلَحَهُ و لاَطَهُ ،و أَنْشَد:

حَتَّی رَأَیْت الحَوْضَ ذُو قَدْ سُفِّطَا (1)

ذُو فَاضَ مِن طُولِ الجِبَی فَأَفْرَطَا

قَفْراً من الماءِ هَوَاءً أَمْرَطَا

أَرادَ بالهَوَاءِ:الفَارِغَ من الماءِ.

و السَّفِیطُ :الطَّیِّبُ النَّفْسِ ،و قیل: السَّخِیُّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ:

ماذا تُرَجِّینَ من الأَرِیطِ

حَزَنْبَلٍ یَأْتِیکِ بالبَطِیطِ

لَیْسَ بذِی حَزْمٍ و لا سَفِیطِ

قلتُ :و هو قَوْلُ حُمَیْدٍ الأَرْقَط ، و قد سَفُطَ ،ککَرُمَ ، سَفَاطَهً ،و نَفْسُه سَفِیطَهٌ بکذا،و یُقَال:هو سَفِیطُ النَّفْسِ ، أَی سَخِیُّها طَیِّبُها،لُغَهُ أَهْلِ الحِجَازِ:و قال الأَصْمَعِیُّ :إِنَّه لَسَفِیطُ النَّفْسِ ،و مُذِلُّ النَّفْس:إِذا کان هَشًّا إِلی المَعْرُوف جَوَاداً.

و السَّفِیطُ أَیْضاً: النَّذْلُ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : کُلُّ مَنْ لا قَدْرَ له من رَجُلٍ أَو شَیْ ءٍ فهو سَفِیطٌ ، ضِدٌّ .

و السَّفِیطُ أَیْضاً: المُتَساقِطُ من البُسْرِ الأَخْضَرِ ،کما فی اللِّسَانِ .

و السُّفَاطَهُ ،کثُمَامَهٍ :مَتَاعُ البَیْتِ ،کالأَثَاثِ .نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و سَفْطُ ،بالفَتْح (2)، مُضَافهً إِلی ما سَیَأْتِی:أَسْمَاءُ قُرًی فَمِنْها:

سَفْطُ أَبِی جِرْجَی ،من البَهْنَساوِیّه،و قد وَرَدْتُهَا،و هی کُورَهٌ مُشْتَمِلَه علی قریً ،و تُعْرَفُ الآن بسَاحِلِ أَبی جرْج، و کانَتْ سابِقاً تُضَاف إِلی قَیْس،و قد اضْمَحَلَّ حالُها،و من قُرَاهَا بَنِی مَزار،و هی قریبهٌ من البَحْر.

و سَفْطُ العُرَفاءِ (3)بالبَهْنَساوِیّه أَیضاً غربِیَّ النِّیلِ .

و سَفْطُ القُدُورِ ،بأَسْفَلِ مِصْرَ،و هذِه الثّلاثَهُ ذَکَرَهُنَّ الصّاغَانِیُّ و الأَخِیرَهُ و هی المَعْرُوفَهُ الآنَ بسَفْطِ عبدِ اللّه بالغَرْبِیّه،و بها تُوُفِّی عبدُ اللّه بن جَزْءٍ الزُّبَیْدِیّ .آخرُ من ماتَ من الصَّحابَهِ بمِصْرَ،و قبرُه ظاهِرٌ یُزَارُ،زُرْتُه مِرَاراً، رضِیَ اللّه عنه.

و سَفْطُ الزَّیْتِ و سَفْطُ زُرَیْق (4)،بالشَّرْقِیَّهِ ، و سَفْطُ الحِنَّاء ،بها أَیْضاً، و سَفْطُ اللَّبَن ،و قد سَقَطَتْ هذِه من نُسْخَهِ الشَّیخِ عبدِ الباسِطِ البُلْقِینِیّ ، و سَفْطُ البَهْو ، بالمرْتاحِیَّه،و هی منْشِیّهُ الأَحْمَر و سَفْط أَبِی تُرَاب ، بالسَّمَنُّودِیَّه، و سَفْط سُلَیْط ،بالمنُوفِیّه،و هی مُنْیَه خَلَف، و قد وَرَدْتُهَا و سَفْط کِرْدَاسَهَ ،بالبُحَیْرَهِ و سَفْط قُلَیْشَانَ ، بحَوْفِ رَمْسِیس، و سَفْطُ مَیْدُومٍ ،بالبَهْنَساوِیّه،و هی سَفْطُ بنی وَعْلَهَ ،و قد وَرَدْتُها، و سَفْطُ رَشِینَ ،بالبَهْنَساویَّه أَیْضاً و سَفْطُ الخَمّارهِ ،بالأُشْمُونَیْن، و سَفْطُ نَهْبَا ،بالجِیزِیَّهِ ، و منها مُرْهَفُ بن صَارِمِ بن فَلاحٍ الجُذَامِیُّ السَّفْطِیُّ ،کتَبَ

ص:282


1- (1) ذو بمعنی الذی،لغه طییء،کما فی التهذیب.
2- (2) ضبطت بالقلم فی التکمله بالتحریک،و ضبط الأصل یوافق معجم البلدان فقد نص علی فتح أوله و سکون ثانیه.
3- (3) فی معجم البلدان:العُرْفَا.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و رُزَیْقٍ ».

عنه الزَّکِیُّ المُنْذریّ ،و تَرْجَمَه فی تَکْمِلَتِه.و عَبْدُ اللّه بنُ مُوسی السَّفْطِیُّ ،رَوَی عنه ابن وَهْب (1). و سَفْط المُهَلَّبِیّ بالأُشْمُونین سَبْعَهَ عَشَرَ قَرْیَهً بمِصْرَ ،هکَذَا فی أُصُولِ القَامُوس،و الصّوابُ :سَبَعَ عَشَرَهَ قَرْیَه،نبّه علی ذلکَ شیخُنَا.و فی تَکْمِلَهِ المُنْذِریِّ : سَفْط :سِتَّهَ عَشَرَ مَوْضِعاً، کلّهَا بمِصْر فی قِبْلِیّها و بَحْرِیِّها.و بَقِیَ عَلَیْه من السُّفُوط :

سَفْط طُولیا بالشرقیّه،و سَفْطُ خالِد بالبُحَیْره،و هی سَفْطُ العِنَبِ ،و قد وَرَدْتُها،و سَفْطُ (2)أَبو زِینَه،و سَفْطُ المُلُوک بالدِّنْجَاوِیَّه،و سَفْطُ البُحَیْریّه بالکُفورِ الشّاسِعَه.

و الاسْتِفاطُ :الاشْتِفاف .

و قال ابنُ عَبّادٍ: رجُلٌ مُسَفَّطُ الرَّأْسِ ،کمُعَظَّم،أَی رأْسُه کالسَّفَطِ .

قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : و یُقَال: ما أَسْفَطَ نَفْسَه عَنْکَ ،أَی ما أَطْیَبَها .قال:و منه اشْتِقَاق الإِسْفَنْط للخَمْرِ،کما سَیَأْتِی.

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

سَفَطْتُ السَّمَکَهَ أَسْفِطُهَا سَفْطاً ،إِذا قَشَرْتَ ذلِکَ السَّفَطَ عَنْهَا.

و السَّفَاطَهُ ،کسَحَابَهٍ :الهشاشهُ .

و السَّفَّاطُ :صانعُ السَّفَطِ .

و سَنْسَفْط :قَرْیَه بِجزیرهِ بنی نَصْرٍ.

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

السَّفْسَطَه :کَلِمهٌ یُونَانِیَّهٌ مَعْنَاهَا:الغَلَطُ ،و الحِکْمَهُ المُمَوَّهَهُ ،قاله القَصّارُ و السَّعْدُ فی أَوائِلِ شَرْحِ العَقَائِدِ.

سفنط

الإِسفِنْطُ ،بالکَسْرِ ،قالَ أَبو سُهَیْلٍ :کذا أَحْفَظُه، و تُفْتَح الفاءُ ،أَی مع کَسْرِ الهَمْزَهِ ،و هکَذا وُجِدَ بخَطِّ الجوْهَریِّ : المُطَیَّبُ من عَصِیرِ العِنَبِ ،کذا فی اللِّسَانِ ،فی فَصْلِ الأَلِف مع الطّاءِ،و قیل:هی خَمْرٌ فِیها أَفاوِیهُ ، أَو ضَرْبٌ من الأَشْرِبَهِ ،فارِسِیٌّ مُعَرَّب،کما فی الصّحاحِ ،و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ .و قِیل:هو الخَمْرُ، بالرُّومِیَّهِ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ أَیْضاً. أَو أَعْلَی الخَمْرِ و صَفْوَتُهَا، قالَه أَبُو عُبَیْدَهَ .و قِیلَ : سُمِّیَتْ لأَنَّ الدِّنانَ تَسَفَّطَتْهَا،أَی تَشَرَّبتْ أَکْثَرَها فبَقِیَتْ صَفْوَتُهَا،و هو یُلَمِّحُ لقَوْلِ أَبِی عُبَیْدَهَ ، أَو مِن السَّفِیطِ لِلطَّیِّب النَّفْسِ ،لأَنَّهُم یَقُولونَ :ما أَسْفَطَ نَفْسَه عَنْکَ ،أَی ما أَطْیَبَها،و هذا قولُ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، فهو عِنْدَه عَرَبِیٌّ ،و القَوْلُ ما قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ من أَنَّه رُومِیٌّ ، و الکَلِمَهُ إِذا لم تَکُنْ عَرَبِیَّهً جُعِلَتْ حُرُوفُهَا کُلُّها أَصْلاً،قال الأَعْشَی یَصِفُ الرِّیقَ :

و کَأَنَّ الخَمْرَ العَتِیقَ من الإِسْ

فِنْط مَمْزُوجَهً بماءٍ زُلاَلِ

بَاکَرَتْها الأَغْرَابُ فی سِنَهِ النَّوْ

مِ فتَجْرِی خِلاَلَ شَوْکِ السَّیَالِ

الأَغْرَابُ :جمع غَرْبِ السِّنِّ ،و قِیلَ :هی خُمُورٌ مُخْتَلِفَهٌ مَخْلُوطهٌ .و قَال شَمِرٌ:سَأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابِیِّ عنها فقال.

الإِسْفَنْط :اسْمٌ من أَسْمَائِها لا أَدْرِی ما هُوَ،و قد ذَکَرها الأَعْشَی فقالَ :

أَو اسْفَنْطَ عانَهَ بعدَ الرُّقا

دِ شَکَّ الرِّصَافُ إِلیها غَدِیرَا

قلتُ :و قال سِیبَوَیْه: الإِسْفَنْط ، الإِسْطَبْلُ خماسِیّانِ ، جَعَلَ الأَلِفَ فِیهما أَصْلِیَّه،کما جُعِل یَسْتَعُور خُماسِیّا، جُعلت الیاءُ أَصلیّه.کما فی اللّسَان (3).

سقط

سَقَطَ الشَّیْ ءُ من یَدِی سُقُوطاً ،بالضَّمِّ ، و مَسْقَطاً ،بالفَتْح: وَقَعَ ،و کُلُّ مَنْ وَقَع فی مَهْوَاهٍ یُقَال:وَقَعَ و سَقَطَ .و فی البَصَائِر: السُّقُوط :إِخْرَاجُ الشَّیْ ءِ إِمّا من مَکَانٍ عالٍ إِلی مُنْخَفِضٍ ، کالسُّقوطِ (4)من السَّطْح.و سُقُوطِ مُنْتَصِبِ القَامَهِ (5)، کاسّاقَطَ ،و مِنْهُ قولُه تَعَالی: تُساقِطْ عَلَیْکِ رُطَباً جَنِیًّا (6)،وَ قَرَأَ حَمّاد و نُصَیْرٌ وَ یَعْقُوبُ و سَهْلٌ « یَسَّاقَط » بالیَاءِ التَّحْتِیَّهِ المَفْتُوحَهِ ،کما فی العُبَابِ .قلتُ :

فمَنْ قرأَ بالیاءِ فهو الجِذْعُ ،و من قَرَأَ بالتّاءِ فهی النَّخْلَه،

ص:283


1- (1) الذی فی معجم البلدان« [1]سفط القدور»:ینسب إلیها عبد اللّه بن موسی السفطی مولی قریش،روی عن ابراهیم بن زبان بن عبد العزیز، و روی عنه ابنه وهب».
2- (2) کذا بالأصل.
3- (3) انظر اللسان [2]فی مادتی«أسقط »و«أصفط ».
4- (4) عن البصائر و بالأصل«بالسقوط »و فی مفردات الراغب:کسقوط الإنسان من السطح.
5- (5) زید فی المفردات:و هو إذا شاخ و کبر.
6- (6) سوره مریم الآیه 25. [3]

و انْتِصَابُ قوله: «رُطَباً جَنِیًّا» علی التَّمْیِیز المُحَوَّلِ ،أَراد یَسّاقَط رُطَبُ الجِذْع،فلمّا حُوِّل الفِعْلُ إِلی الجِذْع خَرَجَ الرُّطَبُ مُفَسِّراً،قال الأَزْهَرِیُّ :هذا قَوْلُ الفَرّاءِ. فهو سَاقِطٌ و سَقُوطٌ ،کصَبُورٍ،المُذَکَّرُ و المُؤَنَّثُ فیه سوَاءٌ،قال:

مِنْ کُلِّ بَلْهَاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ

بَیْضَاءَ لم تُحْفَظْ و لم تُضَیَّعِ

یعنی أَنَّهَا لم تُحْفَظْ من الرِّیبَه و لم یُضَیِّعْهَا وَالِدَاهَا.

و المَوْضِعُ : مَسْقِطٌ کمَقْعَدٍ و مَنْزِلٍ الأُولَی نادِرَهٌ نَقَلَهَا الأَصْمَعِیُّ ،یُقَال:هذا مَسْقَط الشَّیْ ءِ و مَسْقِطُهُ ،أَی مَوضِعُ سُقُوطِه .

و قال الخَلِیلُ :یُقَال: سَقَطَ الوَلَدُ من بَطْنِ أُمِّهِ ،أَی خَرَجَ ،و لا یُقَال:وَقَعَ ،حِینَ تَلِدُه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .و فی الأَساسِ :و یُقَال: سَقَطَ المَیِّتُ من بَطْنِ أُمِّه،و وَقَعَ الحَیُّ .

و من المَجَازِ: سَقَطَ الحَرُّ یَسْقُطُ سُقُوطاً ،أَی وَقَعَ ، و أَقْبَلَ و نَزَلَ .

و یُقَال: سَقَطَ عَنَّا الحَرُّ،إِذا أَقْلَعَ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، کأَنَّه ضِدٌّ .

و من المَجَازِ: سَقَطَ فی کَلامِه و بِکَلامِه سُقُوطاً ،إِذا أَخْطَأَ ،و کذلِکَ أَسْقَطَ فی کَلامِه.

و من المَجَازِ: سَقَطَ القومُ إِلیَّ سُقُوطاً : نَزَلُوا عَلَیَّ ، و أَقْبَلُوا،و منه

16- الحَدِیثُ : «فَأَمَّا أَبو سَمّالٍ (1)فسَقَطَ إِلی جِیرَانٍ له»أَی أَتَاهُمْ «فأَعَاذُوهُ (2)و سَتَرُوهُ ».

و مِنَ المَجَازِ: هذا الفِعْلُ مَسْقَطَهٌ له من أَعْیُنِ النّاسِ ، و هو أَنْ یَأْتِیَ بما لا یَنْبَغِی.نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و الزَّمَخْشَرِیُّ ، و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و مَسْقِطُ الرَّأْسِ :المَوْلِدُ ،رَوَاه الأَصْمَعِیُّ بفتح القافِ ، و غیرُه بالکَسْر،و یُقَال:البَصْرَهُ مَسْقَطُ رَأْسِی،و هو یَحِنُّ إِلی مَسْقَطِهِ ،یعنی حَیْثُ وُلِدَ،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَسَاسِ .

و تَسَاقَطَ الشَّیْ ءُ: تَتَابع سُقُوطُهُ .

و سَاقَطَهُ مُسَاقَطَهً ،و سِقَاطاً : أَسْقَطَه ،و تَابَعَ إِسْقَاطَهُ ، قال ضابِیءُ بنُ الحارِثِ البُرْجُمِیُّ یَصِفُ ثَوْراً و الکلابَ :

یُسَاقِطُ عنه رَوْقُهُ ضَارِیَاتِهَا

سِقَاطَ حَدِیدِ القَیْنِ أَخْوَلَ أَخْوَلاَ

قوله:أَخْوَلَ أَخْوَلاَ،أَی مُتَفَرِّقاً،یعنی شَرَرَ النَّارِ.

و السُّقْطُ ،مُثَلَّثَهً :الوَلَدُ یَسْقُطُ من بَطْنِ أُمِّه لِغَیْرِ تَمَامٍ ، و الکَسْرُ أَکثرُ،و الذَّکَرُ و الأُنْثَی سَواءٌ و مِنهُ

16- الحَدِیثُ : «لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِلیَّ من مِائَهِ مَسْتَلْئِمٍ ». المُسْتَلْئِم:لابِسُ عُدَّهِ الحَرْبِ ،یَعنی أَنَّ ثَوَابَ السِّقْطِ أَکْثَرُ من ثَوابِ کِبَار الأَوْلادِ (3).

16- و فی حَدِیثٍ آخَرَ: «یُحْشَرُ ما بَیْنَ السِّقْطِ إِلی الشَّیْخِ الفانِی مُرْداً جُرْداً مُکَحَّلِینَ أَولِی أَفَانِینَ ». و هی الخُصَل من الشَّعرِ؛

16- و فی حَدِیثٍ آخَرَ: «یَظَلُّ السِّقْطُ مُحْبَنْطِئاً علی باب الجَنَّه». و یُجْمَع السِّقْطُ علی الأَسْقاطِ ، قال ابْنُ الرُّومِیّ یَهْجُو وَهْباً عند ما ضَرَط :

یا وَهْبُ إِنْ تَکُ قد وَلَدْت صَبِیَّهً

فبحَمْلِهم سَفراً علیکَ سِبَاطَا

مَنْ کانَ لا یَنْفَکُّ یُنْکَح دَهْرَهُ

وَلَدَ البَنَاتِ و أَسْقَطَ الأَسْقاطَا

و قد أَسْقَطَتْهُ أُمُّه إِسْقَاطاً ، و هی مُسْقِطٌ ،و مُعْتَادَتُه:

مِسْقَاطٌ ،و هذا قد نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاس.و عِبَارَهُ الصّحاحِ و العُبَابِ :و أَسْقَطَت النّاقَهُ و غَیْرُها،إِذا أَلْقَتْ وَلَدَهَا،و الَّذِی فی أَمَالِی القَالِی،أَنَّه خاصُّ بِبَنِی آدَمَ ، کالإِجْهَاضِ للنّاقَهِ ،و إِلیه مال المُصَنِّف.و فی البَصَائر:فی أَسْقَطَت المَرْأَهُ ،اعْتُبِرَ الأَمْرَانِ : السُّقُوطُ من عالٍ ،و الرَّدَاءَهُ جمیعاً،فإِنَّهُ لا یُقَال أَسْقَطت المرأَهُ إِلاّ فی الّذِی تُلْقِیه قَبْلَ التَّمَامِ ،و منه قِیلَ لذلِکَ الوَلَدِ: سِقْطٌ (4).

قال شَیْخُنَا:ثُمَّ ظَاهِرُ المُصَنِّف أَنَّهُ یُقَال: أَسْقَطَت الوَلَدَ،لأَنَّهُ جاءَ مُسْنَداً للضَّمِیرِ فی قَوْلِهِ : أَسْقَطَتْهُ ،و فی المِصْباحِ ،عن بَعْضِهِم:أَماتَت العرَبُ ذِکَرْ المفعولِ فلا یَکَادُونَ یقولون: أَسْقَطَت سِقْطاً ،و لا یُقَال: أُسْقِطَ الوَلَدُ،

ص:284


1- (1) عن اللسان و بالأصل«أبو سماک».
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«فأمادوه».
3- (3) زید فی النهایه و [2]اللسان: [3]لأن فعل الکبیر یخصه أجره و ثوابه،و إن شارکه الأب فی بعضه،و ثواب السقط موفر علی الأب.
4- (4) انظر مفردات الراغب ماده سقط ص 241.

بالبِنَاءِ للمَفْعُولِ ،قلتُ :و لکن جاءَ ذلِکَ فی قَوْلِ بَعْضِ العَرَب:

و أُسْقِطَت الأَجِنَّهُ فی الوَلاَیَا

و أُجْهِضَتِ الحَوَامِلُ و السِّقَابُ

و السَّقْطُ : ما سَقَطَ بینَ الزَّنْدَیْنَ قَبْلَ اسْتِحْکَام الوَرْیِ ، و هو مَثَلٌ بذلِک،کما فی المُحْکَمِ و یُثَلَّثُ ،کما فی الصّحاحِ ،و هو مُشَبَّه بالسّقْطِ للوَلَدِ الَّذِی یَسْقُطُ قبلَ التَّمَامِ ،کما یَظْهَرُ من کَلامِ المُصَنِّفِ ،و صَرّحَ به فی البَصَائِرِ.و فی الصّحاحِ : سَقْطُ النّارِ:مَا یَسْقُطُ مِنْهَا عندَ القَدْح،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،قالَ الفَرّاءُ:یُذَکَّرُ و یُؤَنَّث قال، ذُو الرُّمَّه:

و سِقْطٍ کعَیْنِ الدِّیک عَاوَدْتُ صاحِبِی

أَباهَا،و هَیَّأْنَا لِمَوْقِعها وَکْرَا

و السَّقْطُ : حیثُ انْقَطَعَ مُعظَمُ الرِّمْلِ و رَقَّ ،و یُثَلَّثُ أَیْضاً،کما صَرَّح به الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و قد أُغْفِل عن ذلِکَ فیه و فی الّذِی تَقَدَّم،ثم إِنَّ عِبَارَهَ الصّحاحِ أَخْصَرُ من عِبارَتهِ ،حیثُ قال:و سِقْط الرَّمْلِ :مُنْقَطَعُه،و أَمَّا قولُه «رَقَّ »فهُوَ مَفْهُومٌ من قوله:«مُنْقَطَعُه»لأَنَّه لا یَنْقَطِعُ حَتَّی یَرِقَّ ، کمَسْقَطِهِ ،کمَقْعَدٍ،علی القِیَاسِ ،و یُرْوَی:کمَنْزِلٍ ، علی الشٌّذوذِ،کما فی اللِّسَانِ ،و أَغْفَلَه المُصَنِّفُ قُصُوراً.

و قِیل: مَسْقَطُ الرَّمْلِ حیثُ یَنْتَهِی إِلیه طَرَفُه،و هو قَرِیبٌ من القَوْلِ الأَوَّلِ ،و قال امْرُؤُ القَیْسِ :

قِفَا نَبْکِ من ذِکْرَی حَبِیبٍ و مَنْزِلِ

بسِقْطِ اللِّوَی بین الدَّخُولِ فحَوْمَلِ

و السَّقْط ، بالفَتْحِ :الثَّلْجُ ،و أَیضاً: مَا یَسْقُطُ من النَّدَی ،کالسَّقِیطِ ،فیهما،کما سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ قَرِیباً،و من الأَوَّلِ قولُ هُدْبَهَ بنِ خَشْرَمٍ :

و وَادٍ کجَوْفِ العَیْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه

تَرَی السَّقْطَ فی أَعْلامِه کالکَرَاسِفِ

و السَّقْطُ : من لا یُعَدُّ فی خِیَارِ الفِتْیَانِ ،و هو الدّنِیءُ الرَّذْلُ کالسّاقِطِ و قِیل: السّاقِطُ اللَّئیمُ فی حَسَبِهِ و نَفْسِه.

و یُقَالُ للرجُلِ الدَّنِیءِ: ساقِطٌ مَاقِطٌ ،کما فی اللِّسَانِ ، و الَّذِی فی العُبَابِ :و تَقُول العَرَبُ :فُلانٌ ساقِطُ ابنُ ماقِطِ ابنِ لاقِطٍ ،تَتَسابُّ بها. فالسّاقِطُ :عَبْدُ المَاقِطِ ،و المَاقِطُ :

عَبْدُ اللاَّقِط ،و الَّلاقِطُ :عَبْدٌ مُعْتَقٌ (1).

و مِنَ المَجَازِ:قَعَدَ (2)فی سِقْطِ الخِبَاءِ،و هو بالکَسْرِ:

ناحِیَهُ الخِبَاءِ کما فی الصّحاح،و رَفْرَفُهُ ،کما فی الأَساسِ ، قال:اسْتُعِیرَ من سِقْطِ الرَّمْلِ ،و للخِبَاءِ سِقْطَانِ .

و مِنَ المَجَازِ: السِّقْطُ : جَنَاحُ الطّائرِ،کسِقَاطِه، بالکَسْرِ،و مَسْقَطِهِ ،کمَقْعَدِه ،و منه قَوْلُهم:خَفَقَ الظَّلیمُ بسِقْطَیْه .و قیل: سِقْطَا جَنَاحَیْه:ما یَجُرُّ منهُمَا علی الأَرْضِ ،یُقَال:رَفَعَ الظَّلِیمُ سِقْطَیْهِ و مَضَی.

و منَ المَجَازِ: السِّقْطُ : طَرَفُ السَّحَابِ حَیْثُ یُرَی کأَنَّه سَاقِطٌ علی الأَرْضِ فی نَاحِیَهِ الأُفُقِ ،کما فی الصّحَاح، و منه أُخِذَ سِقْطُ الخِبَاءِ.

و السَّقَطُ ، بالتَّحْرِیکِ :ما أُسْقِطَ من الشَّیْ ءِ و تُهُووِنَ به، و سَقَطُ الطَّعَامِ : ما لا خَیْرَ فِیهِ منه، ج: أَسْقَاطٌ .و هو مَجَازٌ.

و السَّقَطُ : الفَضِیحَهُ ،و هو مَجَازٌ أَیْضاً.

و فی الصّحاحِ : السَّقَطُ : رَدِیءُ المَتَاعِ ،و قال ابنُ سِیدَه: سَقَطُ البَیْتِ خُرْثِیُّه؛لأَنَّه سَاقِطٌ عن رَفِیعِ المَتَاعِ ، و الجَمْع: أَسْقَاطٌ ،و هو مَجَازٌ.و قال اللَّیْثُ :جمعُ سَقَطِ البَیْتِ : أَسْقَاطٌ ؛نحو الإِبْرَهِ و الفَأْسِ و القِدْرِ و نَحْوِهَا.و قیل:

السَّقَطُ :ما تُنُووِلَ بَیْعُه من تَابِلٍ و نَحْوِه،و فی الأَسَاسِ :

نَحْو سُکَّرٍ و زَبِیبٍ .و ما أَحْسَنَ قولَ الشّاعِر:

و ما لِلْمَرْءِ خَیْرٌ فی حَیَاهٍ

إِذا ما عُدَّ من سَقَطِ المَتَاعِ (3)

و بائعُه: السَّقَّاطُ ،ککَتَّانٍ ، و السَّقَطِیُّ ،مُحَرَّکهً ،و أَنْکَرَ بَعْضُهم تَسْمِیَتَه سَقّاطاً ،و قال:و لا یُقَالُ سَقّاط ،و لکن یُقَال:صَاحِبُ سَقَطٍ .قلتُ :و الصَّحِیحُ ثُبُوتُه،

17- فقد جاءَ فی حَدِیثِ ابْنِ عُمَر: أَنَّه«کان لا یَمُرُّ بسَقَّاطٍ و لا صَاحِبِ بِیعَهٍ إِلاّ

ص:285


1- (1) العباره وردت فی التهذیب عن ثعلب عن ابن الأعرابی.
2- (2) فی الأساس:«علی».
3- (3) البیت لقطری بن الفجاءه،دیوان شعر الخوارج و انظر تخریجه فیه و البیت من أبیات مطلعها: أقول لها و قد طارت شعاعاً من الأبطال ویحک لن تراعی.

سَلَّمَ عَلَیْه». و البِیعَهُ من البَیْع،کالجِلْسَهِ من الجُلوس،کما فِی الصّحاحِ و العُبَابِ .

و مِن الأَخِیر:سَرِیُّ بنُ المُغَلّس السَّقَطِیُّ یُکْنَی أَبا الحَسَنِ ،أَخَذَ عن أَبِی مَحْفُوظٍ مَعْرُوفِ بنِ فَیْرُوز الکَرْخِیِّ ، و عنه الجُنَیْدُ و غیرُه،تُوُفّیَ سنه 251 و من الأَوّلِ شیخُنَا المُعَمَّر المُسِنُّ ،علیُّ بنُ العَرَبِیّ بن مُحَمّدٍ السَّقّاطُ الفَاسِیُّ ،نزیلُ مصرَ،أَخَذَ عن أَبیهِ و غَیْره،تُوُفِّی بمصر سنه 1183.

و من المَجَاز: السَّقَطُ : الخَطَأُ فی الحِسَابِ و القَوْلِ ، و کذلِکَ السَّقطُ فی الکِتَابِ .و فی الصّحاح: السَّقَطُ :الخَطَأُ فی الکِتَابَهِ و الحِسَابِ ،یقال: أَسْقَطَ فی کَلاَمِه،و تَکَلَّم بکلامٍ فما سَقَطَ بحَرْفٍ ،و ما أَسْقَطَ حَرْفاً،عن یَعْقُوبَ ، قال:و هو کما تَقُول:دَخَلْتُ به و أَدْخَلْتُه،و خَرَجْتُ به، و أَخْرَجْتُه،و عَلَوْتُ به و أَعْلَیْتُه.انْتَهَی،و زاد فی اللِّسَان:

و سُؤْتُ به ظَنًّا و أَسَأْتُ به الظَّنَّ ،یُثْبِتُونَ الأَلِفَ إِذا جاءَ بالأَلِف و الّلام. کالسِّقَاطِ ،بالکسْر ،نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ .

و السُّقَاطَهُ ،و السُّقَاطُ ،بضَمِّهما:ما سَقَطَ من الشَّیْ ءِ و تُهُووِنَ به من رذالَهِ الطَّعَامِ و الثِّیابِ (1)و نحوها،یقَال أَعْطَانِی سُقَاطَهَ المَتَاعِ ،و هو مَجَازٌ.و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سُقَاطَهُ کُلِّ شیْ ءٍ:رُذَالَتُه.و قِیل: السُّقَاطُ جَمْعُ سُقَاطَهٍ .

و من المجاز: سُقِطَ فی یَدِهِ و أَسْقِطَ فی یَدِه، مَضْمُومَتَیْن ،أَی زَلَّ و أَخْطَأَ.و قِیلَ : نَدِمَ ،کما فی الصّحاح،زاد فی العُبَاب: و تَحَیَّرَ ،قال الزَّجّاجُ :یُقَال للنّادِم علی ما فَعَل الحَسِرِ علی ما فَرَط منه:قد سُقِطَ فی یَدِه،و أُسْقِط .و قال أَبُو عَمْرٍو:لا یُقَال: أُسْقِط ،بالأَلف، علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه.و أَحْمَدُ بن یَحْیَی مثلُه،و جَوَّزَه الأَخْفَشُ ،کما فی الصّحاحِ ،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: وَ لَمّا سُقِطَ فِی أَیْدِیهِمْ (2).قال الفَارِسِیُّ :ضَرَبُوا أَکُفَّهُم علی أَکُفِّهم من النَّدَمِ ،فإِن صَحَّ ذلِک فهو إِذَنْ من السُّقُوط ، و قال الفَرَّاءُ:یُقَال: سُقِطَ فی یَدِه،و أُسْقِطَ ،من النَّدَامَه، و سُقِطَ أَکثَرُ و أَجْوَدُ.و فی العُبَاب:هذا نَظْمٌ لم یُسْمَعْ قبلَ القُرْآنِ و لا عَرَفَتْهُ العَرَبُ ،و الأَصْلُ فیه نُزُولُ الشَّیْ ءِ من أَعْلَی إِلی أَسْفلَ و وُقُوعُه علی الأَرْضِ ،ثمّ اتُّسِعَ فیه،فقِیلَ للخَطَإِ من الکَلامِ : سَقَطٌ ؛لأَنَّهُم شَبَّهُوه بما لا یُحْتَاجُ إِلیه فیُسْقَطُ ،و ذَکَرَ الیَدَ لأَنَّ النَّدَمَ (3)یَحْدُثُ فی القَلْبِ و أَثَرُه یَظْهَرُ فی الیَدِ،کقَوْلِه تَعَالَی: فَأَصْبَحَ یُقَلِّبُ کَفَّیْهِ عَلی ما أَنْفَقَ فِیها (4)و لأَنَّ الیَدَ هیَ الجَارِحَهُ العُظْمَی فرُبَّمَا یُسْنَدُ إِلیها ما لَمْ تُبَاشِرْه،کقَوْلهِ تعَالَی: ذلِکَ بِما قَدَّمَتْ یَداکَ (5).

و السَّقِیطُ :الناقِصُ العَقْلِ ،عن الزَّجَاجِیِّ ، کالسَّقِیطَهِ ، هکذا فی سائِرِ أُصُولِ القَامُوسِ ،و هُوَ غَلَطٌ ،و الصَّوابُ کالسّاقِطَهِ ،کما فی اللِّسَانِ و أَمَّا السَّقِیطَهُ فأُنْثَی السَّقِیطِ ،کما هو نَصُّ الزَّجّاجِیِّ فی أَمالِیه.

و سَقِیطُ السَّحَابِ : البَرَدُ .

و السَّقِیطُ : الجَلِیدُ ،طائِیَهٌ ،و کلاهُمَا من السُّقوط .

و السَّقِیطُ : ما سَقَطَ من النَّدَی علی الأَرْضِ ،قال الرّاجِزُ:

و لَیْلَهٍ یا مَیَّ ذاتِ طَلِّ

ذاتِ سَقِیطٍ و نَدًی مُخْضَلِّ

طَعْمُ السُّرَی فیها کطَعْمِ الخَلِّ

کما فی الصّحاحِ .و لکنَّه اسْتَشْهَدَ به علی الجَلِیدِ و الثَّلْجِ ،و قال أَبو بَکْرِ بنُ اللَّبَانَه:

بَکَتْ عند تَوْدِیعِی فما عَلِمَ الرَّکْبُ

أَذاکَ سَقِیطُ الظِّلِّ أَمْ لُؤْلُؤٌ رَطْبُ

و قال آخر:

و اسْقُطْ عَلَیْنَا کسُقُوطِ النَّدَی

لَیْلَهَ لا نَاهٍ و لا زاجِرُ

و یُقَال: ما أَسْقط کلمهً و ما أَسْقَطَ حَرْفاً، و ما أَسْقَطَ فِیها ،أَی فی الکَلِمَهِ ،أَی ما أَخْطَأَ فِیهَا،و کذلِکَ مَا سَقَط به،و هو مَجَازٌ،و قد تَقَدَّم هذا قریباً.

و أَسْقَطَه ،هکذا فی أُصولِ القامُوسِ ،و هو غَلَطٌ ، و الصّوابُ : اسْتَسْقَطَهُ ،و ذلِک إِذا طَلَب سَقَطَه و عالَجَه علی

ص:286


1- (1) عن التهذیب و اللسان و بالأصل«و الشراب».
2- (2) سوره الأعراف الآیه 149. [1]
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«النوم».
4- (4) سوره الکهف الآیه 42. [2]
5- (5) سوره الحج الآیه 10. [3]

أَن یَسْقُطَ فیُخْطِیءَ أَو یَکْذِبَ أَو یَبُوحَ بما عِنْدَه ،و هو مَجازٌ، کتَسَقَّطَهُ ،و سَیَأْتِی ذلِکَ للمُصَنِّفِ فی آخِرِ المادّه.

و السَّوَاقِطُ :الَّذِین یَردُون الیَمَامَهَ لامْتِیَارِ التَّمْرِ ،و هو مَجَازٌ،من سَقَطَ إِلیه،إِذا أَقْبَلَ علیه.

و السِّقَاطُ ککِتَابٍ :ما یَحْمِلُونَه من التَّمْرِ ،و هو مَجَازٌ أَیْضاً،کأَنَّه سُمِّیَ به لکَوْنِه یَسْقُطُ إِلیه من الأَقْطارِ.

و السَّاقِطُ :المُتَأَخِّر عن الرِّجَالِ ،و هو مَجازٌ.

و سَاقَطَ الشَیْ ءَ مُساقَطَهً و سِقَاطاً : أَسْقَطَهُ ،کما فی الصّحاحِ ، أَو تَابَعَ إِسْقَاطَه ،کما فی اللِّسَانِ ،و هذا بعَیْنِهِ قد تَقَدَّم فی کَلامِ المُصَنِّف،و تَفْسِیرُ الجَوْهَرِیِّ و صاحبِ اللِّسَان وَاحِدٌ،و إِنَّمَا التَّعْبیرُ مختلِفٌ ،بل صاحِبُ اللسان جَمَعَ بینَ المَعْنَیَیْنِ فقال: أَسْقَطَه ،و تابَعَ إِسْقَاطَه ،فهو تَکْرَارٌ محضٌ فی کَلامِ المُصَنِّفِ ،فتَأَمَّلْ .

و من المَجَاز: ساقَطَ الفَرَسُ العَدْوَ سِقَاطاً :جاءَ مُسْتَرْخِیاً فیهِ ،و فی المَشْیِ ،و قِیلَ : السِّقَاطُ فی الفَرَس أَن لا یَزَالَ مَنْکُوباً.و یُقَالُ للفَرَسِ :إِنّه لسَاقِطُ الشَّدِّ (1)،إِذا جاء منه شَیْ ءٌ بعدَ شیْ ءٍ،کما فِی الأَسَاسِ .و قال الشاعر:

بِذی مَیْعَهٍ کَأَنَّ أَدْنَی سِقَاطِه

و تَقْرِیبِه الأَعْلَی ذَآلِیلُ ثَعْلَبِ

و من المَجَاز: سَاقَطَ فُلانٌ فُلاناً الحدیثَ ،إِذا سَقَطَ من کُلٍّ علی الآخَرِ .و سِقَاطُ الحَدِیثِ بأَنْ یَتَحَدَّثَ الوَاحِدُ و یُنْصِتَ له الآخَرُ،فإِذا سَکَتَ تَحَدَّثَ الساکِتُ ،قال الفَرزدقُ :

إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِیثَ کَأَنَّه

جَنَی النَّحْلِ أَو أَبْکارُ کَرْمٍ تُقَطَّفُ

قلتُ :و أَصْلُ ذلِکَ قولُ ذِی الرُّمَّه:

و نِلْنَا سِقَاطاً من حَدِیثٍ کَأَنَّهُ

جَنَی النَّحْلِ مَمْزُوجاً بمَاءِ الوَقَائعِ

و منه أَخَذ الفرزدقُ و کَذلِکَ البُحْتِریُّ حَیْثُ یَقولُ :

و لَمَّا الْتَقَیْنَا و النَّقَا مَوْعِدٌ لَنَا

تَعَجَّبَ رائِی الدُّرِّ مِنَّا و لاَقِطُهْ

فمِن لُؤْلُؤٍ تَجْلُوه عِنْدَ ابْتِسَامِها

و من لُؤْلُؤٍ عند الحَدِیثِ تُسَاقِطُهْ

و قیل: سِقَاطُ الحَدِیثِ هو:أَنْ یُحَدِّثَهم شَیْئاً بعد شَیْ ءٍ، کما فی الأَساسِ (2).و من أَحْسَنِ ما رَأَیْتُ فی المُسَاقَطَهِ قولُ شَیْخِنا عبدِ اللّه بن سلام المُؤَذِّنِ یُخَاطِبُ به المَوْلَی علیَّ بنَ تاجِ الدِّینِ القلعیّ ،رَحِمَهُما اللّه تَعَالَی و هو:

أُساقِطُ دُرًّا إِذْ تَمَسُّ أَنامِلِی

یَرَاعِی وِعقْیَاناً یَرُوقُ وَ مرْجانَا

أُحَلِّی بها تاجَ ابنَ تَاجٍ عَلِیَّنَا

فلا زَالَ ،مَوْلاَنَا الأجَلَّ و مَرْجانَا

و رَوْضَا النَّدَی و الجُودِ قالاَ لنا اطْلُبُوا

جَمِیعَ الَّذِی یُرْجَی فکَفّاهُ مَرْجانَا

و السَّقاطُ ، کشَدَّادِ و سَحَابٍ ،و عَلَی الأَوّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ : السَّیْفُ یَسْقُطُ من وَرَاءِ الضَّرِیبَهِ و یَقْطَعُهَا حتّی یَجُوزَ إِلی الأَرضِ ،و فی الصّحاح:یَقْطَعها،و أَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ :

یُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُرَاطِی (3)

أَو یَقْطَعَ الضَّرِیبَهَ ،و یَصِلَ إِلی ما بَعْدَها،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :سَیفٌ سَقّاطٌ هو الَّذِی یَقُدُّ حتَّی یَصِلَ إِلی الأَرْضِ بعدَ أَنْ یَقْطَع،و فی شَرْح الدِّیوَانِ :أَیْ یَجُوزُ الضَّرِیبَهَ فیَسْقُطُ ،و هو مجاز.

و السِّقَاطُ ، ککِتَابٍ :ما سَقَطَ من النَّخْلِ و من البُسْرِ ، یَجُوزُ أَنْ یکونَ مُفْرداً،کما هو ظاهِرُ صَنِیعِه،أَو جَمْعاً لسَاقِطٍ .

و من المَجَاز: السِّقَاطُ : العَثْرَهُ و الزَّلَّهُ ، کالسَّقْطَهِ ، بالفَتْح،قال سُوَیْدُ بنُ أَبِی کاهِلٍ الیَشْکُرِیُّ :

ص:287


1- (1) الذی فی اللسان:« [1]إنه لیساقط الشیء»و نبه مصححه بهامشه إلی عباره الأساس.و فی التهذیب کاللسان. [2]
2- (2) عباره الأساس:و تذاکرنا سقاط الأحادیث،و ساقطهم أحسن الحدیث و هو أن یحادثهم شیئاً بعد شیء.
3- (3) صدره فی اللسان: [3] کلون الملح ضربتُه هبیرٌ.

کَیْفَ یَرْجُونَ سِقَاطِی بَعْدَمَا

جَلَّلَ (1)الرَّأْسَ مَشِیبٌ و صَلَعْ

و فی العُبَابِ :«لاحَ فِی الرَّأْسِ ».

أَو هی جَمْعُ سَقْطَهٍ ،یقال:فُلانٌ قلیلُ السِّقَاط ،کما یُقَال:قلیل العِثَارِ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لیَزِیدَ بنِ الجَهْمِ الهِلالِیِّ :

رَجَوْتِ سِقَاطِی و اعْتِلالِی و نَبْوَتِی

وَرَاءَکِ عَنِّی طالِقاً و ارْحَلِی غَدَا

أَو هُمَا بمَعْنًی وَاحِد،فإِنْ کَانَ مُفْرَداً فهو مَصْدَرُ سَاقَطَ الرَّجُلُ سِقَاطاً ،إِذا لم یَلْحَقْ مَلْحَقَ الکِرَامِ .

و مَسْقَط ، کمَقْعَدٍ:د،علی ساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ ،ممّا یَلِی بَرَّ الیَمَنِ .یُقَال:هو مُعَرَّبُ مَشْکَت.

و مَسْقَط : رُسْتاقُ بسَاحِلِ بَحْر الخَزَرِ ،کما فی العُبَابِ (2).قلتُ :هی مَدِینَهٌ بالقُرْبِ من بابِ الأَبْواب،بَنَاهَا أَنُوشَرْوانَ بنُ قُبَاذَ بنِ فَیْرُوزَ المَلِکُ .

و مسْقَطُ الرَّمْلِ : وَادٍ بینَ البَصْرَهِ و النِّبَاجِ ،و هو فی طَرِیق البَصْرَه.

و من المجَاز: تَسَقَّطَ الخَبَرَ و تَبَقَّطَه: أَخَذَهُ قَلِیلاً قَلِیلاً شَیْئاً بَعْدَ شَیْ ءٍ،رَوَاه أَبُو تُرَابٍ عن أَبِی المِقْدَام السُلَمِیِّ .

و من المَجَازِ: تَسَقَّطَ فُلاَناً:طَلَبَ سَقَطَه ،کما فی الصّحاحِ ،زاد فی اللِّسانِ و عَالَجَهُ علی أَنْ یَسْقُطَ ،و أَنَشَدَ الجوْهَریُّ لجَرِیرٍ:

و لقد تَسَقَّطَنِی الوُشاهُ فصَادَفُوا

حَصِراً بِسِرِّک یا أُمَیْمَ ضَنِینَا

و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

السَّقْطَهُ بالفَتْحِ :الوَقْعَهُ الشَّدِیدَهُ .

و سَقَطَ علی ضَالَّتِه:عَثَرَ علی مَوْضِعها،و وَقَع علیها، کما یَقَعُ الطّائرُ علی وَکْره،و هو مَجازٌ.

14- و مِنْ أَقْوَالِه صلی اللّه علیه و سلّم للحارِثِ بنِ حَسّان حینَ سَأَلَه عن شَیْ ءٍ:

«علَی الخَبِیرِ سَقَطْتَ ». أَی علی العارِفِ وَقَعْتَ ،و هو مَثَلٌ سائرٌ للعَرَب.

و تَسَاقَطَ علی الشَّیْ ءِ:أَلْقَی نَفْسَه علیه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و أَسْقَطَه هو،و یُقَال: تَسَاقَطَ علی الرَّجُل یَقِیه نَفْسَه.

و هذا مَسْقِطُ السَّوْطِ :حیثُ یَقَع،و مَسَاقِطُ الغَیْثِ :

مَوَاقِعُه.و یُقال:أَنا فی مَسْقِطِ النَّجْمِ ،أَی حَیْثُ سَقَط .

نقلَه الجَوْهریُّ .

و مَسْقِطُ کُلِّ شیْ ءٍ؛مُنْقَطَعُه،و أَنْشَد الأَصْمَعِیُّ :

وَ مَنْهَلٍ (3)من الفَلاَ فی أَوْسَطِهْ

مِنْ ذا و هذاکَ و ذَا فی مَسْقِطِه .

و سَقَطَ الرَّجُلُ :إِذا وَقَعَ اسْمُه من الدِّیوانِ .و قد أَسْقَطَ الفارِضُ اسْمَه،و هُو مَجاز.

و السَّقِیطُ :الثَّلْجُ ،نَقَلَه الجَوْهَریّ ،و یُقَال:أَصْبحَت الأَرْضُ مُبْیَضَّهً من السَّقِیطِ ،و قیل:هو الجَلِیدُ الَّذِی ذَکَرَه المُصَنّفُ .

و من أَمْثَالِهِمْ .

سَقَطَ العَشاءُ به عَلَی سِرْحَانِ

یُضْرَب للرَّجُلِ یَبْغِی البُغْیَهَ فیَقَع فی أَمْرٍ یُهْلِکُه،و هو مَجَاز.

و أَسْقَاطُ الناسِ أَوْبَاشُهم،عن اللِّحْیَانیّ ،و هو مَجاز.

و یُقَال:فی الدَّارِ أَسْقَاطٌ [مِن النَّاسِ ] (4)و أَلْقَاطٌ .و قال النابِغَهُ الجَعْدیّ .

إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْشَ فی ظُلُلاَتِهَا

سَوَاقِطُ من حَرٍّ،و قد کان أَظْهَرَا

من سَقَطَ ،إِذا نَزَل و لَزِمَ مَوْضِعَه،و یُقَال: سَقَطَ فلانٌ مَغْشِیّاً علیه.

و أَسْقَطُوا له بالکَلام،إِذا سَبُّوه بسَقَطِ الکَلاَمِ و ردیئِهِ ، و هُوَ مَجَاز.

و السَّقْطَهُ :العَثْرَهُ و الزَّلَّه،یُقَال:لا یَخْلُو أَحَدٌ من سَقْطَهٍ ،

ص:288


1- (1) فی التهذیب:لفَّعَ الرأسَ .
2- (2) زید فی معجم البلدان:بین باب الأبواب و اللکز.و فی المطبوعه الکویتیه«الخرز»تصحیف.
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و مسقط ».
4- (4) زیاده عن الأساس.

و فلانٌ یَتَتَبَّع السَّقَطَاتِ و یَعُدُّ الفَرَطَات،و الکامِلُ من عُدَّت سَقَطاتُه ،و هو مَجَازٌ،و کذلِک السَّقَط بغَیْرِ هاءٍ،و منه قولُ بعضِ الغُزاهِ فی أَبْیَاتٍ کَتَبَهَا لسیِّدِنا عُمَرَ رَضِیَ اللّه عَنْه:

یُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَهُ من سُلَیْمٍ

مُعِیداً یَبْتَغِی سَقَطَ العَذَارَی

أَی:عَثرَاتِهَا و زَلاّتِهَا.و العَذَارَی:جمع عَذْراءَ.و قد تَقَدَّم ذِکرٌ لبَقِیَّهِ هذه الأَبْیَاتِ .

و ساقَطَ الرَّجُلُ سِقَاطاً ،إِذا لم یَلْحَقْ مَلْحَقَ الکِرَامِ ،و هو مَجازٌ.

و سَقَطَ فی یَدِه،مَبْنِیّاً للفاعلِ ،مثل سُقِطَ بالضَّمِّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الأَخْفَشِ ،قال:و به قَرَأَ بعضُهُم و لَمَّا سَقَطَ فی أَیدِیهم (1)کما تَقُولُ لمَنْ یَحْصُلُ علی شَیْ ءٍ،و إِن کان مِمّا لا یَکُونُ فی الیَدِ:قد حَصَلَ فی یَدِه مِنْ هذا مَکْرُوهٌ ، فشُبِّه ما یَحْصُلُ فی القَلْب و فی النَّفْس بما یَحْصُلُ فی الیَدِ، و یُرَی فی العَیْن،و هو مَجازٌ أَیْضاً.و قولُ الشّاعرِ أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و یَوْمٌ تَسَاقَطُ لَذَّاتُه

کنَجْمِ الثُرَیَّا و أَمْطَارِهَا

أَی تَأْتِی لَذّاتُه شَیْئاً بعدَ شَیْ ءٍ،أَرادَ أَنَّه کَثِیرُ اللَّذَاتِ .

و السّاقِطَهُ :اللَّئِیمُ فی حَسَبِه و نَفْسِه،و قَوْمٌ سَقْطَی ، بالفَتْحِ ،و سُقّاطٌ ،کرُمّانٍ ،نقله الجَوْهَرِیُّ .و منه قَوْلُ صَرِیعِ الدِّلاءِ:

قد دُفِعْنَا إِلی زَمانٍ خَسِیسٍ

بینَ قَوْمٍ أَراذِلٍ سُقَّاطِ

و فی التَّهْذِیبِ :و جمعُه السَّوَاقِطُ ،و أَنْشَدَ:

نَحْنُ الصَّمِیمُ و هُمُ السَّوَاقِطُ

و یُقَال للمَرْأَهِ الدَّنِیَّهِ (2)الحمقاءِ (3): سَقِیطَهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و سَقَطُ النّاسِ :أَراذِلُهُم و أَدْوَانُهم،و منه

16- حَدِیثُ النّارِ:

«ما لِی لا یَدْخُلُنی إِلاّ ضُعفَاءُ النّاسِ و سَقَطُهم ».

و یُقَال للفَرَس إِذا سَابَقَ الخَیْلَ :قد سَاقَطَهَا .و هو مَجازٌ، و منه قَوْلُ الرّاجِزِ:

ساقَطَهَا بنَفَسٍ مُرِیحِ

عَطْفَ المُعَلَّی صُکَّ بالمَنِیحِ

و هَذَّ تَقْرِیباً مَعَ التَّجْلِیحِ

و قال العَجّاجُ یَصِفُ الثَّوْرَ:

کَأَنَّه سِبْطٌ من الأَسْبَاطِ

بَیْنَ حَوَامِی هَیْدَبٍ سُقّاطِ

أَی نَوَاحِی شَجَرٍ مُلْتَفِّ الهَدَبِ ،و السُّقّاطُ :جمع السّاقِطِ ،و هو المُتَدَلِّی.

و سِقَاطَا اللَّیْلِ ،بالکَسْرِ:نَاحِیَتَا ظَلامِه،و هو مَجَازٌ.

و کذلِک سِقْطَاه ،و به فُسِّرَ قولُ الرّاعِی،أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ :

حَتَّی إِذا ما أَضَاءَ الصُّبْحُ و انْبَعَثَتْ

عَنْهُ نَعَامَهُ ذِی سِقْطَیْنِ مُعْتَکِرِ (4)

قال:فإِنَّه عَنَی بالنَّعامَهِ سَوَادَ اللَّیْلِ ،و سِقْطَاه :أَوَّلُه و آخِرُه،و هو عَلَی الاسْتِعَارَهِ ،یَقُولُ :إِنَّ اللَّیْلَ ذا السِّقْطَیْن مَضَی،و صَدَقَ الصُّبْحُ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :أَرادَ نَعَامَهَ لَیْلٍ ذِی سِقْطَیْنِ .

و فَرَسٌ رَیِّثُ السِّقَاطِ ،إِذا کان بَطِیءَ العَدْوِ،قال العَجّاجُ یَصِفُ فرساً:

جافِی الأَیادِیمِ بلاَ اخْتِلاطِ

و بالدِّهَاسِ رَیِّث السِّقاطِ

و السَّواقِط :صِغَارُ الجِبَالِ المُنْخَفِضَهِ الّلاطِئَهِ بِالأَرْضِ .

14- و فی حَدِیثِ [سَعْدٍ] (5): «کَانَ یُسَاقِطُ فی ذلِک عَنْ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم». أَی یَرْوِیه عَنْهُ فی خِلالِ کَلامِهِ ،کأَنَّهُ یَمْزُجُ حَدِیثَه بالحَدِیث عنْ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم.

و السَّقِیطُ :الفَخَّارُ،کذَا ذَکَرَه بعضُهم،أَو الصَّوابُ بالشِّینِ المُعْجَمه،کما سیأْتِی.

و یُقَال:رَدَّ الخَیّاطُ السُّقَاطَاتِ .

ص:289


1- (1) سوره الأعراف الآیه 149. [1]
2- (2) الأصل و الصحاح و فی التهذیب و اللسان:«الدنیئه».
3- (3) عن التهذیب و بالأصل«الحمقی»و لم ترد فی الصحاح.
4- (4) دیوانه ص 129 و انظر تخریجه فیه.و فی الدیوان:«و انکشفت»بدل «و انبعثت».
5- (5) زیاده عن النهایه و [2]اللسان. [3]

و فی المَثَل:«لکُلِّ سَاقِطَهٍ لاَقِطَهٌ »،أَی لکُلِّ کَلِمَهٍ سَقَطَت من فَمِ النّاطِقِ نَفْسٌ تَسْمَعُها فتَلْقُطُها فتُذِیعُها، یُضْرَب فی حِفْظِ اللِّسَانِ .

و یُقَال: سَقَطَ فلانٌ من مَنْزِلَتِه،و أَسْقَطَه السُلْطَانُ .

و هو مَسْقُوطٌ فی یَدِه،و سَاقِطٌ فی یَدِه:نادِمٌ ذَلِیل.

و سَقَط النَّجْمُ و القَمَرُ:غابَا (1).

و السَّواقِطُ و السُّقَّاط :اللُّؤَماءُ.و سَقَط فلانٌ من عَیْنِی.

و أَتی (2)و هو مِنْ سُقَّاط الجُنْدِ:مِمّن لا یُعْتَدّ به.

و تَسَاقَطَ إِلیَّ خَبَرُ فُلانٍ و کُلّ ذلِکَ مَجَازٌ.

و قَوْمٌ سِقَاطٌ ،بالکَسْرِ:جَمْعُ سَاقِطٍ کنائمٍ و نِیَامٍ ،و سَقِیط و سِقَاط کطَوِیلٍ و طِوَالٍ ،و به یُرْوَی قولُ المتنخّل:

إِذا ما الحَرْجَفُ النَّکْبَاءُ تَرْمِی

بُیُوتَ الحَیِّ بالوَرَقِ السِّقَاطِ

و یروی:« السُّقَاط ،بالضَّمِّ :جمع سُقَاطَهٍ ،و قد تَقَدَّم.

و سَاقِطَهُ :مَوضِعٌ .

و یُقَال:هو سَاقِطَهُ النَّعْلِ .

16- و فی الحَدِیثِ : «مَرٌّ بتَمْرَهٍ مَسْقُوطَهٍ ». قیل:أَراد ساقِطَه ، و قِیلَ :علی النَّسَبِ ،أَی ذاتِ سُقوطٍ ،و یُمْکن أَنْ یَکُونَ من الإِسْقَاطِ مثل:أَحَمَّه اللّه فهو مَحْمُومٌ .

و السَّقَطُ ،محرّکهً :ما تُهُووِنَ به من الدّابَّهِ بعد ذَبْحِها، کالقَوَائمِ ،و الکَرِشِ ،و الکَبِد،و ما أَشْبَهَها،و الجَمْعُ أَسْقَاطٌ .

و بائعُه: أَسْقَاطِیٌّ ،کأَنْصَارِیٍّ و أَنْماطیٌّ .و قد نُسِبَ هکذا شیخُ مشایِخِنا العَلامّهُ المُحَدِّثُ المُقْرِیءُ الشِّهَاب أَحْمَد الأَسْقَاطِیّ الحَنَفِیّ .

و سُقَیْط ،کزُبَیْرٍ:لَقَبُ الإِمام شِهَاب الدّین أَحمد بن المَشْتُولِیّ ،و فیه أُلّفَ غُرَرُ الأَسْفاط فی عُرَرِ الأَسْقاط ،و هی رساله صغیره متضمنّه علی نَوَادِرَ و فرائد،و هی عندی.

و سُقَیْطٌ أَیضاً:لَقَبُ الحُطَیْئَهِ الشّاعرِ،و فیه یَقُول مُنْتَصِراً له بعضُ الشُّعَرَاءِ،و مُجَاوِباً مَنْ سَمّاه سُقَیْطا فإِنَّه کان قَصِیراً جِدّاً:

و مِا سُقَیْطٌ و إِنْ یَمْسَسْکَ وَاصِبُه

إِلاّ سُقَیْطٌ علی الأَزْبَابِ و الفُرُجِ (3)

و هو أَیْضاً:لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ عَمْرو،مَمْدُوحِ أَبِی عَبْدِ اللّه بن حَجَّاجٍ الشّاعِر،و کان لا بُدَّ فی کُلِّ قَصِیدَهٍ أَنْ یَذْکُرَ لَقَبَه فمن ذلِکَ أَبْیَاتٌ :

فاسْتَمِعْ یا سُقَیْطُ أَشْهَی و أَحْلَی

مِنْ سَماعِ الأَرْمالِ و الأَهْزاجِ

و قوله:

مَدَحْتُ سُقَیْطاً بمِثْلِ العَرُوسِ

مُوَشَّحَهً بالمَعَانِی المِلاَحِ

و السَّقِیط ،کأَمِیرٍ:الجَرْوُ.

و من أَقْوَالهم:مَن ضَارَعَ أَطْوَلَ رَوْقٍ منه سَقَطَ الشَّغْزَبِیَّه.

و سَقَطَ الرَّجُلُ :ماتَ ،و هو مَجَازٌ.

و من أَقْوَالهم:إِذا صَحَّت المَوَدَّهُ سَقَطَ شَرْطُ الأَدَبِ و التَّکْلِیف.

و السَّقِیطُ :الدُّرُّ المُتَنَاثِرُ،و منه قولُ الشّاعِر:

کَلَّمَتْنِی فقُلْتُ دُرّاً سَقِیطاً

فتأَمَّلْتُ عِقْدَها هل تَنَاثَرْ

فازْدَهَاهَا (4)تَبَسُّمٌ فأَرَتْنِی

عِقْدَ دُرٍّ من التَّبَسُّمِ آخَرْ

و السُّقّاطَهُ ،کرُمّانَهٍ :ما یُوضَع علی أَعْلَی البابِ تَسْقُط علیه فیَنْقَفِل.

ص:290


1- (1) شاهد قول عمر بن أبی ربیعه،کما فی الأساس: هلا دسست رسولاً منک یعلمنی و لم یعجل إلی أن یسقط القمرُ.
2- (2) کذا بالأصل،و جاءت العباره فی الأساس:«و هو سقطی و صاحب سقط و سَقّاط ،و قد أُبیَ .و هو من سقط الجند:ممن لا یعتد به» و قوله:و قد أُبی یعنی أن لفظه سقاط قد أباها و أنکرها بعضهم،و قد تقدم ذلک أثناء الماده.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:ما سقیط الخ هکذا فی النسخ، و حرره».
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«فازدهی».

و أَبو عَمْرٍو عُثْمَانُ بن محمَّد بن بِشْر بن سَنَقَهَ السَّقَطِیّ ، عن إِبراهِیم الحَرْبِیّ و غیرِهِ ،مات سنه 356.

سقلط

سَقْلاطُون ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو:

د،بالرُّومِ تُنْسَب إِلیه الثِّیَاب السَّقْلاطُونِیَّهُ .و قد تُسَمَّی الثِّیَاب بنفسِهَا سَقْلاطُونا .

قلتُ :و هی کَلِمَه رُومِیَّه،و الحُکْمُ بزیَادَهِ نُونِهَا منظورٌ فیه،فالأَوْلَی ذِکْرُها فی حَرْفِ النُّون،و لذا ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ فی المَوْضِعَیْن،کما سیأْتی إِنْ شاءَ اللّه تعالَی، و مِمّن نُسِبَ إِلیه:أَبُو عَلِیٍّ الحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ السَّمّاکِ السَّقْلاطُونِیُّ المعروفُ بابْن البِیر عن أَبِی مُحَمَّد الجَوْهَرِیّ ، مات سنه 504.

و السِّقِلاّط کالسِّجِلاّط زِنَهً و مَعْنًی و هُو الَّذِی تُسَمِّیه العامَّهُ سِکِرْلاط ،و جاءَ فی شِعْر المُوَلَّدِین:

أَرْفُل منها فی سِکِرْلاطِ

سلط

السَّلْطُ ،و السَّلِیطُ :الشَّدِیدُ ،یقال:حافِرٌ سَلْطٌ و سَلِیطٌ ،أَی شدیدٌ.و إِذا کان الدّابَّهُ وَقَاحَ الحافِرِ، و البَعِیرُ وَقَاَحَ الخُفِّ یُقَال:إِنّه لسَلْطُ الحافِرِ و الخُفِّ ،و قد سَلُطَ یَسْلُطُ سَلاَطَهً .

و اللسان السَّلْطْ و السَّلِیطُ : الطَّوِیلُ .

و السَّلْطُ و السَّلِیطُ : الطَّوِیلُ اللِّسَانِ من الرِّجَالِ .

و هی سَلِیطَهٌ ،أَی صَخَّابَهٌ ، و کَذلِکَ سَلَطَانَهٌ ،مُحَرَّکهً ، و سِلِطانَهٌ بکَسْرَتینِ ،الأَخِیرَهُ عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و وُجِد فی الجَمهره بتَشْدِیدِ الطاءِ مَضْبُوطاً،قال:و هی الطَّوِیلَهُ اللِّسَان و الصَّخَّابَه، و قد سَلُطَ الرجلُ ، ککَرُمَ و سَمِعَ ،و علی الأَوّل اقتصرَ الجوهَرِیّ و غیرهُ ، سَلاَطَهً ،بالفَتْح، و سُلُوطَهً ، بالضَّمِّ ،و سَلَطاً ،مُحَرّکَهً أَیضاً،کما فی التکمِلَهِ .و قال اللَّیْثُ : السَّلاَطَهُ مصدرُ السَّلِیطِ من الرِّجَالِ و السَّلِیطَه من النِّسَاءِ،و الفِعْلُ سُلِطَتْ ،و ذلِکَ إِذا طالَ لِسَانُهَا و اشْتَدَّ صَخَبُهَا،و قال الأَزْهَرِیُّ :و إِذا قالوا:امَرأَهٌ سَلِیطَهُ اللِّسَانِ فله مَعْنَیَانِ :أَحدُهما أَنِّهَا حَدِیدَهُ اللِّسَانِ ،و الثَّانِی أَنَّهَا طَوِیلَهُ اللِّسَانِ .

و السَّلِیطُ :الزَّیْتُ ،عند عامَّه العَرَبِ ،و عِنْدَ أَهْلِ الیَمَنِ :دُهْنُ السِّمْسِمِ ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ (1)،و هو الصَّوابُ المَسْمُوع،و خَالَفَه ابنُ دُرَیْدٍ حیثُ قال فی الجَمْهَرَهِ : السَّلِیطُ بلغهِ أَهْلِ الیَمَنِ :الزَّیْتُ ،و بلُغَهِ مَنْ سِوَاهُمْ من العَرَبِ :دُهْنُ السِّمْسِم،و تَابَعَهُ ابنُ فَارِسٍ فی المَقَایِیس،و الصَّوابُ :ما قَالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قد نَبَّه علیه الصاغَانِیُّ فی العُبَابِ .

و قِیلَ :هو کُلُّ دُهْنٍ عُصِرَ من حَبٍّ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :

دُهْنُ السِّمْسِمِ هو الشَّیْرَجُ و الحَلُّ ،و یُقَوِّی أَنَّ السَّلِیطَ الزَّیْتُ قولُ النّابِغَهِ الجَعْدِیِّ رَضِیَ اللّه عنه:

أَضاءَتْ لنا النَّارُ وَجْهاً أَغَ

رَّ مُلْتَبِساً بالفُؤادِ الْتِباسَا

یُضِیءُ کضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِی

طِ لَمْ یَجْعَلِ اللّه فیه نُحَاسَا

قوله:«لم یَجْعَل اللّه فیه نُحَاسا»أَی دُخَاناً،دلیلٌ علی أَنَّه الزَّیْتُ ،لأَنَّ السَّلِیطَ له دُخَانٌ صَالِحٌ ،و لِهذَا لا یُوقَدُ فی المَسَاجِد و الکَنائِسِ إِلاّ الزَّیْتُ ،و قال الفَرَزْدَقُ :

و لکِنْ دِیافِیُّ أَبُوهُ و أُمُّه

بحَوْرانَ یَعْصرْنَ السَّلِیطَ أَقَارِبُهْ

و حَوْرانُ :من الشَّأْمِ ،و الشَّأْمُ لا یُعْصَرُ فیها إِلاّ الزَّیْتُ .

قلتُ :هو من أَبْیَاتِ الکِتَابِ ،هَجَا به عَمْرَو بن عِفْرَی الضَّبِّیّ لأَنّ عبدَ اللّه بنَ مُسْلِمٍ الباهِلِیَّ خَلَعَ عَلَی الفَرَزْدَقِ و حَمَلَه علی دَابَّهٍ ،و أَمَرَ له بأَلْفِ دِرْهَمٍ ،فقال عَمْرٌو:ما یَصْنَع الفَرَزْدَقُ بهذَا الَّذِی أَعْطَیْتَه،إِنَّمَا یَکْفِیه ثَلاثُون دِرْهَماً یَزْنِی بعَشَرَه،و یأْکُل بعَشَرَهٍ ،و یَشْرَب بعَشَرَهٍ ،فقال:«و لکنْ دِیَافِیُّ ،إِلی آخِرَه».و دِیَافُ :من قُرَی الشَّامِ .و قیلَ :من قُرَی الجَزِیرَهِ .و قَوْلُه:یَعْصِرْنَ السَّلِیطَ ..،کقَوْلِهِمْ :

أَکَلُونِی البَرَاغِیثُ ،و قال امْرُؤُ القَیْسِ :

یُضِیءُ سَناهُ أَو مَصَابِیحُ رَاهِبٍ

أَمَالَ (2)السَّلِیطَ بالذُّبَالِ المُفَتَّلِ

و قال ابنُ مُقْبِل:

ص:291


1- (1) و هو قول الأصمعی کما فی التهذیب.
2- (2) فی التهذیب:«أهان»و المثبت یوافق روایه الدیوان.

بِتْنَا بِدَیِّرَهٍ یُضِیءُ وُجُوهَنَا

وَسَمُ (1)السَّلِیطِ علی فَتِیلِ ذُبَالِ

1- و فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ : رَأَیْتُ عَلِیًّا و کَأَنَّ عَیْنَیْهِ سِرَاجَا سَلِیطٍ ». هو دُهْنُ الزَّیْتِ .

و السَّلِیطُ : الفَصِیحُ الحَدِیدُ اللِّسَانِ .قَال ابنُ دُرَیْدٍ:هو مَدْحٌ للذَّکَرِ،ذَمُّ للأُنْثَی .

و قِیل: السَّلِیطُ : الحَدِیدُ من کُلِّ شَیْ ءٍ ،یُقَال:هو أَسْلَطُهم لِسَاناً،أَی أَحَدُّهُم،و قد سَلُطَ سَلاَطَهً :احْتَدَّ.

و سَلِیطٌ : اسمٌ .و قال ابنُ دُرَیْد:و قد سَمَّتِ العَرَب سَلِیطاً ،و هو: أَبُو قَبِیلَهٍ (2)منهم،و أَنْشَدَ:

لا تَحْسبَنّی عن سَلِیطٍ غافِلاَ (3)

و أَنْشَدَ غیرُه،للأَعْوَر النَّبْهَانیِّ ،و اسمُه عَتّاب یهجُو جَرِیراً:

فقُلتُ لها أُمِّی سَلِیطاً بأَرْضِها

فَبِئْسَ مُنَاخُ النَّازِلِینَ جَرِیرُ

و لو عِنْدَ غَسَّانَ السَّلِیطِیَّ عَرَّسَتْ

رَغَا قَرَنٌ منها و کاسَ عَقِیرُ

أَرادَ غَسَّانَ بنَ ذُهَیْلٍ السَّلِیطِیَّ أَخَا سَلِیطٍ و مَعْنٍ ،و قال جَریرٌ:

إِنَّ سَلِیطاً مثلُه سَلِیطُ

لولا بَنُو عَمْرٍو و عَمْرٌو عِیطُ

أرادَ عَمْرَو بنَ یَرْبُوعٍ ،و هُم خُلَفَاءُ بَنِی سَلِیطٍ ،قال جَریرٌ یَهْجُوهُم:

جاءَتْ سَلِیطٌ کالحَمِیرِ تَرْدِمُ

فقُلْتُ مَهْلاً وَیْحَکُمْ لا تُقْدِمُوا

إِنّی بأَکْلِ الجَأْنَبِینَ مُلْزَمُ (4)

إِنْ عُدَّ لُؤْمٌ فسَلِیطٌ أَلأَمُ

مَا لَکُمُ اسْتٌ فی العُلاَ و لا فَمُ

و السُّلْطَانُ :الحُجَّهُ و البُرْهَانُ ،و منه قولُه تعالَی: لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطانٍ (5)و قد یُرَادُ بِه المُعْجِزَهُ ،کقَوْلِه تَعَالَی:

إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلی فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِینٍ (6)و إِذا کان بمَعْنَی الحُجَّهِ لا یُجْمَعُ ؛لأَنَّ مَجْرَاه مَجْرَی المَصْدَرِ.قال مُحَمَّدُ بنُ یَزِیدَ:هو من السَّلِیطِ ،و هو دُهْنُ الزَّیْتِ ، لإِضَاءَتِه،أَی فإِنَّ الحُجَّهَ من شَأْنِهَا أَن تکونَ نَیِّرَهً .قال ابنُ عبّاسٍ :و کُلُّ سُلْطَانٍ فی القُرْآنِ حُجَّهٌ .

و فِی البَصَائِر:إِنَّمَا سُمِّیَ الحُجَّهُ سُلْطَاناً لما یلْحَقُ من الهُجُومِ علی القُلُوبِ ،لکِنَّ أَکْثَرَ تَسَلُّطِه علی أَهْلِ العِلْمِ و الحِکْمَهِ [من المؤمنین] (7)و قال اللَّیْثُ : السُّلْطَان : قُدْرَهُ المَلِکِ :قُدْرَهُ مَن جُعِلَ ذلِکَ لَهُ ،و إِنْ لم یَکُنْ مَلِکاً،کقَوْلِک:قد جَعلتُ لکَ سُلْطَاناً علی أَخْذِ حَقّی من فُلانٍ . و تُضَمُّ لامُهُ ،یُذَکَّرُ و یُؤَنَّثُ .و قال ابنُ السِّکِّیت: السُّلْطانُ مُؤَنَّثَهٌ ،یُقَال:قَضَتْ به علیه السُّلْطَانُ ،و قد آمَنَتْهُ السُّلْطَانُ .قال الأَزهریّ :و رُبّمَا ذُکِّرِ السُّلْطَانُ ؛لأَنَّ لَفْظَه مُذَکَّرٌ،و قال اللّه تعالی: بِسُلْطانٍ مُبِینٍ (8).

و السُّلْطَانُ : الوَالِی و هو ذُو السَّلاَطَهِ ،و إِطْلاقُه علیه هُوَ الأَکْثَرُ،یُذَکَّرُ و یُؤَنَّثُ ،و قال مُحَمَّدُ بنُ یَزِیدَ:هو مُؤَنَّثٌ ، و ذلِکَ لأَنَّهُ فی مَعْنَی الجَمْعِ ،أَی إِنَّه جَمْعُ سَلِیطٍ ،للدُّهْنِ ، مثلُ :قَفِیزٍ و قُفْزَانٍ ،و بَعِیرٍ و بُعْرَانٍ .و مَن ذَکَّرَه ذَهَبَ به إِلی مَعْنَی الوَاحِدِ.قال الأَزْهَرِیُّ :و لم یَقُلْ هذَا غیرُه. کَأَنَّ به یُضِیءُ المُلْکُ .و فی البَصَائِر:سُمِّیَ به لتَنْوِیرِه الأَرْضَ و کَثْرَهِ الانْتِفَاع به أَو لأَنَّه بمَعْنَی الحُجَّهِ ،و إِنَّمَا قِیل للخَلِیفَه:

سُلْطَانٌ ؛لِأَنَّهُ ذُو السُّلْطَان ،أَی ذُو الحُجَّه.و قیل:لأَنَّهُ به تُقَامُ الحُجَجُ و الحُقُوقُ .

و قال أَبُو بکر:فی السُّلْطَانِ قَوْلان:أَحَدُهما أَنْ یَکُونَ سُمِّیَ لتَسْلِیطِه،و الآخَرُ أَنْ یَکُونَ سُمِّیَ [ سُلْطَاناً ] (9)لأَنَّهُ حُجَّهٌ من حُجَجِ اللّه.قلتُ :و یُؤَیِّدُه

16- الحَدِیث: « السُّلْطَانُ ظِلُّ اللّه فی الأَرْضِ یَأْوِی إِلَیْه کُلُّ مَظْلُوم».

و قد یُذَکَّرُ،ذَهَاباً ،هو من قَوْل الفَرّاءِ:و نَصُّه: السُّلْطَانُ

ص:292


1- (1) کذا بالأصل و فی الدیوان:دسم السلیط .
2- (2) فی التکمله:«أبو حیّ من العرب»و فی الجمهره 27/3 [1] أبو بطن منهم.
3- (3) هو لجریر کما فی الجمهره 27/3 و [2]تمامه: إنی سأهدی لهم مساحلا.
4- (4) عن الدیوان و بالأصل:«ملذم»بالذال المعجمه.
5- (5) سوره الرحمن الآیه 33. [3]
6- (6) سوره الذاریات الآیه 38. [4]
7- (7) زیاده عن مفردات الراغب.
8- (8) سوره الذاریات من الآیه 38.
9- (9) زیاده عن التهذیب.

عِنْدَ العَرَبِ :الحُجَّهُ ،و یُذَکَّرُ و یُؤَنَّثُ ،فمن ذَکَّرَهَ ذَهَبَ به إِلی مَعَنْی الرَّجُل ،و من أَنَّثَه ذَهَبَ به إِلی مَعْنَی الحُجَّهِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سُلْطانُ الدّمِ :تَبیُّغُه .

و السُّلْطانُ من کُلِّ شْیءٍ شِدَّتُه و حِدَّتُه و سَطْوَتُه،قال:

و منه اشْتِقَاقُ السُّلطانِ .

و سُلْطَانُ بنُ إِبراهِیمَ :فَقِیهُ القُدْسِ .

قُلْتُ :و أَبُو العَزَائمِ سُلْطَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَلامَهَ بنِ إِسْمَاعِیلَ المَزّاحِیُّ فَقِیهُ أَهْلِ مِصْر و مُحَدِّثُهُم و مُقْرِئُهم،أَخَذَ عن الشَّیْخِ سَیْفِ الدَّین بنِ عَطَاءِ اللّه الفَضَالِیّ البَصِیرِ، و النُّور الزِّیادِیِّ ،و الشِّهاب أحمدَ بن خلیلٍ السُّبّکیِّ ، و سَالمِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّنْهُورِیّ و أَبِی بَکْرِ بن إِسْمَاعِیلَ الشَّنَوَانِیّ ،و البُرْهانِ إِبراهِیمَ اللَّقانِیِّ ،و الشَّمْسِ مُحَمَّدٍ الخَفاجِیِّ ،و الشَّمْسِ المَیْمُونِیّ و غیرِهِم،و تُوُفِّی سنه 1075 و کانت وِلادَتُه سنه 985 و عَنْهُ الحَافِظُ شَمْسُ الدِّینِ البَابِلیُّ ، و النُّورُ علیٌّ الشَّبْرَامَلسیّ و مَنْصُورُ بنُ عَبْدِ الرَّزّاق الطُّوخیُّ ، و شاهِینُ الأَرْمناوِیُّ الحَنَفِیُّ ،و الشِّهَابُ أَحْمَدُ بنُ عبدِ اللَّطِیفِ البَشْبِیشِیُّ و أَرَّخَ موتَه الفاضلُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهّابِ البِبْلاوِیّ (1)

شَافِعِیُّ العَصْرِ وَلَّی

و له فی مِصْرَ سُلْطَانْ

فی جُمادَی أَرَّخُوه

فی نَعِیمِ الخُلْدِ سُلْطَانْ

و السِّلْطَهُ ،بالکَسْرِ:السَّهْمُ الدَّقِیقُ الطَّوِیلُ ،و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ علی الوَصْفِ الأَخِیر، ج: سِلَطٌ بکَسْر ففَتْح، و هذِه عن ابْنِ عَبّادٍ، و سِلاَطٌ ،بالکَسْرِ أَیْضاً،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للمُتَنَخَّلِ :

کأَوْبِ الدَّبْرِ غامِضهً و لَیْسَت

بمُرْهَفَهِ النِّصالِ و لا سِلاَطِ

قلت:یَصِفُ المَعَابِلَ .و سِلاَطٌ :طِوالٌ ،أَی لم تَطُلْ فتُثْقِلَ السَّهْمَ .کَذا فی شَرْحِ الدِّیوانِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: السِّلْطَهُ : ثَوْبٌ یُجْعَلُ فیه الحَشِیشُ و التِّبْنُ ،و هو مُسْتَطِیلٌ .قلت:و هُوَ الَّذِی تقوله العامَّهُ شِلْطَه بالشین المعجمه و یقُولُونَ أَیضاً:شَلِیطَه،و یَجْمعُونه علی:

شِلَطٍ و شَلائطَ .

و السَّلائِطُ :الفَرَانِیّ ،و الجَرَادِقُ الکِبَارُ ،الواحِدَه سَلِیطَهٌ ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و رَجلٌ مَسْلُوطُ اللِّحْیَهِ ،أَی خَفِیفُ العَارِضَیْنِ ،عن ابْنِ عبَّادٍ أَیضاً.

و فی الصّحاح: المَسَالِیطُ :أَسْنَانُ المَفَاتِیحِ ،الواحِدَهُ مِسْلاطٌ .

و السِّلْطِیطُ ، (2)بالکَسْرِ ،هکذا فی سائر أُصول القَاموس، و الصوابُ : السِّلِطْلِیطُ ،کما فی العُبَابِ و قد وُجِدَ هکَذَا أَیْضاً فی بَعْضِ النُّسَخِ علی الهامِشِ ،و هو صَحِیحٌ ،و یروی السَّلِیطَطُ بفَتْحِ السِّینِ ،و بکَسْرِها،و کِلاهما شاذٌ،و بکُلِّ ذلِکَ یُرْوَی قولُ أُمیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْتِ :

إِنَّ الْأَنَامَ رَعَایَا اللّه کُلّهم

هُوَ السَّلِیطَطُ فوقَ الأَرْض مُسْتَطِرُ (3)

قال ابنُ جِنِّی:هو القَاهِرُ،من السَّلاَطَه .و قالَ الأَزهریُّ : سَلِیطَطٌ (4):جاءَ فی شِعْرِ أُمَیَّهَ بمعنَی المُسَلَّط ، قال:و لا أَدْرِی ما حَقِیقَتُه. أَو العَظِیمُ البَطْنِ ،،کما فی العُبَاب.

و السَّلْطُ ،بالفَتْحِ : ع،بالشَّامِ ،و هو حِصْنٌ عَظِیمٌ ،و قد نُسِبَ إِلَیْهِ جَماعَهٌ من المُحَدِّثِینَ ،و وَهِمَ من کَتَبه بالصّادِ و التّاءِ،و یُقَال له:السَّنْطُ ،بالنُّون.

و قال الجُمَحِیُّ : السَّلِطُ ، ککَتِفٍ :النَّصْلُ لا نُتَوَّفی وَسَطِه:ج، سِلاَطٌ ،و قال المُتَنَخِّل فِی رِوَایَهِ الجُمَحِیّ :

غَدَوْتُ علی زَآزِئَهٍ و خَوْفٍ

و أَخْشَی أَنْ أُلاقِیَ ذَا سِلاَطِ

قلت:و لَیْسَتْ هذِه الرِّوایهُ فی الدِّیوانِ .

و التَّسْلِیطُ :التَّغْلیبُ و إِطْلاقُ القَهْرِ و القُدْرَهِ ،یُقَال:

ص:293


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«النبلاوی».
2- (2) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:«السِّلِطْلیط »و جاء فی التهذیب:سَلْطِیط .
3- (3) و یروی:السِّلیطط بکسر السین،و کلاهما شاذ،قاله فی اللسان. [2]
4- (4) الذی فی التهذیب:«سَلْطِیط »و الأصل کاللسان. [3]

سَلَّطَه اللّه علیه،أَی جَعَلَ له عَلَیْهِ قُوَّهً و قَهْراً.و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز وَ لَوْ شاءَ اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَیْکُمْ (1)،و قال رُؤْبَهُ :

أَعْرِضْ عن النّاسِ و لا تَسَخَّطِ

و النَّاسُ یَعْتُونَ علی المُسَلَّطِ

أَی علی ذِی السُّلْطَانِ فأَعْرِضْ عَنْهُم و لا تَسَخَّطْ عَلَیْهِم.

قالَ الصّاغَانِیُّ :و التَّرْکِیبُ یدُلُّ علی القُوَّهِ و القَهْرِ و الغَلَبهِ .و قد شَذَّ عنه السَّلِیطُ للدُّهْن.

قلتُ :و کذا:رَجُلٌ مَسْلُوطُ اللِّحْیَهِ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

السَّلاَطَهُ :القَهْرُ،نَقَلَه الجَوْهَریُّ ،و قیل:هو التَّمَکُّنُ من القَهْرِ،کما فِی البصائر.و التَّسَلُّطُ :مُطَاوِع سَلَّطَهُ عَلَیْهِم، و الاسْمُ : السُّلْطَهُ بالضَّمِّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً.

و قال ابنُ الأَعْرَابیّ : السُّلُطُ ،بضَمَّتَیْنِ :القَوَائمُ الطِّوَالُ .

و سَنابِکُ سَلِطَاتٌ ،بکَسْرِ اللاَّمِ ،أَی حِدَادٌ،کما فی الصّحاحِ ،و أَنْشَدَ للأَعْشَی:

و کُلُّ کُمَیْتٍ کجِذْعِ الطَّرِی

قِ یَجْرِی علی سَلِطَاتٍ لُثُمْ

و قد جُمِع السُّلْطَان علی السَّلاَطِینِ ،کبُرْهانٍ و بَرَاهِینَ .

و السُّلْطَانُ أَیْضاً: السَّلاَطَهُ ،و به فُسِّرَ قولُه تَعَالَی: فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِیِّهِ سُلْطاناً (2)و قَوْلُه تعالَی: هَلَکَ عَنِّی سُلْطانِیَهْ (3)یَحْتَمِلُ السُلْطَانَیْن ،کما فی البَصَائِر.

و سُلْطَانُ النّارِ:الْتِهَابُهَا،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.و السُّلْطان :

القُوّه،و به فُسِّرَ قولُ أَبی دَهْبَلٍ الجُمَحِیِّ :

حَتَّی دَفَعْنَا إِلی ذِی مَیْعَهٍ تَئِقٍ

کالذِّئْبِ فَارَقَه السُّلْطَانُ و الرُّوحُ

و السُّلْطَانِیَّهُ :مَدِینَهٌ بالعَجَمِ .

و السَّلَطهُ ،مُحَرَّکه:ما یُعْمَل مِنَ التَّوَابِلِ ،عامِّیَّهٌ .

و أَبُو سَلِیطٍ الأَنْصَارِیّ الخَزْرَجِیّ ،أُمّه أُختُ کَعْبِ بنِ عُجْرَهَ ،شَهِدَ بَدْراً،و عنه ابنُه عبدُ اللّهِ ،اسْمُه أَسیر بن عَمْرٍو،و قِیلَ :سَبْرَهُ بنُ عَمْرٍو،و الأَوَّلُ أَصَحُّ ،و سَلِیطُ بن عَمْرو بن سِلْسِلَهَ ،بَطْنٌ من طَیّیءٍ.

و أُمُّ السَّلِیطِ ،کأَمِیرٍ:من قُرَی عَثَّرَ،بالیَمَن،نَقَلَه یاقُوت.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه.

سلنط

اسْلَنْطَأْتُ ،أَی ارْتَفَعْتُ إِلی الشَّیْ ءِ أَنْظُرُ إِلیه.

هُنَا نَقَلَهُ صاحبُ اللّسَانِ عن ابنِ بُزُرْج،و قد أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ هُنَا،و مَرَّ ذِکْرُه فی الهمزه فرَاجِعْه.

سمسط

سُمَیْساطُ ،کطُرَیْبَال،بسِینَیْنِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ،و هو د،بشاطِئِ الفُراتِ ، غَرْبِیَّه فی طَرَفِ بلادِ الرُّوم، و منه الشَّیْخُ أَبُو القاسِمِ عَلیُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ یَحْیَی بن مُحَمَّدٍ السُّلَمِیُّ الدِّمَشْقِیّ السُّمَیْساطِیُّ ،من أَکابِرِ الرُّؤَسَاءِ (4)بدِمَشْقَ ،و من أَکابِرِ المُحَدِّثِین بها،حَدَّثَ عن أَبِیهِ و عن عَبْدِ الوَهّابِ الکِلاَبِیِّ و غَیْرِهما.قالَ الذَّهَبِیُّ :و لِجَدِّه سَمَاعٌ من عُثْمَانَ بنِ مُحَمَّدٍ الذَّهَبِیّ .رَوَی عنه أَبو بَکْرٍ الخَطِیبُ ،و أَبو القاسمِ النَّسِیبُ ، و ابنُ قَیْسٍ المالِکِیُّ ، و هو وَاقِفُ الخانِقَاه السُّمَیْساطِیَّه بها ، تُوفِّی سنه 453 و دُفِنَ بالخَانِقَاه المَذْکُوره (5).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

سِمِسْطَا ،بکسرتین (6):قریهٌ بالبَهْنَساوِیّه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

سمخرط

سُمْخُرَاط ،بضَمِّ السِّینِ (7)و الخَاءِ:قریهٌ بالبُحَیْره.

سمرط

رَجُلٌ مُسَمْرَطُ الرَّأْسِ ،بفَتْحِ الرّاءِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:أَی مُطَوَّلُه ، کذا أَوْرَدَه الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه.

قلتُ :و سَیَأْتِی أَنَّ الصّادَ لُغَهٌ فیه.

سمط

سَمَطَ الجَدْیَ و الحَمَل یَسْمِطُه و یَسْمُطُه ،من حَدِّ ضَرَبَ و نَصَر، سَمْطاً ، فهُو مَسْمُوطٌ و سَمِیطٌ ،إِذا نَتَفَ

ص:294


1- (1) سوره النساء الآیه 90. [1]
2- (2) سوره الإسراء الآیه 33. [2]
3- (3) سوره الحاقه الآیه 29. [3]
4- (4) فی القاموس: [4]من أکابر الرؤوساء و المحدثین بدمشق.
5- (5) فی معجم البلدان:دفن فی داره بباب الناطفانیین.
6- (6) قیدها یاقوت بضم أوله و ثانیه..قال و منهم من یقول سمسطا بفتحتین.
7- (7) قیدها یاقوت بکسرتین،من قری البحیره بمصر.

عنه صُوفَهُ .و فی الصّحاحِ :نَظَّفَ عنه الشَّعرَ بالماءِ الحارِّ لِیَشْوِیَهُ ،و قیل:نَتَفَ عنه الصُّوفَ بعْدَ إِدْخَالِه فی الماءِ الحارِّ.و قال اللَّیْثُ :إِذا مُرِطَ عنه (1)صُوفُه ثُمَّ شُوِیَ بِإِهابِه، فهو سَمِیطٌ ،

16- و فی الحَدِیثِ : «ما أَکَلَ شَاهً سَمِیطاً ». أَی مَشْوِیَّهً ،فَعِیلٌ بمعْنَی مَفْعُولٍ ،و أَصْلُ السَّمِیطِ :أَنْ یُنْزَعَ صُوفُ الشاهِ المَذْبُوحَهِ بالماءِ الحارِّ،و إِنَّمَا یُفْعَل بها ذلِکَ فی الغَالِبِ لتُشْوَی.

و سَمَطَ الشَّیْ ءَ سَمْطاً : عَلَّقَه .

و سَمَط السِّکِّینَ سَمْطاً : أَحَدَّها ،عن کُراع.

و سَمَطَ اللَّبَنُ یَسْمُطُ سَمْطاً و سُمُوطاً : ذَهَبَتْ عنه حَلاَوَتُه ،أَی حَلاَوَهُ الحَلَبِ و لَمْ یَتَغَیَّر طَعْمُه،أَو هُو ،أَی السُّمُوطُ : أَوَّلُ تَغَیُّرِه .و قِیلَ : السَّامِطُ من اللَّبَنِ :الَّذِی لا یُصَوِّتُ فی السِّقَاءِ لطَرَاءَتِه و خُثُورَتِه،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :

المَحْضُ من اللَّبَن ما لم یُخَالِطْه ماءٌ،حُلْواً کان أَو حَامِضاً، فإِذا ذَهَبَتْ عنه حَلاوَهُ الحَلَبِ و لم یَتَغَیَّرْ طَعْمُه فهو سَامِطٌ ، فإِن أَخَذَ شَیْئاً من الرِّیحِ فهو خَامِطٌ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : سَمَطَ الرَّجُلُ سَمْطاً : سَکَتَ عن الفُضُولِ ، کسَمَّطَ تَسْمِیطاً ، و أَسْمَطَ إسْمَاطاً .

و السِّمْطُ ،بالکَسْرِ:خَیْطُ النَّظْم ،لأَنَّه یُعَلَّق.و فی الصّحاحِ : السِّمْطُ :الخَیْطُ ما دامَ فیه الخَرَزُ،و إِلاّ فهو سِلْکٌ ، و قیل:هی قِلاَدَهٌ أَطْوَلُ من المِخْنَقَهِ ،قاله ابنُ دُرَیْدٍ، ج: سُمُوطٌ ،و قال أَبُو الهَیْثَم: السِّمْطُ :الخَیْطُ الوَاحِدُ المَنْظُوم،و السِّمْطَانِ اثْنَان،یُقَال:رَأَیْتُ فی یَدِ فلاَنَه سِمْطاً ،أَی نَظْماً وَاحِداً،یُقَال له:یَکْ رَسَنْ ،فإِذا کانَتِ القِلادَهُ ذَاتْ نَظْمَیْنِ فهی ذَاتُ سِمْطَیْنِ ،و أَنْشَدَ لِطَرَفَهَ :

و فی الحَیِّ أَحْوَی یَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ

مُظَاهِرُ سِمْطَیْ لُؤْلُؤٍ وَ زَبَرْجَد

قلت:و أَنْشَدَ الزَّمَخْشَرِیُّ یَرْثِی شَیْخَه أَبا مُضَرَ:

و قَائلَهٍ ما هذِه الدُّرَرُ الَّتِی

تُسَاقِطُهَا عَیْنَاکَ سِمْطَیْنِ سِمْطَیْنِ

فقلتُ لها الدُّرُّ الّذِی کان قد حَشَا

أَبُو مُضَرٍ أُذْنِی تَسَاقَطَ مِنْ عَیْنِی

و السَّمْطُ : الدِّرْعُ یُعَلِّقُها الفَارِسُ علی عَجُزِ فَرَسِهِ ،و قد سَمَّطَها تَسْمِیطاً ،إِذا عَلَّقَهَا.

و السِّمْطُ : السَّیْرُ یُعَلَّقُ من السَّرْج ،جمعُه: سُمُوطٌ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ شُمَیْلِ : السِّمْطُ : الثَّوْبُ الَّذِی لَیْسَتْ له بِطَانَهٌ ،طَیْلَسانٌ أَو ما کان من قُطْنِ و لا یُقَال:کِسَاءٌ سِمْطٌ و لا مِلْحَفَهٌ سِمْطٌ ،لأَنَّهَا لا تُبَطَّنُ .قال الأَزْهَرِیُّ :أَرادَ بالمِلْحَفَهِ إِزارَ اللَّیْلِ ،تُسَمِّیه العَرَبُ اللِّحَافَ و المِلْحَفَهَ :إِذا کانَ طاقاً وَاحِداً. أَو السِّمْطُ من الثِّیَابِ :ما ظَهَرَ من تَحْتُ ، أَی جعلَ له ظَهْراً.

و السِّمْط : الرَّجُلُ الدَّاهِی فی أَمْرِه (2)، الخَفِیفُ فی جِسْمِه، أَو الصَّیّادُ کذلِکَ ،و هو أَکْثَرُ ما یُوصَفُ به،و هو مَجَازٌ.و أَنْشَدَ الجَوْهَریُّ للعَجَّاج.کذا بخَطِّ أَبِی سَهْلٍ ، و قال ابنُ بَرِّیّ هو لرُؤْبَهَ ،وَ نَبَّه علیهِ الصّاغانِیُّ کذلِک.

سمْطاً یُرَبِّی وِلْدَهً زَعابِلاَ

و ضَبَطَه هکَذَا بفَتْحِ السِین.قال ابن بَرِّیّ :صَوَابُه سِمْطاً ،بکَسْرِ السِّین؛لأَنَّه هُنَا الصّائِد،شُبِّه بالسِّمْطِ من النِّظَامِ فی صِغَرِ جِسْمِه،و صَدْرهُ :

جَاءَتْ فَلاقَتْ عِنْدَه الضَّآبِلا (3)

و سِمْطاً :بَدَلٌ من الضَّآبِل،و أَوْرَدَ الأَزْهَرِیُّ هذا البَیْتَ فی تَرْجَمَهِ «زعبل»قالَ :و الزَّعَابِلُ :الصِّغارُ،و نُقِلَ عن أَبِی عَمْرٍو فی مَعْنَاه،قال:یَعنِی الصَّیَّادَ،کأَنَّه نِظَامٌ فی (4)خِفَّتِه و هُزَالِه.

قال:و مِمّا قال رُؤْبَهُ فی السِّمْطِ :

حَتَّی إِذا عایَنَ رَوْعاً رَائعَا

کِلاَبَ کَلاَّبٍ و سِمْطاً قابِعَا

و السِّمْطُ من الرَّمْلِ :حَبْلُه المُنْتَظِم کأَنَّه عِقْدٌ.و هو مَجَاز،قال الشاعر:

ص:295


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«منه».
2- (2) فی التهذیب:الداهیه فی أمره.
3- (3) الذی قبله فی أراجیزه فالخیس یطوی مستسراً باسلا.
4- (4) فی التهذیب:«من».

فلَمّا غَدَا اسْتَذْرَی له سِمْطُ رَمْلَهٍ

لِحَوْلَیْنِ أَدْنَی عَهْدِهِ بالدَّوَاهِنِ (1)

و السِّمْطُ بنُ الأَسْوَدِ الکِنْدِیُّ ، وَالِدُ شُرَحْبِیلَ الصَّحابِیِّ أَبو یَزِیدَ،أَمیر حِمْص لِمُعاوِیَهَ و کان من فُرْسانِه،و اخْتُلِف فی صُحْبَته،رَوَی عنه جُبَیْرُ بنُ نُفَیْر،و کثیر بن مُرَّهَ ،تُوَفِّیَ سنه 42.قال الصاغَانِیّ و أَهلُ الغَرْب یَقُولون فی اسْمِ وَالِدِه: السَّمِطُ ،ککَتِف،منهم (2)أَبُو علیٍّ الغَسّانِیُّ ، و الصّوابُ فیه کَسْرُ السِّین.

و السِّمْطُ : ما أُفْضِلَ من العِمَامَه علی الصَّدْرِ و الکَتِفَیْن ، جمعُه سُمُوطٌ .

و بَنُو السِّمْطِ ،بالکَسْرِ:قَومٌ من النَّصَارَی .

و أَبُو السِّمْطِ :مِنْ کُنَاهُمْ ،عن اللِّحْیَانِیِّ ،أَی من کُنَی العَرَبِ .

و السُّمْطُ بالضَّمِّ :ثَوْبٌ من الصُّوفِ .

و السَّمِیطُ :الرَّجُلُ الخَفِیفُ الحالِ ، کالسَّمْطِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ قولَ العجّاجِ (3)هُنَا،و هو:

سَمْطاً یُرَبِّی..»

إِلی آخِرِه.

و قد تَقَدَّم الکَلامُ علیه قَرِیباً.

و السَّمِیطُ : الآجُرُّ القائمُ بعضُهُ فوقَ بَعْضٍ ،قال أَبُو عُبَیْدَهَ :هو الَّذِی یُسَمَّی بالفَارِسِیَّهِ «بَرَاسْتَق»کما فی الصّحاحِ و الأَسَاسِ ،و فی اللِّسَانِ :هو قول الأَصْمَعِیّ ، کالسُّمَیْطِ کزُبَیْر ،و هذِه عن کُرَاع.

و نَاقَهٌ سُمُطٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،و أَسْماطٌ :بِلا سِمَهٍ ،کما یُقَال:

ناقَهٌ غُفْلٌ ،و إِذا کانَتْ مَوْسُومَهً یُقَال:نَاقَهٌ عُلُطٌ ،قاله الأَصْمَعِیُّ .

و نَعْلٌ سُمُطٌ ،و سَمِیطٌ ،و أَسْمَاطٌ :لا رُقْعَهَ فیها ،و قال أَبو زَیْدٍ.أَی لَیْسَتْ بمَخْصُوفَهٍ ،و أَنْشَدَ:

بِیضُ السَّوَاعِدِ أَسْمَاطٌ نِعَالُهُمُ

بکُلِّ سَاحَهِ قَوْمٍ مِنْهُمُ أَثَرُ

و قالَت لَیْلَی الأَخْیَلِیّه:

شُمُّ العَرَانِینِ أَسْمَاطٌ نِعَالُهُمُ

بِیضُ السَّرابِیلِ لم یَعْلَقْ بها الغَمَرُ

و قالَ الأَسْوَدُ بنُ یَعْفُرَ:

فأَبْلِغْ بَنِی سَعْدِ بنِ عِجْلٍ بأَنَّنا

حَذَوْنَاهُمُ نَعْلَ المِثَالِ سَمِیطَا

14- و فی حَدِیثِ أَبِی سَلِیطٍ : «رَأَیْتُ للنَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلّم نَعْلَ أَسْمَاطٍ ».

و هو جَمْعُ سَمِیطٍ ،أَی طاقاً وَاحِداً لا رُقْعَهَ فیها.

وَ سَرَاوِیلُ أَسْمَاطٌ :غیرُ مَحْشُوَّهٍ ،و قِیلَ : هُوَ أَنْ تَکُونَ طَاقاً وَاحِداً ،عن ثَعْلَبٍ ،و قال جَسّاسُ بنُ قُطَیْبٍ یَصِفُ حَادِیاً:

مُعْتَجِراً بخَلَقٍ شِمْطَاطِ

عَلَی سَرَاوِیلَ له أَسْمَاطِ (4).

و سَمَّطَ غَرِیمَه ،و فی اللِّسان:لِغَرِیمِه تَسْمِیطاً :أَرْسَلَه ، و قال أَبو عَمْرٍو: المُّسَمَّطُ :المُرْسَلُ الَّذِی لا یُرَدُّ،و هکَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیضاً.و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

یَنْضُو (5)المَطَایَا عَنَقُ المُسَمَّطِ

و سَمَّطَ الشَّیْ ءَ تَسْمِیطاً : عَلَّقَه عَلَی (6)السُّمُوطِ ،و هی السُّیُور.

و المُسَمَّطُ ، کمُعَظَّمٍ ،من الشِّعْرِ:أَبیاتٌ تَجْمَعُهَا قافِیَهٌ وَاحِدَهٌ مُخَالِفَهٌ لِقَوَافِی الأَبیاتِ ،و هو مَجَازُ،و یُقَال:قَصِیدَهٌ مُسَمَّطَه و فی الأَسَاس:شُبِّهَت أَبْیَاتُهَا المُقَفَّاهُ بالسُّمُوط .

قلتُ :و کذلِکَ قَصِیدَهٌ سِمْطِیَّه ،و فی بَعْضِ نُسَخ الصّحاح:

سَمِیطَهٌ .و قَالَ اللَّیْثُ :الشِّعْرُ المُسَمَّطُ :الَّذِی یَکُونُ فی صَدْرِ البَیْتِ أَبْیَاتٌ مَشْطُورهٌ ،أَو مَنْهُوکَهٌ مُقَفّاه،و تَجْمَعُهَا قَافِیهٌ مُخَالِفَهٌ لاَزِمهٌ للقصیدَه حتی تَنْقَضِیَ ،قال شیخُنَا:و هو الَّذِی یقال له عند المُوَلَّدِین المُخَمَّسُ .قلتُ :و من أَنواعه أَیْضاً المُسَبَّع و المُثَمَّن کقَوْلِ امْریءِ القَیْسِ ،کما هو نَصُّ العَیْنِ أَو غَیْرِه ،قال الصّاغَانِیُّ :لیسَ هذا المُسَمَّطُ فی شِعْرِ امْرِیءِ القَیْسِ بنِ حُجْرٍ،و لا فی شِعْرِ مَنْ یُقال له:امرُؤُ القَیْسِ سِواهُ :

ص:296


1- (1) البیت فی الأساس و نسبه للطرماح،و قال بعد إیراده:أراد الصائد جعله فی لزومه للرمله کالسمط اللازم للعنق.
2- (2) فی التکمله:ذکره.
3- (3) کذا،و قد صوبه،فیما تقدم،ابن بری أنه لرؤبه.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:معتجراً،و یروی محتجزاً،کذا فی التکمله»کذا و لم یرد فی التکمله.
5- (5) عن الدیوان ص 84 و بالأصل«ینضی».
6- (6) عن القاموس و [1]بالأصل«بالسموط ».

أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذِی سَفَاسِقَ مَیْلَهُ

فجَعْتُ به فی مَلَتَقَی الحَیِّ خَیْلَهُ

تَرَکْتُ عِتَاقَ الطَّیْرِ تَحْجُلُ حَوْلَهُ (1)

قالَ الجَوْهَرِیُّ و لامْرِیءِ القَیْسِ قَصِیدَتان سِمْطِیَّتَان ، إِحْدَاهُما هذِه التی ذَکَرها،و لم یَذْکر الثانیهَ ،و هکذا هو فی العَیْنِ .و قد رَوَی الأَزْهَرِیُّ أَیْضاً فی کِتَابِه علی الوَجْهِ الَّذِی ذَکَرَه اللَّیْثُ تَقْلِیداً (2)،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِر،و قال ابنُ بَرِّیّ :لبعضِ المُحْدَثِینَ :

و شَیْبَهٍ کالقَسَمِ

غَیَّرَ سُودَ اللِّمَمِ

دَاوَیْتُهَا بالکَتَمِ

زُوراً و بُهْتَانَا

و أَوْرَد ابنُ بَرِّیّ : مُسَمَطُ امْرِیءِ القَیْس.

تَوَهَّمْتُ من هِنْدٍ مَعَالِمَ أَطْلالِ

عَفَاهُنَّ طُولُ الدَّهْر فی الزَّمَنِ الخالِی

مَرَابِعُ من هِنْدٍ خَلَتْ و مَصایِفُ

یَصِیحُ بِمَغْنَاهَا صَدًی و عَوازِفُ

وَ غَیَّرَها هُوجُ الرِّیَاحِ العَوَاصِفُ

و کُلُّ مُسِفٍّ ثُمَّ آخَرُ رادِفُ

بأَسْحَمَ من نَوْءِ السِّماکَیْنِ هَطّالِ

و أَورد لآخَرَ:

خَیَالٌ هاجَ لی شَجَنَا

فبِتُّ مُکَابِداً حَزَنَا

عَمِیدَ القَلْبِ مُرْتَهَنَا

بِذِکْرِ اللَّهْوِ و الطَّرَبِ

سَبَتْنِی ظَبْیَهٌ عُطُلُ

کأَنَّ رُضَابَهَا عَسَلُ

یَنُوءُ بِخَصْرِهَا کَفَلُ

بِنَیلِ (3)رَوَادِفِ الحَقَبِ

یَجُولُ وِشَاحُها قَلَقَا

إِذَا ما أُلبِسَتْ شَفَقَا

رِقَاقَ العَصْبِ أَو سَرَقَا

من المَوْشِیَّهِ القُشُبِ

یَمُجُّ المِسْکَ مَفْرِقُها

و یَصْبِی العَقْلَ مَنْطِقُها

و تُمْسِی ما یُؤَرِّقُها

سقَامُ العاشِقِ الوَصِبِ

و من أَمثالِ العَرَب السّائِرَهِ : «حُکْمُکَ مُسَمَّطاً »أَی لَکَ حُکْمُکَ مُسَّمَطاً ،قال المُبَرِّدُ: أَی مُتَمَّماً،و لا تَقُلْ إِلاَّ مَحذُوفاً منه«لَکَ ».و قال ابنُ شُمَیْلٍ :یُقَال للرَّجُل:

حُکْمُکَ مُسَمَّطاً ،قال:معناه:مُرْسَلاً،یعنی به جائزاً،زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ لا اعْتِرَاضَ علیک (4).

و قولُهم: خُذْهُ مُسَمَّطاً ،و فی المُحْکَم:و خُذْ حَقَّکَ مُسَمَّطاً ،أَی سَهْلاً مُجَوَّزاً نافِذاً.

و فی الصّحاح:خُذْ حُکْمَک مُسَمَّطاً ،أَی مُجَوَّزاً نافِذاً.

و سِمَاطُ القَوْمِ ،بالکَسْرِ:صَفُّهُم ،و منه یُقَال:قامَ بین السِّمَاطَیْنِ .و یُقَال:قَامَ القَوْمُ حَوْلَه سِمَاطَیْنِ ،أَی صَفَّیْنِ .

و السِّمَاطُ مِنَ الوَادِی:ما بَیْن صَدْرِه و مُنْتَهَاهُ ،ج:

سُمُطٌ ،بضمَّتَیْن.

و السِّمَاطُ من الطَّعامِ :ما یُمَدُّ علیه ،و العامَّه تَضُمُّه، و الجَمْعُ : أَسْمِطَهٌ ،و سِمَاطَاتٌ .

و یُقَال: هُمْ علی سِمَاطٍ وَاحِدٍ أَی علی نَظْمٍ وَاحِدٍ،قال رُؤْبَهُ :

فی مُصْمَعِدّاتٍ عَلَی السِّمَاطِ

و سُمَیْطٌ ، کُزبَیْرٍ:اسْم جَماعهٍ منهم: سُمَیْطُ بنُ سُمَیْرٍ تابِعِیٌّ ،عن أبِی مُوسَی الأَشْعَرِیّ ،و الحَسَنُ بنُ سُمَیْطٍ البُخَارِیُّ ،عن النَّضْرِ بن شُمَیْلٍ ،و من المُتَأَخِّرِینَ شَیْخُنَا

ص:297


1- (1) روایته فی التهذیب: فجعت به ملتقی الخیل خیله ترکت عتاق الطیر یحجلن حوله.
2- (3) قال الصاغانی فی التکمله و لم أجد فی دواوین شعره قصیده مسمطه.
3- (4) بهامش المطبوعه الکویتیه«...و لعلها نبیلُ ».
4- (5) و فی التهذیب:قولهم للرجل یجیزون حکمه:حکمک مسمَّطاً.

المُحَدِّثُ الصُّوفِیُّ محمّدُ بنُ زَیْن باسُمَیْط الشّبَامِیّ العَلَوِیّ .أَخَذ عالِیاً عن خاتِمَهِ المتأَخِّرِین السَّیِّد مُحَمَّد أَبی علویّ الحَدّاد،و أَجازَنَا من بَلَدِه شبَام.

و تَسَمَّطَ الشَّیْ ءُ: تَعَلَّقَ ،و قد سَمَّطَه تَسْمِیطاً .

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

سَمَّطْتُ الشَّیْ ءَ تَسْمِیطاً :لَزِمْتُه،قال الشّاعِرُ:

تَعَالَیْ نُسَمِّطْ حُبَّ دَعْدٍ و نَغْتَدِی

سَوَاءَیْنِ و المَرْعَی بأُمِّ دَرِینِ

أَی تَعَالَیْ نَلْزَم حُبَّنَا،و إِنْ کان عَلَیْنَا فیه ضَیِقهٌ .

و قَصِیدَهٌ سِمْطِیّه ،بالکَسْرِ: مُسَمَّطَه ،نقله الجَوْهَرِیّ .

و یُقَال:هو لَکَ مُسَمَّطاً ،أَی هَنِیئاً.

و یُقَال: سَمَطْتُ الرَّجُلَ یَمِیناً علی حَقِّی،أَی اسْتَحْلَفْتُه، و قد سَمَطَ هو عَلَیَّ الیَمِینَ یَسْمُط ،أَی حَلَف،و یقال:سَبَطَ فلانٌ علی ذلِکَ الأَمْرِ یَمِیناً،و سَمَطَ علیه،بالبَاءِ و المیم،أَی حَلَف علیه،و قد سَمَطْتَ یا رَجُلُ علی أَمْر أَنْت فیه فاجِرٌ، و ذلک إِذا وَکَّدَ الیمینَ و أَحْلَطَها.

و السَّمْط ،بالفَتْح:الفَقِیرُ،نَقَلَه الأَزْهَرِیّ (1)فی تَرجمه زعبل،و هو مجاز.

و السّامِطُ :الماءُ المُغْلَی الّذِی یَسْمُط الشَّیْ ءَ.

و السّامِطُ :المُعَلِّقُ الشیءَ بِحَبْلٍ خَلْفَه،من السُّوُط .

و خُذُوا سِمَاطَیِ الطَّرِیق،أَی جانِبَیْه،و کذلِک السِّمَاطَانِ من النَّخْلِ :الجَانِبانِ .

و السُّمُوطُ :المَعَالِیقُ من القَلاَئد،قال:

و صَادَیْت مِن ذِی بَهْجَهٍ و رَقَیْته

عَلَیْهِ السُّمُوطُ عَابِسٍ مُتَغَضِّبِ

و قد سَمَّوْا سِمْطاً ،بالکسر،و سَمِطاً ،ککَتِف.

و یُقَال:سِرْتُ یوماً مُسَمَّطاً ،أَی لا یَعُوجُنِی شَیْ ءٌ.

و أَبو السُّمَیْط سَعِیدُ بن أَبی سَعِیدٍ المَهرِیّ عن أَبِیه،و عنه حَرْمَلَهُ بنُ عِمْرَانَ .و کأَمِیرٍ بَکْرُ بن أَبی السَّمِیط ،رَوَی عن قَتَادَهَ .

و تَسَمَّطَ الشیءُ:تَفَلَّت.هکذا هو فی التکمله،و لعلَّه تحریف من الکاتب و الصَّوابُ تَعَلَّق،کما هو فی العُبَاب علی الصِّحّه،و یُقَال رأْیته مُسَمِّطاً لَحْماً،أَی یَحْمِله،کما فی الأَساس.

و السَّمَطَهُ ،محرّکه:قَریتان بأَعْلی الصعیدِ،قد رأَیتُ إِحداهُمَا.

سمخرط

.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

سُمُخْرَاط ،بضَمَّتَیْنِ :قَرْیَهٌ من أَعْمَالِ البُحَیْرَه بمصر (2).

سمعط

اسْمَعَطَّ العَجَاجُ اسْمِعْطَاطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال الأَزْهَریُّ :أَی سَطَعُ ،قال: و اسْمَعَطَّ فلانٌ و اشْمَعَطَّ ،إِذا امْتَلأَ غَضَباً ،و کذلِکَ اسْمَعَدَّ،و اشْمَعَدَّ.

و یُقَال ذلِکَ فِی الذَّکَر إِذا اتْمَهَلَّ و نَعَظَ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

سملط

سَمَلُوط (3)کحَلَزُون:قَرْیَهٌ بِمِصْرَ عی شاطِیءِ النِّیلِ الغَرْبِیِّ من أَعْمَالِ الاشْمُونین،و قد رأَیْتُهَا.

سمهط

سُمْهُوطُ ،بالضَّمِّ (4)أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و نَقَلَ الصّاغَانِیُّ أَنَّهَا: ه،کَبِیرَهٌ غَرْبَیَّ نِیلِ مَصْرَ عَلَی الشَّطِّ ،کما فی العُبَابِ ،و قالَ فی التَّکْمِلَه:فإِن کانَتِ الهاءُ زائِدَهً لعَوَزِ ترکیب«سهط »فهذا مَوضِعُه،یعنی فی ترکیب«سمط ».

قلتُ :و قد یُغَتَفَرُ فی أَسْمَاءِ البُلْدَانِ ما لا یُغْتَفَرُ فی غیرِهَا.

و قوْلُه فی العُبَاب:«علی الشَّطِّ »محلُّ نَظَرٍ،بل إِنّهَا بَعِیدَهٌ من الشَّطِّ ،ثُمّ إِنّ المَشْهُورَ فی هذِه القَرْیَهِ أَنَّهَا بفَتْح السِّینِ و بالدّالِ فی آخِرِها،و هکذا نَقَلَهُ صاحبُ المَرَاصِدِ،کما فی ذَیْلِ اللُبِّ للشِّهَاب العَجَمِیِّ ،و ذَکَر فیه أَنَّهُ یُقَال بالطّاءِ بدَل

ص:298


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:نقله الأزهری فی ترجمه زعبل، أی مفسراً به قول الشاعر: سمطاً یُرَبِّی ولدهْ زعابلا کذا فی اللسان [1]فافهم اه ».
2- (2) تقدمت الماده،و انظر ما لاحظناه فی موضعه،وردت فیما یستدرک علی ماده سمسط .
3- (3) وقع هذه الاستدراک بالأصل بعد ماده سمهط فقد مناه إلی هنا. و فی معجم البلدان«سملوط »بفتح أوله و ثانیه و تشدید اللام.
4- (4) قیدها یاقوت بفتح أوله و سکون ثانیه،و یقال بالدال المهمله مکان الطاء.

الدّالِ ،و قد نُسِبَ إِلیها الإِمَام شِهَابُ الدِّینِ أَقْضَی القُضاهِ أَحمدُ بنُ علیِّ بنِ عیسی بنِ مُحَمَّدٍ جَلالُ الدِّینِ أَبُو العَلْیَاءِ الحَسَنِیُّ السَّمْهُوطِیُّ ،و ولدُه جَمَالُ الدین أَبو المَحَاسِن أَقضَی القُضاهِ عَبْدُ اللّه بنُ أَحْمَدَ،وُلِدَ بها سنه 804 و قدم إِلی مصر،و لازَمَ دُرُوسَ القَایَاتِیِّ ،و أَذِنَ له،تُوفّی ببَلَدِه سنه 866 و ولدُه الإِمامُ نورُ الدِّینِ أَبُو الحَسَن علیُّ بنُ عبدِ اللّهِ نَزِیلُ المَدِینَهِ المُشَرَّفه و مُؤرِّخُها،وِلاَدَتُه سنهَ 844.

سنط

السَّنْطُ :قَرَظٌ یَنْبُتُ بمِصْرَ ،قال الدِّینَوَرِیُّ :

بالصَّعِیدِ،و هو أَجْوَدُ حَطَبِهم،یَزْعُمونَ أَنَّه أَکْثَرُه نَاراً،و أَقَلُّه رَماداً،قال:أَخْبَرَنِی بذلِکَ الخَبِیرُ،قال:و یَدْبُغُون به أَیضاً،و یُقَال: الصَّنْطُ أَیْضاً،و هو اسمٌ أَعْجَمِیٌّ ،قال الصّاغَانِیُّ :و هو مُعَرّب:جَنْد،بالهِنْدِیَّهِ .

و السَّنْطُ : ه بالشّامِ ،أَو هی باللاّمِ ،و قد تَقَدَّمتِ الإِشَارَهُ إِلیه.

و سَنْطَهُ :قَرْیَتَان بمِصْرَ ،بل هِی ثلاثُ قُرًی،اثْنَتانِ مِنْهَا بالشَّرْقِیَّهِ ،إِحداهُمَا تُعْرفُ بکومِ قَیْصَرَ،و الثّانِیَه تُعْرَفُ بصَفْرَاءَ،و الثّالِثَهُ هی المَجْمُوعه مع«سَنْدمنت»من السَّمَنُّودِیّهِ ،و فی الغَرْبِیَّه أَیضاً قَرْیَهٌ تُعرف بسَنْطَه ،فصَارَتْ أَرْبَعَهً .

و السِّنْطُ ،بالکَسْرِ:المَفْصِل بَیْنَ الکَفِّ و السّاعِدِ .و أَسْنَعَ الرجُلُ ،إِذا اشْتَکَی سِنْعَه،أَی سِنْطَه ،و هو الرُّسْغُ .

و السَّنُوطُ ،و السَّنُوطِیُّ ،بفتحِهِمَا،و السِّنَاطُ ،بالکَسْرِ ، هذِه الثَّلاثَهُ ذَکَرهُنَّ الجَوْهَرِیُّ . و فی اللِّسَانِ و العُبَاب:

و کذلِکَ السُّنَاطُ ، بالضَّمِّ ،کُلُّ ذلِکَ : کَوْسَجٌ ،لا لِحْیَهَ له أَصْلاً ،کما فی الصّحاحِ ، أَو:الخَفِیفُ العارِضِ و لم یَبْلُغْ حالَ الکَوْسَجِ ،نَقَلَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ أَو رجلٌ سَنُوطٌ : لِحْیَتُه فی الذَّقَنِ و ما بالعَارِضَیْن شَیْ ءٌ و هذا قولُ الأَصْمَعِیِّ .

و جَمْعُ السَّنُوط : سُنُطٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ . و قال غیره: أَسْنَاطٌ ،و قد سَنُطَ ،ککَرُم ،قال الأَزْهَرِیُّ :و کذلِکَ عامَّهُ ما جَاءَ علی بِنَاءِ فِعَالٍ ،و قال ابن بَرِّیّ : السِّنَاطُ :

یُوصَفُ به الوَاحِدُ و الجَمْعُ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

زُرْقٌ إِذا لاقَیْتَهُمْ سِنَاطُ

لَیْسَ لهمْ فی نَسَبٍ رِبَاطُ

و لا إِلَی حَبْلِ الهُدَی صِرَاطُ

فالسَّبُّ و العَارُ بهم مُلْتاطُ

و سَنُوطَی ،کهَیُولَی لَقَبُ عُبَیْدٍ المُحَدِّثِ ،أَو اسمُ والِدِهِ ، فإِنّه یقال فیه:عُبَیْدُ بنُ سَنُوطَی أَیضاً،کما فی العُبَاب.

و سُنَاطٌ ، کغُرَابٍ لَقَبُ الحَسَنِ بن حَسّان الشّاعِرِ القُرْطُبِیِّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: سَنُوطٌ ، کصَبُورٍ:دَوَاءٌ،م ،معروفٌ .

و قال ابنُ فارِسٍ :السِّینُ و النُّون و الطّاءُ لیس بشَیءٍ إِلاّ السِّنَاطَ ،و هو الَّذِی لا لِحْیَه له.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

سَنِطَ الرَّجُلُ ،کفَرحَ ، سَنَطاً ،فهو سِنَاطٌ :لغهٌ فی سَنُطَ ، ککَرُم.

و سُنَیْطَهُ ،بالتَّصْغِیرِ:قَرْیَهٌ بشَرْقِیَّهِ مِصْر.

و سِنِیطُ ،بکَسْر السِّینِ و النُّون:قَرْیهٌ أُخرَی بمِصْر،و أَهْلُها مَشْهُورونَ بالتَّلَصُّصِ .

سنبط

سُنْبَاطُ ،بالضَّمِّ (1)،أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و هو: د، بأَعْمَالِ المَحَلَّهِ الکُبْرَی من مِصْرَ،منه :الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ السُّنْبَاطِیُّ الفَقِیهُ .

و منه أَیضاً:الشَّمْسُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ مَسْعُودٍ السُّنْباطِیّ ،قُدْوَهُ المُحَدِّثِین، کأَبِیهِ ،و جَدُّه،وُلِدَ بها سنهَ 816 و قَدِمَ القاهِرَهَ ،و کَتَب الأَمَالِی عن الحافِظِ ابْنِ حَجَرٍ،و لازَمَه کَثِیراً،و أَکْثَرَ من السَّمَاع علی شیوخ وَقْتِه،و انْفَرَد فی تَحْصِیلِ الأَجْزَاءِ، و ضَبْطِ الغَرَائِبِ ،و حَدَّث،توفیِّ سنه 890.

و العِزُّ عَبْدُ العَزِیزِ بنُ یُوسُف بن عَبْدِ الغَفّارِ التُّونُسِیُّ الأَصْلِ ، السُّنْباطِیُّ ،من قُدَمَاءِ أصحابِ الحَافِظِ ابن حَجَرٍ، و أَخَذَ عن الوَلِیّ العِرَاقِیِّ ،و ابنِ الجَزَرِیِّ ،و غیرِهِم،ولد سنه 799 و کتَبَ بخَطِّه الکَثِیرَ،منها:أَرْبَعُ نُسخٍ من فَتْحِ البَارِی،و لِسَان العرَبِ ،مات سنه 879.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ص:299


1- (1) قیدها یاقوت سَنْباط ،بفتح فسکون ضبط قلم و قال:کذا تقوله العوام، و یقال لها أیضاً سَنْبوطیه و سَنْموطیه.

سندبسط

سَنْدبَسْط ،قَرْیَهٌ من أَعمالِ جَزِیرَهِ قُوِیسنا علی شاطِیءِ النِّیلِ ،و قد وَرَدْتُها و منها الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیِّ بنِ أَبِی بَکْرِ بنِ مُوسَی العَسْقلانِیُّ الأَصْلِ ، السَّنْدبَسْطِیُّ الشّافِعیُّ النّاسِخُ ،وُلد بها سنه 822 لقِیَهُ السَّخَاوِیُّ فی المَحَلَّه.

سوط

السَّوْطُ :الخَلْطُ ،أَی خَلْطُ الشَّیْ ءِ بَعْضِه ببَعْضِ ،کما فی الصّحاحِ ، أَو هو أَنْ تَخْلِطَ شَیْئَیْنِ فی إِنائِکَ ثمّ تَضْرِبَهما بیَدِکَ حَتّی یَخْتَلِطَا ،کما فی الجَمْهَرَهِ ،

15,1- و فی حَدِیثِ علیٍّ مع فاطِمَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا:

« مَسُوطٌ لَحْمُها بدَمِی و لَحْمِی».

أَی مَمْزُوجٌ و مَخْلُوطٌ ،و منه قَوْلُ کَعْبِ بنِ زُهَیْرٍ:

لکِنَّهَا خُلَّهٌ قد سِیطَ من دَمِهَا

فَجْعٌ و وَلْعٌ و إِخْلافٌ و تَبْدِیلُ

أَی کأَنَّ هذِه الأَخْلاقَ قد خُلِطَت بدَمِها، کالتَّسْوِیطِ ، یُقَال: سَاطَ الشَّیءَ سَوْطاً ،و سَوَّطَه :خَاضَه و خَلَطَه و أَکْثَرَ ذلِک.یُقَال: سَوَّطَ فُلانٌ أُمورَه تَسْوِیطاً ،أَی خَلَطها،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :

فسُطْهَا ذَمِیمَ الرَّأْیِ غَیْرَ مُوَفَّقٍ

فلَسْتَ علی تَسْوِیطِهَا بمُعَانِ

و السَّوْطُ : المِقْرَعَهُ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ: لأَنَّهَا تَسُوطُ ،أَی تَخْلِطُ اللَّحْمَ بالدَّمِ إِذا سِیطَ بها إِنْسَانٌ أَو دابَّه.

و قال الجَوْهَرِیُّ : السَّوْطُ :ما یُضْرَبُ به ج: سِیَاطٌ ، بالکَسْرِ،و أَصْلُه: سِوَاطٌ ،بالواو،قُلِبَت یاءً لکَسْرِ ما قَبْلها.

و منه

16- الحدیث: «[معهم] (1)سِیَاطٌ کأَذْنابِ البَقَرِ». قال المُتَنَخِّلُ یَصِفُ مَوْرِداً:

کَأَنَّ مَزَاحِفَ الحَیَّاتِ فِیهِ

قُبَیْلَ الصُّبْحِ آثَارُ السِّیَاطِ

و یُجْمَع أَیضاً علی أَسْوَاط ،علی الأَصْل.قال ابنُ الأَثِیر: أَسْیَاطٌ (2)شاذٌّ،کما یُقَال فی جمع رِیحٍ :أَرْیَاحٌ شَاذًّا،و القِیَاسُ : أَسْواطٌ و أَرْواحٌ ،و هو المُطَّرِدُ المُسْتَعْمَلُ .

و من المَجَازِ: السَّوْطُ : النَّصِیبُ ،و به فُسِّرَ قولُه تَعَالی فَصَبَّ عَلَیْهِمْ رَبُّکَ سَوْطَ عَذابٍ (3)أَی نَصِیبَ عَذَابٍ ، کما فی الصّحاح.

و قیل:المُرَادُ بالسَّوْطِ هُنَا: الشِّدَّهُ ،و هو مَجَازٌ أَیضاً، و المَعْنَی أَی شِدَّهَ عَذابٍ ؛لأَنّ العَذَابَ قد یکونُ بالسَّوْطِ ، کما فی الصّحاحِ أَیضاً.و قال الفَرّاءُ:هذه کَلِمَهٌ تَقُولُهَا العَرَبُ لکُلِّ نَوْعٍ من العَذَابِ یَدْخُلُ فیه السَّوْطُ ،جَرَی به المَثَلُ ،و الکَلامُ ،و یُرْوَی (4)أَنَّ السَّوْطَ من عَذابِهم الذی یُعَذَّبُون به،فجَرَی لکُلِّ عَذَابٍ ؛إِذ کانَ فیه عِنْدَهُم غایَهُ العَذَابِ . فالسَّوْطُ :اسمٌ للعَذابِ و إِنْ لم یکن هُنَاکَ ضَرْبٌ بسَوْطٍ .

و السَّوْطُ : الضَّرْبُ بالسَّوْطِ ،قال الشَّمّاخُ یَصِفُ فَرَساً:

فصَوَّبْتُه کأَنَّه صَوْبُ غَبْیَهٍ

علی الأَمْعَزِ الضَّاحِی إِذَا سِیطَ أَحْضَرَا

صَوَّبْتُه،أَی:حَمَلْتُه علی الحُضْرِ فی صَبَبٍ من الأَرْضِ .و الصَّوْبُ :المَطَرُ.و الغَبْیَه:الدَّفْعَهُ منه.

و سَاطَ دابَّتَه یَسُوطُه سَوْطاً ،إِذا ضَرَبَه بالسَّوْطِ .و قولهم:

ضَربتُ زَیْداً سَوْطاً .إِنَّمَا معناه:ضَرَبْتُه ضَرْبَهً بسَوْطٍ ،و لکِنّ طَرِیقَ إِعْرَابه أَنَّه علی حَذْفِ المُضَاف،أَی ضَرَبْتُه ضَرْبَهَ سَوْطٍ ،ثُمَّ حُذِفَتِ الضَّرْبَهُ علی حَذْفِ المُضَافِ .

و السَّوْطُ من القَدِیدِ (5)،هکَذَا فی أُصُولِ القَامُوسِ ، و الصَّواب:من الغَدِیرِ فَضْلُهُ ،و فی بعض النُّسَخ فَضْلَتُه.

و سَوْطٌ من مَاءٍ:قد خُبِط و طُرِقَ ،و الجمعُ سِیَاطٌ ،و هو مَجَازٌ.و فی الأَساس:یقال ورَدْنا علی سَوْطٍ وَاحِدٍ من الماءِ،و هی فَضْلَهُ غَدِیرٍ مُمْتَدَّه کالسَّوْط .

و السَّوْطُ (6)أَیضاً: مَنْقَعُ الماءِ ،و الجمعُ أَسْوَاطٌ .

و من المَجَازِ: مَا یَتَعَاطَیَان سَوْطاً وَاحِداً ،أَی أَمْراً وَاحِداً ،و فی الأَسَاس:إِذا اتَّفَقَا علی نَجْرٍ (7)وَاحدٍ و خُلُقٍ وَاحِدٍ.

ص:300


1- (1) زیاده عن النهایه و اللسان.
2- (2) عن النهایه و [1]بالأصل«سیاط ».
3- (3) سوره الفجر الآیه 13. [2]
4- (4) فی التهذیب:«و نری»و بهامشه عن إحدی نسخه:«و یروی»کالأصل.
5- (5) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و من الغدیرِ:فَضْلَتُه.
6- (6) بالأصل«السیوط ».
7- (7) عن الأساس و بالأصل«نحو».

و المِسْوَطُ ،کمِنْبَرٍ: مَا یُخْلَطُ به من عَصاً و نَحْوِهَا ،و قد ساطَ قِدْرَهُ بالمِسْوَطِ ، کالمِسْوَاطِ ،کمِحْرَابٍ .

و مِسْوَطٌ ، بلا لاَمٍ :وَلَدٌ لإِبْلِیسَ ،قال مُجَاهِدٌ:و همْ خَمْسَهٌ :دَاسِمٌ ،و الأَعْوَرُ،و مِسْوَطٌ ،و بِتْرٌ و زَلَنْبُورُ،قال سُفیان:داسِمٌ و الأَعْوَرُ ما أَدْرِی مَا عَمَلُهما،و أَمّا مِسْوَطٌ فإِنَّه یُغْرِی علی الغَضَبِ و الصَّخب،و بِتْرٌ:صاحِبُ المَصَائبِ ، و زَلَنْبُورُ:یُفَرِّقُ بین الرَّجُلِ و أَهْلِه.و قد تقدّم ذلِکَ فی حَرْف الرّاءِ أَیضاً،

16- و فی حَدِیث سَوْدَهَ : «أَنَّه نَظَرَ إِلَیْهَا و هی تَنْظُر فی رَکْوَهٍ فیها مَاءٌ،فنَهاهَا و قال:إِنِّی أَخافُ علیکُمْ منه المِسْوَطَ ». یَعْنِی الشَّیْطَانَ .هکذا جاءَ فی هذا الحَدِیثِ بالأَلِفِ و الّلامِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: المِسْوَاطُ :فَرَسٌ لا یُعْطِی حُضْرَهُ إِلاّ بالسَّوْطِ ،فکأَنَّه یَدَّخِر حُضْرَه.

و من المَجَازِ: اسْتَوَطَ أَمْرُه ،أَی [اضْطَرَبَ ] (1)اخْتَلَطَ ،نادرٌ.

و قال أَبو زَیْدٍ:یُقَال أَمْوَالُهُمْ سُوَیْطَهٌ (2)بَیْنَهم ،أَی مُخْتَلِطهٌ ،حکاهُ عنه یَعْقُوبُ ،قاله الجوْهَرِیَّ .

و قال اللَّیْثُ : السُّوَیْطَاءُ :مَرَقَهٌ کَثُرَ ماؤُهَا و ثَمَرُهَا،أَی بَصَلُها و حِمَّصُها و سائرُ الحُبوبِ ،سُمِّیَتْ لأَنَّهَا تُسَاطُ ،أَی تُخْلَط و تُضْرَب.و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هی السُّرَیْطَاءُ ،بالراءِ، و قد مَرَّ ذِکْرُه.

و من المجاز: سَوْطُ بَاطِلٍ :ضَوْءٌ یَدْخُلُ من الکُوَّهِ فی الشَّمْسِ ،و هو بعَیْنِه خَیْطُ باطِلٍ ،الَّذِی تَقَدَّم،و یُرْوَی بالشّینِ المُعْجَمهِ أَیضاً.

و من المجاز: السِّیَاطُ :قُضْبانُ الکُرّاثِ الَّتِی علیها زَمَالِیقُه (3)،تَشْبِیهاً بالسِّیاطِ الَّتِی یُضْرَبُ بها.

و قد سَوَّطَ الکُرّاثُ تَسْوِیطاً ،إِذا أَخْرَجَ ذلِکَ .

و من المَجَازِ: سَوَّطَ أَمْرَهُ تَسْوِیطاً ،إِذا خَلَّطَ فیه .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و تقدّم شَاهِدُه آنِفَا.

و دَارَهُ الأَسْوَاطِ :بظَهْرِ الأَبْرَقِ بالمَضْجَعِ ،تُنَاوِحُهَا جَمَّهٌ ،و هی بُرْقَهٌ بَیْضَاءُ لبَنِی قَیْسِ بنِ جَزْءِ بن کَعْبِ بنِ أَبِی بَکْر بنِ کِلاَبٍ ،و قد مَرَّ ذِکْرُهَا فی حَرْفِ الرّاءِ أَیْضاً.

و أَصْلُ الأَسْوَاطِ :مَنَاقِعُ المِیَاهِ ،و الدّارَهُ :کلُّ أَرضٍ اتَّسَعَت فأَحَاطَتْ بها الجِبَالُ .

و قال ابنُ عبّادٍ: سَاطَتْ نَفْسِی سَوَطَاناً ،مُحَرَّکَه:

تَقَلَّصَتْ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

و أَمْوَالُهُم بینهم مُسْتَوِطَهٌ ،کسَوِیطَه.

و السَّوَّاطُ :الشُّرْطِیُّ الَّذِی مَعَهُ السَّوْطُ .

و سَاوَطَنِی فسُطْتُه أَسُوطُه سَوْطاً ،عن اللِّحْیَانِیّ ،و فَسَّره ابنُ سِیدَه،فقال:أَی عارَضَنِی بسَوْطِه فغَلَبْتُه،و هذَا فی الجَوَاهِرِ قَلِیلٌ ،إِنّمَا هُو فی الأَعْرَاضِ .و المِسْیَاطُ :الماءُ یَبْقَی فی أَسْفَلِ الحَوْضِ ،قال أَبُو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیُّ :

حَتّی انْتَهَت رَجَارِجُ المِسْیَاطِ

و سَاطَ الهَرِیسَهَ و سَوَّطَها :حَرَّکَها بخَشَبَهٍ لِتَخْتَلِطَ (4).

و یُقَال:ساقَ الأُمورَ بسَوْطٍ وَاحِدٍ.

و خُذُوا فی هذا السَّوْطِ ،و هو طَرِیقٌ دَقِیقٌ بین شَرَفَیْنِ ، و فی هذِه السِّیَاطِ ،و الأَسْوَاطِ ،کما فی الأَسَاسِ :و یُرْوَی بالشِّین أَیضاً،و هو مَجَازٌ.

و کذلِکَ قولُهُم: سِیطَ حُبُّک بِدَمِی،و من دَمِی.

و هو یَسُوطُ الأَمْرَ سَوْطاً :یُقَلِّبه ظَهْراً لِبَطْنٍ [و یُدَبّره] (5).

و فلانٌ یَسُوطُ الحَرْبَ و یُسَوِّطُهَا ،أَی یُبَاشِرُهَا،کما فی الأَساسِ .

و أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّد بنِ مِهْرَانَ السَّوْطِیُّ ،عن أَبِی نُعَیْمٍ ، و عنه الطَّبَرانِیُّ ،و حُسَیْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسحاقَ السَّوْطِیُّ ، شَیْخٌ للعتِیقِیِّ ،و أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِیل السَّوْطِیُّ ، شیخٌ للدّارَقُطْنِیِّ ،و إِبْرَاهِیمُ بنُ إِسماعِیل السَّوْطِیُّ عن أَبِی أُمَیَّه الطَّرَسُوسِیِّ .

و سُوَیْط ،کزُبَیْرٍ:قریهٌ بالبَلْقَاءِ من أَرْضِ الشّامِ ،نُسِبَ إِلیها الإِمَام المُحَدِّثُ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ محمَّدِ بن الحَسَن

ص:301


1- (5) ساقطه من المصریه و الکویتیه.
2- (1) فی التهذیب و اللسان و الصحاح:سویطه،بفتح فکسر ضبط قلم.
3- (2) فی اللسان: [1]مآلیقه.
4- (3) فی الأساس:وساط الهریسه بالمسوط و المسواط وسوّطها.وساط الأقطّ :خلطه.
5- (4) زیاده مقتبسه عن الأساس.

الکِنَانیّ الجَعْفَرِیّ السُوَیْطِیُّ ،ارتحلَ أَحدُ جُدُودِه منها فنَزَل إِلی رِیفِ مِصْرَ و تَدَیَّرَ بها،و إِلیهم نُسِبت الجَعْفَریّهُ القریَهُ المَشْهُورهُ بالغَرْبِیّه،و قد تَقَدَّم ذِکْرُها.

سیط

سُیُوطُ ،أَو أُسْیُوطُ ،بِضَمِّهما (1)أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ هکذا،بأَو،لِتَنْوِیعِ الخِلافِ فقَلَّده المُصَنِّف.قال شَیْخُنَا:بل هُمَا ثَابِتَانِ ،و کِلاهُمَا مُثَلَّث،فهما سِتُّ لُغَاتٍ .و قولُهُم:القِیَاسُ فَعُول بالفَتْحِ کَلامٌ غیر مَعْقُول،إِذا أَسْماءُ الأَماکِنِ لیس فِیهَا قِیَاسٌ یُرْجَعُ إِلیه حتی یُعْلَم،فَضْلاً عن أَنْ یُدَّعَی.و فی کَلامِ المُصَنِّفِ قُصُورٌ من جِهَاتٍ أَوْضَحْناهَا فی شَرْحِ الاقْتِراب،و بَیَّنَّا ما وَقَعَ لشارِحه من الأَوْهَامِ .

قلت:أَمّا المَشْهُورُ علی أَلْسِنَهِ العامَّهِ من أَهْلِهَا:سَیُوطُ ، کصَبُور،و هو الَّذِی أَنْکَرَه شَیْخُنَا،و علی أَلْسِنَه الخَاصَّهِ أَسْیُوط ،بالفَتْحِ ،و علی الأخِیرِ اقْتَصَرَ یاقُوت فی مُعْجَمِه.

و التَّثْلِیثُ الَّذِی نَقَلَه شَیْخُنَا فیهما غَرِیبٌ ،و هو ثِقَهٌ فیما یَرْوِیه و یَنْقُله.و قولُه: ه ،عَجِیبٌ من المُصَنِّفِ أَنْ یَجْعَلَ هذِه المَدِینَهَ العَظِیمَهَ قَرْیَهً ،و کأَنَّهُ قَلَّدَ الصّاغَانِیَّ فیما قال،و لکن فی العُباب قَرْیَهٌ جَلِیلهٌ ،فلو قَیَّدها بها علی عادَتهِ فی بعضِ القُرَی أَصابَ ،و الَّذِی فی المُعْجَم و غیره:مَدِینَهٌ بصَعِیدِ مِصْرَ ،فی غَرْبِیِّ النِّیل،جَلِیلهٌ کبیره.

قلتُ :و لها کُورَهٌ مُضَافَهٌ إِلیها مُشْتَمِلَهٌ علی قُرًی جَلِیلهٍ یَأْتِی ذِکْرُ بَعْضِها فی هذا الکِتابِ .ثمّ قال یاقُوتٌ :قال الحَسَنُ بن إِبراهیم المِصْرِیّ :مِن عَمَلِ مِصْرَ أَسیُوطُ ،و بها مَنَاسِجُ الأَرْمَنِیّ و الدَّبِیقِیِّ و المُثَلّث (2)،و سائرُ أَنواع السُّکَّرِ لا یَخْلُو منه بَلَدٌ إِسلامیٌّ و لا جَاهِلِیٌّ و بها السَّفَرْجَلُ یَزِیدُ فی کَثْرَتهِ علی کُلِّ بَلَدٍ،و بها یُعْمَلُ الأُفْیُون،یُعْتَصَرُ من وَرَق الخَشْخاش الأَسْوَد،و الخَسّ ،و یُحْمَلُ إِلی سائرِ الدُّنیا.

و صُوِّرَت الدُّنْیَا للرَّشِیدِ فلم یَسْتَحْسِنْ إِلاّ کُورَه أَسْیُوط ،و بها ثلاثُون أَلْف فَدَّانٍ فی اسْتواءٍ من الأرض لو وَقَعَتْ (3)قَطْرَهُ ماءٍ لانْتَشَرَت فی جَمِیعِهَا لا یَظْمَأُ فیها شِبْرٌ.و کانت إِحْدَی مُتَنَزَّهات أَبِی الجَیْشِ خمَارَوَیْهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ طُولُونَ ، و یُنْسَب إِلیها جماعهٌ ،منهم:أَبُو الحَسَن (4)عَلِیُّ بنُ الخَضِر بنِ عَبْدِ اللّه الأَسْیُوطِیّ ،توفی سنه 372.و غیره.

قلتُ :و قد دَخَلْتُهَا مرَّتَیْن،و شَاهَدْتُ من عَجَائِبها،و هی فی سَفْحِ الجَبَل الغَرْبِیِّ المُشْتَمِلِ علی أَسْرَارٍ و غَرَائِبَ ، أُلِّف فیها الکُتُب.و لهذَهِ المَدِینَهِ تارِیخٌ حَافِلٌ فی مجلَّدَیْن، أَلَّفهُ الحَافِظُ جلالُ الدِّین عبدُ الرَّحْمن بنُ أَبی بَکْرٍ الأَسْیُوطِیُّ خاتِمَهُ المُتَأَخّرِین فی سائر الفُنُون،و قد تَقَدَّم ذِکْرُه فی«خ ض ر»فراجِعْهُ .

و سِیَاطٌ ، ککِتَابٍ مُغَنٍّ مَشْهُورٌ ،قال الصّاغَانِیُّ :فإِن جَعَلْتهُ جَمْع سَوْطٍ فمَوْضِعُ ذِکْرِه التَّرْکِیب الذی قَبْلَه.

فصل الشین المعجمه مع الطاء

شبط

الشَّبُّوطُ ،کتَنُّورٍ:نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و یُضَمُّ ،عن اللَّیْثِ ،کما فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :عن اللِّحْیَانِیِّ ،قال:

و هی رَدِیئَهٌ ، کالقَدُّوسِ و القُدُّوسِ و الذَّرُّوحِ و الذُّرُّوحِ ، و السَّبُّوح و السُّبُّوح، و الوَاحِدَهُ بهاءٍ،و قد تُخَفَّفُ المَفْتُوحَهُ ، أَی یُقَال: الشَّبُوطَهُ ،حکَاهُ ابنُ سِیدَه عن بَعْضِهِم،قال:

و لَسْتُ منه علی ثِقَهٍ : سَمَکٌ و فی الصّحاحِ :ضَرْبٌ من السَّمَکِ ،و زادَ اللَّیْثُ دَقِیق الذَّنَبِ عَرِیضُ الوَسَطِ لَیِّنُ المَسِّ ،صَغِیرُ الرَّأْسِ ،کأَنَّه بَرْبَطٌ ،و إِنَّمَا یُشَبَّهُ البَرْبَطُ إِذا کان ذا طُولٍ لیس بعَرِیضٍ بالشَّبُّوطِ .و الجَمْعُ : شَبَابِیطُ ، و یُقَالُ :قَرَّبُوا إِلَیْهِمِ شَبَابِیطَ کالبرَابِیطِ ،قال الشّاعِرُ:

مُقْبِلٌ مُدَبِرٌ خَفِیفٌ ذَفِیفٌ

دَسِمُ الثَّوْبِ قَدْ شَوَی سَمَکَاتِ

مِنْ شَبابِیطِ لُجَّهٍ وَسْطَ بَحْرٍ

حَدَثَتْ من شُحُومها عَجِرَات

و هُوَ أَعْجَمِیٌّ .

و شِبْیَوْطٌ ،ککِدْیَوْنٍ :حِصْنٌ بأُبَّدَهَ ،من أَعمالِ الأَنْدَلُسِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و نَقَلَ أَبُو عُمَرَ فی«یَاقُوتَه الجَلْعَم»: شُبَاط و سُبَاط ،

ص:302


1- (1) فی معجم البلدان«أسیوط »:بالفتح ثم السکون و یاء مضمومه.و فی ترجمه سیوط بفتح أوله و آخره طاء.
2- (2) عن معجم البلدان« [1]أسیوط »و بالأصل«الدیبقی»و فی المعجم: «الدبیقی المثلث».
3- (3) فی معجم البلدان: [2]لو وقعت فیها قطره.
4- (4) فی اللباب و معجم البلدان: [3]أبو علی الحسن بن علی بن الخضر...

کغُرَابٍ :اسمُ شَهْر من الشُّهُورِ، بالرُّومِیَّه ،و قال:یُصْرَفُ ، و لا یُصْرَفُ ،و قد تَقَدَّم ذلِکَ للمُصَنِّفِ فی«س ب ط ».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَبْطُونُ ،کحَمْدُون:لقَبُ زِیَادِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن،ممَّن سَمِعَ المُوَطَّأَ من مالِکٍ .

و شَبْطُونُ بنُ عَبْدِ اللّه الأَنْصَارِیُّ :سَمعَ المُوَطَّأَ من زِیَادِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ شَبْطُونَ ،کما فِی شُرُوحِ المُوَطَّإِ، و اسْتَدْرَکَهُ شَیْخُنا.

و جَرَادُ بنُ شُبَیْطِ بن طارِقٍ ،کزُبَیْرٍ،رَوَی عنه قَیْلُ بنَ عرَادَهَ .

شحط

شَحَطَ المَزَارُ، کمَنَع، شَحْطاً ،بالفَتْحِ ، و شَحَطاً ،مُحَرَّکَهً ،و شُحُوطاً ،بالضّمِّ ، و مَشْحَطاً ،کمَطْلَبٍ :

بَعُدَ ،و قِیلَ : الشَّحْطُ و الشِّحَطُ :البُعْدُ فی کُلِّ الحالاتِ ، یُثَقَّلُ و یُخَفَّفُ ،و یُقَال:لا أَنْسَاکَ عَلَی شَحْطِ الدّارِ،أَی بُعْدِها،و قال النّابِغَهُ :

و کُلُّ قَرِینهٍ و مَقَرِّ إِلْفٍ

مُفَارِقُه إِلی الشَّحْطِ القَرِینُ

و قال العجّاجُ فیما أَنْشَدَه الأَزْهَرِیُّ :

و الشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجَاءَ مَنْ رَجَا

إِلاّ احْتِضارَ الحَاجِ مَنْ تَحَوَّجَا

و قال أَبو حِزَامٍ غالِبُ بن الحارِث العُکْلِیُّ :

علی قُود تُنَقْنِقُ (1)شَطْرَطِنْ ءٍ

شَأَی الأَخْلاَمَ ماطٍ ذی شُحُوطِ

و قال رُؤْبَهُ :

مِنْ صَوْنِکَ العِرْضَ بَعِیدُ المَشْحَطِ

کشَحِطَ شَحَطاً ، کفَرِحَ .

و شَحَطَ الشَّرَابَ یَشْحَطُه : أَرَقَّ مِزَاجَهُ ،عن أَبی حَنِیفَهَ .

و شَحَطَ الجَمَلَ و غَیْرَه، یَشْحَطُه ، شَحْطاً : ذَبَحَهُ ،عن أَبی عَمرٍو و ابنِ دُرَیْدٍ. و قالَ ابنُ سِیدَه:هو بالسِّینِ أَعْلَی ، و قد تَقَدَّم.

و شَحَطَ البَعِیرَ فی السَّوْمِ حتَّی بَلَغ أَقْصَی ثَمَنِه یَشْحَطُه شَحْطاً .و مِنْه

17- حَدِیثُ رَبِیعَهَ : أَنَّه قالَ -فی الرَّجُلِ یُعْتِقُ الشِّقْصَ من العَبْدِ-«إِنَّه یَکُونُ عَلَی المُعْتِقِ قِیمهُ أَنْصِبَاءِ شُرکائه یُشْحَطُ الثَّمَنُ ثمّ یُعْتَقُ کُلُّه». یریدُ یُبْلَغ بقِیمَهِ العَبْدِ أَقْصَی الغایَهِ .هو من شَحَطَ فی السَّوْمِ ،إِذا أَبْعَدَ فیهِ ، و قیل:معناه یُجْمَع ثَمَنُه.من شَحَطْتُ الإِنَاءَ،إِذا مَلأْتَهُ .

أو شَحَط فُلانٌ فی السَّوْمِ ،و أَبْعَطَ ،إِذا اسْتامَ بسِلْعَتِه و تَبَاعَدَ عن الحَقِّ ،و جَاوَزَ القَدْرَ ،عن اللِّحْیَانِیِّ ، و کسَمِعَ :

لُغَهٌ فیهِ أَیضاً،عنه قال ابنُ سِیده:أُرَی ذلِک.

و شَحَطَ فُلاناً ،إِذا سَبَقَه وفَاتَه و تَبَاعَدَ عَنْه (2)،و فی التَّهْذِیبِ :یُقَالُ :جَاءَ فُلانٌ سَابِقاً و قد (3)شَحَطَ الخَیْلَ ،أَی، فَاتَهَا.و یُقَال: شَحَطَت بَنُو هَاشِمٍ العَربَ ،أَی فاتُوهُم فَضْلاً و سَبَقُوهم.

و شَحَطَ الحَبَلَه ،إِذا وَضَعَ إِلی جَنْبِهَا خَشَبَهً حتَّی تَرْتَفِع إِلیها،قاله أَبو الخَطّابِ .و قال غیره: حَتَّی تَسْتَقِلَّ إِلی العَرِیشِ .

و شَحَطَ الإِنَاءَ و شَمَطَه: مَلأَهُ ،عن الفَرّاءِ.

و شَحَطَ فُلانٌ :سَلَحَ ،و هو مَجَازٌ عن شَحَطَ الطّائرُ، و قال الأَزهریّ :یُقَال شَحَطَ الطّائِرُ و صَامَ ،و سَقْسَقَ و مَزَقَ ،و مَرَقَ ،بمعْنًی وَاحِدٍ (4).

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : شَحَطَت العَقْرَبُ إِیّاه ،أَی لَدَغَتْه ، و کذلِکَ وَکَعَتْه.

و عن أَبِی عَمْرٍو: شَحَطَ اللَّبَنَ ،إِذا أَکْثَرَ مَاءَهُ ،فهو مَشْحُوطٌ ،و أَنْشَدَ:

مَتَی یَأْتهِ ضَیْفٌ فلَیْسَ بذَائقٍ

لَمَاجاً سِوَی المَشْحُوطِ و اللَّبَنِ الأَدْلِ

هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ هنا،و قَلَّده المُصَنِّف،و ذَکَرَه صاحِبُ اللِّسانِ بالسِّینِ المُهْمَلَهِ ،و قد أَشَرْنَا إِلیه فی المُسْتَدْرَکَاتِ .

ص:303


1- (1) فی المطبوعه الکویتیه تتقتق.
2- (2) فی القاموس:منه.
3- (3) فی التهذیب«قد»بدون الواو.
4- (4) یعنی ذرق.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشَّحْطُ و الصَّوْمُ : ذَرْقُ (1)الطّائِرِ ، و أَنْشَدَ لِرَجُلٍ من بَنِی تَمِیمٍ جاهِلِیٍّ :

و مُبْلِدٍ بَیْنَ مَوْماهٍ بمَهْلَکَهٍ

جَاوَزْتُه بعَلاَهِ الخَلْقِ عِلْیَانِ

کأَنَّمَا الشِّحْطُ فی أَعْلَی حَمائرِه

سَبائِبُ الرَّیْطِ من قَزٍّ و کَتّانِ

و قالَ اللَّیْثُ و ابنُ سِیدَه: الشَّحْطُ (2): الاضْطِرابُ فی الدَّمِ .

قالَ : و الشَّحْطَه ، بهَاءٍ:دَاءٌ یَأْخُذُ الإِبِلَ فی صُدُورِهَا فلا تَکادُ تَنْجُو منه.

قال: و الشَّحْطَهُ أَیضاً: أَثَرُ سَحْجٍ یُصِیبُ جَنْباً أَو فَخِذاً أَو نَحْو ذلِک.

و تَشَحَّطَ الوَلَدُ فی السَّلَی ،و کذلک القَتِیلُ فی الدَّمِ ،کما للجَوْهَرِیِّ : اضْطَرَبَ فیه،قالَ النّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ ،یَصِفُ الخَیْلَ :

وَ یَقْذِفْنَ بالأَوْلادِ فی کُلِّ مَنْزِلٍ

تَشَحَّطُ فِی أَسْلائِها کالوَصَائِلِ

الوَصَائِلُ :البُرُودُ الحُمْرُ فیها خُطوطٌ خُضْرٌ،و هی أَشْبَهُ شَیْ ءٍ بالسَّلَی،و السَّلَی فی الماشِیَهِ خَاصَّهً ،و المَشِیمَهُ فی النَّاسِ خَاصَّهً ،

16- و فی حَدِیثِ مُحَیِّصَهَ : «و هو یَتَشَحَّطُ فی دَمِه». أَی یَتَخَبَّطُ فیه و یَضْطَرِب و یَتَمَرَّغ.

و المِشْحَطُ ،کمِنْبَرٍ:عُوَیْدٌ یُوضَعُ عند قَضِیب من قُضْبَانِ الکَرْمِ یَقِیهِ من الأَرْضِ ،کالشَّحْطِ و الشَّحْطَهِ ،و قِیل:

الشَّحْطَهُ عُودٌ من رُمّانٍ أَو غَیْرِه تَغْرِسُه إِلی جَنْبِ قَضِیبِ الحَبَلَهِ حَتَّی یَعْلُوَ فَوْقَه.

و قیل: الشَّحْطُ :خَشَبَهٌ تُوضَع إِلی جَنْبِ الأَغْصَانِ الرِّطَابِ المُتَفَرِّقَهِ القِصَارِ الّتِی تَخْرُجُ من الشُّکُر حَتّی تَرْتَفِعَ علیها.و نَقَلَ ابنُ شُمَیْلٍ عن الطّائفِیِّ قال:هو (3)عُودٌ تُرْفَع علیه الحَبَلَهُ حتَّی تَسْتَقِلَّ إِلَی العَرِیشِ .

و الشَّوْحَطُ :ضَرْبٌ من شَجَر الجِبالِ تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِیُّ ، کما فی الصّحاحِ ،و المُرَادُ بالجِبَالِ جِبَالُ السَّرَاهِ ،فإِنَّهَا هی الَّتِی تُنْبِتُه،قالَ الأَعشَی:

و جِیَاداً کأَنَّهَا قُضُبُ الشَّوْ

حَطِ یَحْمِلْنَ شِکَّهَ الأَبْطَالِ

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :أَخْبَرَنِی العَالِمُ بالشَّوْحَطِ أَنّ نَبَاتَه نَبَاتُ الأَرْزِ،قُضْبانٌ تَسْمُو کَثِیرَه من أَصْلٍ وَاحِدٍ،قال و وَرَقَهُ فِیمَا ذکرَ رِقَاقٌ طِوَالٌ ،و له ثَمَرهٌ مثْل العِنَبَهِ الطَّوِیلَه،إِلاّ أَنَّ طَرَفَهَا أَدَقُّ ،و هی لَیِّنَهٌ تُؤْکَلُ . أَو الشَّوْحَطُ : ضَرْبٌ من النَّبْعِ تُتَّخَذُ مِنْه القِیَاسُ .قال الأَصْمَعِیُّ :من أَشْجَارِ الجِبَالِ النَّبْعُ و الشَّوْحَطُ و التَّأْلَبُ .و حکی ابنُ بَرّیٍّ فی أَمالِیه أَنَّ النَّبْعَ و الشَّوْحَطَ وَاحدٌ،و احتجَّ بقَوْلِ أَوْسٍ یَصِفُ قَوْساً:

تَعَلَّمَها فی غِیلِهَا و هْی حَظْوَهٌ

بوَادٍ به نَبْعٌ طِوانٌ و حِثْیَلُ

و بَانٌ و ظَبْیَانٌ و رَنْفٌ و شَوْحَطٌ

أَلَفُّ أَثِیثٌ نَاعِمٌ مُتَعَبِّلُ

فجَعَل مَنْبِتَ النَّبْعِ و الشَّوْحَطِ وَاحِداً.و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و قد جَعَلَ الوَسْمِیُّ یُنْبِتُ بَیْنَنَا

و بَیْنَ بَنِی دُودَانَ نَبْعاً و شَوْحَطَا

قالَ ابنُ بَرِّیّ :مَعْنَی هذا:أَنَّ العَرَبَ کانَتْ لا تَطْلُبُ ثَأْرَها إِلاّ إِذا أَخْصَبَت بِلادُهَا،أَی صارَ هذا المَطَرُ یُنْبِتُ لنا القِسِیَّ الَّتِی تَکُونُ من النَّبْعِ و الشَّوْحَطِ ، أَوْ هُمَا و الشَّرْیانُ وَاحِدٌ (4)،و یَخْتَلِفُ الاسْمُ بحَسَبِ کَرَمِ مَنَابِتِهَا،فما کانَ فی قُلَّهِ الجَبَلِ فنَبْعٌ ،و ما کانَ فی سَفْحِه فهو شَرْیانٌ ،و ما کان فی الحَضِیضِ فهو شَوْحَطٌ ،هکذا نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ عن المُبَرّدِ.فأَمَّا قَوْلُ ابنِ بَرّیّ : الشَّوْحَط و النَّبْع شَجَرٌ وَاحِدٌ، فما کانَ مِنْهَا فی قُلَّهِ الجَبَلِ فهو نَبْعٌ ،و مَا کان فی سَفْحِه فهو شَوْحَط ،و قال المُبَرِّدُ:و ما کانَ فی الحَضِیض فهو شَرْیَانٌ ،و قد رُدَّ علی المُبَرّدِ هذا القَوْلُ .و الَّذِی قالَهُ الغَنَوِیُّ الأَعْرَابِیّ :النَّبْعُ و الشَّوْحَطُ و السَّرَاءُ وَاحِدٌ.و ما قَالَهُ ابنُ بَرِّیّ صَحِیحٌ یَعْضُدُه قولُ أَبی زِیَادٍ و غیرِه.و أَمَّا الشَّرْیَانُ فلم

ص:304


1- (1) فی القاموس:زَرْقُ .
2- (2) عباره اللیث:«التشحط »کما فی التهذیب،و الشحط هو قول ابن سیده.
3- (3) عن اللسان و [1]بالأصل«عند»و الذی فی التهذیب و التکمله:عود یرفع (التکمله:ترفع)به الخَبَله.
4- (4) فی التهذیب و اللسان: [2]شجره واحده.

یَذْهَب أَحَدٌ إِلی أَنَّه من النَّبْعِ إِلاّ المُبَرِّد.قلتُ :و قالَ أَبو زِیَادٍ:و تُصْنَعُ القِیَاسُ من الشِّرْیان،و هی جَیِّدَهٌ إِلاّ أَنَّهَا سَوْدَاءُ مُشْرَبَهٌ حُمْرَهً ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

و فی الشِّمَالِ من الشَّرْیانِ مُطْعِمَهٌ

کَبْدَاءُ فی عُودِهَا (1)عَطْفٌ و تَقْوِیمُ

و قالَ أَبو حَنِیفَهَ مَرَّهً : الشَّوْحَطُ و النَّبْعُ أَصْفَرَا العُودِ، رَزِیناهُ ،ثَقِیلانِ فی الیَدِ،إِذا تَقَادَمَا أَحْمَرَّا. و الشّوْحَطَهُ :

وَاحِدَتُه .

و الشَّوْحَطَهُ أَیْضاً: الطَّوِیلَهُ من الخَیْلِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، و کأَنَّه علی التَّشْبِیه بالشَّوْحَطَهِ الشَّجَرَهِ .

و الشّاحِطُ :د،بالیَمَنِ .

و شُوَاحِطٌ ،بالضَّمِّ :حِصْنٌ بها مُطِلٌّ علی السَّحُولِ .

و شُوَاحِطٌ أَیضاً: جَبَلٌ قُرْبَ السَّوَارِقِیَّهِ بینَ الحَرَمَیْن الشَّریفَیْنِ کثیرُ النُّمورِ و الأَرَاوِیّ ،و فیه أَوْشَالٌ .

و یَوْمُ شُوَاحِطٍ :م مَعْرُوفٌ فی أَیّامِ العَرَبِ .

و شُوَاحِطٌ فی قَوْلِ ساعِدَهَ بنِ العَجْلانِ الهُذَلِیِّ :

غَدَاهَ شُوَاحِطٍ فنَجَوْتَ شَدًّا

و ثَوْبُکَ فی عَبَاقِیَهٍ هَرِیدُ

قِیل:مَوضِعٌ ،کما فی اللِّسَانِ ،و قِیلَ :بَلَدٌ،کما فی العُبَابِ ،و عَبَاقِیَهٌ :شَجرهٌ ،و یروی«عَمَاقِیَهٍ » (2).

و شُوَاحِطَهُ : ه،بصَنْعَاء الیمَنِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و شَحْطٌ ،بالفَتْحِ : أَرْضٌ لطَیِّیءٍ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

فهَلْ أَنا ماشٍ بینَ شَحْطٍ و حَیَّهٍ

و هَلْ أَنا لاق حیَّ قَیْسِ بنِ شَمَّرَا

و یُرْوَی«بین شُوطٍ »کما سَیَأْتِی،و قَیْسُ بنُ شَمَّرَ،هو ابنُ عَمِّ جَذِیمَهَ بنِ زُهَیْرٍ.

و شِیحَاطُ ،بالکَسْرِ و قیل:سِیحَاطُ ،بالسِّینِ المُهْمَلَهِ : ه، بالطّائِفِ ،أَو:وَادٍ،أَو:جَبَلٌ و قد ذُکِر فی«سحط » و الصَّوابُ بالإِعْجامِ ،کما فی العُبابِ .

و شَحَّطَه تَشْحِیطاً :ضَرَّجَه بالدَّمِ ، فتَشَحَّطَ هو،أَی تَضَرَّج بهِ و اضْطَرَب فیه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قد تَقَدَّم شاهِدُه آنِفاً.

و أَشْحَطَه :أَبْعَدَه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَد الصّاغَانِیُّ لحَفْصٍ الأُمَوِیِّ :

أَشَحْطَهٌ ما یزالُ مَفْجَؤُها

یُبْدِی تَبارِیحَ کُنْتَ تَخْبَؤُها

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَوَاحِطُ الأَوْدِیَه:ما تبَاعَدَ منها.

و مَنْزِلٌ شاحِطٌ ،أَی بَعِیدٌ، و شَحّاطٌ ،ککَتّان:بَعِیدٌ،أَیضاً.

قال العَجّاج یصِفُ کِلاَباً هَرَبت من ثَوْرٍ کَرَّ علیها:

فشِمْنَ فی الغُبَارِ کالأَخْطاطِ

یَطْلُبْنَ شَأْوَ هَارِبٍ شَحّاطِ

شرط

الشَّرْطُ :إِلْزَامُ الشَّیْ ءِ و الْتِزَامُه فی البَیْع و نحوِه،کالشَّرِیطَهِ ،ج: شُرُوطٌ و شَرَائطٌ .

16- و فی الحَدِیث:

«لا یَجُوز شَرْطانِ فی بیْعٍ ». هو کقَوْلِکَ :بِعْتُکَ هذا الثَّوْب نَقْداً بدِینَارٍ،و نَسِیئَهً بدِینارَیْنِ ،و هو کالبَیْعیْنِ فی بَیْعهٍ ،و لا فَرْقَ عند أَکْثَرِ الفُقَهَاءِ فی عَقْدِ البَیْعِ بینَ شَرْطٍ وَاحِدٍ أَو شَرْطَیْنِ ،و فَرَّقَ بینَهُما أَحْمَدُ عَمَلاً بظَاهِرِ الحَدِیثِ و منه

16- الحدِیثُ الآخَرُ: «نُهِیَ عن بَیْعٍ و شَرْطٍ ». هو أَنْ یکونَ مُلازِماً فی العَقْدِ لا قَبْلَه و لا بعْدَه،و منه

16- حَدِیثُ بَرِیرَهَ : « شَرْطُ اللّهِ أَحَقُّ ». ترید ما أَظْهَرَه و بَیَّنَه من حُکْمِ اللّه

16- بقوله: «الولاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ ».

و فی المَثَلِ :« الشَّرْطُ أَمْلَکُ ،علیک،أَم لک» قال الصّاغَانِیُّ :و یُضْرَب فی حِفْظ الشَّرْطِ یَجْرِی بینَ الإِخْوَان.

و الشَّرْطُ : بَزْغُ الحَجّامِ بالمِشْرَطِ ، یَشْرِطُ و یَشْرُطُ ، فِیهما ،و یُقَال:رُبَّ شَرْطِ شَارِط ،أَوْجَعُ من شَرْطِ شَارِط .

و الشَّرْطُ : الدُّونُ اللَّئِیمُ السافِلُ ،مُقْتَضَی سِیَاقِه أَنَّه بالفَتْحِ ،و الصّوابُ أَنَّه بالتَّحْرِیکِ ،قالَ الکُمَیْتُ :

وَجَدْتُ النَّاسَ غَیْرَ ابْنَیْ نِزَارٍ

و لم أَذْمُمْهُمُ شَرْطاً و دُونَا

ص:305


1- (1) اللسان: [1]عجسها.
2- (2) و هی روایه دیوان الهذلیین 109/3 و قال السکری فی شرحه: شواحط :بلد،و عباقیه:شجره.و هرید:مشقوق.

و یُرْوَی: شَرَطاً :بالتَّحْرِیکِ ،کما هو فی الصّحاحِ .

و شَرَطُ النّاسِ :خُشَارَتُهم و خُمَّانهُم، ج: أَشْرَاطٌ ،و هم الأَرْذالُ .

و الشَّرَطُ ،بالتَّحْرِیکِ :العَلامَهُ التی یَجْعَلُهَا النّاسُ بینهم،ج: أَشْرَاطٌ ،أَیْضاً.

و أَشْرَاطُ السّاعهِ :عَلاَماتُهَا،و هو مِنْهُ ،و فی الکِتَابِ العَزِیز: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها (1).

و الشَّرَطُ : کُلُّ مَسِیلٍ صَغِیرٍ یَجِیءُ من قَدْرِ عَشْر أَذْرُعٍ ، مِثْل شَرَطِ المالِ ،و هو رُذَالُهَا،قالَهُ أَبو حَنِیفَهَ .و قِیل الأَشْرَاطُ :ما سَالَ من الأَسْلاقِ فی الشِّعَابِ .

و الشَّرَطُ : أَوَّلُ الشَّیْ ءِ .قال بَعْضُهُمْ :و منه أَشْرَاطُ السّاعَهِ ،و الاشْتِقَاقانِ مُتَقَارِبَانِ ؛لأَنَّ عَلامهَ الشَّیْ ءِ أَوَّلُه.

و الشَّرَطُ : رُذَالُ المالِ کالدَّبِر و الهَزِیلِ و صِغَارُهَا ، و شِرَارُهَا،قاله أَبُو عُبَیْدٍ،الوَاحِدُ و الجَمْعُ و المُذَکَّرُ و المُؤَنَّثُ فی ذلِکَ سَواءٌ،قال جَرِیرٌ:

تُسَاقُ من المِعْزَی مُهُور نِسَائِهمْ

و مِنْ شَرَطِ المِعْزَی لَهُنَّ مُهُورُ

16- و فی حَدِیثِ الزَّکَاهِ : «و لا الشَّرَطَ اللَّئِیمَهَ ». أَی رُذَالَ المالِ ،و قِیلَ صِغاره و شِرَاره،و شَرَطُ الإِبِل:حَوَاشِیها و صِغَارُها،وَاحِدُها شَرَطٌ ،أَیْضاً،یُقَال:ناقَهٌ شَرَطٌ ،و إِبِلٌ شَرَطٌ .

و الأَشْرَافُ : أَشْرَاطٌ أَیضاً ،قال یَعْقُوبُ :هو ضِدٌّ یَقَعُ علی الأَشْرافِ و الأَرْذالِ .و فی الصّحاحِ :و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابیّ :

أَشارِیطُ من أَشْرَاطِ أَشْرَاطِ طَیِّیءٍ

و کانَ أَبوهُمْ أَشْرَطاً و ابْن أَشْرَطَا

و الشَّرَطانِ ،مُحَرَّکهً :نَجْمَانِ من الحَمَلِ ،و هُمَا قَرْناهُ ، و إِلی جَانِبِ الشَّمالِیّ منهما کَوْکَبٌ صَغِیرٌ،و مِنْهُمْ ،أَی من العَرَبِ مَنْ یَعُدُّه مَعَهُمَا،فیقولُ :هو،أَی هذا المَنْزِلُ ثَلاثهُ کَوَاکِبَ ،و یُسَمِّیها الأَشْرَاطَ ،هذا نصُّ الجَوْهَرِیِّ بعَیْنهِ .

و قال الزَّمَخْشَرِیُّ و ابنُ سِیدَه:هُمَا أَوّل نَجْم من الرَّبِیع، و مِنْ ذلِکَ صار أَوائلُ کلِّ أَمْرٍ یَقَعُ أَشْرَاطَهُ ،و قالَ العَجّاجُ :

أَلْجَأَهُ رَعْدٌ (2)من الأَشْرَاطِ

و رَیِّقُ اللَّیْلِ إِلی أُرَاطِ

و النِّسْبَه إِلی الأَشْراطِ أَشْراطِیٌّ ،لأَنَّه قد غَلَبَ علیها فصارَ کالشَّیْ ءِ الوَاحِدِ،قال العَجّاجُ أَیْضاً:

مِنْ باکِرِ الأَشْرَاطِ أَشْرَاطیُّ

من الثُّرَیَّا انْقَضَّ أَوْ دَلْوِیُّ

و قال رُؤْبَهُ :

لنا سِرَاجَا (3)کُلِّ لَیْلٍ غَاطِ

ورَاجِسَاتُ النَّجْمِ و الأَشْراطِ

و قال الکُمَیْتُ :

هَاجَتْ علیه من الأَشْرَاطِ نَافِجَهٌ

بفَلْتَهٍ بَیْنَ إِظْلامٍ و إِسْفَارِ

و شاهد المُثَنَّی قولُ الخَنْسَاءِ:

ما رَوْضَهٌ خَضْرَاءُ غَضٌّ نَبَاتُهَا

تَضَمَّنَ رَیّاهَالها الشَّرَطَانِ

و أَشْرَطَ طائفهً من إِبلِه و غَنَمِه:عَزَلَها و أَعْلَمَ أَنَّهَا لِلْبَیْعِ ، و فی الصّحاح: أَشْرَطَ مِنْ إِبلِهِ و غَنَمه،إِذا أَعَدَّ مِنْهَا شَیْئاً للبَیْع .

و أَشْرَطَ إِلیهِ الرَّسُولَ :أَعْجَلَه و قَدَّمَه،یُقَال:أَفْرَطَه و أَشْرَطَه ،من الأَشْرَاطِ الَّتِی هی أَوائِلُ الأَشْیَاءِ،کأَنَّهُ (4)من قَوْلِک:فارِطٌ ،و هو السّابِق.

و أَشْرَط فُلانٌ نَفْسَه لِکَذَا من الأَمْرِ،أَی أَعْلَمَها له و أَعَدَّها ،و من ذلِکَ أَشْرَطَ الشُّجاعُ نَفْسَه:أَعْلَمَها لِلْمَوْت، قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

و أَشْرَطَ فیها نَفْسَه و هو مُعْصِمٌ

و أَلْقَی بأَسْبَابٍ له و تَوَکَّلاَ

و الشُّرْطَهُ بالضَّمّ :ما اشْتَرَطْتَ ،یُقَال:خُذْ شُرْطَتَکَ .

نقله الصاغانیّ .

ص:306


1- (1) سوره محمد الآیه 18. [1]
2- (2) عن الدیوان و اللسان و [2]بالأصل«وعد».
3- (3) عن الدیوان و بالأصل«لنا سراج».
4- (4) کذا بالأصل و اللسان و [3]بهامشه:کذا بالأصل،و یظهر أن قبله سقطاً.

و الشُّرْطَهُ : وَاحِدُ الشُّرَطِ ،کصُرَدٍ،و هُمْ أَوَّلُ کَتِیبَهٍ من الجَیْشِ تَشْهَدُ الحَرْبَ و تَتَهَیَّأُ للمَوْتِ ،و هم نُخْبَهُ السُّلْطَانِ من الجُنْدِ،و منه

16- حَدِیثُ ابْنِ مَسْعُودٍ فی فَتْحِ قُسْطَنْطِینِیّه:

«یَسْتَمِدُّ المُؤْمِنُونَ بَعْضُهم بعضاً فیَلْتَقُون،و تُشْرَطُ شُرْطَهٌ لِلْمَوْتِ لا یَرْجِعُونَ إِلاَّ غالِبِینَ ». و قال أَبُو العِیَالِ الهُذَلِیُّ یَرْثِی ابنَ عَمِّه عَبْدَ بنَ زُهْرَهَ (1).

فلمْ یُوجَدْ لِشُرْطَتِهمْ

فَتًی فِیهِمْ و قد نَدِبَوا

فَکُنْتَ فَتَاهُمُ فِیهَا

إِذا تُدْعَی لها تَثِبُ (2)

قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و منه صاحِبُ الشُّرْطَه .

و الشُّرْطَهُ أَیضاً: طائِفهٌ من أَعْوَانِ الوُلاَهِ ،م ،معروفهٌ ، و منه

16- الحَدِیثُ : « الشُّرَطُ کِلاَبُ النّارِ». و هو شُرطِیُّ أَیْضاً فی المُفْرد کتُرْکِیٍّ و جُهَنِیّ ،أَی بسُکُونِ الرّاءِ و فَتْحِهَا،هکَذا فی المُحْکَمِ ،و کأَنَّ الأَخِیرَ نُظِرَ إِلی مُفْرَدِهِ شُرَطَه کرُطَبَهٍ ،و هی لُغَهٌ قَلِیلَهٌ .و فی الأَساسِ و المِصْبَاح ما یَدُلُّ علی أَنّ الصَّوابَ فی النَّسَبِ إِلی الشُّرْطَه شُرْطِیٌّ ،بالضّمّ و تَسْکِینِ الرّاءِ،رَدًّا عَلی وَاحِدِه،و التَّحْرِیکُ خَطَأٌ،لأَنَّه نَسَبٌ إِلی الشُّرَطِ الَّذِی هو جَمْعٌ .قلتُ :و إِذا جَعَلْنَاهُ مَنْسُوباً إِلی الشُّرَطَهِ کهُمَزَهٍ ،و هی لُغَهٌ قَلِیلهٌ ،کما أَشَرْنَا إِلیهِ قَرِیباً أَولَی من أَنْ نَجْعَلَه مَنْسُوباً إِلی الجَمْعِ ،فتَأَمَّل.و إِنَّمَا سُمُّوا بذلِکَ لأَنَّهُمْ أَعْلَمُوا أَنْفُسَهم بعَلاماتٍ یُعْرَفُون بها .قالَه الأَصْمَعِیُّ .و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ :لأَنَّهُم أَعدُّوا[لذلک] (3).قال ابنُ بَرِّیّ و شاهِدُ الشُرْطِیّ لوَاحِدِ الشُّرَط قَوْلُ الدَّهْناءِ:

و اللّهِ لَوْلا خَشْیَهُ الأَمِیرِ

و خَشْیَهُ الشُّرْطِیّ و التٌّؤرورِ (4)

و قال آخَرُ:

أَعُوذُ باللّه و بالأَمِیرِ

من عامِلِ الشُّرْطَهِ و الأُتْرُورِ

و شَرِطَ ،کسَمِعَ :وَقَعَ فی أَمْرٍ عَظِیمٍ .نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، کأَنَّه وَقَعَ فی شُرُوطٍ مُخْتَلِفَه،أَی طُرُقٍ .

و الشَّرِیطُ :خُوصٌ مَفْتُولٌ یُشَرَّط ،و فی العُبَابِ :یُشْرَجُ به السَّرِیرُ و نَحْوُه ،فإِن کانَ من لِیفٍ فهو دِسَارٌ، (5)و قِیلَ :هُوَ الحَبْلُ ما کانَ ،سُمِّیَ بذلِکَ لأَنَّهُ یُشْرَطُ خُوصُه،أَی یُشَقُّ ، ثمّ یُفْتَلُ ،و الجمع: شَرَائِطُ و شُرُطٌ ،و منه قَوْلُ مالِکٍ ،رحمَه اللّه:«لقد هَمَمْتُ أَنْ أُوصِیَ إِذا مِتُّ أَنْ یُشَدَّ کِتَافِی بشَرِیطٍ ، ثُمّ یُنْطَلَقَ بِی إِلی رَبِّی،کما یُنْطَلَقُ بالعَبْدِ إِلی سَیِّدِه».

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشَّرِیطُ : عَتِیدَهٌ تَضَعُ المَرْأَهُ فیها طِیبهَا و أَدَاتَها.

و قِیلَ : الشَّرِیطُ : العَیْبَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ أَیضاً،و به فُسِّرَ قولُ عَمْرِو بنِ مَعْدِی کَرِب:

فزَیْنُکِ فی شَرِیطِک أُمَّ بَکْرٍ

و سَابِغَهٌ و ذُو النُّونَیْنِ زَیْنِی (6)

یقُول:زَیْنُکِ الطِّیبُ الَّذِی فی العَتِیدَه،أَو الثِّیَابُ الَّتِی فی العَیْبَهَ ،و زَیْنِی أَنا السِّلاحُ ،و عَنَی بذِی النُّونَیْنِ السَّیْفَ ، کما سَمّاه بعضُهُم ذَا الحَیّاتِ .

و شَرِیطُ : ه،بالجَوِیرَه الخَضْرَاءِ الأَنْدَلُسِیَّه ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و الشَّرِیطَهُ ، بهاءٍ:المَشْقُوقَهُ الأُذُنِ من الإِبِلِ ،لأَنَّهَا شُرِطَتْ آذَانُهَا،أَی شُقَّتْ ،فهو فَعِیلَهٌ بمَعْنَی مَفْعُولهٍ .

و الشَّرِیطَهُ : الشّاهُ أُثِّرَ فی حَلْقِهَا أَثَرٌ یَسِیرٌ،کشَرْطِ المَحَاجِمِ من غیرِ إِفْرَاءِ أَوْدَاجٍ و لا إِنْهَارِ دَمٍ ،أَی لا یُسْتَقْصَی فی ذَبْحِهَا.أُخِذَ من شَرْطِ الحَجّام و کانَ یُفْعَلُ ذلِکَ فی الجاهِلِیَّهِ ،کانُوا یَقْطَعُون یَسِیراً مِنْ حَلْقِهَا و یَتْرُکُونَهَا حتَّی تموتَ و یَجْعَلُونَه ذَکَاهً لهَا ،و هی کالذَّکِیَّهِ و الذَّبِیحَه

ص:307


1- (1) قتل فی زمن معاویه بن أبی سفیان بالروم کما فی دیوان الهذلیین 241/3.
2- (2) هذه روایه الدیوان،و هما فی الأساس بروایه مختلفه و فیها:یرثی أخاه.و ضبطت ندبوا عن الدیوان،و ضبطها السکری بالبناء للمجهول نُدبُوا و فسره بقوله:دعوا بضم الدال للأمر.
3- (3) زیاده عن اللسان.
4- (4) بالأصل«و الترتور»و المثبت عن دیوان العجاج،و فی اللسان: و التؤثور.قال:و التؤثور:الجلواز.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و سار».
6- (6) صدره فی التهذیب و اللسان: [1]فزینک فی الشریط إذا التقینا و أنشده فی التهذیب شاهد علی العتیده.

و النَّطِیحَهِ ، و قد نُهِیَ عن ذلِکَ فی الحَدِیثِ و هو:

16- «لا تَأْکُلُوا الشَّرِیطَهَ فإِنها ذَبِیحَهُ الشَّیْطَانِ (1)». و قِیل:ذَبِیحَهُ الشِّرِیطَهِ هی أَنَّهُم کانُوا یَشْرِطُونَهَا من العِلَّهِ ،فإِذا ماتَتْ قالُوا:قد ذَبَحْنَاهَا.

و شُرَیْطٌ ، کزُبَیْرٍ:وَالِدُ نُبَیْطٍ ،و هو شُرَیْطُ بنُ أَنَسِ بنِ هِلالٍ الأَشْجَعِیُّ صحابِیٌّ ،و لاِبْنِه نُبَیْطٍ صُحْبهٌ أَیْضاً،و له أَحادِیثُ ،و قد جُمعَتْ فی کُرَّاسَه لَطِیفَهٍ رَوَیْنَاهَا عن الشُّیُوخِ بأَسَانِیدَ عَالِیَهٍ ،رَوَی عنه ابنُه سَلَمَهُ بنُ نُبِیْطٍ ،و حَدِیثُه فی سُنَنِ النَّسَائِیّ .

و شَرُوطٌ ، کَصَبُورٍ:جَبَلٌ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و الشِّرْوَاطُ ،کسِرْدَاح:الطَّوِیلُ من الرِّجالِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو فی العَیْن.

و الشِّرْواطُ : الجَمَلُ السَّرِیعُ ،هکَذا فی أُصولِ القَامُوسِ ،و الصَّوَاب أَنَّ الشِّرْوَاطَ یُطْلَقُ علی النّاقَهِ و الجَمَلِ ،ففی العَیْنِ :نَاقَهٌ شِرْوَاطٌ ،و جَمَلٌ شِرْوَاطٌ :

طَوِیلٌ ،و فیه دِقَّهٌ ،الذَّکَرُ و الأُنْثَی فیه سَوَاءٌ،و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ مِثْلَ ذلِکَ ،و کأَنَّ المُصَنِّفَ أَخَذَ من عِبَارَهِ ابنِ عَبّادٍ.و نَصُّهُ :

الشِّرْوَاطُ :السَّرِیعُ من الإِبِل.فعَمَّمَ و لم یَخُصّ الجَمَل، ففی کلامِ المُصَنِّفِ قُصُورٌ من جِهَتَیْنِ ،و أَجْمَعُ من ذلِکَ ما فی اللِّسَانِ : الشِّرْوَاطُ :الطَّوِیلُ المُتَشَذِّبُ القَلِیلُ اللَّحْمِ الدَّقِیقُ ،یکونُ ذلِکَ من النّاسِ و الإِبِلِ ،و کذلِکَ الأُنْثَی، بغَیْر هاءٍ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِز:

یُلِحْنَ من ذِی زَجَلٍ شِرْواطِ

مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطَاطِ

قال ابنُ بَرّیّ :الرَّجَزُ لجَسّاسِ بنِ قُطَیْبٍ ،و هو مُغَیَّر، و أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ فی أَمالِیهِ علی الصَّوَابِ ،و هی ستَّهَ عَشَرَ مَشْطُوراً و بینَ المَشْطُورَیْنِ مَشْطُوران،و هما:

صَاتِ الحُدَاءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ

یُظْهِرْنَ من نَحِیبِه للشِّاطِی (2)

و یُرْوَی:«مِنْ ذِی ذِئَبٍ ».

و المِشْرَطُ ،و المِشْرَاطُ ،بکَسْرِهِمَا،المِبْضَعُ ،و هی الآلَهُ الَّتِی یَشْرِط بها الحَجَّامُ .

و مَشَارِیطُ الشَّیْ ءِ:أَوائِلُه ،کأَشْراطِه،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

تَشَابَهُ أَعْنَاقُ الأُمُورِ و تَلْتَوِی

مَشَارِیطُ ما الأَوْرادُ عنه صَوادِرُ

و قال:لا وَاحِدَ لهَا،و نَقَل ابنُ عَبّادٍ أَنَّ الوَاحِد مِشْرَاطٌ .

قال: و یقال: أَخَذَ لِلأَمْرِ مَشَارِیطَهُ ،أَی أُهْبَتَهُ .

و ذُو الشَّرْطِ لقبُ عَدِیّ بن جَبَلَهَ بنِ سَلامَهَ بنِ عبدِ اللّه بن عُلَیْمِ بنِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ التَّغْلبِیِّ ،و کان قد رَأَسَ ، و شَرَطَ علی قَوْمِهِ أَن لا یُدْفَنَ مَیِّتٌ حَتَّی یَخُطَّ هُو له مَوْضعَ قَبْرِهِ ،فقال طُعْمَهَ بنُ مِدْفَعِ بنِ کِنَانَهَ بنِ بَحْرِ بنِ حَسّانَ بنِ عَدِیِّ بنِ جَبَلَهَ فی ذلِکَ :

عَشِیَّهَ لا یَرْجُو امْرُؤٌ دَفْنَ أُمِّهِ

إِذا هِیَ ماتَتْ أَو یَخُطَّ لها قَبْراً

17- و کانَ مُعَاوِیهُ رَضِیَ اللّه عنه بَعَثَ رَسُولاً إِلی بَهْدَلِ بنِ حسّانِ بنِ عَدِیِّ بنِ جَبَلَهَ یَخْطُبُ إِلیه ابْنَتَه،فأَخْطَأَ الرَّسُولُ فذَهَبَ إِلی بَحْدَلِ (3)بنِ أُنَیْفٍ من بَنِی حارِثَهَ بنِ جَنَابٍ ، فزَوَّجَهُ ابْنَتَه مَیْسُونَ ،فَوَلَدَتْ له یَزِیدَ،فقال الزُّهَیْرِیُّ :

أَلاَ بَهْدَلاً کانوا أَرادُوا فضُلِّلتْ

إِلی بَحْدَلٍ (4)نفْسُ الرَّسُوُلِ المُضَلَّلِ

فشَتَّانَ إِنْ قایَسْتَ بینَ ابْنِ بَحْدَلٍ

و بَیَنْ ابنِ ذِی الشَّرْطِ الأَغَرِّ المُحَجَّلِ .

و اشْترَط عَلیْه کذا:مثل: شَرَطَ .

و تَشَرَّطَ فی عَمَلِه:تَأَلَّقَ ،کذا فی العُبَاب،و فی الأَسَاسِ :تَنَوَّقَ و تَکَلَّفَ شُرُوطاً ما هِیَ علیه:

و اسْتَشْرَطَ المالُ :فَسَدَ بعدَ صَلاَحٍ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و فی إِصلاحِ الأَلْفَاظِ لابْن السِّکِّیتِ : الغَنَمُ أَشْرَطُ المالِ ،أَی أَرْذَلُه ،و هو مُفَاضَلَهٌ بلا فِعْلِ ،قال ابنُ سِیدَه:

ص:308


1- (1) انظر الفائق 648/1 و النهایه 460/2.
2- (2) لم یرد فی اللسان،ذکره صاحب التکمله.و فی اللسان سته عشر شطراً و لم یرد بین الشطرین،الذی أوردهما الجوهری،فی اللسان إلا صات الحداء...و الدأب:شده السیر و السوق.و یلحن:یفرقن. و الشظف:خشونه العیش.
3- (3) عن جمهره ابن حزم ص 457 و [1]بالأصل«بهدل».
4- (4) بالأصل«بهدل».

و هُوَ نادِر،لأَن المُفَاضَلَهَ إِنَّما تَکُونُ من الفِعْلِ دُونَ الاسْمِ ،و هو نَحوُ ما حَکاه سِیبَوَیْهِ من قَوْلِهِم:أَحْنَکُ الشَّاتَیْنِ ؛لأَنَّ ذلِکَ لا فِعْلَ له أَیْضاً عِنْدَه،و کذلِکَ آبَلُ النّاسِ ،لا فِعْلَ له عند سِیبَوَیْهِ قال:و فی بعضِ نُسَخِ الإِصْلاح:الغَنَمُ أَشْرَاطُ المالِ .قلتُ :و هکَذا أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً.قال فإِن صَحَّ هذا فهو جَمْعُ شَرَط ، مُحَرَّکَهً .

و شَارَطَهُ مُشَارَطَهً : شَرَطَ کُلٌّ مِنْهُمَا علی صاحِبِه ،کما فی اللّسَانِ و العُبَابِ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الشَّرْطُ ،بالفَتْح:العَلاَمَهُ ،لغهٌ فی التَّحْرِیکِ .

و الشَّرَطُ ،مُحَرَّکَهً ،من الإِبِلِ :ما یُجْلَبُ لِلْبَیْع،نحْوُ النّابِ و الدَّبِر،یقال:إِن فی إِبِلِکَ شَرَطاً ؟فیَقُولُ :لا، و لکِنَّهَا لُبَابٌ کُلُّهَا،کما فی اللِّسانِ ،و عِبَارَهُ الأَسَاسِ :یُقَالُ للحَالِبِ (1):هَلْ فی حَلُوبَتِک شَرَطٌ ؟قال:لا،کُلُّهَا لُبَابٌ .

و أَشْرَاطُ السّاعَهِ :ما یُنْکِرُه النّاسُ من صِغَارِ أُمُورِهَا قَبْلَ أَنْ تَقُومَ السّاعَهُ :نَقَلَه الخَطّابِیُّ .و قال غیرُه:هی أَسْبَابُهَا الَّتِی هی دُونَ مُعْظَمِهَا و قِیامِها.

و شُرْطَهُ کلِّ شَیْ ءٍ،بالضَّمِّ :خِیَارُهُ ،و کذلِکَ شَرِیطَتُه ، و منه

16- الحَدِیثُ : «لا تَقُومُ السّاعَهُ حَتَّی یَأْخُذَ اللّه شَرِیطَتَه من أَهْلِ الأَرْضِ ،فیَبْقَی عَجَاجٌ لا یَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً،و لا یُنْکِرُون مُنْکَراً». یَعنِی أَهل الخَیْرِ و الدِّینِ .قالَ الأَزْهَرِیُّ :

أَظُنُه شَرَطَتَه ،أَی الخِیَارَ،إِلاَّ أَنَّ شَمِراً کذا رَوَاه.

قالَ ابنُ بَرِّیّ :و النَّسَبُ إِلی الشّرَطَیْنِ شَرَطِیٌّ ،کقَوْلِه:

و مِنْ شَرَطِیٍّ مُرْثَعِنٍّ بعَامِرِ

قال:و کذلِکَ النَّسَبُ إِلی الأَشْرَاطِ شَرَطِیٌّ ،و رُبَّمَا نَسَبُوا إِلیه عَلَی لَفْظِ الجَمْع أَشْرَاطِیّ ،و قد تَقَدَّم شَاهِدُه (2)،و من ذلِکَ :رَوْضَهٌ أَشْرَاطیَّهٌ إِذا مُطِرَتْ بِنَوْءِ الشَّرَطَیْنِ ،قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ رَوْضَهً :

حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشْرَاطِیَّهٌ وَ کَفَتْ

فِیهَا الذِّهَابُ و حَفَّتْهَا البَرَاعِیمُ

و حکَی ابنُ الأَعْرَابِیّ :طَلَعَ الشَّرَطُ .فجاءَ للشَّرَطَیْن بوَاحِدٍ،و التَّثْنِیَهُ فی ذلِکَ أَعْلَی و أَشْهَرُ؛لأَنَّ أَحَدَهُمَا لا یَنْفَصِلُ عن الآخَرِ،کأَبَانَیْنِ فی أَنّهَما یُثَنَّیَانِ معاً و تَکُونُ حَالتُهما وَاحِدَهً فی کلِّ شیْ ءٍ.

و یُقَال:نَوْءٌ شَرَاطِیٌّ ،هکذا هو فی الأَسَاسِ (3)،و لَعَلَّهُ شَرَطِیٌّ مُحَرَّکَهً ،کما تَقَدَّم عن ابْنِ بَرِّیّ .

و فی الصّحاحِ :و أَمّا قولُ حَسّانِ بنِ ثَابِتٍ :

فی نَدَامَی بِیضِ الوُجُوهِ کرَامٍ

نُبِّهُوا بعد هَجْعَهِ الأَشْرَاطِ

و فی العُبَاب:«بعد خَفْقَهِ الأَشْرَاطِ »،فیُقَالُ :إِنَّهُ أَرادَ به الحَرَسَ و سَفِلَهَ النّاسِ ،أَی فالوَاحِدُ شَرَطٌ .قال الصّاغَانِیُّ :

و الصَّحِیحُ أَنَّه أَرادَ ما أَرَادَ الکُمَیْتُ و ذُو الرُّمّهِ ،و خَفْقَتُهَا:

سُقُوطُهَا.

و شَرَطٌ ،مُحَرَّکَهً :لَقَبُ مالِکِ بنِ بُجْرَه،ذَهَبُوا فی ذلک إِلی اسْتِرْذَالِهِ ؛لأَنَّه کان یُحَمَّقُ ،قال خالدُ بنُ قَیْسٍ التَّیْمِیّ یَهْجُو مالِکاً هذا:

لَیْتَکَ إِذْ رُهِنْتَ (4)آلَ مَوْأَلَهْ

حَزُّوا بنَصْلِ السَّیْفِ عندَ السَّبَلَهْ

و حَلَّقَتْ بِکَ العُقَابُ القَیْعَلَهْ

مُدْبِرَهً بشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ

و أَشْرَطَ فِیهَا و بِهَا:اسْتَخَفَّ بِهَا و جَعَلَهَا شَرَطاً ،أَی شَیْئاً دُوناً خَاطَرَ بها.

و قال أَبو عَمْرٍو: أَشْرَطْتُ فُلاناً لِعَمَلِ کذا،أَی یَسَّرْتُهُ و جَعَلْته یَلِیه،و أَنْشَدَ:

قَرَّبَ مِنْهُمْ (5)کُلَّ قَرْمٍ مُشْرَطِ

عَجَمْجَمٍ ذی کُدْنَهٍ عَمَلَّطِ

ص:309


1- (1) کذا بالأصل و الأساس،و فی المطبوعه الکویتیه-عن الأساس: «للجالب»و الذی فی الأساس المطبوع الذی بیدی«للحالب»فلعلها نسخه أخری وقعت بیده.
2- (2) یعنی قول العجاج: من باکر الأشراط أشراطی.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:هکذا هو فی الأساس،الذی فی النسخه التی بأیدینا منه نوء أشراطی،و استشهد علیه بقوله: من باکر الأشراط أشراطی و هو موافق لقول ابن بری السابق و ربما نسبوا الخ».
4- (4) عن اللسان [1]ط د المعارف،و بالأصل«رهبت».
5- (5) کذا بالأصل هنا«منهم»و فی ماده«عملط »:منها.

المُشْرَطُ :المُیَسَّرُ للعَمَلِ .

و الشَّرِیطُ :خُیوطٌ من حَرِیرٍ،أَو مِنْهُ و من قَصَبٍ ،تُفْتَلُ مع بعضِهَا،علی التَّشْبِیهِ بِخُیُوطِ الصُّوفِ و اللِّیف.

و بَنُو شَرِیطٍ :بَطْنٌ من العَرَب،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و شَرْطَا النَّهرِ:شَطّاه.

و الأَشْرَطُ ،کأَحْمَدَ:الرَّذْلُ ،و الأَشَارِیطُ جمعُ الجَمْع و هم الأَراذِلُ .

و الشُّرُوط :الطُرُقُ المُخْتَلِفَه.

و من أَمْثَالِ المُوَلَّدِین:لا تُعَلِّمُ الشُّرْطِیَّ التَّفَحُّص،و لا الزُّطِّیَّ التَّلَصُّص.

و التَّشْرِیطُ :کالشَّرْط .

و تَشَارَطَ علیه کذا:مِثْلُ شَارَطَ .

و أَشْرَطَ نَفْسَه و مَالَه فی هذا الأَمْرِ،إِذا قَدَّمَهمَا (1).

و أَبُو القاسِمِ بنُ أَبِی غالِبٍ الشَّرّاطُ :مُحَدِّثٌ مَغْرِبِیٌّ ، رَوَی عنه سِبْطُه القاسمُ بنُ محمّدِ بنِ أَحْمَدَ القُرْطُبِیُّ .

و أَبو عِمْرَانَ مُوسَی بنُ إِبراهِیمَ الشُّرْطِیُّ ،عن ابنِ لَهِیعَهَ ، قال الدَّارقُطْنِیُّ :مَتْرُوکٌ .

شطط

شَطَّ المَنْزِلُ یَشِطُّ و یَشُطُّ ،من حَدِّ ضَرَبَ و نَصَرَ، شَطًّا و شُطُوطاً ،الأَخِیرُ بالضّمِّ :بَعُدَ ،و کُلُّ بَعِیدٍ:

شَاطٌّ ،قالَ الشّاعِرُ:

شَطَّ المَزَارُ بجَدْوَی و انْتَهَی الأَمَلُ

فلا خَیَالٌ و لا عَهْدٌ و لا طَلَلُ

و قالَ آخَرُ:

تَشُطُّ غَداً دَارُ جِیرانِنَا

و لَلدَّارُ بَعْدَ غَدٍ أَبْعَدُ

و شَطَّ عَلَیْه فی حُکْمِه، یَشِطُّ ،من حدِّ ضَرَب فقط ، شَطِیطاً کذا فی أُصُولِ القامُوسِ ،کأَمِیر،و الصوابُ :

شَطَطاً ،مُحَرَّکهً : جَارَ فی قَضِیَّته، کأَشَطُّ و اشْتَطَّ .و فی الصّحاحِ :و حَکَی أَبو عُبَیْدٍ: شَطَطْتُ علیه،و أَشْطَطْتُ ،إِذا جُرْتَ .و نَقَلَ صَاحِبُ اللِّسَانِ هذا القَوْلَ عن أَبِی عُبَیْدٍ، و لکِنَّه قال: شَطَطْتُ أَشُطُّ ،بضمِّ الشِّینِ ،فجَعَلَه من حَدِّ نَصَرَ،و عِبَارَهُ الجَوْهَرِیِّ مُطْلَقهٌ ،فهو یُرَدُّ به علی المُصَنِّفِ ، حیثُ جَعَلَهُ من حَدِّ ضَرَب،فتَأَمَّل.

و شَطَّ فی سِلْعَتِه یَشُطُّ شَطَطاً ،مُحَرَّکَهً ،إِذا جَاوَزَ القَدْرَ المَحْدُودَ (2)و تَبَاعَدَ عن الحَقِّ .

و شَطَّ علیه فی السَّوْمِ یَشُطُّ شَطَاطاً : أَبْعَدَ کَأَشَطَّ ، و هذه أَکْثَرُ ،و عِبَارَهُ الصّحَاحِ : أَشَطَّ فی السَّوْمِ ،و اشْتَطَّ .

أَبْعَدَ.

قال ابنُ بَرِّیّ : أَشَطَّ بمَعْنَی أَبْعَدَ،و شَطَّ بمعنَی بَعُدَ، و شاهِدُ أَشَطَّ بمعنَی أَبْعَدَ قولُ الأَحْوَصِ :

أَلاَ یا لَقَوْمِی قد أَشَطَّتْ عَوَاذِلِی

و یَزْعُمْنَ أَنْ أَوْدَی بحَقِّیَ بَاطِلِی

قالَ أَبُو عَمْرٍو: الشَّطَطُ :مُجَاوَزَهُ القَدْرِ فی بَیْعٍ أَو طَلَبٍ أَو احْتِکَامٍ أَو غَیْرِ ذلِک من کُلِّ شَیْ ءٍ،مُشْتَقٌّ من شَطَّتِ الدّارُ،إِذا بَعُدَت.قلتُ فظَهَرَ بذلِکَ أَنَّ الشَّطَطَ مَصْدَرٌ لکُلِّ ما ذُکِرَ من الأَفْعالِ .و هی: شَطَّ فی حُکْمِه،و فی سِلْعَتِه، و فی السَّوْمِ ،فتَخْصِیصُ المُصَنِّفِ إِحْدَی مَصَادِرِها بالشَّطِیطِ ،کأَمِیرٍ-کما فی سائِرِ النُّسَخِ -غیرُ صوابِ ،لأَنَّهُ مُخَالِفٌ لنُصُوصِ الأَئِمَّه فتأَمَّل ذلِکَ ،و منه

16- حَدِیثُ ابنِ مَسْعُودٍ: «لها (3)صَدَاقٌ کصَدَاقِ نِسَائِهَا،لا وَکْسَ و لا شَطَطَ ».

أَی لا نُقْصَانَ و لا زیادَهَ .و فی الکتابِ العَزِیز: وَ أَنَّهُ کانَ یَقُولُ سَفِیهُنا عَلَی اللّهِ شَطَطاً (4)قال الرّاجِزُ:

یَحْمُونَ أَلْفاً أَنْ یُسَامُوا شَطَطَا

و قال عَنْتَرهُ :

شَطَّتْ مَزارَ العَاشِقِینَ فأَصْبَحَتْ

عَسِراً عَلَیَّ طِلاَبُهَا ابنهُ مَخْرَمِ (5)

ص:310


1- (1) فی الأساس:قدّمها.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«جاوز القدر و الحدّ».بدل قوله«المحدود».
3- (3) فی اللسان:«لها مهر مثلها لاوکس.».
4- (4) سوره الجن الآیه 4. [1]
5- (5) معلقته و روایته فیها: حلّت بأرض الزائرین فأصبحت عسراً علیّ طلابک ابنه مخرم قال أبو بکر الأنباری:و یروی:شطت مزار العاشقین.

أَی جَاوَزَتْ مَزَار العَاشِقِین،فعَدَّاه حَمْلاً علی مَعْنَی جَاوَزَتْ ،

16- و فی الصّحاح:و فی حَدِیث تَمِیمٍ الدّارِیِّ : «إِنّک لشَاطِّی »أَی جائرٌ علیَّ فی الحُکْمِ .قلتُ :و نَصُّ الحَدِیثِ :أَنَّ رَجُلاً کَلَّمَه فی کَثْرهِ العِبَادَهِ فقال:«أَرأَیْتَ إِنْ کنتُ أَنا مُؤْمِناً ضَعِیفاً و أَنتَ مُؤْمِنٌ قَوِیٌّ أَإِنَّکَ (1)لَشَاطِّی حَتّی أَحْمِلَ قُوَّتَک علی ضَعْفِی فلا أَسْتَطِیعَ فأَنْبَتَّ ». قال أَبُو عُبَیْدٍ:

هو من الشَّطَطِ ،و هو الجَوْرُ فی الحُکْمِ ،یَقُول:إِذا کَلَّفْتَنِی مثلَ عَمَلِک و أَنْتَ قَوِیٌّ و أَنا ضَعِیفٌ فهو جَوْرٌ منکَ علیَّ .

قال الأَزْهَرِیُّ :جَعَلَ قولَه: شاطِّی بمَعْنَی ظالِمِی،و هو مُتَعَدٍّ.

و قال أَبُو زَیْدٍ،و أَبو مالِکٍ : شَطَّ فُلاَناً یَشُطُّه شَطًّا و شُطُوطاً ،إِذا شَقَّ عَلَیْهِ و ظَلَمَهُ ،قال الأَزْهَرِیُّ :أَراد تَمِیمٌ بقوله:« شَاطِّی »هذا المَعْنَی الَّذِی قالَهُ أَبو زَیْدٍ.

و الشَّطُّ :شاطِئ النَّهرِ و جَانِبُه،و قال أَبُو حَنِیفَهَ : شَطُّ الوَادِی:سَنَدُه الَّذِی یَلِی بَطْنَهُ .

ج: شُطُوطٌ ،و شُطّانٌ ،بضَمِّهِمَا ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

رَکُوبُ البَحْرِ شَطًّا بَعْدَ شَطِّ

و قالَ غَیْرُهُ :

و تَصَوَّحَ الوَسْمِیُّ من شُطَّانِه

بَقْلٌ بظَاهِرِه و بَقْلُ مِتَانِهِ

و یُرْوی:«مِنْ شُطْآنِه»جمعُ شاطِئٍ .

و مِنَ المَجَازِ: الشَّطُّ : جَانِبُ السَّنَامِ و شِقُّه أَو نِصْفُه ، و لکُلِّ سَنَامٍ شَطَّانٍ ،و قال أَبُو النَّجْمِ :

عُلِّقْتُ خَوْداً من بَنَاتِ الزُّطِّ

ذاتَ جَهَازٍ مِضْغَطٍ مِلَطِّ

کأَنَّ تَحْتَ دِرْعِهَا المُنْعَطِّ

شَطًّا رَمَیْتَ فَوْقَه بِشَطِّ

لم یَنْزُ فی الرَّفْعِ و لَمْ یَنْحَطِّ

ج شُطُوطُ ،بالضَّمّ .

و الشَّطُّ : ه،بالیَمَامَهِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و شَطُّ عُثْمَانَ : ع بالبَصْرَهِ ،یُضَافُ إِلی عُثْمَانَ بنِ أَبِی العَاصِ الثَّقَفِیِّ الصَّحَابِیِّ رَضِیَ اللّه عنه،کما فی العُبَابِ ، و راجَعْتُ فی مَعَاجِم الصَّحابَهِ فوَجَدْتُ مَن اسْمُه عُثْمَانُ مِن بَنِی ثَقِیفٍ رَجُلَیْن:عُثْمَان بن عامِرِ بنِ مُعْتب الثَّقَفِیُّ ،ذکره السُّهَیْلِیُّ ،و عُثْمَان بن عُثْمَانَ الثَّقَفِیّ نَزِیل حِمْصَ ،و لم أَجِدْ عُثْمَانَ بنَ أَبِی العاصِ هذا،فلیُنْظَر (2).

و الشَّطَاط ،کسَحَابٍ ،و کِتَابٍ .الطُّولُ و حُسْنُ القَوَامِ ، قال الهُذَلِیُّ :

لَهَوْتُ بِهِنَّ إِذْ مَلْقِی مَلِیحٌ

و إِذْ أَنا فی المَخِیلَهِ و الشَّطَاطِ (3)

أَو اعْتِدَالُهُ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ،یُقَال: جارِیَهٌ شَطَّهٌ و شاطَّهٌ بَیِّنَهُ الشَّطَاطِ و الشِّطَاطِ .

و الشَّطَاطُ ،بالفَتْحِ : البُعْد،کالشِّطَّهِ ،بالکَسْرِ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «اللّهُمَّ إِنّی أَعُوذُ بِکَ من وَعْثَاءِ (4)السَّفَرِ،و کآبَهِ الشِّطَّهِ و سُوءِ المُنْقَلَبِ ». أَی بُعْدِ المَسَافَهِ .

و الشَّطَاطُ أَیْضاً: کُسَارُ الآجُرِّ.و یُقَالُ :رجلٌ شاطٌّ بَیِّنُ الشَّطَاطِ و الشَّطَاطَهِ ،بفَتْحِهِمَا.

و الشِّطَاطُ ،بالکَسْرِ،و هو:البَعِیدُ مَا بَیْنَ الطَّرفَیْن .

و شَطَّطَ تَشْطِیطاً :بالَغَ فی الشَّطَطِ ،أَی الجَوْرِ و التَّجاوُز عن الحَدّ، و قُرِیءَ: وَ لاَ تُشَطِّطْ (5)بضَمّ التاءِ و فَتْح الشّین،و هی قِرَاءَهُ قَتَادَهَ ، و قُرِیء: وَ لا تُشْطِطْ بضَمِّ التّاءِ و کَسْرِ الطاءِ الُأولَی و قَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِیُّ و أَبو رَجاءٍ و أَبو حَیْوَهَ و الیَمَانِیُّ و قَتَادَهُ فی إِحْدَی رِوَایَتَیْه،و أَبو إِبراهِیمَ و ابنُ أَبِی عَبْلَهَ : و لا تَشْطُط بفَتْحِ التَّاءِ و ضمِّ الطّاءِ و الُأولَی، و قرأَ زِرُّ بنُ حُبَیْشٍ : و لا تُشَاطِطْ و معْنَی الکُلِّ : أَی لا تُبْعِدْ عن الحَقِّ .

ص:311


1- (1) فی التهذیب و النهایه و اللسان: [1]إنّک.
2- (2) فی أسد الغابه 373/3 [2] عثمان بن أبی العاص بن بشر بن عبد بن دهمان و قیل عبد دهمان بن عبد اللّه بن همام بن أبان بن سیار بن مالک بن حطیط بن خیثم بن ثقیف الثقفی یکنی أبا عبد اللّه وفد علی النبی صلی اللّه علیه و سلّم فی وفد ثقیف فأسلم و استعمله النبیّ صلی اللّه علیه و سلّم علی الطائف. و انظر معجم البلدان«شطّ ».
3- (3) البیت للمتنخل فی دیوان الهذلیین 20/2 قوله ملقی یعنی لین کلامی و هو من التملق.
4- (4) و یروی:من الضبه فی السفر.
5- (5) من الآیه 22 من سوره ص.

و أَشَطَّ فی الطَّلَبِ :أَمْعَن ،کما فی الصّحَاحِ ،و یُقَال:

أَشَطَّ القَوْمُ فی طَلَبِنَا إِشْطَاطاً ،إِذا طَلَبُوهم مُشَاهً و رُکْبَاناً.

و أَشَطَّ فی المَفَازَهِ :ذَهَبَ ،کأَنَّه أَبْعَدَ فیها.

و غَدِیرُ الأَشْطَاطِ :ع بمُلْتَقَی الطَّرِیقَیْنِ من عُسْفانَ للحَاجِّ إِلی مَکَّهَ ،شَرَّفها اللّه،و منه

16- الحَدِیثُ : «أَیْنَ تَرَکْتَ أَهْلَک بغَدِیرِ الأَشْطَاطِ ». و قال عُبَیْدُ اللّه بنُ قَیْس الرُّقَیّاتِ :

سَرِفٌ مَنْزِلٌ لِسَلْمَهَ فالظَّهْ

رانُ مِنّا مَنازِلٌ فالقَصِیمُ (1)

فغَدیرُ الأَشْطَاطِ مِنْهَا مَحَلٌّ

فبعُسْفَانَ مَنْزِلٌ مَعْلُومُ

و الشَّطْشَاطُ :طائرٌ عن ابْنِ دُرَیْدٍ،قال:زَعَمُوا ذلِکَ ، و لیس بثَبَتٍ .

و الشَّطَوْطَی ،کخَجَوْجَی،و الشَّطُوط کصَبُورٍ ،و علی الأَخِیر اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ : النَاقَهُ الضَّخْمَهُ السَّنَامِ کما فی الصّحاح،و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ ،و قال غیرُه:هی العَظِیمَهُ جَنْبَیِ السَّنَامِ ، ج: شَطَائِطُ ،قال الرّاجِزُ یَصِفُ إِبِلاً و رَاعِیهَا:

قد طَلَّحَتْهُ جِلَّهٌ شَطَائِطُ

فَهْوَ لَهُنَّ حائلٌ (2)و فارِطُ

و قال أَبو حِزَامٍ العُکْلِیُّ :

فلا تُؤْمِرْ مُماءَرتِی و بُؤْلِی

فلَیْسَ یَبُوءُ نَجْسٌ بالشَّطُوطِ

و شَاطَّهُ مُشَاطَّهً : غَالَبَهُ فی الاشْتِطَاطِ فشَطَّهُ شَطّاً :غَلَبَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَطَّ الرَّجُلُ :إِذا أَنْعَظَ ،نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ .

و المَشَطَّهُ ،کالمَشَقَّهِ وَزْناً و مَعْنًی،و بمَعْنَی البُعْدِ أَیْضاً.

و الشُّطّانُ ،کرُمّانٍ (3):مَوْضِعٌ قریبٌ من المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ، قال کُثَیِّرُ عَزَّهَ :

و بَاقِی رُسُومٍ لا تَزَالُ کَأَنَّهَا

بأَصْعِدَهِ الشُّطَّانِ رَیْطٌ مُضَلَّعُ (4)

و یُقَال:هو بَیْنَ الأَبْوَاءِ و الجُحْفَهِ .

شعط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَعْوَطَ الدَّوَاءُ الجُرْحَ ،و الفُلْفُلُ الفَمَ ،إِذا أَحْرَقَه و أَوْجَعَه، هکذا تَسْتَعْمِلُه العامَّه،و الأَصْلُ شَوَّطَه تَشْوِیطاً،کما سَیَأْتِی.

شقط

الشَّقِیطُ ،کأَمِیرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ، و قال ابنُ الأَثِیرِ:هی الجِرَارُ من الخَزَفِ یُجْعَلُ فیها الماءُ، أَو الفَخّارُ عامَّهً ،قالَهُ الفَرّاءُ،و قد جاءَ

17- فی حَدِیثِ ضَمْضَمٍ : «رأَیْتُ أَبا هُرَیْرَهَ یَشْرَبُ من ماءِ الشَّقِیطِ ». و رَوَاه بعضُهم بالسِّینِ المُهْمَلَهِ ،و هو تَصْحِیفٌ ،کما فی اللِّسَانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

شِنْقِیطُ ،بالکَسْرِ:مَدِینَهٌ من أَعْمالِ السُّوسِ الأَقْصَی بالمَغْرِبِ .

شلط

الشَّلْطُ ،و یُقَالُ : الشَّلْطَاءُ بالمَدِّ،أَهْمَلَها الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هی السِّکِّینُ بلُغَهِ أَهْلِ الجَوْف، الأُولَی ذَکَرهَا هُنَا،و الثّانِیَهُ ذَکَرَهَا فی«ش ل ح»و نَصُّه هُنَاک:الشَّلْحَاءُ:السَّیْفُ بلُغَهِ أَهْلِ الشِّحْرِ،و الشَّلْطَاءُ هی السِّکِّینُ .قال الصّاغَانِیُّ :و تَبِعَهُ ابنُ عَبّادٍ،و أَنْکَر ذلِکَ الأَزْهَرِیُّ .

و الشِّلْطَهُ ،بالکَسْرِ:السَّهْمُ الطَّوِیلُ (5)الدَّقِیقُ :ج شِلَطٌ ، کعِنَبٍ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.قلتُ :و قد تقَدَّمَ ذِکْرُه فی السِّین أَیْضاً،و کَأَنَّ الشِّینَ لُغَهٌ فیها.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَلَطَ ،إِذا نَضِجَ ،هکَذَا هُو فی التَّکْمِلَهِ .قلتُ :و هو تَحْرِیفٌ ،و الصّوابُ فِیهِ شَاطَ :إِذا نَضِجَ ،کما یَأْتِی للمُصَنِّفِ .

شمحط

الشَّمْحَطُ ،کجَعْفَر و سِرْدَاحٍ و عُصْفُورٍ:

المُفْرِطُ الطُّولِ کُلُّ ذلِکَ نقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،ثُمَّ إِنّ هذا الحَرْفَ

ص:312


1- (1) بالأصل«شرف منزل..فالقضیم»و المثبت عن معجم البلدان «أشطاط ». [1]
2- (2) فی اللسان:«حابل»و فی التهذیب:«خائل».
3- (3) قیدها یاقوت بضم أوله و سکون الطاء ثم ألف مهموزه و نون.وادٍ من أودیه المدینه.
4- (4) فی معجم البلدان بروایه مختلفه.
5- (5) فی التکمله:السهم الدقیق.و لم ترد لفظه الطویل.

مکتوبٌ فی سائِرِ الأُصُولِ بِالحُمرَهِ ،علی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوْهَرِیِّ ،و لیس کذلِک،فإِنَّ الجَوْهَرِیَّ ذَکَرَ فی آخِرِ تَرْکِیبِ «شحط »ما نَصُّه:و الشُّمْحُوط :الطَّوِیلُ ،و المِیمُ زائِدَهٌ .و أَمَّا الصّاغَانِیُّ فإِنَّهُ ذَکَره فی المَحَلَّیْنِ ،و نَبَّه علی زِیَادَه المِیمِ عن بعضٍ ،فالصَّوَابُ إِذَنْ کِتَابَتُه بالسوَادِ، فتأَمَّلْ .

شمرط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

فی العُبَابِ : شَمْرَطَ الشَّعْرُ:قَلَّ و خَفَّ ،أَهْمَلَهُ الجَمَاعَه، و نَقَلَه ابن القَطَّاع.

شمشط

شَمْشَاطٌ کخَزْعَالٍ (1)،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال یاقَوت و الصّاغَانِیُّ :هو: د ،من بِلادِ رَبِیعَهَ قَرِیبٌ من دِیَار بَکْرٍ،و یُقَال:هوو«قالیِ قَلاَ»من الحَدِّ الرّابعِ من حُدُودِ إِرْمِینِیَهَ ،و ضَبَطَه الحَافِظُ فی التَّبْصِیر بکَسْرِ الأَوّل قال:و منه أَبُو الربِیعِ مُحَمَّدُ بنُ زِیَادٍ الشَّمْشَاطِیُّ المُحَدِّثُ رَوَی عنه منْصُورُ بنُ عَمّارٍ،و طائفهٌ من أَهْلِ شَمْشَاطٍ .

شمط

الشَّمَطُ ،مُحَرَّکَهً :بیَاض شَعرِ الرَّأْسِ یُخَالِطُ سَوَادَه ،کذا فی الصّحاحِ ،و فی المُحْکَمِ : الشَّمَطُ فی الشَّعرِ:اخْتِلافُه بلَوْنَیْنِ من سَوَادٍ و بَیاضٍ .

شَمِطَ الرَّجلُ کفَرِحَ یَشْمَطُ شَمَطاً و أَشْمَطَ ،کأَکْرَمَ ، و اشْمَطَّ اشْمِطَاطاً ،قال الأَغْلَبُ العِجْلِیُّ :

قد عَرفَتْنِی سَرْحَتِی و أَطَّتِ

و قد شَمِطْتُ بَعْدَها و اشْمَطَّتِ

و تَقَدَّمَ فی«أَ ط ط »أَنَّ الرَّجَزَ للرّاهِبِ المُحَارِبیِّ .و قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیُّ :

و ما أَنْتَ الغَدَاهَ و ذِکْرُ سَلْمَی

و أَمْسَی الرَّأْسُ مِنْکَ إِلی اشْمِطاطِ (2)

و اشْمَاطَّ (3)،کاطْمَأَنَّ اشْمِئْطاطاً .

فهو أَشْمَطُ ،من قَوْم شُمْطٍ ،و شُمْطانٍ ،بضَمِّهما،مثلُ :

أَسْوَدَ و سُودٍ و سُودَانٍ ،و أَعْوَرَ و عُورٍ و عُورَانٍ .

قال الجَوْهَرِیُّ :و المَرْأَهُ شَمْطَاءُ .

قلتُ :و منه قولُ عَمْرِو بنِ کُلْثُومٍ .

و لا شَمْطاءُ لم یَتْرُکْ شَقَاهَا

لَهَا من تِسْعَهٍ إِلاّ جَنِینَا (4)

و قال اللَّیْثُ : الشَّمَطُ فی الرَّجُلِ :شَیْبُ اللَّحْیَهِ ،و فی المَرْأَهِ شَیْب الرَّأْسِ ،لا یقَالُ للمَرْأَهِ :شَیْباءُ،و لکِن شَمْطاءُ .

و شَمَطَه ،أَی الشَّیْ ءَ یَشْمِطُه شَمْطاً ،من حَدِّ ضَرَب:

خَلَطَه، کأَشْمَطَه ،و هذِه عن أَبِی زَیْدٍ قال:و من کَلاَمِهِم:

أَشْمِطْ عَمَلَک بصَدَقَه،أَی اخْلِطْهُ ، فهو شَمِیطٌ و مَشْمُوطٌ ، و کُلُّ لَوْنَیْن اخْتَلَطا فَهُما شَمِیطٌ .و کان أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ یَقُول لأَصْحابِه:« اشْمِطُوا »،أَی خُذُوا مَرّهً فی قُرآنٍ ،وَ مَرَّهً فی حَدِیثٍ و مَرَّهً فی غَرِیبٍ ،و مَرَّهً فی شِعْرٍ،و مَرَّهً فی لُغَهٍ ، أَی خُوضُوا،و هو مَجَازٌ.

و شَمَطَ الإِنَاءَ:مَلأَه ،و کذلِک شَحَطَهُ ،عن أَبِی عَمْرٍو.

و من المَجَازِ: شَمَطَت النَّخْلَهُ إِذا انْتَثَرَ بُسْرُهَا ،عن أَبی عَمْرٍو،قال: و کذلِک الشَّجَرُ ،إِذا انْتَثَرَ وَرَقُه ، یَشْمِطُ .

و من المَجَازِ:طَلَعَ الشَّمِیطُ ،أَی الصُّبْحُ ،لاخْتِلاَطِ لَوْنَیْه من الظُّلْمه و البَیَاضِ .و قیل:لاخْتِلاطِ بَیَاضِ النَّهَارِ بسَوَادِ اللَّیْلِ .و فی الصّحاح:لاِخْتِلاطِ بَیَاضِه ببَاقِی ظُلْمَهِ اللَّیْلِ .

قالَ الکُمَیْتُ :

و أَطْلَعَ منه اللِّیَاحَ الشَّمِیطَ

خُدُودٌ کما سُلَّتِ الأَنْصُلُ

و قال البَعِیث:

و أَعْجَلَها عن حَاجَهٍ لَمْ تَفُهْ بِهَا

شَمِیطٌ یُتَلِّی (5)آخِرَ اللّیْلِ سَاطِعُ

و من المَجَازِ: الشَّمِیطُ : الوُلْدُ نِصْفُهُمْ ذُکُورٌ و نِصْفُهُمْ إِناثٌ .کَذا فی اللِّسَانِ .

ص:313


1- (1) قیدها یاقوت بکسر أوله و سکون ثانیه و شین مثل الأولی و آخره طاء مهمله.
2- (2) دیوان الهذلیین 19/2 و فیه و أضحی بدل و أمسی.
3- (3) کذا بالأصل،و الذی فی القاموس:و اشْماطّ و اشْمأَطّ کاطّمَأَنّ ».
4- (4) معلقته،شرح المعلقات العشر ص 98 و بالأصل لم ینزل و المثبت عن المعلقه.
5- (5) عن الأساس و بالأصل«تبکی».

و الشَّمِیط : من النَّبَاتِ :ما بَعْضُه هائجٌ و بَعْضُه أَخْضَرُ ، قالَهُ اللَّیْثُ .و فی الصّحاحِ :نَبْتٌ شَمِیطٌ ،أَی بعضُه هائجٌ .

و الشَّمِیطُ : ذِئْبٌ ،هکذا فی النُّسَخ بکسرِ الذّالِ المُعْجَمَهِ علی اسْمِ الحَیَوَانِ ،و هو غَلطٌ ،و الصَّوابُ :ذَنَبٌ شَمِیطٌ ،مُحَرَّکَهً : فیه سَوَادٌ و بَیاضّ (1).

و من المَجَازِ: الشَّمِیطُ من اللَّبَنِ :ما لا یُدْرَی أَحامِضٌ هو أَمْ حَقِینٌ ،من طِیبِهِ ،من قَوْلِهِم: شَمَطَ بینَ الماءِ و اللَّبَنِ ،أَی خَلَط .

و یُقَال: طَائِرٌ شَمِیطُ الذُّنَابَی ،إِذا کانَ فی ذَنَبِه بَیَاضٌ و سَوَادٌ قاله اللیث،و أَنْشَدَ لِطُفَیْلٍ الغَنَوِیِّ یصفُ فَرَساً:

شَمِیطُ الذُّبَابَی جُوِّفَتْ و هْیَ جَوْنَهٌ

بنُقْبَهِ دِیبَاجٍ و رَیْطٍ مُقَطَّعِ

یَقُول:اخْتَلَطَ فی ذَنَبِهَا بَیَاضٌ و غَیْرُه.و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

قولُه: شَمِیطُ الذُّبَابَی،أَی شَعْلاَؤُهَا ،و التَجْوِیفُ ابْیضَاضُ البَطْنِ حتَّی یَنْحَدِرَ البَیَاضُ فی القَوَائمِ .

و الشُّمْطَانَهُ ،بالضَّمِّ :البُسْرَهُ یُرْطِبُ جَانِبٌ مِنْهَا و سَائِرُهَا یَابِسٌ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، أَو هی الرُّطَبَهُ المُنَصَّفَهُ ،قالَهُ أَبو عَمْرٍو (2).

و شُمَیْطٌ ،کزُبَیْرٍ:حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ ،من أَعمالِ سَرَقُسْطَهَ .

و شُمَیْطُ بن بَشِیرٍ،و شُمَیْطُ بنُ العَجْلانِ البصْرِیُّ :

مُحَدِّثانِ .

و الشُّمَیْطُ (3): نَقاً ببِلاَدِ بَنِی أَبِی عَبْدِ اللّه بنِ کِلاَبٍ ،أَو هُو الشَّمِیطُ ، کأَمِیرٍ ،کما فی العُبَاب،و بالوَجْهَیْنِ رُوِیَ قولُ أَوْسِ بنِ حَجَرٍ یَصِفُ القَتْلَی:

کأَنَّهُمُ بَیْنَ الشّمیطِ و صَارَهٍ

و جُرْثُمَ و السُّوبانِ خُشْبُ مُصَرَّعُ

و شَامِطٌ :لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ حَیّانَ القَطِیعِیِّ المُحَدِّث ،کما فِی العُبَابِ .

و یُقَال:هذِه قِدْرَهٌ ،هکَذا فی أُصُولِ القامُوسِ ، و الصَّوابُ :«قِدْرٌ»،کما هُوَ نَصُّ الجَمْهَرَهِ و الصّحاحِ ، تَسَعُ شَاهً بشَمْطِها ،بالفَتْحِ ،کما هُو نَصُّ الصّحاحِ و الجَمْهرَهِ ، و یُکْسرُ ،عن العُکْلِیِّ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لم أَسْمَعْ ذلِک إِلاّ مِنْهُ ،و حَکَی ابنُ بَرِّیّ عن ابنِ خَالَوَیْهِ ،قال:النّاسُ کُلُّهم علی فَتْحِ الشِّینِ من شَمْطِها إِلاّ العُکْلِیَّ ،فإِنَّه یَکْسِرُ الشِّینَ . و یُحَرَّکُ ،عنْ ابن عَبّادٍ،و وُجِدَ هکَذا مَضْبُوطاً فی نُسْخَهِ المُجْمَلِ لابنِ فارِس، و کذلِکَ أَشْمَاطِهَا ،و کأَنَّهُ جَمْعُ شَمَطٍ المُحَرَّکِ و شِمَاطِها ،بالکَسْر ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، أَی بتَوَابِلِها ،کما فی الصّحاح،أَی بمآدِمِها (4)من الخُبْزِ و الصِّبَاغِ .

و الشُّمْطُوطُ ،بالضَّمِّ :الطَّوِیلُ ،قالَ الرّاجِزُ:

یَتْبَعُهَا شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ

لا وَرَعٌ جِبْسٌ و لا مَأْقُوطُ

و الشُّمْطُوط : الفِرْقَهُ من النَّاسِ و غَیْرِهم کالشِّمْطَاطِ و الشِّمْطِیطِ ،بکَسْرِهما،و قوْمٌ شَمَاطِیطُ :مُتَفَرِّقَهٌ ،الوَاحِدَهُ :

شِمْطِیطٌ ،کَمَا فی الصّحَاحِ ،و یُقَال:ذَهَبَ القَوْمُ شَمَاطِیطَ و شَمَالِیلَ ،إِذا تَفَرَّقُوا،الوَاحِدُ شِمْطِیطٌ ،و شِمْطَاطٌ ، و شُمْطُوطٌ ،و فی حَدِیثِ أَبِی سُفْیَانَ :

صَرِیح لُؤَیٍّ لا شَمَاطِیطِ جُرْهُمِ

و ثَوْبٌ شَمَاطِیطُ ،أَی خَلَقٌ ،عن اللِّحْیَانِیِّ ،و زادَ غَیْرُه:

مُتَشَقِّقٌ ،الواحِدُ: شِمْطَاطٌ ،کما فِی الصّحاح،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ،و هو جَسّاسُ بنُ قُطَیْبٍ :

مُحْتجِزاً بخَلَقٍ شِمْطاطِ

عَلَی سَرَاوِیلَ لَهُ أَسْمَاطِ

و قد تَقَدَّمَ .

و یُقَال: جَاءَتِ الخَیْلُ شَمَاطِیطَ ،أَی مُتَفرِّقَهً أَرْسالاً ،أَو جَماعَهً فی تَفْرِقَهٍ .قال سِیبَوَیْه:لا وَاحِدَ للشَّمَاطِیطِ ،و لذلِکَ إِذا نَسَبْتَ إِلیه قلتَ : شَمَاطِیطِیٌّ .فأَبْقَی علیه لَفْظَ الجَمْع، و لو کان عِنْدَهُ جَمْعاً لرَدَّ النَّسَبَ إِلی الوَاحِدِ،فقال:

شِمْطَاطِیٌّ أَو شُمْطُوطِیٌّ ،أَو شِمْطِیطِیٌّ .و قال الفَرّاءُ:

الشَّمَاطِیطُ و العَبَادِیدُ و الشَّعَارِیرُ و الأَبَابِیلُ ،کُلُّ هذا لا یُفْرَدُ له وَاحدٌ.

ص:314


1- (1) الذی فی اللسان:و فرس شمیط الذنب:فیه لونان.و ذئب شمیط :فیه سواد و بیاض.
2- (2) عباره التهذیب:الشَّمْطان الرُّطَب و المنَصَّف.
3- (3) قیدها یاقوت شمیط بدون ألف و لام بالفتح ثم الکسر:[نقاً من انقاءِ الرمل فی بلاد...].
4- (4) عن التکمله و بالأصل:«بمأدمها».

و شَمَاطِیطُ :اسمُ رَجُل ،أَنْشَد ابنُ جِنِّی:

أَنَا شَمَاطِیطُ الَّذِی حُدِّثْتَ بِهْ

مَتَی أُنَبَّهْ للغَدَاءِ أَنْتَبِهْ

ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ و أَحْتَبِهُ

حتی یُقَال سَیّدٌ و لَسْتُ بِهْ

و الهاءُ فی أَحْتَبِه زائدهٌ للوَقْف،و إِنَّمَا زَادَهَا لِلْوَصْل،کما فی اللِّسَانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرکُ علیه:

الشَّمَطَاتُ ،مُحَرَّکهً :الشَّعَرَاتُ البِیضُ تَکُونُ فی الرَّأْسِ ،جَمْع شَمَطٍ .

و ناقَهٌ شَمْطَاءُ :بَیْضَاءُ الْمِشْفَرَیْنِ ،و به فَسَّرَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ قولَ الشّاعِرِ:

شَمْطَاءُ أَعْلَی بَزِّها مُطَرَّحُ

قد طالَ ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ

و فَرَسٌ شَمِیطُ الذَّنَبِ :فیه لَوْنَانِ .

و یُقَال:أَکلَ فلانٌ شَاهً مَصْلیَّهً بشُمْطِهَا ،بالضَّمِّ ،لُغَهٌ فی الفَتْحِ ،عن ابن عَبّادٍ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،أَی بِتَابَلِهَا من الخُبْزِ و الصِّبَاغِ .

و الشُّمْطُوط ،بالضَّمِّ :الأَحْمَقُ .

و الشَّمْطَاءُ :فَرِسُ دُرَیْدِ بنِ الصِّمَّهِ ،و هو القائِلُ فِیهَا:

تَعَلَّلْتُ بالشَّمْطَاءِ إِذْ بَانَ صاحِبِی

و کُلُّ امْرِیءٍ قد بَانَ لو بَانَ صاحِبُهْ

کما فی العُبَابِ .قلتُ :و مِنْ نَسْلِه الشُّمَیْطَاءُ ،و من نَسلِ الشُّمَیْطَاءِ المُعَنْقَبه،الَّتِی هی إِحْدَی البُیُوتِ الخَمْسَه المَشْهُورَه عند العَرَبِ ،و هی موْجُودَهٌ الآنَ .

و الشَّمْطُ :الخَوْضُ ،و هو مَجَازٌ.

و أَجْرَیْتُ (1)طلَقاً و شُمْطُوطاً بمعْنًی وَاحِدٍ،کما فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه.

و اشْماطَّتِ الخَیْلُ ،إِذا رُکِضَتْ تُبَادِرُ شَیئاً تَطْلُبُه.کما فی التَّکْمِلَه.

و قَوْلُ العامّه: شَمَطَهُ شمْطاً ،إِذا أَخَذَه باسْتِیفَاءٍ،مَأْخُوذٌ من أَکْلِ الشّاهِ بشَمَطِهَا ،علی التَّشْبِیهِ .

شمعط

اشْمَعَطَّ الرَّجُلُ :أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَی امْتَلأَ غَضَباً ،و کذلِکَ اشْمَعَدَّ،کِلاهُمَا بالسِّین و الشِّین.

و قال أَبُو تُرابٍ : اشْمعَطَّ القَوْمُ فی الطَّلَبِ و اشْمَعَلُّوا،إِذا بَادَرُوا فِیه و تَفَرَّقُوا .هکَذَا سَمِعَهُ من بعضِ قَیْسٍ ،و قال مُدْرِکٌ الجَعْفَرِیُّ :یُقَال:فَرِّقوا لِضَوَالِّکُمْ بُغْیَاناً یُضِبُّون لَهَا، أَی یَشْمَعِطُّونَ .فسُئِلَ عن ذلِکَ ،فقال:أَضَبَّ القومُ فی بُغْیَتِهِمْ ،أَی ضالَّتِهم،إِذا تَفَرَّقُوا فی طَلَبِهَا.

و عن ابْنِ عَبّادٍ: اشْمَعَطَّتِ الخَیْلُ ،إِذا رَکَضَت تُبَادِرُ إِلی شَیْ ءٍ تَطْلُبهُ .هکَذَا فی العُبَابِ ،و فی التَّکْمِلَهِ :اشْمَاطَّتْ ، و قد ذَکرناهُ قریباً.

و اشْمَعَطَّتِ الإِبِلُ :انْتَشَرَتْ ،کاشْمَعَلَّتْ ،عن أَبِی تُرَابٍ .

و اشْمَعَطَّ الذَّکَرُ:نَعِظَ ،عن الأَزهَرِیِّ ،و السِّینُ لُغَهٌ فیه.

شنط

الشِّنِاطُ ،ککِتَابٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ عَبّادٍ:هی المَرْأَهُ الحَسَنَهُ اللَّحْمِ و اللَّوْنِ ج: شِنَاطاتٌ و شَنائِطُ .

و قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ : الشُّنُطُ ،ککُتُبٍ :اللُّحْمَانُ المُنْضَجَهُ .

قال: و المُشَنَّطُ ،کمُعظَّمٍ :الشَّوَاءُ ،و قِیل:شِوَاءٌ مُشَنَّطٌ :لم یُبالَغْ فی شَیِّه.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

امْرَأَهٌ شَنَاطِیَهٌ ،کعَلانِیَهٍ :حَسَنَهُ اللَّوْنِ و اللَّحْمِ ،کما فی التَّکْمِلَهِ .

شنحط

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الشُّنْحُوط ،بالضَّمِّ :الطَّوِیلُ ،مثَّلَ به سِیبَوَیْه،و فَسَّرَه السِّیرافیُّ ،کما فی اللِّسَانِ ،و قَدْ أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .قلتُ :

و کأَنَّ نُونَه بَدلٌ عن المیم،و قدَ تَقَدَّم الشُمْحُوط بهذا المَعْنَی،و ذَکَره الصَّاغَانِیُّ أَیضاً فی التَّکْمِلَه نقلاً عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و أهْمَلَهُ فی العُبَابِ .

ص:315


1- (1) عن التکمله و بالأصل«و جریت».

شوط

شَوْطُ بَرَاحٍ :ابْنُ آوَی ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ (1)،و هو فی العُبَابِ عن ابْنِ دُرَیْدٍ و قال:فأَمَّا قَوْلُهم:آوِی فخَطَأٌ.و زادَ اللِّسَانِ :أَوْ دابَّهٌ غیرُه.

و یُقَالُ :فُلانٌ شَوْطُه شَوْطُ بَاطِلٍ ،و هو الهَبَاءُ الَّذِی یَدْخُل من الکُوَّه إِلی البَیْت فی الشَّمْسِ ،أَی لیس بشَیْ ءٍ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ و الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:لیس بثَبَتٍ ، و قالوا:خَیْطُ بَاطِلٍ ،و هو أَصَحُّ الوَجْهَیْنِ إِنْ شَاءَ اللّه تَعالَی و قال المُثْبِتُون لِهذِه اللُّغَهِ :هی لُغَهٌ فی السِّینِ المُهْمَلَه.

و الشَّوْطُ :الجَرْیُ مَرهً إِلی عَایَهٍ ،و قد شاط یَشُوطُ ،إِذا عَدَا شَوْطاً إِلی غایَهٍ ،و یُقَال:عَدَا شَوْطاً ،أَی طَلَقاً،کما فی الصّحاحِ ، ج: أَشْوَاطٌ ،،قال العَجّاجُ :

و الضَّغْن من تَتابُعِ الأَشْوَاطِ

و یُقَال:طَاف بالبَیْتِ سَبْعَهَ أَشْوَاطٍ ،منَ الحَجَرِ إِلی الحَجَرِ شَوْطٌ وَاحِدٌ،کَما فی الصّحاحِ ،و هُو فی الأَصْلِ مَسَافَهٌ من الأَرْضِ یَعْدُوهَا الفَرَسُ ،کالمَیْدَانِ و نَحْوه. و کَرِهَ جَماعَهٌ من الفُقَهَاءِ أَنْ یُقَالَ لطَوْفاتِ الطَّوَافِ : أَشْوَاطٌ .

قلتُ :هو مَأْخُوذ من قَوْلِ ابْنِ فَارِسٍ ،و نَصُّه:کان بعضُ الفُقَهَاءِ یَکْرَهُ أَن یُقَالَ طَافَ بالبَیْتِ أَشْوَاطاً ،و کان یَقُول:

الشَّوْطُ بَاطِل،و الطَّوافُ بالبَیْتِ من الباقِیَاتِ الصّالِحَاتِ .

قلتُ :فهو قَدْ بَیَّنَ وَجْهَ الکَرَاهَهِ ،فإِنّ أَصْلَ وَضْعِ الشَّوْطِ فی مُضِیٍّ فی غیر تَثَبُّتٍ و لا فی حَقٍّ ،و نَقَلَ شَیْخُنَا أَنّه رُوِیَ ذلِکَ عن الشَّافِعیِّ و مُجَاهِدٍ.

و الشَّوْطُ : حَائِطٌ عند جَبَلِ أُحُدٍ ،من بَسَاتِینِ المَدِینَهِ ، و قد جاءَ ذِکْرُه فی حَدِیثِ المَرْأَه الجَوْنِیَّه.و فی العُبَابِ :

و مِنْ ثَمَّ انْخَزَل عبدُ اللّه بنُ أُبَیِّ بنِ سَلُولَ یومَ أُحُدٍ رَاجِعاً، قال قیس بنُ الخَطیم الأَنصاریّ .

و بالشَّوْطِ مِنْ یَثْرِبَ أَعْبُدٌ

ستَهْلِکُ فی الخَمْرِ أَثْمَانُها

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الشَّوْطُ : مَکَانٌ بَیْنَ شَرَفَیْنِ من الأَرْضِ یَأْخُذُ فیه الماءُ و النّاسُ ،کأَنَّهُ طَرِیقٌ طُولُه مِقْدَارُ الدَّعْوَهِ ،أَی مَبْلَغُ صَوْتِ داعٍ ثُمّ یَنْقَطِعُ ،و ضَبَطَه الزَّمَخْشَرِیُّ بالسّین المُهْمَلَه،و قد مَرّ ذِکْرُه هناک،و ج شِیَاطٌ ، ککِتَابٍ و أَصْلُه شِوَاطٌ ،قُلِبت الوَاوُ یاءً لانْکِسَار ما قَبْلها،کسَوْطٍ و سِیَاطٍ .قال:و دُخُوله فی الأَرْضِ أَنَّه یُوَارِی البَعِیرَ و رَاکِبَه،و لا یَکُون إِلاّ فی سُهُولِ الأَرْضِ یُنْبِتُ نَبْتاً (2)حَسَناً.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : شَوَّطَ الرَّجُلُ تَشْوِیطاً ،إِذا طَالَ سَفَرُه .

و قال الکِلابِیُّ : شَوَّطَ القِدْرَ و شَیَّطَها،إِذ أَغْلاَها .

و قال ابنُ عَبّادٍ: شَوَّطَ اللَّحْمَ و شَیَّطَه: أَنْضَجَه ،هکَذا نَقَلَه عَنْه الصّاغَانِیُّ ،و سَیَأْتِی أَنَّ تَشْیِیطَ اللَّحْمِ و تَشْوِیطَه، هو:أَنْ یُدَخِّنَه و لا یُنْضِجَه.

و شَوَّطَ الصَّقِیعُ النَّبْتَ :أَحْرَقَه ،و کَذلِکَ الدَّوَاءُ تَذُرُّه علی الجُرْحِ .

و تَشَوَّطَ الفَرَسَ ،إِذا أَدامَ طَرْدَه إِلی أَنْ أَعْیَا (3)و لَغَبَ .

و شوط :ع،ببِلادِ طَیِّیءٍ ظاهِرُه أَنَّه بالفَتْحِ ،و قال الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه:إِنَّه بالضَّمِّ ،و أَنْشَدَ لامْرِیءِ القَیْسِ :

فَهَلْ أَنَا مَاشٍ بینَ شُوطَ و حَیَّهٍ

و هَلْ أَنَا لاقٍ حَیَّ قَیْسِ بنِ شَمَّرَا

و یُرْوَی:

...«بَیْنَ (4)شَحْطَ و حَیّهٍ »

و قد تَقَدَّمَ .

و شَوْطَانُ ، کسَکْرَانَ :ع ،قال کُثَیِّرٌ:

و فی رَسْمِ دِارٍ بَیْن شَوْطانَ قَدْ خَلَتْ

و مَرَّ لها عَامَانِ عَیْنُک تَدْمَعُ

و قال أَبُو سَهْمٍ الهُذَلِیّ :

بَذَلْتُ لهم بذِی شَوْطَانَ شَدِّی

غَداتَئِذٍ و لم أَبْذُلْ قِتَالِی

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

و قد یُسْتَعْمَلُ الشَّوْطُ فی الرِّیحِ ،نَقَلَه اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ:

و نازِح مُعْتَکِر الأَشْوَاطِ

یَعْنِی الرِّیحَ .

ص:316


1- (1) لم أجده فی الأساس فی شوط و برح و أدی و شیط .
2- (2) عن معجم البلدان« [1]شوط »و بالأصل«نباتاً».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«هنا فی نسخه المتن زیاده نصها:و شاطٌ : حصن بالأندلس.و سیأتی فی المستدرکات».
4- (4) بالأصل«من»و المثبت عن ماده«شحط ».

و شَوَّطَ سَفِینَتَه،إِذا سافَرَ بها،و هو مأْخُوذٌ من قَوْلِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ .و التَّشْوِیطَهُ اسمُ تلک المَسَافَهِ ،و قد یُکْنَی بها عن الطّاعُونِ و الأَمْرَاضِ المُهْلِکَهِ ،و هُوَ مِنْ ذلِکَ .

و من أَمْثَالهم:« الشَّوْطُ بَطِینٌ »ذَکَرَه الحَرِیرِیُّ فی المَقَامَه الحَضْرَمِیّه،یُضْرَب فی طُولِ الأَمدِ بحیثُ یُمْکِنُ أَنْ یُسْتَدْرَکَ فیه مَا فَاتَ ،و أَصْلُه قولُ سُلَیْمَانَ بنِ صُرَدٍ،قال لِعَلِیٍّ رضِیَ اللّه عنه حین تَأَخَّر عن وقْعَهِ الجَمَلِ (1).

و شَوْطَی ،کسَکْرَی:هَضبَهٌ ،قال ابنُ مُقْبِلٍ :

و لو تَأَلَّفَ مَوْشِیًّا أَکَارِعُه

مِنْ فُدْرِ شَوْطَی بأَدْنَی دَلّهَا أَلِفَا

و منه:عَقِیقُ شَوْطَی .

و شاطٌ :حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ ،نقله الصّاغَانِیُّ .

و شَوَائِطُ ،بالفَتْح:بَلْدَهٌ بالیَمَنِ ،قُرْبَ تَعِزَّ،منها الإِمَامُ شِهَابُ الدِّینِ أَحْمَدُ بنُ علیِّ بنِ عُمَرَ بنِ أَحمدَ بن بَکْرٍ الشَّوَائِطیُّ الحِمْیَرِیُّ الکَلاَعِیُّ ،وُلِدَ بها سنه 781 و حَدَّث عن البُرْهانِ ابنِ صِدِّیقٍ ،و الجَمَالِ بن ظَهِیرَهَ ،و الزَّیْنِ المَرَاغِیِّ ،و ماتَ بمَکَّهَ ،تَرْجَمه الخَیْضَرِیُّ فی الطَّبَقَات.

شیط

شاطَ الشَیْ ءُ یَشِیطُ (2)شَیْطاً ،و شَیْطُوطَهً ، و شِیَاطَهً ،بالکَسْرِ:احْتَرَق ،و خَصَّ بعضُهُم به الزَّیْتَ و الرُّبَّ ،قال:

کشائِطِ الرُّبِّ علیه الأَشْکَلِ

و شاطَ السَّمْنُ ،و الزَّیْتُ ،إِذا خَثُرَا،أَو شَاطَ السَّمْنُ ، إِذا نَضِجَ حَتَّی کاد أَنْ یَهْلِک .و فی الصّحاحِ حتّی یَحْتَرقَ .

و زادَ فی العُبَابِ ؛لأَنَّه یَهْلِکُ حِینَئذٍ.قال نُقادهُ الأَسَدِیُّ یصفُ ماءً آجِناً:

أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطَا

أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّیْتِ لمّا شاطَا

و شَاطَ فُلانٌ یَشِیطُ ،أَی هَلَکَ ،و منه

16- حدِیثُ غَزْوهِ مُؤتَهَ :

«إِنَّ زَیْدَ بنَ حَارِثَهَ رَضِیَ اللّه عَنْه،قاتَلَ بِرَایَهِ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم حَتّی شَاطَ فی رِمَاحِ القَوْمِ ». قال الأَعْشَی:

قَدْ نَخْضِبُ العَیْرَفی مَکنُونِ فَائِله

و قَدْ یَشِیطُ علی أَرْمَاحِنَا البَطَلُ

هکَذا هو فی الصّحاح.

16- و رَوَی أَبُو عَمْرٍو: «قد نَطْعُنُ العَیْرَ». و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ: لمّا شَهِدَ عَلَی المُغِیرَهِ ثلاثهُ نَفَرٍ بالزِّنَا،قال:« شاطَ ثلاثَهُ أَرْبَاعِ المُغِیرَهِ ». و کُلُّ ما ذَهَبَ فقد شاطَ .

و مِنْهُ : الشَّیْطَانُ فَعْلان فی قَوْل مَنْ قالَ :إِنَّ اشْتِقاقَهُ من شَاطَ ،و اخْتَلَفُوا فقِیلَ :بمَعْنَی احْتَرَقَ ،و قِیلَ :بمعنَی هَلَکَ ،و قِیلَ :بمعنَی ذَهَبَ ،و قیل:بمعنَی بَطَل؛لأَنَّ من أَسمائه المُذْهِبُ و الباطِلُ ،و یَدُلُّ علی ذلِکَ قِرَاءَهُ الحَسَنِ البَصْرِیِّ و الأَعْمَشِ و سَعِیدِ بنِ جُبَیْرٍ،و أَبُو البَرَهْسَمِ (3)، و طَاوُوسٍ ، و مَا تَنَزَّلَتْ به الشَّیَاطُونُ (4)و قال بعضُهُم:هو فَیْعَالٌ من شَطَن،إِذا بَعُدَ.قال شیخُنَا:و قد جَعَلَ سِیبَوَیْه -رحِمَه اللّه تعالَی-فی الکِتَابِ نُونَه زَائِدَهً تَارَهً ،و أَصْلِیّهً أُخْرَی،بِنَاءً علی مَا ذَکَرْنَاه من الاشْتِقَاقِ ،و إِیّاه تَبِعَ المُصَنِّفُ ،فإِنَّهُ ذَکَرَه هُنَا و أَعَادَه فی«شطن»إِیماءً لذلِکَ علی عادَتِه فیما فیهِ من الأَلْفَاظِ اشْتِقَاقٌ أَو أَکْثَر،و اللّه أَعلم.

قلت:بَقِیَ عَلیه أَمْرَانِ :الأَوَّلُ أَنَّه إِذا کَانَ من شَاطَ یَشِیطُ بمَعْنَی احْتَرَقَ فهو علی حَقِیقَتِه،و إِنْ کانَ من الشَّیْط بمعنَی الذَّهَابِ و البُطْلانِ و الهَلاکِ فإِنَّهُ مَجَازٌ.و الثّانی:

الشَّیْطَانُ مُنْصَرِفٌ ،فإِذَا سُمِّیَ به لم یَنْصَرِفْ ،و علی ذلِکَ قولُ طُفَیْلٍ الغَنَوِیِّ :

و قَدْ مَتَّتِ الخَذْواءُ مَتًّا عَلَیْهم

و شَیْطَانُ إِذْ یَدْعُوهُمُ و یُثَوِّبُ

فلم یَصْرِف شَیْطَانَ ،و هو شَیْطَانُ بنُ الحَکَمِ بن جُلْهُمَه، و الخَذْواءُ:فَرَسُه.

و من المَجَازِ: شَاطَتِ الجَزُورُ ،أَی تَنَفَّقَتْ ،و فی الصّحاحِ :أَی لَمْ یَبْقَ منهَا نَصِیبٌ إِلاَّ قُسِمَ قلتُ :و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ .و فی الأَساس: شاطَ لَحْمُ الجَزُورِ،إِذا ذَهَبَ مُقَسَّماً لَمْ یَبْقَ مِنْهُ شَیْ ءٌ.

ص:317


1- (1) و نصه کما فی النهایه: [1]قال لعلی:یا أمیر المؤمنین إن الشوط بطینٌ ، و قد بقی من الأمور ما تعرف به صدیقک من عدوک.
2- (2) عن القاموس و بالأصل«یشیطه».
3- (3) عن التکمله و بالأصل«أبی ابراهیم».
4- (4) سوره الشعراء الآیه 210. [2]

و مِنَ المَجَازِ: شاطَ الدِّماءَ ،إِذا خَلَطَها،کأَنَّهُ سَفَکَ دَمَ القَاتِل علی دَمِ المَقْتُولِ ،کما فی الصّحاحِ .و أَنْشَد للشّاعِرِ،و هو المُتَلَمِّسُ یُخَاطِبُ الحَارِثَ بنَ قَتَادَهَ بنِ التَّوْأَم الیَشْکُرِیَّ :

أَحارِثُ إِنّا لَوْ تُشَاطُ دِمَاؤُنا

تَزَیَّلْنَ حَتَّی لا یَمَسَّ دَمٌ دَمَا

و یُرْوَی:«تُسَاطُ »،بالسِّینِ المُهْمَلَهِ ،من السَّوْطِ ،و هو الخَلْطُ ،و قد تَقَدَّم.

و من المَجَازِ: شاطَ فلانٌ فی الأَمْرِ بمعْنَی عَجِلَ .

و مِنَ المَجَازِ: شَاطَ دَمُهُ ،أَ ذَهَبَ هَدَراً و بَطَلَ ،و کُلُّ ما ذَهَبَ فقد شاطَ .

و شَاطَت القِدْرُ ،إِذا لَصِقَ بأَسْفَلِهَا شَیْ ءٌ مُحْتَرِقٌ ،کما فی العُبَابِ ،و فی الصّحاحِ :إِذا احْتَرَقَتْ و لَصِقَ بها الشَّیْ ءُ.

و أَشَاطَهُ ، إِشاطَهً : أَحْرَقَهُ ،یُقَال: أَشَاطَ الزَّیْتَ ،و أَشاطَ القِدْرَ، کشَیَّطَهُ تَشْیِیطاً .

و أَشاطَ إِشاطَهً : أَهْلَکَهُ .

و من المَجَازِ، أَشاطَ اللَّحْمَ ،أَی لَحْمَ الجَزُورِ: فَرَّقَهُ و بَضَعَهُ و قَسَمَه،و فی الصّحاحِ : شاطَت الجَزُورُ،و أَشاطَهَا فلانٌ ،و ذلَکِ أَنَّهُم إِذا اقْتَسَمُوهَا و بَقِیَ بینَهُم سَهْمٌ فیُقَال:

مَن یُشِیطُ الجَزُورَ؟أَی مَنْ یُنَفِّقُ هذَا السَّهْمَ ؟قال الکُمَیْتُ :

نُطْعِمُ الجَیْأَلَ اللَّهِیدَ من الکُو

مِ و لَمْ نَدْعُ من یُشِیطُ الجَزُورَا

و مِنْ ذلِکَ

1- حَدِیثُ عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه: أَنَّهُ خَطَبَ فقال:

«أَخْوَفُ ما أَخافُ علیکُم أَنْ یُؤْخَذَ الرَّجُلُ المُسْلِمُ البَرِیءُ فیُدْسَرَ کما تُدْسَرُ الجَزُورُ،و یُشَاطَ لَحْمُهُ کما یُشَاطُ لَحْمُ الجَزُورِ،و یُقَال:عاصٍ ،و لَیْسَ بعاصٍ .فقال علیّ رضی اللّه عنه:و کَیْفَ ذاکَ و لَمّا تَشْتَدَّ البَلِیَّهُ ،و تَظْهَرِ الحَمِیَّهُ ، و تُسْبَ الذُّرِّیَّهُ ،و تَدُقَّهُمُ الفِتَنُ دَقَّ الرَّحَی بثِفَالِهَا؟فقال عُمَرُ رضِیَ اللّه عنه:مَتَی یَکُونُ ذلِک یا عَلِیُّ ؟قال:إِذا تَفَقَّهُوا لِغَیرِ الدِّینِ و تَعَلَّمُوا لَغیْرِ العَمَل،و طَلَبُوا الدُّنْیَا بعَمَلِ الآخِرَهِ ». هو من أَشاطَ الجَزّارُ الجَزُورَ،إِذا قَطَّعَها و قَسَمَ لَحْمَهَا،کما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ .

و من المَجَازِ: أَشاطَ السُّلْطَانُ دَمَهُ ،أَی أَهْدَرَهُ .

و یُقَال: أَشاطَ دَمَه و بدَمِه ،أَی أَذْهَبَه ،و کذلِکَ : أَشَاطَهُ ، و منه

17- حدیثُ عُمَر: «القَسَامَهُ تُوجِبُ العَقْلَ و لا تُشِیطُ الدَّمَ ».

أَی یُؤْخَذُ بها الدِّیَهُ و لا یُؤْخَذُ بها القِصَاصُ ،یعنِی:لا تُهْلِک الدَّمَ رأْساً بحیث تُهْدِرُه حَتَّی لا یَجِبَ فیه شیءٌ من الدِّیَهِ .

أَو أَشَاطَ بدَمِه،إِذا عَمِلَ فی هَلاَکِهِ ،أَو أَشَاطَهُ ،و أَشَاطَ بدَمِه،و أَشاطَ دَمَه،إِذا عَرَّضَه لِلْقَتْلِ ،و هذا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ الأَنْبَارِیّ : شاطَ فلانٌ بدَمِ فُلانٍ :

معْنَاهُ عَرَّضَه لِلهَلاکِ ،و یُقَال: شاطَ دَمُ فُلانٍ إِذا جعلَ الفِعْل للدَّمِ ،فإِذا کانَ للرَّجُلِ قیل: شاطَ بدَمِه،و أَشاطَ دَمَهُ .

و أَشاطَ دَمَ الجَزُورِ ،هو مَأْخُوذٌ من

16- حَدِیث سَفِینَه مَوْلَی رسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم و رَضِیَ عنه: «أَنَّهُ أَشاطَ دَمَ جَزُور بِجِذْلٍ فأَکْلَه». قال الأَصْمَعِیُّ :أَی سَفَکَهُ و أَرَاقَهُ ،و أَرادَ بالجِذْلِ عُوداً أَحَدَّهُ للذَّبْحِ .

و من المَجَازِ: اسْتَشاطَ فُلانٌ عَلَیْه ،إِذا الْتَهَبَ غَضَباً .

و فی الصّحاح:و غَضِبَ فُلانٌ و اسْتَشاطَ ،أَی احْتَدَمَ ،کأَنَّهُ الْتَهَبَ فی غَضَبِه.قال الأَصْمَعِیُّ :هو من قَوْلِهِم:نَاقَهٌ مِشْیاطٌ ،

16- و فی الحَدِیث: «إِذا اسْتَشَاطَ السُّلْطَانُ تَسَلَّطَ علیهِ الشَّیْطَانُ (1). أَی تَحَرَّق من شِدَّهِ الغَضَبِ و تَلَهَّبَ و صارَ کأَنَّه نارٌ،تسَلَّط علیه الشَّیْطَانُ فأَغْرَاه بالإِیقاعِ بمَنْ غَضِبَ علیه، و هو اسْتَفْعَل من شاطَ یَشِیطُ ،إِذا کادَ أَنْ یَحْتَرِقَ .

و منَ المَجَازِ: اسْتَشاطَ الحَمَامُ إِذا طَارَ نَشِیطاً .

و من المَجَازِ: اسْتَشاطَ الرَّجُلُ من الأَمْرِ إذا خَفَّ لَهُ و احْتَدَّ و تَحَرَّقَ .

و من المَجَازِ: المُسْتَشِیطُ :المُبَالِغُ فی الضَّحِکِ ،

14- و رَوَی ابنُ شُمَیْلٍ بإِسْنَادِه إِلی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلّم: أَنَّه ما رُئِی ضاحِکاً مُسْتَشِیطاً ». قال مَعْنَاهُ :ضاحِکاً ضَحِکاً شَدِیداً کالمُتَهَالِک فی ضَحِکِه.

و من المَجَازِ: المُسْتَشِیطُ من الجِمَالِ :السَّمِینُ .و قد اسْتَشاطَ البَعِیرُ،أَی سَمِنَ ،کما فی الصّحاحِ ،و فی شَرْحِ الدِّیوانِ :أَی،تَطَایَرَ السِّمَنُ فیه.

و المِشْیَاطُ ،کمِحْرَابٍ : السَّرِیعَهُ السِّمَنِ منها ،یُقَال:ناقَهٌ

ص:318


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان: [2]تسلّط الشیطان.

مِشْیاطٌ ،و هی الَّتِی یُسْرعُ فِیهَا السِّمَنُ و هو مَجَازٌ من إِسْرَاعِ المُشَیِّطِ و عَجَلَتِه لا یَصْبِرُ بالشِّوَاءِ (1)حتّی یَسْکُنَ لِسَانُ النّار، کما فی الأَساس، ج مَشَاییطُ ،و فی بعضِ نُسَخِ الصّحاح:

مَشَایِطُ ،و قال غیرُه:بَعِیرٌ مِشْیَاطٌ ،و إِبِلٌ شیاط (2)،و قال أَبو عَمْرٍو: المَشَایِیطُ :هی الإِبلُ التی تُجْعَلُ للنَّحْرِ،من قَوْلِهِمْ : شَاطَ دَمُه.

و التَّشْییطُ لَحْمٌ یُصْلَح و یُشْوَی لِلْقَوْمِ ،اسمٌ کالتَّمْتِینِ .

و المُشَیَّطُ ، کمُعَظَّمٍ اسمٌ مِثْله.

و الشَّیِّطُ ،کسَیِّدٍ ،علی فَیْعِل: فَرَسُ خُزَزَ بنِ لَوْذَانَ السَّدُوسِیِّ الشَّاعِرِ،و هو ابنُ النَّعامَهِ ، و الشَّیِّطُ أَیضاً، فَرَسُ أُنَیْفِ بنِ جَبَلَهَ الضَّبِّیِّ ،کما فی العُبَاب،و هو جَدُّ دَاحِسٍ من قِبَلِ أُمِّه فیما زَعَم العَبْسِیُّون،و له یَقُولُ الشّاعِر:

أُنَیْفُ لقَدْ بخِلْتَ بعَسْبِ عَوْدٍ

علی جَارٍ لِضَبَّهَ مُسْتَوَادِ (3)

کما فی أَنْسَابِ الخَیْلِ لابْنِ الکَلْبِیِّ .

و تَشَیَّطَ اللَّحْمُ : احْتَرَقَ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

بعدَ انْشِوَاءِ الجِلْدِ أَو تَشَیُّطِهْ

و من المَجَاز، تَشَیَّط فُلانٌ ،إِذا نَحِلَ من کَثْرَهِ الجِمَاعِ و هَلَکَ ،عن أَبِی عَمْرٍو.

و الشَّیْطِیُّ ،کصَیْفِیٍّ :الغُبَارُ السّاطِعُ فی السَّماءِ ،قال القُطامِیُّ :

تَعَادِی المَرَاخِی ضُمَّراً فی جُنُوبِهَا

و هُنَّ من الشَّیْطِیِّ عَارٍ و لاَبِسُ

یَصِفُ الخَیْلَ و إِثَارَتَهَا الغُبَارَ بسَنابِکِها.

و شِیطَی ،کضِیزَی:عَلَمٌ من الأَعلامِ .

و الشِّیَاطُ ، ککِتَابٍ :رِیحُ قُطْنَهٍ مُحْتَرِقَه ،کما فی الصّحاحِ .

و الشّیِّطانِ ،ککَیِّسٍ مُثَنّی شَیِّطٍ : قاعانِ بالصَّمّانِ فی أَرْضِ تَمِیمٍ لِبَنِی دَارِمٍ ،أَحَدُهما طُوَیْلع أَو قَرِیب منه فِیهِمَا مَسَاکاتٌ للمَطَرِ (4)،قال النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ یَصف ناقهً :

کأَنَّهَا بعدَ ما طَالَ النَّجَاءُ بِهَا

بالشَّیِّطَیْنِ مَهَاهٌ سُرْوِلَتْ رُمَلاَ

و یُرْوَی:«سُرْبِلَت»و یُرْوَی:

«بعد ما أَفْضَی النّجاءُ بها»

أَراد خُطوطاً سُوداً تکونُ علی قَوَائمِ بَقَرِ الوَحْشِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَیَّطَ القِدْرَ تَشْیِیطاً :أَغْلاَهَا،کشَوَّطَها،عن الکِلابِیِّ .

و قال اللَّیْثُ : التّشَیُّطُ شَیْطُوطَهُ اللّحْمِ إِذا مَسَّتْه النارُ یَتَشَیَّطُ فیُحْرَق (5)أَعْلاهُ و یَشِیطُ الصُّوف.

و یقال: شَیَّطْتُ رَأَسَ الغَنَمِ و شَوَّطْتُه،إِذا أَحْرَقْتَ صُوفَه لتُنَظِّفَه.

و شَیَّطَ فُلانٌ اللَّحْمَ ،إِذا دَخَّنَه و لم یُنْضِجْه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و أَنْشَدَ للکُمَیْتِ ،یَهْجُو بَنِی کُرْزٍ:

لَمَّا أَجابَتْ صَفِیراً کان آیَتَهَا

من قَابِسٍ شَیَّطَ الوَجْعاءَ بالنَّارِ

و شَیَّطَ الطّاهِی الرَّأْسَ و الکُرَاعَ ،إِذا أَشْعَل فِیهما النّارَ حتی یَتَشَیَّطَ ما عَلَیْهِمَا من الشَّعْرِ و الصُّوف،کشَوَّطَ .

و تَشَیَّطَ الدَّمُ ،إِذا عَلاَ بصَاحِبِه.

و لَحْمٌ شائِطٌ :مُحْتَرِقٌ کالشَّاطِی،کما یُقَال فی الهائرِ هَارٍ.قال العَجّاج:

بِوَلْقِ طَعْنٍ کالحَرِیقِ الشّاطِی

و الإِشَاطَهُ :تَقْطِیعُ لَحْمِ الجَزُورِ قَبْلَ التَّقْسِیمِ ،عن ابْنِ شُمَیْلٍ .

و التَّقْسِیمُ أَیْضاً،و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ .

و قال أَبو عَمْرٍو: شَیَّطَ فُلانٌ من الهَبَّهِ ،نَحَلَ من کَثْرهِ الجِمَاعِ ،و هو مَجَازٌ، کتَشَیَّط (6)،و هذِه قد ذَکَرَها المُصَنِّف.

و اسْتَشاطَ فُلانٌ تَحَرَّقَ ،و أَیضاً،أَشْرَفَ علی الهَلاَکِ .

ص:319


1- (1) عن الأساس و بالأصل«للشواء».
2- (2) فی الصحاح:و إبلٌ مشاییطٌ .
3- (3) فی المطبوعه الکویتیه«مستراد».
4- (4) الذی فی معجم البلدان: [1]هما قاعان فیهما حوایا للماء،قال نصر: الشّیّطان وادیان فی دیار بنی تمیم لبنی دارم أحدهما طویلع أو قریب منه.
5- (5) فی اللسان: [2]فیحترق أعلاه و تشیّط الصوف.
6- (6) اقتصر فی اللسان [3]علی«تشیط »و ذکر الصاغانی فی التکمله اللفظتین.

و فی الحَرْبِ :اسْتَقْتَلَ ،و هو مَجَازٌ،و أَنْشَدَ ابنُ شُمَیْل:

أَشَاطَ دِمَاءَ المُسْتَشِیطِین کُلِّهِمْ

و غُلَّ رُؤُوسُ القَوْمِ فیهِمْ و سُلْسِلُوا

و شَیَّط الصَّقِیعُ النَّبْتَ ،و الدَّوَاءُ الجُرْحَ :أَحْرَقَهُ ،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَسَاسِ .

و وَشْمٌ مُسْتَشَاطٌ :طُلِبَ منه أَنْ یَشِیطَ فشَاطَ ،أَی طارَ کُلَّ مَطِیرٍ،و انْتَشَر فی السّاعِدِ،و به فُسِّر قول المُتَنَخِّل الهُذَلِیّ :

کوَشْمِ المِعْصَمِ المُغْتَالِ عُلَّت

نَوَاشِرُه بوَشْمٍ مُسْتَشَاطِ (1)

و عن ابْنِ الأَعْرَابیِّ :یقال:بَیْنَهما مُشَایَطَه ،أَی کلامٌ مُخْتَلِفٌ ،أَوْرَدَه الصّاغَانِیُّ فی«غ ی ط ».

و شَیْطَانُ الطّاقِ :لَقَبُ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ علیِّ بنِ النُّعْمَانِ الکُوفِیّ ،کانَ فی حُدُودِ الثَّمَانِین و مِائه،و طائِفَهٌ من الرّافِضَه یُعْرَفُون بالشَّیْطَانِیَّه ،مَنْسُوبون إِلیه ذَکَرَه الشَّهْرِسْتَانِیُّ .

و نَهْرُ الشَّیْطَانِ ،ذَکرَه یاقُوت فی المعجم (2).

و شَیْطَانُ العِرَاقِ :لَقَبُ أَنُو شِرْوانَ الضِّرِیر،الشّاعِر،کان ببَغْدَادَ فی سنه 555.

فصل الصاد مع الطاءِ المهملتین

صبط

الصَّبْطُ ،بالفَتْحِ ،أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال الخَارْزَنْجِیُّ :هی الطَّوِیلَهُ من أَداهِ الفَدّانِ ، و ضُبِط بالتَّحْرِیک أَیْضاً.

صرط

الصِّرَاطُ ،بالکَسْر:الطَّرِیقُ ،قال اللّه تَعالی:

اِهْدِنَا اَلصِّراطَ الْمُسْتَقِیمَ (3)و به قَرَأَ ابنُ عَامِرٍ و ابنُ کَثِیرٍ و نَافِعٌ و أَبو عَمْرٍو و عاصِمٌ و الکِسَائیُّ .و قال القَعْقَاعُ بنُ عَطِیَّهَ البَاهِلِیُّ :

أَکُرُّ علَی الحَرُورِیِّینَ مُهْرِی

لأَحْمِلَهم علی وَضَحِ الصِّرَاطِ

و أَمَّا صِرَاطُ الآخِرَه فهو عِنْدَ أَهلِ السُّنَّه: جِسْرٌ مَمْدُودٌ علی مَتْنِ جَهَنَّمَ مَنْعُوتٌ فی الحَدِیثِ الصَّحِیح ،

15,14- «و هو أَحَدُّ من السَّیْفِ ،و أَدَقُّ من الشَّعر،یَمُرُّ علیه الخلائقُ فیَجُوزُه أَهْلُ الجَنَّهِ بأَعْمَالِهم،یَمُرُّ بعضُهم کالبَرْقِ الخاطِف، و بعضُهم کالرِّیحِ المُرْسَلَهِ ،و بعضُهم کجِیَادِ الخَیْلِ ، و بعضُهُم یَشْتَدُّ،و بعضُهُم یَمْشِی،و بعضُهُمْ یَزْحَفُ ،و یُنَادِی مُنَادٍ من بُطْنانِ العَرْشِ :غُضُّوا أَبْصَارَکُم حَتَّی تَجُوزَ فاطمَهُ بنتُ محمَّدٍ صلی اللّه علیه و سلّم و رَضِی عنها.و تَقُولُ النّارُ للْمُؤْمِنِ :جُزْ یا مُؤْمِنُ فقد أَطْفَأَ نُورُک لَهَبِی،و تَزِلُّ و تَدْحَضُ عند ذلِکَ أَقْدَامُ أَهْلِ النّارِ». أَجازَنا اللّه تَعالَی علی الصِّرَاطِ إِجَازَتَه مَن اصْطفاهُ من أَوْلِیائه،و رَزَقَنا شَفَاعَهَ رُسُلِه و أَنْبِیَائِه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الصُّرَاطُ ، بالضَّمِّ :السَّیْفُ الطَّوِیلُ .

و السِّینُ لُغَهٌ فی الکُلِّ ،و قد تَقَدَّم أَنَّ یَعْقُوبَ قرأَ اهْدِنا السِّرَاطَ المُسْتَقِیمَ و أَنَّ أَصْلَ صادِهِ سِینٌ ،قُلِبَتْ مع الطّاءِ صاداً لِقُرْب مَخارِجِهما.

صعط

الصَّعُوطُ ،کصَبُورٍ :أَهْمَله الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللِّحْیَانِیُّ :هو السَّعُوط بالسِّینِ ،قال ابنُ سِیدَه:أری هذا إِنَّمَا هو علی المُضَارَعَهِ التی حکاها سیبَوَیْه فی هذا و أَشْباهِه.

و صَعَطَهُ ،کمَنَعَهُ و نَصَرَهُ ، صَعْطاً و صُعُوطاً و أَصْعَطَه ،لُغَهٌ فی سَعَطَه و أَسْعَطَه.

صفط

الإِصْفَنْطُ ،بالکَسْرِ،و الفَاءُ مَفْتُوحَهٌ و تُکْسَرُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ الأَصْمَعِیُّ :هی لُغَهٌ فی الإِسْفَنْطِ ، و هی الخَمْرُ بالرُّومِیَّهِ اسْتَعْمَلَتْهَا العَرَبُ ،قاله ابنُ عبَّادٍ.و قال بَعْضُهُم:هی خَمْرٌ فِیها أَفَاویهُ ،و ذَکَره بَعْضُهُم فی«أصفط » و تَقَدَّم تحقیقُ ذلِکَ .

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

صَفْط :لغهٌ فی سَفْط ،بالسِّینِ :اسمٌ لقَرْیَهٍ من قُرَی مِصْر،و هی سَبْعَ عَشْرَهَ قَرْیَهً ،کما تَقَدَّم،و الصّادُ نَقَلَهُ الحَافِظُ فی التَّبْصِیر،و قال:هکَذَا تَقُولُه أَهْلُ مِصْرَ.

صلط

صَلَّطَه اللّه تَعالَی علیهِ تَصْلِیطاً ،أَهْمَلَه

ص:320


1- (1) قوله:المغتال یعنی الممتلیء.و نواشره:عصبه،و هو العصب الذی فی باطن الذراع،دیوان الهذلیین 18/2.
2- (2) الذی فی معجم البلدان نهر شیطان،بدون ألف و لام،بالبصره ینسب إلی مولی لزیاد ابن أبیه.
3- (3) سوره الفاتحه الآیه 6. [1]

الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُّ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ هی لُغَهٌ فی سَلَّطَه ،بالسِّینِ .

صمرط

رَجُلٌ مُصَمْرَطُ الرَّأْسِ ،بفَتْحِ الرّاءِ (1)أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبَادٍ:أَی مُسَمْرَطهُ ، بالسِّینِ .

صنط

الصَّنْطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَانِ ، و هو القَرَظُ هکَذَا یَنْطِق به أَهلُ مِصْرَ،و هی: لُغَهٌ فی السَّنْطِ ،بالسِّیْنِ .

صوط

الصَّوْطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ، و قال الخَارْزَنْجِیّ :هو صَوْتٌ من ماءٍ،و هو مَا ضاقَ مَنْقَعُهُ و قد انْمَدَّ ،کما فی العُبَاب،و فی التَّکْمِلَه:و قد امْتَدَّ، کالسَّوْطِ ،بالسِّینِ .

صیط

الصِّیَاطُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو اللَّغَطُ العالِی المُرْتَفِعُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

فصل الضاد المعجمه مع الطاءِ

ضأط

ضَئِطَ ،کفَرِحَ ، ضَأَطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ هُنَا، و قال أَبُو زَیْدٍ:أَی حَرَّکَ مَنْکِبَهُ و جَسَدَهُ فی مَشْیِهِ ،لغهٌ فی ضَاطَ ضَیْطاً،و قد ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ هُنَاک،و سیأْتِی.

ضبط

ضَبَطَهُ یَضْبُطه (2) ضَبْطاً و ضَبَاطَهً ،بالفَتْحِ :

حَفِظَهُ بالحَزمِ ،فهو ضابِطٌ ،أَی حازِمٌ .و قَالَ اللَّیْثُ : ضَبْطُ الشَّیْ ءِ:لُزُومُه لا یُفَارِقُه،یُقَال ذلِکَ فی کُلِّ شَیْ ءٍ.و ضَبْطُ الشیْ ءِ:حِفْظُه بالحَزْم.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: ضَبَطَ الرَّجُلُ الشَّیْ ءَ یَضْبُطُه ضَبْطاً ،إِذا أَخَذَه أَخْذاً شَدِیداً،و رَجُلٌ ضابِطٌ و ضَبَنْطَی .

و قال غیرُه: جَمَلٌ ضابِطٌ و ضَبَنْطَی [کَحَبَنْطَی] (3)أَیْضاً کِلاهُمَا أَی قَوِیٌّ شَدِیدٌ أَیِّدٌ.و فی التَّهْذِیبِ :شَدِیدُ البَطْشِ و القُوَّهِ و الجِسْمِ ،و قال أُسَامَهُ [بن الحارث] (4)الهُذَلِیُّ :

و ما أَنَا و السَّیْرُ فی مَتْلَفٍ

یُبَرِّحُ بالذَّکَرِ الضابِطِ (5)

و رَجُلٌ أَضْبَطُ :یَعْمَلُ بیَدَیْه جَمِیعاً ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لا أَعْلَمُ له فِعْلاً یَتَصَرَّفُ منه،و فی الصّحاح:یَعْمَلُ بِکلْتَا یَدَیْه.تَقُول منه: ضَبِطَ الرَّجُلُ ،بالکَسْرِ، یَضْبَطُ ، و هی ضَبْطاءُ ،

14- و فی الحَدِیثِ : «سُئِلَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم عن الأَضْبَطِ فقال:

الذی یَعْمَلُ بیَسَارِه کما یَعْمَلُ بِیَمِینَه». و کذلِکَ کُلُّ عامِلٍ یَعْمَلُ بِیَدَیْه جَمِیعاً،نقله أَبو عُبَیْدٍ،و هو الّذِی یُقَال له:

أَعْسَرُ یَسَرٌ.

17- و کانَ عُمَرُ-رَضِیَ اللّه عنه- أَضْبَطَ ، نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ .

و یُقَال:تَأَبَّطَه ثُمَّ تَضَبَّطَه ،أَی أَخَذَه عَلَی حَبْسٍ و قَهْرٍ ، و منه

17- حَدِیثُ أَنَسٍ رضِیَ اللّه عنه: سَافَرَ ناسٌ من الأَنْصَارِ، فأَرْمَلُوا،فمَرُّوا بحَیٍّ من العَرَبِ ،فسَأَلُوهم القِرَی فلم یَقْرُوهُم،و سأَلُوهم الشِّرَاءَ فلم یَبِیعُوهُم،فأَصَابُوا مِنْهُم و تَضَبَّطُوا ».

و تَضَبَّطَتِ الضَّأْنُ :نَالَتْ شَیْئاً من الکَلْأِ ،تَقُول العَرَبُ :

إِذَا تَضَبَّطَت الضَّأْنُ شَبِعَتِ الإِبِلُ قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :و ذلِکَ أَنَّ الضَّأْنَ یُقَالُ لها:الإِبِلُ الصُّغْرَی؛لأَنَّهَا أَکْثَرُ أَکْلاً من المِعْزَی،و المِعْزَی أَلْطَفُ أَحْنَاکاً،و أَحْسَنُ إِرَاغَهً (6)،و أَزْهَدُ زُهْداً منها،فإِذا شَبِعَتِ الضَّأَنُ فقد أَحْیَا النّاسُ ؛لکَثْرَهِ العُشْبِ .

أَو معنَی تَضَبَّطَتْ ،أَی أَسْرَعَتْ فی المَرْعَی و قَوِیَتْ (7)و سَمِنَت.

و فی المَثَلِ :هو أَضْبَطُ من ذَرَّهٍ ،و ذلِکَ لأَنَّهَا تَجُرُّ ما هُو عَلی أَضْعافِهَا،و رُبما سَقَطَا من مَکانٍ شَاهِقٍ مُرْتَفِعٍ فلا تُرْسِلُه .

و یُقَال: أَضْبَطُ من عائشَهَ بنِ عُثْمٍ (8)من بَنِی عَبْشَمْسِ بن

ص:321


1- (1) ضبط بالقلم فی التکمله بکسر الراء،و فیها:رجلٌ مصمرط الرأس، و هو إلی الطول.
2- (2) کذا ضبطت فی اللسان و بهامشه:«قوله یضبط شکل فی الأصل فی غیر موضع بضم الباء و هو مقتضی إطلاق المجد و ضبط هامش نسخه من النهایه یوثق بها،لکن الذی فی المصباح و المختار أنه من باب ضرب».
3- (7) ساقطه من الکویتیه.
4- (3) زیاده عن دیوان الهذلیین 195/2.
5- (4) فی دیوان الهذلیین: «ما أنا...یبرِّح بالذکر».
6- (5) فی التهذیب:إراحه.
7- (6) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:و المَرْعَی:قَویتْ .
8- (8) فی القاموس:« [2]عُتْمٍ »بدل:«عُثْمٍ ».

سَعْدٍ و ذلِکَ أَنَّه سَقَی إِبلَهٌ یَوْماً و قد أَنْزَلَ أَخاهٌ فی الرَّکِیَّه للمَیْح فازْدَحَمَتِ الإِبِلٌ فهَوَتْ بَکْرَهٌ منها فی البِئْرِ،فأَخَذَ بذَنَبِهَا،و صاحَ به أَخوه:یا أَخِی المَوْتَ ،قال:ذلِکَ إِلی ذَنَبِ البَکْرَهِ ،یریدُ أَنَّه إِنْ انْقَطَعَ ذَنَبُهَا وَقَعَتْ .ثمّ اجْتَذَ بَهَا فأخْرَجَهَا قال الصّاغَانِیّ :هذه رِوَایَهُ حَمْزَهَ و أَبِی النَّدَی، و قال المُنْذِرِیُّ :هو عَابِسَهُ ،من العُبُوسِ .و لم یَذْکُرْ عائِشَهَ بنَ عَثْمٍ ابنُ الکَلْبِیِّ فی جَمْهَرَهِ نَسَبِ عَبْشَمْسِ بن سَعْدِ بن زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ .قلتُ :و راجعتُ فی أَنْسَاب أَبی عُبَیْدٍ فلم یَذْکُرْه فی بَنِی عَبْشَمْسٍ أَیضاً.

و من المَجازِ: ضُبِطَت الأَرْضُ ،بالضَّمِّ ،إِذا مُطِرَتْ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .و فی الأَسَاسِ :بَلَدٌ مَضْبُوطٌ مَطَراً،أَی معمومٌ بالمَطَرِ.و فی العُبَابِ :أَرضٌ مَضْبُوطَهٌ :عَمَّها المَطرُ.

و الأَضْبَطُ :الأَسَدُ یَعْمَلُ بیَسَارِه کعَمَلِهِ بیَمِینِه،قالتْ (1)مؤبِّنَهُ رَوْحِ بنِ زِنْبَاعٍ فی نَوْحِهَا.و فِی العُبَاب:قال الأَصْمَعِیُّ :أَخْبَرَنی من حَضَرَ جِنَازَهَ رَوْحِ بنِ حَاتمٍ و بَاکِیَهٌ تقولُ :

أَسَدٌ أَضْبَطُ یَمْشِی

بَیْنَ طَرْفاءٍ و غِیلِ

لُبْسُه من نَسْجِ دَاوُو

دَ کضَحْضَاحِ المَسِیلِ

و قَال الکُمَیْتُ :

هُوَ الأَضْبَطُ الهَوّاسُ فِینَا شَجَاعَهً

و فِیمَنْ یُعَادِیهِ الهِجَفُّ المُثَقَّلُ

و قِیلَ :إِنَّمَا وُصِفَ الأَسَدُ بذلِک لأَنَّه یَأْخُذُ الفَرِیسَه أَخذاً شَدِیداً،و یَضْبُطَهَا فلا تَکَادُ تُفْلِتُ منه، کالضّابِط ،وُصِفَ به لما تَقَدَّم.

و الأَضْبَطُ بنُ قُرَیْع بن عَوف بنِ کَعْب بنِ سَعد بنِ زید مَنَاهَ بن تَمِیمٍ : شَاعِرَ،م ،مَعْرُوفٌ مَشْهُورٌ.و بَنُو تَمیمٍ یَزْعَمُونَ أَنَّهُ أَوَّلُ من رَأَس فِیهم.قلتُ :و هو أَخُو جعْفَرٍ أَنْفِ النّاقَهِ .

و الأَضْبَطُ بنُ کِلاَب بن رَبِیعَهَ ،و اسمُ الأَضْبَطِ کَعْبٌ .

و بَنُو الأَضْبَطِ :بَطْنٌ من بَنِی کِلابٍ ،هو هذا الأَضْبَط الَّذِی ذَکَره.

و رَبِیعَهُ بنُ الأَضْبَطِ الأَشْجَعِیُّ کَانَ من الأَشِدّاءِ علی الأُسَراءِ ،قال ابْنُ هَرْمَهَ یصفُ الوَتِدَ:

هَزَمَ الوَلاَئِدُ رَأْسَهُ فکأَنَّمَا

یَشْکُو إِسارَ رَبِیعَهَ بنِ الأَضْبَطِ

و الضَّبْطَهُ :لُعْبَهٌ لَهُم ،و هی المَسَّهُ أَیضاً،و الطَّرِیدهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الضَّبْطُ :حَبْسُ الشَّیْ ءِ و قد ضَبَطَ عَلَیْهِ .

و ضَبِطَ الرَّجُلُ .کفَرِحَ ،عن الجَوْهَرِیِّ .

و لَبُؤَهٌ ضَبْطاءُ ،و نَاقَهٌ ضَبْطَاءُ ،و من الأَوَّلِ قولُ الجُمَیحِ الأَسَدِیِّ :

أَمّا إِذا أحَرَدَتْ (2)حَرْدَی فمُجْرِیَهٌ

ضَبْطاءُ تَمْنَعُ غِیلاً غَیْرَ مَقْرُوبِ

أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ هکَذا،و شَبَّه المَرْأَهَ باللَّبُؤَهِ الضَّبْطَاءِ نَزَقاً و خِفَّهً .و من الثّانِی قولُ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ یَصف ناقَهً :

عُذَافِرَه ضَبْطَاء تَخْدِی کَأَنَّهَا

فَنِیقٌ غَدَا یَحْمِی السَّوَامَ السَّوَارِحَا

و ضَبَطَه وَجَعٌ :أَخَذَه،و هو مجَازٌ.

و بَعِیرٌ ضَابِطٌ :قَوِیٌّ علی العَمَلِ ،و کذلِکَ رَجُلٌ ضابِطٌ للأُمُورِ،و هو مَجَازُ.

و فُلانٌ لا یَضْبُطُ عَمَلَه،أَی لا یَقُومُ بما فُوِّضَ إِلیه،و هو مَجَازٌ.

و هو لا یَضْبُط قِرَاءَتَه،أَی لا یُحْسِنُهَا،و هو مجَازٌ.

و کذلِکَ :کِتَابٌ مَضْبُوطٌ ،إِذا أُصْلِحَ خَلَلُه.

و الضّابِطَهُ :المَاسِکَهُ .و القَاعِدهُ ،جَمْعُه ضَوَابِطُ .

و رَجُلٌ ضَبّاطٌ للأُمُورِ:کَثِیرُ الحفْظِ لهَا.و من أَمثالِهِم:

«هو أَضْبَطُ مِنَ الأَعْمَی».

ضبعط

الضِّبَعْطَی ،کحَبَنْطَی ،و العْینُ مُهْمَلَه،أَهْملَه

ص:322


1- (1) عن اللسان و بالأصل«قال».
2- (2) فی المطبوعه الکویتیه:إذا حردت،و فی اللسان« [1]تکن غیلا»و فی التهذیب:«تقرب غیلا»بدل«تمنع غیلا».

الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو لُغَهٌ فی الغَیْنِ المُعْجَمَه، و معناه: الأَحْمقُ .

و قِیلَ : کُلُّ کَلِمَهٍ أَوْ شَیْ ءٍ یُفَزَّعُ بها الصِّبْیَانُ ،لُغَهٌ فی الغَیْنِ المُعْجَمَهِ .

ضبغط

کالضَّبَغْطَی بإِعْجامِ الغَیْنِ ،و هذا یَنْبَغِی کَتْبُه بالأَسْوَد،فإِنَّ الجَوْهَرِیَّ قد ذَکَرَه،و أَنْشَدَ الرَّجَزَ الَّذِی یَأْتِی ذِکْرُه.و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الأَحْمَقُ ،و ما یُفَزَّعُ به الصَّبِیُّ ، ج: ضَبَاغِطُ ،و یُقَال:اسْکُتْ لا یَأْکُلک الضَّبَغْطَی ،رُوِی بالوَجْهَیْنِ و قال أَبو عَمْرٍو: الضَّبَغْطَی لَیْسَ شیءٌ یُعْرَفُ ، و لکِنَّهَا کَلِمَهٌ تُسْتَعْمَلُ فی التَّخْوِیف،و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

و زَوْجُهَا زَوَنْزکٌ زَوَنْزَی

یَفْزَعُ إِنْ فُزِّعَ بالضَّبغْطَی (1)

و الأَلِفُ فی الضَّبَغْطَی للإِلْحَاقِ ،کما فی الصّحاحِ ، و هذا الرَّجَزُ أَوْرَدَهُ الأَزهَرِیُّ و نَسَبَهُ لمَنْظُورٍ الأَسَدِیّ :

و بَعْلُهَا زَوَنَّکٌ زَوَنْزَی

یَخْضِفُ إِنْ خُوِّفَ بالضَّبَغْطَی

و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

قال ابنُ بُزُرْجِ :ما أَعْطَیْتَنِی إِلاَّ الضَّبَغْطَی مُرْسَلَهً ،فأَنَّثَ ، و قال:أَی الباطِلَ .و قال غیرهُ : الضِّبَغْطَی :فَزّاعَهُ الزَّرْعِ .

و یُرْوَی بالضِّبِغْطَی ،بکسر الضادِ و الباءِ،و عَزَاه شَیْخُنَا لأَبِی حَیّان.

ضبنط

الضِّبَنْطَی ،کحَبَنْطَی ،کَتَبَه بالحُمْرَهِ علی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوْهَرِیِّ ،و لیس کما زَعَمَ ،بل ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ فی«ض ب ط »فقَال:و الضَّبَنْطَی هو: القَوِیُّ و النُّونُ و الأَلِفُ زائِدَتانِ للإِلْحَاقِ بسَفَرْجَلٍ ،و کَأَنَّه تَبعَ ابنَ دُرَیْدٍ،حیثُ ذَکَرَه فی الرُّباعیِّ ،فقال:هو القَوِیُّ الغَلِیظُ ، أَی الشَّدِیدُ .و ذَکَرَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ فی المَحَلَّینِ .

ضرط

الضَّرَطُ ،مُحُرَّکَهً :خِفَّهُ اللِّحْیَهِ ،و قِیلَ : رِقَّهُ الحَاجِبِ ،و هو أَضْرَطُ :خَفِیفُ شَعرِ اللِّحْیَهِ قَلِیلُهَا، و هی ضَرْطَاءُ ،خَفِیفَهُ شَعرِ الحَاجِبِ رَقِیقَتُه،هکَذا نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،قال:و قالَ الأَصْمَعِیُّ :هذا غَلَطٌ إِنَّما هو رَجُلٌ أَطْرَطُ ،إِذا کان قَلِیلَ شَعرٍ الحَاجِبَیْنِ ،و الاْسمُ :الطَّرَطُ ، و رُبَّمَا قِیلَ ذلِکَ للَّذِی یقلُّ هُدْبُ أَشْفارِه،إِلاّ أَنَّ الأَغْلَبَ علی ذلِکَ الغَطَفُ ،و قال أَبو حاتِم هو أَطْرطُ لا غَیْرُ،و ذَکَر الجَوْهَرِیُّ فی«ط ر ط »هذا المَعْنَی عن أَبِی زَیْدٍ،و نَقَلَ عن بعضهم ما ذَکَرَه المُصَنِّفُ هُنَا،و سَیَأْتِی.

و الضُّرَاط ، کغُرَابٍ :صَوْتُ الفَیْخِ ،و فی الصحاح:هو الرُّدَامُ ،و قد ضَرَطَ الرَّجُلُ یَضْرِطُ ،من حَدِّ ضَرَب، ضَرْطاً ، بالفَتْح، و ضَرِطاً ،ککَتِفٍ ،و عَلَیْه اقْتَصرَ الجَوْهَرِیُّ ، و ضَرِیطاً و ضُرَاطاً ،الأَخِیرُ بالضَّمِّ .

16- و فی الحَدِیثِ : «إِذا نادَی المُنَادِی بالصَّلاهِ أَدْبَرَ الشَّیْطَانُ و له ضُرَاطٌ »و یُرْوَی:«و له ضَرِیط ».

یُقَال: ضُرَاطٌ و ضَرِیطٌ ،کنُهَاقٍ نَهِیقٍ ، فهو ضَرّاطٌ ،کشَدّادٍ، و ضروطٌ ،کصَبُورٍ و سِنَّوْرٍ ،الأَخِیرُ مثَّلَ به سِیبَوَیْهِ ،و فَسَّره السِّیرَافیُّ .

و أَضْرَطَ بِهِ :عَمِلَ له بفِیهِ کالضُّرَاطِ ،و هَزِیءَ به ،و هو أَنْ یَجْمَع شَفَتَیْه و یُخْرِجَ من بینهِما صَوْتاً یُشْبِه الضَّرْطَهَ علی سَبِیل الاسْتِخْفَاف و الاسْتِهزاءِ،و منه

1- حَدِیثُ علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «أَنَّه«سُئِلَ عن شَیْ ءٍ فأَضْرَطَ بالسّائِلِ ». أَی اسْتَخَفَّ به، و أَنْکَر قولَه. کضَرَّطَ به تَضْرِیطاً ،أَی هَزِیءَ،نقله الجَوْهَرِیّ .

و نَعْجَهٌ ضُرَّیْطَهٌ کجُمَّیْزَه ،أَی ضَخْمَهٌ سَمِینَهٌ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: إِنّه لَضرَّوْطٌ ضَرْوطٌ ،الأُولَی کسِنَّوْرٍ، أَی ضَخْمٌ .

و أَضْرَطَهُ غَیْرُه، و ضَرَّطَهُ ،أَی عَمِلَ به ما ضَرَطَ منه ، و فی العُبَابِ :أَی فَعَل بهِ فِعْلاً حَصَل مِنْهُ ذلِک.

و فی المَثَلِ :أَجْبَنُ من المَنْزُوفِ ضَرِطاً ،بکسرِ الرّاءِ، نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و قال:له حَدِیثٌ ،قال الصّاغَانِیُّ : وَ ذلِکَ أَنَّ نِسْوَهً مِنْهُم ،أَی:من العَرَبِ لم یَکُنْ لَهُنَّ رَجُلٌ ، فَتَزَوَّجَتْ (2)إِحداهُنَّ رَجُلاً .و فی العُبَاب فزَوَّجْنَ إِحْدَاهُنّ رَجُلاً کانَ یَنَامُ الصَّبُحَه ،أَی نَوْمَ الغَدَاهِ ، فإِذا أَتَیْنَهُ بصَبُوحٍ

ص:323


1- (1) بعده فی اللسان: [1] أشبه شیء هو بالحبرکی إذا حطأت رأسه تشکی و إن فرعت أنفه تبکی شر کمیع ولدته أنثی.
2- (2) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:فَزَوّجْنَ .

قُلْنَ :قُمْ فاصْطَبِحْ ،فیقول:لو نَبَّهْتُنَّنِی لِعَادِیَهٍ :فلمّا رَأَیْن ذلِکَ قال بعضُهُنَّ لبعضٍ : إِنّ صاحِبَنا لَشُجَاعٌ ،فتَعَالَیْنَ حتَّی نُجَرِّبَه،فأَتْیْنَه کما کُنَّ یَأْتِینَه فأَیْقَظْنَه فقَالَ :لَوْ لِعَادِیَهٍ نَبَّهْتُنَّنِی:فقُلْن:هذِه نَوَاصِی الخَیْلِ .فجعَل یَقولُ الخَیْلَ الخَیْلَ ،و یَضْرِطُ حتّی مات .

قال:و فیه قولٌ آخر،قالَ أَبو عُبَیْدهَ :کانَت دَخْتَنُوسُ بنتُ لَقِیطِ بنِ زُرَارَهَ تحتَ عَمْرِو بنِ عَمْرٍو و کان شَیْخاً أَبْرَصَ ، فوضَعَ رَأْسَه یَوْماً فی حِجْرِها و هی تُهمْهِمُ ،إِذ جَخَفَ (1)عَمْرٌو و سالَ لُعَابُه،و هو بینَ النّائمِ و الیَقْظَانِ فسَمِعَها تُؤَفِّفُ ، فقال:ما قُلْتِ ؟فحادَتْ عن ذلِک.فقال:أَیَسُرُّکِ أَنْ أُفَارِقَکِ ؟قالتْ :نَعمْ ،فطَلَّقَها،فنَکَحَهَا رَجُلٌ جَمیلٌ جَسِیمٌ من بَنِی زُرَارَه،و قال ابنُ حَبِیب:نَکَحَهَا عُمَیْرُ بنُ عُمَارَهَ بنِ مَعْبِدِ بنِ زُرَارَهَ ،ثمّ إِنَّ بَکْرَ بنَ وَائِلٍ أَغارُوا علی بَنِی دَارِمٍ ، و کانَ زَوْجُهَا نائِماً یَنْخِرُ،فنَبَّهَتْهُ و هی تَظُنُّ أَنَّ فیهِ خَیْراً، فقالَت (2):الغَارَه،فلم یَزَل الرَّجُلُ یَحْبِقُ حَتَّی ماتَ ،فسُمِّیَ المَنْزُوف ضَرِطاً .و أُخِذَت دَخْتَنُوس فأَدْرَکَهَا الحَیُّ ،فطَلَب عَمْرُو[بن عَمرو] (3)أَنْ یَرُدُّوا دَخْتَنُوسَ فأَبَوْا،فَزَعَم بَنُو دَارم أَنَّ عَمْراً قَتَل مِنْهُم ثَلاثَهَ رَهْطٍ ،و کانَ فی السَّرَعانِ فرَدُّوها إِلیه،فجَعَلَهَا أَمَامَه،فقالَ :

أَیَّ خَلِیلَیْکِ وَجَدْتِ خَیْرَا

أَأَلْعَظِیمَ فَیْشَهً و أَیْرَا

أَمِ الّذِی یَأْتِی العَدُوَّ سَیْرَا

فرَدَّهَا إِلی أَهْلِهَا.

أو رَجُلانِ منهم خَرَجَا فی فَلاهٍ ،فلاحَتْ لهم شَجَرَهٌ ، فقالَ أَحَدُهما لرَفِیقِه: أَرَی قَوْماً قد رَصَدونا،فقالَ رَفِیقُه:

إِنَّمَا هی عُشَرَهٌ ،بضمِّ العیْنِ ، فظَنَّه یَقُولُ :عَشَرَهٌ ،بفتح العیْنِ ، فجعل یقُول:و ما غَنَاءُ اثْنیْنِ عن عشَره،و ضَرَطَ حتَّی نَزِف روحهُ .فسُمِّی المنْزُوفُ ضَرِطاً لذلِک.

و یُقَالُ :هو مَوْلَی الأَحْزنِ (4)بنِ عَوْفٍ العَبْدِیّ ،و ذلِک أَنَّه ضَرَبَ حَنِیفَهُ بنُ لُجَیْمٍ الأَحْزَنَ المذْکُورَ فجَذَمَه بالسَّیْف فقیل له:جَذِیمَهُ ،و ضَرَب الأَحْزَنُ حَنِیفَهَ علی رِجْلِه فحَنَفَهَا،فقِیلَ له:حَنِیفَهُ ،و کان اسمُه أُثَالاً،فلمَا رأَی ما أَصَابَ مولاهُ وَقَعَ علیه الضُّرَاطُ ،فماتَ ،فقالَ حَنِیفَهُ :«هذا هو المَنْزُوفُ ضَرِطاً »فذَهَبتْ مَثَلاً،فی قصَّهٍ طَوِیلَهٍ ذَکَرَهَا الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ .

أَو هو ،أَی المَنْزوفُ ضَرِطاً : دَابَّهٌ بینَ الکَلْبِ و السِّنَّوْرِ ، و فی العُبَابِ :بینَ الکَلْب و الذِّئْبِ ، إِذا صِیحَ بها وَقَعَ علیها الضُّرَاطُ من الجُبْنِ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و فی المثَلِ أَیضاً:« أَوْدَی العَیْرُ إِلاّ ضَرِطاً »،یُضْرَبُ للذَّلِیلِ و للشَّیْخِ أَیضاً،و هو مَنْصُوبٌ علی الاسْتِثْنَاءِ من غَیْر جِنْسٍ ،کما فی العُبَابِ .

قال و یُضْرَب أَیضاً لِفَسَادِ الشَّیْ ءِ حَتَّی لا یَبْقَی منه إِلاّ ما لا یُنْتَفَعُ به ،و ذکرَ الجَوْهَرِیُّ المَثَلَ و قال فی مَعْنَاه: أَی لَمْ یَبْقَ من جَلَدِهِ و قُوَّتِه إِلاّ هذا،أَی الضُّرَاطُ .

و یَقُولُونَ : «الأَخْذُ سُرَّیْطَی و القَضَاءُ ضُرَّیْطَی ،مثالُ القُبَّیْطَی أَی یَسْتَرِطُ ما یَأْخُذُه من الدَّیْنِ فإِذا تَقَاضَاهُ صاحِبُه أَضْرَطَ به،کما فی الصّحاحِ ،و قد تَقَدَّم تَفْصِیلُ لُغَاتِه «فی «س ر ط » .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

کانَ یُقَال لعَمْرِو بنِ هِنْدٍ: مُضَرِّطُ الحِجَارَهِ ،لِشِدَّتِه و صَرَامَتِه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و فی الأَسَاسِ :لهَیْبَتِه.

و من أَمْثَالِهِم:«کَانَتْ منه (5)کضَرْطَهِ الأَصَمِّ »إِذا فَعَلَ فَعْلَهً لم یَکنْ فَعَل قَبْلَهَا و لا بَعْدَهَا مِثْلَها،و هو مَثَلٌ فی النَّدْرَهِ ،نَقَلَه الصّاغَانیُّ .

و ضَرِطَ یَضْرَطُ ،کفَرِح،لغهٌ فی ضَرَطَ یَضْرِطُ ،کضَرَب، نقله شیخُنَا عن المِصْباحِ .

ضرعمط

الضُّرَعْمِطُ ، کقُذَعْمِلٍ ،و العَیْنُ مُهْمَلَهٌ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قال ابنُ عبّادٍ:هو اللَّبَنُ الخَاثُرِ .

ص:324


1- (1) عن الفاخر للمفضل ص 111 و بالأصل«خجف»و جخف:غط فی نومه و نفخ،اللسان.
2- (2) فی الفاخر:فقالت:الخیل،فجعل یضرط و هو یقول:الخیلَ الخیلَ حتی مات.
3- (3) زیاده عن الفاخر.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل:«الأحرز بن عوان».
5- (5) سقطت من التکمله،و المثبت یوافق اللسان. [1]

و هو من الرِّجَالِ :الشَّهْوَانُ إِلی کلِّ شَیْ ءٍ ،و کذلِک الذُّرَعْمِطُ ،بالذّالِ ،نقله الصّاعَانِیُّ .

ضرغط

اضْرَغَطَّ اضْرِغْطاطاً ،و الغَیْنُ مُعْجَمَهٌ ،أَی انْتَفَخَ غَضَباً ،کما فی الصّحاح،و کذلِکَ اسْمَادَّ.

أَو انْثَنَی جِلْدُه علی لَحْمِه ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

أَو کَثُرَ لَحْمهُ ،و قال ثَعْلبُ : اضْرَغَطَّ الشَّیْ ءُ:عَظُمَ .

و أَنْشَدَ:

بُطُونُهم کأَنَّهَا الحِبَابُ

إِذا اضْرَغَطَّتْ فَوْقَهَا الرِّقَابُ

و فی نَوادِرِ الأَعْرَاب: الضِّرْغاطَهُ من الطِّینِ ،بالکَسْرِ ، و کذا الوَلِیخَهُ منه: الوَحَلُ (1).

و قال ابنُ دُرید: المُضْرَغِطُّ ،کمُطْمئِنّ :الضَّخْمُ الَّذِی لا غَنَاءَ عِنْدَه (2)،و أَنْشَدَ:

قد بَعَثُونِی (3)رَاعِیَ الإِوَزِّ

لِکُلِّ عَبْدٍ مُضْرَغِطٍّ کَزِّ

لَیْسَ إِذَا جِئْتَ بمُرْمَهِزِّ

و قَال اللَّیْثُ :هُوَ العَظِیمُ الجِسْمِ ،الکَثِیرُ اللَّحْم.

و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ضَرْغَطٌ :اسمُ جَبَلٍ ،و قیل:هو مَوْضِعٌ فیه ماءٌ و نَخْلٌ .

و یقال:هو ذو ضَرْغَدٍ،بالدّال،و قد تَقَدَّم ذِکْرُه فی مَوْضِعِه.

و اضْرَغَطَّ :اسْتَرْخَی،نقلَه ابنُ القَطّاعِ .

ضرفط

ضَرْفَطَه ضَرْفَطَهً :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال یُونُس:أَی شَدَّهُ بالحَبْلِ و أَوْثَقَهُ .قال:یُقَال:جاءَ فلانٌ مُضَرْفَطاً بالحِبَالِ ،أَی مُوثَقاً.

و الضِّرْفاطَهُ و الضِّرْفِطَی (4)،بکسرهما و الضُرَافِطُ ، بالضّمّ :البَطِینُ الضَّخْمُ الکَبِیرُ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ و قوله:

« الضِّرفطی »مُقْتَضَی ضَبْطِه أَنَّه بکسرِ الضّادِ و الفاءِ و الطّاءُ، کما هو صَنِیعُه غالباً و الیاءُ مُشَدَّدَه،و هکَذَا هو مَضْبُوطٌ فی التَّکْمِلَه،و وُجِدَ فی النُّسَخِ بکَسْرِ الضَّادِ و الفَاءِ و الأَلفُ مقصورهٌ ،و فی بعضِهَا بکَسْرِ الضّادِ و الرّاءِ،و الطاءُ مَکْسُورهٌ و مَفْتُوحَهٌ ،و عبَارَهُ المُصَنِّفِ مُحْتَمِلَه لکُلِّ ذلِکَ ،فتأَمَّل.

و التَّضَرْفُط :أَنْ تَرْکَبَ أَحَداً ،و فی العُبَاب:صاحِبَکَ و تُخْرِجَ رِجْلَیکَ من تَحْتِ إِبِطَیْهِ و تَجْعَلَهُما علی عُنُقِه،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و الضُرَیْفِطِیَّه ،کدُرَیْهِمیَّهٍ :لُعْبَهٌ لَهُمْ ،عن ابْنِ عَبّادٍ أَیْضاً.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

قَوْمٌ ضَرَافِطَهٌ ،هو جَمْعُ الضِّرْفاطَهِ .

ضطط

الضَّطَطُ ،مُحَرّکَهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیّ :هو الوَحَلُ الشَّدِیدُ من الطِّینِ ، کالضَّطِیطِ ، کأَمِیرٍ ،یُقَال:وَقَعْنَا فی ضَطِیطَهٍ مُنْکَرَهٍ ،أَی فی وَحَلٍ ورَدْغهٍ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ الضُّطُطُ ، بضَمَّتَیْنِ :الدَّوَاهِی ،کما فی اللِّسَان و العُبَابِ .

ضعط

ضَعَطَه ،کمَنَعَه ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّاد:أَی ذَبَحَهُ ،کذَعَطَه،کما فی العُبَاب.

ضغط

ضَغَطَه یَضْغَطُه ضَغْطاً : عَصَرَهُ و ضَیَّقَ عَلَیْه و قَهَرَه.

و ضَغَطَه ،إِذا زَحَمَهُ إِلی حائِطٍ و نَحْوِه،کما فی الصّحاح.

و ضَغَطَهُ ،إِذا غَمَزَه إِلی شَیْ ءٍ کأَرْضٍ أَو حَائِطٍ ، و منه

16- الحَدِیثُ : «لَوْ نَجا أَحدٌ من ضَغْطَه القَبْرِ ،و یُرْوَی:

«من ضَمَّهِ القَبْر»لَنَجا منها سَعْدٌ».

16- و فی حدیثٍ آخَرَ:

« لَتُضْغَطُنَّ علی بَابِ الجَنَّه». أَی تُزْحَمُونَ .

و من المَجَازِ: الضّاغِطُ مثْل الرَّقِیب و الأَمِین علی الشَّیْ ءِ ،یُقَالُ :أَرْسَلَه ضاغِطاً علی فُلانٍ ،سُمِّیَ بذلِک لِتَضْیِیقِه علی العامِل،و منه حَدِیثُ مُعَاذٍ:«کَان علیَّ ضاغِطٌ »کذا فی الصّحاح.قلتُ :

17- و الحَدِیثُ : أَنَّ مُعَاذاً کانَ بَعَثَهُ عُمَرُ رضی اللّه عنهما سَاعِیاً علی بَنِی کِلابٍ ،أَو علی سَعْدِ بنِ ذُبْیَانَ ،فقَسَمَ فیهِمْ و لَم یَدَعْ شَیْئاً حتّی جاءَ

ص:325


1- (1) کذا بالأصل و القاموس و الذی فی التهذیب ضرغم 230/8 و فی نوادر الأعراب قال:ضِرغامهٌ من طین و ثویطه و لبیخه و ولیخه و هو الوحل.
2- (2) الجمهره 403/3. [1]
3- (3) عن الجمهره و بالأصل«بعثرنی».
4- (4) هکذا ضبطت فی القاموس،و علی هامشه عن نسخه أخری: و الضِّرْفِطِیُّ .

بحِلْسه،الذی خَرَجَ به علی رَقَبَتِه،فقالَت لَهُ امْرَأَتُه:أَیْنَ ما جِئْتَ به مِمّا یأتی به العُمّالُ من عُرَاضَهِ أَهْلِیهِم.فقال:

«کان مَعِی ضاغِطٌ ». أَی أَمینٌ ،و لم یکُنْ مَعَه أَمِینٌ و لا شَرِیکٌ ،و إِنَّمَا أَراد،و اللّهُ أَعْلَمُ ،إِرْضَاءَ المَرْأَهِ بهذا القَوْلِ ، أَی أَمینٌ حافِظٌ ،یَعْنِی اللّه عَزَّ و جلَّ المطَّلِعَ علی سَرائرِ العِبادِ.و هذا من مَعارِیضِ الکَلام.

و الضّاغِطُ : انْفِتَاقٌ فی إِبِطِ البَعِیرِ و کَثْرَهُ لَحْم و هو:

الضَّبُّ أَیضاً،کما فی الصّحاحِ و قال ابنُ دُرَیْدٍ:بَعِیرٌ به ضَاغطٌ ،إِذا کان إِبِطُه یُصِیبُ جَنْبه حتَّی یُؤَثِّر فیه أَو یَتَدَلَّی جِلْدُه.و قال غیرُه:هو شِبْهُ جِرَابٍ أَو جِلْد مُجْتَمِع.و قال بَعْضُهُم: الضَّاغِطُ فی البَعِیرِ:أَصْلُ کِرْکِرَتِه یَضْغَطُ مَوضعَ إِبطِه فیُؤَثِّرُ فیه و یَسْحَجُه.

و المَضْغَطُ ،کمَقْعَدٍ:أَرْضٌ (1)ذاتُ أَمْسِلَهٍ جَمْع مَسِیلٍ مُنْخَفِضَهٍ ،زَعَمُوا،قاله ابنُ دُرَیْدٍ، ج مَضَاغِطُ .و قال ابنُ فارِسٍ : المَضَاغیطُ :أَرَضُونَ مُنْخَفِضَه.

و الضُّغْطهُ ،بالضَّمِّ :الضِّیقُ و الإِکْرَاهُ ،یقال:أَخَذْتُ فُلاناً ضُغْطَهً ،إِذا ضَیّقتَ علیه لِتُکْرِهَه علی الشَّیْ ءِ،کما فی الصّحاح.

و الضُّغْطه :أَیضاً: الشِّدَّهُ و المشَقَّه،و هو مَجَازٌ.یُقَال:

ارفَعْ عَنَّا هذه الضُّغْطَهَ ،کما فی الصّحاح.و فی بعضِ النُّسَخِ :«اللّهُمَّ ارْفَعْ »و فی الحَدِیث«لا تَجُوزُ الضُّغْطَهُ » قِیل:هی أَنْ تُصَالِحَ مَنْ لک علیهِ مالٌ ،علی بعْضِه،ثمّ تَجِد البَیِّنهَ فتَأْخُذه بجَمِیعِ المالِ .

و قال ابنُ دُرید: ضُغَاطٌ کغُرَابٍ :ع ،هکذا فی العُبَابِ :و فی التَّکْمِلَه: ضَغَاطِ :اسمُ مَوضِع و فیه نَظَرٌ، و ضَبَطَه کحَذَامِ (2).

و الضَّغِیطُ ، کأَمِیرٍ :بِئْرٌ تُحْفَر إِلی جَنْبِهَا بئْرٌ أُخْرَی فیَقِلُّ ماؤُهَا.قاله ابنُ دُرَیدٍ.قال:و قالَ قومٌ :بل الضَّغِیطُ بِئْرٌ تُحْفَرُ بینَ بِئْرَیْن مَدْفُونَیْن،و فی الصّحاحِ :قال الأَصْمَعِیُّ :

الضَّغِیطُ : بِئْرٌ إِلی جَنْبِها بِئْرٌ أُخْرَی فتَنْدَفِنُ إِحْداهُمَا ،و لیسَ هذا فی نَصِّ الأَصْمَعِیِّ ،و إِنَّما فیه بعدَ قَوْلِه:أُخْرَی، فتَحْمَأُ ،أَی تَصِیرُ ذاتَ حَمْأَهٍ ، فیُنْتِنُ ماؤها،فیَسِیلُ فی العَذْبهِ فیُفْسِدُهَا،فلا تُشْرَبُ .و نصُّ الأَصْمَعِیِّ :فیَصِیرُ ماؤهَا مُنْتِناً[فیسیلُ ] (3)فی مَاءِ العَذْبَهِ فیُفْسِدُه،فلا یَشْرَبُه أَحَدٌ،قال الرّاجِزٌ:

یَشْرَبْنَ ماءَ الأَجْنِ و الضَّغِیطِ

و لا یَعَفْنَ کَدَرَ المَسِیطِ

و الضَّغِیطُ :الرَّجُلِ الضَّعِیفُ الرَّأْی لاَ یَنْبَعِثُ مع القَوْمِ ج: ضَغْطَی ،لأَنَّهُ دَاءٌ.

و الضَّغِیطَهُ ، بهاءٍ:الضَّعِیفَهُ من النَّبْتِ ،هکَذَا فی سَائِرِ أُصُولِ القَامُوسِ ،و هو غَلَطٌ و الصّوابُ :و الضَّغِیغَهُ بغَیْنَیْن معجمتَیْن،و هو مَأْخُوذٌ من المُحِیط لابْنِ عَبّادٍ،و نصُّه:

الضَّغِیطَهُ :مثل الضَّغِیغَهِ من النَّبْتِ و البَقْل،و هی من الطَّعَامِ :مثْل اللَّبِیکَه،و سیأْتی فی«ض غ غ»بیانُ ذلِکَ فتَأْمَّلْ .

و تَضَاغَطُوا :ازْدَحَمُوا .

و ضَاغَطُوا :زَاحَمُوا ،و فی التَّهْذِیب: تَضَاغَطَ الناسُ فی الزِّحام.و الضِّغَاطُ ،بالکَسْرِ، کالتَّضاغُطِ ،أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

إِنّ النَّدَی حَیْث تَرَی الضِّغَاطَا

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الضَّغْطَهُ ،بالفَتْح (4):القَهْرُ،و الضِّیقُ و الاضْطِرَارُ.

و ضَغَطَ علیه و اضْتَغَطَ :تَشَدَّدَ علیه فی غُرْمٍ أَو نَحْوِه، عن اللِّحْیَانِیِّ ،کذا حکاه اضْتَغَطَ ،بالإِظهَارِ،و القِیَاسُ اضْطَغَطَ .

و الضُغْطَهُ :المُجاحَدهُ ،عن النَّضْر.

و انْضَغَطَ الرَّجُلُ :انْقَهَر.

ضفرط

الضَّفْرَطَهُ ،أَهمله الجوْهرِیّ ،و قال اللَّیْثُ :

هو ضِخَمُ البَطْنِ ،و جَملٌ ضِفْرِطٌ ،کزِبْرِجٍ :رِخْوُ البَطْنِ ضَخْمٌ (5).

ص:326


1- (1) اللسان: [1]مواضع.
2- (2) قیدها یاقوت ضغام مثل جُذَام.
3- (3) زیاده عن الصحاح و [2]التهذیب.
4- (4) کذا بالأصل و الذی فی ضُغطه من سلطان أی قهر،و الضُّغطه: الضیق،و الضُّغطه:الإکراه. و فیه أیضاً:فعل ذلک ضُغطه أی قهراً و اضطراراً و مثله فی الأساس، بالضم.
5- (5) الذی فی اللسان:الضِّغْرِط :الرخو البطن الضخم.و لم یقیده.

قال: و ضَفَارِیطُ الوَجْهِ :کُسُورٌ بَینَ الخَدِّ و الأَنْفِ و عند اللِّحَاظَیْنِ ،الوَاحِدُ : ضُفْرُوطٌ ، کعُصْفُورٍ ،کذا فی اللِّسَان و العُبَاب.

ضفط

الضَّفَاطَهُ :الجَهْلُ و الغَفْلَهُ ،کالسَّفَاطَهِ .

و الضَّفَاطَهُ : ضَعْفُ الرَّأْیِ ،

17- و فی حَدِیثِ عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه: «اللّهُمَّ إِنِّی أَعوذُ بکَ من الضَّفَاطَهِ ». قال أَبُو عُبَیْدٍ:عَنَی ضَعْفَ الرَّأْیِ و الجَهْلَ .

و الضَّفَاطَهُ : ضِخَمُ البَطْنِ مع الرَّخَاوَهِ .

و الفِعْلُ ککَرُمَ ، ضَفُطَ ضَفَاطَهً .

و الضَّفَاطَهُ الدُّفُّ ،و منه

17- حَدِیثُ ابنِ سِیرینَ : «أَنَّه حَضَر نِکَاحاً فقال:«أَیْنَ ضَفَاطَتُکُنَّ ؟». فَسَّرُوا أَنَّه أَرادَ الدُّفَّ ، و فی الصّحاح:أَین ضَفَاطَتُکُنَّ ؟یَعْنِی الدُّفَّ ،قال أَبُو عُبَیْدٍ (1):و إِنَّمَا نرَاه سَمّاه ضَفَاطَهً لهذا المَعْنَی،أَی أَنَّهُ لَهوٌ و لَعِبٌ ،و هو راجِعٌ إِلی ضَعْفِ الرَّأْیِ و الجَهْلِ .

أَو الضَّفَاطَهُ : اللِّعَابُ به ،أَی،بالدُّفِّ و الصَّنْجِ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ،هکَذَا نقلهُ الصّاغَانِیُّ و هو مُحْتَمِلٌ أَنْ یَکُونَ بالتَّشْدِیدِ،فإِنَّ ابنَ دُرَیْدٍ لم یَضْبِطْه و لا الصّاغَانِیَّ و لا صَاحِبَ اللّسان،فتأَمّل.

و الضَّفِیطُ ،کأَمِیرٍ: العِذْیَوْطُ و هو الذِی یُحْدِثُ عند الجِمَاع.

و الضَّفِیطُ : الجاهِلُ الضَّعِیفُ الرَّأْیِ ج: ضَفْطَی (2)کصَرِیعٍ و صَرْعَی،

17- و فی حَدِیث عُمَرَ رضِی اللّه عنه: «لکِنّی أَوتِرُ حِین یَنَامُ الضَّفْطَی ». هم (3)الحَمْقَی و النَّوْکَی.

و الضَّفیطُ : السَّخِیُّ .

و الضَّفِیطُ : الشَّرِیسُ من فُحُولِ الإِبِلِ ،ضِدٌ ،کما فی العُبَابِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الضّافِطُ :مُسَافِرٌ لا یُبْعِدُ السَّفَرَ .

و الضَّفْطَهُ للمَرَّهِ ،مِثْلُ الحَمْقَه ،جمعُه ضَفَطَاتٌ ، مُحَرَّکَهً ،و منه

17- حدِیثُ ابنِ عَبّاسٍ رَضِیَ اللّه عنهما: «إِنَّ فِیَّ ضَفْطهً ،و هذِه إِحْدی ضَفَطَاتِی »،کما فی الصّحاحِ (4)، یعنی أَنَّه لما قَال:لو لم یَطْلُب النّاسُ بدَمِ عُثْمَانَ لَرُمُوا بالحِجَارهِ من السّمَاءِ،فقِیلَ له:أَ تَقُولُ هذا،و أَنْت عامِلٌ لفُلانٍ ؟فقالَهُمَا.

و الضَّفَّاطُ ، کشَدّادٍ:الجمّالُ ،عن ابنِ الأَعْرابِیِّ .

و الضَّفَّاطُ : المُکَارِی الذی یُکْرِی الأَحْمالَ من قَرْیَهٍ إِلی قَرْیَهٍ أُخْرَی،و قِیل:الَّذِی یُکْرِی من منْزِلٍ إِلی مَنْزِلٍ ، حکاه ثَعْلَبٌ ،و أَنْشَدَ:

لَیْسَتْ له سمَائلُ الضَّفّاطِ

و الضَّفّاطُ : الجَلاّبُ یَجْلِبُ المِیرَهَ و المَتَاعَ إِلی المُدُن.

16- و فی الحَدِیثِ : «إِنّ ضَفَّاطِینَ قَدِمُوا المَدِینَهَ ». و کان یَوْمَئذٍ قَومٌ من الأَنْبَاطِ یَحْمِلُون إِلی المَدِینَهِ الدَّقِیقَ و الزَّیْتَ و غیرَهما، و أَنْشَدَ سَیبَوَیْه للأَخْضَرِ بن هُبَیْرَهَ :

فما کُنْتُ ضَفّاطاً و لکِنَّ رَاکِباً (5)

أَنَاخَ قلیلاً فَوْقَ ظَهْرِ سَبِیلِ

و الضَّفّاطُ : الّذِی قد ضَفَطَ بسَلْحِه ،عن اللَّیْث،أَی رَمَی به.و قال غیرُه:هو المُحْدِثُ ،یقال: ضَفَط ،إِذا قَضَی حَاجَتَهُ .

و الضَّفّاطُ : السَّمِینُ الرِّخْوُ الضَّخْمُ البَطِینُ ، کالضَّفِیطِ ، کأَمِیرٍ.و ضَفَنطٍ :مثل سَمَنْدٍ ،هکَذَا هو فی أُصُول القامُوسِ ،و الصّوابُ : ضَفَنَّط (6)مثلُ عَمَلَّسٍ .و قد ضَفُطَ ضَفَاطَهً .

و الضَّفّاطُ : الثَّقِیلُ البَطِینُ من الرِّجال لا یَنْبَعِثُ مع القَوْمِ لِضَعْفِ رَأْیِه، کالضِّفِطِّ ،کفِلِزٍّ ،و هذِه عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،کما أَنَّ الأُّولَی عن ثَعْلَبٍ .

و الضَّفّاطَهُ ،بهاءٍ:الإِبِلُ الحَمُولَهُ یُحْمَلُ علیها من بَلَدٍ إِلی بلَدٍ،و کذلِکَ الحُمُرُ المُخْتلَفُ عَلَیْهَا من مَاءٍ إِلی ماءٍ، کالضّافِطَهِ ،و هم أَیْضاً:الَّذین یَجْلِبُون المِیرَهَ و الطَّعَامَ .

17- و فی حَدِیثِ قَتَادَهَ بنِ النُّعْمَانِ : «فقَدِمَ ضَافِطَهٌ من الدَّرْمَکِ ». و هُوَ من ذلِکَ ،قاله ابنُ شُمَیْلٍ .

ص:327


1- (1) فی الصحاح: [1]أبو عبیده.
2- (2) فی القاموس:ج:کحَمْقَی.
3- (3) فی النهایه:أی ضعفاء الآراء و العقول.
4- (4) و مثله فی النهایه،و فی اللسان:إنّی فی ضغطه.
5- (5) فی کتاب سیبویه 282/1 و [2]لکن طالباً.
6- (6) و مثله فی اللسان.

و الضَّفّاطَهُ أَیضاً: الرُّفْقَهُ العَظِیمَهُ ،کالدَّجّالَهِ (1)،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الضُّفّاطُ ، کرُمّانٍ :رُذَالُ النّاسِ ،کالضّافِطَهِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و أَنْشَدَ قولَ جَسّاسِ بنِ قُطَیْبٍ :

لَیْسَت به شَمَائلُ الضُّفّاطِ

و ضَفَطَهُ ضَفْطاً : شَدَّه بالحَبْلِ و أَوْثَقَه.

و ضَفَطَ عَلَیْهِ :رَکِبَه فلم یُزَایِلْه أَی لم یفارِقْه.

و الضِّفِطُّ کفِلِزٍّ:التَّارُّ من الرِّجالِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ شُمَیْلٍ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ عن شَمِرٍ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: تَضَافَطَ علیه اللَّحْمُ أَی اکْتَنزَ .

قال الصّاغَانِیُّ :و التَّرکِیب یَدُلُّ علی الحُمْقِ و الجَفَاءِ.

و قال ابنُ فارسٍ :و أَحْسَب أَنَّ البابَ کُلَّه ممّا لا یُعَوَّل علیه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الضَّفّاطُ ،کشَدّادٍ:الأَحْمَق،عن ابْنِ الأَعْرَابیِّ .و قال شَمِرٌ:رَجُلٌ ضَفِیطٌ :أَحْمَقُ کَثِیرُ الأَکْلِ .

و الضَّفّاطُ :المُخْتَلِفُ علی الحُمُرِ من قَرْیَهٍ إِلی قَرْیَهٍ ، و یُقَال أَیْضاً لِلحُمُرِ: الضَّفّاطَهُ .

و قال ثَعْلَبٌ :رَحَلَ فلانٌ علی ضَفّاطَهٍ ،و هی الرَّوْحَاءُ المائِلَهُ .

و ما أَعْظَمَ ضُفُوطَهُم ،أَی خُرْأَهُم.

و ضَفِطَ الرَّجُلُ ضَفَاطَهً ،کفَرِحَ :لغهٌ فی ضَفُطَ ،ککَرُمَ ، نقله ابنُ القَطّاع.

ضمرط

الضُّمْرُوطُ ،بالضَّمّ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :هو المُخْتَبَأُ،أَی المَوْضِعُ یُخْتَبَأُ فیه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الضُّمْرُوطُ :المَضِیقُ .

و عنه أَیْضاً:رَجُلٌ مُضَمْرَطُ الوَجْهِ ،أَی مُتَشنِّجُهُ ، و کذلِکَ مُضَمْرط العَیْنَیْن.و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الضِّمَارِیطُ الضَّفارِیطُ ،و هی أَسَارِیرُ الجَبِینِ ،وَاحِدُها ضُمْرُوطٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الضُّمْرُوطُ ،بالضَّمِّ :الضُّمْرُ:و ضِیقُ العَیْشِ .و مَسِیلٌ ضَیِّقٌ فی وَهْدَهٍ بین جَبَلَیْن.

و ضَمارِیطُ الاسْتِ :ما حَوَالَیْهَا،کأَنَّ الوَاحِدَ ضِمْرَاطٌ أَو ضُمْرُوطٌ أَو ضِمْرِیطٌ ،مُشْتَقٌّ من الضَّرطِ ،قاله ابنُ سِیده، و أَنشدَ للقَضِمِ بن مُسْلِمٍ البَکّائیّ :

و بَیَّتَ أُمَّه فأَسَاغَ نَهْساً

ضَمَارِیطَ اسْتِهَافی غَیْرِ نارِ

قال:و قد یَکُونُ رُباعِیًّا،أَی فهو إِشارهٌ إِلی أَنّ المِیمَ أَصْلِیَّه.و قد صَرَّح أَئِمَّهُ الصَّرْفِ بزِیادَهِ مِیمِ الضُّمْرُوطِ ، فتأَمّل.

ضنط

الضَّنْطُ ،بالفَتْحِ ،أَهملهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ :هو الضِّیقُ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الضَّنْطُ و الضَّمْدُ:أَنْ تَتَّخِذَ المَرْأَهُ صَدِیقَینِ ،فهی ضَنُوطٌ و ضَمُودٌ،قال أَبو حِزَامٍ العُکْلِیُّ :

فیَاقُزَ لسْتُ أَحْفِلُ أَنْ تَفِحِّی

نَدِیدَ فَحِیحِ صَهْصَلِقٍ ضَنُوطِ

القُزَهُ :حَیَّهٌ تَثِبُ علی الرِّجَالِ ،و الصَّهْصَلِق:الصَّخّابه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الضَّنَطُ ،بالتَّحْرِیکِ :النَّشَاطُ .

و أَیْضاً:الشَّحْمُ .

و أَیضاً:الصَّلَفُ .

و قال ابنُ دُریْدٍ: الضِّنَاطُ ،ککِتابٍ :الزِّحَامُ علی الشَّیْ ءِ،و قال اللَّیْثُ :هو الزِّحَامُ الکثِیرُ،یَزْدَحِمُون علی بِئْرٍ و نحْوِها،قال رُؤْبَهُ :

إِنّی لوَرّادٌ عَلی الضِّنَاطِ

ما کان یَرْجُو مائِحُ السُّقّاطِ

جَذْبِی دِلاءَ المَجْدِ و انْتِشاطِی

مِثْلَیْنِ فی کَرَّیْنِ من مِقَاطِ

و قد انْضَنطُوا ،إِذا ازْدَحَمُوا.

و ضَنِطَ من اللَّحْمِ ،کفَرِحَ :اکْتَنَزَ،و الَّذِی فی نَوَادِرِ أَبِی زَیْدٍ: ضَنِطَ فُلانٌ من الشَّحْم ضَنَطاً ،و أَنشَدَ:

ص:328


1- (1) فی الصحاح:الرجاله و بهامشه:قوله الرجاله کذا فی نسخ بالراء لکن الذی فی م ر بالدال رسما،و المترجم صرح فی ضبطه بالدال،قاله نصر.

أَبو بَنَاتٍ قد ضَنِطْنَ ضَنَطا

ضنفط

*و ممّا یسْتَدْرکُ علیه:

رَجلٌ ضَنْفَطٌ ،کجَعْفَرٍ،أَی سَمِینٌ رِخْوٌ ضَخمْ البَطْنِ ، أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و ذَکَرَه الأَزْهَرِیّ فی الرُّبَاعِیّ .

ضوط

الضَّوَطُ ،محرّکهً :العَوَجُ فی الفَکّ ،یقال:

فِی فَمِهِ ضَوطٌ ،أَی عَوَجٌ .

و الأَضْوَطُ :الأَحْمَقُ ،کالأَذْوَط .

و الأَضْوَطُ : الصَّغِیرُ الفَکِّ و الذَّقَنِ ،کالأَذْوَطِ ،و قِیلَ :هو الَّذِی یَطُولُ حَنَکُه الأَعْلَی،و یَقْصُر الأَسْفَلُ .

و الضَّوِیطَهُ ،کسَفِینَهٍ :العَجِینُ المُسْتَرْخِی من کَثْرَهِ الماءِ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قالَ الکِلابیُّ : الضَّوِیطَهُ : الحَمْأَهُ و الطِّینُ یَکُونُ فی أَصْلِ الحَوْضِ ،حکاه عنه یَعْقُوبُ ،کما فی الصّحاحِ .

و الضَّوِیطَهُ : السَّمْنُ یُذَابُ بالإِهَالَهِ و یُجْعَل فی نِحْیٍ صَغِیرٍ ،کما فی اللِّسَانِ .

و قَال ابنُ عَبّادٍ: التَّضْوِیطُ :الجَمْعُ ،یُقَال: ضَوَّطُوا مَاشِیَتَهم،أَی جَمَعُوها.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الضَّوِیطَهُ ،کسَفِینَهٍ :الأَحْمَقُ ،نَقَلَه ابنُ سِیدَه و ابْنُ بَرِّیّ و الأَزْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ ابنُ سِیدَه:

أَیَرُدُّنی ذاکَ الضَّوِیطَهُ عن هَوَی

نَفْسِی و یَفْعلُ ما یُرِیدُ

قال:هذَا البَیْتُ من نادِرِ الکامِلِ ؛لأَنَّهُ جاءَ مُخَمَّساً، و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ فی الأَلْفَاظِ لرِیَاحٍ [الدبیری] (1).

...عن هَوَی

نَفْسِی و یَمْنَعُنِی و یَفْعَلُ ما یُرِیدُ

و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ :

...عن هَوَی

نَفْسِی و یَفْعَلُ غیرَ فِعْلِ العَاقِلِ

و قال أَبُو عَمْرٍو:

...عن هَوَی

نَفْسِی و یَفْعَلُ ما یُریدُ شَبِیبُ

و هکَذَا أَنْشده ابنُ بریّ فی أَمَالِیه.و قال ابنُ الأَنْبَارِیِّ :

إِذا أَتَیْت«بیَمْنَعُنِی»أَسْقَطْت«شَبِیب»و إِذَا أَتَیْت«بشَبِیب» أَسْقَطتَ «یَمْنَعُنِی»قال:و رِوایَهُ أَبِی عَمْرٍو أَثْبَتُ فی العَرُوضِ ،کما فی العُبَابِ .

و قال أَبو حَمْزَه: أَضْوِطِ الزِّیَارَ علی (2)فَمِ الفَرَسِ ،أَی زَیِّرْه به.

و التَّضَوُّطُ :التَّجَمُّعُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

ضیط

ضاطَ الرَّجُلُ فِی مِشْیَتِه یَضِیطُ ضَیْطاً ، و ضَیَطاناً ،الأَخِیرُ بالتَّحِریک: حَرَّکَ مَنْکِبَیْهِ و جَسَدَهُ ،قاله أَبُو زَیْدٍ،و کذلِکَ حاکَ یَحِیکُ حَیَکاناً.قال الأَزْهَرِیُّ :و رَوَی الإِیَادِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ: الضَّیَطانُ :أَن یُحَرِّکَ مَنْکِبَیْه و جَسَدَه حینَ یَمْشِی، مَعَ کَثْرَهِ لَحْمٍ و رَخَاوَهٍ ،ثمّ قال:و رَوَی المُنْذِرِیُّ عن أَبِی الهَیْثَمِ :الضَّیَکان،قال:و هُمَا لُغَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ ، فهو ضَیْطانٌ ،بالفَتْح:کثیرُ اللَّحْمِ رِخْوُه،نقله ابنُ سِیدَه.

و الضَّیّاطُ ، کشَدّادِ:الرَّجُلُ الغَلِیظُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ:هو الشَّدِیدُ .

و فی المُحْکَمِ :هو المُتَمَایِلُ فی مَشْیِهِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِزِ:

حَتَّی تَرَی البَجْباجَهَ الضَّیّاطَا

یَمْسَحُ لَمَّا حَالَفَ الإِغْبَاطَا

بالحَرْفِ مِن سَاعِدِه المُخَاطَا

قلتُ :الرَّجزُ لِنقادَهَ الأَسَدِیِّ و هم ابنُ عَمّ الحَذْلَمِیّ قاله ابنُ السِّیرَافیّ .و قیل:لرَجُلٍ من بَنی مَازِنٍ ،و قیل:من بَنی شَیْبَانَ .و قال أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسْوَدُ:هو لأَبِی[سِعْرٍ] (3)مَنْظُورِ بنِ مَرْثَدٍ الأَسَدِیِّ ،و أَنْکَرَه الصّاغَانِیُّ .

ص:329


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) فی اللسان:علی الفرس.
3- (3) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.و بهامش معجم المرزبانی ص 374 کناه أبو محمد الأسود أبا مسعر.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الضَّیْطَانُ :الضَّخْمُ الجَنْبَیْن العَظِیمُ الاسْتِ ،کالضَّیَّاطِ .

و الضَّیّاطُ :المُتَبَخْتِرُ.

و الضَّیّاطُ :التّاجِرُ.و المَعْرُوفُ الضَّفّاطُ ،بالفَاءِ.

و الضَّیْطَاءُ من الإِبِلِ :الثَّقِیلَهُ .

فصل الطاءِ مع الطاءِ

طحط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

طُحْطُوطُ ،بالضّمِّ (1):قَریهٌ بالصَّعِیدِ.

طرط

الطَّرَطُ ،مُحرَّکَهً :الحُمْقُ ،و هو طَرِطٌ ، ککَتِفٍ :أَحْمَقُ ،کما فی اللِّسَانِ .

و الطَّرَط : خِفَهُ شَعرِ العَیْنَیْنِ و الحَاجِبَیْنِ و الأَهْدَابِ ، و لیس فی المُحْکَمِ ذِکْرُ الأَهْدَابِ . طَرِطَ ،کفَرِحَ ،فهو أَطْرَطُ الحَاجِبَیْنِ ،و طَرِطُ الحاجِبَیْنِ ،و قال أَبُو زَیْدٍ:رجُلٌ أَطْرَطُ الحَاجِبَیْنِ ،و أَمْرَطُ الحَاجِبَیْنِ :لیس له حَاجِبَانِ ، لا بُدَّ من ذِکْرِ الحَاجِبَیْنِ .و فی الصّحاحِ :و قال بعضهم:هو الأَضْرَطُ ،بالضّادِ المُعْجَمَهِ ،و لم یَعْرِفه أَبُو الغَوث: و فی قُوَیْلٍ ،تَصْغِیرُ قَوْل،إِشارَه إِلی الضَّعْفِ ، قد یُتْرَکُ ،أَی یُسْتَغْنَی عن ذِکْر الحاجِبَیْنِ ،و هو مَرجوحٌ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الأَطْرَط :الرَّقِیقُ الحَاجِبَیْنِ ،یُقَال:

طَرِطَ طَرَطاً ،و امْرَأَهٌ طَرْطَاءُ (2)العَیْنِ :قَلِیلَهُ شُفْرِ العَیْنِ ،کذا قال:شُفْر العَیْنِ ،و الصّوابُ :قلیله هُدْبِهَا ،نَبَّه علیه الصّاغَانِیُّ .

و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :فی حَاجِبَیْه طَرَطٌ ،أَی رِقَّهُ شَعرٍ.

و الطّارِطُ :الحاجِبُ الخَفِیفُ الشَّعرِ ،کما فی اللِّسانِ (3).

طلط

الطُّلَطِینُ ،کالبُرَحِینِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :هی الدّاهِیَهُ .

و هو أَطْلَطُ :أَدْهَی ،کَذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی کِتابَیْهِ .

طهط

و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

طَهْطَی ،کسَکْرَی:قَرْیَهٌ کَبِیرَهٌ بالصَّعِیدِ،من أَعْمَال أَسْیُوط ،و قد دَخَلْتُهَا و فیها الشَّرِیفُ أَبو القاسِم بنُ عبدِ العَزِیز بنِ یُوسُفَ التِّلِمْسَانِیُّ ،نَزِیلُ طَهْطَی .

طوط

الطُّوطُ ،بالضّمِّ :الحَیَّهُ ،عن اللَّیْثِ ،و أَنْشَدَ فی وَصْف الزِّمَام،شَبَّهَهُ بالحَیَّه:

ما إِنْ یَزَالُ لها شَأْؤٌ یُقَوِّمُها

مُقَوَّمٌ مِثْلُ طُوطِ الماءِ مَجْدُولُ

و الطُّوطُ : القُطْنُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ،هو لرَجُلٍ من جَرْمٍ :

صَفْرَاءَ مُلْحَمَهً حِیکَتْ نَمَائِمُهَا

من المُدَمْقَسِ أَو مِنْ فاخِرِ الطُّوطِ

و قال المُتَلَمِّس:

مَحْبُوکَه حُبِکَتْ منها نَمَائِمُهَا

من الدِّمَقْسِیِّ أَو مِنْ فاخِرِ الطُّوطِ

و قال المُتَلَمِّس:

مَحْبُوکَه حُبِکَتْ منها نَمَائِمُهَا

من الدِّمَقْسِیِّ أَو مِنَ ْ فاخِرِ الطُّوطِ

و قال أَبو حَنِیفَهَ :و زَعَم بعضُ الرُّوَاهِ أَنَّ الطُّوطَ :قُطْنُ البَرْدِیِّ خاصَّهً ،و أَنْشَدَ ابنُ خالَوَیْهِ لأُمَیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْتِ :

و الطُّوطٌ نَزْرَعُه أَغَنَّ جِرَاؤُهُ

فیه اللِّبَاسُ لکُلِّ حَوْلٍ یُعْضَدُ

أَغَنّ :ناعِمٌ مُلْتَفّ ،و جِرَاؤُه:جَوْزُه،و یُعْضَدُ:یُوَشَّی.

و الطُّوطُ : الطَّوِیلُ ،و قال کُرَاع:هو المُفْرِطُ فی الطُّولِ کالطّاطِ ،و الطِّیطِ ،بالکَسْر ،قال الأَزْهَرِیُّ :و منه قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ : الأَطَطُ الطَّوِیل،و الأُنْثَی: طَطَّاءُ (4)،کأَنَّهُ مَأْخُوذٌ من الطّاطِ و الطُّوطِ ،قال الصّاغَانِیُّ :و کذلِکَ رَجُلٌ قاقٌ و قُوقٌ ،أَی طَویلٌ .قال:و طَاطٌ :ذُو وَجْهَیْن.

و الطُّوطُ : الباشِقُ و قِیل: الخُفَّاشُ .

و الطُّوطُ : الصَّغِیرُ من الجِبَال،یقال جَبَلٌ طُوطٌ .

و الطُّوطُ :الرَّجُلُ الشَّدِیدُ الخُصُومَهِ ،کالطّاطِ ، و رُبما وُصِفَ به الشُّجاعُ ،کالطّاطِ .

ص:330


1- (1) قیدها یاقوت بالفتح ثم سکون ثم ضمه علی الطاء،ضبط قلم قال: قریه کبیره بصعید مصر علی شرقی النیل.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:طَرْطَی العین.
3- (3) فی التکمله:و الطارط :الخفیف الشعر.
4- (4) انظر التهذیب ماده«أطّ ».

و الطُّوَاطُ ،کغُرَابٍ ،و الطُّوطُ : الفَحْلُ المُغْتَلِمُ الهَائِجُ الَّذِی یَرْفَعُ عَیْنَیْه (1)مِمّا بهِ ،لا یَکَادُ یُبْصِرُ، کالطّاط و الطائطِ (2)،و یُوصَف به الرَّجُلُ الشُّجاعُ ، ج: طَاطَهٌ ، و أَطْوَاطٌ ،و حَکَی الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْثِ فی جَمْعِه: طَاطُونَ ، و فُحُولٌ طَاطَهٌ ،قال:و یَجُوزُ فی الشِّعْرِ:فُحولٌ طَاطَاتٌ .

و أَطْوَاطٌ .

و قد طَاطَ یَطُوطَ طُووطاً ،کقُعُودٍ، و یَطَاطُ طُیُوطاً ،بالیَاءِ، فإِنَّ الکَلِمَهَ یائِیَّهٌ وَاویَّه .

و قِیلَ : الطّاطُ :الذی تَسْمُو عَیْنَاهُ إِلی هذِه و هذِه من شِدَّهِ الهَیْجِ .و قِیلَ :هو الذی یَهْدِرُ فی الإِبِلِ ،فإِذا سَمِعَت النّاقَهُ صَوْتَه ضَبَعَتْ ،و لیس هذا عِنْدَهُمْ بمَحْمُودٍ.

و قالَ أَبو نَصْر: الطَّاطُ و الطّائِطُ من الإِبِلِ :الشَّدِیدُ الغُلْمَهِ ،و أَنْشَدَ:

طَاط من الغُلْمَهِ فی الْتِجاجِ

مُلْتَهِب من شِدَّهِ الهِیَاجِ

و قال آخَرُ:

کطائِطٍ یَطِیطُ مِنْ طَرُوقَهْ

یَهْدِرُ لا یَضْرِبُ فیها روقَهْ

و الطِّیطُ ،بالکَسْرِ:الأَحْمَقُ ،و الأُنْثَی: طِیطَهٌ .

و الطِّیطانُ ،کتِیجَانٍ :الکُرّاثُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، و قِیلَ :هو البَرِّیُّ ،مَنْبِتُه الرَّمْلُ ، الوَاحدهُ بهاءٍ ،قال بَعْضُ بَنِی فَقْعَس:

و إِنَّ بَنِی مَعْنٍ صُبَاهٌ إِذا صَبَوْا

فُسَاهٌ إِذا الطِّیطانُ بالرَّمْلِ نَوَّرَا

حکاه أَبُو حَنِیفَهَ ،و قال ابنُ بَرِّیّ .و ظَاهِرُ الطِّیطانِ أَنَّه جَمْعُ طُوطٍ .

و الطُّیُوطُ ،بالضَّمِّ :الشِّدَّهُ ،کما فی اللِّسان.

و الطِّیطَوَی ،کنِینَوَی لقَرْیَهٍ بالمَوْصِل،و کلاهُمَا دَخیلانِ (3)فی العَرَبِیَّهِ : ضَرْبٌ من القَطَا (4)طِوَالُ الأَرْجُلِ أَو غَیْرِه من الطَّیْرِ.و قال الصّاغَانِیُّ :هو مَعْرُوفٌ ،و أَنْشَدَ لبَعْضِ المُحْدَثِینَ :

أَمَا و الَّذِی أَرْسَی ثَبِیراً مَکَانَه

و أَنْبَتَ زَیْتُوناً عَلَی نَهْرِ نینَوَی

لَئِنْ عابَ أَقْوَامٌ فَعَالِی (5)بقَوْلهِمْ

لَمَا زِغْتُ عَنْ قَوْلِی مَدَی فِتْرِ طِیطَوی

اعلم أَنَّ هذا الحَرْفَ وَاوِیٌّ و یائیٌّ ،و قد خَلَطَ المُصَنِّفُ بینَهُمَا،و لم یُشِرْ إِلاّ فِی طاطَ الفحْلُ یَطُوطُ ،و یَطاطُ ،و ذکَر کَلِمَاتٍ یائِیَّه غیرَها،فمِنْها:رَجل طِیطٌ :طَویلٌ ،و طِیطٌ :

أَحْمَقُ ،و الطُّیُوطُ :الشِّدَّهُ و الطِّیطَوَی للطَّیْرِ،و أَمّا الطِّیطانُ للکُرّاثِ فصَرِیحُ قَولِ أَبِی حَنِیفَهَ أَنَّهَا یائِیَّهٌ ،و مُقْتَضی کلامِ ابنِ بَرِّیّ أَنَّهَا وَاوِیَّهٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

فُحُولٌ طَاطَاتٌ و طَاطُونَ .

و رَجُلٌ طَاطٌ :یَرْفَعُ عَیْنَیْهِ عن الحَقِّ لا یَکَادُ یُبْصِرُه،علی التَّشْبِیهِ بِالبَعِیرِ الهائِجِ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

فرُبَّ امرِیءٍ طَاطٍ عن الحَقِّ طَامِحٍ

بَعَیْنَیْهِ ممّا عَوَّدَتْه أَقَارِبُهْ

رَکِبْتُ بِه عَوْصاءَ ذَاتَ کَرِیهَهٍ

و زَوْراءَ حَتَّی یَعْرِفَ الضَّیْمَ جَانِبُهْ

و حکی ابنُ بَرِّیّ عن ابنِ خالَوَیْهِ قال:یُقَالُ : طَاطَ الفَحْلُ النّاقَهَ یَطَاطُها طَاطاً ،إِذا ضَرَبَها،و یُقَالُ :أَعْجَبِنَی طَاطُ هذا الفَحْلِ ،أَی ضِرَابُه.

و الطَّاطُ :الظّالِمُ ،و قِیل:المُتَکَبِّر،قال رَبِیعَهُ بنُ مَقْرُومٍ :

و خَصْمٍ یَرْکَبُ العَوْصَاءَ طَاطٍ

عن المُثْلَی غُنَامَاهُ القِذَاعُ

أَی مُتَکَبِّرٍ عن المُثْلَی.و المُثْلَی:خیرُ الأُمُورِ.

و طَوَّطَ الرَّجُلُ ،إِذا أَتَی بالطّاطَهِ من الغِلْمَانِ ،و هُم الطِّوَالُ .

و غُلامٌ طائِطٌ :هائِجٌ ،علی التَّشْبِیهِ بالجَمَلِ المُغْتَلِم، و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

ص:331


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]أنفه.
2- (5) وردت بالکویتیه کالطائط .
3- (2) فی إحدی نسخ التهذیب:«دخیل»و هی أفصح.
4- (3) قال الأزهری:لا أصل لهذا القول،و لا نظیر لهذا فی کلام العرب انظر التهذیب 54/14«طیطوی».
5- (4) فی التهذیب«طیطوی»54/14 مقالی.

لو أَنَّهَا لاقَتْ غُلاماً طَائِطَا

أَلْقَی علیه کَلْکَلاً عُلابِطَا

هکَذَا فی الصّحاح،و بخطِّ أَبِی سَهْل«أَلْقَی عَلَیْهَا»، و فی بعضِ النُّسَخِ :«أَلْقَتْ علیه».

و الطُّوطُ ،بالضَّمِّ :الرَّجُلُ القَلِیلُ المُرُوءَهِ ،و المتَطَاوِلُ علی أَصْحَابِه.

فصل الظاءِ مع الطاءِ

اشاره

هذا الفَصْلُ برُمَّتِه ساقِطٌ من الصّحاحِ و اللِّسَانِ .

و قال ابنُ عَبّاد:

ظرط

أَرْضٌ ظِرْیاطَهٌ (1)وَاحِدَهٌ ،أَی طِینَهٌ وَاحِدَه ، و کذلِکَ ذِرْیَاطَهٌ ،و ثِرْیَاطَهٌ ،و قد ذُکِرا فی موضِعِهِما.

ظرمط

تَظَرْمَطَ الرَّجُلُ فی الطِّینِ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ، و قال الخَارْزَنْجِیُّ فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ :أَی وَقَعَ فیه .

قال: و أَرْضٌ مُتَظَرْمِطَهٌ ،أَی رَدِغَهٌ (2)،کما فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه.

فصل العین مع الطاء

عبط

عَبَطَ الذَّبِیحَهَ یَعْبِطُها ،من حَدِّ ضَرَبَ ، عَبْطاً ؛ نَحَرَهَا من غَیْرِ عِلَّهٍ من داءٍ أَو کَسْرٍ، و هی سَمِینَهٌ فَتِیَّهٌ ،فهو ، هکَذَا فی النُّسَخِ بتَذْکِیرِ الضَّمِیر عَبِیطٌ ،و فی الصّحَاحِ :

فهی عَبِیطَهٌ ، ج : عُبُطٌ ،و عِبَاطٌ ، ککُتُبٍ و رِجَالٍ ،و من الأَوَّلِ قولُ أَبِی ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیِّ :

فتَخالَسَا نَفْسَیْهِمَا بنَوَافِذٍ

کَنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتِی لا تُرْقَعُ

فإِنَّهُ أَرادَ بها جَمْعَ عَبِیطٍ ،و هو الَّذِی یُنْحَرُ لغَیْرِ عِلَّهٍ .فإِذا کانَ کذلِکَ کانَ خُرُوجُ الدَّمِ أَشَدَّ،و فیه وَجْهٌ آخرُ یَأْتِی بَیَانُه.و من الثانی أَنشَدَ سِیبَوَیْه قولَ المُتَنَخّل الهُذَلِیّ :

أَبِیتُ علی مَعَارِیَ وَاضِحاتٍ

بِهِنَّ مُلَوّبٌ کَدَمِ العِبَاطِ (3)

و یُرْوَی:«علی مَعَاصِمَ ».

و عَبَط فُلانٌ :غَابَ ،من الغَیْبَهِ لا من الغَیْبُوبَه،عن ابن الأَعْرَابِیِّ ،و هی العَبْطَهُ ،و هو مَجَازٌ.

و عَبَطَت الرِّیحُ وَجْهَ الأَرْضِ :قَشَرَتْه ،و هو مَجَازٌ أَیضاً.

و عَبَطَ الأَرْضَ :حَفَرَ منها مَوْضِعاً لم یُحْفَرْ قَبْل ذلِک، و هو مَجَازٌ أَیْضاً،قال المَرّارُ بنُ مُنْقِذٍ العَدَوِیُّ یَصِفُ حِمَاراً:

ظَلَّ فی أَعْلَی یَفَاعٍ جاذِلاً

یَعْبِطُ الأَرْضَ اعْتِبَاطَ المُحْتَفِرْ (4)

و عَبَطَ الکُذِبَ عَلَیَّ :افْتَعَلَهُ ،و هو مَجَازٌ أَیضاً، کاعْتَبَطَ ، فی الکُلِّ ،یُقَال: اعْتَبَطَ البَعِیرَ:نَحَرهُ بلا عِلَّه،و نَاقَهٌ عَبِیطهٌ و مُعْتَبَطَهٌ ،قال رُؤْبَهُ :

عَلَیَّ أَنْمَارٌ من اعْتِبَاطِی

کالحَیَّهِ المُجْتَابِ بالأَرْقاطِ

و اعْتَبَطَ فُلانٌ :اغتابَ .

و عَلَیْه الکَذِبَ :افْتَعَلَه صُرَاحاً من غَیْرِ عُذْرٍ.

و اعْتَبَطَ الأَرْضَ :حَفَرَها،قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ:

إِذَا سَنَابِکُها أَثَرْنَ مُعْتَبَطاً

من التُّرَابِ کَبَتْ فیها الأَعَاصِیرُ

أَراد التُرَابَ الَّذِی أَثارَتْهُ کان ذلِک فی مَوْضِعٍ لم یَکُنْ فیه قَبْلُ .

و من المَجَاز: عَبَطَ فُلانٌ نَفْسَه و بنَفْسِه فی الحَرْبِ :

أَلْقَاهَا فِیها غَیْرَ مُکْرَهٍ .

ص:332


1- (1) فی القاموس:«ظرباطه»بالباء الموحده،و علی هامشه عن نسخه أخری:ظِرْیاطه بالیاء المثناه من تحت و هی موافقه لما فی الأصل و التکمله.
2- (2) ضبطت فی التکمله،بالقلم،بفتح فسکون.
3- (3) دیوان الهذلیین 20/2 و فیه فاخرات بدل واضحات.
4- (4) البیت فی المفضلیات ملفق من بیتین،المفضلیه رقم 16 و فیها: ظل فی أعلی یفاع جاذلاً یقسم الأمر کقسم المؤتمرْ و الثانی: ثم إن ینزع إلی أقصاهما یخبط الأرض اختباط المحتفرْ فعلی هذه الروایه فلا شاهد فیها.

و عَبَطَ الِحمَارُ التُّرَابَ بحَوَافِرهِ : أَثَارَهُ ،کاعْتَبَطَه، و التُّرَابُ عَبِیطٌ .

و عَبَطَ عَرَقَ الفَرَس ،إِذا أَجْرَاهُ حَتَّی عَرِقَ ،و هو مَجَازٌ، قال النَّابِغَهُ [الجَعْدِیُّ ] (1).

مَزَحْتَ و أَطْرافُ الکَلالِیبِ تَلْتَقِی

و قد عَبَطَ المَاءَ الحَمِیمَ فأَسْهَلاَ

و عَبَطَ الضَّرْعَ :أَدْماهُ ،و هو مَجَازٌ.و منه

16- الحَدِیثُ :

«مُرِی بَنِیکِ أَنْ یُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُم أَنْ یُوجِعُوا (2)أَو یَعْبِطُوا ضُرُوعَ الغَنَمِ ». أَی لا یُشَدِّدُوا الحَلَبَ فیَعْقِرُوها و یُدْمُوها بالعَصْرِ،من العَبِیطِ ،و هو الدَّمُ الطَّرِیُّ ،أَو لاَ یَسْتَقْصُون (3)حَلَبَهَا حتَّی یَخْرُجَ الدَّمُ بعدَ اللَّبَنِ .و المُرَادُ أَن لا یَعْبِطُوها .

و عَبَطَ الشِّیْ ءَ و الثَّوْبَ یَعْبِطُه عَبْطاً : شَقَّهُ شَقّاً صَحِیحاً ، فهو مَعْبُوطٌ و عَبِیطٌ و جَمْعُ العَبِیطِ : عُبُطٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ قولَ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

فَتَخَالَسَا نَفْسَیْهما..

إِلخ.

و قد تَقَدَّم ذِکْرُه،قال:یَعْنِی کشَقِّ الجُیُوبِ و أَطْرَافِ الأَکْمَامِ و الذُّیُولِ ؛لأَنَّهَا تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِ .کذا فی النُّسَخِ ، و فی بَعْضِهَا:لا تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِ .و فی بَعْضِهَا:لا تُرْقَعُ إِلاّ بعدَ العَبْطِ .قلْتُ :و یُرْوَی:کنوافِذِ العُطُب.و هو القُطْن، و أَرادَ الثَّوْبَ من قُطْن.و قالَ أَبُو نَصْرٍ:لا أَعْرِفُ هذا،کذا فی شَرْحِ الدِّیوانِ ، فعَبَطَ هو بنَفْسِه یَعْبِطُ ،من حَدِّ ضَرَب، أَی انْشَقَّ ، لازِمٌ مُتَعَدّ .قال القُطَامِیُّ :

و ظَلَّتْ تَعْبِط الأَیْدِی کُلُوماً

تَمُجُّ عُرُوقُهَا عَلَقاً مُتَاعاَ

و من المَجَازِ: عَبَطَت الدَّوَاهِی الرَّجُلَ ،إِذا نَالَتْهُ ،و زادَ اللَّیْثُ : من غَیْرِ اسْتِحْقَاقٍ لذلِکَ .

و یُقَال: مَاتَ فُلانٌ عَبْطَهً بالفَتْحِ ،أَی شابًّا ،و قِیل:شابًّا صَحِیحاً .و فی الصّحاحِ :صِحِیحاً شَاباًّ،و أَنْشَدَ لأُمَیّهَ بنِ أَبِی الصَّلْتِ :

مَنْ لا یَمُتْ عَبْطَهً یَمُتْ هَرَماً

لِلْمَوْتِ کَأْسٌ فالمَرْءُ ذائِقُهَا (4)

و یُرْوَی:لِلْمَوْت کَأْسٌ و المَرْءُ،و قد تَقَدَّم تَحْقِیقُه فی «ک و س»و بَعْدَه:

یُوشِکُ مَنْ فَرَّ من مَنِیَّتِهِ

فی بَعْضِ غِرّاتِهِ یُوَافِقُهَا

و یُقَال أَعْبَطَه المَوْتُ و اعْتَبَطَهُ ،إِذا أَخَذَه شَابًّا صَحِیحاً لَیْسَت به عِلَّهٌ و لا هَرَمٌ .

و لَحْمٌ عَبِیطٌ بَیِّنُ العُبْطَهِ :سَلِیمٌ من الآفاتِ إِلاّ الکَسْر، قاله ابنُ بُزُرْج،قال:و لا یُقَال لِلَّحْم الدَّوِیِّ المَدْخُول مِن آفهٍ : عَبِیطٌ ،

16- و فی الحَدِیث: «فقَاءَتْ لَحْماً عَبِیطاً ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هو الطَّرِیُّ غیر النَّضِیجِ ،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ عُمَرَ: «فَدَعَا بِلَحْمٍ عَبِیطٍ »و الَّذِی فی غَرِیبِ الخَطّابِیِّ -علی اخْتلافِ نُسَخِه:«فَدَعَا بِلَحْمٍ غَلِیظ ». یریدُ لَحْماً خَشِناً عاسِیاً لا یَنْقَادُ فی المَضْغِ .قال ابنُ الأَثِیرِ:و کأَنَّه أَشْبَهُ .

و فی الأَسَاسِ :یُقَالُ للجَزّارِ:أَ عِبیطٌ أَمْ عارِضٌ ؟یُرَاد:

أَ مَنْحُورٌ عَلَی صِحَّهٍ ،أَو مِنْ دَاءٍ؟.

و کذلِکَ : دَمٌ عَبِیطٌ بَیِّنُ العُبْطَه :خَالِصٌ طَرِیٌّ .

قال اللَّیْثُ : و یُقَالُ : زَعْفَرَانٌ عَبِیطٌ بَیِّنُ العُبْطَهِ ،بالضَّمِّ ، أَی طَرِیٌّ ،یُشَبَّهُ بالدَّمِ العَبِیطِ .

و العَوْبَطُ ،کجَوهَرٍ: الدّاهِیَهُ ،جَمْعُهُ : عَوَابِطُ ،قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ :

بمَنْزِلٍ عَفٍّ و لم یُخَالِطِ

مُدَنِّساتِ الرِّیَبِ العَوَابِطِ

و العَوْبَطُ : لُجَّهُ البَحْرِ ،مقلوبٌ عن العَوْطَب.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

العَبْطُ :أَخْذُکَ الشَّیءَ طَرِیٍّا،هذا هو الأَصْلُ .

و المَعْبُوطَهُ :الشّاهُ المَذْبُوحَهُ صَحِیحَهً .

ص:333


1- (1) زیاده عن التکمله و اللسان.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أن یوجعوا أی لئلا یوجعوها إذا حلبوها بأظفارهم ا ه نهایه». [1]
3- (3) الأصل و النهایه و [2]فی اللسان: [3]لا یستقصوا.
4- (4) عن الأخفش الأصغر راوی الکامل للمبرد [4]أنه لرجل من الخوارج. و قال المرصفی فی رغبه الآمل 230/1 الصحیح أنها لأمیه و هی أزید من أربعه أبیات»و هو فی دیوان أمیه ص 42.

و لَحْمٌ مَعْبُوطٌ :لم یُنَبِّبْ فیه سَبُعٌ ،و لم تُصِبْه عِلَّهٌ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ .و أَنْشَدَ للَبِیدٍ:

و لا أَضِنُّ بمَعْبُوطِ السَّنَامِ إِذا

کانَ القُتَارُ کما یُسْتَرْوَحُ القُطُرُ (1)

و اعْتَبَطَ فُلاناً:قَتَلَه ظُلْماً لا عَنْ قِصَاصٍ ،قاله الخَطّابِیُّ ،و هو مَجَازٌ.و قال الصّاغَانِیُّ :اسْتَعار الاعْتِباطَ ، و هو الذَّبْحُ بغیرِ عِلَّهٍ ،للقَتْلِ بغَیْر جِنَایَهٍ .

و العَبْطُ :الرِّیبَه.

و أَدیمٌ (2)عَبِیطٌ :مَشْقوقٌ .

و عَبَطَ النَّبَاتُ الأَرْضَ :شَقَّها.

و العَابِطُ :الکَذَّابُ .

و اعْتَبَطَ عِرْضَه:شَتَمَه و تَنَقَّصَه،و کذلِکَ عَبَطَه ،و هو مَجَازٌ و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

و عَبْطِهِ عِرْضِی أَوَانَ مَعْبَطِهْ

و الاعْتِبَاطُ :الوَعْکُ ،و قد اعْتُبِطَ ،إِذا وُعِکَ .

و اعْتُبِطَ :جُرِحَ .

و العَبِیطُ :الأَهْوَجُ ،کالمَعْبُوطِ ،و مَصْدَرُه العَبَاطَهُ ، بالفَتْحِ .

عثلط

لَبَنٌ عُثَلِطٌ ،کعُلَبِط و عُلابِط :خَاثِرٌ ثَخِینٌ ،نَقَلَهُ الجَوهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ ،و أَبو عَمْرٍو مِثْلُه،و کذلِکَ :عُجَلِطٌ و عُکَلِطٌ ،قال:و هو قَصْرُ عُثَالِطٍ و عُجَالِطٍ ،و قیل:هو المُتَکَبِّدُ الغَلِیظُ .و أَنْشَد:

أَخْرَسُ فی مَجْزَمِهِ عُثَالِطُ (3)

یقالُ :لَبَنٌ أَخْرَسُ ،إِذا کان خاثِراً لا یُسْمَعُ له صَوتٌ ، و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

فاسْتَوْبَلَ الأَکْلَهَ من ثُرُعْطُطِهُ

و الشَّرْبَهَ الخَرْساءَ من عُثَلِطِهْ

عجلط

لَبَنٌ عُجَلِطٌ و عُجَالِطٌ ،کعُثَلِطٍ و عُثَالِطٍ زِنَهً و مَعْنًی ،کتَبَ هذا الحَرْفَ بالأَحْمَرِ،کأَنَّهُ مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوْهَرِیِّ ،و لیس کذلِکَ ،فإِنَّه ذَکَرَه فی تَرْجَمَهِ «عثلط » جَمْعاً للنّظائرِ.و أَنْشَدَ:

کَیْفَ رَأَیْتَ کُثْأَنَیْ عُجَلِطِهْ

و کُثْأَهَ الخَامِطِ من عُکَلِطِه (4)

و أَنْشَدَ أَیْضاً للرّاجِزِ:

و لو بَغَی أَعْطَاهُ تَیْساً قافِطَا

و لَسَقَاهُ لَبَناً عُجَالِطَا

نَعَمْ یُقَال:إِنَّهُ کانَ یَنْبَغِی أَنْ یُفْرِدَ الجَوْهَرِیُّ ترکیب «ع ج ل ط »بعدَ ذِکْرِه إِیّاه فی ترکیبِ «ع ث ل ط ».

و یُقَال: العُجَلِطُ ،و العُجَالِطُ ،و العُجَالِدُ :هو اللَّبَنُ الخَاثِرُ جدًّا،و هو المُتَکَبِّدُ الغَلِیظُ .

قال ابنُ بَرِّیّ :و مّما جاءَ علی فُعَلِلٍ : عُثَلِطٌ و عُجَلِطٌ و عُکَلِطٌ و عُمَهِجٌ ،لِلّبَن الخاثِرِ.و الهُدَبِدُ :الشَّبْکَرَهُ فی العَیْن.و لَیْلٌ عُکَمِسٌ :شدید الظُلْمَه،و إِبِلٌ عُکَمِسٌ ،أَی کَثِیرَهٌ .و دِرْعٌ دُلَمِصٌ ،أَی بَرّاقَهٌ .و قِدْرٌ خُزَخِزٌ ،أَی کَبِیرَهٌ .

و أَکلَ الذِّئْبُ من الشّاهِ الحُدَلِقَ ،و ماءٌ زُوَزِمٌ :بَیْنَ المِلْحِ و العَذْبِ ،و دُوَدِمٌ :شَیءٌ یُشْبِهُ الدَّمَ یَخْرُجُ من السَّمُرَهِ .قال:

و جاءَ فَعَلُلٌ مِثَالٌ وَاحِدٌ:عَرَتُنٌ ،محذُوف من عَرَنْتُنٍ .

عذط

العِذْیَوْطُ ،و العُذْیُوط ،و العِذْوَطُ ،کحِرْذَوْنٍ (5)، و عُصْفُورٍ،و عِتْوَرٍ ،الأَولَی نقلَها الجَوْهَرِیُّ ،و الثّانِیَهُ نَقَلَهَا صاحِبُ اللِّسَانِ عن ثَعْلَبٍ ،و الثّالِثَهُ نقَلَهَا الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ عبَّادٍ: التَّیْتَاءُ ،و هو الَّذِی یُحْدِثُ عندَ الجِمَاعِ ،أَو هُو الَّذِی إِذا أَتَی أَهْلَه أَکْسَلَ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لامْرَأَهٍ :

إِنّی بُلِیتُ بِعِذْیَوْطٍ به بَخَرٌ

یکادُ یَقْتُلُ مَنْ نَاجَاهُ إِنْ کَشَرا

ج: عذْیَوْطُونَ ،و عَذَایِیطُ ،و عَذَاوِیطُ ،الأَخِیرَهُ علی غَیْرِ قِیَاسٍ .و المَرْأَهُ عِذْیَوْطَهٌ ، و قد عَذْیَطَ یُعَذْیطُ عَذْیَطَهً ، و الاسْمُ العَذْطُ ،نَقَلَه اللَّیْث. أَوْ لا یُشْتَقُّ منه فِعْلٌ ،مثل الزُّمَّلِقِ ، لأَنَّهُ خِلْقَهٌ ،قالَهُ المُفَضَّلُ بنُ سَلَمَه فی کِتَاب

ص:334


1- (1) فی الدیوان:بمعروف بدل بمعبوط فلا شاهد فی هذه الروایه.
2- (2) اللسان:و [1]ثوب عبیط .
3- (3) فی اللسان:« [2]مخرمه»و فی التهذیب:«مجزمه».
4- (4) کثأه اللبن:ما علا الماء من اللبن الغلیظ و بقی الماء تحته صافیاً. لسان. [3]
5- (5) عن القاموس و بالأصل«کحردون».

«إِخْرَاج ما فی کِتَابِ العَیْنِ من الغَلَط »و به یُرَدُّ علی شَیْخِنَا حیثُ قال:هی قاعِدَهٌ صَحِیحَهٌ .و مع ذلِکَ إِنَّمَا هی أَکْثَرِیَّهٌ ، و لیس هذا مِنْهَا.و الفِعْلُ منه ثابِتٌ ،نَقَلَه الشَّیْخُ ابنُ مالِکٍ و غَیْرُه من أَئمَّهِ اللُّغَهِ فتَأَمَّلْ .

عذفط

العُذْفُوطُ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و أَوْرَدَه فی العُبَابِ ،قال:هی دُوَیْبَّهٌ بَیْضَاءُ ناعِمَهٌ تُسَمَّی العِسْوَدَّه، یُشَبَّه بها أَصابعُ الجَوَارِی ،قالَ :و کَذلِکَ العُضْفُوطُ و العَضْرَفُوط .

عذلط

لَبَنٌ عُذَلِطٌ و عُذالِطٌ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَان،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو کعُثَلِطٍ و عُثَالِطٍ زِنَهً و مَعْنًی ،کما فی العُبَابِ ،و لم یَذْکُره فی التَّکْمِلَه.و یُسْتَدْرَکُ علی ابْنِ بَرِّیٍّ أَیْضاً فیما جاء علی فُعَلِلِ ،کما تَقَدَّم فی عُجَلِطٍ .

عرط

عَرَطَتِ النّاقَهُ الشَّجَرَ تَعْرطُهَا عَرْطاً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال الفَرّاءُ:أَی أَکَلَتَهَا حَتَّی ذَهَبَتْ أَسْنَانُهَا، فهی عَرُوطٌ ،کصَبُورٍ. ج عُرُطٌ ، ککُتُبٍ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : عَرَطَ فُلانٌ عِرْضَهُ ،إِذا اقْتَرَضَهُ بالغِیبَهِ ، کاعْتَرَطَهُ ،و هو مَجَازٌ.

و قال اللِّحْیَانِیُّ : عِرَیْطٌ ،کحِذْیَمٍ ،و أُمُّ عِرْیَطٍ و أُمُّ العِرْیَطِ کُلُّ ذلِکَ : العَقْرَبُ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اعْتَرَطَ الرَّجُلُ :أَبْعَدَ فی الأَرْضِ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و العَرْطُ :الشَّقُّ حتَّی یَدْمَی،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

عرفط

العُرْفُطُ ،بالضَّمِّ :شَجَرٌ من العِضَاهِ یَنْضَحُ المُغْفُورَ،و بَرَمَتُه بیْضَاءُ مُدَحْرَجَهٌ ،کما فی الصّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ :و له صَمْغٌ کَرِیهُ الرّائحَهِ ،فإِذَا أَکَلَتْهُ النَّحْلُ حَصَلَ فی عَسَلِها من رِیحِهِ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «و لکِنِّی شَرِبْتُ عَسَلاً.فقالت:إِذَنْ جَرسَتْ نَحلهُ العُرْفُطَ ». و قال أَبُو حَنِیفَهَ :قال أَبُو زِیادٍ:من العِضَاهِ العُرْفُطُ و هو فَرْشٌ (1)علی الأَرْضِ لا یَذْهَبُ فی السَّمَاءِ،و له وَرَقَهٌ عَرِیضهٌ ،و شَوْکهٌ حدیدهٌ حَجْنَاءُ،و هو مِمّا یُلْتَحَی لِحَاؤُه،و تُصْنَعُ منه الأَرْشِیَهُ الَّتی یُسْتَقَی بها،و تَخْرُج فی بَرَمِهِ العُلَّفَه کأَنَّهُ الباقِلاءُ، تَأْکُلُه الإِبِلُ و الغَنَم،و قال غیرُه:[یقال] (2)لِبَرمَتِه:الفَتَلَهُ ، و هِی بَیضاءُ کأَنَّ هَیَادِبَها القُطْنُ .قال أَبو زِیَادٍ:و هو خَرِجُ العِیدَانِ ،و لیس له خَشَبٌ یُنْتَفَعُ بهِ فِیمَا یُنْتَفَعُ من الخَشَبِ ، و صَمْغُه کثِیرٌ و رُبَّمَا قَطَرَ عَلَی الأَرْضِ حَتّی یَصِیرَ تَحْتَ العُرْفُطِ مثلُ الأَرْجَاءِ العِظَام،قال الشَّمّاخُ یَصِفُ إِبلاً.

إِنْ تُمْسِ فی عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَمَاجِمُه

من الأَسَالِقِ عَارِی الشَّوْکِ مَجْرُودِ

و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

کأَنَّ غُصْنَ سَلَمٍ أَو عُرْفُطِهْ

مُعْتَرِضاً بشَوْکِهِ فی مَسْرَطِهْ

و قال شَمِرٌ: العُرْفُط :شَجَرهٌ قَصِیرَهٌ مُتَدَانِیَهُ الأَغْصَانِ ذاتُ شَوْکٍ کَثِیرٍ،طُولُهَا فی السَّمَاءِ کطُولِ البَعِیرِ بَارِکاً،لها وُرَیْقَهٌ صَغِیرَهٌ ،تَنْبُتُ فی الجبَال تَأْکلُ الإِبِلُ بفِیها أَعْرَاضَ غِصَنَتِهَا، و قال ابنُ هَرْمَهَ :

أُغْضِی و لو أنِّی أَشاءُ کَسَوْتَهُ

جَرَباً و کُنْتُ له کشَوْکِ العُرْفُطِ

الوَاحِدَهُ عُرْفُطَهٌ ،و بها سُمیَ عُرْفُطَهُ بنُ الحُبَاب بنِ جبیرَهَ القُرَشِیُّ (3)الصَّحابِیُّ رضِیَ اللّه عنه،کما فی العُبَابِ .و فی مُعْجَمِ الذَّهَبِیِّ و ابنِ فَهْدٍ:هو الأَزْدِیُّ الَّذِی استُشْهِدَ بالطّائفِ .

وفَاتَه: عُرْفُطهُ الأَنْصَارِیُّ ،و عُرْفُطَهُ بنُ نَضْلَهَ الأَسَدِیُّ ، و عُرْفُطَهُ بنُ نهیکٍ (4)التَّمِیمیُّ :صحابِیّون.و قال شُعْبَهُ :

مالِکُ بنُ عُرْفُطَهَ عن عَبْدِ خَیْرٍ،قال البُخَارِیُّ :هذا وَهَمٌ ، و الصّوابُ :خَالِدُ بنُ عَلْقَمَهَ الهَمْدانِیُّ .

و اعْرَنْفَطَ الرَّجُلُ :انْقَبَضَ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِی.

و المُعْرَنْفِطُ :الهَنُ ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ لرَجُلٍ قَالَتْ له امْرَأَتُه،و قد کَبِرَ:

یا حَبَّذا ذَباذِبُکْ

إِذا الشَّبابُ غَالِبُکْ

ص:335


1- (1) اللسان: [1]مفترش.
2- (2) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
3- (3) فی أسد الغابه: [2]لمرفطه بن الحباب بن حبیب و قیل ابن جبیر الأزدی حلیف لبنی أمیه.قال:و ذکره ابن إسحاق إلا أنه قال ابن جناب بالجیم و النون.
4- (4) عن أسد الغابه و بالأصل:«نهیط ».

فأَجَابَهَا:

یا حَبَّذَا مُعْرَنْفِطُکْ

إِذْ أَنَا لا أُفَرِّطُکْ

هکَذا فی اللِّسَان.و سَیَأْتِی ذلِک بعَیْنهِ للمُصَنِّفِ فی «قرفط »و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ هُنَاک هذا الرَّجَزَ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

إِبِلٌ عُرْفُطِیَّهٌ :تَأْکُلُ العُرْفُطَ .

و عُرَیْفِطانُ (1):وَادٍ بینَ الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفَیْنِ لیسَ به ماءٌ و لا رِعْیٌ ،نقله یاقُوتٌ عن عَرّام.

عرقط

العُرَیْقِطَهُ و العُرَیْقِطَانُ ،کدُوَیْهِیَهٍ و زُعَیْفِرانٍ :

دُوَیْبَّهٌ ،کما فی الصّحاحِ ،و زادَ فی العَیْن: عَرِیضهٌ ،ضَرْبٌ من الجُعَلِ .و اقْتَصَرَ علی الأُولَی،و ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ الاثْنَتَیْن.

عزط

العَزْطُ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .و فی اللِّسَانِ :هو النِّکَاحُ ،مقلُوبٌ عن الطَّعْز.

عسط

عَیْسَطَانُ ،کطَیْلَسَان ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ سِیدَه: ع ،و قال غَیْرُه: بنَجْدٍ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ (2):و قد جاءَ فی الشِّعْرِ الفَصِیح،و أَنْشَدَ:

و قد وَرَدَتْ من عَیْسَطَانَ جُمَیْمَهً

کمَاءِ السَّلَی یَزْوِی الوُجُوهَ شَرَابُها

عسمط

عَسْمَطَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال ابن دُرَیْدٍ، أَی خَلَطَهُ ،نقله الصّاغَانِیّ و صاحِبُ اللّسَان.

عسلط

العَسْلَطَه ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ هُنَا.و أَوْرَدَه فی العَلْسَطه.و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الکَلامُ بلا نِظَامٍ ،کالعَسْطَلَه.

و کَلامٌ مُعَسْلَطٌ :مُخَلَّطٌ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و هی لُغَهٌ بَعِیدَهٌ ، و کذلِکَ مُعَسْطَلٌ ،و مُعَلْطس.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

العَسْلَطَه :عَدْوٌ فی تَعَسُّفٍ ،کالعَطْلَسَهِ .

عشط

عَشَطَهُ یَعْشِطُه ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَی اجْتَذَبَه مُنْتَزِعاً له .و قال الأَزْهَرِیُّ :لم أَجِدْ فی ثُلاثِیِّ « عشط »شیئاً صَحِیحاً.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: مِنْهُ اشْتِقَاقُ لفظ .

عشنط

العَشَنَّط ،کعَشَنَّقٍ فالنّونُ زَائِدَهٌ عنده،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ . لِلطَّوِیلِ جِداً ،و کذلِکَ العَشَنَّقُ ، أَو هو التَّارُّ ،هکذا هو فی أُصُولِ القامُوسِ ،و فی العَیْن:الشّابُّ الظَّرِیفُ الحَسَنُ الجِسْمِ ،نَقَلَه اللَّیْثُ فی رُبَاعیِّ العَیْنِ و الشین.

ج: عَشَنَّطُونَ ،و عَشَانِطُ ،و قِیلَ فی جَمْعِه: عَشَانِطَهٌ ، مثل عَشَانِقَهٍ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

إِذا شِئْتَ أَنْ تَلْقَی مُدلاًّ عَشَنَّطاً

جَسُوراً إِذا مَا هَاجَهُ القَوْمُ یَنْشَبُ

وَصَفَه بخِلافٍ و سُوءِ خُلُقٍ و قال الأَصْمَعِیُّ :و کذلِکَ هُوَ من الجِمَالِ ،و أَنْشَدَ:

بُوَیْزِلاً ذا کِدْنَهٍ مُعَلَّطَا

مِن الجِمَالِ بَازِلاً عَشَنَّطَا

قُلْتُ :و أَوْرَدَ الجَوْهَرِیُّ هذا الرَّجزَ فی«عنشط »و رواه هکذا عَشَنَّطا ،کما سیأْتی.و ذکرَ ابنُ دُرَیدٍ العَشَنَّطَ فی باب فَعَلَّلٍ أَیْضاً.

و قال ابنُ عَبّادٍ: تَعَشْنَطَت المَرْأَهُ زَوْجَهَا ،إِذا تَعَلَّقَتْه لِخُصُومَهٍ ،کما فی العُبَابِ ،و کذلِکَ :تَعَنْشَطَتْ ،کما فی التَّکْمِلَهِ ،و سَیَأْتِی.

عضرط

العضْرطُ ،کزِبْرِجٍ و جَعْفَرٍ:العِجَانُ ،بلُغه هُذَیْلٍ ،قاله ابنُ عَبّاد،و فی الصّحاحِ أَیْضاً،هکَذا عن أَبِی عُبَیْدٍ،قال:و هو ما بَیْنَ السَّبَّهِ (3)و المَذَاکِیرِ.

و قیل: العِضْرِطُ : الاسْتُ ،کالبُعْثُطِ ،یقال:أَلْزَقَ بُعْثُطَه و عِضْرِطَهُ بالصَّلَّهِ ،یعنِی اسْتَه.

أو هو العُصْعُصُ ،و هذِه عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

أَو الخَطُّ الَّذِی من الذَّکَرِ إِلی الدُّبُرِ ،کما فی المُحْکَمِ .

و العُضْرُطُ ، کقُنْفُذٍ،و عُلابِطٍ ،و عُصْفُورٍ:الخَادِمُ علی

ص:336


1- (1) قیدها یاقوت عُرُیْفِطان تصغیر عرفطان.
2- (2) الذی فی الجمهره 25/3 و [1]أحسب أن عیسطان موضع.
3- (3) الأصل و اللسان و فی الصحاح:«السَهِ ».

طَعَامِ بَطْنِه ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و حکاهُ ابنُ بَرِّیّ أَیْضاً عن ابنِ خالَوَیْهِ ،و قال:و مثلُه اللَّعْمَظُ و اللُّعْمُوظُ ،و الأُنْثَی لُعْمُوظَه.

و قال الأَصْمَعِی: العُضْرُط ،و العُضْرُوطُ : الأَجِیرُ، ج: عَضَارِطُ و عَضَارِیطُ ،و أَنْشَدَ:

أَذاکَ خَیْرٌ أَیُّهَا العُضَارِطُ

و أَیُّهَا اللَّعْمَظَهُ العُمَارِطُ

و یُقَال:وَاحِدُ العَضَارِطِ : العُضَارِطُ ،کجُوَالِق و جَوَالِقَ ، و قال طُفَیْلٌ الغَنَوِیّ فی العَضَارِیطِ :

و شَدَّ العَضَارِیطُ الرِّجالَ و أُسْلِمَتْ

إِلی کُلِّ مِغْوارِ الضُّحَی مُتکَبِّبِ (1)

و قال الأَعْشَی:

و کَفَی العَضَارِیطُ الرِّکابَ فبُدِّدَتْ

مِنْهَا لأَمْرِ مُؤَمَّلٍ فأَجَالَهَا

أَی لمّا صارُوا إِلی الغَارَهِ أَمْسَکَ الخَدَمُ الرِّکابَ ،و رَکِبَ الفُرْسانُ فبُدِّدَتِ الخَیْلُ للغارَهِ بأَمْرِ المَمْدُوحِ ،و هو قَیْسُ بنُ مَعْدِی کَرِبَ .

و یُقَال للأَتْبَاعِ : عَضَارِیطُ ،و عَضَارِطَهٌ ،الوَاحِدَ (2):

عُضْرُطٌ و عُضْرُوطٌ .

و العِضْرِطُ بالکَسْرِ: اللَّئِیمُ من الرِّجَالِ ،قالَهُ اللَّیْثُ .

و العُضَارِطِیُّ ،بالضَّمِّ :الفَرْجُ الرِّخْوُ ،قال جَرِیرٌ:

تُوَاجِهُ بَعْلَها بعُضَارِطیٍّ

کأَنَّ علی مَشَافِرِه جَبَابَا (3)

و العُضَارِطِیُّ أَیْضاً: الاسْتُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ،و قِیلَ :

العِجَانُ .

و العَضَارِیطُ :العُرُوقُ الَّتِی فی الإِبْطِ بینَ اللَّحْمَتَیْنِ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و العُضْرُوطُ ، کعُصْفُورٍ:مَرِیءُ الحَلْقِ ،و هُوَ رَأْسُ المَعِدَهِ الّلازِقُ بالحُلْقُومِ أَحْمَرُ مُسْتَطِیلٌ ،و جَوْفُه أَبْیَضُ ، عن ابْنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قَومٌ عَضَارِیطُ :صَعَالِیکُ .

و قالَ شَمِرٌ:مَثَلٌ للعَرَبِ :«إِیّاک و کُلَّ قِرْنٍ أَهْلَبِ العِضْرِطِ »قال ابنُ شُمَیْلٍ : العِضْرِطُ :العِجَانُ و الخُصْیَهُ ، و قال ابنُ بَرِّیّ ،یَقُول (4):إِیّاکَ و أَهْلَبَ العِضْرِطِ فإِنّهُ لا طَاقَهَ لکَ بهِ .قال الشّاعِرُ:

مَهْلاً بَنِی رُومَانَ بَعْضَ عِتَابِکمْ

و إِیّاکُمُ و الهُلْبَ مِنِّی عَضَارِطَا

و الأَهْلَبُ :هو کثیرُ شَعرِ الأُنْثَیَیْنِ .

و فی العُبَابِ :رَجُلٌ أَهْلَبُ عَضْرَطٌ ،و هو الکَثِیرُ شَعرِ الجَسَدِ و یُقَالُ :فُلانٌ أَهْلَبُ العضْرطِ أَیْضاً.

و فی اللِّسَانِ :و یُقَالُ : العِضْرِطُ :عَجْبُ الذَّنَبِ .

عضرفط

العَضْرَفُوطُ :العُذْفُوطُ ،و هی العِسْوَدَّهُ الَّتِی تَقَدَّم ذِکْرُها، أَو هو ذَکَرُ العَظَاءِ ،کما فی الصّحاحِ ،قال أَبو حِزَامٍ العُکْلِیُّ :

فآصِلَ قد تَدَخْدَخَ لِی و دَاخَتْ

فَرَاضِخُهُ دُوُوخَ العَضْرَفُوطِ

أَو:هو من دَوابِّ الجِنِّ و رَکائِبِهم قال الشّاعِرُ:

و کُلَّ المَطَایَا قد رَکِبْنَا فلم نَجِدْ

أَلَذَّ و أَشْهَی من وَحِیدِ الثَّعَالِبِ

و مِنْ فَأْرَهٍ مَزْمُومَهٍ شَمَّرِیَّهٍ

و خَودٍ بِرِدْفَیْهَا أَمامَ الرَّکائبِ

و مِنْ عَضْرَفُوطٍ حَطَّ بِی من ثَنِیَّهٍ

یُبَادِرُ سِرْباً مِنْ عَظَاء قَوَارِبِ

قالَ اللَّیْثُ : ج.عَضَارِفُ ،و عَضْرَفُوطاتٌ .و قِیلَ :جمعُه عَضَافِیطُ ،و فی الصّحاحِ :و تَصْغِیرُه عُضَیَرِفٌ و عُضَیْرِیفٌ ، و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

فأَحْجَرَها کَرُّهَا فِیهِمُ

کما یُجْحِرُ الحَیَّهُ العَضْرَفُوطَا

عضط

عَضَطَ یَعْضِطُ عَضْطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال

ص:337


1- (1) فی المطبوعه الکویتیه،عن العباب،«الرحال..متلبب».
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«الواحده».
3- (3) عن الدیوان و المحکم و بالأصل«حبابا»بالحاء المهمله.و الجباب شیء کالزبد،و حباب الماء بالحاء المهمله نفاخاته التی تعلوه.
4- (4) فی اللسان:« [2]تقول فی المثل:إِیاک و الأهلب العضرط »و ضبط العضرط فی الصحاح نصاً بالفتح.

ابنُ دُرَیْدٍ،أَی أَحْدَثَ عِنْدَ الجِمَاعِ ،قال:و مِنْهُ قولُهم:

و هُوَ عِضْیَوُطٌ ،کهِلْیَوْنٍ قال:و زَعَمَ الخَلِیلُ أَنَّه یَتَصَرَّفُ بالضّاد و الذال جمیعاً (1)،قال:و لمْ یُصَرِّفه أَحدٌ من أَصحابِنَا غیره و قال ثعلب:هو العُضْیُوط ،بالضَّمّ .

عضفط

العُضْفُوطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ اللَّیْثُ :

هو کعُصْفُورٍ،و قال ابْنُ عَبّادٍ:هو العَیْضَفُوطُ مِثَالُ حَیْزَبُونٍ ،لغهٌ فی العَضْرَفُوطِ ،و الجَمْعُ : عَضَافِیطُ .

عطط

عَطَّ الثَّوْبَ یَعُطُّه عَطّاً : شَقَّهُ طُولاً ،قال اللَّیْثُ :

أَو عَرْضاً:من غیر (2)بَیْنُونَهٍ ،و أَنْشَدَ:

و إِنْ لَجُّوا حَلَفْتُ لَهُمْ بحِلْفٍ

کعَطِّ البُرْدِ لَیْسَ بذِی فُتُوقِ

و قال أَبو زُبَیْدٍ الطّائِیُّ :

من بَنِی عَامِرٍ لها شَطْرُ قَلْبِی

قِسْمَهً مِثْلَ ما یُعَطُّ الرِّدَاءُ

کعَطَّطَهُ ،شُدِّدَ للْکَثْرَهِ ،کما فی الصّحاحِ .و أَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ :

بضَرْبٍ فی القَوَانِسِ ذِی فُرُوغٍ

و طَعْنٍ مِثْلِ تَعْطِیطِ الرِّهَاطِ (3)

و یُرْوَی:

«فی الجَمَاجِم ذِی فُضُولٍ »

و یروی:« تَعْطَاطِ ».

قِیل:و قُرِیءَ قولُه تعالَی: فَلَمَّا رَأَی قَمِیصَهُ عُطَّ مِنْ دُبُرٍ (4)رواه المُفَضَّلُ ،قال:هکَذا قَرَأْتُ فی مُصْحَفٍ ، و نَقَلَه اللَّیْثُ ،قال الصّاغانِیُّ :و لم أَعْلَمْ أَحَداً من أَهْلِ الشَّواذِّ قرأَ بها، فتَعَطَّطَ الثوبُ و انْعَطَّ ،قال ابنُ هَرْمَهَ :

لَبِسَتْ مَعَارِفُهَا البِلَی فجَدِیدُهَا

خَلَقٌ کثَوْبِ الماتِحِ المُتَعَطِّطِ

و قال أَبُو النَّجْمِ :

کَأَنَّ تَحْتَ ثَوْبِهَا (5)المُنْعَطِّ

إِذا بَدَا مِنْهَا الَّذِی تُغَطِّی

شَطّاً رَمَیْتَ فَوْقَهُ بشَطِّ

و قال المُتَنَخِّلُ :

تَمُدُّ له حَوَالِبُ مُشْعَلاتٌ

یُجَلِّلُهُنَّ أَقْمَرُ ذُو انْعِطَاطِ (6)

و عَطَّ فُلاناً إِلی الأَرْضِ یَعُطُّه عَطًّا : صَرَعَهُ و غَلَبَهُ ،عن أَبی عَمْرٍو.

و العَطَاطُ ،کسَحَابِ :الشُّجَاعُ الجَسِیمُ الشَّدِیدُ،عن ابْنِ السَّکِّیت.

و العَطَاطُ : الأَسَدُ الجَسِیمُ الشَّدِیدُ،قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیّ :

و ذلِکَ یَقْتُلُ الفِتْیَانَ شَفْعاً

و یَسْلُبُ حُلَهَ اللَّیْثِ العَطَاطِ (7)

قِیلَ :هو الجَسِیمُ الطَّوِیلُ الشُّجَاعُ ،و یُرْوَی«الغَطَاطِ » بالغَیْنِ المُعْجَمَه.

و قالَ الشَّیْبَانِیُّ : المَعْطُوطُ :المَغْلُوبُ ،کالمَعْتُوتِ ،و هُوَ الَّذِی غُلِبَ قَوْلاً أَو فِعْلاً ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و الصّوابُ :

و فِعْلاً. أَو العَتُّ ،بالتَّاءِ.فِی القَوْلِ ،و العَطُّ ،بالطّاءِ، فی الفِعْلِ .

و قال ابنُ بَرِّیّ : العُطُطُ ،بضمّتَیْن:المَلاَحِفُ المُقَطَّعَهُ .

و هو قولُ ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

و العُطْعُطُ ،کهُدْهُدٍ:العَتُودُ من الغَنَمِ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ، أَو الجَدْیُ ،قالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ .

أَو الجَحْشُ ،و هو وَلَدُ الحِمَارِ الأَهْلِیِّ ،کالعُتْعُتِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: العَطْعَطَهُ :تَتَابُعُ الأَصْوَاتِ و اخْتِلاطُهَا فی الحَرْبِ و غَیْرِهَا ،و فی بعضِ النَّسَخِ :و اخْتِلاَفُهَا.

ص:338


1- (1) فی التکمله:و زعم الخلیل أنه یتصرف فیقال:عَضْیَط یُعَضْیِط عَضْیَطَهً .
2- (2) فی القاموس:بلا بینونه.
3- (3) دیوان الهذلیین 24/2 و صدره فیه: بضربٍ فی الجماجم ذی فروغٍ .
4- (4) سوره یوسف الآیه 27 و [1]القراءه المشهوره:... قُدَّ مِنْ دُبُرٍ .
5- (5) فی الصحاح و اللسان:درعها.
6- (6) دیوان الهذلیین 23/2 و فی الأصل«تحللهن»و المثبت عن الدیوان.
7- (7) قال ابن بری هو لعمرو بن معدی کرب.

أَو حِکَایَهُ صَوْتِ المُجَّانِ إِذا قالُوا:عِیطْ عِیطْ ، بکَسْرِهِمَا، و ذلِکَ إِذا غَلَبُوا قَوْماً ،یُقَال:هُمْ یُعَطْعِطُونَ ، قاله اللَّیثُ .

و الأَعَطُّ :الطَّوِیِلُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و انْعَطّ العُودُ:تَثَنَّی من غَیْرِ کَسْرٍ بَیِّنٍ ،قالَهُ أَبو زَیْدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اعْتَطَّ الثَّوْبَ :شَقَّهُ .

و ثَوْبٌ عَطِیطٌ ،و مَعْطُوطٌ :مَشْقُوقٌ .

و التَّعْطَاطُ :مَصْدَرُ عَطَّطَه .

و العَطَوَّطُ کحَزَوَّرٍ:الطَّوِیلُ ،و الانْطِلاَقُ السَرِیعُ ،و الشَّدِیدُ من کُلّ شیءٍ،کالعَطَوَّدِ.

و عَطْعَطَ الکَلاَمَ :خَلَطَه.

و عَطْعَطَ بالذِّئْبِ :قال له:عَاطِ عاطِ .

و اعْتَطَّ أَوَائلَ القَوْمِ ،أَی شَقَّهُم،و هو مَجازٌ.

و عَطْعُوطٌ ،بالفَتْحِ :من الأَعْلامِ .

و یُقَالُ :فَتْقٌ وَاسِعُ المَعَطِّ .

عظط

العِظْیَوْطُ (1)،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ فی تَرْجَمَهِ «عذط »:هو العِذْیَوْطُ زِنَهً و مَعْنًی ،نَقَلَه عن بَعْضِهِمْ .

و قال الخارْزَنْجِیُّ فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ : العِظْیَوْطَهُ ، بهاءٍ:

الیَرْبُوعُ الأُنْثَی ،قال الشَّرْقِیُّ (2):

إِلی عِظْیَوْطَهٍ تَهْوِی سَرِیعاً

بها ذَوَطٌ تَرِیعُ لفِرْنِبَاتِ

عفط

عَفَطَت العَنْزُ تَعْفِطُ عَفْطاً و عَفِیطاً و عَفَطَاناً ، الأَخِیر مُحَرَّکَهً :ضَرَطَتْ ،و فی العُبَابِ و الصّحاحِ :حَبَقَتْ .

و العَفْطَهُ :الضَّرْطَهُ ،و منه

1- قَوْلُ علیٍّ رَضِی اللّه عَنْهُ :

«و لَکانَتْ دُنْیاکُمْ هذِه أَهْوَنَ عَلَیَّ من عَفْطَهِ عَنْزٍ».

و رَجُلٌ عَافِطٌ و عَفِطٌ ،ککَتِفٍ :ضَرُوطٌ ،قال:

یا رُبَّ خالٍ لک فَعْفَاعٍ عَفِطْ

و العَفْطُ و العَفِیطُ :نَثِیرُ الضَّأْنِ تَنْثِرُ بأْنُوفِهَا کما یَنْثِرُ الحِمَارُ ،و هی العَفْطَهُ ،کما فی الصّحاحِ .

و قال أَبو الدُّقَیْشِ : العَافِطَهُ :النَّعْجَهُ .و عَلَّلَه بعضُهُم فقالَ :لأَنَّهَا تَعْفِطُ ،أَی تَضْرِطُ ، و النَّافِطَهُ :العَنْزُ ،لأَنَّهَا تَنْفِطُ بأَنْفِهَا قال: و منه قولُهُم: ما لَهُ عَافِطَهٌ و لا نَافِطَهٌ ،و هذا کقَوْلِهم:ما له ثَاغِیَهٌ و لا راغِیَهٌ ،أَی[لا] (3)شاهٌ تَثْغُو و لا ناقَهٌ تَرْغُو،کما فی الصّحاحِ .و قیل:النّافِطَهُ إِتْبَاعٌ ،و قِیل:

النّافِطَهِ :العَنْزُ أَو النّاقَهُ .و قالَ الأَصْمَعِیُّ : العَافِطَهُ :الضَّائِنَهُ و النّافِطَهُ :الماعِزَهُ ،و قالَ غَیْرُ الأَصْمَعِیِّ من الأَعراب:

العَافِطَهُ :الماعِزَه إِذا عَطَسَتْ .

أَو العافِطَهُ :الأَمَهُ الرَّاعِیَهُ ، کالعَفَّاطَهِ کما فی الصّحاح، لأَنَّهَا تَعْفِطُ فی کَلامِهَا، و النَّافِطَهُ :الشّاهُ .قال ابنُ بَرِّیّ :

و یُقَال أَیْضاً:مَالَهُ سارِحَهٌ و لا رائحَهٌ ،و مالَهُ دَقِیقَهٌ و لا جَلِیلَهٌ (4)،و مَا لَهُ حَانَّهٌ و لا آنَّهٌ ،و ما لَهُ هَارِبٌ و لا قَارِبٌ .و ما لَهُ عَاوٍ و لا نابخٌ .و مَالَهُ هِلَّعٌ و لا هِلَّعَهٌ (5).

و العِفَاطِیُّ و العِفْطِیُّ ،بکَسْرِهِمَا،و کَذلکَ العَفّاطُ ، کشَدَّادِ:الأَلْکَنُ الَّذِی لا یُفْصِحُ فی عَرَبِیَّتِه و کذلِک العَفّاتُ ، بِالتّاءِ،و لا یُقَالُ علی جِهَهِ النِّسْبَهِ إِلاّ عِفْطیٌّ ، و قد عَفَطَ فی کَلامِه یَعْفِطُ . عَفْطاً ،و کذلِکَ :عَفَتَ کَلاَمَه عَفْتاً إِذا تَکَلَّم بالعَرَبِیَّهِ فلم یُفْصِحْ ،و قیل:تَکَلَّم بکَلاَمٍ لا یُفْهَم.

و قال أَبُو الهَیْثَمِ : العَفْطُ :الضَّرْطُ بالشَّفَتَیْن ،و النَّفْطُ :

بالأَنْفِ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : العَفْطُ .الحُصَاصُ للشّاهِ ، و النَّفْطُ :عُطَاسُهَا.و قال الکِسَائیُّ :الشَّاهُ تَسْعُل فَتَسْمَعُ صَوْتاً من أَنْفِهَا،فذلِکَ النَّفِیطُ .

و قال ابنُ فارِسٍ : العَفْطُ : دُعاءُ الغَنَمِ ،و قد عَفَطَ بغَنَمِه،إِذا دعَاهَا.

و قِیلَ : العَافِطُ :الَّذِی یَصِیحُ بالضَّأْنِ لِتَأْتِیَهُ (6).و قال بعضُ الرُّجّازِ یصفُ غَنَمَاً:

ص:339


1- (1) بهامش المطبوعه الکویتیه:«وردت فی القاموس بالطاء المهمله بعد العین»و الذی فی نسختی القاموس اللتین بیدی«العظیوط »بالظاء. فلعلها نسخه ثالثه منه.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الشرفی».
3- (3) زیاده عن الصحاح و [1]اللسان. [2]
4- (4) الدقیقه:الشاه،و الجلیله الناقه،لسان.
5- (5) قوله:الحانّه أی الناقه التی تحن لولدها،و الآنّه الأمه التی تئن من التعب.و قوله:هلع أی جدی و الهلعه:العناق.
6- (6) هو قول أبی عمرو کما فی التهذیب.

یَحَارُ فیها سالِیءُ و آقِطُ

و حَالِبَانِ و محَاحٌ عَافِطٌ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

عَفَطَ بها،و عَفَقَ بها:ضَرَطَ .

و الْمِعْفَطَه :الاسْتُ .

و عَفَطَ الرّاعِی بغَنَمِه،إِذا زَجَرَها بصَوْتٍ یُشْبِهُ عَطْفَهَا، کما فی الصّحاحِ .

و العَافِطُ :الرّاعِی.و من سَبِّهِم:یابنَ العَافِطَهِ ،أَی الرَّاعِیَهِ .

عفلط

العفلطُ ،کزِبْرِجٍ ،و عَمَلَّسٍ ،و زِنْبِیل ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و نقَلَ الصّاغانِیُّ فی العُبَابِ الأُولَی و الثّانِیَهَ عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و الثّالثَه فی التَّکْمِلَه عنه أَیْضاً.و اقْتَصَر صاحِبُ الَّلسَانِ علی الثّانِیَه،و الثّالِثَه،و هو: الأَحْمَقُ .

قال: و عَفْلَطَهُ بالتُّرابِ عَفْلَطَهً إِذا خَلَطَهُ بهِ .

عفنط

العَفَنَّطُ ،کعَمَلَّسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو اللَّئِیمُ السَّیِّیءُ الخُلُقِ .

قالَ : و هو أَیْضاً: دَابَّه تُسَمَّی عَنَاقَ الأَرْضِ ،کما فی اللَّسَانِ .

عقط

العَقْطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الخَارْزَنْجِیُّ فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ :هو فی العِمَّهِ :کالقَعْطِ کما سَیَأْتِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الیَعْقُوطَهُ :دُحْرُوجَهُ الجُعَلِ ،و هی البَعرَهُ ،کما فی اللِّسَانِ .

عکلط

لَبَنٌ عُکَلِطٌ ،کعُلَبِطٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ الأَصْمَعِیُّ :أَی خَاثِرٌ مُتَکَبِّدٌ،و أَنْشَدَ:

کَیْفَ رَأَیْتَ کُثْأَتَیْ عُجَلِطَهْ

و کُثْأَهَ الخَامِطِ من عُکَلِطَهْ

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:یُقَال للخَاثِرِ من الأَلْبَانِ الغَلِیظِ :هُدَبِدٌ، و عُثَلِطٌ ،و عُلَبِطٌ ،و عُکَلِطٌ ،قال ابْنُ بَرِّیّ :هُوَ مَقْصُورٌ من عُکَالِطٍ ،کأَخَواتِه.

علبط

العُلَبِطُ ،و العُلاَبِطُ ،بضمِّ عَیْنِهما و فَتْحِ لامِهما ،و إِنَّمَا صَرَّح بضَبْطِهِما لأَنَّه یَزِنُ بهِمَا غالِباً فی کِتَابِه: الضَّخْمُ ،کما فی الصّحاحِ ،و زادَ فی اللَّسَانِ :

العَظِیمُ من الرِّجالِ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

بنَاعِجٍ عَبْلِ المَطَا عَنَطْنَطِهْ

أَحْزَمِ جُؤْشُوِشِ القَرَا عُلَبِطِهْ

و العُلَبِطُ ،و العُلاَبِطُ : القَطِیعُ من الغَنَمِ ، کالعُلَبِطَهِ ، بهاءٍ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:نحو المِائَهِ و المِائَتَیْن منها. و فی اللِّسَانِ : أَقَلُّهَا الخَمْسُونَ و المائه إِلی ما بَلَغَتْ من العِدَّهِ .

و قِیلَ :غَنَمٌ عُلَبِطَهٌ :کَثِیرهٌ .و قال اللِّحْیَانِیُّ :علیه عُلَبِطَهٌ من الضَّأَنِ ،أَی قِطْعَهٌ ،فخَصَّ به الضَّأْنَ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :

ما رَاعَنِی إِلاَّ خَیَالٌ هَابِطَا

عَلَی البُیُوتِ قَوْطَه العُلاَبِطَا

قال:خیَالٌ :اسمُ راع.قلتُ :و یُرْوَی«جَنَاحٌ هابِطا».

و أَنْشَدَ أَبو زَیْدٍ فی نَوَادِرِه هکَذَا،و بَعْدَ المَشْطورَیْن:

ذاتَ فُضُولٍ تَلْعَطُ المَلاعِطَا

فِیهَا تَرَی العُقَّرَ وَ العَوَائِطَا

و العُلَبِطُ : اللَّبَنُ الخاثِرُ الغَلِیظُ المُتَکَبِّدُ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ، و قِیلَ : کُلُّ غَلِیظٍ : عُلَبِطٌ ،و بَیْنَهُمَا جِنَاسُ التَّصْحِیفِ ،و کُلُّ ذلِکَ مَحْذُوفٌ من فُعَالِلٍ ،و لیس بأَصْلٍ ،لأَنَّه لا تَتَوَالَی أَرْبَعُ حَرَکَاتٍ فی کَلِمَهٍ وَاحِدَهٍ .

و العُلَبِطُ : ثِقَلُ الشَّخْصِ ،و نَفْسُه،یُقَالُ :أَلْقَی علیهِ عُلَبِطَهُ و عُلاَبِطَهُ ،أَی ثِقَلَه و نَفْسَه (1).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

نَاقَهٌ عُلَبَطَهٌ .عَظِیمَهٌ .

و صَدْرٌ عُلَبِطٌ :عَرِیضٌ ،و غُلامٌ عُلابِطٌ :عَرِیضُ المَنْکِبَیْنِ .قالَ الأَغْلَبُ العِجْلِیُّ یَصِفُ شابًّا جَامَعَ امْرَأَهً :

أَلْقَی عَلَیْهَا کَلْکَلاً عُلاَبِطَا

علسط

کَلامٌ مُعَلْسَطٌ ،کمُدَحْرَجٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَیْ لا نِظَامَ لَهُ ،و کذلِکَ المُعَلْطَسُ و المُعَسْلَط ،و قد تَقَدَّم ذِکْرُهُما فی مَوضِعِهِمَا.

علشط

العَلَشَّطُ ،کعَمَلَّسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال العُزَیْزِی:هو السَّیِّیءُ الخُلُقِ .قال

ص:340


1- (1) اقتصر فی التکمله علی«ثقله».

الصّاغَانِیُّ : و فی صِحَّتِهَا نَظَرٌ ،و نَصُّ العُبَاب:أَنا وَاقِفٌ فی صِحَّتِه بل بَرِیءٌ من عُهْدَتِه.قلت:و یُؤَیِّد العُزَیْزِیَّ وُرُوُدُ العَنَشَّطِ ،کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و غَیرُهُ ،و فَسَّرُوه بالسَیِّیءِ الخُلُقِ ،فهو عَلَی صِحَّتهِ تکونُ الّلامُ بَدَلاً من النُّونِ ،و مثلُ هذا کَثِیرٌ،فتأَمَّلْ ذلِک و أَنصِفْ .

علط

العِلاَطُ ،ککِتَابٍ :صَفْحَهُ العُنُقِ من کُلِّ شیءٍ، و هُمَا عِلاَطَانِ من الجَانِبَیْن،و فی الصّحاحِ و العُبَاب:

العِلاَطَانِ :صَفْحَتَا (1)العُنُقِ من الجَانِبَیْنِ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ رضی اللّه عنه:

و ما هَاجَ مِنّی الشَّوْقَ إِلاّ حَمامَهٌ

دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ فی حَمَامٍ تَرَنَّمَا

مِنَ الوُرْقِ حَمّاءُ العِلاَطَیْنِ بَاکَرَتْ

عَسِیبَ أَشَاءٍ مَطْلَعَ الشَّمْسِ أَسْحَمَا (2)

و العِلاَطَانِ من الحَمَامَهِ :طَوْقُهَا فی صَفْحَتَیْ عُنُقِهَا بسَوَادٍ ،قالَهُ الأَزْهَرِیُّ .و قال غیرُه: العِلاَطَانِ ،و العُلْطَتَانِ :

الرَّقْمَتان اللَّتَانِ فی أَعْنَاقِ القَمَارِیّ .و فی الأَسَاسِ :إِنَّهُ من العِلاَطِ ،بمعْنَی السَّمَهِ .و تقول:مَا أَمْلَحَ عِلاطَیْهَا .

و العِلاَط : خَیْطُ الشَّمْسِ الَّذِی یَتَرَاءَی،قالَهُ اللَّیْثُ ، و هو مَجَازٌ.

و العِلاَطُ : الخُصُومَهُ و الشَّرُّ و المُشاغَبَهُ ،و هو مَجَازٌ،و به فُسِّرَ قولُ المَتَنَخِّل الهُذَلِیِّ :

فَلاَ و أَبِیک نَادَی الحیُّ ضَیْفِی

هُدُوءًا بالمَسَاءَهِ و العِلاَطِ

أَرادَ:لا و أَبِیکَ لا یُنَادِی الحَیُّ ضَیْفِی هُدُوءًا،أَی بعدَ ساعَهٍ من اللَّیْلِ بالمَسَاءَهِ و الشَّرِّ.و أَصْلُ العِلاَط :وَسْمٌ فی عُنُقِ البَعِیرِ،یَقُول:إِذا نَزَلَ بی ضَیْفٌ لم یَعْلِطْنِی بعارٍ،أَی لم یَسِمْنِی،کذا فی شَرْحِ الدِّیوَانِ .و یُرْوَی:«فلا و اللّهِ ».

و العِلاَطُ : حَبْلٌ یُجْعَلُ فی عُنُقِ البَعِیرِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

قال: و قد عَلَّطَه تَعْلِیطاً :نَزَعَه مِنْهُ ،أَی العِلاَطَ من عُنُقِه، هذه حِکَایَهُ أَبِی عُبَیْدٍ.

و العِلاَطُ : سِمَهٌ فی عُرْضِ عُنُقِه ،و فی الصّحاحِ :فی العُنُقِ بالعَرْضِ ،عن أَبِی زَیْدٍ،قال:و السِّطَاعُ بالطُّولِ .

و فی الرَّوْضِ للسُّهَیْلّی:فی قَصَرَهِ العُنُقِ ،و قال أَبُو عَلِیٍّ فی التَّذْکِرَهِ من کتابِ ابن حَبِیب: العِلاَطُ :یکونُ فی العُنُقِ عَرْضاً،و رُبما کانَ خَطًّا وَاحِداً،و رُبما کانَ خَطَّیْنِ ،و رُبما کان خُطُوطاً فی کُلِّ جَانِبٍ ، کالإِعْلِیطِ ،کإِزْمِیلٍ .

و ج العِلاَطِ : أَعْلِطَهٌ و عُلُطٌ .الأَخِیرُ ککُتُبٍ .

و عَلَطَ النّاقَهَ یَعْلِطُ و یَعْلُطُ ،من حدِّ ضَرَبَ و نَصَرَ،و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ علی الأَخِیرِ، عَلْطاً ، و عَلَّطَها تَعْلِیطاً : وَسَمَها بهِ ، شُدِّدَ للکَثْرَهِ ،کما فی المُحْکَمِ .

و ذلِکَ المَوْضِعُ من عُنُقِه: مَعْلَطٌ ،کمَقْعَدٍ و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

مُنْتَحَضٍ صَفْحاً صَلِیفَیْ مَعْلَطِه

یُحْسَبُ فی کَأْدائِه و مَهْبِطِهْ

و أَنْشَدَ أَیْضاً فی هذِه الأُرْجُوزَهِ :

عَلَطْتُه علی سَواءِ مَعْلَطِه

وَخْطَهَ کَیٍّ نَشْنَشَتْ فی مَوْخِطِهْ

و کَذلِکَ مُعْلَوَّطٌ مَفْتُوحَهَ الّلامِ و الواوِ المُشَدَّدَهِ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

بادِی حُجُومِ الدَّأْیِ من مُعْلَوَّطِهْ

و لکِنَّ الأَخِیرَ مَوْضِعُ اعْلَوَّطَ البَعِیرَ،إِذا تَعَلَّقَ بعُنُقِه،لا مَوْضِعُ السِّمَهِ ،من عُنُقِه،کما هُوَ مُقْتَضَی عِبَارَهِ المُصَنِّفِ ، ففیه نَظَرٌ لا یَخْفَی، و من المَجَازِ: عَلَطَ فُلاناً بشَرٍّ یَعْلُطُهِ عَلْطاً ، ذَکَرَه بسُوءٍ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ قولَ المُتَنَخِّلِ :

فلاَ و اللّه نادَی الحَیَّ ضَیْفِی

هُدُوءًا بالمَسَاءَهِ و العِلاَطِ

یُقَالُ : عَلَطَه بشَرٍّ،إِذا لَطَخَه به.

و ناقَهٌ عُلُطٌ ،بضَمَّتَیْنِ :بلا سِمَهٍ ،قالَهُ الأَحْمَرُ (3)، کعُطُلٍ ، و قالَ الأَصْمَعِیُّ : بلا خِطَامٍ ،قال أَبُو دُوَادٍ الرُّؤاسِی:

و اعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِیَّ تَرْکُضُه

أُمُّ الفَوَارِسِ بالدِئْداءِ و الرَّبَعَهْ

ص:341


1- (1) الأصل و اللسان،و فی الصحاح:صَفْقا.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:عسیب،الذی فی اللسان: [1]قضیب،و فی التکمله:فروع ا ه »و فی التهذیب أیضاً فروع،و فیه سفعاء بدل حماء،و مثله فی الأساس«سفع».
3- (3) الأصل و الصحاح،و فی التهذیب أبو عبید.

کذا فی الصّحاحِ ،و قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِیُّ :

وَ مَنَحْتُهَا قَوْلِی علی عُرْضِیَّه

عُلُطٍ أُدَارِی ضِغْنَهَا بتَوَدُّدِ

ج: أَعْلاطٌ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِزِ:

أَوْرَدْتُه قَلاَئصاً أَعْلاَطَا

قلتُ :الرَّجْزُ لرَجُلٍ من بَنِی مازِنٍ .

و قال ابنُ السِّیرَافّی:هو لِنُقادَهَ الأَسَدِیِّ .و قال أَبُو مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِیَّ :لمَنْظُورِ بنِ حَبَّهَ ،و لَیْسَ له.و آخِرُه:

أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّیْتِ لَمَّا شَاطَا

و من المَجَاز:عِلاَطُ النُّجُومِ :المُعَلَّقُ بها.و الجَمْع أَعْلاَطٌ ،قال أُمیّه بنُ أَبی الصَّلْت:

و إِعْلاَطُ النُّجُومِ مُعَلَّقاتٌ

کخَیْلِ القِرْقِ لیسَ له انْتِصَاب (1)

و یُرْوَی:

و أَعْلاطُ الکَوَاکِبِ مُرْسَلاتٌ

کخَیْلِ القِرْقِ غایَتُهَا انْتِصَابُ

و قبل: أَعْلاطُ الکَوَاکِبِ هی النُّجُومُ المُسَمَّاهُ المَعْرُوفَهُ کأَنَّهَا مَعْلُوطَهٌ بالسِّمَاتِ .و قِیلَ :هی الدَّرَارِی الَّتِی لا أَسْمَاءَ لَهَا ،من قَوْلِهمْ :نَاقَهٌ عُلُطٌ :لا سِمَهَ علیها و لا خِطَامَ .و من سَجَعَاتِ الأَسَاس:لو کُنتَ من العَرَبِ (2)لکُنْتَ من أَنْبَاطِهَا، أَو[کنت] (3)من النُّجُوم لکُنْتَ من أَعْلاطِهَا .قال الصّاغانِیُّ و صَحَّف اللیثُ بیتَ أُمَیَّهَ السّابِقَ و غَیَّرَه،و تَبِعَه الأَزْهَرِیُّ ، و أَنْشَدَه«کحَبْل الفَرْق»،و قال:الفَرْق:الکَتَّانُ (4)،و إِنَّمَا هو:کَخَیْلِ بالخَاءِ المُعْجَمَه و الیاءِ التَّحْتِیَّه،و القِرْق:لُعْبَهٌ لهم یُقَال لهَا:السُّدَّرُ،و خَیْلُهَا:حِجَارَتُهَا.

و (5)قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : العُلُط ،بضَمَّتَیْن:القِصَارُ من الحَمِیرِ،و الطِّوَالُ من النُّوقِ .

و قال غَیْرُه: العُلْطَهُ ،بالضَّمِّ :القِلاَدَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ :

زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :من سُکٍّ أَو قَرَنْفُلٍ ،و أَنْشَدَ للرَّاجِزِ،و هو حُبَنْیَهُ بنُ طَرِیفٍ العُکْلِیُّ :

جَارِیَهٌ من شِعْبِ ذِی رُعَیْنِ

حَیَّاکَهٌ تَمْشِی بعُلْطَتَیْنِ

قلتُ :هو یَنْسُبُ (6)بلَیْلَی الأَخْیَلِیَّهِ ،و بعده:

قدْ خَلَجَتْ بحَاجِبٍ و عَیْنِ

یا قَوْمِ خَلُّوا بَیْنَهَا و بَیْنِی

أَشَدَّ ما خُلِّیَ بَیْنَ اثْنَیْنِ

و العُلْطَهُ : سَوَادٌ تَخُطُّه المَرأَهُ فی وَجْهِهَا زِینَهً ،أَی تَتَزَیَّنُ به،و کذلِکَ اللُّعْطَهُ ، کالعَلْطِ ،بالفَتْح ،قاله ابنُ دُرَیْدٍ.

و قال أَبو عَمْرٍو:تَقُول:هذا شاعِرٌ عَالِطٌ ،و ما أَعْلَطَه ، أَی ما أَنْکَرَه .

و الإِعْلِیطُ ،کإِزْمِیلٍ :ما سَقَطَ وَرَقُهُ من الأَغْصَانِ و القُضْبَانِ .

و قال الجَوْهَرِیّ : الإِعْلِیطُ :وَرَقُ المَرْخِ ،قالَ الصّاغانِیُّ :و هو غَیْرُ سَدِیدٍ،لأَنَّ المَرْخ لا وَرَقَ له،و عِیدَانُه سَلِبَهٌ ،و هی قُضْبانٌ دِقَاقٌ ،و الصّوابُ : وِعَاءُ ثَمَرِ المَرْخِ ، و هو کقِشْرِ الباقِلاَءِ ،یُشَبَّه به أُذُنَ الفَرَسِ .و فی الصّحاح:

قال یَصِفُ أُذُنَ الفَرَسِ :

لَهَا أُذُنٌ حَشْرَهٌ مَشْرَهٌ

کإِعْلِیطِ مَرْخٍ إِذا ما صِفِرْ (7)

وَاحِدَتُه: إِعْلِیطَهٌ .قِیلَ :هو لامْرِیءِ القَیْس،و قال ابنُ بَرّیّ :للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب.و قال الصّاغَانِیُّ بل لِرَبِیعَهَ بنِ جُشَمَ النَّمَرِیِّ .قال الصّاغَانِیُّ :أَوَّل ما رأَیْتُ المَرْخَ سنهَ خَمْسٍ و سِتِّمَائهٍ بقُدَیْدٍ عنْد مَوْضِعِ خَیْمَتَیْ أُمِّ مَعْبَد رضِیَ اللّه عَنْها.

و اتَّخَذْتُ منه الزِّنَادَ لِمَا کانَ بَلَغَنِی من قَوْلِهِمْ :«فی کُلِّ شَجَرٍ نارٌ،و اسْتَمْجَدَ المَرْخُ و العَفَارُ».

قلتُ :و أَوَّلُ رُؤْیَتِی فی المَرْخِ و العَفَارِ بالدُّرَیهِمِیّ ، و هی:قَرْیَهٌ بالیَمَنِ سنه 1166.

ص:342


1- (1) عجزه فی التهذیب و اللسان: [1] کحبل الفرق لیس له انتصاب.
2- (2) عن الأساس و بالأصل:من الأعراب کنت.
3- (3) زیاده عن الأساس.
4- (4) و بعد ما أنشد الأزهری تبعاً لروایه اللیث و قوله:الفرق:الکتان،قال: و لا أعرف الفرق بمعنی الکتان.
5- (7) ساقطه من الکویتیه.
6- (5) عن اللسان و [2]بالأصل«یتشبب».
7- (6) نسب فی الصحاح و [3]اللسان لامریء القیس.

و المَعْلُوطُ ،کمَعْرُوفٍ :شاعِرٌ سَعْدِیٌّ ،ذَکَرَه الصّاغَانِیُّ ، و هو فی اللِّسَانِ أَیْضاً.

و اعْلَوَّطَ البعِیرَ اعْلِوّاطاً : تَعَلَّقَ بعُنُقِه و عَلاَهُ ،و ذلِکَ المَوْضِعُ منه مُعْلَوَّطٌ ،قال الجَوْهَرِیُّ :و إِنَّمَا لم تَنْقَلِب الواوُ یاءً فی المَصْدَرِ کما انْقَلَبَتْ فی اعْشَوْشَبَ اعْشِیشاباً،لأَنَّهَا مُشَدَّدَه.

أَو اعْلَوَّطَهُ : رَکِبَهَ بلا خِطَامِ ،قاله ابنُ عَبّادٍ.

أَو اعْلَوّطَهُ :رَکِبَهُ عُرْیاً .قال سِیبَوَیْه:لا یُتَکَلَّمُ به إِلاّ مَزِیداً.

و اعْلَوَّطَ فُلاناً:أَخَذَه و حَسَبَه قاله اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ:

اعْلَوَّطَا عَمْراً لیُشْبِیَاهُ

عن کُلِّ خَیْرٍ و یُدَرْبِیَاهُ

فی کُلّ سُوءٍ و یُکَرْ کِسَاهُ

و اعْلَوَّطَهُ فُلانٌ : لَزِمَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و اشْتَقَّهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،فقال:کما یَلْزَمُ العِلاَطُ عُنُقَ البَعِیر.قال الأَزْهَرِیُّ :و لیس ذلِکَ بمَعْرُوفٍ .

و اعْلَوَّطَ الأَمْرَ:رَکِبَ رَأَسَهُ و تَقَحَّمَ فیه بلا رَوِیَّهٍ .قالَهُ الأَزْهَرِیُّ .و یُقَال: اعْلَوَّطَ فُلانٌ رَأَسَه.و هو مَجَازٌ.

و قیل: الاعْلِوّاطُ :رُکُوبُ العُنُقِ ،و التَّقَحُّمُ عَلَی الشَّیْ ءِ من فَوْقِ ، و منه اعْلَوَّطَ الجَمَلُ النّاقهَ ،إِذا رَکِبَ عُنُقَها و تَقَحَّم مِنْ فوْقِها.

و قِیل: اعْلوَّطَها ،إِذا تَسَدَّاهَا لِیَضْرِبَهَا .

و اعْتَلَطَه ،و اعْتَلَطَ به ،إِذا خَاصَمَهُ و شَاغَبَه ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و العِلْیَطُ ،کحِذْیَمٍ :شَجَرٌ بالسَّرَاهِ تُعْمَلُ منه القِسِیُّ ،قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ:

تَکَادُ فُرُوعُ العِلْیَطِ الصُّهْبُ فَوْقَنَا

به و ذُرَا الشَّرْیانِ و النِّیمِ تَلْتَقِی

و عِلْیَطٌ : اسْم رجُلٍ سُمِّیَ باسْمِ هذا الشَّجَرِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: تَعَلْوَطْتُه :تَعَلّقْتُ به،و ضَمَمْتُه إِلَیَّ ، و کذلِکَ اعْلَوَّطْهُ ،کذا فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

العَلْطُ ،بالفَتْحِ :أَثَرُ الوَسْمِ فی سَالِفَهِ البَعِیرَ،کأَنَّهُ سُمِّیَ بالمَصْدَرِ،قال:

لأَعْلِطَنَّ حَرْزَماً بعَلْطِ

بلِیتِه عِنْدَ بُذُوحِ الشَّرْطِ

البُذُوحُ :الشُّقُوق.و حَرْزَم:اسْمُ بَعِیرٍ.

و عَلَطَه بالقَوْلِ یَعْلُطُه عَلْطاً :وَسَمَه،و هو أَنْ یَرْمِیَه بعَلامَهٍ یُعْرَفُ بها،و هو مَجَازٌ.

و عَلَطَه بسَهْمٍ عَلْطاً :أَصابَه بهِ .

و قال کُرَاع: عَلَّطَ البَعِیرَ،إِذا نَزَعَ عِلاَطَه من عُنُقِه و هی السِّمَهُ ،و قولُ أَبِی عُبَیْدٍ أَصَحُّ ،و قد تَقَدَّم (1).

و عِلاَطُ الإِبْرَهِ :خَیْطُها،عن اللَّیْثِ ،و هو مَجَازٌ.

و العُلْطَتانِ ،بالضَّمِّ :الرَّقْمَتان فی أَعْنَاقِ القَمَارِیِّ و نَحْوِهَا من الطُّیُورِ.

و قال ثَعْلبٌ : العُلْطَتَانِ :طَوْقٌ ،و قیل.سِمَهٌ .قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی کیفَ هذا؟قلتُ :و هذا الَّذِی أَنْکَرَه ابنُ سِیدَه فقد أَثْبَتَه السُّهَیْلِی فی الرَّوْضِ .

و العُلْطَتَانِ :وَدَعَتَانِ تَکُونَانِ فی أَعْنَاقِ الصِّبْیَانِ .

و عُلْطَتَا المَرْأَهِ :قُبُلُهَا و دُبُرُهَا،و به فُسِّرَ قول حُبَیْنَهَ بنِ طَرِیفٍ أَیْضاً (2)،و هو مَجَاز،و جَعَلَهُمَا کالسِّمَتَیْنِ .

و عُلْطَهُ الصَّقْرِ:سُفْعَهٌ فی وَجْهِه،کاللُّعْطَهِ .

و نَعْجَهٌ عَلْطَاءُ :بعُرْضِ عُنُقِهَا عُلْطَهُ سَوَادٍ و سَائرُهَا أَبْیَضُ .

و تَعَلَّطَ القَوْسَ :تَقَلَّدَها.

و لأَعْلُطَنَّکَ عَلْطَ البَعِیرِ،أَی لأَسِمَنَّکَ وَسْماً یَبْقَی علیکَ .

و بَعِیرٌ مَعْلُوطٌ :مَوْسُومٌ بالعِلاَطِ ،و به سُمِّیَ الرَّجُلُ .

و بَعِیرٌ مُعَلَّطٌ ،کمُعَظَّمٍ :نُزِعَ عِلاَطُه مِن عُنُقِه.

ص:343


1- (1) یعنی قوله أن العلاط هو حبل یجعل فی عنق البعیر.
2- (2) یعنی قوله: جاریه من شعب ذی رعین حیاکه تمشی بعلطتین.

و اعْلَوَّطَ الفَرَسَ :رَکِبَها بلا لِجَامٍ .

و العُلُوطُ ،بالضَّمِّ :مَصْدَرُ عَلَطَهُ بسُوءٍ،قال أَبُو حِزَامٍ العُکْلِیُّ :

و لَسْتُ بِوَاذِیءِ الأَحْبَاءِ حُوباً

و لا تَنْدَاهُمُ جَشَراً عُلُوطِی

و قد سَمَّوْا عِلاَطاً ،ککِتَابٍ ،و منه الحَجَّاجُ بنُ عِلاَطِ بنِ خَالِدِ بن ثُوَیْرَهَ بن حَنْثَرِ (1)بنِ هِلالِ بنِ عَبْدِ بنِ ظَفَرِ بنِ سَعْدِ بنِ عَمْرِو بنِ بَهْزِ بنِ امْرِیءِ القَیْسِ بنِ بُهْثَهَ بن سُلِیْمٍ (2)الصَّحَابِیُّ ،رَضِی اللّه عنه،نَسَبه ابنُ الکَلْبِیِّ هکَذَا،و کُنْیَتُه أَبُو کِلابٍ ،و قیل:أَبُو مُحَمَّدٍ،و قیل:أَبُو عبد اللّه،و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ (3)فی«خثر»و لإِسْلاَمه قِصَّهٌ عَجِیبَهٌ (4).

و العُلَطُ بضَمّ ففَتْح:جمعُ العُلْطَهِ ،بمَعْنَی القِلادَهِ ،و قال الرّاجِزُ:

لا تَنْکِحی شَیْخاً إِذا بال ضَرَطْ

آدَرَ أَرْثَی تَحْتَ خُصْیَیْهِ شَمَطْ

و اسْتَبْدلی أَمْرَدَ یَسْتَافُ العُلَطْ

أَرْثَی:کثیرُ شَعرِ الأُذُنَیْنِ .

علفط

عَلْفَطَهُ بالتُّرَابِ عَلْفَطَهً :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَی خَلَطَه به،و کذلِک عَفْلَطَه،و قد تَقَدَّمَ .

علقط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

العِلْقِطُ ،بالکَسْرِ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و قال صاحبُ اللِّسَانِ :هو الإِتْبُ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَحْسَبُهُ العِلَقَهَ .

عمرط

العُمْرُوطُ (5)بالضَّمِّ : اللِّصُّ ،کما فی الصّحاحِ ، زاد ابنُ دُرَیْدٍ:الَّذِی لا یَلُوح له شَیْ ءٌ إِلاّ أَخَذَهُ ، ج:

عَمَارِطَهٌ و عَمَارِیطُ ،کما فی الصّحاح.

و قال الأَصْمَعِیُّ : العُمْرُوطُ الَّذِی لا شَیْ ءَ لَهُ .

و قیل:هو الخَبِیثُ ،أَو هو المارِدُ الصُّعْلُوکُ الذی لا یَدَعُ شیئاً إِلاّ أَخَذَهُ ،فهو أَخَصُّ من اللِّصِّ .

و العَمَرَّطُ ،کعَمَلَّسٍ :الخَفِیفُ ،کما فی الصّحاحِ ،و زاد غَیْرُه: من الفِتْیَانِ .

و قالَ اللَّیْثُ :هو الجَسُورُ الشَّدِیدُ .و قال غیرُه:ذِئْبٌ عَمَرَّطٌ :شَدیدٌ جَسُورٌ.

و قال ابنُ فارِسٍ :أَصْلُ العَمَرَّطِ عَمَرَّدٌ،و الطّاءُ مُبْدَلَهٌ من الدَّال.

و العَمَرَّطُ : الدَّاهِیَهُ .

و قال ابن عَبّادٍ: العِمْرِط و العُمْرُط کزِبْرِجٍ ،و بُرْقُعٍ :

الطَّوِیلُ من الرِّجَالِ و العُمَارِطِیُّ ،بالضَّمِّ :فَرْجُ المَرْأَهِ العَظِیمُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و لصُّ مُعَمْرِطٌ ،و مُتَعَمْرِطٌ :یَأْخُذُ کُلَّ ما وَجَدَ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

*و مُّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

قَوْمٌ عَمَارِطُ ،مِثْل عَمَارِیطَ ،و عَمْرَطَ الشَّیْ ءَ عَمْرَطَهً :

أَخَذَه.

و عِمْرِیطُ ،بالکسْرِ:قَریهٌ بشَرْقِیَّهِ مِصْرَ.

عمط

عَمَطَ عِرْضَهُ یَعْمِطه عَمْطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، علی ما فی النُّسَخِ ،علی أَنَّهُ قد وُجِدَ فی بَعْضِهَا (6).و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:أَی عَابَهُ و ثَلَبَهُ بما لَیْس فیه،و وَقَعَ فیه، کاعْتَمَطَهُ قال:و قد قَالُوا: عَمَطَ نِعْمَهَ اللّه تعالی،إِذا لَمْ یَشْکُرْها،کعَمَطَ ،کفَرِحَ ،لُغَیَّهٌ فی الغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،و لیس بثَبَتٍ ،کما فی العُبَابِ و اللّسَانِ .

عملط

العَمَلَّط ،کعَمَلَّسٍ ،و زُمَّلِقٍ ،و علی الأَوّلِ اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ : الشَّدِیدُ ،کما فی الصّحاحِ ،و قال غیرُه:

من الرِّجالِ و الإِبِلِ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لنجَادٍ الخَیْبَرِیّ :

ص:344


1- (1) عن أسد الغابه و بالأصل«خنثر».
2- (2) انظر تمام نسبه فی أسد الغابه، [1]فثمه اختلاف.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و قد ذکره المصنف فی خثر،قد راجعت هذه الماده فلم أجده فیها،و إنما ذکره فی«بهز»و مع ذلک یراجع ابن الکلبی و یحرر منه النسب،فإن ذکره الشارح هناک فیه بعض مخالفه لما هنا».
4- (4) انظر قصه إسلامه فی أسد الغابه 381/1-382. [2]
5- (5) فی القاموس:العُمْروط ،کعصفور.
6- (6) لم ترد فی الصحاح المطبوع.

أَمَا رَأَیْتَ الرَّجُلَ العَمَلَّطَا

یَأَکُل لَحْماً بَائِتاً قد ثَعِطَا

أَکْثَرَ منه الأَکْلَ حتَّی خَرِطا (1)

و قال أَبُو عَمْرٍو:هو القَوِیُّ علی السَّفَرِ (2)،و العَمَلَّس مثلُه،و أَنْشَدَ:

قَرَّبَ منها کُلَّ قَرْمٍ مُشْرَطِ

عَجَمْجَمٍ ذِی کِدْنَهٍ عَمَلَّطِ

و بَعِیرٌ عَمَلَّطٌ :قَوِیٌّ شَدِیدٌ:کذا فی التَّهْذِیبِ .

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

العَمَلَّطُ ،الدَّاهِیَهُ ،کما فی التَّکْمِلَه.

عنبط

العُنْبُطُ ،و العُنْبُطَهُ ،بضَمِّهِما ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو القَصِیرُ اللَّحِیمُ من الرَّجَالِ .

عنشط

العَنْشَطُ ،و العَنَشَّطُ ،کجَعْفَرٍ،و عَشَنَّقٍ ،کذا فی سائرِ أُصُولِ القَامُوسِ ،و هو غَلَطٌ ،ففی نَوَادِرِ الأَصْمَعِیِّ :العَشَنَّطُ و العَنْشَطُ معاً: الطَّوِیلُ ،الأَوَّلُ بتَشْدِیدِ النُّونِ ،و الثّانِی بتَسْکِینِ النُّونِ ،قَبْلَ الشِّینِ ،و مِثْلُه عِبَارَهُ الصّحاحِ ،قال: العَنْشَطُ :الطَّوِیلُ ،و کذلِک:العَشَنَّطُ ، مثال العَشَنَّق،و یُقَالُ :رَجُلٌ و جَمَلٌ عَشَنَّطٌ ،و الجَمْعُ عَشَانِطِهٌ و عَشَانِقَهٌ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ لراجِزٍ:

بُوَیْزِلاً ذا کِدْنهٍ مُعَلَّطَا

من الجِمَالِ بازِلاً عَشَنَّطَا

و مِثْلُه عِبَارَهُ العُبَابِ ،و زادَ الأَصْمَعِیُّ یَصِفُ جَمَلاً:

یُوفِی بمُمْتَدِّ الجَدِیلِ عَنْشَطِهْ

یَنْفُخُ فی جَعْدِ اللُّغَامِ قَطَطِهْ

فظَهَرَ بما ذُکِرَ أَنَّ الضَّبْطَ الثّانِیَ إِنَّما هو للعَشَنَّطِ ،بتَقْدِیمِ الشِّینِ علی النُّونِ ،و قد وَهِمَ المُصَنِّفُ .

و العَنْشَطُ ،کجَعْفرٍ: السَّیِّیءُ الخُلُقِ ،کما فی الصّحاحِ .

قال:و منه قَوْلُ الشّاعِرِ:

أَتاکَ مِنَ الفِتْیَانِ أَرْوَعُ مَاجِدٌ

صَبُورٌ علی ما نَابَه غَیْرُ عَنْشَطِ

و قال الفَرَّاءُ: امْرَأَهٌ عَنْشَطٌ ،و عَنْشَطَهٌ :طَوِیلَهٌ .

و عَنْشَطَ الرَّجُلُ عَنْشَطَهً ،إِذا غَضِبَ ،کما فی اللسان.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَعَنْشَطَتِ المَرأَهُ زَوْجَهَا،إِذَا تَعَلَّقَتْ بهِ لِخُصُومهٍ ،کما فی التَّکْمِلَهِ .

عنط

العَنَطُ ،مُحَرَّکَهً :طُولُ العُنُقِ و حُسْنُه،أَو الطُّولُ عامَّهً ،أَی سواءٌ کانَ فی العُنُقِ أَو فی القَوَامِ .

و العَنَطْنَطُ ،کسَمَعْمَعٍ :الطَّوِیلُ من الرِّجَالِ ،و مِنْهُم من عَمَّ بهِ ،قال الجَوْهَرِیُّ :و أَصْلُ الکَلِمَهِ «ع ن ط »فکُرِّرَتْ ، و قالَ اللَّیْثُ ،اشْتِقَاقُه من« عنط »و لکِنَّه أُرْدِفَ بحَرْفَیْنِ فی عَجُزِه،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

بسَلِبٍ ذِی سَلِبَاتٍ وُخَّطِ

یَمْطُو (3)السُّرَی بعُنُقٍ عَنَطْنَطِ

و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیّ :

بنَاعِجٍ عَبْلِ المطَا عَنَطْنَطِهْ

أَحْزَمِ جُؤْشُوشِ القَرَا عُلَبِطِه

و هِیَ بهاءٍ ،یُقَال:امْرَأَهٌ عَنَطْنَطَهٌ طَوِیلَهُ العُنُقِ مع حُسْنِ قَوَامِهَا،و یُقَال: عَنَطُهَا :طُولُ (4)قَوَامِهَا لا یُجْعَل مَصْدَرُ ذلِکَ إِلاّ العَنَطَ ،و لو قِیلَ : عَنَطْنَطَتُهَا :طُولُ عُنُقِهَا لکَانَ صَوَاباً جائِزاً فی الشِّعْرِ،و لکِنَّه یَقْبُحُ فی الکَلامِ لطُولِ الکَلِمَهِ ، و کذلِکَ یَومٌ عَصَبْصَبٌ بَیِّنُ العَصَابَهِ ،و فَرَسٌ (5)غَشَمْشَمٌ بیِّنُ الغَشْمِ و قالَ أَبُو لَیْلَی:رجلٌ عَنَطْنَطٌ ،و امْرَأَهٌ عَنَطْنَطَهٌ ،

16- و فی حَدِیثِ المُتْعَهِ : «فتَاهً مِثْلَ البَکْرَهِ العَنَطْنَطَهِ ». أَی الطَّوِیلَهِ العُنُقِ مع حُسْنِ قَوَامٍ .

و من المَجَازِ: العَنَطْنَطَهُ (6): الإِبْرِیقُ ،لطُولِ عُنُقِه.قال ابنُ سِیدَه:و أَنْشَدَنِی بعضُ من لَقِیتُ :

فَقَرَّبَ أَکْوَاساً له و عَنَطْنَطاً

و جَاءَ بتُفّاحٍ کَثِیرٍ دَوَارِکِ

ص:345


1- (1) بعده فی اللسان: [1] فأکثر المذبوب منه الضرطا فظل یبکی جزعاً و فطفطا.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«السیر»و الأصل کاللسان. [2]
3- (3) اللسان: [3]تمطو.
4- (4) اللسان: [4]طول عنقها و قوامها.
5- (5) اللسان:و [5]أسدٌ.
6- (6) اللسان: [6]العنطنط .

و العِنْطِیَانُ ،فِعْلِیَان، بالکَسْرِ:أَوَّلُ الشَّبَابِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی بَکْرِ بن السَّرّاجِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَعْنَطَ الرَّجُلُ ،إِذا جَاءَ بوَلَدٍ عَنَطْنَطٍ ،أَی طَوِیلٍ .

*و مما یُسْتَدْرکُ علیه:

فَرَسٌ عَنَطْنَطَهٌ ،قال الشاعِرُ:

عَنَطْنَطٌ تَعْدُو به عَنَطْنَطَهْ

لِلْمَاءِ تَحْتَ البَطْنِ منها غَطْمَطَهْ

عنفط

العُنْفُطُ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو الدَّنِیءُ اللَّئِیمُ السَّیِّیءُ الخُلُقِ من الرِّجالِ .

و قال أَیْضاً: العُنْفُطُ : عَنَاقُ الأَرْضِ .و یُقَال:هی العَفَنَّطُ ،کمَعَلَّسٍ ،و قد تَقَدَّمَ .

و العُنْفُطَهُ (1)، بهاءٍ :النَّثْرَهُ ،و هی: مَا بَیْنَ الشّارِبَیْنِ إِلی الأَنْفِ ،و قِیلَ :النُّونُ زَائِدَهٌ ،و لذا ذَکَرَه فی التَّکْمِلَه فی تَرْکِیب«ع ف ط »

عوط و عیط

العَیَطُ :مُحَرَّکَهً :طُولُ العُنُقِ ،کما فی الصّحاحِ ،و زاد بَعْضُهم:فی اعْتِدَالِ قَوَامٍ ، و هو أَعْیَطُ ، و هِیَ عَیْطاءُ ،و منه

16- حَدِیثُ المُتْعَه: «فَانْطَلَقْتُ إِلی امْرَأَهٍ کأَنَّهَا بَکْرَهٌ عَیْطاءُ ». و یُرْوَی:عَنَطْنَط ،و قد تَقَدَّم،و جَمَلٌ أَعْیَطُ ، و ناقَهٌ عَیْطَاءُ ،و الجمْعُ عِیطٌ .

و قد عاطَت المَرْأَهُ تَعُوطُ ،و تَعِیطُ عَیَطاً و تَعَوَّطَتْ و تَعَیَّطَتْ :طالَ عُنُقُها فی اعْتِدَالِ قَوَام.

و قَصْرٌ أَعْیَطُ ،أَی مُنِیفٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ و کذلِکَ : عِزٌّ أَعْیَطُ ،أَی مُنِیفٌ ،علی المَثَل،قال سُوَیْدُ بن أَبی کَاهِلٍ الیَشْکرِیُّ :

مُقْعِیاً یَرْدِی (2)صَفَاهً لم تُرَمْ

فی ذُرَا أَعْیَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ

و قالَ أُمَیَّهُ :

نَحنُ ثَقِیفٌ عِزُّنا مَنِیعُ

أَعْیَطَ صَعْبُ المُرْتَقَی رَفِیعُ

و الأَعْیَطُ :الطَّوِیلُ الرَّأْسِ و العُنُقِ و هو سَمْحٌ ،و قیل:

هو الأَبِیُّ المُمْتَنِع ،قال النابِغَه الجَعْدِیّ :

و لا یَشْعُرُ الرُّمْحُ الأَصَمُّ کُعُوبُه

بثِرْوَهِ رَهْطِ الأَعْیَطِ المُتَظَلِّمِ

المُتَظَلِّمُ ،هُنَا الظَالِم،و الأَعیَط :المُمتنِع،و یُوصَفُ بذلِکَ حُمُرُ الوَحشِ .

و فی المُحکمِ : عَاطَتِ النّاقَهٌ ،زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :

و المَرْأَهُ ، تَعِیطُ عِیَاطاً ، و فی الصّحاحِ تَعُوطُ ،زادَ فی المُحْکَم: عَوْطاً و عَیْطاً ،و عِیطَاناً (3)،الأَخِیرُ بالکَسْرِ، و تَعَوَّطَتْ ،و تَعَیَّطَت زادَ فی الصّحاحِ : و اعْتاطَتْ اعْتِیَاطاً .

و قالَ اللَّیْثُ :یقالُ للنّاقَهِ إِذا لَمْ تَحْمِلْ سِنِینَ ،و فی العَیْن:

سَنَوَاتٍ ، من غَیْرِ عُقْرٍ :قد اعْتَاطَتْ فهی مُعْتَاطٌ ،و قد تَعْتَاطُ المَرْأَهُ ،و نَاقَهٌ عَائِطٌ ج: عُوطٌ ،کسُودٍ،و عِیطٌ ،کمِیلٍ .

و قالَ ابن بُزُرْج:بَکْرَهٌ عائطٌ ،و جَمْعُها عِیطٌ ،و هی تَعِیطُ ،قال:فأَمَّا الَّتِی تَعْتاطُ أَرْحامُها فعائطُ عُوطٍ ،و هی من تَعوطُ .

و فی المُحْکَمِ :نُوقٌ عُوطٌ ،علی من قالَ رُسُلٌ ،و کذلِکَ المَرْأَهُ و العَنْزُ.

و قال أَیْضاً: عاطَتِ النّاقَهُ تَعِیطُ عِیَاطاً ،من إِبِل عُیَّط ، کرُکَّعٍ ،قال ابْنُ هَرْمَهَ :

و لَقَدْ رَأَیْتُ بها أَوانِسَ کالدُّمَی

یَنْظُرْنَ من حَدَقِ الظَّبَاءِ العُیَّطِ

و شَاهِدُ العِیطِ قولُ الشّاعِرِ:

یَرِعْنَ إِلی صَوْتِی إِذا ما سَمِعْنَه

کما تَرْعَوِی عِیطٌ إِلی صَوْت أَعْیَسَا

و یُقال أَیْضاً: عُوطَطٌ ،کفُوفَلٍ و نَقَل الجَوْهَرِیُّ و الأَزْهَرِیُّ عن الکِسَائِیِّ :إِذا لم تَحْمِلِ الناقَهُ أَوَّلَ سَنَهٍ یَطْرُقُهَا الفَحْلُ فهی عائِطٌ و حائِلٌ ،و جَمْعُها عُوطٌ و عِیطٌ (4)و عُوطَط ،و حُولٌ و حُولَلٌ ، و قد تُضَمُّ الطّاءُ ،لغه فی العُوطَطِ فیمَن جَعَلَه مَصْدَراً،قاله الأَصْمَعِیُّ .

ص:346


1- (1) ضبطت فی التکمله:«عفط »بالقلم بفتح ثم سکون ففتح.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«یروی».
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و عِیاطاً»و مثلها فی اللسان عن ابن سیده،و التهذیب.
4- (4) زید فی الصحاح:«و [1]عُیَّط ».

و نَقَل الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ،قال:و بَعْضُهُم یَجْعَلُ عُوطَطاً مَصْدَراً،و لا یَجْعلُه جَمْعاً،و کَذلِک حُولَلٌ ،و فی اللِّسَانِ : العُوطَطُ عِنْدَ سِیبَوَیْهٍ :اسمٌ فی مَعْنَی المَصْدَرِ، قُلِبَت فیهِ الیاءُ واواً،و لم یُجْعَلْ بمَنْزِلَهِ بِیضٍ ،حیثُ خَرَجَتْ إِلی مِثالِها هذا و صَارَتْ إِلی أَرْبَعَهِ أَحْرُفٍ ،و کأَنَّ الاسْمَ هُنَا لا تُحَرَّکُ یاؤُه ما دامَ علی هذِه العِدَّهِ ،و أَنْشَدَ:

مُظَاهِرَه نَیًّا عَتِیقاً و عُوطَطاً

فقد أَحْکَمَا خَلْقاً لها مُتَبَاینَا

و العائِطُ :فی الإِبِل:البَکْرَهُ الَّتِی أَدْرَکَ إِنَا رَحِمِها فلم تَلْقَحْ ،و قد اعْتاطَتْ ،و الاسمُ العُوطَهُ و العُوطَط .

ففی کَلامِ المُصَنِّفِ نَظَر،حیث جَعَلَ العُوطُط بضَمَّتَیْنِ من أَبْنِیَهِ الجَمْعِ ،و هو مَصْدَرٌ،و کان یَنَبَغِی أَن یُنَبِّه علی ما نَقله الجَوْهَرِیُّ عن أَبی عُبَیْدٍ،فَتْرکُهُ قُصورٌ ظاهِرٌ،فتَأمَّلْ .

و فی المُحْکَمِ : عاطَت النّاقَهُ تَعِیطُ ،من إِبِلٍ عِیطات ، بالکَسْرِ، و قالُوا: عائِطُ عِیطٍ ،و عائِط عُوطٍ ،و عائِطُ عُوطَطٍ ،مُبَالَغَهً ،و ذلِک إِذا لم تَحْمِل السَّنَهَ المُقْبِلَهَ أَیْضاً، کما قالُوا حائِلُ حُولٍ و حُولَلٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الکِسائیِّ .

و العائطُ من الإِبِل:ما أُنْزِیَ عَلَیْها فلَمْ تَحْمِلْ ،أَو الَّتِی أَدْرَک إِنَا رَحِمِها فلم تَلْقَحْ .

و قد اعْتَاطَتْ اعْتِیاطاً و هی مُعْتَاطٌ ،و الاسمُ : العُوطَهُ و العُوطَطُ .

و قال اللَّیْثُ :رُبَّما کان اعْتِیاطُها من کَثْرَهِ شَحْمِها، و کذلِک تَعَوَّطَتْ ،و تَعَیَّطَت ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال العَدَبَّسُ الکِنَانِیُّ :یُقال: تَعَوَّطَت النّاقَهُ ،إِذا حَمَل علیها الفَحْلُ فلم تَحمِلْ .و فی الصّحاحِ :

16- و فی الحَدِیث:

«أَنَّهُ بعثَ مُصَدِّقاً فأُتِی بشَاهٍ شَافِعٍ فلم یَأْخُذْها،و قال:

ائْتِنی بمُعْتاطٍ ». و الشّافِعُ :الَّتِی مَعَهَا وَلَدُها.قلت:

16- و فی حَدِیثِ الزَّکاهِ : «فاعْمِدْ إِلی عَنَاقٍ مُعْتاطٍ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:

المُعْتاطُ من الغَنَمِ :الَّتِی امْتَنَعَتْ من الحَبَل لسِمَنِها و کَثْرَه شَحْمِها،و هی فی الإِبِلِ التی لا تَحْمِلُ سَنَوَاتٍ من غَیْرِ عُقْرٍ.و الَّذِی جاءَ

16- فی الحَدیث: أَنَّ المُعْتَاطَ :الَّتِی لم تَلِدْ و قد حانَ وِلاَدُها. و کأَنَّ المُرَادَ بالوِلاَدِ الحَمْلُ ،أَی أَنَّها لم تَحْمِلْ و قد حانْ أَنْ تَحْمِلَ ،و ذلِکَ من حیثُ مَعْرِفَه سِنِّها و أَنَّها قد قارَبَتِ السِّنَّ التی یَحْمِلُ مثلُها فِیهَا فسُمِّیَ الحَبَلُ (1)بالوِلاَدَهِ .

و قالَ اللَّیْثُ : التَّعَیُّطُ :أَنْ یَنْبُعَ (2)حَجَرٌ،أَو شجرٌ،أَو عُودٌ فیَخْرُجَ مِنْهُ شِبْهُ ماءٍ فیُصمَّغ أَو یَسِیلَ ،و تَعَیَّطَت الذَّفْرَی:سَالَتْ بالعَرَقِ .قال الأَزْهَرِیُّ :و ذِفْرَی الجَمَلِ تَتَعَیَّطُ بالعَرَق الأَسْوَدِ،و أَنْشَدَ:

تَعَیَّطُ ذِفْرَاهَا بجَوْنٍ کَأَنَّهُ

کُحَیْلٌ جَرَی من قُنْفُذِ اللِّیتِ نَابِعُ

قلتُ :هکذا أَنْشَدَه اللَّیْثُ ،و تَبِعَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و الرِّوایَهُ :

تَفَیَّضُ و تُفَیِّضُ ،و البَیْتُ لجَرِیرٍ.و القُنْفُذ:الذِّفْرَی،سُمِّیتْ به لاجْتِمَاعِها،کما فی العُبابِ .

و التَّعَیُّطُ : الجَلَبَهُ و الصِّیاحُ ،أَو صیَاحُ الأَشِرِ بقَوْلِه:

عِیطْ ،و به فُسِّرَ قولُ رُؤْبَهَ ،و وَقَعَ فی اللِّسَانِ ذُو الرُّمَّهِ ،و هو غَلَط :

و قد کَفَی تَخَمُّطَ الخَمَّاطِ

و البَغْیَ من تَعَیُّطِ العَیّاطِ

حِلْمِی و ذَبَّ النَّاسَ عن إِسْخَاطِی

و التَّعَیُّط : السَّیَلانُ ،و قد تَعیَّطَت الذِّفْرَی،أَی سالَتْ بالعَرَقِ ،و قد تَقَدَّم قریباً.و تَعَیَّطَ الشَّیْ ءُ،إِذا خَرَجَ نَدَاهُ و سَالَ .

و العِیطُ ،بالکَسْرِ:خِیَارُ الإِبِل و أَفْتَاؤُها ،ما بین الحِقَّهِ إِلی الرَّبَاعِیَهِ .

و عِیطِ ،بالکَسِرِ،مَبْنِیَّهً :صَوْتُ الفتْیَانِ النَّزِقِینَ إِذا تَصایَحُوا فی اللَّعِبِ أَو هی،علی ما قَالَهُ اللَّیْثُ : کَلِمَهٌ یُنادَی بها عِنْدَ السُّکْرِ،أَو یُلْهَجُ بها، عِنْدَ الغَلَبَهِ ،و لا یَفْعَلُه إِلاّ النَّزِقُ ،یَقُول: عِیطْ عِیطْ ، و قد عَیَّطَ الرَّجُلُ تَعْیِیطاً ،إِذا قالَهُ فی السُّکْرِ مَرَّهً و لم یَزِدْ علی وَاحِدَهٍ ، فإِنْ کَرَّرَ و رَجَّعَ فقُل:عَطْعَطَ عَطْعَطَهً و قد تَقَدَّمَ .

و مَعْیَطٌ ،کمَقْعَذٍ:وَادٍ ،قال ابنُ جِنِّی:هو مَفْعَلٌ من لَفْظِ عَیْطاءَ ،و اعْتَاطَتْ ،إِلاّ أَنَّه شَذَّ،و کان قِیَاسُه الإِعْلالَ ، مَعَاطٌ ،کمَقَامٍ وَ مبَاعٍ ،غیرَ أَنَّ هذا الشُّذُوذَ فی العَلَمِ أَسْهَلُ

ص:347


1- (1) فی اللسان: [1]الحمل.
2- (2) فی التهذیب:التعیط :تتبع الشیء من حجر....

منه فی الجِنْسِ ،و نَظِیرُه مَرْیَمُ و مَکْوَزَه (1)، و لَهُ یومٌ معروفٌ ، قال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ یَرْثِی من أُصِیبَ مِنْهُم فی ذلِک الیَوْمِ :

هَلِ اقْتَنَی حَدَثانُ الدَّهْرِ من أَنَسٍ

کانُوا بِمَعْیَطَ لا وَخْشٍ و لا قَزَمِ

و رَوَی الجُمَحِیُّ :«هلاّ اقْتَنَی».

اعلم أَنَّ هذِه المادَّهَ ذَکَرَهَا الجَوْهَرِیُّ وَاوِیَّهً و یَائِیَّهً ،و فَرَّق بَیْنَهُمَا،و هکَذا صَنَعَ صاحِبُ اللِّسانِ و الصّاغَانِیُّ فی کِتابَیْهِ ، و الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاسِ ،و خَلَط المُصَنِّفُ بینَهما،لِشدَّهِ امْتِزاجِهِما.

*و قد یُسْتَدْرَکُ علیه منهما:

جَمْعُ العائطِ عَوَائطُ .

و العِیطَطُ کالعُوطَطِ ،قال الشّاعِرُ:

نَجَائِبُ أَبْکَارٍ لَقِحْنَ لعِیطَطٍ

و نِعْمَ فهُنَّ المُهْجِرَاتُ الحَیائرُ (2)

و هَضْبَهٌ عَیْطَاءُ :مُرْتَفِعَهٌ ،و هو مجازٌ،و فی الصّحاح فی «ع ی ط »:و ربَّما قالوا:قَارَهٌ عَیْطاءُ ،إِذا اسْتَطَالَتْ فی السَّمَاءِ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لأَبِی کَبِیرٍ الهُذَلِیِّ :

و عَلَوْتُ مُرْتَبِئاً علی مَرْهُوبَهٍ

حَصّاءَ لیس رَقِیبُها فی مَثْمِلِ

عَیْطَاءَ مُعْنِقَهٍ یَکُونُ أَنِیسَها

وُرْقُ الحَمَامِ جَمَیمُها لم یُؤْکَلِ

المَثْمِلُ :الخَفْضُ و الدَّعَهُ .قُلْتُ :و الَّذِی فی الدِّیوانِ من شِعْرِه:

«جَرْدَاءَ (3)مُعْنِقَهٍ »..

و قال الشّارِحُ مُعْنِقَه لها عُنُق، و جَرْداء:لیس فِیها شَیْ ءٌ.

و فرسٌ عَیْطَاءُ ،و خَیْلٌ عِیطٌ :طِوَالٌ .

و جَمَلٌ عَیَّاطٌ مثلُ أَعْیطَ ،نقله ابن بَرِّیّ و أَنشد [للأَعشی] (4).

صَمَحْمَح مُجَرَّب عَیَّاط

و عَیَّطَ فُلانٌ بفُلانٍ ،إِذا قالَ له: عِیطْ عِیطْ .

و قی الأَسَاسِ : عَیَّطَ :مَدَّ صَوْتَه بالصُّراخِ (5)،و هو مَجَازٌ.قلتُ :و مِنْهُ قولُ العامَّه: عَیِّطْ لی بفُلانٍ ،بمَعْنَی:

نَادِهِ .

و التَّعَیُّط :غَضَبُ الرَّجُلِ و اخْتِلاطُه،و به فُسِّرَ قولُ رُؤْبَهَ السّابِقُ ،و فَسَّره بعضُهم أَیْضاً بالاخْتِیالِ .و قال رُؤْبَهُ أَیْضاً:

بکُلِّ غَضْبَانَ منَ التَّعَیُّطِ

مُنْتَفِجِ (6)الشَّجْرِ أَبِیِّ المَسْخَطِ

و العیطَهُ و العِیَاطُ ککِتابٍ :الصُّراخُ و الزَّعْقَه.

و من سَجَعَات الأَسَاسِ :هذَا زَمانٌ عُقِمَتْ فِیهِ القَرائِح، و اعْتَاطَتِ الأَذْهَانُ اللَّوَاقِح،و هُوَ من اعْتَاطَتِ النّاقَهُ ،إِذا حالَتْ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الأَعْوَطُ :الاسْمُ .

و فی الصّحاحِ :و رُبَّما قالوا: اعْتَاطَ الأَمْرُ،إِذا اعْتَاصَ ، ذَکَرَهُ فی«ع و ط ».

و الأَعْیَطُ :الجَبَل الطَّوِیلُ ،قال رُؤْبَهُ :

إِذا شَمارِیخُ النَّیَافِ (7)الأَعْیَطِ

عُمِّمْنَ بالآلِ اعْتِمامَ الأَشْمَطِ

و رجُلٌ عَیّاطٌ :صَیّاح.

و یُقال:هو فی مَعِیطَهٍ ،کمَعِیشَهٍ ،أَی فی مَنْعَهٍ .

و کَفْرُ العَیّاطِ :من قُرَی مِصْرَ،و قد وَرَدْتُهَا،نُسِبَت إِلی الشَّیْخِ شِهَابِ الدِّینِ أَحْمَدَ العَیَّاطِ ،دَفِینِ بَنَی عَدِه بالأُشْمُونین.و قد اجْتَمَعْتُ بوَلَدِه الشَّیْخِ الصّالِحِ أَحمدَ بن أَحمدَ بنِ عَلِیِّ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الشَّیْخِ أَحْمَدَ المَذْکُورِ.و هکذا أَمْلَی علینا نَسَبَه الشَّیْخُ الفَاضِلُ علی بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عِیسَی بنِ سَلْمَانَ الخَطِیب الجدیمیّ .

فصل الغین مع الطاءِ

غبط

غَبَطَ الکَبْشَ یَغْبِطُه غَبْطاً : جَسَّ أَلْیَتَه؛لِیَنْظُرَ أَ بِه

ص:348


1- (1) الأصل و اللسان و [1]فی معجم البلدان«و مزید».
2- (2) فی التهذیب:الخیائر.
3- (3) کذا و الذی فی دیوان الهذلیین 97/2«عیطاء»کالأصل.
4- (4) زیاده مقتبسه عن اللسان.
5- (5) فی الأساس:بالصریخ،و هو العِیاط .
6- (6) بالأصل«منتفخ الشحر»و المثبت عن الدیوان.
7- (7) عن الدیوان و بالأصل«النیاط ».

طِرْقٌ أَمْ لا ،کذا فی الصّحاحِ ،و أَنْشَدَ للشّاعِر:

إِنّی و أَتْیِی ابْنَ غَلاّقٍ لِیَقْرِیَنِی

کغَابِطِ الکَلْبِ یَبْغِی الطِّرْقَ فی الذَّنَبِ

و قال اللَّیْثُ : غَبَطَ ظَهْرَهُ :جَسَّ بیَدِه لِیَعْرِفَ هُزَالَه من سِمَنِهِ .قلتُ :و کذلِکَ النّاقَه.و الشِّعْر الَّذِی أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ للأَخْطَلِ ،کما فی العُبَابِ ،و قیل:لرَجُلٍ من بَنِی عَمْرِو بنِ عامرٍ یَهْجُو قَوْماً من سُلَیْمٍ ،و أَوَّلُه:

إِذا تَحَلَّیْتَ غَلاَّقاً لِتَعْرِفَها

لاحَتْ من اللُّؤْمِ فی أَعْنَاقِهَا الکُتبِ (1)

و نَاقَهٌ غَبُوطٌ ،کصَبُورٍ: لا یُعْرَفُ طِرْقُهَا حتی تُغْبَطَ ،أَی تُجَسَّ بالیَدِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الغبْطَهُ ،بالضّمّ :سَیْرٌ فی المَزَادَهِ مِثْلُ الشَّرَاکِ یُجْعَلُ علی أَطْرَافِ الأَدِیمَیْنِ ،ثمّ یُخْرَزُ شَدِیداً ، کما فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .

و الغِبْطَهُ ، بالکَسْرِ:حُسْنُ الحَالِ ،کما فی الصّحاحِ ، و المَسَرَّهُ و النِّعْمَهُ ،کما فی اللِّسَانِ ، و قد اغْتَبَطَ ،کذا فی أصُولِ القَامُوسِ ،و فی اللِّسانِ :و قد أَغْبَطَ إِغْبَاطاً .

و الغِبْطَهُ : الحَسَدُ،کالغَبْطِ ،بالفَتْحِ ،فی المَعْنَیَیْن، و قد غَبطَهُ ،کضَرَبَه و سَمِعَهُ ، غَبْطاً و غِبْطهً ،إِذا حَسَدَه،الثّانِیَهُ عن ابْنِ بُزُرْج،لغهٌ فی الأُولَی،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .و کونُ الغَبْطِ بمَعْنَی الحَسَدِ،نَقَلَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و به فُسِّرَ

16- الحَدِیثُ : «أَ یَضُرُّ الغَبْطُ ؟قال:نَعَمْ کما یَضُرُّ الخَبْطُ ». و قال غیرُه:العَرَبُ تَکْنِی عن الحَسَدِ بالغَبْطِ ،و اخْتَلَفَ کَلامُ الأَزْهَرِیِّ فی التَّهْذِیبِ ،فذَکَرَه فی تَرْجَمَهِ «حسد»قال:

الغَبْطُ :ضَرْبٌ من الحَسَدِ،و هو أَخَفُّ منه،أَ لاَ تَرَی

14- أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم لمّا سُئلَ :«هَلْ یضُرُّ الغَبْطُ ؟قال:نَعَمْ کما یَضُرّ الخَبْط ». فأَخْبَر أَنَّه ضارٌّ،و لیس کضَرَرِ الحَسَدِ الَّذِی یَتمَنَّی صاحِبُه زَیَّ (2)النِّعْمَهِ عن أَخِیهِ .و الخَبْطُ :ضَرْبُ [وَرَق] (3)الشَّجَرِ حتَّی یَتَحاتَّ [عنه]،ثمّ یَسْتَخْلِف من غَیْرِ أَنْ یَضُرَّ ذلِکَ بأَصْلِ الشَّجَرهِ و أَغْصَانِهَا،و ذَکَر أَیْضاً فی هذِه التَّرْجَمَهِ عن أَبِی عُبَیْدٍ فقال:

14- سُئلَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم«هلْ یَضُرُّ الغَبْطُ ؟ فقال:لا إِلاّ کما یَضُرُّ العِضَاهَ الخَبْطُ ». و فَسَّر الغَبْطَ :الحَسَدَ الخاصَّ و قالَ أَیْضاً-فی ترجمه«حسد»-إِنَّ الحَسَدَ تَمَنِّی نِعمَهٍ علی أَنْ تَتَحَوَّلَ عنه،و الغِبْطَهَ تمنِّی نِعْمَهٍ علی أَنْ لا تَتَحَوَّلَ عن صاحِبِها ،أَی یَتَمَنَّی مثلَ حالِ المَغْبُوطِ من غَیْرِ أَنْ یُرِیدَ زَوَالَها،و لا أَنْ تَتحوَّل عنه،و لیسَ بحَسَدٍ (4)و رُوِی عن ابْنِ السِّکِّیتَ فی« غبط »قال: غَبَطْتُ الرَّجُلَ أَغْبَطُه غَبْطاً ،إِذا اشْتَهَیْتَ أَن یَکُونَ لک مثلُ مَا لَه،و أَنْ لا یزولَ عنه ما هُوَ فیه.و الَّذِی أَرادَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم أَنَّ الغَبْطَ لا یَضُرُّ ضَرَرَ الحَسَدِ،و أَنَّ ما یَلْحَقُ الغَابِطَ من الضَّرَرِ الرّاجِعِ إِلی نُقصانِ الثَّوابِ دُونَ الإِحْبَاطِ بقَدْرِ ما یَلْحَقُ العِضَاهَ من خَبْطِ وَرَقِها الَّذِی هُو دُونَ الإِحْبَاطِ بقَدْرِ ما یَلْحَقُ العِضَاهَ من خَبْطِ وَرَقِها الَّذِی هُو دُونَ قَطْعِها و اسْتِئْصالِهَا،و لأَنَّه یَعُودُ بعدَ الخَبْطِ وَرَقُهَا،فهو و إِن کانَ فیه طَرَفٌ من الحَسَدِ فهو دُونَه فی الإِثْمِ .و أَصْلُ الحَسَدِ:القَشْرُ،و أَصلُ الغَبْطِ :الجَسُّ ، و الشَّجَرُ إِذا قُشِرَ عنها لِحاها یَبِسَتْ ،و إِذا خُبِطَ وَرَقُهَا اسْتَخْلَفَ دُونَ یَبْسِ الأَصْلِ .

و قال أَبو عَدْنَانَ :سأَلْتُ أَبا زَیْدٍ الحَنْظَلِیَّ عن تَفْسِیرِ هذا الحَدِیثِ ،فقال: الغَبْطُ :أَن یُغْبَطَ الإِنْسَانُ ،و ضَرَره إِیاه أَن یُصیبَهُ نَفْسٌ فیَتَغَیَّرَ حالُه کما تَغَیَّرُ العِضاهُ إِذا تَحاتَّ وَرَقُهَا.

و قال الأَزْهَرِیُّ : الغَبْطُ رُبَّمَا جَلَبَ إِصابَهَ عَیْنٍ بالمَغْبُوطِ ، فقام مَقَامَ النَّجْأَهِ المَحْذُورَهِ ،و هی الإِصَابَهُ بالعَیْنِ .قال:

و قد فرَّقَ اللّه بین الغَبْطِ و الحَسَدِ بما أَنْزَلَه فی کِتَابِه لِمَنْ تَدَبَّرَه و اعْتَبَرَهُ ،فقال عَزّ مِنْ قائل: وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَکُمْ عَلی بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِیبٌ مِمَّا اکْتَسَبُوا وَ لِلنِّساءِ نَصِیبٌ مِمَّا اکْتَسَبْنَ وَ سْئَلُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ (5).و فی هذِه الآیَه بَیانُ أَنَّهُ لا یَجُوزُ للرَّجُلِ أَنْ یَتَمَنَّی إِذا رَأَی علی أَخِیه المُسْلِمِ نعْمَهً أَنْعَمَ اللّه بها علیهِ أَن تُزْوَی عنه و یُؤْتَاهَا، و جائزٌ لَهُ أَنْ یَتَمَنَّی مِثْلَها بلا تَمَنٍّ لِزَیِّهَا عنه، فالغَبْطُ :أَنْ یَرَی المَغْبُوطَ فی حَالٍ حَسَنَهٍ فیتَمَنَی لِنَفْسِه مثلَ تِلْکَ الحال الحَسَنَهِ من غَیْرِ أَن یَتَمَنَّی زَوَالَها عنه،و إِذا سَأَل اللّه مِثْلَهَا فقد انْتَهَی إِلی ما أَمَرَهُ بهِ و رَضِیَهُ له.و أَمّا الحَسَدُ:فهو أَنْ یَشْتَهِی أَنْ یَکُونَ لَهُ ما لِلْمَحْسُودِ (6)،و أَنْ یَزُولَ عنه ما هُو

ص:349


1- (1) بالأصل«فی أعناقه الکتب»و المثبت عن التاج ماده غلق.
2- (2) کذا بالأصل و التهذیب و اللسان،و [1]فی اللسان [2]فی ماده حسد:زوال.
3- (3) زیاده عن التهذیب«حسد»281/4.
4- (4) نص عباره التهذیب:و الحسد أن یری الإنسان لأخیه نعمه فیتمنی أن تزوی عنه و تکون له،قال:و الغبط :أن یتمنی أن یکون له مثلها من غیر أن تزوی عنه.و هو قول أحمد بن یحیی.
5- (5) سوره النساء الآیه 32. [3]
6- (6) فی اللسان: [4]مالُ المحسودِ.

فیه،فهو یَبْغِیهِ الغَوَائلَ علی ما أُوتِیَ (1)من حُسْنِ الحالِ ، و یَجْتَهِدُ فی إِزالَتِها عنه بَغْیاً و ظُلْماً.و کذلِکَ قولُه تعالی:

أَمْ یَحْسُدُونَ النّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2)

16- و فی الحَدِیثِ : «علی مَنَابِرَ من نُورٍ یَغْبِطُهم أَهلُ الجمع». و

16- فی حَدِیثٍ آخر: «یَأْتَی علی النّاسِ زَمَانٌ یُغْبَطُ الرَّجُلُ بالوَحْدَهِ کما یُغْبِطُ الیَوْمَ أَبُو العَشرَه». یَعنِی:أَنّ الأئِمّهَ فی صَدْرِ الإِسْلام یَرْزُقون عِیَالَ المُسْلِمِین و ذَرارِیَّهم من بَیْت المالِ فکانَ أَبو العَشرَهِ مَغْبُوطاً بکَثْرَهِ ما یَصِلُ إِلَیْهِ من أَرْزَاقِهم،ثمّ یَجِیءُ بَعْدَهُمْ أَئِمَّهٌ یَقْطَعُونَ ذلِکَ عَنْهُم، فیُغْبَطُ الرَّجُلُ بالوَحْدَهِ ؛لِخِفَّهِ المَؤُونَه،و یُرْثَی لصاحِبِ العِیَالِ . فهو غَابِطٌ من قَوْمٍ غُبُطٍ ،ککُتُبٍ ،هکَذا فی أُصُول القامُوسِ ، و الصّوابُ :کسُکَّرٍ،کما فی اللَّسَانِ ،و أَنْشَدَ:

و النَّاسُ بَیْنَ شامِتٍ و غُبَّطِ

16- و فی الحَدِیثِ ،أَی حَدِیثِ الدُّعَاءِ: «اللُّهُمَّ غَبْطاً لا هَبْطاً» . أَی نَسْأَلُکَ الغِبْطَهَ و نَعُوذُ بک أَن نَهْبِطَ عن حالِنَا، ذَکَرَه أَبو عُبَیْدٍ فی أَحادِیثَ لا یُعْرَفُ أَصْحَابُها،و منه نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ ،و قِیلَ :مَعناه:اللّهُمَّ ارْتِفاعاً لا اتِّضاعاً،و زیادهً من فَضْلِک لا حَوْراً و لا نَقْصاً، أَو أَنْزِلْنَا مَنْزِلَهً نُغْبَطُ علیها ، و جَنَّبْنا مَنازِلَ الهُبُوطِ و الضَّعَهِ .و قِیلَ :مَعْنَاه:نَسأَلُک الغِبْطَهَ ،و هی النِّعْمَهُ و السُّرُورُ،و نَعُوذُ بکَ من الذُّلِّ و الخُضُوعِ .

و أَغْبَطَ الرَّحْلَ علی الدّابَّهِ ،کما فی التَّهْذِیبِ ،و فی الصّحاحِ :علی ظَهْرِ البَعِیرِ: أَدَامَهُ و لم یَحُطَّهُ عنه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للرّاجِز:

و انْتَسَفَ الجَالِبَ من أَنْدابِهِ

إِغْبَاطُنا المَیْسَ علی أَصْلابِهِ

قلتُ :الرَّجَزُ لحُمَیْدٍ (3)الأَرْقَطِ یَصِفُ جَمَلاً شَدِیداً، و نَسَبَه ابنُ بَرِّیّ لأَبِی النَّجْمِ .

و من المَجَازِ: أَغْبَطَت السَّمَاءُ ،إِذا دامَ مَطَرُها و اتَّصَل.

و قال أَبو خَیْرَهَ : أَغْبَطَ علینا المَطَرُ،و هو ثُبُوتُه لا یُقْلِعُ ، بعضُهُ علی أَثرِ بَعْضٍ .

و من المَجَازِ:أَیْضاً: أَغْبطَتْ عَلَیْه الحُمَّی،إِذا دامَتْ ، و قِیلَ :أَی لَزِمَتْه،و هو من وَضْعِ الغَبِیطِ علی الجمَلِ .قال الأَصْمَعِیُّ :إِذا لم تُفَارِق الحُمَّی المَحْمُومَ أَیّاماً قِیل:

أَغْبَطَتْ علیه،و أَرْدَمَت،و أَغْمَطَت بالمِیمِ أَیْضاً.قال الأَزْهَرِیُّ :و الإِغْبَاطُ یکون لاَزِماً و وَاقِعاً کما تَرَی.

و قال ابنُ هَرْمَهَ یَصِفُ نَفْسَه:

ثَبْتٌ إِذا کانَ الخَطِیبُ کَأَنَّهُ

شَاکٍ یَخافُ بُکُورَ وِرْدٍ مُغْبِطِ

و یُرْوَی:«مُغْمِط »بالمِیمِ .

و فی الأَسَاسِ : أَغْبَطَت علیه الحُمَّی:کَأَنَّهَا ضَرَبَتْ علیهِ الغَبِیطَ لِتَرْکَبَه کما تقولُ :رَکِبَتْه الحُمَّی،و امْتَطَتْه، و ارْتَحَلَتْه.

و من المَجَاز: أَغْبَطَ النَّبَاتُ ،إِذا غَطَّی الأَرْضَ و کَثُفَ و تَدَانَی حتی کَأَنَّه من حَبَّهٍ وَاحِدَهٍ .و أَرْضٌ مُغْبَطَهٌ ،إِذا کانَتْ کذلِک،و هو بالفَتْحِ ،أَی عَلَی صِیغَه المَفْعُولِ لا فَتْح أَوَّلِه،کما یَتَبَادَرُ إِلی الذِّهْنِ ،رواه أَبو حَنِیفَهَ .

14- و فی الحَدِیثِ ،أَی حدیثِ الصَّلاهِ : «أَنَهُ صلی اللّه علیه و سلّم جاءَ و هُمْ یُصَلُّون فی جماعَهٍ فجَعَلَ یُغَبِّطُهم » . قال ابنُ الأَثِیرِ: هکَذا رُوِیَ مُشَدَّداً،أَی یَحْمِلُهم علی الغَبْطِ ،و یَجْعَلُ هذا الفِعْلَ عِنْدَهُم مِمَّا یُغْبَطُ علیه .قال: و إِنْ رُوِیَ بالتَّخْفِیفِ فیَکُونُ قد غَبَطَهُم لِسَبْقِهِم و تَقَدُّمِهِم إِلی الصَّلاهِ ،کذا فی النِّهَایَهِ .

و الغَبْطُ ،بالفَتْح و یُکْسَرُ:القَبَضَاتُ المَحْصُودَهُ المصْرُومَهُ من الزَّرْعِ ،ج غُبُوطٌ ،و یُقَال: غُبُطٌ ،بضَمَّتَیْنِ .

و قال الطّائفِیُّ : الغَبُوطُ :هی القَبضَاتُ الَّتَی إِذا حُصِدَ البُرُّ وُضِعَ قَبْضَهً ،قَبْضَهً الوَاحِدُ غَبْطٌ ،و قال أَبُو حَنِیفَهَ : الغُبُوطُ :

القَبَضاتُ المَحْصُودَهُ المُتَفَرِّقَهُ من الزَّرْع،وَاحدُهَا غَبْطٌ علی الغالِب.

و الغَبِیطُ کأَمِیرٍ :الرَّحْلُ ،و هو للَّنسَاءِ یُشَدُّ عَلیه الهَوْدَجُ ، کما فی الصّحاحِ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

تَقُولُ و قد مَالَ الغَبِیطُ بِنَا معاً

عَقَرْتَ بَعِیرِی یا امْرَأَ القَیْسِ فانْزِلِ

و قیل:هو المَرْکَبُ الَّذِی هو مِثْلُ أُکُفِ البَخَاتِیِّ ،قالَ

ص:350


1- (1) فی التهذیب:أوتی من النعمه و الغبطه.
2- (2) سوره النساء الآیه 54. [1]
3- (3) فی التهذیب:حمید بن الأرقط .

الأَزْهَرِیُّ :و یُقَبَّبُ بشِجَارٍ،و یَکُونُ للحَرَائرِ (1)،و قِیلَ :هو قَتَبَهٌ تُصْنَعُ علی غَیْرِ صَنْعَهِ هذِه الأَقْتَاب، أَو رَحْلٌ قَتَبُهُ و أَحْنَاؤُه وَاحِدَهٌ ج : غُبُطٌ ، ککُتُبٍ .و فی الصّحاحِ :و قولُ أُمَیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْت الثَّقَفیّ :

یَرْمُونَ عن عَتَلٍ کَأَنَّهَا غُبُطٌ

بزَمْخَرٍ (2)یُعْجِلُ الحَرْمِیَّ إِعْجَالاَ

یَعْنِی به خَشَب الرِّحالِ .و شبّه القِسِیَّ الفَارِسیّهَ بها، و أَنشد ابنُ بَرّیّ لوَعْلَهَ الجَرْمِیّ :

و هَلْ تَرَکْتُ نِسَاءَ الحَیِّ ضَاحِیَهً

فی سَاحَهِ الدّارِ یَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ

و أَنشد ابنُ فَارِسٍ أَیْضاً هکذا لَهُ .و فی حَدِیثِ ابْنِ ذِی یَزَنَ :

«کَأَنَّهَا غُبُطٌ فی زَمْخَرٍ»

قال ابنُ الأَثِیر: الغُبُطُ :جمعُ غَبِیطٍ ،و هو المَوْضِعُ الَّذِی یُوَطَّأُ للمَرْأَهِ علی البَعِیرِ،کالهَوْدَجِ یُعْمَلُ من خَشَبٍ و غَیْرِه، و أَرادَ به هاهنا أَحدَ (3)أَخْشَابِه،شَبَّه به القَوْسَ فی انْحِنائها.

و الغَبِیطُ : مَسِیلٌ مِنَ الماءِ یَشُقُّ فی القُفِّ کالوادِی فی السَّعَهِ ،و ما بَیْنَ الغَبِیطَیْن یَکُونُ الرَّوْضُ و العُشْبُ ،و الجَمْعُ کالجَمْعِ ، و رُبما سَمَّوا الأَرْض المُطْمَئِنَّه غَبِیطاً ،کما فِی الصّحاحِ و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

و کُلِّ غَبِیطٍ بالمُغِیرَهِ مُفْعَمِ

المُغیرَهُ :الخَیْلُ التی تُغِیرُ، أَو هِیَ الأَرْضُ الوَاسِعَهُ المُسْتَوِیَهُ یَرْتَفِعُ طَرَفاها کهَیْئَهِ الغَبِیطِ ،و هو الرَّحْلُ اللَّطِیفُ ، و وَسَطُهَا مُنْخَفِضٌ ، و به سُمِّیَتْ أَرْضٌ لِبَنِی یَرْبُوعٍ غَبِیطاً ، و فی الصّحاح:اسُم وَادٍ،و منه صَحْرَاءُ الغَبِیطِ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

و أَلْقَی بصَحَرَاءِ الغَبِیطِ بَعَاعَهُ

نُزُولَ الیَمَانِی ذِی العِیَابِ المُحَمَّلِ

و قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

فمَالَ بِنَا الغَبِیط بِجَانِبَیْهِ

علی أَرَکٍ و مالَ بِنَا أُفَاقُ

قلت:و هو قُفٌّ غَلِیظٌ فی حَزْنِ بنی یَرْبُوعٍ مَسِیرَهَ ثَلاثٍ فی مِثْلِها،و هو بَیْنَ الکُوفَهِ و فَیْد.

و غَبِیطُ المَدَرَهِ :ع،و له یومٌ مَعْرُوفٌ ،کانَتْ فیه وَقْعَهٌ لشَیْبَانَ و تَمِیم،و تَمِیمٌ غَلَبَت فیهِ شَیْبَانَ ،و فیه یَقُولُ العَوّامُ بنُ شَوْذَبٍ الشَّیْبَانِیُّ :

فإِنْ تَکُ فی یَوْمِ الغَبِیطِ مَلامَهٌ

فیَوْمُ العُظَالَی کان أَخْزَی و أَلْوَما

و فی العُبَابِ :و فی هذا الیَوْمِ أَسَرَ عُتَیْبَهُ بنُ الحَارِثِ بنِ شِهَابٍ بِسْطَامَ بن قَیْسٍ ففَدَی نفسَه بأَرْبَعِمائه ناقَهٍ (4)،و قال جَرِیرٌ:

فما شَهِدَتْ یَوْمَ الغَبِیطِ مُجَاشِعٌ

و لا نَقَلانَ الخَیْلِ من قُلَّتَیْ یُسْرِ

و قَال لَبیدٌ رضِیَ اللّه عنه:

فإِنَّ امْرأً یَرْجُو الفَلاَحَ و قد رَأَی

سَوَاماً وحَیًّا بالأُفاقَهِ جاهِلُ

غَدَاهَ غَدَوْا منها و آزرَ سَرْبهَم

مَواکِبُ تُحْدَی (5)بالغَبِیطِ و جامِلُ

و الغَبِیطَانِ :ع،و لَهُ یَوْمُ ،أَو کِلاهُمَا وَاحِدٌ ،و جَعَلَهُمَا أَبو أَحْمَدَ العَسْکَرِیُّ یومَیْن و مَوْضِعَیْنِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سَمَاءٌ غَبَطَی و غَمَطَی، کجَمَزَی:دائِمهُ المَطَرِ ،و نَصُّ الجَمْهَرَهِ :إِذا أَغْمَطَت فی السَّحابِ یَوْمَیْنِ أَو ثَلاثهً ،و هو مَجَازٌ.

و الاغْتِبَاطُ :التَّبَجُّحُ بالحَالِ الحَسَنَهِ ،و قِیلَ :هو الفَرَحُ بالنّعْمَهِ ،و فی تاجِ المَصَادِرِ:هو أَنْ یَصِیرَ الشَّخْصُ بحَالٍ یَغْتَبِطُ فِیهَا.

ص:351


1- (1) فی التهذیب:و یکون للحرائر دون الإماء.
2- (2) عن الصحاح و [1]اللسان و [2]بالأصل«بزمخل».
3- (3) الأصل و اللسان و [3]فی النهایه: [4]آخر أخشابه.
4- (4) زید فی معجم البلدان« [5]غبیط »:ثم أطلقه و جزّ ناصیته»و فی ماده «العظالی»قال:یوم العظالی تسمی بذلک لأن الناس فیه رکب بعضهم...و فرّ بسطام بن قیس الشیبانی فی هذا الیوم فقال فیه ابن حوشب،و ذکر البیت المتقدم.
5- (5) عن معجم البلدان« [6]الغبیط »و بالأصل«تخدی».

و فی اللِّسَانِ :هو شُکْرُ اللّه علی ما أَنْعَمَ و أَفْضَلَ و أَعْطَی، و فی الصّحاحِ و المُحْکَم: غَبَطْتُه بِمَا نالَ أَغْبِطُهُ غَبْطاً و غِبْطَهً فاغْتَبَطَ هو،کقَوْلِکَ مَنَعْتُه فامْتَنَعَ ،و حَبَسْتُهُ فاحْتَبَسَ ،قال الشّاعِرُ:

و بَیْنَمَا المَرْءُ فی الأَحْیَاءِ مُغْتَبِطٌ

إِذا هُوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأَعَاصِیرُ

أَی هو مُغْتَبِطٌ ،أَنْشَدَنِیه أَبُو سعِیدٍ بکَسْرِ الباءِ،أَی هو مَغْبُوطٌ ،کما فی الصّحاحِ .

قلتُ :و هو قولُ عُشِّ بنِ لَبِیدٍ العُذْرِیّ ،و یُروَی لحُرَیْثِ بنِ جَبَلَهَ العُذْرِیِّ ،و رَوَاهُ المَرْزُبَانِیُّ لجَبَلَهَ بنِ الحارِثِ العُذْرِیِّ ،و وُجِدَ بخطِّ أَبِی سَعِیدٍ السُّکَّرِیِّ فی أَشْعَارِ بَنِی عُذْرَهَ :

... مُغْتَبِطٌ

إِذْ صارَ رَمْساً تُعَفِّیهِ الأَعَاصِیرُ

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :یَجُوزُ هو مُغْتَبَطٌ ،بفَتْحِ الباءِ،و قد اغْتَبَطْتُه ،و اغْتُبِطَ فهو مُغْتَبَطٌ ،و قد تَقَدَّم لهذا البَیْتِ ذِکْرٌ فی «ع ص ر»و قِصَّهٌ ،فراجِعْه.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ مَغْبُوطٌ و مُغْتَبِطٌ :فی غِبْطَهٍ ،و مُغْتَبَطٌ أَیضاً.

و الإِغْبَاطُ :مُلازَمَهُ الرُّکُوبِ ،و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ :

حَتَّی تَرَی البَجْبَاجَهَ الضَّیّاطَا

یَمْسَحُ لَمَّا حالَفَ الإِغْبَاطَا

بالحَرْفِ من سَاعِدِهِ المُخَاطَا

و قال ابنُ شُمَیْلٍ :سَیْرٌ مُغْبِطٌ و مُغْمِطٌ ،أَی دائمٌ لا یَسْتَرِیحُ ،و قد أَغْبَطُوا علی رُکْبَانِهِم فی السَّیْرِ،و هو أَن لا یَضَعُوا الرِّحَالَ عَنْهَا لَیْلاً و لا نَهَاراً،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

فی ظِلِّ أَجَّاجِ المَقِیظِ مُغْبِطِه

و قال اللَّیْثُ :فَرَسٌ مُغْبَطُ الکاثِبَه،کمُکْرَمٍ ،إِذا کان مُرْتَفِعَ المَنْسِجِ .و هو مَجَازٌ،شُبِّه بصَنْعَهِ الغَبِیط ،و فی الأَسَاس:کأَنّ علیه غَبِیطاً ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ لِلَبِیدٍ:

ساهِمُ الوَجْهِ شَدِیدٌ أَسْرُهُ

مُغْبَطُ الحارِکِ مَحْبُوکُ الکَفَلْ

و من سَجَعاتِ الأَسَاسِ :طَلَبُ العُرْفِ من الطُّلاّب، کغَبْطِ أَذْنابِ الکِلاَب.

و تَقُولُ :أُکْرِمْتَ فاغْتَبِطْ ،و استکرمْتَ فارْتَبِطْ .

وَ أَصَابَتْه حُمَّی مُغْبِطَهٌ ،کما یُقَال:مُطْبِقَهٌ ،و هو مَجَازٌ، و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

خَوَّی قَلِیلاً غَیْرَ ما اغْتِبَاطِ

و لم یُفَسِّرْه،قال ابنُ سِیدَه:عِنْدِی أَنَّ مَعْنَاه:لم یَرْکَنْ إِلی غَبِیطٍ من الأَرْضِ وَاسِعٍ ،و إِنَّمَا خَوَّی علی مَکَانٍ ذِی عُدَوَاءَ غیرِ مُطْمَئِنٍّ .

و اسْتَدْرَکَ شَیْخُنا: غَبَطَ ،إِذا کَذَبَ ،نَقْلاً عن ابْنِ القَطّاعِ .قلتُ :راجَعْتُه فی کتاب الأَبْنِیَه له فوَجَدْتُ فیه کما قال شَیْخُنا،غیرَ أَنَّه تَقَدَّم فی«ع ب ط »هذا المَعْنَی بعَیْنِه، فلعلَّه تَصَحَّفَ علی ابْنِ القَطّاع،إِذ انْفَرَدَ به،و لم یَذْکُرْه غیرُه،فیُحْتَاجُ إِلی نَظَرٍ و تَأَمُّلٍ .

و غِبْطَهُ بِنْتُ عَمْرٍو المُجَاشِعِیَّهُ ،بالکَسْر،رَوَتْ عن عَمَّتِهَا أُمِّ الحَسَن عن جَدَّتِهَا عن عائِشَهَ .

غرنط

غَرْناطَهُ ،کصَمْصامَهٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللَّسَانِ ،و قال:یاقُوت و الصّاغَانِیُّ :هو د،بالأَنْدَلُس ،و علیه اقتَصَر فی التَّکْمِلَه،و قال فی العُبَابِ : أَو هُوَ لَحْنٌ و الصَّوابُ کما قاله بَعْضُهُم أَغَرْنَاطَهُ بزِیادَهِ الأَلِفِ ،و حَذْفُها لغهٌ عَامِّیَّهٌ (1).قال شَیْخُنَا:و لا لَحْنَ ،فقدْ سُمِّیَت البَلْدَهُ بهما، و مَعْنَاها:الرُّمّانَهُ بالأَنْدَلُسِیهِ ،و فی العُبَابِ :بلُغَهِ (2)عَجَمِ الأَنْدَلُسِ .قال شَیْخُنَا:قال الشقندیّ أَمّا غَرْنَاطَهُ فإِنَّهَا دِمَشْقُ بلادِ الأَنْدَلُسِ ،و مَسْرَحُ الأَبْصَارِ،و مَطْمَحُ الأَنْفُس.و قال غَیْرُهُ :لو لم یَکُنْ لها إِلاّ ما خَصَّها اللّه به من المَرْجِ الطَّوِیلِ العَرِیضِ ،و نَهر شنیل (3)لکَفاها،و لهم فِیهَا تَصانِیفُ و أَشْعَارٌ کثیرٌ،کقَوْلِ القائِلِ :

غَرْنَاطَهٌ ما لَهَا نَظِیرٌ

ما مِصْرَ ما الشّامُ ما العِرَاقْ

ما هِیَ إِلاّ العَرُوسُ تُجْلَی

و تِلْکَ من جُمْلَهِ الصَّداقْ

ص:352


1- (1) و هذا ما نقله یاقوت فی معجمه عن ابن بجکم.
2- (2) فی معجم البلدان«بلسان».
3- (3) فی معجم البلدان:سنجل.

و قُرَاهَا فیما ذَکَرَ بَعْضُ مُؤَرِّخِیهَا مِائَتَانِ و سَبْعُونَ قَرْیَهً ، نَقَلَ ذلِکَ ابن خیریّ مُرَتِّبُ رِحْلَهِ ابن بَطُّوطَه و غیرُه مّمن أَرَّخَها.و آثَارُهَا جَلِیلَهٌ کَثِیرَهٌ لا یَسَعُهَا هذا المُخْتَصَرُ،و اللّه یَرُدُّهَا دارَ إِسْلامٍ ،بمُحَمَّدٍ و آلِه علیهمُ السَّلام.

غطط

غَطَّهُ فی الماءِ یَغُطُّه و یَغِطُّه من حَدِّ نَصَرَ و ضَرَبَ ،و عَلَی الأُولَی اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، غَطًّا ،بالفَتْحِ :

غَطَّسَهُ و غَمَسَه.و فی الصّحاحِ :مَقَلَه و غَوَّصَه فیهِ .

و قال أَبُو زَیْدٍ: غَطَّ البَعِیرُ یَغِطُّ ،بالکَسْرِ، غَطِیطاً ،أَی هَدَرَ فی الشِّقْشِقَهِ ،فإِذَا لَمْ یَکُنْ فی الشَّقْشِقَهِ فهو هَدِیرٌ، و النّاقَهُ تَهْدِرُ و لا تَغِطُّ ،لأَنَّه لا شِقْشِقَهَ لها،کما فی الصّحاحِ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «و اللّه ما یَغِطُّ لنا بَعِیرٌ». و قال امْرُؤُ القَیْسِ :

یَغِطُّ غَطِیطَ البَکْرِ شُدَّ خِنَاقُه

لِیَقْتُلَنِی و المَرْءُ لیسَ بقَتّالِ

و غَطَّ النائمُ یَغِطُّ غَطًّا ،و غَطِیطاً : صاتَ و نَخَرَ،و منه

14- حَدِیثُ نُزُولِ الوَحْی: «فإِذا هُو مُحْمَرٌّ وَجْهُه (1)، یَغِطُّ »و فی حَدِیثٍ آخرَ:«نامَ حَتَّی سُمِعَ غَطِیطُه ». و هو الصَّوتُ الَّذِی یَخْرُجُ مع نَفَسِ النّائِمِ ،و هو تَرْدِیدُه حَیْثُ لا یَجِدُ مَسَاغاً، و کَذَا نَخِیرُ المَذْبُوح و المَخْنُوق یسمَّی غَطِیطاً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الغَطَاطُ ،کسَحَابٍ :القَطَا ،کما فی المُحْکَم، أَو ضَرْبٌ منه ،کما فی الصّحاحِ ،و قال غیرُه:ضَرْبٌ من الطَّیْرِ لیسَ من القَطا،هُنَّ غُبْرُ الظُّهُورِ و البُطُونِ و الأَبْدَانِ سُودُ بُطُونِ الأَجْنِحَهِ ،طِوَالُ الأَرجُلِ و الأَعْنَاقِ ،لِطَافٌ لا تَجْتَمِعُ أَسْرَاباً،أَکْثَرُ ما تَکُونُ ثَلاثاً و اثْنَتَیْنِ ، الوَاحِدَهُ غَطَاطَهٌ بهَاءٍ ،کما فی الصّحاحِ .و قِیل:القَطَا ضَرْبَانِ :فالقِصَارُ الأَرْجُلِ ،الصُّفْرُ الأَعْنَاقِ ،السُّودُ القَوَادِمِ الصُّهْبُ الخَوَافِی،هی الکُدْرِیَّه و الجُونِیَّه،و الطِّوَالُ الأَرْجُلِ البِیضُ البُطُونِ ،الغُبْرُ الظُّهُورِ الواسِعَهُ العُیُونِ هی الغَطَاطُ .

و قالَ أَبو حَاتِمٍ :بأَخْدَعَیِ الغَطَاطَهِ مِثْلُ الرَّقْمَتَیْنِ خَطّانِ :

أَسْوَدُ،و أَبْیَضُ ،و هی لَطِیفَهٌ فُوَیْقَ المُکّاءِ،قال الشّاعِرُ:

فأَثَارَ فارِطُهُم غَطَاطاً جُثَّماً

أَصْوَاتُهَا کتَرَاطُنِ الفُرْسِ

کذا فی اللّسَانِ .قلتُ :و الَّذِی جاءَ فی شِعْرِ حُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ رَضِیَ اللّهُ عنه:

و محوَّضٍ صَوْتُ الغَطَاط بِهِ

رَأْدَ الضُّحَی کتَرَاطُنِ الفُرْسِ

و قالَ الهَذَلِیُّ :

و ماءٍ قد وَرَدْتُ أُمَیْمَ طامٍ

علی أَرْجَائه زَجَلُ الغَطَاطِ (2)

و قال أَبو کَبِیرٍ الهُذَلِیّ :

لا یُجْفِلُون عن المُضَافِ و لو رَأَوْا

أُولَی الوَعَاوعِ کالغَطَاطِ المُقْبِلِ (3)

و أَوْرَدَ الجَوْهَرِیُّ هذا الشّطْرَ الأَخِیرَ،و نَسَبَه لابْنِ أَحْمَرَ، و هو غَلَطٌ ،و الصّوابُ لأَبِی کَبِیرٍ کما ذَکَرْنا،و هُوَ مَوْجُودٌ هکذَا فی شِعْرِه فی الدِّیوانِ .قال الجَوْهَرِیُّ :فمَن رَواه بالضَّمِّ شَبَّهَهُم بسَوَادِ السَّدَفِ ،و مَنْ رَواهُ بالفَتْح شَبَّهَهُم بالقَطَا.قلتُ :و اقْتَصَرَ السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِ الدِّیوَانِ عَلَی الفَتْحِ فقط ،و فَسَّرَه بطائِرٍ یُشْبِهُ القَطَا.و قَوْلُنَا:و هُوَ غَلَطٌ ، نَبَّه علیهِ ابنُ بَرِّیّ فی أَمالِیه.و أَنْشَدَهُ لأَبِی کَبِیرٍ،کما ذَکَرتُ ،و قال نُقَادَهُ الأَسَدِیُّ ،و یُرْوَی لرَجُلٍ من بَنِی مازِنٍ :

إِلاّ الحَمَامَ الوُرْقَ و الغَطَاطَا

و قال رُؤْبَهُ :

أَذَلّ أَعْنَاقاً من الغَطَاطِ

و الغُطَاطُ ، بالضَّمِّ :أَوّلُ الصُّبْحِ ،کذا وَقَعَ فی بَعْضِ أُصُولِ الصّحاحِ ،و فی بعضِهَا:الصُّبْحُ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

یا أَیُّهَا الشّاحِجُ بالغُطَاطِ

إِنّی لَوَرّادٌ علی الضِّنَاطِ

و أَنْشَدَ أَبُو العَبّاسِ :

قَامَ إِلی أَدْمَاءَ فی الغُطَاطِ

یَمْشِی بمِثْلِ قائمِ الفُسْطاطِ (4)

ص:353


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان: [2]محمرّ الوجه.
2- (2) دیوان الهذلیین 24/2 فی شعر المتنخل.
3- (3) دیوان الهذلیین 91/2 فی شعر أبی کبیر.
4- (4) الرجز فی اللسان [3]حطط و نسبه لزیاد الطماحی،و قد روی الأرجوزه ابن بری کامله فی أمالیه و فیه: قام إلی عذراء فی الغطاط و فی المقاییس 384/3. قام إلی حمراء...

أَو الغُطَاطُ : بَقِیَّهٌ من سَوَادِ اللَّیْلِ أَو اخْتِلاطُ ظَلامِ آخِرِ اللَّیْلِ بضِیَاءِ أَوَّلِ النَّهَارِ.

و قال ثَعْلَبٌ : الغُطَاطُ : السَّحَرُ،و یُفْتَح ،عنه أَیْضاً.

و الغَطَاغِطُ :السَّخَالُ الإِنَاثُ ،کما فی العُبَابِ ،و نصُّ التَّهْذِیبِ :إِناثُ السَّخْلِ (1)،قاله اللَّیْثُ . الوَاحِدُ غُطْغُطٌ ، کهُدْهُدٍ ،قال الأَزْهَرِیُّ :هذا تَصْحِیفٌ من اللَّیْثِ ،و صَوابهُ :

العَطَاعِطُ بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ کالعَتَاعِتِ ،الوَاحِدُ عُطْعُطٌ و عُتْعُتٌ ،قاله ابنُ الأَعْرَابِیِّ و غیره.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الأَغَطُّ :الغَنِیُّ .قال الأَزْهَرِیُّ :

شکّ الشَّیْخُ فی الأَغَطِّ :الغَنِیّ .

و غَطْغَطَ البَحْرُ:عَلَتْ ،هکَذا بالعَیْنِ المُهْمَلَه،و فی بعضِ النُّسَخِ «غَلَت»بالغَیْنِ المُعْجَمَه أَمْوَاجُه و مِثْلُه فی اللِّسان، کتَغَطْغَطَ ،کما فی العُبَابِ .

و غَطْغَطَت القِدْرُ:صَوَّتَتْ .و الغَطْغَطَهُ :حِکایهُ صَوْتِها عند الغَلَیَانِ .

أَو اشْتَدَّ غَلَیَانُها ،فهی مُغَطْغِطَهٌ .

و غَطْغَطَ النَّوْمُ علیه:غَلَبَ ،کما فی اللَّسَانِ .

و اغْتطَّ الفَحْلُ النّاقَهَ ،أَی تَنَوَّخَها ،کما فی التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ .

و اغْتَطَّ فلانٌ فُلاناً:حَاضَرَهُ فسَبَقَهُ بعدَ ما سَبَقَ أَوّلاً.

و تَغَطْغَطَ الشَّیْ ءُ:تَبَدَّدَ و تَفَرَّق،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و الغَطْغَطَهُ :حِکَایَهُ صَوتٍ یُقَارِبُ صَوْتَ القَطَا ،کما فی العُبَابِ .و فی اللّسَان:یُحْکَی بها ضَرْبٌ من الصَّوْت.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

انْغَطَّ الرَّجُلُ فی المَاءِ انْغِطَاطاً ،إِذا انْقَمَسَ (2)فیه.

و تَغَاطَّ القَوْمُ یَتَغَاطُّون ،أَی یَتَمَاقَلُون فی الماءِ.

و الغَطُّ :العَصْرُ الشَّدِیدُ،و منه

16- الحَدِیث (3): «فَأَخَذَنی فغَطَّنِی ».

و غَطَّه غَطًّا :کَبَسَه.

و غَطَّ الفَهْدُ و النَّمِرُ و الحُبَارَی:صَوَّتَ .

و غَطَّت البُرْمَهُ غَطِیطاً ،إِذا غَلَتْ و سُمِعَ غَطِیطُهَا ،و منه

16- حَدِیثُ جَابِرٍ: «و إِنَّ بُرْمَتَنَا لَتَغِطُّ ».

غطمط

الغَطْمَطَهُ ،کَتَبَه بالأَحْمَرِ علی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوْهَرِیِّ ،مع أَنّه ذَکَرَه فی التَّرْکِیبِ الَّذِی یَلِیهِ (4)و حَکَم بزِیَادَهِ المِیم (5)،فکَیْفَ یکونُ مُسْتَدْرَکاً علیه و هو قَدْ ذَکَرَهُ ؟! و لأَجْلِ هذَا لم یُفْرِد الصّاغَانِیُّ له تَرْکِیباً فی التَّکْمِلَه،بل أَوْرَدَه فی«غ ط ط »کالجَوْهَرِیِّ و أَفْرَدَه فی العُبَابِ ،و مثلَه صَنَعَ صاحِبُ اللِّسانِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو اضْطِرابُ مَوْجِ البَحْرِ و غَلَیَانُ القِدْرِ،و صَوْتُ السَّیْلِ فی الوَادِی .

و یُقَال: بَحْرٌ غُطَامِطٌ ،بالضَّمِّ ،و غَطَوْمَطٌ ،کسَفَرْجَلٍ ، و غَطْمَطِیطٌ ،کسَلْسَبِیلٍ : عَظِیمُ الأَمْوَاجِ ،کَثِیرُ الماءِ، و المَصْدَرُ: الغَطْمَطَه ،و الغِطْماطُ ،بالکَسْر ،قالُه ابنُ دُرَیْدٍ.

قال رُؤْبَهُ :

إِذا تلاقَی الوَهْطُ بالأَوْهَاطِ

أَرْوِی بثَرْثارَیْنِ فی الغَطْماطِ

و قَالَ أَیْضاً:

سَالَتْ نَوَاحِیهَا إِلی الأَوْسَاطِ

سَیْلاً کسَیْلِ الزَّبَدِ الغِطْماطِ

و الغُطَامِطْ ، کغُلابِط و سَلْسَبِیلٍ ،الأُولَی عن الجَوْهَرِیِّ و الثّانِیَهُ عن ابْنِ دُرَیْدٍ: الصَّوْتُ ،أَی صوتُ غَلَیَانِ مَوْجِ البَحْرِ،کما فی نُسْخَهٍ من الصّحاح،و فی أُخرَی (6):صَوْتُ غَلَیَانِ القِدْرِ و مَوْجِ البَحْرِ،قال:و المِیمُ عِنْدِی زَائدهٌ ، و أَنْشَدَ للکُمَیْت:

کأَنَّ الغُطَامِطَ من غَلْیِهَا

أَرَاجِیزُ أَسْلَمَ تَهْجُو غِفَارَا

و هُمَا قَبِیلَتانِ کانَتْ بَیْنَهُمَا مُهَاجَاهٌ .و وَجَدْتُ بخطِّ أَبِی

ص:354


1- (1) فی التهذیب:إناث السخال.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«انغمس»بالغین المعجمه.
3- (3) فی اللسان:و فی حدیث ابتداء الوحی.
4- (4) کذا،و قد وردت فی الصحاح فی ماده«غطط »و حقه أن یقول«الذی سبقه».
5- (5) عن الصحاح و بالأصل«النون».
6- (6) و هی العباره الوارده فی الصحاح المطبوع.

سهْلٍ :ذُکِرَ أَنَّ الکُمَیْتَ حینَ أَنْشَدَ هذا البَیْتَ لنُصَیبْ قال له:ما هَجَتْ أَسْلَمُ غِفَاراً قطُّ ،فأَمْسَکَ الکُمَیْتُ .و فی العُبَابِ :قالَ الکُمَیْتُ یَذْکُرُ قُدُورَ أَبَانِ بنِ الوَلِیدِ البَجَلِیِّ ، و ذَکَرَ البَیْتَ ،ثم قال:

14- و قِیلَ : وَرَدَتْ (1)غِفَارُ و أَسْلَمُ إِلی النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم فلمّا صارُوا فی الطَّرِیقِ قَالَتْ غِفَارُ لأَسْلَمَ :انْزِلُوا بِنَا،فلمّا حَطَّتْ أَسْلَمُ رَحْلَهَا مَضَتْ غِفَارُ فلم تَنْزِلْ ، فسَبُّوهم،فلمّا رَأَتْ ذلِکَ أَسْلَمُ ارْتَحَلُوا،و جَعَلُوا یَرْجُزُون بهِجائِهم.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ،فی باب«فَعْلَلِیل»:و مما (2)جاءَ من المَصَادِرِ علی هذا البِنَاءِ: غَطْمَطِیطٌ یُقَال:سَمِعْتُ غَطْمَطِیطَ الماءِ،أَرادوا صَوْتَه،و أَنْشَدَ:

بَطِیءٌ ضِفَنُّ إِذا مَا مَشَی

سَمِعْتَ لأَعْفَاجِه غَطْمَطِیطَا

و الغِطْمَاطُ ،بالکَسْرِ:المَوْجُ المُتَلاطِمُ ،و هو فی الأَصْلِ مَصْدَرٌ،و قد تَقَدَّمَ شَاهِدُه قَرِیباً.

و التَّغَطْمُطُ :صوتٌ فیه ،و فی الصّحاحِ :معه بحَحٌ .

و أَیْضاً: غَرْغَرَهُ القِدْرِ ،و هی صوتُ غَلَیَانِهَا،و قد تَغَطْمَطَت و هی مُتَغَطْمِطَهٌ :شَدِیدَهُ الغَلَیانِ ،و غَطْمَطَت مِثْله.

و أَیْضاً: اضْطِرَابُ المَوجِ ،یُقال: تَغَطْمَطَ علیه المَوْجُ ، إِذا اضْطَرَب علیه حتَّی غَطّاه.

تَنْبِیهٌ .قال شَیْخُنَا:قَوْلُه: غِطْمِیط إِلخ.قلت:فی کتابِ الأَبْنِیَهِ لابْنِ القَطّاعِ : غِطْمِیطٌ :فِعْلِیلٌ أَو فِعْمِیلٌ ،و ذَکَرَه غیرُه من الصَّرْفِیِّین کذلِک،انتهَی.قلتُ :لیسَ فی القَامُوسِ قولُه: غِطْمِیطٌ ،و إِنَّمَا هُو غَطْمَطِیطٌ ،کسَلْسَبِیل، و راجَعْتُ کِتَابَ الأَبْنِیَهِ لابْنِ القَطّاعِ فَرَأَیْتُه ذَکَرَ فی الرُّبَاعِیِّ الصَّحِیحِ : تَغَطْمَطَ الماءُ:اضْطَرَبَ ،و کذلک:تَغَطْغَط ، و لیسَ فیه ما نَسَبَهُ شَیْخُنَا له،فانْظُرْ ذلِکَ و تَأَمَّلْه.

غلط

الغَلَطُ ،مُحَرَّکَهً :أَنْ تَعْیَا (3)بالشَّیْ ءِ فلا تَعْرِفَ وَجْهَ الصَّوابِ فِیه ،کذا فی المُحْکَمِ و زادَ اللَّیْثُ :مِنْ غَیْرِ تَعَمُّدٍ و قد غَلِطَ ،کفَرِحَ ، یَغْلَطُ غَلَطاً ، فی الحِسَابِ ، و غَیْرِه،أَو غَلِطَ ،بالطّاءِ: خاصُّ بالمَنْطِقِ ،و غَلِتَ ،بالتّاءِ الفَوْقِیَّهِ : فی الحِسَابِ ، غَلَطاً ،و غَلَتاً،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن العَرَبِ ،و بعضُهُم یَجْعَلُهما لُغَتَیْنِ بمعْنًی،و بَعضُهم یَقُول: الغَلَط فی الحِسَابِ و فی کُلِّ شیْ ءٍ،و الغَلَت:لا یَکُونُ إِلاّ فی الحِسَابِ ،و قد مَرَّ تَحْقِیقُه فی«غ ل ت»بأَبْسَطَ من هذا،فراجِعْهُ فإِنَّه نَفِیسٌ .

و الغَلُوطَهُ ،کصَبُورَهٍ ،و کذلِکَ : الأَغْلُوطَهُ ،بالضَّمِّ ، و أَیْضاً: المَغْلَطَهُ ،بالفَتْحِ : الکَلامُ یُغْلَطُ فِیه .

و قیل: الغَلُوطَه ،و الأَغْلُوطَهُ :ما یُغَالَطُ به -من المَسَائِل-العَالِمُ لِیُسْتَزَلَّ و یُسْتَسْقَطَ رَأْیُه،و فی الصّحاحِ :

الأُغْلُوطَه :ما یُغَلَّطُ به من المَسَائلِ ،

16- و نَهَی عَلَیْه السَّلامُ عن الأُغْلُوطاتِ . و منه قَوْلُهُم:حَدَّثْتُه حَدِیثاً لیس بالأَغَالِیط .

قلتُ :و رُوِیَ :نَهَی عن الغَلُوطاتِ ،و یُقَال:مَسْأَلَهٌ غَلُوطٌ ، کشَاهٍ حَلُوبٍ ،و نَاقهٍ رَکُوبٍ ،و إِذَا جَعَلْتَها اسْماً زِدْتَ فِیهَا الهاءَ،قالَهُ الخَطّابِیُّ .و قال أَبو عُبَیْدٍ الهَرَوِیُّ :الأَصْلُ فیها الأُغْلُطاتُ ،ثمّ تُرِکَت الهَمْزَهُ ،قال:و قد غَلِطَ من قالَ :هی جَمْعُ غَلُوطَهٍ ،و قال القُتَیْبِیُّ :و إِنَّمَا نُهِیَ عن ذلِکَ لأَنَّهَا غیرُ نافِعَهٍ فی الدِّینِ ،و لا یکادُ (4)یکُونُ فِیهَا إِلاّ ما لا یَقَعُ ،و مثلُه قولُ ابنِ مَسْعُودٍ:أَنْذَرْتُکم صِعَابِ المَنْطِقِ .یریدُ:المَسَائلَ الدَّقِیقَهَ الغَامِضَهَ .

و المِغْلاطُ ،بالکَسْرِ:الکَثِیرُ الغَلَطِ من الرِّجَالِ ،قال رُؤْبَهُ :

فبِئْسَ عَضُّ الخَرِفِ المِغْلاطِ

و الوَغْلِ ذِی النَّمِیمَهِ المِخْلاطِ

و التَّغْلِیطُ :أَنْ تَقُولَ له: غَلِطْتَ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قد غَلَّطَه .

و غَالَطَهُ مُغَالَطَهً و غِلاطاً ،بالکَسْرِ.

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

أَغْلَطَهُ إِغْلاطاً :أَوْقَعَهُ فی الغَلَط ، کغَلَّطَه تَغْلِیطاً .

و یُجْمَعُ الغَلَطُ علی أَغْلاطٍ .قال ابنُ سِیدَه:و رَأَیْتُ ابنَ جِنِّی قد جَمَعَهُ علی غِلاَطٍ ،قال:و لا أَدْرِی وَجْهَ ذلِک.

و رجلٌ غَلْطَان ،کسَکْرَان.

ص:355


1- (1) کذا بالأصل و فی المطبوعه الکویتیه:«وفدت».
2- (2) عن الجمهره 401/3 و [1]بالأصل و التکمله:و ما جاء.
3- (3) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:أن تَغْنی.
4- (4) فی النهایه و [3]اللسان:و [4]لا تکاد تکون إلا فیما لا یقع.

و کِتَابٌ مَغْلُوطٌ :قد غُلِطَ فیه،و کذلِکَ :حِسَابٌ مَغْلُوطٌ ، و غَلَطٌ و مُغْلط .

و هو غَلاّطٌ ،کشَدادٍ:کثیرُ الغَلَطِ .

و یُقَال:وَقَع فلانٌ فی المَغْلَطَهِ ،أَی الغَلَط ،و هو مَغْلَطانِیٌّ ،بالفَتْحِ : یُغَالِطُ النّاسَ فی حِسابِهم.

غمط

غَمَطَ النّاسَ ،کضَرَبِ و سَمِعَ ، غَمْطاً :

اسْتَحْقَرَهُمْ ،و أَزْرَی بِهم،و اسْتَصْغَرَ بهم،و کذلِکَ غَمَصَهم،و منه

16- الحَدیثُ : «إِنَّمَا ذلِکَ مَنْ سَفِهَ الحقَّ و غَمِطَ النّاسَ ». یَعْنِی:أَنْ یَرَی الحقَّ سَفهَا و جَهْلاً،و یَحْتَقِرَ النّاسَ ،کما فی الصّحاح،أَی إِنَّمَا البَغْیُ فِعْلُ مَن سَفِهَ و غَمطَ .قال الصّاغَانِیُّ :و یُروْیَ :«و غَمَصَ »و قد تَقَدَّم فی «غ م ص».و رَواهُ الأَزْهَرِیُّ :«الکِبْرُ أَنْ تَسْفَهَ الحَقَّ ، و تَغْمِطَ النَّاسَ (1).

و غَمِطَ العَافِیَهَ ،کفَرِحَ : لَمْ یَشْکُرْها ،و کذلِکَ النِّعْمَهَ .

و غَمطَ النَّعْمَهَ ،من حَدِّ ضَرَب و سَمِعَ ،أَی بَطِرَها و حَقَرَهَا ،و کذلِکَ غَمَطَ عَیْشَه،و غَمِطَه .

و غَمَطَ الماءَ ،من حَدِّ ضَرَب: جَرَعَهُ بشِدَّهٍ ،و هو مثلُ :

غَمَجَه غَمْجاً،قالَهُ اللَّیْثُ ،و قد تَقَدَّمَ فی«غ م ج»أَنَّهُ الجَرْعُ المُتَتَابِعُ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

غُمْج غَمَالِیجُ غَمَلَّجات

و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

غُمْط غَمَالِیط غَمَلّطات

و المَعْنَی وَاحِدٌ.

و غَمَطَ الذَّبِیحَهَ :ذَبَحَها ،لغهٌ فی غَبطَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سَمَاءٌ غَمَطَی ،مُحَرَّکَهً ،و کذلِکَ غَبَطَی ،بالباءِ،إِذا أَغْمَطَتْ فی السَّحاب یَوْمَیْنِ أَو ثَلاثَهً .

و أَغْمَطَ :دَامَ و لاَزَمَ ،مثل أَغْبَطَ ،و منه: أَغْمَطَت علیه الحُمَّی،لغهٌ فی أَغْبَطَت.و قال ابنُ هَرْمَهَ :

ثَبْتٌ إِذا کانَ الخَطِیبُ کأَنَّهُ

شَاکٍ یَخَافُ بُکُورَ وِرْدٍ مُغْمِطِ (2)

و یُرْوَی«مُغْبِطِ »و قد تَقَدَّم.

و قال ابنُ عَبّادٍ: اغْتَمَطَهُ :حَاضَرَهُ فسَبَقَهُ بعد ما سُبِقَ أَوّلاً ،و کذلِکَ اغْتَطَّهُ ،و قد تَقَدَّم.

و اغْتَمَطَ فُلاناً بالکَلاَمِ و اغْتَطَّهُ ،إِذا عَلاَهُ فقَهَرَهُ ،نَقَلَه صاحبُ اللِّسانِ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ .

و قال أَبُو عَمْرٍو:و اغْتُمِطَ الشَّیْ ءُ:خَرَجَ فما رُئِی له عَیْنٌ و لا أَثَرٌ ،یُقَال:خَرَجَت شَاتُنَا فاغْتُمِطَتْ ،فما رَأَیْنَا لَهَا أَثَراً.

و الغَمْطُ :المُطْمَئِنُّ من الأَرْضِ ،کالغَمْضِ .

و تَغَمَّطَ عَلَیْهِ التُّرَابُ ،أَی تُرَابُ البَیْت،أَی غَطّاهُ حتّی قَتَلَه،کما فی اللَّسَانِ .

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اغْتَمَطَه بالکَلامِ ،إِذا احْتَقَرَه.نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و یُقالُ :هو غَمُوطٌ هَمُوطٌ ،أَی ظَلُومٌ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و غَمِطَ الحَقَّ ،کفَرِح:جَحَدَه.

و المُغَامَطَهُ فی الشُّرْبِ :الجَرْعُ المُتَدَارِکُ .

غملط

الغَمَلَّطُ ،کعَمَلَّسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هو الرَّجُلُ الطَّوِیلُ العُنُقِ ،کالغَمَلَّجِ ،بالجِیمِ ، و أَنْشَدَ:

غُمْط غَمَالِیط غَمَلَّطات

و أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :

غُمْج غَمالِیج غَمَلَّجَات

و قد تَقَدَّم ذلِکَ .

*و مّما یُستدرکُ علیه:

الغُمْلُوطُ ،کعُصْفُورٍ:الرَّجُلُ الطَّوِیلُ العُنُقِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .

غمرط

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الغُمَارِطِیُّ ،بالضَّمِّ :الفَرْجُ ،أَنْشَدَ ابنُ شُمَیْلٍ لجَرِیرٍ:

ص:356


1- (1) ذکر ابن الأثیر فی النهایه [1]الروایتین.
2- (2) تقدم فی ماده غبط .

تُنَازِعُ زَوْجَهَا بغُمَارِطِیٍّ

کأَنَّ علی مَشَافِرِهِ حَبَابَا (1)

وَ رَوَاه أَبُو سَعِیدٍ:

تُوَاجِهُ بَعْلَهَا بضُراطِمِیٍّ (2)

و المَعْنَی وَاحِدٌ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ فی رُبَاعِیِّ التَّهْذِیب.

غوط

الغَوْطُ :الثّرِیدَهُ .

و الغَوْطُ : الحَفْرُ ،عن أَبِی عَمْرٍو: غَاطَ یَغُوط غَوْطاً أَی حَفَر.و غاطَ الرَّجُلُ فی الطِّین.

و الغَوْطُ : دُخُولُ الشَّیْ ءِ،فی الشِّیْ ءِ،کالغَیْطِ ،یُقَالُ :

غاطَ فی الشَّیْ ءِ یَغُوْطُ و یَغِیطُ :دَخلَ فیه.و هذا رملٌ تَغُوطُ فیه الأَقْدَامُ .

و الغَوْطُ : المُطْمَئنُّ الوَاسِعُ من الأَرْضِ ،کالغَاطِ و الغَائطِ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الغَوْطُ أَشدُّ انْخِفَاضاً من الغَائطِ .

و أَبْعَدُ.

16- و فی قِصَّهِ نُوحٍ ،علی سیِّدِنا مُحَمَّدٍ و علیه الصّلاهُ و السّلاَم: «و انْسَدَّت یَنَابِیعُ الغَوْطِ الأَکْبَرِ و أَبْوَابُ السَّمَاءِ».

و قال ابنُ شُمَیْلٍ :یُقَال للأَرْضِ الوَاسِعَهِ الدَّعْوَهِ : غائِطٌ ، لأَنَّهُ غاطَ فی الأَرْضِ ،أَی دَخَلَ فِیهَا،و لیس بالشَّدِیدِ التَّصَوُّبِ ،و لِبَعْضِهَا أَسْنَادٌ.

14- و فی الحَدِیث: «أنَّ رَجُلاً جاءَه فقال:یَا رَسُولَ اللّه،قُلْ لِأَهْلِ الغائطِ یُحْسِنُوا مُخَالَطَتِی».

أَرادَ أَهْلَ الوَادِی الَّذِی یَنزِلُه ج: غُوطٌ ،بالضَّمِّ ،و أَغْوَاطٌ ، قال ابنُ بَرِّیّ : أَغْوَاطٌ :جمعْ غَوْطٍ ،بالفَتْحِ ،لُغَه فی الغَائطِ ، و غِیطَانٌ جَمْعٌ له أَیضاً،مثل ثَوْرٍ و ثِیرانٍ ،و جَمْعُ غائِطٍ أَیْضاً،مثلُ جَانٍّ و جِنّانٍ .و أَمّا غائطٌ و غُوطٌ ،فهو مثلُ شارِفٍ و شُرْفٍ .

و شاهِدُ الغَوْطِ ،بفَتْحِ الغَیْنِ ،قولُ الشّاعِر:

و ما بَیْنَها و الأَرْضِ غَوْطٌ نَفَانِفُ

و یُرْوَی«غَوْلٌ »و هو بمَعْنَی البُعْدِ، و غِیَاطٌ ،بکسرهما ، صارت الواوُ یاءً لاِنْکِسَارِ مَا قَبْلَها،قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیُّ :

و خَرْقٍ تَحْسِرُ الرُکْبَانُ فِیهِ

بَعِیدِ الجَوْنِ أَغْبَرَ ذِی غِیَاطِ (3)

و یُرْوَی:«ذی غِوَاطِ »«و ذی نِیَاط »و قالَ آخَرُ:

و خَرْقٍ تُحَدِّثُ غِیطَانُه

حَدِیثَ العَذَارَی بأَسْرَارِهَا

14- و فی الحَدِیثِ : «تَنْزِلُ أُمَّتِی بغَائطٍ یُسَمُّونَه البَصْرَهَ ». أَی بَطْنٍ مُطْمَئِنٍّ من الأَرْضِ .

و الغَائطُ :کِنَایَهٌ عن العَذِرَهِ نَفْسِهَا؛لأَنَّهُم کانُوا یُلقُونَها بالغِیطانِ .و قِیلَ :لأَنَّهُمْ کانُوا إِذا أَرادُوا ذلِکَ أَتَوا الغَائطَ و قَضَوا الحَاجَهَ ،فقِیلَ لکُلِّ مَن قَضَی حاجَتَه:قد أَتَی الغَائِطَ ،یُکْنَی به عن العَذِرَه.و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز:

أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْکُمْ مِنَ اَلْغائِطِ (4).

و کان الرَّجُلُ إِذا أَرادَ التَّبَرُّزَ ارْتَادَ غَائِطاً من الأَرْضِ یَغِیبُ فیهِ عن أَعْیُنِ النّاسِ ،ثمّ قِیلَ للبَرَازِ نَفْسِهِ ،و هو الحَدَثُ غائطٌ ،کِنَایَه عنه،إِذْ کانَ سَبَباً له.

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الغَوْطَهُ ،بالفَتْحِ (5): الوَهْدَهُ فی الأَرْضِ المُطْمَئنَّه.

و قال أَبُو مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِیُّ : الغَوْطَهُ : بَرْثٌ أَبْیَضُ لِبَنِی أَبِی بَکْر بنِ کِلابٍ یَسِیرُ فیه الرّاکِبُ یَوْمَیْنِ لا یَقْطَعُه ،به مِیاهٌ کَثِیرَهٌ و غِیطَانٌ و جِبَالٌ .

و قال غَیْرُه: الغَوْطَهُ : د،بأَرْضِ طَیِّیءٍ لِبَنِی لأْمٍ منهم، قَرِیبٌ من جِبَال صُبْحٍ لبَنِی فَزَارَهَ ،و هما غَوْطَتَانِ ، و الأُخْرَی: ماءٌ مِلْحٌ رَدِیءٌ، لِبَنِی عامرِ بن جُوَیْنٍ الطّائیِّ .

و الغُوطَهُ ، بالضَّمِّ :مَدِیِنَهُ دِمَشْق،أَو کُورَتُهَا ،و هی إِحْدَی جِنَانِ الدُّنْیَا الأَرْبَعِ ،و الثّانِیَهُ :أُبُلَّهُ البَصْرَهِ ،و الثّالِثَه:

شِعْبُ بَوّان،و الرَّابِعَه سُغْدُ سَمَرْقَنْدَ،قال عُبَیْدُ اللّه بنُ قَیْسِ الرُّقَیّاتِ یَمْدَحُ عبدَ العَزِیزِ بنَ مَرْوَانَ :

ص:357


1- (1) دیوانه و فی روایته: تواجه بعلها بعضارطیّ کأن علی مشافره جبابا و یروی:بسراطمیّ .
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«بغراطمی».
3- (3) دیوان الهذلیین 28/2 و عجزه فیه: بعید الغول أغبر ذی نیاط و الغول:البعد،و فی اللسان:بعید الجوف.و فیه أیضاً:تحشر الرکبان،و تحسر أی تکلل رکابهم و تسقط من الإعیاء.
4- (4) سوره النساء الآیه 43. [2]
5- (5) ضبطت بالقلم فی التهذیب بالضم.و نص یاقوت علیها هنا و فیما سیأتی بالضم ثم السکون.

و قالَ أَیْضاً یَذْکُر المُلُوک:

16- و فی الحَدِیث: «أَنَّ فُسْطَاطَ المُسْلِمِینَ یومَ المَلْحَمَهِ بالغُوطَهِ إِلی جَانِبِ مَدِینَهٍ یُقَال لها:دِمَشْقُ ».

و التَّغْوِیطُ :اللَّقْمُ ،من الغَوْطِ ،و هو الثَّرِیدُ.

أَو التَّغْوِیطُ : تَعْظِیمُه ،أَی اللَّقْم.

و التَّغْوِیطُ : إِبْعَادُ قَعْرِ البِئْرِ .

و تَغَوَّطَ الرَّجُلُ ،إِذا أَبْدَی ،أَی أَحْدَثَ ،کِنایَه عن الخِرَاءَهِ ،فهُو مُتَغَوِّطٌ .

و انْغَاطَ العُودُ:تَثَنَّی ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و تَغَاوَطَا فی الماءِ:تَغَامَسَا و تَغَاطَّا،و هما یَتَغَاوَطَانِ ، و یَتَغَاطَّانِ .

و الغَاطُ :الجَمَاعَهُ ،یُقَال:ما فی الغَاطِ مِثْلُه، و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : یُقالُ : غُطْ غُطْ ،إِذا أَمَرْتَهُ أَنْ یَکُونَ مَع الغَاطِ ، أَی الجَمَاعَهِ إِذا جاءَت الفِتَنُ .

و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

بِئْرٌ غَوِیطهٌ ،کسَفِینهٍ :بَعِیدَهُ القَعْرِ.

و قال الفَرّاءُ:یُقَال: أَغْوِطْ بِئْرَکَ ،أَی أَبْعِدْ قَعْرَها.

و یُقَال لمَوْضِعِ قَضَاءِ الحَاجَهِ : غائطٌ ،مَجَازٌ؛لأَنَّ العَادَه أَنْ یَقْضِیَ فی المُنْخَفضِ من الأَرْضِ حیثُ هو أَسْتَرُ له.

و کُلُّ ما انْحَدَرَ فی الأَرْضِ فقد غاطَ .

قال أَبو حَنِیفَهَ :و قد زَعَمُوا أَنَّ الغَائِطَ رُبما کانَ فَرْسَخاً، و کانَتْ به الرِّیَاضُ .

قال ابنُ جِنِّی:و من الشّاذِّ قِرَاءَهُ من قَرَأَ: أَو جاءَ أَحَدٌ مِنْکُمْ مِنَ الغَیْطِ یَجُوزُ أَنْ یکونَ أَصْلُه غَیِّطاً ،و أَصْلُه غَیْوِطٌ ،فخُفِّف،قال أَبُو الحَسَن:و یَجُوز أَنْ تکونَ الیاءُ وَاواً للمُعَاقَبَه.

و یُقَال:ضَرَبَ فُلاَنٌ الغَائِطَ ،إِذا تَبَرَّز،

16- و فی الحَدِیثِ :

«لا یَذْهَبُ الرَّجُلانِ یَضْرِبَانِ الغائِطَ یَتَحَدَّثانِ ». أَی یَقْضِیَانِ الحَاجَهَ و هُمَا یَتَحَدّثانِ .و قد تَکَرَّرَ ذِکْرُ الغَائِطِ فی الحَدِیثِ بمَعْنَی الحَدَثِ و المَکَانِ .

و غَاطَتْ أَنْسَاعُ النّاقَهِ تَغُوطُ غَوْطاً :لَزِقَتْ ببَطْنِهَا فدَخَلَتْ فیه،قال قَیْسُ بنُ عاصِمٍ :

سَتَحْطِمُ سَعْدٌ و الرِّبَابُ أُنُوفَکُمْ

کمَا غَاطَ فی أَنْفِ القَضِیبِ جَرِیرُها

و یُقَال: غَاطَتِ الأَنْساعُ فی دَفَّ النّاقَهِ :إِذا تبیّن (1)آثارُهَا فیهِ .

و غَاطَ الرَّجُلُ فی الوَادِی یَغُوطُ ،إِذا غابَ فیه.

و غَاطَ فُلانٌ فی الماءِ یَغُوطُ ،إِذا انْغَمَسَ فِیه.

و الغَیْطُ ،بالفَتْحِ :البُسْتَانُ .

و النَّجْمُ مُحَمدُ بنُ أَحْمَدَ السَّکَنْدَرِیُّ الغَیْطِیُّ ،مَنسُوبٌ إِلی غَیْط العِدَّهِ بمِصْرَ؛لأَنَّه کانَ سَکَنَ بها،حَدَّث عن شَیْخِ الإِسْلامِ زَکَرِیّا بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیّ .و مُعْجَمُ شُیُوخِه یَتَضَمَّنُ سَبْعاً (2)و عِشْرِینَ شَیْخاً،و هو عِنْدِی.

قال الشَّعْرَانِیُّ فی الذَّیْلِ :تُوُفِّی یومَ الأَرْبِعَاءِ 17 صفر سنه 981.

غیط

غاطَ فیه ،أَی فی الوَادِی یَغِیطُ ،و کذلِکَ یَغُوطُ ،واوِیَّهٌ یائِیَّهٌ : دَخَلَ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : غاطَ فی الأَرْضِ یَغُوطُ و یَغِیطُ بمعنَی غَابَ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَال: بَیْنَهُمَا مُغَایَطَهٌ و مُهَایَطَهٌ ، و مُمَایَطَهٌ ،و مُشَایَطَهٌ ،أَی کَلامٌ مُخْتَلِفٌ .

ثمّ إِنَّ هذِه المادَّهَ مَکْتُوبَهٌ عندَنَا بالسَّوَادِ،و کذا فی سَائرِ أُصُولِ القَامُوسِ ،و الجَوْهَرِیُّ لم یَذْکُرْها إِلاّ اسْتِطْرَاداً فی «غ و ط »فإِنَّه قال هُنَاک: غاطَ فی الشِّیْ ءِ یَغُوطُ فیه و یَغِیطُ بمعْنَی دَخَلَ و لم یُفْرِد لغیط تَرْکِیباً،و عَادَهُ المُصَنِّفِ أَنَّ هذا و أَمْثَالَهُ یکْتُبها بالحُمْرَهِ مُسْتَدْرِکاً بها علیه،فتَأَمَّلْ .

ص:358


1- (1) الأصل و التهذیب،و فی اللسان: [1]تَبَیّنت.
2- (2) کذا بالأصل،و الصواب:سبعهً .

فصل الفاءِ مع الطاءِ

فرثط

فَرْثَطَ الرَّجُلُ :أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ اللَّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:أَی اسْتَرخَی فی الأَرْضِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه.و أَظُنُّه لُثْغَه،و الصَّوابُ بالشِّینِ .

فرجط

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

فُرْجُوطٌ ،کعُصْفُورٍ:مَدِینَهٌ بالصَّعِیدِ الأَعْلَی من القُوصِیَّهِ ، و قد دَخَلْتُهَا مَرَّتَیْنِ ،هکذَا هو فی کُتُب القَوَانِین،و مِثْلُه فی الطّالِع السَّعِید للکَمال الأُدْفویّ حین ذَکَرَ بعضَ جَماعه من أَهْلِها،یَقُول فیه:فُلانٌ الفُرْجُوطِیُّ ،منهم عُثْمَانُ بنُ أَیّوبَ الفُرْجُوطِیُّ عُرِف بابنِ مُجَاهِدٍ:شاعِر مُجِیدٌ،تَرْجَمَه الأُدْفویّ و الصَّفَدِیُّ مات ببلده سنه 739.

و منهم الشَّرِیفُ المُحَدِّثُ أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الطَّیِّبِ بنِ عَبْدِ الرَّحِیم الحَسَنیُّ الإِدْرِیسِیُّ ،وُلدَ بفُرْجُوط سنه 568،و تُوفَّیَ سنه 649 أَوْرَدَه ابنُ شُعَیْب فی زَهْرِ البَسَاتِین،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ فی التَّرْکِیبِ الَّذِی بعدَه.

فرشط

فَرْشَطَ الرَّجُلُ فَرْشَطَهً : قَعَدَ فَفَتَح ما بَیْن رِجْلَیْهِ و فی الصّحاحِ : الفَرْشَطَهُ :أَن تُفَرِّجَ بَیْنَ رِجْلَیْک قَاعِداً أَو قائِماً،و هو مثلُ الفَرْشَطَهِ ،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ:

فَرْشَطَ لمّا کُرِهَ الفِرْشَاطُ

بفَیْشَهٍ کأَنَّهَا مِلْطَاطُ

و هو فِرْشِطٌ ،کزِبْرِجٍ ،و قِرْطَاسٍ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ یَصِفُ بَعِیراً:

لَیْسَ بمُنْهَکِّ البُرُوکِ فِرْشِطِهْ

أَو فَرْشَطَ : أَلصَقَ أَلْیَتَیْهِ بالأَرْضِ ،و تَوَسَّدَ سَاقَیْهِ ،قاله الفَرّاءُ.

أَو فَرْشَطَ : بَسَطَ فی الرُّکُوبِ رِجْلَیْهِ من جَانِبٍ وَاحِدٍ ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و هو فی اللَّسَانِ عن ابنِ بُزُرْجَ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: فَرْشَطَ البَعِیرُ فَرْشَطَهً : بَرَکَ بُرُوکاً مُسْتَرْخِیاً فأَلْصَقَ أَعْضادَه بالأَرْضِ .و قِیل:هو أَن یَنْتَشِر بِرْکَهُ البَعِیر عند البُرُوک.

و فَرْشَطَ اللَّحْمَ فَرْشَطَهً : شَرْشَرَهُ ،کما فی اللَّسَانِ .

و فَرْشَطَ الشَّیْ ءَ:مَدَّهُ ،و کذا فَرْشَطَ به.

و فَرْشَطَتِ النّاقَهُ :تَفَحَّجَتْ للحَلْبِ ،کما فی الصّحاحِ .

و فَرْشَطَ الجَمَلُ ،إِذا تَفَجَّحَ لِلْبَوْلِ ،کما فی اللَّسَانِ و العُبَابِ (1).

و فِرْشَوْطٌ کبِرْذَوْنٍ :ه کَبِیرَهٌ بصَعِیدِ مَصْرَ الأَعْلَی،غربیَّ النَّیلِ ،کما فی العُبَابِ (2)،و قد قَلَّدَه المُصَنِّفُ هُنَا،و هکذا هو المَعْرُوفُ علی أَلسِنَهِ العامّه.و الصّوابُ أَنّ اسْمَها فُرْجُوطٌ ،کعُصْفورٍ بالجِیمِ علی ما هُوَ مَثْبُوتٌ فی کُتُبِ التّارِیخِ و القَوَانِین الدِّیوَانِیَّه،کما تَقَدَّمت الإِشَارَهُ إِلیه، و اعْتَمَدَت العَامَّه علی ما قَالَه المُصَنِّفُ حتَّی الخاصَّه.و من ذلِکَ قولُ شَیْخِنا العَلاّمَهِ أَبِی الحَسَنِ عَلیِّ بنِ صالِحِ بنِ مُوسَی الرَّبَعِیِّ نَزِیلِ فُرْجُوطٍ فی أَبیاتٍ کَتَبَها تَقْرِیظاً علَی هذا الکِتَابِ :

قَدْ حَلّ فی فِرْشَوْطِنَا کُلُّ الرَّضَا

مُذْحَلَّهَا الحَبْرُ النَّفِیسُ المُرْتَضَی

إِلی آخِرِ ما قَالَ ،أَدامَ اللّه فَضْلَهُ ،ما لَمَع آلٌ ،و مَلَعَ رالٌ .

فرط

فَرَطَ الرَّجُلُ یَفْرُطُ فُرُوطاً ،بالضَّمِّ :سَبَقَ و تَقَدَّمَ ، فهو فارِطٌ ،

17- قال أَعْرَابِیُّ للحَسَنِ :«یا أَبا سَعِیدٍ،عَلِّمْنِی دِیناً وَ سُوطاً،لا ذاهِباً فُرُوطاً ،و لا سَاقِطاً سُقُوطاً.أَی دِیناً مُتَوَسَّطاً لا مُتَقَدِّماً بالغُلُوِّ،و لا مُتَأَخِراً بالتُّلُوِّ.قال له الحَسَنُ :

أَحْسَنْتَ یا أَعْرَابِیُّ ،خیرُ الأُمورِ أَوْسَاطُها».

16- و فی الدعاءِ: عَلَی ما فَرَطَ مِنِّی. أَی سَبَقَ و تَقَدَّم.

و فَرَطَ فی الأَمْرِ یَفْرُط فَرْطاً ،بالفَتْحِ : قَصَّرَ به ،کما فی العُبَابِ .و فی الصّحاحِ :فیهِ . و ضَیَّعَه .زادَ فی الصّحاحِ :

حَتّی فَاتَ .

و فَرَطَ عَلَیْه فی القَوْلِ :أَسْرَفَ و تَقَدَّمَ .و فی الصّحاحِ :

فَرَط علیه،أَی عَجِلَ وعَدَا،و منه قولُه تعالَی: إِنَّنا نَخافُ أَنْ یَفْرُطَ عَلَیْنا أَوْ أَنْ یَطْغی (3)زاد فی العُبَابِ أَی یُبَادِرَ بعُقُوبَتِنَا.و قال ابنُ عَرَفَهَ :أَی یَعْجَل فیَتَقَدَّم منه مَکْرُوهٌ ، و قال مُجَاهِدٌ:یَبْسُط ،و قال الضَّحّاکُ :یَشِطّ .قلت:و قال الفَرّاءُ:أَی یَعْجَلَ إِلی عُقُوبَتِنَا.و العَرَبُ تقول: فَرَطَ منه،

ص:359


1- (1) و الصحاح أیضاً.
2- (2) و مثله فی معجم البلدان،و قیدها بکسر أوله و سکون ثانیه و شین معجمه مفتوحه.
3- (3) سوره طه الآیه 45. [1]

[أَمرٌ] (1)أَی بَدَرَ و سَبَقَ ،و فی الأَسَاس من المجاز:أَنْ یَفْرُطَ (2)عَلَیْنَا منه بَادِرَهٌ .

و فَرَطَ عَلَیْنَا فُلانٌ :عَجِلَ بمَکْرُوهٍ .

و من المَجَازِ: فَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً ،بالضَّمِّ ،أَی ماتُوا له صِغَاراً ،فکأَنَّهُم سَبَقُوه إِلی الجَنَّهِ .و نصُّ ابنِ القَطّاع: فَرَطَ الرَّجُلُ وَلَدَه:تَقَدَّمه إِلی الجَنَّهِ .

و فَرَطَ إِلَیْه رَسُولَه ،أَی قَدَّمَهُ و أَعْجَلَهُ (3).و ذکر ابنُ دُرَیْدٍ هذا المعنَی فی فَرَّطَه تَفْرِیطاً .و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ قَرِیباً و فی اللَّسَانِ : أَفْرَطَه إِفْرَاطاً بهذا المَعْنَی.و أَمَّا فَرَطَه فَرْطاً فلم أَرَهُ لأَحَدٍ من الأَئِمَّهِ ،و المادَّهُ لا تَمْنَعه.

و قال أَبو عَمْرٍو: فَرَطَت النَّخْلَهُ :إِذا تُرِکَت و ما لُقِّحَتْ حَتَّی عَسَا طَلْعُها.و أَفْرَطَهَا غَیْرُها ،کما فی العُبَابِ .

و فَرَطَ القَوْمَ یَفْرِطُهُمْ (4)فَرْطاً ،بالفَتْحِ ،و علیه اقْتَصَرَ الجَوهَرِیُّ ، و فَرَاطَهً ،کسَحَابَهٍ ،کما فی المُحْکَمِ ،و فی العُبَابِ :و المَصْدَرُ فَرْطٌ و فُرُوطٌ : تَقَدَّمَهُمْ إِلی الوِرْدِ ،و فی الصّحاحِ :سَبَقَهُم إِلی الماءِ،زادَ فی العُبَابِ :و تَقَدَّمَهُم.

و فی المُحْکَمِ : لإِصْلاحِ الحَوْضِ و الأَرْشِیَهِ و الدِّلاءِ ،أَی لیُهَیِّئَهَا لهم، و هُمُ الفُرَّاط کرُمَّان،جمع فَارِطٍ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للقُطامِیِّ :

فاسْتَعْجَلُونا و کانُوا من صَحَابَتِنَا

کَمَا تَعَجَّلَ (5)فُرَّاطٌ لِوُرّادِ

و شاهدُ الفَارِطِ للوَاحِدِ قولُ الشاعر:

فأَثَارَ فَارِطُهُم غَطَاطاً جُثَّماً

أَصْواتُهَا کَتَرَاطُن الفُرْسِ

و الفَرْطُ ،بالفَتْحِ : الاسْمُ من الإِفْرَاطِ ،و هو مُجَاوَزَه الحَدّ فی الأَمْر،یُقال:إِیّاکَ و الفَرْطَ فی الأَمْرِ،کما فی الصّحاحِ ، و الفَرْط : الغَلَبَهُ ،و منه فَرْطُ الشَّهْوَهِ و الحُزْنِ ، أَی غَلَبَتُهُما.

و الفَرْطُ : الجَبَلُ الصَّغِیرُ ،جمعه فُرُطٌ ،عن کُرَاع. أَو الفَرْطُ : رَأْسُ الأکَمَهِ و شَخْصُها،و الذی فی الصّحاح:

الفُرُط ،أَی بضَمتین:وَاحِدُ الأفْرَاطِ ،و هی آکَامٌ شَبِیهَاتٌ بالجِبَال (6)،یُقَالُ :البُومُ تَنُوح عَلَی الأَفْرَاطِ .عن أَبِی نَصْرٍ، قال وَعْلَه الجَرْمیّ :

أَم هَلْ سَمَوتُ بجَرّارٍ له لَجَبٌ

جَمُّ الصَّواهِلِ بینَ السَّهْلِ و الفُرُطِ

و الَّذِی فی العُبَابِ : الفُرُطُ .و الفُرْط أَیْضاً:وَاحِدُ الأَفْرَاطِ ،و هی آکامٌ شَبِیهاتٌ بالجِبَالِ ،و أَنْشَدَ لحَسّانِ بنِ ثابِتٍ رَضِیَ اللّه عنه:

ضَاقَ عَنَّا الشَّعْبُ إِذْ نَجْزَعُهُ

وَ مَلأْنا الفُرْطَ مِنْهُمْ و الرَّجَلْ

قلتُ :و فَسَّره الیَزِیدِیُّ بسَفْحِ الجِبَالِ ،قال:و جَمْعُه أَفْرَاطٌ ،کقُفْلٍ و أَقْفَالٍ .و أَما قولُ ابنِ بَرّاقَهَ الهَمْدَانَّی:

إِذا اللَّیْلُ أَرْخَی و اسْتَقَلَّت نُجُومُه

و صَاحَ من الأفْرَاطِ هَامٌ جَوَاثِمُ (7)

فاخْتَلَفُوا فی هذا فقال بَعْضُهُم:أَرادَ به أَفرَاطَ الصُّبْحِ ، لأَنَّ الهامَ إِذا أَحَسَّ بالصَّبَاحِ صَرَخَ .قلتُ و أَنْشَدَه ابنُ بَرِّیّ :

إِذا اللَّیْلُ أَرْخَی و اکْفَهَرَّت نُجُومُه

و نَسَبَهُ للأَجْدَعِ الهَمْدَانِیِّ و أَنْشَدَ (8)ابنُ دُرَیْدٍ عَجُزَه غیر مَنْسُوبٍ هکذا:

و صَاحَ علی الأفْرَاطِ بُومٌ جَوَاثِمُ

ثم قال الصّاغَانِیُّ : و قال آخَرُون: الفَرْطُ العَلَمُ المُسْتَقِیمُ من أَعْلاَمِ الأَرْضِ یُهْتَدَی به،ج: أَفْرُطٌ ،کفَلْسٍ و أَفْلُسٍ ،أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ :

و البُومُ یَبْکِی شَجْوَهُ فی أَفْرُطِهْ

ص:360


1- (1)زیاده عن التهذیب.
2- (2) فی الأساس:و نخاف أن تفرط علینا منه بادرهٌ .
3- (3) فی القاموس:قدّمه و أرسله.
4- (4) الأصل و القاموس و [1]اللسان و بهامشه:قوله و فرط القوم یفرطهم کذا ضبط الأصل،و هو لفظ المجد،فمفاده أنه من باب ضرب.قال فی المختار:و بابه نصر.و قال فی المصباح:هو من باب قعد.
5- (5) اللسان:کما تقدم.
6- (6) عن التهذیب و اللسان و [2]بالأصل«بالحبال».
7- (7) اللسان و روایته فیه: إذا اللیل أدجی و اکفهرت نجومه و صاح من الأفراط بومٌ جواثمُ .
8- (8) العباره من هنا إلی قوله یوم جواثم وردت فی الأصل بعد قوله کما أنشده الجوهری عن أبی نصر،فقد مناها إلی هنا لمقتضی السیاق، و قد قدمت العباره أیضاً فی المطبوعه الکویتیه.

و أَفْرَاطٌ أَیْضاً،و تَقَدَّم شاهِدُه فی قول وَعْلَهَ الجَرْمِیّ ،کما أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی نَصْرٍ.

و هو فی نَوَادِرِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ لِوَعْلَه أَیْضاً،و نَصُّه:

سَائِلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ :هَل جَنَیْتُ لهم

حَرْباً تُزَیِّلُ بَیْنَ الجِیرَه الخُلُطِ

أَم هَلْ سَمَوْتُ بجَرّارٍ له لَجَبٌ

یَغْشَی مَخَارِمَ بینَ السَّهْلِ و الفُرُطِ

و بما سَرَدْنا یَظْهَرُ لک ما فی عِبَارَهِ المُصَنِّفِ من القُصُور، فتَأَمَّلْه.

و فی الأَسَاسِ :و من المَجَازِ؛بَدَتْ لنا أَفْرَاطُ المَفَازَهِ :

و هی ما اسْتَقْدَمَ من أَعْلامِهَا.

و الفَرْطُ ،بالفَتْحِ : الحِینُ ،یُقَال:لَقِیتُه فی الفَرْطِ بعدَ الفَرْطِ أَی الحِینِ بَعْدَ الحِینِ ،کما فی الصّحاحِ .و یُقَال أَیْضاً:إِنَّمَا آتِیه الفَرْطَ ،أَی حیناً. و قِیل: الفَرْطُ : أَنْ تَأْتِیَه فی الأَیّامِ مَرَّهً .و قال أبُو عُبَیْدٍ: الفَرْطُ أَنْ تَلْقَی الرَّجُلَ بَعْدَ الأَیَّام ،یُقَال:إِنّمَا أَلْقَاه فی الفَرْطِ .و قال ابنُ السِّکِّیتِ :

الفَرْطُ :أَنْ یُقَال:آتِیکَ فَرْطَ یَوْمٍ أَو یَوْمَیْن،و الفَرْطُ :الیَوْمُ بینَ الیَوْمَیْنِ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِلَبِیدٍ:

هَل النَّفْسُ إِلاّ مُتْعَهٌ مُسْتَعارَهٌ

تُعَارُ (1)فتَأْتِی رَبَّهَا فَرْطَ أَشْهُرِ

و قال ابُو عُبَیْدٍ:و لا یَکُونُ الفَرْطُ فی أَکْثَرَ مِنْ خَمْسَهَ عَشَرَ ،هکذَا فی النُّسَخِ .و فی الصّحاحِ :من خَمْسَ عَشَرَهَ لَیْلَهً ،قال غیرُه: و لا یَکُونُ أَقَلَّ من ثَلاثَهٍ ،

16- و فی حَدِیثِ ضُبَاعَهَ : «کان النَّاسُ إِنّمَا یَذْهَبُون فَرْطَ یَوْمٍ أَو یَوْمَیْنِ فیَبْعَرُون کما تَبْعَرُ الإِبِلُ ». أَی بعدَ یَوْمَیْنِ .و قالَ بعضُ العَرَبِ :مَضَیْتُ فَرْطَ سَاعَهٍ و لم أُومِنْ أَنْ أَنْفَلتَ .فقیل له:

ما فَرْطَ ساعه ؟فقال:کَمُذْ أَخَذْتَ فی الحَدِیثِ ،فأَدْخَلَ الکافَ علی مُذْ.و قولُه:و لم أَومِنْ ،أَی:لم أَثِقْ و لم أُصَدِّقْ أَنَّی أَنْفَلِتُ .

و الفَرْطُ : طَرِیقٌ ،عن أَبِی عَمْرٍو أَو:ع،بتِهَامَهَ قُرْبَ الحِجَازِ.قال غَاسِلُ بنُ غُزَیَّهَ الجُرَبِیُّ :

سَرَتْ من الفَرْطِ أَو مِنْ نَخْلَتَیْن (2)فَلَمْ

یَنْشَبْ بها جَانِبا نَعْمَانَ فالنُّجُدُ

و قال عبدُ مَنَاف بنُ رِبْعٍ الهُذَلِیُّ :

فما لَکُم و الفَرْطَ لا تَقْرَبُونَهُ

و قَدْ خِلْتُه أَدْنَی مَآبٍ لقَافِلِ

قلت:و یُرْوَی«أَدْنَی مَزَارٍ لقائلِ »،من القَیْلُولَه.

و القَصِیدَهُ یَرْثی بها دُبَیَّهَ (3)السُّلَمِیَّ سَادِنَ العُزَّی،و أُمُّه هُذَلِیَّهٌ .

و الفَرَطُ ، بالتَّحْرِیکِ :المُتَقَدِّمُ إلی الماءِ ،کالرّائِدِ فی الکَلاَءِ،أَی یَتَقَدَّمُ علی الوَارِدَهِ فیُهَیِّیءُ لهم الأَرْسانَ و الدِّلاءَ و یَمْدُرُ الحِیَاضَ و یَسْتَقِی لهم،و هو فَعَلٌ بمَعْنَی فاعِل،مثلُ تَبَعٍ بمَعْنَی تابعٍ ،یکونُ للوَاحِدِ و الجَمْعِ (4)،یُقَال رَجُلٌ فَرَطٌ ،

16- و فی الحَدِیثِ : «أَنْتُم لنا فَرَطٌ و نَحْنُ لکُمْ تَبَعٌ ».

17- و کانَ الحَسَنُ البَصْرِیُّ إِذا صَلَّی علی الصَّبِیِّ قال:«اللّهُمَّ اجْعَلْه لنا سَلَفاً و فَرَطاً و أَجْراً». و

14- فی الحَدِیثِ : «فأَنَا فَرَطُکُم علی الحَوْضِ ». و

14- فیه أَیْضاً: «من کانَ له فَرَطانِ مِنْ أُمَّتِی دَخَلَ الجَنَّهَ ». و

17- فی حَدِیثِ ابْنُ عَبّاسٍ : قال لعائشهَ ،رضی اللّه عنهم:«تَقْدَمِینَ علی فَرَطِ صِدْقٍ »یَعْنَی رَسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم و أَبَا بَکْرٍ رضِی اللّه عنه.

و الفَرَطُ أَیضاً: الماءُ المُتَقَدِّم لغَیْرِه من الأَمْوَاهِ ،و هو مَجَازٌ.

و من المَجَازِ أَیضاً: الفَرَط : ما تَقَدَّمَک من أَجْرٍ و عَمَلٍ .

و کذا ما لَمْ یُدْرِکْ من الوَلَدِ ،أَی لَمْ یَبْلُغ الحُلُمَ ،جَمعُه أَفْرَاطٌ .و قیل: الفَرَط یَکُونُ وَاحِداً و جَمْعاً.

و الفُرُطُ ، بضَمَّتَیْن:الظُلْمُ و الاعْتِداءُ ،و به فُسّر قولُه تعالَی وَ کانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (5)و قیل: الأَمْرُ الفُرُطُ : المُجَاوَزُ فیهِ عن الحَدِّ (6)،یُقَال کلُّ أَمْرِ فُلانٍ فُرُطٌ ،أَی مُفْرَطٌ فیه مُجَاوَزٌ حَدُّه،کما فی الأسَاسِ و الصّحاحِ .

ص:361


1- (1) عن اللسان و [1]الصحاح و [2]التهذیب و بالأصل«تعاد».
2- (2) فی معجم البلدان« [3]فرط »من رملتین.
3- (3) عن دیوان الهذلیین 43/2 و بالأصل«رببه»انظر قصه قتله خزانه الأدب ج 174/3.
4- (4) فی القاموس:و الجمیع.
5- (5) سوره الکهف الآیه 28. [4]
6- (6) فی اللسان:و [5]أمر فُرُط أی مجاوز فیه الحدّ.

و الفُرُطُ : الفَرَسُ السَّرِیعَهُ التی تَتَفَرَّطُ الخَیْلَ ،أَی تَتَقَدَّمُهَا،کما فی الصّحاحِ .و فی اللَّسَانِ و الأَسَاسِ :هی السّابِقَهُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للَبِیدٍ-رضِی اللّه عنه-:

و لقد حَمَیْتُ الحَیَّ تَحْمِلُ شِکَّتِی

فُرُطُ ،وِشَاحِی إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَا

زَادَ فی الأَسَاسِ :و خَیْلٌ أَفْرَاطٌ .

و الفُرَاطَهُ ،کثُمَامَهٍ :الماءُ یَکُونُ شَرَعاً بینَ عِدَّهِ أَحْیَاءٍ، مَنْ سَبَقَ إِلَیْهِ فهُوَ لَهُ ،و بِئْرٌ فُرَاطَهٌ کذلِکَ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :الماءُ بَیْنَهُم فُرَاطَهٌ ،أَی مُسَابَقَهٌ .و هذا ماءٌ فُرَاطَهٌ بَیْنَ بَنِی فُلانٍ و بَنِی فُلانٍ .و معناه:أَیُّهُم سَبَقَ إِلیه سَقَی و لمْ یُزَاحِمْهُ الآخَرُون.

و الَّذِی فی العُبَابِ :و الفِرَاطُ ،و الفِرَاطَهُ :الماءُ یَکُونُ ..

إِلخ،و فی الصّحاحِ :و الماءُ الفِرَاطُ :الَّذِی یَکُونُ لِمَنْ سَبَقَ إِلَیْهِ من الأَحْیَاءِ،و قد ضَبَطَا الفِرَاطَهَ بالکَسْر،فتأَمّلْ .

و من المَجَاز: الفَارِطانِ :کَوْکبانِ مُتَبَایِنَانِ أمَامَ سَرِیرِ بَنَاتِ نَعْشٍ یَتَقَدَّمانِهَا،قاله اللَّیْثُ ،قال:و إِنّمَا شُبِّها بالفَارِطِ :الَّذِی یَسْبِقُ القَوْمَ لحَفْرِ القَبْرِ،و وَقَع فی الأَسَاسِ (1): الفَرَطَانِ .

و من المَجَازِ:طَلَعَتْ أَفْرَاطُ الصَّباحِ ،أَی تَبَاشِیرُه ، الأُوَلُ لِتَقَدُّمها و إِنْذَارِهَا بالصُّبْحِ ،نَقَلَه اللَّیْثُ ،قال:

و الوَاحِدُ منها فُرْطٌ (2)،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

باکَرْتُه قَبْلَ الغَطاطِ اللُّغَّطِ

و قَبْلَ جُونِیِّ القَطَا المَخَطَّطِ

و قَبْل أَفْرَاطِ الصَّباحِ الفُرَّطِ

و فَرَّط الشَّیْ ء و فیه تَفْرِیطاً :ضَیَّعَه و قَدَّمَ العَجْزَ فیه ،قال صَخْرُ الغَیِّ :

ذلِکَ بَزِّی فلَنْ أُفَرِّطَهُ

أَخافُ أَنْ یُنْجِزُوا الَّذِی وَعَدُوا

قال ابن سِیدَه:یقُولُ لا أُضَیِّعُه،و قیل:معناهُ لا أُخَلِّفُهُ ، و قیل:لا أُقَدِّمه و أَتَخَلَّف عنه.قلتُ و فی شَرْحِ الدِّیوان:

أَی هو مَعِی لا أُفَارِقُه و لا أُقَدِّمُه.و بَزِّی أَی سِلاحِی.

و یُقَال: فَرَّطَ فی الأَمْرِ،إِذا قَصَّرَ فیه.و فی الصّحاح:

التَّفْرِیطُ فی الأَمْرِ:التَّقْصِیرُ فیه و تَضْیِیعُه حتّی یَفُوتَ .

انتهی.

و فَرَّطَ فی جَنْبِ اللّه:ضَیَّعَ ما عِنْدَه فلم یَعْمَلْ ،و منه قولُه تَعَالَی: یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللّهِ (3)أَی فی أَمْرِ اللّه،

16- و فی الحَدِیثِ : «لَیْسَ فی النَّوْمِ تَفْرِیطٌ ،إِنَّمَاَ التَّفْرِیطُ أَنْ لا یُصَلَّی حتّی یَدْخُل وَقْتُ الأُخْرَی».

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: فَرَّطَ إِلَیْه رَسُولاً تفْرِیطاً : أَرْسَلَهُ إِلَیْه فی خَاصَّتِه و قَدَّمَه.

و فَرَّطَ فُلاناً تَفْرِیطاً : تَرَکَه و تَقَدَّمَهُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و أَنْشَدَ لساعِدَهَ بنِ جُؤَیَّهَ :

مَعَهُ سِقَاءٌ لا یُفَرِّطُ حَمْلَهُ

صُفْنٌ و أَخْرَاصٌ یَلُحْنَ و مِسْأَبُ (4)

أَی:لا یَتْرُکُ حَمْلَه و لا یُفَارِقُه،و قال أَبُو عَمْرو: فَرَّطْتُکَ فی کذا و کذا،أَی تَرَکْتُکَ .قلتُ :و به فُسِّرَ قولُ صَخْرِ السابِقُ .

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و فَرَّطَه تَفْرِیطاً : مَدَحَه حَتّی أَفْرَطَ فی مَدْحِه ،مثل قَرَّظَه،بالقَافِ و الظّاءِ،کما فی العُبَابِ ،و ذَکَرَ فی التَّکْمِلَهِ ما نَصُّه:و أَنا أَخْشَی أَنْ یَکُونَ تَصْحِیفَ قَرَّظَه، بالقافِ و الظّاءِ،إِلاّ أَنْ یکونَ ضَبَطَه.قلتُ :و کأَنَّهُ ظَهَرَ له فِیمَا بَعْدُ صحَّتُه فسَلَّمَه فی العُبَابِ ،إِذْ تَأْلِیفُه مُتَأَخِّرٌ عن تَأْلِیفِ التَّکْمِلَهِ .

و قال الخلیل: فَرَّطَ اللّه تَعَالَی عن فُلانٍ مَا یَکْرَهُ ،أَی نَحّاه .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال:و قَلَّمَا یُسْتَعْمَلُ إِلاّ فی الشِّعْرِ، قال مُرَقِّشٌ ،و هو الأَکْبَرُ،و اسمُه عَمْرُو بن سَعْدٍ:

یا صَاحِبَیَّ تَلَبَّثَا لا تَعْجَلاَ

وقِفَا برَبْعِ الدارِ کَیْمَا تَسْأَلاَ

فلَعَلَّ بُطْأَکُمَا یُفَرِّطُ سَیِّئاً

أَوْ یَسْبِق الإِسْرَاعُ خَیْراً مُقْبِلاً

ص:362


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و وقع فی الأساس الفرطان،الذی فی النسخه التی بأیدینا منه نصه:و طلع الفارطان،و هما کوکبان أمام بنات نعش ا ه ».
2- (2) ضبطت بضم فسکون عن اللسان و التهذیب.
3- (3) سوره الزمر الآیه 56. [1]
4- (4) الصفن شیء مثل السفره یستقی به الماء،و بعضهم یقول:صَفْنه. و المسأَب:السقاء الضخم عن دیوان الهذلیین 180/1.

هکَذا هو فی الصّحاحِ ،و فی العُبَابِ الشّطْرُ الثّانِی:

إِنَّ الرَّحِیلَ رَهِینُ أَنْ لا تَعْذُلاَ (1)

قال:و یروَی:

...رَیْثَکُمَا

أَوْ یَسْبِق الإِفراطُ سیْباً مُقْبِلاَ

و أَفْرَطَهُ أَی المَزَادَ: مَلأَه حتَّی أَسالَ الماءَ .

أَو أَفْرَط الحَوْضَ و الإِنَاءَ،إِذا مَلأَهُ حَتَّی فاضَ ،قال کَعْبُ بنُ زُهَیْرٍ،رَضِیَ اللّه عنه:

تَنْفِی الرِّیَاحُ القَذَی عنهُ و أَفْرَطَه

من صَوْبِ سَارِیَهٍ بِیضٌ یَعَالِیلُ

و یُرْوَی:«تَجْلُو الرِّیَاحُ ».و رَوَی الأَصْمَعِیُّ :«من نَوْءِ سَارِیَهٍ ».

و یُقَال:غَدِیرٌ مُفْرَطٌ ،أَی ملْآنُ ،قالَ سَاعِدَهُ الهُذَلِیُّ یَصِفُ مُشْتَارَ العَسَلِ :

فأَزَالَ نَاصِحَهَا بأَبْیَضَ مُفْرَطٍ

مِن مَاءِ أَلْهَابٍ بهِنَّ التَّأْلَبُ (2)

أَی مَزَجَهَا بماءِ غَدِیرٍ مَمْلُوءٍ،و قال آخَرُ:

بَجَّ (3)المَزَادِ مُفْرَطاً تَوْکِیرَا

و أَنْشَدَ إِبْرَاهِیمُ بنُ إِسْحَاقَ الحَرْبِیُّ :

علَی جانِبَیْ حَائرٍ مُفْرَطٍ

ببَرْثٍ تَبَوَّأْتُه مُعْشِبِ

و قالَ أَبُو وَجْزَهَ :

لاعٍ یَکَادُ خَفِیُّ الزَّجْرِ یُفْرِطُه

مُسْتَرْفِعٍ لسُرَی المَوْماهِ هَیّاجِ

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

یُرَجِّعُ بَیْنَ خُرْمٍ مُفْرَطاتٍ

صَوَافٍ لم یُکَدِّرْهَا الدِّلاءُ

و أَنْشَده ابنُ دُرَیْدٍ أَیضاً هکذا قال،و الخُرْم:غُدُرٌ یَنخَرِمُ بعضُها إِلی بَعْضٍ .

و أَفْرَطَ الأَمْرَ ،إِذا نَسِیَه ،فهو مُفْرَطٌ ،أَی مَنْسِیٌّ و به فَسَّرَ مُجَاهِدٌ قولَه تَعَالَی: وَ أَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (4)أَی مَنْسِیُّون.و قال الفَرّاءُ:منسیوُّن فی النّارِ،قال:و العَرَبُ تَقُول: أَفْرَطْتُ مِنْهُمْ نَاساً أَی،خَلَّفْتُهُم و نَسَیتُهم.

و أَفْرَطَ علیه ،و نَصُّ ابنِ القَطّاعِ :علی البَعِیرِ،إِذا حَمَّلَه ما لا یُطِیقُ ،و کلُّ ما جاوَزَ الحَدَّ و القَدْرَ فهو مُفْرِطٌ .یقال:

طُولٌ مُفْرِطٌ ،و قِصَرٌ مُفْرِطٌ .و الاسمُ : الفَرْطُ ،بالسُّکُونِ ، و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ آنِفاً،

1- و رَوَی زَاذَانُ عَنْ عَلِیٍّ رضِیَ اللّه عنه أَنَّه قال: «مَثَلِی و مَثَلُکُم کَمَثَلِ عِیسِی صَلَوَاتُ اللّه علیه،أَحَبَّته طائفهٌ فأَفْرَطُوا فی حُبِّه فهَلَکُوا،و أَبْغَضَته طائِفَهٌ فأَفْرَطُوا فی بُغْضِهِ فهَلَکُوا».

و أَفْرَطَ الرَّجلُ : أَعْجَلَ بالأَمْرِ .و فی الأَمْرِ:تَقَدَّم قبل التَّثَبُّت.

و من المَجَازِ: أَفْرَطَ السَّحَابُ بالوَسْمِیِّ ،إِذا عَجَّلَتْ به و السَّحَابَهُ تُفْرِطُ الماءَ فی أَوَّلِ الوَسْمِیِّ :أَی تُعَجِّلُه و تُقَدِّمُه.

و أَفْرَطَ بیَدِه إِلی سَیْفِه لَیِسْتَلَّهُ :بَادَرَ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و قال ابنُ الأَعْرِابِیِّ : أَفْرَط ،إِذا أَرْسَلَ رَسُولاً مُجَرَّداً خاصًّا فی حَوَائِجِهِ .قلتُ :و هو مَعْنًی وَاحِدٌ فَرَّقَه المُصَنِّف فی ثَلاثِ مَوَاضِعَ . فَرَطَ و فَرَّطَ و أَفْرَط ،و لَوْ قالَ :کفرَّط و أَفْرَطَ کان فیه غَنَاءٌ عن هذا التَّطْوِیلِ ،مع أَنَّ الأَوَّلَ فیه نَظرٌ.

و یُقَال: تَفارَطَتْهُ الهُمُومُ و الأُمُورُ،أَی أَصَابَتْه فی الفَرْطِ ، أَی الحِینِ ،و فی العُبَابِ :أَی لا تُصِیبُه إِلاّ فی الفَرْطِ .

أَو تَفَارَطَتْه : تَسَابَقَتْ إِلَیْه،و هو مِنْ قَوْلِهِم: تَفَارَطَ فُلانٌ ،إِذا سَبَقَ و تَسَرَّعَ ،قال بَشْرُ بنُ أَبِی خَازمٍ :

یُنَازِعْنَ الأَعِنَّه مُصْغِیَاتٍ

کما یَتَفَارَطُ الثِّمَدَ الحَمَامُ (5)

ص:363


1- (1) و هی روایه المفضلیات.
2- (2) دیوان الهذلیین 182/1 و فیه:علیه التألب بدل بهن التألب.شعر ساعده بن جؤیه.
3- (3) فی دیوان الهذلیین 182/1 ثَجَّ المزادِ.
4- (4) سوره النحل الآیه 62. [1]
5- (5) روایه المفضلیات: یبارین الأسنه مصغیات و یروی الحیامُ بدل الحمامُ .

و قال النّابِغَهُ الذُّبْیانَیُّ :

وَقَفْتُ بِهَا القَلُوصَ علی اکتِئابٍ

و ذاکَ تَفَارُطُ الشَّوْقِ المُعَنِّی

و یُرْوَی:«لِفَارِطِ ».

و تَفَارَطَ الشَّیْ ءُ:تَأَخَّرَ وَقْتُه فلم یَلْحَقْه مَنْ أَرَادَهُ ،و منه

17- حَدِیثُ کَعْبِ بن مَالِکٍ الأَنْصَارِیِّ ،رَضِیَ اللّه عنه: فی تَخَلُّفه عن غَزْوَهِ تَبُوک:«فلم یَزَلْ بی حَتَّی أَسْرَعُوا،و تَفَارَطَ الغَزْوُ».

و قال بعضُ الأَعْرَابِ : هو لا یُفْتَرَطُ إِحْسَانُه و بَرُّه،أَی لا یُفْتَرَضُ ،فلا یُخَافُ فَوْتُه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و الفَرْطَهُ :المَرَّهُ الوَاحِدَهُ من الخُرُوجِ .

و بالضَّمِّ :الاسْمُ ،و فِی الصّحاحِ : الفُرْطَهُ ،بالضَّمِّ :

اسمٌ للخُرُوجِ و التَّقَدُّمِ ،و الفَرْطَهُ ،بالفَتْح:المَرَّهُ الوَاحِدَهُ ، مثل غُرْفَهٍ و غَرْفَهٍ و حُسْوَهٍ و حَسْوَهٍ .و منه

14- قَوْلُ أُمِّ سَلَمَهَ لعائشَهَ ،رَحِمَهُما اللّه تَعالی:«إِنَّ رَسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم نَهَاکِ عن الفُرْطَهِ فی البِلاد». انتهَی.

قلتُ :

14- و قال غیرُه (1): قالت أُمُّ سَلَمَه لعائشَهَ رضِیَ اللّه عَنْهما:«إِنَّ رَسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم نَهَاکِ عن الفُرْطَهِ فی الدِّین».

یعنی:السَّبْقَ و التَّقَدُّمَ و مُجاوَزَهَ الحَدِّ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: بَعِیرٌ،و رَجُلٌ فرَطِیٌّ ،کجُهَنِیٍّ ، و عَرَبِیٍّ :صَعْبٌ لم یُذَلَّل.إِلاّ أَنَّ نَصَّ المُحِیط :بالضَّمِّ و بالتَّحْرِیک.

و قولُه تَعَالَی وَ أَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ .

بفتْح الراءِ، أَی مَنْسِیُّون ،کما قالَهُ مُجَاهِدٌ.و قِیلَ :

مُضَیَّعُون مَتْرُوکُون .و قال الفَرّاءُ:مَنْسِیُّون فی النّارِ،أَو الأَصْلُ فیه أَنَّهُمْ مُقَدَّمُونَ إِلی النّارِ مُعَجَّلُون إِلیها ،یقال:

أَفْرَطَه :قَدَّمَه،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ و قُرِیءَ « مُفْرِطُونَ » ، بکَسْر الرّاءِ،أَی مُجَاوِزُونَ لما حُدَّ لَهُمْ ،و هی قراءَهُ قُتَیْبَهَ و أَبِی جَعْفَرٍ و نَافِعٍ ،من أَفْرَطَ فی الأَمْرِ،إِذا تَجَاوَزَ فیهِ عن الحَدّ و القَدْرِ.و قُرِیءَ أَیضاً: « مُفَرِّطُونَ » بتَشْدِیدِ الرّاءِ المَکْسُورَهِ ، أَی علی أَنْفُسِهِم فی الذُّنُوب.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَال: فَارَطَهُ ،و أَلْفَاهُ ،و صَادَفَهُ ، و فَالَطَه،و لاَفَطَه،کُلُّه بمعنیً وَاحِدٍ. و فَارَطَه مُفَارَطَهً و فِرَاطاً : سَابَقَه .

و یُقَالُ : تَکَلَّمَ فُلانٌ فِرَاطاً ،ککِتَابٍ ،أَی سَبَقَتْ منه کَلِمَهٌ ،و هو مَصْدَرُ فَارَطَهُ و فِرَاطاً .

و افْتَرَطَ فُلانٌ وَلَداً،أَی ماتَ وَلَدُه ،و نَصُّ الصّحاحِ :

یُقَال: افْتَرَطَ فُلانٌ فَرَطاً ،إِذا ماتَ له وَلَد صَغِیر قَبْلَ أَن یَبْلُغَ الحُلُمَ ،أَی مَبْلَغَ الرِّجَالِ (2).

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

فَرَّطَه تَفْرِیطاً :قَدَّمَه،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

یُفَرِّطُهَا عَنْ کَبَّهِ الخَیْلِ مَصْدَقٌ

کَرِیمٌ و شَدٌّ لیسَ فیهِ تَخَاذُلُ

أَی یُقَدِّمها.

و فَرَّطَه فی الخُصُومهِ :جَرَّأَهُ ،کأَفْرَطَه،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و فَرَطَ فی حَوْضِهِ فَرْطاً ،إِذا مَلأَهُ ،أَو أَکْثَرَ من صَبِّ الماءِ فیهِ .

و الفَارِطُ :مُتَقَدِّمُ الوَارِدَهِ - کالفَرَطِ -و المُتَقَدِّمُ لحَفْرِ القَبْرِ، جَمْعُهُ : فُرَّاطٌ ،و منه قولُ أَبی ذُؤَیْب:

و قد أَرْسَلُوا فُرَّاطَهُمْ فتَأَثَّلوا

قَلِیباً سَفَاهَا کالإِماءِ القَوَاعِدِ

کذا فی شَرْحِ الدِّیوَانِ ،و قد یُجْمَعُ الفَارِطُ علی فَوَارِطَ ، و هو نَادِرٌ،کفَارِسٍ و فَوَارِسَ ،کما فی العُبَابِ ،و و أَنْشَدَ للأَفْوَهِ الأَوْدِیّ :

کُنّا فَوَارِطَهَا الَّذِین إِذا دَعَا

دَاعِی الصَّباحِ إِلَیْهم لا یُفْزَعُ

قال شَیْخُنا:یُزَاد علی نُظَرَائه الثَّلاثَه،انظر فی «ف ر س».

و فُرَّاطُ القَطَا:مُتَقَدِّمَاتُهَا إِلی الوَادِی و الماء،نقلهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ،و هو نُقَادَهُ الأَسَدِیُّ :

ص:364


1- (1) یعنی بغیره أی غیر الجوهری.
2- (2) فی التهذیب:و افترط فلانٌ فَرَطاً له أی أولاداً لم یبلغوا الحلم.

و منْهَلٍ وَرَدْتُه الْتِقَاطَا

لم أَرَ إِذْ وَرَدْتُهُ فُرَّاطَا

إِلاّ الحَمَامَ الوُرْقَ و الغَطَاطَا

و فَرَطْتُ البِئْرَ،إِذا تَرَکْتَهَا حتّی یَثُوبَ ماؤُهَا.قال ذلِکَ شَمِرٌ،و أَنْشَدَ فی صِفَهِ بِئْرٍ:

وَ هْیَ إِذا ما فُرِطَتْ عَقْدَ الوَذَمْ

ذَاتُ عِقَابٍ همشٍ و ذَاتُ طَمّ

یقول:إِذا أُجِمّت هذِه البِئْرُ قَدْرَ ما یُعْقَدُ وَ ذَمُ الدَّلْوِ ثَابَت بماءٍ کَثِیرٍ.و العِقَابُ :ما یَثُوب لها من الماءِ،جمعُ عَقَبٍ .

و أَمّا عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِبَ :

أَطَلْتُ فِرَاطَهُم حَتّی إِذا مَا

قَتَلْتُ سَرَاتَهمْ کانَتْ قَطَاطِ (1)

أَی أَطَلْتُ إِمْهَالَهُم و التَّأَنِّیَ بهِم إِلی أَنْ قَتَلْتُهم.

و افْتَرَطَ الرَّجُلُ وُلْداً:ماتُوا صِغَاراً.

و افْتَرِطَ الوَلَدُ:عُجِّلَ مَوْتُه،عن ثَعْلب.

و أَفْرَطَتِ المَرْأَهُ أَوْلاَداً:قَدَّمَتْهُم.قال شَمِرٌ:سَمِعْتُ أَعْرَابیَّهً فَصِیحَهً تَقُول: افْتَرَطْتُ ابْنَیْن.

و أَفْرَطَ وَلَداً:ماتَ لهُ وَلَدٌ صَغِیرٌ.و افْتَرَط أَوْلاَداً:

قَدَّمَهم.

و فَرَطَ إِلیه مِنِّی کَلامٌ و قَوْلٌ :سَبَقَ ،و کذلِک فَرَطَ أَمْرٌ قَبیحٌ ،أَی سَبَقَ .

و فَرَطَ الرَّجُل فُرُوطاً :شَتَمَ ،نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ .

و أَمْرُهُ فُرُطٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،أَی مَتْرُوکٌ ،و منه قَوْلُه تَعَالَی:

وَ کانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (2)أَی مَتْرُوکاً،تَرَکَ فیه الطّاعَهَ و غَفَلَ عنها،و قال أَبو الهَیْثَم:أَمْرٌ فُرُطٌ :مُتَهَاوَنٌ به مُضَیَّع.و قال الزَّجّاجُ :أَی کان أَمْرُه التَّفْرِیطَ ،و هو تَقْدِیمُ العَجْزِ.و قال غَیْرُه:أَی نَدَماً،و یُقَالُ :سَرَفاً.

و أَفَرَطَه :تَرَکه،و خَلَّفَه، کفَرَّطَهُ .

1- و فی حَدِیثِ عَلیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «لا تَرَی (3)الجَاهِلَ إِلاّ مُفْرِطاً أَو مُفَرِّطاً ». أَی مُسْرِفاً فی العَمَلِ ،أَو مُقَصِّراً فیه (4).

و تَفَرَّطَ الشَّیْ ءُ:فَاتَ وَقْتُه، کتَفَارَطَ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «نَامَ عن العِشَاءِ حَتَّی تَفَرَّطَتْ ». أَی فاتَ وَقْتُهَا قَبْلَ أَدائِها.

و افْتَرَط إِلیهِ فی هذا الأَمْرِ:تَقَدَّمَ و سَبَقَ .

و فُلانٌ مُفْتَرِطُ السِّجَالِ إِلی العُلاَ،أَی له فِیهِ قُدْمَهٌ قال الشّاعِرُ:

ما زِلْتَ مُفْتَرِطَ السِّجَالِ إِلی العُلاَ

فی حَوْضِ أَبْلَجَ تَمْدُرُ التُّرْنُوقَا

وَ مفَارِطُ البَلَدِ:أَطْرَافُه،قال أَبُو زُبَیْدٍ:

و سَمَوْا بالمَطِیِّ و الذُبَّلِ الصُّ

مِّ لِعَمْیَاءَ فی مَفَارِطِ بِیدِ

و فُلانٌ ذُو فُرْطَهٍ فی البِلادِ،بالضَّمِّ ،إِذا کانَ صاحِبَ أَسْفَارٍ کَثِیرَهٍ .

و الفُرُطُ ،بضَمَّتَیْن:الأَمْرُ یُفْرَطُ فیه،و قیلَ :هو الإِعْجَالُ .

و فَرَطَ علیهِ یَفْرُط ،آذاهُ .

و فَرَطَ أَیْضاً،إِذا (5)تَوَانَی و کَسِلَ (6).

و الفَرَطُ ،مُحَرَّکهً :العَجَلَهُ .

و أَفْرَطَهُ :أَعْجَلَه.

قال سِیبَوَیْه:و قالُوا: فَرَّطتُ إِذا کُنْتَ تُحَذِّرُه مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ شَیْئاً،أَو تَأْمُرُه أَن یَتَقَدَّمَ .و هی من أَسْمَاءِ الفِعْلِ الَّذِی لا یَتَعَدَّی.

و الإِفْرَاطُ :الزِّیَادَهُ علی ما أُمِرْتَ .

و أَفْرَطَ فی القَوْلِ :أَکْثَرَ.

و الفَرَطُ ،محرَّکَهً :الأَمْرُ الَّذِی یُفَرِّطُ فیه صَاحِبُه،أَی یُضَیِّع.

ص:365


1- (1) فی اللسان«قطط »:قالت:قطاطِ .قال ابن بری:صواب إنشاده: أطلت فراطکم..و قتلت سراتکم بکاف الخطاب.
2- (2) سوره الکهف الآیه 28. [1]
3- (3) فی النهایه و اللسان:لا یُری الجاهلُ و بالبناء للمجهول.
4- (4) فی النهایه و اللسان: [2]هو بالتخفیف المسرف فی العمل،و بالتشدید المقصّر فیه.
5- (5) بالأصل:إذ.
6- (6) فی اللسان:و [3]نسی.

و تَفَارَطَت الصَّلاهُ عن وَقْتِهَا:تأَخَّرَت.

و فَرَّطَه عنه تَفْرِیطاً :کَفَّ عنه.

و فَرَّطَه :أَمْهَلَه.

و الفِرَاطُ ،ککِتَابٍ :التَّرْکُ .

و قال الکسَائِیُّ :ما أَفْرَطْتُ من القَوْمِ أَحَداً (1)،أَی ما تَرَکْت.

و فَرِطَ کفَرِح،إِذا سَبَقَ ،لغهٌ فی فَرَطَ ،کنَصَر،نقله الصّاغَانِیُّ .

و قال أَبو زِیَادٍ: الفُرُطُ بضَمَّتَیْنِ :طَرَفُ العَارِض،عَارِضِ الیَمَامَهِ ،و أَنْشَدَ بَیْتَ وَعْلَهَ الجَرْمِیِّ الَّذِی سَبَق ذِکْرُه آنِفاً.

و قد سَمَّوْا فَارِطاً ،و فُرَیْطاً کزُبَیْرٍ.

و تَفَارَطَتْهُ (2)الهُمُومُ :لا تَزَالُ تأْتِیه الحِینَ بعدَ الحِینِ .و هو مَجَاز.

و تقول:اللّهُمَّ اغْفِرْ لی فَرَطَاتِی أَی ما فَرَطَ مِنِّی،و هو مَجَاز.

فرغلط

*و مّما یُسْتَدْرَک علیه:

فَرْغلِیط بالفَتح (3):قریهٌ من أَعمال قُرْطُبَه،و مِنْها:أَبُو الحَسَن علیُّ بنُ سُلَیْمَان بنِ أَحمدَ بنِ سُلَیْمَانَ المُرَادِیُّ الأَنْدَلُسِیُّ القُرْطُبِیُّ الشَّقُورِیُّ الفَرْغلِیطِیّ ،خرج من الأَنْدَلُسِ إِلی بَغْدَادَ،و کان ثَبْتاً جَبَلاً فی السُّنَّه،تُوُفِّی سنه 544.

فسط

الفَسِیطُ ،کأَمِیرٍ :عِلاَقَهُ (4)ما بَیْنَ القِمَع إِلی النَّوَاهِ ،و هو الثُّفْرُوقُ ،قالَهُ اللَّیْثُ .الوَاحِدَهُ فَسِیطَهٌ ،نَقَلَه أَبُو حَنِیفَهَ .و هذا یَدُلُّ علی أَنَّ الفَسِیط جَمْعٌ ،و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ هکذا.

و الفَسِیطُ : قُلامَهُ الظُّفُرِ ،کما فی العَیْنِ ،و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و فی التَّهْذِیبِ :ما یُقَلَّمُ من الظُّفُرِ إِذا طالَ .

وَاحِدِتُه فَسِیطَهٌ .و قِیلَ : الفَسِیطُ وَاحِدٌ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ یَصِفُ الهِلالَ :

کأَنَّ ابْنَ مُزْنَتِها جَانِحاً

فَسِیطٌ لَدَی الأُفْقِ من خِنْصِرِ (5)

و روَی ابنُ دُرَیْدٍ:«کأَنَّ ابنَ لَیْلَتِهَا».و قال:یَعْنِی بذلِک هِلاَلاً بَدَا فی الجَدْبِ ،و السَّمَاءُ مُغْبَرَّهٌ ،فَکَأَنَّهُ مِنْ وَرَاءِ الغُبَارِ قُلامَهُ ظُفُرِ خِنْصِرٍ.و فَسَّره فی التَّهْذِیبِ ،فقال:أَرادَ بابْنِ مُزْنَتِهَا هِلاَلاً أَهَلًّ بینَ السَّحابِ فی الأُفُقِ الغَرْبِیِّ .

قلْت:و یُرْوی«قَصِیصَ »بدل« فَسِیط »،و هو ما قُصَّ من الظُّفُرِ و هو فی اللِّسَانِ لعَمْرِو بنِ قَمِیئَهَ .و فی العُبَابِ لخَیْرِ بنِ رِبَاطٍ الأَسَدِیِّ .قلتُ :و هکَذَا أَوْرَدَهُ ابنُ المُفَجّع فی کتاب التَّرْجُمَان عن أَبی العَبّاسِ ،لخَیْرِ بنِ رِباطٍ المَذْکُورِ.و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لأَبِی حِزامٍ العُکْلیِّ :

و وَذِّخْ ضَنِنْ ءَ مَنْ رُطِئَتْ شِعَاراً

و ما شُکِدَت عَلَیْهِ من فَسِیطِ

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:و الفَسْطُ :فِعْلٌ مُماتٌ .و منه اشْتِقَاقُ الفَسِیطِ .

و الفُسْطَاطُ بالضَّمِّ :مُجْتَمَعُ أَهْلِ الکُورَهِ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

زادَ الأَزْهَرِیُّ حَوالَیْ مَسْجِدِ جَمَاعَتِهِم،یُقَال:هؤُلاءِ أَهلُ الفُسْطَاطِ .

14- و فی الحَدِیثِ : «علیکُمْ بالجَمَاعَهِ فإِنَّ یَدَ اللّه علی الفُسْطَاطِ ». یُرِیدُ المَدِینَهَ الَّتِی فِیهَا مُجْتَمَعُ النّاسِ .

و کُلُّ مَدِینَهٍ فُسْطَاطٌ ،و قال رُؤْبَهُ :

لَوْ أَحْلَبَتْ حَلائبُ الفُسْطَاطِ

عَلَیْه أَلْقاهُنَّ بالبَلاَطِ

أَی حلائبُ المِصْرِ.قال الصّاغَانِیُّ :و المَعْنَی أَنَّ الجَمَاعَهَ من أَهْلِ الإِسْلامِ فی کَنَفِ اللّه،و وَاقِیَتُه فَوْقَهم، فأَقِیمُوا بین ظَهْرَانَیْهَم و لا تُفَارِقُوهمْ (6).و هذَا

14- کحَدِیثهِ الآخَرِ:

«إِنَّ اللّه لم یَرْضَ بالوَحْدَانِیَّهِ ،و ما کانَ لِیَجْمَعَ أُمَّتِی علی ضَلاَلَهٍ ،بل یَدُ اللّه عَلَیْهِم،فمن تَخَلَّف عن صَلاتِنَا،و طَعَنَ عَلَی أَئمَّتِنَا فقد خَلَعَ رِبْقَهَ الإِسْلامِ من عُنُقِه،شِرَارُ أُمَّتِی

ص:366


1- (1) التهذیب:واحداً.
2- (2) عن الأساس و بالأصل«و فارطه الهموم».
3- (3) قیدها یاقوت بالنص بضم أوله و سکون ثانیه و غین معجمه مضمومه و لام مکسوره..قریه من نواحی شقوره بالأندلس.
4- (4) فی التهذیب:«غِلافُ »و فی اللسان: [1]عِلاقٌ .
5- (5) نسبه فی اللسان [2]لعمرو بن قمیئه.
6- (6) هذه عباره الزمخشری انظر الفائق 275/2. [3]

الوَحْدَانِیُّ المُعْجَبُ بدِینِه،المُرَائِی بعَمَلِه،المُخَاصِمُ بحُحَّتِه».

و الفُسْطَاطُ : عَلَمُ مَدِینَهِ مِصْرَ العَتِیقَهِ التی بَنَاهَا سَیِّدُنا عَمْرُو بنُ العاصِ ،رضِی اللّه عنه حِینَ افْتَتَحَها،و کان نائِبُ المُقَوْقِسِ إِذْ ذاک مُتَحَصِّناً فی المَوْضِعِ المَعْرُوفِ الآنَ بقَصْرِ الشِّمْعِ .و تَفْصِیلُه فی کتابِ الخِطَط للمقْرِیزِیِّ .

و الفُسْطَاطُ : السُّرَادِقُ من الأَبْنِیَهِ .و فی الصّحاحِ :بَیْتٌ من شَعرٍ.و قال العَجّاجُ یَصِفُ ثَوْراً:

حَتَّی جَلاَ أَعْجَازَ لَیْلٍ غَاطِ

عَنْهُ لِیَاحُ اللَّوْنِ کالفُسْطاطِ

من البَیَاضِ مُدَّ بالمِقَاطِ

و قال الزَّمَخْشَرِیُّ : الفُسْطَاطُ :ضَرْبٌ من الأَبْنِیَهِ فی السَّفَر دُونَ السُّرادِقِ ،و به سُمِّیَتِ المَدِینَه، کالفُسْتاطِ ،التّاءُ بَدَلٌ من الطّاءِ،لقَوْلِهِمْ فی الجَمْعِ : فَسَاطِیطُ ،یُقَال:أَمَرَ الأَمِیرُ بفَساطِیطِه فضُرِبَتْ و لم یَقُولُوا:فَساتِیطُ ،فالطّاءُ إِذَن أَعمُّ تَصَرُّفاً، و هذَا یُؤَیِّدُ أَنَّ التّاءَ فی فُسْتاط إِنَّمَا هی بَدَلٌ من طَاءِ فُسْطَاط أَو مِنْ سِینِ الفُسَّاط کرُمّانٍ ،هذا قولُ ابنِ سَیدَه، و کذلِکَ الفُسْتَاتُ ،بالتّاءَیْنِ ، و یُکْسَرْنَ ،فهی إِذِنْ لُغاتٌ ثَمَانِیَهٌ ذَکَرَهُنَّ الجَوْهَرِیُّ ما عَدا الفُسْتَات (1).قال شَیْخُنَا:و أَوْرَدَ الشِّهابُ القَسْطَلانِیُّ فیه،فی إِرْشَادِ السّارِی، اثْنَتَیْ عَشرَهَ لُغَهً ،و به تَعْلَمُ ما فی کلامِ المُصَنِّف من القُصُورِ البالِغ.انتهی.و فی المُحْکَم:فإِنْ قلتَ :فهَلاَّ اعْتَزَمْتَ أَنْ یَکُونَ التاءُ فی فُسْتَاطٍ بَدَلاً من طاءِ فُسْطَاطٍ ؛لأَنَّ التّاءَ أَشْبَهُ بالطّاءِ منها بالسِّینِ ،قِیل:بإِزاءِ ذلِکَ إِنَّک إِذا حَکَمْتَ بأَنَّهَا بَدَلٌ من سِین فُسّاطٍ ،ففیه شَیْئانِ جَیِّدَانِ :

أَحَدُهما تَغْیِیرُ الثّانی من المِثْلَیْنِ ،و هو أَقْیَسُ من تَغْیِیرِ الأَوَّلِ من المِثْلَیْن،لأَنَّ الاسْتِکْراهَ فی الثّانِی یکونُ لا فی الأَوَّل؛و الآخَرُ أَنَّ السِّینَیْنِ فی فُسَّاط مُلْتَقِیَتان،و الطاءَان فی فُسْطَاطٍ مُفْتَرِقَتانِ مُنْفَصِلَتَان بالأَلِفِ بینَهُمَا،و اسْتِثْقَالُ المِثْلَیْن مُلْتَقِیَیْن أَحْرَی من استِثْقَالِهما مُنْفَصِلَیْن.

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الفُسْطَاطُ :البَصْرَهُ ،و نقَلَ الصّاغَانَیُّ عن بعضِ بَنِی تَمِیمٍ قالَ :قَرَأْتُ فی کتابِ رَجُلٍ من قُرَیْشٍ :هذا ما اشْتَرَی فُلانُ بنُ فلانٍ من عَجْلانَ مَوْلَی زِیَادٍ،اشْتَرَی منه خَمْسَمِائَهِ جَرِیبٍ حِیَالَ الفُسْطَاطِ ،یُرِیدُ البَصْرَه.

و رَجُلٌ فَسِیطُ النَّفْسِ ،بَیِّنُ الفَسَاطَهِ :طَیِّبُهَا،کسَفِیطِها، کما فی اللِّسَانِ .

و فی الأَسَاسِ :ما أَرَی له بَاعاً فَسِیطاً (2).

و فَسَطْتُ الشَّیْ ءَ:إِذا أَلْقَیْتَه و أَلْغَیْتَه،کما فی التَّرْجُمان لابْنِ المُفْجّع.

فشط

انْفَشَطَ العُودُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:

أَی انْفَضَخَ و هُو فی اللِّسَانِ أَیْضاً هکَذَا،قال: و لا یَکُونُ إِلاَّ رَطْباً ،کما فی العُبَاب،و فی اللِّسَان:إِلاّ فی الرَّطْب.

فصط

الفصِیطُ ،کأَمِیرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هو لُغَهٌ فی الفَسِیطُ بالسِّینِ .

فطط

الأَفَطُّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و اللَّیْثُ ،و قال ابنُ الأَعْرَابیِّ :هو الأَفْطَسُ .

و قال ابنُ عبّادٍ: الفَطَوْطَی ،کخجوجی:الرَّجُلُ الأَفْزَرُ الظَّهْرِ .

قال: و الفَطَافطُ ،بالفَتْح: الأَصْواتُ عند الزَّجْرِ ،هکذا فی سائِرِ النَّسَخ،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ :عند الرَّهْزِ و الجِمَاعِ ،کما هُوَ نَصُّ المُحِیط .و قد أَغْفَلَ المُصَنِّفُ الرَّهْزَ فی مَوْضِعِه،و نَبَّهْنَا علیه.

قال: و فَطْفَطَ الرَّجُل،إِذا سَلَحَ ،قال نِجَادٌ الخَیْبَرِیُّ :

فأَکْثَرَ المَذْبُوب منه الضَّرِطَا

فظَلَّ یَبْکی جَزَعاً و فَطْفَطَا (3)

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : فَطْفَطَ الرَّجُلُ :إِذا تَکَلَّم بکَلامٍ لا یُفْهَمُ .و نَصُّ النّوادِرِ:إِذا لَمْ یُفْهَمْ کَلامُه.

فلسط

فَلَسْطُونَ ،و فِلَسْطِینُ ،و قد تُفْتَحُ فاؤُهما ،کَتَبَه بالأَحْمَرِ،لأَنَّهُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ هُنَا،و هو رَحِمَه اللّه تَعَالَی ذَکره فی ترجمه«طین»،و قال ابنُ بَرِّیّ هناک:حَقُّها أَنْ تُذْکَرَ فی فَصْلِ الفاءِ من باب الطّاءِ؛لقَوْلِهِمْ : فِلَسْطُونَ ،

ص:367


1- (1) و لم یذکر یاقوت أیضاً فستات،و فیه فُستَاط و فَستاط بدل الطاء تاء و یضمون و یفتحون.
2- (2) عباره الأساس:ما أری لفلان باعاً بسیطاً و ما أراه یعطی أحداً فسیطاً.
3- (3) المذبوب:الأحمق.

فتأَمَّل: کُورَهٌ بالشّامِ .فی نُور النِّبْراس:هی:الرَّمْلَه، و غَزَّهُ ،و بَیْتُ المَقْدِس و ما وَالاَها.و فی النِّهَایَه هی:ما بَیْن الأُرْدُنِّ و دِیَارِ مِصْرَ (1)و أُمُّ بِلادِهَا بَیْتُ المَقْدِس.

و فِلسْطِینُ : ه و قِیلَ :مَدِینَهٌ بالعِرَاقِ .و فی التَهذیب:

نُونُهَا زَائِدَهٌ .و فال غیرُه:بل هی کَلِمَهٌ رُومِیَّهٌ .

و العَرَبُ فی إِعرابِها علی مَذْهَبَیْنِ ،منهم:مَنْ یَجعَلُهَا بمَنْزِلَهِ الجَمْعِ ،و یَجْعَلُ إِعْرَابَهَا فی الحَرْفِ الَّذِی قبلَ النونِ ، تَقُولُ فی حالِ الرَّفْعِ بالوَاو :هذِهِ فَلَسْطُونَ ، و فی حال النَّصْبِ و الجَرِّ بالیاءِ ،رأَیت فَلَسْطِینَ و مَرَرْت بِفَلَسْطِینَ (2)، أَو تَجْعَلُهَا بمَنْزِلَهِ ما لا یَنْصَرِفُ و تُلْزِمُهَا الیَاءَ فی کُلِّ حالٍ فَتَقُول:هذِه فِلَسْطِینُ [و رَأَیْتُ فِلَسْطِینَ ] (3)و مَرَرْت بفلَسْطِینَ ،و النُّونُ فی کُلِّ ذلِکَ مَفْتُوحَهٌ ،قال عَدِیُّ بنُ الرِّقاعِ :

فکَأَنّی من ذِکْرِهم خَالَطَتْنِی

من فِلَسْطِینَ جَلْسُ خَمْرٍ عُقَارُ

عُتِّقَتْ فی القِلاَلِ (4)من بَیْتِ رَأْسٍ

سَنَوَاتٍ و مَا سَبَتْهَا التِّجَارُ

و النِّسْبَهُ إِلیها فِلَسْطِیٌّ (5)،قال الأَعْشَی:

مَتَی تُسْقَ مِنْ أَنْیَابِهَا (6)بَعْدَ هَجْعَهٍ

من اللَّیْل شِرْباً حینَ مالَت طُلاَتُهَا

تَخَلْهُ (7)فِلَسْطِیّاً إِذا ذُقْتَ طَعْمَه

علی رَبِذَاتِ النَّیِّ حُمْشٍ لِثَاتُهَا

و قال ابنُ هَرْمَهَ :

کَأْسٌ فَلِسْطَیَّهٌ مُعَتَّقَهٌ

شُجَّتْ بماءٍ من مُزْنَهِ السَّبَلِ

فلط

فَلَطَ الرَّجُلُ عن سَیْفِهِ ،إِذا دُهِشَ عَنْهُ ،کما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ .و قد وُجِدَ أَیْضاً فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح علی الهامِشِ .

و الفَلَطُ ،مُحَرَّکهً :الفَجْأَهُ ،یُقَال:لَقِیتُه فَلَطاً ،أَی فَجْأَهً ، هُذَلِیَّهٌ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِزِ:

و مَنْهَلٍ علی غِشَاشٍ و فَلَطْ

شَرِبْتُ منه بَیْنَ کُرْهٍ و ثَعَطْ (8)

و الفِلاَطُ ، ککِتَابٍ :المُفَاجَأَهُ ،لغهٌ لهُذَیْل،قاله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

به أَحْمِی المُضَافَ إِذا دَعَانِی

و نَفْسِی سَاعَهَ الفَزَعِ الفِلاَطِ

17- و رُفِعَ إِلی عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِیزِ رَجُلٌ قال لآخَرَ،فی یَتِیمَهٍ کَفَلَها:«إِنَّک تَبُوکُهَا،فأَمَرَ بِحَدِّه،فقال:أَ أُضْرَبُ (9)فِلاَطاً ؟ قَال أبو عُبَیْد:أَی فَجْأَهً .

و أَفْلَطَنِی الرَّجُلُ إِفْلاَطاً ،مثل أَفْلَتَنِی .قال الخَلِیلُ :

أَفْلَطَنِی :لُغَهٌ قَبِیحَهٌ تَمِیمِیَّهٌ فی أَفْلَتَنِی،کما فی الصّحاحِ .

و قد اسْتَعْمَلَه سَاعِدَهُ بن جُؤَیَّهَ ،فقال:

بأَصْدَقِ بَأْسٍ من خَلِیلِ ثَمِینَهٍ

و أَمْضَی إِذَا ما أَفْلَطَ القَائمَ الیَدُ (10)

أَراد:أَفْلَتَ الیَدَ (11)،فقلبَ ،هکذا هو فی اللِّسَانِ .

و الرِّوایَهُ «بأَصْدَقَ بَأْساً».و الَّذِی فی شَرْحِ الدِّیوَانِ :أَنَّ أَفْلَطَ هُنَا بمعنَی فَاجَأَ،أَی أَصابَهُ فَجْأَه،فتَأَمَّلْ .

و أَفْلَطَنِی الأَمْرُ: فاجَأَنِی ،قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیُّ :

أَفْلَطَها اللَّیْلُ بعِیرٍ فَتَسْ

عَی ثَوْبُها مُجْتَنِبُ المَعْدِلِ

قالَ الصّاغَانِیُّ :و یُرْوَی«بَعِیراً»و یُرْوَی:«مُخْتَلِفُ المَعْدِلِ »أَی فاجَأَهَا اللَّیْلُ بعِیرٍ تَحْمِلُ بعضَ ما تُحِبُّ ،أَی بُشِّرَت بمَجِیءِ العِیر،و فی اللِّسَانِ :بعِیرٍ فیها زَوْجُها

ص:368


1- (1) عن اللسان و النهایه،و بالأصل«مضر».
2- (2) ضبطت نصاً اللفظات الثلاث عن معجم البلدان [1]بفتح الفاء و اللام، قال:کذا ضبطه الأزهری.
3- (3) زیاده عن معجم البلدان. [2]
4- (4) فی معجم البلدان« [3]فی الدنان».
5- (5) ضبطت فی معجم البلدان [4]بفتح الفاء و اللام.
6- (6) عن معجم البلدان و [5]بالأصل«أعنابها».
7- (7) فی اللسان و [6]معجم البلدان: [7]تقله.
8- (8) الأصل و الصحاح،و [8]فی اللسان« [9]نعط »تحریف.تقول:ثعط اللحم و الماء:إذا أنتن.
9- (9) عن اللسان و [10]بالأصل«أضرب»و مثله فی النهایه.
10- (10) و یروی:بأصدق کیساً،و الکیس:البأس عند هذیل.
11- (11) فی اللسان: [11]أفلتَ القائمُ الیدَ.

فخَرَجَتْ تَسْعَی من الفَرَحِ ،فتَعَلَّقَ ثَوْبُهَا بشَجَرَهٍ فی ناحِیَهِ الطَّرِیقِ فانْشَقَّ (1)،و قال الجُمَحِیُّ : أَفْلَطَهَا :أَفْلَتَهَا،أَی أَضَلَّ لَهَا اللَّیْلِ بَعِیراً،فهی تَسْعَی فی طَلَبه.قلتُ و فی شَرْحِ الدِّیوانِ : أَفْلَطَهَا :فَاجَأَهَا اللَّیْلُ بعِیرٍ،أَی وافَقَتْ عِیراً فخَرَجَتْ تَعْدُو و ثَوْبُها علی غَیْرِ العَقْدِ لحُمْقِهَا،و قِیلَ :

فَاجأَهَا اللَّیْلُ بذَهابِ بَعِیرٍ فذَهَبَت تَجُرُّ ثَوْبَها؛لتَنْظُرَ،فتَعَلَّقَ فی شَجَرَهٍ فی نَاحِیَهِ الطَّرِیقٍ .فشَبَّه تِلْکَ الطَّعْنَهَ بهذَا الشَّقِّ ، فافْتُلِطْتُ بالأَمْرِ،بالضَّمِّ ،أَی فُوجِئْتُ به ،لُغَهٌ هُذَلِیَّهٌ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و نَصُّه فی الجَمْهَره: افْتُلِطَ الرَّجُلُ :إِذا فُوجِیءَ الأَمْرُ.قلتُ ،و کذا افْتُلِتْتُ ،و قد تَقَدَّم فی«ف ل ت».

و قال ابنُ فارسٍ :الفاءُ و الّلامُ و الطّاءُ لیس بأَصْلٍ ؛لأَنَّه من بابِ الإِبْدَالِ ،و الأَصْلُ الرّاء.قُلْت:و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الأَصْلُ التّاءَ أَیْضاً،فتَأَمَّلْ .

*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأَفْلَطُ :الأَحْرَی،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و فَالَطَه :صَادَفَهُ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ (2).

و یُقَال:تَکَلَّمَ فُلانٌ فِلاَطاً فأَحْسَنَ ،إِذا فَاجَأَ بالکَلامِ الحَسَنِ .

و المُفَالَطَهُ :المُفَاجَأَهُ ،قال ابْنُ هَرْمَهَ یَمْدَحُ عبدَ الوَاحِدِ بنَ سُلَیْمَانَ :

و کانَ امْرَأً خَوَّاضَ کُلِّ کَرِیهَهٍ

و مِرْدَی حُرُوبٍ یَوْمَ شَرٍّ یُفَالِطُهْ

و الفِلاَطُ :التَّرْکُ کالفِرَاطِ ،عن کُرَاع.

فلقط

فَلْقَطَ الرَّجُلُ فی الکَلامِ و المَشْیِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِب اللِّسَانِ ،و قال الصّاغَانِیُّ :أَی أَسْرَعَ .

و لم یَعْزُه لأَحَدٍ.

فوط

الفُوَطُ ،کصُرَدٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال اللَّیْثُ : ثِیَابٌ تُجْلَبُ من السِّنْدِ ،و هی غِلاظٌ قِصَارٌ تکونُ مَآزِرَ، أَو هی مَآزِرُ مُخَطَّطَهٌ یَشْتَرِیهَا الجَمَّالُونَ و الأَعْرَابُ و الخَدَمُ و سِفَلُ النّاسِ بالکُوفَهِ فیَأْتَزِرُونَ (3)بها. الوَاحِدَهُ فُوطَهٌ ،بالضَّمِّ قالَه الأَزهریُّ ،قال،و لم أَسْمَعْها فی شَیُ ءٍ من کَلامِ العَرَب[العاربهِ ] (4)و لا أَدْرِی أَ عَرَبِیّهٌ هی أم هِیَ من کَلامِ العَجَمِ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:فأَمّا الفُوَطُ التی تُلْبَس، فلَیْسَتْ بعَرَبیَّهٍ . أَو هی لُغَهٌ سِنْدِیَّهٌ مُعَرَّبَهُ پوتَهْ ،بضَمَّهٍ غیرِ مُشْبَعَهٍ ،قاله الصّاغَانِیُّ .

قلتُ :و هی الَّتِی تُسَمَّی عِنْدَنا بالیَمَنِ :الأَزْهَرِیَّه.

و کَثُرَ اسْتِعْمَالُ هذِه اللَّفْظَهِ حَتَّی اشْتَقُّوا منها فِعْلاً فقالوا:

فَوَّطَه تَفْوِیطاً:إِذا أَلْبَسَه فُوطَهً .و رَجلٌ مُفَوَّطٌ ،کمُعَظَّمٍ :

لاَبِسُها.و استعملوها أَیضاً الآن علی مَنَادِیلَ قِصَارٍ مُخَطَّطَهِ الأَطْرَافِ تُنْسَج بالمَحَلّه الکُبْرَی من أَرضِ مصر،یَضَعُها الإِنسانُ علی رُکْبَتَیْه لیَقِیَ بها عند الطَّعَامِ .و الفَوّاطُ ، ککَتّانٍ :مَنْ یَنْسِجُها أَو یَبِیعُها.

و الفُوطِیُّ من الأَلْوانِ بالضَّمِّ :ما کان أَزْرَقَ غیرَ صَافِی الزُّرْقَهِ .

و مُؤَرِّخُ العِرَاقِ کَمالُ الدِّین عبدُ الرّزّاقِ بن أَحْمَد الشَّیْبَانِیّ الفُوَطِیُّ مُصَنِّفٌ عالِمٌ مات سنه 723.

و أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ الفُوَطِیُّ اللُّغَوِیُّ المُلَقّن، سمع ابنَ شاتِیلَ .مات سنه 627.

و هِشَامُ بنُ عَمْرٍو الفُوطِیُّ :أَحَدُ رؤُوس المُعْتَزِلَهِ ،ضَبَطَهُ [ابن] (5)النَّدِیمِ فی الفِهْرِسْت.

ص:369


1- (1) عباره اللسان: [1]أی فاجأها العیل بعیرٍ فیها زوجها،فأسرعت من السرور و ثوبها مائلٌ عن منکبها علی غیر القصد،یصفها بالحمق.و انظر التکمله.
2- (2) الذی فی اللسان [2]عنه:یقال:صادَفَه و فارَطَه و فالَطَه و لاقَطَه کله بمعنًی واحدٍ.
3- (3) الأصل و التکمله و فی التهذیب و اللسان:فَیَتَّزِرون.
4- (4) زیاده عن التهذیب«فوط »37/14.
5- (5) سقطت من الأصل،و اسمه محمد بن اسحاق الندیم البغدادی توفی سنه 378.

فصل القاف مع الطاء

قبط

القَبْطُ :جَمْعُکَ الشَیْ ءَ بِیَدِکَ .عَزاهُ فی العُبَابِ إِلی ابْنِ فارسٍ ،و فی التَّکْمِلَهِ إِلی ابْنِ دُرَیْدٍ،و قد وُجِدَ أَیْضاً فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ علی الهامِشِ ،یقال:

قَبَطْتُه أَقْبِطُه قَبْطاً ،من حَدِّ ضَرَبَ .

و القِبْطُ ، بالکَسْرِ :جِیلٌ بمِصْرَ.و فی الصّحاح: القِبْطُ :

أَهْلُ مِصْرَ،و هم بُنْکُها ،بالضَّمِّ ،أَی أَصلُها و خَالِصُها.

قلتُ :و اخْتُلِف فی نَسَبِ القِبْط ،فقِیلَ :هو القِبْطُ بنُ حَامِ بنِ نُوحٍ ،علیه السّلامُ ،و ذَکَر صاحِبُ الشَّجَرَهِ أَنَّ مصْرایِم بنَ حامٍ أَعْقَب من لوذیم،و أَنَّ لوذیم أَعْقَب قِبْطَ مِصْرَ بالصَّعِیدِ،و ذَکَر أَبو هاشِمٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ العَبّاسیُّ الصّالِحِیُّ النَّسّابَهُ قِبْطَ مِصْرَ فی کِتابِه،فقال:هم وَلَدُ قِبْط ابن مِصْرَ بنِ قُوطِ بنِ حامٍ ،کذا حَقَّقَهُ ابنُ الجَوّانِیِّ النَّسّابَهُ فی المُقَدِّمهِ الفاضِلِیَّهِ . و إِلَیْهِم تُنْسَبُ الثِّیَابُ القُبْطِیَّه ، بالضَّمِّ ،علی غیْرِ قِیَاسٍ ،و قد یُکْسَرُ (1).صَرِیحُ هذِه العِباره أَنَّ الضَّمَّ فیهِ أَکْثَرُ من الکَسْر،و الَّذِی فی الصّحاحِ :و القِبْطِیَّهُ :

ثِیَابٌ بِیضٌ رِقاقٌ من کَتّانٍ تُتَّخَذ بمِصْرَ،و قد یُضَمُّ ،لأَنَّهُمْ یُغَیِّرُون فی النِّسْبَهِ ،کما قَالُوا:سُهْلِیٌّ و دُهْرِیٌّ ،أَی إلی سَهْلٍ و دَهْرٍ،بفَتْحِهما،ثم أَنْشَدَ لزُهَیْرٍ:

لَیَأْتِیَنَّکَ مِنِّی مَنْطِقٌ قَذَعٌ

بَاقٍ کَمَا دَنَّسَ القِبْطِیَّهَ الوَدَکُ

فهذَا یَدُلُّ علی أَنَّ الکَسْرَ أَکْثَرُ،و هو القِیَاسُ ،و الضَّمّ قلیلٌ ،فتَأَمَّلْ .و قالَ اللَّیْثُ :لمّا أُلْزِمَتِ الثِّیَابُ هذا الاسْمَ غَیَّرُوا اللَّفْظَ ،فالإِنْسانُ قِبْطِیٌّ ،بالکَسْرِ،و الثَّوْبُ قُبْطِیٌّ ، بالضَّمِّ . ج: قُبَاطِیُّ (2)،بتَشْدِیدِ الیاءِ و قَبَاطِی ،بتَسْکِینها.

و قال شَمِرُ: القُبَاطِیّ :ثِیَابٌ إِلی الدِّقَّه و الرِّقَّه و البَیَاضِ ،قال الکُمَیْت یَصف ثَوْراً.

لِیَاح کَأَنْ بالأَتْحَمِیَّه مُسْبَعٌ

إِزَاراً،و فی قُبْطِیَّهٍ مُتَجَلْبِبُ

17- و فی حَدِیثِ ابنِ عُمَر: «أَنَّه کان یُجَلِّلُ بُدْنَهُ القُبَاطِیَّ و الأَنْمَاط ».

و رَجُلٌ قِبْطِیٌّ ،بالکَسْر (3)، و هی بهَاءٍ،و منهم :

14- مارِیَهُ القِبْطِیَّهُ الَّتِی أَهْدَاهَا له المُقَوْقِسُ صاحِبُ الاسْکَنْدَرِیَّهِ ،و هی أُمُّ إِبْرَاهِیمَ ابنِ رَسُول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم،و رَضِیَ عَنْهَا،تُوُفِّیَتْ زَمَنَ عُمَرَ،رضِیَ اللّه عنه.

و قِبْطُ : نَاحِیَهٌ کانَت بسُرَّ مَن رَأَی،تَجْمَعُ أَهْلَ الفَسَادِ (4)،نقله الصّاغَانِیُّ .

و القُبّاطُ و القُبَّیْطُ و القُبَّیْطَی ،بضمّ قافِهِنَّ و شَدِّ بائهِنَّ ، و القُبَیْطَاءُ ،کحُمَیْراءَ ،و إِذا خَفَّفْتَ مَدَدْتَ ،و إِذا شَدَّدْت قَصَرْتَ : النّاطِفُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مُشْتَقٌّ من القَبْطِ ، بمعْنَی الجَمْعِ .

و تَقْبِیطُ الوَجْهِ :تَقْطِیبُه ،مَقْلُوبٌ (5)منه،حکاه یعقوب.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

القِبْطِیُّ :فَرَسُ عبدِ المَلِک بن عُمَیْرِ بنِ سُوَیْدِ بنِ حارِثَهَ ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

قلتُ :و قَد عُرِفَ هو بفَرَسِه ذلِک،کما نَقَلَه الحافِظُ .

و عُبَیْدٌ القِبْطِیُّ :من قِبْطِ مِصْرَ،عن أَبِی مُوَیْهِبَهَ ،و عنه یَعْلَی بنُ عَطَاء و آخَرُونَ .

و قَبَطَ الشَّیْ ءَ قَبْطاً :خَلَطَهُ .

و تَقُول:فُلانٌ یَأْخُذُ القُبَّیْطَی ،فیَأْکُلُها السُّرَّیْطَی.

و جَمَاعَهٌ قِبْطِیَّهٌ و أَقْبَاطٌ .

و عبدُ اللَّطِیفِ القُبَّیْطِیُّ :محدِّثٌ مشهور.

و قُبَّیْطَهُ ،کجُمَّیْزَه:لَقَبُ الحَافِظِ أَبِی علیٍّ الحَسَنِ بنِ سُلَیْمَانَ بنِ سَلام الفَزارِیِّ البَغْدَادِیِّ ،وَثَّقَهُ یُونُس،سَکَن مِصْرَ،و تُوُفِّی فی حُدُودِ سنه 270.

قبجط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قَبْجاطَهُ ،بالفتح:مدینهٌ بالمَغْرِبِ ،هکذا ذَکَرَهُ الأَئِمَّهُ

ص:370


1- (5) فی القاموس: [1]تُکْسَرُ.
2- (1) ضبطت فی الصحاح بالقلم بفتحه علی القاف.
3- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری زید فیها بالکسر:و رجل قبطی بالکسر».
4- (3) زید فی معجم البلدان:کالحانات.
5- (4) الذی فی اللسان:و قبَّط ما بین عینیه کقطّب مقلوب عنه(حکاه یعقوب).

بالجِیمِ (1)،و ذَکَرَهُ الصّاغانِیُّ بالشِّینِ :قَبْشَاطَهُ ،و تَبِعَهُ المُصَنِّفُ ،و سَیَأْتِی قَرِیباً.

قحط

القَحْطُ :الضَّرْبُ الشَّدِیدُ .

و القَحْطُ :الجَدْبُ ،کما فی الصّحاحِ ؛لأَنَّهُ من أَثَرِ احْتِبَاس المَطَرِ یُقَال: قَحَطَ المَطَرُ یَقْحَطُ قُحُوطاً ،إِذا احْتَبَسَ ،و قال أَعْرَابِیٌّ لعُمَرَ رضِیَ اللّه عنه: قَحَطَ السَّحابُ ،أَی احْتَبَس.و یُقَال: قَحَطَ العَامُ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ: قَحَطَتِ الأَرْضُ ، کمَنَعَ .و قد حَکَی الفَرّاءُ: قَحِطَ المَطَرُ مِثْلُ فَرِحَ ،کما فِی الصّحاحِ .قال ابنُ سِیدَه:و الفتحُ أَعْلَی.

و حَکَی أَبُو حَنِیفَهَ : قُحِطَ المَطَرُ،مثلُ عُنِیَ ،و نَقَلَه أَیْضاً ابنُ بَرِّیّ عن بَعْضِهم،إِلاّ أَنّه قال: قُحِطَ القَطْرُ،و أَنْشَدَ للأَعْشَی:

و هُمُ یُطْعِمُون إِنْ قُحِطَ القَطْ

رُ،وهَبَّتْ بشَمْأَلٍ و ضَرِیبِ

قَحْطاً ،بالفَتْحِ ، و قَحَطاً ،مُحَرَّکَهً ، و قُحُوطاً ،و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ مرتَّبٌ .و قالَ شَمِرٌ: قُحُوطُ المَطَرِ:أَنْ یَحْتَبِسَ و هو مُحْتَاجٌ إِلیه.

و أَقْحَطَ العامُ ،و أَکْحَطَ ،قال ابنُ الفَرَجِ یُقالُ :کان ذلِکَ فی إِقْحَاطِ الزَّمانِ ،و إِکْحَاطِ الزَّمَانِ ،أَی فی شِدَّتِه،و حَکَی أَبو حَنِیفَهَ : أَقْحَطَ المَطَرُ علی فِعْلِ الفاعِل، و قال أَبُو عُبَیْدٍ البَکْرِیُّ ،فی شَرْحِ أَمالِی القَالِی: قَحَطَ المَطَرُ،کمَنَع، و قَحِطَ النّاسُ کسَمِعَ ،لا غَیْرُ،و نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ عن بَعْضِهِم، لکِنَّه قال: قَحَطَ المَطَرُ،بالفَتْحِ ،و قَحِطَ المَکَانُ ،بالکَسْر، هو الصَّوابُ . و قُحِطُوا و أُقْحِطُوا بضمّهما قَلِیلتَان .

و فی المُحْکَمِ :لا یُقَالُ : قُحِطُوا و لا أُقْحِطُوا .و فی الصّحاحِ : قُحِطُوا ،علی ما لَم یُسَمَّ فَاعِلُه، قَحْطاً :

أَصابَهُمْ القَحْطُ ،و زادَ غَیْرُه:لا غَیْرُ،و جَوَّزها الصّاغَانِیُّ أَیْضاً.و أَمَّا أُقْحِطُوا ،بالضَّمِّ فَکَرِهَها بعضُهُم.و کلامُ ابنِ سِیدَه یُفْهَمُ منه الإِنْکَارُ مُطْلَقاً فیهما.و حُکْمُ المُصَنِّفِ فیهِمَا بالقِلَّهِ إِشَارَهٌ إِلی الجَمْعِ بینَ القَوْلَیْنِ .فتَأَمَّلْ .

و عامٌ قَحِیطٌ ،و قَحِطٌ ، و ضَرْبٌ قَحِیطٌ و قَحِطٌ ، کَأَمِیرٍ، و فَرِحٍ ،أَی شَدِیدٌ .

و زَمَنٌ قاحِطٌ :ذو قَحْطٍ ، ج: قَوَاحِطُ .

و من المَجَازِ: القَحْطِیُّ ،بالفَتْحِ ،هو:الرَّجُلُ الأَکُولُ الَّذِی لا یُبْقِی منَ الطَّعَامِ شَیْئاً، عِرَاقِیَّهٌ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :

هو من کَلامِ الحاضِرَهِ دُونَ البادِیَهِ (2)،و أَظنّه نُسِب إِلی القَحْط لکثره الأَکْل،کأَنَّه نَجَا من القَحْط ،فلذلک کَثُرَ أَکْلُه.

و التَّقْحِیطُ ،فی لُغَهِ بَنِی عامِرٍ: التَّلْقِیحُ ،حکاه أَبُو حَنِیفَهَ .

و القُحْطُ ،بالضّمِّ :نَبْتٌ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و قال:لیس بثَبتٍ ،و الَّذِی فی الجَمْهَرَهِ : القَحْطَهُ :ضَرْبٌ من النَّبْتِ ، و هو مَضْبُوطٌ ،بالفَتْحِ ،ضَبْطَ القَلَم،فانْظُرْه.

و قَحْطَانُ بنُ عَامِرٍ (3)،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ عابَر، بالمُوَحَّدَهِ ابن شالِخَ (4)بنِ أَرْفَخْشَذَ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ صَلَّی اللّه علی نُوحٍ و علی نَبِیِّنَا: أَبُو حَیٍّ ،بل أَبُو الیَمَنِ .و قَال ابنُ الکَلْبِیِّ النَّسّابَهُ :عابَرُ هذا هو هُودٌ النَّبِیُّ علیه السّلامُ ، و قال غیرُه بخِلافِ ذلِکَ ،و لذا وَقَعَ فی عِبَارَهِ بَعْضِهم:

قَحْطَانُ بنُ هُودٍ،و عَابَرُ هذا هو الجَدُّ السّابِعُ و الثَّلاثُونَ لسَیِّدِنَا رسولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم،و هو جِمَاعُ الأَنْسَابِ ،الرّاجِعُ إِلَیْهِ جَمِیعُ قَبَائِلِ الأَعْرَابِ :خِنْدِفُ و قَیْسُ و نِزَارُ و یَمَنُ ،فهو جِذْمُ النَّسَبِ و جُرْثُومَتُه،بلا خِلاَفٍ .قال ابنُ الجَوّانِیِّ :و من وَلَدِ عابَرَ قَحْطانُ و یَقْطُنُ ،و قالَ قومٌ : قَحْطَانُ هو یَقْطُن، و إِنما قَحْطَانُ بالعَرَبِیَّهِ ،و یَقْطُن بالعِبْرَانِیَّهِ ،و یقْطَانُ بالسُّرْیَانِیَّهِ ،و هو قَوْلُ الزُّبَیْرِ.و مِنَ النَّسّابِینَ مَنْ جَعَلَ قَحْطانَ من وَلَدِ إِسْمَاعِیلَ (5)،ثم قال:و وَلَدُ قَحْطَانَ هم العَرَبُ المُتَعَرِّبَهُ ،و هُمُ الَّذِینَ نَطَقُوا بلِسَانِ العَرَبِ العارِبَهِ ،و سَکَنُوا دِیَارَهُم،فأَعقَبَ قَحْطانُ من وَلَدِه یَعْرُبُ ،و أَعْقَب یَعْرُبُ من وَلَدِه یَشْجُبَ ،و هو من وَلَدِه سَبَأَ،و هو أَبُو حِمْیَرَ و کَهْلانَ القَبِیلَتَیْنِ العَظِیمَتَیْنِ .

ص:371


1- (1) قیدها یاقوت قبحاطه،بالحاء المهمله،قلعه و مدینه من أعمال جیّان بالأندلس.
2- (2) فی اللسان:« [1]دون أهل البادیه».و نص التهذیب:و هذا من کلام الحاضره و نسبوه إلی القحط لکثره الأکل.
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«عابر».
4- (4) ضبطت فی جمهره ابن حزم،بالقلم،بفتح اللام.
5- (5) قال ابن حزم:و هذا باطل بلا شک.

و هو قَحْطَانِیٌّ ،علی القِیَاسِ ، و أَقْحاطِیٌّ ،علی غَیْرِ قِیَاسٍ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و فی اللِّسَانِ :و کِلاهُمَا عربیٌّ فصیحٌ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: المِقْحَطُ ،کمِنْبَرٍ:فَرَسٌ لا یَکَاد یَعْیا جَرْیاً ،و أَنْشَدَ:

یُعَاوِدُ الشَدَّ مِعَنَّا مِقْحَطَا

و من المَجَازِ: أَقْحَطَ الرَّجُلُ ،إِذا جَامَعَ و لم یُنْزِلْ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «مَنْ جامَعَ فأَقْحَطَ فلا غُسْلَ علیه». و مَعْنَاه أَنْ یَنْتَشِرَ فیُولِجَ ثم یَفْتُرَ ذَکَرُهُ قبلَ أَنْ یُنْزِلَ ،و هو من أَقْحَطَ النّاسُ ،إِذا لم یُمْطَرُوا،و الإِقْحاطُ :مثلُ الإِکْسالِ ،و کان هذا فی صَدْرِ الإِسْلامِ ،ثم نُسِخَ

14- بقَوْلِه صلی اللّه علیه و سلّم: «إِذا قَعَدَ بین شُعَبِهَا الأَرْبَعِ ،و مَسَّ الخِتَانُ الخِتَانَ فقد وَجَبَ الغُسْلُ ».

و أَقْحَطَ القَوْمُ ،أَی أَصابَهُمُ القَحْطُ ،کما فی الصّحاحِ ، أَی إِذا لم یُمْطَرُوا.

و أَقْحَطَ اللّه تعالَی الأَرْضَ ،أَی أَصَابَهَا بِهِ .نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَرضٌ مَقْحُوطَهٌ :لم یُصِبْهَا المَطَرُ،و قد قُحِطَتْ ، بالضَّمِّ .

و القَحْطُ فی کُلِّ شیْ ءٍ:قِلّهُ خَیْرِه.نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه.

و قَحْطاً له،مثلُ سُحْقاً و بُعْداً،منصوبٌ علی المَصْدَرِ، و هو دُعَاءٌ بالجَدْبِ ،مُسْتَعَارٌ لانْقِطَاع الخَیْر عنهُ ،و جَذْبِه من الأَعْمالِ الصّالِحَهِ .

و قولُ رُؤْبَهَ :

دَانَتْ له و السُّخْطُ للسَّخَّاطِ

نِزَارُها و یامِنُ الأَقْحَاطِ

یُرِید بَنِی قَحْطَانَ ،کما فی العُبابِ .

و عامٌ مُقْحِطٌ :ذو قَحْطٍ ،قال ابنُ هَرْمَهَ :

و دَوادِیاً و أَوَارِیاً لَمْ یَعْفُهَا

ما مَرَّ من مَطَرٍ و عامٍ مُقْحِطِ

و قَحَطَ المَنِیَّ عن الثَّوْبِ :حَتَّه.عامِّیَّه.

و قاحِطٌ و مُقْحِط :أَخَوَانِ لقَحْطانَ ،فِیمَا رَوَاهُ ابنُ مُنَبِّه.

قلتُ :و أَخوهم الرّابعُ فالَغُ (1)هو أَبو قُرَیْشٍ .

و أَقْحَطَ الرَّجُلُ :صارَ فی القَحْطِ ،نقله ابنُ القَطّاع.

قرط

القِرْطُ ،بالکَسْرِ:نوعٌ من الکُرّاثِ یُعرَفُ بکُرّاثِ المائِدَهِ سُمِّیَ به لأَنَّهُ یُقَرَّطُ تَقْرِیطاً ،أَی یُقَطَّعُ .

و القُرْطُ ، بالضَّمِّ :نَبَاتٌ کالرَّطْبَهِ إِلاّ أَنَّه أَجَلُّ مِنْها و أَعْظَمُ وَرَقاً،تَعْتَلِفُهُ الدَّوابُّ ،نَقَلَه أَبو حَنِیفَهَ .قال: فارِسِیَّتُه الشَّبْذَرُ ،کجَعْفَرٍ.

و القُرْطُ (2): سیفُ عَبْدِ اللّه بنِ الحَجّاجِ الثَّعْلَبِیِّ ،و هو القائِلُ فیهِ :

تَقُولُ و السَّیْفُ فی أَضْرَاسِها نَشِبٌ

هذَا لَعَمْرُکَ مَوْتٌ غَیْرُ طَاعُونِ

فما ذَمَمْتُ أَخِی قُرْطاً فأُبْعِطَهُ

و ما نَبَا نَبْوهً یوماً فیُخْزِینِی

و القُرْطُ : شُعْلَهُ النَّارِ کما فی المُحْکَمِ .

و القُرْطُ : زُبَیْبُ الصَّبِیِّ ،عن ابْنِ عَبّادٍ،و نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ ،و قال:و هو مَجَازٌ.

و القُرْطُ : الضَّرْعُ ،هکَذَا فی أُصُولِ القَامُوسِ بالضّادِ المُعْجَمَهِ ،و الَّذِی نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ عن کُرَاعٍ : القُرْطُ :

الصَّرْعُ بالصّادِ المُهْمَلَهِ ،و یُؤَیِّدُه قولُ ابْنِ دُرَیْدٍ: القُرْط :

الصَّرْعُ علی القَفَا.

و القُرْطُ : الشَّنْفُ ،و قیل:و الشَّنْفُ فی أَعْلَی الأُذُن، و القُرْطُ فی أَسْفَلِهَا، أَو هو المُعَلَّقُ فی شَحْمَهِ الأُذُنِ ،کما فی الصّحاحِ ،سَوَاء دُرَّهً ،أَو تُومَهً (3)من فِضَّهٍ ،أَو مِعْلاَقاً من ذَهَبٍ ،

16- و فی الحَدِیثِ : «ما یَمْنَعُ إِحداکُنَّ أَنْ تَصْنَع قُرْطَیْنِ من فِضَّهٍ ».

ج: أَقْرَاطٌ ،کقُفْلٍ و أَقْفَالٍ ،قال رُؤْبَهُ :

کأَنَّ بینَ العِقْدِ و الأَقْرَاطِ

سالِفَهً من جِیدِ رِیمٍ عاطِ

ص:372


1- (1) فی سفر التکوین:«فالحج»و یفهم من عباره ابن حزم ص 462 أن فالغ بن عابر من أجداد ابراهیم علیه السلام.
2- (2) فی التکمله:ذو القُرْط .
3- (3) عن التهذیب و اللسان و [1]بالأصل«ثومه»،.

و قال الجَوْهَرِیّ :جمعُ قُرْطٍ قِرَاطٌ ،مثلُ رُمْحٍ و رِمَاحٍ .

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِیّ یَذکُر قَوْساً:

شَنَقَتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ

مُسَالاتِ الأَغِرَّهِ کالقِرَاطِ

و یُرْوَی«قَرَنْتُ بها».و مُسَالاتٌ :جمع مُسَالَه.و الأَغِرَّهُ :

جمعُ غِرَارٍ،و هو الحَدُّ (1)،کما فی العُبَاب،و مثلُه فی شَرْحِ الدِّیوانِ .قال:یَعْنِی النَّبْلَ تَبْرُق کأَنَّهَا قِرَاطٌ .

و یُجْمَع القُرْط أَیضاً علی قُرُوطٌ ،کبُرْدٍ و أَبْرَادٍ و بُرُودٍ، و علی قِرَطَهٌ ،کقِرَدَهٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و مَثَّلَه الصّاغَانِیُّ بقُلْبٍ و قِلَبَه.

و جارِیَهٌ مُقَرَّطَهٌ ،کمُعَظَّمَهٍ :ذاتُ قُرْطٍ .

و ذُو القُرْطِ و اسمُه الوِشَاحُ :اسمُ سَیْفِ خالِدِ بنِ الوَلِیدِ (2)،رضِیَ اللّه عنه،و هو القائِلُ فیه:

و بذِی القُرْطِ قد قَتَلْتُ رِجَالاً

من کُهُولٍ طَمَاطِمٍ و عِرَابِ

و ذُو القُرْطِ : لقبُ السَّکَنِ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ أُمَیَّهَ بنِ زَیْدٍ بنِ قَیْسِ بن عامِرَهَ بنِ مُرَّهَ بنِ مَالِکِ بن الأَوسِ بن حارِثَهَ الأَوْسیّ الأَنْصَاریّ من الجَعَادِرَهِ (3).

و القُرَطَهُ ،کهُمَزَهٍ ،و عِنَبَهٍ :شِیَهٌ حَسَنَهٌ فی المِعْزَی،و هی أَنْ تَکُونَ للتَّیْسِ أَو للْعَنْزِ زَنَمَتَانِ مُعَلَّقَتَانِ من أُذُنَیْهِ ،قالَه اللَّیْثُ ،و هو مَجَازٌ.

و قد قَرِطَ ،کفَرِحَ ، قَرَطاً فهو أَقْرَطُ ،و هی قَرْطَاءُ .قال:

و یُسْتَحَبُّ فی التَّیْسِ ؛لأَنَّهُ یکونُ مِئْناثاً.و فی الأَسَاسِ :

و تُسْتَحَبُّ القُرَطَهُ ،و یُتَنَافَسُ فِیها لدَلاَلَتِهَا علی الإِینَاثِ .

و قَرَّطَ الکُرَّاثَ تَقْرِیطاً :قَطَّعَهُ فی القِدْرِ،کقَرَطَهُ قَرْطاً .

و جعل ابنُ جِنِّی القُرْطُمَ ثُلاثِیًّا،و قال:سُمِّیَ بذلِکَ لأَنَّه یُقَرَّطُ .

و من المجاز: قَرَّط عَلَیْه ،إِذا أَعْطَاهُ قَلِیلاً قلیلاً،مِنَ القِرّاط (4).

و قَرَّطَ الجَارِیَهَ :أَلْبَسَها القُرْطَ ،قال الرّاجِزُ-یُخَاطِب امرأَتَه و قد سأَلَتْه أَنْ یُحَلِّیَها قُرْطَیْنِ :

تَسْلأُ کلُّ حُرَّهٍ نِحْیَیْنِ

و إِنَّمَا سَلأْتِ عُکَّتَیْنِ

ثُمَّ تَقُولِینَ اشْرِلِی قُرْطَیْنِ

قَرَّطَکِ اللّه علی العَیْنَیْنِ

عَقَارِباً سُوداً و أَرْقَمَیْنِ

نَسِیتِ مِنْ دَیْن بَنِی قُنَیْنِ

و مِنْ حِسَابٍ بَیْنَهُم و بَیْنِی

و قَرَّطَ الفَرَسَ :أَلْجَمَهَا ،أَی طَرَحَ اللِّجَامَ فی رَأْسِهَا، کما فی الصّحاحِ . أَو جَعَلَ أَعِنَّتَها وَرَاءَ آذَانِهَا عندَ طَرْحِ الجُّمِ من رُؤُسِهَا.نَقَلَه الصّاغَانِیّ ،و هو مَجَازٌ،أُخِذَ من تَقْرِیطِ المَرْأَهِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: تَقْرَیطُ الفَرَسِ له مَوْضعانِ ،أَحدُهما:

طَرْحُ اللِّجَامِ فی رَأْسِ الفَرَسِ ،و الثُّانِی:إِذا مَدَّ الفارِسُ یَدَه حَتَّی یَجْعَلَها علی قَذَالِ فَرَسِه و هی تُحْضِرُ،قالَ ابنُ بَرِّیّ ،و علیه قَوْلُ المُتَنَبِّی:

فقَرِّطْهَا الأَعِنَّهَ رَاجِعاتٍ (5)

و قیل: تَقْرِیطُهَا :حَمْلُهَا علی أَشَدِّ الحُضْرِ،و ذلِکَ أَنَّه إِذا اشْتَدَّ حُضْرُها امْتَدَّ العِنَانُ علی أُذُنِهَا،فصارَ کالقُرْط .و فی الأَساسِ :من المَجَاز: قَرَّطَ الفَرَسَ عِنَانَهُ ،و هو أَنْ یُرْخِیه حتّی یَقَعَ علی ذِفْرَاهُ مَکانَ القُرْطِ ،و ذلِکَ عند الرَّکْض.

17- و فی حَدِیثِ النُّعْمَانِ بنِ مُقَرِّنٍ ،رَضِیَ اللّه عنه: أَنَّهُ أَوْصَی أَصحابَه یَوْمَ نَهَاوَنْدَ،فقال:«إِذا هَزَزْتُ اللِّوَاءَ فَلْتَثِبِ الرِّجَالُ إِلی خُیُولِهَا فیُقَرِّطُوهَا أَعِنَّتَها». کأَنَّه أَمَرَهُم بإِلْجَامِهَا.

و قَرَّط السِّرَاجَ ،إِذا نَزَعَ منه ما احْتَرَقَ لِیُضِیءَ،کما فی الصّحاحِ .

و القِرَاطُ ککِتَابٍ :المِصْبَاحُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .قال:

و هو الهِزْلقُ أَیْضاً،و الجمعُ : أَقْرِطَهٌ ،و قال أَبو عَمْرٍو:

ص:373


1- (1) عن دیوان الهذلیین 27/2 و التکمله و بالأصل«الخد».
2- (2) فی التکمله سیف عبد اللّه بن الحجاج الثعلبی و قد أشرنا إلی عبارتها قریباً.
3- (3) فی المقتضب ص 66«الجعادر»و الجعادره هم ولد مره بن مالک: «عامر و سعد»کما فی جمهره ابن حزم ص 345 و [1]فی المقتضب: عامره و سعید.
4- (4) فی التهذیب عن ابن درید:القیراط .
5- (5) دیوانه،و عجزه فیه: فإن بعیدَ ما طلبتْ قریبُ .

القِرَاطُ :المَصَابِیحُ ،و قیل:السّرجُ ،الواحِدُ: قُرْطٌ .و به فَسَّر بعضُهم قولَ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ السّابِق.

أَو قِرَاطُ المِصْبَاحِ : شُعْلَتُه ،ما احْتَرَقَ من طَرَفِ الفَتِیلَهِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و القُرُوطُ ،بالضَّمِّ :بُطُونٌ من بَنِی کِلاَبٍ ،و هم إِخْوهٌ ، أَسماؤهم: قُرْطٌ ،و قَرِیطٌ ،و قُرَیْطٌ ،کقُفْلٍ و أَمِیرٍ و زُبَیْرٍ ، قاله ابنُ دُرَیْدٍ.و لم یَزِدْ علی الاثْنَیْن الأَوَّلَیْن.و قال ابنُ حَبِییب فی«جَمْهَرَه نَسَبِ قَیْسِ عَیْلانَ »: القُرَطَاءُ ،و هم:

قُرْطٌ ،و قَرِیطٌ ،و قُرَیْطٌ ،بنُو عَبْدِ بنِ أَبِی بَکْرِ بنِ کِلابٍ .و قال ابنُ الجَوّانِیِّ فی المُقَدَّمهِ الفاضِلِیَّهِ :فأَمَّا عَبْدُ بن أَبِی بَکْرِ بنِ کِلاَبٍ فمن العَشَائِرِ،لصُلْبِه بنو قُرْطٍ و بَنُو قُرَیْطٍ ،و هُم القُرَطَه .و فی أَنسابِ أَبِی عُبَیْدٍ القاسِمِ ابنِ سَلاّم:و هم القُرَطاء الَّذِین غزاهُم النَّبِیُّ صلَّی اللّه علیهِ و سَلَّم (1).

و القَرْطِیَّهُ ،بالفَتْح،و علیه اقْتَصَرَ الصّاغَانِیُّ ، و تُضَمُّ ،کما فی المُحْکَمِ : ضَرْبٌ من الإِبِلِ مَنْسُوب إِلی حَیٍّ من مَهْرَهَ ،یقال لهم: قُرْطٌ ،أَو قَرْطٌ ،و أَنْشدَ ابنُ دُرَیْدٍ،و رَوَاه بالفَتْح:

أَما تَرَی القَرْطِیَّ یَفْرِی نَتْقا

النَّتْقُ :النّفْضُ ،و أَنْشَدَ فی المُحْکَمِ قولَ الرّاجِزِ:

قال لِی القرْطیُّ قَوْلاً أَفْهَمُهْ

إِذْ عَضِّهُ مَضْرُوسُ قِدٍّ یأْلَمُهْ

و القُرَیْطُ ، کزُبَیْرٍ:فرَسٌ لکِنْدَهَ ،و کذلِکَ سَاهِمٌ ،قال سُبَیْعُ ابنُ الخَطِیمِ التّیْمِیُّ :

أَرْبَابُ نَخْلَهَ و القُرَیْطِ وسَاهِمٍ

أَنّی هُنالِکَ آلِفٌ مَأْلُوفُ (2)

نَخْلَه (3):فَرَسُ سُبَیْعِ بنِ الخَطیمِ .

و القِیرَاطُ و القِرَاطُ (4)،بکَسْرِهِما ،الثّانِیَهُ ککِتَابٍ ،و علی الأُولَی اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ :نِصْفُ دَانِقٍ ،و أَصْلُه قِرّاطٌ ، بالتَّشدِیدٍ،لأَنَّ جَمْعَه قَرَارِیطُ ،فأُبْدِلَ من أَحَد حَرْفَیْ تَضْعِیفِه یَاء،علی ما ذَکَرْنَاهُ فی دِینارٍ،هذا نَصُّ الجَوْهَرِیِّ ، و مثله فی العُبابِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَصْلُ القِیرَاطِ من قَوْلِهِمْ : قَرَّط علیه:

إِذا أَعْطَاه قَلِیلاً[قلیلا] (5)و نَقَل شیخُنَا عن«مُمْتِع»ابنِ عُصْفورٍ،و شَرْحِ التَّسْهِیل لأَبِی حَیّان و غیرِهِمَا:أَنَّ الیاءَ أُبْدِلَت من الرَّاءِ فی قِیراط علی جِهَه اللُّزُوم،و أصله قِرّاطٌ ، لقولِهِم: قَرَارِیطُ ،و زاد فی اللِّسَانِ :کما قالُوا دِیباجٌ و جَمَعه (6)دَبَابِیجُ ،و فی الرَّوْضِ للسُّهَیْلِیِّ :و لم یَقُولوا:

قَیارِیط .

و قولُ شَیخِنا:ففِی کَلامِ المُصَنِّفِ مُخَالَفَهٌ و إِنْ قَلَّد العُبَابَ ،فهؤُلاءِ أَعْرَفُ بطُرُقِ الصَّرْفِ مِنْهُمَا مَحَلُّ نَظَرٍ،فإِنَّ المُصَنِّفَ لمْ یُقَلِّدِ الصّاغَانِیَّ فی هذِه المسأَله،بل هو نَصُّ الجَوْهَرِیِّ و غیرِه من أَئمَّهِ اللُّغَهِ و الصَّرْفِ ،و کأَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ القِراطَ فی قولِ المصنّف بالکَسْرِ و التَّشْدِیدِ،و إِنَّمَا هو ککِتَابٍ ،کما نَبَّهْنَا علیه،و لا مُخَالَفَهَ بینَ کَلامِ الجَوْهَرِیِّ و کَلامِ شُرَاحِ التَّسْهِیل،فتأَمَّلْه.و قد مَرَّ البَحْثُ فی ذلِکَ فی «د بج»و«د نر»مُسْتَوْفًی،فراجِعْه.

و فی العُبَابِ : یَخْتَلِفُ وَزْنُه ،أَی القِیراط بِحَسَبِ اخْتِلافِ البِلادِ؛فبمَکَّهَ ،شَرَّفَها اللّه تَعَالَی، رُبْعُ سُدْسِ دِینَارٍ.و بالعِراقِ نِصْفُ عُشْرِهِ .و قال ابنُ الأَثِیر: القِیرَاطُ :

جُزْءٌ من أَجزاءِ الدِّینَارِ،و هو نِصْفُ عُشْرِهِ فی أَکْثَرِ البِلادِ.

و أَهْلُ الشّامِ یَجْعَلُونَه جُزْءًا من أَرْبَعَهٍ و عِشْرِینَ .

قلتُ :و اتَّفَقَ أَهْلُ مِصْرَ أَنَّهُم یَمْسَحُون أَرْضَهُم بقَصَبَهٍ طولُهَا خَمْسَهُ أَذْرُعٍ بالنَّجّارِیِّ ،فمَتَی بَلَغَت المِسَاحَهُ أَرْبَعَمِائَهَ قَصَبَهٍ فاسْمُها الفَدّانُ ،ثم أَحْدَثُوا قَصَبَهً حاکِمِیَّهً طولُها سِتَّهُ أَذْرُعٍ و رُبْعُ سُدُسٍ بالذِّراعِ المِصْرِیِّ ،و جَعَلُوا القَصَبَتَیْن فی الضَّرْبِ بدَانِق،و الثَّلاثَهَ إِلی الأَرْبَعَهِ ، و الخَمْسَهَ إِلی السَّبْعَهِ بحَبَّهٍ ،و الثَّمَانِیَهَ نصفَ القِیرَاطِ ، و العشرَ بحَبَّتَیْن و هکَذَا إِلی المائهِ تَنْقُصُ قَصَبَتَیْن و بعضَ قَصَبَهٍ برُبْعِ فَدَّانٍ .کذا وَجَدْتُه فی بعض الکُتُبِ المُؤَلَّفَهِ فی فَنَّ المِسَاحَهِ .

ص:374


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 282 [1] القُرَطاء:قُرْط و قُرَیط و قُرَیطه.و فی المعارف لابن قتیبه ص 400 [2] جعل الثالث:مقرطا.
2- (2) البیت فی معجم البلدان«القریط »و جعل القریط موضعاً.
3- (3) فی اللسان« [3]نحل»:نحله،بالحاء المهمله.
4- (4) ضبطت فی القاموس بتشدید الراء،و المثبت ککتاب کما نص علیه الشارح.
5- (5) زیاده عن التهذیب و اللسان. [4]
6- (6) عن التهذیب و بالأصل«و أصله»و فی اللسان:و جمعوه.

16- و فی حَدِیثِ أَبِی ذَرٍّ: «سَتَفْتَحُون أَرْضاً یُذْکَرُ فیه القِیراطُ ، فاسْتَوْصُوا بأَهْلِهَا خَیْراً،فإِنَّ لَهُم ذِمَّهً و رَحِماً». أَرادَ بالأَرْضِ المستَفْتَحَهِ مِصْرَ،صانَها اللّه تَعالَی،و مَعْنَی

16- قولِه: «فإِنَّ لهمِ ذِمَّهً و رَحِماً». أَنّ هاجَرَ أُمَّ إِسماعِیلَ علیهِمَا السَّلامُ کانَتَ قِبْطِیَّهً من أَهْلِ مِصْرَ.

و القِرْطِیطُ ،بالکَسْرِ:الشَّیْ ءُ الیَسِیرُ یُقَال:ما جَادَ فُلانٌ بقِرْطِیطَهٍ ،أَی بشَیّ ءٍ یَسِیرٍ.نقله الجَوْهَرِیُّ .قلتُ :و هو قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ،قال:و قد صَنَعُوا فی هذا بَیْتاً و هو:

فما جَادَتْ لنَا سَلْمَی

بقِرْطِیطٍ و لا فُوفَهْ

الفُوفَهُ :القِشْرَهُ الرَّقِیقَهُ الّتِی علی النَّواهِ .قال الصّاغَانِیُّ :

هکذا قال ابنُ دُرَیْدٍ فی هذا التَّرْکِیبِ (1)،و قَبْلَ البَیْتِ بیتٌ ، و هو:

فأَرْسَلْتُ إِلی سَلْمَی

بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ

و یروی:«بِزِنْجِیرٍ و لا فُوفَهْ ».و قد تَقَدَّمَ فی الرّاءِ (2).

و القِرْطِیطُ : الدَّاهِیَهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ سِیدَه،و أَنْشَدَ الأَخِیرُ لأَبِی غالِبٍ المَعْنِیِّ :

سَأَلْنَاهُمُ أَنْ یَرْفِدُونا فأَحْبَلُوا

و جاءَتْ بقِرْطِیطٍ من الأَمْرِ زَیْنَبُ

کالقُرْطانِ بالضَّمِّ ،و القُرْطاطِ ،بالکَسْرِ و الضَّمِّ ،ذَکَرَهُنَّ ابنُ سِیدَه بمَعْنَی الدّاهِیَهِ .

و القَیْرُوطِیُّ :مَرْهَمٌ ،م ،أَی:مَعْرُوفٌ عند الأَطِبَّاءِ،و هو دَخِیلٌ فی العَرَبِیَّهِ .

و القُرْطانُ ،عن ابن دُرَیْدٍ، و القُرْطَاطُ (3)،بضَمِّهِمَا،و یُکْسَرُ الأَخِیرُ ،و فی اللِّسانِ و یُکْسَرُ الأَوَّلُ أَیْضاً (4)،فهی لغَاتٌ أَرْبَعَهُ ،ذَکَرَ منها الجَوْهَرِیُّ الأُولَیَیْنِ ،و قال:هی البَرْذَعَهُ .

قال الخَلِیلُ :هی الحِلْسُ الَّذِی یُلْقَی تَحْتَ الرَّحْلِ ،و منه قوْلُ العَجّاجِ :

کَأَنَّما رَحْلِیَ و القَرَاطِطَا

قال ابنُ بَرِّیٍّ و الصّاغَانِیُّ :هو للزَّفَیَانِ لا للعَجّاجِ .قال، و الصَّحِیحُ فی إِنْشَادِه:

کَأَنَّ أَقْتَادِیَ و الأَسَامِطَا

و الرَّحْلَ (5)و الأَنْسَاعَ و القَرَاطِطا

ضَمَّنْتُهُنَّ أَحْدَرِیًّا ناشِطَا

زادَ الصّاغَانِیُّ :و یُرْوَی:

کَأَنَّما اقْتَادِیَ الأسَامِطَا

و قالَ الأَصْمَعِیُّ :من مَتَاعِ الرَّحْلِ :البَرْذَعَهُ ،و هو الحِلْسُ للبَعِیرِ،و هو لِذَواتِ الحافِرِ قُرْطَاطٌ و قِرُطانٌ ، و الطِّنْفِسَهُ الَّتِی تُلْقَی فوقَ الرَّحْل تُسَمَّی النُّمْرُقَه.و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: القُرْطَانُ للسَّرْجِ بمَنْزِلَهِ الوَلِیَّهِ (6)للرَّحْلِ ،و رُبَّمَا اسْتُعْمِلَ للرَّحْل أَیْضاً،قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ :

بأَرْحَبِیٍّ مائرِ المِلاَط

ذِی زَفْرَهٍ یَنْشُرُ بالقِرْطاطِ (7)

و قول حُمَیْدٍ هذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً.

و القارِیطُ ،و یُقال: القَرارِیطُ حَبُّ الحُمَرِ،و هو التَّمْرُ الهِنْدِیُّ .فی التَّکْمِلَهِ :هکَذَا قَرَأْتُه فی شَرْحِ شِعْرِ حسّانَ بنِ ثابِتٍ ،رضِیَ اللّه عَنْهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القُرْطُ :الثُّرَیّا علی التَّشْبِیهِ .

و قَال یُونُسُ : القِرْطِیُّ ،بالکَسْرِ:الصَّرْعُ علی القَفَا، و نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ أَیْضاً.

و القُرْطُ ،بالضَّمِّ :شُعَلْهُ النّارِ.

و القِرَاطُ ،ککِتَابٍ :النَّارُ نَفْسُها،کذا فی شَرْحِ الدِّیوانِ (8).

و القُرَاطَهُ ،کثُمَامَهٍ :ما یُقْطَع من أَنْفِ السِّرَاجِ إِذا عَشِیَ ،

ص:375


1- (1) أفرد صاحب اللسان ماده قرطط عن قرط .
2- (2) یعنی فی ماده«زنجر».
3- (8) فی القاموس:و [1]القرطات.
4- (3) اقتصر فی التهذیب علی ضبطه بالکسر،ضبط قلم.
5- (4) فی التکمله:«و القطع و الأنساع..»و القطع:الطنفسه تکون تحت الرحل.
6- (5) فی القاموس:«کالولیه»و فی التهذیب:«شبه الولیه»و الولیه مصدر ولی،یقال لکل شیء ولی ظهر البعیر تحت الرحال و القتب:الحلس، أنظر التهذیب حلس 311/4.
7- (6) بالأصل:«مائل»و«ذی ذفره»و المثبت عن الصحاح و [2]اللسان. [3]
8- (7) یعنی فی قول المتنخل،و قد تقدم قریباً.

و أَیْضاً:ما احْتَرَقَ من طَرَفِ الفَتِیلَهِ .و قِیلَ :بل القُرَاطَهُ :

المِصْباحُ نَفْسُه.

و فی المَثَل:«خُذْهُ و لو بقُرْطَیْ مارِیَهَ »هی بنتُ ظالِمِ بنِ وَهْبِ بنِ الحارِثِ ابن مُعَاوِیَهَ الکِنْدِیِّ ،أُمُّ الحَارِثِ بنِ أَبِی شَمِرٍ الغَسّانِیِّ ،و هی أَوَّل عربیَّهٍ تَقَرَّطَت ،و سارَ ذِکْرُ قُرْطَیْهَا فی العَرَبِ ،و کانا نَفِیسَیِ القِیمَهِ ،قِیل:إِنَّهما قُوِّما بأَرْبَعِینَ أَلْفَ دِینَارٍ،و قِیلَ :کانَتْ فِیهِمَا دُرَّتانِ کبَیْضِ الحَمَامِ لم یُرَ مِثْلُهُمَا،و قِیلَ :هی امْرَأَهٌ من الیَمَنِ أَهْدَتْ قُرْطَیْهَا إِلی البَیْتِ .یُضْرَبُ فی التَّرْغِیبِ فی الشَّیْ ءِ، و إِیجابِ الحِرْصِ علیهِ ،أَی لا یَفُوتَنَّک علی حَالٍ ،و إِنْ کُنْتَ تَحْتَاجُ فی إِحْرازِه إِلی بَذْلِ النَّفائِسِ .

و القُرَیْطُ ،کزُبَیْرٍ،و الحِمَالَهُ :فَرَسَان لبَنِی سُلَیْم،قال العَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِیُّ رضِیَ اللّه عَنْه-أَنْشَدَه له أَبُو مَحَمَّدٍ الأَعْرَابِیّ -:

بَیْنَ الحِمَالَهِ و القُرَیْطِ فَقَدْ

أَنْجَبْتِ من أُمٍّ و منْ فَحْلِ

و قُرْطا النَّصْلِ :أُذُنَاهُ ،کما فی اللِّسَانِ ،و هو علی التَّشْبِیهِ .

و قال ابنُ عَبَّادٍ: قِرَاطَا النَّصْلِ :طَرَفَا غِرَارَیْهِ (1).

قال الجَوْهَرِیُّ :و أَمّا القِیرَاطُ الَّذِی فی الحَدِیثِ فقد جاءَ تَفْسِیرُه فیه أَنَّهُ مثلُ جَبَلِ أُحُدٍ.قلت:یُشِیرُ إِلی

16- حَدِیثِ : «من شَهِدَ الجِنَازَهَ حَتَّی یُصَلَّی عَلَیْهَا فلَهُ قِیرَاطٌ ،و من شَهِدَهَا حَتَّی تُدْفَنَ فله قِیرَاطَانِ ،قیل:و ما القِیرَاطَانِ ؟قال:مِثْلُ الجَبَلَیْنِ العَظِیمَینِ ».رَواه أَبُو هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عنه فبَلغَ ذلِک ابنَ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عنه،فقال:لقَدْ أَکْثَرَ أَبُو هُرَیْرَهَ .فبَلَغَ ذلِکَ عائِشَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهَا فصَدَّقَتْ أَبا هُرَیْرَهَ .فقال:لقد ضیّعْنا فی قَرَارِیطَ کَثِیرَهٍ .

و قِیرَاطٌ ،أَبُو العالِیَهِ :من أَتْبَاعِ التّابِعِینَ یَرْوِی عن الحَسَنِ البَصْرِیِّ و مُجَاهِدٍ.

و زَعَمَ بعضُ المُحَدِّثِینَ أَنَّ قَرارِیطَ مَوضِعٌ أَو جَبَلٌ ،و به فُسِّرَ

14- الحَدِیثُ : «ما بَعَثَ اللّه نَبِیًّا إِلاَّ رَعَی غَنَماً»و یُرْوَی:

«إِلاّ رَاعِیَ غَنَمٍ ،قالُوا:و أَنْتَ یا رَسُولَ اللّه ؟قالَ :و أَنا کُنْتُ أَرْعَاهَا علی قَرَارِیطَ لأَهْلِ مَکَّهَ ». قالَ الصّاغَانِیُّ :قَدِمْتُ بَغْدَادَ سَنَه 615-و هی أَوَّلُ قَدْمَتِی إِلَیْهَا-فسَأَلَنِی بعضُ المُحَدِّثِینَ عن مَعْنَی القَرَارِیطِ فی هذا الحَدِیثِ ،فقُلْتُ :

المرادُ به قَرَارِیطُ الحِسابِ .

فقال:سَمِعْنا الحافِظَ الفُلانِیَّ یَقُولُ :إِنَّ القَرَارِیطَ :اسمُ جَبَلٍ أَو مَوْضِعٍ فأَنْکَرْتُ ذلِکَ کُلَّ الإِنْکَارِ،و هو مُصرٌّ علی ما قالَ کُلَّ الإِصْرَارِ.أَعاذَنا اللّه من الخَطَأَ و الخَطَلِ ، و التَّصْحِیفِ و الزَّلَل.انتهی.

و یُقال:أَعْطَیْتُ فُلاناً قَرَارِیطَ ،إِذا أَسْمَعَه ما یَکْرَهُه.

و یُقَالُ أَیْضاً:اذْهَبْ لا أُعْطِیک قَرارِیطَکَ ،أَی:أَسُبُّک و أُسْمِعُکَ المَکْرُوهَ ،و قال ابنُ الأَثِیرِ:و هی لُغَهٌ مِصْرِیَّهٌ لا تُوجَدُ فی کَلامِ غیرِهِم.قال:و لذا خُصَّتْ مِصْرُ بذِکْر القِیرَاطِ فی حَدِیثِ أَبی ذَرٍّ المتقدّمِ .

و قُرْطٌ ،بالضَّمِّ :اسمُ رَجُلٍ من سِنْبِس،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قُرْطُ أَیْضاً:قَبِیلَهٌ من مَهْرَهَ بنِ حَیْدَانَ ،و إِلیهم نُسِبَت الإِبِلُ القُرْطِیَّهُ الَّتی ذَکَرَها المُصَنِّفُ .

و نُوحُ بنُ سُفْیَان المِصْرِیُّ القُرْطِیُّ ،بضَمٍّ فسُکُونٍ ،و أَخُوه عُثْمَانُ ،و ابنُ أَخِیهِمَا مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بنِ سُفْیَانَ ،أَبُو إِسْحَاقَ الفَقِیهُ المالِکیُّ :مُحَدِّثُون.

و أَبُو عاصِمٍ بَکْرُ بنُ عَبْدٍ القُرْطِیُّ ،عن ابْنِ عُیَیْنَهَ ،ذَکَرَه المالِینِیُّ .

و القِرْطِیطُ ،بالکَسْرِ:العَجَبُ ،عن الأَزْهَرِیِّ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: قَرَّطْتُ إِلیهِ رَسُولاً، تَقْرِیطاً :أَعْجَلْتُه إِلیهِ .قلتُ :و هو مَجَازٌ،و نصُّ الأَسَاسِ نَفَّذْتُه (2)مُسْتَعْجِلاً.

قال:و هو من مَجازِ المَجازِ،أَی مَأْخُوذٌ من قَوْلِهِمْ : قَرَّطَ الفَرَسَ عِنَانَه:إِذا أَرْخاهُ حَتّی وَقَع علی ذِفْراه عند الرَّکْض.

قلْتُ :و منه اسْتِعْمَالُ العَامَّهِ : التَّقْرِیطُ بمَعْنَی التَّنْبِیهِ و الاسْتِعْجَالِ و التَّضْیِیقِ و التَّأْکِیدِ فی الأَمْرِ،و هو من مَجازِ مَجازِ المَجَازِ،فتَأَمَّل.

و تَقَرَّطَتِ الجَارِیَهُ :لَبِسَت القُرْطَ .

و جَزِیرَهُ القُرطیین :قریهٌ قُرْبَ مِصْرَ.

ص:376


1- (1) فی الأساس:و [1]کأن غِراری النصل قراطان.
2- (2) عن الأساس و بالأصل«نبذته».

و قَرْطَا ،بالفَتْحِ :قَرْیَهٌ بالبُحَیْرَهِ .

و إِقْرِیطُ ،بالکَسْر:قَرْیَهٌ بالغَرْبِیّهِ .

و البُرْهَانُ القِیرَاطِیُّ :شاعِرٌ مَشْهُورٌ،و هو إِبراهِیمُ بنُ عَبْدِ اللّه بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَسْکَرِ بنِ مُظَفَّرِ بنِ نَجْمٍ ،وُلد سنه 726 و سَمِعَ الحَدِیثَ عن مَشایخِ عَصْرِه،مات بمَکَّهَ سنه 781 و دیوانُ شِعْرِه مَشْهُورٌ بینَ أَیْدِی النّاسِ .

قلتُ :و هو مَنْسُوبٌ إِلی مُنْیَهِ القِیرَاطِ :إِحْدَی قُرَی الغَرْبِیَّهِ بمِصْرَ.

قرفط

القَرْفَطَهُ فی المَشْیِ ،کالقَرْمَطَهِ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

قال: و هو أَیضاً: ضَرْبٌ من الجِمَاعِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : اقْرَنْفَطَ ،إِذا تَقَبَّضَ و اجْتَمَعَ ،رواه أَبو العَبّاسِ عنه،و ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیُّ فی الخَمَاسِیِّ المُلْحَقِ ، و تَقُولُ العربُ :

أُرَیْنِبٌ مُقْرَنْفِطَهْ

عَلَی سَوَاءِ عُرْفُطَهْ

یقول:هَرَبَتْ من کَلْبٍ أَو صائدٍ،فعَلَتْ شَجَرَهً .

و فی الصّحاح: اقْرَنْفَطَتِ العَنْزُ ،إِذا جَمَعَتْ بین قُطْرَیْهَا عِنْدَ السِّفادِ ،لأَنَّ ذلِکَ المَوْضِعَ یُوجِعُها.

و المُقْرَنْفِطُ ،بکسرِ الفاءِ،کما هو مَضْبُوطٌ فی النُّسَخِ ، و فی بَعْضِها بفَتْحِهَا،و مثلُه مَضْبُوطٌ فی الصّحاحِ (1): هَنُ المَرْأَه عن ثَعْلَبٍ ،و ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ أَیْضاً فی اعْرَنْفَطَ ،و قد تَقَدَّم،قال الجَوْهَرِیُّ :أَنْشَدَنا أَبُو الغوْثِ لرَجُلٍ یُخاطِبُ امْرَأَتَه:

یا حَبَّذَا مُقْرَنْفِطُکْ (2)

إِذْ أَنا لا أُفَرِّطُکْ

فأَجابَتْهُ :

یا حَبَّذَا ذَباذِبُکْ

إِذ الشَّبَابُ غَالِبُکْ

قال الصّاغَانِیُّ :هو قَمّامٌ الأَسَدِیُّ یُخَاطِبُ امْرَأَتَه غَمامَهَ ، و کانَتْ عِنْدَه ثمانِینَ سَنَهً .

و قال ابنُ عَبّادٍ: المُقْرَنْفِطُ : المُسْتَکْثِرُ من الغَضَبِ المُنْتَفِخُ ،کذا فی العُباب.

قرمط

القَرْمَطَهُ فی الخَطّ : دِقَّهُ الکِتَابَهِ و تَدَانِی الحُرُوفِ و السُّطورِ.

و قَرْمَطَ الکاتِبُ ،إِذا قارَبَ بین کِتَابَتِه،

1- و فی حدیث علیّ رضی اللّه عنه: «فَرِّجْ ما بَیْنَ السُّطُور و قَرْمِطْ (3)ما بَیْن الحُرُوفِ ».

و القَرْمَطَهُ فی المَشْیِ : مُقَارَبَهُ الخَطْوِ ،یُقَال: قَرْمَطَ الرَّجُلُ فی خَطْوِه،إِذا قارَبَ ما بَیْنَ قَدَمَیْهِ ،و کذلِکَ : قَرْمَطَ البَعِیرُ،إِذا قارَبَ خُطَاهُ ،و تَدَانَی مَشْیُه.

و هو قَرْمَطِیطٌ ،کزَنْجَبِیلٍ :مَتَقارِبُ الخَطْوِ.

و القُرْمُوطُ ،کعُصْفُورٍ:دُحْرُوجَهُ الجُعَلِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و القُرْمُوط : الأَحْمَرُ من ثَمَرِ الغَضَی ،یَحْکِی لونُه لَوْنَ نَوْرِ الرُّمَّانِ أَوَّلَ مَا یَخْرُجُ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ .و قال أَبُو عَمْرٍو:

القُرْمُوط ،من ثَمَرِ الغَضَی: کالرُّمّانِ ،یُشَبَّهُ بهِ الثَّدْیُ ،و أَنْشَدَ فی صِفَه جارِیَهٍ نَهَدَ ثَدْیاها:

و یُنْشِزُ جَیْبَ الدِّرْعِ عَنْها إِذا مَشَتْ

خَمِیلٌ (4)کقُرْمُوطِ الغَضَی الخَضِلِ النَّدِی

قال:یعنِی ثَدْیَها (5).

و وقع فی الجَمْهَرَهِ لابْنِ دُرَیْدٍ: القُرْمُوطُ ،و القُرْمُودُ:

ضَرْبانِ من ثَمَرِ العِضاهِ ،کذا قال:العِضاه،قال الصّاغانِیُّ :

و الصَّوابُ :الغَضَی.

و القَرَامِطَهُ :جِیلٌ مَعْرُوفٌ ، الوَاحِدُ: قَرْمَطِیُّ ،بالفَتْحِ ، و قد تَقَدَّمَ للمُصَنَّفِ ذِکْرُهم فی«ج ن ب»و أَلْمَمْنَا بذِکْرِ بَعْضِهِمْ هُنَاک،و تَمَامُه فی الکامِلِ لابنِ الأَثِیرِ.

و قال أَبو عَمْرٍو: اقْرَمَّطَ الرَّجلُ ،إِذا غَضِبَ ،و قال

ص:377


1- (1) ضبطت فی الصحاح [1]بکسر الفاء،ضبط قلم.
2- (2) ضبطت بکسر الفاء عن اللسان و [2]الصحاح. [3]
3- (3) بالأصل:«و قرّب بین الحروف»و المثبت عن اللسان.و [4]فی النهایه: و« [5]قرمط بین الحروف».
4- (4) اللسان:حمیل بالحاء المهمله.
5- (5) التهذیب:ثدییها.

غیره: اقْرَنْمَطَ الجِلْدُ،إِذا تَقَبَّضَ .و فی الصّحاح:إِذا تَقارَبَ ،و انْضَمَّ بَعْضُه إِلی بَعْضٍ (1)،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ لِزَیْدِ الخَیْلِ رَضِیَ اللّه عنه:

إِذا اقْرَنمطَتْ یَوْماً من الفَزَعِ المَطِی

قال الصّاغَانِی:کذا هو فی التَّهْذِیبِ للأَزْهَرِیِّ فی نُسْخَهٍ قُرِئَتْ علیه،و تَوَلَّی إِصْلاحَهَا و ضَبْطَها و شَکْلَهَا،المَطِی، بالمِیمِ و الطّاءِ المُخَفَّفَتَیْنِ (2).و أَنْشَدَه الجَوْهَرِیّ أَیْضاً لزَیْدِ الخَیْل رَضِیَ اللّه عنه:

تَکَسَّبْتُهَا فی کُلِّ أَطْرَافِ شِدَّهٍ

إِذَا اقْرَنمَطَتْ یَوْماً من الفَزَعِ الخُصَی (3)

قالَ :و الَّذِی فی شِعْرِه هو:

و ذَاکَ عَطَاءُ اللّه فی کُلِّ غارَهٍ

مُشَمِّرَهٍ یَوْماً إِذا قَلَّصَ الخُصَی

و قال ابنُ عَبّادٍ: القِرْمِطَتَانِ ،بالکَسْرِ،مِنْ ذِی الجَنَاحَیْنِ کالنُّخْرَتَیْنِ من الدّابَّهِ و رَواه الجاحِظُ «القِرْطِمَتَانِ »علی القَلْبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

القُرْمُوط ،بالضَّمِّ :نَوْعٌ من السَّمَک،و الجمعُ :

القَرَامِیطُ .

و بِرْکَهُ قُرمُوطَه :خُطَّه بمِصْرَ.

و الفَضْلُ بنُ العَبّاسِ القِرْمِطِیُّ ،و بالکَسْرِ،البَغْدَادِیُّ :

من شُیُوخِ الطَّبَرانِیِّ فی الصَّغِیرِ،و تَرْجَمَهُ الخَطِیبُ فی التَّارِیخِ .

و أَبُو قَرَامِیطَ :قَرْیَهٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ الشَّرْقِیَّهِ .

قسط

القِسْطُ ،بالکَسْرِ:العَدْلُ ،قال اللّه تَعَالَی: قُلْ أَمَرَ رَبِّی بِالْقِسْطِ (4)و هو کقَوْلهِ تعَالی: إِنَّ اللّهَ یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ (5)و هو من المَصَادِرِ المَوْصُوفِ بها کالعَدْلِ ،یُقال:مِیزانٌ قِسْطٌ و مِیزانانِ قِسْطٌ ،و مَوازِینُ قِسْطٌ ، یَسْتَوِی فیهِ الواحدُ و الجَمِیعُ .و قولُ تَعَالی: وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ اَلْقِسْطَ (6)أَی ذواتِ القِسْطِ ،أَی العَدْلِ ، یَقْسِطُ بالکَسْرِ قِسْطاً ،و هو الأَکْثَرُ و یَقْسُطُ ،بالضَّمِّ لُغَهٌ ،و الضَّمُّ قَلِیلٌ .و قرأَ یَحْیَی بنُ وَثَّابٍ ،و إِبراهیمُ النَّخَعِیُّ (7)و إِنْ خِفْتُم أَنْ لا تقْسُطُوا (8)بضمِّ السِّینِ .و قولُه تعَالی: ذلِکُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّهِ (9)أَی أَقْوَمُ و أَعْدَلُ ، کالإِقْسَاطِ .یُقال: قَسَطَ فی حُکْمِهِ ،و أَقْسَطَ ،أَی عَدَلَ ،فهو مُقْسِطٌ .و فی أَسْمَائِه تَعَالَی الحُسْنَی: المُقْسِطُ :هو العادِلُ .و یُقَال: الإِقْسَاطُ :

العَدْلُ فی القِسْمَه فقط ، أَقْسَطْتُ بینهم،و أَقْسَطْتُ إِلیهم،

16- ففی الحَدِیثِ : «إِذا حَکَمُوا عَدَلُوا،و إِذا قَسَمُوا أَقْسَطُوا ».

أَی:عَدَلُوا.و قال الجَوْهَرِیُّ : القِسْطُ ،بالکَسْرِ:العَدْلُ ، تَقُولُ منه: أَقْسَطَ الرَّجُلُ فهو مُقْسِطٌ ،و منه قَوْلُه تَعَالَی:

إِنَّ اللّهَ یُحِبُّ اَلْمُقْسِطِینَ (10).قال شیخُنَا-نَقْلاً عن أَئِمَّهِ العَرَبِیَّهِ الحُفَّاظ -:و من الثُّلاثِیِّ بَنَوْا نحو «هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللّهِ » ،لا من الرُّبَاعِیِّ ،کما تَوَهَّمَه بعضُهم،و قالُوا:هو شاذٌّ لا یَأْتِی إِلاَّ علی مَذْهَبِ سِیبَوَیْه.و أَقْسَطَ الَّذِی مَثَّلَ به هو المَعْرُوفُ المَشْهُور،و لذلِکَ حَسُنَ التَّشْبِیهُ بمَصْدَرِه فی قَوْلِه کالإِقْسَاطِ ،انتهی.قلتُ :و هو حَسَنٌ ،و یُؤَیِّدُه صَرِیحُ عِبَارَهِ الجَوْهَرِیِّ .و بَقِیَ أَنَّهُم قالُوا:إِنَّ الهَمْزَهَ فی الإِقْسَاطِ للسَّلْبِ ،کما یُقَال:شَکَا إِلَیْهِ فأَشْکاهُ .

و القِسْطُ : الحِصَّهُ و النَّصِیبُ ،کما فی الصّحاحِ ،یُقال:

وَفّاهُ قِسْطَه ،أَی نَصِیبَه و حِصَّتَه.و کُلُّ مِقْدَارٍ فهو قِسْطٌ ،فی الماءِ و غیرِه.

و القِسْطُ : مِکْیَالٌ یَسَعُ نِصْفَ صاعٍ ،و فی الصّحاحِ و العُبَابِ :و هو نِصْفُ صاع،و الفَرَقُ :سِتهُ أَقْسَاطٍ ،و قال المُبَرِّدُ: القِسْطُ :أَرْبَعُمَائَهٍ و أَحَدٌ و ثَمَانُونَ دِرْهَماً، و قد یُتَوَضَّأُ فِیه،و منهُ

16- الحَدِیثُ : «إِنَّ النِّسَاءَ من أَسْفَهِ السُّفَهَاءِ إِلاّ صاحِبَهَ القِسْطِ و السِّرَاجِ ». القِسْطُ :هُنَا:الإِنَاءُ الَّذِی یُتَوَضَّأُ فیه، کَأَنَّهُ أَرادَ إِلاّ الَّتِی تَخْدُمُ بَعْلَهَا و تُوَضِّئُهُ و تَزْدَهِرُ (11)

ص:378


1- (1) فی اللسان:«اقرمَّط الجلد».
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«المخففتین».
3- (3) فی اللسان:«اقرمَّطت»و وردت فی التهذیب«اقرقطت».
4- (4) سوره الأعراف الآیه 29. [1]
5- (5) سوره النحل الآیه 90. [2]
6- (6) سوره الأنبیاء الآیه 47. [3]
7- (7) بالأصل«و النخعی».
8- (8) سوره النساء الآیه 3. [4]
9- (9) سوره البقره الآیه 282. [5]
10- (10) سوره المائده الآیه 42. [6]
11- (11) علی هامش القاموس [7]عن نسخه أخری:و تحتفظ .

بمِیضَأَتِه و تَقُومُ علی رَأْسِهِ بالسِّرَاجِ .و فی النِّهَایَهِ :تقومُ بأُمُورِهِ فی وُضُوئِهِ و سِرَاجِه.

و القِسْطُ : الحِصَّهُ من الشَّیْ ءِ ،یُقَال:أَخَذَ کُلٌّ من الشُّرَکَاءِ قِسْطَه ،أَی حِصَّتَه.

و القِسْطُ : المِقْدَارُ فی الماءِ أَو غَیْرِه.

و القِسْطُ :القِسْمُ من الرِّزْق الَّذِی هو نَصِیبُ کُلِّ مَخْلُوقٍ ،و به فُسِّرَ

16- الحدیثُ : «إِنَّ اللّه لاَ یَنَامُ و لا یَنْبَغِی له أَنْ یَنَامَ ،یَخْفِضُ القِسْطَ و یَرْفَعُه،حِجَابُه النُّورُ،لو کُشِفَ طَبَقُهُ أَحْرَقَ سُبُحَاتُ وَجْهِه کُلَّ شَیْ ءِ أَدْرَکَهُ بَصَرُه». و خَفْضُهُ :

تَقْلِیلُه،و رَفْعُه:تَکْثِیرُه، و قِیلَ : القِسْطُ ،فی الحَدِیثِ :

المِیزَانُ ،أَرادَ أَنَّ اللّه تعالی یَخْفِضُ و یَرْفَعُ مِیزَانَ أَعْمَالِ العِبَادِ المُرْتَفِعَهِ إِلیه،و أَرْزَاقهم النّازِلَهِ من عِنْده،کما یَرْفَعُ الوَزّانُ یَدَه و یَخْفِضُها عند الوَزْنِ ،و هو تَمْثِیلٌ لما یُقَدِّرُه اللّه تَعالَی و یُنْزِلُه.

و القِسْطُ : الکُوزُ عِنْدَ أَهْلِ الأَمْصارِ.قلتُ :و یُسْتَعْمَلُ الآنَ فیما یُکالُ به الزَّیْتُ .

و القُسْطُ ، بالضَّمّ :عُودٌ هِنْدِیٌّ یُتَبَخَّرُ به،لغهٌ فی الکُسْط ،و قال اللَّیْثُ :عُودٌ یُجاءُ بهِ منَ الهِنْدِ،یُجْعَلُ فی البَخُورِ و الدَّوَاءِ و أَیْضاً عَرَبِیٌّ ،قِیل عَقّارٌ من عَقَاقِیرِ البَحْرِ، کما فی الصّحاحِ ،و قالَ یَعْقُوبُ :القافُ بَدَلٌ ،و قال أَبُو عَمْرٍو:یُقَالُ لهذَا البَخُورِ: قُسْطٌ و کُسْطٌ و کُشْطٌ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لبِشْرِ بنِ أَبی خازِمٍ :

و قَدْ أُوقِرْنَ من زَبَدٍ و قُسْطٍ

و مِنْ مِسْکٍ أَحَمَّ و مِنْ سَلاَمِ (1)

16- و فی حَدِیثِ أُمِّ عَطِیَّهَ : «لا تَمَسَّ طِیباً إِلاّ نُبْذَهً من قُسْطٍ و أَظْفَارٍ». قال ابنُ الأَثِیر:هو ضَرْبٌ من الطِّیبِ ،و قِیلَ :هو العُودُ،و قال غَیْرُه:هو عَقّارٌ مَعْرُوفٌ طَیِّبُ الرِّیحِ تَتَبَخَّر (2)به النُّفَسَاءُ و الأَطْفَالُ .قال ابنُ الأَثِیر:و هو أَشْبَه بالحَدِیثِ لأَنَّه أَضَافَه إِلی الأَظْفَارِ.

16- و فی حَدِیثٍ آخَرَ: «إِنَّ خَیْرَ ما تَدَاوَیْتُم به الحِجَامَهُ و القُسْطُ البَحْرِیُّ ».

و قال البَدْرُ مُظَفَّرُ ابن قاضِی بَعْلَبَکَّ فی کِتَابِه«سُرور النَّفْس»:العُودُ:خَشَبٌ یَأْتِی من قِمَارَ (3)و من الهِنْد،و من مَواضِعَ أُخَر،و أَجْوَدُه القِمَارِیُّ الرَّزِینُ الأَسْوَدُ اللَّوْنِ الذَّکِیُّ الرَّائِحَهِ ،الذّائبُ إِذا أُلْقِیَ علی النّارِ،الرّاسِبُ فی الماءِ، و مِزَاجُه حارٌّ یابِسٌ فی الثّانِیَهِ .انْتَهَی.و هو مُدِرٌّ نافِعٌ للکَبِدِ جِدّاً،و المَغَصِ (4)،و الدُّودِ،و حُمَّی الرِّبْعِ شُرْباً؛و للزُّکامِ و النَّزَلاتِ و الوَباءِ بَخُوراً،و للبَهَقِ و الکَلَفِ طِلاءً و یَحْبِسُ البَطْنَ و یَطْرُدُ الرِّیَاحَ ،و یُقَوِّی المَعِدَهَ و القَلْبَ ،و یُوجِبُ اللَّذَّه.و یَدْخُل فی أَصْنَافٍ کَثِیرَهٍ من الطِّیبِ ،و هو أَحْسَنُ الطِّیبِ رائِحَهً عند التَّبَخُّرِ.

و القَسَطُ ، بالتَّحْرِیکِ :یُبْسٌ فی العُنُقِ ،یُقَال: عُنُقٌ قَسْطاءٌ من أَعْنَاقٍ قِساطٍ ،قال رُؤْبَهُ :

حَتَیّ رَضُوا بالذُّلِّ و الإِیهاطِ

و ضَرْبِ أَعْنَاقِهم القِسَاطِ

و فی الصّحاحِ : القَسَطُ : انْتِصَابٌ فی رِجْلَیِ الدَّابَّهِ ، و ذلِک عَیْبٌ ؛لأَنَّهُ یُسْتَحَبُّ فِیهما الانْحِنَاءُ و التَّوْتِیرُ،یُقَال:

فَرَسٌ أَقْسَطُ بیِّنُ القَسَط .و جَعَلَ ابنُ سِیدَه الانْتِصَابَ المَذْکُورَ ضَعْفاً،قال:و هُوَ من العُیُوبِ الَّتِی تَکُونُ خِلْقهً .

و قال غیرُه: القَسَطُ فی البَعِیرِ:أَنْ یَکُونَ یَابِسَ الرِّجْلَیْنِ خِلْقهً ،و هو الأَقْسَطُ ،و النّاقَهُ قَسْطَاءُ ،نقله أَبُو عُبَیْدٍ عن العَدَبَّسِ .و قِیل: الأَقْسَطُ من الإِبِل:الَّذِی فی عَصَبِ قَوَائِمِه یُبْسٌ خِلْقهً ،و فی الخَیْلِ :قِصَرُ الفَخِذِ و الوَظِیفِ ، و انْتِصَابُ السّاقَیْنِ .

و قال أَبُو عَمْرٍو: قَسِطَتْ عِظَامُه،کسَمِعَ قُسُوطاً ،إِذا یَبِسَتْ من الهُزَالِ ،و أَنشد:

أَعْطَاهُ عَوْداً قاسِطاً عِظَامُه

و هَوَ یَبْکِی أَسَفاً و یَنْتَحِبْ

فهو أَقْسَطُ ،و رِجْلٌ قَسْطاءُ :مُعَوَّجَهٌ ،و فی التَّهْذِیبِ :

الرِّجْلُ القَسْطَاءُ :فی سَاقِهَا اعْوِجَاجٌ حَتَّی تَتَنَحَّی القَدَمانِ و یَنْضَمَّ السّاقَان،قال:و القَسَطُ :خِلافُ الحَنَفِ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ و الأَصْمَعِیُّ :فی رِجْلِه قَسَطٌ ،و هو أَن تکُونَ الرِّجْلُ مَلْسَاءَ الأَسْفَلِ ،کأَنَّها مَالَجٌ . و قیل: القَسَطُ :یُبْسٌ یَکُونُ

ص:379


1- (1) دیوانه براویه:«و من سلاح».
2- (2) النهایه: [1]تُبخَّر.
3- (3) فی معجم البلدان:قمر بضم فسکون..جزیره فی وسط بحر الزنج..یوجد فی سواحلها العنبر و ورق القماری و هو طیب.
4- (4) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:و للمغص.

فی الرِّجْلِ و الرَّأْسِ و الرُّکْبَهِ (1).یُقال: رُکْبَهٌ قَسْطاءُ ،إِذا یَبِسَتْ و غَلُظَتْ حتَّی لا تَکاد تنْقِبضُ من یُبْسِها،ج: قُسْطٌ بالضَّمِّ .

و قاسِطُ بنُ هِنْب بنِ أَفْصَی ینِ دُعْمِیِّ بنِ جَدِیلَهَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِیعَهَ : أَبُو حَیٍّ من العَرَبِ .

و قَسَطَ یَقْسِطُ من حَدِّ ضَرَبَ ، قَسْطاً ،بالفَتْحِ ،و قُسُوطاً ، بالضَّمِّ : جارَ و عَدَلَ عن الحَقِّ و هو عَطْفُ تَفْسِیرٍ؛لأَنَّ العَدْلَ عن الحَقِّ هو الجَوْرُ و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ هکَذَا،و اقْتَصَرَ علی ذِکْرِ المَصْدَرِ الأَخِیرِ،ففی العَدْلِ لُغَتَانِ : قَسَطَ و أَقْسَطَ ، و فی الجَوْر لغهٌ واحِدَهٌ قَسَطَ بغیرِ أَلِف،و منه قَوْلُه تعالَی:

وَ أَمَّا اَلْقاسِطُونَ فَکانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (2)قال الفَرّاءُ:هم الجَائِرُون الکُفّارُ.

1- و فی حَدِیثِ عَلیٍّ رَضِی اللّه عنه: «أُمِرْتُ بقِتَال النّاکِثِینَ و القَاسِطِینَ و المارِقِینَ ». النَّاکِثُون:أَهْلُ الجَمَلِ ؛لانَّهم نَکَثُوا بَیْعَتَهم،و القاسِطُون أَهْلُ صِفِّین؛ لأَنَّهُم جارُوا فی الحُکْمِ و بَغَوْا علیه،و المارِقُون:الخَوَارِجُ ؛ لأَنَّهُمْ مَرَقُوا من الدِّینِ ،کما یَمْرُقُ السَّهْمُ من الرَّمِیَّهِ ،و قال الرّاجِزُ:

یَشْفِی من الضِّغْن قُسُوطُ القَاسِطِ

و یُقَال:هو قاسِطٌ غیرُ مُقْسِطٍ ،أَی جائِرٌ غَیرُ عَدْلٍ .

و تَقُول:اللّه یَقْبِضُ و یَبْسُط ،و یُقْسِطُ و لا یَقْسُط ،و منه قَوْلُ عَزَّهَ للحَجَّاجِ :یا قَاسِطُ یا عادِلُ ،نَظَرَت إِلی قَوْلِه تَعَالَی السّابِق،و إِلی قَوْلِه تعالَی وَ هُمْ بِرَبِّهِمْ یَعْدِلُونَ (3)و قال القُطَامِیُّ :

أَلَیْسُوا بالأُلَی قَسَطُوا قَدِیماً

علی النُّعْمَانِ و ابْتَدَرُوا السِّطاعَا

و قَسَّطَ الشَّیْ ءَ:فَرَّقَهُ ،ظاهِرُه أَنَّهُ ثُلاثِیٌّ ،و نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ فی النّوادِرِ: قَسَّطَ الشَّیْ ءَ تَقْسِیطاً :فَرَّقَه،و أَنْشَدَ:

لو کان خَزُّ وَاسِطٍ و سَقَطُهْ

و عَالِجٌ نَصِیُّبه و سَبَطُهْ

و الشّامُ طُرَّازَیْتُه و حِنَطُهْ

یَأْوِی إِلَیْهَا أَصْبَحَتْ تُقَسِّطُهْ

و إِسْمَاعِیلُ بنُ عَبْدِ اللّه بنِ قُسْطَنْطِینَ ،المَعْرُوفُ بالقُسْطِ :مُقْریءٌ مَکِّیُّ ،مَوْلَی بنی مَیْسَرَهَ ،قرأَ علی عَبْدِ اللّه ابنِ کَثِیرٍ المَکِّیِّ .

و القُسْطَانُ ،و القُسْطَانِیُّ ،و القُسْطَانِیَّهُ ،بضَمِّهِنَّ ،الأُولَی عن أَبی عَمْرٍو،و الثّانِیَهُ عن أَبِی سَعِیدٍ قَوْسُ اللّه ،و یُقَالُ أَیْضاً:قَوْسُ المُزْنِ ،و هی خُیُوطُ تُحِیطُ (4)بالقَمَرِ،و هی من عَلامَهِ المَطَرِ،و أَنْشَدَ أَبو سعید للطِّرِمّاح:

و أُدِیرَتْ حفَفٌ (5)دُونَها

مِثْلُ قُسْطَانِیِّ دَجْنِ الغَمامِ

و العامَّهُ تَقُول: قَوْسُ قُزَحَ قالَ أَبُو عَمْرٍو: و قد نُهِیَ أَنْ یُقَالَ ذلِکَ ،و قد غَفَلَ المُصَنِّفُ عن هذا فذَکَرهُ فی مَوَاضِعَ من کِتَابِه فی«قَزَح»و«خَضَل»و«قَسْطَل»فلیُتَنَبَّهُ لذلِکَ .

و قُسْطانُهُ ،بالضَّمِّ (6):ه،بَیْنَ الرَّیِّ و سَاوَهَ ،و هی عَلَی طَرِیقِ سَاوَهَ ،بینَها و بین الرَّیِّ مَرْحَلهً .

و قُسْطَانَهُ : حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ و فی التَّکْمِلَهِ : قُسُنْطَانَهُ بضَمَّتیْنِ ،و بعدَ السِّینِ نونٌ ساکِنَهٌ (7).

و قُسْطُونُ (8)،بالضَّمِّ :حِصْنٌ کان من عَمَلِ حَلَبَ ، خَرِبَ .

و قُسَنْطِینِیَّهُ ،بضمِّ القافِ و فتحِ السِّینِ ،و الطّاءُ مکسورهٌ ، و الیاءُ مُشْدَّدَه (9)و قد تُقْلَب النُّونُ مِیماً: حِصْنٌ عَظِیمٌ بحُدُودِ إِفْرِیقِیَّهَ و قد نُسِب إِلیه جَمَاعَهٌ من المُحَدِّثینَ .

و قُسْطَنْطِینَهُ ،أَو قُسْطَنْطِینِیَّهُ بزیادَهِ یاءٍ مُشَدَّدَهٍ ،و قد تُضَمُّ الطّاءُ الأُولی منهما ،و أَمّا القافُ فإِنَّها مضمومهٌ ،کما فی شُرُوحِ الشِّفاءِ،و إِنْ کانَ الإِطْلاقُ یُوهِمُ الفَتْحَ ،فهی خمسُ لُغاتٍ ،و یُرْوَی أَیضاً تَخْفِیفُ الیاءِ،کما فی شُرُوحِ الشِّفاءِ، فهی سِتُّ لُغاتٍ .و قال ابنُ الجَوْزیِّ فی تَقْوِیمِ البُلْدانِ :لا یَجُوزُ تَخْفِیفُ أَنْطَاکِیّهَ ،و هی مُشَدَّدَهٌ أَبداً،کما یَجُوزُ تَشْدِیدُ

ص:380


1- (1) فی المحکم: [1]یکون فی الرجل و الساق،و لم یذکر الرکبه.
2- (2) سوره الجن،الآیه 15. [2]
3- (3) سوره الأنعام الآیه 150. [3]
4- (4) عن اللسان ط دار المعارف،و بالأصل«تخیط ».
5- (5) عن التهذیب و اللسان و [4]فیهما تحتها بدل دونها،و بالأصل«خفف»و فی التکمله«حقف».
6- (6) قیدها یاقوت بالضم و یروی بالکسر.
7- (7) و فی معجم البلدان قسنطانه بضم ثم فتح فسکون.
8- (8) قیدها یاقوت بفتح فسکون فضم،بالقلم.
9- (9) نص یاقوت علی تخفیفها.

القُسْطنطینیّهَ ،و عدَّ ذلِکَ من أَغْلاط العَوامِّ ،فتأَمَّلْ : دارُ مَلِکِ الرُّومِ ،و هی الآنَ دارُ مَلِکِ المُسْلِمِینَ ،و فاتِحُها السُّلْطَانُ المُجَاهِدُ الغازِی أَبُو الفُتُوحَاتِ مُحَمَّدُ بنُ السُلْطَانِ مُرَادِ بنِ السُّلْطَانِ مُحَمَّدِ بنِ السُّلْطَانِ بایَزِیدَ ابنِ السُّلْطَانِ مُرَادٍ الأَوَّلِ بنِ أُورخانَ بنِ عُثمانَ ،تَغَمَّدَهُ اللّه تَعالَی برَحْمَتِه، فهُو الَّذِی جَعَلَهَا کُرْسِیَّ مَمْلَکَتِه بعد اقْتِلاعِه لها من یَدِ الإِفْرِنْجِ (1)،و کان اسْتِقْرَارُهُ فی المَمْلَکَهِ بعد أَبِیهِ فی سنه 855.کان مَلِکاً عَظِیماً اقْتَفَی أَثَرَ أَبِیهِ فی المُثَابَرَهِ علی دَفْعِ الفِرِنْجِ حتی فاقَ مُلوکَ زمانِه،مع وَصْفِه بمُزَاحَمَهِ العُلَمَاءِ، و رَغْبَتِه فی لِقَائِهِم،و تَعْظِیمِ من یَرِدُ علیهِ مِنْهُم،و له مآثِرُ کثیرهٌ مِنْ مَدَارِسَ و زَوایا و جَوامِع،تُوُفّی أَوائل سنه 886 فی تَوَجُّهِه مِنْهَا إِلی بُرْصَا،و دُفِن بالبَرِّیَّهِ هُناکَ .ثم حُوِّلَ إِلی اسْطَنْبُولَ فی ضَرِیحٍ بالقُرْبِ من أَجَلِّ جَوَامِعِه بها،و اسْتَقَرَّ فی المَمْلَکَهِ بَعْدَهُ وَلَدُه الأَکْبَرُ السُّلطانُ أَبو یزِیدَ،المَعْرُوفُ «بیلدرم»،و مَعْنَاه:البَرْقُ ،و یُکْنَی بهِ عن الصّاعِقَهِ ،کما ذَکَرَه السَّخَاوِیُّ فی الضَّوْءِ.قلتُ :و هو جَدُّ سُلطانِ زَمانِنا الإِمَامِ المُجَاهِدِ الغازِی،سُلْطانِ البَرَّیْنِ و البَحْرَیْنِ ،خادِمِ الحَرَمَیْن الشَّرِیفَینِ . و فَتْحُها من أَشْراطِ قِیامِ السّاعَهِ ،و هو ما

14- رَوَی أَبُو هُرَیْرَهَ رضِیَ اللّه عَنْه،عن النَّبِی صلی اللّه علیه و سلّم أَنَّه قال:

«لا تقُومُ السّاعَهُ حَتَّی تَنْزِلَ الرُّومُ بالأَعْمَاقِ أَو بدَابِقٍ ، فیَخْرُج إِلَیْهِم جیشٌ من المَدِینَهِ من خِیَارِ أَهْلِ الأَرْضِ یَوْمَئِذٍ،فإِذا تَصافُّوا قالَتِ الرُّومُ :خَلُّوا بَیْنَنَا و بینَ الَّذِین سَبَوْا مِنّا نُقَاتِلْهُم،فیَقُولُ المُسْلِمُون:لا و اللّه لا نُخَلِّی بَیْنَکُمْ و بَیْنَ إِخْوَانِنا،فیُقَاتِلُونَهم،فَیَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لا یتوبُ اللّه عَلَیْهِمْ أَبَداً،و یُقْتَلُ ثُلُثٌ هم أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عندَ اللّه،و یَفْتَتِحُ الثُلُثُ لا یُفْتَنُون أَبداً،فیَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِینِیَّه ،فبَیْنَمَا هُم یَقْتَسِمُونَ الغَنَائِمَ قد عَلَّقُوا سُیُوفَهُم بالزَّیْتُونِ إِذ صاحَ فیهم الشَّیْطَانُ :إِن المَسِیحَ قد خَلَفَکُمْ فی أَهْلِیکُم،فیَخْرُجُونَ ، و ذلِکَ باطِلٌ .فإِذا جاءُوا الشّامَ خرجَ ،فبَیْنَمَا (2)هُمْ یُعِدُّونَ للقِتَالِ یُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِیمَتِ الصّلاهُ ،فیَنْزِلُ عِیسَی ابنُ مَرْیَم،فإِذا رآه عَدُوُّ اللّه ذَابَ کما یِذُوبُ المِلْحُ فی المَاءَ،فلو ترک لانْذَابَ حَتَّی یَهْلِکَ ،و لکِن یَقْتُلُه نَبِیُّ اللّه بیَدِه فیُرِیهِم دَمَه فی حَرْبَته».

و قد جاءَ ذِکْرُ القُسْطَنْطِینِیَّهِ أَیْضاً

1- فی حَدِیثِ مُعاوِیَهَ رضِیَ اللّه عَنْهُ ،و ذلِکَ : أَنَّه لَمّا بَلَغَه خبرُ صاحِبِ الرُّومِ أَنَّه یُرِیدُ أَنْ یَغْزُوَ بلادَ الشّامِ أَیَّامَ فِتْنَهِ صِفِّینَ کَتَبَ إِلیْهِ یَحْلِفُ باللّه«لئِنْ تَمَّمْتَ علی ما بَلَغَنِی من عَزْمِک لأُصالِحَنَّ صاحِبِی،و لأَکُونَنَّ مُقَدِّمَتَهُ إِلیک،فلأَجْعَلَنّ القُسْطَنْطِینِیَّهَ البَخْراءَ (3)حُمَمَهً سَوْداءَ،و لأَنْزِعَنَّکَ من المُلْکِ انْتِزاعَ الإِصْطَفْلِینَهِ ،و لأَرُدَّنَّک إِرِّیساً من الأَرارِسَه تَرْعَی الدَّوَابِلَ ».

و تُسَمَّی بالرُّومِیَّهِ بُوزَنْطِیَا ،بالضَّمِّ ،و تُعْرَفُ الآن باسْطَنْبُول، و إِسْلام بُول،و فی معجَمِ یاقُوت:اصْطنْبُولُ بالصَّاد، و ارْتِفاعُ سُورِه أَحدٌ و عِشْرُونَ ذِراعاً،و کَنِیسَتُها المَعْرُوفَهُ بأَیا صُوفیا مُسْتَطِیلَهٌ و بجانِبِها عَمُودٌ عالٍ فی دَوْرِ أَرْبَعَهِ أَبْواعٍ تَقْرِیباً.و فی رَأْسِهِ فَرَسٌ من نُحَاسٍ ،وَ عَلَیه فارسٌ ،و فی إِحْدَی یَدَیْه کُرَهٌ من ذَهَبٍ ،و قد فَتَح أَصابعَ یَدِه الأُخْرَی مُشِیراً بِها،و یُقال: هُوَ صُورَهُ قُسْطَنْطِینَ بانِیها .

قلتُ :و قد جُعِلت هذِه الکنِیسَهُ جامِعاً عَظِیماً،و أُزِیلَ ما کان فیه من الصُّورِ حینَ فتْحِها،و فیه من الزُّخْرُفِ و النُّقُوشِ البَدِیعَهِ و الفُرُشِ المَنِیعَهِ الآن ما یَکِلُّ عنه الوَصْفُ ،یُتْلَی فیه القُرآنُ آناءَ اللَّیْلِ و أَطْرَافَ النَّهارِ،جَعَلَه اللّه عامِراً بأَهْلِ العِلْمِ ببقاءِ دَوْلَهِ المُلُوکِ الأَبْرَارِ،و السّلاطِینِ الأَخْیَار،و أَقام بهم نُصْرَهَ دِینِ النَّبِیِّ المُخْتارِ،صلی اللّه علیه و سلّم.

و قال أَبو عَمْرٍو: القَسْطانُ و الکَسْطانُ : الغُبَارُ و أَنْشدَ:

أَثابَ راعِیها فثارتَ بِهَرَجْ

تُثِیرُ قَسْطان غُبَارٍ ذِی رَهَجْ

و التَّقْسِیطُ :التَّقْتِیرُ ،یُقال: قَسَّطَ علی عِیَالِه النَّفَقَهَ ،إِذا قَتَّرَها عَلَیْهِم،قال الطِّرِمّاحُ :

کفّاهُ کَفُّ لا یُرَی سَیْبُهَا

مُقَسَّطاً رَهْبَهَ إِعْدَامِهَا

و الاقْتِسَاطُ :الاقْتِسَام .

و قالَ اللَّیْثُ :یقال: تَقَسَّطُوا الشَّیْ ءَ بَیْنَهُم ،أَی اقْتَسَمُوه بالسَّویَّهِ و فی العُبَابِ :علی القِسْطِ و العَدْلِ .و فی اللِّسانِ :

تَقَسَّمُوه علی العَدْلِ و السَّواءِ.

ص:381


1- (1) کذا بالأصل«الإفرنج».
2- (2) بالأصل«فیما بینهم»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه،و قد نبه بهامش المطبوعه المصریه إلی ذلک و رجحه.
3- (3) کذا بالأصل و اللسان« [1]بخر»و النهایه« [2]بخر»قال ابن الأثیر:وصفها بذلک لبخار البحر.

و رَجُلٌ قَسِیط ،کأَمِیرٍ، و قُسُطُ الرِّجْلِ ،بضَمَّتَیْنِ ،أَی مُسْتَقِیمُها بلا أَطَرٍ .

قال الصّاغَانِیُّ :و التَّرْکِیبُ یَدلُّ علی مَعْنَیَیْن مُتَضَادَّیْنِ ، و قد شَذَّ عنه القُسْطُ للدَّواءِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

التَّقْسِیطُ :التَّفْرِیقُ ،یُقَال: قَسَّطَ الخَرَاجَ عَلَیْهِم،و قَسَّطَ المالَ بینَهُم.

و القُسْطَهُ ،بالضَّمِّ فی قَوْلِ الرّاجِزِ:

تُبْدِی نَقِیًّا زانَهَا خِمَارُهَا

و قُسْطَهً ما شَانَها غُفَارُهَا

یُقال:هی السَّاقُ ،قال الجَوْهَرِیُّ :نَقَلْتُه من کِتَابٍ .

قلتُ :و هو قَوْلُ غَادِیَهَ الدُّبَیْرِیَّهِ ،و رَوَاه أَبُو مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِیُّ :«و قُصَّهً ..» و قُسَیْطٌ ،کزُبَیْرٍ:اسمٌ ،و کذلِکَ قسطَهُ .

و القُسّاطُ ،کرُمّانٍ :جمع قاسِطٍ ،و هو الجائرُ،و هکَذا رَوَی بعضُهُم رَجَزَ رُؤْبَهَ :

و ضَرْبِ أَعْنَاقِهِم القُسّاطِ

و قولُ امْرِیءَ القَیْسِ :

إِذْ هُنَّ أَقْسَاطٌ کرِجْلِ الدَّبَی

أَو کقَطَا کاظِمَهَ النّاهِلِ

أَی قِطَع (1).

و أَقْسَطَتِ الرِّیحُ العِیدَانَ :أَیْبَسَتْها،کما فی الأَسَاسِ .

قال شیخُنَا:بَقِیَ علیه أَنَّهُم صَرَّحُوا بأَنَّ قَسَطَ مِنَ الأَضْدادِ،کما فی أَفْعَالِ ابنِ القَطّاع،و المِصْباحِ و غَیْرِ دِیوَانٍ و أَهْمَلَ التَّنْبِیهَ علی ذلِکَ غَفْلَهً و تَفْرِیقاً للمَعَانِی.قلتُ أَمّا ابْن القَطّاع فما رَأَیْتُه فی أَفْعَالِه (2)و لَعَلَّهُ ذَکَرَه فی کِتَابٍ آخرَ.اما قَوْلُه مِنَ الاضْدادِ فهو صَحیحٌ .

و التَّقْسِیطُ :ما کُتِبَ فیهِ قِسْطُ الإِنْسَانِ من المالِ و غَیْرِه، اسمٌ کالتَّمْتِینِ .

و أَحْمَدُ بنُ الوَلِیدِ بنِ هشَامٍ القِسْطِیّ ،بالکَسْرِ،مَوْلَی بَنِی أُمَیَّهَ .

و القُسَیْطَهُ ،کجُهَیْنَهَ :قریهٌ بمِصْرَ.

و قَسْطَنْطانَهُ (3)،بالفتحِ :بلدَهٌ بالأَنْدَلُسِ من أَعْمَالِ دانِیَهَ ، منها جَعْفَرُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ سیدیُونهَ المُقْرَئُ ،ذَکَرَه الذَّهَبِیُّ فی طَبَقَات القُرّاءِ.

قشط

القَشْطُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال یَعْقُوبُ :هو و الکَشْطُ بمعنًی وَاحِدٍ،کالقَحْطِ و الکَحْطِ ،و القَافُورِ و الکافُورِ.قال:و تَمِیمٌ و أَسَدٌ یقولون: قَشَطْتُ بالقَاف، و قَیْسٌ تقولُ :کَشَطْتُ ،و لیست القافُ بدلاً من الکافِ ؛ لأَنَّهُمَا لُغتَانِ لأَقوامٍ مُخْتَلِفِینَ .قال:و فی قِرَاءَهِ عَبْدِ اللّه بنِ مَسْعُودٍ: و إِذا السَّماء قُشِطَتْ (4)بالقاف،و المَعنَی وَاحِدٌ.

و قال الزَّجّاجُ : قُشِطَتْ ،و کُشِطَتْ وَاحِدٌ،مَعناهُما:قُلِعَتْ کما یُقْلَعُ السَّقْفُ ،یُقَال:کَشَطْتُ السَّقْفَ و قَشَطْتُه .قلتُ :

و بالقَافِ أَیْضاً قِرَاءهُ عَامِرِ بنِ شَرَاحِیلَ الشَّعْبِیِّ و إِبْرَاهِیمَ بنِ یَزِیدَ النَّخَعِیِّ .

و قال یَعْقُوبُ أَیضاً: القَشْطُ : الکَشْفُ ،یُقَال: قَشَطَ الجُلَّ عن الفَرَسِ قَشْطاً .أَی نَزَعَهُ و کَشَفَهُ ،و کذلِکَ غَیْرُه من الأَشْیَاءِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: القَشْطُ : الضَّرْبُ بالعَصَا .

و انْقَشَطَتِ السَّمَاءُ و تَقَشَّطَتْ ،أَی أَصْحَتْ من الغُیُوم، و هو مَجازٌ.

و قَیْشاطَهُ ،و فی توارِیخِ المَغْرِب:قَیْجاطَهُ ،بالجیمِ :

د، بالمَغْرِب بالأَنْدَلُس من أَعمالِ جَیّانَ ، منه الإِمامُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ الوَلِیدِ القَیْشَاطِیُّ ، الأَدِیبُ ،هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .قلتُ :و منه أَیْضاً الخَطِیبُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ أَبِی الحَسَنِ عَلِیٌّ القَیْجاطِیُّ المُحَدِّثُ ،حَدَّثَ عنه بالشِّفاءِ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِیُّ المَعْرُوفُ بابْنِ القَمّاحِ ،مُحَدِّثُ تُونُسَ ،کذا فی الضَّوْءِ للسَّخاوِیِّ ؛ و مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ عُمَرَ الکِنَانِیُّ القَیْجاطِیُّ ، حدَّث عَنْه أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ مَرْزُوقٍ التِّلِمْسَانِیُّ الشَّهِیرُ بالحَفِیدِ.

ص:382


1- (1) و فی التهذیب:أراد أنها جماعات فی تفرقه.
2- (2) کذا و هو فی الأفعال لابن القطاع.أنظر ج 22/3.
3- (3) قیدها یاقوت قُسَنْطانه.
4- (4) سوره التکویر الآیه 11. [1]

و القِشَاطُ ، ککِتَاب ،لغهٌ فیه «الکِشَاطَ » بمَعْنَی الانْکِشَافِ ،کما سَیَأْتِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

القِشْطَهُ ،بالکسْر،لغهٌ فی القِشْدَهِ .

و قَشَطَ الدّابَّهَ :کَشَطَها،لُغَهٌ فِیهِ ،و کذلِکَ التَّقْشِیطُ ، فهی مَقْشُوطٌ علیها،و مُقَشَّطَهٌ .

و القَشَاطُ ،ککَتّانً :السَّلابُ ،و قد قُشِّط الرَّجُلُ ،فهو مُقشَّطٌ .

و القُشْطُ ،بالضَّمِّ :لُغَهٌ فی القُسْطِ .

قطط

القَطُّ :القَطْعُ عامَّهً ،کما فی المُحْکمِ ، أَو القَطُّ :القَطْعُ عَرْضاً کما فی العُبَابِ ،و هو قولُ الخلِیلِ ، قال:و مِنْهُ : قطُّ القَلَمِ .

1- و فی الحَدِیثِ : «کانَتْ ضَرَباتُ عَلیٍّ رضِی اللّه عنه،أَبْکاراً،إِذا اعْتَلَی (1)قَدَّ،و إِذا اعْتَرَضَ قَطَّ ».قلتُ :و یُرْوَی:«و إِذا توَسَّطَ قَطَّ ». یقول:إِذا عَلا قِرْنَه بالسَّیْفِ قَدَّه بنِصْفَیْنِ طُولاً،کما یُقَدُّ السَّیْرُ،و إِذا أَصابَ وَسَطَه قَطَعَه عَرْضاً نِصْفَینِ و أَبانَهُ .

أَو القَطُّ : قَطْعُ شَیْ ءٍ صُلْبٍ کالحُقَّهِ و نَحْوِها یُقَطُّ علی حَذْوٍ مُسْتَوٍ،کما یَقُطُّ الإِنْسَانُ قَصَبَهً علی عَظْمٍ ،قالَهُ اللَّیْثُ ، کالاقْتِطاطِ ،یُقالُ : قَطَّهُ و اقْتَطَّهُ .

و القَطُّ : القَصِیرُ الجَعْدُ من الشَّعْرِ،کالقَطَطِ ،مُحَرَّکَهً ، یُقَال:شَعرٌ قَطٌّ و قَطَطٌ ، و قد قَطِطَ ،کَفَرِحَ بإِظْهَارِ التَّضْعِیفِ ، قَطّاً ،و هو أَحَدُ ما جَاءَ علی الأَصْلِ ، و قد قَطَّ یَقَطُّ ،کیَمَلُّ ،هکَذا فی النُّسَجِ بزِیَادَهِ «قدْ»،و هو مُسْتَدْرَکٌ ، و قَولُه:«کیَمَلُّ »إِشارَهٌ إِلی أَنَّ ماضِیَهُ کفَرِحَ ، قَطَطاً ، مُحَرَّکَهً ،و قَطَاطَهً کسَحَابَهٍ .

و القَطّاطُ ،کشَدّادٍ: الخَرّاطُ صانِعُ الحُقَقِ ،کما فی العُبَابِ و الصّحاحِ .

و رَجُلٌ قَطُّ الشَّعْرِ،و قَطَطُه ،مُحَرَّکَهً ،بمَعْنًی،

1- و فی حَدِیثِ المُلاعَنَهِ : «إِنْ جاءَتْ به جَعْداً قَطَطاً فهو لِفُلانٍ ».

و القَطَطُ :الشَّدِیدُ الجُعُودَهِ ،و قِیل:الحَسَنُ الجُعُودَهِ ج: قَطُّونَ ،و قَطَطُونَ ،و أَقْطاطٌ و قِطَاطٌ ،الأَخِیرُ بالکَسْرِ، قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیُّ :

یُمَشّی بَیْنَنَا حانُوتُ خَمْرٍ

من الخُرْسِ الصَّراصِرَهِ القِطَاطِ (2)

و قد تَقَدَّمَ الکَلامُ علیه فی«خرس» (3).

و المِقَطَّه ،کمِذَبَّهٍ :ما یُقَطُّ علیه القَلَمُ .و قال اللَّیْثُ :هو عُظَیْمٌ یکونُ مع الوَرّاقِینَ یَقُطُّ الکاتِبُ علیه أَقْلامَهُ ،و نصُّ اللَّیْثِ : یَقُطُّون علیهِ أَطْرَافَ الأَقْلام.

و قَطَّ السِّعْرُ یَقِطُّ ،بالکَسْرِ، و رُوِیَ عن الفَرّاءِ: قُطَّ السِّعْرُ، بالضَّمِّ ،أَی عَلَی ما لَمْ یُسَمَّ فاعِلُه، قَطّا و قُطُوطاً ، بالضَّمِّ ،فهو قاطٌّ ،و قَطٌّ ،و مَقْطُوطٌ ،الأَخِیرُ بمعنَی فاعِلٍ :

غَلاَ ،و قال شَمِرٌ:و قَطَّ السِّعْرُ بمَعْنَی غَلاَ خَطَأٌ عِنْدِی،و إِنَّمَا هو بمَعْنَی فَتَرَ،قال الأَزْهَرِیُّ :وَهِمَ شَمِرٌ فیما قال.و یُقَال:

وَرَدْنَا أَرْضاً قَطّاً سِعْرُهَا،قال أَبُو وَجْزَهَ السَّعْدَیُّ :

أَشْکُو إِلی اللّه العَزِیزِ الجَبَّارْ

ثُمَّ إِلَیْک الیَوْمَ بُعْدَ المُسْتارْ

و حاجَهَ الحَیِّ و قَطَّ الأَسْعَارْ

و رُوِیَ عن الفَرّاءِ أَنَّه قال:حَطَّ السِّعْرُ حُطُوطاً،و انْحَطَّ انحِطَاطاً،و کُسِرَ و انْکَسَرَ،إِذا فَتَرَ.و قال:سِعْرٌ مَقْطُوطٌ ، و قد قُطَّ ،إِذا غَلاَ،و قد قَطَّهُ للّه.

و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : القاطِطُ :السِّعْرُ الغالِی .

و قَوْلُهُمْ : ما رَأَیْتُه قَطُّ ،قال الکِسَائِیُّ :کانَت قَطُطُ ،فلمّا سُکِّنَ الحَرْفُ الأَوَّلُ للإِدغامِ (4)جُعِلَ الآخِرُ مُتَحَرِّکاً إِلی إِعرابِه، و یُضَمُّ بِإِتْبَاعِ الضَّمَّهِ الضّمَّهَ ،مثل مُدُّ یا هذا، و یُخَفَّفَانِ ،فی الأَوَّل یُجْعَل أَداهً ثمّ یُبْنَی علی أَصْلِه و یُضَمُّ آخِرُه بالضَّمَّهِ الَّتِی فی المُشَدَّدَهِ ،و فی الثّانِی تُتْبَعُ الضَّمَّهُ الضَّمَّهَ فیقال قُط ،کقولِهِم لم أَرَهُ مُذ یَوْمَینِ .قال الجَوْهَرِیُّ :و هی قَلِیلَهٌ .

و حکَی ابنُ الأَعْرَابِیّ ما رأَیْتُه قَطٍّ مشدَّدهً مَجْرُورَهً ،هذا إِنْ کانَت بمَعْنَی الدَّهْرِ،مَخْصُوصٌ بالماضِی ،أَی المَنْفِیّ ، کما یَدُلُّ له قولُه أَوَّلاً:ما رَأَیْتُه،إِلی آخِرِه.قال شَیْخُنا:

ص:383


1- (1) فی النهایه و اللسان:« [1]إِذا غلا».
2- (2) دیوان الهذلیین 21/2 و قوله:من الخرس الصراصره یرید أعجم من نبط الشام یقال لهم الصراصره.
3- (3) کذا،و لم یرد البیت فی ماده«خرس».
4- (4) فی التهذیب و اللسان:فلما سکن الحرف الثانی جعل....

و هو الأَعْرَفُ الأَشْهَرُ.و ذَکَر الشَّیْخُ ابنُ مالِکٍ أَنَّهُ أَکْثَرِیُّ .

وَرَدَ فی المُثْبَتِ فی أَحادِیثَ عِدَّهٍ فی الصَّحیحِ ،کما سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ قَریباً أَی فیما مَضَی من الزَّمَانِ ،أَو فِیما انْقَطَعَ من عُمُرِی .

و قالَ اللَّیْثُ :و أَمّا قَطُّ فإِنَّهُ هو الأَبَدُ الماضِی،تَقُول:مَا رَأَیْتُ مِثْلَهُ قَطُّ ،و هُوَ رَفْعٌ ؛لأَنَّهُ [غایهٌ ] (1)مِثْلُ قَبْلُ و بَعْدُ، قالَ :و أَمَّتا القَطّ الّذِی فی مَوْضِعِ :ما أَعْطَیْتُه إِلاّ عِشْرِینَ قَطٍّ ،فإِنَّهُ مَجْرُورٌ،فَرْقاً بین الزَّمَانِ و العَدَدِ.و قَطُّ مَعْنَاها الزَّمانُ .

و إِذا کانَتْ بمَعْنَی حَسْبُ ، فَقَطْ مَفْتُوحَهَ القافِ ساکِنَهَ الطّاءِ کعَنْ [فقد]قالَ سِیبَوَیه:مَعْنَاهَا الاکْتِفَاءُ و قد یُقَالُ :

قَطٍ ،مُنَوّناً مَجْرُوراً،و قَطِی ،و قال سِیبَوَیْه: قَطُ معنَاها:

الانْتِهَاءُ،و بُنِیَتْ علی الضَّمِّ کحَسْبُ ،هکَذا هو فی اللِّسَانِ .

و قال شیخُنَا:هذِه عِبَارَهٌ غیرُ جارِیَهٍ علی القَوَاعِدِ؛لأَنّ قَضِیَّهَ التَّعْبِیرِ بالمَجْرُورِ أَنْ تکونَ مُعْرَبهً ،و لا تُعرَب،فتأَمَّلْ ؛ و النَّظَرُ فی قَطِی أَظْهَرُ،فإِنَّهَا حِینَئِذٍ مُضَافَهٌ إِلی الیاءِ،فلا حاجَهَ إِلی ذِکْرِها کذلِکَ ،و تَحْقِیقُه فی المُغْنِی و شُرُوحِه.

و عِبَارَهُ الصّحاحِ :فأَمّا إِذا کانَتْ بمَعْنَی حَسْبُ ،و هو الاکْتِفَاءُ،فهی مَفْتُوحهٌ ساکِنَهُ الطّاءِ،تَقُول:ما رَأَیْتُه إِلاّ مرّهً وَاحِدَهً فقَطْ ،فإِذا أَضَفْتَ قُلْتَ : قَطْکَ هذا الشَّیْ ءُ،أَی حَسْبُکَ ،و قَطْنِی ،و قَطِی ،و قَطِْ .

قلتُ :

16- و فی الحَدِیث فی ذِکْرِ النّارِ: «حَتَّی یَضَعَ الجَبَّارُ قَدَمَهُ فِیها،فتَقُولُ : قَطْ قَطْ ». بمَعْنی حَسْبُ ،قال ابنُ الأَثِیرِ:و تَکْرَارُهَا للتَّأْکِیدِ،و هی ساکِنَهُ الطّاءِ.و قال:و رَواهُ بعضُهم« قَطْنِی »أَی حَسْبِی.

و إِذا کان اسْمَ فِعْلٍ بمَعْنی یَکْفِی فتُزادُ نُونُ الوِقایَهِ ، و یُقالُ : قَطْنِی قال:شیْخُنا:هو الَّذِی جَزَمَ بهِ جَماعَهٌ منهم الشَّیْخُ ابنُ هِشامٍ .و فی اللِّسَانِ :و زادُوا النُّونَ فی قَطْ ، فقالُوا: قَطْنِی ،لم یُرِیدُوا أَنْ یَکْسِرُوا الطّاءَ،لئَلاَّ یَجْعَلُوهَا بمَنْزِلَه الأَسْمَاءِ المُتَمَکِّنَهِ ،نحو:یَدِی وهَنِی،و قال بَعْضُهُم: قَطْنِی :کَلِمَهٌ مَوْضُوعَهٌ لا زِیَادَهَ فِیها کحَسْبِی،قال الرّاجِزُ:

امْتَلأَ الحَوْضُ و قال: قَطْنِی

سَلاًّ رُوَیْداً قد مَلأْتَ بَطْنِی (2)

و یُرْوَی:«مَهْلاً رویداً».و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ هذا الرَّجَزَ هکذا،و قال:و إِنَّما دَخَلَتِ النُّونُ لِیَسْلَمَ السُّکُونُ الَّذِی بُنِیَ الاسْمُ علیه،و هذِه النُّونُ لا تَدْخُلُ الأَسْمَاءَ،و إِنَّمَا تَدْخُلُ الفِعْلَ الماضِیِ (3)إِذا دَخَلَتْهُ یاءُ المُتَکَلِّم،کقَوْلِک:ضَرَبَنِی و کَلَّمَنِی؛لتَسْلَمَ الفَتْحَهُ التی بُنِیَ الفعلُ علیها،و لِتَکُونَ وِقَایَهً لِلفِعْلِ من الجَرِّ،و إِنَّما أَدْخَلُوهَا فی أَسْمَاءَ مَخْصُوصَهٍ نحو: قَطْنِی و قَدْنِی و عَنِّی و مِنِّی و لَدُنِّی،لا یُقَاسُ علیها،و لو کانت النُّونُ من أَصْلِ الکَلِمَهِ لقالُوا:قَطْنُکَ ،و هذا غیرُ معلومٍ .انتهی.

و قال اللَّیْث: قَطْ خَفِیفَهٌ بمَعْنَی حَسْب،تقول: قَطْکَ الشَّیْ ءُ،أَی حَسْبُکَ .قال:و مثله قَدْ،قال:و هُمَا لم یَتَمَکَّنا فی التَّصْرِیفِ ،فإِذا أَضَفْتَهُمَا إِلی نَفْسِک قُوِّیَتَا بالنُّونِ ، قلتَ : قَطْنِی و قَدْنِی،کما قَوَّوْا عَنِّی و مِنّی ولَدُنِّی بنونٍ أُخْرَی.

و قال ابنُ بَرِّی:عَنِّی و مِنِّی و قَطْنِی و لَدُنِّی علی القِیَاسِ ، لأَنَّ نونَ الوِقَایَهِ تَدْخُلُ الأَفْعال لِتَقِیَهَا الجَرَّ،و تَبْقَی علی فَتْحِها،و کذلِکَ هذِه التی تَقَدَّمَتْ دَخَلتِ النُّونُ علیها لِتَقِیَهَا الجَرَّ فتبقَی علی سُکُونِهَا،و قد یُنْصَبُ بقَطْ ،و منهم من یَخْفِضُ بقَطْ مَجْزُومَهً ،منهم مَنْ یَبْنِیهَا علی الضَّمِّ و یَخْفِضُ بها ما بَعْدها، و یُقَالُ قَطُکَ ،أَی کفَاکَ ،و قَطِی ،أَی کَفَانِی ، هکذَا هو فی النُّسَخ،و الَّذِی فی المُغْنِی و شُرُوحِه:النّونُ لازِمَهٌ فی الَّتِی بمَعْنَی کَفَانِی،و عدمُ النُّونِ یَدُلُّ علی أَنَّهَا بمَعْنَی حَسْبِی،کما قاله شَیْخُنا.

و قالَ اللَّیْثُ :و منهم مَنْ یَقُولُ قَطْ عبدَ اللّه دِرْهَمٌ ، فینصبون بها ،قال: و قد تَدْخُل النُّونُ فیها و یُنْصَبُ بها، فتَقُولُ :قَطْنَ عبدَ اللّه دِرْهَمٌ ،فمن خَفَضَ قال إِذا أَضافَ :

« قَطِی و قَدِی دِرْهَمٌ »،و من نَصَب قال إِذا أَضاف:« قَطْنی

ص:384


1- (1) زیاده عن التهذیب.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:سلا رویداً،مثله فی اللسان، و [1]لعله ملًأ رویداً»و فی التهذیب:ملّأ رویداً.
3- (3) کذا بالأصل،و نون الوقایه تدخل جمیع الأفعال لتقیها الکسر الذی هو لیس من خصائصها.قال ابن مالک: و قیل با النفس مع الفعل التزم نون وقایه و لیسی قد نظم.

و قَدْنِی»،و مِنْهُم من یُدْخِلُ النُّونَ إِذا أَضَافَ إِلی المُتَکَلِّمِ ، خَفَضَ بها أَو نَصَبَ .و قال اللَّیْثُ أَیْضاً:قال أَهلُ الکُوفَهِ :

معنی قَطْنِی :کَفَانِی،فالیاء (1)فی مَوْضِعِ نَصْبٍ ،مثل یاء کَفَانِی؛لأَنَّکَ تَقُولُ : قَطْ عَبْدَ اللّهِ دِرْهَمٌ و فی المُوعَبِ لابْنِ التَّیَّانِیّ :و یقولون: قَطْ عبدِ اللّه دِرْهَمٌ ،یَتْرُکُونَ الطّاءَ مَوْقُوفهً و یَجُرُّونَ بِها .قلتُ :و هذا قد أَشَارَ إِلَیْهِ ابنُ بَرِّیّ أَیْضاً، کما تَقَدَّم قرِیباً، و قال أَهلُ البَصْرَهِ و هُوَ الصَّوابُ و نَصُّ العَیْنِ :و قال أَهْلُ البَصْرَهِ (2):الصَّوابُ فیهِ الخَفْضُ علی مَعْنَی حسْبُ زیدٍ،کَفْیُ زَیْدٍ دِرْهمٌ ،و هذِه النُّونُ عِمَادٌ، و مَنَعَهُم أَنْ یَقُولُوا:حَسْبُنِی أَنَّ الباءَ مُتَحَرِّکهٌ و الطاءَ من قَطْ ساکِنَهٌ ،فکَرِهُوا تَغْیِیرَها عن الإِسْکّانِ ،و جَعَلُوا النّونَ الثّانِیَهَ من لَدُنِّی عِمَاداً للیاءِ.

أَو إِذا أَرَدْتَ بقَطُّ الزَّمَانَ فمُرْتَفِعٌ أَبداً غیر مُنَوَّن ،تقول:

ما رَأَیْتُ مثلَه قَطُّ ،لأَنَّهُ مثلُ قَبْلُ و بَعْدُ. فإِنْ قَلَّلَت بقَطْ فاجْزِمْها،ما عِنْدَکَ إِلاَّ هذا قَطْ .فإِن لَقِیَتْه أَلِفُ وَصْلٍ کُسِرَت ،تقول: مَا عَلِمْتُ إِلاّ هذا قَطِ الیَوْمَ .و ما فَعَلْت هذا قَطْ مَجْزُومَ الطّاء و لا قَطُّ مُشَدَّداً مضمومَ الطّاءِ، أَو یُقَال: قَطُّ یا هذا مُثَلَّثَهَ الطّاءِ مُشَدَّدَهً ،و مَضْمُومَهَ الطّاءِ مُخَفَّفَهً و مَرْفُوعَهً ،و نصُّ اللِّحْیَانِیِّ فی النَّوَادِرِ:و ما زَالَ هذا مُذْ قُطُّ یا فَتَی،بضَمِّ القافِ و التَّثْقِیل، و تَخْتص بالنَّفْیِ ماضِیاً کما قَدَّمْنَا الإِشَارَهَ إِلیه.

و تَقُولُ العَامَّهُ :لا أَفْعَلُه قَطُّ .

و إِنَّمَا یُسْتَعْمَلُ فی المُسْتَقْبَلِ عَوْضُ .

و فی مَواضِعَ من صَحِیحِ الإِمَامِ أَبِی عَبْدِ اللّه البُخارِیِّ جاء بعدَ المُثْبَتِ ،مِنْها فی باب صلاهِ الکُسُوفِ :«أَطْوَلُ صلاهٍ صَلَّیْتُها قَطُّ »،و فی سُنَنِ الإِمَامِ أَبِی دَاوُدَ:«تَوَضَّأَ ثَلاثاً، قَطْ »و أَثْبَتَه ابنُ مالِکٍ فی الشَّوَاهِدِ لغهً ،و حَقَّقَ بَحثَه فی التَّوْضِیحِ علی مُشْکِلاتِ الصَّحِیح. قال:و هی مِمّا خَفِیَ علی کَثیرٍ من النُّحاهِ ،و حاول الکِرْمَانِیُّ جَرْیَها علی أَصلِهَا فأَوَّلَ الأَحَادِیثَ الوَارِدَهَ مُثْبَتَهً بالنَّفْیِ ،قال شَیْخُنَا:

وَ جَزَم الحَرَیرِیُّ فی الدُّرَّهِ بأَنَّ اسْتِعْمَالَ قَطُّ فی المُسْتَقْبَلِ ، أَو المُثْبَتِ نفیٌ .

و حَکَی اللِّحْیَانِیُّ :قد یُقالُ : مَا لَهُ إِلاّ عَشَرَهٌ قَطْ یا فَتَی، مُخَفَّفاً مَجْزُوماً،و مُثَقَّلاً مَخْفُوضاً .

و فی الصّحاحِ :یُقَال: قَطَاطِ ،کقَطَامِ ،أَی حَسْبِی ، قال عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِبَ :

أَطَلْتُ فِراطَهُمْ حَتَّی إِذا ما

قَتَلْتُ سَراتَهُمْ کانَتْ قَطاطِ

قالَ ابنُ بَرِّیّ و الصّاغَانِیُّ صَوابُ إِنْشَادِه:«فِراطَکُمْ و سَرَاتَکُم»بکافِ الخِطابِ ،و قد تَقَدَّمَ فی«ف ر ط » (3).

و القَطُّ :دُعَاهُ القَطاهِ و الحَجَلَهِ ، و یُخَفَّفُ ،یُقَال: قَطْقَطَت و قَطَتْ (4)،أَی صَوَّتَتْ ،الأَخِیرَهُ نَقَلَهَا الصّاغَانِیّ .

و القِطُّ ، بالکَسْرِ:النَّصِیبُ و هو مَجازٌ،و منه قَوْلُه تَعالَی:

رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ یَوْمِ الْحِسابِ (5)قال مُجَاهِدٌ و قَتادَهُ و الحَسَنُ :أَی نَصِیبَنَا من العَذَاب،و قال سَعِیدُ بنُ جُبَیْرٍ:ذُکِرَتِ الجَنَّهُ فاشْتَهَوْا ما فِیهَا،فقالُوا ذلِک.

و القِطُّ الصَّکُّ بالجَائِزَهِ ،کما فی الصّحاحِ ،و هی الصَّحِیفَهُ للإِنْسَانِ بصِلَهٍ یُوصَلُ بها.و قال الفَرّاءُ: القِطُّ :

الصَّحِیفَهُ المَکْتُوبَهُ ،و إِنّمَا قالُوا ذلِکَ حِینَ نَزَلَ فَأَمّا مَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمِینِهِ (6)فاسْتَهْزَءُوا بِذلِکَ و قالُوا:عَجِّلْ لَنَا هذا الکِتَابَ قَبلَ یومِ الحِسَابِ .

و القِطُّ :الکِتَابُ ،کما فی الصّحاحِ ،و قِیلَ :هو کِتَابُ المُحَاسَبَهِ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لأُمَیَّهَ ابنِ أَبِی الصَّلْتِ :

قَوْمٌ لهم ساحَهُ العِ

راقِ جَمِیعاً و القِطُّ و القَلَمُ (7)

ج: قُطُوطٌ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للأَعْشَی:

و لا المَلِکُ النُّعْمَانُ یَوْمَ لَقِیتُه

بغِبطَتِه یُعْطِی القُطُوطَ و یَأْفِقُ

ص:385


1- (1) بالأصل:«فالنون»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله فالنون هکذا فی النسخ و مثله فی اللسان،و [1]الأولی:فالیاء».
2- (2) فی التهذیب:و قال البصریون.
3- (3) انظر ما لا حظناه فی ماده فرط .
4- (4) ضبطت عن التکمله.
5- (5) سوره ص الآیه 16. [2]
6- (6) سوره الحاقه الآیه 19. [3]
7- (7) کذا روایه البیت بالأصل و اللسان،و قد علق علیه مصحح اللسان دار المعارف:و البیت لا یستقیم له وزن علی هذه الروایه.و قد جاء فی کتاب المذکر و المؤنث لابن الأنباری بهذه الروایه: قوم لهم ساحه العراق إِذا ساروا جمیعاً و القط و القلم.

یَأْفِقُ ،أَی:یُفَضِّل.

17- و رُوِیَ عن زَیْدِ بنِ ثابِتٍ و ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُمَا:«کانا لا یَریانِ ببَیْعِ القُطوطِ إِذا خَرَجَتْ بَأْساً»،و لکِن لا یَحِلُّ لمَن ابْتَاعَها أَنْ یَبِیعَها حتی یَقْبِضَها. قال الأَزْهَرِیُّ :أَرادَ بالقُطوطِ هُنَا الجَوَائِزَ و الأَرْزَاقَ ،سمِّیَتْ قُطوطاً لأَنَّهَا کانَتْ تَخْرُجُ مَکْتُوبهً فی رِقَاعٍ (1)و صِکَاکٍ مَقْطُوعهٍ .و بَیْعُها عِنْدَ الفُقَهاءِ غیر جائزٍ ما لم یَتَحَصَّلْ ما فِیهَا فی مُلْکِ من کُتِبَتْ لَهُ معلومهً مقبوضهً .

و القِطُّ :الضَیْوَنُ ،کما فی الصّحاح،و هو السِنَّوْرُ ،کما فی المُحْکَمِ ،و الأُنْثَی: قِطَّهٌ ،کما فی الصحَاحِ و المُحْکَمِ .و قال اللِّیْثُ : القِطَّهُ :السِّنَّوْرُ،نَعْتٌ لها دُونَ الذَّکَرِ.و نقَلَ ابنُ سِیدَه عن کُرَاع،قال:لا یُقَالُ : قِطَّهٌ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:لا أَحْسَبُها عَرَبِیَّهً .و قال شَیْخُنَا:و تَعَقَّبَه جماعَهٌ بوُرُودِه فی الحَدِیثِ . ج: قِطاطٌ ،و قِطَطَهٌ ،قال الأَخْطَل:

أَکَلْتَ القِطَاطَ فأَفْنَیْتَها

فهَلْ فی الخَنَانِیصِ مِنْ مَغْمَزِ

هکَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ له،قال الصَّاغَانِیّ :و لم أَجِدْهُ فی شِعْرِ الأَخْطَل غِیَاثِ بنِ غَوْثٍ ،و قد مَرَّ بَقِیَّتُه فی«هرمز».

و القِطُّ : السّاعَهُ مِنَ اللَّیْلِ ،یُقَال:مَضَی قِطُّ مِنَ اللَّیْلِ ، أَی ساعَهٌ منه،حکاه ثَعْلَبُ .

و القِطْقِطُ ،بالکَسْرِ:المَطَرُ الصِّغارُ الَّذِی کأَنَّه شَذْرٌ، و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبی زَیْدٍ،و نَصُّه:أَصْغَرُ المَطَرِ، أَو هو المَطَرُ المُتحَاتِنُ المُتَتابعُ العَظِیمُ القَطْرِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،قال الجَوْهَرِیُّ :قال أَبو زَیْدٍ:ثُمّ الرَّذاذُ،و هو فَوْقَ القِطْقِطِ ،ثمّ الطَّشُّ ،و هو فَوقَ الرَّذاذِ،ثمّ البَغْشُ ،و هو فَوْقَ الطَّشِّ ،ثم الغَبْیَهُ ،و هو فَوقَ البَغْشَهِ ،و کذلِکَ الحَلْبَهُ ،و الشَّجْذهُ ، و الحَفْشهُ .و الحَشْکَهُ :مثْل الغَبْیَهِ .

أَو القِطْقِطُ : البَرَدُ،أَو صِغارُه الَّذِی یُتَوَهَّمُ بَرَداً أَو مَطَراً، کما فی العُبَابِ و یُقال: قَطْقَطَتِ السَّمَاءُ فهی مُقَطْقِطهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ،أَی أَمْطَرَتْ .

و قَطْقَطَتِ القَطَاهُ و الحَجَلَهُ : صَوَّتَتْ وَحْدَها ،و کذلِکَ :

قَطَتْ (2)،بالتَّخْفِیفِ ،کما تَقَدَّم.

و تَقَطْقَطَ الرَّجُلُ : رَکِبَ رَأْسَه .

و دَلَجٌ قَطْقاطُ :سریعٌ ،عن ثَعْلَب،و أَنْشَدَ:

یُصْبِحُ (3)بعدَ الدَّلَجِ القَطْقاطِ

و هو مُدِلُّ حَسَنُ الأَلْیَاطِ

و قُطَیْقِطٌ ،مُصَغَّراً:اسمُ أَرْضٍ ،و قیل: ع ،قالَ القُطامِیُّ :

أَبَتِ الخُرُوجَ من العِرَاقِ وَلَیْتَها

رَفَعَتْ لَنا بقُطَیْقِطٍ أَظْعانَا

و وَقَع فی التَّکْمِلَه قُطَیْطٌ کزُبَیْرٍ،و هو غَلَطٌ .

و القَطاقِطُ ،و القُطْقُطُ ،و القُطْقُطانَهُ بضَمِّهما :أَسماءُ مَوَاضِع،الأَخِیرَهُ (4)نَقَلَها الجَوْهَرِیُّ ،قِیل:هُو مَوْضِعٌ :

بالکُوفَهِ أَو بِقُرْبِها من جهَهِ البَرِّیَّهِ بالطَّفِّ کانَتْ سِجْنَ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ قال الشّاعِرُ:

من کان یَسْأَلُ عَنَّا أَیْن مَنْزِلُنَا؟

فالقُطْقُطانَهُ مِنَّا مَنْزِلٌ قَمِنُ (5)

و قال الکُمَیْتُ :

تأْبَّدَ من سَلْمَی حُصَیْدٌ إِلی تُبَلْ

فذُو حُسُمٍ فالقُطْقُطانَهُ فالرِّجَلْ

و دارهُ قطْقطٍ ،بضمِّ القافَیْنِ ،و کَسْرِهما:ع ،عن کُرَاع، و لو قال کقُنْفُذ و زِبْرِجٍ کان أَخْضَرَ،و قد مَرَّ ذِکْرُها فی الدّاراتِ .

و القَطائطُ :ه،بالیَمَنِ من قُرَی زُنَّارِ ذَمَارَ (6).

ص:386


1- (1) فی التهذیب:فی رقاق و رقاع مقطوعه.
2- (2) ضبطناها فیما تقدم بالتخفیف عن الصاغانی فی التکمله.
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه،و نسب الرجز بحواشیها لجساس بن قطیب. و فی الأصل«یسیح».
4- (4) هذه الکلمه من القاموس و قد اعتبرها فی الأصل من کلام الشارح خطأ.و اللقطه«بضمهما»وقعت بالأصل بضمها خطأ و المثبت عن القاموس،فاللقطه الأولی القطاقط ضبطت فی القاموس بالفتح.
5- (5) اللسان و بحاشیته نسب إلی عمر بن أبی ربیعه،و فی دیوانه:الاقحوانه بدل القطقطانه.
6- (6) ضبطت عن التکمله بفتح آخرها.

و یُقال: جَاءَتِ الخیْلُ قَطائِطَ أَی قَطِیعاً قَطیعاً ،قال هِمْیانُ بنُ قُحَافَهَ :

بالخَیْلِ تَتْرَی زِیَماً قَطائطَا

ضَرْباً علی الهَامِ و طَعْناً وَاخِطَا

و قال عَلْقَمَهُ بنُ عَبَدَهَ :

و نَحْنُ جَلَبْنا من ضَرِیَّهَ خَیْلَنا

نُکَلِّفُها حَدَّ الإِکامِ قَطائطَا

و أَنْشَدَه الصّاغَانِیُّ :

«نَحْنُ جَلَبْنا»..

علی الخَرْمِ ،قال:

و هکذا الرِّوَایَهُ ،و البَیْتُ أَوَّل القِطْعَهِ .قال أَبُو عَمْرٍو:أَی نُکَلِّفها أَنْ تَقْطَعَ حدَّ الإِکام،فتَقْطَعَها بحَوافِرِها،قال:

و وَاحدُ القَطَائطِ قَطُوطٌ ،مثل جَدُودٍ وَ جَدَائِدَ.

أَو قَطائِطَ ،أَی رِعَالاً و جَماعاتٍ فی تَفْرِقَهٍ ،و هو قَوْلُ غَیْرِ أَبی عَمْرٍو.

و القِطاطُ ، ککِتابٍ :المِثالُ الَّذِیُ یُحْذَی عَلَیْهِ و یُقْطَعُ علیه النَّعْلُ ،قال رُؤْبَهُ :

یا أَیُها الحاذِی علی القِطَاطِ

و أَیْضاً: مَدَارُ حَوَافِرِ الدّابَّهِ لأَنَّها کأَنَّها (1)قُطَّتْ ،أَی قُطِعَتْ و سُوِّیَتْ ،قال رؤبه:

یَرْدِی بسُمْرٍ صُلْبَهِ القِطاطِ

و القِطاطُ : الشَّدِیدُو (2)جُعُودَهِ الشَّعَرِ و قِیل:الحَسَنُو الجُعُودَهِ ،جمعُ قَطَطٍ ،و هذا قد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ عند ذِکْرِ الجُمُوعِ آنِفاً،فهو تَکْرار.

و القِطاطُ : أَعْلَی حافَهِ الکَهْفِ عن أَبِی زَیْدٍ،و نَصُّ النّوادِرِ:حافَهُ أَعْلَی الکَهْفِ کالقَطِیطَهِ ،کسَفِینَهٍ ،عنه أَیْضاً.

و قال اللَّیْثُ : القِطاطُ : حَرْف الجَبَلِ ،أَو (3)حَرْفٌ من صَخْرٍ،کأَنَّمَا قُطَّ قَطًّا ،و نَصُّ العَیْن:حَرْفُ الجَبَلِ و الصَّخْرِ، ج: أَقِطَّهٌ .

و القَطَوَّطُ ،کحَزَوَّرٍ:الخَفِیفُ الکَمِیشُّ من الرِّجال،عن ابْنِ عَبّادٍ،و ضَبَطَه فی التَّکْمِلَهِ :کصَبُورٍ ضَبْطَ القَلَمِ ، فانْظُره.

و القَطَوْطَی ،کخَجَوْجَی:مَنْ یُقارِبُ الخَطُوَ ،و فِعْلُه التَّقَطْقُطُ .

و تَقْطِیطُ الحُقَّهِ :قَطْعُها و تَسْوِیَتُها،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ لرُؤْبَهَ یَصِفُ أُتُناً و حِماراً:

سَوَّی مَساحِیهِنَّ تَقْطِیطَ الحُقَقْ

تَفْلِیلُ ما قارَعْنَ من سُمْرِ (4)الطُّرَقْ

أَراد بالمَسَاحِی حَوَافِرَهُنَّ ،و نَصَبَ تَقْطِیطَ الحُقَق علی المَصْدَرِ المُشَبَّه به؛لأَنَّ مَعْنَی سَوَّی و قَطَّطَ واحِدٌ،و تَفْلِیلُ فاعلُ سَوَّی،أَی سَوَّی مَساحِیَهُنَّ تَکْسِیرُ ما قارَعتْ من سُمْرِ الطُّرَق،و الطُّرَقُ :جمع طُرْقَهٍ و هی حِجَارهٌ بَعضُها فوقَ بَعْض.

و المَقَطُّ :مُنْقَطَعُ شَرَاسِیفِ الفَرَسِ کما فی المُحْکَمِ ، و فی التَّهْذِیب: مَقَطُّ الفَرَسِ :مُنْقَطَع أَضْلاعِه،قالَ النّابِغَهُ الجَعدِیُّ :

کَأَنَّ مَقَطَّ شَرَاسِیفِه

إِلی طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ

لُطِمْنَ بتُرْسٍ شَدِیدِ الصِّفَا

قِ من خَشَبِ الجَوْزِ لم یُثْقَبِ

و قال النَّضْرُ:فی بَطْن الفَرَسِ مَقَاطهٌ (5)،و هی طَرَفُه فی القَصِّ ،و طَرَفُه فی العانَهِ .

و قال أَبو زَیْدٍ: تَقَطْقَطَتِ الدَّلْوُ فی البِئْرِ،أَی انْحَدَرَتْ ، قال ذُو الرُّمَّهِ یصفُ سُفْرَهً دَلاَّها فی البِئْرِ:

بمَعْقُودَهٍ فی نِسْعِ رَحْلٍ تَقَطْقَطَتْ (6)

إِلی المَاءِ حَتَّی انْقدَّ عنها طحَالِبُهْ

و تَقَطْقَطَ فُلانٌ :قارَبَ الخَطْوَ،و قیل: أَسْرَع عن ابْنِ عَبّادٍ.

و تَقَطْقَطَ فی البِلادِ:ذَهَبَ فیها،عن ابْنِ عَبّادٍ.

ص:387


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لأنها کأنها،الذی فی اللسان:لأنه کأنه قط ،أی مقطع و سوّی الخ».
2- (2) فی القاموس:«الشدید».
3- (3) فی التهذیب:و حرف.
4- (4) بالأصل هنا و فی الشرح«تقلیل...سُمّ »و المثبت عن الدیوان.
5- (5) عباره التهذیب عن ابن شمیل:فی بطن الفرس.مقاطه مخیطه،فأما مقطعه فطرفه فی القص و طرفه فی العانه.
6- (6) دیوانه و فیه«تقلقلت»و علیه فلا شاهد فیها.

و المُقَطْقَطُ الرَّأْسِ ،بفتحِ القافَیْنِ :المُصَعْنَبُهُ ،هکذا هو فی العُبَابِ ،و هو الصَّوابُ ،و وقع فی کِتابِ المحیطِ :

المُصَنِّعُه،بکسرِ النُّونِ المُشدَّدَهِ مِن غیرِ مُوَحَّدَهٍ ،و هو خَطأٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرُک علیه:

انْقَطَّ الشَّیْ ءُ،و اقْتَطَّ :مُطَاوِعَا قَطَّهُ قَطًّا .

و امْرَأَهٌ قَطَّهٌ و قَطَطٌ ،بغیر هاءٍ:جَعْدَهُ الشَعرِ.

و قال الفَرّاءُ: الأَقَطُّ :الَّذِی انْسَحَقَت أَسْنانُه حتی ظَهَرَتْ دَرَادِرُهَا.و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الأَقَطُّ :الَّذِی سَقَطَتْ أَسْنانُه.

و فی المُحْکَمِ :رَجُلٌ أَقَطُّ ،و امرأَهٌ قَطّاءُ ،إِذا أَکَلا علی أَسْنانِهما حَتّی تَنْسَحِقَ ،حکاه ثَعْلَبٌ .

و یقالُ :هاتِ قَطَّهً من بِطِّیخٍ ،أَو غَیْرِه،و هی الشَّقِیقَهُ منه،کما فی الأَسَاسِ .

و قَطَّ البَیْطارُ حافِرَ الدّابّهِ :نَحَتَه و سَوّاه،و خیلٌ قُطَّتْ حَوافِرُها،و حافِرٌ فَرَسِهِ غیرُ مَقْطُوطٍ .

و خُذْ قِطًّا من العامِل،أَی حَظًّا من الهِبَاتِ .کما فی الأَساسِ (1).

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: القُطْقُوطُ :الصَّغِیرُ الجِسْمِ ،قال:و لیس بثَبتٍ .

و هو[جَعْدٌ] (2)قَطَطٌ ،مُحَرَّکَهً :بلیغُ الشُّحِّ ،و هو مَجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و القَطْقاطُ :جماعهُ القَطَا:عامِّیَّهٌ .و قُطَیْطٌ ،کزُبیر:عَلَمٌ .

و قَوْلُهُم: فَقَط ،قال السَّعْدُ فی المُطَوَّلِ : قَط :اسمُ فِعْلٍ بمَعْنَی انْتَهِ ،و یُصدَّرُ کثیراً بالفاءِ تَزْیِینا لِلَّفْظِ ،کأَنَّهُ جَزَاءُ شَرْطٍ مَحْذُوفٍ ،أَی إِذا کانَ کذلِکَ فانْتَهِ عن الآخَر.

قعرط

القَعْرَطَهُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ، و قال أَبو عَمْرٍو:هو تَقْوِیضُ البِنَاءِ کالقَعْوَطَه.

قعط

القَعْطُ ،کالمَنْعِ :الشَّدُّ و التَّضْیِیقُ ،یُقَال: قَعَطَ علی غَرِیمِه،کما فی الصّحاحِ ،و فی المُحْکَمِ :إِذا شَدَّدَ علیه فی التَّقاضِی،و هو قاعِطٌ ، کالتَّقْعِیطِ .یُقَال: قعَّطَ وَثَاقَهُ ،أَی شَدَّهُ ،قال الرّاجِزُ:

بلْ قابضٍ بَنانَه مُقَعَّطِهْ

أُعْطِیتُ من ذِی یَدِه بسُخُطِهْ

قالَ الصّاغَانِیُّ :بل بمَعْنَی رُبَّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

المِعْسَرُ:الذی یُقَعِّطُ علی غَرِیمِه فی وقْت عُسْرَته،أَی:

یُلِحُّ علیه.

و القَعْطُ : الجُبْنُ و الصَّرَعُ ،هکَذَا فی النُّسَخِ بالصّادِ المُهْمَلَهِ ،و فی التَّکْمِلَهِ :«و الضَّرَعُ »بالإِعْجَامِ و التَّحْرِیکِ .

و القَعْطُ : الغَضَبُ .

و القَعْطُ : شِدَّهُ الصِّیَاحِ علی الغَرِیم، کالإِقْعاطِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و القَعْطُ : الشّاء الکَثِیرَهُ .

و القَعْطُ : السَّوْقُ الشَّدِیدُ ،یُقَال: قَعَطَ الدَّوابَّ یَقْعَطُها قَعْطاً ،إِذا ساقَهَا سَوْقاً شَدِیداً، کالتَّقْعِیطِ یُقَال:هو یُقَعِّطُ الدَّوابَّ ،إِذا کان عَجُولاً یَسُوقُها شَدِیداً.

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ : القَعْطُ : الکَشْفُ ،و کذلِکَ الطَّرْدُ .

و قالَ غیرُه: القَعْطُ : شَدُّ العِمَامَهِ من غَیْرِ إِدَارَهٍ تَحْتَ الحَنَکِ ،و قد قَعَط عمَامَتَه یَقْعَطُهَا قَعْطاً ،قالَهُ اللَّیْثُ ، و أَنْشَدَ:

طُهَیَّهُ مَقْعُوطٌ علیها العَمَائمُ

و قال أَبُو عَمْرٍو: القَعْطُ : الیُبْسُ .و القاعِطُ :الیابِسُ .

و قَعَطَ شَعرُهُ من الحُفُوفِ :یَبِسَ و رَجُلٌ قَعَاطٌ ، کسَحَابٍ ،هکذا فی سَائِرِ النُّسَخِ ،و الصَّوَابِ :کشَدّادٍ کما هُوَ فی التَّکْمِلهِ و اللِّسَانِ ،و هو قَولُ ابْنِ السِّکِّیتِ .

و کذلِکَ :رَجُلٌ قِعَاطٌ ،مثل کِتابٍ :سَوّاقٌ عَنِیفٌ شَدِیدُ السَّوْقِ للدَّوابِّ .

و قال أَبُو العَمَیْثَلِ : قَعِطَ ،کسَمِع ، قَعْطاً : ذَلَّ و هانَ .

و قال غیرُه: أَقْعَطَ فی القَوْلِ :إِذا أَفْحَشَ فیه کقَعَط قَعْطاً .و فی المحیط : قَعَّطَ تَقْعِیطاً .

و قال أَبُو العَمَیْثلِ : أَقْعَطَ فُلاناً :إِذا أَهَانَهُ و أَذَلَّه.

ص:388


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أَی حظَّا من الهبات و الذی فی نسخه الأساس التی بأیدینا:و خذ قِطا من العامل،و هو خط الحساب».
2- (2) زیاده عن الأساس.

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : أَقْعَطَ ، القَوْمُ عنه:انْکَشَفُوا .

و قالَ أَبو عَمْرٍو: المُقَعَّط ، کمُعَظَّمٍ :الحِمْلُ المُرْتَفِعُ علی الدّابَّهِ ،و هو مَجَازٌ.

قال: و المُتَقَعِّطُ الرَّأْسِ :الشَّدِیدُ الجُعُودَهِ .

و أَیْضاً: المُتَشَدِّدُ فی الأَمرِ و الدِّینِ .

و اقْتَعَط الرَّجُلُ تَعَمَّمَ و لم یُدِرْ تَحْتَ الحَنَکِ ،کما فی الصّحاحِ ،أَی أَدارَها علی رَأْسِه و لم یَتَلَحَّ بها،و قد نُهِیَ عنه فی الحَدِیثِ الَّذِی رَوَاه أَبُو عُبَیْدٍ القاسِمُ بنُ سَلاّمٍ مرفوعاً،قال الصّاغَانِیُّ :و لم أَظْفَرْ بإِسْنَادِه،و لا باسْمِ من رَواه من صحابِیٍّ أَو تابِعِیٍّ أَرْسَلَه،و فی النِّهَایَهِ :الاقْتِاَطُ :

هو أَن یَعْتَمَّ بالعِمامَهِ و لا یَجْعَلَ منها شیئاً (1)تَحْتَ ذقَنِه.

و المِقْعَطَه ، کمِکْنَسَهٍ :العِمَامَهُ عن أَبِی عُبَیْدٍ،نقله الجَوْهَرِیُّ .و قال الزَّمَخْشرِیُّ : المِقْعَطَه و المِقْعَط (2):ما تُعَصِّبُ به رَأْسَک.

و القَعْوَطَهُ :تَقْوِیضُ البِناءِ،نقلَه ابنُ عَبّادٍ،و هو مِثْلُ القَعْرَطَهِ و کذلِکَ :القَعْوَشَهُ ،و قد ذُکِرَ کُلُّ منهُمَا فی مَوْضعه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قعَطَ الشَّیْ ءَ قعْطاً :ضَبَطه.

و القَعْطَهُ :المَرَّهُ الوَاحِدَهُ من القَعْطِ ،ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ ، و أَنْشَدَ لِلْأَغْلَبِ العِجْلِیِّ :

و دَافَعَ المَکْرُوهَ بَعْدَ قَعْطَتِی

و فی نوادر الأَعْرَاب: قَعَّطَ علی غَرِیمه،إِذا صاحَ أَعْلَی صِیَاحِه،و کذلِکَ جَوَّقَ ،و ثَهَّتَ ،و جَوَّرَ.و قال غیره: أَقْعَطَ فی أَثَرِه:اشْتَدَّ.

و القَعَّاطُ و المُقَعِّط ،کشَدَّادِ و مُحَدِّثٍ :المُتَکَبِّرُ الکَزُّ.

و قَال أَبُو حاتِمٍ :یُقَال للأُنْثَی من الحِجْلانِ (3):قُعَیْطَهٌ .

و قَرَبٌ مقَعَّطٌ ،کمُعَظَّمٍ ،أَی شَدِیدٌ.ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیُّ فی «قَعْطَبَ ».

و التَّقْعِیطُ :التَّشَدُّدُ.

و قال ابن الأَعْرَابِیِّ : التَّقْعِیطُ :العَطْفُ .

و القِعَاطُ ،ککِتَابٍ :الخِیَارُ من کُلِّ شَیْ ءِ.

و قَعَّطَ فی القَوْلِ تَقْعِیطاً :أَفْحَشَ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و تَقَعَّطَ السَّحَابُ ،و تَقَعْوَط ،و انْقَعَط :انْکَشَفَ ،عن الفَرّاءِ.

قعمط

القُعْمُوطُ ،کعُصْفُورٍ ،أَهْمَلَهُ الجِوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ عَبّادٍ: خِرْقَهٌ طَوِیلهٌ یُلَفُّ فیها الصَّبِیُّ ،و لو قالَ :قِماطُ الصَّبِیِّ ،لکان أَخْصَرَ،ثُمّ هو فی التَّکْمِلَهِ : القُعْمُوطَهُ ، بهاءٍ.

و قالَ اللَّیْثُ : القُعْمُوطَهُ بِهَاءٍ:دُحْرُوجَهُ الجُعَلِ ، و کذلِکَ :القُمْعُوطَه،و المُعْقُوطَهُ (4)،و سَیُذْکَرَانِ فی مُوْضِعِهما.

قفط

القَفْطُ :جَمْعُ ما بَیْنَ القُطرَیْنِ عِنْدَ السِّفادِ،و قد قَفَطَتِ العَنْزُ.

و القَفْطُ : السِّفادُ .و فی الصّحاحِ : قَفَطَ الطّائِرُ أُنْثَاه یَقْفُطُ و یَقْفِطُ ،من حَدِّ نَصَرَ و ضَرَبَ ، قَفْطاً ،أَی سَفَدَها،و کذلِکَ قَمَطَها.

أَو القَفْطُ : خاصٌ بذَوَاتِ الظِّلْفِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ،و الذَّقْطُ للطّائرِ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن أَبی زَیْدٍ.

و قَفَطَنا بخَیْرٍ:کافَأَنا بهِ .

و یقال: رَجُلٌ قَفَطَی ،کجَمَزَی:کَثِیرُ النِّکاحِ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ.قال شَیْخُنَا:هذا مِمّا وَرَدَ علی فَعَلَی و هو صفهٌ لمذکَّرٍ فیُضَافُ إِلی ما ذُکِرَ منه فی«حید»،و«جمز»، و«وقر»،و«ولق».و یُرَدُّ به علی الأَصْمَعِیِّ الَّذِی زَعَمَ أَنَّه لم یَرِد منهِ إِلاّ جَمَزَی، کالقَیْفَطِ ،کحَیْدَرٍ ،عن ابنِ دُرَیدٍ أَیْضاً.

و قِفْطُ ،بالکَسْر:د،بصَعِیدِ مِصْرَ الأَعْلَی مَوْقُوفَهٌ ،هکَذَا فی النَّسَخِ ،و صوابُه موقوفٌ علی العَلَوِیِّینَ أَوْلادِ علیِّ بنِ أَبِی طالبٍ ،کرَّم اللّه وَجْهَه،الخَمْسَهِ ،و هم:الحَسَنُ ، و الحُسَیْنُ ،و مُحَمَّدٌ،و عُمَرُ،و العَبّاسُ ، من أَیّامِ أَمیرِ المُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ رَضِی اللّه تَعالی عنه .قلتُ :و قد تَقَهْقَرَ الآن رَسْمُ هذا الوَقْفِ ،و اسْتَوْلَتْ علیه الأَیْدِی مُنْذُ سِنِینَ عَدِیدَهٍ ، فلا یَصِلُ إِلیْهِمْ منه إِلاّ النَّزْرُ الیَسِیرُ،فلا حَوْلَ و لا قُوَّهَ إِلاَّ باللّه العَلِیِّ العَظِیمِ .

ص:389


1- (1) عن النهایه و بالأصل«شیء».
2- (2) فی الفائق:و المِقْعَطَه و المِعْقَطَه.
3- (3) عن التکمله و بالأصل«الحجلات».
4- (4) فی اللسان:القعموطه و البعقوطه،کله:دحروجه الجعل.

و قد نُسِبَ إِلی القِفْطِ جُمْلَهٌ من المُحَدِّثینَ ،فمنهم:

شَمْسُ الدِّینِ مُحَمّدُ بنُ صالِحِ بنِ حَسَنِ القِفْطِیّ ،أَخَذَ عن ابْنِ دَقِیقٍ العِیدِ،و الإِمامِ بَهاءِ الدِّین القِفْطِیّ ،و تَوَلَّی الحُکْمِ بسُمْهُودَ و البلْیَنا و جِرْجا و طُوخٍ ،و تُوفِّیَ سنه 698.

و مُحَمَّدُ بنُ صالِحِ بنِ عِمْرَانَ العامِرِیُّ القِفْطِیُّ :کَتَبَ عنه أَبُو الرَّبِیعِ سُلَیْمَانُ الرَّیْحَانِیُّ ،و غَیْرُهما.

و قال اللَّیْثُ : اقْفاطَّتِ العَنْزُ اقْفِیطاطاً ،إِذا حَرَصَتْ و مَدَّت مُؤَخَّرَها إِلی الفَحْلِ .قالَ : و التَّیْسُ یَقْتَفِطُهَا .

و یَقْتَفِطُ إِلَیْهَا ،أَی یَضُمُّ مُؤَخَّرَهُ إِلیها.و تَقافَطَا :تَعَاوَنَا فی و نَصُّ العَیْن:عَلَی ذلِکَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: المُنْقَفِطُ (1)و نَصُّ المُحِیطِ :« المُتَقَفِّطُ » هو: المُتَقَارِبُ المُسْتَوْفِزُ فَوْقَ الدّابَّهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : القَفْطُ :شِدَّهُ لَحَاقِ الرَّجُلِ المَرْأَهَ ،أَی شِدَّهُ احْتِفازِه،قال:و الذَّقْطُ :غَمْسُه فیها،و المَقْطُ نَحْوُه، یُقَال:مَقَطَها و نَخَسَها و داسَهَا.قال أَبُو حِزَامٍ العُکْلِیُّ :

أَتَثْلِبُنِی و أَنْتَ أَسِیفُ وَغْدِی

لَحَاک اللّه من قَحْزٍ قَفُوطِ

و قَفَطَ الماعِزُ:نَزَا.

14- و قال اللَّیْثُ : رُقْیهٌ للعَقْرَبِ (2):«شَجَّهٌ قَرَنِیَّهٌ مَلْحَهُ بَحْری قَفَطیّ .یَقْرَؤُهَا سَبْعَ مَرّاتٍ ،و قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (3)سَبْعَ مَرّاتٍ .قال:بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم سُئِلَ عن هذِه الرُّقْیَهِ فلم یَنْهَ عَنْهَا. و قال:الرُّقَیِ عَزَائمُ ،أُخِذَتْ علی الهَوامِّ .

قال الأَزْهَرِیُّ :لم أَعْرِفْ حَقِیقَهَ هذِه الرُّقْیَهِ .

و فی الأَسَاسِ :تَیْسُ قافِطٌ و قَفّاطٌ ،«و هو أَقْفَطُ مِنْ تَیْسِ بَنِی حِمّانَ ».

قفلط

قَفْلَطَه من یَدِهِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:أَی اخْتَطَفَهُ و اخْتَلَسَه،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ هکذا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ عنه.

قلط

القَلَطِیُّ ،کعَرَبِیٍّ ،مُحَرَّکَهً هکَذَا ثَبَتَ فی الأُصُولِ مُحَرَّکه،و لا حاجَهَ إِلیه بعدَ قَوْلِه:«کعَرَبیّ »إِلاّ أَنْ یُقَال:لئلاّ یُصَحَّفَ ،و فیهِ أَنَّ قَوْلَهُ :«مُحَرَّکَه»فیه غِنًی عمّا قَبْلَه.

قلتُ :لا غِنًی به،لأَنَّه یُفِیدُ التَّحْرِیکَ ،فَیُحْتَمَلُ أَنْ یُقالَ : قَلَطَی مَقْصُوراً حِینَئِذٍ،فالظَّاهِرُ أَنَّ أَحَدَهما لا یُغْنِی عن الآخَرِ،و إِنْ سَقَطَ فی بعضِ الأُصُولِ لَفْظُ «مُحَرَّکه»، فتأَمَّلْ ،قاله شَیْخُنا.

قلتُ :و عِبَارَهُ العَیْنِ : القَلَطِیُّ مِثَالُ العَرَبِیِّ منْسُوبٌ إِلی العَرَبِ : القَصِیرُ جِدًّا ،زادَ فی المُحْکَمِ :المُجْتَمِعُ من النّاسِ و السَّنانِیرِ و الکِلابِ ، کالقُلاَطِ ،بالضَّمِّ ،و هذِه عن أَبِی عَمْرٍو و القِیلِیطِ ،بالکَسْرِ ،قال ابنُ سِیدَه:و أَری الأَخِیرَهَ سَوَادِیّهً .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: قُلاطٌ ،مثالُ نُغَاشٍ (4):القَصِیرُ.

و القَلَطِیّ : الخَبِیثُ (5)الماردُ مِنَ الرِجالِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قال أَبُو عَمْرٍو: القِیلِیطُ ،بالکَسْرِ: الآدَرُ ،و هی القِیْلَهُ ،هکَذا نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ (6).قلتُ :و العامَّهُ تَفْتَحُهَا، و فی اللِّسَان:هو القِلِیطُ (7)،بالکَسْرِ،من غیر یاءِ،قال:

و هو العَظیمُ البَیْضَتَیْنِ .

و القِلِّیطُ ،کسِکِّیتٍ :الأُدْرَهُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و القُلاَطُ ،کغُرَابٍ و سَمَکٍ و سِنَّوْرٍ و اقْتَصَرَ اللَّیْثُ علی الأَخِیرِ،و قال:یُقَالُ -و اللّه أَعْلَمُ -:أَنَّهُ مِنْ أَوْلادِ الجِنِّ و الشَّیَاطِینِ ،کما فی اللِّسَانِ و التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ .

و القَلْطُ بالفَتْحِ : الدَّمَامَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیُّ .

و یُقَال: هذا أَقْلَطُ منه ،أَی: آیَسُ .

و قِلاَطٌ . ککِتَابٍ :قَلْعَهٌ فی جِبَال تَارِمَ من نَوَاحِی الدَّیْلَهم بین قَزْوِینَ و خَلْخَالَ ،عَلَی قُلَّهِ جَبَل،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و یاقُوتُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القَیْلَطُ ،کحَیْدَرٍ،و تُکْسَرُ اللاَّمُ :المُنْتَفِخُ الخُصْیَهِ ،و یُقَالُ له:ذُو القَیْلَطِ .

و القُلَیْطِیُّ مصَغَّراً:القَصِیرُ،عامِیَّهٌ .

ص:390


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:المتَقَفِّطُ .
2- (2) الأصل و التکمله،و فی اللسان: [2]العقرب.و ضبطت العباره عن اللسان [3]ط دار المعارف.و فی التکمله:ملحه بحر قَفَطَی.
3- (3) سوره الاخلاص الآیه 1. [4]
4- (4) عن التکمه و بالأصل«نفاش»بالفاء.
5- (5) فی القاموس:و الرجل الخبیث المارد.
6- (6) و اللسان أیضاً.
7- (7) اللسان:و القلیط بدون هو.و تقدم فیه قبلها القبلیط الآدر و هو القیله.

و القَلُوطُ ،کصَبُورٍ:نَهرٌ جارٍ تَنْصَبُّ إِلیه الأَقْذَارُ،لغهٌ شامِیَّهٌ ،و قد مَرَّ فی«ق ل ص».

و الإِقْلِیطُ ،بالکسر:الآدَرُ،عن أَبِی عَمْرٍو.

قلعط

اقْلَعَطَّ الشّعرُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال اللَّیْثُ :

أَی جَعُدَ و صَلُبَ کشَعرِ الزَّنْجِ کاقْلَعَدَّ.

و المُقْلَعِطُّ ،کمُطْمَئِنٍّ :الهارِبُ الحَاذِرُ النَّافِرُ الخائِفُ ، نَقَلَه الصّاغَانیُّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: المُقْلَعِطُّ : الرَّأْسُ الشَدِیدُ الجُعُودَهِ لا یَکادُ یَطُولُ شَعَرُه ،و لا یَکُونُ إِلاّ مع صَلاَبَهٍ ،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ :

بأَتْلَعَ مُقْلَعِطِّ الرَّأَسِ طَاطِ

و کذلِکَ اقْلَعَدَّ،و بهما رُوِیَ قولُ الشاعِرِ:

فما نَهْنَهْتُ عن سَبِطٍ کَمِیٍّ

و لا عَنْ مُقْلَعِطِّ الرأْسِ جَعْدِ

و الاسمُ القَلْعَطَهُ ،و هو أَشَدُّ الجُعُودَهِ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

قلفط

القَلْفاطُ ،کخَزْعالٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الجَمَاعَهُ ،و هو لَقَبُ مُحَمَّدِ ابنِ یَحْیَی الأَدِیبِ .

قمط

قَمَطَه یَقْمُطُه و یَقْمِطُه ،من حَدِّ نَصَرَ و ضَرَبَ ، قَمْطاً ،کما فی المُحْکَمِ ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الأُولَی:

شَدَّ یَدَیْهِ و رِجْلَیْهِ ،کما یُفْعَلُ بالصَّبِیِّ فی المَهْدِ و فی غَیْرِ المَهْدِ،إِذا ضُمَّ أَعضاؤُه إِلی جَسَدِه وَ جَنْبَیْه،ثم لُفَّ علیه القِمَاطُ .

و قَمَطَ الأَسَیرَ:جَمَعَ بَیْنَ یَدَیْهِ و رِجْلَیه بِحَبْلٍ ،و قد قَمَط کما فی الصحاح، کقَمَّطَهُ تَقْمیطاً کما فی المُحکم.

و القِمَاطُ :ککتابٍ :ذلک الحَبْلُ ،و أیضاً: الخِرْقَهُ العریضه التی تَلُفُّها علی الصَبیِّ إذا قُمِط .

و یقال: وَقَعْتُ علی قِماطِه أی فَطِنْتُ لَهُ فی تُؤدهٍ .و قال اللَّیْثُ :أی علی بُنودَه یَعْنی:حَبَائِلَه و مَصائِدَه التی یَصیدُها النَّاس.

و القَمْطُ :السِّفَادُ .

قَمَطَ الطَّائِر أَنْثاهُ یَقْمُطُها :إِذا سَفَدَها،نَقَلَه الجوهرِیُّ و هکذا نَقَله الحرّانی عن ثابت بن أبی ثابت.

قَنَطَ التَّیْسُ :إِذا نَزا.و قَمَطَ الطَّائِرُ.و قال الأَصمعیّ :

یقال لِلطَّائِر: قَمَطَها ،و قَفَطها.

و قال ابن الاعرابی: قمط التَّیْس کذلک.

و قال مره: تَقَامَطَت الغنم فعمَّ به ذلک الجِنس.

و من المجاز: القمط : الجِمَاعُ .و قد قمط امرأته قماطاً عن ابن عباد.

و القَمْطُ : الذَّوْقُ ،یُقَال: قَمَطَ الشّیءَ،أَی:ذاقَهُ ،نقله الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عبّادٍ.

قال: و القَمْطُ : تَقْطِیرُ الإِبِلِ ،و قد قَمَطَها ،إِذا قَطَرَها.

و القَمْطُ : الأَخْذُ ،نَقَلَه اللَّیْثُ .

و القِمْطُ ، بالکَسْرِ (1)،هکَذَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَ ابنُ الأَثِیرِ عن الهَرَوِیِّ بالضَّمِّ : حَبْلٌ من لِیفٍ أَو خُوصٍ تُشَدُّ به الأَخْصاصُ ،و هی البُیُوتُ الَّتِی تُعْمَلُ من القَصَبِ .قالَ الجَوْهَرِیُّ :و منه مَعَاقِدُ القُمُط .قلتُ :و منه

17- حَدِیثُ شُرَیْحٍ :

«أَنَّه اخْتَصَمَ إِلیه رَجُلانِ فی خُصٍّ ،أَی ادَّعَیاه معاً،فقَضَی بالخُصِّ للَّذِی یَلِیهِ القُمُطُ ». رواه الهَرَوِیُّ بالضَّمِّ ،کأَنَّهُ جَمْعُ قِمَاطٍ ،ککِتَابٍ و کُتُبٍ ،أَی المَعَاقِدُ،دُونَ من لا تَلِیه مَعَاقِدُ القُمُط ؛و رواه الجَوْهَرِیُّ بالکَسْرِ (2)،کما تَقَدَّم آنفاً.

و القِمْطُ أَیْضاً:حَبْلٌ تُشَدُّ به قَوَائِمُ الشّاهِ للذَّبْحِ ، کالقِمَاطِ ،بالکَسْرِ فیهما،و الجَمْعُ قُمُطٌ ،بالضَّمِّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:مَرَّ بنا حَوْلٌ قَمِیطٌ :تامٌ ،مثل کَرِیتٍ سَوَاءٌ،و أَنْشَدَ صاعِدُ فی الفُصُوصِ لأَیْمَنَ ابنِ خُرَیْمٍ یَذْکُرُ غَزالَهَ الحَرُورِیَّهَ :

أَقامَتْ غَزالَهُ سُوقَ الضِّرابِ

لأَهْلِ العِرَاقَیْنِ حَوْلاً قَمِیطا

و یُرْوَی:

...«شَهْراً قَمِیطاً »

و غَزَالهَ :اسمُ امرأَهِ شَبِیبٍ الخارِجِیِّ .

17- و فی حَدِیثِ ابنِ عَبّاس: «فما زالَ یَسْأَلُه شَهْرَاً قمِیطاً ،و حَوْلاً قَمِیطاً . أَی تامًّا.

*و ممّا یستدرک علیه:

القَمّاطُ ،کشَدّادٍ:اللِّصُّ .

و قَال اللَّیْثُ : القُمَّاطُ ،أَی کرُمّانٍ :اللُّصُوصُ .

و القُمُطُ ،بضَمَّتَیْنِ :حِبَالُ المَکَایدِ،و هو مَجَازٌ.

و القَمْطَهُ ،بالفَتْح:العَصْبَهُ .

و سِفَادُ الطِّیْرِ کُلّه: قِمَاطٌ ،ککِتَابٍ .و تَقَامَطَتِ الغَنَمُ :

تَرَاصَعَتْ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

ص:391


1- (1) اقتصر الجوهری علی کسر المیم،و فی اللسان یقمطها و یقمطها بکسر المیم فی الأولی و ضمها فی الثانیه.بالقلم أیضاً.
2- (2) زید فی النهایه:کأنه عنده واحد.

و إِنَّهُ لقَمَطَیٌّ (1)،مُحَرَّکَهً ،أَی:شَدِیدُ السِّفادِ،عنه أَیضاً.

و القَمّاطُ :الحَبَّالُ .

و مَنْ یَصْنَعُ القُمُطَ للصِّبْیَانِ .

و مُحَمَّدُ بنُ الحُسَیْنِهَ القَمَّاطُ :مُفتِی زَبِیدَ،صاحِبُ الفَتَاوی،مَشْهُورٌ.

و قَمَطَ یَوْمُنا،أَی اشْتَدَّ بَرْدُه،و هو مَجازٌ.

و الأَقْمَاطُ :جمعُ قَمْطٍ .و قُمُطٌ :جمعُ قِمَاطٍ ،قال رُؤْبَهُ :

قد ماتَ قَبْلَ الغَسْلِ و الإِحْنَاطِ

غَیْظاً و أَلْقَیْنَاه فی الأَقْماطِ

قمعط

القُمْعُوطَهُ ،بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللِّیْثُ :هی دُحْرُوجَهُ الجُعَلِ ،کالقُعْمُوطَهِ ،و المُقْعُوطَهِ (2).

و قالَ أَیْضاً: اقْمَعَطَّ الرَّجُلُ ،إِذا عَظُمَ أَعْلَی بَطْنِه و خَمُص أَسْفَلُه .

أَو اقْمَعَطَّ ،إِذا تَدَاخَلَ بَعْضُه فی بَعْضٍ ،و هذا نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و قال:و الاسمُ : القَمْعَطَهُ .

قنبط

القُنَّبِیطُ ،بالضَّمِّ و فَتْحِ النُّونِ المُشَدَّده ،کتَبَه بالأَحْمَرِ علی أَنَّهُ مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوْهَرِیُّ ،و هو قد ذَکَرَه فی «ق ب ط » (3)علی أَنَّ النُّونَ زائدَهٌ فتأَملْ : أَغْلَظُ أَنْوَاع الکُرُنْبِ قلتُ :و هو القَرْنَبِیطُ ،بلُغَهِ مِصْرَ، مُبَخِّرٌ مُغَلِّظٌ ، و مُحْتَمِلَهُ بِزْرِه لا تَحْبَلُ ذَکَرَهُ الأَطِبَاءُ هکَذَا.

و مُحَمَّد بنُ الحُسَیْنِ بنِ خالِدٍ البَغْدَادِیُّ القُنَّبِیطِیُّ :مُحَدِّثٌ عن یَعْقُوبَ الدَّوُرَقِیِّ و طَبَقَتِه،مات سنه 304 و سِبْطُه عِیسَی بنُ أَحْمَدَ الرُّخَّجِیُّ ،سَمِعَ من إِبْرَاهِیمَ بنِ شَرِیکٍ و ماتَ سنه 368.

قنسط

القُنْسَطِیطُ ،بالضَّمِّ و سُکُونِ النُّونِ و فَتْحِ السِّین ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : شَجَرَهٌ .م مَعْرُوفَهٌ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ فی رُبَاعِیِّ التَّهْذِیبِ ،و أَوْرَدَهُ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ فی ترکیبِ «ق س ط ».

قنط

قَنَط ،کنَصَرَ،و ضَرَبَ ،و حَسِبَ ،و کَرُمَ -و سَقَطَ فی بَعْضِ النُّسَخِ «و حَسِبَ »- قُنُوطاً بالضَّمِّ مَصْدَرُ الأَوَّل و الثّانِی،قال ذلِکَ أَبو عَمْرِو ابنُ العَلاءِ،و بِهِمَا قُرِیءَ قولُه تعالی وَ مَنْ یَقْنَطُ مِنْ رَحْمَهِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ (4).قلتُ :

أَمَّا یقنُط ،کیَنْصُر،فَقَرَأَ به الأَعْمَشُ ،و أَبو عَمْرٍو،و الأَشْهَبُ العُقَیْلِیُّ ،و عِیسَی بنُ عُمَرَ،و عُبَیْدُ بنُ عُمَیْرَ،و زَیْدُ بنُ عَلِیٍّ ،و طاوُوسُ ،فهو قانِطٌ . و فیه لغهٌ أُخْرَی: قَنِطَ ، کَفَرِحَ ،و قَرَأَ أَبُو رجَاءٍ العُطَارِدِیُّ و الأَعْمَشُ و الدُّورِیُّ عن أَبی عَمْرٍو: من بَعْدِ ما قَنِطُوا (5)بکسر النُّونِ ،وَ قَرَأَ الخَلِیلُ مِنْ بَعْدِ ما قَنُطُوا بضمِّ النُّونِ ، قَنطاً ،مُحَرَّکهً ، و قَنَاطَهً ،کسَحَابَهٍ . و قَنَطَ ، کمَنَعَ و حَسِبَ .و هاتَانِ علی الجَمْعِ بین اللُّغَتَیْنِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الأَخْفَشِ ،أَی یَئِسَ ،فهو قَنِطٌ کفَرِحَ و قُرِئَ : فلا تَکُنْ من القَنِیطِینَ (6).

قلتُ :هو قِرَاءَهُ ابنِ وَثّابٍ و الأَعْمَشِ و بِشْرِ بنِ عُبَیْدٍ و طَلْحَهَ و الحُسَیْنِ عن أَبِی عَمْرٍو.

و القُنُوطُ :الیَأْسُ ،و فی التَّهْذِیب:الیَأْسُ من الخَیْرِ، و قِیلَ :أَشَدُّ الیَأْسِ من الشَّیْ ءَ.

و قال ابنُ جِنِّی:و قَنَطَ یَقْنَطُ ،کأَبَی یَأْبَی،أَی فی الشُّذُوذِ،و قد حَقَّقْنَا هذا البَحْثَ فی کتابِنَا«التَّعْرِیف بضَرُورِیِّ قَوَاعِدِ التَّصْرِیف»فراجِعْهُ .

و قَنَّطَه تَقْنِیطاً :آیَسَهُ ،یُقَال:شرُّ النّاسِ الَّذِین یُقَنِّطُونَ النّاسَ من رَحْمَهِ اللّه،أَی یُؤْیِسُونهم (7).

و القَنْطُ :المَنْعُ ،یُقَال: قَنَطَ ماءَهُ عَنَّا،أَی مَنَعَه،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

قال و القَنْطُ : زُبَیْبُ الصَّبِیِّ و ضَبَطه فی التَّکْمِلَهِ بضَمِّ القَافِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القَنُوطُ ،کصَبُورٍ:الآیِسُ ،کالقَانِطِ ،

16- و فی حَدِیثِ خُزَیْمَهَ : «و قُطَّتِ القَنِطَهُ ». هکَذا رُوِیَ (8)،أَی:قُطِعَتْ .

و القَنِطَهُ :مَقْلُوبُ القَطِنَهِ ،و هی هَنَهٌ دُون القِبَهِ ،قالَهُ ابنُ الأَثِیرِ،و لم یَعْرِفْهَا أَبُو مُوسَی.

قوط

القَوْطُ :القَطِیعُ من الغَنَمِ کما فی الصّحاحِ ، و زاد بَعْضُهُم:الیَسِیرُ مِنْهَا أَو مِائهٌ مِنْهَا إِلی ما زادَتْ ،

ص:392


1- (8) عن اللسان و بالأصل«قطمی».
2- (1) عن اللسان و بالأصل«و المقعوط ».
3- (2) وردت أیضاً فی اللسان ضمن ماده قبط .
4- (3) سوره الحجر الآیه 56. [1]
5- (4) سوره الشوری الآیه 28. [2]
6- (5) سوره الحجر الآیه 55 و [3]قراءه العامه: مِنَ الْقانِطِینَ بالألف.
7- (6) عن اللسان و بالأصل«یوئسونهم».
8- (7) قال أبو موسی:و أما القنطه لا أعرفها.و أظنه تصحیفاً إلا أن یکون أراد القنطه بتقدیم الطاء،و هی هنه دون القِبَه.

و خَصَّ بعضُهم به الضَّأْنَ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِزِ:

ما رَاعَنِی إِلاّ خَیَالٌ هابِطَا

علی البُیُوتِ قَوْطَهُ العُلابِطا

و یُرْوَی

...«إِلاّ جَناحٌ هابِطَا»

،و العُلابِطُ :هی الخَمْسُون و المِائَهُ إِلی ما بَلَغَتْ من العَدَدِ،کما تَقَدَّمَ .و قَوْطَه ،فی البَیْتِ :مَنْصُوبٌ فی البَیْتِ (1)قبلَه،و هو الشّاهِدُ علی:

هَبَطْتُه بمعنَی أَهْبَطْتُه،کما سَیَأْتِی.و جَنَاحٌ :اسمُ راعٍ ،و قد تَقَدَم ذلِکَ فی«علبط ».

ج: أَقْواط .

و القَوْطَهُ ، بهاءٍ:الجُلَّهُ الکَبِیرَهُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.قلتُ :

و العَامَّهُ تَضُمُّه.

و قُوطُ ،کلُوط :ه،ببَلْخَ ،و یُقَالُ فِیها أَیْضاً:بالخَاءِ،کما تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلیه.

و قُوطٌ : جَدُّ عَبْدِ اللّه بنِ مُحَمَّدٍ المُحَدِّثِ .

و،بِهَاءٍ:ع ،کما فِی العَیْنِ .

و القَوّاطُ :راعِی قَوْطٍ من الغَنَمِ عن ابْنِ عَبّادٍ،قال رُؤْبَهُ :

من ناعِقٍ أَو حارثٍ قَوَّاطِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَبُو بَکْرٍ محمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِیزِ بنِ إِبراهیمَ ابنِ القُوطِیَّه ،بالضّمِّ ،من أَئمَّهِ اللُّغَهِ ،نُسبَ إِلی جَدَّهٍ له،من عُلَمَاءِ الأَنْدَلُسِ ،صنَفَ کتابَ الأَفْعَالِ ،و مات فی سَنَه ثَلاَثِمَائَه و سبعٍ (2).

و قُوطُ بنُ حامِ بنِ نُوحٍ علیه السَّلامُ ،أَبُو السُّودانِ و الهِنْدِ و السِّنْدِ.

و سُلَیْمَانُ بنُ أَیُّوب القُوطِیُّ القُرْطُبِیُّ :مُحَدِّثٌ .

و قُوطُ أَیضاً:مَحَلَّه بِبُخَارَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قیط

القَیْطُون (3)،کحَیْزُومٍ ،قَرْیَتَان بمِصْرَ،إِحداهُمَا:

بالشَرْقِیَّهِ ؛و الثّانِیَهُ :بجَزِیرَهِ قُویسنا.

فصل الکاف مع الطاءِ

کحط

الکْحَطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :

هو لُغَهٌ فی القَحْطِ فَصِیحَهٌ ،و قد کَحَطَ القَطْرُ ،أَی قَحَطَ .

و عامٌ کَاحِطٌ :قاحِطٌ .و زَعَم یَعْقُوبُ أَنَّ الکافَ بَدَلٌ من القافِ ،و یُقَال:کانَ ذلِکَ فی إِکْحَاطِ الزَّمَّاَنِ ،و إِقْحَاطِه،أَی شِدَّتِه وَجْدبِه.

کسط

الکُسْطُ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :هو لُغَهٌ فی القُسْط ،بالقَافِ ،و هو العُودُ الَّذِی یُتَبَخَّرُ به.

و الکَسْطَانُ ،بالفَتْح:الغُبَارُ ،کالقَسْطان،و کلاهُما عن أَبِی عَمْرٍو،وَ سَیَأْتِی.

کشط

الکَشْطُ :رَفْعُکَ شَیْئاً عن شَیْ ءِ قد غَشَّاه .و فی العَیْنِ :قد غَطَّاهُ ،و غَشِیَهُ من فَوقِهِ ،کما یُکْشَطُ الجِلْدُ عن السَّنَامِ ،و عن المَسْلُوخَهِ . و فی التَّنْزِیل العَزِیز: وَ إِذَا السَّماءُ کُشِطَتْ (4)قال الزَّجّاجُ : قُلِعَتْ کما یُقْلَعُ السَّقْفُ ، و کذلک قُشِطَتْ ،بالقافِ .و قال الفَرّاءُ:یَعْنِی نُزِعَتْ فطُوِیَتْ .و قال یَعْقُوبُ :قُرَیْشٌ تقول: کَشَط ،و تَمِیمٌ و أَسَدٌ یَقُولون:قَشَطَ ،قال:و لَیْسَتْ الکافُ فی هذا بَدَلاً من القَافِ ،لأَنَّهُمَا لُغَتَانِ لأَقْوامٍ مُخْتَلِفینَ .

و کَشَطَ الغِطَاءَ عن الشَّیْ ءِ،و الجِلْدَ عن الجَزُورِ،و الجُلَّ عن ظَهْرَ الفَرَسِ ، یَکْشِطُه کَشْطاً :قَلَعَه،و نَزَعَه و نَضَاهُ ، و کَشَفَهُ عنه.

و اسمُ ذلِکَ الشَّیْ ءِ: الکِشَاطُ ، ککِتَابٍ و القَافُ لُغَهٌ فِیه.

و الکِشَاطُ أَیْضاً: الانْکِشَافُ ، کالانْکِشَاطِ ،یُقَال: کُشِطَ رَوْعُهِ کِشَاطاً ،و انْکَشَط ،أَی انْکَشَفَ ،و هو مَجازٌ.

و قال اللَّیْثُ : الکِشَاطُ : الجِلْدُ المَکْشُوطُ ،یُسَمَّی به بعدَ ما یُکْشَفُ ،قال:ثمّ رُبَّمَا غُشِّیَ به عَلَیْهَا أَی:علَی

ص:393


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فی البیت قبله،الأَولی أی یقول: فی الشطر قبله».
2- (2) کذا.
3- (3) قیدها یاقوت بدون ألف و لام،بلده بأفریقیه،بینها و بین قفصه ثلاث مراحل.
4- (4) سوره التکویر الآیه 11. [1]

الجَزُورِ،فحِینَئِذٍ یُقَال:ارْفَعْ عنها کِشَاطَهَا لأَنْظُرَ إِلی لَحْمِهَا .قالَ و هذَا خاصُّ بالجَزُورِ .

و فی الصّحاحِ : کَشَطْتُ البَعِیرَ کَشْطاً :نَزَعْتُ جِلْدَه،و لا یُقَال:سَلَخْتُ ؛لأَنَّ العَرَبَ لا تَقُول فِی البَعِیرِ إِلا کَشَطْتُه أَو جَلَّدْتُه.

قال اللَّیْثُ : و الکَشَطَهُ مُحَرَّکهً :أَرْبَابُ الجَزُورِ المَکْشُوطَهِ .و انْتَهی أَعْرَابِیٌّ إِلی قَوْمٍ قد سَلَخُوا جَزُوراً و قد غَطَّوْها بکِشَاطِهَا ،فقال:من الکَشَطَهُ ؟و هُوَ یُرِیدُ أَنْ یَسْتَوْهِبَهم،فقالَ بعضُ القَوْمِ :وِعَاءُ المَرامِی و مَثَابِتُ الأَقْرَانِ ،و أَدْنَی الجَزَاءِ من الصَّدَقَهِ ،یَعْنِی فیما یُجْزِیءُ من الصَّدَقَهِ ،فقالَ الأَعْرَابِیُّ :یا کِنَانَهُ ،و یا أَسَدُ،و یا بَکْرُ، أَطْعِمُونا (1)من لَحْمِ الجَزُورِ.و فی المُحکَمِ :وَقَفَ رَجُلٌ علی کِنَانَهَ و أَسَد ابْنَیْ خُزَیْمَهَ ،و هُمَا یَکْشِطَانِ عَنْ بَعِیرٍ لَهُمَا،فقالَ لرَجُلٍ قائمٍ :ما جِلاءُ الکاشِطَیْنِ ،أَی:ما أَسْماؤُهُمَا (2)،فقال:خابِئَهُ المَصَادِع،و هَصّارُ الأَقْرَانِ :یَعْنِی بخابِئَهِ المَصَادِع:الکِنَانَهَ ،و بهَصّار الأَقْرَانِ :الأَسَدَ.فقال:

یا أَسَدُ وَ کِنَانَهُ أَطْعِمَانِی من هذا اللَّحْمِ .و رَواهُ بعضُهم:

«خَابِئَهُ مَصادِعَ ،و رأْسُ بلا شَعرٍ»و کَذا رُوِیَ «یا صَلَیْعُ »مکان «یا أَسَدُ» و انْکَشَطَ الرَّوعُ :ذَهَبَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَکَشَّطَ السَّحَابُ فی السَّمَاءِ،أَی تَقَطَّعَ و تَفَرَّقَ .

و الکَشّاطُ :الجَزّارُ،کالکَاشِطِ .و کَشَطَ الحَرْفَ :أَزَالَهُ من مَوْضِعِه.و ابنُ المَکْشُوطِ .مُحَدِّثٌ .

کغط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الکاغِطُ :لغهٌ فی الکاغِدِ،بالدّالِ .

کلط

الکَلْطَهُ (3)،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ أَبُو عَمْرٍو:

عَدْوُ الأَقْزَلِ ،و کذلِکَ اللَّبَطَهُ .و ظاهرُ صَنِیعِه أَنَّه بالفَتْحِ ، و صَوابُه بالتَّحْرِیکِ ،و قد ضَبَطَه هُو فی اللَّبَطَهِ علی الصَّوابِ ، أَو عَدْوُ المَقْطُوعِ الرِّجْلِ .و قِیلَ :مِشْیَهُ الأَعْرَجِ الشَّدیدِ العَرَجِ ،و قِیل:و مِشْیَهُ المُقْعَدِ.

و کَلَطَهُ ،مُحَرَّکَهً :ابنٌ للفَرَزْدَقِ الشّاعِرِ،و هو أَخُو لَبَطَهَ و حَبَطَهَ (4)،هکَذَا رواهُ بَعْضُهُم،و ذَکَر الجَوْهَرِیُّ ثانِیَهم،کما سَیَأْتِی.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیُّ : الکُلُطُ ،بضَمَّتِیْنِ :الرِّجَالُ المُتَقَلِّبُون فَرَحاً و مَرَحاً ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

کنط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

کُنْطِی ،بالضَّمِّ و کَسْرِ الطّاءِ:أَرضٌ لِلْبَرْبَرِ بالمَغْرِبِ ،نقله یاقوتُ .

فصل اللام مع الطاءِ

لأط

لَأطَهُ ،کمَنَعَه ، لأَطاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ أَبُو زَیْدٍ:أَی أَمَرَه بأَمْرٍ فأَلَحَّ عَلَیْه .

و لَأطَهُ بِسَهْمٍ :أَصابَهُ به،کلَعَطَهُ .

و لَأطَهُ : أَتْبَعَهُ بَصَرَهُ فلم یَصْرِفْه عنه حَتّی تَوَارَی ،و فی اللِّسَانِ :حَتّی یَتَوَارَی.

و لَأطَهُ بالعَصَا:ضَرَبَه بها.

و لأَطَ فی مُرُورِهِ ،إِذا مَرَّ فَارًّا مُسْتَعْجِلاً لا یَلْتَفِتُ إِلی شیْ ءٍ،کلَعَطَه،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و لَأطَ عَلَیْهِ :اشْتَدَّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

لبط

لَبَطَ به الأَرْضَ یَلْبِطُهُ لَبْطاً : ضَرَبَ ،کلَبَجَ به، و قیل:صَرَعَه صَرْعاً عَنِیفاً.

وُ لِبطَ به،کعُنِیَ :سَقَطَ عَلَی الأَرْضِ مِنْ قِیَامٍ ،فهو مَلْبُوطٌ به، و کَذلِکَ إِذا صُرِعَ من عَیْنٍ أَو حُمَّی،و قِیل: لُبِطَ بهِ ،إِذا ضَرَبَ بنَفْسِه الأَرْضِ من دَاءٍ أَو أَمْرٍ یَغْشَاهُ مُفَاجَأَهً .

14- و فی الحَدِیثِ : «أَنَّ عامِرَ بنَ أَبی (5)رَبِیعَهَ رأَی سَهْلَ بنَ حُنَیْفَ یَغْتَسِلُ فعانَهُ فلُبطَ به حَتَّی ما یَعْقِلُ »أَی:صُرِعَ

ص:394


1- (1) فی التهذیب:أطعموا.
2- (2) فی اللسان: [1]ما أسماهما.
3- (3) ضبطت فی اللسان و التکمله بالتحریک.
4- (4) کذا بالأصل بالحاء المهمله و فی اللسان هنا:خبطه بالخاء المعجمه. و فیه فی ماده«لبط »:جلطه بالجیم و اللام.
5- (5) فی النهایه:عامر بن ربیعه.

و سَقَطَ إِلی الأَرْضِ .و کانَ قالَ [حین رآه] (1):«ما رَأَیْتُ کالیَوْمِ و لا جِلْدَ مُخَبَّأَهٍ ».فأَمَرَ عَلَیْهِ الصَّلاهُ و السَّلامُ عامِرَ بنَ أَبی رَبِیعَهَ العائِنَ حَتَّی غَسَلَ له أَعضاءَهُ و جمع الماء ثم صبَّ علی رَأْسِ سَهْلٍ فراحَ مع الرکْبِ . قلتُ :و لِغَسْلِ العائِنِ کَیْفِیَّهٌ غَرِیبَهٌ ذَکَرها الأَزْهَرِیُّ فی التَّهْذِیبِ (2)مُطَوَّلَهً ، فراجِعْه.

16- و فی حَدِیثٍ آخر: «خَرَجَ و قُرَیْشٌ مَلْبُوطٌ بهم». أَی أَنَّهُم سُقُوطٌ بینَ یَدَیْهِ ،و کذلِکَ لُبجَ بهِ .

و اللَّبْطَهُ :الزُّکَامُ و السُّعَالُ ،و قد لُبِطَ ،بالضَّمِّ ، لَبْطاً ،فهو مَلْبُوطٌ :أَصابَهُ ذلِکَ .

و قال الفَرّاءُ: اللَّبَطَهُ ، بالتَّحْرِیکِ :اسمٌ من الالْتِبَاطِ ،أَی الْتِبَاطِ البَعِیرِ،الآتِی مَعْنَاهُ قَرِیباً.

و قال أَبو عَمْرو: اللَّبْطَهُ عَدْوُ الأَقْزَلِ ،کالکَلْطَه، و یقال:هو عَدْو الأَعْرَجِ الشّدِیدِ العَرَجِ .

و لَبَطَهُ :ابنٌ للفَرَزْدَقِ الشَّاعِر،نقله الجَوْهَرِیّ ،و کُنیتُه أَبو غالِبٍ المُجَاشِعیِّ یَرْوِی عن أَبیه،و عنْهُ سُفْیانُ بنُ عُیَیْنهَ ، و هو أَخُو کَلَطَه و حَبَطَه ،و لم یَذْکُرِ الأَخِیرَ فی مَوْضِعِه،و قد نَبَّهنا علیه،و یُرْوَی«خَبَطَه»بالخَاءِ المُعْجَمَهِ ،و فی بعضِ النُّسَخِ جَلَطَهَ (3)،بالجِم.

و تَلَبَّطَ الرَّجُلُ فی أَمْرِه،إِذا تَحَیَّرَ ،و یقال: تَلَبَّطَ :

اخْتَلَطَتْ علیه أُمُورُه.

و تَلَبَّط : عَدَا ، کالْتَبَطَ .

و تَلَبَّطَ : اضْطَجَعَ و تَمَرَّغَ ،نقله الجَوْهَرِیُّ .یُقَال:فلانٌ یَتَلَبَّطُ فی النَّعِیمِ ،أَی یَتَمَرَّغُ فیه.

16- و فی حدیثِ الشُّهَدَاءِ:

«أُولَئک یَتَلَبَّطُون فی الغُرَفِ العُلا فی الجَنَّهِ ». أَی یَتَمَرَّغُون و یَضْطَجِعُون.

و تَلَبَّطَ إِلَیْهِ :تَوَجَّهَ ،و فی التَّکْمِلَه: تَلَبَّطَ مَوْضِعَ کذا،أَی تَوَجَّه،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و المِلْبَطُ ،کمِنْبَرٍ:ع.و لَهُ یومٌ ،نقله یاقوتُ .

و لِبْطِیطٌ ،کزِنْبِیلٍ (4)،و فی التَّکْمِلَه لَبَطِیطُ ،مُحَرَّکَهً : د، بالجَزِیرَهِ الخَضْراءِ الأَنْدَلُسِیَّهِ .

و الْتَبَطَ البَعِیرُ:خَبَطَ بِیَدَیْهِ و هو یَعْدُو ،و فی الصّحاحِ :

و إِذا عَدَا البَعِیرُ و ضَرَبَ بقَوائمِه کُلِّها قِیلَ :مَرَّ یَلْتَبِطُ ، و الاسمُ : اللَّبَطَهُ ،بالتَّحْرِیکِ .و قال غَیْرُه: الالْتِباطُ :عدْو مع وَثْبٍ ،قال الرّاجِزُ:

ما زِلْتُ أَسْعَی مَعَهُمْ و أَلْتَبِطْ

کَلَبَطَ یَلْبِطُ ،من حَدِّ ضَرَبَ ،و یُقَالُ : لَبَطَهُ البَعِیرُ یَلْبِطُه لَبْطاً :خَبَطَهُ ،و اللَّبْطُ بالیَدِ کالخَبْط بالرِّجْلِ ،و قال الهُذَلِیُّ :

یَلْبِطُ فیها کُلّ حَیْزَبُون

و الْتَبَطَ فلانٌ :سَعَی فی الأَمرِ.

و الْتَبَطَ فی أَمْرِه: تَحَیَّرَ ،مثل تَلَبَّطَ ،

17- و فی حَدِیثِ الحجّاجِ السُلَمِیِّ : حِینَ دَخَلَ مَکَّهَ قال للمُشْرِکِین:«لَیْسَ عِنْدِی من الخَیْرِ (5)ما یَسُرُّکم، فالْتَبَطُوا بجَنْبَیْ ناقَتِه یَقُولُونَ :

إِیهٍ یا حجّاجُ ».و فی التَّکْمِلَهِ :و فی حَدِیثِ بَعْضِهِم:

« فالْتَبِطُوا بجَنْبَیْ ناقَتِی». أَی:اسْعَوا.قلتُ :و سِیاقُ الحَدِیثِ لا یُوافِقُه.

و الْتَبَطَ : اضْطَرَبَ فی الأَرْضِ ،و أَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ قولَ عَبْدِ اللّه بنِ الزِّبَعْرَی:

و العَطِیّاتُ خِساسٌ بَیْنَهُم

و سَوَاءٌ قَبْرُ مُثْرٍ و مُقِلْ

ذُو مَنَادِیحَ (6)و ذُو مُلْتَبَطٍ

و رِکابِی حَیْثُ وَجَّهْتُ ذُلُلْ

و فَسَّرَ الالْتِباطَ بمَعْنَی التَحُّیرِ،قال الصّاغَانِیُّ :و لیسَ مِنْهُ فی شَیْ ءٍ،و إِنما الالْتِبَاطُ هُنَا بمْعَنی الاضْطِرابِ ،أَی الضَّرْبِ فی الأَرْضِ .

و الْتَبَطَ الفَرَسُ :جَمَعَ قَوَائِمَه ،قالَهُ ابنُ فارِسٍ .و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

ص:395


1- (1) زیاده عن التهذیب.
2- (2) کذا،و لم یرد شیء من ذلک فی التهذیب«لبط ».
3- (3) و هی عباره اللسان [1]فی ماده لبط ،و فیه فی ماده کلط :خبطه.و قد أشرنا ذلک فیما تقدم.
4- (4) قیدها یاقوت،نصاً،بفتح أوله و ثانیه و کسر الطاء...
5- (5) کذا بالأصل و اللسان،و [2]فی إحدی النسخ من النهایه سقطت لقطه «لیس»و فی النهایه المطبوع:الخبر بدل«الحیر»و فی نسخه منها «الخیر»کالأصل.
6- (6) عن التکمله و بالأصل«ذو مناویح».

مَعْجِی أَمامَ الخَیْلِ و الْتِباطِی

هو من قَوْلِهِم للبَعِیرِ إِذَا مَرَّ یَجْهَدُ العَدْوَ:«عَدَا اللَّبَطهَ ».

و هذا مَثَلٌ .یُرِیدُ أَنَّه لا یُجَارِی أَحداً إِلاّ سَبَقَه.

و الْتَبَطَ القَوْمُ بهِ ،أَی أَطافُوا به و لَزِمُوه ،و به فُسِّرَ حَدِیثُ الحَجّاجِ السُّلَمِیِّ المَذْکُورِ.

و الأَلْبَاطُ :الجُلُودُ ،عن ثَعْلَبٍ ،و أَنْشَدَ:

و قُلُصٍ مُقْوَرَّهِ الأَلْبَاطِ

و رِوَایَهُ أَبِی العَلاءِ:«مُقْورَّهِ الأَلْیَاط »کأَنَّه جمعُ لِیطٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَلَبَّط :تَصَرَّعَ .

و اللَّبِط :التَّقَلُّبُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ و تَلَبَّطَ :انْصَرَع.

و رَجُلٌ به:مُتَحَیِّرٌ فی أَمرِه.

و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ :جاءَ فُلانٌ سَکْرَانَ مُلْتَبِطاً ،أَی مُلْتَبِجاً،و یُروی: مُتَلَبِّطاً ،و هو أَجْوَدُ (1).

و قال ابنُ عَبّادٍ: المُتَلَبَّطُ :المَذْهَبُ قالَ ابْنُ هَرْمَهَ :

و مَتَی تَدَعْ دارَ الهَوَانِ و أَهْلَها

تَجِدِ البِلادَ عَرِیضَهَ المُتَلَبَّطِ

قالَ :و الْتَبَطَ الرَّجُلُ :احْتالَ و اجْتَهَدَ.

لثط

اللَّثْطُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ، و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو الرَّمْیُ ،و الضَّرْبُ الخَفِیفَانِ ،کاللَّطْثِ .

أَو ضَرْبُ الظَّهْرِ بالکَفِّ قَلِیلاً قلیلا قالَهُ ابنُ الأَعُرَابِیِّ .

و اللَّثْطُ : رَمْیُ العَاذِرِ سَهْلاً ،مِثْلُ الثَّلْطِ ،و قد تَقَدَّمَ ، و الَّذِی فی نَصِّ ابْنِ الأَعْرَابِیُّ : اللَّثْطُ :ضَرْبٌ بالکَفِّ قلِیلاً قلیلا.

و الثَّلْطُ :رَمْیُ العاذِرِ سَهْلاً.فجَعَلَهُمَا المُصْنِّفُ وَاحِداً، فتأَمَّلْ .

لحط

اللَّحْطُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

هو کالمَنْعِ :الرَّشُّ [بالماءِ] (2)یُقَالُ : لَحَطَ بابَ دَارِه،إِذا رَشَّهُ بالماءِ.

و الّلاحِطُ :الَّذِی یَرُشُّ بابَ دارِه و یُنَظِّفُه،عن ابْنِ الأَعْرَابِیُّ .

1- و فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رضِیَ اللّه عَنْهُ : «أَنَّه مَرَّ بقَوْمٍ لَحَطُوا بَابَ دَارِهِم». أَی کَنَسُوه و رَشُّوهُ بالماءِ.

قالَ : و اللَّحْطُ : الزَّبْنُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و الْتَحَطَ الرَّجُلُ : عَضِبَ ،کاحْتَلَطَ .

لخط

الالْتِخاطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ بُزُرْجَ فی نَوَادِرِه:هو الاخُتِلاطُ ،و نَقَلَ عن خَیْشَنَهَ أَنَّه قال:قد الْتَخَطَ الرّجلُ من ذلِکَ الأَمْرِ،یرید اخْتَلَطَ .

لطط

لَطَّ بالأَمْرِ یَلِطُّ ،من حَدِّ ضَرَب،کما هو مُقْتَضَی قاعِدَتِه،و ضَبَطه فی الصّحاحِ من حَدِّ نَصَرَ: لَزِمَهُ .

و فی المُحْکَمِ :أَلْزَقَه.و روَی أَبو عُبَیْدٍ فی باب«لُزُومِ الرَّجُلِ صاحبَه»عن أَبِی عُبَیْدَهَ : لَطَطْتُ بفُلانٍ أَلُطُّه لَطًّا ، إِذَا لَزِمْتُه،و کذلِکَ أَلْظَظْتُ به إِلْظاظاً،الأُولَی بالطَّاءِ.

و لَطَّ علیه:سَتَرَ،کأَلَطَّ ،و الاسمُ : اللَّطَطُ .

و لَطَّ عَنْهُ الخَبَرَ و کذا عَلَیْه الخَبَرَ: طَوَاهُ .هکَذا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه لَوَاهُ و کَتَمَهُ ،و یُقَال: اللَّطُّ فی الخبَرِ:أَنْ تَکْتُمَه و تُظْهِرَ غیرَه.

و لَطَّ البابَ لَطًّا : أَغْلَقَهُ .و لَطَطْتُ الشَّیْ ءَ أَلْصَقْتُه ،کما فی الصّحاحِ .

16- و فی الحَدِیثِ : « تَلُطُّ حَوْضَهَا». قال ابنُ الأَثِیرِ:

کذا جاءَ فی المُوَطَّإِ (3)،یُرِیدُ تُلْصِقُه بالطِّینِ حَتّی تَسُدَّ خَلَلَه.

و لَطَطْتُ حَقَّهُ ،و کذا عَنْه و هذِه عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و فی بعضِ الأُصُولِ علیه: جَحَدْتُه، کأَلْطَطْتُ .و فی بعضِ النُّسَخِ :کأَلَطَّ .و فُلانٌ مُلِطٌّ ،و لا یُقَال:لاَطٌّ .

16- و فی حَدِیثِ طَهْفَهَ : «لا تُلْطِطْ فی الزَّکاهِ ». أَی لا تَمْنَعْهَا.قال أَبو مُوسَی:هکَذَا رواه القُتَیْبِیُّ ،و رواه غیرُه:لا یُلْطَطُ (4)، بالخطابِ ،للجَمَاعَهِ ،و یُؤَیِّدُهُ سِیَاقُ الحَدِیثِ ،

16- و رَواه الزَّمَخْشَرَیُّ : «و لا نُلْطِطُ و لا نُلْحِد». بالنُّون (5)و لَطَّتِ النّاقَهُ تَلِطُّ بِذَنَبِهَا:أَلْصَقَتْه بِحَیَائِهَا عِنْدَ العَدْوِ ،

ص:396


1- (1) زید فی اللسان: [1]لأن الالتباط من العدو.
2- (2) زیاده عن القاموس.
3- (3) الموطأ-کتاب صفه النبی صلی اللّه علیه و سلّم ح 33.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:یلطط بالخطاب للجماعه عباره اللسان:و [2]الذی رواه غیره:و لا یلطط فی الزکاه و لا یلحد فی الحیاه أی علی بناء الفعل للمجهول و هو الوجه لأنه خطاب للجماعه واقع علی ما قبله ا ه »و مثله فی النهایه. [3]
5- (5) الذی فی الفائق 5/2«لا تُلطط ...و لا تلحد»بالتاء.

و عِبَارَهُ الصّحاحِ :جَعَلَتْه بینَ فَخِذَیْهَا،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لقَیْسِ بنِ الخَطِیمِ :

لَیالٍ لنا وُدُّهَا مُنْصِبٌ

إِذا الشَّوْلُ لَطَّتْ بأَذْنابِهَا

14- و قَدِمَ عَلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلّم أَعْشَی بَنِی مازِنٍ ،فشَکَا إِلیهِ حَلِیلَتَه،و أَنْشَدَ:

أَشْکُو إِلَیْکَ ذِرْبَهً من الذِّرَبْ

أَخْلَفَتِ العَهْدَ،و لَطَّتْ بالذَّنَبْ .

أَرادَ أَنَّها مَنَعَتْه بُضْعَها و موْضعَ حاجَتِه منها،کما تَلِطُّ الناقهُ بذَنَبِهَا إِذا امتنعتْ علی الفَحْل أَن یَضْرِبَها و سَدَّتْ فَرْجَهَا به.و قیلَ :أَرادَ تَوَارَتْ و أَخْفَت شَخْصَها عنه کما تُخْفِی الناقهُ فَرْجَها بذَنَبِهَا.و فِی العُبَابِ :هو أَعْشی بَنِی الحِرْمَازِ،و اسْمُه عبدُ اللّه بنُ الأَعْوَرِ (1).

و اللَّطُّ :العِقْدُ،یقال:رأَیتُ فی عُنُقِهَا لَطًّا حَسَناً،و کَرْماً حَسَناً،و عِقْداً حَسَناً،کُلُّه بمعنًی،عن یَعْقُوبَ ،و قِیلَ :هو القِلادَهُ من حَبِّ الحَنْظَلِ المُصَبَّغِ ،قال الشّاعِرُ:

إِلی أَمِیرٍ بالعِرَاقِ ثَطِّ

وَجْهِ عَجُوزٍ جُلیَتْ (2)فی لَطِّ

تَضْحَکُ عن مِثْلِ الذِی تُغَطِّی

أَراد أَنَّهَا بَخْراءُ الفَمِ ، ج: لِطَاطٌ ،قال الشّاعِرُ:

جَوارٍ یُحَلِّیْنَ اللِّطاطَ یَزِینُهَا

شَرَائحُ أَحْوَافٍ من الادَمِ الصِّرْفِ

و المِلْطاطُ ،بالکَسْرِ:حَرْفٌ مِنْ أَعْلَی الجَبَلِ ،و جَانِبُه، کاللَّطَاطِ ،الأَخِیرَهُ عن أَبِی زَیْدٍ،و إِطْلاقُه یُوهِمُ الفَتْحَ ،و قد ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ بالکَسْرِ،فإِنَّهُ نَقَلَ عن أَبِی زَیْدٍ،قالَ :

یُقَالُ :هذَا لِطَاطُ الجَبَلِ ،و ثَلاثَهُ أَلِطَّهٍ ،مثلَ زِمَامٍ و أَزِمَّهٍ ، و هو طَرِیقٌ فی عُرْضِ الجَبَلِ .

و المِلْطَاطُ : رَحَی البِزْرِ ،کما فی الصّحاحِ ، أَو:یَدُ الرَّحَی ،قال الرّاجزُ:

فَرْشَطَ لَمَّا کُرِه الفِرْشَاطُ

بِفَیْشَهٍ کأَنَّهَا مِلْطاطُ

و المِلْطاطُ : حَافَهُ الوَادِی و شَفِیرُه،کما فی الصّحاحِ و المِلْطَاطُ :طَرِیقٌ علی ساحِلِ البَحْرِ ،قال رُؤبَهُ :

نَحْنُ جَمَعْنَا النّاسَ بالمِلْطاطِ

فی وَرْطَهٍ و أَیُّما إِیراطِ (3)

قالَ الأَصْمَعِیُّ :یعنِی ساحِلَ البَحْرِ.

16- و فی حَدِیثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «هذا المِلْطاطُ طَرِیقُ بَقِیَّهِ المُؤْمِنِینَ هُرّاباً من الدَّجّال». یَعْنِی به شاطِیءَ الفُراتِ .

و المِلْطَاطُ : المَنْهَجُ المَوْطُوءُ ،من لَطَّهُ بالعَصَا،إِذا ضَرَبَهُ بها،و مَعْنَاه:طَرِیقٌ لُطَّ کثیراً،أَی ضَرَبَتْه السَّیَارَهُ و وَطِئَتْه،کقَوْلهِم:طَرِیقٌ مِیتَاءٌ:للَّذِی أُتِیَ کَثیراً.

و المِلْطَاطُ : صَوْبَجُ (4)الخَبّازِ ،عن الفَرّاءِ،و هو المِحْوَرُ، یُقال.عَرِّضِ الخُبْزِ بالمِلْطاطِ (5)،و یُقَالُ لَه:المِرْقَاقُ أَیضاً.

و المِلْطاطُ : مَالَجُ الطَّیَّانِ ،علی التَّشْبِیهِ به.

و المِلْطاطُ من الشِّجاجِ :السِّمْحاقُ ،کالّلاطَئِهِ ، أَو الَّتِی تَبْلُغُ الدِّماغَ ،کالمِلْطاهِ ،و المِلْطاءِ و المِلْطَی ،مَقْصُورَهً ، بکَسْرِهِنَّ ،و قد سَبَق للمُصَنِّفِ فی«لطأ».

و المِلْطاطُ : حَرْفٌ فی وَسَطِ رَأْسِ البَعِیرِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قِیل: المِلْطَاطُ : نَاحِیَهُ الرَّأَسِ ،و هُمَا مِلْطَاطَانِ ، أَو جُمْلَتُه،أَو جِلْدَتُه،أَو کُلُّ شِقٍّ منه مِلْطاطٌ ،و الأَصْلُ فِیها من مِلْطَاطِ البَعِیرِ،قال الرّاجِزُ:

یَمْتَلِخُ العَیْنَیْنِ بانْتِشاطِ

و فَرْوَهَ الرَّأْسِ عن المِلْطَاطِ

و اللِّطْلِطُ ،بالکَسْرِ:الغَلِیظُ الأَسْنَانِ ،قالَهُ اللَّیْثُ .و أَنْشَدَ لجَرِیرٍ یهجُو الأَخْطَلَ :

تَفْتَرُّ عن قَرِدِ المَنَابِتِ لِطْلِطٍ

مِثْلِ العِجَانِ و ضِرْسُها کالحَافِرِ

ص:397


1- (1) و فی النهایه: [1]الأعشی الحرمازی.
2- (2) عن التهذیب و بالأصل«حلّیت»بالحاء المهمله.
3- (3) الذی فی أراجیز رؤبه. فأصبحوا فی ورطه الأوراط و أشار إلی هذه الروایه صاحب اللسان. [2]
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و صوبح.
5- (5) بالأصل«بالملطاه».

و اللِّطْلِطُ : الناقَهُ الهَرِمَهُ ،زاد أَبو عَمْرٍو:الَّتِی قَدْ أَکَلَتْ (1)أَسْنانُها.

و اللِّطْلِطُ : المَرْأَهُ العَجُوزٌ ،عن الأَصْمَعِیِّ .

و هو لاطٌّ مُلِطٌّ ،کقولهم: خَبِیثٌ مُخْبِثٌ ،أَی أَصْحابُه خُبَثاءُ.

و الأَلَطُّ :مَنْ سَقَطَتْ أَسْنَانُه و تَأَکَّلَتْ ،و فی الصّحاحِ :أَو تَأَکَّلَتْ و بَقِیَت أُصُولُها،یُقَالُ :رجُلٌ أَلَطٌّ بَیِّنُ اللَّطَطِ ،و منه قِیلَ للعَجُوزِ و النّاقَهِ المُسِنَّهِ : لِطْلِطٌ .

و لَطَاطِ ،کقَطَامِ :السَّنَهُ الساتِرَهُ عن العَطَاءِ الحاجِبَهُ ، مَأْخُوذٌ من التَطَّتِ المَرْأَهُ ،أَی اسْتَتَرَت،قال المُتَنَخِّلُ :

و أُعْطِی غَیْرَ مَنْزُورٍ تِلاَدِی

إِذا الْتَطَّتْ لَدَی بَخَلٍ لَطَاطِ

و أَلَطَّ قَبْرَهُ إِلْطاطاً : أَلْزَقَه بالأَرْضِ ،عن ابْنِ عبّاد،و کذا لَطَّ الشَیْ ءَ،و لَطَّ بِهِ و أَلَطَّ الغَرِیمُ بالحَقِّ دُونَ الباطِلِ و لَطَّ :دافَعَ و مَنَعَ من الحقِّ و لَطَّ أَجودُ من أَلَطَّ .

و الْتَطَّ بالمِسْکِ :تَلَطَّخَ به،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و الْتَطَّتِ المَرْأَهُ ،أَی اسْتَتَرَتْ ،عن ابْنِ عبّادٍ.

و الْتَطَّ الشَّیْ ءَ:سَتَرَهُ ، کلَطَّه ،و أَلَطَّه .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَلَطَّهُ :أَعانَهُ أَو حَمَلَه علی أَنْ یَلِطَّ حَقِّی،یُقالُ :مالَکَ تُعِینُه علی لَطَطِه ،کما فی الصّحاحِ .

و أَلطَّ الرَّجُلُ ،أَی:اشْتدَّ فی الأَمْرِ و الخُصُومَهِ .

و قال أَبو سَعِیدٍ:إِذا اخْتَصَمَ رَجُلاَنِ فکان لأَحَدِهِمَا رَفِیدٌ یَرْفِدُه و یَشُدُّ علی یَدِه،فذلِکَ المُعِینُ هو المُلِطُّ ،و الخَصْمُ هُوَ الَّلاطُّ ،و رُبما قالوا: تَلَطَّیْتَ حَقَّه؛لأَنَّهُم کَرِهُوا اجْتِمَاعَ ثلاثَ طاءَات،فأَبْدَلُوا منَ الأَخِیرَه یَاءً،کما قالُوا من اللَّعَاع:تَلَعَّیْتُ .حَقَّقَه الجَوْهَرِیّ .

و لَطَّ الشِّیْ ءَ:سَتَرَه و أَخْفاهُ ،و أَنْشَدَ أَبُو عُبَیْدٍ للأَعْشَی:

و لقد ساءَهَا البَیَاضُ فلطَّتْ

بحِجَابٍ من بَیْنِنَا مَصْدُوفِ (2)

و لَطَّ السِّتْرَ:أَرْخاه.و لَطَّ الحِجَابَ :أَرْخاه و سَدَلَه،قال:

لَجَجْنَا و لَجِّتْ هذِه فی التِّغَضُّبِ

و لَطِّ الحِجَابِ دُونَنا و التَّنَقُّبِ

و قالَ اللَّیْثُ : لَطّ فُلانٌ الحَقَّ بالبَاطِلِ ،أَی سَتَرَه،و هو مَجاز.

و لَطَّ سِرَّه:کَتَمَه.

و أَلَطَّ الحَقَّ بالباطلِ ،کلَطَّ .

و لَطَّتِ المَرْأَهُ :مَنَعَت زَوْجهَا عن البِضَاعِ ،و هو مَجاز.

و تُرْسٌ مَلْطُوطٌ ،أَی مَکْبُوبٌ علی وَجْهِهِ ،و فی الصّحاحِ :

مُنْکَبٌّ ،و أَنْشَدَ لساعِدَهَ بنِ جُؤَیَّهَ :

صَبَّ اللَّهِیفُ لها السُّبُوبَ بطَغْیَهٍ

تُنْبَی العُقَابَ کما یُلَطُّ المِجْنَبُ

یَعْنِی هُنَا الَّذِی یَأْخُذُ العَسَلَ ،و اللَّهِیفُ :المَکْرُوبُ .

و الطَّغْیَهُ :ناحِیَهٌ من الجَبَلِ ،و السُّبُوبُ :الحِبَالُ ،و تُنْبِی العُقَابَ ،أَی لا یَقْدِرُ أَنْ یَقَعَ بها لِمَلاسَتِهَا.و المِجْنَبُ :

التُّرْسُ .و یُلَطُّ :یُسْتَتَرُ به،أَرادَ أَنَّ هذه الطّغْیَهَ مثلُ ظَهْرِ التُّرْسِ حِینَ یُسْتَتَرُ به،کما فی شرحِ الدِّیوان،و قال ابنُ بَرِّی:أَراد أَنَّ هَذه الطَّغْیهَ مثلُ ظهْرِ التُّرْس إِذا کَبَبْتَه.

و المِلْطاطُ :صَحْنُ الدارِ.

و لَطَّه بالعَصَا:ضَرَبَه،و هو مَجَازٌ،نقله الزَّمَخْشَرِیُّ ، و کذلِکَ لَطَأَه و اللِّطَاطُ ،بالکَسْرِ:شَفِیرُ الوادِی.

لعط

لَعَطَهُ ،کمَنَعَهُ :کَوَاه فی عُرْضِ العُنُقِ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «أَنَّه عادَ البَرَاءَ بنَ مَعْرُورٍ و أَخَذَتْه الذُّبَحَهُ ،فأَمَرَ مَنْ لَعَطَه بالنارِ». أَی کَوَاه فی عُنُقِه.

و لَعَطَ فُلانٌ :أَسْرَعَ .

و قال أَبُو حنیفهَ : لَعَطَتِ الإِبِلُ لَعْطاً ،و الْتَعَطَتْ :لم تُبْعِدْ فی مَرْعَاها،و رَعَتْ حَوْلَ البُیُوتِ .

ص:398


1- (1) الأصل و اللسان،و فی التهذیب:أَکِلَتْ أسنانُها.
2- (2) و یروی:«مصروف»و فی التهذیب:«من دوننا مصدوف»و فی دیوانه: مسدوف.

و لَعَطَ فُلاناً بحَقِّه:اتَّقَاه بِه نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،أَی لَواهُ به و مَطَلَه (1).

و لَعَطَ بسَهْمٍ لَعْطاً :حَشَأَهُ بِه،عن ابن عَبَّادٍ.

و لَعَطَه بعَیْنٍ :أَصَابَه ،و هذَا مَجازٌ.

و اللُّعْطَهُ ،بالضَّمِّ :الاسْمُ منه .

و اللُّعْطَهُ أَیْضاً: العُلْطَهُ ،و هی سَوَادٌ تَخُطُّه المَرْأَهُ فی وَجْهِها لتَتَزَیَّنَ به،کما سَبَق.

و اللُّعْطَهُ : سُفْعَهٌ فی وَجْهِ الصَّقْرِ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و اللُّعْطَهُ : سَوَادٌ بعُرْضِ عُنُقِ الشَّاهِ ،و هی لَعْطاءُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبی زَیْدٍ.و یُقَال:شاهٌ لَعْطاءُ :بَیْضَاءُ عُرْضِ العُنُقِ ،و نَعْجَهٌ لَعْطاءُ ،و هی الَّتِی بعُرْضِ عُنُقِها لُعْطَهٌ سَوْداءُ،و سائرُها أَبْیَضُ .

و اللُّعْطَهُ : خَطُّ بسَوَادٍ أَو صُفْرَهٍ تَخُطُّه المَرْأَهُ فی خَدِّها ، و هی العُلْطَهُ ،أَشار إِلیه المُصَنِّفُ قریباً،فهو تَکرار.

و الأَلْعاطُ :خُطوطٌ تَخُطُّهَا الحَبَشُ فی وُجُوهِها،الوَاحِدُ لَعْطٌ ،بالفَتح،و حَبَشِیٌّ مَلْعُوطٌ ،من ذلِکَ .

و أُسَامَهُ بنُ لُعْطٍ ،بالضَّمِّ :فی هُذَیْل ،و فِیهِ یَقُولُ أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِیُّ لِبَنِی نُفَاثَهَ :

أَیْنَ الفَتَی أُسَامَهُ بنُ لُعْطِ

هَلاَّ تَقُومُ أَنْتَ أَو ذو الإِبْطِ

و قد تَقَدَّم فی«أ ب ط ».

و مَرَّ فلانٌ لاعِطاً ،أَی :مَرَّ مُعَارِضاً إِلی جَنْبِ حائِطٍ أَو جَبَلٍ ،و ذلِکَ المَوْضِعُ من الحَائِطِ و الجَبَلِ لُعْطٌ ،بالضَّمِّ ، قاله ابنُ شُمَیْلٍ ،یُقَال:خُذِ اللُّعْطَ یا فُلانُ .

و المَلْعَطُ ، کمَقْعَدٍ:کُلُّ مَکَانٍ یُلْعَطُ نَبَاتُه،أَی یُلْحَسُ من المَراعِی ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ. أَو المَلْعَطُ : المَرْعَی القَرِیبُ ، إِنَّمَا یکونُ حَوْلَ البُیُوتِ ،و الجَمْعُ : المَلاعِطُ ،نقله الأَزْهَرِیُّ ،یُقَالُ :إِبِلُ فُلانٍ تَلْعَطُ المَلاعِطَ ،أَی تَرْعَی قَرِیباً من البُیُوتِ .و أَنْشَدَ شَمِرٌ:

ما رَاعَنِی إِلاّ جَناحٌ هَابِطَا

علَی البُیُوتِ قَوْطَه العُلاَبِطَا

ذاتَ فُضُولٍ تَلْعَطُ المَلاَعِطا (2)

و لَعْوَطٌ ، کجَرْوَلٍ :اسمٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

لُعْطُ الرَّمْلِ :بالضَّمّ :إِبْطُه،و الجَمْعُ أَلْعَاطٌ .

و الْتعَطتِ الإِبِلُ . کلَعَطَت ،عن أَبی حَنِیفَهَ :

و أَلْعَطَ الرَّجُلُ :مَشَی فی لُعْطِ الجَبَلِ ،و هو أَصْلُه،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و لَعَطَهُ بأَبْیَاتٍ :هَجاه بها،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَسَاسِ .

و لُعَاطٌ ،کغُرَابٍ :مَوْضعٌ .

و المَلْعَطَهُ ،بالفَتْحِ :قَریهٌ بشَرْقِیَّهِ مصرَ.

لعقط

اللَّعْقَطَهُ ،أَهْمَلَه المُصَنِّفُ و الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال الصّاغَانِیُّ :هو النَّثْرَهُ بَیْنَ شارِبَیِ الرَّجُلِ إِلی الأَنْف.کما فی التَّکْمِلَهِ .

لعمط

اللَّعْمِطُ ،کزِبْرِجٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هی المَرْأَهُ البَذِیَّهُ ،و هو فی التَّکْمِلَه: اللِّعْمَطَهُ .

لغط

اللَّغْطُ ،بالفَتْحِ عن الکِسَائِیِّ ، و یُحَرَّکُ ،و علیْه اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ : الصَّوْتُ و الجَلَبَهُ .یُقال:سَمِعْتُ لَغْطَ القَوْمِ ،و قال الکِسَائِیُّ :سَمِعْتُ لَغْطاً ،و لَغَطاً . أَو أَصْوَاتٌ مُبْهَمَهٌ لا تُفْهَمُ ،قالهُ اللَّیْثُ .

16- و فی الحَدِیثِ : «و لَهُمْ لَغْطٌ فی أَسُوَاقِهم». ج: أَلْغاطٌ کسَبَبٍ و أَسْبَابٍ ،و زَنْدٍ و أَزْنادٍ.

لَغَطُوا ،کمَنَعُوا لَغْطاً و لَغَطاً ، و لَغَّطُوا تَلْغِیطاً ، و أَلْغَطُوا إِلْغاطاً .

و لَغَطَ الحَمَامُ و القَطَا بصَوْتِهمَا، یَلْغَطان لَغْطاً ،و لَغِیطاً ، و کذلِک أَلْغَطَ ،قال نُقادَهُ الأَسَدِیُّ :

ص:399


1- (1) کما فی اللسان.
2- (2) جناح اسم راعی غنمٍ ،و جعل هابطاً هنا واقعاً متعدیاً(لسان- [1]تکمله).

و مَنْهَلٍ وَرَدْتُه الْتِقاطا

لَمْ أَلْقَ إِذْ وَرَدْتُه فُرّاطا

إِلاّ الحَمَامَ الوُرْقَ و الغَطَاطا

فهُنَّ یُلْغِطْنَ به إِلْغاطَا

و لُغاطٌ کغُرَابٍ :اسمُ جَبَل ،کما فی الصّحاحِ ،قال:

کأَنَّ تَحْتَ الرَّحْلِ و القُرْطاطِ

خِنْذِیذَهً منْ کَتِفَیْ لُغَاطِ

زادَ اللَّیْثُ :من مَنازِلِ بَنِی تَمِیمٍ :

و قیل: لُغاطٌ : ماءٌ قال:

لَمّا رَأَتْ ماءَ لُغاطٍ قَدْ سَجِسْ

و فی المُعْجَم: لُغاطٌ :وَادِ لِبَنِی ضَبَّهَ .

و اللَّغْطُ بالفَتْحِ : فِنَاءُ البَابِ .

و یُقال: أَلْغَطَ لَبَنَهُ إِلْغاطاً : أَلْقَی فِیهِ الرَّضْفَ ،فارْتَفَعَ لَهُ النَّشِیشُ ،کما فی اللِّسَانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اللِّغَاطُ ،ککِتَابٍ : اللَّغَطُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ قولَ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

کَأَنَّ لَغَا الخَمُوش بجَانِبَیْهِ

لَغَا رَکْبٍ -أُمَیْمَ -ذَوِی لِغَاطِ (1)

و أَتَیْتُه قبلَ لَغِیطِ القَطَا،و لَغْطِهِ ،و قَبْلَ القَطَا الّلاغِطِ ،أَی مُبَکِّراً.

و اللُّغَّطُ :جَمْعُ لاَغِطٍ ،قال رُؤْبَهُ :

باکَرْتُه قَبْلَ الغَطَاطِ اللُّغَّطِ

و قَبْلَ جُونِیِّ القَطَا المُخَطَّطِ

و لُغَاطٌ ،کغُرَابٍ :اسمُ رَجُلٍ .

لقط

لَقَطَهُ یَلْقُطُه لَقْطاً : أَخَذَهُ مِنَ الأَرضِ ،فهو مَلْقُوطٌ و لَقِیطٌ .

و مِنَ المَجَازِ: لَقَطَ الثَّوْبَ یَلْقُطُه لَقْطاً : رَقَعَهُ ،عن الکِسَائیِّ . و قال الفَرّاءُ: لَقَطَ الثَّوْبَ ،إِذا رَفَأَهُ (2)مُقَارِباً.

و ثَوْبٌ لَقِیطٌ :مَرْفُوءٌ،و یُقَالُ : الْقُطْ ثَوْبَک،أَی ارْفَأْهُ ، و کذلِک:نَمِّلْ ثَوْبَک.

و قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ : الّلاقِطُ :الرَّفّاءُ ،و هو مَجازٌ.

و من المَجَازِ أَیْضاً: کُلُّ عَبْدٍ أُعْتِقَ فهو لاَقِطٌ ، و الماقِطُ :

عَبْدُه أَی عَبْدُ الّلاقِطِ ، و السّاقِطُ :عَبْدُه ،أَی عَبْدُ الماقِطِ ، و منه قولُهُم: هو ساقِطُ بنُ ماقِطِ بنِ لاقِطٍ و قد أَشَرْنَا إِلی ذلِک فی«س ق ط ».

و اللُّقَاطَهُ ،بالضَّمِّ :ما کَانَ سَاقِطاً مِمَّا لا قِیمَهَ له من الشَّیْ ءِ التّافِهِ ،و من شَاءَ أَخَذَه.

و اللَّقَاطُ ، کسَحَابٍ :السُّنْبُلُ الذی تُخْطِئُه المَنَاجِلُ یَلْتَقِطُه النّاسُ ،حکاهُ أَبو حَنِیفَهَ . و اللِّقَاطُ ، بالکَسْرِ:اسمُ ذلِکَ الفِعْلِ ،کالحَصَادِ و الحِصادِ (3).

و من المَجَازِ:یُقَال فی النِّدَاءِ خَاصّهً : یا مَلْقَطَانُ ،کَأَنَّهُم أَرادُوا یا لاقِطُ .و فی الأَسَاسِ :أَی یا أَحْمَقُ ،و هی بهاءٍ ، و فی التَّهْذِیبِ :تَقُولُ :یا مَلْقَطَانُ ،تَعْنِی (4)به الفَسْلَ الأَحْمَقَ .

و اللَّقَطُ ،مُحَرَّکَهً :ما الْتُقِطَ من الشَّیْ ءِ،و کُلُّ نُثَارَهٍ من سُنْبُلٍ أَو ثَمَرٍ: لَقَطٌ ،و الوَاحِدَهُ لَقَطَهٌ .

و اللَّقَطَه کحُزْمَهٍ ،أَی بالضَّمِّ ،عن اللَّیْثِ ، و قال غَیْرُه:

هی اللُّقَطَهُ ،مثالُ هُمَزَهٍ ،و اللُّقَاطَهُ ،مثلُ ثُمَامَهٍ :ما الْتُقِطَ من الشَّیْ ءِ،و لُقَاطَهُ النَّخْلِ :ما الْتُقِطَ من کَرَبِه بعد الصِّرامِ .قالَ اللَّیْثُ : اللُّقْطَهُ ،بتَسْکِینِ القافِ :اسمُ الذِی تَجِدُه مُلْقًی فتَأْخُذُه،و کذلِکَ المَنْبُوذُ من الصِّبْیان: لُقْطَهٌ ، و أَما اللُّقَطَهُ ،بفَتْح القافِ ،فهُوَ:الرَّجُل اللَّقَّاطُ یَتَتَبَّعُ اللُّقْطَاتِ یَلْتَقِطُها .و قال الأزْهَرِیُّ :و کلامُ العَرَبِ الفُصحَاءِ علی غَیْرِ ما قَال اللَّیْثُ فی اللُّقْطَهِ و اللُّقَطَهِ ،وَ رَوَی أَبو عُبَیْد عن الأَصْمَعِیِّ و الأَحْمَرِ،قالا:هی اللُّقَطَهُ ،و القُصَعَهُ ،

ص:400


1- (1) دیوان الهذلیین 25/2 و روایته. کأن وغی الخموش بجانبیه وغی رکبٍ أمیم ذوی هیاط و علی الروایه فلا شاهد فیها.
2- (2) فی القاموس:«رفاه».
3- (3) قال الأزهری فی التهذیب«لقط »251/16 الحَصاد و الحِصاد بمعنی واحد،و مثله:الجِزاز و الجَزاز،و الصَّرام و الصِّرام و الجِداد و الجَداد.
4- (4) عن التهذیب و بالأصل«یعنی».

و النُّفَقَهُ ،مُثَقَّلاتٌ کلُّهَا[لما یُلتقطُ من الشیءِ السَّاقِطِ ] (1)، قال:و هذا قَوْلُ حُذّاقِ النَّحْوِیِّینَ [و]لم أَسْمَعْ « لُقْطَه » لغَیْرِ اللَّیْثِ ،و هکَذَا رَوَاهُ المُحَدِّثُونَ عن أَبِی عُبَیْد،قال:

و رَوَاهُ الفَرّاءُ أَیْضاً« اللُّقْطَهُ »،بالتَّسْکِینِ ،و قولُ الأَحْمَرِ و الأَصْمَعِیِّ أَصْوَبُ .

قال: و أَمّا الصَّبِیُّ المَنْبُوذُ یجِدُه إِنْسَانٌ فهو اللَّقِیطُ عِنْدَ العَرَبِ ،لا کما زَعَمَه اللَّیْثُ ،و هو المَوْلُودُ الذی یُنْبَذُ علی الطُّرُقِ ،أَو یُوجَد مَرْمِیًّا علی الطُّرُق لا یُعْرَفُ أَبُوه و لا أُمُّه، فَعِیلٌ بمعنَی مَفْعُولٍ ، کالمَلْقُوطِ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «المَرْأَهُ تَحُوزُ ثَلاثَهَ مَوَارِیثَ :عَتِیقَها و لَقِیطَها و وَلَدَهَا الَّذِی لاعَنَتْ عنه». و هو فی قَوْلِ عامَّهِ الفُقَهَاءِ حُرٌّ،لا وَلاَءَ علیهِ لأَحَدٍ، و لا یَرِثُه مُلْتَقِطُه ،و ذَهَبَ بعضُ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّ (2)العَمَلَ بهذا الحَدِیثِ علَی ضَعْفِه عندَ أَکْثَرِ أَهْلِ النَّقْلِ .قلتُ :و ما ردَّ به الأَزْهَرِیُّ علی الَّلیْثِ قولَه فإِنَّ ابْنَ بَرِّیّ قد صَوَّبَه و اسْتَحْسَنَه،و قال:لأَن الفُعْلَهَ للمَفْعُولِ کالضُّحْکَهِ و الفُعَلَهَ للفاعِل،کالضُّحَکَهِ ،قال:و یَدُلُّ عَلَی صِحَّهِ ذلِکَ قَوْلُ الکُمَیْتِ .

أَلُقْطَهَ هُدْهُدٍ و جُنُودَ أُنْثَی

مُبَرْشِمَهً ،أَلَحْمِی تَأْکُلُونا؟

لُقْطَهَ :مُنَادَی مضافٌ ،و کذلِک جُنُودَ أُنْثَی،و جَعَلَهم بذلِک النهایَهَ فی الدناءَهِ ؛لأن الهُدْهُدَ یَأْکُلُ العَذِرَهَ ، و جَعَلَهُم یَدِینُون لامْرَأَهٍ ،و مُبَرْشِمَهً :حالٌ من المُنادَی.

و البَرْشَمَهُ :إِدامهُ النظَرِ،و ذلِکَ من شِدَّهِ الغَیْظِ ،و کذلِک التُّخْمَهُ ،بالسُّکُونِ ،و هو الصحیحُ .و التُّخَمَهُ بالتَّحْرِیکِ نادِرٌ کما أَن اللُّقَطَهَ ،بالتَّحْرِیکِ نادرٌ.انتهی،فتَأَملْ .

16- و فی الحَدِیث (3):

«لا تَحِلُّ لُقَطَتُهَا إِلاّ لِمُنْشِدٍ». قال ابنُ الأَثِیرِ:و قد تَکَرّرَ ذِکْرُهَا فی الحَدِیثِ ،و هی بضَمِّ الّلامِ و فَتْحِ القافِ :اسمُ المالِ المَلْقُوطِ ،أَی المَوْجودُ.و قال بَعْضُهم:هی اسمُ المُلْتَقِطِ ،کالضُحَکَهِ و الهُمَزَه،و أَمّا المالُ المَلْقُوطُ فهو بسُکُونِ القافِ .قال:و الأَوّلُ أَکثرُ و أَصَحُّ .

و الَّلقِیطُ : بِئْرٌ الْتُقِطَتْ الْتِقَاطاً ،أَی وُقِعَ علیهَا بَغْتَهً من غَیْرِ طَلَبٍ ،عن اللیْثِ ،و فِعْلُه الالْتِقَاطُ .

و لَقِیطٌ هو النُّعْمَانُ بنُ عَصَرِ بنِ الرَّبِیعِ بنِ الحارِثِ البَلَوِیُّ حَلِیفُ الأَنْصَارِ،عَقَبِیٌّ بَدْرِیُّ ،و فی أَبِیه اخْتِلافٌ کَبِیرٌ،قُتِلَ لَقِیطٌ یومَ الیَمَامَهِ .

و لَقِیطُ بنُ الرَّبِیعِ بنِ عَبْدِ العُزَّی بنِ عَبْدِ شَمْسٍ العَبْشَمِیُّ ،صِهْرُ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم (4)،أُسِرَ یومَ بَدْرٍ،و هو ابنُ أُخْتِ خَدِیجَهَ بنتِ خُوَیْلِدٍ،و کُنْیَتُه أَبو العاصِ ،مَشْهُورٌ بها.

و قِیلَ :بل اسْمُه مُهَشِّمُ ،و قیلَ :هُشَیْمٌ ،و قیلَ :قاسِمٌ .

و لَقِیطٌ أَصَحُّ .

و لَقِیطُ بنُ صَبْرَهَ وَالِدُ عاصِمٍ :حِجَازَیٌّ ،و هو وَافِدُ بنی المُنْتَفِقِ ،له فِی الوُضُوءِ.

و لَقِیطُ بنُ عامِرِ بنِ المُنْتَفِقِ بنِ عامِرٍ بنِ عُقَیْلٍ العامِرِیُّ العُقَیْلِیُّ ،أَبو رَزِینٍ ،و قال البُخَارِیُّ :هو لَقِیطُ بنُ صَبْرَهً الَّذِی تَقَدَّم ذِکْرُه،و فرَّقَ بینَهُمَا مُسْلِمُ .

و لَقِیطُ بنُ عَدِیٍّ اللَّخْمِیُّ ،کان علی کَمِینِ عَمْرِو بنِ العاصِ وَقْتَ فتحِ مِصْرَ.

و لَقِیطُ بنُ عَبّادِ بنِ نُجَیْدٍ السَّامِیُّ ،له وِفَادَهٌ ،ذَکَره ابنُ ماکُولا: صَحَابِیُّون رَضِیَ اللَّهُ عَنْهم.

وفاتَهُ :

لَقِیطُ بنُ أَرْطاهَ السَّکُونِیُّ :شامِیٌّ ،روَی عنه عَبْدُ الرّحْمنِ بنُ عائِذٍ.

و لَقِیطُ بنُ عَبْدِ القَیْسِ الفَزَارِیُّ حَلِیفُ الأَنْصَارِ،قال سَیْفٌ :کان أَمِیراً علی کُرْدُوسٍ یَوْمَ الیَرْمُوکِ .

و أَبو لَقِیطٍ :من مَوالِی رَسُول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم،کان نُوبِیًّا،أَو حَبَشِیًّا،مات زَمَنَ عُمَر.

و اللَّقِیطَه بهَاءٍ:الرَّجُلُ المَهِینُ الرَّذْلُ السّاقِطُ . و کَذَا المَرْأَهُ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و هو مَجَازٌ،تَقُول:إِنَّه لَسَقِیطٌ لَقِیطٌ ، و إِنَّهَا لَسَقِیطَهٌ لَقِیطَهٌ ،و إِذا أَفْرَدُوا للرَّجُلِ قالُوا:إِنَّهُ لسَقِیطٌ .

و بَنُو اللَّقِیطَهِ :سُمُّوا بها ،و فی الصّحاحِ :بذلِکَ ، لأَنَّ أُمَّهَمُ زَعَمُوا الْتَقَطَهَا حُذَیْفَهُ بنُ بَدْرٍ ،أَی الفَزَارِیُّ فی جَوَارٍ

ص:401


1- (1) زیاده عن التهذیب.
2- (2) فی اللسان: [1]إلی العمل.
3- (3) فی النهایه:و [2]فی حدیث مکه.
4- (4) علی ابنته زینب،و أمه هاله بنت خویلد.أسد الغابه. [3]

قد أَضَرَّتْ بهِنَّ السَّنَهُ ،فأعجَبَتْه فضَمَّها إِلیه، فخَطَبَها إِلی أَبِیهَا و تَزَوَّجَها ،إِلی هُنَا نَصُّ الصّحاحِ ،قال الصّاغَانِیُّ :

و هی بِنْتُ عُصْمِ (1)بنِ مَرْوَانَ بنِ وَهْبٍ ،و هِیَ أُمُّ حِصْنِ بنِ حُذَیْفَهَ ،و فی دِیوَانِ حَسّانَ رَضِیَ اللَّهُ عنه:

هَلْ سَرَّ أَوْلادَ اللَّقِیطَهِ أَنَنا

سَلْمٌ غَدَاهَ فَوَارِسِ المِقْدَادِ

و أَوّلُ أَبْیَاتِ الحَمَاسَهِ اختِیَارُ أَبی تَمّامٍ حَبِیبِ بنِ أَوْسٍ الطائیِّ مُحَرَّفٌ ،و هو قولُ بعضِ شُعَرَاءِ بَلْعَنْبرَ.قلتُ ،هو قُرَیْطُ بنُ أُنَیْفٍ :

لَوْ کُنتُ من مازِنٍ لم تَسْتَبِح إِبِلیِ

بَنُو اللَّقِیطَهِ من ذُهْلِ بنِ شَیْبَانا (2)

و هی ثَمانِیَهُ أَبیاتٍ ،کذا هو فی سائِرِ نُسَخِها، و الرِّوَایَهُ :

«بنُو الشَّقِیقَهِ »و هی بِنْتُ عَبَّادِ بنِ زَیْدِ بنِ عَمْرِو بنِ ذُهْلِ بنِ شَیَبانَ ،هکذا حَقَّقه الصاغَانِیُّ فی العُبَابِ ، و یَأْتِی فی القافِ قلتُ :و رواهُ أَبو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ علیِّ بنِ أَبِی الصَّقْرِ الواسِطِیُّ عن أَبِی الحَسَنِ الخَیْشِیِّ النَّحْوِیِّ «بنو اللَّقِیطَهِ » کما هو المَشْهُورُ.

و المِلْقاطُ ،بالکسرِ:القَلَمُ قال شَمِرٌ:سَمِعْتُ حِمْیَرِیّهً تَقُولُ -لکَلِمَهٍ أَعَدْتُها عَلیْهَا:لقد لَقَطْتُها بالمِلْقَاطِ ،أَی کتَبْتُها بالقَلَمِ .

و المِلْقَاطُ : المِنْقَاشُ الّذِی یُلْقَطُ به الشَّعرُ.

و المِلْقَاطُ : العَنْکَبُوتُ ،و الجَمْعُ : مَلاقِیطُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن بَعْضِهم.

و المِلْقَط ، کمِنْبَرٍ:ما یُلْقَطُ به ، کالمِلْقاط الّذِی تقدّمَّ ذِکْرُه.و فی الجَمْهَرَهِ :ما یُلْقَطُ فِیه.

و بَنُو مِلْقِطٍ :حیٌّ من العَرَبِ ،ذَکَرَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و أَنْشَدَ لِعَلْقَمَهَ بنِ عَبَدَهَ :

أَصْبْنَ بن الطَّریفِ بنِ مالِکٍ

و کانَ شِفاءً لو أَصَبْنَ المَلاقِطا

قلتُ :و هُمْ بَنُو مِلْقَطِ بنِ عَمْرِو بنِ ثَعْلبَهَ بنِ عَوْفِ بنِ وَائِلِ بنِ ثَعْلبَهَ بنِ رُومانَ (3)،من طیِّ ءٍ،من وَلَدِه الأَسَدُ الرَّهِیصُ (4)الَّذِی تَقَدَّم ذِکْرُه فی«رهص»و قال ابنُ هَرْمَهَ :

کالدُّهْمِ و النَّعَمِ الهِجَانِ یَحُوزُهَا

رَجُلانِ من نَبْهانَ أَو مِنْ مِلْقَطِ

و من المَجَازِ: الْتَقَطَه :عَثَرَ علیهِ من غَیْرِ طَلَب .و منه

16- الحدیِثُ : «أَنَّ رَجُلاً من تَمِیمٍ الْتَقَطَ شَبکَهً فطَلَبَ أَنْ یَجْعَلَها له». الشَّبَکَهُ :الآبارُ القَرِیبَهُ من الماءِ،و الْتَقَط الکَلأَ کذلِکَ .

و تَلَقَّطَه ،أَی التَمْرَ،کما فی الصّحاح: الْتَقَطَ من هاهُنا و هاهُنا .

و قال اللِّحْیَانِیُّ :یقالُ : دَارُه بلِقَاطِ دَارِی،بالکسرِ أَی بحِذائها و کذلک بطِوارِها.

و المُلاقَطهُ :المحُاذاهُ کاللِّقاطِ .

و یقال:لقیتُه لِقاطاً ،أَی مُواجَهَهً ،حکاه ابنُ الأَعرابیِّ .

و قال أَبو عُبَیْدَهَ (5): المُلاقَطَهُ : أَنْ یَأْخُذَ الفَرَسُ التَّقْرِیبَ بقَوَائمِهِ جمیعاً .

و من المَجَازِ: الأَلْقَاطُ :الأَوْباشُ ،یُقَال:جاءَ أَسْقَاطٌ من النّاسِ و أَلْقاطٌ .

و من المجازِ قَوْلُهم: لکُلِّ سَاقِطَهٍ لاقطِهٌ (6)،أَی لِکلِّ کَلِمَهٍ سَقَطَتْ من فَمِ النّاطِقِ نَفْسٌ تَسْمَعُها، فَتَلْقُطُهَا ، فتُذِیعُها و أَخْصَرُ منه عِبَارَهُ الجَوْهَرِیُّ ،أَی لکلِّ ما نَدَرَ من الکَلامِ من یَسْمَعُها و یُذِیعُها، یُضْرَبُ مَثَلاً فی حِفْظِ اللِّسَانِ .و أَوَّلَه الزَّمَخْشَرِیُّ علی معنًی آخَرَ،فقال:أَی:

لکلِّ نَادِرَهٍ مَنْ یأْخُذُهَا و یَسْتَفِیدُها.و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی «س ق ط ».

و من المَجَازِ:أَخْرَجَ القَصّابُ الّلاقِطَهَ ،و لاقِطَهُ الحَصَی ،و هی قانِصَهُ الطَّیْرِ ،زادَ الجَوْهَرِیُّ :یجْتَمِعُ فیها الحَصَی،و فی الأَساسِ :هی القِبَهُ ؛لأَنَّ الشّاهَ کُلَّمَا أَکَلَتْ من تُرَابٍ أَو حَصًی حَصَّلَتْه فِیهَا.

ص:402


1- (1) فی شرح الحماسه للتبریزی 6/1 عصیم.
2- (2) الموازن فی العرب أربعه:مازن قیس و مازن الیمن و مازن ربیعه و مازن تمیم،و المراد هنا مازن تمیم.و قوله:بنو اللقیطه،کأنه یعیرهم أن أمهم بنت أمه التقطت.و قیل:اللقیطه هنا نسب و لیس بشتم انظر شرح الحماسه للتبریزی 6/1.
3- (3) عن جمهره ابن حزم و [1]بالأصل«ردمان».
4- (4) و اسمه حیان بن عمرو بن عمیره بن ثعلبه بن غیاث بن ملقط .و قیل اسمه جبار،و قیل هبار.
5- (5) الأصل و التکمله،و فی التهذیب:أبو عبید.
6- (6) المثل فی مجمع المیدانی 94/2. [2]

و من المَجَازِ: إِنَّهُ لُقَّیْطَی خُلَّیْطَی،کسُمَّیْهَی ،فِیهما،أَی مُلْتَقِطٌ للأَخْبَارِ لِیَنِمَّ بها . فالالْتِقاطُ هو النَّمُّ ،و عَادَتُه اللُّقَیْطَی ،یُقَال له إِذا جاءِ بها: لُقَّیْطَی خُلَّیَطَی،یُعَابُ بذلِکَ .

و اللَّقَطُ ،مُحَرَّکهً :ما یُلْتَقَطُ من السَّنَابِلِ ،کاللُّقَاطِ .

بالضَّمِّ ،و قد ذُکِرَ.

و اللَّقَطُ أَیْضاً: قِطَعُ ذَهَبِ تُوجَدُ فی المَعْدِنِ ،کما فی الصّحاحِ ،و قالَ اللَّیْثُ : اللَّقَطُ :قِطَعُ ذَهَبٍ أَو فِضَّهٍ أَمْثَالُ الشَّذْرِ،و أَعْظَمُ فی المَعَادِن،و هو أَجْوَدُهُ ،و یقال:ذَهَبٌ لَقَطٌ .

و قال أَبُو مالِکٍ : اللَّقَطُ (1): بَقْلَهٌ طَیِّبَهٌ تَتبَعُهَا (2)الدَّوَابُّ فتَأْکُلُها لطِیبِها (3)،و رُبَّمَا انْتَتَفَها الرَّجُلُ فنَاوَلَهَا بَعِیرَهُ ،و هیَ بُقُولٌ کَثِیرَهٌ یَجْمَعُهَا اللَّقَطُ ، الوَاحِدَهُ بهاءٍ .و قال غَیْرُه:هو نَبَاتٌ سُهْلِیٌّ یَنْبُتُ فی الصَّیْف و القَیْظِ فی دِیَار عُقَیْلٍ ،یُشْبِه الفِطْرَ و المَکْرَهَ ،إِلاّ أَنَّ اللَّقَطَ تَشْتَدُّ خُضْرَتُه و ارْتِفَاعُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الْتَقَطَ الشَیْ ءَ،أَی لَقَطَه و أَخَذَه من الأَرْضِ .و العربُ تقول:«إِنّ عندَکَ دِیکاً یَلْتَقِط الحَصَی».یقال ذلک للنَّمّامِ .

و المُلْتَقَط :الشَیْ ءُ الساقِطُ .و الذَّهَبُ یُوجَدُ فی المَعْدِن.

و یقالُ للَّذِی یَلْقُط السَّنابِلَ -إِذا حُصِدَ الزَّرْعُ و وُخِزَ الرُّطَبُ من العِذْقِ : لاَقِطٌ و لَقّاطٌ و لَقّاطَهٌ .

و فی هذا المکان لَقَطٌ من المَرْتَعِ .مُحَرَّکَه،أَی شْیءٌ مِنْهُ قَلِیلٌ ،کما فی الصّحاحِ .و قال غَیْرُه:فی الأَرض لَقَطٌ للمالِ ،أَی مَرْعًی لیسَ بالکَثِیر،و الجَمْعُ : أَلْقَاطٌ .

و قال الأَصْمَعِیُّ :أَصْبَحَتْ مَرَاعِینَا مَلاقِطَ مِنَ الجَدْبِ :

إِذا کانَتْ یابِسَهً و لا کَلَأ فیها،و أَنْشَدَ:

تُمْسِی (4)و جُلُّ المُرْتَعَی مَلاَقِطُ

و الدِّنْدِنُ البالِی و حَمْضٌ حَانِطُ

و الأَلْقاطُ :الفِرْقُ من النّاسِ القَلِیل (5)،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و هو غَیْرُ الأَوْبَاشِ الَّذِی ذَکَرَه المُصَنِّفُ .

و الَّلاقِطَهُ :قِبَهُ الشّاهِ .

و الرَّجُلُ السّاقِطُ .

و من أَمثالهم:أَ صَیْدُ القُنْفُذِ أَمْ لُقْطَهٌ ،یُضْرَبُ للرَّجُلِ الفَقِیرِ یَسْتَغْنِی فی ساعهٍ .

و یُقَالُ :لَقِیتُه الْتِقَاطاً ،إِذا لَقِیتَهُ من غیرِ أَنْ تَرْجُوَه أَو تَحْتَسِبَه.

و فی الصّحاحِ :وَرَدْتَ الشِّیْ ءَ الْتِقَاطاً ،إِذا هَجَمْتَ علیهِ بَغْتَهً ،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ-و هو نُقَادَهُ الأَسَدِیُّ :

و مَنْهَلٍ وَرَدْتُه الْتِقاطَا

و قال سیبویْه: الْتِقاطاً ،أَی فَجْأَهً ،و هو من المصادرِ التی وَقَعَتْ أَحْوَالاً نَحْوَ جاءَ رَکْضاً.

و المَلْقَطُ ،کمَقْعَدٍ:المَعْدِنُ و المَطْلَبُ .

و لَقَطَ الذُّبابُ :سَفَدَ.نقله ابْنُ القَطّاعِ فی کتاب الأَبْنِیَهِ .

و اللُّقَاطَهُ بالضَّمّ :مَوْضِعٌ قریبٌ من الحَاجِرِ.

و لَقَطٌ ،محرَّکَهً :اسمُ ماءٍ بینَ جَبَلَیْ طَیِّیءٍ و تَیْمَاءَ.

و اللَّقِیطَهُ ،کسَفِینَهٍ :بئرٌ بأَجَأَ،و تُعْرَف بالبُوَیْرَهِ ،و ماءٌ عَلَی مَرْحَلَهٍ من قُوص بالصَّعِید.

و اللَّقِیطُ (6)،کأَمِیرٍ:ماءٌ لغَنِیٍّ .

و بَطْنٌ من العَرَبِ .

لکط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَبو لکوط :عبدُ الرَّحْمنِ الدُّکّالِیُّ ،تَرْجَمَه التَّقِیُّ الفاسِیُّ فی العِقْدِ الثَّمِین،و قَبْرُه بالحَجُونِ مَشْهُورٌ.

لمط

اللَّمْطُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :

هو الاضْطِرابُ .و قالَ غیرُه: اللَّمْطُ : الطَّعْنُ .

و لَمْطَهُ بالفَتْحِ : أَرْضٌ لِقَبِیلَهٍ بالبَرْبَرِ ،و الصَّوابُ من

ص:403


1- (1) اللسان: [1]اللقْطَهُ و للَّقَطَ الجمع.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:تَتَبَّعُها.
3- (3) التهذیب:لطیبها فتأکلها.
4- (4) فی التهذیب:«نمسی»و فی اللسان:« [2]تمشی».
5- (5) فی الصحاح:و الألقاط من الناس:القلیل المتفرقون.
6- (6) قیدها یاقوت«اللقیطه»قال:و قیل اللقیطه ماء لغنیّ .

البَرْبَر بأَقْصَی المَغْرِبِ من البَرِّ الأَعْظَم، یُنْسب إِلیها الدَّرَقُ ؛ لأَنَّهُمْ فیما زَعَمَ ابنُ مَرْوانَ یَصْطادُونَ الوَحْشَ و یَنْقَعُونَ الجُلُودَ فِی اللَّبَنِ «الحَلِیبِ »سَنَهً کامِلَهً فَیَعْمَلُونَها دُرُقاً، (1)فَیَنْبُو عنها السَّیْفُ القاطِعُ .

أَوْ لَمْطٌ :اسمُ أُمَّهٍ من الأُمَمِ قالَه الخارْزَنْجِیُّ ،و أَنْشَدَ.

لَوْ کُنْتُ مِنْ نُوبَهَ أَو مِنْ لَمْطِ

و الصَّحِیحُ أَنَّهَا من البَرْبَرِ،و هی عِدَّهُ قَبَائِلَ أُخْرِجَتْ من فِلَسْطِینَ ،و نَزَلَتْ بالمَغْرِبِ ،و تَنَاسَلَتْ فسُمِّیَتْ بهمُ الأَمَاکِنُ التی نَزَلُوها،و لَمْطٌ هذا تَزَوَّجَ العَرْجَاءَ أُمَّ صِنْهاجٍ ،فأَوْلَدَ منها لَمْطاً الأَصْغَرَ،فَهُمَا أَخَوَانِ لأُمّ .

و قالَ أَبو زَیْدٍ: الْتَمَطَ فُلانٌ بِحَقِّی ،إِذا ذَهَبَ بِهِ نَقَلَه، الصّاغَانِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ.

لوط

: لُوطٌ ،بالضَّمِّ :من الأَنْبِیَاءِ علیهمُ الصَّلاهُ و السَّلام و هو لُوطُ بنُ هارانَ بنِ تارَحَ بنِ ناحُورَ بنِ سارُوغَ بنِ أَرْغُو بنِ فالَغَ بنِ عابَرَ،و هو رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم إِلی سَدُومَ و سائرِ القُرَی المُؤْتَفِکَهِ .

16- و قیل: آمَنَ لُوطٌ بإِبرَاهِیمَ علیهما السّلامُ ،و شَخَصَ معه مُهَاجِراً إِلی الشّامِ ،فنَزَلَ إِبْرَاهِیمُ فِلَسْطِینَ ،و نَزَلَ لُوطٌ الأُرْدُنَّ ،فأُرْسِل إِلی أَهْلِ سَدُومَ . و هو اسم مُنْصَرِفٌ مع العُجْمَهِ و التَعْرِیفِ ،و کذلِکَ نُوحٌ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و إِنْمَا أَلْزَمُوهما الصَّرْفَ لإِنَّ الاسْمَ علی ثَلاثَهِ أَحْرُفٍ أَوْسَطُه ساکنٌ ،و هو علی غایَهِ الخِفَّهِ ، فقاوَمَتْ خِفَّتُه أَحَدَ السَّبَبَیْنِ لسُکُونِ وَسَطِه ،و کذلِکَ القِیَاسُ فِی هِنْد و دَعْد،إِلاّ أَنَّهُمْ لم یُلزِمُوا الصَّرْفَ فی المُؤَنَّثِ ، و خَیَّرُوکَ فیهِ بینَ الصَّرْفِ و تَرْکهِ .

و لاَطَ الرَّجُلُ یَلُوط لِوَاطاً : عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِهِ ، کلاَوَطَ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و کذلِکَ تَلَوَّطَ ،قالَ اللَّیْثُ : لُوطٌ کانَ نَبِیًّا بَعَثَه اللّه إِلی قَوْمِه،فکَذَّبُوه،و أَحْدَثوا ما احدثوا،فاشْتَقَّ النّاسُ من اسْمِه فِعْلاً لِمَنْ فَعَلَ فِعْلَ قَوْمِهِ .

و لاَطَ الحَوْضَ :أَصْلَحَه بالطِّینِ . و قال اللِّحْیَانِیُّ : لاطَ فُلانٌ به:طَیَّنَهُ و طَلاَهُ بالطِّینِ و مَلَّسَه به،فعَدَّی لاطَ بالباءِ.

قالَ ابنُ سِیدَهْ :و هذا نادِرٌ لا أَعْرِفُه لغَیْرِه،إِلاّ أَنْ یَکُونَ من بَابِ مَدَّه و مَدَّ به.و الکَلِمَهُ وَاوِیَّهٌ و یائِیَّهٌ ،و من ذلِکَ

16- حَدِیثُ أَشْرَاطِ السّاعَهِ : «و لَتَقُومَنَّ و هُو یَلُوطُ حَوْضَه». و فی رِوَایَهٍ «یَلِیطُ ».

17- و فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ فی مالِ الیَتِیمِ : «إِنْ کُنْتَ تَلُوطُ حَوْضَها و تَهْنَأُ جَرْبَاهَا فأَصِبْ مَنْ رِسْلِها». و

16- فی حَدِیثِ قَتَادَهَ : «کانَتْ بَنُو إِسْرَائِیلَ یَشْرَبَون فی التِّیهِ ما لاَطُوا ». أَی مما یَجْمَعُونَهُ فی الحِیَاضِ من الآبارِ.

و لاطَ الشَیْ ءُ بقَلْبِی، یَلُوطُ وَ یَلِیطُ ، لَوْطاً و لَیْطاً و لِیَاطاً ، ککِتَابٍ : حُبِّبَ إِلیه و أُلْصِقَ ،یُقَالُ :هو أَلْوَطُ بقَلْبِی،و أَلْیَطُ .

و إِنِّی لأَجِدُ له فی قَلْبِی، لَوْطاً و لَیْطاً (2)،یَعْنِی الحُبَّ الّلازِقَ بالقَلْبِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الکِسَائیِّ .

17- و فی حَدِیثِ أَبِی بَکْرٍ رضِی اللّه عَنْه: أَنَّه قال:«إِنَّ عُمَرَ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَیَّ »،ثم قال:«الَّلهُم أَعَزُّ،و الوَلَدَ أَلْوَطُ ». قال أَبو عُبَیْدٍ:أَیْ أَلْصَقُ بالقَلْبِ ،و کذلِکَ کُلُّ شَیْ ءٍ لَصِقَ بشَیْ ءٍ فقد لاطَ بِه.

و الکَلِمَهُ وَاویَّهٌ و یَائِیَّهٌ .

و لاَطَ فُلاناً بسَهْمٍ ،أَو بِعَیْنٍ :أَصابَهُ بهِ ،و الهَمْزُ لُغَهٌ .

قلْتُ :و کذلِکَ العَیْنُ ،کما تَقَدَّمتِ الإِشَارَهُ إِلیهما.

و لاَطَ القَاضِی فُلاناً بفُلانٍ :أَلْحَقَهُ بهِ ،یائِیَّه،

17- لحَدِیثِ عُمَرَ: «أَنَّه»کان یَلِیطُ أَوْلادَ الجاهلیَّهِ بِآبائِهِم». أَی یُلْحِقُهم، و هو مَجازٌ.

و لاَطَ الشَّیءُ لَوْطاً : أَخْفَاه و أَلْصَقَه.

و لاطَ فی الأَمْرِ لاَطاً :أَلَحَّ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و هی وَاوِیَّهٌ ؛ لأَنَّ أَصْلَ الّلاطِ اللّوْطَ ،و هو قَرِیبٌ من اللُّصُوقِ ؛لأَنَّ المُلِحَّ یَلْزَقُ عَادَهً .و قد مَرَّ فی أَوَّلِ الفَصْلِ «لَأطَهُ »بهذا المَعْنَی، و سَیَأْتِی أَیضاً فی لأَظَه،بالظاءِ.قالَ الصّاغَانِیُّ :فإِنْ صَحَّ ما قَالَهُ اللَّیْثُ فالّلاطُ کالقالِ ،بمَعْنَی القَوْلِ فی المَصْدَرِ.

و قال اللَّیْثُ : لاطَ اللّه تَعالی فُلاناً لَیْطاً :لَعَنَه ،یائِیَّهٌ ، و منه قولُ عَدِیِّ بنِ زَیْدٍ،یصِفُ الحَیَّهَ و دُخُولَ إِبْلِیسَ جَوْفَها:

فلاَطَهَا اللّه إِذْ أَغْوَتْ خَلِیفَتَه

طُولَ اللَّیَالِی و لم یَجْعَل لها أَجَلاَ (3)

ص:404


1- (1) فی معجم البلدان« [1]لمطه»:سنه کامله ثم یتخذون منها الدرق،فإذا ضربت بالسیف القاطع نبا عنها.
2- (3) ضبطت بالفتح عن الصحاح،و ضبطها الأزهری فی التهذیب نصاً بالکسر.
3- (4) البیت فی دیوان عدی بن زید ص 160 و نسبه فی اللسان [2]لأمیه بن أبی الصلت.

أَرَادَ أَنَّ الحَیَّهَ لا تَمُوتٌ بأَجَلِها حتّی تُقْتَلَ .

و مِنْهُ شَیْطَانٌ لَیْطانٌ ،سُرْیَانِیَّهٌ ، أَو هُوَ إِتْبَاعٌ له،کما قالَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ بَرِّی:قال القالِی: لَیْطَانٌ ،مِنْ لاَطَ بقَلْبِه،أَی لَصِقَ .

و اللَّوْطُ :الرِّداءُ ،یُقَال:انْتُقْ لَوْطَکَ فی الغَزَالَهِ حتّی یَجِفَّ و لَوْطُه :رِدَاؤُه.و نَتْقُه:بَسْطُه.و یُقَالُ :لَبِسَ لَوْطَه .

و اللَّوْطُ : الرَّجُلُ الخَفِیفُ المُتَصَرِّفُ .

و اللَّوْطُ الرِّبا (1)،کاللِّیَاطِ وَاوِیِّهٌ ؛لأَنّ أَصْلَهَا لِوَاطٌ ، و جمعُ اللِّیَاطِ : لِیطٌ ،و أَصله لَوْطٌ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،سُمِّیَ به لأَنَّهُ شیءٌ لِیطَ برأْسِ المالِ ،أَی لَصِقَ به،و منه

16- الحَدِیثُ : «و مّا کانَ لَهُمْ من دَیْنٍ إِلی أَجَلِه (2)فبَلَغَ أَجَلَهُ فإِنَّهُ لِیَاطٌ مُبَرَّأٌ من اللّه».

و الشَیْ ءُ الّلازِقُ : لَوْطٌ ،هو مَصْدَرٌ یُوصَفُ به ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

رَمَتْنِیَ مَیٌّ بالهَوَی رَمْیَ مُمْضَعٍ (3)

من الوَحْشِ ، لَوْطٍ ،لم تَعُقْهُ الأَوالِسُ

و یُقَال: التَاطَهُ ،أَی ادَّعاهُ وَلَداً و لَیْسَ لَهُ ،و لو قالَ :

اسْتَلْحَقه،کَفاه من هذا التّطْوِیلِ ، کاسْتَلاطَهُ ،قال الشّاعِرُ:

فهَلْ کُنْتَ إِلاَّ بُهْثَهً اِسْتلاطَها

شَقِیٌّ من الأَقْوَامِ وَغْدٌ مُلَحَّقُ ؟

قَطَعَ أَلِفَ الوَصْلِ للضَّرُورَهِ .و یُرْوَی« فاسْتلاَطَها »و

17- فی حَدِیثِ عائِشَهَ -فی نِکاحِ الجاهِلِیَّهِ : « فالْتَاطَ به و دُعِیَ ابْنُهُ ». و

4- فِی حَدِیثِ عَلیِّ بنِ الحُسَیْنِ رَضِی اللّه عنهما: فی المُسْتَلاطِ :«إِنَّه لا یَرِثُ ». یَعْنِی:المُلْصَقَ بالرَّجُلِ فی النَّسَبِ الَّذِی وُلِدَ لِغَیْر رِشْدَهٍ .

و اسْتَلاطُوه ،أَلْزَقُوه بأَنْفُسِهم.

و الْتاطَ حَوْضاً: لاطَهُ لِنَفْسِه خاصَّهً .

و الْتاطَ بِقَلْبِی:لَصِقَ ،کلاَط ،

16- و فی الحَدِیثِ : «مَنْ أَحَبَّ الدُّنْیَا الْتَاطَ مِنْهَا بثَلاثٍ :شُغْلٍ لا یَنْقَضِی،و أَمَلٍ لا یُدْرَکُ ، و حِرْصٍ لا یِنْقَطِعُ ». و یُقَال:هذا الأَمرُ لا یَلِیطُ بصَفَرِی، و لا یَلْتاطُ ،أَی لا یَعْلَقُ و لا یَلْزَقُ .

و اللَّوِیطَهُ ،کسَفِینَهٍ : طَعامٌ اخْتَلَطَ بَعْضُه ببَعْضٍ ،وَاوِیَّهٌ .

و اللِّیطَهُ ،بالکسرِ:قِشْرُ القَصَبَهِ الّلازِقِ بها.

و کذلِکَ لِیطُ القَوْسِ :أَعْلاها و ظَاهِرُهَا الذِی یُدْهَنُ و یُمَرَّنُ . و لِیطُ القَنَاهِ و کُلِّ شَیْ ءٍ له مَتانَهٌ ،

14- و فی حَدِیثِ أَبِی إِدْرِیسَ ،قال: «دَخَلْتُ علی النَّبِیِّ (4)صلی اللّه علیه و سلّم فأُتِیَ بعَصَافِیرَ، فذُبِحَتْ بلِیطَهٍ ». قِیلَ :أَرَادَ القِطْعَهَ المُحَدَّدَهَ من القَصَبِ ؛ و قال الأَزْهَرِیُّ ؛ لِیطُ العُودِ:القِشْرُ الَّذِی تَحْتَ القِشْرِ الأَعْلی، ج: لِیطٌ ،کریشَهٍ و رِیشٍ و جَمْعُ لِیطٍ : لِیَاطٌ ، بکَسْرِهما،و أَلْیَاطٌ ،و أَنْشَدَ الفَارِسِیُّ قولَ أَوْسِ بنِ حَجَرٍ یَصِفُ قَوْساً و قَوّاساً:

فمَلَّکَ باللِّیطِ الَّذِی تَحْتَ قِشْرِهَا

کغِرْقِیءِ بَیْضٍ کَنَّهُ (5)القِیْضُ مِنْ عَلُ

قال:مَلَّک:شَدَّدَ،أَی تَرَک شَیْئاً من القِشْرِ علی قَلْبِ القَوْسِ لِیَتَمَالَک به.و یَنْبَغِی أَنْ یکونَ مَوْضِعُ «الَّذِی»نَصْباً بمَلَّکَ ،و لا یَکُونُ جَرًّا؛لأَنَّ القِشْرَ الِّذِی تَحتَ القَوْسِ لیس تَحْتَهَا،و یَدُلُّ علی ذلِکَ تمثیلُه أَیّاه بالقَیْضِ و الغِرْقِیءِ، و یُقَال:قَوْسٌ عاتِکَهُ اللِّیطِ و اللِّیَاطِ ،أَی لازِقَتُهَا.

و اللَّیْطُ ،بالفَتْحِ : اللَّوْنُ ،و یُکْسَر و کذلِکَ اللِّیَاطُ ،وَ لِیْطُ الشَّمْسِ :لَوْنُهَا،إِذْ لَیْسَ لَهَا قِشْرٌ،قال أَبُو ذُؤَیْبٍ :

بأَرْیِ الَّتِی تَهْوِی إِلی کُلِّ مَغْرِبٍ

إِذا اصْفَرَّ لِیْطُ الشَّمْسِ حَانَ انْقِلابُهَا

رُوِی:« لِیطُ الشَّمْسِ »بالوَجْهَیْن،أَرادَ لَوْنَها.و حانَ انْقِلابُهَا،أَی النَّحْلُ إِلی مَوْضِعِها،و هو مَجَازٌ.یقال:هو أَنْوَرُ من لِیْطِ الشَّمْسِ ،و یُقال:أَتَیْتُه وَلِیْطُ الشَّمْسِ لم یُقْشَرْ،أَی قَبْلَ أَنْ تَذْهَبَ حُمْرتُها فی أَوّل النَهارِ.و الجَمْعُ أَلْیَاطٌ .أَنشدَ ثَعْلبُ :

یُصْبحُ بعد الدَلَجِ القَطْقاطِ

و هْو مُدِلٌّ حَسَنُ الأَلْیاطِ

و اللِّیطُ بالکَسْرِ:الْجِلْدُ ،و هو مَجازٌ.و الجمعُ أَلْیاطٌ .

ص:405


1- (1) القاموس:« [1]الزنا»و الأصل موافق للسان و التکمله و التهذیب.
2- (2) الأصل و اللسان،و فی التهذیب و النهایه و التکمله:إلی أجلٍ .
3- (3) عن اللسان و [2]بالأصل«ممضغ».
4- (4) الأصل و اللسان،و [3]فی النهایه:علی أنس.
5- (5) عن التهذیب و بالأصل«کبّه»و فی التهذیب«فمن لک»بدل«فملّک».

و فی کتابِه لوَائلِ بنِ حُجْرٍ:«فی التِّیعَهِ (1)شاهٌ لا مُقْوَرَّهَ الأَلْیاطِ »و قال جَسّاسُ بنُ قُطَیْبٍ :

و قُلُصٍ مُقْوَرَّهِ الأَلْیَاطِ

و المُرَادُ بِهَا الجُلُودُ هنا،و فی الحَدِیثِ ،و هی فی الأَصْلِ :القِشْرُ الّلازِقُ بالشَّجَر،أَرَاد فی الحَدِیثِ غیرَ مُسْتَرخِیَهِ الجُلُودِ لُهزالِها،فاسْتَعَارَ اللِّیطَ للجِلْدِ؛لأَنَّهُ للَّحْمِ بمَنْزِلَتِه للشَّجَرِ و القَصَبِ .و إِنَّمَا جاءَ بهِ مَجْمُوعاً لأَنَّه أَرادَ لِیطَ کُلِّ عُضْوٍ.

و اللِّیطُ : السَّجِیَّهُ ،و هو مَجازٌ،یُقَال:فلانٌ لَیِّنُ اللِّیطِ ، إِذا کان لَیِّنَ المَجَسَّهِ .و الجَمْع:أَلْیَاطٌ .

و اللِّیطُ : قِشْرُ کُلِّ شَیْ ءٍ ،هذا هُوَ الأَصْلُ فی البابِ ،ثم اسْتُعِیرَ مِنْهَا.

و اللِّیَاطُ ، ککِتَابٍ :الکِلْسُ و الجِصُّ ،لأَنَّهُ یُلاَطُ بهما الحَوْضُ و غیرُه.

و اللِّیَاطُ : السَّلْحُ ،علی التَّمْثِیلِ .

و التَّلْیِیطُ :الإِلْصاقُ ،کالتَّلْبِیسِ ،یائِیَّه.

و یُقَال: مَا یَلِیطُ به النَّعِیمُ ،أَی ما یَلِیقُ به،عن أَبی زَیْد.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

اسْتلاطَ دَمَه،أَی اسْتَوْجَبَه و اسْتَحَقَّه.و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقالُ : اسْتلاطَ القَوْمُ ،و اسْتَحَقُّوا،و أَوْجَبُوا، و أَعْذَرُوا،إِذا أَذْنَبُوا ذُنُوباً یکونُ (2)لمن یُعَاقِبُهم عُذْرٌ فی ذلِک،لاستِحْقاقِهم.

و لَوَّطَه بالطِّیبِ :لَطَّخَه،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

مُفَرَّکَهً أَزْرَی بها عِنْدَ زَوْجِهَا

و لو لَوَّطَتْه هَیّبانٌ مُخَالِفُ (3)

و اللِّیاطُ ،بالکَسْرِ: اللَّوْطُ .

و إِنِّی لأَجِدُ له لَوْطَهً و لُوَطَهً ،الضَّمُّ عن کُرَاعٍ ،و عن اللّحْیَانیِّ ،مثل لوْطاً و لِیطاً.

و لا یَلْتَاطُ بصَفَرِی،أَی لا أُحِبُّه،و هو مَجازٌ.

و المُلْتاطُ : المُسْتَلاطُ .

و لاطَهُ (4)بحَقِّهِ :ذَهَبَ به.

و اللُّوطِیَّهُ ،بالضَّمِّ :اسمٌ ،من لاط یَلُوطُ ،إِذا عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ ،و منه

17- حَدِیثُ ابنِ عَبّاسٍ : «تلک اللُّوطِیَّهُ الصُّغْرَی».

و اللِّیطُ بالکَسْرِ:قِشْرُ الجُعَلِ .

و تَلَیَّطَ لِیطَهً :تَشَظَّاها.

و لِیَاطُ الشَّمْسِ :لَوْنُهَا.

و لِیطُ السَّمَاءِ:أَدِیمُهَا،قال:

فَصَبَّحَتْ جابِیَهً صُهَارِجَا

تَحْسَبُهَا لَیْطَ السَّمَاءِ خارِجَا

و هو مَجَازٌ.

و رجُلُ لَیِّنُ اللِّیطِ ،إِذا لاَنَتْ بَشَرَتُه.و هو مَجاز.

و الّلائطَهُ :الأُسْطُوانَهُ ؛لِلُزُوقها بالأَرْضِ .

و أَلاَطَهُ یُلِیطُه إِلاَطَهً :أَلْصَقَه.

لهط

لَهَطَهُ ،کمَنَعَهُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو زَیْدٍ:أَی ضَرَبَهُ بالکَفِّ مَنْشُورَهً ،زاد ابنُ عَبّادٍ:أَیَّ الجَسَدِ أَصابَتْ .و قال غیرُه: اللَّهْطُ :الضَّرْبُ بالیَدِ و السَّوْطِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : لَهَطَه بِسَهْمٍ :رَمَاهُ بِهِ کَلَعَطَ .

و لَهَطَ الثَوْبَ :خَاطَه .

و قال ابنُّ القَطّاعِ : لَهَطَ بِه الأَرْضَ لَهْطاً :ضَرَبَها به، و صَرَعَه .

و قال غیرُه: لَهَطَتِ الأُمُّ به:وَلَدَتْه ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:

و یُقَال:لَعَنَ اللّه أُمًّا لَهَطَتْ به،أَی رَمَتْ به .

و یُقَالُ : لَهْطَهٌ من الخَبَرِ و هَلْطَهٌ :هو ما تَسْمَعُه و لم تَسْتَحِقَّه و لم تُکَذِّبْهُ ،کذا فی النَّوَادِر.

و أَلْهَطَتِ (5)المَرْأَهُ فَرْجَها بماءٍ:ضَرَبَتْهُ به ،قالَه الفَرّاءُ.

ص:406


1- (1) عن النهایه و [1]اللسان،و [2]بالأصل:التبیعه.
2- (2) فی التهذیب:«تکون لمن یعاقبهم عذراً»و الأصل موافق للسان.
3- (3) و یروی:عند أهلها.و یعنی بالهسّان المخالف ولده منها.
4- (4) فی اللسان:و [3]لاط بحقه.
5- (5) فی اللسان:و لهطت المرأه،ثلاثیاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الّلاهِطُ :الذِی یَرُشُّ بابَ دَارِه و یُنَظِّفُه،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .قلتُ :و هو لغهٌ فی الّلاحِطِ .

و لَهَطَ الشَّیْ ءَ بالماءِ:ضَرَبَه بهِ ،عنه أَیْضاً.و قال ابنُ القَطّاع: لَهَطَتِ المَرْأَهُ فَرْجَهَا، کأَلْهَطَتْ ،و مِثلُه فی اللِّسَانِ .

فصل المیم مع الطاءِ

مأط

امْتَلَأ فُلانٌ فَمَا یَجِدُ مَئِطاً ،ککَتِفٍ و کَیِّسٍ ،أَی مَزِیداً ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ و صاحِبُ اللّسَانِ ،و أَوْرَدَه فی العُبَابِ هکَذا،و هو عن کُراعٍ فی المُجَرَّدِ،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ فی«م ی ط »،المَیْطُ بمَعْنَی المَزِیدِ.قال کُراعُ :امْتَلَأ حَتَّی ما یَجِدُ مَیْطاً،أَی مَزِیداً.

مثط

المَثْطُ ،بالثَّاءِ المُثَلَّثَه ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:هُوَ غَمْزُکَ الشَّیْ ءَ بِیَدِکَ عَلَی الأَرْضِ حَتَّی یَتَّطِدَ کالنَّثْطِ ،بالنُّونِ ،و لَیْسَ بِثَبَتٍ إِلاَّ فی لُغَاتٍ مَرْغُوبٍ عنها.

مجط

رَجُلٌ مُمَّجِطُ الخَلْقِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قال ابنُ عَبّادٍ:و هو کالمُمَّغِطِ ،أَی مُسْتَرْخِیهِ فی طُولٍ ،کما فی التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ .

مجرط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

مِجْرِیطَهُ ،بالکَسْرِ (1):مَدِینَهٌ بالمَغْرِبِ ،و منها الفَیْلَسُوفُ الماهِرُ المِجْرِیطِیُّ ،مُؤَلِّفُ «غایَهُ الحَکِیمِ و أَحَقُّ النَّتِیجَتَیْنِ بالتَّقْدِیمِ ».و رَسائلَ إِخْوانِ الصَّفا و غَیْرَهمَا.و اسْمُه أَبُو القَاسِمِ مَسْلَمَهُ بنُ أَحْمَدَ بنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ اللّه،ذَکَرَهُ ابنُ بَشْکُوَالَ هکَذَا،و تُوُفِّیَ سنه 353،و هُوَ من رُؤُوسِ الفَلاسِفَهِ ،أَنْکَرَ عَلَیْهِ ابنُ تَیْمِیَه.کَذا فی فَتَاوَی ابنِ حَجَرٍ الصُّغْرَی،و قد ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فی«مرجط »قَرِیباً، و المَعْرُوفُ ما ذَکَرْناهُ .

مجسط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

المَجَسْطِیُّ ،بفَتْحِ المِیمِ و الجِیمِ ،:اسْمٌ لعِلْمِ الهَیْئَهِ ، و بِهِ سُمِّیَ الکِتَابُ الَّذِی وَضَعَهُ بَطْلَیْمُوسُ الحَکِیمُ ،و عُرِّبَ فی زَمَنِ المَأْمُونِ .

محط

المَحْطُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

و هُوَ شَبِیهٌ بالمَخْطِ .

و قال غَیْرُهُ : عامٌ مَاحِطٌ ،أَیْ قَلِیلُ الغَیْثِ .

و قال الأَزْهَرِیُّ : و تَمْحِیطُ الوَتَرِ أَنْ تُمِرَّ عَلَیْه ،و نَصُّ التَّهْذِیبِ :أَنْ تُمِرَّهُ عَلَی الأَصَابعِ لِتُصْلِحَهُ ،و فی الأَسَاسِ :

لِتُمَلِّسَهُ .

و الامْتِحاطُ :مِنْ عَدْو الإِبِلِ ،کالرَّبَعَهِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و الامْتِحاطُ : اسْتِلالُ السَّیْفِ ،عَن ابنِ دُرَیْدٍ، و کَذا انْتِزاعُ الرُّمْحِ .یُقَالُ : امْتَحَطَ سَیْفَه،و امْتَحَطَ رُمْحَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَمْحِیطُ العَقَبِ :تَخْلِیصُهُ ،و مَحَطَ الوَتَرَ و العَقَبَ یَمْحَطُه مَحْطاً ،کمَحَّطَهُ تَمْحِیطاً.

و مَحَطَ البَازِیُّ رِیشَهُ یَمْحَطُهُ مَحْطاً کَأَنَّهُ یَدْهُنُه (2).

و امْتَحَطَ البازِی،و لا تَذْکُرِ الرِّیشَ ،کما تَقُولُ ادَّهَنَ .

و مَحَطَ المَرْأَهَ مَحْطاً :جامَعَها کمَطَحَها مَطْحاً،نَقَلَهُ ابْنُ القَطَّاعِ .

و قال النَّضْرُ: المُمَاحَطَهُ :شِدَّهُ سِنَانِ الجَمَلِ النّاقَهَ إِذا اسْتَناخَها لِیَضْرِبَها.یُقَالُ :سَانَّها و مَاحَطَها مِحَاطاً شَدِیداً حَتَّی ضَرَبَ بِهَا الأَرْضَ ،کما فی اللِّسَانِ و الأَسَاسِ و التَّکْمِلَه،و سَیَأْتِی لِلْمُصَنِّف فی«م خ ط ».

و أَمْخَطَ السَّهْمَ :أَنْفَذَهُ ،کأَمْخَطَهُ ،عن ابنِ القَطّاعِ .

مخط

مَخَطَ السَّهْمُ ،کمَنَعَ ،و نَصَرَ ، یَمْخَطُ ، و یَمْخُطُ ، مُخُوطاً ،بالضَّمِّ : نَفَذَ ،و فی الصّحاح:مَرَقَ ،و هو مَجَازٌ.و یُقَالُ :سَهْمٌ مَاخِطٌ ،أَی مَارِقٌ .

و مَخَطَ السَّیْفَ :سَلَّهُ من غِمْدِهِ ، کامْتَخَطَه ،و عَلَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ ،و هو مَجَازٌ.

و مَخَطَ الجَمَلُ به:أَسْرَعَ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

ص:407


1- (1) قیدها یاقوت:مجریط بفتح أوله و سکون ثانیه و کسر الراء و یاء ساکنه..بلده بالأندلس.
2- (2) الأصل و التکمله،و فی اللسان:« [1]یذهبه»و لعله تصحیف.

و مَخَطَهُ مَخْطاً : نَزَعَ و مَدّ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .یُقَال:

أَمْخَطَ (1)فی القَوْسِ .

و من المَجَازِ: مَخَطَ الفَحْلُ النّاقَهَ یَمْخَطُهَا مَخْطاً ،إِذا أَلَحَّ عَلَیْهَا فی الضِّرابِ ،و هُوَ من المَخْطِ بمَعْنَی السَّیَلانِ ، لأَنَّهُ بِکَثْرَهِ ضِرَابِه یَسْتَخْرِجُ ما فِی رَحِمِ النّاقَهِ من ماءٍ و غَیْرِه.

و مَخَطَ المُخَاطَ :رَمَاهُ من أَنْفِهِ ، و هو أَی المُخَاطُ :

السّائلُ من الأَنْفِ کاللُّعَابِ من الفَمِ .

و من المَجَازِ: هذِه النَّاقَهُ إنّما مَخَطَها بَنُو فُلانٍ ،أَی نُتِجَتْ عِنْدَهُمْ ؛و أَصْلُ ذلِکَ أَنَّ الحُوَارَ إِذا فَارَقَ النَّاقَهَ مَسَحَ النّاتِجُ عَنْهُ غِرْسَهُ ،بالکَسْرِ:ما یَخْرُجُ مَعَ الوَلَدِ،کأَنَّهُ مُخَاطٌ ، وَ مَا عَلَی أَنْفِهِ من السّابِیَاءِ ،و هی جُلَیْدَهٌ عَلَی وَجْهِ الفَصِیلِ ساعَهَ یُولَدُ، فَذلِکَ المَخْطُ ،ثمّ قِیلَ للنّاتِجِ :

ماخِطٌ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

إِذَا الهُمُومُ حَماکَ النَّوْمَ طارِقُها

و حانَ مِنْ ضَیْفِها هَمٌّ و تَسْهِیدُ

فَانْمِ القُتُودَ عَلَی عَیْرانَهٍ أُجُدٍ

مَهْرِیَّهٍ مَخَطَتْهَا غِرْسَها العِیدُ

و یُرْوَی:«عَیْرانَهٍ حَرَجٍ ».و العِیدُ:قَوْمٌ من بَنِی عُقَیْلٍ تُنْسَبُ إِلیْهِمُ النَّجائِبُ .

و المَخْطُ :الثَّوْبُ القَصِیرُ ،صَوابُه:البُرْدُ القَصِیرُ،فإِنَّ الَّذِی رُوِیَ :بُرْدٌ مَخْطٌ ،و وَخْطٌ ،أَیْ قَصِیرٌ کما فِی اللِّسانِ و التَّکْمِلَهِ .

و المَخْطُ : الرَّمَادُ .و ما أُلْقِیَ من جِعَالِ القِدْرِ.

و المَخْطُ : السَّیْرُ السَّرِیعُ ،کالوَخْطِ .یُقَالُ :سَیْرٌ مَخْطٌ و وَخْطٌ (2).

و مِنَ المَجَازِ: المَخْطُ : شَبَهُ الوَلَدِ بِأَبِیهِ .قال ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :تَقُولُ العَرَبُ :کأَنَّمَا مَخَطَهُ مَخْطاً .

و المُخَاطَهُ ،کثُمَامَهٍ عن أَبِی عُبَیْدَهَ ، و بَعْضُ أَهْلِ الیَمَنِ یُسَمِّیهِ المُخَّیْطَ ،مِثْل جُمَّیْزٍ و قُبَّیْطٍ ،قالَهُ الصّاغَانِیّ .قُلْتُ :

و کَذا أَهْلُ مِصْرَ: شَجَرٌ یُثْمِرَ ثَمَراً لَزِجاً یُؤْکَلُ (3)، فارِسِیَّتُهُ السِّبِسْتَانُ ،و السِّبِسْتَانُ :أَطْباءُ الکَلْبَهِ ،شُبِّهَتْ بها،و قد أَهْمَلَ المُصَنِّفُ ذِکْرَ السِّبِسْتَانِ فی مَوْضِعِهِ ،و نَبَّهْنَا عَلَیْه هُنَاکَ .

و مِنَ المَجَازِ:سالَ مُخَاطُ الشَّیْطَانِ ،و هُوَ الَّذِی یَتَرَاءَی فی عَیْنِ الشَّمْسِ لِلنّاظِرِ فی الهَوَاءِ بالهاجِرَهِ و یُقَالُ له أَیْضاً:

مُخَاطُ الشَّمْسِ ،و لُعَابُ الشَّمْسِ ،وَ رِیقُ الشَّمسِ ،کُلُّ ذلِکَ سُمِعَ عن العَرَبِ ،و قد ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیّ فی«خ ی ط » مع قَوْلِهِ :خَیْطُ باطِلٍ .فَما أَغْنَی ذلِکَ عن إِعَادَهِ ذِکْرِهِ فی هذا المَوْضع.

و امْتَخَطَ الرَّجُلُ امْتِخاطاً : اسْتَنْثَرَ، کتَمَخَّطَ تَمَخُّطاً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و رُبَّمَا قالُوا: امْتَخَطَ ما فِی یَدِهِ ،أَیْ نَزَعَهُ و اخْتَلَسَهُ ، کما فی الصّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ :اخْتَطَفَهُ ،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَسَاسِ .

و التَّمْخِیطُ :أَنْ یَمْسَحَ الرَّاعِی مِنْ أَنْفِ السَّخْلَهِ ما عَلَیْه ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و قال اللَّیْثُ : المَخِطُ ککَتِفٍ :السَّیِّدُ الکَرِیمُ ،ج:

أَمْخَاطٌ ،و فی اللِّسَانِ : مَخِطُونَ .

و أَمْخَطَ السَّهْمَ إِمْخَاطاً : أَنْفَذَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.یُقَال:رَمَاهُ بِسَهْمٍ فأَمْخَطَهُ من الرَّمِیَّهِ ،أَیْ أَمْرَقَهُ ، کما فی الأَسَاس.

و تَمَخَّطَ الرَّجُلُ : اضْطَرَبَ فی مَشْیهِ ،فَصَارَ یَسْقُطُ مَرَّهً ، وَ یَتَحامَلُ أُخْرَی .و مِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

قَدْ رابَنَا مِنْ شَیْخِنا تَمَخُّطُهْ

أَصْبَحَ قَدْ زَایَلَهُ تَخَبُّطُهْ

نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

المَخْطُ :السَّیَلانُ و الخُرُوجُ ،هذَا هو الأَصْلُ ،و به سُمِّیَ المُخَاطُ ،و جَمْعُ المُخَاطِ : أَمْخِطَهٌ ،لا غَیْرُ.

و فَحْلٌ مِخْطُ ضِرَابِ :یَأْخُذُ رِجْلَ النَّاقَهِ و یَضْرِبُ بِهَا

ص:408


1- (1) ضبطت عن الصحاح،و فی اللسان:مَخَطَ فی القوس.
2- (2) زید فی التهذیب و اللسان و [1]التکمله:شدید سریع.
3- (3) فی التکمله:ثمراً حلواً لزجاً یؤکل.

الأَرْضَ فَیَغْسِلُها ضِرَاباً،و هُوَ مَجَازٌ.و مَخَطَ الصَّبِیَّ و السَّخْلَهَ مَخْطاً :مَسَحَ أَنْفَهُما،کما فی اللِّسان و الأَساسِ .

و مَخَطَ فی الأَرْضِ مَخْطاً :إِذَا مَضَی فیها سَرِیعاً.

و امْتَخَطَ رُمْحَهُ مِنْ مَرْکَزِهِ :انْتَزَعَهُ .و هو مَجَازٌ.و أَنْشَدَ اللَّیْثُ لِرُؤْبَهَ :

و إِنَّ أَدْواءَ الرِّجَال المُخَّط

مَکَانَها منْ شَامِتٍ و غُبَّطِ

أَرادَ بالمُخَّطِ الکِرَامَ ،کَسَّرَهُ علی تَوَهُّمِ مَاخِطٍ ،قال الأَزْهَرِیُّ (1)و الصّاغَانِیُّ :و إِنَّمَا الرِّوَایَهُ :«النُّحَّطِ »بالنّونِ و الحاءِ المُهْمَلَه لا غَیْرُ،و هم الَّذِین یَزْفِرْونَ من الحَسَدِ.

قال الأَزْهَرِیُّ :و لا أَعْرِفُ المُخَّطَ فی تَفْسِیرِه.

مرجط

مَرْجِیطَهُ ،بالفَتْحِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَانِ .و قال الصّاغَانِیُّ :هُو بالجِیمِ :د،بالمَغْرِبِ ،و قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ المَشْهُورَ فیه مِجْرِیطَهُ ،بتَقْدِیمِ الجِیمِ علی الرّاءِ و کَسْرِ المِیمِ .

مرط

المِرْطُ ،بالکَسْرِ،کِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ ،أَوْ خَزٍّ ،أَوْ کَتّانٍ یُؤْتَزَرُ به،و قِیلَ :هو الثَّوْبُ ،و قِیلَ :کُلُّ ثَوْبٍ غَیْرِ مَخِیطٍ .قال الحَکَمُ الخُضْرِیُّ :

تَساهَمَ ثَوْباهَا فَفِی الدِّرْعِ رَأْدَهٌ

و فِی المِرْطِ لَفَّاوَانِ رِدْفُهُمَا عَبْلُ

تَسَاهَم،أَیْ تَقارَعَ ج: مُروطٌ و منهُ

16- الحَدِیثُ : «کانَ یُصَلِّی فی مُرُوطِ نِسَائهِ ». و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «کان یُغَلِّسُ بالفَجْرِ فَتَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ ما یُعْرَفْنَ من الغَلَسِ ».

قال شَیْخُنا:و اسْتِعْمَالُ المِرْطِ فی حَدِیثِ عائِشَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهَا فی ثَوْبِ شَعَرٍ مَجَازٌ.

و المَرْطُ ، بالفَتْحِ :نَتْفُ الشَّعَرِ و الرِّیشِ و الصُّوفِ عَنِ الجَسَدِ،و قد مَرَطَهُ یَمْرُطُهُ مَرْطاً .

و المُرَاطَهُ ،کثُمَامَهٍ :ما سَقَطَ مِنْهُ فی التَّسْریحِ ،أَو النَّتْفِ ،و خَصَّ اللِّحْیَانِیُّ بالمُراطَهِ ما مُرِطَ من الإِبْطِ ،أَیْ نُتِفَ .

و مَرَطَ یَمْرُطُ مَرْطاً و مُرُوطاً : أَسْرَعَ .و قال اللَّیْثُ :

المُرُوطُ :سُرْعَهُ المَشْیِ و العَدْوِ.یُقَالُ لِلْخَیْلِ :هُنَّ یَمْرُطْنَ مُرُوطاً .

و مَرَطَ یَمْرُطُ مَرْطاً : جَمَعَ ،یُقَالُ :هُوَ یَمْرُطُ ما یَجِدُهُ ، أَی یَجْمَعُهُ ،کما فی الأَسَاسِ .

و مَرَطَ بسَلْحِهِ مَرْطاً : رَمَی به. و مَرَطَتْ بوَلَدِهَا:رَمَتْ ، و قِیلَ : مَرَطَتْ به أُمُّهُ تَمْرُطُ مَرْطاً :وَلَدَتْهُ .

و الأَمْرَطُ :الخَفِیفُ شَعرِ الجَسَدِ و الحَاجِب و العَیْنِ ، الأَخِیرُ عَمَشاً،ج: مُرْطٌ بالضَّمِّ علی القِیَاس و مِرَطَهٌ کعِنَبَهٍ نَادِرٌ.قال ابنُ سِیدَه:و أُراهُ اسْماً للْجَمْعِ . و قد مَرِطَ کفَرِحَ فهو أَمْرَطُ ،و هی مَرْطَاءُ الحاجِبَیْنِ ،لا یُسْتَغْنَی عن ذِکْرِ الحَاجِبَیْنِ .و قِیلَ :رَجُلٌ أَمْرَطُ :لا شَعَرَ عَلَی جَسَدِهِ و صَدْرِه إِلاّ قَلِیلٌ ،فإِذَا ذَهَبَ کُلُّه فهُوَ أَمْلَطُ .

و فی الصّحاحِ :رَجُلٌ أَمْرَطُ بَیِّنُ المَرَطِ ،و هُوَ الَّذِی قَدْ خَفَّ عَارِضَاهُ من الشَّعَرِ.

و الأَمْرَطُ : الذِّئْبُ المُنْتَتِفُ الشَّعَرِ .

و الأَمْرَطُ : اللِّصُّ ،حَکَاهُ أَبُو عُبَیْدٍ عن أَبِی عَمْرٍو،کما فی الصّحاحِ ،قِیلَ :هو علی التَّشْبِیهِ بالذِّئْبِ .

و فی التَّهْذِیبِ :قال الأَصْمَعِیُّ :العُمْرُوطُ :اللِّصُّ ،و مِثْلُهُ الأَمْرَطُ .قال الأَزْهَرِیُّ :و أَصْلُهُ الذِّئْبُ یَتَمَرَّطُ من شَعرِهِ و هُو حِینَئذٍ أَخْبَثُ ما یَکُونُ .

و الأَمْرَطُ من السِّهَامِ :ما لا رِیشَ علیه کالأَمْلَطِ .و فی الصّحاحِ :الَّذِی قَدْ سَقَطَتْ قُذَذُه، کالمَرِیطِ ،و المِرَاطِ ، و المُرُطِ کَأَمِیرٍ،و کِتَابٍ ،و عُنُقٍ .الأَخِیرُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً،و أَنْشَدَ للَبِیدٍ یِصِفُ الشَّیْبَ :

مُرُطُ القِذَاذِ فَلَیْسَ فِیه مَصْنَعٌ

لا الرِّیشُ یَنْفَعُهُ و لا التَّعْقِیبُ

کَذَا وَقَعَ فی نُسَخِ الصّحاحِ .

قال أَبو زَکَرِیَّا و الصّاغَانِیُّ :لَم نَجِدْهُ فی شِعْرِه،و عَزَاهُ أَبُو زَکَرِیَّا فی کِتَابِهِ «تَهْذِیب الإِصْلاح»لِنَافِعِ بنِ لَقِیطٍ

ص:409


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:قوله:قال الأزهری و الصاغانی الأولی الاقتصار علی الأخیر کما سیتضح فی ماده نخط ا ه »و الذی فی التهذیب:«قلت:و رأیته فی شعر رؤبه: و إن أدواء الرجال النخط بالنون.

الأَسَدِیِّ .قال:و ذَکَرَ الکِسَائِیُّ أَنَّهُ لِلْجُمَیْحِ بنِ الطَّمّاحِ الأَسَدِیِّ .و قال ابْنُ بَرِّیٍّ :هُوَ لِنَافِعِ بنِ نُفَیْعٍ الفَقْعَسِیِّ .

و أَنْشَدَه أَبُو القَاسِمِ الزَّجَّاجِیُّ عن أَبِی الحَسَنِ الأَخْفَشِ عن ثَعْلَبٍ لنُوَیْفَعَ بنِ نُفَیْعٍ الفَقْعَسِیِّ ،یَصِفُ الشَّیْبَ و کِبَرَهُ فی قَصِیدَهٍ له.و صَوَّبَ الصاغَانِیُّ أَنَّه لِنَافِعِ بنِ لَقِیطٍ الأَسَدِیِّ ، و قد تَقَدَّم ذلِکَ فی«ر ی ش».و أَمّا القَصِیدَهُ الَّتِی هذَا البَیْتُ منهَا فهی هذِهِ :

باتَتْ لِطِیَّتِهَا الغَدَاهَ جَنُوبُ

و طَرِبْتَ ،إِنَّکَ -ما عَلِمْتُ -طَرُوبُ

و لَقَدْ تُجَاوِرُنا فتَهْجُرُ بَیْتَنَا

حَتَّی تُفَارِقَ أَوْ یُقَالَ :مُرِیبُ

و زِیارَهُ البَیْتِ الَّذِی لا تَبْتَغِی

فیه سَوَاءَ حَدِیثِهِنَّ مَعِیبُ

و لَقَدْ یَمِیلُ بِیَ الشَّبَابُ إِلی الصِّبا

حِیناً،فَأَحْکَمَ رَأْیِیَ التَّجْرِیبُ

و لَقَدْ تُوَسِّدُنِی الفَتَاهُ یَمِینَها

و شِمَالَها،البَهْنانَهُ الرُّعْبُوبُ

نُفُجُ الحَقِیبَهِ لا تَرَی لِکُعُوبِهَا

حَدًّا،و لَیْسَ لِسَاقِها ظُنُبُوبُ

عَظُمَتْ رَوَادِفُهَا و أُکْمِلُ خَلْقُهَا

و الوَلِدانِ نَجِیبَهٌ و نَجِیبُ

لَمَّا أَحَلَّ الشَّیْبُ بی أَثْقَالَهُ

و عَلِمْتُ أَنّ شَبابِیَ المَسْلُوبُ

قالَتْ :کَبِرْتَ و کُلُّ صَاحِبِ لَذَّهٍ

لِبِلًی یَعُودُ،و ذلِکَ التَّتْبِیبُ

هَلْ لِی مِنَ الکِبَرِ المُبِینِ طَبِیبُ

فَأَعُودَ غِرًّا،و الشَّبَابُ عَجِیبُ ؟

ذَهَبَتْ لِدَاتِی و الشَّبَابُ فَلَیْسَ لِی

فِیمَنْ تَرِیْنَ من الأَنْامِ ضَرِیبُ

و إِذَا السِّنُونُ دَأَبْنَ فی طَلَبِ الفَتَی

لَحِقَ السِّنُونَ و أُدْرِکَ المَطْلُوبُ

فاذْهَبْ إِلَیْکَ ،فَلَیْسَ یَعْلَمُ عالِمٌ

مِنْ أَیْنَ یُجْمَعُ حَظُّهُ المَکْتُوبُ

یَسْعَی الفَتَی لِیَنَالَ أَفْضَلَ سَعْیِهِ

هَیْهَاتَ ذَاکَ ،و دُونَ ذَاکَ خُطُوبُ

یسْعَی و یَأْمُلُ ،و المَنِیَّهُ خَلْفَهُ

تُوفِی الإِکَامَ لَهُ علیه رَقِیبُ

لا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِیرِ فَعَادِلٌ

عَنْهُ و لا کِبَرُ الکَبِیرِ مَهیبُ

و لَئِنْ کَبِرْتُ لَقَدْ عَمِرْتُ کَأَنَّنِی

غُصْنٌ تُفَیِّئُه الرِّیَاحُ رَطِیبُ

و کَذاکَ حَقًّا مَنْ یُعَمَّرْ یُبْلِهِ

کَرُّ الزَّمَانِ عَلَیْهِ و التَّقْلِیبُ

حَتَّی یَعُودَ من البِلَی و کَأَنَّهُ

فی الکَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ

مُرُطُ القِذَاذِ فلیس فیه مَصْنَعٌ

لا الرِّیشُ یَنْفَعُه و لا التَّعْقِیبُ

ذَهَبَتْ شَعُوبُ بأَهْلِهِ و بمالِهِ

إِنَّ المَنَایَا للرِّجَالِ شَعُوبُ

و المَرْءُ مِنْ رَیْبِ الزَّمَانِ کَأَنَّهُ

عَوْدٌ تَدَاوَلَهُ الرِّعَاءُ رَکُوبُ

غَرَضٌ لِکُلِّ مَنِیَّهٍ یُرْمَی بِهَا

حَتَّی یُصَابَ سَوَادُه المَنْصُوبُ

و إِنّما ذَکَرْتُ هذِهِ القَصِیدَهَ بِتَمامها لِمَا فِیها من الحِکَمِ و الآدابِ .و العِبْرَهُ لِمَنْ یَعْتَبِرُ من أُولِی الأَلْبابِ .قال الجَوْهَرِیُّ :و یَجُوزُ فیه تَسْکِینُ الرَّاءِ فَیَکُون جَمْعَ أَمْرَطَ ، و إِنّما صَحَّ أَنْ یُوصَفَ به الوَاحِدُ لِمَا بَعْدَه من الجَمْعِ ،کَما قال الشّاعِر:

و إِنَّ الَّتِی هامَ الفُؤادُ بذِکْرِها

رَقُودٌ عن الفَحْشَاءِ خُرْسُ الجَبَائرِ

و الجَبَائِر هی الأَسْوِرَهُ .

ج أَمْرَاطٌ ،کعُنُقٍ و أَعْنَاقٍ .و أَنْشَدَ ثَعْلَبُ :

و هُنَّ أَمْثَالُ السُّرَی الأَمْرَاطِ

و الُّسِرَی جَمْع سُرِْوَه من السِّهَام و مِرَاطٌ ،کَکِتَابٍ ،مِثْل سُلُبٍ و سِلاَبٍ ،کما فی الصّحاح.قال الراجز:

صُبَّ علی شَاءِ أَبِی رِیَاطِ

ذُؤالَهٌ کالأَقْدُحِ المِرَاطِ

ص:410

و قال الهُذَلِیّ :

إِلاّ عوابِسُ کالمِراط مُعِیدَهٌ

باللَّیْلِ مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّفِ (1)

وفَاتَه من الجُمُوع مُرْطٌ ،بالضَّمِّ جَمْعُ أَمْرَطَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال أَبُو عُبْیَدٍ: المَرِیطُ ، کأَمِیرٍ ،من الفَرَسِ : مَا بَیْنَ الثُّنَّهِ و أُمِّ القِرْدَانِ مِن باطِنِ الرُّسْغِ مُکَبَّرٌ لَمْ یُصَغَّرْ.

و المَرِیطُ : عِرْقَانِ فی الجَسَدِ،و هُمَا مَرِیطانِ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و المُرَیْطُ ، کزُبَیْرٍ:ع ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و مُرَیْطٌ : جَدُّ لِهَاشِمِ بنِ حَرْمَلَهَ بنِ الأَشْعَرِ بنِ إیاسِ بنِ مُرَیْطٍ .

و المَرَطَی ، کَجَمَزَی:ضَرْبٌ من العَدْوِ .قال الأَصْمَعِیُّ :هو فَوْقَ التَّقْرِیبِ و دُونَ الإِهْذَابِ .و قال یَصِفُ فَرَساً:

تَقْرِیبُها المَرَطَی و الشَّدُّ إِبرَاقُ

کما فی الصّحاحِ .

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لطُفَیْلٍ الغَنَوِیِّ :

تَقرِیبُهَا المَرَطَی و الجَوْزُ مُعْتَدِلٌ

کأَنَّهَا سُبَدٌ بالماءِ مَغْسُولُ

و المُرَیْطَاءُ ،کالغُبَیْراءِ:ما بَیْنَ السُّرَّهِ إِلَی العانَهِ ،قاله الأَصْمَعِیُّ ،و منه قَوْلُ عُمَرَ رَضِی اللّه عَنْهُ لأَبِی مَحْذُورَهَ حِینَ أَذَّنَ و رَفَعَ صَوْتَه:«أَما (2)خَشِیتَ أَنْ تَنْشَقَّ مُرَیْطاؤُکَ » (3)کما فی الصّحاح.و لا یُتَکَلَّمُ بِها إِلاَّ مُصَغَّرَهً ،و سَأَلَ الفَضْلُ بنُ الرَّبِیعِ أَبا عُبَیْدَهَ و الأَحْمَرُ:هی مَقْصورَهٌ ،فدَخَلَ الأَصْمَعِیُّ فَوَافَق أَبا عُبَیْدَهَ و احتَجَّ علی الأَحْمَرِ حَتَّی قَهَرَهُ .

أَو المُرَیْطاءُ :مَا بَیْنَ الصَّدْرِ و العانَهِ (4)،قاله اللَّیْثُ .

و قِیلَ :هُمَا جَانِبَا عَانَهِ الرَّجُلِ اللَّذَانِ لا شَعَرَ عَلَیْهِمَا.

أَوْ جِلْدَهٌ رَقِیقَهٌ بَیْنَهُمَا ،أَی بَیْنَ السُّرَّهِ و العانَهِ یَمِیناً و شِمَالاً،حَیْثُ تَمَرَّطَ الشَّعَرُ إِلَی الرُّفْغَیْن،قاله ابنُ دُرَیْدٍ.

تُمَدُّ.تُمَدُّ و تُقْصَرُ.

أَو المُرَیْطاوَان : عِرْقانِ فی مَرَاقِّ البَطْنِ ، یَعْتَمِدُ عَلَیْهِما الصَّائحُ و مِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ المُتَقَدِّمُ .

و المُرَیْطَاوانِ : مَا عَرِیَ من الشَّفَهِ السُّفْلَی و السَّبَلَهِ فَوْقَ ذلِکَ مِمّا یَلِی الأَنْفَ .

و المُرَیْطاوانِ ،فی بَعْضِ اللُّغَاتِ . ما اکْتَنَفَ العَنْفَقهَ من جانِبَیْهَا، کالمِرْطاوَانِ (5)،بالکَسْرِ ، و المُرَیْطَاءُ : الإِبْطُ .قال الشاعِرُ:

کأَنَّ عُرُوقَ مُرَیْطائها

إِذا نَضَتِ الدِّرْعَ عنها-الحِبَالُ

و المُرَیْطَی ، بالقَصْرِ:اللَّهَاهُ ،حَکاهُ الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: أَمْرَطَتِ النَّخْلَهُ ،إِذا سَقَطَ بُسْرُها ، و نَصُّ الجَمْهَرَهِ :أَسْقَطَتْ بُسْرَها غَضًّا، و هِیَ مُمْرِطٌ ، و مُعْتَادَتُهَا مِمْرَاطٌ ،و هو مَجازٌ تَشْبِیهاً بالشَّعرِ.

و قال غَیْرُه: أَمْرَطَتِ النَّاقَهُ ،إِذا أَسْرَعَتْ و تَقَدَّمَتْ ،مِنْ مَرَطَ ،إِذا أَسْرَعَ ،فهی مُمْرِطٌ و مِمْرَاطٌ ،و لَیْس بِثَبْتٍ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: أَمْرَطَتِ النَّاقَهُ وَلَدَها:أَلْقَتْهُ لغَیْرِ تَمَامٍ و لا شَعرَ عَلَیْه، و هی مُمْرِطٌ ،و إِنْ کانَ ذلِکَ عادَتَها فهِیَ مِمْرَاطٌ أَیْضاً.و فی عِبَارَهِ المُصَنِّفِ نَقْصٌ و مَحَلُّ تَأَمّلٍ .

و أَمْرَطَ الشَّعرُ:حَانَ لَهُ أَنْ یُمْرَطَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و مَرَّطَ الثَّوْبَ تَمْرِیطاً :قَصَّرَ کُمَّیْهِ ،فجَعَلَهُ مِرْطاً .

و مرَّطَ الشَّعرَ تَمْرِیطاً : نَتَفَهُ .

وَ امْتَرَطَهُ من یَدِه: اخْتَلَسَه،أَو امْتَرَطَ ما وَجَدَهُ ،إِذا جَمَعَهُ ،کمَرَّطَهُ .

و تَمَرَّطَ الشَّعرُ ،هُوَ مُطَاوِعُ مَرَّطَهُ تَمْرِیطاً .

و امَّرَطَ ،کافْتَعَل ،و فی التَّکْمِلَهِ کانْفَعَلَ :مُطَاوِعُ مَرَطَهُ مَرْطاً : تَسَاقَطَ و تَحَاتَّ .

17- و فی حَدِیثِ أَبِی سُفْیَانَ : « فامَّرَطَ

ص:411


1- (1) دیوان الهذلیین 105/2 فی شقر أبی کبیر الهذلی و فیه إلاّ عواسل «بدل»«إلاّ عوابس»و یروی:«إلاّ عواسر».
2- (2) فی التهذیب و اللسان:« [1]لقد»و المثبت کالصحاح و [2]النهایه.
3- (3) فی التکمله مربطاک مقصوره.
4- (4) فی القاموس:إلی العانه.
5- (5) کذا بالأصل و القاموس.

قُذَذُ السَّهْمِ ». أَی سَقَطَ رِیشُه.و تَمَرَّطَتْ أَوْبارُ الإِبِلِ :

تَطایَرَتْ و تَفَرَّقَتْ .و تَمَرَّطَ الذِّئْبُ ،إِذا سَقَطَ شَعَرَهُ و بَقِیَ علیه شعَرٌ قَلِیلٌ .

و مَارَطَهُ مُمَارَطَهً و مِرَاطاً : مَرَّطَ شَعرَهُ و خَدَشَه .قال ابنُ هَرْمَهَ یَصِفُ ناقَتَهُ :

تَتُوقُ بِعَیْنَیْ فَارِکٍ مُسْتَطارَهٍ

رَأَتْ بَعْلَها غَیْرَی فقَامَتْ تُمَارِطُهْ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَجَرَهٌ مَرْطَاءُ :لَمْ یَکُنْ عَلَیْهَا وَرَقٌ .

و المُرَیْطَاءُ :الرِّباط و فَرَسٌ مَرَطَی ،کجَمَزَی:سَرِیعٌ ،و کَذلِکَ النَّاقَهُ :

و المُرُوطُ :سُرْعَهُ المَشْیِ و العَدْوِ.

و رَوَی أَبو تُرَابٍ عن مُدْرِکٍ الجَعْفَرِیّ : مَرَطَ فُلانٌ فُلاناً، و هَرَدَهُ ،إِذا آذاه.

و المِمْرَطَهُ :السَّرِیعَهُ من النُّوقِ ،و الجَمْعُ مَمَارِطُ ،و أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو للدُّبَیْرِیّ :

قَوْدَاء تَهْدِی قُلُصاً مَمَارِطَا

یَشْدَخْن باللَّیْلِ الشُّجَاعَ الخَابِطا

الشُّجَاعُ :الحَیَّهُ الذَّکَرُ.و الخابِطُ :النّائمُ .

و یُقَالُ لِلْفَالُوذِ: المِرِطْرَاطُ و السِّرِطْراطُ ،کما فی اللّسَانِ .

و سَهْمٌ مَارِطٌ :لا رِیشَ لَهُ ،و سِهامٌ مُرْطٌ و مَوَارِطُ ، [و أَمْرَاطٌ ] (1)کما فی الأَساسِ .

و حَرْمَلَهُ بنُ مُرَیْطَهَ ،ذَکَرَهُ سَیْفٌ فی الفُتُوحِ ،و قال:کان من صَالِحِی الصَّحابَهِ .قُلْتُ :هُوَ من بَلْعَدَوِیَّهَ من بَنِی حَنْظَلَهَ ،و کانَ مع المُهَاجِرِینَ مع رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم،و هو الَّذِی فَتَحَ مَنَاذِرَ و تِیرَی (2)،مع سَلْمَی بنِ القَیْنِ ،فی قِصَّهٍ طَوِیلَه.

و یُقَال:امْرَأَهٌ مَرْطاءُ :لا شَعَرَ عَلَی رَکَبِها و ما یَلِیهِ ،قاله ابنُ دُرَیْدٍ

مسط

مَسَطَ النّاقَهَ یَمْسُطُها مَسْطاً : أَدْخَلَ یَدَهُ فی رَحِمِهَا فأَخْرَجَ وَثْرَهَا،و هو ماءُ الفَحْلِ یَجْتَمِعُ فی رَحِمِها، و ذلِکَ إِذا کَثُرَ ضِرَابُهَا (3)،قاله أَبُو زَیْدٍ.

و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ ،یُقَالُ للرَّجُلِ إِذا سَطَا علی الفَرَسِ و غَیْرِهَا-أَیْ أَدْخَلَ یَدَهُ فی ظَبْیَتِها فَأَنْقَی رَحِمَها فَأَخْرَج ما فِیها-:قد مَسَطَهَا یَمْسُطُها مَسْطاً .قال:و إنَّمَا یُفْعَلُ ذلِکَ إِذا نَزَا عَلَیْهَا ،و نَصُّ الصّحاحِ :علی الفَرَسِ الکَرِیمِ فَحْلٌ لَئِیمٌ .و قال اللَّیْثُ :إِذا نَزَا عَلَی الفَرَسِ الکَرِیمَهِ حِصَانٌ لَئِمٌ أَدْخَلَ صاحِبُهَا یَدَهُ ،فخَرَطَ ماءَهُ مِنْ رَحِمِها.قال: مَسَطَها ،و مَصَتَهَا،[و مَسَاهَا] (4)قال:و کَأَنَّهُم عاقَبُوا بَیْنَ الطَّاءِ و التّاءِ فی المَسْطِ و المَصْتِ .

و مَسَطَ المِعَی:خَرَطَ ما فِیه بإِصْبَعِهِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابن السِّکِّیتِ ،و کَذلِکَ مَصَتَ ،و قد تَقَدَّمَ .

و مَسَطَ الثَّوْبَ یَمْسُطُهُ مَسْطاً : بَلَّهُ ثُمَّ خَرَطَهُ بیَدِه و حَرَّکَهُ (5)لِیَخْرُجَ مَاؤُه ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و مَسَطَ السِّقاءَ:أَخْرَجَ ما فِیهِ من لَبَنٍ خَائِرٍ بَإِصْبَعِهِ ،قاله ابنُ فارِسٍ .

و مَسَطَ فُلاناً:ضَرَبَهُ بالسِّیاطِ عن ابنِ عَبّادٍ.

و المَاسِطُ :المَاءُ المِلحُ یَمْسُطُ البُطُونَ ،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و مَاسِطٌ :اسْمٌ مُوَیْه مِلْح خَبِیثٍ لِبَنِی طُهَیَّهَ فی بِلادِ بَنِی تَمِیمٍ إِذا شَرِبَتْهُ الأَبِلُ مَسَطَ بُطُونَها (6).

و المَاسِطُ : نَبَاتٌ صَیْفِیٌّ إِذا رعَتْهُ الإِبِلُ مَسَطَ بُطُونَها فخَرَطَها ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،أَیْ أَخْرَجَ ما فِی بُطُونِهَا.قال جَرِیرٌ.

یا ثَلْطَ حَامِضَهٍ تَرَوَّحَ أَهْلُها

مِنْ مَاسِطٍ و تَنَدَّتِ القُلاّمَا (7)

ص:412


1- (1) زیاده عن الأساس،و شاهده فیه قوله: صب علی شاء أبی ریاطِ ذؤاله کالأقدح الأمراطِ و قد تقدم فی أثناء الماده شاهداً علی المراط بروایه. ذؤاله کالأقدح المراطِ .
2- (2) عن معجم البلدان و [1]بالأصل«بتری».
3- (3) زید فی التهذیب و اللسان:و [2]لم تلقح.
4- (4) زیاده عن التهذیب و اللسان. [3]
5- (5) فی اللسان:«بلّه ثم حرکه لیستخرج ماءه»و فی التکمله«حرکته بیدک».
6- (6) عن التهذیب و اللسان و [4]بالأصل«مسطت بطونها».
7- (7) هذه روایه الدیوان ص 542.

و یُرْوَی هذا البَیْتُ :

یا ثَلْطَ حَامِضَهٍ تَرَبَّع ماسِطاً

مِنْ وَاسِطٍ و تَرَبَّع القُلاّما

و المَسِیطُ ، کأَمِیرٍ:الماءُ الکَدِرُ یَبْقَی فی الحَوْضِ ، کالمَسِیطَهِ :کما فی الصّحاح،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ:

یَشْرَبْنَ ماءَ الأَجْنِ و الضَّغِیطِ 1

و لا یَعَفْنَ کَدَرَ المَسِیطِ

و قال أَبو زَیْدٍ:الضَّغِیطُ :الرَّکِیَّه تَکُونُ إِلی جَنْبِهَا رَکِیَّهٌ أُخْرَی فتَحْمَأُ و تَنْدَفِنُ فیُنْتِنُ ماؤُهَا و یَسِیلُ ماؤُهَا إِلَی مَاءِ العَذْبَهِ فَیُفْسِدُه،فتِلْکَ الضَّغِیطُ و المَسِیطُ .

و المَسِیطُ : الطِّینُ ،عن کُرَاعٍ ،قال ابنُ شُمَیْلٍ :کُنْتُ أُمْشِی مع أَعْرَابِیّ فی الطِّینِ ،فقال:هذا المَسِیطُ ،یَعْنِی الطِّینَ .

و عَنِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ : المَسِیطُ فَحْلٌ لا یُلْقِحُ ،و کَذلِکَ المَلِیخُ ،و الدَّهِینُ .

و المَسِیطَهُ بهَاءٍ:البِئْرُ العَذْبَهُ یَسِیلُ إِلَیْهَا مَاءُ البِئْر الآجِنَهِ فَیُفْسِدُها .

و قال أَبُو عَمْرٍو: المَسِیطَهُ : الماءُ یَجْرِی بَیْنَ الحَوْضِ و البِئْرِ فیُنْتِنُ ،و أَنْشَدَ:

و لاطَحَتْهُ حَمْأَهٌ مَطائطُ

یَمُدُّها مِنْ رِجْرِجٍ مَسَائطُ

و قال أَبُو الغَمْرِ: الوَادِی السائلُ بمَاءٍ قَلِیلٍ مَسِیطَهٌ ، حَکاهُ عنه یَعْقُوبُ ،و نَصُّه:بسَیْلٍ صَغِیرٍ،کما فی الصّحاحِ و أَقَلُّ من ذلِکَ مُسَیِّطَهٌ ،مُصَغَّراً ،و نَصُّ الصّحاحِ :و أَصْغَرُ مِنْ ذلِک[ مُسَیِّطهٌ ] 2*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المَسِیطَهُ ،کسَفِینَهٍ :ما یَخْرُجُ من رَحِمِ النّاقَهِ من القَذَی إِذا مُسِطَتْ .

مشط

المشْطُ مُثَلَّثَهُ الأَوّلِ ،و حَکَی جَمَاعَهٌ التَّثْلِیثَ فی شِینِهِ أَیْضاً،کما نَقلَهُ شَیْخُنَا عن شُرُوح الشِّفَاءِ،قالَ :

و عِنْدِی فیه نَظَرٌ،و أَنْکَرَ ابنُ دُرَیْدٍ المِشْطَ ،بالکَسْرِ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الضَّمِّ و هو أَفْصَحُ لُغَاتِهِ . و من لُغاتِه:

المَشِطُ ککَتِفٍ ،و قال الکِسَائیّ : المُشُطُ ،مِثَالُ عُنُقٍ .و عن أَبِی الهَیْثَمِ وَحْدَهُ : المُشُطُّ ،مِثالُ عُتُلٍّ ،و أَنْشَدَ:

قَدْ کُنْتُ أَحْسَبُنِی غَنِیًّا عَنْکُمُ

إِنَّ الغَنِیَّ عَنِ المُشُطِّ الأَقْرَعُ

و قال ابنُ بَرّیّ :و من أَسْمائهِ المِمْشَطُ ،مِثَالُ مِنْبَرٍ و المِکَدُّ،و المِرْجَلُ ،و المِسْرَحُ ،و المِشْقَا،«بالقَصْرِ و المَدِّ» و النَّحِیتُ ،و المُفَرَّجُ ،کُلُّ ذلِکَ آلَهٌ یُمْتَشَطُ أَیْ یُسَرَّح بِهَا الشَّعَرُ.

ج: أَمْشَاطٌ ،کعُنُقٍ و أَعْنَاقٍ ،و قُفْلٍ و أَقْفَالٍ ،و کَتِفٍ و أَکْتَافٍ ، و مِشَاطٌ ،بالکَسْرِ،مِثْلُ سُلُبٍ و سِلاَبٍ .أَنْشَد ابنُ بَرّیّ لسَعِیدِ بنِ عَبْد الرَّحْمنِ بنِ حَسّان:

قَدْ کُنْتُ أَغْنَی ذِی غِنًی عَنْکُمْ کَما

أَغْنَی الرِّجالِ عن المِشَاطِ الأَقْرَعُ

قلتُ :و قال المُتَنَخِّلُ :

کأَنَّ علی مفَارِقِهِ نَسِیلاً

مِنَ الکَتّانِ یُنْزَعُ بالمِشَاطِ

و المُشْطُ بالضَّمِّ :مِنْسَجٌ یُنْسَجُ بِهِ مَنْصُوباً .یُقَالُ :ضَرَبَ النَّاسِجُ بِمُشْطِهِ 3و أَمْشَاطِهِ ،و هو مَجازٌ.

و المُشْطُ : نَبْتٌ صَغِیرٌ،و یُقَالُ له مُشْطُ الذِّئْبِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و لَیْس فیه الواو،زاد فی اللسان:له جِرَاءٌ کجِرَاءِ القِثّاءِ.

و فی التَّهْذِیبِ و الصّحاحِ : المُشْطُ : سُلاَمَیَاتُ ظَهْرِ القَدَمِ ،و هی العِظَامُ الرِّقاقُ المُفْتَرِشَهُ علی القَدَمِ دُونَ الأَصَابعِ ،یُقَالُ :انْکَسَرَ مُشْطُ قَدَمِهِ ،و قامُوا عَلَی أَمْشَاطِ أَرْجُلِهِم،و هو مَجازٌ.

و المُشْطُ من الکَتِفِ :عَظْمٌ عَرِیضٌ ،کما فی الصّحاحِ .

و فی التَّهْذِیب:و مُشْطُ الکَتِفِ :اللَّحْمُ العَرِیضُ .

و المُشْطُ : سِمَهٌ للإِبِلِ علی صُورَهِ المُشْطِ .قال أَبُو

ص:413

عَلِیٍّ :تَکُونُ فی الخَدِّ و العُنُقِ و الفَخِذِ.قال سِیبَوَیه:أَمّا المُشْطُ و الدَّلْوُ و الخُطَّافُ فإِنّمَا یُرِیدُ أَنَّ عَلَیْهِ صُورَهَ هذِه الأَشْیَاءِ.

و بَعِیرٌ مَمْشُوطٌ :سِمَتُهُ المُشْطُ .

و المُشْطُ : سَبَجَهٌ فیها أَفْنَانٌ ،و فی وَسَطِهَا هِرَاوَهٌ یُقْبَضُ علیها،و تُسَوَّی بِهَا القِصَابُ ،و یُغَطَّی بها الحُبُّ ،أَی الدَّنُّ .

و المَشْطُ ، بالفَتْح:الخَلْطُ ،عن الفَرّاءِ:یقال: مَشَطَ بَیْنَ الماءِ و اللَّبَنِ .

و المَشْطُ : تَرْجِیلُ الشَّعَرِ .ظَاهِرُه أَنَّه من حَدِّ نَصَرَ، و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً.و فی المُحْکَمِ و المِصْبَاحِ :

مَشَطَ شَعَرَهُ یَمْشُطُهُ و یَمْشِطُهُ ، مَشْطاً ،من حَدَّیْ نَصَرَ و ضَرَبَ ،أیْ رَجَّلَهُ .

و المُشَاطَهُ ، کثُمامَهٍ :ما سَقَطَ منه عِنْدَ المَشْطِ ، و قد امْتَشَطَ .و امْتَشَطَتِ المَرْأَهُ .و مَشَطَتْهَا المَاشِطَهُ مَشْطاً ،کما فی الصّحاحِ .

و المَاشِطَه :التی تُحْسِنُ المَشْطَ ،و حِرْفَتُهَا المِشَاطَهُ ، بالکَسْرِ ،علی القِیَاسِ .

و مِنَ المَجَازِ: مَشِطَتِ النّاقَهُ ،کفَرِحَ مَشَطاً : صَارَ عَلَی جَانِبَیْهَا ،و فی الأَسَاسِ :جَنْبَیْهَا کالأَمْشاطِ من الشَّحْمِ ، کمَشَّطَت تَمْشِیطاً ،کما فی اللّسَانِ و الأَسَاسِ .

و مَشِطَتْ یَدُهُ ،إِذا خَشُنَتْ مِنْ عَمَلٍ .أَوْ مَشِطَتْ یَدُهُ ، أَی دَخَلَ فیها شَوْکٌ و نَحْوُه ،کشَظِیَّهٍ من الجِذْعِ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و هو قَوْلٌ للأَصْمَعِیِّ .و فی بَعْضِ نُسَخ المُصَنَّفِ لأَبِی عُبَیْدٍ:مَشِظَتْ یَدُهُ ،بالظّاءِ المُشَالَهِ (1)،قال ابنُ دُرَیْدٍ:

و هِی لُغَهٌ أَیْضاً و ذَکَرَها الجَوْهَرِیُّ هناک،کما سَیَأْتِی.

و رَجُلٌ مَمْشُوطٌ :فیه دِقَّهٌ و طُولٌ .و قال الخَلِیلُ :

المَمْشُوطُ :الطَّوِیلُ الدَّقِیقُ .

و یُقَال للمُتَمَلّقِ :هو دائِمُ المَشْطِ ،علی المَثَلِ .

و الأُمَیْشِطُ کأُمَیْلِحٍ :ع جاءَ ذِکْرُه فی الشِّعْرِ،قال ابنُ الرِّقاعِ :

فَظَلَّ بصَحْرَاءِ الأُمَیْشِطِ بَطْنُه

خَمِیصاً یُضاهِی ضِغْنَ هَادِیَهِ الصُّهْبِ

کذَا فی المُعْجَمِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

لِمَّهٌ مَشِیطٌ ،أَیْ مَمْشُوطَهٌ .

و المَشَّاطَهُ :الجَارِیَهُ الَّتِی تُحْسِنُ المِشَاطَهَ ،و قد اسْتَعْمَلَ بَعْضُ المُحْدَثِینَ المَشَّاطَ فی شِعْره فقال:

لَمْیَاء لَمْ تَحْتَجْ لِمَشَّاطِ

و المِشْطَهُ :ضَرْبٌ من المَشْطِ ،کالرِّکْبَهِ و الجِلْسَهِ ،نقله الجَوْهَرِیُّ .

و المَمْشُوطُ :المَمْشُوقُ .

و بَعِیرٌ أَمْشَطُ ،مِثْلُ مَمْشُوطٍ .

و المِشْطُ ،بالکَسْرِ:قَرْیَهٌ بالمُنُوفِیّهَ .

و مشطَا :قَرْیَهٌ بالصَّعِیدِ.

و المَشَّاطُ ،ککَتَّانٍ :مَنْ یَعْمَلُ المُشْطَ .

و ابنُ الأَمْشَاطِیِّ :مُحَدِّثٌ فَقِیهٌ ،و هو الشَّمْسُ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسَنِ بنِ إِسْمَاعِیلَ العنْتَابِیِّ المِصْرِیِّ ،أَخَذَ عن الشَّمْسِ بنِ الجَزَرِیّ ،و عنه السَّخاوِیُّ .

مصط

مَصَطَ الرَّجُلُ ما فِی الرَّحِمِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَانِ .و قال الخَارْزَنْجِیّ فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ :أَی مَسَطَهُ .

قُلْتُ :و أَمّا اللَّیْثُ فإِنَّهُ ما ذَکَرَ إِلاَّ مَسَط و مَصَتَ ،کما أَشَرْنَا إِلَیْهِ آنِفاً،و کَأَنَّ « مَصَطَ »علی المُعَاقَبَهِ من«مَصَتَ » بَیْنَ الطّاءِ و التّاءِ.

مضط

المُضْطُ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَانِ .و قال الکِسَائِیُّ :هی لُغَهٌ فی المُشْطِ ،و تَأْتِی فیه اللُّغَاتُ المُتَقَدِّمَهُ من التِّثْلِیثِ و ما بَعْدَهُ (2).قال الکِسَائیُّ :

هی لُغَهٌ لرَبِیعَهَ و الیَمَنِ ،یَجْعَلُون الشِّینَ ضاداً بَیْنَ الشِّینِ و الضّادِ غَیْرَ خالِصَهٍ ،أَی لَیْسَتْ بضادٍ صَحِیحَهٍ ،و لا شِیناً

ص:414


1- (1) فی التکمله و اللسان: [1]بالظاء المعجمه.
2- (2) اقتصر الصاغانی فی التکمله ماده«مشط »عی المضط بالکسر ضبط قلم.

صَحِیحَهً .و یَقُولُون أَیْضاً:اضْطَرِ لی،مثلَ اشْتَرِ لی،لَفْظاً و معنًی،نقله الصّاغَانِیّ هکَذَا.

مطط

مَطَّهُ یَمُطُّه مَطًّا : مَدَّهُ ،و منه

16- حَدِیثُ سَعْدٍ: «لا تَمُطُّوا بآمِینَ ».

و مَطَّ الدَّلْوَ یَمُطُّه مَطًّا : جَذَبَهُ .و قال اللِّحْیَانِیّ : مَطَّ بالدِّلْوِ مَطًّا :جَذَبَ .

و یُقَالُ :تَکَلَّمَ فَمَطَّ حَاجِبَیْه ،أَی مَدَّهُما.

و مِنَ المَجَازِ: مَطَّ حاجِبَیْهِ ،و مَطَّ خَذَّهُ ،إِذا تَکَبَّرَ ،کنَأَی بجَانِبِهِ ،و صَعَّرَ خَدَّهُ .

و مَطَّ أَصابِعَهُ :مَدَّهَا مُخَاطِباً بِها ،أَی کأَنَّهُ یُخَاطِبُ بِها.

و المَطِیطَهُ ،کسَفِینَهٍ :الماءُ الکَدِرُ الخاثِرُ یَبْقَی فی أَسْفَلِ الحَوْضِ .

و قِیلَ :هِیَ الرَّدْغَهُ ،جَمْعُه مَطَائطُ .

و قال الأَصْمَعِیُّ : المَطِیطَهُ :الماءُ فیه الطینُ یَتَمَطَّطُ ،أَی یَتَلَزَّجُ و یَمْتَدُّ.

16- و فی حَدِیثِ أَبِی ذَرٍّ: «إِنّا نَأْکُلُ الخَطَائطَ ، و نَرِدُ المَطَائطَ ».

و قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ :

فی مُجْلِبَاتِ الفِتَنِ الخَوَابِطِ

خَبْطَ النِّهَالِ (1)سَمَلَ المَطَائطِ

و هذا الرَّجَزُ وَقَعَ فی الصّحاحِ :سَمَلَ المَطِیطِ » (2)کَذا وُجِدَ بِخَطِّهِ .

و قال الصّاغَانِیُّ :و لَیْسَ الرَّجَزُ لِحُمَیْدٍ.

قُلْتُ :و الصَّوَابُ أَنَّهُ له،و أَوَّلُه:

قَدْ وَجَدَ الحَجَّاجُ غَیْرَ قانِطِ

و مُطَیْطَهُ ،کجُهَیْنَهٍ :ع ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .و أَنْشَدَ لعَدِیّ ٍ بنِ الرِّقَاعِ :

و کأَنَّ نَخْلاً فی مُطَیْطَهَ نَابِتاً

بالکِمْعِ بَیْنَ قَرَارِهَا و حَجَاهَا

و المَطَاطُ ،کسَحَابٍ :لَبَنُ الإِبِلِ الخَاثِرُ الحَامِضُ ،عن ابنِ عَبْادٍ،و هو القَارِصُ ،سُمِّیَ به لأَنَّهُ یَتَمَلَّطُ ،أَیْ یَتَلَزَّجُ و یَمْتَدُّ.

و المُطَیْطَاءُ ،کحُمَیْرَاءَ:التِّبَخْتُرُ ،کما فی الصّحاحِ .و قال غَیْرُهُ :هو مَشْیُ التَّبَخْتُرِ.

قال الزِّمَخْشَرِیُّ فی الفائقِ :هو من المُصَغَّرِ الَّذِی لا مُکَبَّرَ لَهُ .

قال شَیْخُنَا:و قد عَقَدُوا لِمِثْلِهِ باباً،کما فی الغَرِیبِ المُصَنَّفِ و غَیْرِهِ ،و مِثْلُه الکُمَیْتُ و الکُعَیْتُ و غَیْرُ ذلِکَ .

و المُطَیْطاءُ : مَدُّ الیَدَیْنِ فی المَشْیِ ،کما فی الصّحاحِ ،

14- و قال فی الحَدِیثِ : «إِذا مَشَت أُمَّتِی المُطَیْطَاءَ ،و خَدَمَتْهُمْ فارِسُ و الرُّومُ ،کانَ بَأْسُهُم بَیْنَهُم»هذِه رِوَایَهُ أَبِی عُبَیْدٍ.

و رِوَایَهُ اللَّیْثِ :«سَلَّط اللّهُ شِرَارَهَا عَلَی خِیَارِها».

قُلْتُ :هکَذَا قَرَأْتُ هذا الحَدِیثَ فی کِتابِ العِلَلِ ،للدَّارَ قُطْنِیّ ، و یُقْصَرُ ،عَنْ کُرَاعٍ ،و رُوِیَ بالوَجْهَیْنِ فی المَعْنَیَیْنِ عن الأَصْمَعِیِّ أَیْضاً،کما فی اللِّسَانِ ، کالمَطِیطاءِ ،بالفَتْحِ و المَدِّ.

و من المَجازِ: التَّمْطِیطُ :الشَّتْمُ .

و یُقالُ : تَمَطَّطَ ،أَیْ تَمَدَّدَ ،و کَذلکَ تَمَطَّی ،و هو من مُحَوَّلِ التَّضْعِیفِ ،و أَصْلُهُ تَمَطَّطَ .

و قال الفَرّاءُ فی قَوْلِهِ تَعالَی: ثُمَّ ذَهَبَ إِلی أَهْلِهِ یَتَمَطّی (3)قال:أَی یَتَبَخْتَرُ،لأَنَّ الظَّهْرَ هو المَطَا،فیَلْوِی ظَهْرَهُ تَبَخْتُراً.قال:و نَزَلَتْ فی أَبِی جَهْلٍ .

قلْتُ :فحِینَئذٍ مَحَلُّ ذِکْرِهِ المُعْتَلُّ ،کما سَیَأْتِی.

و قال أَبو عُبَیْدٍ:مَنْ ذَهَبَ بالتَّمَطِّی إِلَی المَطِیطِ (4)فإِنَّهُ یَذْهَبُ به مَذْهَبَ تَظَنَّیْتُ من الظَّنِّ ،و تَقَضَّیْتُ مِنَ التَّقَضُّضِ ،و کَذلِکَ التَّمَطِّی یُرِیدُ التَّمَطُّطَ .قال الأَزْهَرِیُّ :

و المَطُّ ،و المَطْوُ،و المَدُّ،وَاحِدٌ.و یُقَال:مَطَوْتُ ،و مَطَطْتُ بِمَعْنَی المَدِّ.

و تَمَطَّطَ فی الکَلامِ .لَوَّنَ فِیهِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

ص:415


1- (1) عن التهذیب و اللسان و الصحاح و التکمله و بالأصل:خبط النهار.
2- (2) کذا،و الذی فی الصحاح المطبوع:«سم المطائط »و الشارح ینقل عن التکمله.
3- (3) سوره القیامه الآیه 33. [1]
4- (4) الأصل و اللسان،و [2]فی التهذیب:إلی المطیطه.

و مَطْمَطَ الرَّجُلُ ،إِذا تَوَانَی فی خَطِّهِ أَوْ کَلامهِ .نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .و قَال ابنُ دُرَیْدٍ: مَطْمَطَ فی کَلامِه إِذا مَدَّهُ و طَوَّلَهُ .

و تَمَطْمَطَ الماءُ :إِذا خَثُرَ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .و فی نَصِّ الأَصْمَعِیِّ : تَمَطْمَطَ الماءُ:إِذا تَلَزَّجَ و امْتَدَّ.

وصلاً مُطَاطٌ ،ککِتَابٍ و غُرَابٍ ،و مُطَائطُ ،بالضَّمِّ ،أَی مُمْتَدٌّ ،و أَنشد ثَعْلَبٌ :

أَعْدَدْتُ لِلْحَوْضِ إِذا ما نَضَبَا

بَکْرَهَ شِیزَی،و مُطَاطاً سَلْهَبَا

یجوز أَن یُعنَی بها صَلاَ (1)البَعِیر،و أَن یُعْنَی بِهَا البَعِیرُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

المَطُّ :سَعَهُ الخَطْوِ،و قَدْ مَطَّ یَمُطُّ ،و مَطَّ خَطَّهُ و خَطْوَهُ :

مَدَّهُ و وَسَّعَهُ .

و المَطَائِطُ :مَوَاضِعُ حَفْرِ (2)قَوَائمِ الدَّوابِّ فی الأَرْضِ ، تَجْتَمِعُ فِیها الرِّداغُ ،قاله اللَّیْثُ ،و أَنشد:

فَلَمْ یَبْقَ إِلاَّ نُطْفَهٌ فی مَطِیطَهٍ

من الأَرْضِ فاسْتَقْصَیْنَها (3)بالجَحافِل

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِ ّ: المُطُطُ ،بِضَمَّتَیْن:الطُّوَالُ مِن جَمِیعِ الحَیَوَانِ .

و المِطْمَاطُ ،بالکَسْرِ:مَوْضِعٌ بالمَغْرِبِ ،إِلَیْه نُسِبَ الإِمَامُ الفَقِیهُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمّدُ بنُ أَبِی القاسِمِ المِطْماطِیُّ ،مِمَّنْ أَخَذَ عنه الإِمَامُ أَبو عُثْمَانَ الجَزَارِیُّ ،عُرِفَ بقَدورَهَ .

معط

مَعْطَهُ ،کمَنْعَه ، یَمْعَطُه مَعْطاً : مَدَّهُ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،لُغَهٌ فی مَغَطَ ،بالغَیْنِ . و منه: مَعَطَ السَّیْفَ من قِرابِه،إِذا سَلَّهُ و مَدَّهُ ، کامْتَعَطَهُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ . و منه أَیْضاً: مَعَطَ فی القَوْسِ ،إِذا نَزَعَ و أَغْرَقَ .

16- و فی حَدِیثِ أَبِی اسْحَاقَ : «إِنَّ وَهْرِزَ (4)وَتَّرَ قَوْسَه،ثُمَّ مَعَطَ فِیهَا،حَتَّی إِذا مَلأَهَا أَرْسَلَ نُشَّابَتَهُ ،فأَصَابَتْ مَسْرُوقَ ابنَ أَبْرَهَهَ ». أَیْ مَدَّ یَدَیْهِ بِهَا.

و المَعْطُ :ضَرْبٌ من النِّکَاح.یُقَالُ : مَعَطَ المَرْأَهَ ،أَیْ جَامَعَها ،قاله اللَّیْثُ .

و مَعَطَت النَّاقَهُ بِوَلَدِهَا:رَمَتْ بِهِ ،نقله الصّاغَانِیُّ .

و مَعَطَ الشَّعَر مِنْ رأْسِ الشّاهِ مَعْطاً : نَتَفَهُ ،نقله اللَّیْثُ .

و مَعَطَ بهَا:حَبَقَ .

و مَعَطَهُ بحَقِّه:مَطَلَ .

و أَبو مُعْطَهَ ،بالضَّمِّ :الذِّئْبُ ، لِتَمَعُّطِ شَعرِهِ ،عَلَمٌ مَعْرِفَهٌ ،و إِنْ لم یَخُصَّ الوَاحِدَ مِنْ جِنْسِهِ ،و کَذلِکَ أُسَامَهُ ، و ذُؤَالَهُ ،و ثُعَالَهُ ،و أَبُو جَعْدَهَ .

و أَبُو مُعَیْطٍ ،کزُبَیْرٍ ،اسْمُهُ أَبَانُ بنُ أَبِی عَمْرِو بنِ أُمَیَّهَ بنِ عَبْدٍ شَمْسِ بنِ عَبْدِ مَنافٍ القُرَشِیُّ الأُمَوِیُّ أَخُو مُسَافِرٍ و أَبِی وَجْزَهَ ،و هو وَالِدُ عُقَبَهَ ،وَ بنُوهُ الوَلِیدُ،و عُمَارَهُ ،و خالِدٌ إِخْوَهُ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ لأُمِّهِ .

و مُعَیْطٌ :اسمٌ .

و مُعَیْطٌ : ع،أَوْ هو کأَمِیرٍ ،الأَوّلُ ضَبْطُ الأَرْزَنِیِّ بخَطّهِ فی الجَمْهَرَهِ ،و الثَّانِی وُجِدَ بِخَطِّ أَبِی سَهْلٍ الهَرَوِیِّ فیها.

قال الصّاغَانِیّ :و أَنا أَخْشَی أَنْ یَکُونَا تَصْحِیفَیْ مَعْیَطٍ (5)، کمَقْعَدٍ،و قد تَقَدَّمَ .

و مُعَیْط : أَبُو خیٍّ من قُرَیْشٍ ،منهم المُعَیْطِیُّ أَحَدُ أَئمَّهِ المالِکِیَّهِ .

وَ معِطَ الذِّئْبُ ،کفَرِحَ :خُبُثَ ،أَوْ قَلَّ شَعرُه ،و لا یُقَالُ ، مَعِطَ شَعرُهُ ،قاله اللَّیْثُ ، فهو أَمْعَطُ بَیِّنُ المَعَطِ ، و مَعِطٌ ، ککَتِفٍ .

و فی الصّحاحِ :الذِّئْبُ الأَمْعَطُ :الَّذِی قَدْ تَساقَطَ شَعرُهُ ، و قد تَقَدَّمَ فی«م ر ط »أَنَّه تَساقَطَ شَعرُهُ و زادَ خُبْثُه.

و تَمَعَّطَ الرَّجُلُ و امَّعَطَ ،کافْتَعَلَ ،أَصْلُه امْتَعَطَ ،و فی الصّحاحِ : انْمَعَطَ (6)کانْفَعَلَ ،أَی تَمَرَّط و سَقَطَ عَلَی الأَرْضِ مِنْ داءٍ یَعْرِضُ لَهُ .

و تَمَعَّطَتْ أَوْبارُه ،أَی تَطایَرَتْ و تَفَرَّقَتْ .

ص:416


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«أصلاً».
2- (2) ضبطت عن التهذیب و اللسان، [2]کلاهما بالقلم.
3- (3) فی التهذیب:«فاستصفیتها»و فی اللسان:«فاستصیفنها».
4- (4) فی النهایه و اللسان:إن فلاناً.
5- (5) قیده یاقوت بالفتح ثم السکون و فتح الیاء...و لا یُحمل علی فَقِیل فإنه مثال لم یأت.
6- (6) فی الصحاح:امَّعطَ و هو انفعل.

و الأَمْعَطُ من الرِّجَالِ : مَنْ لا شَعَرَ له علی جَسَدِهِ ، کالأَمْرَط و الأَجْرَدِ،و قد مَعِطَ شَعَرُه و جِلْدُهُ .یُقَالُ :رَجُلٌ أَمْعَطُ سَنُوطٌ .

و من المجاز: الأَمْعَطُ : الرَّمْلُ لا نَبَاتَ فِیهِ ،و کَذلِکَ أَرْضٌ مَعْطاءُ ،و رَمْلَهٌ مَعْطَاءُ و رِمَالٌ مُعْطٌ ،بالضَّمِّ :لا نَبَاتَ بِهَا.

و أَمْعَاطٌ :ع ،هکذا فی سائرِ النُّسَخِ ،و صَوَابُه أَمْعَطُ ،کما فی المُعْجَمِ و التَّکْمِلَهِ و اللِّسَانِ ،و هو اسْمُ أَرْضٍ فی قَوْل الرّاعی:

یَخْرُجْنَ باللَّیْلِ مِنْ نَقْعٍ له عُرُفٌ

بقَاعِ أَمْعَطَ بَیْنَ السَّهْلِ و الصِّیَرِ (1)

و یُرْوَی:«بَیْنَ الحَزْنِ و الصِّیَرِ».

قال یاقُوتُ :و رَوَاهُ ثَعْلَبٌ بِکَسْرِ الهَمْزَهِ .

و امْتَعَطَ النَّهَارُ:ارْتَفَعَ (2)و امْتَدَّ،مثل امْتَغَطَ ،بِالْغِیْنِ ، کانْمَعَطَ کانْفَعَلَ .

و امَّعَطَ الحَبْلُ ،کافْتَعَل ،أَصْلُهُ امْتَعَطَ ،زادَ فی الصّحاحِ و غَیْرِه: انْجَرَدَ ،و عَلَیْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ .

و قال أَبُو تُرَابٍ : امَّعَطَ علی انْفَعَل:إِذا طَالَ و امْتَدَّ،مثلُ امَّغَطَ ،بِالْغَیْنِ ، و منه المُمَّعِطُ بتَشْدِیدِ المِیمِ الثّانِیَهِ المَفْتُوحَهِ لِلْبَائِنِ الطُّولِ .

قال الأَزْهَرِیّ :المَعْرُوفُ فی الطُّولِ المُمَّغِطُ ،بالغَیْنِ المُعْجَمَه،و کَذلِکَ رَوَاهُ أَبُو عُبَیْدٍ عن الأَصْمَعِیّ ،قال:و لَمْ أَسْمَعْ مُمَّعِطاً بِهذا المَعْنَی لِغَیْرِ اللَّیْث إِلاّ ما قرَأْتُ فی «کتاب الاعْتِقَابِ »لأَبِی تُرابٍ .قَال:سمعتُ أَبا زَیْدٍ و فُلانَ بنَ عَبْدِ اللّه التَّمِیمِیِّ یَقُولانِ :رَجُلٌ مُمَّعِطٌ و مُمَّغِطٌ ، أَی طَوِیلٌ .

قال الأَزْهَرِیّ :و لا أُبْعِدُ أَنْ یَکُونَا لُغَتَیْن،کما قالُوا:

لَعَنَّکَ و لَغَنَّک،بِمَعْنَی لَعَلَّک،و المَعَصُ و المَغَصُ من الإِبِلِ :البِیضُ .و سُرُوعٌ و سُرُوغٌ ،للقُضْبَانِ الرَّخْصَهِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : المَعْطاءُ ،و الشَّعْرَاء،و الدَّفْرَاءُ:من أَسْمَاءِ السَّوْأَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

المَعْطُ :الجَذْبُ .و امْتَعَطَ رُمْحَهُ :انْتَزَعَهُ .

و الأَمْعَطُ :المُمْتَدُّ علی وَجْهِ الأَرْضِ .

و المَعْطَاءُ :الذِّئْبَهُ الخَبِیثَهُ .

و شَاهٌ مَعْطَاءُ :سَقَطَ صَوفُهَا.

و لِصُّ أَمْعَطُ ،علی التَّمْثِیلِ بالذِّئْبِ الأَمْعَطِ ،لخُبْثِهِ ، و لُصُوصٌ مُعْطٌ ،کما فی الصّحاحِ .زادَ فی الأَسَاسِ :

شُبِّهَتْ بالذِّئابِ المُعْطِ فی خُبْثِهَا،فوُصِفَتْ بِوَصْفِهَا (3).

و التِّمَعُّطُ فی حُضْرِ الفَرَسِ :أَنْ یَمُدَّ ضَبْعَیْهِ حَتَّی لا یَجِدَا مَزِیداً،و یَحْبِسَ رِجْلَیْهِ حَتَّی لا یَجِدَ مَزِیداً،و یَحْبِسَ رِجْلَیه (4)لِیَلْحَقَ و یَکُونَ ذلِکَ مِنْهُ فی غَیْرِ الاحْتِلاط ،یَسْبَحُ بِیَدَیْهِ و یَضْرَحُ برِجْلَیْهِ فی اجْتِماعِهِما کالسّابح.

و المُتَمَعِّطُ :المُتَسَخِّطُ و المُتَغَضِّبُ ،یُرْوَی،بالْعَیْنِ و بِالْغَیْنِ ،قاله ابنُ الأَثِیرِ.

و ماعِطٌ :اسمٌ .

و مَعِیطٌ ،کأَمِیرٍ:ابنُ مَخْزُومٍ القَیْسِیِّ جدّ حَیّانَ (5)بنِ الحُصَیْنِ بنِ خُلَیفِ بنِ رَبِیعَهَ الشّاعِرِ.و ابنُ عَمِّهِ ضُبَیْعَهُ ابنُ الحَارِثِ بن خُلَیفٍ شاعِرٌ أَیْضاً،نَقَلَهُ الحَافِظُ .

معلط

المَعَلَّطُ ،کعَمَلَّسٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو الرَّجُلُ الشَّدِیدُ ،و هو قَلْبُ عَمَلَّطٍ .

و المَعَلَّطُ : الخَبِیثُ ،و قِیلَ : الدّاهِیَهُ ،کالعَمَرَّطِ فِیهما، کما تَقَدَّمَ .

مغط

مَغَطَ الرّامِی فی قَوْسِهِ ،إِذا أَغْرَقَ فی نَزْعِ الوَتَرِ و مَدَّه لِیُبْعِدَ السَّهْمَ ،قاله ابنُ شُمَیْلٍ .و یُقَال: مَغَطَ فی القَوسِ مَغْطاً ،مِثْل مَخَط :نَزَعَ فیها بِسَهْم أَو بِغَیْره. و مَغَطَ الشَّیْ ءَ:مَدَّه یَسْتَطِیلُه،و (6)خَصَّه بَعْضُهم فَقالَ : المَغْطُ :مَدُّ شَیْ ءٍ لَیِّنٍ کالمُصْرانِ و نَحْوِه (7)، مَغَطَهُ یَمْغَطُه مَغْطاً فامْتَغَطَ ، و امَّغَطَ ،مُشَدَّدَهَ المِیمِ .

ص:417


1- (1) دیوانه ص 129 و تخریجه فیه.
2- (6) بعدها فی القاموس:و الشَّعَرُ:تَسَاقَطَ .
3- (2) الأساسی:فوضعت بصفتها.
4- (3) کذا،وردت مکرره و الظاهر حذف«و یحبس رجلیه»کما فی اللسان. [1]
5- (4) عن المؤتلف للآمدی ص 97 و بالأصل«حبان»و فی المؤتلف«حلیف» بالحاء المهمله.
6- (7) بالقاموس:«أو»بدل:«و».
7- (5) کذا بالأصل و اللسان،و [2]فی التهذیب:مدک الشیء اللین نحو المصران.

و المُمَّغِطُ ،بِتَشْدِید المِیمِ الثانِیَهِ -و قد رَواهُ بَعْضُ المُحَدِّثین بتَشْدِیدِ الغَیْنِ ،و هو غَلَطٌ -و هو مِثْلُ المُمَّعِطِ ، بالعَیْن،و هُوَ الطَّوِیلُ لَیْسَ بالبَائِنِ الطُّول.و فی الصّحاحِ :

هو الطَّوِیلُ کَأَنَّه مُدَّ مَدًّا مِنْ طُولهِ .قال الأَزْهَرِیُّ :هکَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَیْدٍ عن الأَصْمَعِیِّ بالْغَیْنِ .زادَ السُّهَیْلیُّ ،فی الرَّوْضِ (1):و الکِسائیُّ و أبو عَمْرٍو.

14- و وصَفَ عَلِیٌّ رَضِیَ اللّه عنه النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم فقال: «لَمْ یَکُنْ بالطَّوِیلِ المُمَّغِطِ ،و لا القَصِیرِ المُتَرَدِّدِ». یَقُولُ :لَمْ یَکُنْ بالطَّوِیلِ البائِنِ ،و لکِنَّه کانَ رَبْعَهً .

قُلْتُ :

14- و أَخْرَجَ الإِمامُ فی مُسْنَدِهِ عن أَنَسٍ رَضِی اللّهُ عنه فی صِفَتِهِ صلی اللّه علیه و سلّم: «کانَ رَبْعَهً من القَوْمِ ،لَیْسَ بالقَصِیر و لا بالطِّوِیلِ البائنِ ». و رُویَ عن الأَصْمَعِیِّ أَنَّهُ قال: المُمَّغِطُ :

المُتَناهِی فی الطُّولِ .و المُمَّغِطُ ،أَصْلهُ مُنْمَغِطٌ ،و النَّونُ لِلْمُطاوَعَه،فَقُلِبَتْ مِیماً،و أُدْغِمَتْ فی المِیمِ .

و فی الرَّوْضِ للسُّهَیْلیِّ : المُمَّغِطُ وَزْنُه مُنْفَعِلٌ ،و انْدَغَمتِ النُّونُ فی المِیمِ ،کما انْدَغَمتْ فی مَحَوْتُه فامَّحَی،لَمَّا أُمِنَ الْتِبَاسُه بالمُضَاعَفِ ،و لَمْ یُدْغِمُوا النُّونَ فی المِیمِ فی شاهٍ زَنْماءَ،و لا فی غَنْمَاءَ،لِئلاَّ یَلْتَبِسَ بالمُضَاعَفِ لَوْ قالُوا:

زَمّاءَ،و غَمّاءَ.

و تَمَغَّطَ البَعِیرُ:مَدَّ یَدَیْهِ شَدِیداً فی السَّیْرِ.

و تَمَغَّطَ الفَرَسُ :مَدَّ ضَبْعَیْهِ و جَرَی حَتَّی لا یَجِدَ مزِیداً فی جَرْیهِ ،و یَحْتَشِی رِجْلَیْهِ فی بَطْنِهِ حتی لا یَجِدَ مَزِیداً للإِلْحاقِ ،ثُمّ یَکُونُ ذلِکَ مِنْهُ فی غَیْرِ احْتِلاطٍ (2)،یَسْبَحُ بِیَدَیْهِ و یَضْرَحُ برِجْلَیْهِ فی اجْتِمَاعٍ ،قاله أَبُو عُبَیْدَهَ (3). أَوْ تَمَغَّطَ الفَرَسُ :إِذا مَدَّ قَوَائمَه و تَمَطی فی جَرْیِهِ ،نَقَلَهُ أَبُو عُبَیْدَهَ أَیْضاً.

و تَمَغَّطَ فُلانٌ تَحْتَ الهَدَمِ ،إِذا سَقَطَ عَلَیْه البَیْتُ و قَتَلَهُ الغُبَارُ .قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لَیْسَ بمُسْتَعْمَلٍ .

و امْتَغَطَ سَیْفَهُ :اسْتَلَّهُ من قِرابِهِ .

و امْتَغَطَ النَّهَارُ:ارْتَفَعَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و العَیْنُ لُغَهُ فِیهِ ،و قَدْ تَقَدَّمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

المَغْطُ :مَدُّ البَعِیرِ یَدَیْهِ فی السَّیْرِ،قالَ :

مَغْطاً یَمُدُّ غَضَنَ الآباطِ

و المُتَمَغِّطُ :المُتَغَضِّبُ ،عن ابنِ الأَثِیرِ.

و المُمْتَغِطُ :الطَّوِیلُ .

مقط

مَقَطَ عُنُقَهُ یَمْقِطُهَا ،و یَمْقُطُها من حَدَّیْ نَصَرَ و ضَرَبَ : کَسَرَها .و قال بَعْضُهُم: مَقَطَ عُنُقَهُ بالعَصَا و مَقَرَهُ ، إِذا ضَرَبَهُ بِها حَتَّی یَنْکَسِرَ عَظْمُ العُنُقِ و الجِلْدُ صَحِیحٌ .

و مَقَطَ فُلاناً یَمْقُطُهُ مَقْطاً ،إِذا غَاظَهُ و بَلَغَ إِلَیْهِ فی الغَیْظِ ، عن أَبِی زَیْدٍ أَو مَقَطَه ،إِذا مَلَأهُ غَیْظاً .

و مَقَطَ القِرْنَ مَقْطاً ، و مَقَطَ بِه ،و هذِه عن کُرَاعٍ :

صَرَعَه .

و مَقَطَ الکُرَهَ مَقْطاً : ضَرَبَ بها الأَرْضَ ثُمَّ أَخَذَهَا ،کما فی اللِّسَانِ و العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .و قال الشَّمّاخُ :

کأَنَّ أَوْبَ یَدَیْهَا حِینَ أَدْرَکَها

أَوْبُ المَرَاحِ و قَدْ نَادَوْا بِتَرْحالِ

مَقْطُ الکُرِینَ عَلَی مَکْنوسَهٍ زَلَفٍ

فی ظَهْرِ حَنّانَهِ النِّیرَیْنِ مِعزَالِ

و قال المُسَیَّبُ بنُ عَلَسٍ یَصِفُ ناقَهً :

مَرِحَتْ یَدَاهَا للنَّجاءِ کَأَنَّهَا

تَکْرُو بکَفَّیْ مَاقِطٍ فی صَاعِ

و مَقَطَ الطائِرُ الأُنْثَی یَمْقُطُهَا مَقْطاً ،مِثْلُ قَمَطَهَا ،مَقْلُوبٌ منه.

و مَقَطَهُ (4) بالأَیْمَانِ :حَلَّفَه بها ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و المَقْطُ :الضَّرْبُ ،یُقَال: مَقَطَهُ بالعَصَا ،أَی ضَرَبَهُ ، و کَذلِکَ بالسَّوطِ .

و المَقْطُ :الشِّدَّهُ و الضَّرْبُ ،و بِهِ فُسِّرَ قَوْلُ أَبِی جُنْدَبٍ الهُذَلِیّ :

لَوْ أَنَّهُ ذُو عِزَّهٍ و مَقْطِ

لَمَنَعَ الجِیرَانَ بَعْضَ الهَمْطِ

ص:418


1- (1) بالأصل«العروض»و هو کتاب الروض الأنف للسهیلی.
2- (2) فی التهذیب:اختلاط بالخاء المعجمه،و الأصل کاللسان. [1]
3- (3) الأصل و التهذیب،و فی اللسان: [2]أبو عبید.
4- (4) عن التکمله و بالأصل«مقط ».

و قال اللَّیْثُ : المَقْطُ :الضَّرْبُ بالحُبَیْلِ الصَّغِیرِ المُغَارِ.

و المَقْطُ : شِدَّهُ الفَتْلِ .یُقَالُ : مَقَطَ الحَبْلَ ،أَیْ فَتَلَهُ شَدِیداً.

و المَقْطُ : الشَّدُّ بالمِقَاطِ .یُقَالُ : مَقَطُوا الإِبِلَ مَقْطاً ،إِذا شَدُّوهَا بالمِقاطِ ، کَکِتَابٍ ،و هو الحَبْلُ أَیًّا کانَ ، أَو هُو الحَبْلُ الصَّغِیرُ (1)الشَّدِیدُ الفَتْلِ یَکَادُ یَقُومُ من شِدَّهِ فَتْلِهِ (2)، کالقِماطِ ،مَقْلُوباً منه.و تقُول:شُدَّهُ بالقِمَاطِ ،فإِنْ أَبَی فبِالمِقَاطِ .

17- و فی حَدِیثِ عُمَرَ رَضِی اللّه عَنْهُ : لَمَّا قَدِمَ مَکَّهَ فقالَ :«مَنْ یَعْلَمْ مَوْضِعَ المَقَامِ ؟»و کان السَّیْلُ احْتَمَلَهُ مِنْ مَکانِهِ ،«فقالَ المُطَّلِبُ بنُ أَبِی وَدَاعَهَ :قَدْ کُنْتُ قَدَّرْتُه و ذَرَعْتُه بمِقَاطٍ عِنْدِی».

و المَاقِطُ :الحَازِی المُتَکَهِّنُ الطارِقُ بالحَصَی ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و المَاقِطُ : مَوْلَی المَوْلَی .

فی الصحاحِ :تَقُولُ العَرَبُ :فُلانٌ سَاقِطُ بنُ ماقِطِ بنِ لاقِطٍ ،تَتَسَابُّ بذلِکَ ،فالسّاقِطُ عَبْدُ المَاقِطِ ،و الماقِطُ عبدُ الّلاقِطِ ،و الّلاقِطُ :عبدٌ مُعْتَقٌ ،نقلْتُه من کِتَابٍ مِنْ غَیْرِ سَماعٍ ،انْتَهَی.و قد سَبَقَ ذلِکَ لِلْمُصَنِّف فی«س ق ط » و فی«ل ق ط ».

و المَاقِطُ : بَعِیرٌ قامَ مِنَ الإِعْیاءِ و الهُزَالِ و لَمْ یَتَحَرَّکْ .

و فی الصّحاح:قال الفَرّاءُ: المَاقِطُ من الأَبِلِ :مِثْلُ الرّازِمِ ، و قَدْ مَقَطَ یَمْقُط مُقُوطاً ،أَی هُزِلَ هُزالاً شَدِیداً .

و الماقِطُ : أَضْیَقُ المَوَاضِعِ فی الحَرْب ،هکَذَا هو فِی سائِرِ النُّسَخِ ،و مِثْلُهُ فِی العَیْنِ ،و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ المَأْقِطُ ،بالهَمْزِ،کمَجْلِسٍ و قد سَبَقَ له ذلِکَ فی«أ ق ط » و المِیمُ لیست بأَصْلِیَّهٍ .

و المَاقِطُ : رِشَاءُ الدَّلْوِ،ج: مُقُطٌ ،ککُتُبٍ ،الصّوابُ أَنَّ مُقُطاً جَمْعُ مِقَاطٍ ،و هو الحَبْلُ أَیًّا کانَ ،ککِتَابٍ و کُتُبٍ ،کما فی اللِّسَانِ و غَیْرِه.

و المَاقِطُ : مِقْوَدُ الفَرَسِ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو المِقَاطُ ، و کَذلِکَ قال فی رِشَاءِ الدَّلْوِ،و قد حَرَّفَ المُصَنِّفُ .

و المَقِطُ ،ککَتِفٍ :الَّذِی یُولَدُ لسِتَّهِ أَشْهُرٍ أَوْ سَبْعَه أَشْهُرٍ، عن ابنِ عَبّادٍ.

قال: و المُقْطُ ، بالضَّمِّ :خَیْطٌ یُصَادُ به الطَّیْرُ،ج:

أَمْقَاطٌ ،کقُفْلٍ و أَقْفَالٍ .

و مَقَّطَهُ تَمْقِیطاً :صَرَعَهُ ،عن ابنِ عَبَّادٍ، کمَقَطَهُ .

و امْتَقَطَهُ :اسْتَخْرَجَهُ .یُقَالُ : امْتَقَطَ فُلانٌ عَیْنَیْنِ ،مِثْلَ جَمْرَتَیْنِ ،أَی استَخْرَجَهُمَا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المُتَمَقِّطُ :المُتَغَیِّظُ ،و هُوَ ماقِطٌ ،أَیْ شَدِیدٌ.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:رَجُلٌ مَاقِطٌ ،و هو الَّذِی یُکْرِی (3)من مَنْزِلٍ إِلَی مَنْزِلٍ .و قال غَیْرُهُ :کالمَقَّاطِ کشَدَّادٍ.و قِیلَ :

المَقّاطُ :أَجِیرُ الکَرِیِّ .

و فی الأَسَاسِ :لَمْ أَرَ فی السُّقّاطِ ،مِثْلَ الکَرِیِّ و المَقَّاط ،و هو کَرِیُّ الکَرِیِّ یَعْجَزُ عن حَمْلِ الرَّجُلِ فی بَعْضِ الطَّرِیق فیَسْتَکْرِی لَهُ .

و مَقَّطَ الإِبِلَ تَمْقِیطاً:شَدَّها بالمِقَاط ،و جَعَلَهَا مَقْطاً وَاحِداً.

و مَقَطَهُ الشَّیْ ءَ مَقْطاً :جَرَّمَه (4)،عن ابنِ عَبّادٍ.

مقعط

المُقْعُوطَهُ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکمِلَهِ و العُبَابِ .و قال اللَّیْثُ :هی کالقُمْعُوطَهِ زِنَهً و مَعْنَی ،و هی دُحْرُوجَهُ الجْعَلِ ،کما تَقَدَّمَ ذلِکَ فی اللِّسَانِ .

ملط

المِلْطُ ،بالکَسْرِ:الخَبِیثُ من الرِّجَالِ ،الَّذِی لا یُرْفَعُ له (5)شَیْ ءٌ إِلاّ سَرَقَهُ و اسْتَحَلَّهُ ،قالَهُ اللَّیْثُ .و وَقَعَ فی اللِّسَانِ :لا یُدْفَع إِلَیْهِ شَیْ ءٌ إِلاّ أَلْمَأَ عَلَیْهِ ،و ذَهَبَ به سَرَقاً و اسْتِحْلالاً.

و المِلْطُ :الَّذِی لا یُعْرَفُ له نَسَبٌ و لا أَبٌ ،قالَهُ

ص:419


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:«الضفیر»و المثبت موافق للسان و التهذیب.
2- (2) فی التهذیب:من شده إغارته.
3- (3) فی اللسان«المکتری»و فی التهذیب:المقّاط :الحامل من قریه إلی قریه أخری،نقله عن شمر.و المثبت ضبط التکمله.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«جرعه».
5- (5) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:إلیه.

الأَصْمَعِیُّ ،من قَوْلِک: أَمْلَطَ ریشُ الطّائِرِ،إِذا سَقَطَ عَنْهُ .

و یُقَالُ :غُلاَمٌ مِلْطٌ خِلْطٌ ،و هو المُخْتَلِطُ النَّسَبِ ،کما فی الصّحاحِ .

ج أَمْلاطٌ و مُلُوطٌ ،بالضَّمّ ، و قَدْ مَلُطَ الرَّجُلُ ، کَکَرُمَ ، و نَصَرَ، مُلُوطاً ،بالضَّمِّ ،یُقَال:هذَا مِلْطٌ من المُلُوطِ .

و مَلَطَ الحائطَ مَلْطاً : طَلاَهُ بالطِّینِ ، کمَلَّطَهُ تَمْلِیطاً ، الأَخِیرُ عن ابنِ فارِسٍ .

و مَلَطَ شَعرَه:حلَقَهُ ،عن ابنِ الأَعْرابِیّ .

و المِلاطُ ککِتَابٍ :الطِّینُ الَّذِی یُجْعَلُ بَیْنَ سافَیِ البِنَاءِ و یُمَلَّطُ بِهِ الحائطُ ،کما فی الصّحاحِ .و منه

16- حَدِیثُ صِفَهِ الجَنَّهِ : « مِلاَطُهَا مِسْکٌ أَذْفَرُ».

و المِلاَطُ : الجَنْبُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هُما مِلاَطَانِ ، سُمِّیا بذلِکَ لأَنَّهُما قد مُلِطَ عنها اللَّحْمُ مَلْطاً ،أَی نُزِعَ ، و جَمْعُه مُلْطٌ ،بالضَّمِّ .

و المِلاطانِ : جانِبا السَّنَامِ ،مِمَّا یلِی مُقَدَّمَهُ .

و ابْنا مِلاَطٍ :عَضُدا البَعِیرِ ،کما فی الصّحاحِ ،لأَنَّهُما یَلِیانِ الجَنْبَیْنِ .قال الراجِزُ یَصِفُ بَعِیراً.

کِلاَ مِلاَطَیْهِ إِذا تَعَطَّفا

بانا فمَا رَاعَی بَرَاعٍ أَجْوَفَا (1)

فالمِلاطَان هُنَا العَضُدان،لأَنَّهُمَا المَائِرَانِ ،کما قَالَ الراجِزُ:

کِلاَ مِلاطَیْهَا عن الزَّورِ أَبَدّ (2)

و قیل للعَضُد مِلاطٌ ،لأَنَّه سُمِّیَ باسم الجَنْبِ .

أَو ابْنا مِلاَطِ البَعِیرِ: کَتِفَاهُ و هو قولُ أَبِی عَمْرٍو،الوَاحِدُ ابنُ مِلاَطٍ .و أَنشد ابنُ بَریّ لِعُیَیْنَهَ بنِ مِرْدَاسٍ :

تَرَی ابْنَیْ مِلاطَیْهَا إِذا هِیَ أَرْقَلَتْ

أُمِرَّا فَبانَا عَنْ مُشاشِ المُزَوَّرِ

المُزَوَّرُ:مَوْضِعُ الزَّوْرِ.

و ابْنُ مِلاَطٍ :الهِلالُ ،عن أَبِی عُبَیْدَهَ .و حُکِیَ عن ثَعْلَبٍ أَنَّه قال:ابنُ المِلاَطِ :الهِلالُ .

و المِلْطاءُ ،بالکَسْرِ مَمْدُوداً مُذَکَّراً مِثَالُ الحِرْباءِ،عن اللَّیْث، و یُقْصَرُ ،نقله الوَاقِدِیُّ ، من الشِّجَاجِ :السِّمْحاقُ .

بِلُغَهِ الحِجَازِ.و فی کتابِ أَبِی مُوسَی فی ذِکْرِ الشِّجَاجِ :

المِلْطَاطُ ،و هی السِّمْحاقُ ،و قد تقدَّمَ ،کالمِلْطاهِ ،بالهَاءِ، عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ.قالَ :فإِذا کانَتْ علی هذَا فهی فی التَّقْدِیرِ مَقْصُورَهٌ .

أَو المِلْطَی و المِلْطَاهُ : القِشْرُ الرَّقِیق بَیْن لَحْمِ الرَّأْسِ و عَظْمِه (3)،یَمْنَع الشَّجَّهَ أَنْ تُوضِحَ .نَقَلَهُ ابنُ الأَثِیرِ.

قال شَیْخُنا:الصَّوابُ ذکْرُه فی المُعْتَلِّ ،کما یَأَتی له، لأَنَّهُ مِفْعالٌ کما ذَکَره أَبو علِیٍّ القالِی فی مَقْصُورِه،و کَذلک ذَکَرَهُ فی المُعْتَلِّ الجَماهِیرُ،کالجَوْهَرِیِّ و ابْنِ الأَثِیرِ و غَیْرِ وَاحِدٍ.و أَعادَه المُصَنِّفُ علی عادَتِه إِشارَهً إِلی ما فِیه قَوْلانِ فی الاشْتِقَاقِ ،و هذا لَیْسَ من ذلِکَ القَبِیلِ فاعْرِفْهُ ،فذِکْرُهُ هُنَا خَطَأٌ ظاهِرٌ.انْتَهَی.

قُلْتُ :اخْتَلَفَ کَلامُ الأَئمَّهِ هُنَا،فاللَّیْثُ جَعَلَ مِیمَه أَصْلِیَّهً ،و إِلیه مالَ ابنُ برِّیّ ،و قال:أَهْمَلَ الجَوْهَرِیُّ من هذا الفَصْلِ المِلْطَی ،و هی المِلْطَاهُ أَیْضاً،و ذَکَرَها فی فَصْلِ «لطی»،و ذَکَرَهُ أَیْضاً الصَاغَانِیُّ هُنَا فی العُبابِ و التَّکْمِلَهِ ،و نَقَلَ عن ابنِ الأَعْرابِیِّ زِیادَهَ المِیمِ .و أَما ابْنُ الأَثِیرِ فإِنَّهُ ذَکَرَ الاخْتِلافَ فقالَ :قِیلَ :المِیمُ زائِدَهٌ ،و قِیلَ أَصْلِیَّهٌ ،و الأَلِفُ لِلْإِلْحاقِ کالَّذِی فی المِعْزَی،و المِلْطَاهُ کالعِزْهاهِ ،و هُو أَشْبَهُ .

و فی التَّهْذِیب:و قَوْلُ ابنِ الأَعْرابِیِّ یَدُلّ علی أَنَّ المِیمَ من المِلْطَی مِیمُ مِفْعَلٍ ،و أَنَّهَا لَیْسَتْ بأَصْلِیَّهٍ ،کأَنَّها من لَطَیْتُ بالشَّیْ ءِ:إِذا لَصِقْتُ بِهِ ،فقَدْ ظَهَرَ بِذلِک أَنَّ ذِکْرَ المُصَنّف المِلْطَی هُنَا لیس بِخَطَإِ،کما زَعَمَهُ شَیْخُنا.

و أَما الجَوْهَرِیُّ فقد رَأَیْتَ اسْتِدْراکَ ابنِ بَرِّیّ عَلَیْه.

و أَمّا ابنُ الأَثِیرِ،فإِنّ المَنْقولَ عنه خِلافُ ما نَسَبَهُ له

ص:420


1- (1) کذا بالأصل و التهذیب و اللسان،و فی المطبوعه الکویتیه: بانا فمارا عنْ یراعٍ أجوافا.
2- (2) قبله فی التهذیب و اللسان. [1] عوجاء فیها میل غیر حَرَدْ تُقطّع العیس إذا طال النجدْ.
3- (3) فی اللسان و التهذیب:القشره الرقیقه التی بین عظم الرأس و لحمه.

شَیْخُنا،فإِنّه مُرجِّحٌ أَصالَهَ المِیمِ و مُصَوِّبٌ له بقَوْلِه:و هو الأَشْبهُ .

و أَمَّا أَبو عَلِیٍّ القالِی فإِنَّهُ قال فی المَقْصُورِ و المَمْدُودِ:

و المِلْطَی یحْتَملُ أَنْ یَکُونَ مِفْعالاً،و یحْتَمل أَنْ یَکُونَ فِعْلاءَ فَتَأَمَّلْ بإِنْصافٍ ،و دَعِ الاعْتِسافَ .ثم إِنّ الصّاغَانِیَّ قال فی التَّکْمِلَهِ :و سَمَّی ابنُ الأَعْرابیِّ المِلْطَی المُلِیطِیَهَ کأَنِّهَا تَصْغِیرُ المِلْطاهِ .انْتَهَی.

قُلْتُ :و الَّذِی نَقَلَهُ شَمِرٌ عن ابنِ الأَعْرابِیّ أَنَّه ذَکَرَ الشِّجاجَ فلَمَّا ذَکَرَ الباضِعَهَ قال:ثُمَّ المُلْطِئَهَ ،و هی الَّتِی تَخْرِقُ اللَّحْمَ حَتَّی تَدْنُوَ مِنَ العَظْمِ .هکَذَا هُوَ فی التَّهْذِیبِ المُلْطِئَهُ ،کمُحْسِنَهٍ ،فَتَأَمّلْ .

و الأَمْلَطُ :مَنْ لا شَعَرَ عَلَی جَسَدِهِ کُلّه إِلاّ الرَّأْسَ و اللِّحْیَهَ ،قالَهُ اللَّیْثُ .

و فی الصّحاحِ :رَجُلٌ أَمْلَطُ بَیِّنُ المَلَطِ و هو مِثْلُ الأَمْرَطِ ، و أَنْشَدَ للشّاعِر یَصِفُ الفَصِیلَ :

طَبِیخُ نُحَازٍ أَوْ طَبِیخُ أَمِیهَهٍ

دَقِیقُ العِظَامِ سَیِّ ءُ القِشْمِ أَمْلَطُ

یقول:کانَتْ أُمُّه به حَامِلَهً و بِها نُحَازٌ،أَی سُعَالٌ أَو جُدَرِیُّ ،فجاءَتْ به ضَاوِیًّا.و القِشْم:اللَّحْمُ .

قالَ :و کان الأَحْنَفُ بنُ قَیْسٍ أَمْلَطَ ،أَی لا شَعرَ فِی بَدَنِه إِلاَّ فی رَأْسِهِ ، و قَدْ مَلِطَ ،کفَرِحَ ، مَلَطاً ،مُحَرَّکَه، و مُلْطَهً ، بالضَّمِّ .

و أَمْلَطَتِ النَّاقَهُ جَنِینَها:أَلْقَتْهُ و لا شَعَرَ عَلَیْهِ ،و هِی مُمْلِطٌ ،ج: مَمالِیطُ ،بالیَاءِ، و المُعْتَادَهُ مِمْلاطٌ .

و و المَلِیطُ ، کأَمِیرٍ:الجَنِینُ قَبْلَ أَنْ یُشْعِرَ.و مَلَطَتْهُ أُمُّهُ تَمْلُطُه : وَلَدَتْه لِغَیْرِ تَمَامٍ .

و سَهْمٌ أَمْلَطُ ،و مَلِیطٌ ،أَیْ لا رِیشَ عَلَیْهِ ،مِثْلُ أَمْرَطَ ، الأُولَی نَقَلها الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدَهَ ،و أَنْشَدَ یَعْقُوبُ :

و لو دَعَا ناصِرَهُ لَقِیطَا

لَذاقَ جَشْأً لَمْ یَکُنْ مَلِیطَا

لَقِیطٌ :بَدَلٌ من ناصِرٍ.

و قد تَمَلَّطَ السَّهْمُ ،إِذا لَمْ یَکُنْ عَلَیْه رِیشٌ .

و امْتَلَطَهُ :اخْتَلَسَهُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،کامْتَرَطَهُ .

و تَمَلَّطَ :تَمَلَّسَ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .

و مَلَطْیَهُ ،بِفَتْحِ المِیمِ و الَّلامِ و سُکُونِ الطّاءِ مُخَفَّفَهً :

د من بِلادِ الرُّومِ یُتَاخِمُ الشَّأْمَ مِنْ بِنَاءِ الإِسْکَنْدرِ، کَثِیرُ الفَواکِهِ ،شَدِیدُ البَرْدِ ،و جامِعُهُ الأَعْظَمُ مِن بِنَاءِ الصَّحَابَهِ ، و التَّشْدِیدُ لَحْنٌ أَی مع کَسْرِ الطّاءِ علی ما هُوَ المَشْهُورُ علی الأَلْسِنَهِ ،و نَسَبَهُ یاقُوتٌ إِلی العامَّهِ ،و أَنْشَدَ لِلمُتَنَبِّی:

ملطیه أم التبین مکسولُ (1)

و قال أَبُو فِراس:

و أَلْهَبْنَ لهبَیْ عَرْقَهٍ فمَلَطْیَهٍ

و عَادَ إِلی مَوْزارَ مِنْهُنَّ زَائِرُ

و یُنْسَبٍ إِلی مَلَطْیَهَ من الرُّواهِ :أَبُو الحُسَیْنِ مُحَمّد بنُ عَلِیِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ أَبِی فَرْوَهَ المَلَطِیُّ المُقْرِیءُ.و الحافِظُ أَبُو أَیُّوبَ سُلَیْمَانُ بنُ أَحْمَدَ بنِ یَحْیَیَ بنِ سُلَیْمَانَ المَلَطِیُّ .

و إِسْحَاقُ بنُ نُجَیْحٍ المَلَطِیُّ ،من شُیُوخِ مُوسَی بنِ عَبْدِ المَلِکِ البابِیِّ .و الجَمَالُ یُوسُفُ بنُ مُوسَی المَلَطِیُّ قاضِی القُضَاه الحَنَفِیَّهِ بمِصْرَ مَن شُیُوخِ البَدْرِ العَیْنِیِّ ،تُوُفِّیَ سنه 803.

و المَلَطَی ، کجَمَزَی:ضَرْبٌ من العَدْوِ ،کالمَرَطَی.

و من المَجَازِ: مالَطَهُ ،إِذا قَالَ هذا نِصْفَ بَیْتٍ و أَتَمَّهُ الآخَرُ ،بَیْتاً،و بَیْنَهُمَا مُمَالَطَهٌ کَمَلَّطهُ تَمْلِیطاً .

و فی الأَساس:هُوَ أَنْ یَقُولَ الشّاعِرُ مِصْراعاً،و یَقُولَ الآخَرُ (2): أَمْلِطْ ،أَیْ أَجِزِ المِصْرَاعَ الثّانِی،و هو من إِمْلاَطِ الحَامِلِ .

قُلْتُ :و قد یَقَعُ مِثْلُ هذا بَیْن الشُّعَرَاءِ کَثِیراً،کما جَرَی بَیْن امْرِیءِ القَیْسِ و بَیْن التَّوْأَمِ الیَشْکُرِیِّ .قال أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ:کان امْرُؤُ القَیْسِ مِعَنًّا ضِلِّیلاً،یُنازِعُ مَنْ قِیل لَهُ إِنَّهُ یَقُولُ الشِّعْرَ،فنازَعَ التَّوْأَمَ جَدَّ قَتَادَهَ بنِ الحارِث بنِ التَّوْأَمِ ،

ص:421


1- (1) دیوانه و روایته فیه: و کرّت فمرّت فی دماء ملطیهٍ ملطیهُ أمٌّ للبنین ثکولُ و عجزه فی معجم البلدان. [1]
2- (2) فی الأساس:و یقول لآخر.

فقال:إِنْ کنت شاعِراً فمَلِّطْ أَنْصَافَ ما أَقُولُ فَأَجِزْها فقالَ :

نَعَمْ ،فقال امْرُؤُ القَیْس مُبْتَدِئا:

أَصاحِ تَرَی بُرَیْقاً هَبَّ وَهْناً

فقال التَّوْأَمُ :

کنَارِ مَجُوسِ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا

إِلی آخر ما قالَ .

و مالِطَهُ ،کصَاحِبَهٍ ،و وَقَع فی التَّکْمِلَهِ مَضْبُوطاً بفَتْح الَّلامِ ،و المَشْهُورُ علی الأَلْسِنَهِ سُکُونُها: د بالأَنْدَلُسِ کما نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و هی مَدِینَهٌ عَظِیمَهٌ فی جَزِیرَهِ بَحْرِ الرُّوم، شَدِیدَهُ الضَّرَر علی المُسْلِمِینَ فی البَحْرِ،یُعَظِّمُها النَّصَارَی تَعْظِیماً بَالِغاً،و بها وُکلاءُ عُظمائهِم مِنْ کُلِّ جِهَاتٍ ،و لقد حَکَی لِی مَنْ أُسِرَ بها من زَخَارِفِها و مَتَانَهِ حُصونِها و تَشْیِیِدِ أَبْرَاجِهَا،و ما بِها من عُدَّهِ الحَرْبِ ما یَقْضِی العَجَبَ ،جَعَلَها اللّه دارَ إِسْلامٍ بِحُرْمَهِ النَّبِیّ علیه الصّلاهُ و السّلام.

*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:

المَلْطُ :النَّزْعُ .

و المُمَالَطَهُ :المُخَالَطَهُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «إِنَّ الإِبِلَ یُمالِطُها الأَجْرَب».

و قال ثَعْلبٌ : المِلاطُ ،بالکَسْرِ:المِرْفَقُ ،و الجَمْع المُلُط ،بضَمَّتَیْن،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ لقَطِرانَ (1)السَّعْدیِّ :

و جَوْنٍ أَعانَتْهُ الضُّلُوعُ بِزَفْرهٍ

إِلی مُلُطٍ بانَتْ و بانَ خَصِیلُها

و قال النَّضْرُ: المِلاطانِ :ما عَنْ یَمِینِ الکِرْکِرَهِ و شِمَالِها.

و قال ابنُ السِّکِّیت: المِلاطَانِ :الإِبْطانِ .قال:و أَنْشَدَنِی الکِلابِیُّ :

لَقَدْ أُیِّمَتْ ما أُیِّمَتْ ،ثُمَّ إِنَّه

أُتِیح لها رِخْوُ المِلاطَیْنِ قَارِسُ

القارِسُ :البارِدُ،یَعْنِی شَیْخاً و زَوْجَتَهُ .

و المَلِیطُ ،کأَمِیرٍ (2):السَّخْلَهُ ،و قِیلَ :الجَدْیُ أَوَّل ما تَضعُهُ العَنْزُ،و کَذلِکَ من الضَّأْنِ .

و المِلْطَی ،بالکَسْرِ مَقْصُوراً:الأَرْضُ السَّهْلَه.

و یُقال:بِعْتُه المَلَطَی و المَلَسَی،کجَمَزَی،و هو البَیْع بلا عُهْدَهٍ ،و یُقالُ :مَضَی فُلانٌ إِلی مَوْضِع کَذا،فیُقالُ :جَعَلَهُ اللّه مَلَطَی [أَی] (3)لا عُهْدَهَ له،أَیْ لا رَجْعَهَ .

و المُتَمَلِّطَهُ :مَقْعَدُ الإِسْتِیام (4).و الإِسْتِیام:رئِیسُ الرُّکَّاب.و سَیَأْتِی ذلِکَ فی«ل م ظ »أَیْضاً.

و إِمْلِیطُ ،کإِزْمِیل:قَرْیَهُ بالبُحَیْرَهِ ،و قد وَرَدْتُها،و منها الإِمام شِهابُ الدِّین أَحْمَدُ بنُ الحَسَن بنِ عَلِیٍّ الأَمْلِیطِیِّ الشّهِیر بالبَشْتَکِیِّ المُتَوفَّی سنه 1110،حَدّثَ عن الإِمام أَبِی عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ مُحَمّدِ بنِ سُلَیْمانَ السُّوسِیُّ فی سنه 1081،و منه شَیْخُ مَشَایِخِنا الإِمامُ النَّسَّابَهُ أَبُو جابِرٍ عَلِیُّ بنُ عامِرِ بنِ الحَسَنِ الانیادِیُّ (5).

و المَلِیطُ ،کأَمِیرٍ:لَقَبُ شَیْخِ الشَّرَفِ أَبِی عَبْدِ اللّهِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسنِ بنِ جَعْفَرِ بنِ مُوسَی بنِ جَعْفَرِ بنِ مُوسَی الکاظمِ الحُسَیْنیُّ ،کان شُجاعاً شَهْماً یَنْزِلُ فی أُثالَ ،و هو منْزِلٌ فی طَرِیقِ مَکَّهَ المُشَرَّفَه،و وَلَدُه یُعْرَفُون بالمَلائِطَهِ ، ذکره التَّنُوخِیُّ فی کِتابِ «المُحاضَرَه» (6)،و مِنْ وَلَدِه أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بنِ مُحَمَّدٍ المَلِیطُ ،لَهُمْ عَدَدٌ بالحِجازِ و الحِلَّهِ و الحائرِ.

و المَلُّوطَهُ ،کسَفُّودَه:قَباءُ وَاسِعُ الکُمَّیْنِ ،عامِیّه،جَمْعُه مَلالِیطُ .

و المُمَالَطَهُ :المُمَاطَلَهُ و المُخَالَسهُ .و المَلَطَی ،کجَمَزَی:

الَّذِی یُزَنُّ بِمَالٍ أَو خَیْرٍ.

منفلط

مَنْفَلُوطُ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَه،و هو بالفَتْح: د، بصَعِید مِصْر من أَعْمال أَسْیُوط ،بَینَهُما مَسافَهُ یَوْمٍ ،و قد وَرَدْتُهَا مَرَّتَیْنِ ،و هی مَدِینَهٌ حَسَنَهٌ البِنَاءِ،عظِیمَهُ الأَوْصافِ ، ذَاتُ قُصُورٍ و بَساتِینَ .و إِلیها نُسِبَ الإِمامُ الحافِظُ شَیْخُ الإِسْلام تَقِیُّ الدِّینِ بنُ دَقِیق العِیْدِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِیِّ بن

ص:422


1- (1) فی التهذیب:و قال القَطِران السعدی.
2- (2) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:«و المَلِط »و فی موضع آخر فیه: و الملیط :الجدی....
3- (3) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:الاستیام،هکذا هو بالسین المهمله فی نسخه من الشارح و مثله فی التکمله فی ماده ملظ ا ه » کذا وردت ملظ و الصواب فی ماده لمظ .
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:الأنباری.فی نسخه:الدیناری».
6- (6) کذا،و هو کتاب«نشوار المحاضره».

وَهْبِ بنِ عَلِیَّ بنِ وَهْبِ بنِ مُطِیعٍ القُشَیْرِیُّ ،وُلِدَ فی البَحْرِ المِلْحِ فی یوم السّبْت 25 شعبان سنه 625 متوجّهاً من قُوص إِلی مَکَّهَ ،و لِذلِکَ رُبَّمَا کَتَبَ بِخَطِّه الثَّبَجِیِّ ،و تُوُفِّیَ 11 صفر سنه 702.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

مَنْقَباط ،بالفَتْحِ :جَزِیرَهٌ من أَعْمَالِ أَسْیُوطَ عَلَی غَرْبِیّ النِّیلِ ،نقله یاقُوتُ فی المُعْجَم (1).

میط

ماطَ عَلَیَّ فی حُکْمِه یَمِیطُ مَیْطاً ،أَیْ جَارَ ،کما فی الصّحاح،و هو قَوْلُ الکِسَائیِّ و أَبِی زَیْدٍ.

و ماطَ مَیْطاً : زَجَرَ ،نقله الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً.

و ماطَ عَنِّی مَیْطاً و مَیَطَاناً الأَخِیرُ بالتَّحْرِیکِ : تَنَحَّی و بَعُدَ و ذَهَبَ ،و منه

16- حَدِیثُ العَقَبَهِ :

« مِطْ عَنّا یا سَعْدُ». أَیْ تَنَحَّ (2).

و مَاطَ أَیْضاً: نَحَّی و أَبْعَدَ،کأَماطَ فِیهِمَا .

و فی الصّحاح:و حَکَی أَبُو عُبَیْدٍ: مِطْتُ عنه،و أَمَطْتُ :

إِذا تَنَحَّیْتَ عَنْه.و کَذلِکَ مِطْتُ غَیْرِی و أَمَطْتُهُ ،أَیْ نَحَّیْتُهُ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : مِطْتُ أَنا،و أَمَطْتُ غَیْرِی،و منه إِمَاطَهُ الأَذَی عن الطَّرِیقِ .انْتَهَی.

قُلْتُ :و هُوَ

16- فی حَدِیثِ الإِیمانِ : «أَدْنَاهَا إِماطَهُ الأَذَی عَنِ الطَّرِیقِ ». أَی تَنْحِیَتُه،و منه

16- حَدِیثُ الأَکْلِ : « فَلْیُمِطْ ما بِهَا مِنْ أَذًی». و

16- فی حَدِیثِ العَقِیقَه: « أَمِیطُوا عنه الأَذَی». و قال بَعْضُهُم: مِطْتُ به،و أَمَطْتُه ،عَلَی حُکْمِ ما تَتَعَدَّی إِلَیْه الأَفْعالُ غَیْرُ المُتَعَدِّیَه بوَسِیطِ النَّقْلِ فی الغَالِب.

16- و فی الحَدِیث: « أَمِطْ عَنَّا یَدَکَ ». أَیْ نَحِّها.

14- و فی حَدِیث بَدْرٍ: «فما مَاطَ أَحَدُهُمْ عن مَوْضِعِ یَدِ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم».

14- و فی حَدِیثِ خَیْبَرَ: «أَنَّهُ أَخَذَ رَایَهً ،ثُمَّ هَزَّها (3)،ثُمَّ قالَ .مَنْ یأْخُذُها بِحَقِّها؟فجاء فُلانٌ ،فقالَ :أَنَا،فقال: أَمِطْ :ثم جاءَ آخَرُ فقال: أَمِطْ ». أَیْ تَنَحَّ و اذْهَبْ .

و ماطَ الأَذَی مَیْطاً ،و أَماطَهُ :نحَّاهُ و دَفَعَهُ .قالَ الأَعْشَی:

فمیطِی تَمِیطِی بِصُلْبِ الفُؤادِ

و وَصَّالِ حَبْلٍ و کَنَّادِها

أَنَّثَ لِأَنَّه حَمَلَ الحَبْلَ علی الوُصْلَهِ .و یُرْوَی:«وَصُولِ حِبالٍ ...»و رَواه أَبُو عُبَیْدٍ:«و وَصْلِ حِبَالٍ ..»قال ابنُ سِیدَه و هو خَطَأٌ (4).و یُرْوَی:و وَصْل کرِیمٍ (5).و زاد غَیْرُ الجَوْهَرِیّ فی عِبَاره الأَصْمَعِیّ -بعد سِیاقِها:و من قالَ بخِلافِهِ فهُوَ باطِلٌ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : مِطْ عَنّی و أَمِطْ عَنِّی بِمَعْنًی.قَال:

و رُوِیَ بَیْتُ الأَعْشَی:« أَمِیطِی تَمِیطِی »بِجَعْلِ أَمَاطَ و ماطَ بِمَعْنی،و الباءُ زائِدَه و لیْسَت للتَّعْدِیَهِ .

و تَمَایَطُوا :فَسَدَ ما بَیْنَهُم .

و قال الفَرَّاء:تَهایَط القوْمُ تهایُطاً،إِذا اجْتَمَعُوا و أَصْلَحُوا أَمْرَهم و تمایَطُوا تَمایُطاً ،إِذا تَباعَدُوا (6).

و یُقال: ما عِنْدَهُ مَیْطٌ ،أَی شَیْ ءٌ ،و ما رَجَعَ مِنْ مَتاعِهِ بمَیْطٍ .

و امْتَلَأ حَتَّی ما یَجدُ مَیْطاً ،أَی مزِید اً،عنْ کُراع.

و (7)أَمْرٌ ذُو میْطٍ ،أَیْ ذُو شِدَّهٍ و قُوَّهٍ ،و الجَمْعُ :أَمْیاطٌ .

و المَیّاطُ ، کشَدَّادٍ:اللَّعَّابُ البَطَّالُ .قال أَوْسٌ :

فمِیطِی بمَیَّاطٍ و إِنْ شِئْتِ فانْعِمِی

صَباحاً ورُدِّی بَیْنَنَا الوَصْلَ و اسْلَمِی

و المِیَاطُ ، ککِتَابٍ :الدَّفْعُ و الزَّجْرُ ،و کَذلِکَ المَیْطُ ، یُقَالُ :القَوْمُ فی هِیاطٍ و مِیاطٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قال أَبُو طَالِبِ بنُ سَلَمَهَ :ما زِلْنَا بالهِیاطِ و المِیَاطِ .قالَ اللَّیْثُ :الهِیَاطُ :المُزَاولَهُ ،و المِیاطُ : المَیْلُ .و قالَ اللِّحیَانِیُّ :الهِیاطُ :الإقْبالُ ،و المِیاطُ : الإِدْبارُ .

و قال الفَرَّاءُ: المِیاطُ : أَشَدُّ السَّوْقِ فی الصَدْرِ، و الهِیاطُ :أَشَدُّ السَّوْقِ فی الوِرْدِ ،و مَعْنَی ذلِکَ :ما زِلْنَا بالمَجِیءِ و الذَّهابِ .

و مَیْطُ :ه،بساحِلِ بَحْرِ الیَمَنِ مِمّا یَلِی البَرابِرَهَ و الحَبَشَهَ .

ص:423


1- (1) فی معجم البلدان:قریه علی غربی النیل بالصعید قرب مدین أسیوط .
2- (2) فی النهایه و اللسان: [1]أی ابْعُدْ.
3- (3) فی النهایه و [2]اللسان:« [3]فهزّها».
4- (4) زید فی اللسان: [4]إلاّ أن یضیع وصل موضع واصل.
5- (5) و هی روایه التهذیب.
6- (6) زید فی التهذیب:و فسد ما بینهم.
7- (7) فی القاموس:«أو»بدل:«و».

و مِیطانٌ ،کمِیزانٍ ،و ضَبَطَهُ یاقُوت بالفَتْح: من جِبَالِ المَدِینَه ،علی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ ،مُقَابِل الشُّورانِ ،به بِئْرُ ماءٍ یُقَالُ لها:ضَفَّهُ (1)،و لَیْسَ بِهِ شَیْ ءٌ من النَّبَاتِ ،و هو فی بِلادِ بَنِی مُزَیْنَهَ و سُلَیْمٍ .

16- و فی حَدِیثِ بَنِی قُرَیْظَهَ و النَّضِیرِ:

و قَدْ کانُوا بِبَلْدَتِهم ثِقَالاً

کَمَا ثَقُلَتْ بمِیطَانَ الصُّخُورُ.

و قَال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزَنِیُّ :

کَأَنْ لَمْ یَکُنْ یا أُمَّ حِقَّهَ قَبْلَ ذَا

بمِیطَانَ مُصْطافٌ لَنَا و مَرَابِعُ (2)

و أُمْیُوطُ ،بالضَّمِّ : ه،بِمِصْرَ ،من أَعْمَالِ الغَرْبِیَّهِ ،و منها الزَّیْنُ أَبُو عَلِیٍّ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الجَمَالِ أَبِی إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ العِزّ بنِ مُحَمّدِ بنِ البَهاءِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ الجَمَالِ أَبی إسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ یَحْیَی بنِ أَبِی المَجْدِ أَحْمَدَ اللَّخْمِیِّ الأُمْیُوطِیُّ ،ثُمَّ المَکّیُّ الشافِعِیُّ ،وُلِدَ سنه 778 و سَمِعَ عَلَی أَبِیهِ و النشاوری و الزَّیْنِ المَرَاغِیِّ و ابنِ الجَزَرِیِّ ،و دَخَلَ مِصْرَ،فسَمِعَ علی الزَّیْنِ العِرَاقیِّ فی سنه 794 و البُلْقَیْنِیِّ و ابنِ المُلَقِّنِ و الکَمَالِ الدمِیرِیّ ،و قَدِمَ مِصْرَ ثانِیاً فی سنه 852 فحدَّث و سَمِعَ منه السَّخَاوِیَّ و غَیْرُه،مات سنه 867.

*و ممّا یُسْتدرک علیه:

المَیْطُ :الدَّفْع و الزَّجْر،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و مَاطَ الشَّیْ ءُ:ذَهَبَ .و مَاطَ بِهِ :ذَهَبَ به،و أَماطَهُ :

أَذْهَبَهُ .

و قیل:الهِیَاطُ :الاجْتِمَاع.و المِیَاطُ :المُبَاعَدَهُ .و قِیلَ :

الهِیَاطُ :اجْتِماع النّاس للصُّلْحِ .و المِیَاطُ :التَّفَرُق عَنْ ذلِکَ ،و قِیلَ :الهِیَاطُ :الصِّیاحُ و الجَلَبَهُ و الصَّخَبُ .

و المِیَاطُ :التُنَحِّی.و قِیلَ :الهِیَاطُ و المِیَاطُ :قَوْلُهَم (3):و لا و اللّهِ ،و بَلَی و اللّهِ .

و المَیْطُ :المَیْلُ ،

17- و فی حَدِیثِ أَبی عُثْمانَ النَّهْدِیِّ : «لَوْ کان عُمَرُ مِیزَاناً ما کانَ فِیهِ مَیْطُ شَعرَهٍ ». أَیْ مَیْلُ شَعرَهٍ .

و المَیْطُ :الاخْتِلاطُ ،تَفَرّدَ فیه ابنُ فارِسٍ .

و ماطَ ،و مادَ،و حادَ بِمَعْنًی.

و قال: مَیَّطَ بَیْنَهُما تَمْیِیطاً ،أَی میَّلَ .

و اسْتَماطَ :ساعَد.قال العُکْلِیّ :

سأَثْمَأُ إِنْ زَنَأْتِ إِلَیَّ فارْقَیْ

ببِرْطِیلٍ قَتَالَکِ و اسْتَمِیطِی

فصل النون مع الطاءِ

نأط

نَأَطَ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال ابْنُ بُزُرْجَ ،و ابنُ عَبّادٍ:هُوَ کنَحَطَ زِنَهً و مَعْنًی .

و النَّئِیطُ :النَّحِیطُ .یُقَال: نَأَط بالحِمْلِ نَأْطاً و نَئِیطاً ،إِذا زَفَرَ بِهِ .و تَنَأَّطَ :مِثْلُ تَنَحَّطَ .

نبط

نَبَطَ الماءُ یَنْبِط و یَنْبُطُ ،مِنْ حَدَّیْ نَصَرَ و ضَرَبَ ، نَبْطاً و نُبُوطاً ،کقُعُودٍ،و ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ البابَیْن،و اقْتَصَرَ فی المَصَادِرِ عَلَی الأَخِیرِ: نَبَعَ .

و نَبَطَ البِئْرَ یَنْبِطُهَا نَبْطاً : اسْتَخْرَجَ ماءَهَا ،کأَنْبَطَهَا،کما سَیَأْتِی قَرِیباً.

و نَبْطٌ :وَادٍ بِعَیْنِه.و هو شِعْبٌ من شِعَابِ هُذَیْلٍ ، بِنَاحِیَهِ المَدِینَهِ قُرْبَ حَوْراءَ الَّتِی بِها مَعْدِنُ البِرَامِ .قال الهُذَلِیُّ - و هُوَ ساعِدَهُ بْنُ جُؤَیَّهَ :

أَضَرَّ به ضَاحٍ فنَبْطَا أُسالَهٍ

فَمَرٌّ فَأَعلَی حَوْزِهَا فَخُصُورُها

ضَاحٍ ،و مَرٌّ،و نَبْطٌ :مَوَاضِعُ .

و النَّبْطَاءُ :ه لعَبْدِ القَیْسِ .و فی التَّکْمِلَهِ ، نَبْطَاءُ :قَرْیَهٌ بالبَحْرَیْن لبَنِی مُحارِبٍ .

قُلْتُ :و هُمْ بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ القَیْسِ أَیْضاً،فالقَوْلانِ وَاحِدٌ.

و قال أَبُو زِیَادٍ: نَبْطَاءُ : هَضْبَهٌ طَوِیلَهٌ عَرِیضَهٌ لبَنِی نُمَیْرٍ بالشُّرَیْفِ مِنْ أَرْضِ نَجْدٍ ،نَقَلَهُ یاقُوتُ فی المُعْجَمِ .

و إِنْبِطُ کإِثْمِدٍ ،و رَوَاه الخَالِعُ : أَنْبَطُ ،بوَزْنِ أَحْمَدَ،کما فی المُعْجَمِ ع،بِبِلادِ کَلْبِ بنِ وَبْرَهَ .قال ابْنُ فَسْوَهَ - و اسْمُه أُدَیْهِمُ بنُ مِرْدَاسٍ أَخُو عُتَیْبَهَ :

ص:424


1- (1) عن معجم البلدان و [1]بالأصل«ضبعه».
2- (2) عن معجم البلدان و [2]بالأصل«و مراتع».
3- (3) عن التکمله و بالأصل«قولها».

فإِنْ تَمْنَعُوا مِنْهَا حِمَاکُم فإِنَّهُ

مُبَاحٌ لَها ما بَیْنَ إِنْبِطَ فالکُدْرِ

و قال ابنُ هَرْمَهَ :

لِمَن الدِّیَارُ بحَائلٍ فالإِنْبِطِ

آیاتُهَا کوَثَائقِ المُتَشَرِّطِ (1)

و إِنْبِطُ أَیْضاً: ه،بهَمَذَانَ ،بِهَا قَبْرُ الزَّاهِدِ أَبِی عَلِیٍّ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ القُومَسانِیّ ،کان صاحِبَ کَرَاماتٍ ،یُزَارُ فِیهَا مِنَ الآفَاقِ .مات سنه 387 و إِنْبَطَهُ ، بِهَاءٍ:ع کثِیرُ الوَحْشِ .قال طَرَفَهُ یَصِفُ ناقَهً :

کَأَنَّهَا مِنْ وَحْشِ إِنْبِطَهٍ

خَنْساءُ یَحْبُو خَلْفَهَا جُؤْذَرُ

و فَرَسٌ أَنْبَطُ ،بَیِّن النَّبَطِ ،مُحَرَّکَه ،و هو بَیَاضٌ تَحْتَ إِبْطِهِ و بَطْنِه،و رُبما عَرَضَ حَتَّی یَغْشَی البَطْنَ و الصَّدْرَ.و قِیلَ :

الأَنْبَطُ :الَّذِی یَکُونُ البَیَاضُ فی أَعْلَی شِقَّیْ بَطْنِه مِمّا یَلِیه فی مَجْرَی الحِزَامِ و لا یَصْعَدُ إِلَی الجَنْبِ .و قیلَ :هو الَّذِی بِبَطْنِه بَیَاضٌ ما کَانَ و أَیْنَ کانَ مِنْه.و قِیلَ :هُوَ الأَبْیَضُ البَطْنِ و الرُّفْغِ ما لَمْ یَصْعَدْ إِلَی الجَنْبَیْن.و قال أَبُو عُبَیْدَهَ :إِذا کانَ الفَرَسُ أَبْیَضَ البَطْنِ و الصَّدْرِ فهو أَنْبَطُ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِذِی الرُّمَّهِ یَصِفُ الصُّبْحَ :

و قد لاَح للسَّارِی الَّذِی کَمَّلَ السُّرَی

عَلَی أُخْرَیَاتِ اللَّیْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ

کمِثْلِ (2)الحِصَانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائِماً

تَمَایَلَ عَنْهُ الجُلُّ فاللَّوْنُ أَشْقَرُ

شَبَّهَ بَیَاضَ الصُّبْحِ طَالِعاً فی احْمِرارِ الأُفُقِ بفَرَسٍ أَشْقَرَ قَدْ مَالَ عَنْهُ جُلُّهُ ،فبَانَ بَیَاضُ إِبْطِهِ .

و شاهٌ نَبْطاءُ :بَیْضَاءُ الشَّاکِلَهِ ،نقله الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ سِیدَه:شاهٌ نَبْطَاءُ :بَیْضَاءُ الجَنْبَیْنِ أَو الجَنْبِ .

و شاهٌ نَبْطَاءُ :مُوَشَّحَهٌ .أَو نَبْطَاءُ :مُحْوَرَّهٌ فإِنْ کَانَتْ بَیْضَاءَ فهی نَبْطاءُ بسَوَادٍ،و إِنْ کانَتْ سَوْدَاءَ فهی نَبْطَاءُ ببَیاضٍ .

و النَّبَطُ ،مُحَرَّکَهً :أَوَّلُ ما یَظْهَرُ مِنْ مَاءِ البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ، کالنُّبْطَهِ ،بالضَّمِّ ،و قد نَبَطَ ماؤُهَا یَنْبُط نَبْطاً و نُبُوطاً ،و الجَمْعُ : أَنْبَاطٌ ،و نُبُوطٌ .

و أَنْبَطَ الحَافِرُ : اسْتَنْبَطَ ماءَهَا،و انْتَهَی إِلَیْهَا .و عِبَارَهُ الصّحاح:و أَنْبَطَ الحَفَّارُ:بَلَغَ الماءَ.

و من المَجَازِ: النَّبْطُ : غَوْرُ المَرْءِ .یُقَالُ فُلانٌ لا یُدْرَک نَبْطُه ،و لا یُدْرَکُ لَهُ نَبْطٌ ،أَی لا یُعْلَمُ غَوْرُهُ و غَایَتُهُ و قَدْرُ عِلْمِه.

و قال ابنُ سِیدَه:فُلانٌ لا یُنَالُ له نَبْطٌ ،إِذا کَانَ دَاهِیاً لا یُدْرَکُ لَهُ غَوْرٌ.

و النَّبَطُ : جِیلٌ یَنْزِلُونَ بالبَطَائحِ بَیْنَ العِرَاقَیْنِ .کَذَا فی الصّحاح.و فی التَّهْذِیب:یَنْزِلُون السَّوَادَ.و فی المُحْکَمِ :

سَوَادَ العِرَاقِ کالنّبِیطِ ،کَأَمِیرٍ،کالحَبَشِ و الحَبِیشِ فی التَّقْدِیرِ. و هُم الأَنْبَاطُ جَمْعٌ ، و هُوَ نَبَطِیٌّ مُحَرَّکَه و نَبَاطِیٌّ مُثَلَّثَهً و نَبَاطٍ ،کثَمانٍ ،مِثْلُ یَمَنِیٍّ و یَمَانِیٍّ و یَمَانٍ .نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ التَّحْرِیکَ و الفَتْحَ فی الثّانی.قال:و حَکَی یَعْقُوبُ نُبَاطِیٌّ بالضّمِّ أَیْضاً.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :رَجُلٌ نُبَاطِیٌّ ،بضَمّ النُّونِ ،و نَبَاطِیٌّ و لا تَقُلْ نَبَطِیٌّ ،و یُقَالُ :إِنَّمَا سُمُّوا نَبَطاً لا سْتِنْبَاطِهم ما یَخْرُجُ من الأَرْضِینَ .

17- و فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ : «نَحْنُ مَعاشِرَ قُرَیْشٍ مِنَ النَّبَطِ من أَهْلِ کُوثَی رَبَّی».

16- قِیلَ : إِنَ إِبْرَاهِیمَ الخَلِیلَ عَلَیْهِ السَّلامُ وُلِدَ بِهَا و کانَ النَّبَطُ سُکَّانَها.

قُلْتُ :و قد وَرَدَ هکَذَا أَیضاً عن عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْه،کما

1- رَوَاهُ ابْنُ سِیرِینَ عن عُبَیْدَهَ السّلمانِیِّ عَنْه: «مَنْ کانَ سَائِلاً عَنْ نِسْبَتِنَا فإِنّا نَبَطٌ من کُوثَی». و هذا القَوْلُ مِنْهُ و مِن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُم إِشارَهٌ إِلَی الرَّدْعِ عن الطَّعْنِ فی الأَنْسَابِ ،و التَّبَرِّی عن الافْتِخَارِ بِها و تَحْقِیقٌ لِقَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ :

إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاکُمْ (3).و قَدْ تَقَدَّم تَحْقِیقُ ذلِکَ فی «ک و ث»بأَبْسَطَ مِنْ هذا فَراجِعْهُ .

17- و فی حَدِیثِ عَمْرِو بنِ مَعْدِی کَرِبَ : سَأَلَهُ عُمَرُ رَضِیَ اللّه عَنْهُ عَنْ سَعْدِ بنِ أَبِی وَقّاصٍ فقالَ :«أَعْرَابِیٌّ فی حِبْوَتِهِ ، نَبَطِیٌّ فی جِبْوَتِهِ ». أَرادَ أَنَّه فی جِبَایَهِ الخَرَاجِ و عِمَارَهِ الأَرَاضِی کالنَّبَطِ حِذْقاً بِهَا و مَهَارَهً فِیهَا.لِأَنَّهم کانُوا سُکَّانَ العِرَاقِ و أَرْبَابَها.

ص:425


1- (1) معجم البلدان،و [1]فیه«المستشرط »بدل«المتشرط ».
2- (2) فی الصحاح:لکون الحصان.
3- (3) سوره الحجرات الآیه 13. [2]

16- و فی حَدِیثِ ابْنِ أَبِی أَوْفَی: «کُنَّا نُسْلِفُ نَبِیطَ أَهْلِ الشّام»و فی رِوَایَه:« أَنْبَاطاً مِنْ أَنْبَاطِ الشَّام».

16- و فی حَدِیثِ الشَّعْبِیِّ : «أَنَّ رَجُلاً قال لآِخَرَ:یا نَبَطِیُّ ، فقالَ :لاحَدَّ عَلَیْه،کُلُّنا نَبَطٌ ». یرید الجِوَارَ و الدَّارَ،دُونَ الوِلاَدَهِ .و حَکَی أَبُو عَلِیٍّ أَنَّ النَّبَطَ وَاحِدٌ بِدلالَهِ جَمْعِهِمْ أَیّاهُ فی قَوْلِهم: أَنْبَاطٌ . فأَنْبَاطٌ فی نَبَطٍ کأَجْبَالٍ فی جَبَل.

و النَّبِیطُ کالکَلِیبُ و المَعِیزُ.

و تَنَبَّطَ الرَّجُلُ : تَشَبَّهَ بِهِم .و منه

16- الحَدِیثُ : «لا تَنَبَّطُوا فی المَدائن». أَیْ لا تَشَبَّهُوا بالنَّبَطِ فی سُکْنَاهَا،و اتّخاذِ العَقارِ و المِلْکِ .

أَو تَنَبَّطَ : تَنَسَّبَ إِلَیْهِمْ و انْتَمَی.

و تَنَبَّطَ الکَلامَ :اسْتَخْرَجَهُ ،هکَذَا هو فی النُّسَخ.

و الصَّوابُ : انْتَبَطَ الکلامَ ،کما رَوَاهُ الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ عَبّاد.و أَنْشَدَ لِرُؤْبَهَ :

یَکْفِیک أَثْرِی القَوْلَ و انْتِباطِی

عَوَارِماً لَمْ تُرْمَ بالإِسْقاطِ

و نُبَیْطٌ کزُبَیْرٍ ابنُ شُرَیْطِ بن أَنَسٍ الأَشْجَعِیِّ : صَحابِیٌّ ، لَهُ أَحادِیثُ ،و عَنْهُ ابْنُهُ سَلَمَهُ فی سُنَنِ النَّسَائیِّ .

قُلْتُ :و تِلْکَ الأَحَادِیثُ وَصَلَتْ إِلَیْنَا من طَرِیقِ حَفِیدِه أَبِی جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ نُبَیْطِ بنِ شُرَیْطٍ ،و قدْ تُکُلِّمَ فِیهِ و فی سَلَمَهَ .و فی الأَخِیرِ قَال البُخارِیُّ :یُقَال:

اخْتَلَطَ بِأَخَرَهٍ ،کما فی دِیوانِ الذَّهَبِیّ .حَدَّثَ عن أَبِی جَعْفَرٍ هذَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ القاسِمِ اللَّکِّیُّ ،و عَنْهُ أَبو نُعَیم.

و مِنْ طَرِیقِهِ وَصَلَتْ إِلَیْنَا هذِه النُّسْخَهُ .و قال الذَّهَبِیُّ فی «المُعْجَمِ »تَکَلَّمَ ابنُ مَاکُولا فی اللَّکِّیِّ هذَا،و قد أَشَرْنا لِذلِکَ فی«ش ر ط ».

و فی المُحْکَم: نَبَطَ الرَّکِیَّهَ و أَنْبَطَهَا ،و اسْتَنْبَطَها ،و تَنَبَّطَهَا هکَذَا فی النُّسَخ،و الّذِی فی المُحْکَمِ : نَبَّطَها قال:

و الأَخِیرَهُ عن ابْنِ الأَعْرَابیِّ : أَمَاهَهَا ،و قَدْ سَبَقَ للمُصَنّف:

أَنْبَطَ الحافِرُ،قَرِیباً،فهُوَ تَکْرَارٌ.و قال أَبُو عَمْرٍو:حَفَرَ فأَثْلَجَ ،إِذا بَلَغَ الطِّینَ ،فإِذا بَلَغَ الماءَ قِیل: أَنْبَطَ ،فإِذا کَثُرَ الماءُ قیل:أَمَاهَ و أَمْهَی،فإِذا بَلَغَ الرَّمْلَ قِیل:أَسْهَبَ .

و کُلُّ ما أُظْهِرَ بَعْدَ خفاءٍ فقَدْ أُنْبِطَ ،و اسْتُنْبِطَ ،مَجْهُولَیْنِ و فی البَصَائِر:و کُلُّ شَیءٍ أَظْهَرْتَهُ بَعْدَ خَفائِه فقدْ أَنْبَطْتَهُ و اسْتَنْبَطْتَهُ .

و الَّذِی فی اللِّسَان:و کُلُّ ماءٍ أُظْهِرَ فَقَدْ أُنْبِطَ .

و النُّبَیْطَاءُ ،کحُمَیْراءَ (1):جَبَلٌ بِطَرِیقِ مَکَّهَ ،حَرَسَها اللّه تَعَالَی،عَلَی ثَلاثَهِ أَمْیَالٍ من تُوزَ،بَیْنَ فَیْدَ و سَمِیرَاءَ.

وَ وَعْساءُ النُّبَیْطِ ،مُصَغَّراً: ع ،و هِیَ رَمْلَهٌ بالدَّهْنَاءِ مَعْرُوفَهٌ ،و یُقَالُ أَیْضاً:وَعْساءُ النُّمَیْطِ .قال الأَزْهَرِیُّ :

و هکَذَا سَماعِی مِنْهُمْ (2).

و الإِنْبَاطُ :التَّأْثِیرُ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و مِنَ المَجَازِ: اسْتَنْبَطَ :الفَقِیهُ ،أَیْ اسْتَخْرَجَ الفِقْهَ البَاطِنَ بفَهْمِهِ و اجْتِهَادِهِ ،قال اللّه تَعالَی: لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (3)قال الزَّجّاجُ :مَعْنَی یَسْتَنْبِطُونَهُ فی اللُّغَهِ یَسْتَخْرِجُونَهُ ،و أَصْلُهُ مِنَ النَّبَطِ ،و هو الماءُ الَّذِی یَخْرُجُ مِنَ البِئْرِ أَوّلَ ما تُحْفَرُ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

النَّبِیطُ ،کأَمِیرٍ:الماءُ الَّذِی یُنْبَطُ من قَعْرِ البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و یُقَال للرَّکِیَّهَ نَبَطٌ ،مُحَرَّکَهً :إِذا أُمِیهَتْ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً.

و یُقَالُ : أَنْبَطَ فی غَضْرَاءَ،أَیْ اسْتَنْبَطَ المَاءَ مِنْ طِینٍ حُرٍّ.

و نَبَطَ العِلْمَ :أَظْهَرَه و نَشَرَهُ فی النَّاسِ ،و هو مَجَازٌ،و منه

16- الحَدِیثُ : «مَنْ غَدَا مِنْ بَیْتِهِ یَنْبِطُ عِلْماً،فَرَشَتْ لَهُ المَلائِکَهُ أَجْنِحَتَها».

و اسْتَنْبَطَ الفَرَسَ :طَلَبَ نَسْلَهَا و نِتَاجَهَا،و منه

16- الحَدِیثُ :

«رَجُلٌ ارْتَبَطَ فَرَساً لِیَسْتَنْبِطَهَا »و فی رِوَایَهٍ :«لِیَسْتَبْطِنَها». أَی یَطْلُبُ ما فی بَطْنِهَا.

ص:426


1- (1) قیدها یاقوت بالمد و التصغیر،و قد ذکرت مکبره.
2- (2) ذکرها ذو الرمه-کما فی معجم البلدان-فقال: فأضحت بوعساء النمیط کأنها ذری الأثل من وادی القری و تحیلها.
3- (3) سوره النساء الآیه 83. [1]

و النَّبَطُ ،مُحَرَّکَهً :ما یَتَحَلَّبُ من الجَبَلِ کَأَنَّهُ عَرَقٌ یَخْرُجُ من أَعْرَاضِ الصَّخْرِ.

و قال ابن الأَعْرَابِیِّ :یُقَالُ للرَّجُلَ إِذا کانَ یَعِدُ و لا یُنْجِزُ:

فُلانٌ قَرِیبُ الثَّرَی،بَعِیدُ النَّبَطِ .یُرِیدُ أَنَّهُ دانِی المَوْعِدِ، بَعِیدُ الإِنْجَازِ و فُلانٌ لا یُنالُ نَبَطُه ،إِذا وُصِفَ بالعِزِّ و المَنَعَهِ حَتَّی لا یَجِدَ عَدُوُّهُ سَبِیلاً لِأَنْ یَتَهَضَّمَهُ (1).

و النُّبْطَهُ ،بالضَّمِّ :بَیَاضٌ فی بَاطِنِ الفَرَسِ .و کُلِّ دابَّهٍ ، کالنَّبَطِ ،مُحَرَّکَهً .

و اسْتَنْبَطَ الرَّجُلُ :صَارَ نَبَطِیًّا .

16- و منه: «تَمَعْدَدُوا و لا تَسْتَنْبِطُوا ». و فی الصّحاح فی کَلامِ أَیُّوبَ بنِ القِرِّیَّهِ :«أَهْلُ عُمَانَ عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا ،و أَهْلُ البَحْرَیْنِ نَبَطٌ اسْتَعْرَبُوا».

و عِلْکُ الأَنْبَاطِ :هو الکَامَانُ المُذَابُ ،یُجْعَلُ لَزُوقاً لِلْجُرْحِ .

و النَّبْطُ :المَوْتُ ،حکاه ثَعْلَبُ ،هُنَا أَوْرَدَه صاحِبُ اللّسَان،أَوْ صَوابُهُ النَّیْط ،«بالیاءِ التَّحْتِیَّه»،کما یَأْتِی للمُصَنّف.

و نَبَطٌ ،مُحَرَّکَهً :جَبَلٌ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و اسْتَنْبَطَهُ ،و اسْتَنْبَطَ مِنْهُ عِلْماً و خَیْراً و مَالاً:اسْتَخْرَجَهُ ، و هو مَجازٌ.

و الاسْتِنْبَاطُ :قَرْیَهٌ بالفَیّوم.

و النِّبَاط ،«بالکْسَرِ»: اسْتِنْبَاطُ الحَدِیثِ و اسْتِخْرَاجُه.قال المُتَنَخّل:

فإِمّا تُعْرِضِنَّ أُمَیْمَ عَنِّی

و یَنْزِعْکِ الوُشَاهُ أُولُو النِّباطِ (2)

نثط

النَّثْطُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هُوَ غَمْزُک الشَّیْ ءَ بِیَدِکَ عَلَی الأَرْضِ حَتَّی یَثْبُتَ و یَطْمَئِنَّ ،و هُوَ الصَّحِیحُ ،و قَدْ نَشَطَهُ ،أَیْ غَمَزَهُ بِیَدِهِ .

و النَّثْطُ : النَّباتُ نَفْسُه حِینَ یَصْدَعُ الأَرْضَ و یَظْهَرُ.

و النَّثْطُ : سُکُونُ الشَّیْ ءِ،کالنُّثُوطِ ،بالضَّمِّ ،و قَدْ نَثَطَ نَثْطاً و نُثُوطاً .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : النَّثْطُ : الإِثْقَالُ (3)،و منه

16- خَبَرُ کَعْبٍ الأَحْبَار: «إِنَّ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ لَمّا مَدَّ الأَرْضَ مادَتْ ،فثَنَطَهَا بالجِبَال»أَی شَقَّها فصَارَت کالأَوْتَادِ لها.«و نَثَطَها بالآکامِ فَصارَتْ کالمُثْقِلاتِ لَهَا». الکَلِمَه الأُولَی بِتَقْدِیمِ الثّاءِ علی النّون،و الثّانِیَهُ بِتَقْدِیمِ النُّونِ عَلَی الثاءِ.

قال الأَزْهَرِیُّ :فَرقَ ابنُ الأَعْرَابِیّ بَیْنَ الثَّنْطِ و النَثْطِ ، فجَعَلَ الثَّنْطَ شَقًّا،و جَعَلَ النَّثْطَ إِثْقَالاً،و هما حَرْفَانِ غَرِیبَانِ ،و لا أَدْرِی أَعَرَبِیّانِ أَمْ دَخِیلانِ ؟ و النَّثْطُ : خُرُوجُ النَّبَاتِ و الکَمْأَهِ مِنَ الأَرْضِ ،و قَدْ نثطت الأَرْض،أَیْ صدعَتْ قالَهُ اللَّیْثُ .

و التَّنْثِیطُ :التَّسْکِینُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

نحط

نَحَطَ یَنْحِطُ نَحِیطاً ،أَیْ زَفَرَ زَفِیراً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لِأَبِی سَهْمٍ الهُذَلِیِّ :

مِنَ المُرْبَعِینَ و مِنْ آزِلٍ

إِذَا جَنَّهُ اللَّیْلُ کالنَّاحِطِ (4)

و قال غَیْرُه: النَّحِیطُ :شِبْهُ الزَّفِیرِ.

و الناحِطُ :مَنْ یَسْعُلُ شَدِیداً .

و النَّحَّاطُ ، کَشَدَّادٍ:المُتَکَبِّرُ الَّذِی یَنْحِطُ من الغَیْظِ ، قال:

و زادَ بَغْیُ الأَنِفِ النَّحّاطِ

و قال ابنُ سِیدَه: النُّحَاطُ ، کغُرَابٍ :تَرَدُّدُ البُکَاءِ فی الصَّدْرِ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَظْهَرَ ،أَو هُوَ أَشَدُّ البُکَاءِ، کالنَّحْطِ بالفَتْحِ و النَّحِیطِ ،کأَمِیرٍ.

و قال اللَّیْثُ : النَّحْطَهُ :دَاءٌ فی صُدُورِ الخَیْلِ و الإِبْلِ لا تَکادُ تَسْلَمُ منه، و هی مَنْحُوطَهُ و مُنْحَطَهٌ ،کمُکْرَمَهٍ ،عن النَّضْرِ بنِ شُمَیْلٍ .و فی بَعْضِ الأَصُولِ :کمُعَظَّمَهٍ .

و النَّحْطُ :الزَّجْرُ عِنْدَ المَسأَله ، کالنَّحِیطِ .

و النَّحْطُ : صَوْتُ الخَیْلِ مِنَ الثِّقَلِ و الإِعْیَاءِ ،یَکُونُ بَیْن الصَّدْرِ إِلَی الحَلْق، کالنَّحِیطِ .

ص:427


1- (1) فی التهذیب:إلی أن یتهضمه فیما تحت یده،و قال الشاعر. قریب ثراه ما ینال عدوّه له نبطاً آبی الهوان قطوبُ .
2- (2) دیوان الهذلیین 19/2 و فیه فإما تعرضین.
3- (3) فی اللسان:« [1]التثقیل»و القاموس کالتکمله.
4- (4) دیوان الهذلیین 196/2 فی شعر أسامه بن الحارث الهذلی.

و فی المُحْکَمِ : النَّحْطُ : تَنَفُّسُ القَصَّارِ حِینَ یَضْرِبُ بِثَوْبِهِ الحَجَرَ لِیَکُونَ أَرْوَحَ لَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

النَّحِیطُ :صَوْتٌ مَعَهُ تَوَجُّعٌ .و قِیلَ :هُوَ صَوْتٌ شَبِیهٌ بالسُّعَالِ .

و شَاهٌ ناحِطٌ :سَعِلَهٌ ،و بها نَحْطَهٌ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:یُسَبُّ الرَّجُلُ إِذا صاحَ أَو سَعَلَ فیُقَالُ :

نَحْطَهٌ .

و النُّحَّطُ ،کرُکَّعٍ :هم الَّذِین یَزْفِرُونَ من الحَسَدِ.نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و به فُسِّرَ قَوْل رُؤْبَهَ :

و أَنَّ أَدْواءَ الرِّجالِ النُّحَّطِ

نخط

نَخَط إِلَیْهِم ،أَیْ طَرَأَ عَلَیْهِم .و یُقَالُ :نَعَرَ إِلَیْنَا،و نَخَطَ عَلَیْنَا،و مِنْ أَیْن نَعَرْتَ و نَخَطْتَ ،أَیْ مِنْ أَیْنَ طَرَأْتَ عَلَیْنَا.

و نَخَطَ المُخَاطَ مِنْ أَنْفِهِ : رَمَاهُ ،مِثْلُ مَخَطَهُ ، کانْتَخَطَهُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و أَنْشَدَ قَوْلَ ذِی الرُّمَّهِ :

و أَجْمَالِ مَیٍّ إِذْ یُقَرَّبْنَ بَعْدَ ما

نَخَطْنَ بذِبَّانِ المَصِیفِ الأَزارِقِ

قُلْتُ :و یُرْوَی:«وُخِطْنَ »،أَی لُدِغْنَ فیَقْطُرُ الدَّمُ .قال الصّاغَانِیُّ :و هذِه هِیَ الرِّوَایَهُ الصَّحِیحیهُ ،و المُعَوَّلُ عَلَیْها.

و نَخَطَ به نَخِیطاً :سَمَّع بِه و شَتَمَه ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و نَخَطَ عَلَیَّ :بَذَخَ و تَکَبَّر ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً.

و النُّخْطُ ،بالضَّمِّ :النَّاسُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هُوَ قَوْلُ ابْنِ دُرَیْدٍ و یُفْتَحُ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ . یُقَالُ :ما أَدْرِی أَیُّ النُّخْطِ هُوَ ؟،أَیْ أَیُّ النّاسِ ،و رَوَاه ابنُ الأَعْرَابِیِّ بالفَتْح،و لَمْ یُفَسِّرْه،ورَدَّ ذلِکَ ثَعْلَبٌ فقاَلَ :إِنَّمَا هُوَ بالضَّمِّ .

و النُّخْطُ ،بالضَّمِّ : النُّخَاعُ ،و هو الخَیْطُ الَّذِی فی القَفَا.

و النُّخْطُ :السُّخْدُ،و هُوَ: المَاءُ الَّذِی فی المَشِیمَهِ ،فإِذا اصْفَرَّ فصَفَقٌ (1)و صَفَرٌ و صُفَارٌ،و قد ذُکِرَ فی«ص ف ر».

و النُّخُطُ ، بضَمَّتَیْن،لا کَرُکَّع،کَما تَوَهَّمَ الأَزْهَرِیُّ :

الَّلاعِبُون بالرِّمَاحِ شَجاعَهً و بَطَالَهً ،عن ابن الأَعْرَابِیَّ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ هکَذَا فی التکمله،و الَّذِی ذَکَرَه الأَزْهَرِیُّ فی تَرْکِیب«م خ ط ».رَادًّا به علی اللَّیْثِ فی قَوْلِ رُؤبَهَ :

و أَنَّ أَدْواءَ الرِّجَالِ المُخَّطِ (2)

قال:و الَّذِی رَأَیْتُه فی شِعْر رُؤْبَهَ :

و أَنَّ أَدْواءَ الرِّجَالِ النُّخَّط

بالنون،و لا أَعرِف المُخَّط بالمِیمِ علی ما فَسَّره اللَّیْث، ثم قَال:و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : النُّخَّطُ :الّلاعِبُون بالرِّماح شَجاعهً ،کأَنَّهُ أَراد الطَّعَّانِین فی الرِّجال.هذا کَلامُ الأَزْهَرِیِّ .قال الصّاغَانِیُّ :أَمَّا اللَّیْثُ فقد حَرَّفَ الرِّوَایَه.

و أَمَّا الأَزْهَرِیُّ فقد أَرْسلَ الکَلامَ علی عَوَاهِنه،و عَدَل عن سواءِ الثُّغْرَهِ ،و الرِّوَایَهُ «النُّحَّطُ »بالنونِ و الحَاءِ المُهْمَلَهِ لا غَیْرُ،من النَّحِیطِ ،و هو الزَّفِیرُ من الحَسَدِ.و قولُه حِکَایَهً عنَ ابنِ الأَعْرَابِیِّ : النُّخَّط ،الَّلاعِبُونَ بالرِّمَاح.الصَّوابُ النُّخُطُ ، «بضمتین»،کما ذَکَرْتُ ،و کما ذَکَرَ هُوَ أَیْضاً فی هذا التَّرْکِیب (3).

و من المَجَازِ: انْتَخَطَهُ ،أَیْ أَشْبَهَهُ ،کامْتَخَطَهُ ،قاله ابنُ عَبّادٍ.و قال ابنُ فارِسٍ :أَی رَمَی به من أَنْفِه،مثْلَ نَخَطَهُ ، قال:و کَأَنَّ هذا من الإِبْدَالِ ،و الأَصْلُ المِیم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

نخرط

النِّخْرِطُ ،بالکَسْرِ،أَهْمَلَه الجَمَاعَه (4).و قال ابنُ دُرَید:هو نَبْتٌ ،و لیس بِثَبَت.

نسط

النَّسْطُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو کالمَسْطِ ،بالمِیمِ ، فی المَعَانِی الثَّلاثَهِ الأُولَی الَّتِی تَقَدَّمَ ذِکْرُها. و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : النُّسُطُ ، کعُنُقٍ :الَّذِینَ یَسْتَخْرِجُون أَوْلادَهَا ،أَی النُّوق إِذا تَعَسَّرَ وِلادُهَا .قال الأَزْهَرِیُّ :و النُّون فیه مُبْدَلَهٌ من المِیمِ ،و هُو مِثْلُ المُسُطِ .

نشط

نَشِطَ ،کسَمِع، نَشَاطاً ،بالفَتْحِ ،فَهُوَ نَاشِطٌ

ص:428


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:فصُفُقٌ و صُفُرٌ.
2- (2) بعده فی الهذیب«مخط ». مکانها من شامتٍ و غُبَّط .
3- (3) ضبطت فی التهذیب،بالقلم،فی ماده«نخط »بضمتین و نبه محققه إلی ما ذکره القاموس حول ضبطه للقطه کرُکّع فی ماده مخط .
4- (4) وردت فی اللسان،نقلا عن ابن درید موافقاً لما فی الأصل.

و نشِیطٌ :طابَتْ نَفْسُهُ لِلْعَمَلِ و غَیْرِهِ ،قاله اللَّیْثُ کتَنَشَّطَ لِأَمْر کَذا.

و النَّشَاطُ :ضِدُّ الکَسَلِ ،یَکُونُ ذلِکَ فی الإِنْسَانِ و الدَّابَّهِ .یُقَال:رَجُلٌ نَشِیطٌ ،أَی طَیِّب النَّفْس،و دَابَّهٌ نَشِیطَهٌ .

و نَشِطَت الدَّابَّهُ :سَمِنَتْ .و أَنْشَطَهُ الکَلَأُ:أَسْمَنَهُ .

و یُقَالُ : نَشِطَ إِلَیْهِ فهو نَشِیطٌ ،و نَشَّطَهُ تَنْشِیطاً ،و أَنْشَطَهُ ، و هذِه عن یَعْقُوبَ .

و أَنْشَطَ الرَّجُلُ : نَشِطَ أَهْلُه،أَوْ دَوابُّه،فهو مُنْشِطٌ و نَشِیطٌ (1).

و یُقَالُ : رَجُلٌ مُتَنَشِّطٌ ،إِذا کانَتْ له دَابَّهٌ یَرْکَبُهَا،و إِذا سَئِمَ الرُّکُوبَ نَزَلَ عَنْهَا .و یُقَالُ أَیْضاً:رَجُلٌ مُنْتَشِطٌ ،من الانْتِشاطِ ،إِذا نَزَلَ عن دَابَّتِهِ من طُولِ الرُّکُوبِ ،و لا یُقَالُ ذلِکَ للرَّاجِلِ ،قالَهُ أَبو زَیْدٍ.

و نَشَطَ من المَکَانِ یَنْشِطُ :خَرَجَ ،و کَذلِکَ إِذا قَطَعَ مِنْ بَلَدٍ إِلَی بَلَدٍ.

و نَشَطَ الدَّلْوَ من البِئْر،من حَدِّ نَصَرَ و ضَرَبَ : نَزَعَها و جَذَبَهَا من البِئْرِ صُعُداً بغَیْرِ (2)قامَهٍ ،أَیْ بَکَرَهٍ ،فإِذَا کانَ بِقَامَهٍ فهُو المَتْح.

و من المَجَازِ: نَشَطَت الحَیَّهُ تَنْشِطُ و تَنْشُطُ من حَدِّ نَصَرَ و ضَرَبَ نَشْطاً :لَدَغَتْ و عَضَّتْ بنَابِها، کأَنْشَطَت .

16- و فی حَدِیثِ أَبِی المِنْهَالِ : -و ذَکَرَ حَیّاتِ النّارِ و عَقَارِبَها-فقالَ :

«و إِنَّ لها نَشْطاً و لَسبْاً».و فی رِوَایَهٍ :«أَنْشَأْنَ بِهِ نَشْطاً ». أَیْ لَسْعاً بسُرْعَهٍ و اخْتِلاسٍ ،و أَنْشَأْن بمَعْنَی طَفِقْنَ و أَخَذْنَ .

و نَشَطَ الحَبْلَ ،کنَصَرَ ، یَنْشُطُه نَشْطاً : عَقَدَهُ و شَدَّهُ ، کنَشَّطَه تَنْشِیطاً ، و أَنْشَطَه إِنْشاطاً : حَلَّهُ .و یُقَال: نَشَطْتُ (3)العَقْدَ،إِذا عَقَدْتَهُ بأُنْشُوطَهٍ ،و هذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبی زَیْدٍ.و أَنْشَطَ البَعِیرَ:حَلَّ أُنْشُوطَتَهُ . و أَنْشَطَ العِقَالَ :مَدَّ أَنْشُوطَتَهُ فانْحَلَّ ،و کذلِکَ الحَبْلُ إِذا مدَدْتَهُ حَتَّی یَنْحَلَّ ، قِیلَ :قَدْ أَنْشَطْتَهُ .

و أَنْشَطَ الشَّیْ ءَ:اخْتَلَسَهُ ،هکَذَا فی سائر النُّسَخِ .

و الصَّوابُ فی هذا انْتَشَطَ الشَّیْ ءَ،أَیْ اخْتَلَسَهُ .قال شَمِرٌ:

انْتَشَطَ المالُ المَرْعَی و الکَلَأ:انْتَزَعَهُ بالأَسْنَانِ کالاخْتِلاسِ .

و أَنْشَطَهُ : أَوْثَقَهُ ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و قَدْ تَقَدَّمَ آنِفاً أَنّ النَّشْطَ هو الإِیثاقُ ،و الإِنْشاطُ هو الحَلُّ ،فإِنْ صَحَّ ما ذَکَرَهُ المُصَنِّف فَیَکُونُ هذا من بابِ الأَضْدادِ،فتَأَمَّلْ .

و النّاشِطُ :الثَّوْرُ الوَحشِیُّ الَّذِی یَخْرُجُ مِن أَرْضٍ إِلَی أَرْضٍ ،أَوْ مِن بَلَدٍ إِلی بَلَدٍ.قال أُسَامَهُ الهُذَلِیّ :

و إِلاَّ النَّعَامَ و حَفَّانَهُ

و طَغْیَاً مِنَ اللَّهَقِ النّاشِطِ

و کَذلِکَ الحِمَارُ.

و قال ذُو الرُّمَّه:

أَذاکَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْیِ أَکْرُعُهُ

مُسَفَّعُ الخَدِّ هَادٍ ناشِطٌ شَبَبُ

و قَولُه تَعَالَی: وَ اَلنّاشِطاتِ نَشْطاً (4)أَی النُّجُوم تَنْشِطُ من بُرْجٍ إِلَی بُرْجٍ آخَرَ کالثَّوْر الناشِطِ مِنْ بَلَدٍ إِلی بَلَدٍ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ عَن أَبِی عُبَیْدَهَ : تَنْشِطُ من بَلَدٍ إِلی بَلَدٍ.و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:هِیَ النُّجُومُ تَطْلُعُ ثُمَّ تَغِیبُ . أَو النّاشِطَاتُ : المَلائِکَهُ .رُوِیَ ذلِکَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ و ابن مَسْعُودٍ.و قال الفرّاء أَی تَنْشِط نَفْسَ المُؤْمِنِ بِقَبْضِها (5)کما فی اللِّسَان،و زادَ ابنُ عَرَفَهَ أَی تَحُلُّهَا حَلاًّ رَفِیقاً .و قال الزَّجّاج:هی المَلائِکَهُ تَنْشِطُ الأَرْوَاحَ نَشْطاً ،أَیْ تَنْزِعُها نَزْعاً کما تَنْزِعُ الدَّلْوَ من البِئْرِ، أَو الناشِطَاتُ : النُّفُوسُ المُؤْمِنَه تَنْشِطُ عِنْدَ المَوْتِ نَشاطاً أَی تَخِفُّ له.و قِیلَ : الناشِطَاتُ :

المَلائِکَهُ تَعْقِدُ الأُمُورَ،من قَوْلِهِم: نَشَطْتُ العُقْدَهَ .

و تَخْصِیصُ النَّشْطِ و هو العَقْدُ الَّذِی یَسْهُل حَلُّهُ تَنْبِیهٌ علی سُهُولَهِ الأَمْرِ عَلَیْهِم.

و النَّشِیطَهُ فِی (6)الغَنِیمَهِ :ما أَصَاب الرَّئِیسُ فی الطَّرِیق قَبْلَ أَنْ یَصِیرَ إِلَی بَیْضَهِ القَوْمِ ،قَالَهُ ابنُ سِیدَه.

و فی الصّحاح: النَّشِیطَهُ :ما یَغْنَمُه الغُزَاهُ فی الطَّرِیق قَبْلَ

ص:429


1- (1) فی اللسان:و [1]رجل نشیط و مُنشِط :نشِط دوابّه و أهله.
2- (6) فی القاموس:«بلا»بدل:«بغیر».
3- (2) عن اللسان،و [2]منه ضبطت،و بالأصل«نطشت»و ضبطت بالقلم فی التهذیب بتشدید الشین المفتوحه.
4- (3) سوره النازعات الآیه 2. [3]
5- (4) فی التهذیب:و تقبضها.
6- (5) فی اللسان:«من الغنیمه»و الأصل کالتهذیب،و قد نقله الأزهری عن أبی عبید عن الأصمعی.

البُلُوغِ إِلَی المَوْضِعِ الذِی قَصَدُوهُ .و أَنْشَدَ لِعَبْدِ اللّه بنِ عَنَمَهَ الضَّبِّیِّ یُخَاطِبُ بِسْطَامَ بْنَ قَیْسٍ :

لَکَ المِرْباعُ مِنْهَا (1)،و الصَّفَایَا

و حُکْمُکَ ،و النَّشِیطَهُ ،و الفُضُولُ

و الرَّئِیسُ لَهُ النَّشِیطَهُ مع الرُّبْعِ و الصَّفِیِّ ،و هو ما انْتُشِط من الغَنَائمِ و لَمْ یُوجِفُوا عَلَیْه بِخَیْلٍ و لا رِکَابٍ ،و کانَتْ لِلْنَبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم خاصَّهً .

و النَّشِیطَهُ مِنَ الإِبِل:الَّتِی تُؤْخَذ فَتُسْتَاقُ (2)من غَیْرِ أَنْ یُعْمَدَ لَها،و قَدْ أَنْشَطُوهُ ،هکَذَا فی النُّسَخ،و صَوَابُهُ :و قَدْ انْتَشَطُوهُ ،کما فی اللِّسَان.

و النَّشُوط ، کصَبُورٍ:سَمَکٌ یُمْقَرُ فی ماءٍ و مِلْحٍ کَلامٌ عِرَاقِیٌّ .و فی الصّحاح:ضَرْبٌ من السَّمَکِ و لَیْسَ بالشَّبُّوطِ .

و الأُنْشُوطَهُ ،کأُنْبوبَهٍ :عُقْدَهٌ یَسْهُل انْحِلالُهَا کعَقْدِ التِّکَّهِ .

یُقَالُ :ما عِقَالُک بأُنْشُوطَهٍ ،أَیْ ما مَوَدَّتُکَ بوَاهِیَهٍ ،کما فی الصّحاح.و قِیلَ : الأُنْشُوطَهُ :عُقْدَهٌ تُمَدُّ بأَحَدِ طَرَفَیْهَا فتَنْحَلَّ .و المُؤَرَّبُ :الَّذِی لا یَنْحَلُّ إِذا مُدَّ حَتَّی یُحَلَّ حَلاًّ، و قَدْ نَشَطَها :إِذا شَدَّهَا.

و مِنَ المَجَازِ: طَرِیقٌ نَاشِطٌ :إِذا کانَ یَنْشِطُ من الطَّرِیقِ الأَعْظَمِ یَمْنَهً و یَسْرَهً ،قالَهُ اللَّیْثُ ،أَیْ یَخْرُجُ .یُقَالُ : نَشَطَ بهم طَرِیقٌ فَأَخَذُوه.قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ :

قَدَّ الفَلاهَ کالحِصَانِ الخَارِطِ

مُعْتَسِفاً (3)للطُّرُقِ النَّواشِطِ

و کَذلِکَ النَّواشِطُ من المَسَایِلِ :الَّتِی تَخْرُجُ مِنَ المَسِیلِ الأَعْظَمِ یَمْنَهً أَوْ یَسْرَهً .

و بِئْرٌ أَنْشَاطٌ ،بالفَتْحِ لا غَیْرُ،کما فی الجَمْهَرَهِ ، و یُکْسَرُ ،کما هُوَ فِی الغَرِیبِ لأَبِی عُبَیْدٍ،نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ .

قُلْتُ :و هو المَنْقُولُ عن الأَصْمَعِیِّ ،و قَدْ ردَّ عَلَیْه ذلِکَ ، و یُمْکِنُ أَنْ یُنْتَصَرَ لْلِأَصْمَعِیِّ :و یُقَال:إِنَّمَا جاءَ به علی مِثَالِ المَصَادِرِ،و أَصْلُهُ مِنْ قَوْلهمْ : أَنْشَطْتُ العُقْدَهَ ،إِذا حَلَلْتَها بجَذْبَهٍ وَاحِدَهٍ ،فسُمِّیَ هذا بالمَصْدَرِ مِنْ حَیْثُ أَنَّ الدَّلْوَ تُخْرَجُ مِنْهَا (4)بجَذْبَهٍ وَاحِدَهٍ ،فَتَأَمَّلْ .و فی الصِّحاحِ عن الأَصْمَعِیِّ :بِئْرٌ أَنْشَاطٌ ،أَیْ قَرِیَبَه القَعْرِ،و هی الَّتِی یَخْرُجُ مِنْهَا الدَّلْوُ بجَذْبَهٍ وَاحِدَهٍ .

و بِئْرٌ نَشُوطٌ ، کصَبُورٍ،عَکْسُهَا ،و هی الَّتِی لا تَخْرُجُ مِنْهَا الدَّلْوُ حَتَّی تُنْشَطَ کَثِیراً،أَی لبُعْدِ قَعْرِهَا.

و انْتَشَطَ السَّمَکَهَ :قَشَرَها ،کَأَنَّهُ نَزَعَ قِشْرَهَا.

و قال شَمِرٌ: انْتَشَطَ الْمَالُ الرِّعْیَ و الکَلَأَ: انْتَزَعَهُ بالأَسْنَانِ کالاخْتِلاسِ .

و انْتَشَطَ الحَبْلَ :مَدَّهُ حَتَّی یَنْحَلَّ ،و کَذا أَنْشَطَ ،کما تَقَدَّمَ .

و تَنَشَّطَ المَفازَهَ :جَازَهَا بسُرْعَهٍ و نَشَاطٍ ،و هو مَجَازٌ.

و تَنَشَّطَتِ النَّاقَهُ فِی سَیْرِهَا :إِذا شَدَّتْ .و یُقَالُ : تَنَشَّطَتِ الناقَهُ الأَرْضَ ،إِذا قَطَعَتْهَا قَطْعَ النّاشِطِ فی سُرْعَتِها،أَو تَوَخَّتْها بنَشَاطٍ و مَرَحٍ .قال:

تَنَشَّطَتْهُ کُلُّ مِغْلاهِ الوَهَقْ

یَقُولُ :تَناوَلَته و أَسْرَعَتْ رَجْعَ یَدَیْهَا فی سَیْرِها.

و المِغْلاهُ :البَعِیدَهُ الخَطْوِ.و الوَهَقُ :المُبَارَاهُ فی السَّیْرِ.

و اسْتَنْشَطَ الجِلْدُ:انْزَوَی و اجْتَمَعَ و انْضَمَّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و نَشِیطٌ ، کَأَمِیرٍ:تابِعیٌّ .قُلْتُ :بَلْ هُمَا اثْنانِ ،أَحَدُهُما:

نَشِیطٌ أَبُو فَاطِمَهَ ،یَرْوِی عن عَلِیِّ بنِ أَبِی طالِبٍ ،و عَنْهُ الأَعْمَشُ ،و الثّانِی: نَشِیطُ ابْنُ یَحْیَی،رَوَی عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ ،و عنه زَیْدٌ الیامِیُّ .

و نَشِیطٌ :اسْمُ رَجُل بَنَی لزِیَاد ابنِ أَبِیهِ دَاراً بالبَصْرَهِ فهَرَب إِلی مَرْوَ،قَبْل إِتْمَامِهَا،و کانَ زِیَادٌ کُلَّمَا قِیلَ له :

تَمِّمْ دارَکَ قال :لاَ حَتَّی یَرْجِعَ نَشِیطٌ مِنْ مَرْوَ،فلم یَرْجِعْ ، فَصارَ مَثَلاً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ هکَذَا.

و النُّشُطُ ،بِضَمَّتَیْن:نَاقِضُو الحِبَالِ فی وَقْتِ نَکْثِهَا، لِتُضْفَرَ ثانِیَهً ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

المَنْشَطُ ،مَفْعَلٌ من النَّشَاط :و هو الأَمْرُ الَّذِی یُنْشَطُ لَهُ ،

ص:430


1- (1) التهذیب:«فیها».
2- (2) فی القاموس:«فتساق»و اوصل موافق لما فی اللسان.
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [1]معتزماً.
4- (4) عن اللسان و بالأصل«یخرج منه».

و یُخَفُّ إِلَیْهِ و یُؤْثَرُ فِعْلُه (1).

14- و فی حَدِیث عُبَادَهَ بنِ الصّامِتِ رَضِیَ اللّه عَنْه: «بَایَعْتُ رَسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم عَلَی المَنْشَطِ و المَکْرَهِ ». و هو مَصْدَرٌ بمَعْنَی النَّشَاطِ .

و یُقَالُ :سَمِنَ بأَنْشِطَهِ الکَلَإِ،أَی بعُقْدَتِه و إِحْکَامِهِ إِیّاه، و هُوَ مِنْ أُنْشُوطَهِ العُقْدَهِ .

و نَشَطَتِ الإِبِلُ تَنْشَطُ نَشْطاً :مَضَتْ عَلَی هُدًی أَوْ غَیْرِ هُدًی.و یُقَالُ للنَّاقَهِ :حَسُنَ ما نَشَطَت السَّیْرَ،یَعْنِی سَدْوَ یَدَیْهَا فی سَیْرِها.

و یُقَالُ لِلْآخِذِ بِسُرْعَهٍ فی أَیِّ عَمَلٍ کانَ ،و لِلْمَرِیضِ إِذا بَرَأَ،و للمَغْشِیِّ عَلَیْه إِذا أَفاقَ ،و للمُرْسَلِ فی أَمْرٍ یُسْرِعُ فِیهِ عَزِیمَتَهُ :کأَنَّما أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ .و نَشِطَ أَی حُلَّ .

16- و فی حَدِیثِ السِّحْرِ: «فکَأَنَّمَا أُنْشِطَ من عِقالٍ ». أَی حُلَّ .قال ابنُ الأَثِیرِ:و کَثِیراً ما یَجِیءُ فی الرِّوَایَه کَأَنّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ ،و لیس بصَحِیحٍ .

و انْتَشَطَ الشَّیْ ءَ:جَذَبَهُ .

و نَشَطَهُ فی جَنْبِهِ یَنْشُطُه نَشْطاً :طَعَنَهُ .و قِیلَ : النَّشْط :

[الطّعْن] (2)أَیًّا کانَ من الجَسَدِ.

و نَشَطَتْه شَعُوبُ ،أَی أَهْلَکَتْه،و هو مَجازٌ.

و نَشَّطْتُ الإِبِلَ تَنْشِیطاً ،إِذا کانَتْ مَمْنُوعَهً من المَرْعَی فَأَرْسَلْتَها تَرْعَی،و قالُوا:أَصْلُها من أُنْشُوطَهِ الحَبْلِ .قال أَبُو النَّجْمِ :

نَشَّطَهَا ذُو لِمَّهٍ لَمْ تُغْسَلِ (3)

صُلْبُ العَصَا جَافٍ عَنِ التَّغَزُّلِ

أَی أَرْسَلَهَا إِلَی مَرْعاهَا بَعْدَما شَرِبَتْ .و الهُمُومُ تَنْشِطُ بِصَاحِبِها،أَی تَخْرُجُ .قال هِمْیَانُ :

أَمْسَتْ هُمُومِی تَنْشِط النَّواشِطَا (4)

الشَّأْمَ بِی طَوْرَاً و طَوْراً وَاسِطَا

هکذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ .

و المِنْشَطُ ،کمِنْبَرٍ:الکَثِیرُ النَّشَاطِ .و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ یَصِفُ بَعِیراً:

مُنْسَرِحٍ سَدْوَ الیَدَیْنِ مِنْشَطُهْ

و قالَ رُؤْبَهُ :

یَنْضُو (5)المَطَایَا عَنَقُ المُسَمَّطِ

برِجِلٍ طالَتْ و بَوْعٍ مِنْشَطِ

و رَجُلٌ مُنَشِّط ،کمُحَدِّثٍ :نَزلَ عن دَابَّتِهِ من طُولِ الرُّکوبِ ،عن أَبِی زَیْدٍ، کمُتَنَشِّطٍ .و انْتَشَطَتْهُ الحَیَّهُ کأَنْشَطَتْهُ ،و هذِهِ نَشْطَهٌ مُنْکَرَهٌ .

و من سَجَعَاتِ الأَسَاس:«رُبَّ نَقْطَهٍ بسِنِّ قَلَم،شَرٌّ مِنْ نَشْطَهٍ بِنَابِ أَرْقَم».

نطط

النَّطُّ :الشَّدُّ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .یُقَالُ : نَطَّهُ ، و ناطَهُ نَوْطاً.

و النَّطُّ :المَدُّ،یُقَالُ : نَطَّهُ یَنُطُّه نَطًّا ،أَیْ مَدَّهُ ،و قیلَ :

شَدَّهُ .

و النَّطِیطُ کَأَمِیرٍ: الفِرَارُ ،و قِدْ نَطَّ یَنِطُّ نَطِیطاً :فَرَّ.

و النَّطِیطُ : البَعِیدُ وَ هِیَ بِهَاءٍ .یُقَالُ :أَرْضٌ نَطِیطَهٌ ،أَیْ بَعِیدَهَ .

و الأَنَطُّ :السَّفَر البَعِیدُ،ج: نُطُطٌ ،بضَمَّتَیْن ،و هی الأَسْفَارُ البَعِیدَهُ ،نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : النَّطَّاط ، کشَدَّادٍ:المِهْذَار الکَثِیرُ الکَلامِ و الهَذْرِ.قال ابنُ أَحْمَرَ:

و لا تَحْسَبَنِّی (6)مُسْتَعِدًّا لِنَفْرَهٍ

و إِنْ کُنْتَ نَطَّاطاً کَثِیَر المَجَاهِل

و قد نَطَّ یَنِطُّ نَطِیطاً .

و النّطْنطُ ،کفَدْفَدٍ،و فُلْفُلٍ ،و سَلْسَالٍ :الرَّجُلُ الطَّوِیلُ المَدِیدُ القامَهِ ،اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الأَخِیرَهِ .و قال: ج:

نَطانِطُ ،و مِنْهُ الحَدِیثُ :«ما فَعَلَ النَّفَرُ الحُمْرُ النَّطَانِطُ »أَی الطِّوالُ ،و یُرْوَی:الثِّطَاطُ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِهِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیُّ : نَطْنَطَ الرَّجُلُ : بَاعَدَ سَفَرَهُ .

ص:431


1- (1) ضبطت العباره فی النهایه و [1]اللسان بالبناء للمعلوم.
2- (2) زیاده عن اللسان. [2]
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [3]لم تقمَلِ .
4- (4) فی التهذیب و الصحاح و اللسان: [4]المناشطا.
5- (5) عن الدیوان و بالأصل«ینضی».
6- (6) اللسان [5]بروایه:فلا تحسبنی.

و نَطْنَطَتِ الأَرْضُ :بَعُدَتْ .

و فی الصّحاحِ : نَطْنَطَ الشَّیْ ءَ ،أَیْ مَدَّهُ .

و قَالَ غَیْرُه: تَنَطْنَطَ الشَّیْ ءُ:إِذا تَبَاعَدَ،و نَطَّ فِی الأَرْضِ (1)یَنِطُّ نَطّاً : ذَهَبَ .و نَصُّ أَبِی زَیْدٍ فی النَّوادِرِ: نَطَّ فی البِلادِ یَنِطُّ ،إِذا ذَهَبَ فِیهَا.

و عُقْبَهٌ نَطّاءُ ،أَی بَعِیدَهٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

النَّطْناطُ ،بالفَتْحِ :المِهْذَارُ.

و النَّطّاطُ ،کشَدّادٍ:الکَثِیرُ الذَّهَاب فی الأَرْضِ .

و القَفّاز.و الوَثّابُ و الَّذِی یَدَّعِی بما لَیْسَ فِیه،إِنَّمَا یَتَحَامَلُ تَکَلُّفاً،و هو مَجَازٌ.

و قَوْلُ العامَّهِ :نَطَّیْتُ أَصْلُه نَطَطْتُ ،إِذا قَفَزَ فِی هُوَّهٍ مِنَ الأَرْضِ .

نعط

نَاعِطٌ ،کصَاحِب:مِخْلافٌ بالیَمَن مُشْتَمِلٌ علی حُصُونٍ و قُرًی و مَعَاقِلَ .

و نَاعِطٌ :اسْمُ جَبَل ،قالَهُ الجَوْهَرِیُّ و ابنُ فارِسٍ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لَلبِیدٍ:

و أَفْنَی بَنَاتُ الدَّهْرِ أَرْبَابَ نَاعِطٍ

بِمُسْتَمَعٍ دُونَ السَّمَاءِ و مَنْظَرِ

و أَعْوَصْنَ بالدُّومِیِّ مِنْ رَأْسِ حِصْنِهِ

و أَنْزَلْنَ بالأَسْبَابِ رَبَّ المَشَقَّرِ

الدُّومِیُّ :هو أُکَیْدِرُ صاحِبُ دُومَهِ الجَنْدَلِ .و المُشَقَّرُ:

حِصْنٌ وَرِثَهُ امْرُؤُ القَیْسِ (2).و قال غَیْرُهُمَا:هو بالیَمَنِ .

و خَصَّ بَعْضُهُمْ فَقَال: بصَنْعَاءَ ،و هو الصَّحِیحُ . و إِلیه نُسِبَ المِخْلافُ المَذْکُورُ،و به لُقِّبَ أَیْضاً رَبِیعَهُ بنُ مَرْثَدِ بنِ جُشَمَ بنِ حَاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَیْرَانَ بنِ نَوْفٍ ، أَبو بَطْنٍ مِنْ هَمْدانَ ،و هو مَعْنَی قَوْلِ الجَوْهَرِیِّ : ناعِطٌ حَیٌّ من هَمْدَان.قال أَبو عُبَیْد فی أَنْسَابِهِ :نَزَلَ رَبِیعَهُ جَبَلاً یقال له:

نَاعِطٌ فَسُمِّیَ به.و غَلَبَ عَلَیْه.و نَزَلَ عَبْدُ اللّه بنُ أَسْعَدَ بنِ جُشَمَ بنِ حاشِدٍ جَبَلاً یُقَالُ له:شِبَامٌ فسُمِّیَ بِهِ . و فِی رَأْسِ هذَا الجَبَل حِصْنٌ قَدِیمٌ مَعْرُوفٌ یُعَدُّ من حُصُونِ أَعْمَالِ صَنْعَاءَ، یُقَالُ له: نَاعِطٌ أَیْضاً ،و کانَ لِبَعْضِ الأَذْواءِ (3).

و فی المُعْجَمِ :قَالَ وَهْبٌ :قَرَأْنا عَلَی حَجَرٍ فی قَصْرِ نَاعِطٍ :بُنِیَ هذا القَصْرُ سَنَهَ کانَتْ مَسِیرَتُنَا (4)من مِصْرَ،فإِذا ذلِکَ أَکْثَر مِنْ أَلْفٍ و سِتِّمائِهِ سَنَهٍ .و قال أَبو نُواسٍ یَفْتَخِرُ بالیَمَنِ :

لَسْتُ لِدَارٍ عَفَتْ ،و غَیَّرَهَا

ضَرْبَانِ مِنْ نَوْئِهَا و حَاصِبِهَا (5)

بَلْ نَحْنُ أَرْبَابُ نَاعِطٍ و لَنَا

صَنْعَاءُ و المِسْکُ من مآرِبِها (6)

و مِنْ بَنِی ناعِطٍ هؤُلاءِ:ذُو الْمِشْعَارِ حمْزَهُ (7)بنُ أَیْفَعَ بنِ رَبِیبِ بنِ شَراحِیلَ بنِ ناعِطٍ الناعِطِیُّ شَرِیفُ قَوْمِهِ ،ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فی«ش ع ر»،و مِنْهُمْ ذُو مَرّانَ :قَیْلٌ من الأَقْیَالِ ، و هُمْ أَصْحَابُ هذَا الحِصْنِ ،و بِهذَا یَظْهَرُ لَکَ أَنَّ رَدَّ الصّاغَانِیِّ علی الجَوْهَرِیِّ و ابْنِ فارِسٍ بِقَوْلِه:و الصَّحِیحُ أَنَّهُ اسْمُ حِصْنٍ ،لا اسْم جَبَلٍ ،مَنْظُورٌ فِیهِ .

و النُّعُطُ ،بضَمَّتَیْن:المُسَافِرُون سَفَراً بَعِیداً ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

قال: و القَاطِعُو اللُّقَمِ بِنِصْفَیْنِ ،فَیَأْکُلُون نِصْفاً و یُلْقُونَ النِّصْفَ الآخَرَ فی الغَضارَهِ ،و هُمُ النُّعُطُ و النُّطُعُ .

أَوْ هُمْ السَّیِّئُو الأَدَبِ فی أَکْلِهِمْ و مُرُوءَتِهِمْ و عَطائهِمْ ، الوَاحِدُ ناعِطٌ و ناطِعٌ .

و یُقالُ : أَنْعَطَ ،إِذا قَطَعَ لُقَمَهُ ،کأَنْطَعَ .

نغط

النُّغُطُ ،بِضَمَّتَیْن ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هُمُ الطِّوالُ من النّاسِ ،و نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ «فی التَّهْذِیبِ »أَیْضاً،و نَصُّه:من الرِّجالِ .أَوْرَدَهُ هکَذا صاحِبُ اللِّسَانِ .

ص:432


1- (1) فی التکمله:«فی البلاد»و الأصل و القاموس کاللسان.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:ورثه امرؤ القیس أی من أبیه،ففی اللسان:و [1]مشقّر:حصن وربّه أبو أمریء القیس».
3- (3) زید فی معجم البلدان: [2]قرب عدن.
4- (4) عن معجم البلدان و [3]بالأصل«میرتنا».
5- (5) عن معجم البلدان و بالأصل«و صاحبها».
6- (6) فی معجم البلدان:و [4]المسک فی محاربها.
7- (7) فی المطبوعه الکویتیه،عن الاشتقاق،«حُمْرَه».

نفط

النِّفْطُ ،بالکَسْرِ،و قدْ یُفْتَحُ ،أَو الفَتْحُ خَطَأٌ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و أَنْشَدَ:

کَأَنَّ بَیْنَ إِبْطِها و الإِبْطِ

ثَوْباً مِنَ الثُّومِ ثَوَی فی نِفْطِ

و فی الصّحاح:و الکَسْرُ أَفْصَحُ : م قال الجَوْهَرِیُّ :دُهْنٌ .

و قال ابنُ سِیدَه:الَّذِی تُطْلَی به الإِبِلُ للْجَرَبِ و الدَّبَرِ و القِرْدَانِ ،و هو دُونَ الکُحَیْل.

و رَوَی أَبُو حَنِیفَهَ أَنَّ النِّفْطَ هو الکُحَیْل.

قال أَبُو عُبیْدٍ: النِّفْطُ عامَّهُ القَطِرانِ ،و رَدَّ عَلَیْه ذلِکَ أَبُو حَنِیفَهَ .قالَ :و قَوْلُ أَبِی عُبَیْدٍ فاسِدٌ.قال:و النِّفْطُ :حُلابَهُ جَبَلٍ فی قَعْرِ بِئْرِ تُوقَدُ به النّارُ.انْتَهَی. و أَحْسَنُهُ الأَبْیَضُ مُحَلِّلٌ مُذِیبٌ مُفَتِّحٌ للسُّدَدِ و المَغَصِ ،قَتَّالٌ للدِّیدانِ الکائِنَهِ فی الفَرْجِ احْتِمَالاً فی فُرْزُجَهٍ ،کما ذَکَرَهُ الأَطِبّاءُ.

و النَّفَّاطَهُ ،مُشَدَّدَهً :مَوْضِعٌ یُسْتَخْرَجُ مِنْهُ النِّفْطُ . و ضَرْبٌ من السُّرُج یُسْتَصْبَح بهِ ،و فی التَّهْذِیب:بها.و قال غَیْرُهُ :

ضَرْبٌ من السُّرُجِ یُرْمَی بِهَا بالنّفْطِ و یُخَفَّفُ فِیهِمَا ، و التَّشْدِیدُ أَعْرَفُ .

و النَّفَّاطَهُ أَیْضاً: أَداهٌ تُعْمَلُ من النُّحاسِ یُرْمَی فِیها بالنِّفْطِ و النّارِ.

و النَّفْطَهُ ،بالفَتْحِ ، و یُکْسَر،و النَّفِطَهُ ، کفَرِحَهٍ :

الجُدَرِیُّ .نَقَلَ الصّاغَانِیُّ اللُّغَاتِ الثَّلاثَهَ (1).

و قال الزَّمَخْشَرِیُّ : النَّفْطُ بِلُغَهِ هُذَیْلٍ :الجُدَرِیُّ یَکُونُ بالصِّبْیَانِ و الغَنَمِ .

و البَثْرَهُ قال اللَّیْثُ : النَّفْطَهُ :بَثْرَهٌ تَخْرُجُ فی الیَدِ مِنَ العَمَلِ مَلْأی مَاءً.

و کَفُّ نَفِیطَهٌ ،و مَنْفُوطَهٌ ،و نَافِطَهٌ ،قال ابْنُ سِیدَه:کَذَا حَکَی أَهْلُ اللُّغَه: مَنْفُوطَه ،و لا وَجْهَ لَهُ عِنْدِی،لأَنَّهُ مِنْ أَنْفَطَها العَمَلُ .

و قد نَفِطَتْ یَدُهُ کَفَرِحَ نَفْطاً ،بالفَتْح، و نَفَطاً ،بالتَّحْرِیکِ ، و نَفِیطاً ،کَأَمِیرٍ: قَرِحَتْ عَمَلاً أَوْ مَجِلَتْ ،و هذَا فی الصّحاح.

و اقْتَصَرَ فی المَصَادِرِ علی الأَخِیرَیْنِ .

و قَدْ أَنْفَطَها العَمَلُ ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه و الزَّمَخْشرِیُّ .

و فی الصّحاح:« النَّفَطُ بالتَّحْرِیکِ »المَجْلُ .و قال غَیْرُهُ :

هُوَ ما یُصِیبُ الیَدَ بَیْنَ الجِلْدِ و اللَّحْمِ .

و قال أَبو زَیْدٍ:إِذا کانَ بَیْنَ الجِلْدِ و اللَّحْمِ ماءٌ قِیلَ نَفِطَتْ تَنْفَطُ نَفَطاً و نَفِیطاً .

و مِنَ المَجَازِ: نَفَطَ یَنْفِطُ ،أَیْ غَضِبَ ،أَو احْتَرَقَ غَضَباً، کتَنَفَّطَ .و إِنَّ فُلاناً لَیَنْفِطُ غَضَباً،أَی یَتَحَرَّقُ (2)،مِثْلَ یَنْفِتُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و نَفَطَتِ العَنْزُ نَفِیطاً :نَثَرَتْ بِأَنْفِهَا ،و هو من حَدِّ ضَرَبَ ، کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی الدُّقَیْشِ ،و زادَ غَیْرُهُ فی مَصَادِرِه نَفْطاً ،بالفَتْح أَیْضاً. أَوْ عَطَسَتْ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و نَفَطَتِ القِدْرُ تَنْفِطُ نَفِیطاً : غَلَتْ ،و تَبَجَّسَتْ ،لُغَهٌ ،فی تَنْفِتُ ،کما فی الصّحاحِ .و زاد غَیْرُهُ :فصارَتْ تَرْمِی بمِثْلِ السِّهَامِ .

و نَفَطَ الصَّبِیُّ ،هکذا فی سائِر النُّسَخِ و هُوَ غَلَطٌ ،صَوَابُهُ الظَّبْیُ ، یَنْفِطُ نَفِیطاً : صَوَّتَ ،کما فی اللِّسَان و التَّکْمِلَه.

و نَفَطَ فُلانٌ :تَکَلَّمَ بِمَا لا یُفْهَمُ ،کأَنَّهُ من غَضَبِهِ .

و نَفَطَت اسْتُه:فَقَعَتْ ،عن ابنِ عَبَّادٍ،أَیْ حَبَقَتْ .

و یُقالُ فی المَثَلِ :«مَا لَهُ عَافِطهٌ و لا نافِطَهٌ »،اخْتُلِفَ فِیهِ ،فَقِیلَ :العَافِطَهُ :الضّائِنَهُ ،و النَّافِطَهُ :الماعِزَهُ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

أَوْ العَافِطَهُ :المَاعِزَهُ إِذا عَطَسَتْ ،و النافِطَهُ إِتْبَاعٌ للعَافِطَهِ ،و المَعْنَی:ما لَهُ شَیْ ءٌ.و قِیلَ :العَفْطُ :الضَّرْطُ .

و النَّفْطُ :العُطَاسُ ،فالعَافِطَهُ من دُبُرِهَا،و النافِطَهُ من أَنْفِهَا.

و قِیلَ : النَّافِطَهُ : الَّتِی تَنْفِطُ ببَوْلِها،أَی تَدْفَعُهُ دَفْعاً .

و قال أَبو الدُّقَیْشِ :العَافِطَهُ :النَّعْجَه،و النافِطَهُ :العَنْزُ.

و قال غَیْرُهُ :العَافِطَهُ :الأَمَهُ .و النافِطَهُ :الشَّاهُ .

ص:433


1- (1) کذا بالأصل«الثلاثه».[الصواب:الثلاث].
2- (2) فی اللسان:یتحرک.

و نَفْطَهُ ،بالفَتْحِ (1): د،بإِفْرِیقِیَّهِ ،أَهْلُها إِباضِیَّهٌ مُتَمَرِّدُون، بَیْنَهُ و بَیْنَ تَوْزرَ مَرْحَلَهٌ ،و إِلی قَفُصَهَ مَرْحَلَتانِ .و منهُ أَبُو القاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّفْطِیُّ یُعْرَفُ بابْنِ الصّائغِ ،سَمِعَ الحافِظ أَبا عَلِیّ الصُّوفِیِّ (2)و رَحَلَ إِلی العِرَاقِ ،فدَخَلَ دِمَشْقَ و أَجَاز الحَافِظَ أَبَا القاسِمِ بنَ عَساکِرَ،ثُمَّ رَجَعَ إِلی بَلَدِهِ .

و النُّفَطَهُ ، کهُمَزَهٍ :مَنْ یَغْضَبُ سَرِیعاً ،و یَحْمَرُّ وَجْهُهُ ، عن ابنِ عَبّادٍ.

و التَّنافِیطُ :أَنْ یَنْزِعَ شَعرَ الجِلْدِ فیُلْقِیَهُ فِی النّارِ لِیُؤْکَلَ ، یُفْعَل ذلِکَ فی الجَدْبِ و شِدَّهِ الدَّهْرِ و عَجَفِ المالِ ،قاله یُونُس.

و قال الفَرّاءُ: أَنْفَطَتِ العَنْزُ ببَوْلِها ،أَیْ رَمَتْ ،قال:

و النّاسُ یَقُولُونَ :أَنْفَصَت،بالصَّادِ.

و القِدْرُ تَنافَطُ ،أَیْ تَرْمِی بالزَّبَدِ،لُغَهٌ فی تَنافَتُ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَک عَلیْه:

النَّفّاطَهُ ،بالتَّشْدِیدِ:جَماعهُ الرُّمَاهِ بالنِّفْط .و یُقالُ :خَرَجَ النَّفّاطُونَ و مَعَهُمُ النَّفّاطه (3)،و تَنَفَّطَتْ یَدُهُ من العَمَلِ کنَفِطَتْ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و النَّفَطَانُ ،مُحَرَّکَهً :شَبِیهٌ بالسُّعَالِ ،و النَّفْخُ عِنْد الغَضَبِ .و کَذلِکَ النَّفَتَانُ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِهِ .

و رَغْوَهٌ نَافِطَهٌ :ذاتُ نَفّاطَاتٍ ،و أَنْشَد أَبُو زَیْدٍ.

و حَلَبٌ فیه رُغاً نَوَافِطُ

و من أَمْثَالِهِمْ :«لا یَنْفِطُ فِیهِ عَنَاقٌ »،أَیْ لا یُؤْخَذُ لِهذَا القَتِیلِ بثَأْرٍ.

و نِفْطَوَیْهِ :لَقَبُ أَبِی مُحَمَّدٍ النَّحْوِیُّ المَشْهُور،أَخَذَ عن ثَعْلَبٍ .

و مَنْفطهُ :قَرْیَهٌ من أَعْمَالِ أَسْیُوطَ بالصَّعِیدِ.

نقط

نَقَطَ الحَرْفَ یَنْقُطُهُ نَقْطاً ، و نَقَّطَهُ تَنْقِیطاً :

أَعْجَمَهُ ،فهُوَ نَقّاطٌ .

و الاسْمُ النُّقْطَهُ ،بالضَّمِّ ،و هو رَأْسُ الخَطِّ .و فی الصّحاح نَقَطَ :الکِتابَ یَنْقُطُه نَقْطاً ،و نَقَّطَ المَصَاحِفَ تَنْقِیطاً فهو نقَّاطٌ ج : النُّقَطُ ، کصُرَدٍ و کِتابٍ ،الأَخِیرُ مِثْلُ بُرْمَهٍ و بِرَامٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ. و منه قَوْلُهُمْ :فی الأَرْضِ نِقَاطٌ مِنَ الکَلَإِ و نُقَطٌ مِنْهُ ، لِلْقِطَعِ المُتَفَرِّقَهِ مِنْهُ ، و هو مَجَازٌ.

و قَدْ تَنَقَّط المَکَانُ ،إِذا صَارَ کَذلِک .

و مِن المَجَازِ: تَنَقَّطَ الخَبَرَ ،أَیْ أَخَذَه شَیْئاً بَعْدَ شَیءٍ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ،أَوْ هُوَ تَصْحِیفُ تَبَقَّطَتْ ،بالمُوَحَّدَه،کما تَقَدَّم.و وَقَعَ فی الأَساسِ : تَنَقَّطْتُ (4)الخُبْزَ:أَکَلْتُه نُقْطَهً نُقْطَهً ،أَی شَیْئاً فشَیْئاً،فإِنْ لَمْ یَکُنْ تَصْحِیفاً من الخَبَرِ،و إِلاَّ فَهُوَ مَعْنًی جَیِّدٌ صَحِیحٌ .

و النّاقِطُ ،و النَّقِیطُ :مَوْلَی المَوْلَی ،و کَأَنَّ نُونَ النّاقِطِ مُبْدَلَهٌ من المِیمِ .

و نُقْطَه ،بالضَّمِّ :عَلَمٌ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

النَّقْطَهُ ،بالفَتْحِ ،فَعْلَهٌ وَاحِدَه.و یُقَالُ : نَقَّطَ ثَوْبَهُ بالزَّعْفَرَانِ و المِدَادِ تَنْقِیطاً ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .و نَقَّطَت المَرْأَهُ وَجْهَهَا و خَدَّهَا بالسَّوادِ تَتَحَسَّنُ بِذلِکَ .

و کِتَابٌ مَنْقُوطٌ :مَشْکُولٌ .

و یُقَالُ :أَعْطاهُ نُقْطَهً من عَسَلٍ ،و هو مَجَازٌ.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَالُ :ما بَقِیَ من أَمْوَالِهِم إِلاَّ النُّقْطَهُ ،و هی قِطْعَهٌ مِنْ نَخْلٍ ،و قِطْعَهٌ مِنْ زَرْعٍ هاهنا و هاهنا،و هو مَجَازٌ.

و یُقَالُ :التَّنُّومُ یَنْبُتُ نِقَاطاً :فی أَماکِنَ ،تَعْثُرُ عَلَی نُقْطَهٍ ثُمَّ تَقْطَعُهَا فَتَجِدُ نُقْطَهً أُخْرَی،کَما فی الأَساسِ .

و النُّقْطَهُ ،بالضَّمِّ :الأَمْرُ و القَضِیَّهُ ،و منه

17- حَدِیثُ عائِشَهَ تَصِفُ أَباها رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا: «فَمَا اخْتَلَفُوا فِی نُقْطَهٍ إِلاَّ طارَ أَبِی بحَظِّهَا». هکَذَا جاءَ فِی رِوَایَهٍ ،و ضَبَطَهُ الهَرَوِیُّ بالمُوَحَّدَهِ .و قَد سَبَقَ ،و رَجَّحَ بَعْضُ المُتَأَخِّرِینَ الرّوَایَهَ الأُولَی-و هی النُّونُ -بقَوْلِهِ :یُقَالُ عِنْدَ المُبَالَغَه،فی

ص:434


1- (1) قیدها یاقوت بالفتح ثم السکون...مدینه بأفریقیه.
2- (2) فی معجم البلدان [1]أبا علی الحسین بن محمد الصدفی.
3- (3) فی الأساسی:«و بأیدیهم النفاطات»بدل«و معهم النفاطه».
4- (4) عن الأساسی و بالأصل«تنطقت».

المُوَافَقَهِ ،و أَصْلُهُ فی الکِتَابَیْن یُقَابَلُ أَحَدُهُمَا بالآخَرِ و یُعارَضُ .فیُقَالُ :ما اخْتَلَفا فی نُقْطَهٍ ،یَعْنِی من نُقَطِ الحُرُوف و الکَلِمَاتِ ،أَیْ أَنَّ بَیْنَهُمَا من الاتِّفَاقِ ما لَمْ یَخْتَلِفَا مَعَهُ فِی هذا الشَّیْ ءِ الیَسِیرِ.

و ابْنُ نُقْطَهَ بالضَّمِّ :هُوَ الحَافِظُ مُعِینُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الغَنِیّ بنِ أَبِی بَکْرِ بْنِ شُجَاعِ بن أَبیِ نَصْرِ بنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ نُقْطَهَ البَغْدَادِیُّ الحَنْبَلِیّ ،أَحَدُ أَئمَّه الحَدِیثِ ، وُلِدَ بِبَغْدَادَ سنه 576 و أَلَّفَ «التَّقْیِید فی مَعْرِفَهِ رُوَاهِ الکُتُبِ و الأَسَانِیدِ»فی مُجَلِّدٍ،«و المُسْتَدْرَک»علی إِکمال ابن مَاکُولاَ.و سُئِلَ عن نُقْطَهَ فقَال:هِی جَارِیَهٌ عُرِفَ بها جَدُّ أَبِی،و تُوُفِّیَ سنه 629 کذا فی ذَیْلِ الإِکْمَالِ لابْنِ الصَّابُونِیِّ .

و النَّقِیطَهُ کسَفَینَهٍ :قَرْیَهٌ بمِصْرَ من أَعْمَالِ المُرْتاحِیَّه.

و مِنْهَا شَیْخُنَا الإِمَامُ الفَقِیهُ المُعمَّرُ سُلَیْمَانُ بنُ مُصْطَفَی بنِ مُحَمَّدٍ النَّقِیطِیّ ،مُفْتِی الحَنَفِیَّهِ بمِصْرَ.وُلِدَ سنه 1095 تقریباً،و أَخَذَ عن أَبِی الحَسَن عَلِیِّ بنِ مُحَمّد العقدِیِّ ، و شاهِینَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عامِرٍ الأَرْمناوِیِّ الحَنَفِیَّیْنِ و غَیْرِهِما، و تُوُفِّی سنه 1170 و وَلَدُه الفَقِیهُ العَلاَّمهُ مُصْطَفَی بنُ سُلَیْمَانَ جَلَسَ بَعْدَ أَبِیهِ ،و دَرَّسَ و أَفْتَی مع سُکُونٍ و عَفافٍ ،و تُوُفِّی سنه 1180 فی 6[من]رَبِیعٍ الثانِی.

و مِنْ أَمْثَالِ العَامّهِ :«هو نُقْطَهُ فی المُصْحَف»إِذا اسْتَحْسَنُوه.

و نَقَّطَ بِهِ الزَّمَانُ ،و نَقَطَ ،أَیْ جادَ بِهِ و سَمَحَ .

1- و یُرْوَی لعَلِیٍّ رَضِی اللّه عَنْه: «العِلْمُ نُقْطَهٌ إِنَّمَا کَثَّرَها الجَاهِلُون».

و تُصَغَّرُ النُّقْطَهُ علی النُّقَیْطَهِ .

و نَقَّطَهُ بِکَلامٍ تَنْقِیطاً :آذاهُ و شَتَمَهُ بالکِنَایَهِ ،و الاْسمُ النُّقْطُ ،بالضَّمِّ ،و یُجْمَعُ عَلَی أَنْقَاطٍ ،کقُفْلٍ و أَقْفَالٍ ، عامِّیّه.

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

نلط

نِیلاطُ ،بالکَسْرِ:اسْمُ مَدِینَهِ جُنْدَیْسابُورَ،نَقَلَه یاقُوتُ .

نمط

النَّمَطُ ،مُحَرَّکَهً :ظِهَارَهُ فِرَاشٍ مّا .و فی التَّهْذِیبِ :ظِهارَهُ الفِراشِ . أَوْ ضَرْبٌ مِنَ البُسُطِ ،کما فی الصّحاح.

و قال أَبُو عُبَیْدٍ (1): النَّمَطُ : الطَّرِیقَه ،یقال:الْزَم هذا النَّمَط ،أَیْ هذا الطَّرِیقَ .

و النَّمَطُ أَیْضاً: النَّوْعُ من الشِّیْ ءِ و الضَّرْبُ منه.یُقَالُ :

لَیْسَ هذَا مِنْ ذلِکَ النَّمَطِ ،أَی من ذلِکَ النَّوْعِ و الضَّرْبِ ، یُقَال هذا فی المَتَاعِ و العِلْم و غَیْرِ ذلِکَ .

و النَّمَطُ أَیْضاً: جَمَاعَهٌ من النّاس أَمْرُهُمْ وَاحِدٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،

1- و أَوْرَدَ الحَدِیثَ : «خَیْرُ هذه الأُمَّهِ النَّمَطُ الأَوْسَطُ یَلْحَقُ بهم التَّالِی،و یَرْجِعُ إِلیهم الغَالِی».

قُلْتُ :هُوَ قَوْلُ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عنه . و الَّذِی جاءَ

16- فی حَدِیثٍ مَرْفُوعٍ : «خَیْرُ النَّاسِ هذا النَّمَطُ الأَوْسَطُ ». قال أَبُو عُبَیْدٍ:و مَعْنَی قَوْلِ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ أَنَّهُ کَرِهَ الغُلُوَّ و التَّقْصِیرَ فِی الدِّینِ .

و فی الأَسَاسِ و النِّهَایَهِ : النَّمَطُ : ثَوْبُ صُوفٍ یُطْرَحُ علی الهَوْدَجِ ،لَهُ خَمْل رَقِیقٌ .

و قال الأَزْهَرِیُّ : النَّمَطُ عِنْدَ العَرَبِ :ضَرْبٌ من الثِّیَابِ المُصَبَّغَهِ ،و لا یَکَادُونَ یَقُولُونَ نَمَطٌ إِلاَّ لِمَا کانَ ذَا لَوْنٍ من حُمْرَهٍ أَوْ خُضْرَهٍ أَوْ صُفْرَهٍ ،فَأَمَّا البَیَاضُ فَلا یُقَالُ لَهُ نَمَطٌ .

ج: أَنْمَاطٌ ،مِثْلُ سَبَبٍ و أَسْبَابٍ ،کما فی الصّحاح،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ ابنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ کانَ یُجَلِّلٌ بُدْنَهُ الأَنْمَاطَ ». قال ابْنُ بَرِّیٍّ : و یُقَالُ : نِمَاطٌ ،بالکَسْرِ،أَیْضاً.قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیّ :

عَلاماتٍ کتَحْبِیرِ النِّماطِ (2)

و هو کجَبَلٍ و جِبَالٍ . و النَّسَبُ أَنْمَاطِیٌّ ،کأَنْصَارِیٍّ ، و نَمَطِیٌّ ،إِلی الوَاحِدِ علی القِیَاس.

و ابنُ الأَنْمَاطِیِّ :إِسْمَاعِیلُ بنُ عَبْدِ اللّه بْنِ عَبْدِ المُحْسِنِ المِصْریُّ الفَقِیهُ الحَافِطُ البَارِعُ الشّافِعِیُّ الأَشْعَرِیُّ ،و وَلَدُه مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِیل نَزِیلُ دِمَشْقَ ،کُنْیَتُه أَبُو بَکْرٍ،سَمَّعَهُ أَبُوهُ مِنْ أَبِی الیمنِ الکِنْدِیّ و أَبِی البَرَکَاتِ بنِ مُلاعِب،و أَجازَ لَهُ

ص:435


1- (1) فی التهذیب و اللسان:أبو عبیده.
2- (2) دیوان الخذلیین 18/2 و صدره فیه: عرفتُ بأجدث«فنعافِ عرق».

عَبْدُ العَزِیزِ بنُ الأَخْضَرِ،و المُؤَیَّدُ الطُّوسِیُّ ،و حَدَّثَ بدِمَشْقَ و بَهَرَ،تُوُفِّی سنه 684 کذا فی تاریخ الذَّهَبِیِّ .

وفاتَهُ :أَبو الحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بنُ طاهِرٍ الأَنْمَاطِیُّ ،سَمِعَ القاضِی أَبا الفَرَجِ المُعَافَی بنَ زَکَرِیّا النَّهْرَوانِیَّ ،و تُوُفِّی سنه 425.و الإِمَامُ المُحَدِّثُ عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ المُبَارَکِ الأَنْمَاطِیُّ .و شَیْخُ الشافعیَّهِ أَبُو القاسِمِ عُثْمَانُ بنُ سَعِیدِ بنِ یَسَارٍ الأَنْمَاطِیُّ الأَحْوَلُ ،تِلْمِیذُ المُزَنِیِّ و شَیْخُ ابْنِ سُرَیْجٍ .

و أَبُو القاسِمِ الحَسَنُ بنُ المُبَارَکِ الأَنْمَاطِیُّ البَغْدادِیُّ تُکُلِّمَ فِیهِ ،و أَبُو بَکْرِ بنُ نَیْروزَ الأَنْمَاطِیّ ،ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فی «نرز».و مُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ اللّه بنِ أَبِی زَیْدٍ الأَنْمَاطِیُّ ،ذُکِرَ فی «ت و ث»:مُحَدِّثُونَ .

و وعْسَاءُ النُّمَیْط : کزُبَیْرٍ:وَادٍ بالدَّهْنَاءِ یُنْبِتُ ضُرُوباً من النَّبَاتِ و یُقَالُ بالباءِ أَیْضاً و قد تَقَدَّمَ فی«ن ب ط »،و قد ذَکَرَهُ ذُو الرُّمَّهِ فی قَوْلِه:

فَأَضْحَتْ بِوَعْسَاءِ النُّمَیْطِ کَأَنَّها

ذُرَا الأَثْلِ مِنْ وَادِی القُرَی أَوْ نَخِیلُها

أَو هُوَ مَوْضِعٌ آخَرُ.قال ذُو الرُّمَّهِ أَیْضاً:

فَقَالَ :أَرَاهَا بالنُّمَیْطِ کَأَنَّهَا

نَخِیلُ القُرَی جَبَّارُهُ و أَطَاوِلُهْ

و التَّنْمِیطُ :الدِّلالَهُ عَلَی الشَّیْ ءِ .یُقَالُ :مَنْ نَمَّطَ لَکَ هذا،أَیْ مَنْ دَلَّکَ عَلَیْهِ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

النَّمَطُ :المَذْهَبُ و الفَنُّ .

و الأَنْمَطُ :الطَّرِیقَهُ .

و أَنْمَطَ لَهُ و أَوْتَحَ (1)بمَعْنًی وَاحِدٍ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و ذُو المِشْعَارِ مَالِکُ بنُ نَمَطٍ الهَمْدَانِیُّ ،«مُحَرَّکَهً »:

صَحَابِیٌّ ،ذکره المُصَنِّفُ فی«ش ع ر».

نوط

نَاطَهُ یَنُوطُهُ نَوْطاً :عَلَّقَه .

و النَّوطُ :التَّعْلِیقُ .و مِنْهُ الحَدِیثُ :«ما أَخَذْنَاهُ إِلاّ عَفْواً بِلا سَوْطٍ و لا نَوْطٍ »أَیْ بِلا ضَرْبٍ و لا تَعْلِیقٍ .

و انْتاطَ به الشَّیءُ: تَعَلَّقَ .

و من المَجازِ: انْتَاطَتِ الدَّارُ ،أَیْ بَعُدَتْ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .و منهُ

17- قَوْلُ مُعَاوِیَهَ -فی حَدِیثِه لبَعْضِ خُدَّامِهِ -:

«عَلَیْکَ بِصَاحِبِکَ الأَقْدَمِ ،فإِنَّکَ تَجِدُهُ عَلَی مَوَدَّهٍ وَاحِدَهٍ ، و إِنْ قَدُمَ العَهْدُ،و انْتَاطَتِ الدَّار،و ایَّاکَ و کُلَّ مُسْتَحْدَثٍ ، فإِنَّهُ یَأْکُل مَعَ کُلِّ قَوْمٍ ،و یَجْرِی مع کُلِّ رِیحٍ ». و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

و لکِنٌ أَلْفاً قَدْ تَجَهَّزَ غادِیاً

بِحَوْرَانَ مُنْتاطُ المَحَلِّ غَرِیبُ

17- و فی حَدِیث عُمَر رَضِیَ اللّه عنه: «إِذا انْتاطَتِ المَغَازِی».

أَیْ بَعُدَتْ ،و هو من نِیَاطِ المَغازَهِ ،و هو بُعْدُها.و یُقَالُ :أَیْ بَعُدَتْ مِنَ النَّوْطِ .

و انْتاطَ الشَّیْ ءَ:اقْتَضَبَه برَأْیِهِ لا بمَشُورَهٍ ،کما فی اللِّسَانِ .

و الأَنْوَاطُ :المَعَالِیقُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال:و منه المَثَلُ :

«عَاطٍ بِغَیْرِ أَنْوَاطٍ »أَیّ یَتَنَاوَلُ و لَیْسَ هُنَاکَ شَیْ ءٌ مُعَلَّقٌ ،و هذا نَحْوُ قَوْلِهِم:«کالحَادِی و لَیْسَ لَهُ بَعِیرٌ»و«تَجَشَّأَ لُقْمَانُ مِنْ غَیْرِ شِبَعٍ ».

و النِّیاطُ :کَکِتَابٍ :الفُؤادُ .

و النِّیاطُ : کَوْکَبَانِ بَیْنَهُمَا قَلْبُ العَقْرَبِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ، و هو مَجازٌ.

و مِنَ المَجَازِ: النِّیاطُ من المَفَازَه:بُعْدُ طَرِیقِهَا کأَنَّهَا نِیطَتْ بمَفَازَهٍ أُخْرَی لا تَکَادُ تَنْقَطِعُ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و أَنْشَدَ للرّاجِزِ-و هو العَجّاجُ :

و بَلْدَهٍ بَعِیدَهِ النِّیاطِ

مَجْهُولَهٍ تَغْتَالُ خَطْوَ الخَاطِی (2)

و منه: انْتَاطَتِ المَغَازِی.

و النِّیَاطُ مِنَ القَوْسِ و القِرْبَهِ :مُعَلَّقُهُما .یُقَالُ : نُطْتُ القِرْبَهَ بِنِیَاطِها نَوطْاً . و مُعَلَّقُ کُلِّ شَیْ ءٍ : نِیَاطٌ .

ص:436


1- (1) یقال أوتح له الشیء:قلّله.
2- (2) المشطور الأول فی التهذیب و نسبه لرؤبه.و هما فی اللسان [1]للعجاج کالأصل.

أَوْ النِّیَاطُ : عِرْقٌ غَلِیظٌ نِیطَ بهِ القَلْبُ ،أَی عُلِّقَ إِلَی الوَتِینِ ،فإِذا قُطِعَ ماتَ صاحِبُه.نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

قال الأَزْهَرِیُّ : ج: أَنْوِطَهٌ .و إِذا لَمْ تُرِد العَدَدَ جازَ أَنْ یُقَالَ لِلْجَمْع: نُوطٌ ،بالضَّمِّ ،لأَنَّ الیاءَ الَّتِی فی النِّیاطِ وَاوٌ فی الأَصْلِ ،و قِیلَ :هُمَا نِیَاطَانِ ،فالأَعْلَی: نِیَاطُ الفُؤادِ و الأَسْفَلُ :الفَرْجُ .

و النِّیَاطُ : عِرْقٌ مُسْتَبْطِنُ الصُّلْبِ تَحْتَ المَتْن،کالنَّائطِ ، أَو النَّائطُ :عِرْقٌ مُمْتَدٌّ فِی القَلْبِ ،کَذا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه فی الصُّلْبِ ،کَما فی الصّحاح، یُعَالَجُ المَصْفُورُ بقَطْعِهِ .

و أَنشد الجَوْهَرِیُّ للرّاجِ و هو العَجّاج:

فبَجَّ کُلَّ عَانِدٍ نَعُورِ

قضْبُ الطَّبِیبِ نَائطَ المَصْفُورِ

القَضْب:القَطْعُ .و المَصْفُورِ:الَّذِی فی بَطْنِه المَاءُ الأَصْفَرُ.

و مِنَ المَجَازِ: یُقَالُ للأَرْنَبِ :المُقَطَّعَهُ النِّیاطِ کما قالُوا:

مُقَطَّعَهُ الأسْحارِ تَفَاؤُلاً،أَیْ نِیَاطُها یُقْطَعُ ،هذا علی قَوْل مَنْ رَوَاهُ بِفَتْح الطَّاءِ. و مِنْهُم مَنْ یَکْسِرُ الطَّاءَ و هکذا هو مَضْبُوطٌ فی الصّحاح، أَی مِنْ سُرْعَتِهَا تْقَطِّعُ نِیَاطَهَا ،أَو نِیَاطَ الکِلاَبِ .و فی الأَسَاسِ :لأَنَّهَا تُقَطِّعُ نِیَاطَ مَنْ یَطْلُبُها، لشِدَّهِ عَدْوِهَا.

و النَّیِّطُ کسَیِّدٍ:بِئْرٌ یَجْرِی ماؤُهَا مُعَلَّقاً یَنْحَدِرُ مِنْ جَوَانِبِهَا (1)إِلَی مَجَمِّها .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیَّ :بِئْرٌ نَیِّطٌ :إِذا حُفِرَتْ فَأَتَی الماءُ من جانِبٍ مِنْهَا فسَالَ إِلی قَعْرِهَا و لَمْ تَعِنْ من قَعْرِهَا بِشَیْ ءٍ، و أَنْشَد:

لا تَسْتَقِی دِلاَؤُهَا مِنْ نَیِّطِ

و لا بَعِیدٍ قَعْرُهَا مُخْرَوِّطِ

و النَّوْطُ :العِلاَوَهُ بَیْنِ عِدْلَیْن ،و هُو قَوْلُ أَبِی عُبَیْدَهَ ، و نَصُّه:العِلاوَهُ بَیْنَ الفَرْدَیْنِ ،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :سُمِّیَتِ العِلاوَهُ نَوطْاً لِأَنَّهَا تُنَاطُ بالوِقْرِ.

و النَّوْطُ : مَا عُلِّقَ مِنْ شَیْ ءٍ (2)،سُمِّیَ بالمَصْدَرِ .

1- و فی حَدِیثِ عَلِیّ رَضِیَ اللّه عنه: «المُتَعَلِّقُ بِهَا کالنَّوْطِ المُذَبْذَبِ ». أَرادَ ما یُنَاطُ برَحْلِ الرّاکِبِ من قَعْبٍ أَو غَیْرِهِ ، فهُوَ أَبَداً یَتَحَرَّکُ .

و النَّوْطُ : الجُلَّه الصَّغِیرَهُ فیها التَّمْرُ و نَحْوُهُ تُعَلَّقُ من البَعِیر،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ لِلنابِغَهِ الذُّبْیَانِیِّ یَصِفُ قَطَاهً :

حَذّاءُ مُدْبِرَهً سَکَّاءُ مُقْبِلَهً

لِلْمَاءِ فی النَّحْرِ مِنْهَا نَوْطَهٌ عَجَبُ

ج: أَنواطٌ و نِیَاطٌ .

قال الأَزْهَرِیُّ :و سَمِعْتُ البَحْرَانِیِّینَ یُسَمُّون الجِلاَلَ الصِّغَارَ[المکنوزه بالتَّمْرِ] (3)-الَّتِی تُعَلَّق بعُرَاهَا مِن أَقْتَابِ الحَمُولَهِ - نِیَاطاً ،وَاحِدُهَا نَوْطٌ .

16- و فی الحَدِیثِ : «فَأَهْدَوْا لَهُ نَوْطاً مِنْ تَعْضُوضِ هَجَرَ». أَیْ أَهْدَوْا لَهُ جُلَّهً صَغِیرَهً مِنْ تَمْرِ التَّعْضُوض.و قد تَقَدَّم فی«ع ض ض» و مِنْهُ المَثَلُ :«إِنْ أَعْیَا البَعِیرُ فَزِدْهُ نَوْطاً ».

و قال الأَصْمَعِیُّ :من أَمْثَالِهِم فی الشِّدَّهِ علی البَخِیل«إِنْ ضَجَّ فزِدْه وِقْراً،و إِنْ أَعْیَا فزِدْه نَوْطاً ،و أَنْ جَرْجَرَ فزِدْهُ ثِقْلاً».

و قال الزَّمَخْشَرِیُّ : أَی لا تُخَفِّفْ عَنْه إِذا تَلَکَّأَ فی السَّیْرِ .

و النَّوْطَهُ ، بهاءٍ:الحَوْصَلَهُ .و به فَسَّرَ بَعْضٌ قَوْلَ النابِغَهِ السابِق.

و النَّوْطَهُ : وَرَمٌ فی الصَّدْرِ.أَوْ وَرَمٌ فی نَحْرِ البَعِیرِ و أَرْفَاغِه .

یُقَالُ : نِیطَ البَعِیرُ،إِذا أَصابَهُ ذلِکَ ،کما فی الصّحاح.

و قال ابنُ سِیدَه فی تَفْسِیرِ قَوْلِ النَّابِغَهِ :و لا أَرَی هذا إِلاَّ علی التَّشْبِیهِ ،شَبَّهَ حَوْصَلَهَ القَطَاهِ بِنَوْطَهِ البَعِیرِ؛و هی سَلْعَه تَکُونُ فی نَحْرِهِ .

أَو النَّوْطَهُ : غُدَّهٌ تُصِیبُهُ فی بَطْنِه مُهْلکَهٌ .یُقَالُ : نِیطَ الجَمَلُ فهو مَنُوطٌ ،إِذا أَصابَهُ ذلِکَ ، و أَنَاطَ البَعِیرُ: أَصَابَهُ ذلِکَ .

و النَّوْطَهُ : الأَرْضُ یَکْثُر بِهَا الطَّلْحُ و لَیْسَتْ بوَاحِدَهٍ ، و رُبمَا کانَتْ فِیهِ نِیَاطٌ تَجْتَمِعُ جَمَاعَاتٍ مِنْهُ یَنْقَطِعُ أَعْلاَها و أَسْفَلُها.

ص:437


1- (1) اللسان: [1]من أجوالها.
2- (2) علی هامش من القاموس عن نسخه أخری:من کل شیء.
3- (3) زیاده عن التهذیب.

أَو النَّوْطَهُ :المَکَانُ وَسَطَه شَجَرٌ،أَو مَکَانٌ فِیهِ الطَّرْفاءُ خَاصَّهً .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیَّ : النَّوْطَهُ : المَوْضِعُ المُرْتَفِعُ عنِ الماءِ و قال مَرَّهً :هو المَکَانُ فیه شَجَرٌ فی وَسَطِهِ ،و طَرَفَاهُ لا شَجَرَ فِیهِمَا،و هُوَ مُرْتَفِعٌ عن السَّیْلِ .و قال أَعْرَابِیٌّ :أَصابَنَا مَطَرٌ جَوْدٌ،و إِنّا لَبِنَوْطَه ،فجاءَ بجَارِّ الضَّبُعِ ،أَیْ بِسَیْلٍ یَجُرُّ الضَّبُعَ مِنْ کَثْرَتِهِ .

أَو النَّوْطَهُ لَیْسَتْ بوَادٍ ضَخْم، و لا بتَلْعَهٍ ،بَلْ هی بَیْنَ ذلِکَ ،و هذا قَوْلُ ابْنِ شُمَیْلٍ .

و النَّوْطَه :ما (1)بَیْن العَجُز و المَتْنِ ،و هو النَّوْطُ ،کما فی الصّحاح.

و فی الصّحاح: النّوْطَهُ : الحِقْدُ.و قال غَیْرُهُ : النَّوْطَهُ :

الغِلُّ .

و فی الصّحاحِ : التَّنْوَاطُ ،بالفَتْحِ : ما یُعَلَّقُ من الهَوْدَجِ یُزَیَّنُ به .

و یُقَالُ : هذَا مِنِّی مَنَاطَ الثُّرَیَّا،أَیْ فی البُعْدِ ،قاله سِیبَوَیْه و هو مَجازٌ.و قِیلَ :أَیْ بِتَلْکَ المَنْزِلَهِ ،فَحَذَفَ الجارَّ و أَوصَلَ ،کذَهَبْتُ الشّامَ و دَخَلْتُ البَیْتَ .و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :

بَنُو فُلانٍ مَنَاط الثُّرَیَّا،لشَرَفِهِمْ و عُلُوِّهِمْ (2).

و یُقَالُ : هذَا مَنْوطٌ به ،أَی مُعَلَّقٌ .و هذا رَجُلٌ مَنُوطٌ بالقَوْمِ :دَخِیلٌ فِیهِم و لَیْسَ مِنْ مُصَاصِهِمْ ، أَوْ دَعِیُّ ،قالَ حَسَّانُ بنُ ثابِتٍ رضِیَ اللّه عَنْهُ :

و أَنْتَ دَعِیُّ (3)نِیطَ فی آلِ هَاشِمٍ

کما نِیطَ خَلْفَ الرَّاکِبِ القَدَحُ الفَرْدُ

و یُقَالُ لِلدَّعِیِّ یَنْتَمِی إِلَی القَوْمِ :« مَنُوطٌ مُذَبْذَبٌ »سُمِّیَ مُذَبْذَباً لأَنّه لا یَدْرِی إِلَی مَنْ یَنْتَمِی،فالرِّیحُ تُذَبْذِبُهُ یَمِیناً و شِمَالاً.

و النَّیِّطَهُ ،ککَیِّسَهٍ :البَعِیرُ تُرْسِلُهُ مع المُمْتَارِینَ لِیُحْمَلَ لَکَ عَلَیْه ،قالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

و قد اسْتَناطَ فُلانٌ بَعِیرَهُ فُلاناً، فانْتَاطَ هو لَهُ ،قالَهُ أَبو عَمْرٍو.

و التَّنَوُّطُ ،کالتَّکَرُّم ،کَذا ضُبِطَ فی نُسْخَهِ الصّحاح.

و یُقَالُ أَیْضاً التُّنَوِّط بِضَمِّ التّاءِ و فَتْحِ النُّونِ و کَسْرِ الواوِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً: طَائِرٌ نَحْو القَارِیَهِ سَوَاداً،تُرَکِّب عُشَّهَا بَیْنَ عُودَیْنِ أَوْ عَلَی عُودٍ وَاحِدٍ،فَتُطِیلُ عُشَّها فَلا یَصِلُ الرَّجُلُ إِلی بَیْضِها حَتَّی یُدْخِلَ یَدَهُ إِلَی المَنْکِبِ .و قال الأَصْمَعِیُّ :إِنَّمَا سُمِّیَ بهِ لأَنَّهُ یُدَلِّی خُیُوطاً مِنْ شَجَرَهٍ ، وَ یَنْسُجُ عُشَّه کقارُورَه الدُّهْنِ مَنُوطاً بتلک الخُیُوطِ .قال أَبُو عَلِیٍّ فی البَصْرِیّات:هو طائرٌ یُعَلِّقُ قُشُوراً مِنْ قُشُورِ الشَّجَرِ،و یُعَشِّشُ فی أَطْرَافِهَا لِیَحْفَظَهُ مِنَ الحَیّات و النّاسِ و الذَّرِّ.قال:

تُقَطِّعُ أَعْنَاقَ التَّنَوُّط بالضُّحَی

و تَفْرِسُ فی الظَّلْمَاءِ أَفْعَی الأَجَارِعِ

وَصَفَ هذِه الإِبِلَ بطُولِ الأَعْنَاقِ و أَنَّهَا تَصِلُ إِلی ذلِکَ .

الوَاحِدَهُ بِهَاءٍ ،کما فی الصّحاح.

و نَوَّطَ القِرْبَهَ تَنْوِیطاً :أَثْقَلَها لِیَدْهُنَها ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الأَنْوَاطُ :ما نُوِّطَ عَلَی البَعِیرِ إِذَا أُوقِرَ.و یُقَالُ : نِیطَ علیه الشَّیْ ءُ أَیْ عُلِّقَ عَلَیْه.قال رِقَاعُ بنُ قَیْسٍ الأَسَدِیِّ :

بِلادٌ بها نِیطَتْ عَلَیَّ تَمائمِی

و أَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِی تُرَابُها

و نِیطَ به الشَّیْ ءُ:وُصِلَ به.

و النَّیِّطُ کسَیِّدٍ:الوَسَطُ بَیْنَ الأَمْرَیْنِ .و مِنْهُ

17- الحَدِیثُ : قال الحَجّاجُ لِحَفّارِ البِئْرِ:«أَخَسَفْتَ أَمْ أَوْشَلْتَ ؟»فقال:«لا وَاحِدَ منهما و لکِنَّ نَیِّطاً بَیْنَ الماءَیْنِ » (4). أَیْ وَسَطاً بَیْنَ الغَزِیرِ و القَلِیلِ (5)کَأَنَّهُ مُعَلَّقٌ بَیْنَهُمَا.

قالَ القُتَیْبِیُّ :هکَذَا رُوِیَ ،و یَصِحُّ أَنْ یَکُونَ بالباءِ المُوَحَّدَهِ ،مُحَرَّکَهً .

ص:438


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و ما بین العجز»یعنی أن لقطه«ما»هی بأصل القاموس.
2- (2) فی الأساس:و علو منزلتهم.
3- (3) فی التهذیب:و أنت منوط .
4- (4) فی اللسان: [1]بین الأمرین.
5- (5) فی اللسان: [2]بین القلیل و الکثیر.

و انْتَطَت المَفَازَهُ (1):بَعُدَتْ ،و هُوَ عَلَی القَلْبِ مِنْ انْتاطَتْ قال رُؤْبَهُ :

و بَلْدَهٍ نِیَاطُهَا نَطِیُّ

أَرادَ« نَیِّطٌ »فقَلَبَ ،کَما قَالُوا فِی جَمعِ قَوْسٍ :قِسِیٌّ .

و النَّوْطَهُ :ما یَنْصَبُّ مِنَ الرِّحَابِ من البَلَدِ الظَّاهِرِ الَّذِی بِهِ الغَضَی.

و ذَاتُ أَنْوَاطٍ :شَجَرهٌ کانَتْ تُعْبَدُ فی الجَاهِلِیَّهِ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هِیَ اسْمُ سَمُرَهٍ بِعَیْنِهَا کانَتْ للمُشْرِکِینَ یَنُوطُون بها سِلاحَهُمْ -أَیْ یُعَلِّقُونَ (2)-و یَعْکُفُون حَوْلَها.

و فی الصّحاح:و یُقَالُ : نَوْطَهٌ من طَلْحٍ ،کمَا یُقَالُ :

عِیصٌ من سِدْرٍ،و أَیْکَهٌ من أَثْلٍ ،و فَرْشٌ من عُرْفُطٍ ،و وَهْطٌ مِنْ عُشَرٍ،و غَالٌّ مِنْ سَلَمٍ ،و سَلِیلٌ من سَمُرٍ،و قَصِیمَهٌ مِنْ غَضًی،و مِنْ رِمْثٍ ،و صَرِیمَهٌ من غَضًی،و مِنْ سَلَمٍ ، و حَرَجَهٌ من شَجَرٍ،انْتَهَی.

و یُقَالُ :عَرِقَ مَنَاطُ عِذَارِهِ (3).

و أَبْطَأَ حَتَّی نَوَّطَ الرُّوحَ ،و هذا مَجَازٌ.و غَایَهٌ مُنْتاطَهٌ ،أَی بَعِیدَهٌ .

و النّائطَهُ :الحَوْصَلَهُ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ .و من أَمْثَالِهِمْ :

«کُلُّ شاهٍ بِرِجْلِها سَتُنَاطُ »أَیْ کُلُّ جَانٍ یُؤْخَذُ بِجِنَایَتِهِ .قال الأَصْمَعِیُّ :أَی لا یَنْبَغِی لِأَحَدٍ أَنْ یَأْخُذَ بالذَّنْبِ غَیْرَ المُذْنِبِ .

نهط

نَهَطَه بالرُّمْح نَهْطاً ، کمَنَعَهُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قَال ابنُ دُرَیْدٍ:أَیْ طَعنهُ بِهِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

نهطیهُ و یقال: نَهطایهُ :قَرْیَهٌ بمِصْرَ مِنْ أَعْمَالِ جَزِیرَهِ قُویسنا،کَذا فی القَوَانِین.

نیط

النَّیْطُ :المَوْتُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ فی«ن و ط » قال:و هو العِرْقُ الَّذِی عُلِّقَ به القَلْبُ ،فإِذا قُطِعَ ماتَ صاحِبُهُ ،و مِنْهُ قَوْلُهُم:رَمَاهُ اللّه بالنَّیْطِ ،أَیْ بالمَوْتِ ،و ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ فی«ن ب ط »رَمَاه اللّه بالنَّبْطِ أَیْ بالمَوْتِ .

قُلْتُ :فَلا أَدْرِی أَ هُوَ تَصْحِیفٌ أَمْ لُغَهٌ ؟فانْظُرْهُ .

أَو النَّیْطُ : الجَنَازَه ،یُقَالُ :رُمِیَ فُلانٌ فِی طَنْیِهِ و فِی نَیْطِهِ ؛و ذلِکَ إِذا رُمِیَ فی جَنازَتِهِ ،و مَعْناه إِذا ماتَ .

أَو النَّیْطُ : الأَجَلُ ،یُقَالُ :أَتاهُ نَیْطُهُ ،أَیْ أَجَلُهُ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَالُ :رَمَاهُ اللّه بِنَیْطِه ،و رَمَاهُ اللّه بالنَّیْطِ ،أَیْ بالمَوْتِ الَّذِی یَنُوطُهُ ،فإِنْ کَانَ ذلِکَ فالنَّیْطُ الَّذِی هُوَ المَوْتُ إِنَّمَا أَصْلُه الوَاوُ،و الیاءُ داخِلَهٌ عَلَیْهَا دُخُولَ مُعَاقَبَهٍ ،أَوْ یَکُونُ أَصْلُهُ نَیِّطاً ،أَی نَیْوِطاً،ثم خُفِّفَ .قال الأَزْهَرِیُّ :فإِذَا خُفِّفَ فهو مِثْلُ الهَیْنِ و الهَیِّنِ ،و اللَّیْنِ و اللَّیَّنِ .

و قال ابنُ الأَثِیرِ:و القِیاسُ النَّوْطُ ،غَیرَ أَنّ الواوَ تُعَاقِبُ الیاءَ فی حُرُوفٍ کَثِیرَهٍ .

و نَاطَ یَنِیطُ نَیْطاً :بَعُدَ، کانْتاطَ انْتِیاطاً .

و النَّیِّطُ :العَیْنُ فِی البِئْرِ قَبْلَ أَنْ تَصِلَ إِلَی القَعْرِ.

فصل الواو مع الطاءِ

وأط

وَأَطَ القَوْمَ ،کوَعَدَ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قال ابنُ عَبّادٍ:أَی زارَهُمْ .

قال: و الوَأْطُ أَیْضاً: الهَیْجُ .

و الوَأْطَهُ :اللُّجَّهُ مِنْ لُجَجِ الماءِ .

و الوَأْطَهُ من الأَرْضِ :المَوْضِعُ المُرْتَفِعُ منْهَا ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و یُخَفَّفُ ،فَیُقَالُ :الوَاطَهُ :کما سَیَأْتِی.

وبط

وَبطَ رَأْیُ فُلانٍ فِی هذَا الأَمْرِ، مُثَلَّثَهَ الباءِ ، الفَتْحُ و الکَسْرُ نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ ،و الضَّمُّ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عن الفَرّاءِ، یَبِطُ ،کیَعِدُ،و یَوْبَطُ ،کیَوْجَلُ مُضَارِعُ وَبِطَ بالکَسْرِ، و تُضَمُّ العَیْنُ ،أَیْ عَیْنٌ الفِعْلِ ،و هُوَ مُضَارِعُ وَبُطَ ،بالضَّمِّ ، وَبْطاً ،و وَبَاطَهً ،بِفَتْحِهِمَا،و وَبَطاً ،مُحَرَّکَهً ،و وُبُوطاً ، بالضَّمِّ ،ذَکَرَهُنَّ الجَوْهَرِیُّ ما عَدَا الوَبَاطَه : ضَعُفَ و لَمْ

ص:439


1- (1) فی التهذیب و اللسان:و [1]یقال:انتاطت المغازی أی بعدت من النوط ، و انتطت جائز علی القلب.
2- (2) النهایه و [2]اللسان: [3]أی یعلّقونه بها.
3- (3) الأساسی و زید فیها:قال امرؤ القیس: فأدرک لم یعرق مناطُ عذاره بمرّ کخدروف الولید المثقَّبِ .

یَسْتَحْکِمْ .و رَأْیٌ وَابِطٌ :ضَعِیفٌ .و أَنشد ابنُ بَرِّیّ لِحُمَیْدٍ الأَرْقَط :

إِذْ باشَرَ النَّکْثَ برَأْیٍ وَابِطِ

و أَنْشَدَ أَیْضاً فی«ی د ی»لِلْکُمَیْتِ :

بِأَیْدٍ ما وَبَطْنَ و لا یَدِینَا (1)

قالَ :أَیْ ما ضَعُفْنَ .

و الوابِطُ :الخَسِیسُ الواضِعُ الشَّرَفِ .

و الوابِطُ : الجَبَانُ الضَّعِیفُ ،نقله الجَوْهَرِیُّ .

و وَبَطَهُ ،کوَعَدَهُ :وَضَعَ مِنْ قَدْرِهِ ،و منه

16- حَدِیثُ الدُّعاءِ:

«لا تَبِطْنِی بَعْدَ إِذْ رَفَعْتَنِی». أَی لا تُهِنِّی و تَضَعْنِی.

و وَبَطَ حَظَّهُ :أَخَسَّهُ ،و وَضَعَ مِنْ قَدْرِه.

و وَبَطَ الجُرْحَ :فَتَحَهُ وَبْطاً ،کبَطَّهُ بَطًّاً.

و وَبَطَهُ عَنْ حاجَتِه:حَبَسَهُ عَنْهَا،نقله الجَوْهَرِیُّ .

و أَوْبَطَهُ :أَثْخَنَهُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

وَبُطَ الرَّجُلُ ،ککَرُمَ :ثَقُلَ .

و الوَبَاطُ کسَحَابٍ :الضَّعْفُ .قال الراجِزُ:

ذُو قُوَّهٍ لَیْسَ بِذِی وَبَاطِ

و قال أَبو عَمْرٍو: وَبَطَهُ اللّه،و أَبَطَهُ ،و هَبَطَهُ بمَعْنًی وَاحِدٍ.

و الوَابطُ :الهَابِطُ .

و وَبَطَ بأَرْضٍ :إِذا لَصِقَ بِهَا.

وخط

وَخَطَهُ الشَّیْبُ ،کوَعَدَهُ ، وَخْطاً : خالَطَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،کوَخَضَهُ ،و هو مَجَازٌ.و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

أَتَیْتُ الَّذِی یَأْتِی السَّفِیهُ لغِرَّتِی

إِلَی أَنْ عَلاَ وَخْطٌ مِنَ الشَّیْب مَفْرَقِیِ

و قِیلَ : الوَخْطُ من القَتِیرِ:النَّبْذُ.

أَو وَخَطَهُ : فَشَا شَیْبُه،أَوْ اسْتَوَی سَوَادُه و بَیاضُه،و قَدْ وُخِطَ فُلانٌ کعُنِیَ ،إِذا شابَ رَأْسُهُ ، فهو مَوْخُوطٌ .

و الوَخْطُ ، کالوَعْدِ:الإِسْرَاعُ فی السَّیْرِ،لُغَهٌ فی الوَخْدِ بالدَّالِ ،و قَدْ وَخَطَ فی السَّیْرِ یَخِطُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الوَخْطُ : الدُّخُولُ ،و منه المِیخَطُ الَّذِی ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فِیمَا بَعْدُ.

و الوَخْطُ : الطَّعْنُ الخَفِیفُ لَیْسَ بالنَّافِذِ،و قِیلَ :هُوَ أَنْ یُخَالِطَ الجَوْفَ .قال الأَصْمَعِیُّ :إِذا خالَطَت الطَّعْنَهُ الجَوْفَ و لَمْ تَنْفُذْ فَذلِکَ الوَخْضُ و الوَخْطُ . وَخَطَهُ بالرُّمْحِ و وَخَضَهُ ، أَو الوَخْطُ :الطَّعْنُ النّافِذُ ،کما فی الصّحاحِ .

و الوَخْطُ : خَفْقُ النِّعَالِ و صَوْتُهَا علی الأَرْضِ .و منه

16- حَدِیثُ أَبِی أُمَامَهَ رَضِیَ اللّه عَنْه: «فَلَمَّا سَمِعَ وَخْطَ نِعَالِنَا خَلْفَهُ وَقَفَ ».

و الوَخْطُ : أَنْ یَرْبَحَ فی البَیْعِ مَرَّهً ،و یَخْسَرَ أُخْرَی .

و قالَ اللَّیْثُ : الوَخْطُ : الضَّرْبُ بالسَّیْفِ تَنَاوُلاً مِن بَعِیدٍ.

قال الأَزْهَرِیُّ :لَمْ أَسْمَعْ لِغَیْرِ اللَّیْثِ فی تَفْسِیرِ الوَخْطِ أَنَّه الضَّرْبُ بالسَّیْفِ ،قالَ :و أُراهُ أَرادَ أَنَّه یَتَنَاوَلُه بذُبَابِهِ طَعْناً لا ضَرْباً، و قَدْ وُخِطَ ،کعُنِیَ ، یُوخَطُ وَخْطاً .

و المِیخَطُ بالکَسْرِ ،أَیْ کمِنْبَرٍ: الدّاخِلُ و أَنْشَد الأَصْمَعِیُّ :

مُسْتَلْحِقٌ رَجْعَ التَّوالِی مِیخَطهْ

و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الوَخّاطُ ،کشَدّادٍ:الظَّلِیمُ السَّرِیعُ الخَطْوِ الواسِعُهُ ، و کَذلِکَ بَعِیرٌ وَخّاطٌ .قال ذُو الرُّمَّهِ :

عَنِّی و عَنْ شَمَرْدَلٍ مِجْفالِ

أَعْیَطَ وَخّاطِ الخُطَا طُوَالِ

و طَعْنٌ وَخَّاطٌ ،و کَذلِکَ رُمْحٌ وَخَّاطٌ ،قال:

وَخْطاً بِمَاضٍ فی الکُلَی وَخَّاطِ

و فی التَّهْذِیبِ :وَخْضاً بماضٍ (2).

ص:440


1- (1) تمامه فی اللسان [1]یدی: فأیّ ما یکن بک و هو منّا فأیدٍ ما وسطن و لا یدینا و بهامشه قال مصححه:قوله«فأی»فی الأساسی«فأیّا»بالنصب.
2- (2) کذا بالأصل،و الذی فی التهذیب المطبوع:وخطاً بماضٍ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:فَرُّوجٌ وَاخِطٌ ،إِذا جاوَزَ حَدَّ الفَرارِیجِ ، و صَارَ فی حَدِّ الدُّیُوکِ .

و یُقَالُ :بِهَا وَخْطٌ مِنْ وَحْشٍ ،و وَخْزٌ،أَی نُبذٌ مِنْهَا،و هُوَ مَجَازٌ.

ورط

الوَرْطَهُ :الاسْتُ و هو مَجَاز.

و کُلُّ غامِضٍ وَرْطَهٌ . و قال المُفَضَّلُ بنُ سَلَمَهَ فی قَوْلِ العَرَبِ :«وَقَعَ فُلانٌ فی وَرْطَهٍ »قال أَبُو عَمْرٍو:و هی الهَلَکَه ، و فی الصّحاح:الهَلاَکُ ، و کُلُّ أَمْرٍ تَعْسُرُ النَّجاهُ مِنْهُ وَرْطَهٌ ، من هَلَکَهٍ أَوْ غَیْرِهَا.قال یَزِیدُ بن طُعْمَهَ الخَطْمِیِّ :

قَذَفُوا سَیِّدَهُمْ فی وَرْطَهٍ

قَذْفَکَ المَقْلَهَ وَسْطَ المُعْتَرَکْ

و الوَرْطَهُ : الوَحَلُ و الرَّدَغَه تَقَعُ فِیهَا الغَنَمُ فَلاَ تَتَخَلَّصُ مِنْهَا.یُقَالُ : تَوَرَّطَتِ الغَنَمُ إِذا وَقَعَتْ فی وَرْطَهٍ ،ثُمَّ صارَ مَثَلاً لِکُلِّ شِدَّهٍ وَقَعَ فِیها الإِنْسَان.

و فی الصّحاح:قال أَبُو عُبَیْدٍ:و أَصْلُ الوَرْطَهِ : أَرْضٌ مُطْمَئنَّهٌ لا طَرِیقَ فیها .

و قَالَ الأَصْمَعِیُّ : الوَرْطَهُ :أُهْوِیَّهٌ مُتَصَوِّبَهٌ تَکُون فی الجَبَلِ تَشُقُّ علی مَنْ وَقَعَ فیها.

و قال غَیْرُهُ : الوَرْطَهُ : البِئْرُ ،هو مِنْ ذلِکَ .

ج: وِرَاطٌ .قال طُفَیْلٌ یَصِفُ الإِبِلَ :

تَهَابُ طَرِیقَ السَّهْلِ تَحْسَبُ أَنَّهُ

وُعُورٌ وِراطٌ و هْوَ بَیْداءُ بَلْقَعُ

و أَوْرَطَهُ :أَلْقَاهُ فِیها ،أَوْ فیما لا خَلاصَ مِنْهُ .

و أَوْرَطَ إِبِلَهُ فی إِبِلٍ أُخْرَی:غَیَّبَها،کوَرَّطَ ،فِیهِمَا ، تَوْرِیطاً .

و أَوْرَطَ الجَرِیرَ فی عُنُق البَعِیرِ:جَعَلَ طَرَفَهُ فی حَلْقَتِه (1)،ثُمَّ جَذَبَهُ حَتَّی یَخْنُقَهُ ،عن ابْنِ هانِیء،و أَنْشَدَ لِبَعْضِ العَرَب:

حَتَّی تَراها فِی الجَرِیرِ المُورَطِ

سُرْحَ (2)القِیَادِ سَمْحَهَ التَّهَبُّطِ

قال:و منه أُخِذَ وِرَاطُ الصَّدَقَهِ .

و قال شَمِر: اسْتَوْرَطَ فِی الأَمْرِ ،إِذا ارْتَبَکَ فِیهِ فَلَمْ یَسْهُل المَخْرَجُ مِنْه.و قال غَیْرُهُ : تَوَرَّطَ فِیهِ کَذلِکَ .

و قال الجَوْهَرِیُّ : أَوْرَطَهُ : وَرَّطَهُ فَتَوَرَّطَ هو فیها،أَی وَقَعَ .و

14- فی کِتَابِ النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم إِلَی وائلَ بْنِ حُجْرٍ: «لا خِلاَطَ و لا وِرَاطَ ». أَمّا الخِلاطُ فقَدْ تَقَدَّم فی مَوْضِعِه.و الوِراطُ ، کَکِتَابٍ ،فی الصَّدَقَهِ :هُوَ الجَمْعُ بَیْنَ مُتَفَرِّقٍ ،أَوْ عَکْسُه ، و هُوَ مَعْنَی قَوْلِ الجَوْهَرِیِّ ،و یُقَالُ هو کَقَوْلِهِ :لا یُجْمَعُ بَیْنَ مُتَفَرِّقٍ ،و لا یُفَرَّقُ بَیْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْیَهَ الصَّدَقَهِ ، أَوْ أَنْ یَخْبَأَهَا فی إِبِلِ غَیْرِهِ ،قالَهُ ثَعْلَبٌ . أَوْ هُوَ أَنْ یُغَیِّبَها فی وَهْدَهٍ (3)مِنَ الأَرْضِ لِئَلاَّ یَراهَا المَصَدِّقُ ،مَأْخُوذٌ من الوَرْطَهِ ،و هِیَ الهُوَّهُ العَمِیقَهُ فی الأَرْضِ . أَوْ أَنْ یُفَرِّقَها فی إِبِلِ غَیْرِه، أَوْ هو تَوْرِیطُ النّاسِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً،و ذلِکَ أَنْ یَقُولَ أَحَدُهُمْ للمُصَدِّقِ :عِنْدَ فُلانٍ صَدَقَهٌ ،و لَیْسَتْ عِنْدَهُ صَدَقَهٌ ،و هذا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .قال:و هو الوِرَاطُ و الأَیراطُ .و قال ابْنُ هانِیءٍ:هو من إِیراطِ الجَرِیرِ فِی عُنُقِ البَعِیرِ،کمَا تَقَدَّمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأَوْرَاطُ :جَمْعُ وَرْطَهٍ ،و مِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

نَحْنُ جَمَعْنَا النّاسَ بالمِلْطاطِ

فَأَصْبَحُوا فِی وَرْطَهِ الأَوْرَاطِ

و قال ابنُ سِیدَه:أُراهُ علی حَذْفِ التاءِ،فَیَکُونُ من بابِ زَنْدٍ و أَزْنَادٍ،و فَرْخٍ و أَفْرَاخٍ .و تُجْمَعُ الوَرْطَهُ أَیْضاً علی الوَرَطاتِ .و منه

17- حَدِیثُ ابْنِ عُمَرَ: «إِنَّ مِنْ وَرَطاتِ الأُمُورِ الَّتِی لا مَخْرَجَ مِنْهَا سَفْکَ الدّمِ الحَرَامِ بِغَیْرِ حِلِّه».

و تَوَرَّطَ الرَّجُلُ ،و اسْتَوْرَطَ :هَلَک،أَوْ نَشِبَ .و اسْتُورِطَ عَلَی فُلانٍ :إِذا تَحَیَّرَ فی الکَلامِ .

و المُوَارَطَهُ ،و الوِرَاطُ :الخِدَاعُ و الغِشُ ،و کذلِکَ الوِرَاطَهُ ،بالکَسْرِ،و هذِه عن الجَوْهَرِیُّ (4).و یُقَالُ :لا تُوَارِطْ جارَکَ ،فإِنَّ الوِرَاطَ یُورِدُ الأَوْرَاطَ .نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .

و الوَرْطُ کالوِرَاطِ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «لا وَرْطَ فی الإِسْلاَمِ ».

ص:441


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:حَلقِه.
2- (2) ضبطت عن التهذیب،و فی اللسان«سَرح».
3- (3) فی غریب الهروی:هُوّه.
4- (4) کذا بالأصل و الذی فی الصحاح المطبوع:«و الوارط ».

و یُقَالُ : وَرَطَهَا و أَوْرَطَها :سَتَرَها،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

وسط

الوَسَطُ ،مُحَرَّکَهً ،من کُلِّ شَیْ ءٍ:أَعْدَلُهُ .

و یُقَالُ :شَیْ ءٌ وَسَطٌ ،أَیْ بَیْنَ الجَیِّدِ و الرَّدِیءِ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی: وَ کَذلِکَ جَعَلْناکُمْ أُمَّهً وَسَطاً (1)،قال الزّجاجُ :فیه قَوْلانِ ،قال بَعْضُهُم: أَیْ عَدْلاً ،و قالَ بَعْضُهُم: خِیَاراً .

و اللّفْظَانِ مُخْتَلِفَانِ و المَعْنَی وَاحِدٌ،لِأَنَّ العَدْلَ خَیْرٌ،و الخَیْرَ عَدْلٌ .

و وَاسِطَهُ الکُورِ،وَ وَاسِطُهُ ،الأُولَی عن اللِّحْیَانِیِّ :

مُقَدَّمُهُ ،و عَلَی الثانِیَهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ .و أَنْشَدَ لِطَرَفَهَ :

و إِنْ شِئْتُ سَامَی وَاسِطَ الکُورِ رَأْسُها

و عَامَتْ بِضَبْعَیْهَا نَجَاءَ الخَفَیْدَدِ

و أَنشد الصّاغَانِیُّ لِأُسامَهَ الهُذَلِیِّ یَصِفُ مَتْلَفاً:

تَصِیحُ جَنَادِبُه رُکَّداً

صِیاحَ المَسامِیرِ فی الوَاسِطِ

و قال اللَّیْثُ : وَاسِطُ الکُورِ و وَاسِطَتُه :ما بَیْنَ القَادِمَهِ و الآخِرَهِ .قال الأَزْهریُّ :لَمْ یَتَثَبَّت اللَّیْثُ فی تَفْسِیرِ وَاسِطِ الرَّحْلِ (2)،و إِنَّمَا یَعْرِفُ هذا مَنْ شاهَدَ العَرَبَ .و مَارَسَ شَدَّ الرِّحالِ عَلَی الإِبِلِ (3)،فَأَمَّا مَنْ یُفسِّرُ کَلامَ العَرَبِ علی قِیَاساتِ الأَوْهَامِ فإِنَّ خَطَأَهُ یَکْثُرُ.و للرَّحْلِ شَرْخَانِ ،و هُمَا طَرَفاه مِثْلُ قَرَبُوسَیِ السَّرْجِ ،فالطَّرَفُ الَّذِی یَلِی ذَنَبَ البَعِیرِ:آخِرَهُ الرَّحْلِ و مُؤْخرَتُه،و الطَّرَفُ الَّذِی یَلِی رَأْسَ البَعِیرِ: وَاسِطُ الرَّحْلِ ،بِلا هاءٍ،و لَمْ یُسَمَّ وَاسِطاً لأَنَّهُ وَسَطٌ بین الآخِرَهِ و القَادِمَهِ ،کما قال اللَّیْثُ .و لا قادِمَهَ لِلرَّحْلِ بَتّهً ،إِنّمَا القادِمَهِ الوَاحِدَهُ مِنْ قَوَادِمِ الرِّیش.و لضَرْعِ الناقَهِ قادِمانِ و آخِرَان،بِلا هاءٍ.و کَلامُ العَرَبِ یُدَوَّنُ فی الصُّحْفِ مِنْ حَیْثُ یَصِحُّ ،إِمَّا أَنْ یُؤْخَذَ عن إِمامٍ ثِقَهٍ عَرَفَ کَلامَ العَرَبِ و شاهَدَهُمْ ،أَوْ یُقْبَلَ (4)من مُؤَدٍّ ثِقَهٍ یَرْوِی عن الثِّقَاتِ المَقْبُولِینَ .فَأَمَّا عِبَارَاتُ مَنْ لا مَعْرِفَهَ لَهُ و لا أَمانَهَ (5)فإِنَّهُ یُفْسِدُ الکَلاَمَ و یُزِیلُه عن صِیغَتِه.

قال:و قَرَأْتُ فی کِتَابِ ابنِ شُمَیْلٍ فی بابِ الرَّحَالِ قال:

و فی الرَّحْلِ وَاسِطُه و آخِرَتُهُ و مَوْرِکُه، فَوَاسِطُهُ مُقَدَّمُهُ الطَّوِیلُ الَّذِی یُحَاذِی صَدْرَ الراکِبِ ،و أَمَّا آخِرَتُهُ فمُؤْخرَتهُ ؛و هی خَشَبَتُه الطَّوِیلَهُ العَرِیضَهُ الَّتِی تُحَاذِی رَأْسَ الراکِبِ .قالَ :

و الآخِرَهُ و الوَاسِطُ :الشَّرْخَانِ ،و یُقَالُ :رَکِبَ بَیْنَ شَرْخَیْ رَحْلِهِ ،و هذا الَّذِی وَصَفَهُ النَّضْرُ کُلُّهُ صَحِیحٌ لا شَکَّ فیه.

و وَاسِطٌ ،مُذَکَّراً مَصْرُوفاً ،لِأَنَّ أَسْمَاءَ البُلْدَانِ الغالِبُ عَلَیْهَا التَّأْنِیثُ و تَرْکُ الصَّرْف،إِلاَّ مِنًی و الشَّأْمَ ،و العِرَاقَ ، و وَاسِطاً ،و دَابِقاً،و فَلْجاً و هَجَراً فإِنَّهَا تُذَکَّرُ و تُصْرَفُ ،کَمَا فی الصّحاحِ ، و قَدْ یُمْنَعُ إِذا أَرَدْتَ بِها البُقْعَهَ و البَلْدَهَ ،کما قال الشاعر:

مِنْهُنّ أَیّامُ صِدْقٍ قَدْ عُرِفْتَ بِهَا

أَیّامُ وَاسِطَ و الأَیّامُ مِنْ هَجَر

هکَذَا فی الصّحاح (6)،و هُوَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ یَرْثِی به عَمْرو بنَ عُبَیْدِ اللّه بنِ مَعْمَرٍ،و صَوَابُهُ :مِنْ هَجَرَا،فإِنَّ أَوّلَ الأَبْیَاتِ :

أَمَّا قُرَیْشٌ أَبا حَفْصٍ فَقَدْ رُزِئَتْ

بالشَّامِ -إِذْ فارَقَتْکَ -السَّمْعَ و البَصَرا

کَمْ مِنْ جَبانٍ إِلَی الهَیْجا دَلَفْتَ بِه

یَوْمَ اللِّقَاءِ و لَوْلا أَنْتَ ما جَسَرا

د،بالعِراقِ ،اخْتَطَّها ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه اخْتَطَّه الحَجَّاجُ بنُ یُوسُفَ الثَّقَفِیُّ فی سَنَتَیْنِ بَیْنَ الکُوفَهِ و البَصْرَهِ ، و لِذلِکَ سُمِّیَتْ وَاسِطاً ،لأَنَّهَا مُتَوَسِّطَهٌ بَیْنَهُمَا،لِأَنّ مِنْها إِلی کُلٍّ مِنْهُمَا خَمْسِینَ فَرْسَخاً قال یاقُوت:لا قَوْلَ فِیهِ غَیْرَ ذلِکَ إِلاَّ ما ذَهَبَ إِلَیْهِ بَعْضُ [أهل اللغه] (7)حِکَایَهً عَنِ الکَلْبِیِّ .

و هُوَ قَوْلُ المُصَنِّف. و یُقَالُ لَهُ : وَاسِطُ القَصَبِ أَیْضاً ،فَلَمَّا عَمَّرَ الحَجّاجُ مَدِینَتَهُ (8)سَمّاهَا باسْمِهِ ، أَوْ هُوَ قَصْرٌ کانَ قَدْ بَنَاهُ الحَجّاجُ أَوّلاً قَبْلَ أَنْ یُنْشِیءَ البَلَدَ ،ثُمَّ لَمّا بَنَاهُ سُمِّیَ بِهِ . و مِنْهُ المَثَلُ :«تَغافَلْ کَأَنَّکَ واسطِیٌّ ».قال المُبَرِّدُ:

ص:442


1- (1) سوره البقره الآیه 143. [1]
2- (2) فی التهذیب:قال الأزهری:قلت أخطأ اللیث فی تفسیر واسط الرحل و لم یُثبته.
3- (3) فی التهذیب:«علی الرواحل»و الأصل کاللسان. [2]
4- (4) الأصل و اللسان،و [3]فی التهذیب:أو یُتلقّی عن مؤدٍ.
5- (5) الأصل و اللسان،و [4]فی التهذیب:و لا مشاهده.
6- (6) الذی فی الصحاح«من هجرا»و مثله فی معجم البلدان و اللسان و عقب یاقوت بعد إیراده البیت:و لقائل أن یقول:إنه لم یرد واسط هذه فیرجع إلی ما قاله أبو حاتم.یعنی أنه مذکر و منصرف.کما تقدم عن الصحاح.
7- (7) زیاده عن معجم البلدان« [5]واسط ».
8- (8) عن معجم البلدان و بالأصل«مدینه».

سَأَلْتُ عنه الثَّوْرِیَّ فقَال: لِأَنَّهُ کانَ ،أَی الحَجّاجُ ، یَتَسَخَّرُهُم فی البِنَاءِ فیَهْرُبُونَ وَ یَنامُونَ بَیْن ،و فی الصحاح: وَسْطَ :

الغُرَباءِ فی المَسْجِدِ.فَیَجِیءُ الشُّرَطِیُّ و یَقُولُ :یا وَاسِطِیُّ ، و فی المُعْجَم:یا کِرْشِیُّ فَمَنْ رَفَع رَأْسَهُ أَخَذَهُ و حَمَلَهُ فَلِذلِکَ کانُوا یَتَغَافَلُون ،انْتَهَی نَصُّ الصّحاح.

وَ وَاسِطُ :ه،قُرْبَ مَکَّهَ بِوَادِی نَخْلَهَ مُتَوَسِّطَهٌ ،بَیْنَها و بَیْنَ بَطْنِ مَرٍّ،ذاتُ نَخِیلٍ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و یاقُوت.

و وَاسِطُ : ه،ببَلْخَ ،منها مُحَمَّد بنِ مُحَمَّد بنِ إِبْرَاهِیم ، حَدَّثَ عن مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِیمَ المُسْتَمْلِی،و عَنْهُ إِبْرَاهِیمُ بنُ أَحْمَدَ السَّرّاجِ ، و بَشِیرُ ابنُ مَیْمُون أَبو عَصیْفِیٍّ عَنْ عُبَیْدٍ المُکْتِبِ ،و عَنْهُ قُتَیْبَهُ المُحَدِّثان .

و وَاسِطُ : ه،بِبَابِ نوقان طُوسَ ،و یُقَالُ لَهَا وَاسِطُ الیَهُودِ،و منها مُحَمَّدُ بنُ الحُسَیْن الإِمَام أَبُو بَکْرِ الوَاعِظُ المُحَدِّثُ الفَرَضِیُّ ،رَوَی عن أَبِی القاسِمِ إِسْمَاعِیلَ بنِ الحُسَیْنِ الفَرَائضیَ ،وَ عَنْهُ أَبُو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانیِّ .

و وَاسِطُ : ه،بحَلَبَ قُرْبَ بُزِاعَهَ مَشْهُورَه، و بقُرْبِها قَرْیَهٌ أُخْرَی تُسَمَّی الکُوفَه .نقله یاقوت هکَذَا.

و وَاسِطُ : ه،بالخابُورِ قُرْبَ قَرْقِیساء (1)،قال یاقُوت:

و إِیّاهَا عَنَی الأَخْطَلُ فیمَا أَحسب لأَنَّ الجزیره مَنازِلُ بَنِی تَغْلب:

عَفَا وَاسِطٌ من أَهْلِ رَضْوَی و نَبْتَلُ (2)

و وَاسِطُ : قَرْیَتَانِ بالمَوْصِلِ ،إِحْدَاهُما:بالفَرْجِ مِنْ نَوَاحِی المُوْصِلِ (3)،و الثّانیهُ :شَرْقِیِّ دِجْله المَوْصِلِ ، بَیْنَهُمَا مِیلانِ ،ذاتُ بَساتِینَ کَثِیرَهٍ .

و وَاسِطُ : ه،بدُجَیْلٍ ،عَلَی ثَلاَثَهِ فَرَاسِخَ مِنْ بَغْدَادَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ و یَاقُوت هکَذَا، مِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ عَلِیٍّ العَطَّارُ المُحَدِّثُ الحَرْبِیُّ ثُمَّ الوَاسِطِیُّ ،مِنْ وَاسِطِ دُجَیْلٍ ، رَوَی عَنْ مُحَمَّدِ بنِ ناصِرٍ السَّلاَمِیّ ،و عَنْهُ ابنُ نُقْطَهَ .

و وَاسِطُ : ه،بالحِلَّه المَزْیَدَیَّهِ ،قُرْبَ مُطَیْراباذَ،یُقَالُ لَهَا: وَاسِطُ مَرْزاباذَ، منها أَبو النَّجْمِ عِیسَی بنُ فَاتِکٍ الوَاسِطِیُّ الشاعِرُ.و من شِعْرِهِ :

وَ ما عَلَی قَدْرِه شَکَرْتُ لَهُ

لکِنَّ شُکْرِی لَهُ عَلَی قَدْرِی

لِأَنّ شُکْرِی السُّهَی و أَنْعَمُهُ الْ

بَدْرُ و أَیْنَ السُّهَی مِنَ البَدْرِ

و واسط : ه،بالیَمَن ،بالقُرْب من زَبِیدَ،قُرْبَ العَنْبَرَهِ ، و مِنْهَا خَرَجَ عَلِیُّ بن مَهْدِیٍّ المُسْتَوْلِی عَلَی الیَمِنٍ .

و وَاسِط : ع (4)،بَیْنَ العُذَیْبَهِ و الصَّفْرَاءِ ،و بِهِ فَسَّرَ ابنُ السِّکِّیتِ قَوْلَ کُثَیِّر:

فإِذا غَشِیتُ لَها ببُرْقَهِ واسِطٍ

فِلوَی کُتَیْنَهَ مَنْزِلاً أَبْکَانِی

و وَاسِط : ع (5)،لبنی قُشَیْر لِبَنِی أُسَیْدَهَ ،و هُمْ بَنُو مالِکِ بنِ سَلَمَهَ بن قُشَیْرٍ.

و وَاسِط : ع،لبَنِی تَمِیمٍ نَقَلَهُ یاقُوتٌ عن العمرانیِّ .

قال:و هو المُرَاد فی قول ذی الرُّمَّه (6).

و وَاسِط : د (7)،بالأَنْدَلُس من أَعْمَالِ قَبْرَهَ ،ذَکَرَهُ یاقُوتُ و الصّاغَانِیُّ . منه أَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ ثابِت بن أَبِی الجَهْمِ الوَاسِطِیُّ ،سَکَنَ قُرْطُبهَ ،رَوَی عن أَبِی مُحَمَّدٍ الأَصیلِیِّ ، و تُوُفِّیَ سنه 437 ذَکَرَهُ ابنُ بَشْکُوال.

و وَاسِطُ : ه،بالیَمَامَهِ ،قالَهُ أَبُو النَّدَی،و نَقَلَهُ عنه الأَسْوَدُ.قَالَ :و إِیّاهَا عَنَی الأَعْشَی فی شِعْرِهِ .

و وَاسِطُ : حِصْنٌ لِبَنِی السُّمَیْرِ (8)مِنْ بَنِی حَنِیفَهَ ،یُقَالُ لِهذا الحِصْنِ مَجْدَلٌ .قال أَبو عُبَیْدَهَ :و إِیّاهُ عَنَی الأَعْشَی:

ص:443


1- (1) فی معجم البلدان: [1]قرقیسیا.
2- (2) دیوانه و عجزه فیه: فمجتمع الحرّین،فالصبر أجمل.
3- (3) زید فی معجم البلدان:بین سَرَق و عین الرصد.
4- (4) فی القاموس:«منزل».
5- (5) فی القاموس«منزل»و مثله فی معجم البلدان« [2]واسط ».
6- (6) روایته فی معجم البلدان« [3]واسط ». غربی واسط نها و مجّت فی المثیب الأباطح و بهامشه عقب مصححه:هذا البیت مختل الوزن غامض المعنی.
7- (7) فی معجم البلدان: [4]بلیده من أعمال قبره.
8- (8) فی معجم البلدان«بنی السّمین»بالنون.و هو سُمیر بن عاتک بن قیس بن سعد بن الحارث بن عامر بن حنیفه.انظر مختصر الجمهره لابن الکلبی ص 542. [5]

فِی مَجْدَلٍ شَیَّدَ بُنْیَانَهُ

یَزِلّ عَنْهُ ظُفُرُ الطّائِرِ

و وَاسِط : ه،بنَهْرِ المَلِکِ ،و هی وَاسِطُ العِرَاق،ذَکَرَها أَبُو النَّدَی.

و وَاسِط : جَبَلٌ أَسْفَلَ مِنْ جَمْرَهِ العَقَبَهِ بین المَأْزِمَیْنِ ،إِذا ذَهَبْتَ إِلَی مِنًی (1)، کَانَ یَقْعُدُ عِنْدَهُ المَسَاکِینُ قالَهُ الحُمَیْدیُّ ،و نَقَلَهُ السُّهَیْلِیُّ عَنْهُ فی الرَّوْضِ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الحارِث (2)بنِ مُضَاضٍ الجُرْهُمِیِّ :

و لَمْ یَتَرَبَّعْ وَاسِطاً و جنُوبَهُ

إِلَی السِّرِّ من وَادِی الأَراکَهِ حاضِرُ

أَو وَاسِط : اسمٌ لِلْجَبَلَیْنِ اللَّذِیْنِ دُونَ العَقَبَهِ .قالَهُ مُحَمَّد بنُ إِسْحاقَ الفاکِهِیِّ فی«تَارِیخِ مَکَّه».و قال بَعْضُ المَکِّیّین:بَلْ تِلْکَ الناحِیَهُ مِنْ بِرْکَهِ القَسْرِیّ إِلی العَقَبَهِ تُسَمَّی وَاسِطَ المُقِیمِ .

و الوَاسِطُ :البابُ ،هُذَلِیَّهٌ .

و وَسَطَهُمْ ،کوَعَدَ، وَسْطاً ،بالفتْحِ وسِطَهً ،کعِدَهٍ :

جَلَسَ وَسْطَهُمْ ،أَی بَیْنَهُمْ ، کتَوَسَّطَهُمْ ،و یُقَالُ أَیضاً: وَسَطَ الشَّیْ ءَ و تَوَسَّطَهُ :صارَ فی وَسَطِهِ .

و هو وَسِیطٌ فِیهِمْ ،أَیْ أَوْسَطُهُم نَسَباً و أَرْفَعُهُمْ مَحَلاًّ ، کَذا فی النُّسَخِ .و فی بَعْضِ الأَصُولِ مَجْداً.قال العَرْجِیُّ ،و هُوَ عَبْدُ اللّه بنُ عَمْرِو (3)بنِ عُثْمَانَ :

کَأَنِّی لَمْ أَکُنْ فِیهِمْ وَسِیطاً

و لَمْ تَکُ نِسْبَتِی فِی آل عَمْرِو (4)

و قال اللَّیْثُ :فُلانٌ وَسِیطُ الدّارِ و الحَسَبِ فی قَوْمِهِ ،و قد وَسُطَ وَسَاطَهً وسِطَهً ،و وَسَّطَ تَوْسِیطاً ،و أَنْشَدَ:

وَسَّطْتُ مِنْ حَنْظَلَهَ الأُصْطُمَّا (5)

و الوَسِیطُ : المُتَوَسِّطُ بَیْنَ المُتَخَاصِمَیْنِ .و فی العُبَابِ :

بَیْنَ القَوْمِ .

و الوَسُوطُ ، کصَبُورٍ:بَیْتٌ من بُیُوتِ الشَّعَرِ أَکْبرُ من المَظَلَّهِ و أَصْغَرُ من الخِبَاءِ، أَوْ هُوَ أَصْغَرُها .

و یقال: الوَسُوطُ : النَّاقَهُ تَمْلأُ الإِناءَ ،مِثْلُ الطَّفُوفِ ، جَمْعُه وُسُطٌ ،بضَمَّتَیْن،نَقَلَه الصّاغَانیُّ .

و قِیلَ :هی الَّتِی تَحْمِل (6)علی رُؤُوسَها و ظُهُورِها ، صِعابٌ لا تُعْقَل و لا تُقَیَّد ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ أَیْضاً.و قِیلَ :

هِیَ التی تَجُرُّ أَرْبَعِینَ یَوْماً بَعْدَ السَّنَهِ ،هذِه عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،قال:فَأَمَّا الجَرُورُ فَهِی الَّتِی تَجُرُّ بَعْد السَّنَهِ ثَلاثَهَ أَشْهُرٍ.و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعهِ .

و وَسْطَانُ :د،للأَکْرَادِ ،لَمْ یَذْکُرْهُ یاقُوتٌ فی مُعْجَمِهِ و لا الصّاغَانِیُّ ،و إِنَّمَا ذَکَرَ یاقُوتٌ وَسْطَان :مَوْضِعٌ فی قَوْلِ الهُذَلِیّ یَأْتِی فی المُسْتَدْرَکَات.

و وَسَطٌ ،مُحَرَّکَهً :جَبَلٌ ضَخْمٌ علی أَرْبَعَهِ أَمْیَالٍ وَرَاءَ ضَرِیَّهَ ،و فی التَّکْمِلَهِ :عَلَمٌ لِبَنِی جَعْفَرَ بنِ کِلابٍ .

و دَارَهُ وَاسِطٍ :ع هُوَ جَبَلٌ عَلَی أَرْبَعَهِ أَمْیَالٍ مِنْ ضَرِیَّهَ ، و قد ذُکِرَ فی الدَّاراتِ .

و وَسَطُ الشَّیْ ءِ،مُحَرَّکَهً :ما بَیْنَ طَرَفَیْهِ ،قالَ :

إِذا رَحَلْتُ فاجْعَلُونِی وَسَطَاً

إِنِّی کَبِیرٌ لا أُطِیقُ العُنَّدَا

أَیْ اجْعَلُونِی وَسَطاً لَکُمْ ،تَرْفُقُونَ بِی و تَحْفَظُونَنِی،فإِنّی أَخافُ -إِذا کُنْتُ وَحْدِی مُتَقَدِّماً لَکُمْ ،أَو مُتَأَخِّراً عَنْکُمْ -أَنْ تَفْرُطَ دَابَّتِی أَوْ ناقَتِی فَتَصْرَعَنِی. کأَوْسَطِه ،و هو اسْم کأَفْکَل و أَزْمَل، فإِذا سُکِّنَت السِّینُ مِنْهَا کَانَتْ ظَرْفاً .

و فی الصّحاح،یُقَالُ :جَلَسْتُ وَسْطَ القَوْمِ ،بالتَّسْکِینِ ، لأَنَّهُ ظَرْفٌ ،و جَلَسْتُ وَسَطَ الدّارِ،بالتَّحْرِیک،لأَنَّهُ اسْمٌ .

و للشَّیْخِ أَبِی مُحَمَّدِ بنِ بَرِّیٍّ -رَحِمَهُ اللّه تَعَالَی-هُنَا کَلامٌ

ص:444


1- (1) عن معجم البلدان و [1]بالأصل«من».
2- (2) عن معجم البلدان: [2]عمرو بن الحارث.
3- (3) العرجی هو عبد اللّه بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان،قاله ابن قتیبه فی الشعر و الشعراء ص 365 [3] قال سمی بالعرجی لأنه کان ینزل بموضع قبل الطائف یقال له العَرْج.
4- (4) البیت فی الشعر و الشعراء ص 365 و [4]بعده: أضاعونی و أیّ فتیً أضاعوا لیومِ کریههٍ و سدادِ ثغرِ.
5- (5) الذی فی أراجیز رؤبه ص 183. وصلت من حنظله الأسطما و العدد الغطامط الفطما.
6- (6) علی هامش القاموس [5]عن نسخه أخری:«تُهمَل».

مُفِیدٌ لا یُسْتَغْنَی عَنْ إِیرادِهِ کُلِّه،لحُسْنِهِ ،قال:«اعْلَمْ أَنَّ الوَسَطَ ،بالتَّحْرِیکِ :اسمٌ لِمَا بَیْنَ طَرَفَی الشَّیْ ءِ،و هُوَ مِنْهُ ، کقَوْلِکَ :قَبَضْتُ وَسَطَ الحَبْلِ ،و کَسَرْتُ وَسَطَ الرُّمْحِ ، و جَلَسْتُ وَسَطَ الدّارِ،و مِنْهُ المَثَلُ :«یَرْتَعِی وَسَطاً و یَرْبِضُ حَجْرَهٍ »أَیْ یَرْتَعِی أَوْسَطَ المَرْعَی و خِیَارَهُ ما دامَ القَوْمُ فی خَیْرٍ،فإِذا أَصابَهُمْ شَرُّ اعْتَزَلَهُمْ ،و رَبَضَ حَجْرَهً ،أَیْ ناحِیَهً مُنْعَزِلاً عنهم.و جاءَ الوَسَطُ مُحَرَّکاً أَوْسَطُه علی وِزانٍ یقتضِیه (1)فی المَعْنَی و هو الطَّرَفُ ؛لأَنَّ نَقِیضَ الشَّیْ ءِ یَتَنَزَّلُ مَنْزِلَهَ نَظِیرِه فی کَثِیرٍ من الأَوْزَانِ ،نَحْوُ:جَوْعَان و شَبْعان، و طَوِیلٍ و قَصِیر.قال:و مِمّا جاءَ عَلَی وِزَانِ نَظِیرِهِ قَوْلُهم:

الحَرْدُ،لِأَنّه عَلَی وِزَانِ القَصْدِ،و الحَرَدُ لأَنَّهُ عَلَی وِزَانِ نَظِیرِهِ و هُوَ الغَضَبُ .یُقَالَ :حَرَدَ یَحْرِد حَرْداً،کما یُقَالُ :

قَصَدَ یَقْصِدُ قَصْداً.و یُقَالُ :حَرِدَ یَحْرَدُ حَرَداً کَما یُقَالُ :

غَضِبَ یَغْضَبُ غَضَباً.و قالُوا:العَجْمُ ،لأَنَّهُ علی وِزانِ العَضِّ ،و قالُوا:العَجَمُ لِحَبّ الزَّبِیبِ و غَیْرِه،لأَنّهُ وِزَانُ النَّوَی.و قالُوا:الخِصْبُ و الجَدْب لِأَنَّ وِزَانَهُمَا العِلْمُ و الجَهْلُ ،لِأَنَّ العِلْمَ یُحْیِی الناسَ کما یُحْیِیهِمُ الخِصْبُ .

و الجَهْلَ یُهلِکهم کما یُهْلِکُهم الجَدْبُ .و قالُوا المَنْسِرُ لِأَنَّهُ عَلَی وِزَانِ المَنْکِب.و قالوا:المِنْسَرُ،لِأَنَّهُ [علی] (2)وِزانَ المِخْلَبِ .و قالُوا:أَدْلَیْتُ الدَّلْوَ:إِذا أَرْسَلْتَها فی البِئْرِ، و دَلَوْتُهَا:إِذا جَذَبْتَها،فجاءَ أَدْلَی علی مثال أَرْسَلَ ،و دَلاَ عَلَی مِثَالِ جَذَبَ قال:فبِهذَا تَعْلَمُ صِحّهَ قَوْلِ مَنْ فَرَقَ بَیْنَ الضَّرِّ و الضُّرِّ،و لَمْ یَجْعَلْهُما بمَعْنًی،فقالَ الضَّرُّ:بإِزاءِ النَّفْعِ الَّذِی هُوَ نَقِیضُهُ ،و الضُّرُّ بإِزَاءِ السُّقْمِ الَّذِی هُوَ نَظِیرُهُ فی المَعْنَی،و قالُوا:فَادَ یَفِیدُ،جاءَ عَلَی وزانِ مَاسَ یَمِیسُ ، إِذا تَبَخْتَرَ،و قَالُوا:فادَ یَفُودُ علی وِزَانِ نَظِیرِه،و هو ماتَ یَمُوتُ ،و النَّفَاقُ فی السُّوقِ جاءَ علی وَزْنِ الکَسَادِ..

و النِّفاقُ فی الرَّجُلِ جاءَ علی وِزَانِ الخِدَاعِ .قالَ :و هذا النَّحْوُ فی کَلامِهِم کَثِیرٌ جِدًّا».

قال:«و اعْلَمْ أَنَّ الوَسَطَ قَدْ یَأْتِی صِفَهً و إِنْ کانَ أَصْلُه أَنْ یَکُونَ اسْماً من جِهَهِ أَنَّ أَوْسَطَ الشَّیْ ءِ أَفْضَلُه و خِیَارُه، کوَسَطِ المَرْعَی خَیْرٌ مِنْ طَرَفَیْهِ ،و کوَسَطِ المَرْعَی خَیْرٌ مِنْ طَرَفَیْهِ ،و کوَسَطِ الدَّابَّه للرُّکُوبِ خَیْرٌ من طَرَفَیْهَا لِتَمَکُّنِ الرّاکِبِ .و منه

16- الحَدِیثُ : «خِیَارُ الأَمُورِ أَوْسَاطُها ». و قول الراجز:

إِذا رِکِبْتُ فاجْعَلانِی وَسَطَاً (3)

فَلَمَّا کانَ وَسَطُ الشَّیْ ءِ أَفْضَلَهُ و أَعْدَلَهُ جازَ أَنْ یَقَعَ صفه، و ذلِکَ مِثْلُ قَوْلِه تَعالَی: وَ کَذلِکَ جَعَلْناکُمْ أُمَّهً وَسَطاً (4)أَیْ عَدْلاً،فهذَا تَفْسِیرُ الوَسَطِ و حَقِیقَهُ مَعْنَاهُ ،و أَنَّهُ اسْمٌ لِمَا بَیْنَ طَرَفَیِ الشَّیْ ءِ و هو مِنْهُ ».

أَو هُمَا فِیمَا هُوَ مُصْمَتٌ کالحَلْقَهِ مِنَ النَّاسِ (5)و السُّبْحَهِ و العِقْدِ فإِذا کانَتْ أَجْزَاؤُه مُتَبَایِنَهً فبالإِسْکَانِ فَقَط ،و الَّذِی حُکِیَ عن ثَعْلَبٍ : وَسَطُ الشَّیْ ءِ بالفَتْحِ إِذا کَانَ مُصْمَتاً،فإِذا کانَ أَجْزَاءً مُتَخَلْخِلَهً فهُوَ وَسْطٌ ،بالإِسْکَانِ لا غَیْرُ،فتَأَمَّلْ .

أَو کُلُّ مَوْضِعٍ صَلَحَ فِیهِ بَیْنَ فهُوَ وَسْطٌ ، بالتَّسْکِینِ ،و إِلاَّ فبِالتَّحْرِیکِ ،و هذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .قال:و رُبَّمَا سُکِّنَ و لَیْسَ بالوَجْهِ ،کقوْلِ الشّاعِرِ،و هو أَعْصُرُ بنُ سَعْدِ بنِ قَیْسِ عَیْلانَ :

و قَالُوا یَالَ أَشْجَعَ یَوْم هَیْجٍ

و وَسْطَ الدّارِ ضَرْباً و احْتِمَایَاً

قال ابنُ بَرِّیّ :و أَمّا الوَسْطُ ،بسُکُونِ السِّین،فهُوَ ظَرْفٌ لا اسْمٌ ،جَاءَ علی وِزانِ نَظِیرِهِ فی المَعْنَی و هُوَ بَیْنَ ،تَقُولُ :

جَلَسْتُ وَسْطَ القَوْم،أَی بَیْنَهُمْ .و منه قَوْلُ أَبی الأَخْزَرِ الحِمّانیّ :

سَلّومَ لو أَصبَحْتِ وَسْطَ الأَعْجَمِ

أَی بَیْنَ الأَعْجَمِ .

و قال آخَرُ:

أَکْذَبُ من فاخِتَهٍ

تَقُولُ وَسْط الکَرَبِ

و الطَّلْعُ لَمْ یَبْدُ لَهَا

هَذا أَوانُ الرُّطَبِ

ص:445


1- (1) فی المطبوعه الکویتیه«نقیضه»و المثبت کاللسان. [1]
2- (2) زیاده عن اللسان. [2]
3- (3) تقدم قریباً بروایه: إذا رحلت فاجعلونی وسطا.
4- (4) سوره البقره الآیه 143. [3]
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:کالحلقه من الناس و السبحه و العقد،فیه أن هذا لیس من المصمت بل من بائن الأجزاء،و أما المصمت فکالدار و الراحه و البقعه کما فی اللسان عن أحمد بن یحیی».

و قال سَوَّارُ بنُ المُضرّب:

إِنّی کَأَنِّی أَرَی مَنْ لا حَیاءَ لَهُ

و لا أَمانَهَ وَسْطَ النّاسِ عُرْیَانَا

14- و فی الحَدِیثِ : «أَتَی رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم وسْطَ القَوْمِ ». أَیْ بَیْنَهُمْ .و لَمّا کانَتْ «بَیْنَ »ظَرْفاً،کانت« وَسْطَ »ظَرْفاً و لِهذَا جاءَتْ سَاکِنَهَ الأَوْسَطِ لِتَکُونَ علی وِزَانِهَا،و لَمّا کانَتْ بَیْنَ لا تَکُونُ بَعْضاً لِمَا یُضَافُ إِلَیْهَا بخِلافِ الوَسَطِ الَّذِی هو بَعْضُ ما یُضَافُ إِلَیْه،کَذلِکَ وَسْط لا تَکُونُ بَعْضَ ما تُضَافُ إِلَیْه، أَلا تَرَی أَنَّ وَسَطَ الدّارِ مِنْهَا،و وَسْط القَوْمِ غَیْرُهم ؟و مِنْ ذلِکَ قَوْلُهم: وَسَطُ رَأْسِه صُلْبٌ ،لأَنَّ وَسَطَ الرّأْسِ بَعْضُها، و تَقُولُ : وَسْطَ رَأْسِهِ دُهْنٌ .فتَنْصِبُ وَسْطَ علی الظَّرْفِ .

و لَیْسَ هو بَعْضَ الرَّأْسِ .فقَدْ حَصَلَ لَکَ الفَرْقُ بَیْنَهُما من جِهَهِ المَعْنَی،و مِنْ جِهَهِ اللَّفْظِ .أَمَّا من جِهَهِ المَعْنَی،فإِنَّهَا تَلْزَمُ الظَّرْفِیَّهَ ،و لَیْسَتْ باسْمٍ مُتَمَکِّنٍ یَصِحُّ رَفْعُهُ و نَصْبُه، عَلَی أَنْ یَکُونَ فاعِلاً و مَفْعُولاً،و غَیْرَ ذلِکَ بِخلافِ الوَسَطِ .

و أَمَّا من جِهَهِ اللَّفْظِ فإِنَّهُ لا یَکُونُ مِنَ الشَّیْ ءِ الَّذِی یُضَافُ إِلَیْهِ ،بِخِلافِ الوَسَطِ أَیْضاً.فإِنْ قُلْتَ :قَدْ یَنْتَصِبُ الوَسَطُ عَلَی الظَّرْفِ ،کما یَنْتَصِبُ الوَسْط کقَوْلِهِم:جَلَسْتُ وَسَطَ الدّارِ،و هُوَ یَرْتَعِی وَسَطاً ،و مِنْهُ ما جاءَ

16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّهُ کانَ یَقِفُ فی (1)الجَنَازَهِ عَلَی المَرْأَهِ وَسَطَهَا ». فالجَوَابُ أَنَّ نَصْبَ الوَسَطِ علی الظَّرْفِ إِنَّمَا جاءَ عَلَی جِهَهِ الاتِّساعِ ، و الخُرُوجِ عَنِ الأَصْلِ عَلَی حَدِّ ما جَاءَ«الطَّرِیق»و نَحْوهُ ، و ذلِکَ مِثْلُ قَوْلِهِ :

کَما عَسَلَ الطَّرِیقَ الثَّعْلَبُ

و لَیْسَ نَصْبُهُ عَلَی الظَّرْفِ عَلَی مَعْنَی بَیْنَ کَمَا کانَ ذلِکَ فِی وَسْط ،أَ لا تَرَی أَنَّ وَسْطاً لاَزِمٌ للظَّرْفِیّه،و لَیْسَ کَذلِکَ وَسَطٌ ؟بَلِ الّلازِمُ لَهُ الاسْمِیَّه فی الأَکْثَرِ و الأَعَمِّ ،و لَیْسَ انْتِصَابُه عَلَی الظَّرْفِ -و إِنْ کانَ قَلِیلاً فی الکَلامِ -عَلَی حَدِّ انْتِصَابِ الوَسْطِ فِی کَوْنِهِ بِمَعْنَی بَیْنَ ،فافْهَم ذلِکَ .

قال:و اعْلَمْ -أَنَّهُ مَتَی دَخَلَ عَلَی« وَسْط »حَرْفُ الوِعَاءِ- خَرَجَ عَنِ الظَّرْفِیَّهِ و رَجَعُوا فِیه إِلَی وَسَط ،و یَکُونُ بمَعْنَی وَسْط ،کقَوْلِکَ :جَلَسْتُ فِی وَسَطِ القَوْمِ .و فی وَسَطِ رَأْسِه دُهْنٌ .و المَعْنَی فِیهِ مَعَ تَحَرُّکِهِ ،کمَعْناهُ مَعَ سُکُونِهِ ،إِذا قُلْتَ :جَلَسْتُ وَسْطَ القَوْمِ و وَسْطَ رَأْسِهِ دُهْنٌ ،أَ لاَ تَرَی أَنّ وَسْطاً یَلْزَمُ الظَّرفِیّه،و لا یَکُونُ إِلاَّ اسْماً،فاسْتُعِیرَ لَهُ إِذا خَرَجَ عَنِ الظَّرْفِیّه الوَسَطُ علی جِهَهِ النِّیَابَهِ عَنْه،و هو فی غَیْرِ هذَا مُخَالِفٌ لِمَعْنَاهُ .و قد یُسْتَعْمَلُ الوَسْطُ الَّذِی هو ظَرْفٌ اسْماً و یُبَقَّی عَلَی سُکُونه،کما اسْتَعْمَلْوا بَیْنَ اسْماً عَلَی حکمِهَا ظَرْفاً فی نَحْوِ قَوْلِه تَعالَی: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنَکُمْ (2)قال القَتَّالُ الکِلابِیُّ :

مِنْ وَسْطِ جَمْعِ بَنِی قُرَیْظٍ بَعْدَما

هَتَفَتْ رَبِیعَهُ یا بَنِی خَوَّارِ (3)

و قال عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ:

وَسْطُهُ کالیَراعِ أَوْ سُرُجِ المَجْ

دَلِ ،حِیناً یَخْبُو،و حِیناً یُنِیرُ

انتهی کَلامُ ابن بَرِّیّ .

و قال ابنُ الأَثِیرِ-فی تَفْسِیرِ

16- حَدِیثِ : «الجالِسُ وَسْطَ الحَلْقَهِ مَلْعُونٌ ». -ما نَصُّهُ : الوَسْط «بالتَّسْکِینِ »یُقالُ فِیما کانَ مُتَفَرِّقَ الأَجْزَاءِ غَیْرَ مُتَّصِلٍ ،کالنّاسِ و الدَّوَابِّ و غَیْرِ ذلِکَ ، فإِذا کانَ مُتِّصِلَ الأَجْزَاءِ کالدّارِ و الرَّأْسِ فهو بالفَتْحِ .و کُلُّ ما یَصْلُحُ فِیهِ «بَیْن»فَهُوَ بالسُّکُونِ ،و ما لا یَصْلُحُ فِیهِ «بَیْنَ » فَهُوَ بالفَتْحِ .و قِیلَ :کُلُّ مِنْهُما یَقَعُ مَوْقِعَ الآخَرِ،قالَ :و کَأَنَّه الأَشْبَهُ .قالَ :و إِنَّمَا لُعِنَ الجَالِسُ (4)وَسْطَ الحَلْقَهِ لأَنَّهُ لا بُدَّ و أَنْ یَسْتَدْبِرَ بَعْضَ المُحِیطِین بِهِ ،فَیُؤْذَیهِمْ ،فیَلْعَنُونَهُ و یَذُمُّونَهُ .

قُلْتُ :هذا خُلاصَهُ ما ذَکَرَهُ الأَئِمَّهُ فی الفَرْقِ بَیْنَ وَسْط و وَسَطَ .و کلامُ اللَّیْثِ یَقْرُبُ مِنْ کَلامِ الجَوْهَرِیِّ .و کَلامُ المُبَرِّد (5)یَقْرُبُ مِنْ کَلامِ ابنِ بَرّیّ ،أَعْرَضْنا عَنْ إِیرادِ نُصُوصِهِم کُلِّهَا مَخافَهَ التَّطْوِیلِ ،و فِیما ذَکَرْناهُ کِفَایَهٌ ،و إِلَی تَحْقِیق ما سَطَّرْنَاه النِّهَایَه.و قَدِیماً کُنْتُ أَسْمَعُ شُیُوخَنَا یَقُولُون

ص:446


1- (1) فی اللسان: [1]فی صلاه الجنازه.
2- (2) سوره الأنعام الآیه 94. [2]
3- (3) اللسان و [3]فیه:یا بنی جوّاب.
4- (4) ضبطت بالبناء للمجهول عن اللسان،و [4]ضبطت فی النهایه [5]بالبناء للمعلوم:«لَعَن الجالسَ ».
5- (5) نقل الأزهری فی التهذیب قول المبرد،قال:و قال المبّرد:تقول وَسَط رأسک وهنٌ یا فتی لأنک أخبرت أنه استقر فی ذلک الموضع فأسکنت السین و نصبت لأنه ظرف.و تقول:وَسَطْ رأسک صلب لأنه اسم غیر ظرف.

فی الفَرْقِ بَیْنَهُمَا کَلاماً شَامِلاً لِما ذَکَرُوهُ و هو:السَّاکِنُ مُتَحَرِّکٌ ،و المُتَحَرِّکُ ساکِنٌ ،و ما فَصَّلْناه مُدْرَجٌ تَحْتَ هذا الکامِنِ .و قال الصَّفَدِیُّ فی تارِیخه:أَنْشَدَنِی الشَّیْخُ جَمَالُ الدّین یوسُفُ ابنُ محمد العُقَیْلِیِّ السُّرَّمَرِّیُّ لِنَفْسِهِ :

فَرْقُ مَا بَیْنَهُمْ وَسَطَ الشّیْ ءِ (1)

وَ وَسْطَ تَحْرِیکاً أَوْ تَسْکِیناً

مَوْضِعٌ صَالِحٌ لِبَیْنَ فَسَکِّنْ

و لِفِی حَرِّکَنْ تَرَاهُ مُبِیناً

کجَلَسْتُ وَسْطَ الجَمَاعَهِ إِذْ هُمْ

وَسَطَ الدّارَ کُلُّهُم جالِسینَا

و اللّه أَعْلَم و بِهِ نَسْتَعِینُ .

و یُقَالُ : صارَ الماءُ وَسِیطَهً :إِذَا غَلَبَ عَلَی الطِّینِ ،کَذَا فی الأُصُولِ ،و الَّذِی حَکَاهُ اللِّحْیَانِیُّ عَنْ أَبِی ظَبْیَهَ ،أَی غَلَبَ الطِّینُ علی الماءِ.

و الوُسْطَی من الأَصَابعِ :م ،أَیْ مَعْرُوفَهٌ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الصَّلاهُ الوُسْطَی المَذْکُورَه فی التَّنْزِیل العَزِیز و هو قَولُه تَعالَی: حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاهِ اَلْوُسْطی (2)لأَنَّها وَسَطٌ بَیْنَ صَلاَتیِ اللَّیْلِ و النَّهَارِ.و لِهذَا المَعْنَی وَقَعَ الاخْتِلافُ فی تَعْیِینِهَا،

1- فَقِیلَ : إِنّهَا الصُّبْحُ ، و هُوَ قَوْلُ علِیِّ بنِ أَبِی طالِبٍ ،فی رِوَایَهٍ عنه،و ابْنِ عَبْاسٍ «أَخْرَجَهُ فی المُوَطَّإِ بَلاغاً»: (3). و أَخْرَجَهُ التِّرْمِذیُّ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ و ابْنِ عُمَرَ تَعْلِیقاً (4).و رُوِیَ عن جابِرٍ و ابن مُوسَی و جَمَاعَهٍ من التَّابِعِینَ .و إِلَیْه مَیْلُ الإِمامُ مالِک،و صَحَّحَه جَماعهٌ من أَصْحابِهِ ،و إِلَیْه مَیْلُ الشافِعیِّ فِیما ذَکَرَ عنه القُشَیْرِیُّ ، أَو الظُّهْرُ ،و هوَ قَوْلُ زَیْدِ بنِ ثابِتٍ ،و أَبِی سَعِیدٍ الخُدْرِیِّ ،و عَبْدِ اللَّه بنِ عُمَرَ،و عائِشَهَ ،رَضِیَ اللَّه عَنْهُمْ ،

1- أَو العَصْرُ ،و هُوَ قَوْلُ علیِّ بن أَبِی طالِبٍ فی رِوَایَهٍ . و ابْنِ عَبّاسٍ ،و ابنِ عُمَرَ،فی رِوَایَهٍ عَنْهُمَا و أَبِی هُرَیْرَهَ ،و أَبی سَعِیدٍ الخُدْرِیِّ ، و أَبِی أَیُّوبَ الأَنْصَارِیِّ و عائِشَهَ ،و حَفْصَهَ ،و أُمِّ سَلَمَهَ رَضِیَ اللَّه عَنْهُم،و جَمَاعَهٍ من التّابِعِینَ مِنْهُم الحَسَنُ البَصْرِیُّ ، و هو اخْتِیَارُ أَبِی حَنِیفَهَ و أَصْحَابِهِ ،و قَالَهُ الشافِعِیُّ و أَکْثَرُ أَهْلِ الأَثَرِ،و هُوَ رِوایَهٌ عَنْ مالِکٍ و صَحَّحَه عَبْدُ المَلِکِ بنُ حَبِیبٍ ، و اخْتَارَهُ ابنُ العَرَبِیِّ فی قَبَسِهِ ،و ابنُ عَطِیَّهَ فی تَفْسِیرِهِ ، و صَحَّحَهُ الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ، أَو المَغْرِبُ ،قالَه قَبِیصَهُ بنُ ذُؤَیْب و مَکْحُولٌ ، أَو العِشَاءُ حَکاهُ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبدِ البَرِّ عن جَماعَهٍ ، أَو الوِتْر ،نَقَلَه الحافِظُ الدِّمْیَاطِیُّ ،و اختاره السَّخاوِیُّ المقریءُ، أَو الفِطْرُ ،نَقَلَهُ الحافِظُ الدِّمْیاطِیُّ ، أَو الأضْحی ،نقله الحافظ الدمیاطی، أَو الضُّحَی حَکاه بَعْضُهُم و تَرَدَّد فِیهِ ، أَو الجَمَاعَهَ نَقَلَهُ الحافِظُ الدّمْیَاطِیُّ ، أَو جَمِیعُ الصَّلَواتِ المَفْرُوضاتِ و هُوَ قَولُ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ ،نَقَلَهُ القُرْطُبِیُّ ، أَو الصُّبْحُ و العَصْرُ مَعاً ،قَالَهُ أَبو بَکْرٍ الأَبْهَرِیُّ (5).

أَوْ صَلاهٌ غَیْرُ مُعَیَّنَه ،و هُوَ قَوْلُ نافِعٍ و الرَّبِیعِ بن خُثَیْمٍ (6)، أَو العِشَاءُ و الصُّبْحُ مَعاً ،رُوِیَ ذلِکَ عَنْ عُمَرَ،و عُثْمانَ ، أَو صَلاَهُ الخَوْفِ ،نَقَلَهُ الحَافِظُ الدّمْیَاطِیُّ ،

1- أَو الجُمْعَهُ فی یَوْمِها،و فی سائِرِ الأَیّامِ الظُّهْرُ ، رُوِیَ ذلِکَ عَنْ عَلِیٍّ ،نَقَلَهُ ابنُ حَبِیب . أَو المُتَوَسِّطَهُ بَیْنَ الطُّولِ و القِصَرِ ،و هذا القَوْلُ قَدْ رَدَّهُ أَبُو حَیَّانَ فی البَحْرِ، أَوْ کُلُّ مِنَ الخَمْسِ لِأَنَّ قَبْلَهَا صَلاتَیْنِ و بَعْدَهَا صَلاتَیْن .

قال شَیْخُنا:و حَاصِلُ ما عُدَّ مِنَ الأَقْوَال تِسْعَهَ عَشَر قَوْلاً، و المَسْأَلَهُ خَصَّها أَقْوَامٌ من المُحَدِّثِینَ و الفُقَهاءِ و غَیْرِهِمْ بالتَّصْنِیفِ ،و اتَّسَعَتْ فیها الأَقْوَالُ و زادَتْ علی أَرْبَعِینَ قَوْلاً، فما هذَا الَّذِی ذَکَرَهُ وَافِیاً و لا بالنِّصْفِ مِنْهَا،مع أَنَّهُمْ عَزَوا الأَقْوَال لِأَرْبابِهَا،و اعْتَنَوْا بِفَتْحِ بابِها.و صَحَّحَ أَرْبَابُ التَّحْقِیقِ أَنَّهَا غَیْرُ مَعْرُوفَهٍ ،کلَیْلَهِ القَدْرِ،و الاسْمِ الأَعْظَم، و ساعَهِ الجُمُعَهِ و نَحْوِها،مِمّا قُصِدَ بإِبهامِها الحَثُّ و الحَضُّ و الاعْتِنَاءُ بِتَحْصِیلها،لِئَلاّ یُتْرَکَ شَیْ ءٌ مِنْ أَنْظَارِهَا.و أَنْشَدَ شَیْخُنَا الإِمامُ أَبو عَبْدِ اللّه مُحمَّدُ بنُ المسناویِّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ غَیْرَ مَرَّهٍ :

و أُخْفِیَتِ الوُسْطَی کساعَهِ جُمْعَهٍ

کَذَا أَعْظَمُ الأَسْمَاءِ مَعْ لَیْلَهِ القَدْرِ

و لَمْ یَلْتَفِتِ العارفُونَ المُتَوَجِّهُونَ إِلَی اللّه تَعَالَی إِلَی شَیْ ءٍ مِنْ ذلِکَ ،و أَخَذُوا فی الجِدِّ و الاجْتِهادِ،نَفَعَنا اللّه بِهِمْ .

ص:447


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله: فرق ما بینهم وسط الشیء هکذا فی النسخ،و هذا الشطر غیر موزون».
2- (2) سوره البقره الآیه 238. [1]
3- (3) أی قال مالک فی الموطأ أنه بلغه عنهما.
4- (4) التعلیق یعنی روایه الحدیث من غیر سند.
5- (5) احتج بقوله صلّی اللّه علیه و آله:«یتعاقبون فیکم ملائکه باللیل و ملائکه بالنهار» الحدیث،رواه أبو هریره.نقله القرطبی.
6- (6) فی تفسیر القرطبی:خیثم.

قُلْتُ :و لِکُلِّ قَوْلٍ مِنْ هذِهِ الأَقْوَالِ المَذْکُورَهِ دَلِیلٌ و تَوْجِیهٌ مَذْکُورٌ فِی مَحَلِّه،و أَقْوَی الأَقْوَال ثَلاثهٌ :العَصْرُ، و الصُّبْحُ ،و الجُمُعَهُ ،کما فی البصائِر.

قال ابنُ سِیدَه فی المُحْکَم: مَنْ قَالَ هِیَ غَیْرُ صَلاهِ الجُمُعَهِ فقَدْ أَخْطَأَ،إِلاَّ أَنْ یَقُولَهُ بِرِوَایَهٍ مُسْنَدَهٍ إِلَی النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم ،انْتَهَی.و عَلَّلها بکَوْنِها أَفْضَلَ الصَّلَوَاتِ ، قِیلَ لا یَرِدُ عَلَیْهِ

14- قَوْلُه صلی اللّه علیه و سلّم فی یَوْمِ الأَحْزَابِ : «شَغَلُونا عَن الصَّلاهِ الوُسْطَی صَلاهِ العَصْرِ مَلَأ اللّه بُیُوتَهُمْ و قُبُورهُمْ نَاراً». لِأَنَّه لَیْسَ المُرادُ بِهَا فی الحَدِیثِ المَذْکُورَهَ فی التَّنْزِیلِ أَی أَنّ المَذْکُورَهَ فی الحَدِیثِ لَیْس المُرَادُ بِهَا المَذْکُورهَ فی التَّنْزِیل،أَیْ لاِحْتِمَالِ أَنَّهَا غَیْرُهَا،و هُوَ کَلامٌ غَیْرُ ظاهِرٍ،و لا مُعَوَّلَ عَلَیْه،فإِنّ الآیَاتِ تُفسِّرُها الأَحَادِیثُ ما أَمْکَن، کالعَکْس،و لا یَجُوز لأَحَدٍ أَنْ یَتَصَرَّفَ فی آیَهٍ وَقَعَ فِیهَا نَصُّ من السَّلَفِ ،و لا فی حَدِیثٍ وَافَقَ آیَهً ،و صَرَّح السَّلَفُ بِأَنَّهَا تُوافِقُه أَو وَرَدَتْ فِیهِ ،أَو نَحْو ذلِکَ ،کَمَا حَقَّقَهُ شَیْخُنَا.ثُمَّ إِنَّ الحَدِیثَ المَذْکُورَ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فی صَحِیحِهِ بِطُرُقٍ مُتَعَدِّدَهٍ ،و یعضدُه

16- حَدِیثٌ آخَرُ: أَنَّهَا الصّلاهُ الَّتِی شُغِلَ عَنْهَا سُلَیْمَانُ عَلَیْهِ السّلامُ حَتّی تَوارَتْ بِالْحِجابِ . و أَوْرَدَ مُلاّ عَلِیٍّ فی نَامُوسِه کَلاماً قد ذَکَرَ حاصِلَهُ ،و اسْتَدَلَّ بِهذَا الحَدِیثِ ، و بِمَا فی مُصْحَفِ حَفْصَهَ (1)،و ذَکَرَ شَیْخُنَا الإِجْمَاعَ مِنْ أَهْلِ الحَدِیهث علی أَنَّهَا صَلاهُ العَصْرِ،کما أَشَرْنَا إِلَیْه.فَتَأَمَّلْ ، و اللّه أَعْلَمُ .

قُلْتُ :و قد أَفْرَدْتُ فی هذِهِ المَسْأَلَهِ رِسَالَهً مُسْتَقِلَّهً ، جَلَبْتُ فِیهَا نُصُوصَ العُلَمَاءِ و الأَئمّهِ کالقُرْطُبِیِّ ،و ابْنِ عَطِیّهَ ، و السُّلَمِیِّ ،و أَبِی حَیّانَ ،و النَّسَفِیِّ ،و الحَافِظِ الدّمْیَاطِیِّ ، و البِقَاعِیِّ ،و غَیْرِهم،فراجِعْها.

و وَسَّطَهُ تَوْسِیطاً :قَطَعَهُ نِصْفَیْن ،یُقَالُ :قُتِلَ فُلانٌ مُوَسَّطاً . أَو وَسَّطَهُ : جَعَلَه فِی الوَسَطِ ،و مِنْهُ قِرَاءَهُ بَعْضِهِم:

فَوَسَّطْنَ به جَمْعاً (2)قال ابنُ بَرِّیّ :هذِه القِرَاءَه تُنْسَب إِلَی عَلِیٍّ ،کَرَّمَ اللّه وجهَه،و إِلی ابنِ أَبِی لَیْلَی، و إِبْرَاهِیمَ بنِ أَبِی عَبْلَهَ .قُلْتُ :و عَمْرِو بنِ مَیْمُونَ ،و زَیْدِ بنِ عَلِیٍّ .و أَبی حَیْوَهَ ،و أَبی البَرَهْسَمِ ،و الباقُونَ بالتَّخْفِیفِ .

و تَوَسَّطَ بَیْنَهُمْ :عَمِلَ الوَساطَهَ .

و تَوَسَّطَ أَخَذَ الوَسَطَ ،و هو بَیْنَ الجَیِّدِ و الرَّدِیءِ .قال ابْنُ هَرْمَهَ یَصِف سَخاءَهُ :

و اقْذِفْ بِحَبْلِکَ حَیْثُ نالَ بِأَخْذِهِ

مِنْ عُودِهَا و اعْثَمْ و لا تَتَوَسَّطِ

و مُوسَطُ البَیْتِ ،کمُکْرَمٍ :ما کانَ فِی وَسَطِهِ خَاصَّهً نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأَواسِطُ :جَمْع أَوْسَط ،و مِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

شَهْمٌ إِذا اجْتَمَعَ الکُماهُ و أُلْهِمَتْ

أَفْوَاهُها بأَواسِطِ الأَوْتَارِ

و قد یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ جَمَعَ وَاسِطاً علی وَوَاسِطَ ، فاجْتَمَعَتْ وَاوانِ ،فَهَمَزَ الأُولَی.

و وَسَطَ الشَّیْ ءَ:صَارَ بأَوْسَطِهِ .قال غَیْلانُ بنُ حُرَیْثٍ :

و قد وَسَطْتُ مَالِکاً و حَنْظَلا

صُیَّابَها و العَدَدَ المُجَلْجِلا

و وُسُوطُ الشَّمْس: تَوَسُّطُهَا السَّمَاءَ.

و وَاسِطَهُ القِلاَدَهِ :الدُّرَّهُ الَّتِی فی وَسَطِها ،و هی أَنْفَسُ خَرَزِهَا.

و دِینٌ وَسُوطٌ ،کصَبُورٍ: مُتَوَسِّطٌ بَیْنَ الغالِی و التّالِی.

و رَجُلٌ وَسِیطٌ ،أَی حَسِیبٌ فی قَوْمِهِ ،و وَسُطَ فی حَسَبِهِ وَسَاطَهً وسِطَهً ،و وَسَّطَ تَوْسِیطاً .

و وَسَطَهُ :حَلَّ وَسَطَهُ ،أَیْ أَکْرَمَهُ .قال:

یَسِطُ البُیُوتَ لِکَیْ تَکُونَ رَدِیَّهً

مِنْ حَیْثُ تُوضَعُ جَفْنَهُ المُسْتَرْفِدِ

و وَسَاطَهُ الدَّنانِیرِ:خِیَارُهَا.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: وَاسِطُ :مَوْضِعٌ بنَجْدٍ.

و وَاسِطَهُ ،«بالهَاءِ»:قَرْیَهٌ تَحْتَ المَوْصِلِ ،و أُخْرَی فی حَضْرَمَوْت،و أُخْرَی من قُرَی قَزْوِینَ .و منها مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِیلَ بنِ أَبِی الرَّبِیعِ الوَاسِطِیُّ ،ذَکَرَهُ الرَّافِعِیُّ فی تارِیخِ قَزْوِینَ .

ص:448


1- (1) الذی فی مصحف حفصه،کما نقله القرطبی: حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاهِ الْوُسْطی - و هی العصر - وَ قُومُوا لِلّهِ قانِتِینَ .
2- (2) سوره العادیات الآیه 5. [1]

و وَاسِطُ :جَبَلٌ لِبَنِی عامِرٍ مِمّا یَلِی ضَرِیَّهَ ،قِیلَ :هُوَ الَّذِی نُسِبَتْ إِلَیْهِ الدّارَهُ ،و قِیلَ :غَیْرُهُ .

و وَاسِطُ :قَرْیَهٌ قُرْبَ مُطَیْرَ باذَ،و هِیَ الَّتِی ذَکَرَهَا المُصَنِّفُ بالقُرْبِ مِنَ الحِلَّهِ المَزْیَدِیَّه،و أُخْرَی بالقُرْبِ مِنَ الرَّقَّهِ ،أَوَّلُ مَنِ اسْتَحْدَثَها هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِکِ ،و مِنْها أَبُو سَعِیدٍ مَسْلَمَهُ ابنُ ثابِتٍ الخُرَاسانِیُّ ،نَزِیلُ وَاسِطِ الرَّقَّهِ ،حَدَّث عَنْ شریکٍ و غَیْرِهِ ،وَ وَلَدُه أَبُو عَلِیٍّ سَعِیدُ بنُ مَسْلَمَه،صاحِبُ تاریخِ الرَّقَّه،قال فیه:و هی قَرْیَهٌ غَرْبِیَّ الفُراتِ مُقَابِلَ الرَّقَّه؛و قالَ أَبو حَاتِمٍ : وَاسِطُ بالجَزِیرَهِ ،فاللّه أَعْلَم هِیَ هذِهِ أَو الَّتِی بقَرْقِیسَاء،أَوْ غَیْرهما.

و قال مُحَمَّدُ بنُ حَبِیبٍ -فی شَرْحِ دِیوانِ کُثَیِّر عَزَّهَ فی تَفْسِیرِ قَوْله:

فَوَاحَزَنِی لَمَّا تَفَرَّقَ وَاسِطٌ

و أَهْلُ الَّتِی أَهْذِی بِهَا و أَحُومُ

إِنَّهَا قَرْیَهٌ بِنَاحِیَهِ الرَّقَّهِ .

قال یاقُوتٌ :هکَذَا قالَهُ ،و الظَّاهِرُ (1)أَنَّهَا وَاسِطُ نَجْدٍ أَو الحِجَازِ،و اللّه أَعْلَم.

و وَسْطَانُ ،بالفَتْحِ :مَوْضِعٌ فی قَوْلِ الأَعْلَمِ الهُذَلِیِّ :

بذَلْتُ لهم بذِی وَسْطانَ جَهْدِی

و یُرْوَی شَوْطَان،کَذا نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ قُلت:و هکَذا هو فی دِیوَانِ شِعْره و نَصُّه:

بَذَلْتُ لَهُمْ بِذِی شَوْطَانَ شَدِّی

غَدَاتَئذٍ و لَمْ أَبْذُلْ قِتَالِی (2)

وطط

الوَطْوَاطُ :الضَّعِیفُ الجَبَانُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدَهَ .قالَ :و لا أُرَاهُ سُمِّیَ بِذلِکَ إِلاَّ تَشْبِیهاً بالطّائِرِ،و أَنْشَدَ للرّاجزِ،و هو العَجّاجُ :

وَ بَلْدَهٍ بَعِیدَهِ النِّیَاطِ (3)

قَطَعْتُ حِینَ هَیْبَهِ الوَطْواطِ

قال الصّاغَانِیُّ :و بَیْنَ المَشْطُورَیْنِ سِتَّهُ مَشَاطِیرَ، (4)و الرِّوَایَهُ :«عَلَوْتُ حِینَ ...»و أَنْشَدَ ابنُ بَرّیّ لذِی الرُّمَّه یَهْجُو امْرَأَ القَیْس:

إِنِّی إِذا ما عَجَزَ (5)الوَطْواطُ

و کَثُرَ الهِیَاطُ و المِیَاطُ

و الْتَفَّ عِنْدَ العَرَکِ الخِلاطُ

لا یُتَشَکِّی مِنِّیَ السِّقَاطُ

إِنَّ امْرَأَ القَیْسِ هُمُ الأَنْبَاطُ

و أَنْشَدَ لِآخَرَ:

فَداکَهَا دَوْکاً علی الصِّراطِ

لَیْس کَدوْکِ بَعْلِهَا الوَطْوَاطِ

و قال ابنُ شُمَیْل: الوَطْواطُ :الرَّجلُ الضَّعِیفُ العَقْلِ و الرَّأْی، کالوَطْواطِیِّ .

و فی حَدِیث عَطَاءِ بن أَبی رَباح فی الوَطْواطِ یُصِیبُه المُحْرمُ قال:ثُلُثَا دِرْهَم.قال الأَصْمَعِیُّ : الوَطْواطُ هاهُنا:

الخُفَّاشُ ،و أَهْلُ الشامِ یُسَمُّونَهُ السَّرْوَعَ ،و هی البَحْرِیَّهُ ، و یُقَالُ لَهَا:الخُشَّاف.

و قِیلَ : ضَرْبٌ من الخَطَاطِیفِ ،یَکُونُ فی الجِبَالِ (6)، أَسْوَدُ،شُبِّهَ بِضَرْبٍ من الخَشَاشِیفِ ،لنُکُوصِهِ وحَیْدِه.و قال أَبُو عُبَیْدٍ فی قَوْلِ عَطَاءٍ:إِنَّهُ الخُطَّافُ ،قالَ :و هُو أَشْبَهُ القَوْلِیْنِ عِنْدِی بالصَّوابِ ،

17- لِحَدِیثِ عائِشَهَ رَضِیَ اللّه تَعالَی عَنْهَا قالَتْ : «لَمَّا أُحْرِقَ بَیْتُ المَقْدِسِ کانَتِ الأَوْزَاغُ تَنْفُخُه بِأَفْواهِها،و کانَتِ الوَطَاوِطُ تُطْفِئُه بأَجْنِحَتِهَا». کما فی الصّحاحِ .

قال ابنُ بَرِّیّ :الخُطَّافُ :العُصْفُور الَّذِی یُسَمَّی عُصْفُورَ الجَنَّهِ ،و الخُفَّاشُ :هُوَ الَّذِی یَطِیرُ باللَّیْلِ .و الوَطْوَاطُ

ص:449


1- (1) فی معجم البلدان:و [1]أنا أری أنه أراد واسط التی بالحجاز أو بنجد بلا شک.
2- (2) دیوان الهذلیین 84/2 و عجزه فیه. و لم أَبذل غداتئذٍ قتالی.
3- (3) بعده فی اللسان: [2] یرملها من خاطفٍ وعاط .
4- (4) روایتها کما فی التکمله: مجهوله تغتال خطو الخاطی و بسطه بسعه البساط تیه أتاویه علی السقاط کأن صیران المها الأخلاط یرملها من عاطفٍ وعاط أخلاط أحبوش من الأنباط علوت حین هیبه الوطواط .
5- (5) فی اللسان:« [3]عجر»بالراء.
6- (6) فی القاموس:و ضرب من خطاطیف الجبال.

المَشْهُورُ فِیهِ الخُفَّاشُ ،و قَدْ أَجازُوا أَنْ یَکُونَ هُوَ الخُطَّاف، و الدَّلِیلُ عَلَی أَنّ الوَطْوَاطَ الخُفاشُ قَوْلُهُمْ :«هُوَ أَبْصَرُ لَیْلاً مِنَ الوَطْواطِ ».

و قال اللِّحْیَانِیُّ :یُقَالُ للرَّجُلِ الصَّیَّاح : وَطْوَاطٌ .قال:

و زَعَمُوا أَنَّهُ الَّذِی یُقَارِبُ کَلاَمَهُ ،کَأَنَّ صَوْتَهُ صَوْتُ الخَطاطِیفِ ، و هِیَ بِهَاء .

قالَ کُرَاع: ج الوَطْواطِ وَطَاوِیطُ ،عَلَی القِیَاسِ . و أَمّا وَطَاوِطُ فهو جَمْع مُوَطْوَطٍ (1)و لا یَکُون جَمْعَ وَطْواطٍ ،لأَنَّ الأَلِفَ إِذا کانَتْ رَابِعَهً فی الوَاحِدِ تَثْبُتُ الیاءُ فی الجَمْعِ ، إِلاّ أَنْ یُضْطَرَّ شاعِرٌ کَقَوْلهِ :

کَأَنَّ برُفْغَیْهَا سُلُوخَ الوَطاوِطِ

أَراد الوَطاوِیطِ فحَذَفَ الیَاءَ لِلضَّرُورَهِ .

و الوَطْوَطَهُ :الضَّعْفُ .و مُقَارَبَهُ الکَلامِ :یُقَالُ مِنْ ذلِکَ :

رَجُلٌ وَطْوَاطٌ فی المَعْنَیَیْنِ .

و الوَطُّ :صَرِیرُ المَحْمِلِ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ، و کَذلِکَ صَوْتُ الوَطْواطِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ أَیْضاً.

و الوَطْوَاطِیُّ :المِهْذارُ الکَثِیرُ الکلامِ و هو الضَّعِیفُ أَیْضاً، کما تَقَدَّم.

و الْوُطُطُ ،بضمَّتَیْن:الضَّعْفَی العُقُولِ و الأَبْدَانِ من الرِّجَالِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و الوَاحِدُ وَطْوَاطٌ .

و تَوَطْوُطُ الصَّبِیِّ :ضُغاؤُهُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أَوْطَاط :مَوْضِعٌ بالمَغْرِبِ .

و الرَّشِیدُ الوَطْواطُ :شاعِرٌ.

وعط

الوِعَاطُ ،بالکَسْرِ،و العَیْنُ مُهْمَلَهٌ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قال الخارْزَنْجِیُّ :هو الوَرْدُ الأَحْمَرُ،أَو الأَصْفَرُ ،و الأَخِیرُ أَصَحُّ ،و أَنْشَدَ:

فِی مَجْلِسٍ زُیِّنَ بالوِعَاطِ

وفط

لَقِیتُه علی أَوْفاطٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ .و فِی اللِّسَانِ :أَیْ عَلَی عَجَلَهٍ ،قالَ :

و بالظّاءِ المُعْجَمَهِ أَعرَفُ ،و قَدْ أَهْمَلاهُ فی الظّاءِ أَیْضاً،کما سَیَأْتِی،حَتَّی صاحِبُ اللِّسان لَمْ یَذْکُرْهُ هُناکَ ،و قد مَرَّ لَهُ فی «و ف ز»لَقِیتُهُ علی أَوْفازٍ،أَی عَجَلَهٍ ،فالَّذِی یَظْهَرُ أَنَّ الزّایَ أَعْرَفُ ،فَتَأَمَّلْ .

وقط

وَقَطَهُ ،کوَعَدَهُ :ضَرَبَهُ حَتَّی أَثْقَلَهُ .و فی الصّحاح: وَقَطَ بِهِ الأَرْضَ ،أَیْ صَرَعَهُ .و فی کِتَابِ ابنِ القَطّاعِ : وَقَطَهُ وَقْطاً :صَرَعَهُ ، فهو وَقِیطٌ و مَوْقُوطٌ .و قالَ الأَحْمَرُ:ضَرَبَهُ فَوَقَطَهُ ،إِذا صَرَعَهُ صَرْعَهً لا یَقُومُ مِنْهَا.

و یُقَالُ أَیْضاً: وَقَطَهُ بَعِیرُهُ :صَرعَهُ فغُشِیَ عَلَیْه.و أَنْشَدَ یَعْقُوبُ :

أَوْ جَرْتَ حار لَهْذَماً سَلِیطاً

تَرَکْتَهُ مُنْعَقِراً وَقِیطاً

و وَقَطَ الدِّیکُ :سَفَدَ أُنْثَاهُ .

و وَقَطَ اللَّبَنُ فُلاناً:أَثْقَلَهُ .

و أَکَلْتُ طَعَاماً وَقَطَنِی ،أَی أَنامَنِی.

و الوَقِیطُ :مَنْ طَارَ نَوْمُه فأَمْسَی مُتَکَسِّراً ثَقِیلاً ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ . و کُلُّ مُثْقَلٍ مُثْخَن ضَرْباً،أَو مَرَضاً،أَوْ حُزْناً ، أَوْ شِبَعاً: وَقِیطٌ .

و الوَقِیطُ : حُفْرَهٌ فی غِلَظٍ أَوْ جَبَلٍ تَجْمَعُ ماءَ المَطَرِ ، و فی الصّحاح:یَجْتَمِعُ فیه ماءُ السَّمَاءِ، کالوَقْطِ ،بالفَتْحِ .

و فی المُحْکَمِ : الوَقْطُ و الوَقِیطُ :کالرَّدْهَهِ فی الجَبَلِ یَسْتَنْقِعُ فیه الماءُ،یُتَّخَذُ فِیها حِیاضٌ تَحْبِسُ الماءَ لِلْمَارَّهِ ، و اسْمُ ذلِکَ المَوْضِعِ أَجْمَعَ وَقْطٌ ،و هو مِثْلُ الوَجْذِ،إِلاّ أَنّ الوَقْطَ أَوْسَعُ (2).

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الوَقِیطُ و الوَقِیعُ :المَکَانُ الصُّلْبُ الَّذِی یَسْتَنْقِعُ فیه الماءُ فَلا یَرْزَأُ الماءُ شَیْئاً.

ج: وِقْطَانٌ و وِقَاطٌ و إِقَاطٌ ،بِکَسْرِهِنَّ ،اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ مِنْهُنَّ علی الثانِیَهِ .و الأَخِیرَهُ لُغَهُ تَمِیمٍ ،و الهَمْزَهُ بَدَلٌ مِنَ الواوِ،مثلُ إِشَاحٍ ،یُصَیِّرُونَ کُلَّ وَاوٍ تَجِیءُ عَلَی هذا المِثَالِ أَلِفاً.

ص:450


1- (1) کذا بالأصل و اللسان و [1]بهامشه:«لعله جمع وطوط »و یؤیده سیاق العباره فیما سیأتی.
2- (2) نقله الأزهری فی التهذیب عن اللیث.

و قَد اسْتَوْقَطَ المَکَانُ ،إِذا صارَ وَقْطاً مِمَّا دَعَسَهُ النّاسُ و الدَّوَابُّ ،قالَهُ أَبُو عَمْرٍو.

و یَوْمُ الوَقِیطِ ،کأَمِیرٍ،عن أَبِی أَحْمَدَ العَسْکَرِیّ م مَعْرُوفٌ ،کانَ فی الإِسْلامِ بَیْنَ بَنِی تَمِیمٍ و بَکْرِ ابن وَائلٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، قُتِلَ فیه الحَکَمُ (1)بنُ خَیْثَمَهَ بنِ الحارِث بنِ نَهِیکٍ النَّهْشَلِیُّ ، و أُسِرَ عَثْجَلُ بنُ المَأْمُومِ ، و المَأْمُومُ بنُ شَیْبَانَ ،کِلاهُمَا مِنْ فُرْسَانِ بَنِی تَمِیمٍ ،أَسَرَهُمَا بِشْرُ بنُ مَسْعُودٍ،و طَیْسَلَهُ بنُ شُرْبُبٍ (2)و فِیهِ یَقُولُ الشاعِر:

و عَثْجَلَ بالوِقیطِ قَدْ اقْتَسَرْنَا

وَ مَأْمُومَ العُلاَ أَیَّ اقْتِسارِ

کَأَنَّهُ سُمِّیَ لِمَا حَصَلَ فِیهِ مِنَ الحُزْنِ أَو الضَّرْبِ المُثْقَلِ .

و الوُقَیْط ،کزُبَیْر:مَاءٌ لمُجاشِعٍ بِأَعْلَی بِلادِ تَمِیمٍ إِلَی بِلادِ بَنِی عامِرٍ،قالَهُ السُّکَّرِیُّ ،قالَ : و لَیْسَ لَهُمْ بالبادِیَهِ سِوَاه،و زَرُود ،قالَ ذلِکَ فی قَوْلِ جَرِیرٍ:

فَلَیْسَ بِصابِرٍ لَکُمُ وُقَیْطٌ

کَمَا صَبَرَتْ لِسَوْأَتِکُمْ زَرُودُ

و وَقَّطَ الصَّخْرُ تَوْقِیطاً ،و نَصُّ الصّحاحِ :یُقَالُ :أَصابَتْنَا السَّمَاءُ فوَقَّطَ الصَّخْرُ،أَیْ : صارَ فیه وَقْطٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الوَقِیطَهُ :الصَّرُیعَهُ .

و وُقِطَ فِی رَأْسِهِ ،کعُنِیَ :أَدْرَکَهُ الثِّقَلُ .

و وقَطَهُ :قَلَبَهُ عَلَی رَأْسِهِ و رَفَعَ رِجْلَیْهِ فضَرَبَهُمَا مَجْمُوعَتَیْنِ بفِهْرٍ سَبعَ مَرّاتٍ ،و ذلِکَ مِمَّا یُدَاوَی به.

و الوَقْطُ ،بالفَتْحِ :مَوْضِعٌ ،نَقَلَهُ ابنُ بَرّیّ :و أَنْشَدَ لِطُفَیْلٍ :

عَرَفْتُ لِسَلْمَی بَیْنَ وَقْطٍ فَضَلْفَعِ (3)

مَنَازِلَ أَقْوَتْ مِنْ مَصِیفٍ و مَرْبَعِ

إِلَی المُنْحَنَی مِنْ وَاسِطٍ لَمْ یَبِنْ لَنَا

بِهَا غَیْرُ أَعْوَادِ الثُّمَامِ المُنَزَّعِ

ومط

الوَمْطَهُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

هی الصَّرْعَهُ من التَّعَب ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ .

وهط

وهَطَهُ ،کوَعَدَهُ ، وَهْطاً : کَسَرَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و کَذلِکَ وَ قَصَهُ ،قال:

یُمِرُّ أَخْفَافاً (4)یَهِطْنَ الجَنْدَلا

و قِیلَ : وَهَطَهُ وَهْطاً : وَطَّأَهُ .هکَذَا هو بالتَّشْدِیدِ، و الصَّوابُ وَطِئَهُ .

و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ: وَهَطَهُ بالرُّمْحِ ،أَیْ طَعَنَهُ بِهِ .

و الوَهْطُ :شِبْهُ الضَّعْفِ و الوَهْنِ ،یُقالُ : وَهَطَ فُلانٌ یَهِطُ وَهْطاً :إِذا ضَعُفَ و وَهَنَ ،و أَوْهَطَهُ غَیْرُهُ :أَضْعَفَهُ .یُقَالُ :

رَمَی طائراً فَأَوْهَطَهُ .

و الوَهْطَهُ :ما اطْمَأَنَّ مِنَ الأَرْضِ ،مِثْلُ الوَهْدَهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ . ج: وَهْطٌ و وِهَاطٌ ،و مِنَ الأَخِیرِ

16- حَدِیثُ ذِی المِشْعَارِ الهَمْدانِیِّ : «عَلَی أَنَّ لَهُمْ وِهَاطَها و عَزَازَها».

و الوَهْطُ :الهُزالُ .

و الوَهْطُ : الجَمَاعَهُ .

و الوَهْطُ : ما کَثُرَ مِنَ العُرْفُطِ ،هکَذَا خَصَّهُ بهِ بَعْضُهم.

و قال الجَوْهَرِیُّ :یُقَالُ : وَهْطٌ مِنْ عُشَرٍ،کَما یُقَالُ :عِیصٌ مِنْ سِدْرٍ.و قالَ غَیْرُه: الوَهْطُ :المَکَانُ المُطْمَئنُّ مِنَ الأَرْضِ المُسْتَوِی،یَنْبُتُ فِیهِ العِضاهُ و السَّمُرُ و الطَّلْحُ و العُرْفُطُ ، و به سُمِّیَ الوَهْطُ و هو بُسْتَانٌ ،و فی الصّحاح:

اسْمُ مَالٍ کانَ لعَمْرِو بنِ العاصِ .و قال غَیْرُهُ :کانَ لعَبْدِ اللّه بنِ عَمْرِو بن العاصِ بالطَّائفِ عَلَی ثَلاثَهِ أَمْیَال مِنْ وَجٍّ ،و هو کَرْمٌ مَوْصُوفٌ کانَ یُعَرَّشُ عَلَی أَلْفِ أَلْفِ خَشَبَهٍ ، شِرَاءُ کُلّ خَشَبَهٍ دِرْهَمٌ ،قِیلَ دَخَلَهُ بَعْضُ الخلفاءِ (5)فأَعْجَبَهُ و قالَ :یا للّه مِنْ مالٍ لَوْلا هذِهِ الحَرَّهُ الَّتِی فی وَسَطِه، فقالُوا:هذا الزَّبِیبُ (6).

ص:451


1- (1) فی العقد الفرید 185/5 [1] حکیم النهشلی.
2- (2) عن معجم البلدان و [2]بالأصل«شریت»و فی العقد الفرید 184/5 [3] أسر عمرو بن قیس..عثجل...و أسر طیلسه بن زیاد حنظله بن المأموم.
3- (3) صدره فی معجم البلدان: [4] عرفت للیلی بین وقط وضلفع.
4- (4) عن التهذیب و بالأصل«أخلافاً».
5- (5) هو سلیمان بن عبد الملک کما فی معجم البلدان« [5]وهط ».
6- (6) کان زبیبه جمع فی وسطه فلما رآه من البعد ظنه حرهً سوداء.

و الأَوْهَاطُ :الخُصُومَاتُ و الصِّیَاحُ .

و تَوَهَّطَ فِی الطَّینِ :غَابَ ،مِثْلُ تَوَرَّطَ .

و تَوَهَّطَ الفِرَاشَ :امْتَهَدَهُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و أَوْهَطَهُ إِیهاطاً : أَثْخَنَهُ ضَرْباً. و أَوْهَطَهُ : أَوْقَعَهُ فِیما یَکْرَهُ ،کأَوْرَطَهُ ،قالَهُ عَرَّامٌ السُّلَمِیُّ أَوْ أَوْهَطَهُ : صَرَعَهُ صَرْعَهً لاَ یَقُومُ مِنْهَا،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

أَو أَوْهَطَهُ : قَتَلَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

وهَطَهُ وَهْطاً :ضَرَبَهُ ، کَأَوْهَطَهُ .

و أَوْهَطَ جَنَاحَ الطَّائِرِ:کَسَرَهُ .

و الإِیهَاطُ :الرَّمْیُ المُهْلِکُ ،قال:

بِأَسْهُمٍ سَرِیعَهِ الإِیهاطِ

و الأَوْهَاطُ :جَمْعُ وَهْطٍ لِلْمَکَانِ المُسْتَوِی.

و الوَهْطُ ،بالفَتْحِ :قَرْیَهٌ بالیَمَنِ .

ویط

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الوَاطَه :من لُجَجِ الماءِ،هُنَا ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَان، و ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فی«و أ ط »بالهَمْزِ.

و الوَاطُ :قَرْیَهٌ بِمِصْرَ من المُنُوفِیَّه،و قد وَرَدْتُهَا،و قَدْ نُسِبَ إِلَیْهَا جَمَاعَهٌ من العُلَماءِ.

فصل الهاءِ مع الطاءِ

هبط

هَبَطَ یَهْبِطُ ،مِنْ حَدِّ ضَرَبَ ، و یَهْبُطُ ،مِنْ حَدِّ نَصَرَ،و مِنْه قِرَاءَهُ الأَعْمَشِ : و إِنَّ مِنْهَا لَمَا یَهْبُطُ (1)بضَمّ الباءِ،وَ قرَأَ أَیُّوبُ السّخْتِیَانِیُّ هُوَ خَیْرٌ اهْبُطُوا مِصْراً (2)بِضَمّ الباءِ أَیْضاً، هُبُوطاً مَصْدَرُ البابَیْنِ : نَزَلَ ،یُقَالُ : هَبَطَ أَرْضَ کَذَا،أَیْ نَزَلَها،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: اِهْبِطُوا مِصْراً .

و هَبَطَهُ ،کنَصَرَهُ :أَنْزَلَهُ ،و مِنْهُ قَوْلُ الرّاجِزِ:

ما رَاعَنِی إِلاَّ جَنَاحٌ هَابِطاً

عَلَی البُیُوتِ قَوْطَهُ العُلابِطَا

أَی مُهْبِطاً قَوْطَهُ ،و قَدْ تَقَدَّمَ ذلِکَ .قالَ ابْنُ سِیدَه:و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ أَرادَ هَابِطاً عَلَی قَوْطِهِ فحَذَفَ و عَدَّی. کأَهْبَطَهُ ، قال عَدِیُّ بنُ الرِّقَاعِ (3):

أَهْبَطْتُه الرَّکْبَ یُعْدِینِی و أُلْجِمُه

لِلنَّائِبَاتِ بسَیْرٍ مِخْذَمِ الأکَمِ

و هَبَطَ المَرَضُ لَحْمَه ،أَیْ هَزَلَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ غَیْرُه:أَی نَقَصَهُ و أَحْدَرَه،و هو مَجَازٌ،کَمَا فی الأَسَاسِ ، فهو هَبِیطٌ و مَهْبُوطٌ .و یُقَالُ :بَعِیرٌ هَبِیطٌ ،أَی هَبَطَ سِمَنُهُ ، و المَهْبُوط :هو الَّذِی مَرِضَ ، فهَبَطَهُ المَرَضُ إِلی أَنْ اضْطَرَبَ لَحْمُه.

و هَبَطَ فُلاناً ،أَی ضَرَبَهُ و هَبَطَ بَلَدَ کَذَا:دَخَلَهُ .

و هَبَطَهُ ،أَی أَدْخَلَهُ ،لازِمٌ مُتَعَدٍّ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ :یُقَال:

هَبَطْتُه فهَبَطَ ،و لَفْظُ الّلازِمِ و المُتَعَدِّی وَاحِدٌ.

و من المَجَازِ: هَبَطَ ثَمَنُ السِّلْعَهِ هُبُوطاً :نَقَصَ و انْحَطَّ .

و هَبَطَهُ اللّه هَبْطاً :نَقَصَهُ و حَطَّهُ ،کَذا فِی التَّهْذِیبِ ،لازِمٌ مُتَعَدٍّ.

و فی المُحْکَم: هَبَطَ الثَّمَنُ ،و أَهْبَطْتُهُ أَنا بالأَلِفِ ،وَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ أَیْضاً عن أَبِی عُبَیْدٍ.

و الهَیْباطُ ،بالفَتْحِ : مَلِکٌ للرُّومِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ هُنَا.

و الصَّوابُ أَنَّهُ الهنْبَاط ،بالنون،کما سَیَأْتِی.

و التِّهِبِّطُ ،بکَسَرَاتٍ مُشَدَّدَهَ الباءِ المُوَحَّدَهِ : طائِرٌ ،و لَیْسَ فی الکَلامِ علی مِثالِ تِفِعِّلٍ غَیْرُه،قالَه کُرَاع،و نَقَلهُ أَبو حَاتِمٍ فی کِتابِ الطَّیْرِ فقال:هُوَ طائرٌ أَغْبَرُ بعِظَمِ فَرُّوجِ الدَّجاجَهِ یَتعَلَّق بِرِجْلَیْه و یُصوِّبُ رَأْسَه،ثُمَّ یُصَوِّتُ بصَوْتٍ کأَنَّهُ یَقُولُ :أَنا أَمُوتُ ،أَنا أَمُوتُ .شَبَّهُوا صَوْتَهُ بهذا الکَلامِ .

و رُوِیَ عن أَبِی عُبَیْدَهَ : التَّهَبُّط ،علی لَفْظِ المَصْدَرِ و الیَهِبِّط ، بالمُثَنَّاهِ تَحْت فِی أَوَّلِهِ ،أَی مع کَسَرَاتٍ و تَشْدِیدِ

ص:452


1- (1) سوره البقره الآیه 74. [1]
2- (2) سوره البقره الآیه 61. [2]
3- (3) فی اللسان:« [3]عدی بن زید».

الباءِ: د،أَو أَرْضٌ ،و الَّذِی ضَبَطَهُ أَبُو حَاتِمٍ بالتّاءٍ فِی أَوَّلِهِ مِثْل اسْمِ الطَّیْرِ کما فِی التَّکْمِلَهِ ،و مِثْلُهُ فی اللِّسَانِ .

و انْهَبَطَ :انْحَطَّ ،و هُوَ مُطَاوِعُ أَهْبَطَهُ ،کما فی الصّحاح، و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مُطَاوِعَ هَبَطَهُ أَیْضاً،کما فی المُحْکَمِ .

و الهَبُوطُ کصَبُورِ:الحَدُورُ من الأَرْضِ ،و هو المَوْضِعُ الَّذِی یَهْبِطُکَ من أَعْلَی إِلی أَسْفَلَ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ .

و الهَبْطَهُ :ما تَطامَن منها ،أَیْ من الأَرْضِ .

و الهَبْطُ :النُّقْصانُ و هو مَجَازٌ.

و مِنْه رَجُلٌ مَهْبُوطٌ ،إِذا نَقَصَتْ حالُهُ .و هَبَطَ القَوْمُ یَهْبِطُونَ ،إِذَا کانُوا فی سَفَالٍ و نَقَصُوا.و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «اللّهُمَّ غَبْطاً لا هَبْطاً ». نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ هُنا،و تَقَدَّم للمُصَنّف فی «غ ب ط »،و یُقال: هَبَطهُ الزَّمانُ :إِذا کان کثِیرَ المالِ و المَعْرُوف،فذَهَبَ مالُهُ و مَعْرُوفُه.قال الفَرَّاءُ:یُقال: هَبَطهُ اللّه و أَهْبَطَهُ .

و الهَبْطُ : الوُقُوعُ فی الشَّرِّ ،و هو مَجازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَهَبَّطَ تَهَبُّطاً :انْحَدَرَ.

و هَبَطَ مِن الخَشْیَهِ :تضاءَل و خَشَعَ .

و الهَبْطُ :الذُّلُّ .

و هَبَطَتْ إِبِلی و غَنَمِی تَهْبِطُ هُبُوطاً :نَقَصَتْ .و هَبَطَ فُلانٌ ،إِذا اتَّضَعَ .و هَبَطَ اللَّحْمُ نَفْسُهُ :نَقَصَ ،و کَذلِکَ الشَّحْمُ ،إِذا قَلَّ .قالَ أُسامَهُ الهُذَلِیُّ :

و مِنْ أَیْنِها بَعْدَ إِبْدَانِها

و مِنْ شَحْمِ أَثْبَاجِها الهَابِطِ (1)

و الهَبِیطُ من النُّوقِ :الضّامِرُ،قالَهُ أَبُو عُبَیْدَهَ :و أَنْشَدَ لعَبِیدِ بنِ الأَبْرَصِ :

و کَأَنَّ أَقْتَادِی تَضَمَّنَ نِسْعَها

مِنْ وَحْشِ أَوْرَالٍ هَبِیطٌ مُفرَدُ

قوال ابنُ بَرِّیّ :عَنَی بالهَبِیطِ الثَّوْرَ الوَحْشِیَّ ،شَبَّه به نَاقَتَهُ فی سُرعَتِها و نَشَاطِهَا،و جَعَلَه مُنْفَرِداً،لأَنَّه إِذا انْفَرَدَ عن القَطِیعِ کانَ أَسْرَعَ لعَدْوِهِ .

و مَهْبِطُ الوَحْیِ :مِنْ أَسْمَاءِ مَکَّهَ ،شَرَّفَهَا اللّهُ تَعالَی.

و بَعِیرٌ هَابِطٌ ، کهَبِیطٍ و مَهْبُوطٍ .

و هَبَطَ من مَنْزِلَتِهِ :سَقَطَ ،و هو مَجَازٌ.

و هَبَّطَ العِدْلَ فتَهَبَّطَ :مَهَّدَهُ عَلَی البَعِیرِ.

و الهِبْطَهُ ،بالکَسْرِ:مَوْضِعٌ ،أَوْ قَبِیلَهٌ بالمَغْرِبِ .

و رَاشِدُ بنُ عَلِیِّ بنِ القَاسِمِ الإِدْرِیسِیُّ الحَسَنِیُّ یُقَالُ له:

أَمِیرُ الهبْطَهِ ،کَذَا وَجَدْتُه بِخَطِّ عَبْدِ القَادِرِ الرَّاشِدِیِّ عالِمِ قُسَنْطِینَهَ .

و الهَبُوطُ ،کصَبُورٍ:طائرٌ.قالَ ابْنُ الأَثِیرِ:هکَذَا جاءَ [بالطاء] (2)فی رِوَایَهٍ فی حَدِیثِ ابنِ عَبّاسٍ فی العَصْفِ المَأْکُول.و قالَ سُفْیَانُ :هو الذَّرُّ الصَّغِیرُ.و قال الخَطَّابِیُّ :

أَراهُ وَ هَماً،إِنَّمَا هو بالرَّاءِ.

هرط

هَرَطَ عِرْضَهُ یَهْرِطُهُ هَرْطاً ، و هَرَطَ فیه ،و علی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،قال: طَعَنَ فیه و تَنَقَّصَهُ ،و زادَ غَیْرُه: و مَزَّقَهُ ،و مِثْلُه:هَرَتَهُ ،و هَرَدَهُ ،و مَزَّقه،و هَرْطَمَهُ .

و قِیلَ : الهَرْطُ فی جَمِیعِ الأَشْیَاءِ المَزْقُ العَنِیفُ ،لُغَهٌ فی الهَرْت.

و هَرَطَ فی الکَلامِ :سَفْسَفَ و خَلَّطَ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و قال ابْنُ دُرَیْدٍ: نَاقَهٌ هِرْطٌ ،بالکَسْرِ ،أَیْ مُسِنَّهٌ ،ج:

أَهْرَاطٌ و هُرُوطٌ ،و هی المَاجَّه الَّتِی قَدِ انْکَسَرَتْ أَسْنَانُها، فهی لا تَحْبِسُ لُعَابَها،تَمُجُّه مَجًّا.

و الهِرْط ،بالکَسْرِ:لَحْمٌ مَهْزُولٌ کالمُخاطِ لا یُنْتَفَعُ به، لغَثاثَتِه،عن الفَرّاءِ، و یُفْتَحُ ،عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،قالَ :و هو اللَّحْمُ الَّذِی یَتَفَتَّتُ إِذا طُبخَ .

و الهِرْطُ : الرَّجُلُ المُتَمَوِّلُ ،و الَّذِی نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ :

الهِرْطُ :الکَثِیرُ من المالِ و النّاسِ عَنِ ابنِ عَبّادٍ.

و الهِرْطُ : النَّعْجَهُ الکَبِیرَهُ المَهْزُولَه، کالهِرْطَهِ ،بِهَاءٍ ، و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الأَخِیرِ.

ص:453


1- (1) دیوان الهذلیین 195/2 و فیه:الابن:الإعیاء.و إبدانها،تقول:أبدنها الربیع و العشب.
2- (2) زیاده عن النهایه. [1]

و قال اللَّیْثُ :نَعْجَهٌ هِرْطَهٌ ،و هی المَهْزُولَهُ لا یُنْتَفَعُ بِلَحْمِهَا غُثُوثَهً .

و هی ،أَی الهِرْطَهُ مِنَ الرّجالِ : الأَحْمَقُ الجَبَانُ الضَّعِیفُ ،عن ابنِ شُمَیْلٍ .قالَ الجَوْهَرِیُّ : ج أَی جَمْع الهِرْطَهِ هِرَطُ ،کقِرَبٍ فی قِرْبَهٍ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الهَیْرَطُ ،کصَیْقَلٍ :الرِّخْوُ .

و تَهَارَطَا :تَشَاتَمَا ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

هَرِطَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ ،إِذا اسْتَرْخَی لَحْمُهُ بَعْدَ صَلابَهٍ من عِلَّه أَو فَزَعٍ .و قال غَیْرُهُ : الهَرْطُ ،بالفَتْحِ :أَکْلُکَ الطَّعَامَ و لا تَشْبَعُ .

و الهِرْط ،«بالکَسْرِ»:الکَثِیرُ من النّاسِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

هربط

هِرْبِیط ،کإِزْمِیلٍ :قَرْیَهٌ بِمِصْرَ مِنْ أَعْمَالِ الشَّرْقِیَّهِ ،أَو هی بالضَّمِّ .

هرمط

هَرْمَطَ عِرْضَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:أَیْ وَقَعَ فِیهِ ،مِثْلُ هَرَط و هَرْطَمَ ،هکذا فی رُبَاعِیِّ التَّهْذِیبِ .قال الصّاغانِیُّ (1):ذکرَه ابنُ دُرَیْدٍ و الأَزْهَرِیُّ فی الرُّباعیِّ .و المِیمُ عِنْدِی زائِدَهٌ ،و حَقُّهُ أَنْ یُذْکَرَ فی الثُّلاثِیِّ .

هطط

الهُطُطُ ،بضَمَّتَیْنِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هُمُ الهَلْکَی مِنَ النَّاسِ .

قالَ : و الأَهَطُّ :الجَملُ المَشَّاءُ (2)الصَّبُورُ عَلَیْهِ ، و هِیَ هَطّاءُ .

و الهُطَاهِطُ ،کعُلابِطٍ :الفَرَسُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و الهَطْهَطَه :صَوْتُهَا،و أَیْضاً: سُرْعَهُ المَشْیِ و العَمَلِ .

و فِی اللِّسَانِ ، الهَطْهَطَهُ :السُّرْعَهُ فِیمَا أُخِذَ فِیهِ مِنْ عَمَلٍ ، مَشْیٍ أَوْ غَیْرِه،زَعَمُوا (3).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

المُهَطْهِطَهُ :اللَّیِّنَهُ السَّیْرِ من الخَیْلِ .

هقط

هِقِطْ ،بکَسْرِ الهاءِ و القَافِ مَبْنِیَّهً علی السُّکُون ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ المُبَرّد وَحْدَه:هو زَجْرٌ للفَرَسِ ، و أَنْشَدَ:

لَمَّا سَمِعْتُ خَیْلَهُمْ هِقِطِّ

عَلِمْتُ أَنَّ فارِساً مُحْتَطِّی (4)

کَذا فی اللِّسَان.و أَنْشَدَه الخارْزَنْجِیُّ فی تَکْمِلَهِ العَیْن:

أَیْقَنْتُ أَنَّ فارِساً مُحْتَطِّی

أَی یَحُطُّنِی عَنْ سَرْجِی.و رَوَاهُ حِقِطّ ،بالحَاءِ بَدَلَ الهاءِ.

و الهَقَطُ ،مُحَرَّکَهً :سُرْعَهُ المَشْیِ ،لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ ،نَقَلَه الخارْزَنْجِیُّ .

و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ:الطَّهْقُ :لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ ،و هو سُرْعَهُ المَشْیِ زَعَمُوا،و الهَقْطُ ،أَیْضاً.قالَ :و أَحْسبُ أَنَّ قَوْلَهُم لِلْفَرَسِ إِذا اسْتَعْجَلُوهُ : هِقِطْ ،مِنْ هذا.

هلط

الهَالِطُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :

الهَالِطُ : المُسْتَرْخِی البَطْنِ .

و الهاطِلُ : (5)الزَّرْعُ المُلْتَفُّ ،هکَذَا نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و قَدْ وَهِمَ المُصَنِّفُ فجَعَلَ الزَّرْعَ المُلْتَفَّ مِنْ مَعْنَی الهَالِطِ ،و إِنَّمَا هو الهَاطِلُ ،مَقْلُوبُه،و قَدْ وَقَعَ لَهُ مِثْلُ ذلِکَ فی«و ر ش»فلیُتَنَبَّهْ لِذلِکَ .

و هَلْطَهً مِنْ خَبَرٍ،و لَهْطَهٌ ،مِنْ خَبَرٍ بمَعْنًی وَاحِدٍ،و هو الَّذِی تَسْمَعُه و لَمْ تُصَدِّقْه و لَمْ تُکَذِّبْهُ .

هلمط

هَلْمَطَهُ هَلْمَطَهً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَانِ و الصَّاغَانِیُّ .و قَالَ ابنُ القَطَّاعِ :أَی أَخَذَهُ ،أَوْ جَمَعَهُ ،و هکَذَا وُجِدَ فی بَعْضِ نُسَخ الجَمْهَرَه أَیضاً.

همط

هَمَطَ یَهْمِطُ ،مِنْ حَدِّ ضَرَب: ظَلَمَ و خَبَطَ ،

ص:454


1- (1) التکمله ماده هرط .
2- (2) فی التکمله و اللسان:الجمل الکثیر المشی.
3- (3) لفظه«زعموا»لیست فی اللسان.
4- (4) فی الکامل للمبرد 358/1« [1]مخطّ »و بهامشه:«قال الفراء هقط بالکسر و الفتح».و علی ضبط الکامل باسکان الروی فإن المشطورین مختلاً الوزن.
5- (5) کذا بالأصل و اللسان،و مقتضی سیاق القاموس و الهالط ،و قد نبه إلی عبارته الشارح و خطأه.

نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ :یُقَالُ : هَمَطَ فُلانٌ النّاسَ :إِذا ظَلَمَهُمْ حَقَّهُمْ .

و هَمَطَ : أَخَذَ بِغَیْر تَقْدِیرٍ .و قالَ أَبُو عَدْنانَ :سَأَلْتُ الأَصْمَعِیَّ عن الهَمْطِ ،فقالَ :هُوَ الأَخْذُ بخُرْقٍ و ظُلْمٍ .

و هَمَطَ الرَّجُلُ :إِذا لَمْ یُبَالِ ما قالَ و ما أَکَلَ .

و هَمَطَ الماءَ کَذَا فی النُّسَخ،و هو غَلَطٌ صَوابُهُ المالَ :

أَخَذَهُ غَصْباً أَیْ عَلَی سَبِیلِ الغَلَبَهِ و الجَوْرِ،و مِنْهُ

17- الحَدِیثُ :

«سُئِلَ إِبْرَاهِیمُ النَّخَعِیُّ عن عُمَّالٍ یَنْهَضُونَ إِلَی القُرَی، فَیَهْمِطُون أَهْلَها،فإِذا رَجَعُوا إِلی أَهَالِیهِم أَهْدَوْا لِجِیرانِهِم و دَعَوْهُمْ إِلَی طَعَامِهِم،فقالَ :لَهُمُ المَهْنَأُ و عَلَیْهِم الوِزْرُ».

و فی رِوَایَهٍ :«کانَ العُمَّالُ یَهْمِطُونَ و یَدْعُونَ فیُجَابُون». یَعْنی یَدْعُونَ إِلَی طَعامِهِمْ ،یُرِید أَنَّهُ یَجُوزُ أَکْلُ طَعَامِهِم و إِنْ کانُوا ظَلَمَهً ،إِذا لَمْ یَتَعَیَّنِ الحَرَامُ . کاهْتَمَطَهُ ،و منهُ قَوْل الرّاجِزِ:

و مِنْ شَدِیدِ الجَوْرِ ذِی اهْتِمَاطِ

و تَهَمَّطَهُ ،قالَ الصّاغَانِیُّ : التَّهَمُّطُ :الغَشْمَرَهُ فی الظُّلْمِ ، و الأَخْذُ مِنْ غَیْرِ تَثَبُّتٍ .

و اهْتَمَطَ عِرْضَهُ أَیْ شَتَمَهُ و تَنَقَّصَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و ابنُ سِیدَه،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :امْتَرَزَ مِنْ عِرْضِهِ و اهْتَمَطَ :إِذا شَتَمَهُ و عابَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الهَمْطُ :التَّخْلِیطُ بالأَباطِیلِ .

و الهَمّاطُ ،کشَدَّادٍ:الظَّالِمُ .

و هَمطَ :أَخَذَ بعَجَلَهٍ .

و الهَمْطُ :الخَلْطُ .

و اهْتَمَطَ اللذِّئْبُ السَّخْلَهَ أَو الشّاهَ :أَخَذَها،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

هملط

هَمْلَطَه هَمْلَطَهً أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَیْ أَخَذَهُ أَو جَمَعَهُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان، أَو الصَّوابُ هَلْمَطَه ،بتَقْدِیم الَّلام کما نَقَلَه ابنُ القَطَّاع و قد تَقَدَّم.

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

هنبط

الهَنْبَاطُ ،بالفَتْحِ (1):صاحِبُ الجَیْشِ بالرُّومِیَّه، و قد جاءَ

16- فی حَدِیثِ حَبِیبِ بنِ مَسْلَمَهَ : «إِذا نَزَلَ الهَنْبَاطُ ».

هُنَا ذَکَرَهُ ابْنُ الأَثِیرِ و ذَکَرَهُ الصّاغَانِیُّ فی«ه ب ط »و قَلَّده المُصَنّفُ ،و الصَّوابُ أَنَّهُ بالنُّونِ .

هنرط

هِنْرِیط ،کقِنْدِیلٍ ،و بالراءِ المُکَرَّرَه أَهمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قال الصّاغَانِیُّ :هو ثَغْرٌ بالرُّومِ و أَوْرَدَه فی«ه ز ط »بالزَّای (2)،و هکَذَا ضَبَطَهُ یاقُوتُ أَیْضاً،و قد ذَکَرَهُ أَبُو فِراسٍ فقال:

و رَاحَتْ عَلَی سُمْنَیْنِ غارَهُ خَیْلِه

و قَدْ باکَرَت هِنْزیطَ مِنْهَا بَواکِرُ

قال:و هُوَ فی الإِقْلِیمِ الخامِسِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

هوط

«ه و ط »،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و المُصَنِّفُ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَالُ للرَّجُلِ : هُطْ هُطْ ،إِذا أَمَرْتَهُ بالذَّهابِ و المَجِیءِ.هُنَا ذَکَرَه الصّاغَانِیُّ عَلَی أَنّه مِنْ هاطَ یَهُوطُ .

و ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَان فی«ه ط ط »و الصَّوابُ ذِکْرُهُ هُنَا.

و الهائطُ :الذَّاهِبُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ هُنا (3).

هیط

تَهَایَطُوا :اجْتَمَعُوا و أَصْلَحُوا أَمْرَهُم .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن الفَرّاءِ،قال:و هو خِلافُ التَّمایُطِ .

و یُقَالُ :ما زالَ مُنْذُ الیَوْمِ یَهِیطُ هَیْطاً .و ما زالَ فِی هَیْطٍ و مَیْطٍ أَیْ فِی ضِجَاجٍ و شَرٍّ و جَلَبَهٍ .و قِیلَ : فی هِیَاطٍ و مِیَاطٍ ،بکَسْرِهِما ،أَیْ فی دُنُوٍّ و تَبَاعُدٍ،و قَدْ تَقَدَّمَ طَرَفٌ مِنْ ذلِک فی«م ی ط » .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المُهَایَطَهُ :الصِّیَاحُ و الجَلَبَهُ ،و نَقَلَ أَبُو طَالِبٍ عن الفَرَّاءِ:

الهِیَاطُ :أَشَدُّ السَّوْقِ فِی الوِرْدِ،و قَدْ ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فی «م ی ط »اسْتِطْرَاداً،و لا یُغْنِی عَنْ إِعَادَتِهِ هُنَا.قالَ :

و المِیَاطُ :أَشَدُّ السَّوْقِ فی الصَّدَرِ،و مَعْنَی ذلِکَ بالذَّهابِ و المَجِیءِ.

ص:455


1- (1) و ضبطت بالفتح أیضاً فی اللسان،و فی النهایه ضبطت،بالقلم، بالضم،و فی إحدی نسخها بالکسر.
2- (2) فی التکمله«هزط »و هنزیط مثال خنزیر،موضع بالروم.
3- (3) لم یرد فی التکمله هنا و أورده الصاغانی فیها فی«ه ی ط »و ذکره اللسان أیضاً [1]فی«ه ی ط ».

و قالَ ابنُ القَطّاعِ :ما زالَ یَهِیطُ مَرَّهً و یَمِیطُ أُخْرَی،لا مَاضِیَ لِیَهِیط .و فی اللِّسَان:و قد أُمِیتَ فِعْلُ الهِیَاط .

و قال اللِّحْیَانِیُّ : الهِیَاطُ :الإِقْبَالُ .و قالَ غَیْرُه:یُقَال:

بَیْنَهُمَا مُهَایَطَهٌ و مُمَایَطَهٌ ،و مُغَایَطَهٌ و مُشَایَطَهٌ ،أَی کَلامٌ مُخْتَلِفٌ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الهائطُ :الذّاهِبُ .و المائِطُ :

الجائِی.قالَ :و یُقَالُ : هایَطَهُ ،إِذا اسْتَضْعَفَهُ .و قالَ غَیْرُهُ :

الهِیَاطُ و المِیَاطُ :الاضْطرابُ .و یُقَالُ :هو قَوْلُهُمْ :لا و اللّه، وَ بَلَی و اللّه،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

فصل الیاءِ مع الطاءِ

یعط

یعَاطِ ،مُثَلَّثَهَ الأَوّلِ ،مَبْنِیَّهً بالکَسْرِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،الفَتْحُ کقَطَامِ ،و هی الفُصْحَی،و الضَّمُّ و الکَسْرُ لُغَتَان ضَعِیفَتَان،نَقَلَهُمَا الصّاغَانِیُّ .قال:و الکَسْرُ أَضْعَفُهُمَا.و قالَ الأَزْهَرِیُّ :الکَسْر قِبِیحٌ لِأَنَّه زَادَ الیَاءَ قُبْحاً، لأَنَّ الیاءَ خُلِقَتْ من الکَسْرَهِ ،و لَیْسَ فی کَلامِ العَربِ کَلِمَهٌ علی فِعَالِ فی صَدْرِها یاءٌ مَکْسُورَهٌ .و قالَ غَیْرُهُ :یِسَارٌ:لُغَهٌ فی الیَسَارِ،و بَعْضٌ یَقُولُ :إِسَارٌ تُقْلَبُ هَمْزَهً إِذا کُسِرَتْ .

قُلْتُ :و حَکَی ابْنُ سِیدَه:الیِوَام«بالکَسْرِ»مَصْدَرُ یَاوَمَهُ .

و زادَ غَیْرُهُ :الیِعَارُ فی جَمْعِ یَعْرٍ لِلْجَفْرِ الَّذِی یَصْطَادُ به الصَّائِدُ الأَسَدَ،کما مَرَّ،فَصَارَتْ أَرْبَعَهً ،کما أَشارَ إِلَیْه شَیْخُنَا.

قُلْتُ :و زَادَ الصّاغَانِیُّ هِلاَلَ بنَ یِسَافٍ ،بالکَسْرِ، فَصَارَتْ خَمْسَهً .

و یَاعَاطِ ،بأَلِفٍ ،عن الفَرّاءِ،قالَ :و هو أَکْثَرُ: زَجْرٌ للذِّئْبِ ،إِذا رَأَیْتَهُ قُلْتَ : یَعَاطِ یَعَاطِ ،وَ عَلَیْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجِزِ:

صُبَّ عَلَی شاءِ أَبِی رِیَاطِ

ذُؤَالَهً کالأَقْدُحِ المِرَاطِ

یَهْفُو (1)إِذا قِیلَ لَهُ : یَعَاطِ

و رَوَاهُ الفَرّاء:

تَنْجُو إِذا قِیلَ لَهُ یَا:عَاطِ

و هُوَ أَیضاً زَجْرُ لِلْخَیْلِ و لِلإِبِلِ ،و أَنْشَد ثَعْلَبٌ فی صِفَه إِبِلٍ :

و قُلُصٍ مُقْوَرَّهِ الأَلْیَاطِ

بَاتَتْ عَلَی مُلَحَّبٍ أَطّاطِ

تَنْجُو إِذا قِیلَ لَهَا: یَعاطِ

و یُرْوَی بکَسْرِ الیاءِ،و قد تَقَدَّمَ أَنَّهَا قَبِیحَهٌ .

و حَکَی ابنُ بَرِّیّ عن مُحَمَّدِ بنِ حَبِیب:عَاطِ عَاطِ .قالَ :

فهذا یَدُلّ عَلَی أَنَّ الأَصْلَ عَاطِ مِثْل غَاقٍ ،ثُمَّ أُدْخِلَ عَلَیْه «یا»،فقِیل:یا عَاطِ ،ثُمّ حُذِفَ مِنْهُ الأَلِفَ تَخْفِیفاً،فقِیلَ :

یَعَاطِ .

قُلتُ :و هذا مَعْنَی قَوْلِ الفَرّاءِ:تَقُولُ العَرَبُ :یا عاطِ و یَعَاطِ ،و بالأَلف أَکْثَرُ.و أَمّا أَهْلُ الصَّعِیدِ قاطِبَهً فإِنَّهُمْ یَسْتَعْمِلُونَه فی زَجْرِ الخَیْلِ و الإِبلِ و النَّاسِ ،کَذلِک یقُولُون:عَاطِ و یَعاطِ ،کما سَمِعْتُه مِنْهُمْ مِراراً،و هی عَرَبِیَّه فَصِیحَهٌ .

و قِیلَ : یَعَاطِ ،و یاعَاطِ یُنْذِرُ بِهِمَا (2)الرَّقِیبُ أَهْلَهُ إِذا رَأَی جَیْشاً ،قال المُتَنَخِّل الهُذَلِیُّ :

و هذَا ثُمَّ قَدْ عَلِمُوا مَکَانِی

إِذا قالَ الرَّقِیبُ :أَلا یَعاطِ (3)

قال السُّکَّرِیّ فی شَرْحِه:عَاطِ :کَلِمَهٌ یَصِیحُ بها الصائِحُ ،و هو قَوْله:عَاطِ عَاطِ .یَقُولُ :إِذا جاءَ وَقْتُ الحَمْلَهِ فی الحَرْبِ ،و قالُوا:عَاطِ عَاطِ ،کُنْتُ فِیمَنْ یَحْمِلُ .

و قال الأَزْهَرِیُّ :و یُقَالُ : یَعَاطِ زَجْرٌ فی الحَرْبِ ،قال الأَعْشَی:

لَقَدْ مُنُوا بتَیِّحانٍ سَاطِ

ثَبْتٍ إِذا قِیلَ له: یَعاطِ

و قال الجُمَحِیُّ : یَعَاطِ :اسْتِغَاثَهٌ و زَجْرٌ.و قال غَیْرُه:

یَعَاطِ ،أَی احْمِلُوا،و قِیلَ یَعَاطِ :إِغْرَاءٌ.و قال ابنُ عَبَّادٍ:

ص:456


1- (1) فی التهذیب:«یدنو».
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«بها»و مثلها فی اللسان.
3- (3) دیوان الهذلیین 23/2 و فیه:«فهذا»بدل«و هذا»و ضبطت ثَمَّ بالفتح من الدیوان.

یُقَالُ فی زَجْرِ الإِبِلِ :یَا عاطِ ،و فی زَجْرِ الخَیْلِ إِذا أُرْسِلَتْ عِنْدَ السِّبَاقِ : یَعَاطِ .

و أَیْعَطَ بِهِ ،و یَعَّطَ بِهِ تَیْعِیطاً ،و یاعَطَ بِهِ مُیاعَطَهً ،و علی الأُولَی اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ ،إِذا قَالَ لَهُ ذلِکَ ،أَی یَعَاطِ ، و یَاعَاطِ ،و کَذلِکَ یَاعَطَهُ مُیاعَطَهً .

و به تَمَّ حَرْفُ الطاءِ المُهْمَلَه من شَرْح القامُوس و الحمدُ للّه حَقَّ حَمْدِهِ ،و صَلَّی اللّه عَلَی سَیِّدِنا و مَوْلانَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الأُمّیِّ و عَلَی آلِهِ و صَحْبِه و ذَوِیهِ و عِتْرَتِهِ ،و سَلّم تَسْلِیماً کَثِیراً کَثِیراً (1).

ص:457


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«و کتب الشارح فی هذا المحل ما نصه و ذلک عند أذان العصر من یوم الأربعاء السادس و العشرین من شهر رجب الأصب من شهور سنه 1184 علی ید مهذبه العبد المقصر محمد مرتضی الحسینی عفا اللّه عنه و سامحه بمنه،و ذلک بمنزله فی خط عطفه الغسال بمصر حرسها اللّه تعالی آمین.

ص:458

>بَابُ الظاء<

باب الظاء

اشاره

رَوَی اللِّیْثُ أَنَّ الخَلِیلَ قالَ :الظَّاءُ:حَرْفٌ عَرَبِیٌّ خُصَّ به لِسَانُ العَرَبِ ،لا یَشْرَکُهُمْ فیه أَحَدٌ من سائرِ الأُمَمِ ، و هِیَ من الحُرُوفِ المَهْجُورَهِ .و الظّاءُ و الذّالُ و الثّاءُ فی حَیِّزٍ وَاحِدٍ،و هی الحُرُوفُ اللّثَوِیَّهُ ؛لِأَنَّ مَبْدَأَها من اللِّثَهِ .

و الظّاءُ حَرْفُ هِجَاءٍ یَکُونُ أَصْلاً،لا بَدَلاً و لا زَائِداً.

قال ابنُ جِنّی:و لا تُوجَدُ فی کَلام النَّبَطِ ،فإِذَا وَقَعَتْ فیه قَلَبُوهَا طَاءً،کما سَنَذْکُرُ ذلِکَ فی تَرْجَمَهِ «ظوی»إِنْ شاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

قال شَیْخُنا:و ذَکَرَ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ ،و جَمَاعَهٌ ،أَنَّهُمْ لَمْ یَجِدُوا فی إِبْدَالِهَا شَیْئاً،و لَمْ یَتَعَرَّضْ لذلِکَ فی التَّسْهِیلِ ، علی کَثْرَه ما فِیهِ من الغَرَائِب،و تَرَکَهُ فی المُمْتِعِ أَیْضاً،مع أَنَّه جامِعٌ لغَرائب الفَنّ ،ثمّ رَأَیْتُ ابْنَ عُصْفُورٍ قال فی المُقَرّب:إِنّهَا تُبْدَل من الذَّالِ المُعْجَمَهِ ،یُقَالُ :تَرَکْتُهُ وَقِیذاً و وَقِیظاً،حَکَاهُ یَعْقُوبُ ابنُ السِّکِّیت.قُلْتُ :و نُقِلَ ذلِکَ عن کُرَاع أَیْضاً،کما سَیَأْتِی.قُلْتُ :و کَذلِکَ أَرْضٌ جَلْذَاءُ، و جَلْظَاءُ،کما فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ .

فصل الهمزه مع الظاءِ

اشاره

هذا الفصل ساقط بِرُمَّته من الصّحاح.

أحظ

أُحَاظَهُ ،کأُسامَهَ :أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و قال الصّاغَانِیّ :هُوَ اسْمُ رَجُلٍ ،هُوَ ابنُ سَعْدِ بنِ عَوْفِ (1)بنِ عَدِیّ بنِ مالِکِ بنِ زَیْدِ بنِ سَهْلِ بنِ عَمْرِو بنِ قَیْسِ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ جُشَمَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ : أَبو قَبِیلَهٍ من حِمْیَرَ ،قالَ :

و إِلَیْه یُنْسَبُ مِخْلافُ أُحَاظَهَ بالیَمَنِ .

و فی التَّکْمِلَه: أُحَاظَهُ :بَلَدٌ بالیَمَن، و المُحَدِّثُون یَقُولُونَ :وُحَاظَهُ ،بالوَاوِ و قَدْ تَبِعَهُم المُصَنِّفُ هُنَاکَ أَیْضاً، و ناهِیکَ بِهِمْ ،و کذلِکَ ذَکَرَهُ یاقُوتٌ فی مُعْجَمِهِ ،کمَا سَیَأْتِی، فیَکُونُ کإِشاحٍ و وِشَاحٍ .قالَ الشَّنْفَرَی یَصِفُ القَطَا:

فعَبَّتَ غَثاثاً ثُمَّ مَرَّتْ کأَنَّهَا

مَعَ الفَجْرِ رَکْبٌ من أُحاظَهَ مُجْفِلُ (2)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أرظ

«أ ر ظ »و قد أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .و قال ابنُ السِّید فی الفَرْقِ : الأَرْظُ :أَسْفَلُ قَوَائمِ الدَّابَّهِ خاصَّهً ،و ما عَدَا ذلِکَ فبالضّادِ.هکَذَا زَعَمَهُ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَهِ ،و قَدْ مَرَّ إِیماء إِلَی ذلِکَ فی«أَ ر ض»فراجِعْهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

أظظ

«أ ظ ظ »،قالَ ابنُ بَرِّیّ :یُقَالُ :امْتَلأَ الإِناءُ حَتَّی ما یَجِدُ مِئَظًّا ،أَیْ ما یَجِدُ مَزِیداً،هکذا ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَان هُنَا.

قُلْتُ :الصَّوَابُ فِیهِ مِئَطًّا،بالطَّاءِ المُهْمَلَه،و قَدْ سَبَقَ ذلِکَ لِلْمُصَنِّف (3)،و نَقَلَهُ کُرَاع فی المُجَرَّدِ فی تَرْکِیبِ «م أ ط »کما أَشَرْنَا إِلَیْهِ .

أفظ

الائْتِفاظُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان،

ص:459


1- (1) وضعت فی المطبوعه المصریه باعتبارها فی متن القاموس،و هی لیست فیه.
2- (2) مختار الشعر الجاهلی،لامیه العرب،604/2 و فیها: فعبّت غشاشاً... مع الصبح رکب..
3- (3) قال المجد فی مأط :امتلأ فما یجد مئطًّا.و قال فی ماده میط :و ما عنده میط بالفتح،أی شیء،و ما رجع من متاعه بمیط .و أمر ذو میط : شدید،و امتلأ حتی ما یجد میطاً أی مزیداً.

و قال الخَارْزَنْجِیّ :هو الأَخْذُ ،و قد ائْتَفَظَ :أَخَذَ و لَزِمَ .

و المُؤْتَفظُ :الَّلازمُ و الآخِذُ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ فی کِتابَیْه.

فصل الباءِ مع الظاءِ

بظظ

بظَّ المُغَنِّی بَظًّا ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و فی اللِّسَان:أَیْ حَرَّکَ أَوْتَارَهُ لِیُهَیِّئَها للضَّرْبِ ،و الضَّادُ لُغَهٌ فِیهِ و الظَّاء أَحْسَنُ ،و الأَحْسَنُ فی سِیَاقِ العِبَارَه: بَظَّ الضَّارِبُ أَوْتَارَهُ یَبُظُّهَا بَظًّا :حَرَّکَهَا و هَیَّأَها للضَّرْبِ .

و فَظٌّ بَظٌّ إِتْبَاعٌ ،و قِیلَ :جافٍ غَلِیظٌ .

و رَجُلٌ فَظِیظٌ بَظِیظٌ ،أَیْ سَمِینٌ ناعِمٌ ،و قیل:إِتْبَاع.

و قال أَبو عَمْرٍو: أَبَظَّ ،إِذا سَمِنَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ کَظٌّ بَظٌّ ،أَیْ مُلِحٌّ ،وَ بَظَّ عَلَیْهِ کَذَا و کَذَا،أَیْ أَلَحَّ ، و یُقَالُ :هذا تَصْحِیفٌ .و الصَّوابُ أَلَظَّ عَلَیْه:إِذا أَلَحَّ عَلَیْه.

بنظ

امْرَأَهٌ شِنْظِیَانٌ بنْظِیانٌ ،بالکَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان (1)،و قالَ أَبُو تُرَابٍ :أَیْ سَیِّئَهُ الخُلُقِ صَخَّابَهٌ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ ،و سَیَأْتِی شِنْظیان فی مَوْضِعِه.

بوظ

: بَاظَ الرَّجُلُ یَبُوظُ بَوْظاً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ فی نَوَادِرِه:أَیْ قَذَفَ .کَذا وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ و غَیْرِهَا،و فی اللِّسَان:قَرَّرَ أَرُونَ أَبِی عُمَیْرٍ فِی المهْبِلِ ،قال الأَزْهَرِیّ :

أَرادَ بالأَرُونِ :المَنِیَّ ،و بِأَبِی عُمَیْرٍ:الذَّکَرَ،و بالمَهْبِلِ :

قرَارَ الرَّحِمِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ أَیْضاً: باظ الرَّجُلُ یَبُوظُ بَوْظاً : سَمِنَ جِسْمُه بَعْدَ هُزالٍ کبَظَّ بَظًّا.

بهظ

بَهَظَهُ الأَمْرُ،کمَنَعَ ،و بَهَضَهُ ،قال أَبو تُرَابٍ :

هکذا سَمِعْتُ أَعْرَابِیًّا مِنْ أَشْجَعَ یَقُولُ .قال الأَزْهَرِیّ :و لمْ یُتابعْهُ أَحَدٌ عَلی ذلِک،و هُوَ مَجَازٌ کما فی الأَسَاسِ ،أَیْ غَلَبَهُ و ثَقُلَ عَلَیْه،و بَلَغَ بِهِ مَشَقّهً ،کَما فی الجَمْهَرَهِ .

و فی الصّحاحِ : بَهَظَهُ الحِمْلُ یَبْهَظُهُ بَهْظاً ،أَیْ أَثْقَلَهُ و عَجَزَ عَنْه،فهو مَبْهُوظٌ .

و فی المُحْکَم: بَهَظَنِی الأَمْرُ و الحِمْلُ :أَثْقَلَنِی،و عَجَزْتُ عَنْهُ ،و بَلَغَ مِنّی مَشَقَّهً .

و فی التَّهْذِیب:ثَقُلَ عَلَیَّ ،و بَلَغَ مِنِّی مَشَقَّهً ،و کُلُّ شَیْ ءٍ أَثْقَلَکَ فقَدْ أَبْهَظَکَ (2).

و بَهَظَ الرَّاحِلَهَ :أَوْقَرَهَا و حَمَلَ عَلَیْهَا فأَتْعَبَهَا ،و کُلُّ مَنْ کُلِّفَ مَا لا یُطِیقُهُ أَوْ لا یَجِدُهُ فهو مَبْهُوظٌ .

و بَهَظَ فُلاناً:أَخَذَ بفُقْمِهِ ،أَیْ بِذَقَنِهِ و لِحْیَتِهِ .

و فِی التَّهْذِیبِ عَنْ أَبِی زَیْدٍ: بَهَظْتُهُ :أَخَذْتُ بفُقْمِهِ :

و بفُغْمِهِ ،قالَ شَمِرٌ:أَرادَ بفُقْمِهِ :فَمَهُ ،و بفُغْمهِ :أَنْفَه.

و الفُقْمَانِ :هُمَا اللَّحْیانِ ،و أَخَذَ بفَغْوِهِ أَیْ بفَمِهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أَمْرٌ باهِظٌ ،أَیْ شاقٌ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ و الأَزْهَرِیّ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و القِرْنُ المَبْهُوظُ :المَغْلُوبُ .

و یُقَالُ : أَبْهَظَ حَوْضَهُ ،إِذا مَلأَهُ .و البَاهِظَهُ :الدَّاهِیَهُ ،کما فی العُبَابِ .

بیظ

البیْظُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:زَعَمُوا أَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ ،و لا أَدْرِی ما صِحَّتُهُ ،و قالُوا:هُوَ ماءُ الفحْل .

و قالَ قَوْمٌ :هُوَ ماءُ المرْأَه ،و قالَ ابنُ فارِسٍ :کَلِمَهٌ ما أَعْرِفُها فی صَحِیحِ کَلامِ العَرَبِ ،و لَوْلا أَنَّهُمْ ذَکَرُوها ما کانَ لإِثْباتِهَا وَجْهٌ . أَوْ هُوَ ماءُ الرَّجُل ،قالَهُ اللَّیْثُ ،قالَ :و لَمْ أَسْمَعْ منه فِعْلاً،و لا جَمْعاً،و إِن جُمِعَ فقِیاسُهُ البُیُوظُ و الأَبْیَاظُ .

و قال کُرَاع: البَیْظَهُ : رَحِمُ المَرْأَهِ ،و الجَمْعُ بَیْظٌ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: البَیْظَهُ :لُغَهٌ فی البَیْظِ .قالَ الشاعِرُ- یَصِفُ القَطا و أَنَّهُنَّ یَحْمِلْنَ الماءَ لفِراخِهِنَّ فی حَوَاصِلِهِنَّ - أَنْشَدهُ الفَرّاءُ:

حَمَلْنَ لَها مِیَاهاً فِی الأَدَاوَی

کما یَحْمِلْنَ فی البَیْظِ الفَظِیظَا

ص:460


1- (1) أهمله صاحب اللسان هنا و ذکره فی ماده شنظ عن مصعب.
2- (3) فی اللسان: [1]بهظک.

الفَظِیظُ :ماءُ الفَحْلِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : بَاظَ یَبِیظُ بَیْظاً :إِذا قَرَّرَ أَرُونَ أَبِی عُمَیْرٍ فی المَهْبِلِ کیَبُوظُ بَوْظاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

البَیْظُ :بَیْضُ النَّمْلِ خاصَّهُ ،و ما عَداه فبِالضَّادِ،ذَکَرَهُ العَلاَّمَهُ عَلِیُّ بنُ ظافِرٍ الإِسْکَنْدَرِیّ فی«بَدائع البَدائه» (1).

و البَیْظُ :بَقِیَّهُ الماءِ فی نُقْرَهِ البِئْرِ،و هی الحُفْرَهُ الَّتِی یَبْقَی فیها الماءُ بَعْدَ نَزْحِها.

و البَیْظُ :القِشْرُ الرَّقِیقُ الَّذِی فی البَیْضِ ،و هو الغِرْقِیءُ.

قالَ زُهَیْرٌ:

کَأَنَّ البَیْظَ لَقَّنَهُ قِنَاعاً

عَلَی الهاماتِ کَرّات الدُّهُورِ

و البَیْظُ أَیْضاً:خَیالُ وَجْهِ الإِنْسَانِ الیَمَانِیّ .قالَ العَلاّمَهُ عَلِیُّ بنُ تاجِ الدِّین القلعیّ رَحِمَهُ اللّه تَعَالَی فی«شَرْح بَدِیعِیَّتِهِ »و قد نَظَمَ هذِهِ المَعَانِیَ الأَرْبَعَهَ (2)الشِّهَابُ ابْنُ أُخْتِ الوَزِیرِ ابنِ المُجاوِر:

یا سادَهً فِی القَوَافِی قَلَّمَا تَرَکُوا

لمَاتِحِ البِئْرِ لَمْ یَتْرُکْ سِوَی البَیْظِ

حازَت قَوَافِیکُما الظاآتِ أَجْمَعَها

کمِثْلِ ما حِیزَ مُحُّ البَیْضِ بالبَیْظِ

لکِنْ مَوَاعِیدُ ناوِیکُمْ أَبُو دُلَفٍ

لا صِدْقَ فیها کمِثْلِ الآلِ و البَیْظِ

قالَ :هکَذَا نَقَلَهُ صاحِبُ بَدَائعِ البَدائهِ (3)عن العِقْدِ الفَرِید لابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ و اللّه أَعْلم.

فصل الجیم مع الظاءِ

جأظ

جَأَظَ مِنَ الماءِ،کمَنَعَ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللّسَانِ .و قال ابنُ عَبَّادٍ:أَی ثَقُل ،لُغَهٌ فی جَأَزَ،بالزّایِ .

جحظ

الجِحَاظُ ،ککِتَابٍ :مَحْجِرُ العَیْنِ فی بَعْض اللُّغَاتِ ،کما فی اللّسَان،و هو عن ابْنِ دُرَیْدٍ،قال الأَزْهَرِیُّ : و فی نُسْخَهٍ : الجِحَاظُ : حَرْفُ الکَمَرَهِ .

و جَحَظَتْ عَیْنُه،کمَنَعَ تَجْحَظُ جُحُوظاً : خَرَجَت مُقْلَتُها و ظَهَرَتْ ، أَوْ عَظُمَتْ و نَتَأَتْ ،کما فی الصّحاح،زادَ فی الجَمْهَرَهِ ،کالأُدْرَهِ فی الأَجْفانِ ،و الرَّجُلُ جاحِظٌ ،و جَحْظَمٌ ، و المِیمُ زائدَهٌ .

و مِن المَجَاز: جَحَظَ إِلَیْه عَمَلَهُ ،إِذا نَظَرَ فی عَمَلِهِ فرَأَی سُوءَ ما صَنَعَ .و قال الأَزْهَرِیّ :یُرادُ نَظَر فی وَجْهِه،فذَکَّرَهُ بِسُوءِ (4)صَنِیعِهِ ،قال:و العَرَبُ تَقولُ : لَأجْحَظَنَّ إِلَیْکَ أَثَرَ یَدِکَ ،یَعْنُون به لأُرِیَنَّک سُوءَ أَثَرِ یَدِکَ .

و منه التَّجْحِیظُ ،و هو تَحْدِیدُ النَّظَرِ .

و الجاحِظُ :لَقَبُ عَمْرِو بنِ بَحْرٍ ،هکَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

قال الذَّهَبِیّ فی الدِّیوَان:قال ثَعْلَبٌ :لَیْسَ بِثِقَهٍ و لا مَأْمُونٍ .

انتهی.

قُلتُ :رُوِیَ عن أَبِی عَمْرٍو أَنَّهُ جَرَی ذِکْرُ الجاحِظِ فی مَجْلِسِ أَبِی العَبَّاسِ أَحْمَدَ بنِ یَحْیَی فقال:

أَمْسِکُوا عن ذِکْرِ الجَاحِظِ ،فإِنّهُ غَیْرُ ثِقَهٍ و لا مَأْمُونٍ .قال الأَزْهَرِیّ :و کان الجَاحِظُ قد رَوَی عن الثِّقاتِ ما لَیْسَ مِنْ کَلامِهِمْ ،و کانَ قد أُوتِیَ بَسْطَهً فی لِسَانِهِ ،و بَیَاناً عَذْباً فی خِطَابِه،و مَجَالاً وَاسِعاً فی فُنُونِهِ ،غَیْرَ أَنّ أَهْلَ العِلْمِ و المَعْرِفه ذَمُّوهُ ،و عن الصِّدْقِ دَفَعُوه.و اللّه أَعْلَم.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

الجِحَاظُ ،ککِتَابٍ :خُرُوجُ مُقْلَهِ العَیْنِ ،کما فی المُحْکَم.

و فی التَّهْذِیب: الجُحُوظُ :نُتُوُّ المُقْلَهِ عن الحِجاج (5).

و رَجُلٌ جَاحِظُ العَیْنَیْنِ :إِذا کانَتْ حَدَقَتَاه خارِجَتَیْنِ .

و الجِحَاظَانِ :حَدَقَتا العَیْنِ ،عن اللَّیْثِ ،و نَقَلَه الجَوْهَرِیّ فقال:هُمَا الجِحَاظَتَانِ .و فی اللّسَان: الجَاحِظَتَانِ .

ص:461


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«البدایه».
2- (2) عن المطبوعه المصریه:«قوله المعانی الأربعه،لم یذکر فی الأبیات إلا ثلاثه ا ه ».
3- (3) بالأصل«البدایه».
4- (4) فی التهذیب:«سوء صنیعه»و مثله فی اللسان و [1]التکمله.
5- (5) فی التهذیب:الجحوظ :خروج المقله و نُتؤُها من الحجاج.

و هُمْ جُحْظٌ ،بالضَّمّ ،أَیّ شَاخِصُو الأَبْصَارِ، کجُحَّظٍ ، کرُکَّع.

و رَجُلٌ جِحْظایَهٌ ،بالکَسْر:کَثِیرُ اللَّحْمِ .

و ابن جُحَیْظَهَ :شاعِرٌ.

جحمظ

الجَحْمَظَه :القِمَاطُ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیّ عن اللَّیْث،و هو مَقْلُوبٌ عن الجَمْحَظَهِ ،کما سَیَأْتِی،و أَنشدَ اللَّیْثُ :

لَزّ إِلَیْهِ جَحْظَواناً مِدْلَظَا

فظَلَّ فِی نِسْعَتِه مُجَحْمَظَا

و الجَحْمَظَه : تَأَطِیرُ القَوْسِ بالوَتَرِ .

و الجَحْمَظَهُ : شَدُّ یَدَیِ الغُلامِ علی رُکْبَتَیْه لِیُضْرَبَ ، قالَهُ الکِسَائیّ ،و فی بَعْضِ الحِکایات هو بَعْضُ مَنْ جَحْمَظُوه ، أَو الجَحْمَظَهُ : الإِیثاقُ کَیْفَ کانَ ،نَقَلَهُ شَمِرٌ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،فِیما حَدَّثه الزُّبَیْرِی الأَسَدِیّ .

و الجَحْمَظَهُ : الإِسْرَاعُ فِی العَدْوِ ،و قد جَحْمَظَ .

و قال الصّاغَانِیّ :هو مَشْیُ القَصِیرِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

جظظ

جَظَّهُ :طَرَدَهُ ،و کَذلِکَ شَظَّه و أَرَّه،کَذا فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ .

و جَظَّه : صَرَعَه .

و جَظَّ المَرْأَهَ :جَامَعَهَا ،نَقَلَهُ الصّاغانِیّ .قال ابنُ عَبّادٍ:

و منه قَوْلُ أَبِی زَیْدٍ لامْرَأَتِهِ :أَتَدَعِینَنِی أَجُظُّکِ جَظَّهً ،أَوْ جَظَّتَیْنِ ،و أَلْحَقُ بِإِبِلی.

و جَظَّ الرَّجُلُ : عَدَا ،مِثْلُ عَظَّ ،کذَا فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ .

و جَظَّ ،إِذا سَمِنَ فِی (1)قِصَرٍ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و جَظَّهُ بالغُصَّهِ :مِثْلُ کَظَّهُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و أَجَظَّ ،إِذا تَکَبَّرَ وعَتَا ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و الجَظُّ :الرَّجُلُ الضَّخْمُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

16- و فی الحَدِیث (2): «أَهْلُ النَّارِ کُلُّ جَظّ مُسْتَکْبِرٍ». و قال بَعْضُهُم:هو الضَّخْمُ الکَثِیرُ اللَّحْم.و قال الفَرّاءُ: الجَظُّ :الطَّوِیلُ الجَسِیمُ الأَکُولُ الشَّرُوبُ البَطِرُ الکَفُورُ.قالَ :و هُوَ الجَوّاظُ ، و الجِعْظَار.

جعظ

ک الجَعْظِ بالفَتْحِ ،و هو العَظِیمُ المُسْتَکْبِر فی نَفْسِهِ ،کما جاءَ تَفْسِیرُهُ

14- فی الحَدِیثِ المَرْوِیّ عَن أَبِی هُرَیْرَهَ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم:قَالَ : «أَ لاَ أُنَبِّئُکُمْ بِأَهْلِ النَّارِ،کُلُّ جَظٍّ جَعْظٍ مُسْتَکْبِرٍ».

و الجَعْظُ أَیْضاً: السَّیِّ ءُ الخُلُقِ الَّذِی یَتَسَخَّطُ عِنْدَ الطَّعَامِ ،و قَدْ جَعِظَ جَعَظاً .

و جَعَظَهُ ، کَمَنَعَهُ :دَفَعَهُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ کأَجْعَظَهُ ،أَی دَفَعَهُ عَنْه وَ مَنَعَهُ .قال رُؤْبَهُ ،و یُرْوَی للعَجّاج:

تَوَاکَلُوا بالمِرْبَدِ العِنَاظَا

و الجُفْرَتَیْنِ تَرَکُوا إِجْعَاظَا

و فی التَّهْذِیبِ :أَنْشَدَ أَبُو سَعِیدٍ للعَجَّاج و فیه:

و الجُفْرَتَیْن أَجْعَظُوا إِجْعَاظاً

قال:مَعْناهُ أَنَّهُم تَعَظَّمُوا فی أَنْفُسهِم،و زَمُّوا بِأَنْفِهِمْ .

و الجعْظَانَهُ و الجِعْظانُ ،بکَسْرِهِما:القَصِیرُ اللَّحِیمُ .

و یُقَال:رَجُلٌ جِعْظَانَهٌ ،و مِنْهُم من رَوَاهُما بِکَسْرَتَیْن و تَشْدِید الظّاءِ (3).

و أَجْعَظَ الرَّجُلُ : هَرَبَ ،نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه،و به فُسِّرَ أَیْضاً قَوْلُ رُؤْبَهَ السَّابِقُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الجَعِظُ ،کَکَتِفٍ :لُغَهٌ فی الجَعْظِ ،«بالفَتح».

و الجِعْظَایَهُ ،بالکَسْرِ:القَصِیرُ الکَثِیرُ اللَّحْمِ ،الکَثِیرُ الأَکْلِ العَیِیُّ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و قَالَ ابنُ بَرّیّ :قَوْمٌ أَجْعَاظٌ ،أَی فُرَّارٌ.

و جَعَظَ عَلَیْنَا جَعْظاً :خَالَفَ عَلَیْنا و غَیَّرَ أُمُورَنا، کجَعَّظ تَجْعِیظاً ،کما فی اللِّسان.

جعمظ

الجُعْمُظُ ،کقُنْفُذٍ (4)أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال الصّاغَانِیُّ :هو الشَّیْخُ الضَّنِینُ الشَّرِهُ ،هکَذَا نَقَلَهُ ،و قد

ص:462


1- (1) فی التکمله:«مع قصر».
2- (2) فی اللسان:«و [1]روی عن النبی صلی اللّه علیه و سلّم أنه قال:ألا أنبئکم بأهل النار؟کل جعظ جظٌٍّّ مستکبر مناعٍ :و سیرد فی ماده جعظ التالیه.
3- (3) و هی روایه اللسان.
4- (4) ضبطه بالقلم فی التکمله یبالفتح فسکون ففتح.

تَصَحَّفَ عَلَیْه،و الصَّوابُ :الشَّحِیحُ الشَّرِهُ النَّهِمُ ،کما فی اللّسان،و صَرَّح غَیْرُ واحِدٍ أَنَّ المِیمَ زائده.

جفظ

الجَفِیظُ :المَقْتُولُ المُنْتَفِخُ ،رَوَاه سَلَمَهُ عن الفَرَّاءِ.

و الجَفْظُ :المَلْ ءُ ،عن ابْنِ عَبّاد.

و الجَفْظُ : قَلْسُ السَّفِینَهِ ،نَقَلَهَا الصّاغَانِیُّ .

و اجْفَاظَّت الجِیفَهُ ،و اجْفَأَظَّتْ ،کاحْمَارَّ و اطْمَأَنَّ :

انْتَفَخَتْ .قال الجَوْهَرِیُّ :و رُبما قالُوا: اجْفَأَظَّت ،فیُحَرِّکُونَ الأَلِفَ لاِجْتِمَاعِ الساکِنَیْنِ .قالَ :و قالَ ثَعْلَبٌ :هو بالحَاءِ تَصْحِیفٌ قُلْتُ :و قد رَوَاه ابنُ سِیدَه بالحَاءِ،و ذَکَرَهُ اللَّیْثُ فی المَوْضِعَیْن،و کَأَنَّهُ تَحَیَّرَ فِیها،و قَدْ رَدَّ عَلَیْهِمَا الأَزْهَرِیُّ ، و قالَ :الحاءُ تَصْحِیفٌ مُنْکَرٌ،و الصَّوابُ بالجِیمِ .قال:

و کَذا قَرَأْتُ فی نَوَادِرِ ابنِ بُزُرْجَ لَهُ بخَطِّ أَبِی الهَیْثَمِ ،قال:

المُجْفَئِظُّ :المَیِّتُ المُنْتَفِخُ .

قال الأَزْهَرِیُّ : و کُلُّ ما أَصْبَحَ عَلَی شَفَا المَوْتِ مِنْ مَرَضٍ أَو شَرٍّ أَصابَهُ فمُجْفَئِظٌّ ،کمُطْمَئِنٍّ .

قالَ شَیْخُنَا:و زَعَمَ ابْنُ عُصْفُورٍ فی«المُمْتِع»أَنَّ مِیمَ مُجْفَئظٍّ أَصْلِیَّهٌ ،و رَدَّهُ أَبُو حَیَّانَ بِمَا هو مَذْکُورٌ فی مَحَلِّهِ .

جلحظ

الجِلْحِظُ ،کزِبْرَجٍ ،و قِرْطاسٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال الصّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ :هو الکَثِیرُ الشّعرِ علی جَسَدِهِ مع ضِخَمٍ ، کالجِلْحِظاءِ ،بکَسْرِ الجِیمِ و سُکُونِ الَّلامِ و کَسْرِ الحاءِ ،و یُرْوَی مِثْلُ الجِرْبِیاءِ،کما فی العُبَابِ . و هی أَی الجِلْحِظاءُ : الأَرْضُ الغَلِیظَهُ ،کما رَواهُ ابنُ دُرَیْدٍ عن عَبْدِ الرَّحْمنِ (1)ابنِ أَخِی الأَصْمَعِیّ .قال:

و خالَفَه أَصْحابُنا،فقالُوا:جِلْخِظاء،بالخَاءِ المُعْجَمَهِ .قال الأَزْهَرِیُّ :و الصَّوابُ ما رَوَاه عَبْدُ الرَّحْمن ابنُ أَخِی الأَصْمَعِیّ .

قُلْتُ :و قَدْ سَبَقَ فی«جلحط »هذا البَحْثُ بِعَیْنِهِ ،و فِیهِ نَقَلَ ابنُ دُرَیْدٍ:أَرْضٌ جِلْحِطاء ،«بالحاءِ و الطاءِ»،نَقْلاً عن سِیبَوَیْه،قالَ :هکَذَا نَقَلَهُ و أَنا من الحَرْفِ أَوْجَرُ،لأَنِّی سَمِعْتُ ابْنَ أَخِی الأَصْمَعِیّ یَقُول:بالحَاءِ و الظّاءِ المُعْجَمَه، و سَأَلْتُه فقالَ :هکَذَا رَأَیْتُ فی کِتَابِ عَمِّی فَخِفْتُ أَن لا یَکُونَ سَمِعَهُ .و مَرَّ أَیضاً عن ابنِ عَبّادٍ:جِلخِطاء«بالخَاءِ المُعْجَمَه»،و هکَذَا فی نُسْخَهِ الجَمْهَرَه بِخَطِّ أَبِی سَهْلٍ ، فراجِعْهُ و تأَمَّلْ .

جلخظ

کالجِلْخَاظِ ،بالکَسْرِ، بالخَاءِ المُعْجَمَه،و قَدْ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو فی نَوادِرِ الأَعْرَابِ .هکَذَا،و نَصُّه:

جِلْظاءٌ مِنَ الأَرْضِ ،و جِلْخاظٌ ،و جِلْذَاء و جِلْذَانٌ کالجِلْخِظِ ،کزِبْرِجٍ (2).و الجِلْخِظاءِ أَو الصَّوابُ بالمُهْمَلَه ، کما قالَهُ الأَزْهَرِیّ .

جلظ

جلْظَاءٌ مِنَ الأَرْضِ ،«بالکَسْرِ »،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ: أَی الأَرْضُ الغَلِیظَهُ کما نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان فی تَرْکِیب«جلحظ » (3)استِطْراداً عن نَوَادِر الأَعْرَابِ .

و الجِلْوَاظُ ،بالکَسْر:سَیْفُ عامِرِ بْنِ الطُّفَیْل ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،قال:و هو القائِلُ فِیهِ یَوْمَ الرَّقمِ :

ثَأَرْتُ غَدَاهَ فارَقَنِی عقیلٌ

و لَمْ یُدْرَکْ به الثَّأْرُ المُنِیمُ

و تَحْتی الوَحْفُ ،و الجِلْواظُ سَیْفِی

فَکَیْفَ یَمَلُّ من لَوْمِی المُلِیمُ

و اجْلَوَّظَ البَعِیرُ، کاعْلَوَّط :اسْتَمَرَّ علی سَیْرِهِ و اسْتَقَام ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ،و فی بَعْض النُّسخ:اسْتَمَدّ.

جلفظ

الجِلْفَاظُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال الأَزْهَرِیُّ :هو مُصْلِحُ السُّفُن بالخَیُوطِ و الخِرَقِ و التَّقْیِیرِ،و به

16- یُرْوَی الحَدِیث: «و جَلْفَظَها الجِلْفَاظُ ». و فِعْلُهُ الجَلْفَظَهُ ،و قَدْ تَقَدَّمَ الکَلامُ فِیه فی حَرْفِ الطاءِ مَشْرُوحاً،و الحَدِیثُ رُوِیَ بالوَجْهَیْن،فراجِعْهُ .

جلمظ

الجِلْماظُ ،بالکَسْرِ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیّ .و قال أَبُو عَمْرٍو:هُوَ الرَّجُلُ الشَّهْوانُ لِکُلِّ شَیْ ءٍ ،کما فِی اللّسانِ و العُبَاب.

جلنظ

الجَلَنْظَی ،کحَبَنْطَی:الغَلِیظُ المَنْکِبَیْنِ ،عن ابن عَبّادٍ.

ص:463


1- (1) فی اللسان: [1]عبد الرحیم.
2- (2) قوله:«کالجلخظ بالخاء کالجلخظ کزبرخ»کذا فی القاموس و بهامشه عن نسخه أخری ورد فیها:هذه العباره مضروب علیها بنسخه المؤلف و بدلها هذه:کالجِلْخِظِ بالخاء و الجِلْخِظَاء.
3- (3) فی المطبوعه الکویتیه:«جلخظ »تصحیف.

قال: و اجْلَنْظَی الرَّجُلُ : امْتَلأَ غَضَباً.و قال غَیْرُه:

اجْلَنْظَی : اسْتَلْقَی علی ظَهْرهِ و رَفَعَ رِجْلَیْهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ أَبِی عُبَیْدٍ، أَوَ اجْلَنْظَی : اضْطَجَعَ علی جَنْبِهِ و اسْتَلْقَی علی قَفاهُ ،قالَهُ اللِّحْیَانِی.و به فُسِّرَ

16- قَوْلُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ: «إِذا اضْطَجَعْتُ لا أَجْلَنْظِی ». قاله اللِّحْیَانِیُّ ، أَی لا أَنَامُ نَوْمَهَ الکَسْلانِ ،و لکِنّی أَنامُ مُسْتَوْفِزاً.

و قالَ أَبو عُبَیْدٍ: اجْلَنْظَی ،إِذا انْبَسَطَ ،و کَذلِکَ اسْلَنْطحَ و اسْلَنْقَی،کما فی الجَمْهَرَهِ .و فی بَعْضِ النُّسَخ:اسْبَطَرَّ.

قال الجَوْهَرِیّ :و الأَلِفُ للإِلْحَاقِ ،و رُبما هُمِزَ،یُقَالُ :

اجْلَنْظَیْتُ ،و اجْلَنْظَأْتُ .ثمّ إِنَّ المُصَنِّف جَعَلَ النُّونَ أَصْلِیَّهً ، و لِذَا وَزَنَهُ بحَبَنْطَی.و عِنْدَ الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ و غَیْرِهما زائدَهٌ ،و لذا ذَکَرُوهُ فی تَرْکِیبِ «ج ل ظ »،فتَأَمَّلْ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:قال أَبو حاتِمٍ :أَنا فِی مُجْلَنْظٍ أَوْجَرُ.

جمحظ

الجَمْحَظَهُ ،بِتَقْدِیمِ المِیمِ علَی الحاءِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قالَ الصّاغَانِیُّ :هو القِمَاطُ ،کالجَحْمَظَه سَواء .

جمعظ

الجِمْعاظُ ،بالکَسْرِ هو الجِنْعاظ ،أَی:

الجافِی الغَلِیظُ .قُلْتُ :و الأَشْبَهُ أَنْ تَکُونَ المِیمُ زائده.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

جمظ

الجَمْظُ :أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و المُصَنِّف و صاحِبُ اللّسَان.و قال ابنُ عَبّادٍ:هو الخَنْقُ و الرَّبْطُ .یُقَالُ :

ما کَانَ مَجْمُوظاً،أَی ما کَانَ مَرْبُوطاً،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

جنعظ

الجِنْعاظَهُ ،بالکَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قالَ اللَّیْثُ :هو الَّذِی یَتَسَخَّطُ عندَ الطَّعامِ لسُوءِ خُلُقِهِ .

و قال غَیْرُه: الجِنْعاظَهُ : الأَکُولُ کالجِنْعِیظِ ،کقِنْدِیلٍ ، و هو القَصِیرُ الرِّجْلَیْن .

و جِنْعِظٌ کزِبْرِجٍ :الشَّیْخُ ،هکَذَا فی النُّسَخِ عن ابْنِ عَبّادٍ،و الصَّوابُ الشَّحِیحُ الشَّرِهُ الأَکُولُ .

و قال ابن دُرَیْدٍ: الجِنْعِظُ : الجَافِی الغَلِیظُ ،و قِیلَ :

الأَحْمَقُ ، کالجِنْعَاظِ ،بالکَسْرِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الجِنْعِیظُ ،بالکَسْرِ:القَصِیرُ الرِّجْلَیْنِ ،الغَلِیظُ الأَشَمُّ .

و الجِنْعاظُ و الجِنْعاظَهُ ،بکَسْرِهما:العَسِرُ الأَخْلاقِ .قال الراجِزُ:

جِنْعاظَهٌ بِأَهْلِهِ قَدْ بَرَّحَا

إِنْ لَمْ یَجِدْ یَوْماً طَعَاماً مُصْلَحَا

قَبَّحَ وَجْهاً لَمْ یَزَل مُقَبَّحَا

جوظ

الجُوَاظُ ،کغُرَاب:الضَّجَر و قِلَّه الصَّبْر فی (1)الأُمُور،قاله أَبُو سَعِیدٍ.یُقَالُ :ارْفُقْ بجُواظِکَ .و لا یُغْنِی جُوَاظُکَ عَنْکَ شَیْئاً.

و الجَوَّاظُ کشَدَّادٍ:الضَّخْمُ الجافِی الغَلِیظُ المُخْتَالُ فی مِشْیَتِه عن أَبِی زَیْدٍ.و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ لرُؤْبَهَ :

و سَیْفُ غَیّاظٍ لَهُمْ غَیّاظا

یَعْلُو (2)به ذا العَضَلِ الجَوّاظا

و یُقَالُ : الجَوَّاظُ هُوَ الکَثِیرُ الکَلامِ و الجَلَبَهِ فی الشَّرِّ .

و قال أَبُو زَیْدٍ:هو الجَمُوعُ المَنُوعُ الَّذِی جَمَعَ و مَنَعَ .

و قِیلَ :هو الصَّیَّاحُ الشِّرِّیرُ،قالَهُ النَّضْرُ و قِیلَ :هو الضَّجُورُ .و بِکُلّ ذلِکَ فُسِّرَ

14- قَوْلُه صلی اللّه علیه و سلّم: «أَهْلُ النَّارِ کُلُّ جَعْظَرِیٍّ جَوَّاظٍ ». کالجَوَّاظَهِ ،بالهاءِ.

و قیل: الجَوَّاظُ هو الفَاجِرُ (3)الکافِرُ،قالَهُ الفَرَّاءُ. و قال ثَعْلَبٌ :هو المُتَکَبِّرُ الجافِی .

و قد جاظَ یَجُوظُ جَوْظاً و جَوَظَاناً الأَخِیرُهُ مُحَرَّکَه أَی اخْتَالَ فی مِشْیَتِهِ ،و نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و لکِنَّهُ قالَ فی المَصْدَرِ الأَخِیرِ جَوَظاً مُحَرَّکَهً (4)،هکذا هو فی النُّسَخِ ،و فی نَصِّ ثَعْلَبٍ کما أَوْرَدَهُ المُصَنِّف.

و جَاظَ فُلاناً بالغُصَّهِ جَوْظاً : أَشْجَاهُ بِهَا عن ابن عَبّادٍ کجَظَّهُ جَظًّا.

و جَوَّظَ الرَّجُلُ تَجْوِیظاً و تَجَوَّظَ أَیْ سَعَی .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ جَوَّاظَهٌ :أَکُولٌ .و الجَوَّاظُ :القَصِیرُ البَطِینُ الأَکُولُ ، قاله أَبو زَیْدٍ.

ص:464


1- (1) فی اللسان و [1]التکمله:علی الأمور.
2- (2) فی الصحاح«فعلوا به»و المثبت کاللسان و الجمهره.
3- (3) فی القاموس:«العاجز»و المثبت کاللسان و [2]التکمله.
4- (4) فی الصحاح:جَوْظا بفتح فسکون ضبط قلم.و علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و جَوَظاناً و جَوَظاً.

و قال الفَرّاء:یُقَالُ للرَّجُلِ الطَّوِیلِ الجَسِیمِ الأَکُولِ الشَّرُوبِ البَطِرِ الکافِرِ: جَوّاظٌ جَعْظٌ جِعْظارٌ.

و جَوِظَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ :سَعَی،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللّسَانِ .

جیظ

جَاظَ یَجِیظُ (1) جَیَظاناً ،مُحَرَّکَهً أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ،أَی اخْتَالَ فی مِشْیَتِهِ ،فهُوَ جَیّاظٌ سَمِجُ المِشْیَهِ .

و جَاظَ فُلانٌ بِحِمْلِهِ یَجِیظُ جَیْظاً : مَشَی مُتَثاقِلاً .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

رَجُلٌ جَیّاظٌ :سَمِینٌ ،کَذا فی نَوادِر الأَعْرَاب.

فصل الحاءِ مع الظاءِ

حبظ

المُحْبَنْظِئُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ ،و هو کالمُحْبَنْطِئ بالطّاءِ زِنَه و مَعْنًی،و فی اللّسَان:أَی المُمْتَلِئُ غَضَباً ،کالمُحْظَنْبِئ، و قَدْ ذُکِرَ فی الهَمْزِ ،هکَذا هو فی النُّسَخِ و هو لَمْ یَذْکُرْهُ هُنَاکَ ،و قد أَغْفِلَ عن المُحْظَنْبِئ أَیْضاً فتَأَمَّلْ .

حربظ

حَرْبَظَ القَوْسَ حِرْباظاً،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللّسَان.

و قال ابنُ عَبّادٍ:أَی شَدَّ تَوْتِیرَها ،و هو مَقْلُوبُ حَظْرَبَهَا حَظْرَبَهً ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

یَرْمِی إِذا ما شَدَّدَ الأَرْعَاظَا

عَلَی قِسِیٍّ حُرْبِظَتْ حِرْبَاظَا

حضظ

الحُضُظُ ،بضَمَّتَیْن،و کصُرَدٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ هُنَا،و ذَکَرَهُ فی«ح ظ ظ »،فهُوَ لَمْ یُهْمِلْه کما زَعَمَ المُصَنِّفُ ،فالأَوْلَی کَتْبُهُ بالسَّوادِ،و هو دَواءٌ یُتَّخَذُ مِن أَبْوَالِ الإِبِلِ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:و ذَکَرُوا أَنَّ الخَلِیلَ کان یَقُولُهُ و لَمْ یَعْرِفْه أَصْحابُنا.

أَو الحُضُضُ ،و هو عُصارَهُ الشَّجَرِ المُرِّ.و فی العُبَابِ :

قال الفَرَّاءُ: الحُضُظُ و الحُضَظُ :الحُضُضُ (2)،قال:

أَرْقَشَ ظَمْآنَ إِذا عَضَّ لَفَظْ

أَمَرَّ مِنْ صَبْرٍ و مَقْرٍ و حُضَظْ

قُلْتُ :و حَکَی الجَوْهَرِیّ عن أَبِی عُبَیْدٍ عن الیَزِیدِیّ هکَذَا،قالَ :و أَنْشَدَ شَمِرٌ:

أَرْقَشَ ظَمْآنَ إِذَا عُصْرَ لَفَظْ

أَمَرَّ من صَبْرٍ و مَقْرٍ و حُضَظْ

فجَمَعَ بین الضَّادِ و الظَّاءِ.

قال الأَزْهَرِیّ :قال شَمِرٌ:و لَیْسَ فی کَلامِ العَرَبِ ضادٌ مع ظاءٍ غیر الحُضَظِ .

حظظ

الحَظُّ :النَّصِیبُ و الجَدُّ ،کما فی الصّحاح.

و زاد فی النّهَایَه:و البَخْتُ .

أَو خاصُّ بالنَّصِیبِ من الخَیْرِ و الفَضْلِ ،کما نَقَلَهُ اللَّیْثُ .یُقَالُ :فُلانٌ ذُو حَظٍّ و قِسْمٍ مِنَ الفَضْلِ قال:و لَمْ أَسْمَعْ مِن الحَظِّ فِعْلاً.و قالَ الأَزْهَرِیّ : للْحَظِّ فِعْلٌ عن العَرَبِ و إِنْ لَمْ یَعْرِفْهُ اللَّیْثُ و لَمْ یَسْمَعْهُ . ج فی القِلَّهِ أَحُظٌّ ، کأَشُدٍّ، و أَحاظٍ ،علی غَیْرِ قِیَاسٍ ،کَأَنَّهُ جَمْعُ أَحْظٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،أَی فی الکَثِیرِ،و أَنْشَدَ لِلشّاعِرِ:

و لَیْسَ الغِنَی و الفَقْرُ مِنْ حِیلَهِ الفَتَی

و لکِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ و جُدُودُ

قُلْتُ :أَنْشَدَهُ ابْنُ دُرَیْدٍ لِسُوَیْدِ بنِ خَذّاقٍ العَبْدِیّ ،و یُرْوَی لِلْمَعْلُوطِ بنِ بَدَلٍ القُرَیْعِیّ ،و صَدْرُه (3):

مَتَی ما یَرَی النّاسُ الغَنِیَّ و جارُه

فَقِیرٌ یَقُولُوا:عاجِزٌ و جَلِیدُ

قال ابنُ بَرّیّ :إِنَّمَا أَتَاه الغِنَی لِجَلادَتِه،و حُرِم الفَقِیرُ لِعَجْزِه و قِلّهِ مَعْرِفَتِهِ ،و لَیْس کما ظَنُّوا،بَلْ ذلِک مِنْ فِعْلِ القَسَّامِ ،و هو اللّهُ سُبْحَانَهُ و تَعَالَی،لِقَوْله: نَحْنُ قَسَمْنا بَیْنَهُمْ مَعِیشَتَهُمْ (4)قال:و قَوْلُهُ : أَحاظٍ علی غَیْر قِیاسٍ وَهَمٌ

ص:465


1- (1) بالأصل«جاظ یجیظ جیظاً و جیظاناً محرکه»بزیاده«جیظاً و»و لم ترد اللفظه فی القاموس فحذفناها.
2- (2) و نقلها فی التکمله أیضاً.
3- (3) کذا،یرید:و قبله.
4- (4) سوره الزخرف الآیه 32. [1]

منه،بل أَحاظٍ جَمْع أَحْظٍ ،و أَصْلُه أَحْظُظٌ ،فقُلِبت الظّاءُ الثّانِیَهُ یاءً،فصارَتْ أَحْظٍ ،ثُمّ جُمِعَتْ علی أَحاظٍ .

و فی الکَثِیرِ: حِظَاظٌ ،و حِظاءٌ ،بکَسْرِهِمَا ،الأَخِیرُ مَمْدُودٌ عن أَبِی زَیْدٍ.و الحِظَاظُ عن ابن جِنّی و أَنْشد:

و حُسَّدٍ أَوْشَلْتُ من حِظاظِهَا

عَلَی أَحاسِی الغَیْظِ و اکْتِظاظِها

و فی اللّسَان: أَحاظٍ و حِظَاءِ من مُحوَّل التَّضْعِیف،و لَیْسَ بقِیَاسٍ ،و قد تَقَدَّم ما فِیه قَرِیباً.

و قال أَبُو زَیْدٍ:جَمْعُ الحَظّ حُظٌّ ،و حُظُوظٌ ،و زادَ ابنُ عَبّادٍ: حُظُوظَهٌ ،بضَمِّهِنّ و هی جُمُوعُ الکَثْرَه،و منهُ قَوْلُ الشِّهَاب المَقَّرِیّ فی أَوّل قَصِیدَتهِ المَشْهُورَه:

و رَجُلٌ حَظٌّ ،و حَظِیظٌ ،نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ و حَظِّیٌّ ،علی النَّسَبِ ،کما فی النُّسَخ،أَو مَنْقُوص،کما نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ ، قالَ :و أَصْلُه حَظٌّ و الجَمْعُ أَحِظّاء، و مَحْظُوظٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیضاً،و هو قول أَبی عَمْرٍو،أَی مَجْدُودٌ ذُو حَظٍّ مِنَ الرِّزْق. و قَدْ حَظِظْتَ ،بالکَسْرِ ، تَحَظُّ فی الأَمْرِ، حَظًّا ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و الحُظُظُ بضَمَّتَیْن،و کصُرَدٍ:صَمْغٌ کالصَّبِر ،و قِیلَ :هو عُصارَهُ الشَّجَرِ المُرِّ،و قِیلَ :هو کُحْلُ الخَوْلاَنِ .قال الأَزْهَرِیّ :هو الحُدُلُ .

و قال الجَوْهَرِیّ :هو دَواءٌ،و قد مَرَّت لُغَاتُه،فصارَ فیه سِتُّ لُغَاتٍ (1).و أَنْشَدَ شَمِرٌ علی هذِه اللُّغَهِ :

أَمَرَّ مِنْ مَقْرٍ و صَبْرٍ و حُظَظْ

و أَحَظَّ الرَّجُلُ : صارَ ذَا حَظٍّ و بَخْتٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قال اللَّیْثُ :و نَاسٌ من أَهْلِ حِمْصَ یَقُولُونَ لِلْحَظِّ :

حَنْظ ،فإِذا جَمَعُوا رَجَعُوا إِلَی الحُظُوظِ ،و تِلْکَ النُّونُ عِنْدَهُمْ غُنَّهٌ ،و لَیْسَتْ بأَصْلِیَّهٍ (2).

و فُلانٌ أَحَظُّ من فُلانٍ ،أَی أَجَدُّ منه،نقله الجَوْهَرِیّ .

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ : أَحْظَیْتُه عَلَیْه فقد یَکُونُ من هذَا البَابِ ،عَلَی أَنَّه من المُحَوَّلِ ،و قد یَکُونُ من الحُظْوَهِ ،و سَیَأْتِی فی المُعْتَلِّ إِنْ شَاءَ اللّه تَعَالَی.

و قال أَبو الهَیْثَم فِیما کَتَبَه لابْنِ بُزُرْجَ :یُقَالُ :هُمْ یَحَظُّونَ بهم و یَجَدُّون،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ رادًّا به قَوْلَ اللَّیْثِ السَّابِقَ :

«و لَمْ أَسْمَعْ من الحَظِّ فِعْلاً».

و رَوَی سَلَمَهُ عن الفَرَّاءِ قال: الحَظِیظُ :الغَنِیُّ المُوسِرُ.

و قال غَیْرُه: أَحَظَّ الرَّجُلُ ،إِذا اسْتَغْنَی،کما فی العُبابِ و التَّکْمِلَهِ .

حفظ

حَفِظَهُ ،کعَلِمَهُ ، حِفْظاً : حَرَسَه ،کما فی الصّحاح.

و حَفِظَ القُرْآنَ :اسْتَظْهَرَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ أَیْضاً،أَی وَعَاهُ علی ظَهْرِ قَلْبٍ ،کما فی المِصْبَاحِ ،و هو من ذلِکَ .

و منهُ قَوْلُ المُحَدِّثین:عَرَض مَحْفُوظَاتهِ علَی فُلانٍ .

و حَفِظَ المَالَ و السِّرَّ: رَعاهُ ،و حَفِظَ الشَّیْ ءَ حِفْظاً فهو حَفِیظٌ عن اللِّحْیَانِیّ .

و رَجُلٌ حافِظٌ مِنْ قَوْمٍ حُفَّاظٍ ،و هُمْ الَّذِینَ رُزِقُوا حِفْظَ ما سَمِعُوا،و قَلَّمَا یَنْسَونَ شَیْئاً یَعُونَهُ ، و حافِظٌ من قَوْمٍ حَفَظَهٍ ، مُحَرَّکه ککَاتِبٍ و کَتَبهٍ . و رَجُلٌ حَافِظُ العَیْنِ أَیْ لا یَغْلِبُه النَّوْمُ عن اللِّحْیَانیّ ،و هو من ذلِکَ ،لِأَنَّ العَیْنَ تَحْفَظُ صاحِبَها إِذا لَمْ یَغْلِبْهَا النَّوْمُ .

و الحَفِیظُ :المُوَکَّلُ بالشَّیْ ءِ یَحْفَظُه ، کالحَافِظِ ،یُقَالُ :

فُلانٌ حَفِیظٌ عَلَیْکم،أَی حافِظٌ .و فی الصّحاح: الحَفِیظُ :

المُحافِظُ .و مِنْه قَوْلُه تَعالَی: وَ ما أَنَا عَلَیْکُمْ بِحَفِیظٍ (3).

و الحَفِیظُ فی الأَسْمَاءِ الحُسْنَی:الَّذِی لا یَعْزُب عَنْهُ شَیْ ءٌ مِثْقَالُ ذَرَّهٍ ،أَی عن حِفْظِهِ فی السَّمواتِ و لاَ فی

ص:466


1- (1) و هی الحُضُض و الحُضَض و الحُضُظ و الحُضَظ و الحُظُظ و الحُظَظ . و نقل عن أبی عمر الزاهد الحُضُذُ بالضاد و الذال انظر اللسان [1]فی مواد (حضض،و حضظ و حظظ ).
2- (2) العباره فی التهذیب و اللسان:و [2]لکنهم یجعلونها أصلیه.و بعدها فیهما: و إنما یجری هذا اللفظ علی ألسنتهم فی المشدد نحو الرزّ یقولون: رُنْز،و أترجّه یقولون:أترنجه.
3- (3) سوره هود الآیه 86. [3]

الأَرْضِ ،تَعالَی شَأْنُهُ ،و قد حَفِظَ علی خَلْقِهِ و عِبَادِه ما یَعْمَلُون مِنْ خَیْرٍ أَو شَرٍّ،و قد حَفِظَ السَّمواتِ و الأَرْضَ بِقُدْرَتِهِ وَ لا یَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِیُّ الْعَظِیمُ (1)و فی التَّنْزِیل العَزِیز: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِیدٌ، فِی لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (2)،و قُرِیءَ « مَحْفُوظٌ » و هو نَعْتٌ لُلقُرْآن،و کَذا قَولُه تَعَالَی: فاللَّهُ خَیْرٌ حِفْظاً (3)،و قَرَأَ الکُوفِیُّون-غَیْرَ أَبِی بَکْرٍ: « حافِظاً » ،و عَلَی الأَوَّلِ أَیْ حِفْظُ اللَّهِ خَیْرُ حِفْظٍ ، و عَلَی الثّانی بالمُرَادِ اللّه خَیْرُ الحَافِظِینَ .و قَوْلُه تَعَالَی:

یَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ (4)،أَی ذلِکَ الحِفْظ من أَمْرِ اللّه.

و قال النَّضْرُ: الحَافِظُ :الطَّرِیقُ البَیِّنُ المُسْتَقِیمُ الَّذِی لا یَنْقَطِعُ ،و هو مَجَازٌ.قال:فأَمَّا الطَّرِیقُ الَّذِی یَبِینُ مَرَّهً ثمَّ یَنْقَطِعُ أَثَرُهُ فَلَیْسَ بحَافِظٍ .

و الحَفَظَهُ ،مُحَرَّکَهً :الَّذِینَ یُحْصُونَ أَعْمَالَ العِبَادِ و یَکْتُبُونَها عَلَیْهِم، مِنَ المَلائکَه،و هم الحَافِظُونَ .و فی التَّنْزِیلِ : وَ إِنَّ عَلَیْکُمْ لَحافِظِینَ (5)،و أَخْصَرُ مِنْهُ عِبَارَهُ الجَوْهَرِیّ :و الحَفَظَهُ :المَلائکَهُ الَّذِین یَکْتُبُونَ أَعْمَالَ بَنِی آدَم.

و الحِفْظَهُ ،بالکَسْرِ،و الحَفِیظَهُ :الحَمِیَّهُ و الغَضَبُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،زادَ غَیْرُه:لحُرْمَهٍ تُنْتَهَکُ مِنْ حُرُماتِکَ ،أَو جَارٍ ذِی قَرَابَهٍ یُظْلَمُ مِنْ ذَوِیکَ ،أَو عَهْدٍ یُنْکَثُ .شاهِدُ الأَوَّلِ قَوْلُ العَجّاج:

معَ الجلاَ ولائِحِ القَتِیرِ

و حِفْظَهٍ أَکَنَّها ضَمِیرِی

فُسِّرَ عَلَی غَضْبَهٍ أَجَنَّها قَلْبِی.

و شاهِدُ الثّانِیَهِ قَوْلُ الشاعِرِ:

و ما العَفْوُ إِلاَّ لامْرِیءٍ ذِی حَفِیظَهٍ

مَتَی یُعْفَ عَنْ ذَنْبِ امْرِیءِ السَّوْءِ یَلْجَجِ

و قال قُرَیْطُ بنُ أُنَیْفٍ :

إِذاً لَقَامَ بِنَصْرِی مَعْشَرٌ خُشُنٌ

عِنْدَ الحَفِیظَهِ إِنْ ذُو لُوثَهٍ لاَنَا

و فی التَّهْذِیبِ :و الحِفْظَهُ :اسْمٌ من الاحْتِفَاظ عِنْدَمَا یُرَی مِنْ حَفِیظَهِ الرَّجُلِ ،یَقُولُونَ : أَحْفَظَه حِفْظَهً أَی أَغْضَبَهُ .

و منه

16- حَدِیثُ حُنَیْنٍ : «أَرَدْتُ أَنْ أُحْفِظَ النَّاسَ و أَنْ یُقَاتِلُوا عن أَهْلِیهِم و أَمْوَالِهِمْ ».

16- و فی حَدِیث آخَرَ: «فَبَدَرَت مِنّی کَلِمَهٌ أَحْفَظَتْهُ ». أَی أَغْضَبَتْهُ فاحْتَفَظَ ،أَیْ غَضِبَ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ لِلْعُجَیْرِ السَّلُولِیّ :

بَعِیدٌ من الشَّیْ ءِ القَلِیلِ احْتِفاظُهُ

عَلَیْکَ ،و مَنْزُورُ الرِّضا حِینَ یَغْضَبُ

أَوْ لا یَکُونُ الإِحْفَاظُ إِلاّ بِکَلامٍ قَبِیحٍ مِنَ الَّذِی تَعَرَّضَ لَهُ و إِسْمَاعِه إِیّاه ما یَکْرَهُ .

و المُحَافَظَهُ :المُوَاظَبَهُ علی الأَمْرِ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی:

حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ (6)أَیْ صَلُّوها فی أَوْقاتِها.و قال الأَزْهَرِیّ :أَی وَاظِبُوا علی إِقَامَتِهَا فی مَوَاقِیتِهَا.و یُقَالُ :

حافَظَ عَلَی الأَمْرِ،و ثابَرَ عَلَیْه[بمعنی] (7)،و حَارَض (8)و بَارَک،إِذا داوَمَ عَلَیْه.و قال غَیْرُه: المُحَافَظَهُ :المُرَاقَبَهُ ، و هو من ذلِکَ .

و المُحَافَظَهُ : الذَّبُّ عَنِ المَحَارِمِ ،و المَنْعُ عِنْدَ الحُرُوبِ ، کالحِفاظِ ،بالکَسْرِ،و إِطْلاقُهُ یُوهِمُ الفَتْحَ ،و لَیْسَ کَذلِکَ ،یُقَال:إِنّهُ لَذُو حِفَاظٍ ،و ذُو مُحَافَظَهٍ ،إِذا کانَتْ له أَنَفَهٌ .قال رُؤْبَهُ -و یُرْوَی للعَجّاجِ :

إِنَّا أُناسٌ نَلْزَمُ الحِفَاظا

إِذْ سَئِمَتْ رَبِیعَهُ الکِظَاظَا

و یُقَالُ : الحِفَاظُ : المُحَافَظَهُ علی العَهْدِ،و الوَفَاءُ بالعَقْدِ، و التَّمَسُّکُ بالوُدِّ.

و الاسْمُ الحَفِیظَهُ ،قالَ زُهَیْر (9):

یَسُوسُون أَحْلاماً بَعِیداً أَناتُهَا

و إِنْ غَضِبُوا جاءَ الحَفِیظَهُ و الجِدُّ 10

ص:467


1- (1) سوره البقره الآیه 255. [1]
2- (2) سوره البروج الآیتان 21 و 22. [2]
3- (3) سوره یوسف الآیه 64. [3]
4- (4) سوره الرعد الآیه 11. [4]
5- (5) سوره الانفطار الآیه 10. [5]
6- (6) سوره البقره الآیه 238. [6]
7- (7) زیاده فی التهذیب.
8- (8) عن التهذیب و بالأصل و اللسان:«و حارص»تحریف.
9- (9) الأصل و اللسان و [7]فی الأساس:الحطیئه.

و الجَمْعُ الحَفائظُ ،و منه قَولُهم:« الحَفائِظُ تُذْهِبُ الأَحْقَادَ»،أَیْ إِذا رَأَیْتَ حَمِیمَکَ یُظْلَمُ حَمِیتَ لَهُ ،و إِنْ کانَ فی قَلْبِکَ عَلَیْهِ حِقْدٌ،کما فی الصّحاح.

و احْتَفَظَهُ لِنَفْسِهِ :خَصَّها بِهِ .یُقَالُ : احْتَفَظْتُ بالشَّیْ ءِ لِنَفْسِی.و فی الصّحاح:یُقَال: احْتَفِظْ بِهذَا الشَّیْ ءِ،أَیْ احْفَظْهُ .

و التَّحَفُّظُ :الاحْتِرازُ ،یُقَالُ : تَحَفَّظ عنه،أَی احْتَرز.

و فی المُحْکَمِ : الحِفْظُ :نَقِیضُ النِّسْیَان،و هو التَّعَاهُدُ و قِلَّهُ الغَفْلَهِ .

و فی العُبَابِ ،و الصّحاحِ : التَّحَفُّظُ :التَّیَقُّظُ و قِلَّهُ الغَفْلَهِ ، و لکِنْ هکَذَا فی النُّسَخِ بِغَیْرِ وَاوِ العَطْفِ .و الحِفْظُ :قِلَّهُ الغَفْلَهِ فشَرَحْنَاهُ بِمَا ذَکَرْنَا،و الأَوْلَی:و قِلَّه الغَفْلَه،لیَکُونَ مِنْ مَعَانِی التَّحَفُّظِ ،کما فی العُبَابِ و الصّحاح،فتَأَمَّلْ .

و فی اللِّسَانِ : التَّحَفُّظُ :قِلَّهُ الغَفْلَهِ فی الأُمُورِ و الکَلامِ ، و التَّیَقُّظ مِن السَّقْطَهِ ،کَأَنَّهُ حَذِرٌ مِنَ السُّقُوطِ ،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

إِنِّی لأُبْغِضُ عاشقاً مُتَحفِّظاً

لَمْ تَتَّهِمْهُ أَعْیُنٌ و قُلُوبُ

و اسْتَحْفَظَه إِیّاهُ ،أَی سَأَلَه أَنْ یَحْفَظَهُ ،کما فی الصّحاح، و لَیْسَ فِیه«إِیّاه»زَادَ الصّاغَانِیّ :مالاً أَوْ سِرًّا.

و قَوْلُه تَعالَی: بِمَا اُسْتُحْفِظُوا مِنْ کِتابِ اللّهِ 1،أَی اسْتُودِعُوه و ائْتُمِنُوا عَلَیْه.و حَکَی ابنُ بَرِّیّ عن القَزَّازِ قال:

اسْتَحْفَظْتُه الشَّیْ ءَ:جَعَلْتُه عِنْدَهُ یَحْفَظُهُ ،یتَعَدَّی إِلی مَفْعُولَیْنِ ،و مِثْلُه:کَتَبْتُ الکِتَابَ و اسْتَکْتَبْتُه الکِتابَ .

و احْفاظَّتِ الحَیَّهُ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،صَوابُه الجِیفَهُ احْفِیظاظاً : انْتَفَخَت ،هکذا ذَکَرَهُ ابنُ سِیدَه فی الحَاءِ.و رَوَاه الأَزْهَرِیّ عن اللَّیْثِ فی الجِیمِ و الحَاءِ: أَو الصَّوابُ بالجِیمِ وَحْدَه،و الحاءُ تصْحِیفٌ مُنْکَرٌ،قالَه الأَزْهَرِیّ .قال:و قَدْ ذَکَرَ اللَّیْثُ هذَا الحَرْفَ فی بابِ الجِیم أَیضاً،فَظَنَنْتُ أَنَّه کانَ مُتَحَیِّراً فیه،فذَکَرَهُ فی مَوْضِعَین.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

و قَدْ یَکُونُ الحَفِیظُ مُتَعَدِّیاً،یُقَال:هُوَ حَفِیظٌ عِلْمَکَ و عِلْمَ غَیْرِکَ .

و تَحَفّظْتُ الکِتَابَ ،أَی اسْتَظْهَرْتُهُ شَیْئاً بَعْدَ شَیْ ءٍ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و المُحْفِظاتُ :الأُمُورُ الَّتِی تُحْفِظُ الرَّجُلَ ،أَی تُغْضِبُهُ إِذا وُتِرَ فی حَمِیمِهِ ،أَو فی جِیرَانِهِ .قال القَطامِیُّ :

أَخُوکَ الَّذِی لا تَمْلِکُ الحِسَّ نَفْسُه

و تَرْفَضُّ عِنْدَ المُحْفِظات الکتائفُ

یَقُولُ :إِذا اسْتَوْحَشَ الرَّجُلُ مِنْ ذِی قَرابَتِهِ ،فاضْطَغَنَ علیه سَخِیمَهً ،لإِساءَهٍ کانَتْ مِنْهُ إِلَیْه فَأَوْحَشَتْهُ ،ثُمَّ رَآه یُضامُ ،زَالَ عن قَلْبِهِ ما احْتَقَدَهُ عَلَیْهِ و غَضِبَ لَهُ ،فَنَصَرَهُ و انْتَصَرَ لَهُ مِنْ ظُلْمه.

و حُرَم الرَّجُلِ مُحْفِظاتُه أَیْضاً.

و یُقَالُ :تَقَلَّدَتْ 2بحَفِیظِ الدُّرِّ،أَی بمَحْفُوظِهِ و مکْنُونِه، لنَفاسَتِهِ .و فی المَثَلِ «المَقْدرَهُ تُذْهِبُ الحَفِیظَهَ »یُضْرَبُ لِوُجُوب العَفْوِ عند المَقْدرَهِ ،کما فی الأساسِ .

و الحَفِیظَهُ :الخَرَزُ یُعَلَّقُ علی الصَّبِیّ .

و رَجُلٌ حُفَظَهٌ ،کهُمَزه،أَیْ کَثِیرُ الحِفْظِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و المَحْفُوظُ :الوَلَدُ الصَّغِیرُ،مَکِّیّه،و الجَمْعُ مَحَافِیظُ ، تَفاؤُلاً.

و الحَافِظُ عِنْدَ المُحَدّثِینَ مَعْرُوفٌ ،إِلاَّ أَبا مُحَمَّدٍ النَّعّالَ الحافِظَ ،فإِنَّهُ لُقِّبَ به لحِفْظِهِ النِّعالَ .

حمظ

حَمَظَهُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِب اللّسَان.

و قال أَبُو تُرَابٍ :أَیْ عَصَرَه ،کحَمَزَه،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

حنظ

رَجُلٌ حِنْظِیَانٌ ،بالکَسْرِ ،أَی فَحَّاشٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ هکَذَا.قالَ :و حَکَی الأَمَوِیُّ خِنْظِیَانٌ ،بالخَاءِ المُعْجَمَهِ .قالَ الأَزْهَرِیّ :و کَذلِکَ :حِنْذِیان،و خِنْذِیان، و عِنْظِیَان.

و فی العُبَابِ :یُقَال للمَرْأَهِ : هی تُحَنْظِی ،أَی تَتَفاحَشُ ،

ص:468

و کذلک تُخَنْظِی،و تُحَنْذِی،و تُخَنْذِی،و تُعَنْظِی:إِذا کانَتْ بَذِیَّهً فَحَّاشَهً .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

حَنْظَی بِهِ ،أَی نَدَّدَ بِه،و أَسْمَعَهُ المَکْرُوهَ ،و الأَلِفُ لِلإِلْحَاقِ بدَحْرَجَ ،کما فی الصّحاح،و المُصَنِّفُ ذَکَرَه فی «خ ن ظ »،کما سَیَأْتِی قَرِیباً.

و فی العُبَابِ :ذَکَرَ الخارْزَنْجِیّ فی هذا التَّرْکِیبِ عَنْزٌ حُنْظِئَهٌ علی وَزْنِ زُؤْزِئَه،و هی العَرِیضَهُ الضَّخْمَهُ .و هِیَ أَیْضاً القَمْلَهُ الضَّخْمَهُ ،و جَمْعُهَا حَنَاظِئُ ،بالهَمْزِ،و کَذلِک الحِنْظِئَه علی وَزْن هِبْرِئهٍ :هِیَ العَرِیضَهُ المَلآنهُ .قالَ :

و رَجُلٌ حِنْظَأْوهٌ :عَظِیمُ البَطْنِ ،قال:و حَناظِئُ المَدِینَه:

نُشُوزُهَا،الوَاحِدَهُ حُنْظُوَهٌ ،قِیلَ :هِیَ قِیرَانٌ صِغَارٌ فی الأَرْضِ سَهْلَهٍ .

قال الصّاغَانِیّ :أَمّا الحُنْظِئَه و الحِنْظِئَهُ و الحِنْظَأْوَهُ -بالظاءِ المُعْجَمَه-فتَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ فیهِنَّ بالطَّاءِ المُهْمَلَهِ (1).

و أَما خَنَاظِیءُ المَدِینَه«فبالخاءِ المُعْجَمَهِ »و تَبِعَهُ ابنُ عَبّادٍ علی التَّصْحِیف فی الکَلِمَاتِ الأَرْبَع.

و قالَ ابنُ بَرِّیّ : أَحْنَظْتُ الرَّجُلَ :أَعْطَیْتُه صِلَهً أَو أُجْرَهً .

زاد ابنُ السِّید فی الفَرْق:و الرَّجُلُ الَّذِی أُعْطِیَ أُجْرَهً عَلَی عَمَلٍ عَمِلَهُ ،أَو صِلَهً علی خَبَرٍ جاءَ به: حَنِیظٌ ،کأَمِیرٍ.

و الحَنْظُ :لُغَهٌ فی الحَظِّ ،و قد تَقَدَّم.

فصل الخاءِ مع الظاءِ

اشاره

هذا الفَصْلُ مَکْتُوب بالحُمْرَهِ فی سائِر النُّسَخ،علی أَنَّهُ ساقِطٌ من الصّحاح برُمَّتهِ ،و لَیْسَ کذلِک،فإِنَّ الجَوْهَرِیّ ذکرَ خِنْظِیان،بالخاءِ نَقْلاً عن الأُمَوِیّ (2)،کما سَیَأْتی،فالأَوْلی کَتْبُه بالسَّوادِ.

خظظ

خظَّ الرَّجُلُ ،أَهْمَلهُ اللَّیْثُ و الجَوْهَرِیُّ ،و رَوَی أَبُو العَبَّاسِ عن[عمرٍو عن] (3)أَبِیهِ أَنَّه قال: أَخظَّ الرَّجُلُ :

إِذا اسْتَرْخَی بَدَنُه ،هکذا فی النُّسخ،و صَوابُه:بَطْنُه و انْدَال ،ثُمَّ المَوْجُود عِنْدَنا فی النُّسَخِ : خظَّ الرَّجُلُ ، و صَوَابُه أَخظَّ ،کما ذَکَرْنا،و هو هکذا فی التهذِیبِ ، و اللِّسَانِ ،و العُبَابِ ،و التَّکْمِلَه.

خنظ

خُنْظُ وَهُ الجَبَلِ ،بالضَّمِّ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، و قال الخارْزَنْجِیّ :أَی أَعْلاَهُ ،و لکِنَّهُ رَوَاه بالحَاءِ،و تَبِعَهُ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،فذَکَرَهُ فی الحَاءِ (4)،و نَبَّه عَلیْه فی العُبَابِ أَنَّ الحَاءَ تَصْحِیفٌ ،و الصَّواب بالخاءِ،و الجَمْع الخَناظِی.

و الخِنْظِیَانُ :الحِنْظِیانُ ،زِنهً و مَعْنًی،و هذا قد نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن الأُمَوِیّ ،و أَشارَ إِلَیْهِ فی«ح ن ظ »،فمِثْلُ هذا لا یُقالُ لهُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .

و خَنْظَی به ،بالخاءِ،و ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیّ فی الحاءِ،أَی سَمَّعَ بِهِ و نَدَّدَ،و قِیلَ : سَخِرَ به، و قیل: أَغْرَی و أَفْسَدَ .

و فی الصّحاح:أَیّ نَدَّدَ به و أَسْمَعَهُ المَکْرُوهَ ،و الأَلِفُ للإِلْحَاقِ بدَحْرَجَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المَرْأَهُ تُخَنْظِی أَی (5)تَتَفَاحَشُ ،کتُحَنْظِی و تُعَنْظِی.قال جَنْدَلَ بنُ المُثَنَّی الحارِثِی:

حَتَّی إِذا أَجْرَسَ کُلُّ طائرِ

قَامَتْ تُخَنْظِی بِکَ سَمْعَ الحاضِرِ

فصل الدال مع الظاءِ

دأظ

دَأَظهُ ،کمَنَعَهُ :مَلأَه ،یُقالُ : دَأَظَ السِّقاءَ و الوِعَاءَ،أَی مَلأَهُمَا،نَقَلَهُ أَبُو زَیْدٍ فی کِتابِ الهَمْزِ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ :

لَقَدْ فَدَی أَعْناقَهُنَّ المَحْضُ

و الدَّأْظُ حَتَّی ما لَهُنَّ غَرْضُ (6)

ص:469


1- (1) انظر اللسان«حنطأ».
2- (2) الصحاح ماده حنظ .
3- (3) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
4- (4) فی التکمله:الحُنْظُوه:النشر.
5- (5) فی المطبوعه الکویتیه:«أن»تصحیف.
6- (6) فی التهذیب دأض: و الدأظ حتی لا یکون غرضُ و فسره قال:و یقول فداهن ألبانهن من أن ینحرن.قال:و الغرض أن یکون فی جلودها نقصان.

هکذا أَنْشَدَهُ یَعْقُوبُ و أَبُو زَیْدٍ،و أَوْرَدَ الأَزْهَرِیُّ هذِه الکَلِمَهَ فی أَثْناءِ تَرْجَمَهِ «د أ ض»قال:و رَوَاهُ أَبو زَیْدٍ الدَّأْظُ ،قال:و کَذلِکَ أَقْرَأَنِیه المُنْذِرِیّ عن أَبِی الهَیْثمِ ، و فسَّرَهُ فقال: الدَّأْظُ :السِّمَنُ و الامْتِلاءُ.و حُکِیَ عن الأَصْمَعِیّ أَنّهُ رَوَاهُ :الدَّأْض،و جَوَّزَ الظاءَ أَیْضاً،و قد تَقَدَّم هُناک.و کذلِک رُوِی بالصّادِ أَیْضاً،کما تقدَّم.

و دَأَظ القُرْحَهَ یَدْأَظُها دَأْظاً : غَمَزَها فانْفَضَخَتْ .

و دَأَظَ فُلانٌ دَأَظاً ،أَی سَمِنَ و امْتَلأَ،نَقَلَهُ یَعْقُوبُ و أَبُو الهَیْثَمِ .

و دَأَظَ فُلاناً:غَاظَه،فهُوَ مَدْءُوظٌ ،أَی مَغِیظٌ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

دَأَظَه یَدْأَظُهُ دَأْظاً ،أَی خَنَقَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و حَکَی ابنُ بَرِّیّ : دَأَظْتُ الرَّجُلَ :أَکْرَهْتُهُ أَنْ یَأْکُلَ علی الشِّبَعِ .

و دَأَظَ المَتَاعَ فی الوِعاءِ،إِذا کَنَزَه فِیهِ حَتَّی یَمْلأَهُ .

دظظ

الدَّظُّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال اللَّیْثُ :هو الشَّلُّ و الطَّرْدُ یَمَانِیّه.قالَ ابنُ فارِسٍ :الدّالُ و الظّاء لَیْسَ أَصْلاً یُعَوَّلُ عَلَیْه و لا یُقَاسُ مِنْه.و ذَکَرُوا عن الخَلِیلِ أَنَّهُ یُقال: دَظَظْناهُمْ فی الحَرْبِ نَدُظُّهم دَظًّا ،أَی شَلَلْناهُمْ .

و لَیْسَ ذا بِشَیْ ءٍ.قال الأَزْهَرِیُّ :لا أَحْفَظُ الدَّظَّ لغَیْرِ اللَّیْثِ .

دعظ

الدَّعْظُ ،کالمَنْعِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ اللَّیْثُ : إِدْخالُ الذَّکَرِ فی الفَرْجِ کُلِّهِ .و نَصُّ اللَّیْثِ :إِیعَابُ الذَّکَرِ کُلِّهِ فی فَرْجِ المَرْأَهِ .یُقَالُ : دَعَظَها به،و دَعَظَهُ فِیها و کَذلِکَ دَعْمَظَهُ فِیها إِذا أَدْخَلَهُ کُلَّه فِیها.و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ:

الدّعْظُ یُکْنَی بِه عن الجِمَاعِ .یُقَالُ : دَعَظَهَا یَدْعَظُهَا دَعْظاً ، أَی نَکَحَها.

و قال ابنُ السِّکِّیتِ فی«کتاب الأَلفاظِ » (1): الدِّعْظایَهُ ، بالکَسْرِ:القَصِیرُ .و قال فِی مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ هذا الکِتابِ (2):

و مِنَ الرِّجَالِ : الدِّعْظایَهُ و هُوَ الکَثِیرُ اللَّحْمِ ،و لَوْ طَالَ .

و قال أَبو عَمْرٍو:الدِّعْکَایَهُ ،و الدِّعْظَایَهُ ،هُمَا الکَثِیرَا اللَّحْمِ ،طالا أَوْ قَصُرا.و قالَ فی مَوْضِعٍ :الجِعْظَایَهُ بهذَا المَعْنَی،و قد تَقَدَّمَ فی مَوْضِعِهِ .

دعمظ

دَعْمَظَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال اللَّیْثُ : دَعْمَظَ ذَکَرَهُ فِیها :أَدْخَلَهُ کُلُّهُ ، کدَعَظَهُ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الدُّعْمُوظُ ، کعُصْفُورٍ:السَّیِّ ءُ الخُلُقِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

دَعْمَظْتُه :أَوْقَعْتُه فی الشَّرِّ،نَقَلَهُ ابنُ بَرّیّ و ابنُ دُرَیْدٍ.

دقظ

و مِمَّا اسْتَدْرَکَ الصّاغَانِیّ هُنَا فی التَّکْمِلَه:

الدَّقِظُ ،و الدَّقْظَانُ :الغَضْبانُ ،عن ابن عَبَّادٍ (3).و جَعَلَ الذّالَ المُعْجَمَهَ و الطَّاءَ المُهْمَلَه تَصْحِیفاً.و فی العُباب:إِنّمَا التَّصْحِیفُ ما وَقَع فیه،و الصَّوابُ أَنَّهُ بالذَّالِ المُعْجَمَه و الطاءِ المُهْمَلَهِ ،کما تَقَدَّم فی مَوْضِعِه.

دلظ

دَلَظَهُ یَدْلِظُهُ دَلْظاً : ضَرَبَهُ و دَفَعَهُ ،نَقَلهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ،قال:حَکاهُ عَنْهُ أَبُو عُبَیْدٍ،وَ وَقَعَ فی العُبَابِ عن ابنِ دُرَیْدٍ بَدَلَ أَبِی زَیْدٍ،و هو غَلَطٌ . أَوْ دَلَظَهُ : دَفَعَهُ فی صَدْرِهِ ،و فی التَّهْذِیب: دَلَظَهُ :وَکَزَهُ ،و لَهَزَهُ .

و دَلَظَ فی سَیْرِهِ :مَرَّ مُسْرِعاً ،نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ عن السَّیرافیّ .

و المِدْلَظُ کمِنْبَرٍ،و الدِّلَظُّ ،مِثْلُ خِدَبٍّ :الشَّدِیدُ الدَّفْعِ ، کما فی اللِّسَان.

و انْدَلَظَ الماءُ:تَدَافَعَ ،و فی اللِّسَان:انْدَفَعَ .

و ادْلَنْظَی الرَّجُلُ : مَرَّ فأَسْرَعَ ،کدَلَظَ .

و ادْلَنْظَی : سَمِنَ و غَلُظَ .

و الدَّلِیظُ ، کَأَمِیرٍ:المُدَفَّعُ عن أَبْوَابِ المُلُوکِ ،عَنْ ابنِ عَبّادٍ.

و الدِّلاظُ ککِتَابٍ :المُدَافَعَهُ عن ابنِ عَبّادٍ أَیْضاً.و أَنْشَدَ غَیْرُه لِرُؤْبَهَ -و یُرْوَی لِلْعَجَّاج:

قَدْ وَجَدُوا أَرْکَانَنا غِلاظا

و عَرَکاً مِنْ زَحْمِنَا دِلاظا

و قال ابنُ الأَنْبَارِیّ :رَجُلٌ دَلَظَی ،غَیْر مُعْرَبٍ ، کجَمَزَی:مَنْ تَحِیدُ عَنْهُ ،و لا تَقِفُ لَهُ فی الحَرْبِ ،نَقَلَهُ

ص:470


1- (1) انظر تهذیب الألفاظ ص 246.
2- (2) تهذیب الألفاظ ص 138.
3- (3) وردت الماده أیضاً فی اللسان نقلاً عن ابن بری و ذکر المعنی نفسه و شاهده فیه قول أمیه بن أبی الصلت: من کان مکتئباً من سنتی دقظاً فراب فی صدره ما عاش دقظانا.

الصّاغَانِیّ و صَاحِبُ اللِّسَان،و قال ابنُ بَرّیّ : دَلَظَی و جَمَزَی و حَیَدَی،هذِه الأَحْرُفُ الثَّلاثَهُ یُوصَفُ بِهَا المُذَکَّرُ و المُؤَنَّث.

و الدَّلَنْظَی کالحَبَنْطَی:الجَمَلُ السَّرِیعُ ،مِنْ دَلَظَ :إِذا مَرَّ فأَسْرَعَ ، أَو الغَلِیظُ الشَّدِیدُ،أَو السَّمِینُ ،و هُوَ أَعْرَفُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

دَلَظَت التَّلْعَهُ بالمَاءِ:سالَ مِنْهَا نَهراً.

و أَقْبَلَ الجَیْشُ یَتَدَلْظَی (1)،إِذا رَکِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.

و قالَ شَمِرٌ:رَجُلٌ دَلَنْظَی و بَلَنْزَی،إِذا کان ضَخْمَ المَنْکِبَیْنِ ،و أَصْلُه من الدَّلْظ ،و هو الدَّفْعُ .

دلعمظ

الدِّلِعْماظُ ،کسِرِطْراطٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:هو الشَّرِهُ النَّهِمُ ،و قالَ الأَزْهَرِیّ فی آخِرِ حَرْفِ العَیْنِ :هُوَ الوَقّاعُ فی النَّاسِ ،کذَا فی اللِّسَانِ .

دلمظ

الدِّلْمِظُ ،کزِبْرِج ،أَهْمَلَهُ الجَوهریّ ، و الصّاغانِیّ فی التَّکْمِلَهِ (2)،و صاحِبُ اللِّسَان.و فی العُبَابِ عن أَبِی عَمْرو:هی النَّابُ الکَبِیرَهُ ،أَی المُسِنَّهُ .

دلنظ

المُدْلَنْظِی ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،کما هُوَ مُقْتَضَی کَتْبِهِ بالحُمْرَهِ ،و لَیْسَ کَذلِکَ ،بل ذَکرَ الجَوْهَرِیّ هذِه المادَّهَ فی«د ل ظ »عَلی أَنَّ النُّون زائدَهٌ ،و کأَنَّ المُصَنِّفَ تَبِعَ الأَزْهَرِیَّ فی إِیرادِهِ فی الرُّباعِیّ ،و کذا صَنَعَ صاحِبُ المُحِیطِ حَیْثُ قالَ فِیهِ :هو الشَّدِیدُ اللَّحْمِ .و فی العُبابِ :

یُمْکِنُ أَنْ یُجْعَلَ هذَا التَّرْکِیبُ و الَّذِی قَبْلَهُ وَاحِداً،و یُحْکَمَ علی النُّونِ بالزَّیادَهِ .

و الدَّلَنْظَی فی دلظ أَی قَدْ ذُکِرَ هُنالِکَ .قال الجَوْهَرِیُّ :

هو الصُّلْبُ الشَّدِیدُ،و الأَلِفُ للإِلْحاقِ بسَفَرْجَلٍ .و نَاقَهٌ دَلَنْظاهٌ ،زادَ الصّاغَانِیّ :و الجَمْع دَلانِظُ و دِلاَظٌ .و قالَ الأَصْمَعِیُّ : الدَّلَنْظَی :السَّمِینُ من کُلِّ شَیْ ءٍ،کذا فی رُباعِیّ التَّهْذِیبِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ: ادْلَنْظَی ،إِذا سَمِنَ و غَلُظَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

دنظ

عُشْبٌ دَنِظٌ ،ککَتِفٍ ،إِذا کان غَضًّا،هکَذا هو فی اللِّسَانِ عَنْ بَعْضِ الأَعْرَابِ فی تَرْکِیبِ «د ر ع» (3)و أَنا مِنْهُ فی رِیبَهٍ ،هَلْ هو هکَذا،أَو بالذّالِ المُعْجَمَهِ و الطّاءِ المُهْمَلَهِ (4)،فَلْیُنْظَر.

فصل الراءِ مع الظاءِ

رعظ

رُعْظُ السَّهْمِ ،بالضَّمِّ :مَدْخَلُ سِنْخِ النَّصْلِ ، و فَوْقَه الرِّصافُ ،و هی لَفائفُ العَقَبِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ اللَّیْثِ .قال:و ج: أَرْعَاظٌ ،و أَنْشَدَ:

یَرْمِی إِذا ما شَدَّدَ الأَرْعاظَا

عَلَیَ قِسِیٍّ حُرْبِظَتْ حِرْباظا

و یُقَالُ : «إِنَّ فُلاناً لَیَکْسِرُ عَلَیْکَ أَرْعاظَ النَّبْلِ » ،و هو مَثَلٌ یُضْرَبُ لِمَنْ یَشْتَدُّ غَضَبُهُ ،کأَنَّه یَقُولُ :إِذا أَخَذَ السَّهْمَ و هو غَضْبانُ شَدِیدُ الغَضَبِ نَکَتَ به ،أَیْ بنَصْلِهِ الأَرْضَ -و هو وَاجِمٌ -نَکْتاً شَدِیداً،حَتَّی یَنْکَسِرَ رُعْظُه ،هکَذَا فَسَّرُوه. أَوْ هو مِثْلُ قَوْلِهِم:«فُلانٌ یَحْرِقُ عَلَیْکَ الأُرَّمَ » مَعْنَاه یَحْرقُ عَلَیْکَ الأَسْنَانَ ،أَرادُوا أَنَّهُ کان یَصْرِفُ بأَنْیَابِهِ من شِدَّه غَضَبِهِ حَتَّی عَنِتَتْ (5)أَسْنَاخُهَا مِنْ شِدَّهِ الصَّرِیفِ ، شَبَّه مَدَاخِلَ الأَنْیَابِ و مَنَابِتَهَا بِمَدَاخِلِ (6)النِّصالِ من النِّبَالِ ،کَما فی اللِّسَانِ و العُبَابِ .

و فِی مَثَلٍ آخَر ،یُقَالُ : مَا قَدَرْتُ عَلَی کَذَا و کَذَا حَتَّی تَعَطَّفَتْ عَلَیَّ أَرْعاظُ النَّبْلِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ فی العُبَابِ .

و فی الأَسَاسِ :طَلَبْتُ حاجَهً فَما قَدَرْتُ عَلَیْهَا حَتَّی ارْتَدَّتْ عَلَیَّ أَرْعاظُ النَّبْلِ ،و هو مَجازٌ.

و رَعَظَهُ بالعَقَب، کمَنَعَهُ ، رَعْظاً ، جَعَلَ لَهُ رُعْظاً ، کأَرْعَظَهُ ،کِلاهُمَا عن الزَّجَّاجِ ،أَیْ لَفَّهُ علیه،و شَدَّهُ به، فهو مَرْعُوظٌ و رَعِیظٌ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: رَعَظَهُ و أَرْعَظَهُ : کَسَرَ رُعْظَهُ ،فهو ضِدٌّ .

و قالَ أَیْضَاً: التَّرْعِیظُ :التَّفْتِیرُ .یُقَالُ :ما زالَ یُرَعِّظُنِی عَنْهُ ،أَیْ یُفَتِّرُنِی. و أَیْضاً التَّعْجِیلُ ،یُقَالُ :لا تُرَعِّظْهُ عَنِّی،

ص:471


1- (1) التکمله:یتدلّظُ .
2- (2) بهامش التکمله المطبوع قال محققه:«جاء فی حاشیه نسخه ح زیاده هذه نصها:دلمظ :الدلمظ :الناب الکبیره..».
3- (3) کذا،و الذی فی اللسان«درع»:و قال بعض الأعراب:عشب درع و ترع و ثمع و دمظ و ولج إذا کان غضًّا».
4- (4) الذی فی التهذیب«درع»:عشب دَرِع...و ذَمِط ».
5- (5) عن التهذیب و اللسان و [1]التکمله و بالأصل«عتقت».
6- (6) فی التهذیب:«مداخل»بدون الباء.

أَی لا تُعَجِّلْهُ ،فهو ضِدٌّ ،کَذَا فی العُبَابِ .و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ : أَرْعَظَنِی عَنِ الأَمْرِ:فَتَّرَنِی[عنه] (1).

و قال ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً: التَّرْعِیظُ : تَحْرِیکُ الإِصْبَع لتَرَی أَبِهَا بَأْسٌ أَمْ لا،و هو فی التَّکْمِلَهِ بالتَّخْفِیفِ . أَو التَّرْعِیظُ :

تَحْرِیکُ الوَتِدِ لِتَقْلَعَهُ ،عن ابنِ عَبّادٍ أَیْضاً.

قال و التَّرَعُّظُ :أَنْ تُحَاوِلَ تَسْوِیَهَ حِمْلٍ عَلَی بَعِیرٍ فیَرُوغَ ،کَذا فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

رَعِظَ السَّهْمُ ،کفَرِحَ :انْکَسَر رُعْظُه ،فهو سَهْمٌ رَعِظٌ ، نَقله الجَوْهَرِیّ .

و قالَ أَبو خَیْرَهَ العَدَویُّ :سَهْمٌ مَرْعُوظٌ ،إِذا وُصِفَ بالضَّعْفِ ،و أَنْشَدَ:

ناضَلَنِی و سَهْمُهُ مَرْعُوظُ

و نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ أَیْضاً هکَذَا.

و قال غَیْرُهُ :سَهْمٌ مَرْعُوظٌ :انْکَسَرَ رُعْظُه فشَدَّهُ بالعَقَبِ ، و ذلِکَ عَیْبٌ ،قالَهُ ابْنُ بَرِّیّ .

و رَعِظَ ،بالکَسْرِ:عَجِلَ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قالَ اللَّیْثُ فِی المَثَلِ :«مَنْ أَبْهَظَ یرْعَظُ »أَی مَنْ أَلْجَأَ عَدُوَّهُ عَطَفَ عَلَیْهِ بالشَّرِّ.

فصل الشین مع الظاءِ

شظظ

شَظَّهُ الأَمْرُ:شَقَّ عَلَیْه ، شَظٍّا ،و شُظُوظاً .

و شَظَّ القَوْمَ شَظًّا : فَرَّقَهُمْ ،أَوْ طَرَدَهُمْ ،و هذِه من نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ، کشَظَّظَهُمْ (2)تَشْظِیظاً ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و شَظَّ الرَّجُلُ :أَنْعَظَ حَتَّی یَصِیرَ مَتَاعُهُ کالشِّظاظ .

و شَظَّ الوعاءَ یَشُظُّه شَظًّا : جَعَلَ فِیه الشِّظاظَ ،کأَشَظَّ فی الکُلِّ ، غَیْرِ الأَوَّلِ ،یُقَالُ : أَشَظَّ القَوْمَ إِشْظاظاً ،إِذا فَرَّقَهُمْ ، قال البَعِیثُ :

إِذا ما زَعانِیفُ الرِّبَابِ أَشَظَّهَا

ثِقَالُ المَرَادِی الذُّرَا فی الجَمَاجِمِ (3)

و أَشَظَّ الرَّجُلُ :أَنْعَظَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .قال ابنُ دُرَیْدٍ:

و هذا أَکْثَرُه،و أَنْشَدَ لِزُهَیْرٍ:

إِذا جَنَحَتْ نِسَاؤُهُمُ إِلَیْهِ

أَشَظَّ کَأَنَّهُ مَسَدٌ مُغَارُ

و أَشَظَّ الجُوَالِقَ :جَعَلَ لَهُ شِظَاظاً ،نقله الجَوْهَرِیّ .

و الشُّظُّ :بَقِیَّهُ النَّهَارِ ،و کَذلِکَ الشَّفَافَهُ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ .

و یُقَالُ : طَارُوا شَظَاظاً (4)و شَعَاعاً،بفَتْحِهِمَا:إِذا تَفَرَّقُوا عن الأَصْمَعِیّ ،و أَنْشَدَ لِرُوَیْشِدٍ الطَّائِیّ یَصِفُ الضَّأْنَ :

طِرْنَ شَظَاظاً بَیْنَ أَطْرَافِ السَّنَدْ

لا تَرْعَوی أُمٌّ بِهَا عَلَی وَلَدْ

کَأَنَّما هَایَجَهُنَّ ذُو لِبَدْ

و شِظَاظٌ ، کَکِتَابٍ :لِصُّ ضَبِّیٌّ .م مَعْرُوفٌ ،کانَ فی الجَاهِلِیّهِ فصُلِبَ فی الإِسْلامِ ،و کان مُغِیراً،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ ،قُلتُ :و هو القائِلُ :

رُبَّ عَجُوزٍ من نُمَیْرٍ شَهْبَرَهً

عَلَّمْتُهَا الإِنْقَاضَ بَعدَ القَرْقَرَهْ

و مِنْه المَثَلُ : أَسْرَقُ من شِظَاظٍ ،و أَلَصُّ من شِظَاظٍ .

قال:

اللَّهُ نَجَّاکَ من القَضِیمِ

و مِنْ شِظَاظٍ فاتِحِ العُکُومِ

و مَالِکٍ و سَیْفِهِ المَسْمُومِ

و الشِّظاظِ : خَشَبهٌ عَقْفَاءُ محدده الطَّرَفِ . تُجْعَلُ فِی عُرْوَتَیِ الجُوَالِقَیْن إِذا عُکِمَا علی البَعِیرِ،و هُمَا شِظَاظَانِ ، ج: أَشِظَّهٌ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للرّاجِز:

أَیْنَ الشِّظاظَان و أَیْنَ المِرْبَعَهْ

و أَیْنَ وَسْقُ النَّاقَهِ الجَلَنْفَعَهْ

و قال الفَرّاءُ: الشَّظِیظُ ، کَأَمِیرٍ:العُودُ المُشَقَّقُ .

ص:472


1- (1) زیاده عن التکمله.
2- (2) فی القاموس:و القوم فرّقهم کشظّظهم أو طَرَدَهم.
3- (3) اللسان و فیه: زعانیف الرجال... و الذرا و الجماجم.
4- (4) فی القاموس:«طاروا أشظاظاً»و علی هامشه عن نسخه أخری: «شظاظاً»کالأصل و التهذیب و اللسان.

و الشَّظِیظُ : الجُوَالِقُ المَشْدُودُ ،عنه أَیْضاً.

و الشَّظْشَظَهُ :فِعْلُ زُبِّ الغُلامِ فی البول نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و هو قَوْلُ اللَّیْثِ .

و قال ابنُ فَارِسٍ : أَشَظَّ البَعِیرُ:مَدَّ ذَنَبَهُ .و قالَ أَبو عَمْرٍو: جَاءَ مُشَظَّظاً ،کمُعَظَّمٍ ،و ضَبَطَهُ فی التَّکْمِلَهِ کمُحَدَّثٍ ، أَی جَاءَ و أُدَافُهُ مُتْمَهِلٌّ من الشَّبَقِ .نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

شقظ

الشَّقِیظُ ،بالقَافِ ،کأَمِیرٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قال الفَرّاءُ:هو الفَخّارُ .و قال الأَزْهَرِیّ :جِرَارٌ مِنْ خَزَفٍ .

قال الصّاغَانِیّ :و منه قَوْلُ ضَمْضَمِ بنِ جَوْسٍ الهفَّانِیّ :

رَأَیْتُ أَبَا هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَشْرَبُ مِنْ ماءِ الشَّقِیظِ .

قُلْتُ :و قَدْ سَبَقَ ذلِکَ أَیضاً فی«ش ق ط »و فی«س ق ط ».

شمظ

الشَّمْظُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

هو المَنْعُ .قال ابنُ سِیدَه: شَمَظَهُ عن الأَمْرِ یَشْمِظُهُ (1)شَمْظاً :مَنَعَهُ ،و أَنْشَدَ:

سَتَشْمِظُکُمْ عَنْ بَطْنِ وَجٍّ سُیُوفُنَا

و یُصْبِحُ مِنْکُمْ بَطْنُ جِلْذَانَ مُقْفِراً

و الشَّمْظُ : الخَلْطُ ،یُقَال:شَمَظْتُ مالِی بَعْضَه ببَعْضٍ ، أَیْ خَلَطْتُ حَلالِی بِحَرَامِی،نَقَلَهُ الخَارْزَنْجِیّ .

و الشَّمْظُ أَیْضاً: أَخْذُ الشَّیْ ءِ قَلِیلاً قَلِیلاً ،عَنْهُ أَیْضاً.

و قال أَیْضاً: الشَّمْظُ : اسْتِحْثاثٌ و تَحْرِیکٌ دُونَ العُنْفِ .

قالَ : و الشَّمْظُ أَیْضاً: أَنْ یَشْمِظَ الإِنْسَانُ بکَلامٍ یَخْلِط لَهُ لِیناً بشِدَّهٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَمْظَهُ :اسمُ مَوْضِعٍ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ .و أَنْشَدَ لحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ،رَضِیَ اللَّهُ عنه:

کَما انْقَضَبَت (2)کَدْرَاءُ تَسْقِی فِرَاخَها

بشَمْظَهَ رِفْهاً و المِیَاهُ شُعُوبُ

شنظ

شُنْظُوَهُ الجَبَلِ ،کقُنْفُذَهٍ ،أَعْلاهُ و ناحِیَتُه و طَرَفُه.

و شِنَاظُهُ ،بالکَسْرِ:أَعْلاهُ ،هکَذَا فی سَائِر النُّسَخِ و نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ ،و لَوْ قالَ کشِنَاظِهِ بالکَسْرِ لأَصَابَ .

ج: شَنَاظٍ ،کثَمانٍ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للطِّرِمّاح:

فی شَنَاظِی أُقَنٍ دُونَهَا

عُرَّهُ الطَّیْرِ کصَوْمِ النَّعَامْ (3)

و رَوَی أَبُو تُرَابٍ : امْرَأَهٌ شِنْظِیَانٌ بِنْظِیانٌ بالکَسْرِ فیهما، أَیْ سَیِّئَهُ الخُلُقِ صَخّابَهٌ .

و قالَ اللَّیْثُ :امْرَأَهٌ ذَاتُ شِنَاظٍ ،ککِتَابٍ ،أَی مُکْتَنِزَهُ اللَّحْمِ کَثِیرَتُهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

یُقَالُ : شَنْظَی بِهِ ،إِذا أَسْمَعَهُ المَکْرُوهَ .

شوظ

الشُّوَاظُ ،کغُرابٍ ،و کِتَابٍ :لَهَبٌ لا دُخانَ فِیهِ .و فی الصّحاح:لا دُخانَ لَهُ ،و أَنْشَد لِأُمَیَّهَ بنِ خَلَفٍ یَهْجُو حَسّانَ بنَ ثابِتٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْه:

أَ لَیْسَ أَبُوکَ فِینَا کان قَیْناً

لَدَی القَیْنَاتِ فَسْلاً فی الحِفَاظِ

یَمَانِیًّا یَظَلُّ یَشُدُّ کِیراً

و یَنْفُخُ دَائِباً لَهَبَ الشُوَاظِ

و سیأْتی جَوَابُ حَسّانَ له فی«ع ک ظ ».

و قَرَأَ ابنُ کَثِیرٍ: یُرْسَلُ عَلَیْکُمَا شِوَاظٌ (4)بکسر الشّین.

قال الفَرّاءُ:و هو مِثْل صُوَارٍ،و صِوَارٍ،لجَمَاعَهِ البَقَرِ. أَو الشّوَاظُ : دُخَانُ النَّارِ و حَرُّها عن ابنِ شُمَیْل.

قال: و حَرُّ الشَّمْسِ شُوَاظٌ أَیْضاً.یُقَالُ :أَصابَنِی شُوَاظٌ مِنَ الشَّمْسِ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الشُّواظُ : الصِّیَاحُ ،و هو مَجَازٌ.

قالَ : و الشّوَاظُ : شِدَّهُ الغُلَّهِ ،و هُوَ مَجَازٌ أَیْضاً.و فی الأَسَاسِ :جَمَلٌ بِهِ شُوَاظٌ ،أَی هَیَمْانُ (5).

و الشِّوَاظُ : المُشَاتَمَهُ .

و یُقَالُ : تَشَاوَظَا ،إِذا تَسَابَّا ،کتَشَایَظَا.

ص:473


1- (1) ضبطت عن اللسان: [1]بکسر عینه فی المضارع علی حد ضرب،و قوله: شمطه مقتضی إطلاق القاموس أنه من حد کتب.
2- (2) فی معضم البلدان«شمظه»:کما انقبضت.
3- (3) الذی فی شعر الطرماح:«بینها عره الطیر»و الأقن واحدتها أقنه،و هی حفر تکون بین الجبال ینبت فیها الشجر.و عره الطیر:ذرقها.اللسان. [2]
4- (4) سوره الرحمن الآیه 35. [3]
5- (5) فی الأساس:هِباب.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَاظَ به الغَضَبُ ،کشَاطَ .

و شَاظَ به یَشُوظُ شَوْظاً ،إِذا سابَّهُ و قَذَعهُ .

و شَاظَتْ به شَوْظَهٌ من مَرَضٍ ،أَی وَخْزَهٌ ،کما فی العُبَاب.

شیظ

الشَّیْظَانُ ،کشَیْطانٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِی و الصَّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَه.و فی العُبَابِ عن ابنِ عَبّادٍ:هو الشَّکِسُ الخُلُقِ ،الشَّدِیدُ النَّفْسِ ،لا یَنْثَنِی عَنْ شَیْ ءٍ.

و قال أَبُو عَمْرٍو عن الکَلْبِیّ : شَاظَتْ (1)فِی یَدِی مِنْ قَنَاتِکَ شَظِیَّهٌ ، تَشِیظُ شَیْظاً :دَخَلَتْ فِیها.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: تَشَایَظَا ،إِذا تَسَابَّا ،کتَشاوَظَا.

فصل العین مع الظاءِ

عظظ

عَظَّتْهُ الحَرْبُ ،کعَضَّتْهُ ،عن اللَّیْثِ .و أَنْکَرَ المُفَضَّل بنُ سَلَمَهَ عَظَّتْه الحَرْبُ «بالظاءِ».و قال ابنُ فارس:

فإِنْ صَحَّ فلَعَلَّه یَکُونُ من بابِ الإِبْدَالِ .و قال بَعْضُهُم:

العَظُّ من الشِّدَّهِ فی الحَرْبِ ،کأَنَّهُ من عَضِّ الحَرْبِ إِیّاه، و لکِنْ یُفْرَقُ بَیْنَهُمَا کما یُفْرَقُ بَیْنَ الدَّعْثِ (2)و الدَّعْظِ ، لاخْتِلافِ الوَضْعَیْنِ .

و نَقَلَ شَیْخُنَا عَنْ بَعْضِ فُقَهاءِ اللُّغَهِ :کُلُّ عَضٍّ بالأَسْنَانِ فهُوَ بالضَّادِ،و ما لَیْسَ بِهَا کعَظِّ الزَّمَانِ فهو بالظَّاءِ.

و قالَ ابنُ السِّید فی«کِتَاب الفَرْقِ »:العَضُّ و العَظُّ :شِدَّهُ الحَرْبِ ،أَو شِدَّهُ الزَّمانِ ،و لا تُسْتَعْمَلُ الظّاءُ فی غَیْرِهِما، قال الفَرَزْدَقُ :

و عَظُّ زَمَانٍ یا ابْنَ مَرْوان لَمْ یَدَعْ

مِن المَالِ إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ

و قَال شَمِرٌ: عَظَّ فُلاناً بالأَرْضِ ،إِذا أَلْزَقَهُ بِهَا ،فهو مَعْظُوظٌ بالأَرْضِ .

و عَظْعَظَ السَّهْمُ عَظْعَظَهً و عِظْعَاظاً ،بالکَسْرِ ،إِذا ارْتَعَشَ فی مُضِیِّهِ و الْتَوَی ،و قِیلَ :مَرَّ مُضْطَرِباً و لَمْ یَقْصِدْ.قال رُؤْبَه-و یُرْوَی لِلْعَجّاج-:

لَمّا رَأَوْنا عَظْعَظَتْ عِظْاَظا (3)

نَبْلُهُمُ ،و صَدَّقُوا الوَعَّاظا

و عَظْعَظَ الجَبَانُ عَظْعَظَهً : نَکَصَ عَنْ مُقَاتِلهِ ،و رَجَعَ و حَادَ عَنْه،مَأْخُوذٌ من عَظْعَظَه السَّهْمِ .

و عَظْعَظَ فی الجَبَل:صَعَّدَ (4)،عن أَبِی عَمْرٍو،و کَذلِکَ عَضْعَضَ ،و بَرْقَط ،و بَقَّطَ ،و عَنَّتَ .

و عَظْعَظَتِ الدَّابَّهُ عَظْعَظَهً ،إِذا حَرَّکَتْ ذَنَبَهَا و مَشَتْ فی ضِیقٍ مِنْ نَفْسِها ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال أَبُو سَعِیدٍ: المُعَاظَّهُ و المُعاضَّهُ وَاحِدٌ،إِلاّ أَنَّهُمْ فَرَقُوا بَیْنَ اللَّفْظَیْنِ ،کَما فَرَقُوا بَیْنَ المَعْنَیَیْنِ .

و العِظَاظُ ،بالکَسْرِ:شِدَّهُ المُکَاوَحَهِ ،و هُوَ شَبِیهٌ بالمِظَاظِ :یُقَالُ : عَاظَّهُ و ماظه عِظَاظاً و مِظَاظاً:إِذا لاَحَاهُ و لاَجَّهُ ، و هو المَشَقَّهُ و الشِّدَّهُ فی الحَرْبِ ،کالعَظَّهِ و المُعَاظَّهِ ،قال:

أَخُو ثِقَهٍ إِذَا فَتَّشْتَ عَنْهُ

بَصِیرٌ فی الکَرِیهَهِ و العِظَاظِ

و مِنَ الأَمْثَالِ السّائرَهِ قَوْلُهُمْ :لا تَعِظِینِی و تَعَظْعَظِی ،أَیْ لا تُوصِینِی و أَوْصِی نَفْسَکِ .قالَ الجَوْهَرِیّ :و هذا الحَرْفُ هکَذَا جاءَ عَنْهُم فِیمَا ذَکَرَهُ أَبُو عُبَیْدٍ.قُلْتُ :أَی عن الأَصْمَعِیّ فی ادِّعاءِ الرِّجُلِ عِلْماً لا یُحْسِنُهُ ، أَو الصَّوابُ ضَمُّ أَوَّلِ الثّانِیَهِ ،و نَصُّ الصّحاحِ :و أَنا أَظُنَّهُ :و تُعَظْعِظِی ، بضَمّ التّاءِ، أَی لا یَکُنْ مِنْکِ أَمْرٌ بالصَّلاحِ و أَنْ تَفْسُدِی أَنْتِ فی نَفْسِکِ ،کما قالَ المُتَوَکِّلُ اللَّیْثِیّ ،کما فی العُبَابِ - و یُرْوَی لأَبِی الأَسْوَدِ الدُّؤَلِیّ :

لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ و تَأْتِیَ مِثْلَهُ

عَارٌ عَلَیْکَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِیمُ

قال:فَیَکُونُ من عَظْعَظَ السَّهْمُ :إِذا الْتَوَی و اعْوَجَّ .

یَقُولُ :کَیْفَ تَأْمُرِینَنِی بالاسْتِقامَهِ و أَنْتِ تَتَعَوَّجِینَ .

ص:474


1- (1) فی اللسان:شاظت یدی شظیه من القناه..عداها بنفسها.
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«الدعت».
3- (3) اللسان،و [2]فی التهذیب: و عظعظت سهامهم عِظعاظاً.
4- (4) فی التکمله و التهذیب:صَعِد.

قُلتُ :و وَجَدْتُ بخَطِّ أَبِی زَکَرِیّا،قال الهَرَوِیُّ :قَولُ الجَوْهَرِیّ علَی ما فَسَّرَهُ خَطَأٌ،لأَنَّ تُعَظْعِظِی المَضْمُومُ التَّاءِ علی ما ظَنَّه و فَسَّرَهُ خَبَرٌ یَلْزَمُه النُّون،کما قالَ :أَنْتِ تَتَعَوَّجِینَ ،فجاءَ بالنُّونِ لَمّا کان خَبَراً،و إِنَّمَا النُّونُ مَحْذُوفَهٌ مِنْ تَعَظْعَظ «المَفْتُوحَه التاءِ»لِأَنَّهُ أَمْرٌ،و مَعْنَاهُ :کُفِّی و ارْتَدِعِی عن وَعْظِکِ إِیّای.انتَهَی.

و قالَ ابْنُ بَرّیّ :الَّذِی رَواهُ أَبُو عُبَیْدٍ هو الصَّحِیحُ ،لِأَنَّهُ قد رَوَی المَثَلَ :« تَعَظْعَظِی ثم عِظِی»،و هذا یَدُلُّ علی صِحَّهِ قَوْلِه.

قُلْتُ :و مِنْهُم مَنْ جَعَلَ تَعَظْعَظِی بِمَعْنَی اتَّعِظِی أَنْتِ ،أَی فهو أَمْرٌ من الوَعْظِ ،و هذا القَوْلُ شَاذٌّ،لِأَنَّ العَرَبَ إِنَّمَا تَفْعَلُ هذا فی المُضَاعَفِ فتُبْدِلُ مِنْ أَحَدِ الحَرْفَیْنِ کَرَاهِیَهً لاِجْتِمَاعِهما،فَیَقُولُونَ :تَحَلْحَل و أَصله تَحَلَّل،و لَوْ کانَ « تَعَظْعَظی »مِنَ الوَعْظِ لَقِیلَ مِنْه:تَوَعَّظِی،فتَأَمَّلْ .

و أَعَظَّهُ اللّه تَعالَی:جَعَلَهُ ذَا عِظَاظٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

العَظْعَاظُ ،بالفَتْحِ :مَصْدَرُ عَظْعَظَ السَّهْمُ ،عن کُرَاع، و هی نادِرَهٌ .

و العَظْعَظَهُ :النُّکُوصُ عن الصَّیْدِ.

و ما یُعَظْعِظُه شَیْ ءٌ،أَی ما یَسْتَفِزُّه و لا یُزِیلُهُ .

و أَعَظَّ الرَّجُلُ ،إِذا اغْتابَ غَیْبَهً قَبِیحَهً .

عکظ

عَکَظَهُ یَعْکِظُه عَکْظاً : حَبَسَه.و عَکَظَ الشَّیْ ءَ یَعْکِظُه : عَرَکَهُ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: قَهَرَهُ بِحُجَّتِهِ ، وَرَدَّ عَلَیْهِ فَخْرَه ،قالَ : و به سُمِّیَ عُکَاظٌ کغُرَابٍ :سُوقٌ بصَحْراءَ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : عُکَاظٌ :نَخْلٌ فی وَادٍ بَیْنَهُ و بَیْنَ الطَّائِفِ لَیْلَهٌ .و بَیْنَهُ و بَیْنَ مَکَّهَ ثَلاثُ لَیَالٍ ،و بِهِ کانْتَ تُقَامُ سُوقُ العَرَبِ .و قالَ الزَّمَخْشَرِیّ :قِیلَ : عُکَاظٌ :مَاءٌ بَیْن نَخْلَهَ و الطّائِفِ إِلی بَلَدٍ یُقَالُ له:العِتْقُ (1)، کانَتْ مَؤسِماً مِنْ مَوَاسِمِ الجاهِلِیَّهِ ، تَقُومُ هِلالَ ذِی القَعْدَهِ ،و تَسْتَمِرُّ عِشْرِینَ یَوْماً (2)قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:و کانَتْ تَجْتَمِعُ فِیها قَبَائِلُ العَرَبِ ، فیَتَعَاکَظُونَ ،أَی یَتَفَاخَرُونَ و یَتَنَاشَدُونَ ما أَحْدَثُوا من الشِّعْرِ ثُم یَتَفَرَّقُونَ .زادَ الزَّمَخْشَرِیّ :کانَتْ فِیها وَقَائِعُ و حُرُوبٌ .

و فی الصّحاح:فیُقِیمُونَ شَهْراً یَتَبَایَعُونَ و یَتَفَاخَرُونَ ، و یَتَنَاشَدُونَ شِعْراً،فلَمَّا جاءَ الإِسْلامُ هَدَمَ ذلِکَ .قَالَ اللِّحْیَانیّ :أَهْلُ الحِجَازِ یُجْرُونَهَا،و تَمِیم لا یُجْرُونَها، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

إِذا بُنِیَ القِبَابُ علی عُکَاظٍ

و قَامَ البَیْعُ و اجْتَمَعَ الأُلُوفُ

أَرادَ: بِعُکَاظ .

و قال أُمیَّه بنُ خَلَف الخُزاعِی یَهْجُو حَسَّان بنَ ثَابِت رَضِی اللّه عنه:

أَلا مَنْ مُبْلِغ حَسّان عَنّی

مُغَلْغَلَهً تَدِبّ إِلی عُکَاظِ

فی أَبیات تَقَدَّم ذِکْرُها فی«شوظ »فأَجَابَهُ حَسّان رَضِیَ اللّه عَنْه:

أَتانِی عَنْ أُمَیَّهَ زُورُ قَوْلٍ

و ما هُوَ المَغِیبِ (3)بِذِی حِفاظِ

سَأَنْشُر إِنْ بَقِیتُ لکُمْ کَلاماً

یُنَشَّرُ فی المَجَنَّهِ مَعْ عُکَاظِ (4)

قَوَافِیَ کالسِّلامِ (5)إِذا اسْتَمَرَّتْ

مِنَ الصُّمِّ المُعَجْرَفَهِ الغِلاظِ

تَزوُرُکَ إِنْ شَتَوْتَ بکُلِّ أَرْضٍ

و تَرْضَخُ فِی مَحَلّکَ بالمَقَاظِ

بَنَیْتُ عَلَیْکَ أَبْیَاتاً صِلاباً

کأَمرِ الوَسْقِ قُعِّضَ بالشِّظاظِ (6)

مجَلِّلهً تُعَمِّمُه شَناراً

مُضَرَّمَهً تَأَجَّجُ کالشّواظِ

کهَمْزَهِ ضَیْغَمٍ یَحْمِی عَرِیناً

شَدِیدِ مَغارِزِ الأَضْلاعِ خاظِی

ص:475


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الفنق».
2- (2) فی معجم البلدان« [1]عکاظ »:قالوا:کانت العرب تقیم بسوق عکاظ شهر شوال ثم تنتقل إلی سوق مجنه فتقیم فیه عشرین یوماً من ذی القعده ثم تنتقل إلی سوق ذی المجاز فتقیم فیه إلی أیام الحج.
3- (3) دیوانه ص 141 و فیه: و ما هو بالمغیب...
4- (4) فی الدیوان: ینشر فی المجامع من عکاظ .
5- (5) عن الدیوان و بالأصل«کالسلاح».
6- (6) فی الدیوان 142. کأسر الوسق قُفّص بالشظاظ .

تَغُضُّ الطَّرْفَ أَنْ أَلْقَاکَ دُونِی

و تَرْمِی حِینَ أُدْبِرُ باللِّحاظ

و قال طَرِیفُ بنُ تَمِیمٍ :

أَوَ کُلَّمَا وَرَدَتْ عُکاظَ قَبِیلَهٌ

بَعَثُوا إِلَیَّ عَرِیفَهُمْ یَتَوَسَّمُ ؟

و منه الأَدِیمُ العُکَاظِیُّ مَنْسُوبٌ إِلَیْهَا،کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، و هو ما حُمِلَ إِلَی عُکَاظ فبِیعَ بِهَا.

و تَعَکَّظَ أَمْرُهُ :الْتَوَی ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،کما سَیَأْتِی بَیَانُه. و قِیلَ : تَعَکَّظَ عَلَیْه أَمْرُه،أَی تَعَسَّرَ و تَشَدَّدَ ،و تَمَنَّع.

قال عَمْرُو بنُ مَعْدِی کَرِبَ :

فَلَوْ أَنَّ قَوْمِی أَطاعُوا الرَّشا

دَ لَمْ یُبْعِدُونِی و لَمْ أَظْلمِ

و لکِنَّ قَوْمِی أَطاعُوا الغُوا

هَ حَتَّی تَعَکَّظَ أَهْلُ الدَّمِ

و تَعَکَّظَ فُلانٌ :اشتَدَّ سَفَرُهُ و بَعُدَ ،هکَذَا نَقَلَهُ ،و هو غَلَطٌ مُخَالِفٌ لِلأُصُول،فإِنَّ المَنْقُولَ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ :إِذا اشتَدَّ علَی الرَّجُلِ السَّفَرُ و بَعُدَ،قِیلَ :تَنَکَّظَ ،فإِذَا الْتَوَی عَلَیْه أَمْرُهُ فقَدْ تَعَکَّظَ .قال:تَقُولُ العَرَبُ :أَنْتَ مَرَّهً تَعَکَّظُ ،و مَرَّهً تنکَّظ . تَعَکَّظُ :تَمَنَّعُ .و تَنَکَّظُ :تَعْجَل،کما فی اللّسَان و العُبَابِ و التَّکْمِلَه.و قد اشْتَبَهَ علی المُصَنّف تَعَکَّظ بتَنَکَّظ ، و سیَأْتِی ذلِکَ فی«ن ک ظ ».

و تَعَکَّظَ القَوْمُ :تَحَبَّسُوا یَنْظُرُونَ فی أُمُورِهم ،قِیلَ :و منه سُمِّیَتْ عُکاظ .

و قالَ إِسْحَاقُ بنُ الفَرَجِ :سَمِعْتُ أَعْرَابِیًّا مِنْ بَنِی سُلَیْمٍ یَقُولُ : عَکَّظَهُ عَنْ حاجَتِهِ و نَکَّظَهُ تَعْکِیظاً و تَنْکِیظاً،إِذا صَرَفَهُ عَنْهَا.

و عَکَّظَ عَلَیْهِ حاجَتَهُ و نَکَّظَ ،أَی نَکَدَهَا (1).

و عَکَّظَ فی الإِیصاءِ:بالَغَ فِیه،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و عَاکَظَهُ ،و دَالَکَهُ ،و عَاسَرَهُ ،و مَاعَسَهُ :لَوَاهُ و مَطَلَهُ .

و العَکِیظُ کَأَمِیرٍ:القَصِیرُ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و التَّعَاکُظُ :التَّجَادُل و التَّحاجُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ عَکِظٌ ،ککَتِفٍ ،أَیْ عَسِرٌ.یُقَالُ :إِنَّهُ لَعَکِظُ العَطَاءِ،أَی عَسِرُهُ .و العَکِظُ أَیْضاً:القَصِیرُ،کما فِی اللِّسَان.

و عَکَظْتُ الأَدِیمَ عَکْظاً ،أَی مَعَسْتُهُ و دَلَکْتُه فی الدِّباغ.

و تَعَاکَظَ القَوْمُ :تَعَارَکُوا.

و یَوْمَا عُکَاظٍ :من أَیّامِهِمْ ،قال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّهِ :

تغَیَّبْتُ عَنْ یَوْمَیْ عُکَاظَ کِلَیْهِما

و إِنْ یَکُ یَوْمٌ ثَالِثٌ أَتَغَیَّبُ

نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

قُلْتُ :و هُمَا مِنْ أَیَّامِ الفِجَارِ،کما تَقَدَّم فی«ف ج ر».

و تَعَکَّظُوا فی مَوْضِع کَذا:اجْتَمَعُوا و ازْدَحَمُوا،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ .و قالَ :هو مَأْخُوذٌ من عُکاظ .

عنظ

العُنْظُوَانُ ،کعُنْفُوانٍ :الشِّرِّیرُ المُسَمِّعُ (2)البَذِیّ .

و قال الجَوْهَرِیّ :رَجُلٌ عُنْظُوانٌ ،أَی فَحَّاشٌ ،و هو فُعْلُوانٌ .

و قِیلَ :هو السَّاخِرُ المُغْرِی ،و الأُنْثَی مِنْ کُلِّ ذلِکَ بالهَاءِ.

و قال الفَرّاءُ: العُنْظُوانُ :الفَاحِشُ من الرِّجالِ ،و المَرْأَهُ عُنْظُوانَهٌ ، کالعِنْظِیانِ ،بالکَسْرِ فِیهِمَا ،أَی فِی العَیْن و الظّاءِ، و قال ابنُ بَرِّیّ :المَعْروفُ عِنْظِیَانٌ ،و یُقَال للفَحَّاش:

حِنْظِیَانٌ ،و خِنْظِیَانٌ ،و حِنْذِیَانٌ ،و خِنْذِیانٌ ،و عِنْظِیانٌ .

و العُنْظُوانُ : نَبْتٌ ،و فی الصّحاحِ :ضَرْبٌ من النَّبَاتِ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو،و أَبُو زِیَادٍ:هُوَ من الحَمْضِ ،و هو أَغْبَرُ ضَخْمٌ ،و رُبَّما اسْتَظَلَّ الإِنْسَانُ فی ظِلِّ العُنْظُوانَهِ فی الضُّحَی أَو العَشِیِّ ،و لا یَسْتَظِلُّ لِلظَّهِیرَهِ .قالَ الجَوْهَرِیّ :

إِذا أَکْثَرَ مِنْه البَعِیرُ وَجِعَ بَطْنُه ،قالَ الرّاجِز:

حَرَّقَهَا وَارِسُ عُنْظُوانِ

فالیَوْمُ مِنْهَا یومُ أَرْوَنَانِ

أَو هو أَجْوَدُ الأُشْنَانِ ،و أَسْمَنُه و أَشَدُّهُ بَیَاضَاً،و الغَوْلانُ (3)نَحْوُه،إِلاّ أَنَّهُ أَدَقُّ من العُنْظُوانِ ،نَقَلَهُ أَبُو حَنِیفَهَ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ ،و قالَ أَبُو عَمْرٍو:کأَنَّهُ الحُرْضُ ،و الأَرَانِبُ تَأْکُلُه.

ص:476


1- (1) ضبطت فی التهذیب بالقلم بتشدید الکاف المفتوحه.
2- (2) اللسان:المتَسَمِّع.
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الفولان»بالفاء.

و العُنْظُوانُ : لَقَبُ عَوْفِ بنِ کِنَانَهَ بنِ بَکْرِ بنِ عَوْفِ بنِ عُذْرَهَ بنِ زَیْدِ الّلاتِ ،مِنْ قُضاعَهَ ،و إِلَیْه نُسِبَتِ القَبِیلَهُ ، لأَنَّهُم بعَثُوه رَبِیئَهً فَجلَسَ فی ظِلِّ عُنْظُوَانَهٍ ،و قالَ :لا أَبْرحُ هذِه العُنْظُوانَهَ ،و هی الشَّجَرَهُ الَّتِی وُصِفَتْ ،فلُقِّبَ بذلِکَ .

و عُنْظُوَانُ : مَاءٌ لِبَنِی تَمِیمٍ مَشْهُورٌ.

و العِنْظِیَانُ ،بالکَسْرِ:البَذِیءُ الفاحِشُ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیّ ، و قد تَقَدَّمَ لِلْمُصَنِّفِ قَرِیباً.

و قَالَ غَیْرُهُ :هو الجَافِی ،و الأُنْثَی فیهما بالهاءِ.

و العِنْظِیانُ : أَوَّلُ الشَّبَابِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و عَنْظَی به :سَخِرَ منه و أَسْمَعَهُ کَلاماً قَبِیحاً و شَتَمَهُ ،و لَوْ قالَ :أَسْمَعَهُ القَبِیحَ لَکَانَ أَجْوَدَ.و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیّ قالَ :یُقَالُ :قامَ یُعَنْظِی بِه،إِذا أَسْمَعَهُ کَلاماً قَبِیحاً،و نَدَّدَ بِهِ ،و أَنْشَدَ:

قامَتْ تُعَنْظِی بِک سَمْعَ الحَاضِرِ (1)

قُلْتُ :و الرَّجَزُ لِجَنْدَلِ بنِ المُثَنَّی الطُّهَوِیِّ یُخَاطِبُ امْرَأَتَه،کما فی العُبَابِ .و یُقَالُ لِأَبِی القرِین.

و حَقُّ التَّرْکِیبِ أَنْ یُذْکَرَ فی المُعْتَلِّ ،لِتَصْرِیحِ سِیبَوَیْهِ بِزِیَادَهِ النُّونِ فی عُنْظُوانٍ هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هذا خِلافُ نَصِّ سِیبَوَیْهِ فی کِتَابِ الأَبْنِیَهِ عَلَی ما نَقَلَ عنه الثِّقاتُ ،و إِنَّمَا ذَکَرَ اللَّیْثُ فی کِتَابِهِ فی هذا التَّرْکِیبِ ما نَصُّه: العُنْظُوانُ :نَبْتٌ ،و نُونُه زائدَهٌ ،تقولُ :عَظِیَ البَعِیرُ یَعْظَی عَظاً فهو عَظٍ ،کرَضِیَ یَرْضَی،و أَصْلُ الکَلِمَه العَیْن و الظَّاء و الواوُ.و اعْتَرَضَ علیه الصَّاغَانِیّ فقالَ :إِذا کانَتِ النُّونُ عِنْدَهُ زَائِدَهً فوَزْنهُ عِنْدَهُ فُنْعُلان،و کانَ ذِکْرُه إِیّاه فی هذَا التَّرْکِیبِ بمَعْزِلٍ مِنَ الصَّوابِ ،و حَقُّهُ عِنْدَهُ أَنْ یُذْکَرَ فی تَرْکِیبِ «ع ظ و»و لَمْ یَذْکُرْهُ فِیهِ .و نَصُّ سِیبَوَیْهٍ فِی کِتَابِ الأَبْنِیَهِ :أَنَّ النُّونَ زائدَهٌ ،و وَزْنُه فُعْلُوانٌ ،و هذا هو الَّذِی صَوَّبَه الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیُّ ،و رَدُّوا علی اللَّیْثِ قَوْلَه.

و عِبَارَهُ المُصَنِّف فیها من المُخَالَفَهِ للنَّصِّ و القُصُورِ ما لا یَخْفَی.فَتَأَمَّلْ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

العُنْظُوانُ :الجَرَادُ الذَّکَرُ،و الأُنْثَی عُنْظُوانَهٌ ،کما فِی العُبَابِ .و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : العُنْظُوانَهُ :الجَرَادَهُ الأُنْثَی، و العُنْظُبُ :الذَّکَرُ.

و أَرْنَبٌ عُنْظُوانِیَّه :تَأْکُلُ العُنْظُوانَ .

و عَنْظَیْتُ (2)الرَّجُلَ :قَهَرْتُه،و هو بالغَیْنِ أَکْثَرُ،کما سَیَأْتِی.

و فَعَل ذلِکَ عَنَاظَیْکَ ،بالفَتْحِ ،عن اللِّحْیَانیِّ ،لُغَهٌ فی الغَیْن،کما سَیَأْتی.

فصل الغین مع الظاءِ

غظغظ

المُغَظْغَظَهُ ،عَلَی صِیغَهِ المَفْعُولِ ، و یُکْسَرُ الغَیْنُ الثَّانِی ،أَی عَلَی صِیغَهِ الفَاعِلِ ،هکَذَا یَقْضِی صَنِیعُهُ فی سِیَاقِهِ ،و هو غَلَطٌ ،و قَدْ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قال ابنُ الفَرجِ : المُغَظْغِظَهُ : القِدْرُ الشَّدِیدَهُ الغَلَیَانِ ،«بالطّاءِ و الظّاءِ» (3)،و هذا هُوَ الصَّحِیح،کما نَقَلَهُ الصّاغَانیُّ فی کِتَابَیْهِ عَنْهُ ،و قَدْ ظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّهُمَا کِلاهُمَا بالظّاءِ،فَجَعَلَ الاخْتِلافَ فی الحَرَکَاتِ ،و هو مُخَالِفٌ لنَصِّ ابنِ الفَرَجِ الَّذِی رَوَی الحَرْفَ ،فتَأَمَّلْ .

غلظ

الغلْظَهُ ،مُثَلَّثهً ،عن الزَّجّاجِ فی تَفْسِیرِ قَوْلِه تَعالَی: وَ لْیَجِدُوا فِیکُمْ غِلْظَهً (4)و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ أَیْضاً،

ص:477


1- (1) الرجز فی الصحاح و [1]اللسان و [2]لجندل یخاطب امرأته و قبله فی الصحاح. [3] حتی إذا أجرس کل طائر و قبلهما فی اللسان. [4] لقد خشیت أن یقوم قابری و لم تمارسک من الضرائر کل شذاه جمه الصرائر شنظیره شائله الجمائر و بعدهما فیه. توفی لک الغیظ بمدّ وافر ثم تغادیک بصغر صاغر حتی تعودی أخسر الخواسر قال فی التکمله:و قد سقط من بین المشطورین مشطوران هما: و ألجأ الکلب إلی المآخر تمیز اللیل لأحوی جاشر.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و عنظیت الرجل قهرته،هکذا فی النسخ،و الذی فی التکمله:عنظت بدون یاء».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:بالطاء و الظاء،أی علی صیغه الفاعل فیهما،کما فی التکمله».
4- (4) سوره التوبه الآیه 123. [5]

و کَذلِکَ صاحِبُ البَارِعِ و الصّاغَانِیّ ،و الکَسْرُ هو المَشْهُورُ.

و قَرَأَ الأَعْمَشُ و عاصِمٌ : غَلْظَهً «بالفَتْحِ »و قَرَأَ السُّلَمِیُّ ، و زِرُّ بنُ حُبَیْشٍ ،و أَبانُ بنُ تَغْلِبَ : غُلْظَهً ،بالضّمّ ، و کذلِکَ الغِلاظَهُ بالکَسْرِ،و الغِلَظ ، کَعِنَب ،کُلُّ ذلِکَ ضِدُّ الرِّقَّهِ فی الخَلْق و الطَّبْعِ و الفِعْلِ و المَنْطِقِ و العَیْشِ و نَحْوِ ذلِکَ .

و مَعْنَی الآیَهِ ،أَی شِدَّهً و اسْتِطَالَهً .

و اسْتَعَارَ أَبُو حَنِیفَهَ الغِلَظَ لِلْخَمْرِ،و اسْتَعَارَهُ یَعْقُوبُ للأَمْرِ فقالَ فی الماءِ:«أَمّا ما کَانَ آجِناً و أَمّا مَا کَانَ بَعِیدَ القَعْرِ شَدِیداً سَقْیُهُ ، غَلِیظاً أَمْرُهُ ».و قد اسْتَعْمَلَ ابنُ جِنِّی الغِلَظَ فی غَیْرِ الجَوَاهِرِ أَیْضاً فقالَ :«إِذا کانَ حَرْفُ الرَّوِیّ أَغْلَظَ حُکْماً عِنْدَهُمْ مِنَ الرِّدْفِ مع قُوَّتِهِ فهو أَغْلَظُ حُکْماً و أَعْلَی خَطَراً من التَّأْسِیسِ ،لبُعْدِه».

و الفِعْلُ ککَرُمَ و ضَرَبَ ،و علی الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ ، و الثّانِیَهُ نَقَلَهَا الصّاغَانِیّ ،قال:و قَرَأَ نُبَیْحٌ و أَبُو وَاقِدٍ و الجَرّاحُ و اغْلِظْ عَلَیْهِم (1)بکَسْرِ اللاَّمِ ،فی التَّوْبَهِ و التَّحْرِیمِ .

فهو غَلِیظٌ و غُلاَظٌ ،کغُرَابٍ ،و الأُنْثَی غَلِیظَهٌ ،و جَمْعُهَا غِلاَظٌ ،و مِنْهُ قولُه تعالَی: عَلَیْها مَلائِکَهٌ غِلاظٌ شِدادٌ (2).

و قال العَجَّاجُ :

قَدْ وَجَدُوا أَرْکَانَنَا غِلاظَا

و الغَلْظُ ،بالفَتْحِ : الأَرْضُ الخَشِنَهُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و رَوَی أَبُو حَنِیفَهَ عن النَّضْرِ: الغَلْظُ : الغَلِیظُ من الأَرْضِ ، و رُدَّ ذلِکَ عَلَیْهِ ،و قِیلَ :إِنّمَا هو الغِلَظُ ،قالُوا:و لم یَکُنِ النَّضْرُ بِثقَهٍ ،و نَقَلَ ابنُ سِیدَه قَوْلَهم:أَرْضٌ غَلِیظَه :غَیْرُ سَهْلَهٍ ،و قد غَلُظَتْ غِلَظاً ،و رُبما کُنِیَ عن الغَلِیظِ من الأَرْضِ بالغِلَظِ ،قالَ :فلا أَدْرِی أَهو بمعْنَی الغَلِیظِ ،أَم هو مَصْدَرٌ وُصِفَ به ؟.

قُلْتُ :و مِمّا یُؤَیِّد أَبا حَنِیفَهَ قَوْلُ کُرَاع: الغَلْظُ من الأَرْضِ :الصُّلْبُ من غَیْرِ حِجَارَهٍ .فَتَأَمَّلْ .

و أَغْلَظَ الرَّجُلُ : نَزَلَ بِهَا ،عَن ابْنِ عَبّادٍ.و قال الکِسَائِی:

الغَلْظُ : الغِلَظُ ،کما فی التَّکْمِلَه،فهو أَیْضاً تَأْکِیدٌ لِقَوْلِ أَبِی حَنِیفَهَ .

و أَغْلَظَ الثَّوْبَ :وَجَدَهُ غَلِیظاً أَو اشْتَرَاهُ کذلِکَ ،الأَخِیرُ عن الجَوْهَرِیّ ،و قد رَدَّ علیه الصّاغَانِیّ بقَوْلِهِ :و لَیْسَ هو من الشِّراءِ فی شَیْ ءٍ،و إِنّمَا هو من بَابِ أَفْعَلْتُه،أَیْ وَجَدْتُهُ علَی صِفَهٍ من الصِّفاتِ ،کقَوْلِهمْ :أَحْمَدْتُهُ و أَبْخَلْتُهُ ،کما فی التَّکْمِلَهِ .و فی العُبَابِ :و الأَوَّلُ أَصَحُّ .

و أَغْلَظَ لَهُ فی القَوْلِ :خَشَّنَ ،و هو مَجازٌ،و لا یُقَالُ فیه غَلَّظَ .

و غَلُظَتِ السُّنْبُلَهُ و اسْتَغْلَظَتْ :خَرَجَ فِیها الحَبُّ (3)،و مِنْه قَوْلُهُ تَعالَی: فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوی عَلی سُوقِهِ (4).و کذلِکَ جَمِیعُ النَّبَاتِ و الشَّجَرِ إِذا اسْتَحْکَمَتْ نِبْتَتُه و صارَ غَلِیظاً .

و بینهما غِلْظَهٌ بالکسر، و مُغَالَظَهٌ ،أَیْ عَدَاوَهٌ ،عن ابنِ دُرَیْد.

و غَلَّظَ عَلَیْهِ الشَّیْ ءَ تَغْلِیظاً ،و مِنْهُ الدِّیَهُ المُغَلَّظَهُ ، کمُعَظَّمَهٍ ،و هی الَّتِی تَجِبُ فی شِبْهِ العَمْدِ،کما فی الصّحاح.و قال الشّافِعِیُّ رَحِمَهُ اللّه تَعالَی:الدِّیَهُ المُغَلَّظَهُ فی العَمْدِ المَحْضِ ،و العَمْدِ الخَطَإِ[و فی القَتل فی الشهر الحرام] (5)و البَلَدِ الحَرَامِ ،و قَتْلِ ذِی الرَّحِمِ ،و هِیَ ثَلاثُونَ حِقَّهُ مِنَ الإِبِلِ ، و ثَلاثُونَ جَذَعَهً ،و أَرْبَعُونَ ما بَیْنَ الثَّنِیَّهِ إِلَی بازِلِ عامِهَا،کُلُّها خَلِفَهٌ ،أَی حامِلٌ .

و اسْتَغْلَظَهُ ،أَی الثَّوْبَ : تَرَکَ شِرَاءَهُ ، لِغلَظِهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

غَلَّظَ الشَّیْ ءَ تَغْلِیظاً :جَعَلَهُ غَلِیظاً .

و عَهْدٌ غَلِیظٌ ،أَی مُؤَکَّدٌ مُشَدَّدٌ،و هو مَجازٌ.و یُقَال:

حَلَفَ بِأَغْلاظِ الیَمِینِ (6).

و رَجُلٌ غَلِیظٌ ،أَی فَظٌّ ،ذُو قَساوَهٍ .و رَجُلٌ غَلِیظُ القَلْبِ ، أَی سَیِّ ءُ الخُلُقِ .و أَمْرٌ غَلِیظٌ :شَدِیدٌ صَعْبٌ .و ماءُ غَلِیظٌ :

مُرٌّ.و کُلُّ ذلِکَ مَجَازٌ.

ص:478


1- (1) سوره التوبه الآیه 73. [1]
2- (2) سوره التحریم الآیه 6. [2]
3- (3) اللسان: [3]القمح.
4- (4) سوره الفتح الآیه 29. [4]
5- (5) زیاده عن التهذیب«غلظ ».
6- (6) فی الأساس:«و حلف له بأغلظ الایمان»و فی التهذیب:و تغلیظ الیمین:تشدیدها و توکیدها.

و یُقَالُ :طَعَنَهُ فی مُسْتَغْلَظِ ذِراعِهِ ،و نَکَی فِیهم نِکَایَاتٍ غَلِیظَهً ،و هو مَجازٌ.

و المُغالَظَهُ :شِبْهُ المُعَارَضَهِ .

غنظ

غَنَظَه الأَمْرُ یَغْنِظُهُ غَنْظاً ،من حَدِّ ضَرَبَ : جَهَدَهُ و شَقَّ عَلَیْه ،فهو مَغْنُوظٌ ،کما فی الصّحاح،قال الشاعِرُ:

إِذا غَنَظُونا ظَالِمِینَ أَعَانَنَا

عَلَی غَنْظِهِم مَنٌّ مِنَ اللّه وَاسِعُ

و الغَنْظُ ،بالفَتْحِ : الکَرْبُ الشَّدِیدُ و المَشَقَّهُ .و فی الصّحاح:أَشَدُّ الکَرْبِ .قُلْتُ :و هو قَوْلُ أَبِی عُبَیْدٍ. و قالَ ابنُ فارِسٍ :هو الهَمُّ اللاَّزِمُ ،یُقَالُ : غَنَظَهُ الهَمُّ ،أَیْ لَزِمَهُ .

و یُحَرَّکُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ،

17- و فی حَدِیثِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِیزِ:

و قَدْ ذَکَرَ المَوْتَ فقال:« غَنْظٌ لا کالغَنْظِ ،و کَظٌّ لَیْسَ کالکَظِّ ».

و الغَنْظُ :هو أَنْ یُشْرِفَ علَی الهَلَکَهِ .و فی الصّحاح:

و کانَ أَبو عُبَیْده یقول: الغَنْظ :هو أَنْ یُشْرِفَ علی المَوْتِ من الکَرْبِ ،ثُمَّ یُفْلِتَ مِنْهُ ،قال الشاعِرُ-و هو مَسْرُوحُ بْنُ أَدْهَمَ النَّعامِیّ و یُقَالُ الکَلْبِیّ ،و قِیلَ هو لجَرِیر:

و لَقَدْ لَقِیتَ فَوَارِساً مِنْ رَهْطِنا

غَنَظُوکَ غَنْظَ جَرادَهِ العَیّارِ

و لَقَدْ رَأَیْتَ مَکانَهُمْ فَکَرِهْتَهُم

ککَراهَهِ الخِنْزِیرِ للإِیغارِ (1)

العَیّارُ:اسمُ رَجُلٍ .و جَرادَهُ :فَرَسُهُ .و قِیلَ :العَیّارُ:

أَعْرَابِیٌّ صادَ جَرَاداً،و کانَ جائِعاً،فأَتَی بِهِنَّ إِلی رَمادٍ، فدَسَّهُنَّ فیه،و أَقْبَلَ یُخْرِجُهُنَّ مِنْهُ وَاحِدَهً وَاحِدَهٍ ،فَیَأْکُلُهُنَّ أَحْیَاءً و لا یَشْعُرُ بِذلِکَ من شِدَّهِ الجُوعِ ،فآخِرُ جَرَادَهٍ مِنْهُنَّ طارَتْ ،فقالَ :و اللّه إِنْ کُنْتُ لأُنْضِجُهُنَّ .فضُرِبَ ذلِکَ مَثَلاً لِکُلِّ من أَفْلَتَ من کَرْبٍ .و قِیلَ :جَرَادَهُ العَیَّارِ:جَرادَهٌ وُضِعَتْ بَیْنَ ضِرْسَیْهِ فأَفْلِتَتْ ،أَرادَ أَنَّهُمْ لاَزَمُوکَ و غَمُّوکَ بشِدَّهِ الخُصُومَهِ .و قِیلَ :العَیّارُ کَانَ رَجُلاً أَعلَمَ ،أَخَذَ جَرَادَهً لِیَأْکُلَهَا فأُفْلِتَتْ من عَلَمِ شَفَتِهِ ،أَی کُنْتَ تُفْلَتُ کَمَا أُفْلِتَت هذِه الجَرَادَهُ .

و الغنِیظُ ، کَأَمِیرٍ:البُسْرُ یُقْطَع من النَّخْلِ بَعْدَ ما یَصْفَرُّ أَو یَحْمَرُّ فیُتْرَکُ حَتّی یَنْضَجَ فی عُذُوقهِ إِذا قُطِعَتِ النَّخْلَهُ ، نَقَلَه الصّاغَانِیّ (2)عن أَبِی عَمْرٍو.

و رَجُلٌ غِنْظِیَانٌ ،بالکَسْرِ:فَاحِشٌ بَذِیٌّ ،عن الأَصْمَعِیّ ، لُغَهٌ فی العَیْنِ المُهْمَلَهِ :

و کَذلِکَ غَنْظَی بِهِ ،مِثْلُ عَنْظَی ،بالعَیْنِ ،إِذا نَدَّدَ بِهِ ، و أَسْمَعَهُ ما یَکْرَهُ .

و فَعَل ذلِکَ غَنَاظَیْکَ بالفَتْح، و یُکْسَر ،هکَذَا مُقْتضَی سِیَاقِهِ و هو خَطَأٌ،فإِنَّ المَرْوِیَّ عن اللِّحْیَانیّ غَنَاظَیْکَ و عَنَاظَیْکَ ،أَی«بالغَیْنِ و العَیْنِ »، أَیْ لِیَشُقَّ عَلَیْکَ مَرَّهً بَعْدَ مَرَّهٍ ،هکَذَا فی اللِّسَان،و قَدْ أَهْمَلَهُ فی«عنظ »و اسْتَدْرَکْنَاه عَلیه.

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الغِنَاظُ ،ککِتَابٍ :الجَهْدُ و الکَرْبُ .قال الفَقْعَسِیّ :

تَنْتِحُ ذِفْراهُ من الغِنَاظِ

و یَغْنُظُ ،کیَنْصُرُ:لُغَهٌ فِی یَغْنِظُ ،کیُضْرِبُ .

و أَغْنَظَهُ الهَمُّ :لَزِمَهُ ،لُغَهٌ فی غَنَظَهُ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .و غَنَظَهُ غَنْظاً :مَلَأهُ غَیْظاً:

و یُقَالُ أَیْضاً: غَانَظَهُ غِنَاظاً :شاقَّهُ ،وَ رَجُلٌ مُغانِظٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ و أَنْشَدَ للرّاجِز:

جافٍ دَلَنْظَی عَرِکٌ مُغانِظُ

أَهْوَجُ إِلاّ أَنَّهُ مُمَاظِظُ

و قال رُؤُبَهُ ،و یُرْوَی لِلْعَجّاج:

تَواکَلُوا بالمِرْبَدِ الغِنَاظا

و یُرْوَی:الخِنَاظَا،و قَدْ تَقَدَّمَ .

و هُوَ أَغْنَظُهُمْ :أَشَدُّهُمْ کَرْباً،و قالَ رُؤْبَهُ ،و یُرْوَی لِلْعَجَّاجِ :

و سَیْف غَیَّاظٍ لَهُمْ غِنَاظا

نَعْلُو بِهِ ذَا العَضَلِ الجَوّاظا

الأَوَّلُ بالیاءِ،و الثَّانِی بالنُّونِ ،و یُرْوَی«یَعْلُو بِهِ »و قد تَقَدَّم،و سَیَأْتی أَیْضاً.

ص:479


1- (1) نسب البیتان فی اللسان [1]لجریر،و لیسا فی دیوانه،و نسبا فی التاج «جرد»لأدهم النعامی الکلبی.
2- (2) لم ترد العباره فی التکمله،و نبه بهامشها إلی أنها عن العباب.

و الغَنَظُ ،مُحَرَّکَهً :تَغَیُّرُ النَّبَاتِ مِنَ الحَرِّ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و قالَ أَیْضاً:رَجُلٌ غِنْظِیَانٌ :یَسْخَرُ بالنَّاسِ ،و هی بهَاءٍ، و قالَ غَیْرُه،أَیْ جافٍ .

غیظ

الغَیْظُ :الغَضَبُ مُطْلَقاً،و قِیلَ :غَضَبٌ کامِنٌ للْعَاجِزِ،کما فی الصّحاح، أَوْ أَشَدُّه،أَوْ سَوْرَتُهُ و أَوَّلُهُ .

قال ابْنُ دُرَیْدٍ،و قد فَصَلَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَهِ بَیْنَ الغَیْظِ و الغَضَبِ ،فقالُوا: الغَیْظُ :أَشَدُّ مِنْ الغَضَبِ .و قالَ قَوْمٌ :

الغَیْظ :سَوْرَهُ الغَضَبِ و أَوّلُهُ .

قُلتُ :و قَالَ آخَرُونَ : الغَیْظُ هو الکَمِینُ ،و الغَضَبُ هو الظَّاهِرُ.أَو الغَضَبُ لِلْقَادِرِ،و الغَیْظُ لِلْعَاجِزِ.

غَاظَهُ یَغِیظُه غَیْظاً ،و هو غَائِظٌ و ذلِکَ مَغِیظٌ .فی الصّحاح:قالَتْ قُتَیْلَهُ بِنْتُ النَّضْرِ بنِ الحارِثِ (1)،-و قَتَلَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم أَباهَا صَبْراً-:

ما کانَ ضَرَّکَ لَوْ مَنَنْتَ و رُبَّمَا

مَنَّ الفَتَی وَ هُْوَ المَغِیظُ المُحْنَقُ (2)

فاغْتَاظَ اغْتِیَاظاً .

و غَیَّظَه فتَغَیَّظَ ،و أَغَاظَهُ لُغَهٌ فی غاظَهُ ،و أَنْکَرَهُ ابنُ السِّکِّیتِ ،و له تَبعَ الجَوْهَرِیُّ فلَمْ یُجِزْ ذلِکَ ،و قالَ الزَّجّاجُ :

لَیْسَتْ بالفَاشِیَهِ .

و حَکَی ثَعْلَبٌ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : غَاظَهُ ،و أَغَاظَهُ ،و غَیَّظَهُ بمَعْنًی وَاحِدٍ:

و غَایَظَهُ فاغْتاظَ ،و تَغَیَّظ ،بمَعْنًی وَاحِدٍ.

و تَغَیَّظَتِ الهَاجِرَهُ :اشْتَدَّ حَمْیُهَا ،و هو مَجَازٌ،قال الأَخْطَلُ :

طَفَتْ فی الضُّحَی أَحْدَاجُ أَرْوَی کأَنَّهَا

قُرًی مِنْ جُوَاثَی مُحْزَئلُّ نَخِیلُهَا

لَدُنْ غُدْوَه حَتَّی إِذا ما تَغَیَّظَتْ

هَوَاجِرُ منْ شَعْبَانَ حَامٍ أَصِیلُهَا

و غَیْظ :اسْمُ رَجُلٍ ،و هو ابْنُ مُرَّهَ بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْیَانَ بنِ بَغِیضِ بنِ رَیْثِ بنِ غَطَفَانَ .قال زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی:

سَعَی سَاعِیَا غَیْظِ بنِ مُرَّهَ بَعْدَمَا

تَبَزَّل ما بَیْنَ العَشِیرَهِ بالدَّمِ

سَاعِیَاهُ :هُمَا الحَارِثُ بنُ عَوْفٍ ،و هَرِمُ بنُ سِنَانِ بنِ أَبِی حارِثَهَ .

و غَیَّاظٌ ، کَشَدَّادٍ:ابنُ مُصْعَبٍ ،رَجُلٌ مِنْ بَنِی ضَبَّهَ بنِ أُدَدَ.قال رُؤْبَهُ -و یُرْوَی للعَجَّاجِ -:

و سَیْف غَیَّاظٍ لَهُمْ غِنِاظَا

نَعلُو بِهِ ذَا العَضَلِ الجَوّاظا

و یُقَالُ : فَعَل ذلِکَ غِیَاظَکَ و غِیَاظَیْکَ ،بکَسْرِهِمَا، کغِنَاظَیْکَ ،و قد تَقَدَّم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

غَایَظَهُ مُغایَظَهً :بَارَاهُ و غَالَبَهُ فصَنَع مِثْلَ مَا یَصْنَعُ ،و هو مَجَازٌ.و المُغَایَظَهُ :فِعْلٌ فی مُهْلهٍ ،أَو مِنْهُمَا جَمِیعاً.و قَوْلُه تَعالَی: تَکادُ تَمَیَّزُ مِنَ اَلْغَیْظِ (3)،أَیْ مِنْ شِدَّهِ الحَرِّ.

و أَغْیظُ الأَسْماءِ عند اللّه مَلِکُ (4)الأَمْلاکِ ،أَیْ :أَشَدُّ أَصْحَابِ هذِهِ الأَسْمَاءِ عُقُوبَهً .و قَوْلُه تَعَالَی: سَمِعُوا لَها تَغَیُّظاً (5)أَیْ صَوْتَ غَلَیَانٍ ،قالَهُ الزَّجّاج.

و غَیّاظُ بنُ الحُضَیْنِ بنِ المُنْذِر:أَحَدُ بَنِی عَمْرِو بنِ شَیْبَانَ الذُّهْلِیّ السَّدُوسِیّ ،و سَیَأْتی ذِکْرُ أَبِیهِ فی«ح ض ن».کان الحُضَیْنُ هذَا فارِساً،صاحِبَ الرَّایَهِ بصِفِّینَ مَعَ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،و هُوَ القَائِلُ -فی ابْنِهِ المَذْکُورِ-:

نَسِیٌّ لِمَا أُولِیتَ مِنْ صالِحٍ مَضَی

و أَنْتَ لِتَأْدِیبٍ عَلَیَّ حَفِیظُ

تَلِینُ لِأَهْلِ الغِلِّ و الغَمْزِ مِنْهُمُ

و أَنْتَ عَلَی أَهْلِ الصَّفاءِ غَلِیظُ

ص:480


1- (1) قال ابن اسحاق:قتیله بنت الحارث أخت النضر بن الحارث،و صحح السهیلی أنها بنت النضر،کالأصل.و کانت قتیله تحت الحارث بن أبی أمیه الأصغر.انظر سیره ابن هشام 44/3. [1]
2- (2) البیت فی اللسان و الصحاح و [2]سیره ابن هشام 45/3 و [3]هو من قصیده مطلعها: یا راکباً إن الأثیل مظنه من صبح خامسهٍ و أنت موفقُ .
3- (3) سوره الملک الآیه 8. [4]
4- (4) أی رجل تسمی بملک الأملاک.
5- (5) سوره الفرقان الآیه 12. [5]

و سُمِّیتَ غَیَّاظاً و لَسْتَ بِغَائظٍ

عَدُوّاً،و لکِنْ لِلصَّدِیقِ تَغِیظُ

فلاَ حَفِظَ الرَّحْمنُ رُوحَکَ حَیَّهً

و لا وَهْیَ فِی الأَرْواح حِینَ تَفِیظُ

عَدُوُّکَ مَسْرُورٌ،و ذُو الوُدِّ بالَّذِی

یَرَی مِنْکَ مِنْ غَیْظٍ عَلَیْکَ کَظِیظُ

و یُقَالُ :البُرْمَهُ حَلِیمَهٌ مُغْتاظَه ،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَسَاسِ .

فصل الفاءِ مع الظاءِ

فظظ

الفَظُّ من الرِّجَالِ : الغَلِیظُ ،کما فی الصّحاح، و فی بَعْضِ نُسَخِه زِیَادَهُ :«الجافِی»،بَعْدَهُ .و فی العُبَاب:

هو الغَلِیظُ الجانِبِ السَّیِّ ءُ الخُلُقِ القَاسِی .و قال الحَرّانیّ :

الفَظُّ : الخَشِنُ الکَلامِ .و قالَ اللَّیْثُ :هو الَّذِی فی مَنْطِقِه غِلَظٌ و تَجَهُّم (1).یُقَالُ :رَجُلٌ فَظُّ بَیِّنُ الفَظاظَهِ ،بالفَتْح.

و الفِظَاظِ ،بالکَسْرِ،و الفَظَظِ ،مُحَرَّکَه .قالَ رُؤْبَهُ -و یُرْوَی لِلْعَجّاج-:

تَعْرِفُ فِیهِ (2)اللُّؤْمَ و الفِظَاظا

و الفَظَظُ :خُشُونَهٌ فی الکَلامِ ،کالفِظَاظِ ،عَنِ ابنِ عَبّادٍ.

و قد فَظِظْتَ ،بالکَسْرِ، تَفَظُّ فَظَاظَهً و فَظَظاً :و الأَوّلُ أَکْثَرُ لِثِقَلِ التَّضْعِیف.

و الفَظُّ : مَاءُ الکَرِشِ ،کما فی الصّحَاح،و زادَ غَیْرُه:

یُعْتَصَرُ و یُشْرَبُ مِنْهُ عِنْدَ عَوَزِ الماءِ فِی المَفَاوِزِ و الفَلَوَاتِ ، و قَدْ فَظَّهُ و افْتَظَّهُ :شَقَّ عَنْهُ الکَرِشَ ،أَو عَصَرَهُ مِنْهَا،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ لِلْشَّاعِرِ و هو حَسّانُ بنُ نُشْبَهَ العَدَوِیّ ،کما فی العُبَابِ .و قال أَبو مُحَمَّدٍ الأَسْوَدُ:إِنَّمَا هو جِسَاسُ بنُ نُشْبَه، ککِتَابٍ :

و کانُوا کَأَنْفِ اللَّیْثِ لا شَمَّ مَرْغَماً

و لا نالَ فَظَّ الصَّیْدِ حَتَّی یُعَفِّرَا

یَقُولُ :لا یَشَمُّ ذِلَّهً فتُرْغِمَه،و لا یَنالُ مِنْ صَیْدِه لَحْماً حَتَّی یَصْرَعَهُ و یُعَفِّرَه،لأَنَّه لَیْسَ بِذِی اخْتِلاسٍ کغَیْرِهِ من السِّبَاعِ .قالَ :و منهُ قَوْلُهم: افْتَظَّ الرَّجُلُ ،و هو أَنْ یَسْقِیَ بَعِیرَه ثُمَّ یَشُدَّ فَمَهُ لِئلاَّ یَجْتَرَّ،فإِذا أَصابَهُ عَطَشٌ شَقَّ بَطْنَه، فعَصَر (3)فَرْثَهُ ،فشَرِبَه انْتَهَی.

و قالَ الشافِعِیُّ رَحِمَهُ اللّه:إِن افْتَظَّ رَجُلٌ کَرِشَ بَعِیرٍ نَحَرَهُ ،فاعْتَصَرَ ماءَهُ و صَفّاهُ ،لَمْ یَجُزْأَنْ یَتَطهَّرَ به.و قال الراجِزُ:

بَجَّکَ کِرْشَ النّابِ لاِفْتِظاظِها

و قال ابنُ دُرَیْدٍ،و الفَرّاءُ: الفَظِیظُ ،کأَمِیرٍ ،زَعَمُوا: ماءُ الفَحْلِ أَوْ المَرْأَهِ ،و لَیْسَ بثَبتٍ .و أَمَّا کُرَاع فقالَ : الفَظِیظُ :

ماءُ الفَحْلِ فی رَحِمِ النّاق ،و أَنْشَدَ ابنُ سِیدَه للشّاعِرِ یَصِفُ القطا،و أَنَّهُنَّ یَحْمِلْنَ الماءَ لفِرَاخِهِنَّ فی حَوَاصِلِهِنَّ :

حَمَلْنَ لَهَا مِیَاهاً فِی الأَدَاوَی

کَمَا یَحْمِلْنَ (4)فِی البَیْظِ الفَظِیظا

و الفُظَاظَهُ ،بالضَّمِّ :فُعَالَهٌ مِنْهُ ،أَی من الفَظِیظِ :ماءُ الفَحْلِ أَو ماءُ الکَرِشِ ،و الأَخِیرُ أَنْکَرَهُ الخَطَّابِیّ ،أَو من الفَظِّ . و مِنْهُ قولُ عائِشَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهَا لِمَرْوَانَ بنِ الحَکَم:

و لکِنَّ اللّه لَعَنَ أَباکَ و أَنْتَ فی صُلْبِهِ ،فأَنْتَ فُظَاظَهٌ مِنْ لَعْنَهِ اللّه ،أَیْ نُطْفَهٌ مِنها، و یُرْوَی:فُضُضٌ ،بضَمَّتَیْن،جَمْعُ فَضِیضٍ ،و هو الماءُ الغَرِیضُ ،و یُرْوَی:فَضَضٌ ،مُحَرَّکه، فَعَلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،و یُرْوَی:فَضِیض،کأَمِیرٍ و قَدْ تَقَدَّم فی «ف ض ض»:

و هو فَظٌّ بَظٌّ ،إِتْبَاعٌ قالَ ابنُ سِیدَه:حَکَاهُ ثَعْلَبٌ .و لَمْ یُفَسِّرْ بَظًّا،فوَجَّهْنَاه علی الإِتْبَاعِ .

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

أَفَظَّهُ إِفْظَاظاً :رَدَّهُ عَمّا یُرِیدُ.و إِذا أَدْخَلْتَ الخَیْطَ فی الخَرْتِ فقَدْ أَفْظَظْتَهُ ،عن أَبِی عَمْرٍو.و هو أَفَظُّ مِنْ فُلانٍ ، أَیْ أَصْعَبُ خُلُقاً و أَشْرَسُ .

و قال الزَّمَخْشَرِیّ : أَفْظَظْتُ الکَرِشَ :اعْتصَرْتُ ماءَهَا.

و جَمْعُ الفَظِّ ،بمَعْنَی الرَّجُلِ السَّیِّ ءِ الخُلُقِ ، أَفْظَاظ ، أَنْشَدَ ابنُ جِنّی للرّاجِزِ:

ص:481


1- (1) فی اللسان:و خشونه.
2- (2) فی التهذیب و اللسان:«منه»و قبله فی التهذیب: لما رأینا منهم مغتاظاً.
3- (3) اللسان: [1]فقطر فرثه فشربه.
4- (4) فی التهذیب و التکمله:کما قد یحمل البیظ ...

حَتَّی تَرَی الجَوَّاظَ مِنْ فِظَاظِهَا

مُذْلَوْلِیاً بَعْدَ شَذَا أَفْظاظِهَا

و جمعُ فَظِّ الصَّیْدِ فُظُوظٌ .قال مُتَمِّمُ بْنُ نُوَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهُ :

و کانَ لهُم إِذْ یَعْصِرُون فُظُوظَهَا

بِدجْلَهَ أَو فَیْضِ الخُرَیْبَهِ مَوْرِدُ (1)

یَقُولُ :یَسْتَبِیلُون خَیْلَهم لِیَشْرَبُوا بَوْلَهَا مِن العَطَشِ ،فإِذا الفُظُوظُ هِیَ تِلْکَ الأَبْوالُ بِعَیْنِهَا،کما فِی اللّسَان.

فوظ

فَاظَ یَفُوظُ فَوْظَاً و فَوَاظاً :مَاتَ کَتَبَهُ بالأَحْمَرِ عَلَی أَنّه مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوْهَرِیّ ،و لیس کذلِکَ ،بَلْ ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیّ فی الّتِی تَلِیهَا بِقَوْلِهِ :و رُبَّمَا قالُوا: فَاظَ یَفُوظُ فَوْظاً و فَوَاظاً ،و ذَکَرَهُ الزَّمَخْشَرِیّ أَیْضاً.و مِنْ سَجَعَاتِهِ :مَنْ قَاظَ بتِهَامَهَ فقد فَاظَ [أَی مات] (2).

و قَالَ ابْنُ جِنّی:و ممّا یَجُوزُ فی القِیَاسِ -و إِنْ لَمْ یَرِدْ به اسْتِعْمَالٌ -الأَفْعَالُ الَّتِی وَرَدَتْ مَصَادِرُها و رُفِضَتْ هی،نَحْوُ فَاظَ المَیِّتُ فَیْظاً و فَوْظاً ،و لم یَسْتَعْمِلُوا مِنْ فَوْظٍ فِعْلاً.قالَ :

و نَظِیرُه الأَیْنُ الَّذِی هو الإِعْیَاءُ،لَمْ یَسْتَعْمِلُوا مِنْهُ فِعْلاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

حَانَ فَوْظُهُ ،أَیْ مَوْتُهُ ،عن الأَصْمَعِیّ .و قَدْ ذَکَرَهُ المُصَنِّف اسْتِطْراداً فی الَّتِی تَلِیهَا،فَمَا أَغْنَاه عَنْ ذِکْرِهِ هُنَا، فإِنَّهُ عَلَی شَرْطِهِ .

فیظ

ک فَاظ یَفِیظُ فَیْظاً ،و فَیْظُوظَهً ،و فَیَظَاناً ،مُحَرَّکَهً ، و فُیُوظاً ،بالضَّمِّ ،ذَکَرَهُنَّ الجَوْهَرِیّ مَا عَدَا الثّانِیَهَ ،فإِنَّهُ ذَکَرَها اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِرُؤْبَهَ ،و یُقَالُ لِلْعجّاجِ :

و الأَسْدُ أَمْسَی جَمْعُهُمْ لُفَاظَا (3)

لاَ یَدْفِنُونَ مِنْهُمُ مَنْ فَاظَا

إِنْ ماتَ فِی مَصِیفِهِ أَوْقاظا

أَیْ مِنْ کَثْرَهِ القَتْلی.

16- و فی الحَدِیثِ : «أَنَّهُ أَقْطَعَ الزُّبَیْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ ،فَأَجْرَی الفَرَسَ حَتَّی فاظ ،ثُمَّ رَمَی بِسَوْطهِ ،فقالَ :أَعْطُوهُ حَیْثُ بَلَغَ السَّوْطُ ». و

16- فِی حَدِیثِ قَتْلِ ابنِ أَبِی الحُقَیْقِ : « فَاظَ و إِلهِ بَنِی إِسْرَائِیلَ ».

و أَفَاظَهُ اللّه تَعَالَی :أَمَاتَهُ ،و یُقَالُ :ضَرَبْتُهُ حَتَّی أَفَظْتُ نَفْسَه،و أَفاظَ (4)اللّه تَعَالَی نَفْسَهُ ،قال:

فهَتَکْتُ مُهْجَهَ نَفْسِه فَأَفَظْتُهَا

و ثَأَرْتُه بمُعَمِّمِ الحِلْمِ (5)

قال الجَوْهَرِیُّ :و کَذلِکَ فاظَتْ نَفْسُه،أَی خَرَجَت رُوحُه،عن أَبِی عُبَیْدَهَ و الکِسائیّ ،و عن أَبِی زَیْدٍ مِثْلُهُ .و قال الأَصْمَعِیّ :سَمِعْتُ أَبا عَمْرِو بنَ العَلاءِ یَقُولُ :لا یُقَالُ :

فَاظَتْ نَفْسُه،و لکِنْ یُقَالُ : فَاظَ ،إِذا ماتَ .قالَ :و لا یُقَالُ :

فاضَ بَتَّهً .و حَکَی الکِسَائِیّ : فَاظَتْ نَفْسُه، و فَاظَ هو نَفْسَهُ ،أَیْ قَاءَهَا ،یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی،هکَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ عنه.فَعَلَی هذا قَوْلُ شَیْخِنَا.قُلْتُ :الصَّوابُ فَاظَتْ نَفْسُه.

و قولُه:«قَاءَهَا»من قَبِیحِ التَّعْبِیرِ لا یُلْتَفَتُ إِلَیْه،فإِنّ الَّذِی ذَکَرَهُ المُصَنِّف هو نَصُّ الکِسَائیّ ،و کَأَنَّ شَیْخَنا اشْتَبَهَ عَلَیْهِ الحَالُ و غَفَلَ عن النُّصُوصِ ، أَوْ إِذا ذَکَرُوا نَفْسَه ففاضَتْ بالضّادِ ،و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیّ .و أَنْشَدَ لِدُکَیْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَیْمِیّ بالضّادِ و ذلِکَ أَنَّهُ أَتَی عُرْساً فَحُجِبَ فرَجَزَ بِهِمْ :

اجْتَمَعَ النّاسُ و قَالُوا:عُرْسُ

إِذا قِصاعٌ کالأَکُفِّ خَمْسُ

زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَرَاتٌ مُلْسُ

و دُعِیَتْ قَیْسٌ و جَاءَتْ عَبْسُ

ففُقِئَتْ عَیْنٌ ،و فَاضَتْ نَفْسُ

هکَذَا هو بالضّادِ.و رَوَاه الجَوْهَرِیُّ :و فَاظَت ،بالظَّاءِ، و قِیلَ :فَاضَتْ بالضّادِ لُغَهُ دُکَیْنٍ وَحْدَهُ .و لُغَهُ سَائرِ العَرَبِ :

فاظَتْ نَفْسُه.

و قَالَ أَبُو حاتِمٍ :سَمِعْتُ أَبا زَیْدٍ یَقُول:بَنُو ضَبَّهَ وَحْدَهُمْ یَقُولُون: فَاظَتْ (6)نَفْسُهُ .قُلْتُ :و رَوَاهُ مِثْلَهُ المازِنیُّ عن أَبِی

ص:482


1- (1) فی اللسان: [1] کأنهم إذ یعصرون... أو ماء الخریبه.
2- (2) زیاده عن الاساس.
3- (3) فی اللسان: و الأزد أمسی شلوهم لُفاظاً.
4- (4) الأصل و الصحاح،و [2]فی التهذیب و اللسان:«و [3]أفاظه اللّه نفسه»بهامش اللسان [4]قال مصححه:«قوله:و أفاظه اللّه،کذا فی الأصل».
5- (5) اللسان و [5]بهامشه«قوله:بمعمم الحلم،لعله بمعمم الحلم أی بمقلد الحکم،فی الاساس:و عممونی أمرهم قلدونی».
6- (6) کذا بالأصل و نص اللسان علی ان بنی ضبه یقولون فاضت بالضاد. نقله المازنی عن أبی زید.

زَیْدٍ.و قَالَ اللَّیْثُ : فَاظَتْ نَفْسُهُ ،إِذا خَرَجَتْ ،و الفاعِلُ فائظٌ .

و قال الفَرّاءُ:أَهْلُ الحِجَازِ وطَیِّئ یَقُولُونَ : فَاظَتْ نَفْسُهُ .

و قُضَاعَهُ و تَمِیمٌ و قَیْسٌ یَقُولُون:فاضَتْ نَفْسُهُ مِثْلُ فَاضَتْ دَمْعَتُه.

و قالَ أَبو زَیْدٍ،و أَبُو عُبَیْد: فَاظَتْ نَفْسُه«بالظاءِ»لُغَهُ قَیْسٍ و«بالضاد»لُغَهُ تَمِیمٍ .و مِمّا یُقَوِّی فَاظَتْ بالظّاءِ قَوْلُ الشّاعِرِ:

یَدَاکَ یَدٌ جُودُهَا یُرْتَجَی

و أُخْرَی لِأَعْدَائِهَا غائِظَهْ

فأَمَّا الَّتِی خَیْرُهَا یُرْتَجَی

فَأَجْوَدُ جُوداً مِنَ اللاَّفِظَهْ

و أَمَّا الَّتِی شَرُّها یُتَّقَی

فنَفْسُ العدُوِّ لها فائظَهْ

و مِثْلُهُ قَوْلُ الحُضَیْنِ بنِ المُنْذِرِ.

و لاَ هِیَ فِی الأَرْوَاحِ حِینَ تَفِیظُ (1)

و قد مَرَّتِ الأَبْیَاتُ فی«غیط ».

و قال أَبُو القَاسِمِ الزَّجّاجِیّ :یُقالُ : فَاظَ المَیِّت، «بالظّاءِ»،و فَاضَت نَفْسُه،«بالضاد»،و فاظتْ نفسُه«بالظاءِ» جائِزٌ عِنْدَ الجَمِیع إِلاّ الأَصْمَعِیّ ،فإِنّهُ لا یَجْمَعُ بَیْنَ الظَّاءِ و النَّفْسِ .و الَّذِی أَجازَ فاظَتْ نَفْسُهُ یَحْتَجُّ بِقَوْلِ الشاعِرِ:

کادَتِ النَّفْسُ أَنْ تَفِیظَ عَلَیْه

إِذْ ثَوَی حَشْوَرَیْطَهٍ و بُرُودِ (2)

و قَوْلِ الآخَرِ:

هَجَرْتُکَ لاقِلًی مِنِّی و لکِنْ

رَأَیْتُ بَقَاءَ وُدِّکِ فِی الصُّدُودِ

کهَجْرِ الحَائماتِ الوِرْدَ لَمَّا

رَأَتْ أَنَّ المَنِیَّهَ فِی الوُرُودِ

تَفِیظُ نُفُوسُهَا ظَمَأً و تَخْشَی

حِمَاماً فَهْیَ تَنْظُرُ مِنْ بَعِیدِ

و حَانَ فَیْظُه ،و فَوْظُه ،أَی مَوْتُه .علی المُعَاقَبَهِ ،حَکَاه اللِّحْیَانِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَفَیَّظُوا أَنْفُسَهُمْ :تَقَیَّئوُها،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و الفَیْظَانُ ،بالفَتْحِ :لُغَهٌ فی الفَیَظَانِ ،بالتَّحْرِیکِ ،عن اللِّحْیَانِیّ .

فصل القاف مع الظاءِ

قرظ

القَرَظُ ،مُحَرَّکَه:وَرَقُ السَّلَم یُدْبَغُ بِهِ (3)،کما فی الصّحاح،و هو قَوْلُ اللَّیْثِ ، أَو ثَمَرُ السَّنْطِ ،و یُعْتَصَرُ مِنْهُ الأَقَاقِیَا .

و قال أَبُو حَنِیفَهَ : القَرَظُ :أَجْوَدُ مَا تُدْبَغُ بِهِ الأُهُبُ فِی أَرْضِ العرَبِ ،و هی تُدْبَغُ (4)بِوَرَقِهِ و ثَمَرِهِ .و قال مَرَّهً :

القَرَظُ :شَجَرٌ عِظَامٌ ،لَهَا سُوقٌ غِلاظٌ أَمْثَالُ شَجَرِ الجَوْزِ، و وَرَقُهُ أَصْغَرُ من وَرَقِ التُّفّاحِ ،و لَهُ حَبٌّ یُوضَعُ فی المَوَازِینِ ،و هو یَنْبُتُ فی القِیعَانِ ،وَاحِدَتُه قَرَظَهٌ ،و بِهَا سُمِّیَ الرَّجُل قَرَظَهَ ،و قُرَیْظَهَ .

قُلْتُ :و قَالَ :ابنُ جَزْلَهَ : أَقاقیَا :هو عُصَارَهُ القَرَظِ ،و فِیه لَذْعٌ ،و أَجْوَدُه الطَّیِّبُ الرّائحَهِ الرَّزیِنُ الصُّلْبُ الأَخْضَرُ،یَشُدُّ الأَعْضَاءَ المُسْتَرْخِیَه إِذا طُبخَ فی ماءٍ و صُبَّ عَلَیْهَا.

و القَارِظُ :مُجْتَنِیهِ و جامِعُهُ .

و القَرّاظُ ، کشَدَّادٍ:بائِعُهُ ،و أَدِیمٌ مَقْرُوظٌ :دُبِغَ أَو صُبِغَ بِهِ ،یُقَالُ : قَرَظَ السِّقاءَ یقْرِظُهُ قَرْظاً ،أَیْ دَبَغَهُ بالقَرَظِ ،أَوْ صَبَغَهُ بِهِ .

و کَبْشٌ قرَظِیٌّ ،کعَرَبِیّ و جُهَنِیٍّ ،الأَخِیرُ عَلَی تَغْیِیرِ النَّسَبِ یَمَنِیٌّ ،لأَنَّهَا مَنَابِتُه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و القَارِظانِ :رَجُلانِ أَحَدُهُمَا یَذْکُرُ بنُ عَنَزَهَ و هو الأَکْبَرُ، کانَ لِصُلْبِهِ ، و الآخَرُ عامِرُ بنُ رُهْمِ بنِ هُمَیْمِ بن یَذْکُرَ بنِ عَنَزَهَ ،کَذَا ذَکَرَهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ .و قالَ غَیْرُه:هو رُهْمُ بنُ

ص:483


1- (1) اللسان و [1]صدره فیه. فلا حفظ الرحمن روحک حیّه.
2- (2) البیت لمحمد بن مناذر کما فی طبقات ابن المعتز ص 123 و یروی «مذ ثوی»و یروی:مذا غدا»و«إذ غدا».
3- (3) کذا بالأصل عن الصحاح،و الذی فی المصباح أنه الحب لأن الورق لا یدبغ به.
4- (4) فی کتاب النبات رقم 414 و [2]هی تدبغ بورقه،و لم یرد«و ثمره»انظر ما مرّ عن المصباح.

عامِرٍ (1)،و هو الأَصْغَر،و یُقَالُ لَهُ : القَارِظُ الثَّانِی،و کِلاهُمَا مِنْ عَنَزَهَ ،یُقَالُ :إِنَّهُمَا خَرَجَا فی طَلَبِ القَرَظِ یَجْتَنِیَانِهِ فَلَمْ یَرْجِعَا ،فضُرِبَ بِهِمَا المَثَلُ فَقَالُوا:لا آتِیکَ أَوْ یَؤُوبَ القارِظُ ،یُضْرَبُ فی انْقِطَاعِ الغَیْبَهِ ،و إِیَّاهُما أَرادَ أَبُو ذُؤَیْبٍ بِقَوْلِهِ :

و حَتَّی یؤُوبَ القَارِظَانِ کِلاهُمَا

و یُنْشَرَ فِی القَتْلَی کُلَیْبٌ لِوائِل (2)

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (3):أَحَدُهُمَا من بَنِی هُمَیْم،و الآخَرُ یَقْدُمُ بنُ عَنَزَهَ .و قَالَ ابنُ بَرِّیّ :ذَکَرَ القَزَّازُ فی کِتَابِ الظّاءِ:

أَنَّ أَحَدَ القَارِظَیْنِ یَقْدُمُ بنُ عَنَزَهَ ،و الآخَرَ عامِرُ بنُ هَیْصَم بنِ یَقْدُمَ بنِ عَنَزَهَ .

و فی المُحْکَمِ :و لا آتِیکَ القارِظَ العَنَزِیّ ،أَی لا آتِیکَ مَا غَابَ القَارِظُ العَنَزِیّ فأَقَامَ القَارِظَ العَنَزِیَّ مُقامَ الدَّهْرِ، و نَصَبَهُ عَلَی الظّرْفِ ،و هذا اتِّسَاعٌ ،و له نَظائرُ.

و قالَ بِشْرُ بنُ أَبی خَازِمٍ لاِبْنَتِه عُمَیْرَهَ و هُوَ یَجُودُ بنَفْسِه، لَمّا أَصَابَهُ سَهْمٌ من غُلامٍ من وائله:

و إِنَّ الوائِلیَّ أَصابَ قَلْبِی

بسَهْمٍ لَمْ یَکُنْ یُکْسَی لُغَابَا

فرَجِّی الخَیْرَ و انْتَظرِی إِیابِی

إِذا ما القَارِظُ العَنَزِیُّ آبَا

14- و سَعْدُ بنُ عَائِذٍ المُؤَذِّنُ ،یُقَالُ لَهُ سَعْدُ القَرَظِ الصَّحَابِیُّ ، رَضِی اللّه عَنْهُ ،و هو مَوْلَی عَمّارِ بنِ یاسِر،رَضِیَ اللّه عَنْهُ ، لِأَنَّهُ کانَ کُلَّمَا تَجِرَ فی شَیْ ءٍ وَضَعَ فیه،و تَجِرَ فیه فَرَبحَ ، فلَزِمَهُ ، (4)أَی لَزِمَ تِجَارَتَهُ ،فعُرِفَ به،و کانَ قَدْ جَعَلَه رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلم مُؤَذِّناً بِقُبَاءِ،و خَلِیفَهَ بِلاَلٍ إِذا غابَ ،ثُمَّ اسْتَقَلَّ بالأَذانِ زَمَنَ أَبِی بَکْرٍ و عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا،و بَقِیَ الأَذانُ فی عَقِبِهِ . قالَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْکَرِیّ :عاشَ سَعْدُ القَرَظِ إِلَی أَیَّامِ الحَجَّاجِ ،و رَوَی عَنْهُ ابنَاه (5)عُمَرُ و عَمّارٌ.

و مَرْوَانُ القَرَظِ ،أُضِیفَ إِلَیْهِ ،لأَنَّه کان یَغْزُو الیَمَنَ و هی مَنَابِتُه ،و مِنْهُ المَثَلُ :«أَعَزُّ من مَرْوَانِ القَرَظِ »،و قِیلَ :أُضِیفَ إِلَیْهِ .لِأَنَّهُ کان یَحْمِی القَرَظَ لِعِزَّتِهِ .ذَکَرَ الوَجْهَینِ المَیْدَانِیّ فی أَمْثَالِهِ .

و قَرَظَهُ بنُ کَعْب بنِ عَمْرٍو، مُحَرَّکَهً ،صحابِیٌّ مِنَ الأَنْصَارِ رَضِیَ اللّه عَنْه،کَمَا فی العُبَابِ .

1- و الَّذِی فی المُعْجَمِ لابْنِ فَهْدٍ: قَرَظَهُ بنُ کَعْبِ بنِ ثَعْلَبَهَ الأَنْصَارِیُّ الخَزْرَجِیُّ (6)،من فُضَلاءِ الصَّحابَهِ ،شَهِدَ أُحُداً،و وَلِیَ الکُوفَهَ لعَلِیٍّ ،و قَدْ شَهِدَ فَتْحَ الرَّیِّ زَمَنَ عُمَرَ.

و ذُو قَرَظٍ ،مُحَرَّکَهً ،أَو ذُو قُرَیْظٍ کزُبَیْرٍ:ع،بالیَمَنِ ، نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و قَرَظَانُ ،مُحَرَّکَهً :حِصْنٌ بزَبِیدَ ،من أَعْمَالِ الیَمَنِ .

و قُرَیْظَهُ ، کجُهَیْنَهَ :قَبِیلَهٌ منْ یَهُودِ خَیْبَرَ ،و کَذلِکَ بَنُو النَّضِیرِ،و قَدْ دَخَلُوا فی العَرَبِ علی نَسَبِهِم إِلَی هَارُون أَخِی مُوسَی،صَلَوَاتُ اللّه عَلَیْهِمَا و عَلَی نَبِیِّنا صلی اللّه علیه و سلم و مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بنُ کَعْبٍ القُرَظِیُّ و غَیْرُهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

14- أَمّا قُرَیْظَهُ فإِنَّهُمْ أُبِیرُوا لنَقْضِهِم العَهْدَ،و مُظَاهَرَتِهِم المُشْرِکِینَ علی رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلم،أَمر بِقَتْل مُقَاتِلِیهِمْ (7)و سَبْیِ ذَرَارِیهم، و اسْتِفَاءَهِ مالِهِمْ .و أَمّا بَنُو النَّضِیر فإِنَّهُم أُجْلُوا إِلی الشّامِ ، و فیهم نَزَلَتْ سُورَهُ الحَشْرِ.

و قالَ الفَرّاءُ فی نَوَادِره: قَرَظْتُه ذَاتَ الشِّمَالِ ،لُغَهٌ فی الضَّادِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : قَرِظَ الرَّجُلُ ، کفَرِحَ :سَادَ بَعْدَ هَوانٍ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیّ فی«ق ر ض»و الصّاغَانِیّ فی العُبَاب.

و من المَجَازِ: التِّقْرِیظُ :مَدْحُ الإِنْسَانِ و هو حَیُّ ، و التَّأْبِین:مَدْحُهُ مَیِّتاً.و قولُهم:فلانٌ یُقَرِّظُ صاحِبَهُ و یُقَرِّضُهُ ، بالظَّاءِ و الضَّادِ جَمِیعاً،عن أَبِی زَیْدٍ،إِذَا مَدَحَهُ بِحَقٍّ أَو باطِلٍ .

14- و فی الحَدِیثِ : «لا تُقَرِّظُونِی کما قَرَّظَتِ النَّصَارَی عِیسَی». و

1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ : «یَهْلِکُ فِیَّ رَجُلانِ :مُحِبٌّ مُفْرِطٌ یُقَرِّظُنِی بما لَیْسَ فِیَّ ،و مُبْغِضٌ یَحْمِلُه شَنآنِی عَلَی أَنْ یَبْهَتَنِی».

ص:484


1- (1) و هو قول التهذیب عن ابن الکلبی.و فی اللسان: [1]عامر بن تمیم بن یقدم بن عنتره.
2- (2) دیوان الهذلیین 145/1 و فی الصحاح [2]کلیب بن وائل و فی المحکم: الهلکی بدل القتلی،و المثبت روایه الدیوان.
3- (3) انظر الجمهره 378/2. [3]
4- (7) بعدها فی القاموس:فأضیف إلیه.
5- (4) بالأصل«ابنه».
6- (5) و مثله فی أسد الغابه عن أبی عمر.
7- (6) فی التهذیب:مقاتلتهم.

وَ هُمَا یَتَقَارَظَان المَدْحَ :یَمْدَحُ کُلٌّ صاحِبَه ،و مِثْلُهُ یَتقارَضَانِ .و قِیلَ : التَّقارُظُ فی المَدْحِ و الخَیْرِ خاصَّهً ، و التَّقارُضُ فی الخَیْرِ و الشَّرِّ.قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :مَأْخُوذٌ من تَقْرِیظِ الأَدِیمِ یُبَالَغُ فی دِبَاغِهِ بالقَرَظِ ،فهو یُزَیِّنُ صاحِبَهُ ، کما یُزَیِّنُ القَارِظُ الأَدِیمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

إِبِلٌ قَرَظِیَّهٌ :تَأْکُلُ القَرَظَ .

و أَدِیمٌ قَرَظِیٌّ :مَدْبُوغٌ بالقَرَظِ .و حَکَیَ أَبُو حَنِیفَهَ عن أَبی مِسْحَلٍ :أَدِیمٌ مُقْرَظٌ ،کأَنَّهُ عَلَی أَقْرَظْتُهُ ،قالَ :و لَمْ نَسْمَعْهُ ، و اسمُ الصِّبْغِ القَرَظِیُّ عَلَی إِضافَهِ الشَّیْ ءِ إِلَی نَفْسِهِ .

و القُرَیْظُ ،کزُبَیْرٍ:فَرَسٌ لبَعْضِ العَرَبِ .

و قَرَظْتُه :حَذَوْتُهُ ،عن الفَرّاءِ.

و قَرَظَهُ ،مُحَرَّکَهً :قَرْیَهُ بمِصْرَ.

قعظ

أَقْعَظَه إِقْعَاظاً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و الصّاغَانِیّ فِی العُبَابِ ،و أَوْرَدَهُ فی التَّکْمِلَهِ ،و کَذَا ذَکَرَهُ صاحِبُ اللّسَان،أَیْ شَقَّ عَلَیْه .و یُقَالُ : أَقْعَظَنِی فُلانٌ إِقْعَاظاً :إِذا أَدْخَلَ عَلَیْکَ مَشَقَّهً فی أَمْرٍ کُنْتَ عنه بمَعْزِلٍ ،و قد ذَکَرَه العَجَّاجُ فی قَصِیدَهٍ ظائِیَّهٍ .

قنفظ

:

و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

القُنْفُظُ ،لُغَهٌ فِی القُنْفُذِ،نَقَلَه الإِمَامُ النَّوَوِیُّ عن القاضِی عِیَاضٍ فِی المَشَارِقِ ،قالَ :و هُوَ غَرِیبٌ .کَذَا نَقَلَهُ شَیْخُنَا.

قوظ

القَوْظُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه.

و فی اللِّسَان:قالَ أَبو عَلِیّ :هو فی مَعْنَی القَیْظِ ،و لَیْسَ بِمَصْدَرٍ اشْتُقَّ مِنْهُ الفِعْلُ ،لأَنَّ لَفْظَهَا وَاوٌ،و لَفْظ الفِعْلِ یاءٌ.

قیظ

القَیْظُ :صَمِیمُ الصَّیْفِ ،و هو حاقُّ الصَّیْفِ .

و فی الصّحاح:حَرَارَهُ (1)الصَّیْفِ ،و هو مِنْ طُلُوع الثُّرَیّا إِلی طُلُوعِ سُهَیْلٍ .ج: أَقْیَاظٌ و قُیُوظٌ .

قالَ العَجَّاج،و یُرْوَی لِرُؤْبَه:

إِنَّ لَهُمْ مِنْ وَقْعِنَا أَقْیَاظا

و نَارَ حَرْب تُسْعِرُ الشُّواظَا

و عَامَلَه مُقَایَظَهً ،و قِیَاظاً ،بالکَسْرِ و قُیُوظاً ،بالضَّمّ ،و هذِهِ نَادِرَهٌ غَرِیبَهٌ لِکَوْنِها لَیْسَتْ مِنْ مَصَادِرِ بابِ المُفَاعَلَهِ ،أَی لزَمَنِ القَیْظِ ،و کَذلِکَ اسْتَأْجَرهُ مُقَایَظَهً و قِیَاظاً ،و هُوَ من القَیْظِ ،کمُشَاهَرَهٍ مِنَ الشَّهْرِ .

و قاظَ یَوْمُنا ،أَی اشْتَدَّ حَرُّهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ .

و قاظَ القَوْمُ بالمَکَانِ :أَقامُوا بِه قَیْظاً ،أَیْ فَصْلَ القَیْظِ ، و

14- قَوْلُ النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم: «لا تَقُومُ السَّاعَهُ حَتَّی یَکُونَ الوَلَدُ غَیْظاً و المَطَرُ قَیْظاً ». أَیْ إِذا کانَ الهَوَاءُ فیه کالقَیْظِ .و فی النّهایَهِ :

لِأَنَّ المَطَرَ إِنَّما یُرَادُ للنَّبَاتِ و بَرْدِ الهَواءِ،و القَیْظُ ضِدُّ ذلِکَ .

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لِنُهَیْکَهَ الفَزَارِیّ :

حَتَّی تَعَذَّرَ بَطْنُ الشَّیْ ءِ فِی أُنُفٍ

وقَاظَ مُنْتَبِذاً فی أَهْلِه الرَّاعِی

قال:و عَدّاهُ إِهَابُ بنُ عُمَیْرٍ العَبْشَمِیّ بِنَفْسِهِ فی قَوْلِه یَصِفُ بازِلاً:

قَاظَ القُرَیّاتِ إِلَی العَجالِزِ

یَرُدُّ شَغْبَ الجُمَّحِ الجَوَامِزِ

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للأَعْشَی:

یا رَخَماً قَاظَ علی مَطْلُوبِ

یُعْجِلُ کَفَّ الخارِیءِ المُطِیبِ

کقَیَّظُوا ،و تَقَّیَظُوا بِهِ ،الأَخِیرَهُ نَقَلَهَا الجوهَرِیّ .و عَدَّاهُ ذُو الرُّمَّهِ بِنَفْسِه حَیْثُ قال:

تَقَیَّظَ الرَّمْلَ حَتَّی هَزَّ خِلْفَتَهُ

تَرَوُّحُ البَرْدِ ما فِی عَیْشِه رَتَبُ

و المَوْضِعُ المَقِیظُ ،و المَقْیظُ ، کمَقِیلٍ و مَقْعَدٍ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :لا مَقِیظَ بأَرْضٍ لا بُهْمَی فِیها،أَی لا مَرْعَی فی القَیْظِ .و مَقِیظُ القَوْمِ :المَوْضِع الَّذِی یُقَامُ فِیهِ [وقت القَیْظِ ،و مصیفهم الموضع الذی یُقام فیه وقت] (2)الصَّیْفِ .

قال الأَزْهَرِیُّ :العَرَبُ تَقُولُ (3):السَّنَهُ أَرْبَعَهُ أَزْمَانٍ ، و لکُلِّ زَمَنٍ منها ثَلاثَهُ أَشْهُرٍ،و هی فُصُولُ السَّنَهِ :مِنْهَا فَصْلُ الصَّیْفِ ،و هو فَصْلُ رَبِیع الکَلإِ:[أَوَّله] (4)آذارُ و نَیْسَانُ

ص:485


1- (2) فی الصحاح:حَمَادَّه الصیف.
2- (3) زیاده عن التهذیب و اللسان. [1]
3- (4) التهذیب:العرب تجعل.
4- (5) زیاده عن التهذیب.

و أَیّارُ،ثُمَّ بَعْدَهُ فَصْلُ القَیْظِ :حَزِیرَانُ و تَمُّوزُ و آبُ ،ثُمَّ بَعْدَه فَصْلُ الخَرِیفِ :أَیْلُولُ و تَشْرِینُ و تَشْرِینُ ،ثُمَّ بَعْدَهُ فَصْلُ الشِّتاءِ:کانُونُ و کانُونُ و شُباطُ .

و قَیَّظَهُ هذا الشَّیْ ءُ تَقْیِیظاً :کفَاهُ لِقَیْظِه نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، و کَذلِک صَیَّفَنِی و شَتَّانِی طَعَامٌ أَو ثَوْبٌ ،و أَنْشَدَ الکِسَائیّ :

مَنْ یَکُ ذابَتٍّ فَهذَا بَتِّی

مُقَیِّظُ مُصَیِّفٌ مُشَتِّی

تَخِذْتُهُ مِنْ نَعَجَاتٍ سِتِّ

سُودٍ نِعَاجٍ کنِعَاجِ الدَّشْتِ (1)

یَقُولُ :یَکْفِینِی القَیْظُ (2)و الصَّیْفُ و الشِّتَاءُ.و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عنه: «إِنَّمَا (3)هی أَصْوُعٌ ما یُقَیِّظْنَ بَنِیَّ ». أَیْ ما تَکْفِیهِمْ لِلْقَیْظ .

و المَقِیظَهُ ،کمَدِینَهٍ :نَباتٌ یَبْقَی أَخْضَرَ ،أَیْ تَدُومُ خُضْرَتُه إِلَی القَیْظِ ،و إِنْ هاجَتِ الأَرْضُ و جَفَّ البَقْلُ یَکُونُ عُلْقَهً (4)للإِبِلِ إِذا یَبِسَ ما سِوَاهُ .قَالَهُ اللَّیْثُ .

و القَیْظِیُّ :ما نُتِجَ فیه ،أَی فی القَیْظِ .

و قَیْظِیٌّ ، بِلاَ لاَمٍ ،ابنُ لَوْذَانَ الصَّحابِیُّ ،هکذَا هو فی النُّسَخ،و الصَّواب قَیْظِیُّ بنُ قَیْسِ بنِ لَوْذَانَ الأَنْصَارِیّ الأَوْسِیّ ،شَهِدَ أُحُداً،و قُتِلَ یَوْمَ الجِسْرِ،و هو جَدُّ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ بُجَیْرٍ،نَقَلَهُ الحَافِظُ ،و هو هکذا فی العُبَابِ و المُعْجَمِ .

و أَقْیَاظٌ ،و یُقَالُ :أَقْیَاذٌ: ع ،قالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیّ :

کَأَنَّها و العَهْدُ مِنْ أَقْیَاظِ

و فِی أُرْجُوزَهِ المَرّارِ بنِ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیّ :

کَأَنَّهَا و العَهْدُ من أَقْیَاذِ

ثم اتَّفقا:

أُسُّ جَرَامِیزَ عَلَی وِجَاذِ

بالذّالِ .قالَ الصّاغَانِیّ :و هذا مِنْ تَوارُدِ الخَوَاطِرِ،و هو الإِکْفَاءُ عَلَی قَوْلِ أَبِی زَیْدٍ.

و مِخْلافُ قَیْظَانَ بالیَمَنِ قُرْبَ ذِی جِبْلَهَ (5)،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قایَظَهُ مُقَایظهً : قاظَ مَعَهُ ،نَقَلَهُ أَبو حَنِیفَهَ ،و بِه فُسِّرَ قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ :

قَایَظْنَنا یَأْکُلْنَ فِینا قِدًّا (6)

قالَ :أَرادَ قِظْنَ مَعَنا.

و قَوْلُهم:اجْتَمَعَ القَیْظُ ،أَی اجْتَمَعَ النّاسُ فی القَیْظِ ، علی الحَذْفِ و الإِیجازِ،کقَوْلِهِمْ :اجْتَمَعَتِ الیَمَامَهُ [یریدون أَهلَ الیمامهِ ] (7).

و اقْتاظُوا :أَقامُوا زَمَنَ قَیْظِهِم .قالَ تَوْبَهُ بنُ الحُمَیِّرِ:

تَرَبَّعُ لَیْلَی بالمُضَیَّحِ فالحِمَی

و تَقْتَاظُ مِنْ بَطْنِ العَقِیقِ السَّواقِیَا

و قَیَّظُوا :أَصابَهُمْ مَطَرُ القَیْظِ ،کصَیَّفُوا و رَبَّعُوا.

و یَوْمٌ قائِظٌ :شَدِیدُ الحَرِّ.و قَیْظٌ قائظٌ :شَدِیدٌ.

و القِیَاظُ ،ککِتَابٍ ،من الزَّرْع:ما زُرِعَ فی زَمَنِ الخَرِیفِ و أَوَّلِ الشِّتَاءِ.

و قَیْظٌ ،بالفَتْح:مَوْضِعٌ بِقُرْبِ مَکَّهَ علی أَرْبَعَهِ أَمْیَالِ من نَخْلَهَ ،جاءَ ذِکْرُه فی الحَدِیثِ .

و قَیْظِیُّ بنُ شَدّادٍ السُّلَمِیُّ ،حَدَّث عَنْهُ وَلَدُه عَمْرٌو،و هذا الاسْمُ فی نَسَبِ الأَنْصَارِ یَتَکَرَّر کَثِیراً،مِنْهُم: قَیْظِیُّ بنُ عَمْرِو بنِ الأَشْهَلِ وَالِدُ صَیْفِیٍّ و جَنابٍ (8)الصَّحابِیَّیْنِ .

ص:486


1- (1) عن الصحاح و [1]اللسان و [2]بالأصل«الدست».
2- (2) الأصل و اللسان و [3]فی التهذیب:للقیظ .
3- (3) الأصل و النهایه،و فی التهذیب و اللسان: [4]ما هی.
4- (4) عن التکمله و التهذیب و اللسان،و [5]بالأصل«علفه».
5- (5) ضبطت عن التکمله و معجم البلدان«قیظان»و«جبله»بالکسر ثم السکون.و ضبطت فی القاموس،ضبط قلم،محرکه.و جبله بالتحریک،کما فی معجم البلدان اسم لعده مواضع،لیست بالیمن.
6- (6) تمامه فی دیوانه. قایظنا یأکلن فینا قِدّاً و محروتَ الخُمالِ .
7- (7) زیاده عن اللسان. [6]
8- (8) کذا بالأصل و أسد الغابه نقلاً عن ابن سعد،قال:و قال غیره حباب بضم الحاء و الباء،و قِیلَ :خباب بالخاء المعجمه،و بالحاء المهمله هو الصواب.

فصل الکاف مع الظاءِ

کرظ

کَرَظَ فی عِرْضِه یَکْرُظ کَرْظاً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللّسَان.و قال الخارْزَنْجِیّ فی تَکْمِلَهِ العَیْن:أَیْ قَدَحَ فیه.

و یُقَالُ : هو کِرْظُ حَسَبِ ،بالکَسْرِ،أَیْ یَکرُظُه کما تَکْرظُ (1)الزَّنْدَهُ الزَّنْدَ،و هو مَکْرُوظُ الحَسَبِ ،أَی مَقْدُوحٌ فیه.

و الکُرْظَهُ ،بالضَّمِّ ،فی السَّهْمِ و القَوْسِ ،مِثْلُ الکُظْرَهِ (2)،مَقْلُوبٌ مِنْهُ ،کما فی العُبَاب و التَّکْمِلَه.

کظظ

الکِظَّهُ ،بالکَسْرِ:البِطْنَهُ ،کَما فی المُحْکَمِ .

و فی الصّحاح: شَیْ ءٌ یَعْتَرِی الإِنْسَانَ .و فی الأَسَاسِ :

الحَیَوَانَ من امْتِلاء .و فی الصّحاح:عن الامْتِلاءِ من الطَّعَامِ .یُقَالُ : کَظَّهُ الطَّعامُ ،و کذلِکَ الشَّرَابُ ، یَکُظُّه کَظًّا ،أَیْ مَلَأهُ حَتَّی لا یُطِیقَ علی النَّفَس، فاکتَظَّ ،أَیْ امْتَلَأ.

17- و فی حَدِیثِ الحَسَنِ البَصْرِیّ : «فإِذا عَلَتْهُ البِطْنَهُ ، و أَخَذَتْهُ الکِظَّهُ ،قال:هاتِ هَاضُوماً». و

17- فی حَدِیثِ ابنِ عُمَرَ: أَهْدَی لَهُ [إِنْسَانٌ ] (3)جُوَارِشْنَ (4)قال:«فإِذا کَظَّکَ الطَّعَامُ أَخَذْتَ مِنْهُ ». أَی امْتَلأْتَ منهُ و أَثْقَلَکَ .

17- و فی حَدِیثٍ آخَرَ: قالَ رَجُلٌ للحَسَنِ :«إِنْ شَبِعْتُ کَظَّنِی ،و إِنْ جُعْتُ أَضْعَفَنِی».

و کَظَّهُ الأَمْرُ یَکُظّه کَظًّا ،و کَظَاظاً و کَظَاظَهً ،بفَتْحِهِمَا:

بَهَظَهُ و مَلَأهُ هَمًّا، و کَرَبَهُ و جَهَدُهُ و أَثْقَلَهُ ،و هُوَ مَجَازٌ.و منه

17- قَوْلُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِیز و ذَکَرَ المَوْتَ فقالَ :«و کَظٌّ لَیْسَ کالکَظِّ ». أَیْ هَمٌّ یَمْلأُ الجَوْفَ لَیْسَ کسائرِ الهُمُومِ ،و لکِنَّهُ أَشَدُّ.

و رَجُلٌ کَظٌّ لَظٌّ ،أَیْ عَسِرٌ مُتَشَدِّدٌ،کما فی الصّحاحِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ:رَجُلٌ کَظٌّ لِلَّذِی تَبْهَظُهُ الأُمُورُ و تَغْلِبُهُ حَتی یَعْجِزَ عَنْهَا و کَظَّ الغَیْظُ صَدْرَهُ ،أَیْ مَلَأهُ ، فهُوَ کَظِیظٌ ،و مَکْظُوظٌ و مُکَظَّظٌ ،کمُعَظَّمٍ ،أَیْ مَغْمُومٌ مَلْآنُ من الثِّقَلِ .

و الکِظَاظُ ، ککِتَابٍ :الشِّدَّهُ و التَّعَبُ فی الأَمْرِ حَتَّی یَأْخُذَ بالنَّفَسِ .قالَ رُؤْبَهُ :و یُرْوَی للعَجّاج:

إِنَّا أُنَاسٌ نَلْزَمُ الحِفَاظَا

إِذْ سَئِمَتْ رَبِیعَهُ الکِظَاظا (5)

و الکِظَاظُ أَیْضاً: طُولُ المُلاَزَمَهِ علی الشِّدَّهِ ،أَنْشَدَ ابنُ جِنّی:

و خُطَّه لا خَیْرَ فی کِظَاظِهَا

و الکِظَاظُ أَیْضاً: المُمَارَسَهُ الشَّدِیدَهُ فی الحَرْبِ ، کالمُکَاظَّهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و یُقَالُ : الکِظَاظُ فی الحَرْبِ :

المُضَایَقَهُ و المُلاَزَمَهُ فی مَضِیقِ المَعْرَکَهِ .و قد کَاظَّ القَوْمُ بَعْضَهم بَعْضَاً مُکَاظَّهً و کِظَاظاً ،وَ تَکَاظُّوا :تَضَایَقُوا فی المَعْرَکَهِ عند الحَرْبِ .و من أَمْثَالِهم:«لَیْسَ أَخُو الکِظَاظِ مَنْ تَسْأَمُهُ »یَقُولُ : کَاظِّهِم ما کَاظُّوکَ ،أَی لا تَسْأَمْهُمْ أَوْ یَسْأَمُوا.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: هو یَتَکَظْکَظُ عنْدَ الأَکْلِ ،أَی یَنْتَصِبُ قَاعِداً .و قال اللَّیْثُ :أَیْ تَرَاه مُنْحَنِیاً،و کُلَّمَا امْتَلَأ بَطْنُه یَنْتَصِبُ جَسَدُه قَاعِداً.

و اکْتَظَّ المَسِیلُ بالماءِ :إِذا ضاقَ به لِکَثْرَتِهِ .و منه

16- حَدِیثُ رُقَیْقَه: « فاکْتَظَّ الوَادِی بِثَجِیجِهِ ». أَی امْتَلَأ بالمَطَرِ و السَّیْلِ ، و هو مَجَازٌ.

و الکَظْکَظَهُ :امْتِدادُ السِّقاءِ إِذا مَلَأْتَهُ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و قَدْ کَظَظْتُهُ ،و هو مَکْظُوظٌ ،و کَظِیظٌ .و فی العُبَاب:و هی أَنْ تَرَاهُ یَسْتَوِی کُلَّمَا صَبَبْتَ فیه المَاءَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

کَظَّهُ کِظَّهً :غَمَّهُ مِنْ کَثْرَهِ الأَکْلِ ،قالَهُ اللَّیْثُ .

و جَمْعُ الکِظَّهِ أَکِظَّهٌ .و منه

16- حَدِیث النَّخَعِیّ : « الأَکِظَّهُ عَلَی الأَکِظَّهِ مَسْمَنَهٌ مَکْسَلَهٌ مَسْقَمَهٌ ».

و اکْتَظَّهُ الغَیْظُ ککَظَّهُ .

و الکَظِیظُ ،کأَمِیر:المُغْتَاظُ أَشَدَّ الغَیْظِ .قالَ الحُضَیْنُ بنُ المُنْذِر یَهْجُو ابْنَه:

ص:487


1- (1) عن التکمله و بالأصل«یکرظ ».
2- (2) الکظر:محزّ القوس تقع فیه حلقه الوتر.
3- (3) زیاده عن النهایه و [1]اللسان. [2]
4- (4) فی النهایه:« [3]جَوارضَ »و المثبت کاللسان و [4]الضبط منه.
5- (5) لیس فی أراجیز رؤبه.و المشطوران فی دیوان العجاج.

عَدُوُّک مَسْرُورٌ و ذُو الوُدِّ بالَّذِی

یَرَی مِنْکَ من غَیْظٍ عَلَیْک کَظِیظُ

و تَکظْکَظَ السِّقاءُ:امْتَلَأ.

و کَظَّ خَصْمَهُ کَظًّا :أَلْجَمَهُ (1)حَتَّی لا یَجِد مَخْرَجاً یَخْرُج إِلَیْه.

و هذا الطَّعامُ مَکَظَّهٌ ،أَی مَتْخَمَه،و اکتَظَّ بَطنُه.

و اکْتَظَّ القَوْمُ فی المَسْجِدِ:ازْدَحَمُوا.

و الکَظِیظُ :الازْدِحَامُ و الامْتِلاءُ.

و التَّکَاظُّ و المُکَاظَّهُ :تَجَاوُزُ الحَدِّ فی العَدَاوَهِ .

و الکِظَاظُ :مَا یَمْلأُ القَلْبَ من الهَمِّ .

و کَظَّ المَسِیلُ ،مِثْلُ اکْتَظَّ .

و قَالَ ابنُ عَبَّاد:یُقَالُ : کَظَّ الحَبْلَ أَی شَدَّه.قالَ :

و یُقَالُ :جَاءَ یَکُظُّه لِلَّذِی یَطْرُدُ شَیْئاً من خَلْفِهِ ،و قد کادَ یَلْحَقُه،کما فی العُبَابِ .

و الصَّوابُ یَکِظُّهُ بالتَّخْفِیف،وکْظاً،کما سَیَأْتِی.

و رَجُلٌ کَظٌّ لَظٌّ أَی عَسِرٌ مُتَشَدِّدٌ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و ذَکَرَهُ المُصَنِّف فی«ل ظ ظ ».

کعظ

الکَعِیظُ ،کَأَمِیر و مُعَظَّم،بالعَیْن المُهْمَلَه ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ اللَّیْثُ :هو الرَّجُلُ القَصِیرُ الضَّخْمُ ، کَذا حَکاهُ الأَزْهَرِیّ عنه،قالَ و لَمْ أَسْمَعْ هذا الحَرْفَ لِغَیْره.

کغظ

*و ممَّا یُسْتَدْرَک علیه:

الکاغِظ لغه فی الدَّال و الطَّاءِ المُهْمَلَتَیْن نَقَلَه شَیخُنا.

کلظ

الکَلَظَه ،مُحَرَّکَهً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ و صاحِبُ اللِّسَان.و فی العباب:قال العُزَیزیّ :

هی مِشْیَهُ الأَقْزَلِ و هوَ أَکْلَظُ ،أَیْ أَقْزَلُ . أَو الصَّواب بالطّاءِ المُهْمَلَهِ ،و الظَّاءُ تَصْحِیفٌ للعزیزِیّ ،کما حَقَّقَهُ الصَّاغَانِیّ .

کنظ

کَنَظَه (2)الأَمْرُ یَکْنِظُه و یَکْنُظُهُ مِثْلُ غَنَظَهُ ،إِذا جَهَدَهُ و شَقَّ عَلَیْهِ .و یُقَالُ : کَنَظَهُ و تَکَنَّظَهُ ،إِذا بَلَغَ مَشَقَّتَهُ ، و قیل: کَنَظَهُ : غَمَّه وَ مَلَأهُ مِثْلُ غَنَظَهُ .قال أَبُو تُرابٍ :

سَمِعْتُ أَبا مِحْجَنٍ یَقُولُ هکَذَا.و قالَ اللَّیْثُ : الکَنْظ :بُلُوغُ المَشَقَّهِ من الإِنْسانِ ،تَقُولُ :إِنَّهُ لَمَکْنُوظٌ مَغْنُوظٌ ،أَی مَغْمُومٌ .و قال النَّضْرُ:غَنَظَهُ و کَنَظَهُ ،و هو الکَرْبُ الشَّدِیدُ الَّذِی یُشْفَی مِنْهُ عَلَی المَوْتِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الکُنْظَهُ بالضَّمِّ :الضَّغْطَهُ ،کما فی العُبابِ (3).

کنعظ

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

الکِنْعاظُ :الَّذِی یَتَسَخَّطُ عِنْدَ الأَکْلِ ،نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسان عَنْ حَواشِی ابنُ بَرِّیّ .

فصل اللام مع الظاءِ

لأظ

الّلأْظُ ،کالمَنْعِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسَان.و قالَ الصّاغَانِیّ :هو الغَمُّ ،و أَنْشَدَ لأَبِی حِزَامٍ العُکْلِیّ :

و تَظْیِیئِهِمِ بِالَّلأْظِ منِّی

و ذَأْطِیهِمْ بشَنْتَرَهٍ ذَءُوطِ

أَوْ لَأظَهُ :طَرَدَهُ ،و قد دَنَا مِنْه عن ابن عَبّادٍ. و لَأظَ فِی التَّقَاضِی:شَدَّدَ عَلَیْهِ فیهِ ،و هذِه عن ابنِ عَبّادٍ أَیْضاً،و هذا قَدْ تَقَدَّم للمُصَنِّفِ فی لأَط مُهْمَلَهً بعَیْنِه،فهو إِمّا لُغَهٌ أَوْ تَصْحِیفٌ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

لَأظَهُ ،أَیْ عَارَضَهُ ،عن ابنِ عَبّادٍ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ فی کِتَابَیْه.

لحظ

لَحَظَهُ ،کمَنَعَهُ یَلْحَظُهُ ، و لَحَظَ إِلَیْهِ لَحْظاً ، بالفَتْحِ ، و لَحَظَاناً مُحَرَّکَهً ،أَیْ نَظَرَ بِمُؤْخِرِ عَیْنَیْهِ (4)،کَذَا فی الصّحاح،أَیْ مِنْ أَیِّ جانِبَیْهِ کانَ ،یَمِیناً أَوْ شِمَالاً.

ص:488


1- (1) الأصل و اللسان،و [1]فی التهذیب:أفحمه.
2- (3) عن القاموس،و بالأصل«کنظ »الأمر.
3- (4) و التکمله أیضاً و لم یعزه لأحد.
4- (5) فی التهذیب و اللسان:عینه.

و مِنْ ذلِکَ

14- حَدِیثُ ابنِ عَبّاسِ : «أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم کانَ یَلْحَظُ فی الصَّلاهِ و لا یَلْتَفِتُ ». و هُوَ أَشَدُّ الْتِفَاتاً مِنَ الشَّزْرِ .

قالَ :

نَظَرْناهُمُ حَتَّی کَأَنَّ عُیُونَنا

بِهَا لَقْوهٌ مِنْ شِدَّهِ اللَّحَظانِ

وَ قِیلَ : اللَّحْظَهُ :النَّظْرَهُ مِنْ جانِبِ الأُذُنِ ،و مِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ:

فَلَمَّا تَلَتْهُ الخَیْلُ و هْوَ مُثَابِرٌ

عَلَی الرَّکْبِ یُخْفِی نَظْرَهً و یُعِیدُهَا (1)

و المُلاحَظَهُ :مُفَاعَلَهٌ منه ،و منه

16- الحَدِیثُ : «جُلُّ نَظَرِه المُلاحَظَهُ ». قال الأَزْهَرِیُّ :هو أَنْ یَنْظُرَ الرَّجُلُ بِلِحَاظِ عَیْنَیْهِ إِلَی الشَّیْ ءِ شَزْراً،و هو شِقُّ العَیْنِ الَّذِی یَلِی الصُّدْغَ .

و اللَّحَاظُ ، کَسَحَابٍ :مُؤخِرُ العَیْنِ ،کَذَا فی الصّحاح.

قالَ شَیْخُنَا:و بَعْضُ المُتَشَدِّقِینَ یَکْسِرُهُ و هو وَهَمٌ ،کما أَوْضَحْتُه فی شَرْحِ نَظْمِ الفَصِیحِ .

قُلْتُ :و هذا الَّذِی خَطّأَه قَدْ وُجِدَ بِخَطِّ الأَزْهَرِیّ فی التَّهْذِیب:الماقُ و المُوقُ :طَرَفُ العَیْنِ الَّذِی یَلِی الأَنْفَ .

و اللِّحاظُ :مُؤْخِرُ العَیْنِ الَّذِی یَلِی الصُّدْغَ ،بکَسْرِ الّلامِ و لکِنَّ ابنَ بَرِّیّ صَرَّحَ بأَنَّ المَشْهُورَ فی لِحَاظِ العَیْنِ الکَسْر لا غَیْر.

و اللِّحَاظُ ککِتَابٍ :سِمَهٌ تَحْتَ العَیْنِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .و قَالَ ابنُ شُمَیْلٍ هو مِیسَمٌ فی مُؤْخِرِهَا إِلَی الأُذُنِ ،و هو خَطٌّ مَمْدُودٌ،و رُبما کانَ لِحَاظَانِ مِنْ جانِبَیْنِ ، و رُبما کانَ لِحَاظٌ وَاحِدٌ مِن جَانِبٍ وَاحِدٍ،و کَانَتْ هذِهِ السِّمهُ سِمَهَ بَنِی سَعْدٍ.قَالَ رُؤْبَهُ ،و یُرْوی لِلْعَجّاج:

و نارَ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشِّوَاظا

تُنْضِجُ بَعْدَ الخُطُمِ اللِّحَاظَا

الخِطَامُ :سِمَهٌ تَکُونُ علَی الخَطْمِ .یَقُولُ :وَسَمْنَاهُمْ مِنْ حَرْبِنَا بسِمَتَیْنِ لا تَخْفِیانِ .

کالتَّلْحِیظِ ،حَکَاه ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَدَ:

أَمْ هَلْ صَبَحْتَ بَنِی الدَّیَّانِ مُوضِحَهً

شَنْعَاءَ بَاقِیَهَ التَّلْحِیظِ و الخُبُطِ (2)

جَعَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ اسْماً للسِّمَهِ ،کَمَا جَعَلَ أَبُو عُبَیْدٍ التَّحجِینَ اسْماً للسِّمَهِ ،فَقَالَ :التَّحْجِینُ :سِمَهٌ مُعْوَجَّهٌ .

قالَ ابنُ سِیدَه:و عِنْدِی أَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهما إِنَّمَا یُعْنَی به العَمَلُ ،و لا أُبْعِد مع ذلِکَ أَنْ یَکُونَ التَّفْعِیلُ اسْماً،فإِنَّ سِیبَوَیْه قَدْ حَکَی التَّفْعِیلَ فی الأَسْمَاءِ،کالتَّنْبِیتِ ،و هُوَ شَجَرٌ بِعَیْنِهِ .و التَّمْتِین،و هُوَ خُیُوطُ الفُسْطَاطِ ،یُقَوِّی ذلِکَ أَنَّ هذا الشّاعِرَ قَدْ قَرَنَهُ بالخُبُطِ .

أَو اللِّحَاظُ : ما یَنْسَحِی مِنَ الرِّیشِ إِذا سُحِیَ من الجَنَاحِ ،قالَهُ ابنُ فارِسٍ .

و قال أَبو حَنِیفَهَ : اللِّحَاظُ :اللِّیطَهُ الَّتِی تَنْسَحِی من العَسِیبِ مع الرَّیش،عَلَیْهَا مَنْبِتُ الرِّیِش.قالَ الأَزْهَرِیّ :

و أَمّا قَوْلُ الهُذَلِیّ یَصِفُ سِهَاماً:

کَساهُنّ أَلْآماً کَأَنَّ لِحَاظَهَا

و تَفْصِیلَ ما بَیْنَ اللِّحَاظِ قَضِیمُ (3)

کَأَنَّهُ أَرَادَ کَسَاهَا رِیشاً لُؤَاماً.و لِحَاظُ الرِّیشَهِ :بَطْنُهَا إِذا أُخِذَتْ من الجَنَاحِ فقُشِرَتْ ،فأَسْفَلُها الأَبْیَضُ هو اللِّحَاظُ .

شَبَّهَ بَطْنَ الرِّیشَهِ المَقْشُورَهِ بالقَضِیمِ ،و هو الرَّقُّ الأَبْیَضُ یُکْتَبُ فِیه.

و اللِّحَاظُ من السَّهْمِ :ماوَلِیَ أَعْلاَهُ من القُذَذِ من الرِّیشِ ،و قیل:ما یَلِی أَعْلَی الفُوقِ من السَّهْم.

و اللَّحِیظُ ، کَأَمِیرٍ:النَّظِیرُ و الشَّبِیهُ .یُقَالُ :هو لَحِیظُ فُلانٍ ،أَی نَظِیرُه و شَبِیهُهُ .

و لَحِیظ ، بِلا لاَمٍ :مَاءٌ أَوْ رَدْهَهٌ م مَعْرُوفَهٌ ، طَیِّبَهُ الماءِ .

قال یَزِیدُ بنُ مُرْخِیَهٍ :

و جَاؤُوا بِالرَّوَایَا مِنْ لَحِیظٍ

فَرَخُّوا المَحْضَ بالمَاءِ العِذَابِ

رَخُّوا:أَیْ خَلَطُوا (4).

ص:489


1- (1) عجزه فی التهذیب: علی الرکض یخفی لحظه و یعیدها.
2- (2) فی اللسان [1]خبط بروایه التلحیم بدل التلحیظ و علی هذه الروایه فلا شاهد فیه،و نسبه لوعله الجرمی.
3- (3) لم أجده فی دیوان الهذلیین،و البیت فی التهذیب و اللسان و [2]التکمله.
4- (4) فی معجم البلدان: [3]مزجوا.

و لَحُوظٌ ، کصَبُورٍ:جَبَلٌ لهُذَیْلٍ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و لَحْظَهُ ،کَحَمْزَهَ :مَأْسَدَهٌ بتِهَامَهَ ،و منه:أُسْدُ لُحْظَهَ ، کما یُقَالُ :أُسْدُ بِیشَهَ .قال النابِغَهُ الجَعْدِیّ :

سَقَطُوا علی أَسَدٍ بِلَحْظَهَ مَشْ

بُوحِ السَّوَاعِدِ باسِلٍ جَهْمِ

و التَّلَحُّظُ :الضِّیقُ و الالْتِصَاصُ ،نقله الصّاغَانِیُّ ،قالَ :

و منه اشْتِقَاقُ لَحُوظٍ لجَبَلٍ من جِبَالِ هُذَیْلٍ المَذْکُور.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

اللَّحْظَه :المَرَّهُ مِنَ اللَّحْظِ .و یَقُولُونَ :جَلَسْتُ عِنْدَهُ لَحْظَهً ،أَیْ کلَحْظَهِ العَیْنِ ،و یُصَغِّرُونَهُ لُحَیْظَه ،و الجَمْعُ لَحَظَاتٌ .

و اللّحْظُ ،بالفَتْحِ : لَحَاظُ العَیْنِ ،و الجَمْع أَلْحاظٌ :یُقَالُ :

فَتَنَتْه بلَحاظِهَا و أَلْحَاظِها ،و جَمْعُ اللَّحَاظِ اللُّحُظُ ،کسَحَابٍ و سُحُبٍ .

و رَجُلٌ لَحَّاظٌ ،کشَدَّادٍ.

و تَلاحَظُوا ،و یُقَال:أَحْوَالُهُمْ مُتَشَاکِلَهٌ مُتلاحِظَهٌ .و هو مَجازٌ.

و لاحَظَهُ مُلاحَظَهً و لِحَاظاً :رَاعاهُ ،و هو مَجَازٌ.و یُقَالُ :هو عِنْدَهُ مَحْفُوظٌ ،و بعَیْنِ العِنَایَهِ مَلْحُوظٌ .

و جَمَلٌ مَلْحُوظٌ بلِحَاظَیْنِ ،و قد لَحَظَهُ ،و لَحَّظَه تَلْحِیظاً .

و لِحَاظُ الدَّارِ،«بالکَسْر»:فِنَاؤُهَا قالَ الشاعِرُ:

و هَلْ بلِحَاظِ الدّارِ و الصَّحْنِ مَعْلَمٌ

و مِنْ آیِهَا بِینُ العِرَاقِ تَلُوحُ

البِینُ ،بالکَسْرِ:قِطْعَهٌ من الأَرْضِ قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ.

و الَّلحُوظ ،کصَبُور:الضَّیِّقُ .

و المَلْحَظُ ،کمَطْلبٍ : اللَّحْظُ ،أَو مَوْضِعُه،و جَمْعُهُ المَلاَحِظُ .

لظظ

اللَّظُّ الکَظُّ :هو الرَّجُلُ العَسِرُ المُتَشَدِّدُ ،کما فی الصّحاحِ .قال ابنُ سِیدَه:و أَرَی کَظًّا إِتْبَاعاً،و قَد تَقَدَّمَ فی«ک ظ ظ »أَیْضاً کالَّلظْلاَظِ ،بالفَتْحِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

قال:یُقَالُ :إِنَّه لَحَدِیدٌ لَظْلاظٌ ،أَیْ زَعِرُ الخُلُق.

و اللَّظُّ : اللُّزُومُ و الإِلْحَاحُ ،وَ قَدْ لَظَّ بِهِ ،إِذا لَزِمَهُ و لَم یُفَارِقْهُ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ. کاللَّظِیظِ .قال الراجِزُ:

عَجِبْتُ و الدَّهْرُ لَهُ لَظِیظُ

قِبلَ هُوَ اسْمٌ مِنْ أَلَظَّ به إِلْظاظاً .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اللَّظُّ : الطَّرْدُ .

و المِلْظَاظُ ،بالکَسْرِ:المِلْحاحُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و أَنْشَدَ لِأَبِی مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیّ :

جارَیْتُهُ بسَابِحٍ مِلْظَاظِ

یَجْرِی عَلَی قَوَائِمٍ أَیْقاظِ

و أَنْشَد الصّاغَانِیّ لِرُؤْبَهَ ،و یُرْوَی لِلْعَجّاجِ :

و الجَدُّ یَحْدُو قَدَراً مِلْظاظَا

و قال الفَرّاءُ فی نَوَادِرِهِ : یَوْمٌ لَظْلاظٌ ،أَیْ حارٌّ .

و المُلِظَّهُ ،بالضَّمِّ :الرِّسَالَهُ ،و به فُسِّر قَوْلُ أَبِی وَجْزَهَ :

فأَبْلِغْ بَنِی سَعْدِ بنِ بَکْرٍ مُلِظَّهً

رَسُولَ امْریءٍ بَادِی المَوَدَّهِ نَاصِحِ

و قَوْلُه:رَسُولَ امْرِیءِ،أَرادَ رِسَالَهَ امْرِیءٍ، من أَلَظَّ بفُلانٍ أَیْ لاَزَم ،و قَدْ لَظَّ بالشَّیْ ءِ و أَلَظَّ به:لَزِمَهُ فَعَلَ و أَفْعَلَ بمَعْنیً .و قالَ أَبُو عَمْرٍو: أَلَظَّ بِهِ :لَزِمَهُ ،و هو مُلِظٌّ به لا یُفَارِقُهُ .و مِنْهُ

16- حَدِیثُ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُ : « أَلِظُّوا بیاذَا الجَلالِ و الإِکْرَامِ ». أَیْ الْزَمُوا ذلِکَ و اثْبُتُوا عَلَیْه،و أَکْثِرُوا مِنْ قَوْلِه.و الإِلْظَاظُ :لُزُومُ الشَّیْ ءِ و المُثَابَرَهُ علیه.و یقال:

الإِلْظَاظُ :الإِلْحاح.قال بِشْرٌ یَصِفُ حِمَاراً شَبَّه ناقَتَهُ بِهِ :

أَلَظَّ بِهِنَّ یَحْدُوهُنَّ حَتَّی

تَبَیَّنَ حُولَهُنَّ من الوِسَاقِ

و فی الصحاح:

تَبَیَّنَتِ الحِیالُ من الوِساق (1)

و أَلَظَّ المطرُ: دَامَ .و أَلَظَّ بالمَکَانِ : أَقَامَ به،و کذلک أَلَظَّ عَلَیْه.

و تَلَظُّظُ الحَیَّهِ ،و لَظْلَظَتُها :تَحَرُّکُها،و تَحْرِیکُ رَأْسِها مِنْ شِدَّهِ اغْتِیَاظِها ،و کَذلِکَ التَّلَظْلُظُ .و حَیَّهٌ تَتَلَظَّی مِنْ تَوَقُّدِها و خُبْثِهَا،کأَنَّ الأَصْلَ تَتَلَظَّظُ .

ص:490


1- (1) الحیال جمع حائل،الناقه التی حمل علیها فلم تلقح.

و أَمّا قَوْلُهُمْ فِی الحَرِّ: یَتَلَظَّی ،فکَأَنَّه یَلْتَهِبُ کالنَّارِ،من اللَّظَی،و سَیَأْتِی.

و التَّلاظُّ :التَّطَارُدُ .یُقَالُ :مَرَّت الفُرْسانُ تَلاظُّ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

المُلاَظَّهُ فی الحَرْبِ :المُوَاظَبَهُ و لُزُومُ القِتَالِ .و رَجُلٌ مِلَظٌّ مِلَحٌّ :شَدِیدُ الإِبْلاغِ بالشَّیْ ءِ یُلِحُّ عَلَیْهِ .و یُقَالُ للْغَرِیمِ المُلِحِّ اللَّزُومِ : مِلَظٌّ و مِلَزٌّ،بکَسْرِ المِیمِ ،و هو مِلَظٌّ و مِلْظَاظٌ :عَسِرٌ مُضَیَّقٌ مُشَدَّدٌ عَلَیْه.و قالَ ابنُ فارِسٍ :

الإِلْظَاظُ الإِشْفاقُ علی الشَّیْ ءِ.

و رَجُلٌ لَظْلاظٌ ،بالفَتْح،أَیْ فَصِیحٌ .

لعظ

المُلَعَّظَهُ ،کمُعَظَّمَهٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ :و قالَ اللَّیْثُ :هی الجَارِیَهُ السَّمِینَهُ الطَّوِیلَهُ الجَسِیمَهُ .قالَ الأَزْهَرِیّ :لَمْ أَسْمَعْ هذا الحَرْفَ مُسْتَعْمَلاً فی کَلامِ العَرَبِ لِغَیْرِ اللَّیْثِ .

لعمظ

اللَّعْمَظَهُ :انْتِهاسُ (1)العَظْمِ مِلْ ءَ الفَمِ ،و قد لَعْمَظَهُ .و فی الصّحاح: لَعْمَظْتُ اللَّحْمَ :انتَهَسْتَه عَنِ العَظْمِ ،و رُبما قالُوا: لَعْظَمْتُهُ عَلَی القَلْبِ ، کاللِّعْماظِ ، بالکَسْرِ ،کدَحْرَجَهٍ و دِحْراجٍ .

و اللَّعْمَظُ ، کجَعْفَرٍ:الحَرِیصُ الشَّهْوانُ للطَّعَامِ ،عن اللَّیْثِ .و قالَ غَیْرُه:هو النَّهِمُ الشَّرِهُ ، کاللُّعْمُوظ ،و الُّلعْمُوظهِ بِضَمِّهِما ،کما فی الصّحاح.

ج: لَعامِظَهٌ ،و لَعامِیظُ ،قالَ الشاعِرُ:

أَشْبِهْ و لا فَخْرَ فَإِنَّ الَّتِی

تُشْبِهُها قَوْمٌ لَعَامِیظُ

و قال ابنُ عَبَّادٍ: اللِّعْمَاظُ ، کقِرْطاسٍ :الطِّرْماذُ ،و هو أَنْ یُعْطِیَکَ من الکَلامِ ما لا أَصْلَ له.

و اللُّعْمُوظ ، کعُصْفُورٍ:الطُّفَیْلِیُّ ،و اللَّعْمَظَهُ :التَّطْفِیلُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

نَقَلَ ابنُ بَرِّیّ عن ابنِ خَالَوَیْه: اللَّعْمَظُ و اللُّعْمُوظُ :الَّذِی یَخْدُم بِطَعَامِ بَطْنِهِ ،مِثْلُ العُضْرُوطِ .قال رافِعُ بنُ هُزَیْمٍ :

لَعَامِظَهٌ بَیْنَ العَصَا و لِحَائِهَا

أَدِقّاءُ نَیَّالِینَ مِنْ سَقَطِ السَّفْرِ

و رَجُلٌ لَعْمَظَهٌ :حَرِیصٌ لَحَّاسٌ .و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیّ :

أَذاکَ خَیْرٌ أَیُّهَا العُضَارِطُ

و أَیُّهَا اللَّعْمَظَهُ العُمَارِطُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

لغظ

اللَّغَظُ :ما سَقَطَ فی الغَدِیرِ من سَفْیِ الرِّیحِ ، زَعَمُوا،کَذَا فی اللِّسَان.

لفظ

لَفَظَه من فِیهِ یَلْفِظُهُ لَفْظاً ، و لَفَظَ به لَفْظاً ، کضَرَبَ ،و هی اللُّغَهُ المَشْهُورَهُ . و قالَ ابنُ عَبَّادٍ:و فیه لُغَهٌ ثَانِیَهٌ : لَفِظَ یَلْفَظُ ،مِثَالُ سَمِعَ یَسْمَعُ .و قَرَأَ الخَلِیلُ : ما یَلْفَظُ من قَوْلٍ (2)بفَتْحِ الفاءِ،أَیْ رَمَاهُ ،فهو مَلْفُوظٌ و لَفِیظٌ .

16- و فی الحَدِیثِ : «و یَبْقَی فی الأَرْضِ (3)شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ ». أَیْ تَقْذِفُهُمْ و تَرْمِیهِمْ .

16- و فی حَدِیثٍ آخَرَ:

«و مَنْ أَکَلَ فَمَا تَخَلَّل فَلْیَلْفِظْ ». أَیْ فَلْیُلْقِ ما یُخْرِجُهُ الخِلالُ مِنْ بَیْنِ أَسْنَانِه.و فی حَدِیثِ ابْنِ عُمَرَ:أَنَّهُ سُئِلَ عَمَّا لَفَظَهُ البَحْرُ فَنَهَی عَنْهُ ،أَرادَ ما یُلْقِیهِ البَحْرُ من السَّمَکِ إِلی جانِبِهِ من غَیْرِ اصْطِیادٍ.

16- و فی حَدِیثِ عائِشَهَ : «فَقَاءَتْ أُکُلَهَا و لَفَظَتْ خَبِیئَها». أَی أَظْهَرَتْ ما کَانَ قد اخْتَبَأَ فِیهَا من النَّبَاتِ و غَیْرِه.

و من المَجازِ: لَفَظَ بالکَلامِ :نَطَقَ به، کَتَلَفَّظَ ،به،و منهُ قَوْلُهُ تَعَالَی: ما یَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ ، و کَذلِکَ لَفَظَ القَوْلَ :إِذا تَکَلَّمَ به.

و لَفَظَ فُلانٌ :ماتَ .

و من المَجَازِ: الّلافِظَهُ :البَحْرُ ،لِأَنَّهُ یَلْفِظُ بِمَا فِی جَوْفِهِ إِلَی الشُّطُوطِ ، کلاَفِظَه ،مَعْرِفَهً .

و قِیلَ : الّلافِظَهُ : الدِّیکُ لأَنَّهُ یَأْخُذُ الحَبَّهَ بمِنْقَارِهِ فلا یَأْکُلُهَا،و إِنَّما یُلْقِیهَا إِلَی الدَّجَاجَهِ .و قِیلَ :هی الَّتِی تَزُقُّ فَرْخَها من الطَّیْرِ؛لأَنَّهَا تُخْرِجُ من (4)جَوْفِهَا لفَرْخِها و تُطْعِمُهُ و یُقالُ :هی الشَّاهُ الَّتِی تُشْلَی لِلحَلْب ،و هی تُعْلَفُ ، فتَلْفِظُ بجِرَّتِهَا ،أَیّ تُلْقِی ما فِی فِیها و تُقْبِلُ إِلی الحالِبِ لِتُحْلَبَ ، فَرَحاً مِنْهَا بالحَلْبِ لِکرَمِها.

ص:491


1- (1) فی القاموس: [1]انتهاش.
2- (2) من الآیه 18 من سوره ق.و سترد کامله قریباً.
3- (3) فی النهایه و اللسان:فی کل أرض.
4- (4) فی اللسان:« [2]ما فی جوفها»و فی الصحاح: [3]ما فی حوصلتها.

و من المَجَازِ: الّلافِظَهُ : الرَّحَی لأَنَّهَا تَلْفِظُ ما تَطْحَنُهُ مِنَ الدَّقِیقِ ،أَیْ تُلْقِیهِ . و مِنْ إِحْدَاها قَوْلُهُم«أَسْمَحُ مِنْ لافِظَهٍ » ، و«أَجْوَدُ من لافِظَهٍ »،و«أَسْخَی مِنْ لافِظَهٍ »قال الشاعر:

تَجُودُ فَتُجْزِلُ قَبْلَ السُّؤالِ

و کَفُّکَ أَسْمَحُ مِنْ لافِظَهْ

و أَنْشَدَ اللَّیْثُ ،-و یُقَالُ إِنَّه لِلْخَلِیلِ -:

فَأَمَّا الَّتِی سَیْبُها یُرتَجَی

قَدِیماً فَأَجْوَدُ من لافِظَهْ

فی أَبیاتٍ تَقَدَّمَ ذِکْرُها فی«ف ی ظ »قال الصّاغَانِیّ :

فمَنْ فَسَّرَهَا بالدِّیکِ أَو البَحْرِ جَعَلَ الهاءَ لِلْمبالَغَهِ .

و الّلافِظَهُ فی غَیْرِ المَثَلِ : الدُّنْیَا ؛سُمِّیت لأَنَّهَا تَلْفِظُ ، أَیْ تَرْمِی بِمَنْ فِیها إِلی الآخِرَهِ و هو مَجَازٌ.

و کُلُّ ما زَقَّ فَرْخَهُ : لاَفِظَهٌ .

و اللُّفَاظَهُ ، کَثُمَامَهٍ :ما یُرْمَی من الفَمِ ،و منه لُفَاظَهُ السِّوَاکِ .

و من المَجَازِ: اللُّفاظَهُ : بَقِیَّهُ الشَّیْ ءِ .یُقَالُ :ما بَقِیَ إِلاّ نُضَاضَهٌ ،و لُعَاعَهٌ و لُفَاظَهٌ ،أَی بَقِیَّهٌ قَلِیلَهٌ .

و اللِّفَاظُ ، کَکِتَابٍ :البَقْلُ بِعَیْنِه،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و لِفَاظٌ : ماءٌ لِبَنِی إِیادٍ،و یُضَمُّ (1).

و من المَجَازِ: جاءَ و قد لَفَظَ لِجَامَهُ ،أَی جاءَ مَجْهُوداً عَطَشاً و إِعْیَاءً ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ و الزَّمَخْشَرِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اللَّفْظُ :واحِدُ الأَلْفَاظِ ،و هو فی الأَصْلِ مَصْدَرٌ.

و اللُّفَاظُ ،کغُرَابٍ :ما طُرِحَ به،و اللَّفْظُ مِثْلُه،عن ابنِ بَرِّیّ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لاِمْرِیء القَیْسِ یَصِفُ حِمَاراً:

یُوَارِدُ مَجْهُولاتِ کُلِّ خَمِیلَهٍ

یَمُجُّ لُفَاظَ البَقْلِ فی کُلِّ مَشْرَبٍ

و قال غَیْرُه:

و الأَزْدُ أَمْسَی شِلْوُهُم لُفَاظا

أَی:مَتْرُوکاً مَطْرُوحاً لَمْ یُدْفَنْ .

و المَلْفَظُ : اللَّفْظ ،و الجَمْع المَلافِظُ .

و الَّلافِظَهُ :الأَرْضُ لِأَنَّهَا تَلْفِظُ المَیِّتَ ،أَی تَرْمِی به،و هو مَجَازٌ.

و لَفَظَ نَفْسَهُ یَلْفِظُها لَفْظاً ،کَأَنَّهُ رَمَی بِهَا،و هو کِنَایَهٌ عن المَوْتِ ،و کَذلِکَ قَاءَ نَفْسَهُ .و کَذلِکَ لَفَظَ عَصْبَهُ :إِذا ماتَ ، و عَصْبُه:رِیقُه الَّذِی عَصَبَ بفِیهِ ،أَی غَرِیَ به فَیَبِسَ .

و یُقَالُ :فُلانٌ لاَفِظٌ فَائِظُ .

و لَفَظَتِ الرَّحِمُ ماءَ الفَحْلِ :أَلْقَتْهُ ،و کَذَا الحَیَّهُ سُمَّهَا، و البِلاَدُ أَهْلَهَا.و کُلُّ ذلِکَ مَجَازٌ.

و رَجُلٌ لَفَظَانُ ،مُحَرَّکَهً ،أَی کَثِیرُ الکَلامِ ،عامِّیّه.

لمظ

لَمَظَ یَلْمُظُ لَمْظاً منْ حَدِّ نَصَرَ،إِذا تَتَبَّع بلِسَانِهِ بَقِیَّهَ اللُّمَاظَهِ ،بالضَّمِّ ،اسْمٌ لبَقِیَّهِ الطَّعَامِ فی الفَمِ بَعْدَ الأَکْلِ . و لَمَظَ :إِذا أَخْرَجَ لِسَانَه فَمَسَحَ به شَفَتَیْهِ .أَوْ لَمَظَ :إِذا تَتَبَّعَ الطَّعْمَ و تَذَوَّقَ و تَمَطَّقَ ، کتَلَمَّظَ ،فی الکُلِّ .

و مَعْنَی التَّمَطّقِ بالشَّفَتَیْنِ :أَنْ یَضُمَّ إِحْداهُمَا بالأُخْرَی مع صَوْتٍ یَکُونُ مِنْهُما،

16- و فی حَدِیثِ التَّحْنِیکِ : «فَجَعَلَ الصَّبِیُّ یَتَلَمَّظُ ». أَیْ یُدِیرُ لِسَانَهُ فی فِیهِ و یُحَرِّکُهُ یَتَتَبَّعُ أَثَرَ التَّمْرِ.

و لَمَظَ فُلاناً من حَقِّه شَیْئاً: أَعْطَاهُ ، کلَمَّظَ تَلْمِیظاً ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَالُ : مالَه لَمَاظٌ ،کسَحَابٍ ،أَیْ شَیْ ءٌ یَذُوقُه فیَتَلَمَّظُ به.و فی الصّحاح:ما ذُقْتُ لَمَاظاً ،أَی شَیْئاً و یُقَالُ أَیْضاً:

شَرِبَهُ ،أَی الماءَ لَمَاظاً :إِذا ذَاقَهُ بطَرَفِ لِسَانِهِ ،و کذلِکَ لَمَظَ الماءَ لَمْظاً .

و مَلاَمِظُک :ما حَوْلَ شَفَتَیْکَ ،لأَنَّهُ یَذُوقُ بها.

و أَلْمَظَهُ :جَعَلَ الماءَ علی شَفَتِهِ قال الراجِزُ فاسْتَعَارَهُ للطَّعْنِ :

یحمیه طَعْناً لَمْ یَکُنْ إِلْماظَا (2)

أَیْ یُبَالِغُ فی الطَّعْنِ لا یُلْمِظُهُمْ إِیّاه.

و أَلمَظَ عَلَیْه:مَلَأهُ غَیْظاً.و قالَ أَبُو عَمْرٍو:یُقَالُ للمَرْأَهِ :

أَلْمِظِی نَسْجَکِ ،أَی صَفِّقِی و فی اللِّسَان:أَصْفِقِیهِ .

ص:492


1- (1) قیدها یاقوت بالضم،و بالألف و اللام.و قد روی بکسر أوله.
2- (2) کذا ورد بالأصل و اللسان [1]هنا،و فی موضع آخر فی اللسان [2]جاء شاهداً علی الألماظ الطعن الضعیف قال رؤبه و بروایه:یُحذیه.

و اللُّمْظَهُ (1)بالضَّمِّ :بَیَاضٌ فی جَحْفَلَهِ الفَرَسِ السُّفْلَی ، من غَیْرِ الغُرَّهِ ،و کَذلِکَ إِنْ سَالَتْ غُرَّتُهُ حَتَّی تَدْخُلَ فی فَمِهِ ، فیَتَلَمَّظ بها،فهی اللُّمْظَهُ .

کاللَّمَظِ ،مُحَرَّکَهً ،و الفَرَسُ أَلْمَظُ ،فإِنْ کانَتْ فی العُلْیَا (2)فأَرْثَمُ ،کما سَیَأْتِی فی مَوْضِعِهِ .

أَو اللُّمْظَهُ : البَیَاضُ فی الشَّفَتَیْن فَقَطْ .

و فی المُحْکَمِ : اللَّمَظُ :شَیْ ءٌ مِنَ البَیاض فِی جَحْفَلَهِ الدّابَّهِ لا یُجاوِزُ مَضَمَّها.

و اللُّمْظَهُ : النُّکْتَهُ السَّودَاءُ فی القَلْبِ .یُقَالُ :فی قَلْبِهِ لُمْظَهٌ .

و من المَجَازِ: اللُّمْظَهُ : الیَسِیرُ من السَّمْنِ تَأْخُذُهُ بِإِصْبَعِکَ کالجَوْزَه.نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیّ و ابنُ عَبّادٍ.

و اللّمْظَهُ : هَنَهٌ من البَیَاضِ بیَدِ الفَرَسِ أَوْ برِجْلِه علی الأَشْعَرِ ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و اللُّمْظَهُ : النُّقْطَهُ من البَیاضِ ضِدٌّ .

16- و فی الحَدِیثِ :

«النِّفَاقُ فی القَلْبِ لُمْظَهٌ سَوْدَاءُ،و الإِیمانُ لُمْظَهٌ بَیْضاءُ، کُلَّمَا ازْدَادَ الإِیمانُ ازْدادَتِ اللُمْظَهُ ». قال الأَصْمَعِیّ :قَوْلُه:

لُمْظَهٌ ،مِثْلُ النُّکْتَهِ و نَحْوها مِن البَیَاضِ .

و من المَجَازِ: تَلَمَّظَتِ الحَیَّهُ ،إِذا أَخْرَجَتْ لِسَانَها کتَلَمُّظِ الآکِلِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و المُتَلَمَّظُ ،بالفَتْحِ ،أَی عَلَی صِیغَهِ المَفْعُولِ :

المُتَبَسَّمُ .یُقَالُ :إِنَّهُ لَحَسَنُ المُتَلَمَّظِ .

و قالَ ابنُ عبّادٍ:یُقَالُ : قَیَّدَ بَعِیرَهُ المُتَلَمِّظَهَ ،و هو أَنْ یَقْرُنَ بَیْنَ یَدَیْه حَتَّی یَمَسَّ الوَظِیفُ الوَظِیفَ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و الْتَمَظَه :طَرَحَهُ فِی فَمِهِ سَرِیعاً ،کَذا فی العُبَابِ .و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیت: الْتَمَظَ الشَّیْ ءَ،أَیْ أَکَلَهُ ، و مِثْلُهُ فی الأَسَاسِ .

و الْتَمَظَ بحَقِّه:ذَهَبَ به. و الْتَمَظَ بالشَّیْ ءِ:الْتَفَّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ و الْتَمَظَ بشَفَتَیْهِ :ضَمَّ إِحْدَاهُمَا علی الأُخْرَی مع صَوْتٍ یَکُونُ مِنْهُمَا .

و الْمَظَّ الفَرَسُ الْمِظَاظاً ،کاحْمَرَّ احْمِرَاراً: صارَ أَلْمَظَ .

و التِّلِمَّاظُ ،کسِنِمَّار:مَنْ لا یَثْبُتُ عَلَی مَوَدَّهِ أَحَدٍ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

قالَ : و التِّلِمَّاظَهُ ، بهَاءٍ ،من النِّسَاءِ: الثَّرْثارَهُ المِهْذارَهُ ، أَی الکَثِیرَهُ الکَلامِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اللُّمَاظَهُ ،بالضَّمِّ :بَقِیَّهُ الشَّیْ ءِ القَلِیلِ ،و هو مَجازٌ.و منه قَوْلُ الشّاعِرِ یَصِفُ الدُّنْیَا:

لُماظَهُ أَیّامٍ کأَحْلامِ نائمِ (3)

و الإِلْماظُ :الطَّعْنُ الضَّعِیفُ ،و هو مَجَازٌ أَیْضاً.

و لَمَّظَهُ تَلْمِیظاً :ذَوَّقَهُ ،کلَمَّجَهُ .

و أَلْمَظَ البَعِیرُ بذَنَبِهِ :إِذا أَدْخَلَهُ بَیْنَ رِجْلَیْهِ .

و أَلْمَظَ القَوْسَ :شَدَّ وَتَرَها.

و یُقَالُ :ما زالَ فُلانٌ یتَلَمَّظُ بذِکْرِهِ ،و هو مَجَازٌ.

و قَالَ أَبُو عَمْرٍو: المُتَلَمَّظَهُ :مَقْعَدُ الاسْتِیَامِ ،و هو رَئیسُ الرُّکَّابِ و المَلاّحِینَ ،کَما فی التَّکْمِلَهِ ،و سَبَقَ مِثْلُ ذلِکَ فی «م ل ط »و لا أَدْرِی أَیّهما أَصَحّ (4).

و اللَّمَاظَهُ ،بالفَتْحِ :الفَصَاحَهُ و طَلاقهُ اللِّسَانِ ،و هوَ مَجازٌ.

لمعظ

رَجُلٌ لَمْعَظَهٌ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ الأَصْمَعِیُّ :أَیْ حَرِیصٌ لَحّاسٌ ،و هو مَقْلُوبُ لَعْمَظَهٍ ،و أَنْشَدَ لخَالِدٍ (5):

أَذاکَ خَیْرٌ أَیُّهَا العُضَارِطُ

و أَیُّهَا اللَّمْعَظَهُ العُمَارِطُ

ص:493


1- (1) عن القاموس و بالأصل«و المظه».
2- (2) فی الصحاح:العلیاء.
3- (3) البیت فی الأساس و تمامه: لماظه أیام کأحلام نائم یذعذع من لذاتها المتبرضُ و قبله فیها: و ما زالت الدنیا یخون نعیمها و تسبح بالأمر العظیم تمخّضُ .
4- (4) الذی تقدم فی ماده ملط :المتملطه:مقعد الإستیام،و الإستیام: رئیس الرکاب.
5- (5) تقدم فی ماده لعمظ :«و أنشد الأصمعی»و فی اللسان لعمظ :«و أنشد الاصمعی لخاله»و المثبت هنا عن التکمله و بالأصل«و أنشد لخاله».

و قالَ أَبو زَیْدٍ:رَجُلٌ لَمْعَظٌ ،کجَعْفَرٍ:شَهْوَانُ حَرِیصٌ .

و رَجُلٌ لُمْعُوظٌ و لُمْعُوظَهٌ ،مِنْ قَوْمٍ لَمَاعِظَهٍ .

لوظ

لاظَهُ یَلُوظُهُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قَالَ ابنُ عَبّادٍ:هو بِمَعْنَی لَأظَهُ ،بالهَمْزِ،أَی طَرَدَهُ و قد دَنَا مِنْهُ .و کَذلِکَ إِذا عارَضَهُ .و قد تَقَدَّمَ .

و المِلْوَظُ ،کمِنْبَرٍ:عَصاً یُضْرَبُ بِهَا.و قِیلَ : سَوْطٌ (1)، مِفْعَلٌ من اللَّوْظِ ،و هو الطَّرْدُ و المُعَارَضَهُ و سَیَأْتِی فی «م ل ظ ».

و الْتَاظَت عَلَیْهِ الحاجَهُ ،أَیْ تَعَذَّرَتْ ،کما فی العُبَابِ .

فصل المیم مع الظاءِ

محظ

المُماحَظَه ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ :هو شِدَّهُ السِّنَان.قالَ :و السِّنَانُ :هو أَنْ یَسْتَنِیخَ الفَحْلُ النَّاقَهَ بالقُوَّهِ لِیَضْرِبَها ،و کذلِکَ المِحَاظُ .

قُلْتُ :و ذَکَرَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان فی«م ح ط »، و کَذا فی التَّکْمِلَه،و قد تَقَدَّمَ .

مشظ

مَشِظَ ،کفَرِحَ :مَسَّ الشَّوْکَ أَو الجِذْعَ ،فدَخَلَ فی یَدِه منه شَیْ ءٌ ،أَوْ شَظِیَّهٌ ،کما فی المُحْکَمِ ،و مَشِظَتْ یَدُهُ أَیْضاً،کما فی الصّحاح،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و قَدْ قِیلَتْ بالطَّاءِ المُهْمَلَهِ ،و هُمَا لُغَتَانِ .و مِنْهُ قَوْلُ سُحَیْمِ بنِ وثیلٍ الرِّیَاحِیّ فِیما أَنْشَدَهُ ابنُ السِّکِّیت:

فإِنَّ قَناتَنَا مَشِظٌ شَظَاهَا

شَدِیدٌ مَدُّهَا عُنُقَ القَرِینِ

قولُهُ : مَشِظٌ شَظَاها،مَثَلَ لامْتِناعِ جَانِبِهِ ،أَیْ لا تَمَسَّ قَناتَنَا فیَنَالَکَ مِنْهَا أَذًی،و إِنْ قُرِنَ بِهَا أَحَدٌ مَدَّتْ عُنُقَهُ و جَذَبَتْهُ فذَلَّ ،کأَنَّه فی حَبْلٍ یَجْذِبُهُ .

و قالَ النابِغَهُ الجَعْدِیّ -رَضِیَ اللّه عنه-:

و کُلُّ فَتیً أخی هیجا شُجاعٍ

علی خَیْفانهٍ مَشِظٍ شظاها

و رَوَی الأَخْفَشُ :مَشِقٍ شَظَاها،أَی شَدِید.

و قالَ الخارْزَنْجِیّ : مَشِظَ الرَّجُلُ ،إِذا أَصَابَتْ إِحْدَی رَبَلَتَیْهِ الأُخْرَی ، مَشَظاً ،مُحَرَّکَهً .

و مَشِظَتِ الدَّابَّهُ :ظَهَرَ عَصَبُهَا مع لَحْمِها مَشَظاً ، بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ ،و هو القِیَاسُ ،کَذا فی تَکْمِلَهِ العَیْن.

و المَشْظُ ،بالفَتْحِ : الَّذِی یَدْخُلُ فِی الیَدِ مِنَ الشَّوْکِ .

و المِشْظَهُ ،بالکَسْرِ:الشَّظِیَّهُ منه،أَوْ من الجِذْعِ .

و المَشْظَهُ ، بالفَتْحِ ،مِنَ الأَخْبَارِ :هِیَ الخَفِیَّهُ الَّتِی لا یُدْرَی أَحَقُّ هی أَمْ لا.یُقَالُ :سَمِعْتُ مَشْظَهً من خَبَرٍ.نَقَلَه الخَارْزَنْجِیّ .

و مَشَظَ البَلَدَ:تَخَیَّرَه .

و مَشَظَ فُلاناً:أَخَذَهُ مِنْهُ شَیْئاً ،نَقَلَهُ الخارْزَنْجِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

قَنَاهٌ مَشِظَهٌ ،إِذا کانَتْ جَدِیدَهً صُلْبَهً تَمْشَظُ بِها یَدُ مَنْ تَنَاوَلَهَا.

و المَشَظُ :المَشَقُ .و تَشَقُّقٌ فی أُصُولِ الفَخِذَیْن.و قالَ الخَارْزَنْجِیّ :هو بالتَّحْرِیکِ المَذَخُ (2)فی الفَخِذِ.قالَ غالِبٌ المَعْنِیّ :

قَدْ رَثَّ مِنْهُ مَشَظٌ فحَجْحَجَا

و کانَ یَضْحَی فی البُیُوتِ أَزِجَا

الحَجْحَجَهُ :النُّکُوص.و الأَزِجُ :الأَشِرُ.

و جَمْعُ المِشْظَهِ مِنَ القَنَاهِ : المِشَاظ قال جَرِیرٌ:

مِشَاظُ قَنَاهٍ دَرْؤُهَا لَمْ یُقَوَّمِ (3)

و المَشْظُ ،بالفَتْحِ :الخَشَبَهُ الَّتِی یُسَکَّنُ بِها قَلَقُ نِصَابِ الفَأْسِ ،نَقَلَهُ الخارْزَنْجِیّ .

مظظ

المَظُّ :شَجَرُ الرُّمّانِ (4)،أَو بَرِّیُّه ،قالَهُ اللَّیْثُ ، و عَلَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: المَظُّ :

رُمّانٌ یَنْبُتُ فی جِبَالِ السَّراهِ ،و لا یَحْمِل ثَمَراً،و إِنَّمَا یُنَوِّرُ نَوْراً کَثِیراً،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ الزُّهْرِیّ وَ بنِی إِسْرَائِیلَ : «و جَعَلَ رُمّانَهُمُ المَظَّ ». و قال أَبو حَنِیفَهَ :مَنابِتُ المَظِّ :الجِبَالُ ،

ص:494


1- (1) فی القاموس:« [1]أو سوط ».
2- (2) فی المطبوعه الکویتیه:«المذح».
3- (3) صدره فی الدیوان: بنی عبد عمرو قد أصاب أکفکم و فیه:«مشاظی قناه»بدل مشاظ قناه».
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«شجر الرمان لتضامِّ حبّه،و بریّه».

یُنَوِّرُ (1)و لا یُرِّبِّی، و فی نَوْرِهِ عَسَلٌ کَثِیرٌ و یُمَصُّ ،و تَأْکُلُهُ النَّحْلُ فَیَجُودُ عَسَلُهَا عَلَیْهِ ،الوَاحِدَهُ مَظَّهٌ ،و لَهُ حَطَبٌ أَجْوَدُ حَطَبٍ و أَثْقَبُهُ نَاراً،یُسْتَوْقَدُ کَما یُسْتَوْقَدُ الشَّمَعُ .و قال السُّکَّرِیّ فی شَرْح الدّیوان: المَظُّ :الرُّمَّانُ البَرِّیّ الَّذِی تَأْکُلُهُ النَّحْلُ ،و إِنّمَا یَعْقِدُ الرُّمَّانُ البَرِّی وَرَقاً،و لا یَکُونُ لَهُ رُمَّانٌ .قال أَبو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ عَسَلاً:

یَمَانِیَه أَحْیَا لَها مَظَّ مَأْبِدٍ

و آلِ قَرَاسٍ صَوْبُ أَسْقِیهٍ کُحْلِ

و قد تَقَدَّم شَرْحُ هذا البَیْتِ فی«م ب د»و فی«ق ر س» و أَنْشَدَ أَبُو الهَیْثَمِ لِبَعْضِ طَیِّیءٍ:

و لا تَقْنَطْ إِذا جَلَّتْ (2)عِظَامٌ

عَلَیْکَ من الحَوَادِثِ أَن تُشَظّا

و سَلِّ الهَمَّ عَنْکَ بِذَاتِ لَوْثٍ

تَبُوصُ الحَادِیَیْنِ إِذا أَلَظَّا

کَأَنَّ بنَحْرِها و بمِشْفَرَیْهَا

و مَخْلِجِ أَنْفِهَا رَاءً و مَظّا (3)

و قال أَبو الهَیْثَمِ : المَظُّ : دَمُ الأَخَوَیْن،و هو دَمُ الغَزَالِ ،و یُعْرَف الآنَ بالقَاطِرِ المَکِّیّ .

و المَظُّ : عُصَارَهُ عُرُوقِ الأَرْطَی و هی حُمْرٌ،و الأَرْطاهُ خَضْراءُ،فإِذا أَکَلَتْهَا الإِبِلُ احْمَرَّتْ مشَافِرُها.

و المَظَاظَهُ :شِدَّهُ الخُلُقِ و فَظَاظَتُهُ ،کما فی اللِّسَان،و نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً.

و مَظَظْتُهُ :لُمْتُه ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و أَمْظَظْتُ (4)العُودَ الرَّطْبَ ،أَی تَوقَّعْتُ ذَهابَ نُدُوَّتِهِ ، و عَرَّضْتُهُ لِذلکَ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و مَاظَظْتُه مُمَاظَّهً و مِظَاظاً :شَارَرْتُه و نَازَعْتُه ،و خَاصَمْتُهُ ، و لا یَکُونُ ذلِکَ إِلاّ مُقَابَلَهً مِنْهُمَا.

17- و فی حَدِیث أَبی بَکْرٍ: أَنَّهُ مَرَّ بابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ و هو یُمَاظُّ جَاراً له فقالَ :«لا تُمَاظِّ جارَکَ فإِنَّهُ یَبْقَی و یَذْهَبُ النّاسُ ».

قَالَ أَبو عُبَیْدٍ: المُمَاظَّهُ :المُخَاصَمَهُ و المُشَاقَّهُ و المُشَارَّهُ و شِدَّهُ المُنازَعَه مع طُولِ اللُّزُومِ . و مِنْهُ : مَاظَظْتُ الخَصْمَ ، أَیْ لاَزَمْتُه ،قِیلَ : و منه اشْتِقَاقُ المَظّ الَّذِی ذُکِرَ لِتَضامِّ حَبِّه مع بَعْضٍ ،أَلا تَرَی إِلَی قَوْلِ الأَعْرَابِیِّ :کأَزَزِ (5)الرُّمَّان المُحْتَشِیَهِ ،هذا قَوْلُ الزَّمَخْشَرِیّ .و قال رُؤْبه:

إِذْ سَئِمَتْ رَبِیعَهُ الکِظَاظَا

لاَواءَهَا و الأَزْلَ و المِظَاظَا

و قال غَیْرُه:

جافٍ دَلَنْظَی عَرِکٌ مُغانِظُ

أَهْوَجُ إِلاَّ أَنَّهُ مُماظِظُ

و تَمَاظُّوا :تَعَاظُّوا بأَلْسِنَتِهِمْ ،و الضَّادُ لُغَهٌ فیه.

و قال ابنُ عَبّادٍ: المَظْمَظَهُ :الذَّبْذَبَهُ .و قالَ الصّاغَانِیّ :

و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ عَلَی مُشَارَّهٍ و مُنَازَعَهٍ ،و قَدْ شَذَّ عَنْ هذا التَّرْکِیبِ المَظّ .قُلْتُ :و لَمّا کَانَ التَّضَامُّ مِنْ لَوَازِمِ المُنَازَعَهِ و المُشَارَّهِ غالِباً حَسُنَ اشْتِقَاقُ المَظِّ مِنْهُ ،فلا مَعْنَی لِشُذُوذِه عن التَّرْکِیبِ .فَتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

المُمَاظَّهُ :المُشَاتَمَهُ .

و قَال أَبو عَمْرٍو: أَمَظَّ ،إِذا شَتَمَ ،و أَبَظَّ ،إِذا سَمِنَ .

و تَمَاظَّ القَوْمُ :تَلاحَوْا،کَتَمَاضُّوا.و مَظَّهُ :لَقَبُ سُفْیَانَ بنِ سِلْهِم (6)بنِ الحَکَمِ بنِ سَعْدِ العَشِیرَه.نقله الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیُّ و الأَزْهَرِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ملظ

المِلْوَظُّ ،«بالکَسْرِ و تَشْدِیدِ الظّاءِ»:عَصا یُضْرَبُ بِهَا،أَوْ سَوْطٌ .أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

ثُمَّتَ أَعْلَی رَأْسَه المِلْوَظَّا

و نَقَلَهُ المُصَنِّفُ فی«لأَظ »تَبَعاً للصّاغَانِیّ .و هذَا مَحَلّ ذِکْرِهِ .قالَ ابْنُ سِیدَه:و إِنَّمَا حَمَلْتُه علی فِعْوَلٍّ ،و لَیْسَ فیهِ مِفْعَلٌّ ،و قد یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مِلْوَظٌ مِفْعَلاً،ثُمَّ یُوقَف عَلَیْهِ

ص:495


1- (1) فی النبات رقم 988 و [1]هو ینور نوراً کثیراً.
2- (2) الأصل و اللسان و [2]فی التهذیب:حلّت.
3- (3) بعده فی التهذیب و اللسان: [3] جری نسئ علی عسنٍ علیها فمار خصیلها حتی تشظی.
4- (4) علی هامش القاموس [4]عن نسخه أخری و امتظظت.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«کأرز».
6- (6) عن جمهره ابن حزم ص 408 و [5]الضبط عنها،و بالأصل«أسلیم» و ضبطت فی الصحاح بفتح فسکون ففتح.

بالتَّشْدِیدِ فیُقَال: مِلْوَظّ ،ثُمّ إِنّ الشاعِرَ احْتَاجَ فَأَجْراهُ فی الوَصْلِ مُجْرَی الوَقْفِ ،فقالَ : المِلْوَظَّا ،کقَوْله:

ببازِلٍ وَجْنَاءَ أَو عَیْهَلِّ

أَراد:أَو عَیْهَلٍ .

قالَ :و عَلَی أَیِّ الوَجْهَیْنِ وَجَّهْتَهُ فإِنَّهُ لا یُعْرَفُ اشْتِقاقُه.

قُلْتُ :و قد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ أَنَّهُ مِنَ الَّلأْظِ .و هو الطَّرْدُ و المُعارَضَهُ ،کَمَا حَقَّقَهُ ابنُ عَبّادٍ،فَتَأَمَّلْ ذلِکَ .

فصل النون مع الظاءِ

نشظ

النُّشُوظُ ،بالضَّمّ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ :و قالَ اللَّیْثُ :هو نَبَاتُ الشَّیْ ءِ مِنْ أُرُومَتِهِ أَوَّلَ ما یَبْدُو حِینَ یَصْدَعُ الأَرْضَ ،نَحْوَ ما یَخْرُجُ من أُصُولِ الحَاجِ ، و الفِعْلُ مِنْهُ کنَصَرَ ،و أَنْشَد:

لَیْسَ لَهُ أَصْلٌ و لا نُشُوظُ

و النَّشْظُ :سُرْعَهٌ فی اخْتِلاسٍ ،هکَذَا فی الأُصُولِ کُلِّهَا، و نَصُّ اللَّیْثِ -علی ما نَقَلَهُ المحقِّقُونَ -:

و النَّشْظُ :اللَّسْعُ (1)فی سُرْعَهٍ و اخْتِلاسٍ ،و قد تَبِعَهُ ابنُ عَبّادٍ و العُزَیزِیّ فی هذا المَعْنَی.قالَ الأَزْهَرِیّ ، و الصّاغَانِیّ :و هو تَصْحِیفٌ ظاهِرٌ،و صَوَابُهُ النَّشْطُ بالطّاءِ المُهْمَلَه،و قَدْ ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ فی مَوْضِعِهِ و تَبِعَهُ المُصَنِّف.

قال الصّاغَانِیّ :و إِنّمَا نَبَّهْتُ عَلَیْه لِئَلاَّ یَغْتَرَّ به قَلِیلُ البِضَاعَهِ فی اللُّغَهِ ،ففی عِبَارَهِ المُصَنِّف مَعَ قُصُورِهَا عن المَنْقُولَهِ مِنْهُ نَظَرٌ ظَاهِرٌ،حَیْث قَلَّدَ التَّصْحِیفَ مِنْ غَیْرِ تَنْبِیهٍ عَلَیْه.

نعظ

نَعَظَ ذَکَرُهُ یَنْعَظُ نَعْظاً ،بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ ، و نُعُوظاً ،بالضَّمّ ،و علی الأَوَّلِ و الثانِی اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و هُوَ نَصُّ اللَّیْثِ ،و التَّحْرِیکُ نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه: قَامَ و انْتَشَرَ.

17- رُوِیَ عن مُحَمَّدِ بنِ سَلاّمٍ أَنَّهُ قالَ : کانَ بالبَصْرَهِ رَجُلٌ کَحَّالٌ ،فَأَتَتْهُ امرأَهٌ جَمِیلَهٌ ،فکَحَلَهَا،و أَمَرَّ المِیلَ عَلَی فَمِهَا، فَبَلَغَ ذلِکَ السُّلْطَانَ ،فَقالَ :و اللّه لأَفُشَّنَّ نَعْظَهُ ،فَأَخَذَهُ و لَفَّهُ فِی طُنِّ قَصَبٍ و أَحْرَقَهُ .

17- و فِی حَدِیثِ أَبِی مُسْلِمٍ الخَوْلانِیّ أَنَّه قالَ : «یا مَعْشَر خَوْلانَ أَنْکِحُوا نِسَاءَکَمْ و أَیَامَاکُم،فإِنَّ النَّعْظَ أَمْرٌ عَارِمٌ ،فأَعِدُّوا لَهُ عُدّهً ،و اعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ لِمُنْعِظٍ رَأْیٌ ». یَعْنِی أَنّه أَمْرٌ شَدِیدٌ.

و یُقَالُ :شَرِبَ النَّاعُوظَ ؛و هو الدَّوَاءُ الَّذِی یُهَیِّجُ النَّعْظَ ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ و ابنُ عَبّادٍ.

و أَنْعَظَ الرَّجُلُ و المَرْأَهُ :عَلاَهُمَا الشَّبَقُ و اشْتَهَیَا الجِمَاعَ ، و هَاجَا.

و أَنْعَظَتِ الدَّابَّهُ :فَتَحَت حَیَاءَهَا مَرَّهً و قَبَضَتْه أُخْرَی ، و یُنْشَد (2):

إِذا عَرِقَ المَهْقَوعُ بالمَرءِ أَنْعَظَتْ

حَلِیلَتُهُ ،و ابْتَلَّ مِنْهَا إِزارُهَا

هکَذا فی الصّحاح،و یُرْوی:

و ازْدَادَ رَشْحاً عِجَانُهَا (3)

قال ابنُ بَرِّیّ :أَجابَ هذا الشَّاعِرَ مُجِیبٌ :

قَدْ یَرْکَبُ المَهْقُوعَ مَنْ لَسْتَ مِثْلَه

و قَدْ یَرْکَبُ المَهْقُوعَ زَوْجُ حَصَانِ

قالَ اللَّیْثُ :و إِنَّمَا کُرِهَ رُکُوبُ المَهْقُوعِ ؛لأَنَّ رَجُلاً أَتَی بِفَرَسٍ لَهُ یَبِیعُهُ فی بَعْضِ الأَسْوَاقِ ،فسَمِعَ هذا البَیْتَ و لَمْ یَرَ قائِلَه،فکَرِهَ النَّاسُ رُکُوبَهُ .

کانْتَعَظَتْ ،عن أَبِی عُبَیْدَه.

و حِرٌ نَعِظٌ ،ککَتِفٍ ،أَی شَبِقٌ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

حَیَّاکَهٌ تَمْشِی بعُلْطَتَیْنِ

و ذِی هِبابٍ نَعِظِ العَصْرَیْنِ

و هو عَلَی النَّسَبِ ،لأَنَّهُ لا فِعْلَ لَهُ یَکُونُ نَعِظٌ اسمَ فَاعِلٍ منه،و أَرادَ: نَعِظٍ بالعَصْرَیْنِ ،أَی بالغَداهِ و العَشِیِّ ،أَو بالنَّهَارِ و اللَّیْل.

و بَنُو نَاعِظٍ :بَطْنٌ من العَرَبِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ فی هذا التَّرْکِیبِ ،و قَدْ تَقَدَّم أَیْضاً فی المُهْمَلَهِ (4).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

ص:496


1- (1) فی اللسان:« [1]الکَسْع»و الأصل کالتکمله.
2- (2) فی التهذیب:و أنْشَدَ أبو عبیده:
3- (3) هذه روایه التهذیب.
4- (4) فی اللسان«نعط »و ناعط بطن من همدان،و هنا فی ماده نعظ :و بنو ناعظ قبیله.

أَنْعَظَ ذَکَرُه:إِذا انْتَشَرَ،کَما فی المُحْکَمِ ،و أَنْعَظَه صاحِبُه،لازِمٌ مُتَعَدٍّ.قالَ الفَرَزْدَقُ :

کَتَبْتَ إِلَیَّ تَسْتَهْدِی الجَوَارِی

لَقَدْ أَنْعَظْتَ مِنْ بَلَدٍ بَعِیدِ

نکظ

النَّکَظُ ،مُحَرَّکَهً :الجَهْدُ ،کَمَا فی العُبَابِ ، و العَجَلَهُ ،کما فی الصّحاح، کالنَّکْظِ ،بالفَتْح، و النَّکَظَهِ ، مُحَرَّکَهً ،و المَنْکَظَهِ .قالَ الأَعْشَی یَصِفُ نَاقَتَهُ :

قَدْ تَعَلَّلْتُهَا علَی نَکَظِ المَیْ

طِ إِذا خَبَّ لامِعَاتُ الآلِ

المَیْطُ :البُعْدُ.

و قال غَیْرُهُ :

ما زِلْتُ فی مَنْکَظَهٍ و سَیْرِ

لِصِبْیَهٍ أُغِیرُهم بِغَیْرِی

و قِیلَ : النَّکَظُ : الجُوعُ الشَّدِیدُ .قال الشَّنْفَرَی:

وفَاءَ وفَاءَتْ بَادِیاتٍ و کُلُّهَا

عَلَی نَکَظٍ مِمّا یُکَاتِمُ مُجْملُ (1)

و النَّکَظُ : الإِعْجالُ ،عَنِ ابْنِ دُرَیْدٍ.یُقَالُ : نکِظَهُ نَکَظاً ، إِلاّ أَنَّ فِی الجَمْهَرَه: النَّکْظُ ،بالفَتْحِ ،و مِثْلُه فی المُحْکَم.

کالإِنْکاظِ و التَّنْکِیظِ .یُقَالُ : أَنْکَظَهُ و نَکِظَهُ ،إِذا أَعْجَلَهُ ، الأَوَّلُ عن الأَصْمَعِیّ .

و التَّنَکُّظُ : الالْتِوَاءُ .یُقَالُ : تَنَکَّظَ علیه أَمْرُه،إِذا الْتَوَی.

و التَّنَکُّظُ : البُخْلُ .

و التَّنَکُّظ : شِدَّهُ الحَالِ فی السَّفَر .و فَرَّقَ ابنُ الأَعْرَابِیّ .

یُقَالُ : تَنَکَّظَ الرَّجُلُ ،إِذا اشْتَدَّ عَلَیْه سَفَرُه،فإِذا الْتَوَی عَلَیْهِ أَمْرُهُ فقد تَعَکَّظَ .و قَدْ سَبَقَ لِلمُصَنِّف مِثْلُ هذا التَّخْلِیطِ فی «ع ک ظ »فَلْیُحْذَر.

و نَکَّظَ عَلَیْه حَاجَتَه تَنْکِیظاً : عَسَّرَهَا ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أَنْکَظَهُ عَنْ حَاجَتِهِ :صَرَفَهُ ، کنَکَّظَهُ تَنْکِیظاً ،و هذِه عن ابنِ عَبّادٍ.

و المَنْکَظَهُ :الشِّدَّهُ فی السَّفَرِ.

و قَالَ :ابنُ عَبّادٍ: نَکِظَ الرَّحِیلُ ،کفَرِحَ ،إِذا أَزِفَ (2).

و قالَ أَبُو زَیْدٍ: نَکِظْتُ لِلْخُروجِ ،و أَفِدْتُ لَهُ ، نَکَظاً و أَفَداً،بمَعْنًی.

فصل الواو مع الظاءِ

وحظ

وُحَاظَهُ ،بالضَّمِّ ،و هو الأَکْثَرُ و یُقَالُ :أُحَاظَهُ ، بالهَمْزَهِ ،و قد أَهْمَلَ الجَوْهَرِیّ إِیّاهُمَا فی المَوْضِعَیْنِ ،و تَقَدَّمَ للمُصَنِّف فی الهَمْزَهِ أَنَّ الوَاوَ مِمّا یَنْطِقُ به المُحَدِّثُون،و لَمْ یُشِرْ إِلَیْهِ هُنَا،کأَنَّهُ نِسْیَانٌ أَو رُجُوعٌ عن تِلْکَ المَقَالَهِ إِلَی مَا قالُوه إِیضاحاً و بَیَاناً: د،أَو أَرْضٌ بالیَمَنِ ،یُنْسَبُ إِلَیْهَا مِخْلافُ وُحَاظَهَ (3).

و مِمَّن نُسِبَ إِلَیْه من المُحَدِّثِینَ :أَبُو زَکَرِیّا یَحْیَی بنُ صالِحٍ الوُحاظِیّ الدِّمَشْقِیّ ،رَوَی عنه أَبُو زُرْعَهَ و وَثَّقَهُ ،و أَبُو مُحَمَّدٍ خَیْرُ بنُ یَحْیَی بنِ عِیسَی الوُحَاظِیّ ،إِلَی قَرْیَهٍ بالیَمَنِ ، رَوَی عَنْهُ أَبُو القَاسِمِ الشِّیرَازِیّ .

وشظ

وَشَظَ الفَأْسَ و القَعْبَ (4)، کوَعَدَ:ضَیَّقَ خُرْتَها ، أَیْ شَدَّ فُرْجَهَ خُرْتِهَا بخَشَبٍ و نَحْوِه یُضَیِّقُهَا به،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و وَشَظَ العَظْمَ یَشِظُه وَشْظاً : کَسَرَ مِنْهُ قِطْعَهً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قال ابنُ عَبّاد: وَشَظَتِ القَوْمُ إِلَیْنَا ،إِذا لَحِقُوا بِنَا، فَصَارُوا مَعَنَا،و هم قلیلٌ .

و قالَ أَیْضاً: وَاشَظَا ،و تَوَاشَظَا ،إِذا أَنْعَظَا فَعَصَرَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ذَکَرَهُ فی بَطْنِ صَاحِبِهِ .

و فی العُبَابِ : الوَشِیظُ ، کَأَمِیرٍ:الأَتْبَاعُ و الخَدَمُ و الأَحْلافُ .قال جَرِیرٌ:

یَخْزَی الوَشِیظُ إِذا قَالَ الصَّمِیمُ لَهُم:

عُدُّوا الحَصَی ثُمَّ قِیسُوا بالمَقَایِیسِ

ص:497


1- (1) مختار الشعر الجاهلی 603/2 لامیه العرب رقم 35 و فیها:«بادرات» بدل«بادیات».
2- (2) فی التکمله و اللسان عن أبی زید.
3- (3) الذی فی معجم البلدان«و حاظه»اسم لقبیله...نسب الیهم مخلاف بالیمن.
4- (4) عن اللسان و بالأصل«و العقب».

یَقُولُ :عُدُّوا شَرَفَنا و عَدَدَنَا،ثمَّ قِیسُوا أَنْفُسَکُمْ بِنَا.

و من المَجَازِ: الوَشِیظُ : لَفِیفٌ من النَّاسِ لَیْسَ أَصْلُهُمْ وَاحِداً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و هو قَوْلُ اللَّیْث،و جَمْعُهُ الوَشَائِظُ .

و منه حَدِیثُ الشَّعْبِیّ :«کانَتِ الأَوَائِلُ تَقُولُ :إِیّاکُمْ و الوَشَائِظَ »،هم السِّفْلَهُ من النّاسِ .

و الوَشِیظَهُ ، بالهَاءِ:قِطْعَهُ عَظْمٍ تَکُونُ زِیادَهً فی العَظْمِ الصَّمِیمِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ من کِتَابِ اللَّیْثِ . و قالَ الأَزْهَرِیّ :و هو غَلَطٌ من اللَّیْثِ ،إِنَّمَا الوَشِیظَهُ : قِطْعَهُ خَشَبٍ یُشْعَبُ بِها القَدَحُ ،و المُصَنِّفُ تَبعَ الجَوْهَرِیّ من غیْرِ تَنْبِیهٍ عَلَیْه بل جَمَعَ بَینَ القولین،و هو غَرِیبٌ .

و قالَ الکِسَائیّ : هم وَشِیظَهٌ فی قَوْمِهِم ،أَیْ هم حَشْوٌ فیهِم ،و أَنْشَدَ:

هُمُ أَهْلُ بَطْحَاوَیْ قُرَیْشٍ کِلَیْهِمَا

و هُمْ صُلْبُها،لَیْسَ الوَشَائظُ کالصُلْبِ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأَوْشَاظُ :لَفائِفُ الفَأْسِ ،جَمْع (1)وَشِیظ .قال رُؤْبه:

إِذا الصَّمِیمُ ساقَطَ الأَوْشاظا

و الوَشَائظُ :الدُّخَلاءُ فی القَوْمِ ،و السَّفِلَهُ من النّاسِ .

و الوَشِیظُ :الخَسِیسُ .

وعظ

وَعَظَه یَعِظُه وَعْظاً ، وعِظَهً ،کعِدَهٍ ، و مَوْعِظَهً :

ذَکَّرَهُ ما یُلَیِّنُ قَلْبَه من الثَّوابِ و العِقَابِ ، فاتَّعَظَ به.و فی الصّحاح: الوَعْظُ :النُّصْحُ و التَّذْکِیرُ بالعَوَاقِبِ .و الاتِّعَاظُ :

قَبُولُ المَوْعِظَهِ .یُقَالُ :«

16- السَّعِیدُ مَنْ وُعِظَ بغَیْرِهِ . و الشَّقِیُّ مَنْ به اتُّعِظَ » (2).قُلْتُ :و الجُمْلَهُ الأُولَی مِنْهُ حَدِیثٌ ، و تَمامُه:

16- «و الشَّقِیُّ مَنْ شَقِیَ فی بَطْنِ أُمِّه».

16- و فی حَدِیثٍ آخَرَ: «لَأجْعَلَنَّکَ عِظَه ». أَیْ مَوْعِظَهً و عِبْرَهً لِغَیْرک،و الهاءُ فی العِظَه عِوَضٌ عن الواوِ المَحْذُوفَهِ .

و قَالَ ابنُ فَارِسٍ : الوَعْظُ :هو التَّخْوِیفُ و الإِنْذَارُ.

و قَالَ الخلِیلُ :هو التَّذْکِیرُ فی الخَیْرِ بما یُرَقِّقُ القَلْبَ ، و هَاءُ المَوْعِظَهِ لَیْسَتْ للتَّأْنِیثِ ،لأَنَّهُ غَیْرُ حَقِیقیّ ،و منه قَوْلُهُ تَعَالَی: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَهٌ مِنْ رَبِّهِ (3)

16- و فی الحَدِیثِ :

«سَیَأْتِی عَلی النّاسِ زَمانٌ یُسْتَحَلُّ فِیهِ الرِّبَا بالبَیْعِ ،و القَتْلُ بالمَوْعِظَهِ ». هو أَنْ یُقْتَلَ البَرِیءُ لیَتَّعِظَ به المُرِیبُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیْه:

العِظَاتُ :جَمْع عِظَهٍ .

و الوَاعِظُ :النّاصِحُ ،و قَدْ اشْتَهرَ بِهِ جَمَاعَهٌ مِنَ المُحَدِّثِینَ ، و الجَمْعُ وُعَّاظٌ .

و الوَعَّاظُ ،کشَدّادٍ: الوَاعِظَهُ ،قالَ رُؤْبَهُ :

لَمَّا رَأَوْنا عَظْعَظَتْ عِظْعَاظَا

نَبْلُهُم و صَدَّقُوا الوَعَّاظا

یَقُولُ :کانَ وَعَظَهُمْ وَاعِظٌ ،و قالَ لَهُمْ :إِنْ ذَهَبْتُمْ هَلَکْتُمْ ،فَلَمَّا ذَهَبُوا أَصابَهُمْ ما وَعَظَهُمْ به،فصَدَّقُوا الوَعّاظَ حِینَئِذٍ.

و العَظَهُ ،بفَتْحِ العَیْنِ ،لُغَهٌ فی العِظَه ،بِکَسْرِهَا.

و تَعَطْعَظَ الرَّجُلُ : اتَّعَظَ ،و أَصْلُه من الوَعْظِ ،کما قالُوا:

تَخَضْخَضَ الماءُ،و أَصْلُهُ من خَضَّ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیّ هکذا، و أَوْرَدَ المَثَلَ المَذْکُورَ فی«ع ظ ع ظ »و قَدْ بَیَّنّا هُنَاک خَطَأَ هذا القَوْلِ فرَاجِعْهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

وفظ

لَقِیتُه عَلی أَوْفَاظ ،أَیْ عَلَی عَجَلَهٍ ،لُغَهٌ فی الطّاءِ،و قَدْ سَبَقَ لهُ هُنَاکَ أَنَّ الظّاءَ أَعْرَفُ ،و أَغْفَلَه هُنا نِسْیَاناً کصَاحِبِ اللِّسَانِ و الصّاغَانِیّ ،فتَنَبَّه لِذلِکَ .

وقظ

وَقَظَهُ ،کوَعَدَهُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ السِّکِّیتِ :أَیْ وَقَذَهُ ،عاقَبَت الظّاءُ فیه ذالاً.

و وَقَظَ عَلَی الأَمْرِ:دَامَ و ثَبَتَ ،کوَکَظَ .

و یُقَالُ : وُقِظَ به فی رَأْسِهِ ،بالضَّمِّ ،کقَوْلِکَ :ضُرِبَ فُلانٌ فی رَأْسِهِ ،و صُدِعَ فی رَأْسِهِ ،تُسنِدُ الفِعْلَ إِلَیْه،ثم تَذْکُرُ مَکَانَ مُبَاشَرَهِ الفِعْلِ و مُلاقَاتِهِ ،مُدْخِلاً عَلَیْه الحَرْفَ الَّذِی هو للوِعاءِ،و منه

14- الحَدِیثُ : «أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم کانَ إِذا نَزَلَ به الوَحْیُ وُقِظَ فِی رَأْسِهِ ،و ارْبَدَّ وَجْهُهُ ،و وَجَدَ بَرْداً فی

ص:498


1- (1) بالأصل«جمعه»تحریف.
2- (2) فی الصحاح و [1]اللسان:من اتّعظ به غیره.
3- (3) سوره البقره الآیه 275. [2]

أَسْنَانِه». کَوُقِطَ بالطَّاءِ المُهْمَلَهِ ، أَو الصَّوابُ بالطَّاءِ (1)،و لَمْ یَذْکُرْهُ هُناکَ ،و قد استَدْرَکْنَاهُ عَلَیْه،ثُمَّ إِنَّهُ أَحالَهُ علی مَجْهُولٍ ،و لَمْ یَذْکُرِ المَعْنَی،و مَعْنَاهُ :أَی أَدْرَکَهُ الثِّقَلُ فوَضَعَ رَأْسَهُ .

و قالَ اللَّیْثُ : الوَقْظُ :حَوْضٌ صَغِیرٌ لَهُ إِخَاذٌ ،و فی نُسْخَهٍ من کِتَابِهِ :حَوْضٌ لَیْسَت لَهُ أَعْضادٌ،إِلاّ أَنَّهُ یَجْتَمِعُ فیه ماءٌ کَثِیرٌ ،و قد تَبِعَهُ ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً فی المُحِیطِ .قال الأَزْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ :و هو خَطَأٌ مَحْضٌ ،و تَصْحِیفٌ .قُلْتُ :و قد ذَکَراهُ أَیْضاً هُناکَ .

و الوَقِیظُ ،کأَمِیرٍ: المُثْبَتُ الَّذِی لا یَقْدِرُ علی النُّهُوضِ مِثْلُ الوَقِیذِ،عن کُراع.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

یُقَالُ :ضَرَبَهُ فوَقَظَهُ ،أَی أَثْقَلَهُ ،و قِیلَ :کَسَرَه و هَدَّهُ .

و وَقَظَهُ :أَثْخَنَه بالضَّرْب.

وکظ

وَکَظَه یَکِظُه وَکْظاً : دَفَعَهُ و زَبَنَهُ ،و هو الوَاکِظُ ، ذَکَرَهُ أَبو عُبَیْدٍ فی«المُصَنِّفِ »،کما فی الصّحاح.

و قال اللِّحْیَانِیّ : وَکَظَ عَلَی الأَمْرِ:داوَمَ و ثَبَتَ کوَاکَظَ .

و قالَ مُجَاهِدٌ فی قَوْلِه تَعالَی: ما دُمْتَ عَلَیْهِ قائِماً (2)أَی مُوَاکِظاً ،و نُقِلَ عن اللِّحْیَانِیِّ :فُلانٌ مُواکِظٌ عَلَی کَذا و وَاکِظٌ ،و مُوَاظِبٌ و وَاظِبٌ ،و مُوَاکِبٌ و وَاکِبٌ ،أَی مُثَابِرٌ مُدَاوِمٌ .

و تَوَکَّظَ عَلَیْهِ أَمْرُهُ ،إِذا الْتَوَی ،کتَعَکَّظَ وَ تَنَکَّظَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

مَرَّ یَکِظُه ،إِذا مَرَّ یَطْرُدُ شَیْئاً مِنْ خَلْفِهِ ،و أَوْرَدَهُ الصّاغانِیّ فی العُبَابِ فی«ک ظ ظ » (3)و هُوَ غَلَطٌ ،و قد نَبَّهْنا عَلَیْه هُنَاکَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

ومظ

الوَمْظَهُ ،أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و فِی التَّهْذِیبِ :هی الرُّمَّانَهُ البَرِّیَّه.نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ هکَذَا.

فصل الیاءِ مع الظاءِ

یقظ

الیَقَظَهُ ،مُحَرَّکَهً :نَقِیضُ النَّوْمِ .

قال عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِیز:

و مِنَ النَّاسِ مَنْ یَعِیشُ شَقِیَّا

جِیفَهَ اللَّیْلِ غَافِلَ الیَقَظَهْ

فإِذا کَانَ ذا حَیاءٍ و دِینٍ

رَاقَبَ اللّه و اتَّقَی الحَفَظَهْ

إِنَّمَا النَّاسُ سَائِرٌ و مُقِیمٌ

و الَّذِی سَارَ لِلْمُقِیم عِظَهْ

وَ قَدْ یَقُظَ ،ککَرُمَ و فَرِحَ ،الأُولَی عن اللِّحْیَانَیّ ، یَقَاظَهً و یَقَظاً ،مُحَرَّکَهً ،و کَذلِکَ یَقَظَهً مُحَرَّکَهً ،و زَادَ فی المِصْبَاحِ :

یَقَظَ ،«بفَتْحِ القافِ »،أَی کضَرَبَ ،و لَمْ یذْکُر الضَّمَّ ،و هو غَرِیبٌ ، و قد اسْتَیْقَظَ :انْتَبَهَ .

و رَجُلٌ یَقظٌ ،کَندُسٍ و کَتِفٍ (4)،کِلاهُمَا علی النَّسَبِ ، أَی مُتیَقِّظٌ حَذِرٌ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قَدْ ذَکَرَهُ ابنُ السِّکِّیتِ (5)فی باب فَعُلِ و فَعِلِ قالَ :رَجُلٌ یَقُظٌ و یَقِظٌ ،إِذا کان مُتَیَقِّظاً کَثِیرَ التَّیَقُّظِ ،فیهِ مَعْرِفَهٌ و فِطْنَهٌ ،و مِثْلُه عَجُلٌ و عَجِلٌ ،و فَطُنٌ و فَطِنٌ . و رَجُلٌ یَقْظَانُ مِثْلُ سَکْرَانَ ،ج: أَیْقَاظٌ .

و أَمَّا سِیبَوَیْه فقالَ :لا یُکَسَّرُ یَقُظٌ لقِلَّهِ فَعُلٍ فی الصِّفات، و إِذا قَلَّ بِناءُ الشَّیْ ءِ قَلَّ تصَرُّفُه فی التَّکْسِیرِ،و إِنّمَا أَیْقاظٌ عِنْدَهُ جَمْعُ یَقِظٍ ،لأَنَّ فَعِلاً فی الصِّفاتِ أَکْثَرُ مِنْ فَعُلٍ .

و قالَ ابنُ بَرِّیّ :جَمْعُ یَقِظٍ أَیْقَاظٌ و جَمعُ یَقْظانَ یقاظٌ ، و هی یَقْظَی و ج: یَقَاظَی ،و الاسْمُ الیَقَظَهُ «مُحَرَّکَهً ».و فی العُبَابِ :و امْرَأَهٌ یَقْظَی ،و رِجَالٌ و نِسْوَه أَیْقاظٌ (6).قال رُؤْبَهُ :

و وَجَدُوا إِخْوَتَهُم أَیْقاظَا

و فِی التَّنْزِیل العَزِیز: وَ تَحْسَبُهُمْ أَیْقاظاً وَ هُمْ رُقُودٌ (7)و نِسَاءٌ یَقاظَی .

و مِنَ المَجَازِ: اسْتَیْقَظَ الخَلْخَالُ و الحَلْیُ ،أَیْ صَوَّتَ ،

ص:499


1- (1) ذکره ابن الاثیر فی وقط ،قال:و یروی بالظاء بمعناه،و لم یرد فی النهایه فی«وقظ »و انظر الفائق 177/3.
2- (2) من الآیه 75 من سوره آل عمران. [1]
3- (3) و التکمله أیضاً،و فیها:وکظَّه:طرده.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و ککتفٍ .
5- (5) انظر إصلاح المنطق ص 99.
6- (6) و فی الأساس:رجل یقظان و امرأه یقظی،و قوم أیقاظ .
7- (7) سوره الکهف الآیه 18. [2]

کَما یُقَالُ :نامَ ،إِذا انْقَطَعَ صَوْتُه مِنْ امْتِلاَءِ السّاقِ ،قال طُرَیْحٌ :

نَامَتْ خَلاخِلُهَا و جَالَ وِشَاحُهَا

و جَرَی الوِشَاحُ عَلَی کَثِیبٍ أَهْیَلِ

فاسْتَیْقَظَتْ مِنْهُ قَلائِدُهَا الَّتِی

عُقِدَتْ عَلَی جِیدِ الغَزالِ الأَکْحَلِ

و أَبُو الیَقْظَانِ :عَمَّارُ بنُ یاسِرٍ،رَضِیَ اللّه عَنْهُما، صَحَابِیٌّ ،و أَبُوهُ کَذلِکَ لَهُ صُحْبَهٌ ،و قد مَرَّ للْمُصَنِّف فی «ی س ر».

و أَبو الیَقْظَانِ :عُثْمَانُ بنُ عُمَیْرِ بنِ قَیْسٍ البَجَلِیُّ الکُوفِیُّ تَابِعِیُّ .

و أَبو الیَقْظانِ :کُنْیَهُ الدِّیکِ .

و یَقَّظَه تَیْقِیظاً ،و أَیْقَظَهُ إِیقاظاً : نَبَّهَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

استَیْقَظَهُ : أَیْقَظَهُ .قالَ أَبُو حَیَّه النُّمَیْرِیّ :

إِذا اسْتَیْقَظَتْهُ شَمَّ بَطْناً کأَنَّهُ

بِمَعْبُوءَهٍ وافَی بِها الهِنْدَ رَادِعُ

و تَیَقَّظَ مِنْ نَوْمِهِ :تَنَبَّه.

و الیَقْظَهُ ،بسُکُونِ القَافِ :لُغَهٌ فی التَّحْرِیکِ ،قال التِّهَامِیّ :

العَیْشُ نَوْمٌ و المَنِیَّهُ یَقْظَهٌ

و المَرْءُ بَیْنَهُمَا خَیَالٌ سَارِی

و الأَکْثَرُونَ عَلَی أَنَّهُ ضَرُورهُ الشِّعْرِ،و قال أَبو عَمْرٍو،إِنَّ فُلاناً لَیَقِظٌ ،إِذا کانَ خَفِیفَ الرَّأْسِ .و یُقَالُ :ما رَأَیْتُ أَیْقَظَ منه.و هو مَجَازٌ.

و تَیَقَّظَ فُلانٌ لِلْأَمْرِ،إِذا تَنَبَّهَ لَهُ ،و قد یَقَّظْتُه .و هو مَجَازٌ.

و رَجُلٌ یَقْظَانُ الفِکْرِ و مُتَیَقِّظُهُ و یَقِظُهُ (1)،و هو یَسْتَیْقِظُ إِلَی صَوْتِهِ ،کُلُّ ذلِکَ مَجَازٌ.

و قالَ اللَّیْثُ :یُقَالُ لِلَّذِی یُثِیرُ التُّرَابَ :قد یَقَّظَهُ ،إِذا فَرَّقَهُ ،و أَیْقَظْتُ الغُبَارَ:أَثَرْتُه،و کَذلِکَ یَقَّظْتُه تَیْقِیظاً .قالَ الأَزْهَرِیُّ :هذا تَصْحِیفٌ و الصَّوابُ بَقَّطَ التُرَابَ تَبْقِیطاً،و قد ذُکِرَ فی موضعه،و تَبعَ الزَّمَخْشَرِیُّ اللَّیْثَ فی إِیقَاظِ الغُبَارِ بِمَعْنَی الإِثَارَهِ (2).

و یَقَظَهُ :اسْمُ رَجُلٍ ،و هو أَبُو مَخْزُومٍ یَقَظَهُ بنُ مُرَّهَ بنِ کَعْبِ بنِ لُؤَیِّ بنِ غالِبٍ ،و فیه یَقُولُ الشّاعِرُ:

جاءَت قُریشٌ تَعُودُنِی زُمَراً

و قَدْ وَعَی أَجْرَهَا لَها الحَفَظَهْ

و لَمْ یَعُدْنِی سَهْمٌ و لا جُمَحٌ

و عَادَنِی الغُرُّ مِن بَنِی یَقَظَهْ

لا یَبْرَحُ العِزُّ فِیهِم أَبَداً

حَتَّی تَزُولَ الجِبَالُ مِنْ قَرَظَهْ

و أَبُو الیَقْظَانِ :عَمّارُ بنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِیُّ ،ابنُ أُختِ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ ،مُحَدِّثٌ .

هذَا آخِرُ حَرْفِ الظاءِ ،و به تَمَّ نِصْفُ الکِتَاب من القامُوسِ المُحِیط ،و القابُوسِ الوَسِیطِ ،و إِلی اللَّهِ أَجْأَرُ فی تَکْمِیلِ نصْفِهِ الثّانِی،بحُرْمَه من أُنْزِلَتْ عَلَیْه السَّبْعُ المَثَانِی،و أَنا أَقُولُ کَما قالَ الجَلال السّیُوطیّ فی آخِرِ سُورَهِ الإسْراءِ مِنْ تَکْمِلَهِ الجَلالَیْن:

حَمِدْتُ اللَّهَ رَبِّی إِذْ هَدَانِی

لِمَا أَبْدَیْتُ من عَجْزِی و ضَعْفِی

و مَنْ لِی بالخَطَا فَأُرَدَّ عَنْه

و مَنْ لِی بالقَبُولِ و لو بحَرْفِ

هذا و أَنَا فی زَمَنٍ لَمْ أَصِلْ بصَافٍ مَعِینٍ ،و لا مُصَافٍ مُعِینٍ ،و الحَمْد لِلَّهِ تَعالَی وَحْدَهُ ،و صَلَّی اللَّهُ عَلَی خَیْرِ خَلْقِه،مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ و آلِهِ و أَزْوَاجِهِ و ذُرَّیَّتِهِ ،و سَلَّم تَسْلِیماً کَثِیراً إِلَی یَوْمِ الدِّینِ ،و حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ و لا حَوْلَ و لا قُوَّهَ إِلاَّ باللَّهِ العَلِیِّ العَظِیمِ (3).

ص:500


1- (1) فی الأساس:و یَقِظٌ و یَقُظٌ .
2- (2) عباره الأساس:و أیقظ التراب،و یقظه:أثاره،و قال الحماسی: إذا نحن سرنا بین شرق و مغرب تحرک یقظان التراب و نائمُهْ .
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«کتب الشارح هنا ما نصه:نجز ذلک علی ید مؤلفه الملتجئ إلی عفوه سبحانه محمد مرتضی الحسینی عفا اللّه عنه بمنه و کرمه فی نهار الجمعه بعد الزوال لخمس خلون من شعبان سنه 1284 بمنزله فی عطفه الغسال بمصر حرسها اللّه تعالی آمین.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

المقدمة:
تأسّس مرکز القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان بإشراف آیة الله الحاج السید حسن فقیه الإمامي عام 1426 الهجري في المجالات الدینیة والثقافیة والعلمیة معتمداً علی النشاطات الخالصة والدؤوبة لجمع من الإخصائیین والمثقفین في الجامعات والحوزات العلمیة.

إجراءات المؤسسة:
نظراً لقلة المراکز القائمة بتوفیر المصادر في العلوم الإسلامیة وتبعثرها في أنحاء البلاد وصعوبة الحصول علی مصادرها أحیاناً، تهدف مؤسسة القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان إلی التوفیر الأسهل والأسرع للمعلومات ووصولها إلی الباحثین في العلوم الإسلامیة وتقدم المؤسسة مجاناً مجموعة الکترونیة من الکتب والمقالات العلمیة والدراسات المفیدة وهي منظمة في برامج إلکترونیة وجاهزة في مختلف اللغات عرضاً للباحثین والمثقفین والراغبین فیها.
وتحاول المؤسسة تقدیم الخدمة معتمدة علی النظرة العلمیة البحتة البعیدة من التعصبات الشخصیة والاجتماعیة والسیاسیة والقومیة وعلی أساس خطة تنوي تنظیم الأعمال والمنشورات الصادرة من جمیع مراکز الشیعة.

الأهداف:
نشر الثقافة الإسلامیة وتعالیم القرآن وآل بیت النبیّ علیهم السلام
تحفیز الناس خصوصا الشباب علی دراسة أدقّ في المسائل الدینیة
تنزیل البرامج المفیدة في الهواتف والحاسوبات واللابتوب
الخدمة للباحثین والمحققین في الحوازت العلمیة والجامعات
توسیع عام لفکرة المطالعة
تهمید الأرضیة لتحریض المنشورات والکتّاب علی تقدیم آثارهم لتنظیمها في ملفات الکترونیة

السياسات:
مراعاة القوانین والعمل حسب المعاییر القانونیة
إنشاء العلاقات المترابطة مع المراکز المرتبطة
الاجتنباب عن الروتینیة وتکرار المحاولات السابقة
العرض العلمي البحت للمصادر والمعلومات
الالتزام بذکر المصادر والمآخذ في نشر المعلومات
من الواضح أن یتحمل المؤلف مسؤولیة العمل.

نشاطات المؤسسة:
طبع الکتب والملزمات والدوریات
إقامة المسابقات في مطالعة الکتب
إقامة المعارض الالکترونیة: المعارض الثلاثیة الأبعاد، أفلام بانوراما في الأمکنة الدینیة والسیاحیة
إنتاج الأفلام الکرتونیة والألعاب الکمبیوتریة
افتتاح موقع القائمیة الانترنتي بعنوان : www.ghaemiyeh.com
إنتاج الأفلام الثقافیة وأقراص المحاضرات و...
الإطلاق والدعم العلمي لنظام استلام الأسئلة والاستفسارات الدینیة والأخلاقیة والاعتقادیة والردّ علیها
تصمیم الأجهزة الخاصة بالمحاسبة، الجوال، بلوتوث Bluetooth، ویب کیوسک kiosk، الرسالة القصیرة ( (sms
إقامة الدورات التعلیمیة الالکترونیة لعموم الناس
إقامة الدورات الالکترونیة لتدریب المعلمین
إنتاج آلاف برامج في البحث والدراسة وتطبیقها في أنواع من اللابتوب والحاسوب والهاتف ویمکن تحمیلها علی 8 أنظمة؛
1.JAVA
2.ANDROID
3.EPUB
4.CHM
5.PDF
6.HTML
7.CHM
8.GHB
إعداد 4 الأسواق الإلکترونیة للکتاب علی موقع القائمیة ویمکن تحمیلها علی الأنظمة التالیة
1.ANDROID
2.IOS
3.WINDOWS PHONE
4.WINDOWS

وتقدّم مجاناً في الموقع بثلاث اللغات منها العربیة والانجلیزیة والفارسیة

الکلمة الأخيرة
نتقدم بکلمة الشکر والتقدیر إلی مکاتب مراجع التقلید منظمات والمراکز، المنشورات، المؤسسات، الکتّاب وکل من قدّم لنا المساعدة في تحقیق أهدافنا وعرض المعلومات علینا.
عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.